16-06-19, 03:57 AM
| #1 | ||||
 
|  رواية لحن مفقود * مكتملة * السلام عليكم أحبائي.....أدام الله عليكم إبداعاتكم المتميزة في هذا المنتدى الأكثر من رائع...لقد تابعت الكثير من الأعمال فيه وجميعهم حازوا على أعجابي التام ورضاي...وأتمنى لكم كل التوفيق...كما أن القراءة في هذا المنتدى أثارت شجني كي أمارس هوايتي الحبيبة وهي الكتابة..فأحببت أن أشارك في هذا الصراح الأكثر من رائع....بروايتي(لحن مفقود)وأتمنى أن تنال أعجابكم...وفي انتظار أرائكم... همسة بيجونيا الرواية حصرية لمنتدى روايتي  المقدمة على البساط المرمري تهادت بفستانها الأبيض وكأنها منحوتة رقيقة صنعت للنظر إليها فقط ...مع تحذير منقوش على وجهتها بعدم اللمس وإلا تفتت بين يديك من شدة هشتها......متأبطة ذراع والدها يكاد يسمع سرعة تنفسها من على بعد أميال من توترها الملحوظ للجميع.....وفي نهاية الممر رأته وتجرأت على رفع عينيها إليه...وحين رأت قوة اللمعة في عينيه تلبسها الخجل وتضجرت خدودها بالأحمر القاني....فأسرعت تبعد وجهها عنه ونظرت لوالدها سر حبها للحياة ...نظرة مليئة بالشكر والامتنان لما قدمه لها بلا شروط أو مقابل...وعندما انتهى المشوار المدمر لأعصابه في انتظارها قدمها والدها إليه مع توصيات عديدة بالمحافظة عليها ..... اقترب منها ورفع طرحة وجهها فاسبلت أهدابها.....أهداها قبلة عميقة على جبينها وقال أخيرااااا.....لا أصدق بأنك اليوم أصبحتِ زوجتي...وستأتي معي إلى بيتنا...كي تزينيه بوجودك ياغنوة قلبي) أرادت الرد عليه بأي شيء فلم تستطع وأخذت تضغط على شفاهها من شدة الخجل...ولكنها في النهاية أهدته ابتسامة لو رأها فنان ذات ذوق خاص لتحاكت لوحاته بها ولسنوات...ابتسامة خلبت لبه ولب الحاضرين من جمالها الشديد......ياألهي كم هي فاتنة وستقتله في يوم ماx بابتسامتها تلك........مد يديه اليمنى إليها يدعوها لافتتاح رقصتهم الأولى في حفلهم المنشود.....حيث إنها الرقصة التي عذبته في التدريب عليها حتى يتقنها مثلها ويكون بارع فيها ولا تصدر عنه أي أخطاء أثناء أدائها في عرسهم....واكب خطواتها التي حفظها عن ظهر قلب وشعر أنه يحلق معها في السماء على بساط من العشق الخالص....محاط بغمامة فصلته عن العالم أجمع....ولا يشعر سوى بها فقط محبوبته الوحيدة التي أهدته السعادة في كؤوس ليتلذذ بها وعلى مهل.... ومن يعط هذا الاحساس الفريد سواها هي......غنوة..... في فجر اليوم التالي.... تأفف أثناء نومه من المزعج الذي صمم على استيقاظه من النوم الذي ناله بعد ليالي طويلة من الأرق .....استطاع أن يصل للهاتف بصعوبة وفي داخله يقسم أنه حين يعرف من المتصل سيقتله وستكون أداة القتل المناسبة هي الهاتف الذي يعبث به الآن... رفع الهاتف وقال بلهجة غاضبة ناعسة من؟!) فرد عليه مرحبا سيد جاسم ...معك رئيس المباحث جمال منصور ..اعتذر عن ألحالي في الاتصال ولكننا نريدك لأمر هام يخص أخاك سامر وزوجته ومن الأفضل أن تأتي في الحال لمشفى(.....) بدون رد أغلق الهاتف وقام بوضع ملابسه بأي شكل كان وخرج على عجلة وبعد عشرين دقيقة كان في المشفى ...وكل مايجول في تفكيره ماذا حدث!!! لقد ترك أخاه منذ ساعات قليلة فقط برفقة زوجته في منزلهم وكانوا في غاية السعادة ...... استقبله رئيس المباحث فسأله بتوتر ملحوظ ماذا حدث ؟؟وأين سامر وغنوة؟) رد مفسرا لا نعلم ماذا حدث معهم بشكل واضح..فقد جاءنا اتصال من أحد الجيران يبلغ عن وجود زوجين مصابين بطلق ناري ....وحاليا الزوج والزوجة في غرفة العمليات ونحن في انتظار خروج الطبيب للاطمئنان عليهم) كل هذا الكم من المعلومات المتوارية كادت أن تفقده عقله دفعة واحدة.. وبعد وقت ليس بقليل خرج طبيبين من الغرفة فقال أحدهم متأسفا اعتذر لما سأقوله..لقد بذلنا كل استطاعتنا لكننا فقدنا الزوج.... والزوجة بين الحياة والموت وسيتم نقلها للعناية المركزة ....أنا آسف لذلك) ويالها من عبارة باردة قد يسمعها المرء في وقت يقف فيها السمع بشكل تام عند كلمة واحدة فقط وهي الفقد... موعد تنزيل الفصول يوم الثلاثاء مساءً روابط الفصول المقدمة .... اعلاه الفصل الأول .... بالأسفل الفصول 2، 3، 4، 5، 6 الفصل 7 ج1 الفصل 7 ج2 الفصل 8 الفصل 9 الفصل 10 الفصل 11 الفصل 12 الفصل 13 الفصل 14 الفصل 15، 16 ج1 نفس الصفحة الفصل 16 ج2 الفصل 17 ج1 الفصل 17 ج2 الفصلان 18، 19 الفصل 20 الفصول 21، 22، 23، 24 نفس الصفحة الفصول 25، 26، 27 نفس الصفحة الفصل 28 الفصل 29، 30 نفس الصفحة الفصل 31 الفصل 32 الفصل 33 الفصل 34 ج1 الفصل 34 ج2 الفصل 35 الفصل 36، 37 نفس الصفحة الفصل38 الفصل 39، 40 الأخير التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 09-09-20 الساعة 11:03 PM | ||||
|  |
|
16-06-19, 09:57 AM
| #2 | ||||
| اشراف القسم 
|  اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ... للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها https://www.rewity.com/forum/t285382.html كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t313401.html رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك https://www.rewity.com/forum/t6466.html واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ... (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti ) اشراف وحي الاعضاء | ||||
|
| |
|
16-06-19, 10:01 AM
| #3 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي  
| اهلا بك وباول خطواتك معنا وان شاء الله تجدين النجاح مقدمه مشوقه لاتقولي ان العريس هو من مات والعروس هي من بقيت بين الحياة والموت بشوق لنعرف سرهما من فعلها ؟ هما او غريب دخل عليهما ؟ | |||||||
|
| |
|
16-06-19, 05:05 PM
| #5 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي 
| مقدمة فعلا مشوقة وأسلوب جميل...متابعة معاك بإذن الله.. وبالتوفيق | ||||||
|
| |
|
16-06-19, 09:40 PM
| #6 | ||||
| رواية لحن مفقود مساؤكم معطر أحبائي...تشرفت حقا بوجودي بينكم أعضاء شبكة روايتي...وسأقوم بإذن الله بتنزيل فصول روايتي(لحن مفقود) يوم الأحد مساءً....وأترككم مع أول فصل من فصول الرواية لتتعرفوا على أبطالي وأتمنى أن تنال أعجابكم...وفي انتظار أراؤكم.. الفصل الأول في ساعة العصر وكما يطلق عليها عامة الشعب ساعة الازدحام الجماعي... استطاعت وبعد معاناة يوم كامل في الجامعة وعملها....الصعود للحافلة قبل رحيلها...زفرت براحة وانتصار وزهوة النصر اشتعلت بداخلها وكأنها حازت على المركز الأول بلا منازع في السباق المارثوني اليومي...... تطلعت داخل الحافلة لعل باقي معجزتها تتحقق وتجد مكان للجلوس ولكن للأسف ازداد سقف طموحتها هنا...وصلت لمنطقة فارغة إلى حد ما وهي تتنهد وتفكر فيما يننظرها في المنزل من أعمال تخص مشروع تخرجها من الجامعة وأيضا ماعليها انجازه من اعلانات وكلت بها في العمل...وفي خضم تفكيرها لم تشعر سوى بيد سمجة تمتد على طول ظهرها فانتفضت وهي تبتعد عنها لأقصى مكان ولكنه من الوقاحة بحيث استغل اهتزاز الحافلة واقترب منها أكثر من اللازم .....فألجلت بصوتها للسائق وطلبت النزول من الحافلة....وتنفست الصعداء من تخلصها منه ولكن في داخلها تتمنى لو أبدت رد فعل أجرأ من ذلك ولكنها تعلم بشكل جيد تبعات ذلك ...لقد قامت بتجربتها مرة والنهاية كانت كارثية فحين أنكر الرجل فعلته انتقل أصبع الاتهام اليها ...بأنها هي من تريد لفت الانظار إليها...نظرا لما تمتلكه من جمال باهر ....فمن الظلم ألا يلاحظ الجميع هذا الجمال...نظرية فاشلة لأشخاص لايستطيعون التفرقة بين الحق والباطل او بين الظالم والمظلوم.....وعن أي جمال يتحدثون هؤلاء الأشخاص فقد أصبح في هذا الزمن نقمة لمن امتلكها...وهذا الجمال الملفت المتمثل في عيون زرقاء وشعر بلون سنابل القمح حين تتلسط عليها ضوء الشمس...الذي ورثته عن جدتها رحمها الله لايساعد على الأطلاق في حجب الأنظار عنها....أصدرت تنهيدة عميقة تنم عن راحتها فأخيرا وصلت لمنزلها الواقع في أحد الحارات البسيطة التي مهما دار عليها الزمن ستظل على بساطتها.....بساطة ستظل تبعث في نفسها دائما الراحة والأمان والاطمئنان....فهذه الأشياء لاتحصل عليها سوى هنا...... وكأنها بعد كل جهد اليوم تصل في النهاية لمرسها.....ولا يقابلها فيه سوى معاناة واحدة فقط وهي الصعود على السلالم الغير مستوية...ولجت لشقتهم فاستقبلها صوت والدتها وهي تقول(أخيرا وصلتِ يمن..هيا أغتسلي ووافيني على الفور أريد مساعدتك لتجهيز الطعام فأباك ومعاذ في الطريق...هيا أسرعي يافتاة) ابتسمت وانحنت امام والدتها بطريقة مسرحية وهي تقول ببشاشة (حسنا مولاتي لقد وصلت الجنية يمن وستلبي كل أمانيكم) بادلتها أمها الابتسامة وهي تقول(حسنا أيتها العفريتة هيا أسرعي) دخلت وبدلت ثيابها وعقلها يفكر بشكل جدي لما لايجعلون في اليوم الواحد ثماني وأربعين ساعة حتى تستطيع الانتهاء من كل ماوكلت به من مهام لا يسعها الأربع وعشرين ساعة..... ********************************* تطلع إلى بعض المستندات أثناء سيريه في أروقة شركة المقاولات الكبرى التي تعين فيها منذ أشهر قليلة فعقب تخرجه من كلية الهندسة بتقدير امتياز استمر في البحث والركض والعمل في أعمال لاتخص مجاله وتخصصه بصله حتى أكرمه ربه بعد عدة سنوات بهذه الشركة .....واستطاع بجهده وعمله الدؤوب أن يكسب ثقة مدرائه وحبهم الشديد إليه...حتى أطلقوا عليه رجل المهمات الصعبة وذلك لقدرته على حل المشكلات المتعسرة قبل وصولها لمالك الشركة....انغمس في القراءة ولم ينتبه لمن يخرج من أحدى الغرف الجانبية فارتطم به بقوة جعلت الأوراق وحقيبة أنثوية أنيقة يهون على الأرض.....وكادت أن تفقد توازنها وتسقط أرضا ولكنه انقذها بالامساك بمرفقها..وبعد أن استعادت توازنها....نفضت ذراعها باشمئزاز واضح .....وواجهته الفتاة بغضب اعتمل صدرها وهي تقول (أيها الأحمق....الأعمى..... ألا ترى أثناء سيرك) تلجم لسانه أمام وقحتها فهي لم تسمح له حتى بفرصة للاعتذار كان سيقدمها لها قبل هذه الاهانة ....ازدادت سرعة تنفسه بعد مانعتته به هذه الوقحة فرد عليها(يالك من فتاة وقحة !!لو استطعتِ الانتظار قليلا فقط لكنت قدمت اعتذاري لكِ قبل أن تنثرِ السموم من فمك دون تأخير) تخضب وجهها باللون الاحمر من شدة الغضب الذي أصابها فهمست وهي تكز على أسنانها(أنت كيف تجرؤ؟؟ كيف تجرؤ؟؟؟ سأريك من أنا..انت ياهذا محول للتحقيق وذلك لتعديك اللفظي على من هم أعلى رتبة منك..وبعدها تقوم بتصفية حسابك من شئون العاملين...لم يعد لك مكان في شركة راقية مثل هذه...فأنت بحاجة إلى العمل في سوق شعبي كي تمرح فيه مستخدما ألفاظك النابية بحرية) تدخل أحد المدراء أثناء مروره فقد علم بالاشتباك الذي حدث ومع من!فأخذ بالدعاء للموظف الذي وقع أضحية لابنة مالك الشركة (رؤى البلتاجي) عندما وصل المدير إلى مكان الاشتباك حيث تجمع حولهم عدد لابأس به من الموظفين تكلم بصوت مرتعش ومتوتر لحد كبير(ماذا يحدث هنا أنستي؟) ردت بنبرة قوية مازلت مسيطر عليها الغضب والسخط والكثير من الاشمئزاز(هذا الشخص يستلم حسابه كاملا ويرحل من هنا فورا لا أريد رؤية أمثاله في أروقة الشركة) وقبل أن يرد عليها معاذ بما تستحقه وهذا ما استشعره المدير فتدخل محاولا تهدئة الأجواء المشتعلة(رؤى هانم نعتذر منكِ عما بدر منه بدون قصد وعن جهل أيضا..فنرجو عذرك وتسامحك فمعاذ مهندس كفء وتعين هنا منذ فترة قليلة فقط...فنعذره لجهله بكِ وبمكانتك هنا في الشركة ولذلك سيقدم لكِ اعتذاره على مااقترفه في حقك) لم يستطع الصمت أكثر من ذلك ويعلم أنه سيتهور فقال بحدة حاول قدر استطاعته إخفاءها ولكنها ظهرت دون إردته(لاااا....عفوا منك أستاذي..وأشكرك على لافتتك الرائعة لتبرير موقفي وما وضحته في حقي...ولكني لم أخطأ خطئا جسيما .....كنت سأقدم اعتذاري إليهاx لارتطامي بها بلا قصد....لكنها سبقتني وردتها إلي بالاهانة أولا...لذلك نحن تعدلنا ولن أقدم أي اعتذارات...وسأذهب لتصفية حسابي..فهذا أفضل ومناسب إليّ من اعتذار واهٍ لا تستحقه) وقبل أن يعطي فرصة لأي شخص بالكلام أو قول المزيد......تركهم وسلم أوراقه لأحد زملائه الذين كانوا مجتمعين حولهم ....ورحل تاركا خلفه بركان على وشك الانفجار في أي لحظة... ********************************** دخل منزله مستشعرا إرهاق جسده الذي أخذ يأن من كثرة أهلاكه فيهx حيث سخره للعمل والسفر فقط....حتى أنه أصبح لايبالي بساعات نومه بشكل كافٍ...وسؤال واحد يدور في خلده إلى متى؟؟؟ نعم لقد خسر عليه الاعتراف بذلك وخسارته خسارة فادحة فهو لم يخسر أخ صغير فقط بل خسر ابنه وحامل أسراره وسر سروره في هذه الحياة..حيث أنه كان الأول بلا منازع من كان يجلب البهجة إلى قلبه ويخرجه من أشد همومه وتأتي من بعده الصغيرة تغريد ببشاشتها التي تختصها لهم وضحكاتها الرقيقة الغير متكلفة ورغم صغر سنها إلا أنها اتسمت بعقلها الراجح الذي جعلها تختلف عن بنات جيلها جملة وتفصيلا.... فأصبحت الصغيرة في معظم الأحوال تنقض تصرفات سامر فصار التوافق بينهما محدود ولكنها رغم ذلك أحبته وبشدة فيكفي رؤية حزن الفراق في عينيها والذنب الذي حملته على عاتقها لأنها لم تظهر له كم أحبته....وتفتقده كثيرا في هذا الحياة التي فقدت نكهتها ورونقها بعد فقده..... مر عام كامل على وفاته...... مر عام دون أن يراه... مر عام دون أن يسمع صوت ضحكاته وسخريته المبطنة لأي شيء يدور حوله...مر عام دون وجوده حوله ملحا عليه كي يجد له مخرج لمصائبه المعتادة.... مازال يمني نفسه كل صباح أن يراه أو يسمع صوته..لم يستطع حتى الآن تقبل فكرة أنه فقده حقا وإلى الأبد..... قطع سيل أفكاره نغمة معينة لهاتفه فالتقطه سريعا وقلبه يقرع بشدة كعادة أصبحت تلازمه منذ أن تلقى الاتصال المشئوم ....فرد على عجلة(مرحبا أمي ....هل كل شيء على مايرام) أجابت الأم مطمئنة رغم نبرة الحزن التي اصقلت صوتها(نعم جاسم لاتقلق...كنت أطمئن عليك فقط...وأردت معرفة متى ستعود من سفرك وتأتي إلينا...لقد اشتقت إليك) تنهد براحة وهي يجيب(لقد وصلت للتو إلى منزلي...سأنفض عني تعب السفر وأتي إليكم في الحال.)ثم سألها متحفزا(وهي كيف حالها؟؟) ردت بصوت مكلول وحسرة لن تفارق القلوب(كما هي جاسم...حبيسة غرفتها تكاد لاتتحرك من نفس الوضعية التي نتركها فيها...نحاول بشدة إخرجها من صومعتها ولكنها تتقبل كل محاولاتنا بالفشل دائما..يكاد والدها ييأس من حالها ويستسلم لحالتها تلك)ثم أضافت مقترحة(مارأيك بني حين تأتي تتحدث معاها وتقنعها بالسفر إلى أي مكان لعلها تجد شفاءها فيه) رد وهو يتجنب تلك النغزة التي تضرب قبله كالسهام كلما سأل عنها أو رأى حالتها (حاضر أمي ...سأحاول بإذن الله لا تقلقِ...والآن سأذهب لتغير ملابسي وأتي إليكم) بعد أن ودع أمه تنهد بحيرة وعجز كم يمقت أنه يعجز عن مساعدتها وأخرجها مما هي عليه... او الأخذ بيدها مثلما كان يفعل معاها منذ الصغر... لقد عانت معاناة تهدم أعتى الرجال...وفي ليلة كان من المفترض أن تكون من أجمل الليالي في عمرها ....لكنها في النهاية لعبة القدر... وعليك كأنسان أن تتقبله وتتعامل معه بنفس راضية وصبر واسع....نعم يعلم أنها صغيرة جدا ويافعة للغاية ولكنه يثق أنها تمتلك قلب جسور جعلها تتشبث بالحياة بعد مافقد الأطباء الأمل في استيقاظها من غيبوبتها....وبعد أن استعادت وعيها وشيئا ضئيلا من صحتها تسألت بهسترية عن سامر وأخذت تصرخ صراخ مرير كلما تذكرت ماحدث...وحين علمت أن سامر رحل ولم يعد معهم وتركها للأبد حتى اختفى صوتها فجأة مثلما انجلى فجأة.... وعندما استعان بأكبر الأطباء أجمعوا أن العامل هنا في انقطاع صوتها هو عامل نفسي ولا يرجع لأي سبب جسدي كي يعالج... فهنا تأكد أنه يلزمها علاج لروحها أولا وقبل أي شيء ولكنه يعجز عن الولوج إليها فقد نأتها عنه في مكان ساحق لم يستطع بعد كل هذا الوقت النفاذ للمسها ومداوتها كي تستجمع شتات نفسها....فهي غنوة من استطاعت ببرائتها وحبها للحياة أولا وللموسيقى ثانيا جعل قلوبهم ترقص دائما على طبول البهجة والسرور .....وبعد ماحدث اتقنت حجب نفسها وقتل هذه الغنوة حتى لو كان جسدها معهم ستظل روحها هائمة في الفضاء تبحث عن شخص واحد فقط ....سامر..... *********************************** استرخى على مقعده وأغمض نصف عينيه وراقب بنظرات باردة وحانقة الحركات المبتذلة التي تقوم بها حبيبته الحالية لإغرائه...ولا تعلم أنه أبعد مايكون عن الإغراء...يالها من فتاة مملة وباردة حتى وهي ترتدي ملابس مبتذلة الذوق تظهر أكثر ما تخفي....أدار وجهه بضيق وبعد عينيه عن هذه الرؤية المؤلمة للنظر....ماكان عليه الإصغاء لإلحاح صديقه حين عرض عليه الحضور لحفلة لم الشمل كما أطلقوا عليها من ضمن حفلات كثيرة تقام بمسمى وبلا مسمى....لقد أراد التغيير حقا بعد التوتر والضغط الذي عاشه الفترة الماضية بين قلق مستمر على أخته غنوة وبين فقد لصديق عمره...سامر....أراد الخروج من هذه الدائرة المليئة بالحزن والوجع والعويل...وياليته مافعل فها هي فتاته أرادت الترفيه عنه بعد ماقرر أخيرا الخروج والاستمتاع معهم فأدخلته في دائرة مليئة بالملل والاختناق....ترك مجلسهم وخرج لردهة الفيلا الضخمة التي تقام فيها الحفلة.......واستنشق كمية كبيرة من الهواء كي يهدأ ضيقه الذي زاد مما رأه في الداخل..... مد يديه في جيب سرواله وأخرج سيجارة وقام بإشعالها بقدحته الذهبية....ونظر في وجه الحضور من وسط دخانه....هذا يرقص مع صديقته بطريقة ماجنة دون أن يبالي بالنظرات الجائعة حوله لأخذ دورهم القادم بلا محالة....وهذه فتاة تمرح مع أصدقائها وتدخن سيجارة ليست بريئة على الاطلاق وأيضا لاتبالي... فانتشروا في هذا المكان دون أن يحملوا هم للغد ولما يحملوا وكل أمانيهم تلبى حين يشيروا فقط بأصبعهم الصغير....و عليه الاعتراف أن هذا العالم هو عالمه أيضا الذي ترعرع فيه ووضع فيه بصمته وقوانينه التي ستظل عالقة معهم مهما بعد ....فهو كما لقبه الجميع بلا استثناء الكازانوفا الخاص بهم.... ولكن كزانوفا يصعب إرضاؤه بسهولة...فهو سريع الملل يعلم جيدا قيمة نفسه وقيمة مركزه العائلي في المجتمع ليس غرور فحسب ولكنه يحب تجريد الحقائق دون مراوغة وكذب على الذات...كحقيقة أنه ملّ من حبيبته الحالية ويريد التغيير حقا.....وكأنها استمعت لصوت اعترافه الداخلي..... فاحتضنته من ظهره وتحدثت بميوعة مقصودة ودلال مقزز لأذنه في الوقت الحالي(عمار...لماذا رحلت وتركتني بمفرديx في الداخل ؟!لقد كنت أرقص لأجلك) نفض ذراعها عن جسده والتف إليها ونظر إليها نظرة ألجمتها هذا هو عمار غامض حين يريد ومنفتح حين يريد ....وهذا هو سر الانجذاب إليه كزهرة ضخمة تبهرك بجمالها ورونقها وحين تقترب منها للمسها تكتشف بعد ابتلاعك أنها زهرة قاتلة وكان يجب من البداية الحذر والبعد عنها...ولكن بعد فوات الأوان قال بعد أن تغيرت نظراته المرعبة لنظرة ساخرة(حبيبتي لو أنا رفضت ماتعرضيه...فهناك الكثير حولك يقبلون .....هذه هي الحياة هنا فلا تيأسِ واستمري في البحث بشكل أفضل) ردت وهي ترمش بإرتباك ظاهر(ماذا تقصد بما تقول؟؟) قال وعينيه لاتفارقهما نفس النظرة الساخرة(هياااا لاتكونِ مملة هكذا..فتجعليني أعيد كلام يفهم من عنوانه....فأنتِ كما تعلميx لا أحب أن أؤدي دور المحاضر اللطيف.....ولكن من أجل رقصتك الرائعة التي أديتيها قبل قليل سأوضح لكِ.....لقد مملت من هذه العلاقة ولا أريدها.... والأن الوداع راقصتي الشقية...لقد انتهت الحفل بالنسبة لي) ثم غمز لها ورحل وهو يتنفس الصعداء من تخلصه منها أخيرا.... فأقسمت بأغلظ الأيمان أنها ستجعله يندم وستكون هي من كسرت غرور العالم الذي تجمع في اسم واحد وهو...(عمار الهواري).... أما هو فأثناء سيره للوصول لسيارته ......أخذه تفكيره أن كازانوفا الآن بلا حبيبة وعليه الفترة القادمة أن يبحث عن واحدة جديدة ولكن يتوفر فيها شرط مهم وهو ألا تكون مملة مثل حبيبته السابقة..... ************************************** (لقد غفا) جسده تمرد عليه وسقط صريع التعب والألم...وماجعله يستيقظ هو صوت جرس الباب الذي أخذ يلح عليه كي يخرج من غيبوبته المؤقتة ..انتفض في نومته على الأريكة وهو بكامل ملابسه...وقف على قدميه وسار في اتجاه الباب وهو يجلي بصوته ويقول(قادم...قادم) ومثلما توقع ومن يكون بهذا الاصرار كي يقطع عليه كل اللذات التي يحصل عليها في حياته...اعتدل في وقفته وهو يرفع أصبعه أخيرا الذي تم طبعه على جرس بابه... قال وهو يتنهد(ماهذا يارجل....هل ذهبت للنوم في كهف...ثم أن والدتك في غاية القلق عليك....لقد اتصلت بك عشرات المرات ...فلم تجد رد فاتصلت بي كي انقذك من هلاكك المحقق...وقالتها لي بالحرف الواحد..انقذه يامجاهد لقد قال أنه قادم بعد قليل ومر خمس ساعات ولم يأت...فانقذه أرجوك) ضحك جاسم بتسامح على أمه التي أصبح قلقها يشبه قلقها حين كانوا أطفال صغار للغاية بل وأكثر من ذلك.....وهل يلومها ؟! أفسح الطريق لمجاهد وهو يقول(لقد غفيت من كثرة التعب ولم أشعر بأي شيء حولي ولولا أصبعك الذي أخذ من جرس الباب ملجأه ماكنت استيقظت اليوم نهائيا)ثم أضاف وهو يدخل غرفة نومه(سأبدل ملابسي وأخذ حماما...وأنت أفعل شيء مفيد كصنع افطار متأخر لي مع بعض العصير الطازج) رد مجاهد بتزمر وعبوس(لقد أتيت لانقاذك يارجل حتي أني جهزت سلاحي لأشن غارة على من قام باختطافك وأنت تطلب مني الأن تحضير فطور متأخر...يالك من رجل مثبط للعزيمة) ضحك جاسم وهو يقول(نعم هذا هو أنا وأنت صديقي ومن المفترض بعد حادثة اختطافي المزعوم التي ابتدعتها أمي أن تنقذ صديقك بفطور هيا هيا وأنا لن أتأخر....ولا تنس الاتصال بأمي كي تطمئنها وإلا ستشن هي علينا غارة من نوع آخر ونجد شخص ثالت هنا معنا يبحث عنا) خرج من الحمام ومنشفة حول خصره ثم قام بإبدال ملابسه بأخرى مريحة سويت شيرت وسروال رياضي باللون الأزرق القاتم....وحين خرج من الغرفة وجد ملامح وجه مجاهد تبدلت بشدة فسأله بفطنة وإجابة متوقعة تلوح في الأفق(هل من جديد؟) رد عليه بجدية تامة(جاسم مانبحث عنه منذ عام تقريبا وجدناه وقريبا جدا سيكون بين يدينا قبل وصول الشرطة إليه كما تريد) أتون الغضب اشتعل في صدره حتى أن من يراه في تلك اللحظة لايصدق أنه نفس الشخص الذي كان يتحدث معه منذ قليل فقال له(أريده مجاهد..كما لم أريد شيئا في حياتي...وأنا في استعداد تام لفقد تلك الحياة في سبيل الوصول إليه...لقد عبث في عداد حياتيه حين قرر اللعب مع عائلة البدرواي) | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
