أيها العابرون

[سلسبيل***]

أيها الكرام


لا تحسبوا ان كل من ناصحنا يوما لم يذنب، ولا أن من تكلم عن السعادة سعيد ولا أن من واسانا على مُصابنا لم تزلزله يوما مصيبة، ولا أن من عاتبنا على حزننا لم يطرق الحزن بابه ، و لا أن من طالبنا بالعفو لم يتردد فيه ذات مرة ولا أن من حضنا على صلة الارحام والاقراب لم يشرب من علقمهم ، ولا أن من أوصانا بأولادنا لا يجد المشقة في تربية اولاده ولا أن ........
ولكننا أمرنا بان يحض بعضنا بعضا ويدفع بعضنا بعضا لان المؤمنين كالجسد الواحد ...وهكذا تستمر الحياة ويستمر الخير فينا وتتطهر قلوبنا وتسمو ارواحنا و تتطلع نفوسنا إلى حياة كاملة باقية ليست هنا في هذه الدنيا




هكذا هي الحياة الدنيا دار فناء ليس فيها شيء يكمل الا بشرع الله والسير علي هداه فلن تجدوا الكمال في البشر ولا حتى في أنفسنا ا لتي بين جنبينا ولا في اقرب الاقربين لنا فلن تجدوا كمال الاخلاق فيهم ولا كمال السعادة بينهم إلا بالقدر الذي كتبه الله لنا وقدره علينا وتذكروا ان أكثر الناس بلاء في هذه الدنيا الأنبياء والصالحين ثم الأمثل فالأمثل

إن هذه الدنيا دار ممر و ليست دار مقر ،هي دار عمل وليست جزاء هي دار ابتلاء واختبار وليست دار نعيم فلنتزود منها بما ينفعنا غدا في دار القرار ولنحذر ان تحيد بنا منقصات الحياة او ملذاتها عن الطريق الذي ارتضاه الله لنا
قال عزوجل (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة العنكبوت آية(٦٤) والحيوان أي الدائمة

وقال سبحانه(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )سورة الانعام آية(٣٢)

وابشروا:
فنحن اسعد الناس في هذه الدنيا لان جنة المؤمن في قلبه فاذا صلح القلب بالإيمان الحق صلح الجسد واثمر العمل الصالح واستقامت الحياة ،
قال سبحانه(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)سورة النحل آية(٩٧)

كيف لا نسعد وكيف لا تطيب لنا الحياة ولنا رب كريم رحيم قريب اذا دعونا استجاب واذا سألنا اعطى واذا تُبنا قَبِل واذا شكرنا زاد ،فالحمد الله على نعمة الإسلام والحمد لله على نعمة القرآن وله الحمد على نعمه الظاهرة والباطنة التي لاتعد ولا تحصى له الحمد في الاولى وفي الأخرى كما ينبغي له الحمد حتى يرضى

طِبتم وطابت أيامكم بطاعته تعالى ورضاه

[طيــر]

آما آن لهذا القلب ِ أن يخشع !