آخر 10 مشاركات
مرايا الخريف -ج3 سلسلة زهور الجبل- للكاتبة المبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          بسحر عينيه تاهت افكاري و على ألحانه ذاب قلبي *مميزة&مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          483 - كأنهما غريبان - سارة مورغان ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          465 - المرأة ذات الثوب الأزرق ـ آنجي راي (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          459 - حلم المساء الأخير - هيلين بروكس ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          450 - وردة ضاعت منه - تريش وايلي (عدد جديد) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          [تحميل] يدري إن أسباب ضعفي نظرته يدري إني ما أقاوم ضحكته بقلم/ساكبت العود جميع الصيغ (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لا تلمُني *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Siaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-19, 10:20 AM   #11

الحمراوي

? العضوٌ??? » 447607
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » الحمراوي is on a distinguished road
افتراضي


الجزء الثالث

- "ادخل"
يدخل إريس راكعا أمام العجوز قائلا بلهفة:
- " مولاتي لقد مات الإمبراطور"
- " كنت أتوقع ذلك، فقد فشلت في الدخول لأحلامه الليلة، كنت أحاول أن أثنيه عن خطبة ابنته لماركوس حتى ترتفع حظوظك للظفر بها، لكن الموت سبقني"
- "هل تقترحين علي شيئا يا مولاتي "
- " مع موت الإمبراطور وزواج ماركوس بكاثرين ستزداد صعوبة إحضارها إلى هنا، أنت تعلم جيدا أن طقوس إحلالي في جسمها يجب أن تمارس في الكهف، ماركوس إذا تزوج كاثرين فسيعلن نفسه إمبراطورا، وستصبح كاثرين سجينة القصر ولن تخرج منه إلا بصحبته، لن تستطيع إحضارها في هذه الحالة، إذن مهمتك الآن ستكون إفشال زواجهما وهذا أمر سهل."
- "سهل؟ كيف يا مولاتي؟ "
- " كاثرين تحبك "
أطلت نظرة من السعادة من أعين إريس قائلا
- " كاثرين؟ تحبني؟ أنا؟"
- " أجل، لقد زرتها في المنام في صفة وصيفتها وتحدثت معها، حبها لك سيسهل مهمتك ، لكن هناك أمر آخر ليس في صالحنا "
سألها باهتمام : " وما هو يا مولاتي؟"
- " أنت أيضا تحبها يا إريس، الحب إحساس جميل لن ألومك عليه، لكن إن أثر في أداءك لمهمتك فسيكون عقابي قاسيا،تذكر، أنا رحيمة لكني لا أرحم".
و دون أي كلمة أخري أشار العجوز له بيده فخرج إريس وهو يفكر:
"و ما الذي سيتغير "أنغرا ماينيو" ستحل في جسد كاثرين وستعيش ككاثرين لبقية عمري سأحبها دائما وأبدا، ستكون دوما لي فأنا تابعها وخادمها وأمين سرها، لن تبخل علي بجسد كاثرين".
و هكذا أقنع إريس نفسه بأن حبه لكاثرين لن يؤثر في نجاح مهمته.
و انطلق عائدا للمدينة، وأمامه هدف واحد، ما دامت تحبه فإن اعترافه لها بحبه سيزيد من مشاعرها نحوه، ستترك ماركوس وتتزوجه، الأمر لم يعد صعبا.
**********
في جناحه الخاص كان ماركوس كأسد عاش كل حياته في البراري ووجد نفسه فجأة داخل قفص، لا يجلس إلا ليقف ولا يقف إلا ليمشي، كان يعلم أن الوقت ليس في صالحه، موت الإمبراطور أفسد كل شيء، إحساسه الذي لم يخذله يوما يقول له أن إريس فاز بقلب خطيبته وما هي إلا أيام حتى تفسخ خطوبتهما، لن يترك الأمر يحدث.
استأذنه أحد الجنود في الدخول فأذن له.
- " مولاي القائد، أردت أن نعلمك بأي خبر يخص السيد إريس "
- " تكلم "
- " وصيفة الأميرة كاثرين ..."
قاطعه ماركوس :
" تقصد الإمبراطورة كاثرين، أكمل"
تنحنح الجندي مكملا :
" وصيفة الإمبراطورة كاثرين تركت أوامر لحرس القصر بإبلاغ الأمي... الإمبراطورة فور عودة إريس."
مرر ماركوس أصابعه على لحيته وهو يفكر
" إذن فإحساسي صحيح، إريس لن يحرمني من كاثرين فحسب بل من الملك، بيني وبين لقب الإمبراطور التخلص منك يا إريس"
يلتفت ماركوس للجندي ويسأله:
" وأين هو إريس الآن؟"
- " لقد غادر المدينة في الصباح وآخر المعلومات تقول أنه توجه شرقا "
- "إذن اسمعني جيدا ونفذ ما أقول حرفيا وأي تقصير سأعاقب المقصر بنفسي ولن تكون أنت شخصيا بمنء عن غضبي"
- " كلي أذان صاغية يا مولاي "

**********

وصل إريس مدخل المدينة عند الزوال، الكل يتجهز لمرافقة الإمبراطور الراحل لمثواه الأخير.
" سيد إريس "
التفت إريس خلفه ليجد أحد حراس القصر
" الأميرة طلبت إخبارها فورا بعودتك كما أمرت بأن تتوجه إليها مباشرة "
ابتسم إريس وهو يشعر أن الأمور تمضي من حسن لأحسن :
"حسنا سأذهب إليها بعد قليل"
- " عفوا سيدي عليك مرافقتي الآن، ليس من اللائق ترك الإمبراطورة القادمة تنتظر."
- " ليكن، هيا بنا "
توجه الحارس وإريس يتبعه إلى جناح الإمبراطورة كاثرين قبل أن يتخذ ممرا جانبيا مما دفع بإريس لسؤاله
- " أين نحن ذاهبان؟ هذا الممر لا يوصل لجناح الأميرة ولا لغرفة نوم الإمبراطور"
- " لقد نقلوا جثة الإمبراطور من أجل تطييبها، وقد أصرت الأميرة على تطييب جثة والدها بنفسها"
" ها قد وصلنا "
قالها الحارس وهو يطرق باب إحدى الغرف، فتح الغرفة حارس آخر نظر إليهما ثم أفسح المجال لإريس للدخول، لم يكد إريس يطأ داخل الغرفة حتى هوى الحارس الأول على رأسه بمقبض سيفه، هاجم الظلام عقل إريس رغم محاولته مقاومة الدوار الذي يحس به إلا أنه استسلم له ولم يستيقظ إلا ليجد نفسه مكبلا في غرفة لا تحتاج لعبقرية حتى يدرك أنها زنزانة.
لقد فعلها ماركوس.
هكذا فكر إريس.
**********
" أين أنت يا إريس؟ "
جال السؤال في خاطر كاثرين وهي مستلقية في مخدعها فقد مرت ثلاث أيام على موت أبيها ورحيل إريس وهذا الأخير لم يعد بعد.
" سيعود قريبا، لن يتأخر أكثر" قالت صوفيا التي يبدو أنها كانت تقرأ أفكار أميرتها والتي توجت منذ يومين رسميا إمبراطورة مكان والدها.
" ماركوس يقول أن إريس شعر بأنه فقد الحظوة التي كانت لديه أيام والدي فقرر الرحيل لمكان آخر."
- " ماركوس يغار عليك منه، كلامه غير ذي مصداقية"
- " أخشى أن يصيبه مكروه"
ابتسمت صوفيا وهمست في أذن كاثرين
" أما زلت تنكرين حبك له"
نظرت لها كاثرين بعينين حزينتين وقالت
"ليعد سالما فقط وسأعلن حبي له في كافة أرجاء الإمبراطورية"
عانقتها صوفيا وهي تقول
" هل أفرح لك لأنك وجدت الحب أخيرا أم أحزن لأن هذا الحب سيسبب لك جروحا أنت لا تستحقينها"
- " أية جروح يا صوفيا ؟ "
- " ماركوس لن يفرط فيك بسهولة"
- " ماركوس يحبني وسيسعد لسعادتي حتى لو كانت مع غيره"
- "العاشق خاسر سيء، خصوصا إن كان في قوة ومكانة ماركوس، سيهدم المعبد على الكل"
- " ماركوس لا يملك قلبي ولا يستطيع إجباري على شيء، هل نسيت أنني الإمبراطورة ؟ "
نظرت صوفيا في عيني كاثرين طويلا قبل أن تجيب
" لا عليك، أرجو أن تكون شكوكي مجرد وساوس"
- "هي كذلك يا صوفيا، هي كذلك "
أحست من نبرة صوتها أنها لم تكن مقنعة حتى صوفيا شعرت بذلك.
هي تعلم أن ماركوس يحبها ولن يتنازل عنها بسهولة، وهي تحب إريس، صحيح لم تقابله إلا مرتين لكنه ملك كل كيانها، لم تشعر بالحب إلا حين نظرت إلى عينيه، لكنه غائب من ثلاث أيام، إن لم يعد فستتزوج ماركوس صحيح أن شخصيتها رومانسية لكنها أيضا واقعية كما أن منصبها الجديد كحاكمة لإمبراطورية مترامية الأطراف يجعلها تقدم الصالح العام على حياتها الخاصة، وحدها عودة إريس ستحل هذه المعضلة لكن أين هو إريس، هل هاجر فعلا كما أخبرها ماركوس؟
" أين أنت يا إريس ؟ "
**********
" أين أنت يا إريس ؟ "
التفت إريس بعنف ليجد كاثرين تنظر إليه بابتسامتها الجميلة
بلهفة المشتاق صرخ إريس
" مولاتي الأميرة "
- " لقد أصبحت إمبراطورة "
ابتسم إريس لها وقال
" كيف حال مولاتي، أرجو أن تكوني بخير"
- "أخبرني يا أريس، أين أنت"
- " أنا بجانبك يا مولاتي" أجاب إريس في دهشة
- " أريس، نحن لسن هنا وأنا لست كاثرين، ألم تفهم بعد؟"
تذكر إريس أنه مسجون فاستوعب الأمر سريعا
- "مولاتي "أنغرا ماينيو" أنا مسجون في زنزانة لا أعلم مكانها،أفقدوني وعيي وحينها استيقظت وجدتني فيها، لقد سبقني ماركوس بخطوة لم أتوقعها. "
- " عندما تأخرت عن موعد عودتك خشيت أن يكون أصابك مكروه، لا تقلق سأجد مكانك وأخرجك بأسرع وقت "
- "لن أقلق ما دمت أخدمك يا مولاتي، أعلم أنك ستأتين لإخراجي"
- "كن مستعدا "
استيقظ إريس ليجد نفسه مكبلا في زنزانته لكنه هذه المرة كان مرتاحا مبتسما، سيخرج خلال يوم على الأكثر.

**********
"ماركوس"
"ماركوس"
انتبه ماركوس من غفلته ليجد كاترين بوجهها المشرق تنظر له في حب.
- "عفوا مولاتي لم أنتبه لحضورك، تفضلي وشرفيني بالجلوس على مائدتي."
نظرة إليه بإغراء قائلة :
- "أفضل الاستلقاء فوق سريرك يا قائد الجند"
و مرت بجانبه بعد أن ألقت تلابيب فستانها على وجهه مما أفقده اتزانه.
- "مولاتي تفعل ما يطيب لها ونحن طوع أمرها"
مطت كاثرين شفتيها وهي تقول:
- " إريس أيضا كان يقول لي هذا"
أجابها ماركوس ونبرة الغضب بادية في كلامه
- " لقد رحل فدعينا منه "
ضحكت كاثرين بغنج وإغراء وهي تقول:
- " رحل؟؟ لست وحدك من لديك أعين تأتيك بالأخبار يا ماركوس، هل نسيت أنني إمبراطورة ولي أعيني؟؟ أعلم أن رجالك قبضوا عليه وهو سجين لديك، لكن ذلك لا يهمني، فلتتقاتلا إن شئتما وليظفر بي الأجدر"
- " الغبي ليس ندا لي، سأسحقه كحشرة "
تزيد من إبراز مفاتنها قائلة:
- "و هل في الإمبراطورية كلها من هو ند لماركوس؟"
يقول ماركوس وهو يقرب انفه من كتفها ليشتم عبقه
- " هل تقصدين أنك لم تفكري فيه أبدا؟؟"
- " أجننت يا ماركوس."
قالت كاثرين قبل أن تردف في دلال أنهى آخر ما كان يحتفظ به ماركوس من وقار:
- " كل ما في الأمر أنني شاهدت نظرات الغيرة في عينيك فأثارني الأمر فقررت أن ألهو قليلا"
ثم اقتربت أكثر حتى كاد صدرها يلامس صدره وهمست
- " أتستكثر علي قليلا من اللهو؟"
ثم وقفت منتصبة فجأة وهي تقول:
- " أتعلم يا ماركوس، لو كان إريس أمامي الآن لأخبرته أنه مجرد دمية أمام رجولتك، كم أتمنى أن أري نظرة الانكسار في عينيه"
يهب ماركوس قائلا في حماس :
- " أستطيع تحقيق أمنيتك يا مولاتي، فلا أحب إلي من أن أراه دليلا منكسرا"
ثم تابع:
"هيا بنا سآخدك إليه الآن ".
- "تأخذني إلى أين؟؟"
- " إلى مخزن الحبوب ، لقد اتخذت قبوه سجنا شديد الحراسة لحبس الخونة والمتآمرين، أسميته المأوى، وقد عهدت بإدارته لمورس إنه أكثر القادة صرامة وهذا السجن يناسب شخصيته"
رددت كاثرين :
- " مخزن الحبوب .. موريس .. مخزن الحبوب ... موريس"
ثم توجهت خارجة من الغرفة أراد ماركوس أن يتبعها لكنه تفاجأ بعدم قدرته على تحريك رجليه، كان يحس بهما وكأنهما غارقتين في الأرض أو مثبتتين عليها، حاول وحاول وحاول دون نتيجة أحس بمرارة العجز، فلم يتمالك نفسه وصرخ باسمها
"كاثريييييييين"..
انتفض بقوة ليجد نفسه في سريره، يبدو أنه كان يحلم حلما تحول لكابوس، لم يهتم بالأمر كثيرا، فهو يعلم أن موضوع زواجه بكاثرين يشغل كل تفكيره، ولا غرابة أن يزوره في أحلامه، لذلك استلقى مرة أخرى في فراشه محاولا العودة للنوم..
أما من الجانب الآخر وفي مخبأ "أنغرا ماينيو" كان العجوز يغط في نوم عميق لم يمنعه من الإبتسام، لقد عرفت "أنغرا ماينيو" مكان إريس وهي الآن تفكر في طريق لإخراجه، ستزور موريس في أحلامه لكنها لن تطلب منه إطلاق سراح أريس لأنه ببساطة بمجرد استيقاظه من النوم سيتعامل مع الأمر على أنه مجرد حلم وسينسى الأمر بسرعة، وهي تريد إريس حرا في الصباح، لكن "أنغرا ماينيو" التي عاشت ألاف السنين ومرت بملايين التجارب لن تعجزها حيلة.

**********

استلقت كاثرين على أريكتها الملكية صامتة وقد جفاها النوم، احترمت صوفيا صمتها فجلست قربها تستعيد شريط أحداث الثلاث أيام الماضية، ثلاث أيام عاشت فيها أميرتها من التجارب ما لم تختبره في عشرين سنة هي عمرها الآن، خطبت وأحبت ثم مات والدها وتوجت إمبراطورة كل هذا في ثلاث أيام، صحيح أن والدها كان يهيئها للحكم منذ إصابته في إحدى رحلات الصيد التي كان يعشقها ويواظب عليها، تلك الإصابة التي حرمته من أن يفرح بأبناء آخرين غير بكرته كاثرين، لكنها تحس أن كاثرين ما تزال تعيش دور الأميرة ولم تستوعب بعد كونها حاكمة لإمبراطورية مترامية الأطراف، "كاثرين عليها أن تنتبه لمسؤولياتها الجديد" هكذا فكرت صوفيا لذلك قررت أن تقطع الصمت الذي خيم على مخدع الإمبراطورة الجديدة.
- " مولاتي. لقد مر يومان على جلوسك على كرسي العرش، لكنك لم تقومي بواجباتك اتجاه شعبك بعد"
أجابت كاثرين دون أن تفتح عينيها
- " إيفان وزير أبي يقوم باللازم هناك أيضا ماركوس، هو لن يسمح بأي انفلات، أحتاج قليلا من الوقت للتكيف مع واقعي الجديد."
- " هناك أيضا من يحتاج هذا الوقت لتحقيق مآرب قد لا تكون في صالحنا"
ردت كاثرين بلا مبالاة :
- " كل من في السلطة الآن هم من خيرة رجال أبي ولم يشك أبدا في خيانة أحدهم له "
انتفضت صوفيا قائلة بحدة :
- " لم يكن لهم بديل عن طاعته فسيفه دائما ما كان يسبق خطوات الخونة لكن الأمر مختلف الآن"
زادت كاثرين من لا مبالاتها :
- " أنت تبالغين يا صوفيا، هم أهل ثقة"
- " ألا تتذكرين الجملة التي كان يرددها والدك عليك دوما؟"
- " أية جملة ؟ فحكم أبي كثيرة"
قالتها كاثرين وهي تتمطى استعدادا لمغادرة جسدها للأريكة
ردت صوفيا:
- "السلطة تفسد الصالح وتجذب إليها الطالح "
نهضت كاثرين وتوجهت مباشرة إلى صوفيا، نظرت مبتسمة ثوان في عيني صوفيا مما أربك الأخيرة التي حاولت أن تتحاشى النظر مباشرة في عيني مولاتها قبل أن تقول كاثرين
- " هل تظنين أنني لا أعلم ما الذي تحاولين القيام به"
" وما الذي أحاول القيام به يا مولاتي؟ كل ما أريده أن تكوني حاكمة قوية كوالدك"
" لهذا تريدينني أن أتوقف عن التفكير بإريس"
لم تجد صوفيا شيئا ترد به عن مولاتها، فكاثرين لم تخطئ في استنتاجها، صوفيا فعلا تخشى على أميرتها من حبها لإريس، وقد يكون اختفاءه من حياة مولاتها بمثابة الصدمة التي تعيد للمجنون رشده، وهل هناك أجن من عاشق؟ هي أيضا تعلم أن ماركوس لن يقبل الخسارة في هذه المعركة، ولا تريد لكاثرين أن تجد نفسها في موفق اختيار بين القلب والعقل، ثم إن ماركوس شخص مثالي حتى بالنسبة لإمبراطورة، ولو كان للقلب منطق لما ترددت كاثرين في الهيام به عشقا، لكن القلب يسير بقوانين لا تمت لواقعنا بصلة، هكذا كانت تفكر صوفيا عندما قطعت كاثرين تفكيرها قائلة:
- "لا أنكر أن في كلامك بعض الحقيقة يا صوفيا، لكني لا أظن اختفاء إريس أمر طبيعي، هذا الأمر لا يمسني كإنسانة ، بل كإمبراطورة."
- " ما الذي تقصدينه يا مولاتي؟"
توجهت كاثرين للشرفة ووقفت تتأمل الأفق قبل أن تقول :
- " أشك أن لماركوس يد في اختفاء إريس، لقد أخبرتني بنفسك أن نظرات ماركوس له ليست بريئة"
- "هذا صحيح يا مولاتي ، لكن ما علاقة الأمر بالحكم"
- " هذا يعني أن ماركوس تصرف في أمر يخصني دون الرجوع إلي، يبدو أنه بدأ التصرف كحاكم فعلي"
- " وماذا ستفعلين؟"
- " لا شيء يا صوفيا .. لا شيء."
ثم استدارت لتواجه وصيفتها مكملة:
"أولا الأمر مجرد شكوك لم تتأكد، ثانيا ماركوس يملك من السلطة والقوة ما يجعلني أتأنى في أي رد فعل اتجاهه."
- " لكن يجب أن تمسكي بكل خيوط الحكم ، لا تتركي الأمور حتى تستفحل فتخرج عن سيطرتك"
دقائق من الصمت مرت قبل أن تتكلم كاثرين
- " إيفان"
- " الوزير"
- " نعم، لقد كان الرجل الأول في السلطة ، وأذكر أن أبي طالما أخبرني بمعارضة إيفان للترقية السريعة التي كان ماركوس يحظى بها حتى وصل إلى مرتبة قائد الجند"
تساءلت صوفيا في اهتمام :
- " وما الذي يستطيع إيفان فعله في مواجهو ماركوس؟"
- " هو؟؟ لا شيء، لكن بإمكاني استغلال خوفه من تراجع مكانته في مواجهة ماركوس"
- " ما الذي تخططين له يا مولاتي؟"
إجابة كاثرين :
- "ستفهمين الأمر في وقته "
قبل أن تصرخ بالحارس الخاص بها :
- " أنطوان.. أرسل أحدهم إلى الوزير إيفان، أريده في قاعة العرش في الصباح الباكر"
ثم وجهت كلامها لصوفيا :
- " أما زلت على صلة بريبيكا"
- " ريبيكا ؟ "
تساءلت صوفيا ثم أكملت:
- " لا لم أراها منذ أن أهداها والدك الراحل لماركوس"
- " جدي طريقة للاتصال بها، وأخبريها أن وقتها قد حان"
-"وقتها؟"
تساءلت صوفيا قبل أن تردف في توجس:
- " هل ستجعلينها جاسوسة لك يا مولاتي؟"
أطرقت كاثرين رأسها قليلا كأنها تفكر في أمر جلل قبل أن تقول :
- " صوفيا.. من اليوم لم تعودي وصيفتي فقط، ستكون لديك مهمة أخطر.. هل ستكونين كفئا لها؟"
قالت صوفيا بحدة وكأن كاثرين قد جرحت كبريائها :
- " وهل خذلتك يوما يا مولاتي؟"
- أخذت كاثرين نفسا عميقا قبل أن تجيب :
- " الأمر مختلف هذه المرة عن ألعاب المراهقة التي كنا نقوم بها"
- " أؤمريني بما شئت يا مولاتي، لن تندمي ، أعدك بهذا"
- " لقد قلت قبل قليل أن سيف أبي كان دائما يسبق تحركات الخونة"
- "هذا صحيح "
ابتسمت كاثرين قائلة :
- " ألم تتساءلين كيف كان أبي يعلم بمخططاتهم قبل تنفيذها ؟ "
أجابت صوفيا بثقة العالم بخبايا الأمور :
- "يقال أنه كان يملك شبكة استخبارات قوية"
رفعت كاثرين سبابتها أمام وجهها قائلة :
- "تماما، أبي كان يملك عينا أو أكثر في كل دواليب السلطة"
- "و أنت تريدين تكوين شبكة كالتي كانت لأبيك"
برقت عينا كاترين وهي تقول :
- " بل سأقوم بتفعيل شبكة أبي"
أطلت دهشة من عيني صوفيا وهي تقول:
- " تفعلين شبكة والدك؟؟ كيف ونحن لا نعلم أفرادها؟"
قالت كاثرين مبتسمة :
- " أنت لا تعلمين، أما أنا فأعلمهم فردا فردا وريبيكا إحداهم"
زادت الدهشة على ملامح صوفيا التي بدا لها وكأنها تقابل كاثرين لأول مرة
- " كيف؟"
- " منذ أن قرر أبي تجهيزي للحكم مكانه كان يخبرني بكل قراراته وتصرفاته ويشرح لي أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لم تكن تخفى علي خافية في أمور الحكم."
كانت صوفيا تحاول أن تستوعب هذا الكم من المعلومات والصدمة بادية على وجهها حين أيقظتها يد كاثرين على كتفها
- " صوفيا مهمتك الجديد ربط الاتصال بأفراد الشبكة من الإناث وإعادة تفعيل نشاطهن."
ثم توجهت لأحد الصناديق وأخرجت لفافة وقدمتها لصوفيا قائلة :
- " لقد جهزت لك لائحة بأسمائهن، احذري أن تقع هذه اللائحة في أيدي شخص آخر، وأنصحك بإتلافها بمجرد حفظ الأسماء الواردة فيها"
فتحت صوفيا اللفافة وألقت نظرة على الأسماء المدونة فيها، اتسعت عيناها في دهشة، هناك أسماء لم تكن لتفكر بها أبدا. لقد وصل الأمر أحيانا أن جندت نساء للتجسس على أزواجهن.
- " وماذا لو أنكرت أحداهن الأمر"
-" ليست فيهن من تتجرأ، فرقابهن بين يدي والآن قومي بما طلبته منك، سأستحم وأنام قليلا، فغدا سيكون مفصليا في كثير من الأمور"
دخلت كاثرين حمامها الخاص تاركة ورائها صوفيا التي تحولت نظرتها لمولاتها من نظرة شفقة إلى نظرة إعجاب وهمست قبل أن تخرج :
- " أنت تستحقين كرسي الإمبراطورية فعلا"..
**********
في هذه الأثناء كان موريس قائد المأوى (السجن الذي أنشأه ماركوس في قبو مخزن الحبوب) قد دخل مرحلة النوم العميق، وهي المرحلة المفضلة ل"أنغرا ماينيو" للدخول لأحلام البشر، الحركة السريعة لعيني موريس تؤكد أنه قد بدأ يحلم، لو كتب لنا أن نشاركه حلمه سنراه واقفا بزيه العسكري قرب مجرى النهر يراقب طيور الإوز التي حطت لترتاح في طريق هجرتها نحو الجنوب.
" لقد كبرت يا موريس"
أجفلته العبارة فنظر خلفه ليواجه قائلها، لم يصدق عينيه عندما وجده نفسه وجها لوجه أمام والده.
- " لم أعتقد أن ستة عشر سنوات ستكون كفيلة بأن تنسى ملامح والدك"
- "أبي هل هذا أنت حقا، لقد غادرت عالنا منذ سنين، لا بد وأني أحلم"
- " أنت لم تخطئ يا ولدي، نحن حقا في حلمك، لكني هنا فعلا وقد أتيت من أجلك"
قطب موريس حاجبيه في إشارة إلى عدم استيعابه لما يعيشه، فاستدرك والده :
- "لا يهم أن تفهم يا ولدي لكن يجب أن تسمعني جيدا فأنا لا أملك الوقت، لقد سمح لي بزيارتك لكن لفترة وجيزة، لا بد أنكم كنتم تتساءلون عن غيابي المتكرر عنكم، لقد كنت في حياتي أخدم كيانا غير بشري، كانت طلباته غريبة لكنها لم تكن صعبة ولا محرمة وكانت جائزتي قطع ذهبية كنت أدفنها تحت شجرة الصنوبر العملاقة وقد حميت كنزي بطريقة علمني إياها الكيان الذي كنت أخدمه فصار مخفيا لا يدركه أحد إلا بوجودي، وقد حان وقت استخراجه يا ولدي، استرجع إرثي الذي تركته لك، أكثر من ألف ألف قطعة ذهبية "
كان موريس يستمع لوالده غير مصدق لروايته لا بد وأن حبه للذهب خلق هذا السيناريو في ذهنه، هكذا كان يفكر موريس قبل أن يكمل والده وكأنه يقرأ أفكاره
- "إليك الدليل الذي سيزيل كل شك في نفسك ".
اقترب الأب من ابنه وأمسكه من ذراعه ومرر كفه عليها فظهرت علامة (-) بارزت على ذراعه.
- " عندما تستيقظ ستجد هذه العلامة على ذراعك، هذا سيجعلك تتعامل مع الأمر بجدية أكثر"
- " ولكن لماذا انتظرت كل هذه السنين لتخبرني، لا تقل لي إنك لم تحصل على الإذن إلا الآن"
- "هذا سبب، لكن السبب الحقيقي هو أنك لم تكن لتحصل على الكنز بسبب تعويذة الحماية التي وضعتها."
-" واليوم زالت التعويذة، أليس كذلك؟"
- " لا لم تزل، لكن لقد استجد جديد جعلني أطلب زيارتك قبل أن تضيع الفرصة"
- " اي مستجد تقصد "
- " سجينكم الجديد "
تسائل موريس في حذر:
- " إريس؟ وما دخل إريس بكنزك "
- " لا دخل له، لكن الرب أراد لك أن تتمتع بكنزي فبعثه إليك، تواجد إريس أثناء تنقيبك على الكنز سيبطل الحماية، فطالعه موافق لطالعي مما سيخدع خدام التعويذة"
- " إذن علي إخراج السجين واصطحابه معي لإخراج الكنز "
- " أجل، وهذا أمر سهل عليك ، لكن عليك الانتباه لأمر أخير، يجب أن تقوم بالأمر الآن، زيارتي لك قد أطلقت طاقة لا بد وأنها وصلت لخدام التعويذة، إن لم تحصل على الكنز قبل شروق الشمس فسيضيع للأبد"
أطرق موريس رأسه مفكرا لكن والده لم يمهله، حيث جذبه بقوة صارخا فيه وقد تحول وجهه لوجه شيطان " قم "
انتفض موريس برعب ليجد نفسه فوق سريره ويد زوجته تربت عليه
- " مجرد كابوس يا حبيبي."
ثم غادرت الفراش قائلة
- "سأحضر لك كأس ماء".
مرت ثواني على موريس قبل أن يستوعب الموقف، نظر لذراعه للحظات ثم رفع كم قميصه ببطء، كانت العلامة (-) بارزة حتى على ضوء الشموع.
**********
عادت زوجة موريس بكأس الماء لزوجها لتفاجئ بالسرير بل وبالغرفة كلها فارغة، نادت عليه فلم يجب.
" يبدو أنه ذهب لقضاء حاجته أو للسير تحت ضوء القمر كما اعتاد كلما مر بما يعكر صفوه، سأعود للنوم، هو ليس صغيرا لأقلق عليه، يستطيع الاعتناء بنفسه "
**********
كان إريس بين اليقظة والنوم عندما سمع وقع أقدام قادمة في اتجاهه، تيقظت كل حواسه فجلس بانتظار زواره مبتسما،
" أنغرا ماينيو" لا تخلف وعدها.
فتح باب الزنزانة ليدخل موريس بزيه الرسمي برفقة عنصران من الحرس.
- "انهض، سترافقنا"
قالها أحد جنود موريس وتوجه نحو إريس الذي انتصب قائما واضعا رأسه في كيس أسود أشبه بما يوضع للمحكوم عليهم بالإعدام.
أمسك الجنديين كل بإحدى ذراعي إريس وتوجها نحو المخرج يتقدمهما موريس، كانت الأبواب تفتح أمامهم دون سؤال، ومن ذا الذي يتجرأ ويستفسر عما يفعله موريس.
تجاوزت المجموعة الباب الخارجي للمخزن بعدة أمتار فتوقف موريس واستدار لجندييه قائلا :
- " لا حاجة لتذكيركما أنكما الوحيدين الذين يعلمان بهذه المهمة، سننهيها ثم نعيد السجين لزنزانته، إن تسرب أي خبر فسيكون الثمن رأسكما"
أومأ الجنديان برأسهما فأكمل موريس طريقه مسترشدا بضوء القمر يتبعه مرافقاه وإريس بينهما.
مر الوقت بطئا على إريس الذي لم يكن يدري ما يجري حوله وعلى موريس الذي كانت مشاعره تتأرجح بين الأمل في الذهب والخوف من السير وراء وهم.
لاحت لموريس شجرة الصنوبر العملاقة باسقة تحت ضوء القمر، نبضات قلبه تتزايد بعد كل خطوة تقربه لكنز أبيه.
فجأة لاح له خيال شخص جالس تحت الشجرة وقد أسند ظهره على جذعها.
- " يبدو أن أحد المشردين لم يجد إلا شجرتي لينام تحتها."
قالها موريس بصوت مسموع وكأنه يكلم من خلفه، اقترب أكثر فأصبح الخيال واضحا أمامه.
- " من أنت أيها العجوز وما الذي تفعله هنا" قالها موريس بغلظة.
- " أنا عابر سبيل ،لم أجد إلا هذه الشجرة لتقبل بي ضيفا"
- " يؤسفي أن أخبرك بأنك غير مرحب بك هنا، هيا اعثر على مكان آخر لك لتفضي فيه ليلتك"
تغيرت لهجة العجوز وهو بقول بصرامة
" أجبرني إن استطعت"
تطاير الشرر من عيني موريس في الوقت الذي تبادل فيه الجنديان نظرات الاستغراب، يبدو أن العجوز مل الحياة ويريد الانتحار، لكنه جبن عن قتل نفسه فألقاها بين ذراعي من لا يرحم، وحده إريس يعلم ما يحدث فقد تعرف الصوت من اللحظة الأولى.
سحب موريس سيفه وتوجه نحو العجوز قائلا
- " لا تتوقع أن يمنعني سنك من تأديبي لك، لقد جنيت على نفسك" وهوى بمقبض سيفه على فك العجوز.
فجأة وجد موريس نفسه معلقا من رقبته، ويد العجوز تحيط بعنقه رافعا إياه كطفل رضيع، لم يكن الجنديان بحاجة لأوامر موريس فدفعا إريس أرضا واستلا سيفهما ليهاجما العجوز الذي ألقى موريس في اتجاههما كلعبة، ليصطدم بأولهما في حين تفاداه الثاني وأكمل انطلاقته في اتجاه العجوز وهوى عليه بسيفه لكن العجوز تفاداه بسرعة لا تناسب سنه وامسك بعنقه وضغط عليها ليدق عنقه بين أصابعه، امسك موريس بالجندي الآخر ودفعه في اتجاه العجوز صارخا فيه
- " أريد رأس هذا النذل"
لكن مصيره لم يختلف كثيرا عن مصير سابقه.
تحرك العجوز في اتجاه إريس دون مبالاة لموريس الذي مازال تحت الصدمة ممسكا بسيفه ومتحفزا، مد العجوز يده وأنهض إريس بعد أن نزع الكيس من رأسه.
" شكرا لك يا مولاي" قالها إريس
- "ستعود فورا إلى المدينة يا إريس، تنكر وادخل متخفيا، سيكون موريس في خدمتك إذا احتجت إلى شيء"
ثم أردف وهو يلتفت إلى موريس لأول مرة منذ نهاية المعركة الصغيرة التي دامت ثوان منذ قليل.
- " أليس كذلك يا موريس".
- " وما الذي يجعلني أطيعك" أجاب موريس في توتر
- " لن أقول أني سأقتلك إن لم تفعل يا موريس، لا ، لكني سأدعك تحت رحمة ماركوس، ترى ماذا سيكون رد فعله إذا علم أنك هربت إريس من محبسه؟"
- " لا تستطيع إثبات شيء، الشاهدان الوحيدان قتلتهما بيدك، لا أحد يعلم بأني من أخرج إريس غيرهما، أستطيع ألقاء اللوم على أي من الحرس وانتهى الموضوع"
- " أخبرني يا موريس، ما الذي جاء بك إلى هنا"
لم بجب موريس واكتفى بمط شفته فقال العجوز
- " أنا سأخبرك، تريد كنز أبيك، تلك قصة ابتدعتها ووضعتها في رأسك حتى أجعلك تحضر إريس إلي، وبنفس الطريقة سأخبر ماركوس عنك."
ثم نظر في عينيه قبل أن يكمل بصوت عميق
- " إلا إن اخترت التعاون مع إريس"
فكر موريس قليلا، يبدو أنه لا يملك الاختيار فقال مستسلما:
- "ليكن ما المطلوب مني؟"
- "سيخبرك إريس إذا كانت له حاجة لك، أما الآن فلديك مهمتان،أولاهما ان تحرص على أن لا يعلم أحد بهروب إريس من سجنه، يجب أن يبقى مسجونا في نظر الكل، خصوصا ماركوس"
- " سأحرص على هذا الأمر"
-" والمهمة الثانية ستكون توفير منزل آمن لإريس"
قالها العجوز ثم توجه لإريس بالكلام :
- " احرص على أن تبقى متخفيا، وكون شخصية جديدة تتمكن بها من التجول بشكل سلس داخل المدينة، لقد فكرت في أن تنتحل شخصية متسول لكن هذا سيصعب عليك الدخول للقصر دون لفت الانتباه لذلك أعتقد أن شخصية راهب ستكون مناسبة للموقف الحالي، ضع دائما غطاءا على رأسك، وحاول أن تجد طريقة للوصول لكاثرين، المهمة يجب أن تنجز خلال أسبوع على الأكثر."
انحنى إريس على ركبته أمام العجوز الذي استدار لموريس قائلا بلهجة فيها تهديد مباشر
- " الخيانة عندي لها ثمن يجعل الجحيم مجرد نزهة"
كان الصمت هو جواب موريس الذي راح يرمق العجوز وهو يختفي في الظلام، أخرجه صوت إريس الذي كان يفاضل بين سيفي الجنديين القتيلين
- " أعتقد أنكما لم تعودا بحاجة للسيفين لذا سأستعير أحدهما".
التفت إليه موريس متسائلا
- " من هذا العجوز، أكاد أقسم أنه من الجن".
- " ما يهمك الآن هو أنك أصبحت داخل الدائرة، إن أثبتت ولاءك له فستكسب الكثير"
- " مثل ماذا؟ " تسائل موريس في لهفة.
- " حياتك "




الحمراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-19, 10:28 AM   #12

الحمراوي

? العضوٌ??? » 447607
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » الحمراوي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
الحقيقة توجد هناك قابعة في الظلام

فعلا
شرفني مرورك


الحمراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-19, 10:30 AM   #13

الحمراوي

? العضوٌ??? » 447607
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » الحمراوي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
الف مبروك البدايه المشوقه الجذابه كتابتك سلسه ولغتك سليمه والجوار ممتع مجرد ان تبدء ف القراءة تتابع الاحداث لاجد نفسي انهيت الفصلين ومتشوقه ل القادم موفق باذن اللله
بارك الله فيك
سعدت كثيرا بردك
انتظري فصلا جديدا كل يوم بإذن الله


الحمراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-19, 08:30 PM   #14

الحمراوي

? العضوٌ??? » 447607
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » الحمراوي is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الرابع

دخل الحاجب قاعة العرش منتصبا كعادته حتى توسط القاعة فأدى التحية قائلا :
- " الوزير إيفان يستأذن مولاتي في الدخول".
كانت كاثرين جالسة بأنفة الملوك تضع تاج أبيها وخلفها تقف وصيفتها، فأشارت إليه بيدها ليسمح للوزير بالدخول قبل أن تردف :
- " لا أريد أن يقطع أحد اجتماعي مع الوزير لذا لا تدخل علينا أحد حتى يحرج الوزير" وأضافت وهي تضغط الكلام بين أسنانها " وأقصد لا أحد "،
كانت كاثرين قد سربت إلى ماركوس عن طريق ريبيكا خبر طلبها الاجتماع بالوزير، ولن يمر الكثير من الوقت حتى يحضر ماركوس، فشخص كماركوس لا يحب أن يكون خلف الستار، لذا هي تريده أن يقف ببابها منتظرا إذنها، تريده أن يعرف من الحاكم الفعلي للإمبراطورة، هي لا تشك في ماركوس لكنها تخشى من حبه لها أن يعمي عينيه، لذا تريده أن يرى أمامه كاثرين الحاكمة لا كاثرين الحبيبة.
قطع حبل تفكيرها صوت خطوات الوزير إيفان الذي قال قبل وصوله إلي مجلسها:
- "صباح الخير مولاتي"
- "مرحبا بوزيرنا الوفي، اجلس"
يجلس إيفان " لقد توصلت باستدعائكم لي بسرور بالغ، فهذا يعني أنك تجاوزت الصدمة التي هزت أركان إمبراطوريتنا"
ابتسمت كاثرين بحزن قائلة
- " والدي سيبقى في ذاكرتنا للأبد، لكن الحياة لن تتوقف لموت أحد، كما أن مصالح الرعية فوق باقي الاعتبارات"
هز إيفان رأسه مؤكدا كلام كاثرين التي تابعت
- " ما أخبار الحكم إيفان ؟"
- " الأمور مستقرة يا مولاتي وتحت السيطرة"
- " ليس هذا ما وصلني إيفان"
- "ماذا تقصد مولاتي ؟"
- " وصلتني أخبار تؤكد أن ماركوس يجتمع كل ليلة ببعض القادة من المقربين له"
قطب إيفان حاجبيه، فما تقوله الإمبراطورة خطير فعلا، لقد كان يخشى من طموحات ماركوس وازداد توجسه منه بعد وفاة الإمبراطور، لكنه لم يتوقع أن يتحرك بهذه السرعة.
- " أراك لم تعقب أيها الوزير"
- " لأن الأمر خطير يا مولاتي، هل أنت واثقة من مصدر هذه المعلومات."
ابتسمت كاثرين لتلقي طعمها الثاني بعد أن أمسك الأول فريسته
- " كما أثق بك وكما كان يثق والدي بك يا إيفان"
شبك إيفان أصابعه أمام وجهه وصمت يفكر قبل أن يقول
- " هل تشكين في خيانة ماركوس لك"
- " لا " أجابت كاثرين بشكل حاسم " ماركوس خطيبي، وسنتزوج قريبا، فلا مصلحة له في خيانتي، بل بالعكس إن كان يطمع في السلطة فهو يحتاج لشرعيتي كإمبراطورة، وهنا مربط الفرس"
- " لم أفهم ما ترمي إليه مولاتي "
- " بعد زواجي بماركوس سيحاول التخلص من كل رجال أبي حتى يتمكن من التحكم في كل دواليب الحكم، وستكون أنت أول عقبة أمام حلم ماركوس"
بدت ارتعاشة واضحة على يدي ووجه الوزير، التقطتها كاثرين لتتأكد من أنها بلغت مرادها، فأردفت
- " لكني لن أسمح له بإبعاد أخلص رجال أبي عن الحكم، ولهذا استدعيتك اليوم"
هدأ كلامها بعضا من انفعالاته فأجاب
- " بماذا تأمريني يا مولاتي؟"
- "أولا أريدك أن تجتمع بأخلص القادة العسكريين لأبي، واحذر أن يكون أحدهم مواليا لماركوس، اشرح لهم الأمر واحرص أن لا يكسبهم ماركوس في صفه، ثانيا أريد مراقبة تامة لماركوس ورجاله عد عليهم أنفاسهم، من اللحظة لا أريد لذبابة أن تطير أو تهبط دون أن أكون على علم بها"
- " تحت طوعك مولاتي، سأتابع الأمر بنفسي."
- " يمكن أن تنصرف إيفان"
نهض إيفان وتوجه خارج القاعة تحت أنظار كاثرين التي استدارت لصوفيا قائلة لها
- " هل كنت مقنعة ؟"
ابتسمت صوفيا مداعبة إمبراطورتها :
- " أنا نفسي كدت أصدقك".
دخل الحاجب بطريقته الرسمية قائلا
- "ماركوس يطلب الإذن للدخول"
- "منذ متى وهو ينتظر "
- " لقد حضر مباشرة بعد دخول الوزير"
التفتت كاثرين لصوفيا
- " ما رأيك أن أتركه ينتظر قليلا بعد "
ابتسمت صوفبا مجيبة
- " أرى أن لا تستفزينه أكثر يا مولاتي"
ضحكت كاثرين وهي تمثل الدلال
- " ألست خطيبته؟ ألا يحق لي أن أتدلل عليه قليلا؟"
ثم قالت للحاجب في غضب مصطنع
- "حسنا، دعه يدخل"
ضحكت صوفيا وهي تقول
- " لا تنسي أنك إمبراطورة ولست تلك المراهقة اللاهية"
قالت كاثرين وهي تشاهد ماركوس يدخل بلباسه العسكري ونظرته الجادة
- " كاثرين اللعوب هي من ستنتصر عليه وليست كاثرين الإمبراطورة "
انحنى ماركوس أمام كاثرين وقال
- " صباح الخير يا مولاتي"
أجابته كاثرين في غضب طفولي
- " بعد يومين تذكرت أن لك خطيبة عليك رأيتها"
أنسته هذه الجملة الأمر الذي جاء من أجله فقال في توتر
- " لم أشأ أن أزعج مولاتي في هذه الظروف العصيبة"
انفجرت كاترين في وجهه
- " بل كان عليك أن تكون بجانبي في هذه الظروف العصيبة"
و ضغطت على " في هذه الظروف العصيبة " مما جعل ماركوس يحس بالذنب،
تحت أنظار صوفيا المبتسمة تنهدت كاثرين قائلة وقد خفضت حدة صوتها :
- " آه يا ماركوس لو تعلم كم كنت في حاجة إليك خلال اليومين الماضيين"
ازداد توتر ماركوس ليتمتم معتذرا
- " أعتذر يا مولاتي إن كنت أخطأت لكني لو علمت لتركت الدنيا وبقيت بقربك"
قامت كاثرين وجلست بجانب ماركوس وأمسكت بكفيه قائلة
- " أنا خطيبتك يا ماركوس وقريبا سأكون زوجتك، فلا داعي لتناديني بمولاتي "
أجابها ماركوس في حب:
- " إن كنت سأعصى لك أمرا فسيكون هذا، فستبقين مولاتي ما حييت"
ابتسمت كاترين لتنهض عائدة إلى كرسي العرش، جلست مستوية عليه قبل أن تقول
- "عفوا يا ماركوس، فلهفتي عليك وغضبي لتصرفك أنساني البروتوكولات ، أنت لم تخبرني بعد عن سبب قدومك اليوم"
" ألا يكفيك شوقي إليك كسبب لقدومي يا مولاتي"
- " بلا يا ماركوس، لكني أحسست أن هناك أمر جلل جعلك تتذكرني فجأة وفي الصباح الباكر"
- " لا تقسين علي يا مولاتي، لقد اعترفت بخطئي"
- " حسنا يا ماركوس، إن لم يكن هناك أمر آخر فاعذرني فانا مشغولة قليلا."
تنحنح ماركوس في إحراج وقال
-" فلتأذن لي مولاتي"
رفعت كاثرين يدها بطريقة معينة فهم ماركوس قصدها منها فتلقفها بقبلة ليستنشق معها عبيرا أنعش جوارحه قبل أن يدبر خارجا تحت أنظار صوفيا التي قالت بمجرد خروجه
- " حسن أنك لم تأتي بذكر إريس"
- " حاولي أن تتقصي أخباره يا صوفيا، فكثير من خطواتي معلقة بمعرفة مصيره"
أومأت صوفيا برأسها وفي مخيلتها يلوح نفس تساؤل كاثرين
" هل لديك علاقة باختفاء إريس يا ماركوس؟"
**********
في خطوات حاول أن يجعلها طبيعية ودون أن يكتر من الالتفات حتى لا يثير ريبة أحد توجه موريس نحو أحد المنازل المملوكة له في طرف حي متوسط السكان اختاره لقلة نشاطاته ليكون منزلا آمنا لإريس، دخل المنزل وألقى الأكياس من يده قائلا بصوت مرتفع
- " هل أنت في الداخل".
خرح إريس من إحدى الغرف يمسح وجهه بخرقة من الثوب.
- " وأين تريدني أن أكون؟"
قالها إريس وهو يقلب الأكياس وأردف :
- " هل أحضرت كل ما طلبت".
أومأ موريس برأسه في إيجاب قبل أن يقول:
- " لقد أحكم سيدك الحبل حول عنقي جيدا، أعترف له بالدهاء والمهارة، لا أملك الآن إلا الطاعة العمياء لكما".
- " قم فقط بما يطلب منك ولن يضرك شيء "
قالها إريس وهو يفرغ أحد الأكياس من محتوياته ليلتقط منه لباسا يبدو أنه عباءة راهب.
- " أرجو أن يناسب مقاسك، لقد دفعت فيه الكثير، ليس من السهل على ضابط عسكري اقتناء مثل هذه الأشياء دون أن يثير التساؤلات"
رمقه إريس بنظرة ساخرة، أمثال هؤلاء إن حركوا كرسيا من أمام باب المنزل فسيطالبون المؤرخين أن يدونوا ذلك في كتب التاريخ.
- " جيد جدا، إنه مناسب ."
قالها إريس وهو يشد إزار الثوب على خصره، دس سيفه أسفل الثوب وربط خنجرا على ساقه اليمنى، لقد تطورت الأحداث سريعا وعليه أن يكون مستعدا لتقلباتها، توجه نحو الباب قبل أن يتوقف في منتصف الطريق، تذكر شيئا مهما،
فالتفت لموريس قائلا :
- " هل قابلت ماركوس اليوم"
- "لا، ليس بعد، أخشى أن تفضحني عيناي "
- " لقد فكرت في الأمر مرة أخرى، خطتنا لم تكن مثالية، قد يقرر ماركوس زيارتي في أي لحظة،عندها لن تستطيع منعه، علمه بفراري سيفقدنا ميزة المبادرة"
أومأ موريس برأسه متفهما وقال " وماذا تقترح؟"
رد إريس بسرعة " أن أُقتل "
- " تقتل ؟؟"
قال إريس وكأنه لم يسمع سؤال موريس
- " ماذا فعلت بجثتي الجنديين؟"
- " لقد دفنتهما بمعاونة من أخلص رجالي، آخر ما أريده في هذه الظروف هو طرح تساؤلات أنا في غنى عنها"
- " حسنا اسمع ما سأقوله جيدا ونفده بدقة، كل خطأ سيضع رقبتك تحت سيف ماركوس."
تحسس موريس عنقه وهو يتخيل ماركوس يستل سيفه من غمده فيما أكمل إريس:
- "يجب أن ترى ماركوس فورا أخبره أنك تشك في أن هناك أمرا بخصوصي يجري من وراء ظهركما، أخبره أنك لم تعد تثق في أقرب الأقربين إليك وأن هناك من سيعمل على إخراجي من السجن أو على الأقل إخبار كاثرين بأمر سجني، أقنعه أنك ستتولى قتلي وتشويه جثتي حتى لا يتعرف أحد إلي إذا ما ظهرت جثتي بطريقة أو بأخرى."
توقف إريس لحظات أخد فيها نفسا عميقا قبل أن يكمل:
- " أهم ما في الخطة أن تقنع ماركوس أن تتولى الأمر بنفسك، حتى يبقى هو بعيدا عن الشبهات."
- " هل تعتقد أنه سينخدع "
" لنأمل ذلك لمصلحتك،" قالها إريس تاركا موريس يندب حظه الذي أوقعه في صراع لا ناقة له فيه ولا جمل.

**********

وقفت ريبيكا تصب الشراب لماركوس المنتشي بعد حديثه هذا الصباح مع كاثرين ،كانت سعادته غامرة، لا بد وأنه تصرف بذكاء بحبس إريس، يبدو أن ابتعاد إريس عن كاثرين في هذا الوقت بالذات أخرجه من حياتها،لحظات ويدخل الخادم بصحبة موريس، بمجرد ما رآه ماركوس حتى صاح به
" موريس صديقي العزيز لقد جئت في أنسب وقت."
أمر ريبيكا بصب كأس لموريس مخاطبا إياه وهو يقهقه
- " هيا يا صديقي شاركني كأس انتصاري في الحب"
لكن موريس ظل واقفا صامتا لا يجرؤ على النظر في وجه ماركوس، انتبه ماركوس للأمر فتوقف عن اللهو وقال لموريس
- " ما الخطب يا موريس، هل هناك ما يعكر صفوك يا صديقي"
أدار ماركوس عينيه في أركان الغرفة لم يجد إلا ريبيكا فحياها بإيماءة من رأسه، إنه يعرف ريبيكا جيدا، ماركوس يثق بها وهو أيضا وطالما تناقش مع قائده في أمور حساسة بحضورها، لم يسبق أن تسربت أسرار اجتماعاتهما، إذن سيتحدث .
- " لدي أمر أود التكلم فيه معك يا سيدي، أمر سيغضبك كثيرا"
استوى ماركوس في جلسته وقد بدا الاهتمام عليه
- " تكلم موريس هل الأمر يخص السجين"
صمت موريس لحظات وأخد نفسا عميقا وقال " أجل يا سيدي "
و بدأ موريس تنفيذ خطة إريس
**********
"اللعنة عليكم، اللعنة عليكم"
صاح ماركوس وهو يرمي بأقداح الشراب كيفما اتفق، ثم استدار ناحية موريس وأمسكه من ياقته ليجذبه إليه قائلا
- " احضر لي هؤلاء الخونة يا موريس سأقتلهم بيدي"
" هناك حل أفضل "
- "و ما هو؟"
- " لنقتل إريس "
لقد سبق وأن فكر ماركوس في هذا الأمر لكنه رأى أن إريس لا يستحق القتل لمجرد تنافس على قلب أنثى، أما الآن فالأمر مختلف، كاثرين لن تغفر له ما فعله إن تسرب الخبر إليها.
- "اسمح لي سيدي أن أعرض عليك رأيي."
قالها موريس محاولا طرق الحديد ساخنا
- " لقد فكرت في الأمر كثيرا، أنت لن تلوث يديك بدمائه، دع الأمر لي، سآخده قرب مجرى النهر، وسأدق عنقه تم أطلق عليه الكلاب لتنهش لحمه، سيبدو الأمر كأنه تعرض لهجوم من قطيع من الذئاب، ليس هذا فحسب بل سأحرص على تشويه ملامح وجهه فلا يعرفه أحد حتى أقرب الناس إليه"
لم يفكر ماركوس بالأمر كثيرا، فقط أشار لموريس بما معناه نفذ.
انتصب موريس في تحية عسكرية لقائده واستدار خارجا وقد غلبته نشوته فابتسم، كيف لا وقد أزاح عن نفسه حمل تفسير فرار إريس من محبسه.
أما في ركن الغرفة فقد كانت ريبيكا تلهو بأصابع قدميها في لا مبالاة.
**********
كانت صوفيا تنصت باهتمام بالغ لريبيكا وعيناها تتسع دهشة لما تسمع حتى انتهت ريبيكا من الكلام فقالت لها :
- "هل انت واثقة مما تقولين"
ردت ريبيكا:
- " لقد كنت حاضرة لحوارهما منذ بدايته"
قطبت صوفيا حاجبيها وهي تقول :
-" إذن فقد صح حدس مولاتي الإمبراطورة."
هزت برأسها أسفا وأكملت :
- " ما الذي فعلته يا ماركوس؟ تورطك في أمر اختفاء إريس لن تمرره مولاتي بسهولة."
ثم توجهت إلى ريبيكا بالحديث :
- " وأين يحتفظون بإريس الآن"
أجابت ريبيكا .
- " لا أعلم لم يتحدثا أمامي في هذا الموضوع، لكن إن كان علي أن أحزر فلا أظن ماركوس سيجد مكانا أنسب من المأوى"
تساءلت صوفيا
- "أي مأوى؟"
قصت ريبيكا لصوفيا قصة المأوى التي سبق وسمعت به في إحدى سهرات ماركوس، قبل أن تستأذن صوفيا في العودة قبل أن يستشعر أحدهم غيابها.
- " حسنا يا ريبيكا"
قالت صوفيا مردفة
- " لكن أبقيني على اضطلاع بأدق التفاصيل"
خرجت ريبيكا تحت أنظار صوفيا التي توجهت مباشرة لمخدع كاثرين، فالأمر أخطر من أن ينتظر.
**********
على عكس ما توقعت صوفيا، كانت كاثرين تستمع لها بهدوء حتى انتهت من رواية ما دار بين ماركوس وموريس، وقصة المأوى كما روتها ريبيكا، أطرقت كاثرين برأسها مفكرة لحظات قبل أن تطلب من صوفيا إدخال حارسها الخاص.
دخل الحارس وقدم التحية العسكرية لكاثرين التي بادرته قائلة :
- " أنطوان، أريدك في مهمة سرية اختر لها أهل ثقتك من رجالك"
- " طوع أمر مولاتي "
- " اسمعني جيدا يا أنطوان، لقد كنت حارسي الخاص منذ أن وعيت على هذه الدنيا، ولا أثق بشخص أكثر منك أنت ووصوفيا، لهذا لن أجد أفضل منك لأوكل إليه هذا الأمر، لكن لكي تقوم بمهمتك على أكمل وجه يجب أن تلم بكل المعلومات الخاصة بالأمر."
حكت كاثرين لأنطوان القصة بداية من لقائها بإريس وانتهاء بلقاء موريس وقائده، طبعا دون أن تأتي بذكر لريبيكا.
- " ما المطلوب مني يا مولاتي"
قالها أنطوان متحفزا لخدمة كاثرين، فقد أحبها كابنته ،كثيرا ما كانت تأتي لتختبئ خلفه فيحميها من غضب مربيتها، لاعبها في صغرها وشاهدها تكبر، حتى عندما أصبحت إمبراطورة وفي أول أزمة واجهتها التجأت إليه، أيقظته كاثرين من سهوه قائلة :
- " أرسل بضع رجال لمراقبة مخزن الحبوب، أريد تقارير فورية لحظة بلحظة عن كل زائر للمكان أو خارج منه، أما أنت يا انطوان ستكون مهمتك إنقاذ إريس ،هيا أسرع بتنفيذ ما طلبته"
أسرع أنطوان خارجا لتنفيذ أوامر كاثرين قبل أن توقفه
- "أنطوان، أحضر موريس حيا"
و أردفت بهمس
- " أرجو أن لا يكون الأوان قد فات".
**********
تحت جنح الظلام كان أنطوان يراقب مدخل منزل موريس، وبرفقته ثلاث من أخلص وأكفء رجاله، لم يمر وقت طويل حتى فتح الباب ليخرج موريس مسرع الخطى، توجه موريس ناحية شجرة الصنوبر العملاقة.
بحذر وعن بعد تبعه أنطوان ورجاله حتى التقى بشخصين آخرين تبادلوا بعض الكلمات قبل أن يبدأ الرجلين في الحفر
- "ما الذي يفعلانه"
قالها أحد رفاق أنطوان في همس، فأجابه الأخير :
- " يبدو أنهم يحفرون قبرا لإريس، لا بد وأن عمليه التخلص منه ستكون هنا"
تابع الرجلان الحفر ثم بدآ بإخراج ما يبدو أنه جثة.
- " هم لا يحفرون قبرا بل ينبشوه" قالها أنطوان قبل أن يكمل في حسرة
- " لقد تأخرنا".
على الجانب الآخر كان موريس يراقب رجليه وهما يخرجان جثة أحد الجنديين الذين قتلهما العجوز، كانت الجثة سليمة لم تبدأ عملية تحللها بعد، كانت خطته بسيطة، سيخرج أقرب الجثتين شكلا للإريس ويقوم بتشويه ملامحها ويدعي أمام ماركوس أنها جثة إيرس فيتجنب غضبه، خطة سهلة وبسيطة لكنها مضمونة.
- " أطلقوا الكلاب لتنهش الجثة، أريد أن يذاع خبر العثور على جثة مجهولة في الصباح الباكر"
قلها موريس وهو يغادر المكان ، أشار أنطوان لأحد مرافقيه قائلا :
- " ستبقى أنت هنا لتراقب المكان،" وأشار للآخرين " اتبعاني".
سار ماركوس وراء موريس محتفظا بمسافة تمنع الأخير من ملاحظته حتى وصل منزله.
- " يبدو أنه غير مستعجل على إخبار ماركوس بإتمامه للمهمة، لا بد وأنه يريد للجثة أن تبقى ليلة أخرى في العراء." هكذا فكر أنطوان ثم أمر رجليه بالمرابطة في مكانهما وإخباره بأي تحرك لموريس.
ترك أنطوان مهمة مراقبة موريس لرفيقيه وتوجه لقصر الإمبراطورية، لا بد وأن تعلم كاثرين بالمستجدات.
- "مسكينة أنت يا كثرين، تفقدين والدك ثم حبيبك، كيف سأخبرك بالأمر يا ابنتي."
قالها أنطوان وهو يلج باب القصر متوجها مباشرة لمخدع الإمبراطورة.
- " هل نامت الإمبراطورة"
قالها أنطوان لأحد الحراس فأجاب الأخير :
- " لا أعتقد ذلك يا سيدي فصوفيا ما تزال في الداخل"
وقف أنطوان أمام باب مخدع كاترين، شد قامته وأخذ نفسا عميقا قبل أن يطرق الباب، مرت لحظات قبل أن يأتي صوت صوفيا من الداخل.
- " هل هذا أنت يا أنطوان؟"
أجاب أنطوان :
- " نعم إنه أنا، هل مولاتي ما تزال مستيقظة"
فتحت صوفيا الباب وهي تجيب سؤاله بسؤال آخر :
- " وهل سيحظى أحدنا بالنوم في هذه الظروف؟"
دخل أنطوان ينظر إلى الأرض ووقف منتصف الغرفة وكأنه يخجل من مواجهة كاترين، بل كان فعلا خجلا من مواجهتها، فقد فشل في أول مهمة أوكلتها له كاثرين بعد أن تولت الحكم، صوفيا أيضا أحست بأن أمر جللا كبل لسان أنطوان.
كانت كاثرين أول من تكلم .
- " لقد تأخرنا يا أنطوان أليس كذلك؟"
كانت الصمت أبلغ جواب في مثل هذه الظروف، جواب جعل صوفيا تشهق قائلة :
- " هل فشلت يا أنطوان، هل قتل إريس"
أطلت نظرت أسف من عيني أنطوان في حين تولت كاثرين الإجابة بدل منه قائلة في حزن:
- "لم يفشل يا صوفيا، بل نحن من تأخرنا."
تكلم أنطوان لأول مرة منذ أن دخل مخدع الإمبراطورة :
- " لقد نفذ ماركوس الخطة بحذافيرها وكان تحت عيني لحظة بلحظة، إلا في تفصيل واحد كان الفارق في فشل محاولة إنقاذ إريس، لقد قتل إريس ودفن منذ العصر ، باقي الخطة نفدت تحت جنح الظلام."
" مستحيل "
صرخت صوفيا وهي تكمل
" موريس خرج من قصر ماركوس وذهب مباشرة إلى منزله ولم يخرج منه إلا ليلا، وقد كان تحت أنظارك وقتها."
قال أنطوان:
- " وما أدراك أن موريس لم يذهب للمأوى قبل أن نبدأ مراقبته"
- " هذا أول ما خطر في بالي عندما وصلتنا أخبار الخطة، كنت أخشى أن يكون موريس قد بدأ تنفيذها قبل تحركنا، لكن كل المعلومات التي وصلتني تأكد أن موريس لم يذهب إلى المأوى بعد لقاءه بماركوس، كما أنه لم يقابل أحدا"
قالت كاثرين
- " هل تعلمين معنى ما تقول يا صوفيا "
هزت صوفيا رأسها في حين قال أنطوان:
- " إذا ربطنا ما تقوله صوفيا مع حقيقة أن موريس هو من أقنع ماركوس بالتخلص من إريس، فهذا يعني شيئا واحدا"
قاطعته صوفيا قائلة :
-"يعني أنه كما يتحرك ماركوس من وراء ظهرك فإن موريس يتحرك من وراء ظهر ماركوس"
قطبت كاثرين حاجبيها قائلة
-" موريس عسكري صارم، لكنه محدود الذكاء، هذا يحيلنا إلى أمر أخطر"
توجهت كاثرين نحو الشرفة وحدقت نحو النجوم لحظات قبل أن تقول
-" هناك لاعب جديد دخل المباراة، وموريس ليس إلا بيدقا في يده "
وجد استنتاج كاثرين صدى لدى أنطوان الذي سألها :
- " ومن تعتقدينه يا مولاتي "
صمتت كاثرين تفكر بعمق فقالت صوفيا بتردد :
- " الوزير إيفان، إنه الوحيد القادر على ملاعبة ماركوس بهذا الدهاء."
- " لكن ماركوس لا يعلم بموضوع إريس"
قالتها كاثرين وهي تقلب الاحتمالات في رأسها فردت صوفيا
- " كما لنا أعين فأكيد أن له أعين"
مرت لحظات من الصمت قبل أن تحسم كاثرين الموقف قائلة :
- " أنطوان، صوفيا، من الآن الكل مشتبه به، لا تستثنيا أحدا، أنطوان ستخبرك صوفيا بأمر شبكة أبي الإستخباراتية التي أسعى لتفعيلها، ستتكلف بأفرادها من الرجال، في الصباح سأسلمك لائحة تضم أسمائهم ، أريد أن تعمل الشبكة بكامل طاقتها غدا على أبعد تقدير، أحس أننا في معركة وجود، نكن أو لا نكون، اذهبا الآن، أريد أن أنام."
أدى أنطوان التحية العسكرية في الوقت الذي انحنت فيه صوفيا، وبمجرد خروجهما، انهارت كاثرين فوق سريرها تجهش بالبكاء.
- "لماذا يا إريس.. لماذا يا حبيبي..لماذا تركتني بعد أن جعلتني أشعر بالحب الذي حلمت به طويلا، أقسم يا حبيبي أن أعلق كل من تورط في مقتلك بباب القصر حتى تأكل الغربان لحمه"
كانت كاثرين تفرغ شحنات من الحزن والغضب، لقد كتمت مشاعرها حتى أمام وصيفتها المقربة حتى تبقى للإمبراطورة هيبتها، تماسكت وأدت دورها كما دربها والدها، لكنها الآن مجرد فتاة فقدت حبيبها، فتاة تملك السلطة لترسل من حرمها حبها للجحيم".


الحمراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-19, 09:54 PM   #15

romana

? العضوٌ??? » 102939
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,016
?  نُقآطِيْ » romana is on a distinguished road
افتراضي

مبروك الرواية المقدمة رائعة تحكي زمنين مختلفين وعن الاسطورة شيء غامض لاادري اين يؤدي لكن الغموض يثيرنا ويشد انتباهنا موفقيييييييييييييييين

romana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-19, 10:52 PM   #16

الحمراوي

? العضوٌ??? » 447607
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » الحمراوي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة romana مشاهدة المشاركة
مبروك الرواية المقدمة رائعة تحكي زمنين مختلفين وعن الاسطورة شيء غامض لاادري اين يؤدي لكن الغموض يثيرنا ويشد انتباهنا موفقيييييييييييييييين

بارك الله فيك
أرجو أن تنال الرواية استحسانكم


الحمراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-19, 11:02 AM   #17

الحمراوي

? العضوٌ??? » 447607
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » الحمراوي is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الخامس


كان إريس يلقي بصنارته في النهر محاولا اصطياد سمكة تشبع جوعه عندما سمع وقع خطوات قادمة في اتجاهه، استدار ليرى كاثرين قادمة نحوه فألقى الصنارة من يده وقام مستقبلا إياها قائلا:
-" مولاتي الإمبراطورة؟ ما الذي أتى بك إلى هنا."
ردت كاثرين :
- "يبدو أنك تفضل البقاء وحدك، اعذرني إذن، سأتركك لأسماكك"
قال إريس:
- "لم يكن هذا قصدي يا مولاتي، فقط استغربت وجودك هنا دون حرس ودون حتى وصيفتك"
ضحكت كاثرين بشدة قبل أن تقول:
-" لطالما تساءلت عن عدم قدرتكم أنتم البشر على التفريق بين الحلم والحقيقة."
نظر لها إريس للحظات قبل أن ينحني وهو يقول
-" مولاتي "أنغرا ماينيو"، ما نحن إلا كائنات بدائية، فاعذري ضعفنا وجهلنا"
- " هل من جديد يا إريس ؟"
- " ماركوس يظنني ميتا يا مولاتي، وقد حاولت الاتصال بكاثرين أو وصيفتها لكن يبدو أنها لم يغادرا القصر طيلة اليوم"
- " إريس .. غدا يجب أن تكون كاثرين في الكهف."
- " هذا ما كنت أنويه يا مولاتي، سأجد طريقة لمقابلتها حتى لو اضطررت لكشف نفسي لماركوس"
- " سأدعك تكمل حلمك يا إريس،"
قالت "إنغرا ماينيو" وهي ما تزال في صورة كاثرين مردفة:
- " فغدا سيكون لديك الكثير للقيام به".
**********
كانت الشمس قد أشرقت منذ لحظات حين خرجت صوفيا من القصر الإمبراطوري متجهة لقصر الوزير إيفان، كان عليها رؤية إحدى وصيفات كاتالينا زوجة الوزير إيفان لتمدها بأي معلومات تمكنها من تحديد تموقع الوزير في الأحداث المتسارعة التي عصفت بالمملكة منذ وفاة الإمبراطور السابق، لم يكن غريبا أن تدخل صوفيا قصر الوزير أو غيره من سادة الإمبراطورية فلطالما كانت صوفيا رسول كاثرين لمعارفها من بنات ونساء المسئولين، لهذا لم يتساءل أحد عن سبب زيارتها في هذا الوقت الباكر وهي تتجاوز مدخل قصر الوزير إيفان .
عند بهو القصر وقفت صوفيا تحاول إخفاء توترها قبل أن يأتي لها أحد الخدم بخير استيقاظ زوجة الوزير قائلا:
- " ستجهز نفسها وترتدي ثيابها ثم ستقابلك بعدها مباشرة"
ردت صوفيا:
- " قدومي باكرا لا يعني أني مستعجلة، سأتجول في حديقة القصر قليلا إلى أن تجهز سيدتك"
توجهت صوفيا للحديقة، وقفت في مكان معين تلتفت باحثة عن عينها في القصر، لقد أرسلت لها ليلا من يخبرها أن تكون هنا في الصباح الباكر.
- " هل تأخرت عليك يا سيدتي"
أجفل الصوت القادم من الخلف صوفيا لتستدير بعنف قائلة :
- " هل أنت معتادة على التسلل هكذا؟"
أجابتها أوجينيا وصيفة كاتالينا وهي تبتسم :
- " بل أنت من كنت مشغولة البال فلم تنتبهي لقدومي"
- " لا وقت لدينا لهدا الحوار، لدي سؤال واحد، هل سبق وذكر أسم إريس في مجالس الوزير.؟"
- "أتقصدين الفارس الذي فاز كل مسابقات المبارزة؟ أجل، كثيرا ما كان الوزير يتحدث عنه، لقد كان معجبا به كفارس، سمعته يوما يفكر في استمالته ليكون من رجاله."
كان كلام أوجينيا كافيا ليبرأ الوزير من شكوك صوفيا لهذا وحرصا على أن لا يشك أحد بحوارهما أنهت صوفيا اللقاء وأكملت تجولها في حديقة القصر في انتظار كاتالينا.
سرحت صوفيا في أحداث الليلية الماضية، فمقتل إريس قد غير الأوليات رأسا على عقب، لكن ليس هذا ما يهمها الآن، إن أكثر ما يشغل بالها هي البرودة التي استقبلت بها كاثرين الخبر، هل حبها لإريس مجرد وهم أو إعجاب أم أن تسارع الأحداث لم يمهلها فرصة للتعبير عن مشاعرها؟ لم تكن لتراهن على ذلك فهي أكثر من تعرف مولاتها، لكنها هذه المرة تقف عاجزة عن فهم ما يموج في وجدان كاثرين.
**********
مرت أقل من ساعة بقليل على دخول صوفيا قصر الوزير عندما همت مغادرة له بعد انجازها لمهمتها، كان الوقت ما زال مبكرا والطرقات فارغة إلا من أحد الرهبان الذي يمشي ببطء في خشوع،أومأت صوفيا برأسها تحية للراهب بمجرد اقترابهما من بعض. رد الراهب على إيماءة صوفيا وقال دون مقدمات :
- " لدي رسالة لكاثرين"
تعرف صوفيا على الصوت مباشرة، فاتسعت عيناها في دهشة بعد أن رفض عقلها تصديق أذناها، نزع الراهب غطاء رأسه لحظات وأعاده لتتحول دهشة صوفيا لذهول وهي تنظر لإريس حيا يمشي على الأرض ويكلمها، مرت لحظات نفضت فيها صوفيا عنها أثر الذهول لتخرج أولى الكلمات المختنقة بانفعال:
- " أنت حي .. أنت فعلا حي "
رد إريس الذي انتقلت إليه الدهشة:
- " ومن أخبركم غير هذا الأمر"
اختصرت صوفيا لإريس الأحداث فعقب إريس قائلا بابتسامة:
- " إذن فقد تمكنتم من الوصول لخيوط مهمة في القضية، يبدو أن كاثرين ابنة أبيها فعلا"
- " لكن كيف بقيت حيا، وأنطوان قد رأى جثتك بعينه "
- " هو لم يرى جثتي، كل ما رآه جثة تستخرج من قبر مجهول فاستنتج أنها جثتي، لقد كانت العملية كلها من تخطيطي، لكن كان المقصود خداع ماركوس وليس أنتم."
- " يجب أن أخبر مولاتي فورا يا إريس."
- " هناك أمر خطير آخر يجب أن تعلم به، أخبريها أن تحضر متخفية إلى مجرى النهر قرب المنحدرات، سأكون بانتظارها هناك."
أومأت صوفيا برأسها قائلة:
- " سأفعل."
ثم غادرت وخلفها صوت إريس:
- "الأمر عاجل يا صوفيا ولا يحتمل أي تأخير".
أسرعت صوفيا الخطى وكأنها تحمل رسالة عسكرية فيها الفصل بين الفوز والهزيمة، لم تدرك كيف تجاوزت ممرات القصر لتجد نفسها أمام مخدع كاثرين، وقفت للحظات تسترجع فيها الأحداث محاولة إيجاد طريقة لإبلاغ كاثرين بالمستجدات، تنفست بعمق قبل أن تطرق الباب وتدخل، كانت كاثرين ما تزال مستلقية على سريرها وانتفاخ جفنيها يؤكدان قضائها لليلة بيضاء، جلست صوفيا مقابلة لكاثرين صامتة، نظرت لها كاثرين بابتسامة باهتة وقالت:
- " لم تعد الأخبار السيئة تؤثر بي فهات ما عندك."
ردت صوفيا على ابتسامة مولاتها بابتسامة قائلة:
- " هذه المرة لا يمكن وصف الأنباء التي أحملها بالسيئة، فالوزير لا علاقة له بموضوع إريس"
بدت لمحة من الحزن على محيا كاثرين عندما ذكرت كاثرين إسم إريس، استقبلت صوفيا هذا الأمر بفطنتها المعتادة لتستغله مدخلا للحديث الهم التي أتت من أجله بهذه السرعة.
- " مولاتي، لقد فكرت بما رواه أنطوان أمس فأثارتني بضع تفاصيل لم أنتبه إليها لحظتها"
لم يبدو على كاثرين أي انفعال وهي تقول :
- مثل ماذا؟"
- " أنطوان، كان على مسافة ليست بالقريبة حتى يؤكد أن الجثة التي أخرجت من قبرها هي جثة إريس، كما أن ظلام الليل لا يساعد على التعرف على الملامح من هذه المسافة"
بدا بعض الاهتمام على كاثرين وإن عقبت :
- " ستكون جثة من إذن إن لم تكن له، كل الأمور تؤكد على مقتله يا صوفيا فلا تبعثي بأمل زائف في قلبي ، لقد تجاوزت الصدمة "
إلا أن صوفيا قالت في إصرار:
-" أنا متأكدة أن إريس ما زال حيا"
تغيرت ملامح كاثرين وبدا الأمل في قسمات وجهها فقالت لصوفيا وكأنها ترجوها:
- وما الذي يجعلك متأكدة لهذه الدرجة؟"
- " لأنني قابلته منذ لحظات"
**********
جلس إريس على صخرة محاذية لمجرى النهر يلهو ببضع أحجار بين يديه ليخفف من توتره وهو ينتظر كاثرين، لقد بلغت لعبته نهايتها ولا يوجد مجال للخطأ، كما أن ضيق الوقت لا يسمح بأي محاولة أخرى، كان يراهن على حب كاثرين واشتياقها له، وهي مراهنة محسومة سلفا له، إلا أنه لن يرتاح قبل يكمل مهمته، وقع خطوات أيقظ حواسه ليقف متنبها للقادم الذي لم يكن سوى كاثرين، ارتسمت ابتسامة على محيا إريس تجمع بين الارتياح والحب والنشوة، قابلتها لهفة غير متوقعة من الإمبراطورة التي تخلت عن هيبتها وارتمت في حضن إريس مجهشة بالبكاء، هي لم تخبره أبدا بحبها له ولا هو أخبرها أنه يحبها لكن يبدو أن الأمر لم يعد يحتاج لكلام ولا لتوضيح، مرر يده يتحسس شعرها قبل أن يربت على ظهرها قائلا:
- " سينتهي كل شيء اليوم، سنكون معا أبد الدهر."
لم تفهم فعلا ما قاله لكن ما كان يهمها هو أنه نطق بما يخالج فؤادها، لو كانت لها أمنية مستجابة الآن لتمنت أن يبقيا معا إلى نهاية عمرهما.
دفعها برفق قائلا :
- " هل حضرت بمفردك؟"
- " لقد صحبتني صوفيا حتى أصبحت على مرمى بصرنا ثم أمرتها بالعودة، لقد رفضت أن تتركني وحدي لكني أصررت على عودتها متحججة ببعض الأعمال الغير مكتملة التي كنت قد أوكلتها إياها"
ثم أضافت بابتسامة وحمرة الخجل تكسو وجنتها:
- " كما أنني أردت هذه اللحظة لنا فقط، أردت أن أحياها كإنسانة لا كحاكمة تراقب تصرفاتها"
أجابها إريس .
- " حسنا فعلت يا مولاتي، لكن الوقت ليس في صالحنا، وعلينا التصرف سريعا"
- " وما الذي تقترحه يا إريس؟ "
- " الوقت الذي أمضيته في سجن ماركوس وهبني وقتا مكنني من تحليل الموقف جيدا، سنذهب الآن إلى كهف قريب، هو ليس كهفا بالمعنى المعروف، بل مكان مجهز بكل الحاجيات الأساسية، استعمله عندما أنقطع في تدريباتي."
- " ولماذا لا نعود إلى القصر، سأجمع رجالي وأمسك بمقاليد الحكم نهائيا، لن يستطيع ماركوس التمرد على قراراتي"
- " سأخبرك عندما نصل يا مولاتي، كل ما أستطيع قوله لك الآن أننا سنكون معا بنهاية اليوم"
- " هل تعدني يا إريس"
- " أعدك يا مولاتي، أعدك"
ودون إبطاء أمسك إريس كاثرين من يدها مسرعا بها بين الأشجار حتى وصلا إلى جرف صخري توجه إريس مباشرة إلى جزء كثيف بنوع من النبات المتسلق، أزاح بعض الأغصان ليكشف عن ممر بين الصخور، حشر جسده في الممر جارا وراءه كاثرين المندهشة لكنها مستلذة بالمغامرة التي تعيشها خاصة أنها تشاركها مع أول من خفق له قلبها.
توجه ماركوس للجدار الأيمن للكهف ثم حرك بعض القطع أمام دهشة كاثرين ليفتح باب في صرير أرعب كاثرين التي التصقت أكثر بإريس.
( --- أشار له إريس بيده ليصمت وبدأ في العبث ببعض الأحجار بجدار الكهف كطفل يلعب لعبة البازل الشهيرة.
فجأة تحركت صخرة لتكشف عن مدخل غرفة ولجها إريس دون أن يكلم مانزو الذي لم يكن في حاجة لدعوة فتبعه دون تفكير..--- )
دخل إريس وكاثرين الغرفة التي أنارت بضوء أحمر بمجرد دخولهما، كانت كاثرين قد بدأت تفقد اتزانها فهمست لإريس وهي تراقب ذلك العجوز الذي يبدو وكأنه لم يهتم لدخولهما فاستمر في ما يفعله.
-" من هذا الشخص يا إريس"
وضع إريس سبابته أمام شفتيه في إشارة لها للسكوت فأردفت
- "هل أنت واثق مما تفعل يا إريس؟؟"
أجابها بابتسامة قائلا :
- " ثقي بي يا مولاتي الآن وهنا ستبدأ حياتنا السعيدة معا."
سحب ذراعه من بين يديها بصعوبة وتوجه خارجا إلا أنه أوقفها بإشارة من يده قائلا:
- " ابق هنا يا مولاتي سأقوم بأمر مهم في الخارج، عندما ينتهي الأمر سأكون بانتظارك"
قالت كاثرين وهي ترمقه بنظرة احتجاج:
- " ستكون في انتظاري أين؟ هل سأبقى وحيدة مع هذا العجوز."
رد عليها إريس مطمئنا:
- " الأمر لا يعدو ثواني معدودة، ثقي بي يا مولاتي"
ثم غادر تحت أنظار كاثرين.
( --- في الخارج كان إريس يقوم بمهمته الأخيرة يرسم على الثلوج دوائر متداخلة ويكتب حولها حروفا من لغة غير معروفة عندما سمع صرخة مانزو كأنها آتية من قلب الجحيم..
لقد عادت "أنغرا ماينيو" ---)
كانت صرخة كاثرين أقوى من أن يتحملها إريس الذي حاول أن يغلق أذنيه بكفيه لكن ذلك لم يكن كافيا لمنع كوتها من الوصول إليه، مرت دقائق على إريس كأنها سنوات قبل أن تخرج كاثرين بكامل حيويتها وقد أمسكت بقدم العجوز تجره خلفها قبل أن تلقي به لإريس قائلة:
- " تخلص من هذا الوعاء، لقد عانى المسكين كثيرا قبل أن يحصل على الراحة"
ثم أغلقت عينيها وتنفست بعمق، كانت "إنغرا ماينيو" تتجول في ذاكرة كاثرين، طفولتها، مراهقتها تدريبها من أجل الحكم، أدق التفاصيل تتراقص لتتداخل مع تجارب آلاف السنين لتكون الشخصية الجديدة لكاترين.
فتحت كاثرين عيناها مبتسمة قائلة لإريس :
- " أحسنت يا إريس .. لقد نجح الانتقال"
لم يتمالك إريس نفسه وارتمى على كاثرين ليحضنها قائلا
- " لن يفرقنا أحد بعد الآن "
في لحظات تحولت فرحة إريس إلى ألم شديد بعد أن رفعته كاثرين بيدها من عنقه قائلة
- "هل نسيت نفسك يا إريس "
ثم ألقت به بشدة على جدع أقرب شجرة إليها
- " كيف تجرؤ على هذا الفعل. "
- " مولاتي .. أنا أحبك .. أقصد أحبها" قالها إريس في توسل
- " تلك هي النقطة يا إريس لم يعد هناك وجود لكاثرين التي كنت تحب، سبق وحذرتك من أن يؤثر حبك على أدائك لمهمتك"
أجابها إريس الذي يبدو أنه لم يستوعب الأمر بعد:
- " لكني أديت مهمتي بنجاح يا مولاتي، لقد أحضرتها إليك ، وقمت بطقوس الإحلال ."
قالت كاثرين في غضب:
- " مهمتك ليست فقط إحضار كاثرين أو غيرها، مهمتك خدمتي ما دمت حيا"
ثم توقفت لتلتقط أنفاسها قبل أن تقول بهدوء:
- " أعلم أنك أحببتها بصدق ،و هذا سبب آخر يشفع لك عندي ، الآن سأذهب للمدينة فأنا مشتاقة للتحرك بجسدي الجديد، وأنت تخلص من جثة العجوز وقابلني في القصر، يجب أن أجد لك وضيفة رسمية تبقيك قريبا مني"
هز إريس رأسه في طاعة والدموع تخنقه ، أبقى عينيه على كاثرين حتى توارت بين الأشجار، هده المرة لم تكن نظراته لها نظرات حب ولا حتى نظرات تبجيل وتقديس كما كان الأمر مع "إنغرا ماينيو"، بل كانت نظرات غضب ووعيد.



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 24-06-19 الساعة 01:50 PM
الحمراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-19, 10:38 AM   #18

الحمراوي

? العضوٌ??? » 447607
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » الحمراوي is on a distinguished road
افتراضي

الجزء السادس

جلست كاثرين بشخصيتها الجديدة على كرسي العرش تتجول في ذكرياتها الجديدة قبل أن يدخل الحاجب معلنا خصور الوزير إيفان، أذنت كاثرين للحاجب بالسماح للوزير بالدخول وذاكرتها تراجع كل ما دار بينهما خصوصا في الأيام الأخيرة.
- " صباح الخير يا مولاتي"
قالها الوزير وهو ينحني في إجلال مردفا:
- " لقد حضرت صباحا لكنهم أخبروني أنك غادرت القصر"
- " أنا إنسانه يا إيفان قبل أن أكون إمبراطورة، لقد كنت في حاجة لتنفس بعض الهواء العليل فتجولت قليلا بالأحراش القريبة من القصر، والآن دعنا من هذا الأمر وأخبرني، هل قمت بما أوكلتك إياه يا إيفان."
أومأ إيفان برأسه قائلا:
- " على أتم وجه يا مولاتي ، كل قادة أبيك يجددون الولاء لك وسيكونون بجانبك إن قام ماركوس أو غيره بأي تحرك فيه تهديد لك، هم الآن في الخارج ينتظرون الاجتماع بك"
- " أحسنت يا إيفان، لقد ثبتتك في منصبك أيها الوزير، أنا واثقة أنك ستقوم بواجباتك على أتم وجه كما عهدناك أيام والدنا."
قالتها كاثرين قبل أن تسأل إيفان:
- " وماذا عن ماركوس؟"
- " سيكون هنا بين لحظة أو أخرى وقد يكون الآن في الخارج ينتظر إذنك للدخول"
- " كما أخبرتك من قبل لا تتركه يغيب عن ناظريك، لا هو ولا أحد من رجاله"
قالتها كاثرين قبل أن تنادي الحاجب ليسمح بدخول المنتظرين على باب قاعة العرش ، وكما توقع إيفان كان ماركوس أول الداخلين.
- " صباح الخير أيتها الإمبراطورة "
قالها ماركوس مبتسما محاولا أن يخفي لهفته وشوقه لكاثرين، كان ما يزال منتشيا منذ لقائهما الأخير، كيف لا وقد أزاح إريس من قلب كاثرين بل ومن الدنيا كلها، إلا أن ملامح كاثرين بقية جامدة من أيه انفعالات مما جعل ابتسامته تختفي حرجا، وقف الحضور في صفين متقابلين عن يمين وشمال كرسي العرش، فأشارت لهم كاثرين ليجلسوا.
قالت كاثرين وهي مستوية على عرشها في أنفة الملوك:
- " مرحبا بخيرة رجال الإمبراطورية، لقد كنتم نعم السند لأبي وحملتم هموم الرعية وغالبا ما قمتم بواجبكم على أكمل وجه، فاسمحوا لي أن أشكركم"
بدت لمحة من الرضا على وجوه الجميع فأردفت كاثرين قائلة:
- " لكن بعضكم حاول استغلال وفاة أبي من أجل تحقيق مكاسب شخصية معتبرين الجالسة على العرش مجرد فتاة لاعبة لاهية لا دراية لها بأصول الحكم والسياسة "
تعالت همهمات الاستنكار داخل قاعة العرش فأوقفتها كاثرين بإشارة من يدها مكملة :
- 'لم أطلب الاجتماع بكم من أجل محاكمة أو معاقبة أحد، بل من أجل أن أهب لكم فرصة ثانية لتصحيح مواقفكم وإثبات ولائكم".
أطرق الجميع برأسه فقد كان الكلام عائما يؤخذ على كل الأوجه، لهذا كل اعتقد أنه المعني بالكلام، كان إيفان أول المتكلمين فقال:
- " هذا يثبت أن والدك أحسن تجهيزك للحكم يا مولاتي."
في هذه الأثناء دخل الحاجب القاعة قائلا :
- " السيد إريس يطلب الإذن بالدخول"
انفجرت الكلمات ككرات نار في عقل ماركوس الذي توقف به الزمن لحظات يحاول استيعاب ما سمع، دخل إريس القاعة بعدما أذنت له الإمبراطورة فشارت كاترين للحضور قائلة
- " لينصرف الجميع"
ثم وجهت كلامها لماركوس
- " ابق أنت يا ماركوس لدي كلام لك أنت وإريس"
جلس أريس أمام ماركوس الذي كان يلوك أسنانه في توتر وغضب وهو يقول في نفسه
- " اللعنة عليك يا موريس، اللعنة عليك، أقسم أن أقتلك بيدي، لا بل سأطعمك حيا للكلاب الجائعة"
- " أرى أن حضور إريس قد فاجأك يا ماركوس"
قالتها كاثرين بخبث فأجابها ماركوس دون أن يحاول إخفاء تذمره:
- " كل ما في الأمر أني ظننته قد رحل إلى غير رجعة"
أجلبه إريس بابتسامة مستفزة:
- " واترك مولاتي ؟"
انتفض ماركوس وصاح في وجه :
- " لا شأن لك بالإمبراطورة، نحن مخطوبان، ولن يتأخر عقد قراننا كثيرا"
قاطعته كاثرين :
- " بمناسبة ما ذكرت يا ماركوس ، يؤسفني أن أخبرك أني قد فسخت خطبتنا"
أطلت نظرة من الذهول من عيني ماركوس الذي قال بصوت أشبه بالهمس:
- " تفضلين لقيطا لا نعلم عن أصوله شيئا عني أنا ماركوس قائد الجند"
نهضت كاثرين صارخة والشرر يتطاير من عينيها:
- " هذه آخر مرة أسمح لك بمناقشة قراراتي ولتعلم إني زاهدة في الزواج، لا منك ولا منه ولا من غيركما "
كان ماركوس يشاهد نسخة جديدة من كاثرين لم يسبق له أن قابلها فقال هامسا:
- " كثيرا ما سمعت أن السلطة تغير البشر، لكن لم أتوقع أن يكون التغيير جذريا لهذه الدرجة"
جلست كاثرين وهي تقول بهدوء:
-" اجلس يا ماركوس، لطالما أثار إعجابي ذكاؤك وحنكتك، فلنتحدث بوضوح ولنكشف كل الأوراق."
جلس ماركوس وهو ينظر لإريس ولسان حاله يقول:
"كل شيء بدء بك يا إريس، أنت السر وراء هذا التغير."
و كأن إريس قرأ ما يدور في خلد ماركوس فقال :
- " ماركوس، إن كان على أحدنا أن يكره الآخر فيجب أن أكون أنا هذا الشخص، فقد سجنتني وحاولت قتلي."
قال ماركوس في حدة:
- " لا يحق لك اتهامي بدون دليل."
تدخلت كاثرين قائلة:
- "ماركوس، اتفقنا على أن نكشف كل الأوراق، أنا أعلم كل شيء عن المأوى وموريس وجثة إريس والذي أصبحت تعلم الآن أنها ليست له والتي كنت تنتظر عثور أحدهم عليها حتى تعلن وفاته."
حاول ماركوس الاعتراض لكن إشارة من يد كاثرين ألجمت لسانه لتكمل قائلة :
- " ماركوس كما قلت سابقا لسنا هنا من أجل محاكمة ولا من أجل تبادل الاتهامات، أريد فتح صفحة بيضاء خصوصا بينكما"
كان ماركوس يحاول تقييم مكاسبه وخسائره على ضوء المعطيات الجديدة التي فرضتها الإمبراطورة، فهو كرجل عسكري يعلم أن حتى في الهزيمة مكاسب عليه استغلالها، لذا إن كان فقد كاثرين كزوجة وحبيبة فعليه أن يكسبها كإمبراطورة، لكن في نفس الوقت عليه أن يبقى ممسكا بزمام المبادرة، لقد خسر هذه المعركة وهو غير مستعد لخسارة معارك أخرى، أما إريس فسيكون تحت أنظاره، فقال في نفسه:
- " سنرى من يضحك أخيرا "
- "لم أعد منافسا لك يا ماركوس."
قالها إريس بأسى ثم نظر لكاثرين مردفا:
- " فلم يعد هناك شيء لنتنافس عليه"
**********

كان موريس يجلس خلف مكتبه عندما دخل عليه ماركوس ممسكا قارورة من الشراب قائلا:
- " كما عهدتك دائما يا موريس، فأنت تقدس العمل كثيرا"
تحسس موريس مقبض سيفه وهو يقول بابتسامة حاول أن يجعلها حقيقية قدر الإمكان :
- " مولاي لقد شرفتني بمجيئك لمكتبي"
- " انتظرتك لنشرب نخب إريس سويا لكنك لم تأتي إلي فواتتني فكرة مجنونة أصررت على تنفيذها."
كان موريس يستشف في نبرات ماركوس سخرية فجالت في فكره عشرات الاحتمالات لم يستثني منها كشف ماركوس لخيانته، لذلك لم تفارق يده مقبض سيفه وهو يقول:
- " أنا ذراعك الأيمن يا مولاي، ومهما بلغ جنون فكرتك سأساعدك على تنفيذها "
قال ماركوس وهو يجول بنظره في أنحاء الغرفة .
- " لم أقصد بالمجنونة أنها صعبة أو مستحيلة لكنها غريبة بعض الشيء"
ثم نظر في عيني موريس قائلا:
- " سنشرب نخبه في زنزانته"
ثم استدار خارجا ملوحا بقارورة الشراب وهو يردف :
- " لقد أحضرت الشراب الذي تحبه يا صديقي، فهيا احضر لنا كأسين واتبعني"
توجه ماركوس للزنزانة التي كانت قبل يومين سجنا لإريس وموريس يتبعه وهو يحاول أن يلتقط أي تصرف من ماركوس يكشف عن نواياه .
دخل الاثنان الزنزانة فمد ماركوس القارورة لموريس وهو يقول:
- " صب لنا الشراب يا موريس، لكن أخبرني أولا.. كم دفع لك إريس لتطلق سراحه؟"
رغم أن موريس كان يشك في أن ماركوس قد علم بخيانته إلا أنه تفاجئ خصوصا بالطريقة المباشرة التي تحدث بها ماركوس، حرك يده بعفوية في اتجاه سيفه ليكتشف أن كلا يديه غير حرتين اليسرى تمسك الكأسين واليمنى تمسك قارورة الشراب، التقط ماركوس حركة يد موريس ليقول له:
- " هل أنت محتاج لسيفك الآن يا موريس؟ لا أرى غيرنا هنا، أم أنك تفكر باستعماله ضدي؟"
لم ينطق موريس مما جعل ماركوس يعيد سؤاله مرة أخرى:
- " لم تجبني بعد يا صديقي الوفي، كم دفع لك إريس لتطلق سراحه؟"
أجاب موريس بصوت مرتعب أقرب للتوسل:
- " ليس مسألة نقود يا مولاي، القصة طويلة وحتى لو حكيتها لك فأنت لن تتقهم موقفي"
هز ماركوس برأسه قائلا:
- " صدقت يا موريس"
و بحركة سريعة استل سيفه وأطاح برأس موريس وهو يقول
- " فأنا لا أتفهم أسباب الخيانة"
كانت قوة ضربة ماركوس بحيث أن جسد موريس بقي واقفا منتصبا رغم أن رأسه قد انفصل عنه، فدفعه ماركوس بقدمه وهو يقول:
- " أبلغ تحياتي لشياطين الجحيم"
**********
في حديقة القصر الإمبراطوري كانت كاثرين برفقة صوفيا وخلفهما أنطوان الحارس الخاص للإمبراطورة.
قالت كاثرين موجهة كلامها لأنطوان :
- " هل تظن أن رسالتي قد وصلت لكل المسئولين يا أنطوان"
أجاب أنطوان:
- " بل أنا متأكد يا مولاتي، خصوصا ماركوس، لا بد وأنه شعر أنك توجهين الكلام له شخصيا "
ابتسمت كاثرين في رضا وهي تسأل صوفيا
- " وماذا عن التقارير اليومية، كيف هو المزاج العام"
ردت صوفيا بحماس
- " كلها ايجابية، العامة من الرعية راضون على طريقة تسييرك للحكم خصوصا عندما سربنا لهم كواليس اجتماعك الأخير، أما رجال البلاط فالتقارير تأكد أن الجرذان قد بدأت في التواري بجحورها، لقد رأوا إمبراطورة مهيبة الركن أمامهم بعد أن ظنوا أن أمور الحكم يتكون لهم وأنه لن ينالك من الحكم إلا الاسم"
" وماذا عن إريس؟"
قالتها كاثرين بشكل مفاجئ ليتبادل أنطوان النظرات مع صوفيا الثي قالت بعد تردد
- " لا أفهم لم تغيرت مشاعرك نحوه بين عشية وضحاها، لقد كنت مستعدة لمواجهة العالم في سبيل الزواج به، أعلم أنك أحببته بحق، فما الذي فعله حتى تقسين عليه وعلى نفسك هكذا"
ردت كاثرين وهي تصطنع الحزن:
- " منصبي يا صوفيا لا يترك لي رفاهية الحب والعشق، كما أن الحكم في غنى عن صراع داخلي أحد أطرافه قائد الجند."
هنا تدخل أنطوان قائلا :
- "كان بإمكانك اختيار ماركوس زوجا، لا أظن إريس يملك سلطة ولا قدرة على الاعتراض."
صمتت كاثرين وهي تراقب سربا من العصافير يحلق فوقهم، صحيح أن إريس لا يملك سلطة ولا قدرة على الاعتراض لكنه أحب كاثرين بشدة وهي حرمته منها، إريس خدمها منذ وفاة والده المفاجئة، كان في الرابعة عشر من عمره وقتها، دائما ما أبدى لها الولاء،لذلك هي تكره أن تقتله، لكنها لن تتردد في ذلك إن شكت لبرهة في خيانته لها، قطع تفكيرها صوت وقع خطوات قادمة في اتجاههم، كانت خطوات جندي من رجال أنطوان، توقف الجندي على مسافة من الجميع ليتوجه إليه أنطوان فهمس له ببضع كلمات وانصرف، عاد أنطوان لكاثرين التي بادرته:
- " هل من جديد يا أنطوان"
رد انطوان بابتسامة اعجاب:
- " حدث ما كنت توقعينه تماما يا مولاتي"
ردت كاثرين بابتسامة قائلة
- " أرسل إذن لماركوس من يستدعيه للقصر غدا صباحا، لقد أدار الحبل حول عنقه وعلي أن أشده قليلا"
انحنى أنطوان في تحية عسكرية في الوقت الذي قالت فيه صوفيا بنوع من الاحتجاج:
- " هل هو خبر لا يحق لي الاضطلاع عليه؟"
قالت كاثرين بدون مقدمات:
- " لقد قتل ماركوس موريس"
**********
في غرفته داخل قصر الإمبراطورية، الغرفة التي جهزت له بعد أن أوكلت له كاثرين مهمة قائد الحرس الإمبراطوري، كان إريس مستلقيا بزيه الكامل على ظهره يتأمل سقف الغرفة يسترجع اللحظات القليلة التي قضاها مع كاثرين، كاثرين الحبيبة وليست كاثرين الجديدة، لقد أحضرها بنفسه إلى الكهف، هل خان حبهما، لكنه تابع ل"إنغرا ماينيو" ويدين لها بالولاء كان عليه أن يختار، سينسى ، الزمن طبيب شاطر ، هكذا كان يهكر عندما دخلت عليه صوفيا قائلة.
- " هل أعجبك جناحك الجديد؟ لقد كان مسكنا خاصا للوزير إيفان قبل أن ينتقل لقصره الخاص"
أجابها إريس وهو ينهض عن فراشه:
- " لقد اعتدت على النوم في البراري لهذا فأي مسكن فيه رفاهية لي"
ضحكت صوفيا وهي تقول:
- " لو كنت أعلم هذا لما بذلت كل هذا الجهد في تجهيزه بهذه الصورة"
ابتسم لها إريس شاكرا إلا أن ضحكتها سرعان ما تلاشت وهي تقول في أسى:
- "ماذا حدث بينكما يا إريس؟ لم كل هذا الجفاء؟"
رد إريس وهو يدير وجهه:
- " لا شيء من جهتي يا صوفيا .. اسأليها هي، فأنا ما زلت أمنّي نفسي بأن أحض بها"
- " أنا أسألك أنت يا إريس"
قالتها صوفيا بحدة مردفة:
- " لقد ذهبت لمقابلتك قرب مجرى النهر ثم عادت مختلفة."
قال أريس وكأنه يكلم نفسه:
- " لقد أصبحت شخصا آخر، لكني متأكد أن كاثرين التي نعرفها ما تزال هناك في مكان ما"
اقتربت صوفيا من إريس حتى التصق صدرها بظهره وهمست في أذنه:
- " أخبرني يا إريس ما الذي حدث، أن تعرف أن كل ما يهمني هو سعادتكما، أخبرني الحقيقة ، فقد أستطيع المساعدة"
استدار إريس ليواجه صوفيا، نظر إليها لحظات ثم دفعها عنها برفق، استل سيفه وأمسك بحده بشدة ثم أخد يمرره على كفه، لم يكن يشعر بأي ألم، أعاد السيف إلى غمده قائلا:
- " إن كنت تشكين بخيانتي فأنا لا أستحق خدمتك"
.
.
هناك..
في مخدع الإمبراطورة.
فتحت كاثرين عيناها ترمق السقف مبتسمة وهي تقول:
- " لقد تعلمت التفريق بين الحلم والواقع يا إريس، أنت فعلا تشبه جدك الأكبر".
**********
فتح إريس عينيه ليجد نفسه على فراشه، كان يتذكر الحلم جيدا، فجال خاطر في ذهنه " هل ما زال يحلم"، ضغط جزءا من أصبعه الأصغر بين ظفريه فأحس بألم خفيف، هذه المرة هو مستيقظ، نهض واتجه نحو صندوق يجمع فيه بعض أمتعته بحث قليلا حتى وجدها، إبرة كان يرقع بها أحيانا ملابسه.
جلس على حافة الفراش يفكر:
" علي أن أجد طريقة أفرق بها بين الحلم والحقيقة".
ما يفكر به خطير فإن علمت به "أنغرا ماينيو" أو كاثرين في شخصيتها الجديدة فسيكون مصيره سيئا جدا، وحتى إن استطاع مراوغتها فهو لا يضمن شخصا آخر، إذن فسيكون هذا هو سره حتى يجد طريقة لتحرير كاثرين، كانت هذه الأفكار تراود إريس وهو يكسر رأس الإبرة ثم ادخله في كرة من المطاط بحجم حبة حمص، ضغطها مرة بعد مرة وفي كل مرة يظهر رأس الإبرة ثم يتوارى عندما تعود الكرة لشكلها الطبيعي، ابتسم إريس قائلا:
- " ستكونين حارستي من الآن "
أضاف الكرة إلى عقد كان يلبسه ثم ضغط عليها في تجربة أخيرة قبل أن يبتسم عندما أحس بألم الوخز.
- " سأكون مجبرا على وخز نفسي قبل كل حوار."
قالها في نفسه مردفا
- " سأحررك يا حبيبتي، لن أتركك جسدا بلا روح وروح بلا جسد،سأجد الوسيلة حتى لو كان هذا آخر عمل في حياتي".
كان الصباح قد طلع عندما أنهى إريس تميمته الحارسة الجديدة وهو يأمل في أن لا ينسى استعمالها.
خرج ليتريض كعادته وبين لحظة وأخرى يتحسس قلادته، لم يكن قد أكمل تريضه عندما شاهد صوفيا تقطف بعض أزهار الحديقة فابتسم وهو يتذكر حلم الأمس ،ضغط قلادته ، هو لا يحلم، كانت الحديقة فارغة إلا منهما وأحد البستانيين الذي كان منهمكا في عمله بعيدا بمسافة كبيرة عنهما، توجه ناحيتها قائلا:
- " يبدو أنني لست الوحيد الذي يستيقظ باكرا"
جفلت صوفيا فأردف إريس قائلا:
- " عفوا،لم أكن أقصد إخافتك"
ردت صوفيا
- " لا عليك، أنا المخطئة، فقد سرح عقلي في أمر يورقني."
- " وما الذي يؤرق جميلة القصر."
قالها إريس وهو ينظر في عيني صوفيا التي علت وجنتيها حمرة الخجل، لم تكن نظراته لها عادية ، لقد سبق أن رأت مثل هذه النظرات، أجل، كان ذلك عندما شاهد كاثرين أول مرة.
- "هل يحاول إيقاعي في حبه، لا، لن أسمح أن أكون الحب البديل الذي سيجبر كسر حبه السابق."
قالتها صوفيا في نفسها قبل أن توجه كلامها لإريس:
- " لماذا تغيرت مشاعركما بهذه السرعة يا إريس"
تحسس إريس قلادته في توتر قبل أن يقول
- " كاثرين اختارت طريقها، وقد احترمت رغبتها، لا يمكنني إجبارها على اعتناق ما لا تؤمن به،كما أن الحب لا يعني استعباد الآخر"
قالت صوفيا
- " تقصد أنك أخرجتها من قلبك"
أجاب إريس بتحد :
- " هل تريدين إقناعي أنك لم تلاحظي الاختلاف الكبير في شخصية كاثرين بعد اعتلائها العرش؟"
ردت صوفيا
- " بل التغيير بدأ بعد زيارتها لك بعد هروبك من المأوى"
تنهد إريس وقال:
- " كل ما في الأمر أن كاثرين كانت تحس بتأنيب الضمير لاختفائي، فقد علمت أن لغيرة ماركوس علاقة بهذا الاختفاء. لهذا قامت بكل تلك الجهود لإنقاذي."
كانت صوفيا تستمع غير مصدقة لما يقول إريس الذي أكمل وكأنه يحاول إقناعها
- " هي من أخبرتني بذلك، كما أن زيارتها لي لم تكن إلا لتخبرني بقرارها التفرغ للحكم ولهذا لم تسمح لك بمرافقتها."
أطرقت صوفيا برأسها في محاولة لفهم سر هذه التغييرات إلا أن إريس لم يترك الوقت لها لذلك فاقترب منها هامسا.
- "علي أن امضي في حياتي يا صوفيا، على أن أعثر على حبي الحقيقي"
قالت صوفيا وهي تحاول التهرب من محاصرته:
- " تقصد الحب البديل "
مرر أنامله يتحسس وجنتيها قائلا :
- " بل الحب الحقيقي الذي يحارب الكون حتى ينتصر"
أشاحت صوفيا بوجهها قائلة:
- " ولماذا لم تحارب من أجل حبك"
أجاب إريس وهو يحاول استنشاق رائحة شعرها:
- " لأنه لم يكن حبا حقيقيا يا صوفيا"
ابتعدت صوفيا برأسها قائلة :
- " ابحث عن حبك الحقيقي إذن يا إريس، أتمنى لك أن تجده قريبا":
- " لقد سبق وفعلت يا صوفيا، لا تحاولي إقناعي أنك لم تفهمي ما أرمي إليه"
قالها إريس ويده على كتف صوفيا التي انتفضت قبل أن تطلق ساقيها لتسابق مشاعرها خوفا من الاستسلام لحركات إريس، هذا الأخير الذي ظل واقفا يراقبها حتى توارت عن نظره فهز رأسه قائلا بأسى.
- " سامحيني يا صوفيا".
**********
- " سامحيني يا صوفيا".
قالها إريس وهو يعيد ترتيب حساباته، كانت خطة إريس تعتمد على أمرين، أولا منع "إنغرا ماينيو" من التسلل لأحلامه أو بالأحرى كشف هذا التسلل واتخاذ الحيطة أثناء ذلك، وثانيا إقناعها أنه تجاوز صدمة فقدانه لكاثرين وأنه مضى في حياته وهنا اختار صوفيا لقربها من كاثرين، الأهم الآن أن تقتنع صوفيا بهذا الأمر، فإذا اقتنعت صوفيا اقتنعت كاثرين.
- " صوفيا فتاة رقيقة لا تستحق أن يكسر قلبها."
هكذا فكر إريس قبل أن يجيب نفسه
- " وما الذي سيكسر قلبها؟ سأحرص على أن تشعر بالحب في كل لحظة تكونها بجانبي، فقط علي أن أقنعها أن كاثرين أصبحت ماضي."
كان لقائهما في الحديقة صباحا قد أعطى أملا كبيرا لإريس، لقد ألقى بجمرة الحب الأولى في قلبها، عليه فقط أن يرعاها حتى تتحول لنار مستعرة، هو أيضا سيحبها بعد أن تأكد من تبخر أمله في كاثرين، هكذا أقنع نفسه.
في الجانب الآخر كان ماركوس مصرا على الظفر بكاثرين خصوصا وأنه مؤمن أن السلطة والعرش كانا السبب في قرار العزوبية التي اتخذته كاثرين، لكنه واثق من أن هذا الأمر لن يستمر طويلا، قرارها كان يصب في مصلحته تماما. إلا إذا كانت خطة من كاثرين وإريس لإبعاده مدة من الوقت حتى يخلو لهما الجو، لهذا وضع إريس تحت مراقبة صارمة من رجاله، قطع تفكيره وقع خطوات أحد رجاله الذي أدى التحية العسكرية ثم وقف منتصبا قائلا:
- " وصل تقرير اليوم عن إريس "
قال ماركوس باهتمام
- " هات ما عندك"
رد الجندي
- " لقد خرج إريس من غرفته باكرا للتريض والتقى بوصيفة الإمبراطورة في حديقة القصر تكلما قليلا وعاد لغرفته ولم يخرج منها للآن"
مرر ماركوس يده على لحيته وهو يفكر بصوت مسموع
- " إريس لم يقم بخطوته الأولى بعد، لا يمكنني فعل شيء الآن."
قال الجندي :
- " هناك أمر آخر يا مولاي"
في نفاذ صبر قال ماركوس :
- " أي أمر؟"
أجاب الجندي :
- " يقول التقرير أن لقاء إريس وصوفيا وإن كان الظاهر أنه حدث صدفة إلا أنه لم يكن لقاء طبيعيا، بل كان أشبه بلقاء عاشقين"
برقت عينا ماركوس في ظفر، فإن صح ما ورد في التقرير فقد صدق إريس حينما قال أنه لم يعد منافسا لماركوس.


الحمراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-19, 11:33 AM   #19

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

وصلت للفصل الرابع

لولا شخصية انغو هذه التي تنتقل بين الاجساد

كان يمكن ان لاتعتبر الروايه خرافيه

اسلوب سلس ومشوق

لي عوده بعد ان اكمل الباقي


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 25-06-19, 01:06 PM   #20

الحمراوي

? العضوٌ??? » 447607
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » الحمراوي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
وصلت للفصل الرابع

لولا شخصية انغو هذه التي تنتقل بين الاجساد

كان يمكن ان لاتعتبر الروايه خرافيه

اسلوب سلس ومشوق

لي عوده بعد ان اكمل الباقي

شرفتني بردك
أنتظر رأيك بفارغ الصبر


الحمراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية، فانتازيا، قمر، الدم، إثارة، تشويق، خيال، دراما، رومنسية, ط±ظˆظ…ط§ظ†ط³ظ?ط©طŒ

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.