آخر 10 مشاركات
شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ماذا تفضلون ان تكون خاتمة حكاية رعد ونوال
تسامح نوال رعد اذا اعتذر : 57 54.29%
ترفض .. وتقول كفى : 48 45.71%
المصوتون: 105. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree26Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-19, 08:00 PM   #961

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 8 والزوار 4) ‏um soso, ‏ebti+, ‏amana 98, ‏جنغوما, ‏Shoodi65, ‏عبق الوطن, ‏الماسه مياسه, ‏الأسيرة بأفكارها+



um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 08:02 PM   #962

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

حان الان موعدكم مع ختام حكايتنا

فصلين طويلين

بالاصل هم اكثر من فصلين يس جمعتهم

وخاتمه

ان شاء الله تعجبكم وتكون عند حسن ضنكم

ولنا لقاء اخر مع رأيكم وتعليقاتكم




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 08:03 PM   #963

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر




يقف خارج جناح الطواريء لايعلم بحاله سوى الله سبحانه وتعالى .. لم يجد من يبل ريقه بكلمه .. لايعلم إن كان والده لايزال على قيد الحياة ام ان اجله قد حان!!


بعد اكثر من نصف ساعه ... حدثت جلبة وحركة غير طبيعيه ... دخول وخروج اطباء وممرضين الى قسم الطوارئ ... سقط قلبه بين قدميه خشية ان يكون قد حصل شيء لابيه ... لم يستطع ان يحصل على اي جواب شافي ممن يدخلون ويخرجون .. وهو يعترضهم متوسلا اياهم بمعلومه فقط تطمئنه على والده


فجأة فتحت بوابتا الجناح على مصراعيهما .... اخرج السرير المتحرك الذي ينام عليه ابيه مدفوعا من قبل الممرضين وهم يركضون به ..


بقي واقفا مكانه جزعا مصدوما لدرجة انه لم يقم باي رد فعل سريع .. وما ان هم بالركض ورائهم وجد يد تمسك ساعده التفت اليه وجده الدكتور وهو يسأله


" هل انت مع المريض الذي خرج قبل قليل .. "


هز راسه موافقا بعد ان فشل في اخراج صوت من حنجرته ..


بذل فارس مجهود كبير ليسأل وهويشير بيده الى حيث اتجه الجميع


" ماذا ... جرى ؟؟ اين اخذوا ابي .. هل ؟ "


لم يستطع ان يكمل السؤال ..


تفهم الطبيب حالته وارتباكه لذا اجابه قبل ان يتم سؤاله ..


" والدك لايزال على قيد الحياة "


اخرج زفيرا كان محبوسا بصدره بينما الدكتور يكمل حديثه


"انه يعاني من ذبحة قلبيه ولا اخفي عنك حقيقة وضعه الخطر جدا ..


تم نقله الان لقسم العنايه الفائقه .. ثق اننا سنبذل قصارى جهدنا من اجل انقاذ حياته "


هيا معي نلحق بهم واريد منك معلومات عن حالة والدك الصحيه .. وتاريخه المرضي ... ستفيدنا كثيرا في السيطره على الازمه التي يمر بها حاليا ..


سار فارس بمحاذاة الطبيب الذي بدأ يسأله


" هل يعاني والدك من امراض مزمنه .. او من مشاكل في قلبه .. هل اصيب سابقا باي ذبحة قلبيه او صدريه او جلطات


هذه المعلومات تساعدنا كثيرا كي نسيطر على الوضع سريعا "


وصف فارس حالة والده بكل دقه قائلا :


" ابي صحته جيده ولا يعاني من اي امراض سوى ارتفاع بسيط في ضغط الدم ولكنه مسيطر عليه وملتزم باخذ الجرعه اليوميه من دواء الضغط .. ودائما ضغطه عند القياس الطبيعي ..


غير هذا لم يعاني يوما من اي شيء .. هو في منتصف الستينات ... صحته جيده .. لا مشاكل قلبيه عنده ... يخرج لعمله يوميا من الصباح الى مابعد الظهر ولم يتخلف يوما منذ كان شابا ولغاية اليوم .. بنفس الهمه والنشاط .. لم اره يوما طريح الفراش بسبب المرض .. "


تعجب الدكتور من وصف فارس لصحة والده مع شدة اعراض الذبحه التي يعاني الان منها .. كان يتوقع عكس مايسمع ..


"اسمعني يااخي اريدك ان تكون صريح معي لان مايعانيه ابيك الان يعتمد على ماتقوله


هل والدك مدخن .. يتناول المشروبات الكحوليه .. يتعاطى اي نوع من الادويه الممنوعه .. ارجوك هذه المعلومات مهمه جدا .. "


اجابه فارس بصراحه تامه " نعم انه يدخن ولكن ليس بشراهه .. اقل من علبة سكائر يوميا .. كل فترة يحاول الاقلاع عن التدخين ثم يعود من جديد بحجة انه يشتهيها مع الشاي ..


لكن لم يتناول بحياته يوما اي مشروب كحولي .. اقولها بثقة تامه .. هو رجل ملتزم دينيا مواضب على صلاته .. "


رفع الطبيب كتفيه وهو يقول " اذا لم يبقى امامي الا اخر الاحتمالات .. هل تعرض ابيك الى ضغط نفسي او عصبي كبير .. وعندما اقول كبير اقصد كبير جدا وشديد ولم يستطع ان يتحمله .. خبر صادم .. مشاده كلاميه .. حدث ادى لانهياره بهذا الشكل "


كان رده هزة رأس موافقا ومؤكدا بقوله . " نعم اليوم حصل معه موقف اثار غضبه وعصبيته ثم وصله خبر تعرض حفيده لحادث مروري ..


لابد انك سمعت به فهو احد الاطفال المصابين بحادث باص المدرسه ... وامور اخرى سببت له اذى نفسي كبير .. "


كانا قد وصلا معا امام باب غرفة العنايه الفائقه .. ربت الدكتور على ذراع فارس وهو يقول " ادعو له فهو الان بامس الحاجه لدعائكم ... "


بينما هم الدكتور للدخول الى قسم العنايه القلبيه الفائقه . امسكه فارس من ذراعه وهو يطالبه بجواب شافي


ارجوك دكتور .. قل لي الحقيقه .. كيف ترى وضعه الان


اجابه بعمليه ربما يراها الناس بغيضه ولكن هذا هو عملهم وعليهم ان يكونوا صريحين ولا يعطون امال كاذبه للناس


بصراحه ليس عندي الان اي جواب .. سبق وقلت لك وضعه غير مستقر وقد دخل في غيبوبه "


عندما انتبه لنظرات فارس الفزعه حاول ان يطمئنه قليلا


" لاتخف الغيبوبه شيء متوقع ومعتاد لمثل حالته وهي ليست دائميه .. لكن لايمكن التكهن ماذا سيحدث ... لانه لايزال في مرحلة الخطر .."


التفت داخلا تاركا فارس خلفه مصدوما بكل ماسمع ... يقف وحيدا مكانه


رجع خطوتين الى الخلف متكأ بظهره على الحائط ثم ينسل هاويا الى الارض يجلس وهو يثني ركبتيه امامه واضعا رأسه عليها ... لايوجد كراسي انتظار هنا وربما لن يسمحوا له بالوقوف .. ولا يدري ماذا يفعل ..


كم تمنى وقتها ان يكون طفلا ليكون اول رد فعل له هو البكاء ...


دائما يكبله ابيه بوصاياه .. كل مره يستحلفه بالله ويقيده عن الحركه .. لو بيده كان اتصل يطلب العون من اخوته .. بينما هو مضطر ان يقف وحيدا منتظرا لخبر لايدري هل سيريحه أم يذبحه!


بعد فترة خرج الدكتور نفسه ... ما ان لمحه فارس .. نهض من جلسته بسرعه واقفا امامه ينتظر منه اي خبر :


قال له قبل ان يسمع السؤال المعتاد من ذوي المرضى " استطعنا السيطره على الوضع ولكن لايعني ان الخطر قد زال ... سيبقى على الاجهزه ... اذا مرت اربع وعشرون ساعه عليه عندها يزداد املنا بنجاته ولكن لايمكن ان نتاكد من حالته الا بعد مرور 48 ساعه..


وجودك هنا لافائده منه .. الوقت الان متأخر .. يمكنك الذهاب والعوده غدا صباحا .. واذا احتاجوك بالتاكيد تركت رقم هاتفك في الملف الخاص بالوالد وسيتصلون بك فورا "


لكن فارس رفض ترك ابيه لوحده وقال للدكتور ..


" لايمكن ان اترك ابي لوحده هنا ! ... كما اننا من العاصمه ولا يمكنني العوده من دونه .. ارجوك دكتور دعني ادخل اليه ... اعدك اني ساجلس اراقبه فقط ولن اضايقكم .. "


رد عليه بهدوء " انا واثق من هذا ولكن ارى انك ستتعب نفسك بجلوسك على كرسي طوال الليل .. الم تقل ان ابن اختك اصيب بالحادث اذا اختك تسكن هنا .. اقضي الليله عندهم وتعال صباحا بدل ان تبقى جالسا بلا فائده "


" مستحيل ان اخرج من هنا من غير ابي " قالها فارس باصرار جعل الدكتور يتعطف معه لذا قال له انتظرني قليلا ثم التفت عائدا الى الداخل


بينما فارس اخرج هاتفه من جيبه والذي كان قد اغلقه عندما كان ينتظر امام الطواري ولاتزال الاتصالات ترده منذ ان خرج من بيت عمه رفقة ابيه


كان اول اتصال من عمه قصي وهو في الطريق ثم تبعه مصطفى زوج اخته. لم يرد عليهما وعندما تكررت اتصالات مصطفى وهو يقف بالانتظار امام قسم الطواريء .. اغلق الهاتف نهائيا .. فضل ان يضنوا ان شحنه انتهى


عندما فتح الجهاز وجد عدد كبير من الاتصالات .. اكثرها من نور واخيه وسام


اتصل بزوجته اولا .. التي ردت عليه قبل ان يسمع صوت الرنين .. هز رأسه بلا فائده منها .. هو متأكد ان الهاتف بيدها نتيجة قلقها عليه تنظر لشاشته منتظرة اتصاله وبذات الوقت تكرر محاولة الاتصال به


" فارس .. اين انت .. قلقت عليك .. ماذا حصل ؟"


اجابها بهدوء " انا بخير .. اطمئني .. انا الان مع ابي .. لايمكنني تركه لوحده .."


لم يحدد المكان ولا يريد ان يكذب لذا جعل كلامه مموها


" ابقي مع امي الليله .. انا لن اعود اليكم ... نور انتبهي جيدا لامي "


" هل توصيني على خالتي " سالته بتعجب


رد عليها نافيا " اعلم جيدا انك تحبينها .. واحتمال كبير اكثر مما تحبيني "


سمع همهمات اعتراضها ولكنه ليس بمزاج لمشاكستها لذا اكمل بجديه


نور امي لاتظهر ضعفها ابدا .. وانما تكابر .. انا فقط اذكرك بمراقبتها دون ان تشعر بك .. كوني بجانبها دائما .. "


انهى مكالمته بقوله " انا ساغلق الهاتف لاني متعب جدا واريد ان انام .. غدا ساتصل بكم .. "


بعد زوجته اتصل بوسام .. يحتاج ان يبلغ احد ليكون داعما له وقت الحاجه .. وايضا لانه سيغلق هاتفه اذا دخل .. وهو وجد اتصالات عديده منه


وكان حال وسام لايختلف عن نور .. فتح الخط فور ورود الاتصال وهو يسأل اخيه


" اين انت .. لماذا هاتفك مغلق .. هل عدت الى البيت "


تركه يسأل كل مايريد دون رد ...الى ان وصله اخر سؤال


"ابا رعد لماذا لاترد"


اجابه بهدوء شديد


" وسام اسمعني جيدا ... "


كان رد اخيه السريع .. " استر يارب كثرت اليوم اتصالاتك التي تبدأ بقولك وسام اسمعني جيدا .. هل لايزال هناك المزيد من المصائب يحملها لنا هذا اليوم قبل ان ينتهي "


حكى له بالمختصر ماذا يحدث واكد عليه ان لايقول لاحد مايحصل .. وان يكون يالاستعداد في حال احتاجه


لكن وسام كان قد خرج وتحرك بسيارته وهو يستمع لاخيه وفي النهايه قال له انا قادم الان .. لاتغلق هاتفك انتظرني .. ثم اغلق الاتصال قبل ان يسمع اعتراضه


تقدم فارس من الدكتور الذي خرج وهو ينتظر ان يسمع منه موافقته على الدخول


قال له .." ستدخل لتبقى بالقرب من الوالد .. اريد منك ان تنتبه للاجهزه اذا لاحظت اي حركة غريبه غير مستقره بلع الممرض الموجود .. خشية ان يكون مشغول مع حالة اخرى ولا ينتبه .. "


دخل فارس الى القاعه ... منظر يقبض القلب ..


اجساد ممده هدها المرض .. هز رأسه اسفا على تجبر وطغيان الانسان الذي في لحظة ممكن ان يسقط ويفقد كل شيء ....


جلس على كرسي بمتم سرير والده ينظر الى جسده المسجى دون اي جركه تدل ان فيه حياة ... صدره العاري موصول باسلاك تنقل الاشارات للاجهزه الموضوعه على الرف فوق السرير .. بيده هاتفه الصامت ينتظر اشارة من وسام عندما يصل


وبعد حضور وسام استلم منه المناوبه ومراقبة ابيه بينما فارس تمدد على الارض قائلا له


" ساخذ غفوه صغيره ,, ايقضي بعد ساعتين او اذا شعرت بالنعاس .. كي نتباوب بيننا .. "


نام فور ان انهى كلامه دون ان يشعر من شدة الاجهاد والتعب ..


كان قد سبق واحضر له الممرض الخفر بطانيه عندما وجده جالسا على الارض بعد ان شعر بالتعب الشديد من طول فترة جلوسه على الكرسي


لم يستمع لرجاء اخيه بالذهاب للبيت لكي يستريح وياتي غدا ..


رافض ان يترك ابيه وهو لايعلم لحد الان ان كان سيخرج من هذه المستشفى على قدميه او محمولا على الاكتاف ..


مساء اليوم التالي وبعد طول انتظار انتظمت ضربات قلب الاب نوعا ما .. وصحى من غيبوبته القصيره ..


قال الدكتور المشرف عليه شارحا حالة الاب بمهنيه عاليه ...


" الحمد لله الان ممكن ان اقول انه نجا باعجوبه من موت محقق .. يبدوا انه تعرض لاجهاد عصبي ونفسي كبير ادى الى تسببه بضيق في الشرايين مما ادى الى قلة وصول الدم للقلب ولولا سرعة حضوره واسعافه كان لاسامح الله قد ادت النوبه الى وفاته ....


الان سيتم نقله لغرفة لغرفه خاصه مزوده باجهزة مراقبه ايضا "


اكد الدكتور على ضرورة بقائه لايام في المستشفى الى ان تستقر حالته ويتم التاكد من زوال الخطر .. ورفض ان يسمح بنقله لاحدى مستشفيات العاصمه بسيارة الاسعاف .. معللا ان حالته حرجه ولا يمكن المخاطره الان بتعريضه لجهد الحركه والنقل وان الخطر لايزال قائم ...


تم نقل لغرفه خاصه فيها سرير للمرافق ... تناوب كل من فارس ووسام النوم عليه مساء الجمعه ... رافضين كلاهما عرض الاخر بان يذهب ويعود صباح السبت


كانت المشكله كيف يمكن اخفاء الموضوع عن الجميع خصوصا انهم ليسوا في العاصمه ...


ثم ان عليهم العوده فقد انتهت عطلة نهاية الاسبوع والكل لديه التزامات وعمل ومدارس ... ويجب ان يرتبوا امرهم .. على الاقل ياخذوا اجازات من اجل مرافقة ابيهم طوال الاسبوع القادم المتوقع انه سيبقى به في المستشفى


صباح يوم السبت قال فارس لاخيه .." اريدك الان ان تذهب الى نور وتاتي لي بالمال الذي اوصيتها ان تحضره معها عندما تاتي معك .. لكي نسدد حساب المستشفى خصوصا بعد ان نقلنا ابي الى الجناح الخاص .. دعني اتصل بها اولا لكي ابلغها ان تخرج لك دون ان يشعر احد وتعطيك المال ... افضل من ان تدخل ويفتحوا معك تحقيق .. "


اتصل بزوجته وعلم منها انها مع والدته في بيت خاله بعد ان قضوا يوم امس بين بيوت اخواله ورفضوا عودتهم لبيت عمه قصي .. ابلغها ان وسام سياتي اليهم بعد قليل .. وعليها ان تعطيه المال دون ان ينتبه اليها احد ..


انهى المكالمه والتفت لوسام قائلا


" انهم الان في بيت خالي الان .. لابأس اذهب اليهم هناك وبنفس الوقت ترى امي كيف حالها .. لم نرها منذ اول امس .. واذا سالتك عني قل اني مع ابي وهو تعبان قليلا ولا يمكنني ان اتركه .. وساتي اليهم اليوم لاعيدهم الى البيت "


بعد ان ذهبت وسام وفعل كل ماطلبه اخيه ثم عاد اليه بالمال .. اخذه ودفع التأمينات المطلوبه للمستشفى .. اعطى وسام جزء من المال تحسبا لاي طاريء .. هو يعلم ان الجميع حضر الى هنا دون ان يحتاطوا للامر ولا يحملون معهم اكثر من المصروف اليومي المعتاد ..


وقبل ان يخرج قال لاخيه :


"اذا حصل اي شيء اتصل بي وبلغني .. هل سمعت مهما كان امرا بسيطا .. انا ساذهب الان لبيت عمي مصطفى وابلغهم .. وبالتاكيد سانال منه تأنيبا شديد بسبب اخفاء الامر عنه .. كما اننا بحاجه اليهم كي يتواجدوا نهارا الى ان نرتب امور عملنا "


خرج فارس من المستشفى متوجها لبيت اخته ...


انفرد بمصطفى ومحمود الموجودان فيه البيت ... بينما عمه قصي لم يكن موجودا .. هو في محله الخاص باستيراد وبيع الاجهزه الكهربائيه .


مستغلا انشغال اخته مع ابنها في الطابق الاعلى ولم تعلم بقدومه بينما ام مصطفى ذهب لبيت خاله لتكون جوار امه ..


ابلغهم بما حصل لابيه واوصاهم ان لايصل الخبر لامه ... مشددا ان هذه رغبة ووصية ابيه قبل ان يفقد وعيه وسؤاله اول مافتح عينيه


كان اول المغادرين محمود .. فقد اسرع بالذهاب لابيه كي ياخذ مكانه في المحل ... لانه بالتاكيد سيذهب لزيارة عمه في المستشفى بعد ان ينقل له الاخبار .


وقبل ان يذهب لبيت خاله رافضا عرض نسيبه عليه ان يرتاح ويغير ملابسه لاسيما انهما تقريبا يرتديان نفس المقاس لكنه اعتذر منه متعللا بتعبه الشديد ورغبته ان يعود بعائلته كي يرتاح في بيته .. قال لمصطفى


"ارجوك انقل الخبر لفنار بدلا عني فلا طاقة لي الان على تحمل انهيارها .. انا اعلم تعلقها الشديد بابي ولن تستحمل الخبر .. ترفق بها مصطفى .. لاتحتاج ان اوصيك عليها .. "


ودعه مصطفى وصعد ليغير ملابسه ويذهب للمستشفى بدلا عن وسام ... وعندما هم ان ينقل الاخبار لزوجته تردد وغير رأيه ...


قال في نفسه " انها متعبه جدا مع قصي وهي حامل .. لافائده ان تعلم بما جرى لابيها وهي لاتستطيع ان تزوره ... سيكون الضغط النفسي عليها كبير وستنهار لانها لاتزال تحمل نفسها ذنب كل ماحصل .. "


لذا فضل ان لايقول لها شيئا في الوقت الحاضر الى ان يسمح بالزياره عندها يبلغها وياخذها لتتاكد انه بخير


قبل ان يدخل فارس لبيت خاله رن هاتفه باتصال من عمه قصي علم ان الخبر وصله وانه سيسمع قصيدة لوم وعتاب منه


وبالفعل لم يكذب قصي خبرا ما ان فتح فارس الخط حتى صدح صوة عمه المزمجر بغضب يتوعده لانه اخفى عليه ماحصل لابيه وحسابه سيكون شديد معه فقط لينتظر الى ان يطمئن عليه ...


وهدده ان حصل شيء لابيه فان هذا اخر عهده به ولن يرى وجهه بعد الان ثم اغلق الهاتف بوجهه ...


نظر لشاشة هاتفه وابتسم وهو يقول..


" لم افتح فمي بكلمة واحده .. "


وضع الهاتف بجيبه ونزل من سيارته ...


..............................


لم يستطع ان يعتذر من خاله الذي رفض خروجهم وسفرهم قبل ان يتناولوا الغداء ... وان كان مع نفسه مرحبا بالفكره لانه يحتاج ان ياخذ قسطا من الراحه قبل ان يسوق بعائلته مسافة طويله


قبل المغرب بساعه استيقظ من نومه الذي غافله بعد ان تغدى وتمدد على الاريكه بانتظار الشاي وراح في سبات عميق دون ان يشعر ...


طلب من عائلته التهيأ للسفر ... تحدث مع امه على انفراد قائلا لها


"ماذا قررتي امي ... انا لا اريد ان اؤثر على قرارك ... ولكن رأيتي بعينك ندم ابي واعتذاره عن كل ماصدر منه .. "


واجهته بنظراتها الثاقبه .. قالت له


" اسمعني جيدا بني ... ليس معنى اني لحد الان لم اقل لاخوالك عن ماجرى ان هذا يعطيكم امل ان الامور ستعود لما كانت عليه وكأن شيئا لم يكن .."


سحب يدها وقبلها قائلا لها.. "انا اكثر واحد باخوتي يعلم كم عانيتي وتحملتي من اجلنا .. ولا اريد ان اؤثر على رايك ابدا والله ...


لكن بنفس الوقت انا الوحيد الذي شهد لحظات انكسار ابي واعترافه بحاجته لك وانه لايمكن له ان يعيش بدونك "


رمى رأسه في حضنها وهي ضمته بكلتا يديها بعد ان شعرت حاجته لها ... بينما لف يديه حول خصرها قائلا :


" مهما كبرت سابقى ذلك الصغير المحتاج لحضنك .. ولا يمكنني الابتعاد عنك .. ساعديني انا محتار بينكما .. اعلم انك على حق ومؤيد لكل ماتريدين .. ولا اريدك ان تزعلي مني لاني لايمكنني اخفاء تعاطفي مع ابي وانا اراه كانه قد هرم في لحظات .. "


قبلت جبينه وهي تمسد ضهره وتقول له


" صدقني حبيبي لست مغتاظه من تعاطفك مع ابيك .. هذا حقه عليك .. وانا لن ولم اوغر قلبكم يوما عليه .. بل سابقى اقول لكم هو ابيكم وعليكم ان تبروه كما تبروني .. انا الان بحاجه لفترة راحه قبل ان اواجه عاصفة خبر انفصالي عن والدك ...


لست مستعده الان للدخول في مناكفات واسئله من نوع لماذا وماذا حصل .. ولا تقبل اي اراء واقتراحات للتدخل ... اريد ان اتهيأ نفسيا عندما اعلن الخبر بنفس الوقت لااريد لاي احد ان يتدخل .. على الجميع ان يقبلوا الامر كما هو دون اي تفاصيل .... ولاني اعرف اخوتي جيدا واعرفي مكانتي عندهم لذا اريد ان اهيأ للامر قبل ان اواجههم لاني لااريد اي تصادم بينهم وبين والدك وبنفس الوقت لااريد للموضوع ان يبقى مفتوحا قابلا للحل والوساطه ..


تعبت بني ولم يعد عندي قدرة للتنازل .. اعلم كل ماسيقال .. واعلم جيدا انه نادم .. لكن مافعله كان القشة التي قصمت ظهر البعير .. ولم يعد بالامكان العوده للوراء "


سمع كل ماقالته وهو في حضنها وهي تمسد على ظهره وتضع خدها على رأسه .. ولم يقاطعها .. متفهم لحالتها ومقتنع بكل كلمه قالتها .. رغم انه لايتمنى ان تكن هذه النهايه للعلاقه بين والديه .. ولكن القرار اولا واخيرا لهما .. رفع رأسه قائلا وهو يمسك يدها


" ولن افتح فمي معك مرة اخرى .. لكن هيا معي ياست الكل ... مكانك بيننا .. كل البيوت مفتوحه لك .. انت صاحبتها ..


اذا كنت لاترغبين الان البقاء في بيتي ساخذك عند وسام لعدة ايام الى ان أستأجر بيتا بعيدا عن بيت ابي .. وانتقل اليه .. مكانك مع ابنك الكبير اليس كذلك ؟ لاتصغري من شأني ارجوك .. ولا تكسرينا انا واخوتي .. انت من ربتني على الاصول ...


والاصول تقول اولادك كبروا وآن لهم ان يتحملوا مسؤوليتك ويردوا لك جميل مافعلته لهم طوال حياتك "


قبلت خذه وهي تقول له ..


"انا ربيت رجال .. وهم نعّم الرجال والكل يشهد بهذا .. لم تلده امه لحد الان من يحط من قدرك بني .. اعدك في نهاية المطاف لن يحصل الا ماتريده .. لاداعي لان تخرج من بيتك .. بيت بسام كامل وجاهز للسكن .. وهو لايزال يدرس الان ولا يريد ان يتزوج قريبا ..


فقط اعطني مهله ارتاح فيها هنا ... بين اهلي واخواتي وقريباتي .. انا الان بامس الحاجة الى اللمه وجمعة الاحباب .. اسهو بها واشغل نفسي عن التفكير بدلا من الجلوس لوحدي طوال النهار انتظر عودتكم من عملكم ...


كلها ايام وستجدني انا من ستطلب منك ان تأتي وتأخذني لنرتب البيت .. مارأيك "


اقتنع بحجتها على الاقل في الوقت الحالي...


قبل ان يخرج مع عائلته استحلفها بالله ان تتصل به اذا احتاجت لأي شي .. سحب يدها وقبلها ووضع بها مبلغ من المال ..


رفضت امه بشدة لكنه عاد وقبل رأسها ويدها وقال لها


"ارجوك ياامي كلها من أفضال خيراتك علينا .. لاتكسري بخاطري حبيبتي "


لم تستطع ان ترده ونظرات الرجاء تملأ عينيه المغرورتين بالدموع ..


اخذتها منه وهي تؤكد له انها لن تحتاج لها .. لان معها مايكفيها وهو يعلم بالتاكيد ان لا احد هنا سيسمح لها ان تدفع فلسا واحدا لاي شيء تريده


مع ذلك ستحتفظ به من اجله


قبل فارس فعل وسام مع والدته مافعله اخيه عندما ذهب صباحا الى بيت خاله


وكان حاله من حال اخيه في رجائه وتوسله ان تاتي معه خصوصا ان بيته بعيدا عن بيت ابيه ولن يعلم احد بوجودها عنده وواجه نفس الرد والحجج وخرج منها خالي الوفاض يحمل الخيبه التي حملها فارس من بعده


اما بسام فهو باقي مع امه يرى اخوته ياتون وينتحون بامه جانبا ولا يكلف نفسه بالاقتراب منهم ..


يتوقع بشكل مؤكد محاولاتهم باقناعها بالعوده معهم ولانه متاكد من رفض امه للموضوع اكتفى بالاتكاء مكانه غير مهتم بما يجري حوله ... هو مع امه اينما تكون وهذا يكفيه ....


لكنه قرر مع نفسه ان يسايرها ويتواجد معها الى ان يرتب بيته وعندها لن يتركها الا وهي معه..


...................................


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 08:06 PM   #964

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 9 والزوار 4) ‏um soso, ‏ebti+, ‏yasser20, ‏amana 98, ‏جنغوما, ‏Shoodi65, ‏عبق الوطن, ‏الماسه مياسه, ‏الأسيرة بأفكارها+

اهلا وسهلا

نزل الفصل العاشر سيتبعه الحادي عشر ثم الخاتمه




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 08:10 PM   #965

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي عشر



مر اسبوع بقيت فيه نوال تتنقل بين بيوت اخوتها وابنتها ...

مخبرة الجميع .. انها مستغلة سفر زوجها الى خارج البلاد لحضور احد المعارض المتخصصه بمجال عمله .. بعد ان لفت انتباههم عدم حضوره لرؤية حفيده بعد الحادث وايضا بقائها لايام بعيدا عن بيتها وعن زوجها .. وهذا مالم يحصل من قبل ابدا ...

ولرغبتها في الاطمئنان على قصي حتى يقف على رجليه وتتاكد ان جرحه تم شفائه

جلست مع زوجة اخيها الكبير بينما زوجة الاخر الذي يسكن في النصف الثاني من بيت ابيهم بعد ان قسماه بينهما ... تخلفت اليوم على غير العاده لانها ذهبت لزيارة اخيها المريض ..

بينما الثالث يسكن ببيت مستقل بنفس المنطقه .. اخويها الكبيران اشتريا حصص الاخوات والاخ الثالث من بيت الاب بينما نوال رفضت ان تاخذ منهما مقابل نصيبها في البيت وبدعم من زوجها .. قالت لهم

" انا ليست محتاجه للمال واريد ان ابقى على احساسي ان هذا بيت ابي المفتوح لي باي وقت .. رغم اعتراض اخوتها الشديد وتأكيدهم انه سيبقى بيت ابيها المفتوح لها .. وهي صاحبة البيت وهم الضيوف .. ولكنها اصرت على رأيها "

لكنها تنازلت لهما رسميا والبيت الان باسم الاخوين ..

تجلسان في الحديقه وبالتاكيد ستنضم اليهم تباعا اخواتها وزوجة الاخ الثالث وبنات العم والجيران .. ..

جلسات العصريه التي افتقدتها نوال بعد ان تزوجت ورحلت للعاصمه ... تلك العادات والطقوس التي كانت تنتشر قديما وقت العصر حيث تجتمع النساء على فراش يتم وضعه على الثيل موزع عليه المقاعد في الايام التي يكون فيها الجو معتدلا .. ويضعون المراوح العموديه كي تحرك الهواء من حولهم .. يتناولون الكعك مع الشاي ..

العلاقات الاجتماعيه في المحافظات لاتزال تحتفظ بقوتها .. لمة نساء الجيران والاقارب عصرا .. كل يوم في بيت والقاسم المشترك الشاي والكعك ولا مانع من تواجد المعمول المحشو بالتمر او الحلقوم الاحمر او لب الجوز وغيرها الكثير من الحشوات ..

يقضين وقت ممتع يتبادلن فيه الاحاديث التي لاتخلو من الهمز واللمز بين النساء والمزاح المبطن واحيانا يكون بالقلم العريض ..

جلسات يقضين فيها وقتا ممتعا ويتناقلن فيها الاخبار الاجتماعيه . وبالاخير قبل اذان المغرب يتفرقن كي يلحقن بالصلاة في بيوتهن ..

وجدت نوال بهذه الجلسات ماتصبو اليه من لهو تشغل نفسها به عن التفكير .. لكن مهما انكرت وادعت انها قويه .. ولا مباليه وتتصرف وكأن شيئا لم يحصل .. وانها مستمتعه بقضاء الوقت بين اهلها وعائلتها ...

في النهايه يأتي الليل وتضع رأسها على وسادتها وتبدأ الصور تتوالى عليها تباعا .. كل ذكرياتها مع زوجها الحزينه والسعيده لتقف طويلا امام صورته الاخيره وهو يقف امامها معتذرا وفي ذات الوقت تشعر بالم شديد وصوت فارس يرن باذنها ... ابي طلقك ..

عندها تفقد سيطرتها على دموعها من الانفلات لتنام بعد مايكفي من الوقت كي تصبح وسادتها مبلله

اقتربت حفيدة اخيها من جلستهما تركض وتنادي جدتي جدتي جرس الباب يرن ..

قامت زوجة اخيها لترى من القادم لانهم يمنعون الصغار من فنح الابواب لأي طارق ..

دخلت وفارس خلفها...

وقفت امه لاستقباله .. حضنها وقبل رأسها وكتفها ..

وضعت كفها على خده ونظراتها التي تملئها الحنان والدفيء تغمره

قبلته وسألته عن نور والصغار ..

رفض ان يدخل وفضل الجلوس معهن على الفرشه بما انه لايوجد احد غريب .. متعللا بعدم وجود خاله واولاده وانه مستعجل ويريد ان يعود بسرعه ...

جلس بجانب امه بينما زوجة الخال ذهبت لعمل الشاي

قربت منه صحن المعمول والكعك وقالت له

" لاداعي ان تتعب نفسك بالمجيء يوميا حبيبي ... يكفي ان تاتي لتقضي معي نهاية الاسبوع انت وعائلتك ..

الطريق طويل وانت عندك دوام يومي .. لذا يكون قدومك عصرا وعودتك .. ليلا وانا اقلق عليك .. اسمع كلامي بني وارحني "

لاتعلم انه مجاز من عمله وياتي صباح كل يوم .. ليقضي النهار مع ابيه ويتركه مساء .. بعد ان ياتي عمه قصي الذي يرافقه ويبيت معه يوميا رافضا اي محاوله من ولده مصطفى او هو واخيه وسام بان يتناوبا معه بالمبيت ..

اليوم حضر متأخرا لان وسام معه منذ الصباح .. لذا حضر لزيارة امه اولا قبل ان يذهب الى المستشفى ..

بادرها قائلا : "ولما لاتاتين معي وترتاحين وتريحيني بدلا من هذا التشتت ؟

امي ارجوك صحيح اني وعدتك ان لاافتح معك اي حديث عن ابي ولكن مر اسبوع واعتقد انه كان كافيا كعقاب له ..

تعلمين جيدا مدى ندمه واحساسه هذه المره مختلف ... صدقيني لو رأيته لن تعرفيه .. انه متعب من غيرك .. اشعر وكأن لارغبة له بالحياة ...

اعلم انه اخطأ كثيرا بحقك .. ولكن لايمكن ان تنكري ان ابي يحمل قلبا طيبا والاهم انه يحبك ... ارحميه يكفي احساس الذنب الذي يرافقه .. "

لم يحصل على اي رد فعل من امه .. تجلس بهدوء وتلعب بحشائش الثيل لكن انتبه انها تقطعها بشده .. علم انها تكابر وتكتم

رفعت رأسها عندما وصلت زوجة خاله تحمل صينية فيها اكواب الشاي وضعتها في منتصف الفرشه وهي تقول باسمة ....

تفضلوا !

تناول كوبه وبدأ بارتشاف الشاي والسؤال عن خاله والاولاد في حديث يريد به قضاء بعض الوقت مع امه قبل ان يخرج ..

بعد ربع ساعه قام واستأذن .. اوصلته امه للباب

سألها كمحاوله اخيره ان ترافقه وتبقى في بيت وسام كما اتفقا سابقا ..

كان ردها " ليس الان بني .. احتاج للمزيد من الوقت .."

استسلم مغادرا ليتوجه نحو المستشفى حيث يرقد ابيه منذ اسبوع ..

كانوا قد رفعوا عنه اجهزة العنايه الفائقه منذ يومين بعد ان تأكدوا ان الازمه قد مرت بسلام .. ولكن لم يسمحوا بخروجه من المستشفى الا اليوم ..

دخل لغرفته وسلم على عمه قصي الذي كان موجودا .. بينما اخيه وسام قد عاد للعاصمه قبلهم كي ياخذ زوجته لتساعد نور بترتيب بيت ابيه وتحضير العشاء والاستعداد لاستقبالهم ..

تقدم من سرير ابيه وسلم عليه ... قبل رأسه وهو يسأله

اخبارك واخبار قلبك اليوم ايها العجوز ... ان شاء الله احسن!

هز الأب رأسه مجيبا ...

" اخباري والحمد لله والشكر احسن بكثير... اما اخبار قلبي فهي معك ..."

قالها وهو يوجه لولده نظرة عاجز لايدري ماذا يفعل

ابتسم وكأنه لم يفهم قصد ابيه وهو يرد...

" اطمئن .. الحمد لله قلبك حديد .. لقد قابلت الدكتور بطريقي وهو خارج من هنا وسألته ...

قال انه ترك لنا بعض الملاحظات مع الممرضه وهي ستاتي بها الينا قبل ان نخرج .. ان شاء الله اخر عهدك بالمستشفيات .... لا اعادها الله عليك وعلينا .. كانت ايام عصيبه .. ساذهب الان لاكمال اجراءا خروجك .."

خرج واغلق الباب ورائه ليترك قصي مع ابيه وهو يحاول معه من جديد ان ياتي الى بيته ...

ولكن كان يحصل على نفس الرد من رعد.

" دعني اعود لبيتي .. تعلم اني لاارتاح الا فيه... "

رد عليه قصي : " لاتكن عنيدا يارعد انت الان في مرحلة النقاهة ...تحتاج لعنايه خاصه وانتباه .. لااحد معك هناك .. لنفرض انك احتجت لشيء ليلا او شعرت بشيء ؟.. انت لاتزال تحتاج مساعده في ابسط امورك .. ولو فرضنا ان اولادك سيتناوبون ويبيتون معك ليلا ... من سيبقى معك طوال النهار؟ .. لااحد ..

وحدك بالبيت من الصباح ولغاية مابعد الظهر .. لاتتعب قلبي يارعد وتعال معي وان كنت تخشى من معرفة نوال ..لاتحمل هما .. لن نخبرها وانت ستبقى في غرفتك مرتاح ولن تشعر بوجودك حتى لو اتت لزيارتنا ..."

كان رعد يستمع وهو مغمض عينيه... يعلم بخوف قصي عليه ولكنه لايقدر انه لايستطيع ان يتواجد بالقرب منها ولكن بنفس الوقت بعيد عنها بعد الارض عن السماء ..

دخل فارس قاطعا الحديث وهو يقول...

" لقد انتهيت من كل شيء... "

دخل من خلفه عامل يدفع كرسي متحرك ترافقه رئيسة الممرضات

اقتربت من السرير وهي تقول :

ماشاء الله وجهك اليوم منيرا ... واضح انك سعيد لمفارقتنا ..

لو تعلم مع من تتكلم ماكلفت نفسها لتمزح معه .... لم يكلف رعد نفسه بالرد ولا حتى بالنظر اليها...

نظر قصي لفارس وهما يبتسمان ومجاملة منه بادر هو بالرد ...

" بالعكس اعتقد من يرافقكم هو الذي يكون سعيد .. يكفي انه يجد هنا الماء والهواء والوجه الحسن ... ماذا يريد اكثر من هذا "

ضحك فارس وهو يهز رأسه تعجبا من الفارق الكبير بين هذين الرجلين بالطباع رغم تقاربهما الشديد وعلاقتهما القويه بينما كان قصي يكمل كلامه المازح مع الممرضه

" انتم من ستتخلصون منه وترتاحون .. لاادري كيف تحملتم وجوده لأسبوع؟ "

كان قد اعتدل رعد في جلسته على السرير رافعا رأسه بشكل جانبي، ناظرا الى ابن خالته بطرف عينه بينما الاخر يبادله النظرات مبتسما واضعا يديه في جيبيه ...

ردت على كلام قصي ..

بالعكس كل مايهمنا سلامته .. هذا واجبنا وان شاء الله يكون راضي علينا .. قدمت ورقة لفارس وهي تقول ...

" هذه وصفة الادويه التي كتبها له الدكتور"

ومدت يدها بورقة اخرى...

"وهذه التعليمات التي اكد الدكتور على اتباعه لها... يقول انها مهمه جدا ...

كتبها لكي لاتنسوا شيئا ... شدد على الالتزام بها في الفتره القادمه ...

لان الحاله التي مر بها يمكن ان تعود اليه وتكون اشد من الاولى اذا اهملها "

نظر فارس الى الورقه وقرأ المكتوب بها بصوت عال "

الابتعاد كليا عن اي ضغط نفسي او عصبي

الامتناع عن تناول الوجبات الدسمة

الاسترخاء والهدوء

الإقلاع عن التدخين

الالتزام بالتغذية الصحية

تخفيض الوزن

محاولة تغيير نمط الحياة وتقليل الاجهاد واخذ فترة راحه بين حين واخر

نظر قصي لرفيقه وسأله باستهزاء واضح ...

"وكيف ان شاء الله ستطبق كل هذه الوصايا وانت لوحدك طوال النهار ؟"

اقترب من الكرسي الذي اجلسوه عليه قبل ان يبدأ العامل بدفعه من اجل الخروج

"هيا يارعد لاتكن عنيدا وتعال معي لبيتي ... اسبوع فقط اطمئن فيها عليك وبعدها اذهب لبيتك .. "

وجه رعد كلامه للعامل قائلا ... " هيا بني فلنذهب من هنا ... لقد سئمت من رائحة التعقيم والمستشفيات .. اسرع واخرجني ... "

تنحى قصي جانبا وخرج رعد يدفعه العامل متبوعا بفارس الذي استغرق في الحديث معه بينما رعد افكاره تاخذه لشاغله فكره وقلبه الذي سيتركها هنا ويعود لبيته وحيدا .. يحمل هما كبيرا يجثم على صدره ...

كيف سيفتح الباب ويدخل ولن تكون ابتسامتها اول شيء يتستقبله!

...................................

تقدم بسام وابن خاله من الجلسه الارضيه وسأل امه ...

" هل تحتاجين لشيء مني ؟... سنخرج وربما نتأخر قليلا "

عندما سألته الى اين رد عليها ..

" ساذهب اولا لبيت عمي قصي ناخذ محمود ونذهب للمقهى لنشاهد المباراة "

نهضت من مكانها وهي تجيبه..

" انتظرني ساتي معك لأرى قصي ... منذ يومين لم اره لانشغالي مع خالاتك التي اجتمعن هنا وتركن بيوتهن لمدة يومين

عندما اقترب بسام من بيت عمه قصي اتصل بمحمود الذي فتح الباب لحظة وقوف السياره ....

ضحكت نوال وهي تنزل من السياره تمازحه بالقول ...

" هل كنت تقف خلف الباب ؟"

القى عليها السلام بسرعه ثم ركب السياره وانطلقا لوجهتهما

دخلت واغلقت الباب الخارجي خلفها وهي تهز رسها يأسا من هذا الثنائي الذي اصبح ثلاثي بعد ان انضم اليهم ابن اخيها الاصغر منهما بعامين ...

اقتربت من باب المطبخ المفتوح .. كانت ابنة عمها تجلس على احد كراسي الطاوله وظهرها باتجاه الباب ... لم تنتبه اليها

تتحدث في الهاتف ومن صوتها واضح عليها الاستياء لانها سمعتها تقول

"ومافائدة ذهابك وبقائك معه لمدة اسبوع .... هل تضن ان هذا هو الحل ؟

ماذا سيفعل بعد ان ينتهي الاسبوع ؟ هل سيتغير شيء ؟

لا أدري كيف سمحت لهما ان ياخذاه من المستشفى والسفر به فورا !"

لم تعلم ماذا كان الرد ولكن سمعتها تتحدث من جديد باستياء اكبر ...

" تعلم جيدا أنني لم أقتنع منذ البدايه بأن تخفيا الأمر عن نوال... "

كانت على وشك تنبيهها لوصولها عندما سمعت اسمها فتجمدت بوقفتها تسمتع لباقي الحديث ...

" من حقها ان تعلم بمصاب زوجها .. لقد كاد أن يموت..

اسبوع راقد في المستشفى قضى منها يومان بالعناية الفائقه وهو بين الحياة والموت ... وانتم تخفون الامر عنها والان خرج وذهب لبيته ليبقى وحيدا..

هذا جنون ! بماذا يفكر اولاده؟.... هل كان ابوهم مريضا بالانفلونزا مثلا!... انها ذبحة قلبيه يارجل ويحتاج لعنايه ومراقبه .. واهتمام خاص "

بقيت نوال واقفه مكانها كالصنم ... زوجها كان في المستشفى يعاني من ذبحة وهي لم تعلم ...

بقيت تستمع لحديث ابنة عمها مع زوجها ... لاتعلم ماذا يقول لها ولكن من ردودها فهمت الكثير

انتبهت اليها تقف وهي ترد على زوجها بعصبيه

" ليس من حقكم ان تصادروا رأي نوال .. المفروض ان تبلغوها وهي من تقرر

لاتقل لي انه هو من طلب واستحلف الكل .. انا كل مايجري لايقنعني

مع ذلك لا أستطيع منعك من الذهاب اليه والوقوف بجانبه .. هذا واجبك "

شعرت نوال بان الارض تميد من تحت قديميها لذا تمسكت بالباب كي لاتسقط

مما تسببت باصدار صوت لفت انتباه ابنة عمها التي كانت تنهي مكالمتها وهي تتأفأف

لتلتفت وتتفاجأ بها تقف خلفها.

" نوال !!! " قالتها بتعجب

تقدمت اليها مسرعة لتمسك كفها وتقودها للجلوس وهي تسأل بذهول..

منذ متى وانت هنا ؟؟

تمالكت انفاسها بصعوبه وسألتها بقلق ...

" ماذا حصل لرعد ؟"

جاورتها تمسك بيدها وهي تدعوها ان تهدأ ووعدتها أن تخبرها كل شيء لم يعد امامها مفر بعد ان علمت ان ابنة عمها قد سمعت مكالمتها مع زوجها ...

ما إن أنهت أم مصطفى سرد التفاصيل حتى وقفت نوال بسرعه لدرجة ان الكرسي الذي كانت تجلس عليه سقط على الارض واصدر دوي صاخب.

أسرعت للخروج بينما ابنة عملها تلحق بها، امسكتها وهي تسألها...

الى اين انت ذاهبه هكذا ؟..

التفتت اليها، نظراتها هائمه لاتعرف ماذا تقول وماذا تفعل!

بكلمات متقطعه ردت : اريد .. ان اراه ..

انا السبب ... قلبه لم يتحمل قسوة كلماتي معه .. لن اسامح نفسي لو اصابه مكروه .. انا السبب .... انا السبب!

بقيت ترددها ودموعها تأبى التوقف وابنة عمها تمسكها من عضديها خوفا عليها من السقوط ... فهي ليست بالقوه التي تدعيها...

سحبتها للداخل وهي تخبرها بلطف...

تعالي اجلسي قصي قادم الان ويريد الذهاب اليه للبقاء معه هذه الفتره ..

كان يتصل بي لاحضر له حقيبة ملابس تكفيه لاسبوع ..

يقول ان اولاده غير متفرغين.... عندهم التزاماتهم ولا يعودون الا بعد الظهر

ويخشى عليه من البقاء لوحده هذه الفتره ...

بينما كانت تشرح لها دخل قصي وهو ينادي على زوجته. انتبه لوجود نوال فسلم عليها بحذر..

سأل زوجته "هل جهزت لي ماطلبته منك " ..

لم يوضح اي تفاصيل لوجود نوال

نهضت ام مصطفى وهي ترد عليه : "حالا اغير ملابسي واتي معكم "

لم ينتبه لكلمة معكم .. لذا سألها بتعجب ..

"الى اين تاتين .. قلت لك انا ساسافر لمدة اسبوع ولا يمكن ان اخذك معي ..."

ابتسمت وهي تخرج من المطبخ وتردد ...

" معكم قلت معكم يارجل ولم اقل معك ... "

انتبه لكلمة الجمع وفهم انها تقصد نوال ...

نظر لابنة عمه التي هزت رأسها لتؤكد له ما يفكر فيه.

ضرب بقبضته على الطاوله وهو يقول..

" ابنة عمك لسانها متبريء منها . كان يجب ان اتوقع انها لايمكن ان تكتم سرا "

كفكفت دموعها بيديها وهي ترد عليه بحزن ...

" ليس ذنبها .. انا من دخلت عليها وهي تتحدث معك ولم تكن منتبهة لي.. "

رفعت نظراتها اليه وسألته بقلق...

" استحلفك بالله يا ابا مصطفى كيف هو حاله ؟.. "

رد عليها بهدوء وهو ينظر لكفيه المعقودين امامه على الطاوله ..

" الان يمكنني ان اقول انه اصبح بخير وتجاوز الخطر .. لكن لو رأيت حاله طوال الاسبوع والاسلاك تنتشر على جسده بالتاكيد كنتِ ستنهارين .. "

وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها بينما قصي يكمل كلامه

" هو يعلم انك مهما غضبت عليه لايمكن ان ترضي له بالاذيه .. لذا اصر على ان لايصلك الخبر .. عندما كنت معه يوم امس وكنت الومه على قراره بعدم اخبارك

قال يكفي ماسببته لها من اذيه طوال حياتها معي بصوره مباشره وغير مباشره

نوال اطيب قلب في الدنيا ولا تتحمل الاذيه لاي انسان ... قلبها لايعرف الكره ولا الحقد ... حتى لو بقيت مصره على الانفصال لكني على ثقة تامه انها لايمكن ان تكرهني او تتمنى يوما لي الاذيه ... انا اعلم انها ستتاذى اذا علمت بحالتي هذه

وقلبي لم يعد يتحمل إصابتها بأي أذى بسببي مرة اخرى... "

دخلت فنار تحمل الحقيبه الصغيره ومعها خالتها فهي لم تعلم بوصول امها الا عندما ذهبت خالتها لغرفتها تبلغها بوجودها وسفرهم الان ....

حضنت امها وهي تشاركها البكاء دون الحاجه لاي كلمات .. لقد علمت فنار بما حصل لابيها قبل يومين وذهبت لزيارته .. ومن وقتها ودمعتها لم تنشف على الحال الذي وصل اليه ذويها

تدخل قصي منهيا مايحصل بقوله ....

" فلنذهب بسرعه كي نصل قبل ان يحل الظلام !"

……………….

فتح وسام باب السياره لابيه وهو يتحمد لله على سلامته ... ساعده بالنزول ليلتف حوله حفيديه الذي ابعدهما فارس عن ابيه بقوله

اتركا جدكما يدخل ويجلس ثم سلما عليها ..

كانت نور وبشائر يقفان جانبا .. لم تستطع نور ان تكبح جماح دموعها وهي ترى شكل عمها المتعب.

لقد تغير كثيرا هذا الاسبوع ، كان فارس يرفض ان ياخذها معه لزيارته عندما يذهب إليه يوميا ...

لااحد يعلم بما حصل له .. والا كان البيت سيكون ممتلئا بالمستقبلين ..

دخل وجلس على اقرب اريكه اقتربت منه نور اولا لتقبل رأسه وكتفه وهي تتحمد له على سلامته وعودته لينير بيته بوجوده .. وتدعو له بطول العمر

تبعتها بشائر لتفعل المثل .. ليبادر هو بسحب رأسها ويقبل جبينها ويبارك لها الحمل الذي ابلغه وسام به عندما تحسنت صحته..

نادى حفيديه ليضمهما كلاهما الى حضنه ويوزع القبلات عليهما بالتناوب

اراد ان يحملهما ويجلسهما على ساقيه لكن ولديه اعترضا وابعداهما عنه وهم يشددان عليه ان يرتاح قليلا ..

انتحى فارس جانبا بزوجته وطلب منها ان تحضر لابيه عشاءا خفيفا خالي من الدهون وبدأ يسرد عليها التعليمات التي اكد عليها الدكتور...

قال وسام لابيه :" مارأيك يا أبي ان اصحبك الى غرفتك كي تغير ملابسك وترتاح على سريرك من عناء الطريق ؟"

انتبه الجميع لشحوب وجهه وهو يرد عليه .." لن ادخل الى غرفتي ابدا ..."

وسط دهشة الجميع من جوابه اكمل قائلا :

"احضروا لي سريرا وضعوه هنا .. ونور ستساعدني باحضار ما احتاجه من الغرفه فهي تعلم بمكان كل شيء .."

عندما اراد فارس ان يقنعه بان يرتاح الان على سريره حتى ييشتري له سرير جديد في الغد ويضعه حيث يريده...

رد عليه بطلبه منهم ان يخلو له الاريكه ...

" لاتتعب قلبي ياولد ,, قلت لك لن ادخل غرفة امك بغيابها .. افعل مااقوله لك ولا تجادلني ..."

تمدد على الاريكه وهو يكمل والان دعوني ارتاح قليلا اشعر بالتعب من الطريق...

خلعت نور له حذائه الذي كان لايزال يرتديه وجواريبه .. ثم ذهبت واتت بمفرش وضعته بالقرب منه لو اراد ان يتغطى ..

سحب فارس اخيه وصعدا معا للطابق الثاني من اجل ان ينزلا له سريرا من غرفهم القديمه،

بينما نور اخذت بشائر ودخلتا المطبخ كي تكملا اعداد العشاء.

............................

بعد نصف ساعه تقريبا وصل قصي بالقرب من بيت رعد فهو لم يتاخر كثيرا عنهم،

فقط الوقت الذي احتاجه للذهاب لبيته واصطحاب نوال وزوجته..

رفع نظراته للمرأة الاماميه ليرى نوال على نفس جلستها تنظر للخارج بنظراتها الخاويه، لم تنطق بكلمه منذ ان خرجوا من البيت وكأنها هائمه في عالم اخر منفصله كليا عن ما حولها.

رفع الهاتف واتصل بفارس

سأله عن حال ابيه ثم أخبره بأنه امام البيت الان ومعه والدته.

طلب منه ان يخرج الجميع من البيت كي تدخل لوحدها..

كان رعد في الحمام يغير ملابسه بمساعدة ولده وسام ... بعد ان اكملا نقل السرير واعادة ترتيب اثاث غرفة المعيشه

ذهب فارس للمطبخ وطلب من الجميع ان يذهبوا للخارج لاستقبال امه والضيوف

ولا يدخلوا معها ... واكد على نور ان تمنع الصغار من اصدار اي ضجيج عند استقبالهم لجدتهم

ثم عاد لغرفة المعيشه حيث وجد وسام يساعد ابيه في الجلوس على السرير .. ويقنعه ان يتمدد افضل له لكن الاب كان يقول

" اتركني جالسا هكذا قليلا اريد رعد ونو.... ونونه ... اسم دلع حفيدته الذي يناديها به الجميع الا هو يأبى الا ان يناديها باسمها ..

نادى فارس على اخيه قائلا له " احضر ماء لكي يتناول ابي ادويته "

ولحق به مدعيا انه سياتي باولاده .. بينما هو سحب اخيه من يده وهو في المطبخ وخرج به هو يقول له .. "علمت امي بما حصل وقد عادت مع عمي قصي الان "

بقي وسام فاغرا فمه اندهاشا ولم ينتبه ان امه دخلت من باب البيت الرئيسيه لوحدها بعد ان استقبلتها كنتيها واحفادها ..

وجدته يجلس على سرير لم يكن موجودا هنا سابقا يديه على جانبيه يمسك الفراش بقبضتيه رأسه منكسا ينظر للارض.

وقفت مكانها تتامله .. يبدوا انه قد نحف كثيرا ..

سألته والدموع تغرق عينيها ..

" كيف استطعت ان تنطقها ؟"

سمع صوتها ولم يصدق نفسه تخيل انها هلوساته التي بدأت تراوده في الاونه الاخيره حولها...

رفع رأسه ليجدها امامه ..

هب واقفا بقوه لايعلم من اين اتت له وهو من كان قبل قليل يشهر بالهوان والضعف .قائلا . "انت هنا انا لااحلم .. انت هنا فعلا .."

عادت وسألته من جديد وهي تتقدم منه والدموع تجري كنهرين على خديها

" كيف هنت عليك لهذه الدرجه؟ .. كيف استطعت ان تنطقها بلسانك؟"

اقتربت اكثر ليكون أول رد منها هي قبضتها اليمين التي ضربت بها صدره...

"الست انت من كنت تقول اني اسكن هنا؟ "

عادت وكررت ضربتها له ..

"هل كنت اعيش طوال حياتي في كذبه وأن مكاني ليس هنا حقا! "

رفعت قبضتها الاخرى لتشارك اختها بالضرب على صدره

" كم انت قاسي .. لتجرحني هكذا بكل سهوله ودون ان يرف لك جفن "

تركها تفرغ قهرها بين اضلعه .. لم يوقف ضرباتها والتي تلقاها بصدر رحب رغم ضعف جسده الان ..

لم يبرر ولم يرد .. يريدها ان تتكلم ان تنتقم ان تاخذ حقها منه

ولكن لم يستطع ان يصمد اكثر ...

سحبها لاحضانه ليسقط بها على السرير جالسا وهو يقول

" ااااااااااااااااااااااااا اااااه "

يشدد على احتضانه لها وهي تقابله بالمثل تلف يديه حوله وتضربه بقبضتها على ضهره

ضربات تضع فيها اهاتها

ودموعهما تتسابق بالجريان

حاولت ان تبتعد عنه خوفا عليه

ولكنه اوقف كل اعتراضاتها بقوله : " لن تبتعدي عن احضاني الا بموتي .. فلا تحاولي الفكاك مني حبيبتي .. "

حبيبتي .. لثاني مره تسمعها منه هكذا ببساطه .. صحيح انها سمعتها منه كثيرا ولكن ضمن حدود جدران غرفتهما فقط .. ليس من النوع العاطفي الذي يظهر مشاعره ابدا

عكسها هي من كانت تناديه بها في كل وقت وقبل اي حديث

مسح دمعة خانته قبل ان يبعد وجهها عن عنقه ويحتضنه بكفيه

قبل جبينها وابعد حجابها عن رأسها بيمينه ورماه ارضا ... فك شعرها الذي يعشقه والذي حرم عليها قصه .

ثم خلل اصابعه داخله ليعود ويحتضن وجهها مكفكفا دموعها بسبابتيه ..

بدأ ينثر قبلاته على كل جزء فيه بدءا من عينيها ووجنتيها، ينطق بين كل قبلة واخرى... " اسف.... آسف ..."

امسكت هي الاخرى رأسه وضمته لصدرها بينما هو حاوط جسدها بيديه دافنا رأسه اكثر في أحضانها ...

قالت وهي تقبل اعلى رأسه : "ماكنت ساسامح نفسي لو حصل لك اي شيء لاسامح الله

لايهمني ان اكون بعيده لكن مايهمني ان تكون بخير .. لايمكن ان اتخيل ان اعيش يوما في الدنيا وانت لست بها .."

رفع رأسه وقبل نحرها وهو يكرر اسفه مجيبا بحرقة الندم :

" لم استطع ان ادخل لغرفتك وانت لست هنا .. ولم استطع ان ابتعد عن البيت الذي يحمل روحك في كل زواية منه تؤنس وحدتي و بعدك عني.."

رفع رأسه واعتدل بجلسته، وأمسك رقبتها بكفه اليسار وسبابتها تمسد خدها ...بينما يمناه تنتقل على ملامح وجهها .. يتلمس شفتيها بسبابته يمسح خدها بكفه..

طالبها بلهفة وعدم تصديق...

".. قولي اني لا احلم ... اقرصيني كي اصدق انك بين يدي.."

لم تكذب خبر قرصته وهي تبتسم من خده ليكون رد فعله ان يسحبها اليه ليروي قليلا من ظمأه اليها

ابتعدت عنه وهي تشهق وتحاول ان تنهض من حضنه

ولكنه كان متمسك بها بشده يساره داخل طيات شعرها ويمينه يلفه حول خصرها

سألها بتعجب والخوف يملأ قسماته ...

" الى اين؟.. .. محال ان اتركك بعد اليوم لتبتعدي عني .. "

حاولت فك اسر يديه لها وهي تهتف بحرج :

" اتركني يارعد ... لقد نسيت اننا لسنا وحدنا .... ابا مصطفى وامه احضراني وهما هنا مع الاولاد .. "

لم يطلق سراحها فورا بل عاد لينهل من رحيق شفتيها وهو يقول..

" تبا لهم ! "

عادت ودفعته من كتفيه ولولا انه لم يكن بقوته والازمه التي مر اخذت منه الكثير ماكانت ستستطيع ان تبعده عنها ...

ضحكت وهي ترى نظراته الشبيهة بنظرات طفل اخذوا منه شيئا يحبه

مسدت على خده مواسية وهي تنهض وتتناول حجابها لترتديه بسرعه ..

عندنا ضيوف علينا ان نستقبلهم ..

"اعلم انه ابن خالتي السمج الذي ياتي باوقات غير مرغوب بها .. "

نهض وهو يمسك يدها كي يخرجا معا .. اوقفته لتمنعه من السير وطلبت منه ان يرتاح في سريره وهي من ستناديهم .. لكنه احتضن كتفيها وهو يقول لها ..

" لم اعد اعاني من اي شي منذ أن لمحتك مقلتاي ... قبل جبينها وقادها للخارج .."

...........................

عاد بسام ورفيقيه لبيت عمه قصي .. نزل محمود ودخل كي ينادي خالته لتعود مع بسام لبيت الخال كما اتفقت معه...

علم من فنار بموضوع السفر

خرج لبسام وطلب منه الدخول ... اطفأ محرك السياره ونزل واقفلها بعد ان ترجل ابن خاله ايضا ..

دخل للبيت متعجبا وهو يسأل محمود ....

" لماذا طلبت منى الدخول اين امي؟ .. هل قررت ان تبيت عندكم ؟"

وجد فنار امامه فأعاد سؤاله عن امه ..

أخذت بيده وادخلته لداخل البيت واجلسته..

تعجب بسام من كل مايجري .. لذا سألهم بقلق متزايد...

" اين امي ؟ .. هل حصل لها شيء؟.. لاارى احد هنا ! اين عمي وخالتي ؟ "

نهض وهو يسأل بصوت اعلى .. " ماذا يجري يا فنار ؟؟"

امسكت كفه وسحبته ليجلس وهي تقول بهدوء...

" اهدأ لم يحدث شيء ... ساحكي لك كل شيء من البدايه... "

روت له كل ماجرى لابيها الى ان وصلت لمعرفة امها بالموضوع عند حضورها الى هنا بالصدفه وسفرها مع عمها وخالتها ...

نهض صارخا ...

" ماذا تقولين ؟؟ كل هذا يحصل وانا لااعلم ؟ لماذا ؟

ألست انا ايضا ولده ؟ ممكن ان اتفهم خوفكم على امي ولكن أنا لن اسامحكم على عدم ثقتكم بي واستهزائكم بمشاعري ! "

انطلق خارجا بسرعه يلحقه رفيقاه تتبعهما فنار راكضه والكل يسأل الى اين ذاهب الان

رد عليهم وهو يفتح سيارته...

" ساسافر .. لم يعد هناك سبب لبقائي هنا ..

فتح محمود الباب المجاور له وهو يشير لفنار قائلا : " سارافقه .. لن اتركه يسافر لوحده وهو بهذه الحال .. "

تحرك بسيارته وهو يصدر صوتا واخته تقف بالباب تقرأ وتدعوا لهما بالوصول سالمين بينما ابن الخال سلم على فنار وعاد لبيتهم لوحده ...

...................................

خرج رعد وهو يحتضن كتفي نوال ليجد الجميع يجلس في الحديقه .. نهض قصي اول المنتبهين لهما وتقدم نحوه يحتضنه قائلا...

"هل انت من تركتك منذ قليل عندما خرجت من المستشفى أم تم تبديلك؟

من يراك الان لن يصدق انك نفس ذلك المريض الواهن! "

التفت لفارس وهو يغمز له مسترسلا بمزاح...

"علينا ان نأتي بالممرضه كي تراه الان ... لتقول لنا رأيها في النور الذي يشع من وجهه... "

ابتعدت نوال قليلا عنه وهي تتخصر وتسأل زوجها ..

"اي وجه واي نور ذاك الذي يشع ... ماذا كان يحصل في المستشفى ؟"

صوت ضحكة رعد التي ملأت الاجواء اعادت الابتسامه لوجوه الجميع والراحة لقلوبهم وهو يرد "

" الم اقل لك انه سمج .. لماذا تنظرين لي وتسألين ؟.. هذا ابن عمك امامك اسأليه لماذا كان مرابط عندي في المستشفى حتى وانا غائب عن الوعي؟ "

اقترب قصي من زوجته التي كانت نظراتها لاتبشر بالخير وهو يسحبها من كتفيها ويقبل اعلى رأسها، يستطرد بوجه باسم...

( قصي لايهتم ويعبر عن مشاعره امام عائلته والمقربين منه بكل بساطه )

" هذا جزائي اني كنت خائف عليك .. عاد والتفت لابنة عمه قائلا "

" لاتحملي هم .. فوجه زوجك سبب الكآبة لكل كادر المستشفى .. لاادري كيف استطعتِ تحمل مقابلته طوال هذه السنوات "

ردتها له نوال بقولها " كما استطعت انت ان تتحمله سنوات اكثر... "

دخل الجميع وهم منشرحين فرحين بانتهاء ازمة كبيره كادت ان تشتت العائله

جلسوا بغرفة المعيشه رغم عرض رعد عليهم ان يبقوا جالسين في الحديقه ولكن خوفهم على صحته جعلهم يرفضون عرضه

اخر الداخلين كان وسام وقف مكانه وهو ينقل نظراته بين السرير واخيه قائلا

" انا اعتذر منكم ولكن يجب علي الذهاب الان "

أمسك فارس ياقته من الخلف وهو يسحبه للداخل قائلا ... "العب غيرها ياشاطر

لن تخرج قبل ان تعيد كل شيء كما كان "

ضحك الجميع بعد ان فهموا مايقصده الاخوين ... ولكن كانت الكلمه الاخيره لنوال عندما قالت

"لابأس عليكما ليبقى السرير مكانه لايام يرتاح عليه اباكم خلال النهار ... بدلا من بقائه داخل الغرفه "

ثم وجهت نظراتها لزوجها وهي تكمل كلامها لاولادها من مبدأ اكلمك بنتي واسمعي ياجاره ..

"هو لن يخرج من البيت الى ان اقرر انا .. "

ثم وجهت الكلام له مباشرة وباصرار واضح في نظراتها

"من الان اقول لك عليك ان تجد احد يساعدك بادارة المعمل ... لايمكن ان تعود للمجهود الذي كنت تبذله سابقا "

اكد كلامها فارس وهو يقدم لها ورقة الدكتور التي بها التعليمات الصحيه والذي شدد على تطبيقها كي لاتعود له الازمه لاسامح الله من جديد

كان رد رعد عليهم :

" لن احتاج للتعليمات من اي احد .. انا نويت بالفعل ان اقلل من التزاماتي ... وعليكم ان تتحملوا المسؤوليه من الان فهو بالاخير سيكون لكم ..

وسابدأ بالمصنع ... مارأيك ياوسام ان تترك عملك وتستلم ادارته من الان .. انت الوحيد باخوتك من نفذت رغبتي ودرست نفس اختصاصي الهندسي .. وكنت اهيأك لاستلام مكاني ..

حاولت معكم ثلاثتكم لتأخذوا مكاني وتكملوا طريقي ..

ولم انجح الا معك .. فارس من يومه كان منبهرا بزوج عمته القاضي اكرم عزالدين ويعتبره مثله الاعلى .. حتى انه اختار نفس التخصص القضايا الشرعيه

منذ صغره وقد حدد هدفه كان يقول .... سياتي يوما ما تسمعون من يناديني

القاضي فارس السلطان ...

وبسام كان تفكيره باتجاه اخر .. هو مقتنع ان مهنتان لن تتوقفا ابدا ... الاكل .. والطب .. لذا من يريد ان ينجح عليه الاختيار بين ان يكون صاحب مطعم او احد المهن الطبيه .. لان الانسان لايمكن ان يتوقف عن الاكل ولا الامراض ستنتهي ... لذا اختار تخصص بايولوجي ويريد ان يفتح مختبر تحليلات اذا تخرج ....

عاد لوسام وقال له : انت من طلبت ان تعمل بعد تخرجك بعيدا عن المصنع مادمت انا قادرا على ادارته .. واخترت ان تعمل في القطاع الخاص كي لاتلتزم بالعمل الحكومي ويكون تركك له متى اردت اسهل ودون مشاكل ... اعتقد الان حان وقت تحملك للمسؤوليه بدلا عني .. انا سارتب لك الوضع واوقع لك عقد براتب شهري باعتبارك مديرا للمعمل ..."

قاطعه ولده : " ما الحاجة للعقد يا أبي؟ .. هل انا غريب! "

هز والده رأسه مجيبا... "هكذا افضل.... لك ولاخوتك ..."

من بعدي سيصبح المصنع لكم وانت ستديره واخوتك ياخذون ارباحهم على الجاهز ولايمكن ان تأخذ انت بقدر ماياخذونه...

رد عليه وسام بحب...

" اطال الله عمرك ابي .. مالفرق بيني وبين اخوتي؟ .. وهل سنتحاسب بالمسطره هذا لك وهذا لي ؟؟ "

تدخل قصي يؤكد على حديث صديق عمره : " مايقوله ابيك صحيح ياولدي .... لايوجد احد دائم عليها وكلنا سنرحل ... المال والورث خرب الكثير من علاقات الاخوه ... وانا اتفق مع رعد في ما يقوله.. مادمت انت من ستدير المصنع فلك اجر على ادارته بالاضافه الى نصيبك المساوي لاخوتك في الأرباح...

والله يا رعد لقد الهمتني ان افعل مثلك ... مصطفى له عمله ووظيفته ولن يستلم مكاني لكن محمود هو من يساعدني الان وهو من اتكل عليه بعد ربي بان يدير عملي...

علي ان افكر كيف ارتب امور العمل من الان .. خصوصا وان عندي ازواج بنات غرباء وسيكونون مشاركين لهم ولا احد يعلم ماذا يخفي له الزمن .. "

رد عليه رعد باصرار الواثق من رأيه :

"ان الاوان لان نرتاح ياقصي .. تعبنا من الركض والسهر والحسابات وحرقة الدم ..

اذا سلمنا اولادنا عملنا الان سيجدوننا امامهم نرشدهم ونذلل لهم الصعاب ونعلمهم كل دهاليز العمل ... افضل من ان ياتي يوما ويصبحون مسؤولون عن عمل لايفقهون به شيئا ..."

دخل عليهم بسام كالصاعقه دون سلام ولا كلام .. ارتمى بحضن ابيه باكيا يقبل ركبتيه قائلا ...

"والله لم يخبرني احد بما حصل لك .. سامحني يا أبي.... "عاد وسحب يده التي تمسد رأسه مقبلا لها ...

"اطال الله عمرك وابقاك خيمة فوق رؤوسنا .. "

سحبه ابيه من كتفيه وهو يحضنه ويمسح دمعة نزلت رغما عنه وهو يبتسم مجيبا..

" ابكيتني ياولد .."

قبل بسام كتف ابيه وهو يبتعد عنه قليلا وليسأله ...

" كيف هي صحتك الان ؟"

التفت الى زوجته التي تجلس بجانبه وهو يرد على ولده بينما يمنحها نظرات محبة..

" الان باحسن حال ... اقوى منك..."

قالها وهو يلكم جانب ذقنه بخفه ويمازحه بالقول ...

" من يراك الان لايصدق انك من كنت تقود الثوره ضدي وتريد ان تاخذ امك مني وتبتعد بها ..."

نهض وامسك رأس ابيه وقبله قائلا باعتذار ...

" طيش شباب .. لاتهتم ..."

اعتدل وجلس بجانبه يقبل كتفه ويستطرد...

"هل انا مجنون لابتعد عن البنك المركزي ؟.... من سيمول مشروعي ويفتح لي سلسلة المختبرات؟..."

ضحك الاب من كل قلبه وهو يعيد كلمته .. " سلسلة! هل انت ابن الشيخ زايد وانا لا اعلم؟ ... احمد ربك ان حصلت على مختبر صغير.. "

تدخل قصي وهو يربت على ركبة بسام القريب منه قائلا بمرح..

" الا تعلم بالاخبار؟... الممول الرئيسي لكم قد تغير والبنك انتقل الان الى وسام ..

ومن يوم غد والدك هو من سياخذ مصروفه من اخيك ..."

الكل ضحك على شكل بسام المصدوم ونظراته لاخيه بعيونه المفتوحه على اتساعها

بينما يتقدم محمود ليسلم على عمه وهو يقول...

" المجنون كاد ان يتسبب لنا باكثر من حادث مما اضطرني لأن اوقفه وانزله من السياره لأستلم منه القياده رغما عنه..."

دفع بسام رفيه من ساقيه وهو يقول

" ابتعد يامحمود لنفهم الموضوع أولا ؟.... ماذا تقصد ياعم بكلامك؟ "

جائه الرد من ابيه ...

" ساسلم ادارة المصنع لوسام ..قررت ان اقضي الباقي من ايامي بالسفر والاستمتاع .. وتعويض امك عن كل ماحرمتها منه .. واولها ان اخذها لنؤدي فريضة الحج .. فقد سمعت ان هناك حج تجاري .. "

ايده قصي قائلا..

" انا ايضا سمعت به ولكن يارعد السعر غالي جدا ثلاث الى اربع اضعاف السعر الرسمي .. هذه سرقه علنيه ... "

" وماذا في يدنا لنفعله؟..."

قالها رعد واكمل ...

" ها انت ترى بنفسك... كم من سنه ونحن نسجل في القرعه ولكن اسمائنا لم تظهر لحد الآن؟... .. العمر يمضي بنا وانا كنت سابقا اتعلل بانشغالي بالعمل ...

الان ساتفرغ واترك العمل .. والحمد لله حالتنا الماديه جيده .. فلا بأس ان نؤدي فريضة الحج لمرة واحده مهما كان الثمن....

كبر الاولاد ولم يعودوا بحاجة لنا .. فلنستغلهم ونستمتع بالباقي لنا من حياتنا.. " ايده قصي قائلا " " معك حق .. والله افكر ان ان اقلدك .. ونذهب لاداء الفريضه معا "

تقدم وسام من ابيه وقبل رأسه بينما يخبره ...
" انت تأمر ياحاج .. اعطني مهلة لنهاية هذا الشهر باذن الله ... اصفي متعلقاتي مع الشركه التي اعمل بها...وبعدها انفذ لك كل ماتأمر به... "
قال فارس بمزاح ...

" لم يتبقى الكثير.... كلها اسبوع وينتهي الشهر وتصبح المدير التنفيذي وعندها ترفع انفك علينا ولن يعد بامكاننا ان نتكلم معك الا عن طريق السكرتير ابو علاء ..."

التفت لبسام يستطرد...

" اسمع ! ..علينا ان نستغل هذا الاسبوع ونتأمر عليه وأول الأوامر أن تعيد هذا السرير بعد 6 ايام للطابق الأعلى..."

لوى بسام فمه وهو يرد على اخيه :

" انت الكبير وتتامر عليه... لكن انا المسكين انا لاسلطه لدي عليه ان كان مدير او حارس ... ما إن افتح فمي حتى يُقال لي احترم الاكبر منك ياولد! .. "

لاعب حواجبه وهو يكمل : " الحمد لله زوجته زميلتي وهي من ستكون واسطتي للمدير .. ولايوجد واسطه افضل من الزوجه .. اسألوا حمامتي ..."

ضحكت امه بينما ابيه التفت اليه وامسك اذنه ولواها ...

" طول عمري وانا اسمعكم تنادون امكم حمامتي ولم اعرف السبب لحد الان وكلما سألت واحدا منكم يقول لااعلم سمعت الاخر يناديها ففعلت .. كنتم ترموني كالكره بينكم ... الان انتم الثلاث موجودين امامي ... اعترفوا لماذا تنادون امكم احيانا حمامتي؟..

المشكله أن هذا اللقب لاتستخدمونه دائما .. وكأنه شفرة بينكم .."

التفت إلى زوجته يوجه لها بقية حديثه...

" حتى انت لم تخبريني ما سر هذه التسميه .. وكلما سألتك تقولين اسأل اولادك هم من ينادوني هكذا .. ولست انا من طلبت منهم .."

التفت بسام لابيه وقبل كتفه وهو يقول...

" ارتاح يا ابي ولا تشغل بالك ... شاركه فارس قائلا لقد منعك الدكتور من الاجهاد والتفكير "

أكمل وسام قائلا ...

" لقد أكد على ان نجعلك ترتاح وتسترخي يا أبي .. واهم شروط الاسترخاء ان تفرغ تفكيرك من اي شيء ..."

لم تقاوم امهم محاولات اولادها الثلاث بتغيير الموضوع وتشتيت انتباه الاب لذا اطلقت ضحكاتها دون ان تستطيع كبحها ...

ابتسم وهي يسألها بتأنيب مرح..

" تضحكين؟ .. تعلمين جيدا ان الثلاث متفقين على عدم كشف سر هذه الشفره ولكني سأصل لها ... وعندها سيكون حسابكم معي..."

جهزت نور وبشائر مائدة العشاء.... اعدتا الكثير من الاصناف والمقبلات بعد ان رفضت ان يخرج فارس وياتي بالاكل الجاهز ...

قالت له..

الحمد لله البيت فيه الكثير وخالتي تملأ ثلاجتها بالكثير من الاصناف االمعده مسبقا .. لاتهتم اذهب للجلوس معهم ونحن سنعد كل شيء ...

طبخت لعمها شوربة دجاج منزوع الجلد خالي من الدهن .. واحضرت له صحن سلطة خضروات دون ان تضع فيها الملح ...

بعد العشاء شربوا الشاي وهم يتبادلون اطراف الحديث وبعد الانتهاء وقف قصي يستأذن ليعود لبيته...

كان اول اعتراض يتلقاه من رعد ولكن لم يستطع منع نفسه من مشاكسته قائلا

" يااخي انا رجل لااعرف ان انام الا باحضان زوجتي " ولم يهتم لشهقة زوجته وغلها له في خاصرته بل اكمل ..

" مابك ياامرأة .. لماذا تمنعيني عن قول الحق .. هو سينام في غرفته وباحضانه زوجته وانا يتركني في الصاله ... هل تريدين ان نكون فلم ثقافي لكل من هب ودب "

وقفت وسط ضحكات الجميع وهي تقول .." قم يارجل .. لافائده منك .. قلت سياتي يوما ويكبر ويترك كلامه الفالت .. لكن يبدوا اني علي ان اغسل يدي بصابون ديتول "

حاولت نوال ثنيهم ان الوقت تاخر وان يسافروا صباح الغد كما كان المتفق..

لكن رد قصي كان ..

" بما ان محمود جاء مع بسام فلا داعي لبقائنا لانه يمكنه السياقة ليلا والوقت لم يتاخر كثيرا..."

خرج الباقين تباعا بعد ان سافر قصي وعائلته ..

كان اخر الخارجين فارس الذي عاد بعد ان ساعد نور بنقل الصغيرين النائمين

سأل ابيه ان كان يحتاج اي مساعده ثم كرر السؤال لامه بعد ان تاكد ان صحة ابيه قد تحسنت كثيرا خلال الساعات الماضيه ولم يعد يحتاج لمن يسنده في حركته ...

وكأن ترياقه كان امه

ودعهما بعد وضح لامه جرعات الادويه الخاصه بابيه ... ثم دخل لبيته واغلق الباب خلفه وهو يشعر بالراحه والخفه بعد ان كان يشعر بالثقل وكأن جبلا من الهموم على كتفيه طوال الاسبوع الماضي ....

حمد الله على انتهاء الازمه التي طالت عائلتهم ومرت العاصفه بسلام ولم تترك اثرا مدمرا

..........................

تمت

يتبع بالخاتمه

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 31-07-19 الساعة 08:33 PM
um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 08:12 PM   #966

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 11 والزوار 4) ‏um soso, ‏yasser20, ‏dina adel, ‏ebti+, ‏amana 98, ‏جنغوما, ‏Shoodi65, ‏عبق الوطن, ‏الماسه مياسه, ‏الأسيرة بأفكارها+



um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 08:13 PM   #967

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 14 والزوار 3) ‏um soso, ‏أم أحلام, ‏نهاد على+, ‏rontii+, ‏ebti+, ‏dina adel, ‏yasser20, ‏amana 98, ‏جنغوما, ‏Shoodi65, ‏عبق الوطن, ‏الماسه مياسه, ‏الأسيرة بأفكارها+




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 08:20 PM   #968

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الخاتمه


بعد سنه ونصف

خرجت نوال من حمام غرفتها لتجد زوجها لايزال ممددا على سريره

قالت له بنبرة واضح فيها المفاجئة :

" ماهذا ياحاج ؟.. لم ترتدي ملابسك لحد الان "

ضيق عينيه وهو يجييها ...

" أكبر غلطه اقترفتها بحياتي اني ذهبت معك لاداء فريضة الحج "

اتسعت عينيها جزعا من قوله وهي تهتف بذهول : "اعوذ بالله ياحاج لماذا تقول هذا؟ "

لان من يومها ولم اعد اسمع منك اي وصف سوى ياحاج! يا حاج!

اختفت كل الالقاب التي كنت تناديني بها من قبل ..

تعلم جيدا ماذا يقصد .. من يوم عودتها وهي لم تناديه كما كانت تفعل سابقا بكلمة حبيبي او عيني .. حاولت كثيرا ان تأتي على نفسها وترجع لطبيعتها السابقه لكن مع كل التغيير الحاصل وكل مايقدمه لها لم تستطع ان تقولها

هي تفهم تلميحاته جيدا وهو يعلم انها تفهمها لكن كلاهما يلفان ويدوران لاهو طالب بها بشكل مباشر ولا هي قالتها له

نظرت له وابتسامه تزين وجهها وتتذكر اول مره اتصلت به لتبلغه انها ستذهب لزيارة جارتها المريضه كان رده

" تجعليني اقطع عملي واسرع بالرد على اتصالك خشية ان يكون حصل لك شيء وبالاخر يظهر انه موضوع تافه مثل الذي تقولين ... نوال لاتتصلي مرة اخرى الا اذا كان لديك امرا مهما .... الى اللقاء حبيبتي "

وكأن لم يكن هذا الامر سببا للكثير مما حصل بينهما

ومع ذلك كررت الامر مرة اخرى تجنبا لاي مشكله ولم يكن رده مختلفا بل .. اكد عليها بقوله " اسمعيني حبيبتي .. ساقولها للمره الاخيره .. انت حره وتستطعي ان ترتبي يومك كما تريدين ... فلا تشغليني بامور النساء مرة اخرى "

ابتسمت وهي تهز رأسها يأسا من هذا الرجل الذي عاد مراهقا من بعد ماحصل

وكل يوما تزداد غيرته وتعلقه بها لدرجة انه اصبح يغار حتى من احفاده الصغار توأم وسام ...

اذا رأى احدهم في حضنها يأخذه منها بحجة انه يريد ان يلاعبه ثم يرميه بسرعه على احد والديه...

تقدمت منه وهي تمد يدها اليه ليضع يده بيدها وتحاول ان تسحبه وهي تقول له

"هداك الله يارجل .. افزعتني .. قم! قم! ..سنتاخر عن حفل زفاف ابن اختك ..

لوى فمه وهو يستهزئ مجيبا بتبرم..

" حفل زفاف ؟ ... هو عشاء في بيت عمه .. وماذا بها اذا تأخرنا ؟ .. على اساس ان وائل افندي قد احترم خاله وسألني رأيي قبل ان يخطب !

لقد عاملنا كأننا أغراب ولم نعلم الا بعد ان خطب وحدد كل شيء... "

وقفت امامه تسأله بحيرة ...

" ماذا بك ؟.. اشعر انك تتحجج .. تعلم جيدا ظروف هذا الزواج ... اختك وزوجها حضرا بنفسهما وشرحا لنا كل شيء ...

ثم الم تتعرف انت على عائلة زوجته وتمدحهم ؟... لماذا اشعر انك متحامل على وائل؟

لاتقل ان افكارك القديمه قد عادت للظهور وانك منزعج لانه سيتزوج من فتاة غريبه! "

وقف وهو يبدأ بارتداء قميصه قائلا ..

" ماذا بها افكاري ؟.. الا يوجد في العائله بنات ليتزوج من غريبه ؟.."

رفع يده امامه موقفا محاولتها للرد عليه ...

"اعلم ...ستقولين النصيب والقلب وما يهوى .. حسنا... اتفق معك ولكن لماذا الاستعجال؟ خصوصا وان ماحصل في زواج عروسته السابق لم يمضي عليه سوى اسبوع ... المفروض ان يتمهل قليلا لكي لايعطي مجال للناس ان تتكلم بسيرته.. "

وقف امام المرآة يمشط شعره بعد ان انهى لباسه بينما زوجته بجانبه ترش له العطر وتجيبه...

" رضى الناس غاية لاتدرك .. ومن يريد الكلام سيجد له اسباب ويتكلم

سمعوا صوت نوال الصغيره تنادي وهي تركض باتجاه الغرفه ..

وقفت بالباب ترتدي فستانها الابيض الطويل والمنفوش وتضع تاج الورود في رأسها وهي تسأل جدتها ..

" انظري الى فستاني جدتي اصبحت انا العروس... "

قرصت جدتها خديها وهي تقبلهما وتقول ..

"نونه .. أحلى عروس ... تعالي لاضع لك العطر .."

ليدخل خلفها اخيها وهو يرتدي بدلته الرسميه السوداء وقميصه الابيض ويضع فيونكه حمراء... يهتف ...

" وانا ياجدتي ألن تضعي لي العطر ؟"

" تعال ياروح جدتك ساضع لك من عطر جدك .. اصبحت رجلا وعليك ان تضع العطور الرجاليه ..."

سمعت صوت ولدها وهو يقول... " الا يحق لابيه ان يحصل على نفس المميزات ؟"

هذه المره الاب من رد متذمرا :

" يبدوا اننا لن نذهب اليوم ونبقى هنا ننتظر الست نوال توزع الحب على اولادها واحفادها .. هيا لقد تعبت من الوقوف.. لنذهب فقد تأخرنا..."

قالها بنزق وهو يتقدمهم خارجا ...

ضحكت نوال وهي تهز رأسها يأسا بينما ترش العطر لولدها وتقبله على وجنته

واخر الواصلين كانت نور ببطنها الذي بدأ يكبر قليلا فقد دخلت شهرها الخامس من الحمل ودون اي كلمه مدت جانب رقبتها لعمتها لتضع لها من عطرها ثم اتبعتها بالجانب الاخر لترمي لها قبلة هوائيه قبل أن تخرج وهي تمسك ابنتها بينما زوجها سبقها بالخروج هو وولده ...

انتهى حفل الزواج وخرج الأقارب والاصدقاء يتبعون سيارة الزفه بسياراتهم والكل يده على زمور السياره يطلقون الاصوات بنغمات موسيقيه

اوصلوهم الى الفندق وكل رحل وهم يسلم باطلاق صوت الزمور

انتبهت نوال لدخول زوجها للفندق مع العدد القليل الذي دخل

سألته متعجبه...

" لماذا دخلت معهم ؟؟ لاحاجه لنا بالدخول ؟"

التفت اليها يجيب بغموض ماكر ...

" وهل تريدين ان اترك ابن اختي وحده في يوم زواجه ؟ هيا انزلي! ..."

قالها وهو ينزل بينما نوال متعجبه من كل مايجري ..

دخل العروسان والمقربين واخذوا المفاتيح من الاستقبال وصعد الجميع ليوصلوا العرسان لجناحهما بينما زوجها سلم على ابن اخته وبقي مكانه

بعد ان صعد الجميع التفتت اليه تخبره بحيرة..

" لاادري مالداعي لدخولنا الى هنا ؟"

سحب يدها وتقدم من المصعد دون ان يرد عليها

تتبعه ولا تفهم كل مايجري، ليس بيدها شيء تفعله سوى ان تسايره

ضغط على أحد الارقام ليتحرك المصعد بهما

ما إن وقف المصعد وفُتِح الباب حتى سحبها من جديد ودخل الممر الذي بجهة اليمين

لاتفهم ماذا يجري والى أين يقودها !.. يبدوا انه يعلم ماذا يفعل!

وقف امام احد الأبواب، اخرج كارت من جيبه و ادخله في مكانه المخصص..

بهتت مكانها بينما هو مبتسما لنجاحه في مفاجئتها، مد يده يدعوها للدخول وهو ينحني قليلا ...

" تفضلي سيدتي الجميله... "

دخلت ولا تعلم متى حصل كل هذا ؟

وهو الذي لم يفارقها منذ ان دخلا للفندق ..

تبعها وهو يغلق الباب خلفه

سألته بتعجب .. " ماهذا ؟ متى حجزت الغرفه .. ولماذا ؟؟ "

رد عليها وهو يضع جهاز التحكم عن بعد بجانب التلفاز الذي شغله به والموجود فوق المنضده الجانبيه

" ماهذا ؟ جوابها مفاجئة اتمنى ان تعجبك "

" متى حجزت ؟ قبل يومين.. سألت محمد عن الفندق الذي حجز فيه وائل .. واتيت وحجزت لنا غرفه ليومين ..."

لماذا ؟ امممممم "

ضيقت نظراتها وهي تقول له " امممممم هذه تجعل الفأر يلعب بأحشائي.. "

ضحك من كل قلبه وهو يخطف قبلة سريعه من على شفتيها مجيبا بعبث...

"الا يقولون ثلثي الولد من خاله ! يجب ان يعرف الجميع من يكون خال العريس وماهي قدراته .. كي يطمئنوا على ابن الاخت ؟"

رعد .. زجرته مدعية الحزم كي يترك المرواغه

طرقات على الباب كانت السبب بان يبتعد عنها وهو يقول

" الان ستعرفين لماذا "

سحب العربة من النادل وهو يشكره ويقدم له اكراميه مجزيه

ادخلها واغلق الباب خلفه

تقدم بها باتجاه نوال التي تفاجئت بوجود كيكة على شكل قلب مكتوب وسطها كل عام وانت الحب . مع كأسي من عصيرها المفضل مزيج البرتقال والليمون

رفعت عينيها بدهشه اليه وهو يقترب منها ويخرج من جيبه علبه فتحها وقدمها اليها قائلا

" كل سنه وانت حبيتي "

تتنقل بنظراتها بين العلبه التي التي تحتوي على قلادة ذهبيه تجمع اسميهما بالانكليزي ضمن علامة مالانهايه .. وبين عيون رعد المملوءة بنظرات العشق الواضح

قال رعد وهو يخرج القلاده من علبتها ووضع العلبه الفارغه على المنضده ..

عندما اتصلت بقصي قبل كم يوم ونقلت له نيابة عن اكرم عزومته لهم على حفل زفاف وائل .. تكلمت مع فنار وفجأة وهي تتحدث معي وجدتها تقول

" ابي هل تعلم ان زفاف وائل يصادف بنفس يوم ميلاد امي ..

وعندما شعرت انها افشت سرا ترجتني ان لااقول شيئا وانها ستستغل تواجدها عندنا ليقيموا لك حفل مفاجأة منها ... انا قررت ان احرمهم منك واخطفك لي لمدة يومين وليضربوا رأسهم باقرب حائط امامهم "

رفع رعد القلاده بعد ان فتح قفلها وهو يقول " هل تسمح لي سيدتي ان البسها هديتي "

فتحت حجابها واتجهت لتقف امام المرآة وهو يقف خلفها ويضع القلادة على جيدها ثم يقفلها من الخلف

بعدها ازال المشيك من شعرها وجعله ينساب على ظهرها ثم احتضنها ولف ذراعيه حول خصرها وهو ينظر لانعكاس صورتهما

نظرت اليه مطولا وهي تضع يدها على القلاده المعلقه برقبتها .. دون اي رد لدرجة انه توقع ان مفاجأته لم تعجبها لكنها انهت صمتها بان سألته وهي تنظر لعينيه ...

" هل أخبرتك يوما كم احبك ؟... "

لفت نفسها وهي لاتزال بين ذراعيه حاوطت رقبته بذؤاعيها واختطفت قبلة سريعه من شفتيه ..

ولاول مره لم يستلم منها دفة القياده ويكمل مابدأته بل تجمد مكانه ، نظرت الى عينيه لتنتبه لغشاوة الدمع تغطيهما .. بلع عبرة تخنقه بينما يجيبها بحب يبادلها إياه...

"عام ونصف مرعلى ذلك اليوم المشؤوم وانا لم اسمع منك حبيبي...

اشتقت لها كثيرا .. اكثر مما تتخيلي ..."

زفر طويلا وكأن هما انزاح عن قلبه...

"الان فقط استطيع ان ارتاح وأقر بأنك سامحتني ..."

ضمت نفسها اليه وهي تقبل صدره ...

أعدك ياحبيبي انك منذ اليوم ستسمعها كثيرا ولن امل من قولها أبدا...

فقط عدني ان تنسى ماجرى ولا تسمي ذلك اليوم بالمشؤوم...

بل هو خير الايام والله...

صدق من قال وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم "

نظرت لعينيه التي تنطق بالحب قائلة

" احبك رعد "

" ليس بقدر حبي لك ياروح رعد "

احتضنها وبدأ يتمايل بها على انغام الاغنيه التي تتهادى كلماتها وانغامها لاسماعهم ..

والابتسامه تنير وجه نوال السعيده باحضان رفيق عمرها ..

تقول مع نفسها قلتي كل ماريد ان اقوله يانجاة الصغيره



أيظن أني لعبة بيديه؟

أنا لا أفكر في الرجوع إليه

اليوم عاد كأن شيئا لم يكن

و براءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : أنى رفيقة دربه

و بأنني الحب الوحيد لديه
ما عدت اذكر...والحرائق في دمى

كيف التجأت أنا إلي زنديه؟
خبأت راسي عنده ...

وكأنني طفل أعاوده إلي أبويه
سامحته ...وسألت عن أخباره

وبكيت ساعات على كتفيه
ونسيت حقدي كله في لحظة

من قال أني قد حقدت عليه؟
كم قلت أني غير عائدة له ورجعت ...

ما أحلى الرجوع إليه

ما أحلى الرجوع إليه





النهايه


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 08:20 PM   #969

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

الف الف الف مبروووك ختام روايتك الثانية وبانتظار باقية الروايات الموضوعات في ادارج اللاب....

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 08:28 PM   #970

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

هنا وصلت معكم لنهاية رحلتي الثانيه

اتمنى انها كانت عند حسن ضنكم للاخير

وان اكون استطعت ان ارضيكم واقنعكم بنهايتها

انا سبق وقلت لم يكن ببالي ان اكملها وانما كنت نويت ان انهيها بالطلاق

ولكن لو لفينا راسنا حولنا لوجدنا الكثير من الحكايات اصعب واكثر قهرا وظلما من حكاية رعد ونوال ولكن لاتزال العوائل مستمره

لايوجد بيت ليس به مشاكل ولن اقول لايوجد لكن ساقول معظم واكثر البيوت العربيه والشرقيه انا واثقه انه حصل يوما مره ان غلط او جرح زوج زوجته وربما حتى مد يده عليها

ومع ذلك نجدهم اسر نموذجيه يعيشون بسعاده وكأن لم يمر يوما كان فيه خلاف بينهم

هذا حال اكثر النساء الشرقيات متسامحات وترضيهن لمسه حنان بسيطه

انا ضد ان تتهاون المرأة بحقوقها الاساسيه واهم شيء كرامتها

لكن بنفس الوقت انا لااريد ان تكون المرأة ندا للرجل وكما نقول راس براس

وبكل الاحول لاقواعد ثابته

ويبقى الاهم وهو ان القلب له احكامه

اذا وجد الحب بين الزوجين كان التسامح اسهل

ان شاء الله كنت ضيف خفيف

واتمنى ان تسعدوني بتعليقاتك
اسماء كثيره اجدها بالحضور ولا اراها بالتعليقات

حتى الاستطلاع لو حسبت عدد المشاركين اجدهم اكثر من الذي يعلقون

خليكم حونينين مع ام سوسو وبلوا ريقها بتعليقايه صغنطوطه

وبالاخير




دعاء ختم المجلس

سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك

noor elhuda likes this.

um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.