آخر 10 مشاركات
حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] ومالي بدجئ العاشقين ملاذ! بقلم/غسق آلليلh "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          على ضِفَّة قلبِكِ ظمآن.. سعاد محمد *مكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          جنون المطر(الجزء الأول)،الرواية السادسة للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر(مميزة)مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          1133 - ليتك تحبني - دونيز روبن - دار النحاس .. (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-19, 02:08 PM   #31

Arjoana

? العضوٌ??? » 370019
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » Arjoana is on a distinguished road
افتراضي


رومانسياتهم مختلفة عن أي نوع اآخر ههههه
أسلوبك وحواراتك راائعة

.....
شكرا على الفصل 😍




Arjoana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-19, 03:42 PM   #32

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الكتب 1 مشاهدة المشاركة
رواية جميلة جدا جدا جدا جدا شكرا
جزاكم الله خيرا


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 09-08-19, 03:44 PM   #33

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arjoana مشاهدة المشاركة
رومانسياتهم مختلفة عن أي نوع اآخر ههههه
أسلوبك وحواراتك راائعة

.....
شكرا على الفصل 😍
الله يكرمك..سعيدة انها عجبتك يا رب اكون عند حسن ظنك يا جوجو 💗💗


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 09-08-19, 03:45 PM   #34

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حابة اعيد عليكم بفصل اليوم...
فصل استثنائي كل عام وانتم بخير💗💗


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 09-08-19, 03:46 PM   #35

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع

ألامس أطراف شعرها ، تغفو فوق صدري ..
" فريدة "
" أمم "
همهمتها المسكرة ، الناعسة ، متحشرجة تغزو نعومة صوتها ..
ضحِكْت فقالت
" أضحكني معك "
" من يصدق أن فريدة المتذمرة ، المترددة ، المفترية ، بهذه النعومة "
" كلماتك تتنافى مع حديث الأمس "
ضحكْت أكثر ، فقالت تجذب انتباهي
" لقد تحدثت مع مديري .. "
" و .. "
إبتعدت قليلا عن صدري لتنظر الي..
" و أخبرته عن زواجنا .. ومنحني اسبوعا كاملا لنتنعم معا في العسل .."
قبلتُ جانب فمها
" العسل فقط .."
ذائبة بين يدي
" كل ما هو حلو "
خدرها انتقل الي ..فهمست
" ليس هناك ما هو أحلي منكِ يا فريدة "
فهي كحبات الجوز الصلبة .. ما إن أدغدغها بأسناني حتى أشعر بهشاشتها وجمال مذاقها المشبع بين أركاني .
***
جاءت صفية تعودني أخيرا بعد أسبوع أجازتها .. ومعها إبراهيم لمباركة زواجي ..
نظراتها المتفحصة أربكتني ..
همست بالقرب مني
" سعيدة ! "
لم أجب و أنا أعض علي شفتي وإبتسامة خجولة تعلوها .. بينما يتشاغل ابراهيم بهاتفه .. الى أن جاء سبب سعادتي يحمل الحلوي مرحبا بهما ..
" كيف حال عملك يا يونس "
كان سؤال ابراهيم ليجيبه زوجي ..
نعم زوجي ، الزواج يأتي من الرقم الزوجي المتزوج الملتحم الذي إن قُسم على أثنين يكون الناتج بلا كسور .. هكذا هو يونس سهل المعشر ، يتقاسم معي كل شئ بل ويحمل نصيبي ايضا على عاتقه ..
" الحمد لله ، لم أفتح المكتب منذ أسبوع "
أهتم إبراهيم لحديثه
" ليس لدي قضايا علي أي حال "
" لا بد أن تفتحه وتسعى في ضم قضايا لك ، صفيه ستساعدك منذ الغد ، فريدة فرد من العائلة وعلينا مساعدتك "
على الإمتنان محياه ، ثم نظر لي بإعجاب ..
" فريدة هي عائلتي كلها .."
سعلت صفية بضجر .. ربما لم تعجبها نحنحته .. لكنه يأثرني بنظراته وكلماته منذ زواجنا ..
لم يمكثا كثيرا ليتركونا نسعد بأيام العسل ..
غادرا وبقينا سويا من جديد..
الكل يأتي ويغادر ونحن معا .. وكيف يتركني .. فهو ملتصق بي وهذا ايضا مفهوم آخر للزواج ( الالتصاق )..
نظف الكاسات .. رتب المطبخ بعد الغداء .. ساعدني في تبديل عباءة العروس تلك ، إرتديتها لمقابلة الضيوف المباركين .. كانت على ذوقه ( الرفيع ).. ولم يمنع نفسه من ارتشاف جرعة مكثفة من العسل وهو يبدل لي ثوبي ...أخبرته مرارا بأني قادرة علي فعل ذلك بنفسي إلا أنه يدللني ، و أنا أدمن دلاله.
في اليوم التالي صباحا .. نتناول قهوتنا بصحبة فريد وثرثرته ..
بادرته بالحديث بعملية ممزوجة بدمائي
" ستذهب للعمل مكاني يا يونس "
" أي عمل ؟ "
" مدير الشئون القانونية ، ستشغل منصبي .... لقد تحدثت الى رئيسي وقبِل ، هو يثق بقراراتي "
" ومكتبي ! "
" ليلا "
" ومتى ألقاكِ ؟ "
حيرة هي ما سكنت محياه
" مكتبي هو مستقبلي وعلي السعي لأفتح هذا البيت ، لن أذهب الي عملكِ و أرتاد مكتبكِ وصفقاتكِ .. يجب أن أبني نفسي يا فريدة "
" أنت لها "
رفض بقوة
" لن أستطيع "
***
أحمل حقيبة فارغة لا أعلم لما ذهبت بها ، لكنها حقيبة فخمة تمنحني هيبة ووقار بجانب حلتي الرمادية الأنيقة ..
أتيت في موعدي بالدقيقة .. أتسلم مقاليد مكتبها ، برعايتها ، وتوجيهاتها ..
مررت علي السكرتيرة ، فبعد أن كنت عضو في فريق ، أصبحت أنا قائده ..
أوراق ومعاملات ..وصفقات ، وتوقيعات ..
رافقني صوتها طوال اليوم توجهني وتخبرني بأماكن الاوراق في مكتبها ..
تحدثني عن الصفقات وترتبها لي وفقا لأهميتها ..
وفي لحظات أصبحت خيوط المنصب في يدي .. لأحركها كما أشاء ..
لم أتخيل يوما بأن المكتب الذي دخلته يوما كي أعقد به صفقة .. قلبت حياتي رأسا على عقب .. سيكون مكتبي .. بسعته وألوانه .. وبتلك الراحة التي تصيب النفس وتأثر الروح فور الولوج إليه .. ربما هي روحها العالقة .. الساكنة جدران الغرفة .. وربما شوقي لانفاسها ودفئ مشاعرها .. هو ما يربطني بأي مكان وطئته بقدمها ..
مرت عدة أيام .. وأنا أمارس عملي برتابة ..صفية تساعدني نهارا ، و أنا أهتم بها ليلا ..
ابتعت لها عكازا لربما إحتاجت الحركة ولم يكن معها أحد خاصة مع تحسن ظهرها ..
عدت للمنزل ، سمعتها تتحدث الى أميرة عبر الهاتف ..
جمعتهم صداقة حديثة إستمتعت بها ..
و أمي في زيارتها الأخيرة لنا أبدت رضاها على فريدة .. ولا أعلم لذلك سببا سوى تنازلها عن غيرتها في سبيل سعادتي ..
أغلقَت الهاتف فور رؤيتي .. إقتربتُ منها أعانق خصرها أرفعها عن الأرض قليلا ..
" أرغب في حصتي من الدلال .."
ضحكة خافتة بجانب أذني .. كانت علامة .. للإقتراب ..
***
أنظر من نافذة غرفتي ، إشتقت الخروج .. التسوق .. السير ..
حبيسة المنزل منذ شهر ..
إشتقت ولكني راضية ..
صفية ويونس لم يتركاني للحظة .. كلا منهما سند حقيقي في حياتي ، إن إبتعد احدهما إختل البناء .
أميرة ، كلما سمحت لها الفرصة لزيارتي لم تدخر جهدا في التقرب مني ..
حماتي .. أمسكتُ ضحكاتي يوم أتت لزيارتي مرة بمفردها ..
جلست-هي- بكبرياء .. لم نُصفِ ما بيننا .. نظراتها المتحفظة تجاهي ضايقتني .. أستندت على عكازي كي أحضر لها كوب شاي ، لأستبدل السكر بالملح في حركة لعينة لاغاظتها .. فهي لم تعرض مساعدتها لي أو رفضها لحركتي وكأنها تود لو أنمحي من حياة إبنها ..
عدتُ من المبطبخ متكأة على عكازي بيد ، والأخرى أحمل بها الكوب .
قدمته لها بأدب يتنافى مع فعلتي ، مدت يدها .. تذوقته ، لم تبدِ أي إمتعاض حتى أنهته عن آخره ، ربما جرعة الملح لم تكن كبيرة ، سأكثر منها في المرات القادمة طالما إستساغته .
نظرت الي طويلا ثم ..
" سلمت يداكِ "
رفعت حاجبي أجيبها بتساؤل
" هل أعجبكِ ! "
أغمضَت عيننيها بحاجبين مرفوعين مستمتعة
" جدااا "
تنفستُ بصوت عالٍ .. بحسرة
" بعد شفائك ستأتين بيتي بالتأكيد "
ثم رفعت يديها أمامي لتردف
" وسأعد لك ما هو أشهى من ذلك الكوب "
إبتسمت بهدوء إستفزني ...
هدوء تيقنت منه أنها تخطط لشئ عظيم قد يهدد حياتي مع زوجي ..
يونس .. هو الوتد المتماسك في الأرض بقوة الذي أستند عليه الآن ، ألا يستحق مني أن أفعل شيئا لأجله ! ، لن يسعد بالنيران المشتعلة بيني وبين أمه ..
هو أخبرني بأنه يثق بي .. وبعقلي وبأني لن أتمادى في إغضاب أمه..
إنفرجت شفتي بهمس
" أمي .. "
لم أنادي احد بهذا اللقب بعد موت أمي ..
لكن يونس يستحق حياة هادئة ، كما منحني كل الحياة ..
" أنا آسفة .."
" حددي على أي شئ بالضبط .."
نظرت أرضا بأسف حقيقي .. عله يهدم جدار الغضب بيننا ..
" كل شئ .. أ .. أنا .. "
تلعثمتُ وكأني أتعلم الحديث من جديد لأحسم قولي
" ربما أشعر بالغيرة منكِ لأن أولادكِ حولكِ ، أو لأنكِ أحسنتِ تربيتهم ، ربما هو شوق لأم فارقتني منذ زمن ، أو .."
لانت ملامحها قليلا دون كلام فأردفت
" أمي أنا سعيدة ، يونس منحني السعادة والأمان الذي بحثت عنه طويلا ، أميرة صارت أخت لي .. أنا حقا آسفة .."
ترقرقت عيناها بدمع كالندى .. رقيق يعكس نسمات الصباح .. منذرة بيوم جديد
قامت لتجلس جواري لتحتضن رأسي الى صدرها..
" أنا أيضا شعرت بالغيرة منكِ ، تمسك يونس وتعلقه بكِ ضايقني ، ولم أعِ أنها سنة الحياة ، ليس هناك ضير من أسف قد يسعد ابني ويهدئ من حياته .."
ثم إبتعدت قليلا تعبث بشعري ووجنتي لتردف
" هل أصنع لكِ كوب شاي "
إبتسمتُ رغما عني بعد حديثها المؤثر لاقول
" بالملح ! "
لمعت عيناها لتخبط كتفي
" ليس بهذه السرعة ، ربما في عزيمة ما سأردها لكِ ، أنا لا أترك حقي ، تأكدي من هذا .. "
ومن يومها وتحسنت علاقتي بها ، تتودد الي وتعاملني كأميرة ..
لم أخبر يونس بما حدث .. فليس كل شئ يقال .. وهي فعلت المثل .
***
أجلس خلف مكتبي منهك ، فقد بدأ الوجه الآخر للزواج وهو ( المسؤلية ) ..
في عملي نهارا ، والمكتب ليلا ، ومساعدة فريدة التي تتخلل يومي .
آااه فريدة ..
الشقية ، التي أفسدها الدلال ..
توقظني ليلا لأحضر لها ماء ، ثم .. ثم تأتيني بحجج أعلم جيدا الى أين ستنتهي ..
" أوقد النور "
" رتب لي وسادتي لا أود النوم "
لأجد نفسي أنساق وراء طلباتها بود وحب رغم إمتلاء يومي ، و أثناء ترتيبي للوسادة ، تلاطفني ، تلامسني .. تقبل أذني ..حتى تسلمني الزمام .. تنهيدة راحة شقت صدري .. اسبلت جفني بهدوء للحظات ..
وقعت على أحد الأوراق أمامي ..
فتحت درج مهمل في مكتبها أبحث عن ورقة هامة ، ربما وضعتها السكرتيرة هنا..
مجموعة أوراق مهملة جلست أفرزها لأتخلص من زحامها ..
" كنتِ سبب في موت أختي ، أقسم بأني سأستوفي منكِ ديني عن آخره .."
" لقد وصلت لعملكِ يا فريدة .. وقريبا سأصل لبيتكِ "
" القصاص قريبا "
إنتفضتُ من تلك الرسائل وأنقبض قلبي ، فريدة قد تقدم على إيذاء أحد ..
نفضت الفكرة سريعا من رأسي ..
لكني لم أستطع زحزحة قلقي عليها ..
تناولت هاتفي لأتحدث اليها
" يونس ، هل هناك شئ ! "
ما إن وصلني صوتها حتى هدأت خفقات قلبي ..
" كنت أطمئن عليك ، هل تحتاجين لشئ ؟ "
" لا .. أميرة وصفية برفقتي "
إطمئننت عليها .. أنهيت الإتصال وذهني يطرح العديد من الأسئلة ، وجل إجاباتها لدى فريدة ..
***
عاد من العمل بوجه قاتم قلق .. وبدون مقدمات .. أخرج أوراق من حقيبته فور دخوله وسؤال قلق يغزو نبرته
" هل آذيت أحد من قبل ؟ "
" عمَ تتكلم يا يونس ! "
ناولني الأوراق ، و إذا بأنفاسي تزداد ، لاح الغضب بعيني ، إسترجعت ذكرى مقيته
" لم كل هذا الحنق والإرتباك ، هل فعلتها فريدة ؟ "
لم أجب فكرر
" هل آذيت أحد ! "
" ابنة خالتي "
وإذا به يسقط فوق الاريكة ، صخب عينيه ينذرني بإنفجار فأردفتُ أوضح
" لقد كانت تعاني من مرض عضال ، أنفقت خالتي كل ما تملك لعلاجها ، وكان الأمل في إجراء عملية لها لكنها مكلفة ، لذلك قرروا الاستيلاء على شقتي لبيعها ونيل المال "
دموعا سقطت من عيني ظننت أني نسيتها ..
" جدي أنجب ابنتان ، وكي لا يرثه أخوته ، كتب منزلا بأسم خالتي والآخر بأسمي حيث توفيت أمي و أنا صغيرة ..لم أكن أعلم بتكاليف علاجها يا يونس أقسم لك .. كنت اعلم بمرضها فقط .. لو علمت لفرطت في كل شئ لأجلها ، لقد كانت أختي .."
إقترب يحتضني ، أشم رائحة الحب في ثوبه والإهتمام في تربيتة يده ..
بكيتها بشدة ، عروس تبكي..
سخرية أخرى تعبث بزواجي الأسطوري ...
" علي يحملني ذنب موتها .. الذي لا أعلمه الا من رسائلة المهددة لي ، بعد مرور تلك السنوات .. أنا .. السبب ! "
حملت نفسي ذنبا لم أرتكبه ..
وضغط عليّ بقوة على عاطفتي ليستوفي دينه .. وربما يخفي ما هو أكثر من أنتقام.
***

ان قطع رحمي من ذوي دم
فقط وصل منك بألف نسيج
بدم و عشق ،بسند و دعم ، بعشرات الحكايا ،و عشرات الوصايا ، و عشرات الربتات الحانية 🌸
خاطرة من بيبو ..
***


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 02:03 AM   #36

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن

أترقب الساعات وأعد الدقائق .. أتوق لعودة سريعة من عملي لألقاها .. ذات الوجه البشوش .. بعد إزالة الجبيرة عن قدمها وتحسنها كثيرا ... بدأت شعلة النشاط تتقد بداخلها ..
أخبرها بألا تُثقل على نفسها وتأبى .
ستعود لمنصبها قريبا ، رغم عدم شغفها بالأمر إلا أننا إتفقنا على منحها الوقت لاسترداد سلامة قدمها .
عدتُ للمنزل أتهافت لرؤيتها ، فوجئت بوليمة وليس غداء عاديا..
" هل سنتقاسم الطعام مع أحد ! "
" لا ، هو لنا وفقط "
ثم غمزت بعينيها التي يزينها الكحل فزاد من إتساعها
" لم ترَ شيئا بعد "
همت بالمغادرة فأمسكتها لتسقط فوق صدري تلاطفني عينيها ، تتوغل بداخلي ، تداعب قلبي
" كيف إقتحمتني هكذا يا فريدة؟ "
ضحِكت لتُرجع رأسها للخلف
" لم تكن أسوارك عالية يا يونس ، كنت سهل الغزو "
تحشرج صوتي ليعكس عاطفتي
" لطالما شيدتها عالية أبية الإقتحام ، متينة اللبنات ، الى أن تخللتي بين أرجائها وتسللتي الي فجعلتني مغيبا ، لا أرى سواكِ ، ولا أتنفس إلا عيناكِ "
إلتهمت ملامح وجهي ، تتلمس خافقي ، وتدغدغ ذقني
" لم أقصد .. حقا لم أقصد غزوك ، كنت في طريقي ، أنت هدية الله لي ، لم أحلم يوما برجل قد يهبني أرضه وعمره وروحه كما كنت لي ، أخبرك سرا .. أنا أحبك منذ إرتشفت قهوتي ولم يكن يجرؤ أحدهم على فعل ذلك "
جاء دوري لأضحك
" كنتِ شديدة الملاحظة ، تصلحين للقسم الجنائي لا القانوني "
" كيف جرؤت على تناولها قبل تقديمها لي "
" أعتبريها أجرا لحملي لها الى أن وصلتكِ بأمان "
حاولت الافلات من قبضتي فحاصرتها ، تتنهد بحب بين يدي ، تزيد من ولهي بها
" فريدة ، أنا ، أحبك ، جدا "
" ما هذا الاعتراف المستهلك .. التقليدي "
" سأبقى أردده دوما وابدا ، وببساطة دون مرادفات وصرف ونحو ، هكذا مجردا "
قبلت وجنتي تتلاعب بي لتنفلت من بين يدي لتعد الطعام .
بعد لحظات سمعت رنين الباب .. لأستقبل امي وأميرة و .. عبد الرحمن ..
دفعتني أميرة بصدري لتزيحني من طريقها لأسمعها وهي تمر من جواري تقول
"هل أنهت فريدة الطعام .. لقد تأخرنا كثيرا عليها بسبب هذا المدلل "
ثم تبع كلماتها تذمر عبد الرحمن وهو يدلف بالتتابع خلف والدته
"لم تربطي لي حذائي .. "
خبطه على رأسه متهكما
"لا تعرف كيف تربط حذائك وأنت بهذا السن "
ثم وضعت يدي على فمه لأكمل حديثي هامسا بأذنيه
"أعلم بأني مثلك لذلك لا أرتدي احذية بأربطة .. تعلم مني "
قال بهدوء بعد ان أزلت يدي
"فريدة لا تعلم اذا ... حسنا .. هو سر بيننا "
"هل ستدخلني أم ستظل جاثيا هكذا فوق صدر الصغير "
إلتفتُ استقبلها ..
"تفضلي امي"
أنهت فريدة الطعام وحدها .. ساعدتها أميرة في تحضير المائدة .. وظل الملمس الأخير لأمي .. لنلتف حول المائدة كعائلة .. كما أخبرتني فريدة .. فقد أعدت تلك المفاجأة لي لتخبرني بحب
"عائلتك .. هي عائلتي "
شرعنا في تناول الطعام .. وإذا بفريدة تغص به ووجها يبدأ في الاحمرار .. أمي تناولها الماء .. تربت على ظهرها .. في عرض مسرحى ملخصه "الحما الأم " .. تهمس لها بكلمات .. بينما فريدة تهز رأسها وتضحك بعيون دامعة من كثرة سعالها ..
***
" سامحيني "
" اغفري لي "
" الذنب يقضي مضجعي "
أغلقتُ هاتفي ، يساورني الشك ، رسائل وصلتني اليوم ، تشعرني بالقلق وبعض الارتباك ..
بحثت عن رقمه ألتمس الدفئ في صوته
" حبيبتي ، لم إشأ إزعاجك عند مغادرتي "
حنانه يصل لعمق قلبي ليحتلني ، ليس لي غيره في هذا الكون ، يفهمني من تحشرج صوتي .. او نعومته .. رنته ..
هل ما كنت أسمعه قبل زواجي عن الرجال أكاذيب .
أم هو استثناء !
" لقد تلقيت رسالات متعددة اليوم لأحد قد أساء لي ويريد عفوي "
كانت إجابته أسرع مما توقعت
" ربما علي "
تردد الأسم برأسي لأفكر قليلا ثم أجيبه
" في آخر حديث لنا ود خنقي ، ورسائله الكتابية كما رأيتها سابقا للتهديد ، هل بدل رأيه سريعا ويرغب عفوي "
سمعت أنفاسه وهمهماته المفكرة
" ربما هي خالتك .."
لم أفكر بها منذ زمن ، و أظنها هي أيضا
" وما الذي ذكرها بي الآن ، طالما تشعر بالندم وتود السماح لماذا الآن ، وهل تعتقد أن علي يُحملني ذنب وفاة أخته بينما خالتي لن تفعل المثل "
" الأمر بسيط يا فريدة ، أعطني الرقم الذي أُرسلت منه "
إنه الحل الأسهل ، لكني لم أفكر به ، إنزيمات الخوف إرتفعت عندي فلم أفكر بأن أعيد الإتصال بالرقم .
فعلت كما طلب ، فلا طاقة لي بمتابعة الأمر بعد أن سكن فكري قليلا وتشاغلت عن ذنبي بكلمات بحماتي .. وما وضعته بصحني .. نثرت حبات الشطة فوق صحني وهي تضعه أمامي .. وتجلس جواري .. لتؤكد على مفهوم الثأر بالنسبة لها .. بينما يداها تطيب ما فعلت فتناولني الماء ...
عنيدة هي تلك الحما .. ولكني حقا أحبها ..
لن انسَ كلماتها المحبة المدغدغة لأذني .. هي إمرأة قوية .. وأنا اعشق قوتها
"أنا لا أترك ثأري يا فريدة "
ثم تذكرت المدعو عبد الرحمن عند مغادرته وهو يجذبني من ذراعي يريد التحدث الي ...
"يونس لا يحب الاحذية التي لها رباط "
عقدتُ حاجبي ولم أفهم لماذا يخبرني بهذا الأمر الغير الهام .. وإذا به يتركني ركضا ليغادر .. بينما نظرته نحو خاله تخبرني أنه يحبه وأيضا يهوى أغاظته وربما متعته الوحيدة من اخباري بأمر الحذاء هو .. افشاء سر بينه وبين يونس وفقط
***
إمرأة تخطت الستون بقليل ، حجاب يحيط بوجهها ، ترتدي جلباب بسيط في إستقبالي .
أشارت لي بالدخول
" مرحبا بني "
كان رد فعلي سريع عندما نلت رقم الهاتف من فريدة ، هاتفت الرقم الذي كان خارج التغطية في البداية ، أصررت فكررت الاتصال في أوقات متغيرة من يومي ، وقبل عودتي لفريدة حالفني الحظ برد هذه المرأة في النهاية .
خالتها.. تلك المرأة هي خالة فريدة ، تشبهها قليلا ، تحمل ذات اتساع العين ولونهما ..
تجلس أمامي بأنف متسعة ، تعاني ارتباك لم يخف على عيني ، تحك جبهتها ، و أخيرا قالت..
" سامحني بني "
أرخيت عيني وشفتي ، ثم أجبتها
" المهم ، أن تسامحكِ فريدة "
تجاوزت المرأة إرتباكها ، وتخلت عن قلقها ، لتبكِ ..
" لن أبرر فعلتي فأنا للآن أطلب العفو من الله .. ربما موت ابنتي كان جزاء ما فعلته بفريدة ، ظننت أن استيلائي على منزلها وبيعه أسرع طريقة للحصول على المال ، لم أفكر حينها في يتمها أو وحدتها ، كل همي كان ابنتي وانقاذها من موت محتوم ، كنت أصارع الوقت "
ثم إرتفع كتفاها نحو أذنيها بخزي
" لم أعبأ بأي أحد آخر ، لقد تبت ، وعلمت ان من شروط التوبة رد الحقوق لاهلها "
تململت قليلا في مقعدي لاقول
" لقد أخذت فريدة حقها ، أليس كذلك ، تقصدين عفوها سيدتي "
ضغطت علي شفتيها بعد أن هدأ بكائها ..
"علمت بتسلل ابراهيم الى شقتي و سرقتة .. أقصد إستعادة عقد فريدة .. أنا أقصد شيئا آخر "
إبتلعت ريقها لتخرج من جيب جلبابها عقدا ذهبيا ثمينا ، ناولته لي لتردف
" هذا لها ، كانت هدية أحدهم لأمها فور ولادتها ، لم تفرط فيه فريدة يوما ، أعطته لابنتي لترتديه يوم وفاة أمي ، وبعدها توالت الاحداث ولم أنزعه عن ابنتي إلا يوم موتها "
"ولماذا لم تبيعيه لتستفيدي بثمنه "
"لم تكن ابنتي لتتخلى عنه .. انت لا تعرف مقدار حبها لفريدة "
كنت أستمع اليها بصبر ، أنتظر المقطع الذي يجيب علي تساؤل فريدة ، لكنها لم تجبه في قصتها فسألتها مباشرة
" لماذا الآن "
***
أقطع الكوسا الى شرائح دائرية برتابة ، وعقلي منشغل في تلك الرسائل ، لم أُبدِ قلقي ليونس ، ولم أسأله مجددا عن الأمر بعد أن أخبرني بأن ذاك الهاتف مغلق ..
لم أحاول التجربة بنفسي موقنة بصدق زوجي ..
جاء دور البصل لأقطعه الى حلقات ثم أفكك حلقاته لتندمج مع الكوسا ..
خالتي .. لقد غفلت عن التفكير بها لأعوام .
طاردتني نظرات الشر وقت طردها لي من منزلي ...
راودتني الكوابيس والشعور بالألم مما حدث وقتا طويلا حتى تخلصت منه ..
ثم نما الى قلبي كرها لم أستطع منع تعاظمه مع مرور الوقت ..
حتى بعد هروبي من حيز تواجدهم ..
إنتبهت لانعقاد حاجبي و إنضمام شفتي ..
وضعت عصير الطماطم والتوابل للحلقات السابقة لاتشاغل قليلا وتنبسط ملامحي ، ثم دفعت بها الى الفرن .
تناولت علكة من إحدى أدراج المطبخ العلوية لافرغ بها توتري ..
إبنة خالتي .. لقد كانت الأفضل ..
حنونة ، ربما هاجمها المرض لرقتها ، وكأن الضعفاء لا مكان لهم في هذا العالم ..
هكذا صقلت ذاتي ، وأنا أتخلص من ضعفي لأصبح صلبة ..
لحظات ، فقط لحظات أشعر بالتردد بين هشاشتي وصلابتي ، الى أن ترجح كفة الأخيرة ..
لحظة ..
أنا لم أتردد في شئ منذ فترة طويلة .. منذ ..
زواجي.
بزواجي من يونس تبخر التردد ليتبقَ اليقين ..
الصواب الذي لا يحمل معنيين .
القرار الحاسم الذي لا يقبل الجدال ..
والهدوء مع قوة الافكار ..
يونس .. حقا هو ماكان ينقصني ..
لقد غذى روحي وصقلها بالثقة والثبات .. فتقهقر ترددي للخلف حتى خفُت ..
وجدت أفكاري تهدأ ، وروحي تسكن .
دوما ما تتوقف كل السلبيات .. جميعها ، إذا ذُكر يونس
***

" لماذا الآن "
هكذا واجهتها ، فردت
" لم يبقَ في العمر الكثير ..وددتُ التكفير عن ذنبي ، لقد بحثت عنها كثيرا أنا وعليّ ابني ، ولم نجد لها أثر ، حتى وقت قريب عندما غادرنا بلدتنا .."
عقدت ذراعيها في محاولة لدعم نفسها لتردف
" بعد أن توفت ابنتي لم أقوَ على العيش في المكان ذاته ، فغادرنا .. الى أن علم ولدي بمكان عملها و منزلها "
هكذا اذا وصلت فريدة رسائل ابن خالتها الكتابية ..
" تعلمين مكانها ، لماذا لم تذهبي اليها مباشرة ؟ "
وهنا أنّت بخفوت ، والدموع غزت وجهها ..
" لم أستطع ، جبُنت ، خفت من مواجهتي لفعلتي وذنبي ، حقا لم أستطع رؤية قهرها وغضبها علي ، يكفيني جرحا واحدا "
مسحت مؤخرة رقبتي بتعب من تلك المواجهة ، رغم مراقبتي وحسي القانوني الأمني التشككي ، إلا أني تعاطفت مع تلك المرأة ..
" ماذا الآن ؟ ما الذي ترغبين فعله ؟ "
شاهدت دخول عاصف وارتطام باب المنزل بعنف وهذا العليّ يقتحم جلستنا بقوة .. وغضب يتنافى مع وهن و إعترافات أمه ..
وقفت بسرعة ، وعلامات الشر أحتلت وجهه فلم يبق من حقيقته الا نذر يسير ..
دفعني في صدري فسقطت على الكرسي بقوة ، كدت أسقط به علي ظهري ..
حاولت والدته جذبه وتهدأته ، لكنه لم يمتثل الى كلماتها فقلت
" لم آت للعراك يا علي "
تهكم علي كلماتي قائلا
" هل جئت للسلم ، وطرح اتفاقيات "
إبتلعت ريقي و استعددت للمعركة ، فوجهه لا ينذر بخير .. رفعت كفي أمامه في إشارة مني لمهادنة ، هممت بالوقوف وإذا به يمسكني من أعلي قميصي لأصطدم بالجدار خلفي .. و ...
***
هاتفه يرن ولا يجيب ، كررت إتصالي للمرة الرابعة .. بلا جواب ، إلتفت نحو الباب فور سماعي فتحه ، دلف الى الداخل ، وهو يحث أحدهم على الدخول بدون تنبيهي ، و إذا بسيدة أحفظ ملامحها جيدا تدخل الى منزلي ..
تنظر أرضا ، تجر قدميها و كأنها مجبرة على الدخول.
أقتربتُ منه ، وقفت خلفه ، أحاول التقاط انفاسي ..
تلصصت من خلف كتفيه لأرى وجهها ..
أمسكت بذراعه لأستمد قوتي منه ..
الألم يعتلي وجهها ، وكأنها فقدت ابنتها للتو ..
أمسكَ رسغي ليخرجني من خلفه و أنا أتمسك بظهره كطفلة تحتمي بالجدار من القطة ..
يجذبني و أجذبه ..
الى أن خرجت ليلفني بيده ، و أحتمي بصدره .. أتشبث به.
أنظر اليها بتردد ..
وتنظر الي على استحياء ..
أخرجت من جيبها شيئا ، ما إن وقع عيني عليه حتى إرتخت عضلات يدي ، مشيت نحوها ببطئ ، لامست سلسلتي الفضية التي تحيط بعنقي ، تلاعبت بحليتها ، فقد إستبدلتها بهذا العقد بين يديها .
إنه هو ، هديتي لابنة خالتي .. هذا ما بقي من جيدها ، ورائحتها ..
لامست العقد فتركته لي ، دموعا نفرت من عروق عيني ، أضع يدي بين شعري أبعثره ..
إلتزمت السكون وتجمدت كالابوسوم عندما يهاجمه الخطر ..
إرتعشت ذقني في محاولتي لوقف دموعي ..
إبتلعت ريقي ورفعت بصري اليها ببطء..
تواجهت العيون ، تبكي ، و أبكي ..
حتى سمعت همهمته .. ربما همسته التي لم أسمعها ..
فالتفت ، ولم .. لم أجده .
"أنا آسفة "
صوتها الذي لم تغيره السنوات .. عينيها التي لطالما قست عليّ .. تقاسيم وجهها التي هرمت من الحزن .. أو الشر ...
"آسفة على ماكان مني يا فريدة .. سامحيني يا ابنتي "
إهتزت عيني بضجر وأنا أجيبها
" على سرقة شقتي .. ام كرهك لي .. ام وحدتي .."
دموع لا تتوقف تذرفها .. بينما حقدي الذي عاد لي وكأن السنون لم تمر
"بعد موت والديّ لم يتبقَ احد لي سوى جدتي .. لم تتركيني أحزن عليها .. لم تمهليني وقتا كي أعي او أرتب للغد ... لحظات ووجدت نفسي بلا جدران او أمان .. جردتني من كل شئ وتركتني في العراء .. هل حددتي رجاءً ، علي ماذا تأسفين ! "
ذكرياتي جذبت دموعي .. أوجاعي أردتني صريعة أمام أيام قاسية مضت ...
"أم هو إعتذار على وحدتي لسنوات .. كنت امرض ولا أجد من يمد لي يدا بالدواء .. تمر الايام والاعياد والمناسبات .. تجمع العائلات في رمضان وأنا بمفردي .. والسبب ...! "
انتظرتُ إجابتها ..
"ما السبب .. أخبريني سببا واحدا لما حدث .. كنتِ تعلمين جحود عمي ولطالما شكوته لكِ ولجدتي .. بدلا من إشباعي بحنانكِ .. أشبعتني كراهية وشر .. ألم تسألي نفسكِ بأني قد أهبُ حياتي فداءً لابنتك .. ألم تري بعينيك حبي لها .. لماذا لم تخبريني بضرورة بيع شقتي ولم أكن لأرفض .. فحياتها حياتي ... "
إشتدت سحابة الدموع بعيني وصوتي يعلو ..
"ما العائد الذي نلتهِ من كل ذلك .. موت ابنتك .. تدميري .. كره زرعته بين أضلع ابنكِ.. والآن .. تطلبين العفو ! .. وكيف السماح ؟ .. "
إستدرت كي أبتعد .. أمسكتني من ذراعي .. نفضت يداها عني ...
"لست أملك كلمات أدافع بها عن نفسي لأني لست على حق .. فصاحب الحق يملك الحجة وأنا لا حجة لي .. انا استسمح طيب قلبك ونقاؤكِ يا فريدة .. الذي لم يدنسه شئ رغم ما مررتِ به .. لقد زللت .. أخطأت .. ونلت جزاء فعلتي بحرق قلبي على ابنتي .. اقتص لكِ الجبار .. "
"إقتص لي الله يوم نسيتكِ ومحوت ما مضى من ذاكرتي .. بنجاحي وإعتمادي على نفسي .. .... "
ثم بدأت أردد كلمات يونس جميعها التي ألقاها على اذني يوما .. وبعد إنكساري شعرت بأشتداد عودي أمامها لأتركها وأغادر لغرفتي .
***
منذ زواجنا لم أرَ دمعا يزور عينيها .. إبتسامتها التي تضئ وجهها كضوء البدر الأبيض .. بدون شائبة .
اليوم كدت أذوب وهي تحتمي بي ..
تتوسلني إخفائها خلفي ..
أتمنى لو إختطفتها في بيت من الطين كالتي سكنها الأنكا قديما .. وأحيا معها حياة بدائية خالية من المنغصات .
قربتها مني لحاجتي أنا للدعم والقوة ..
كدت أخسر نفسي اليوم ..
تركت كيس الثلج من يدي ..
اتفرس تلك الكدمة أسفل رقبتي ..
لقد أجدت إخفائها عن عينيها فور دخولي ..
ذلك المختل ، (علي ) إنه شقيّ ، غبيّ ، لا يليق به العلا أبدا ..
لا يتفاهم أول يتحاور يديه تسبق عقله ..
سمعت باب غرفتنا يُغلق ، حسنا ، لقد أتت ، حاولت إرتداء قميصي الا ان أصابعها سبقتي وهي تمرر يديها فوق كدمة أخرى خلّفها لقائي بهذا المختل ..
تسائلت عيناها فأجبتها
" عليّ "
شهقت ، إبتعدت عن جسدي بفزع ..
" هل ضربك ؟ "
حاولت تصحيح قولها للحفاظ على رجولتي قليلا
" بل ضربته "
همهمت وهي تومئ برأسها مشيرة لكدمة وجهي ..ثم تبتسم وكأنها تخبرني بأن علي من قام بضربي
وضعت يدي أمام عيني أحاول الهرب من تلك المواجهة ..
لقد قيدت حنجرته ومنعته من التنفس فور أن بدأني بالضرب ..
حاولت أن أضبط إنفعالاتي .. لكنه هو من أغضبي ..
ستنسى فريدة كل شئ الا أنني أوشكت على قتل ابن خالتها فتركتها تفهم ما تشاء ..
" كيف وصلت إليها ؟ ألم تخبرني بأن الهاتف مغلق"
جلست على السرير أرتدي قميصا يمنع عينيها الممتلئة بالشفقة نحوي ..
" لقد كان ، لكنه فُتح "
" و "
تمددت على السرير بتعب
" أشعر بالجوع يا فريدة "
لم تملهني الوقت لآكل ، تقمصت دور المحقق كونان ، جلست جواري لتحاوطني بأسئلتها .. التي أجبتها عليها جميعها ، وبصدق ، إلا .. ضربي لعليّ
" جائع "
هكذا ختمت قصتي بعد أن جف حلقي ..
استدارت لتغادر فقلت
"كيف كان الأمر ؟ "
تبدلت ملامحها .. هل يعقل بأنها طردتها .. لم تمهلني وقتا وهي تغادر الغرفة مسرعة.
وضعت الطعام على الطاولة ، فدعوت خالتها لتشاركنا ، نظرت الى الطعام أمامي فصحتُ بها
" خلطبيطة ..."
" لا أسمح بتلك الأهانة ، هذه خضروات وليست خلطبيطة "
" بل هي ، لقد أنهيت لتوي فيلم الفأر الطباخ يا فريدة ، وها هو نفس الصحن "
" هل تشاهد الكارتون و أنت في هذا السن "
هززت قدمي بعصبية لأجيبها ..
" لقد أرسله لي عبد الرحمن عبر تطبيق الواتس "
زمت شفتيها .. أعلم أنها لا تطيق عبد الرحمن ، خاصة بعد إرتداءه لملابس نومها ..
جلست خالتها على إستحياء ..
تحك ساعدها .. واضح أن المواجهة لم تمر على خير.. لكن يعجبني إصرارها .. لقد توقعت مغادرتها .. لكنها تتسم بالصلابة على ما يبدو ..
" لا داعي لتعبك يا فريدة ، لقد أخبرني يونس بما حدث لساقك "
تجاهلت-فريدة- قولها ... تنظر لي بأهتمام ..
تناولت ال " خلطبيطة " بهدوء .. ليس درءا للشر ، و إنما لمذاقها الطيب ، أغمضت عيني كما فعل انطوان إيجو ... علها ترتبط معي بذكرى في صغري مثله .. لكنها لم تتسق مع ماضيّ اطلاقا ..
فتحت عيني على تهكمها
" صنعتها وحدي ، لم يكن لينجويني معي بالمطبخ "
ربما ضحكت علي دعابتها في وقت آخر ، لكن الآن رغبت في الحديث مع خالتها ..
***
تخللت عقلي ،و قلبي ملكت
و باناملك الحانية انا تشبثت ،
فكن عند ظني بك يا كلي ،
فعلى أعلى ثغرك، و على نبض قلبك ،عقدت امالا ، و قدمت قلبي و جسدي و روحي لك قربانا
خاطرة هدية من بيبو بدر البدور ..


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 08:32 PM   #37

Arjoana

? العضوٌ??? » 370019
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » Arjoana is on a distinguished road
افتراضي

أخاف على فريدة من تعلقها بحب يونس ... فيونس أصبح هو كل حياتها
ياارب مايتكسر قلبها وتبقى قصة حبهم لين آخر الرواية 😍😍😍😍
شكرا عالفصلين


Arjoana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-19, 01:14 AM   #38

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع

تناول الخبز ليكمل طعامه .. يتحدث اليها
"هل لعلي مكان يذهب اليه ! "
لتجيبه سريعا
" بعد أن ضربته لن يفكر في العودة الى المنزل لفترة"
تعلقت عيني به ، إبتسامة فخر تسللت لوجهي .. حقا فعل ، يونس .. الهادئ .. يخرج عن طوره ليضرب أحد لأجلي ..
" لست غاضبة بني ، لقد دافعت عن نفسك "
حسنا ، لم يكن لأجلي ، بل دفاعا عن النفس ...
ضاق قميصه حول صدره وهو يفتح ذراعه ليلتقط الماء جواره..شاردة حول كيفية اللقاء بينهم ..
هل حاول ذاك المعتوه ضرب زوجي .. ألم يخبره أحد بأنه يرفعني بيد واحدة ..
يحملني ويؤرجحني كطفلة و أنا بهذا الوزن .. ألم يراجع نفسه قبل البدء بالعراك معه ..
كيف خُدعت للحظة بأن علي يمكنه ضربه ..
سعل ليخرجني من أفكاري ، يشير برأسه الى خالتي الساكنة جواري ..
خبطت بملعقتي صحني بضجر ..
" أتيت بصحبة زوجكِ يا فريدة لأعتذر عما كان ، سأصبر حتى أنال عفوك ، يكفي أني خنت أمانة أختي ولم أحافظ عليكِ "
رفعت حاجباي بصبر ، أغلقت عيني فربما تختفي من حولي ، تنفست بعمق ...ثم قمت لأغادر .. وصوتها يصل الى مسامعي ..
" انا أم لكِ .. وقتما تحتاجين حضني ، سأمنحكِ كلي .. سأربي صغاركِ وأعوضكِ عن كل ما مضى .. "
لم استطع كبح جماح لساني فقلت وكأنها تسمعني
" لم تكوني أما لي كي تكوني لصغاري .."
بعد دقائق قليلة شعرتُ بوجوده .. لامست أصابعه مؤخرة رقبتي يدلكها .. يسعى لاسترخائي .. أملت بظهري على صدره .. ذلك الصدر الصلب الذي استشعرت قوته منذ زواجي به.. بادرني بالكلمات
"أعلم أن عفوكِ ليس بالامر السهل يا فريدة .. لكن لا تجعلي غضبكِ يعميكِ .."
إستدرت بحمية أواجه عينيه بقوة ازهقها بملامسة وجنتي بنعومة..
" أعلم وأعي شعوركِ جيدا .. "
قاطعته بهمس وعيون تبرقُ دمعأً
"أنت لا تعلم .."
أهه خافته فلتت من بين ضلوعي إحتوتها كلماته
" بل شعرت بكل شئ وكأنه راي العين يا فريدة منذ فتحتِ قلبكِ لي أول مرة تحدثنا .. شعرت ببرد كلماتك .. ووحدة عينيكِ .. تفهمت ترددكِ وعدم ثقتكِ بأحد .. أنا أعلم .. جيدا .. كل شئ .. أنا لا اطلب عفوا او سماح او نسيان .. انا اطلب تجاوز .. معكِ كل الوقت حبيبتي لتهدأي .. خطأ خالتكِ لا يغتفر .. لكن تجاوزكِ للأمر قوة .. وأنتِ اهلها .. "
إنتقلت يديه لشعري يبعده عن عيني في حضن .. نعم حضن .. يونس احتضن عيني وقرأ ما بداخلي وضمد جرحي .. هو لا يحملني عبأ العفو الذي لا استطيع منحه ..
ولم يأمرني بالتسامح فنبدأ شجارا لم نخضه منذ زواجنا ..
لقد رتب أوراقي وأفكاري ووضع لكل شئ وفكرة مسمى ..
عانقته بحب وتملك .. استمد منه كل المعاني التي لم أدركها بعد ..
هو ذلك المنبع لكل منطق وعقل ..
أعجبني منطقه .. وإعتنقته ....
***
أغسل آخر الأطباق ، أجفف يدي ، هكذا تقاسمنا العمل ، هي تعد الطعام ، و أنا أغسل الصحون كي لا تقف على قدميها كثيرا ..
تجلس حول طاولة المطبخ ، تداعب كوب قهوتها التي صنعته لها ..
" لم يدللني أحد منذ زمن هكذا يا يونس "
قربت كرسي منها ..
" شاوري بأصبعك ، و لبيك "
سعادة غمرت وجهها فأشرق ، وعينيها فألتمعت ، وشفتيها فقالت
" ألم أخبرك من قبل بأني أحبك "
رفعتُ حاجباي بالتزامن مع إبتسامة بدأت في الإتساع ..
" أعرف .."
" يالك من واثق .."
أمسكت كفها ، وضيقت عيني بمرح
" لم أكن أسمعها .. بل كنت أراها في إختفاء ترددكِ ، في إحتمائكِ بي ، في كل سر أخبرتني به .. ، رأيت حبكِ في تسليمي مفاتيحكِ جميعها فلم أتعب في البحث ، و أنت تقدمين نفسكِ لي ككتاب مفتوح لأعبث بصفحاته ، و أقرأها على مهل .."
سكنت ..
" فريدة المتشككة .. المترددة .. تمنحني منصبها ، أوراقها ، خبايا عملها ، وكيف تفعل إن لم تكن تحب ..!"
راحة استشرفت وجهها وكفها .. فأردفت
" بل تعشق .."
" عشق ، بالمقلوب "
هكذا قالت .. ولم أفهم ..
" من المفترض أن أبحث أنا عن مفاتيحك ، أن أخبرك بمدى حبي ، أن أصنع قهوتك ، و أرتب أمورك .."
" لقد فعلتِ ، فعلتِ ما هو أكثر يا فريدة ، .. لقد منحتني أغرب قضية قد أصادفها يوما ، منحتني غموضا وكبرياء زلزل روحي ، ليأخدني منتشيا بقربك .. وتفكيك ثغراتكِ "..
" كيف برجل أن يكون مثلك .. ، لابد أن يصبح أسمك أنت فريد "
" بل يونس ، الصابر .."
ضحكت لتقول مشيرة بأصبعها نحوها
" صابر على المصائب "
أمسكتُ يدها الأخرى
" بل على الطاعات ، ليس كل الصبر بلاء "
غلبتها ، وكذلك أفعل دوما و أستلذ بالنصر الذي يأتي منها ، فهو نصر بالحب .. و التفاهم .
" بمناسبة العمل ، أريدك أن تكمل في منصبك .."
" والمكتب "
" أعلم أنه لا فائدة من المكتب يا يونس ، لن تخفِ الأمر عني كثيرا "
فركت ذقني .. لتردف
" لقد تحدثت الى مديري وهو من طلب مني ذلك عندما أخبرته في البحث عن أحد للمنصب ، فأنا لن أعمل .. فأجابني أن أقنعك بالاستمرار فيه .. "
ارتشفت قهوتها مستطردة
" كي لا تشعر بالشفقة ، لم أطلب منه ، بل هو من طلبك "
" ولماذا ستتركين عملك ، لقد شغلتي المنصب منذ اثنى عشر عاما "
تركت قبضتي لتلفني بيديها الناعمة ، تمسك كفي وتفتح أحد أصابعي لتقول بدلال
" أولا .. لأني أحببت المنزل .. الزوجة مكانها بيت زوجها "
" هذا بيتك وليس بيتي على كل حال "
تجاهلت قولي لتكمل
" ثانيا .. لتصفي مكتبك وتعيد لوالدتك مالها "
ثم فردت أصبعي الثالث لتقول و إبتسامتها تتسع ..
" ثالثا ، كي أعتني بطفلي يا يونس "
أملتُ رأسي جانبا ، ضيقت عيني .. فهمت ببطئ ما تعني .. قمت لازيح كرسيّ لاعانقها ..
عناق دافئ .. قبضة محكمة حول خصرها .. لم أشعر الا و أنا أرفعها عن الأرض قليلا لالف بها في بطئ ، تجتاحني السعادة ..
أنزلتها ، قبلتها .. وبصوت صارخ قلت
" أحبك .. أحبك ، أحبك "
وهي تتلقف سعادتي ، تضحك وفقط ، سجنت عينيها بين عيني لأخبرها بأنه لا فكاك ، جاءت حلقة الوصل لتقيد الحب ، فلن أفلتها بل سأخلُق ألف قيد .
***
أراقب سكناته وتحركاته بصبر، أستشعر إنفجارا قريبا ..
عبد الرحمن
هذا الطفل الرجل..
الحكيم الصغير ..
الواشي برقيّ ..
لقد أخبرني بكل ما قيل في حقي من قبل جدته " حماتي " ..
الحلو .. والمر..
" جدتي في البداية لم تكن تتحمل رؤية وجهك يا فريدة .. لقد كان لقبك " "فريدة المتجبرة "
ثم صدحت ضحكاته .. ذلك الفتى ، نشرة اخبارية متحركة ملحة .. ستعلمك بالخبر رغما عنك ...
" ولا أعلم سببا لتبدل حالها فقد بدأت تنهرني عندما أناديك بهذا الأسم أمامها "
لست أدري ، أغضب ، أم أفرح !
غلى الدم في عروقي ، وتجاوز غضبي التل إرتفاعا ، و إذا بباقي كلماته كما الماء البارد في قيظ نهار رمضان .
كلماته وتهكمه ، سابقا لسنوات عمره التي لم تتجاوز العشر سنوات .
مسدت بطني ، موضع جنيني ، والقلق يأسرني خوفا من القادم .
أدقق في هفوات تربية ذلك الطفل كي أتفاداها مع صغيري .
هو ولد بالمناسبة ..
طفلي ، ولد ..
قد يشبه عبد الرحمن ، شعره الناعم الذي يعلو عينيه ، يعطيه نعومة ليست متسقة مع لماضته .
ترك الحديث ليقترب من خيطي ، يقذف ببكرة الخيط لآخر الرواق ..
" أنت ، ماالذي فعلته ! "
" أساعدك في فك الخيط ، لتسرعي في غزل ذلك الجورب "
جعدت أنفي بغيظ ليردف
" ألا زال الوقت مبكرا على هذه الجوارب "
خبطت رأسي بكفي ، ثم مسحت وجهي بيدي بصبر
" وما شأنك أنت ! "
ثم نظرت في الساعة لاقول
" لقد تأخرت والدتك كثيرا ، هاتفها ، لقد مللت صحبتك يا هذا "
و إذا به ينفذ ما قلته بالحرف ، هاتف والدته ، أخبرها بأني مللت منه .. وهكذا سيتسبب في شجار بيني وبين والدة يونس وابنتها .
أمسكته من قفاه فور إغلاقه للخط .
إنخفضت به ، ثم شددت ياقته لأرتفع به .. كررت الامر مرارا أعذبه
" لقد رضيت عني حماتي أخيرا و أسقطت عني لقب فريدة المتجبرة ، ماذا ستفعل بي الآن بعد معرفة ما أخبرتك به ، منك لله ، ستتسبب في قتلي يوما ما ، ولعلمك ، لن أستضيفك هنا ثانية "
تعلق بقدمي صارخا
" لا يا فريدة ، أرجوك ، سألتزم الادب ، أنا أحب الحديث معك ، لا أريد الذهاب الي عمتي "
تنفست برضا
" إذا إعتذر ، و أخبر والدتك بأني دللتك ، وصنعت لك الكيك والسحلب "
" ولكنك لم تفعلي "
كانت كلمات يونس الذي اغلق الباب خلفه ..
فتركتُ الصغير لأربت على شعره بحنان ، وكأني لم أبعثر كرامته منذ قليل ، بدأت في هندمته أمام يونس ، أنفض عن شعره تراب وهمي ..
" كنت ذاهبة في الحال لأحضره له ، هل أعد لك واحدا ؟ "
" قهوة يا فريدة ، صداع يفتك برأسي "
***
جلستُ أمسك رأسي بعد أحداث طويلة مرهقة في العمل ..
أجلست عبد الرحمن جواري ، أدلله .. فقريبا سيصبح له أخت قد تحتل مكانه بالكامل ..
أميرة حامل هي الأخرى ، حملها تحفه المخاطر وغير مستقر ، يتطلب تحاليل دورية ، فتترك عبد الرحمن بصحبة فريدة .
" هل أكلت ! "
هكذا سألني فأجبت
" لا .. "
ثم إقترب مني ليهمس
" أنا جائع .. "
وارتسمت ملامح الأسى علي وجهه فتسائلت عما تفعله فريدة بهذا الصغير في غياب أمه ..
أخرجت من جيبي حبيبات الحمص ، فأنا عاشق له ..
وورث الصغير عشقي فقفز فرحا لمرآه ..
تركته أمام التلفاز لأذهب اليها ..
عانقتني ، عناقها أذاب تعبي ..
بدد إرهاق ذهني ..
رائحتها خدرت عقلي ، أثملتني فأغمضتُ عيني لتهمس لي
" هناك رجل بالخارج "
أخرجني قولها من حالة اللاوعي لحالة التأهب ..
" أين ؟ "
أشارت الى الخارج حيث عبد الرحمن فضحكت
" إنه طفل "
أبعدت يديها عني ، وإتخذت البعد مسافة قاسية بيننا..
" أنت لا تعلم شيئا عن صغار هذا الجيل ، هذا الطفل ، يطويني كالورقة البالية ويلقيني من النافذة "
قطبت فأردفت
" أو يجعلني حلقة حول أصابعه .. هذا التعبير اوجز "
لم أُسفه قولها لمعرفتي بعبد الرحمن .. إستهوتني الفكرة ، ودوما ما تكون أفكارها صائبة ، ربما لن أتركه معها بمفرده مرة أخرى..
لقد تطرفت بفكري ، لكن ، كيف أمنعها عن الناس جميعا لأجعل إهتمامها لي وحدي ..
تهاتف صفية ، تغامرني غيرة منها لأنها تشغل بالها ..
إهتمامها بعبد الرحمن يثير حفيظتي ..
إبراهيم الذي اهتم بها وثار لحقوقها .. تمنيت للحظات لو كنت انا من فعل ..
لقد رحمني الله أرقا قد ينغص علي عيشي إن تمسكت بعملها ..
عيناها الخاطفة .. كيف ينظر لها رجل غيري..
شفتيها الناعمة ، كيف تتحدث لغيري ..
أنفها الشامخ ، يديها الرفيعة ، بأصابعها الطويلة ..
ليتني أخبئها عن الجميع لتصير متعتي وحدي ..
لست أنانيا .. بل أناني ، من منا ليس متملكا في الحب .
***
شروده بعيني أقلقني .. عينيه تحدثني رغم بعد المسافة بيننا ..، إبتسامة ثغره المنتشية ، تخبرني بشروده ..
إغماضة عينه ، تحدثني عن عشقه لي ..
هذا العاشق لازال يعطي ، يغمر ، يروي قلبي .
كم مرة أخبرتكم أني احبه ..
هذا الغيور المتملك ..
تخبرني عينه مالا ينطق به لسانه ..
ليته يغار من عبد الرحمن فيرحمني من صحبته البهية ..
لامست جبينه أسأله
" ما بك ؟ ما سبب الصداع! "
وكأنني ذكرته ، فتناول القهوة من يدي ليقول
" أحدهم يخرب عملي "
حاز على جل إهتمامي
" من ؟ "
" لا أعرف حتى الآن ، لكن حتما سأوقع به "
" لابد أن تأخذ إحتياطاتك يا يونس ، لا ينقصنا فضيحة أخرى "
مسح وجه بإنهاك
" وهذا ما يرهقني ، بسبب زلتي السابقة ، إن حدث ذلك مجددا فسأجلس بكِ وبأمي ، وعبد الرحمن ، وربما لو عملنا في بيع الذرة "
" حمص الشام مربح أكثر "
أخرج من جيبه حبات الحمص ليضع القليل بفمي ..
" حقا ، الحمص مربح جدا "
حاول جذبي اليه مرة أخري حتى إستمع لصوت نقيق الضفدع بالخارج
" أنا جاااائع "
***


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 16-08-19, 01:15 AM   #39

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر .. الأخير

ورقة أخرى تختفي من مكتبي ، وهذه المرة ورقة هامة ، سيتوقف عليها صفقة اليوم ..
وللمرة الثانية تُسرق الأوراق مني .. في عملي الجديد .
صوت يأتي من خارج مكتبي ..
إقتربت من الباب ، لأستمع لذاك الهمس
" هذه الورقة ستتسبب في رفده ، بل تدمير مستقبله نهائيا "
إنتفض جسدي ، و إنقبض قلبي ، تدمير ، أذى ..
عن أي أذى تتحدث تلك ..
فتحت باب مكتبي لترتعد ويسقط الهاتف منها لأستغل إرتباكها
" مع من تتحدثين ؟ "
" م.. ع ..، مع عميل سيدي "
" ما أسمه هذا العميل الذي يرغب في تدمير مستقبلي ! "
رمشت بعينيها في إرتباك ، إلتففت حول مكتبها لأجلس مكانها بينما هي لا إراديا تتنازل عن كرسيها لي .. لتقف أمام مكتبها ... وكأنها عروس ماريونت أحركها كيفما أشاء .
جلست أفتح أدراج مكتبها بوجه بارد ، بينما هي ترتعد أمامي ..
لم أجد شيئا فسألتها مباشرة ..
" أين الورقة الخاصة بمناقصة ( .. ) "
أجابت بتردد
" أي ورقة ! "
خبطت على مكتبها بقوة ، فانتفضت كالفأر الذي يخشي إنقضاضة القط ..
" لقد سمعتك تتحدثين الى أحدهم ، من يهمه تدميري يا ترى !.. أقسم بأن أدمر مستقبلك وحياتك جميعها ، أنت لم ترِ الوجه الآخر لي على ما يبدو "
تناثر العرق حول وجهها .. لتجيب
" علي ، إسمه عليّ ..حصل على هاتفي وطلب مني تلك الورقة تحديدا "
" وبماذا وعدك "
" المال "
" أين هي ؟ "
إقتربت من حقيبتها لتخرج ما أبتغيه .. وفي كلمات مقتضبة قلت
" لقد إنتهى عملك معي ، إستعدي للمغادرة "
***

أطرُق بابها والغضب يشتعل بأوصالي ، غضب يتصاعد تدريجيا كالنار التي تلتهم العشب ولا تفرق بين أخضر أو رماد ، منذ غادرت مكتبي وعلمت الفاعل ، وشعور الانتهاك يثير أعصابي .
فتحت لي بعين متسائلة ، رحبت بي ثم أفسحت الطريق لأدخل ، وتسقط عيني على " عليّ " .
رفعت قبضتي و أنا في طريقي للدخول مشيرا اليه
" أنت .."
ليقف متحفزا لمواجهتي ..
أقترب منه خطوة ويبتعد عني خطوات .
" لماذا تلاحقني ؟ "
" وما شأني بك ؟ "
لازال يراوغ إذا ، ، يلتف حول الاريكة ليحتمي بظهر والدته ، فصحتُ به
" تحاول تدميري ، وكأن بيننا حروب وليس رحم ، زوجتي ابنة خالتك يا هذا ، عندما تدمر مستقبلي ستدمرها بالتبعية "
إحمر وجهه ليقول
" عليك أنت ، و هي اللعنة "
شهقت والدته ، إلتفتت اليه في بطئ ، لتواجهه بخزيه
" ألم ننتهِ بعد يا علي ، ما الذي فعلت ! "
صاح بها ، وخرج من حمايتها الى مواجهتها..
" لم ولن ننتهِ يا أمي ، كيف تسامحيها وقد كانت سببا في موت أختي ! "
صرخت به
" بل نحن السبب في موتها ، ما فعلته بفريدة كان السبب ، هي من وجب عليها لومنا ، بل وقطعنا ، لقد حاولت أن أسترضيها لتسامحني ، فلماذا لا تفعل أنت ! "
إلتقطت أنفاسها لتردف
" ما تفعله أنت الآن لن يعيد أختك ، ولن يريحها ، لطالما كانت فريدة أختا لها ، لا أصدق ما فعلت ، كنت أبحث عنها لانال عفوها بينما أنت ترجو الانتقام ، لماذا ، ولمن ! "
كلماتها كبلتني فلم يتبقَ لي شئ .
ألجمته بحديثها ، إنتظرت إعتذارا ، لكنه رفع عينيه بتحدي ، ليقول
" أنت ، من أين أتيت ، هل كان الأمر ينقصك "
" في الحقيقة كان ينقصك أنت "
" هي لا تستحق رجل مثلك "
سكن جسدي ، وقلت متعجبا
" عفوا ! "
تقطعت حروفي عندما أدركت قوله جيدا
" هل تكن مشاعر ما ، لزوجتي يا هذا ! "
أشرت الى صدري ، أنسبها لقلبي ، ليزداد حدة
" أحمل مشاعر لتلك المتحذلقة المغرورة ، لطالما إستحوذت على كل شئ ، الإهتمام من الجميع ، الدلال الذي أفسدها "
" أنت لا تعلم شيئا بعد عن فسادي "
إلتفت لأجدها أمامي ، فريدة .
دلفت بدرامية حازمة ، وملامح صارمة ، أعادت الي ذكرى عملي معها كمديرة .
لم أكترث بكيف ومتي أتت بقدر ما آلمني حديثها
" ماذا تعلم أنت عن فساد إمرأة عاشت بمفردها سنوات ...، عن إمرأة بلا أهل أو سند في تلك الحياة تصارع لبناء ذاتها "
صمتت لتلتقط أنفاسها فأكملتُ عنها
" بل كيف كنت تنام وتحيا يا مدعي النخوة والرجولة وابنة خالتك لا تعلم لها أرضا ، تنتهك بيتها لتنزع عنها ملكيتها وتلقيها كالقمامة لتتخلص من جرمك "
أكملت الحديث عني وكأنه نوتة موسيقية نقوم بعزفها سويا
" أي مبرر وذنب تلقيه على عاتقي يا علي لتنتقم من زوجي وعمله ، ما شأنه بانتقامك ، لست سببا في موت أختك ، تلك الكذبة المضحكة التي تصدقها وتريدني أن أحيا أصارع الالم لتنتشي أنت ، لا ، لم ولن أصدقها ، و إن قطعت الرحم أنت فلن أصله أنا ، و إعلم أن زوجي هو ما أملك في هذا الكون ، إن إقتربت منه مجددا سأغرس أنيابي بلحمك و آكلك حيا "
ثم إلتفتت لي
" هيا بنا يا يونس "
شعرت بالفخر وهي تدافع عني ، تلك اللبؤة الشرسة .
خرجت بقوة من المنزل وأنا أتبعها ، وما إن إقتربت منه حتي همست قربه
" تجرأ و إقترب منها ، وسأعد لك قضية محكمة البنود ، لن تخرج منها و إن إجتمع فريق قانوني لتبرأتك "
***
ركبت سيارته ، وبراكين ثائرة بداخلي غضبا من علي ، كيف جرؤ على أذيته .
لم يجد سوى يونس ..
الوتد الذي أستند عليه ..
رحيق حياتي التي كانت خراب دونه ..
علي .. هذا المختل ..
يخطط لفناء زوجي ..
تفرست جانب وجهه بشرود ، ما إن شعر بي حتى قال
" كيف عرفتِ ؟ "
" سكرتيرتك "
عينيه على الطريق ، لم يلتفت الي ، ينتظر توضيحا
" لقد حدثتني تتوسلني بألا تؤذيها ، وتعتذر ، تبكي "
همهم بهدوء
" لماذا خرجتِ بدون إذني "
" علمت وجهتك ، فخشيت أن ... "
قاطعني بنظرة منهكة
" لا مبرر لخروجك يا فريدة بدون معرفتي "
تراجعت دفاعاتي فأنا أعلم خطأي .
وتقهقرت رجولتي التي استُنفِذت منذ لحظات أثناء مواجهتي مع علي .
لتظهر أنوثتي وخجلي الذي لا يعرف مكانا الا أمامه.. همست معتذرة
" آسفة "
إبتسم ليقول
" عجبتني أيتها النمرة "
إبتسامته ، رتبت غضبي ، وقلمت ثورتي .
عنده أخلع عباءة أي شئ يقلقني .
" أنا آسفة لما لحق بك بسببي "
" لا ، لستِ كذلك ، لا تحملي نفسك ما لا تطيق ، فقد كان خطأه "
أدار المقود بيسر ليتفادى سيارة أمامه ليستدرك
" لم أكن أعلم بخسته ، يبدو أنه لن يعود الى رشده "
" ومنذ متي كان راشدا ، منذ الصغر وهو يلومني على إهتمام جديّ بي ، لم يدرك نعم الله عليه من أب و أم ، و أخت ، أليست نعم يا يونس حُرم منها غيره "
نظرة ألم .. تنهيدة .. إختلاجة فكه .. أخبروني بالجواب ..
يتألم لأجلي .. مد كفه ليحتوي كفي ، يعتصرها بحب ..
يمنحني ما فقدته منذ زمن ..
" رغم كل ما مضى إلا أني لم أحقد على أحد منهم ، إنتابتني نوبات غضب ، كره ، إلا إنني لم أفكر يوما في الانتقام ، رغم أنهم آذوني .. وعندما ندمت خالتي واعتذرت كنت افكر حقا في تجاوز الأمر كما نصحتني ، فقد إشتق الرحم من إسم الله الرحمن ووعد بمن وصلها وصله .. لكن بعد فعلة علي ، لا أظن بأني سأحيا بأمان ، دوما سيسعى للنيل منا ... لن أستطيع تجاوز أذاك يا يونس .. فليتوقف كل شئ أمام سلامتك . "
إشتدت قبضته ، يزكي كلامي ويستطيبه ..
" من أين لكِ هذا العقل يا فريدة ، لقد تمنيت بأن ينتهي الأمر على خير "
" يكفي بأنك كنت حلقة الوصل .. لقد بادرت حبيبي .. لكن الرد هو الجفاء .. كيف سآمن على صغيري معهم .. لن يتوان علي عن أذيته كما فعل معك .."
"لندع الايام تصلح الأمر .. "
"هناك أشياء تفسدها الأيام يا يونس ولا تصلحها .. لن تكون خالتي اول القاطعين .. بل وعمي .. هو لم يسرق مني شيئا .. لكنه أيضا لم يمنحني شيء .. لو يعلم احدهم المعنى الحقيقي للصلة وبركتها لما قطعها أحدهم "
هدوء اكتنف روحي وانا استشعر هذا المعنى ..
لن أندم يوما على ما قلت ..
"خالتكِ كانت ضده بالمناسبة ونهرته .. لم تكن تعلم برغبته في الانتقام "
أغمضت عيني أنشدُ هدوءا بات غريبا عني .. لم يُكمل حديثه .. وأنا إلتزمت الصمت ..
شعرت بنبض صغيري يشاركنا جلستنا وينبه معدتي وعقلي لأشعر بالجوع ..
" لم أعد الغداء اليوم .. هل ..! "
لم أكد أكمل حتى توقف بجانب مطعم صغير ، يستعد للمغادرة ، ليحضر لي ما أحب .

***
أغلق سحاب فستانها ..
أُثبت طرحتها فوق شعرها المصبوغ بلون الذهب ..
أنهت زينتها ، فبدت كشقراء فاتنة ..
بياض بشرتها يليق ببريق فستانها ..
اليوم .. هو عرسي ..
أينعم جاء متأخرا عامين كاملين ..
إلا أنه اليوم الذي تحلم به كل فتاة ، ووجب علي تحقيق ذلك الحلم .
ساعدتها بكل شئ ..
حتى بدت كنبتة منعشة نمت بنهر كاستيلس بديع الالوان .
أدرتها ببطئ تقطعت معه أنفاسي ..
إلتهمتها نظراتي ..
وانتثرت شظايا عطرها بقلبي ..
حطت يديها فوق عنقي
" هذه البيجاما لا تتناسب مع فستاني و أناقتي يا يونس "
ثم أشارت الى من يتابع هذا المشهد الدرامي عن بعد ، لتردف
" ولا مع هذا الشبل .. أخبرني ماذا سنفعل به "
أحطتُ خصرها ، أقبلها على مرأى من الصغير
" دعيه يشهد دلال أمه "
إبتعدتُط أُمسك كفها ..
" لحظات .. سأعد نفسي لهذه الامسية ، حمام سريع وسأبدو كعريس يليق بجميلته "
غادرتُ سريعا كي احظ بليلتي منذ بدايتها .. مياه دافئة تبدد إرهاقي مع الصغير .. الذي بوجوده تبدلت أشياء كنتُ قد ظننت بأنها لن تحدث أبدا .. فيوم الولادة تواجدت خالتها التي تصر منذ شهور على محادثتها بينما فريدة ترفض .. الى أن حان وقت قدوم الصغير الى الحياة ..
أتت بموافقتي ..بينما غضبت فريدة ..
إتصالاتها لم تكف كي تطمئن عليها ...
ومع كلمات كثيرة ومحاولات أكثر .. نلت موافقتها على التحدث اليها منذ ساعات .. وكانت المرة الأولى التي تتبادل الحديث معها (حمدا لله .. شكرا لكِ )وأغلقت الخط ..
ضحكت والمياة تنهمر فوق رأسي .. كم هي بخيلة .. إلا معي ..
كم هي قوية .. إلا بين يدي ...
كم هي عنيدة .. نرجسية .. متحكمة ..
الا معي .. تكون .. معطاءة ، فياضة المشاعر .. ضعيفة بحاجة لقوتي .. بسيطة وإنقيادية لقراراتي ..
نفضت الماء عن رأسي .. تزداد ضربات قلبي شوقا لها ...
أغلقت الصنبور سريعا .. لن أصبر ولو لثانية واحدة ..
***
تركني و أنا .. أنا ..
ملكة ، هكذا قال ، ولطالما أصدقه ..
هو من جعلني كذلك ..
لامست حذائي الابيض .. ذو الكعب العالي .. المزخرف .. إرتديته ببطء .. استلذ بهدوء و حماس يدغدغ خافقي ..
أُثبِت خاتمه في إصبعي .. أدلك كفي ببعضهما في سعادة .. إقتربتُ من قفص فريد .. بجوار فريدة ..
نعم .. لقد إشترى يونس له زوجه .. وسماها فريدة على اسمي .. هاهي تقترب منه .. تداعب ريشه بمنقارها .. فيبتعد فريد ..
هذا الفريد الحاد لن يصلح زوجا أبدا ...
ثم إلتفت الى الأمير الصغير ، إقتربت لأحمله و أحتضنه ، وهو يربت على ما ظهر مني ، لا ، هو لا يلعب ، يبدو جائعا ..
خلعت طرحتي ، جلست أرضا .. أرضعه ..
إستمعت لصراخ يونس عندما رآني
" تبا لكِ فريدة .. أفسدتِ ليلتي "
نظرتُ له بصبر ، والصابون يعلو كتفيه .. فأشرت إليه
" أنت متعجل هكذا دوما ، لم تزل عنك تلك الرغوة يا يونس "
تركت الصغير أرضا .. ليحبو اليه ..
حمله يونس بحب ، وكذلك الطفل أعلن عن حبه لأبيه بجرعة لبن متبقية أسقطها على صدره ..
وهكذا ختم يومنا ، يوم عرسي المنتظر ..
***


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 16-08-19, 01:18 AM   #40

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arjoana مشاهدة المشاركة
أخاف على فريدة من تعلقها بحب يونس ... فيونس أصبح هو كل حياتها
ياارب مايتكسر قلبها وتبقى قصة حبهم لين آخر الرواية 😍😍😍😍
شكرا عالفصلين
متقلقيش قلبها مش هيتكسر ولا حاجة..
ابننا راجل😂
حبيبتي منورة الرواية بوجودك..شكرا ليكي


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.