حقا لا أفهم كيف لإمرأة أن تقبل الإهانة و في عقر دارها و على أعين أولادها؟
نوال لا أراها سوى أمرأة كرست نفسها لزوجها و أطفالها فجعلت من نفسها مصدر راحة لهم إمرأة تقبلت الإهانات بتفاني فقط من أجل الحفاظ على بيتها ولكن هل يستحق أن تهدر كرامتها من أجل رجل يمد يده عليها أمام أطفالها؟ وحتى لو لم يكن أمامهم كيف لإمرأة في اتزان نوال و رجاحة عقلها أن تقبل العنف الأسري دون حتى اقل اعتذار و هذا أقل شيء سيقدمه لها بعد الإهانة حتى إن لم يكن سيخفف من حجم الإهانة و لكنه فقط سيوحي أنه شعر بغلطه...
ولكني كذلك أرى من وجهة أخرى أن المرأة هي من تصنع لنفسها مكانة في بيتها و من هنا ستكسب احترام الآخرين و ما أراه أن نوال فعلت تلك المكانة دون ثوابت هي فقط طالما تغدق عليه من الحب و التفهم سيعاملها بمثل ذلك و إن حادت قليلا عن المطلوب ستكون الإهانة من نصيبها و الأدهى أنها لا تجعله يندم على ما فعل بل ترضى دون أقل محاولة لإرضائها إنصافا لما بذلته من جهد في ثبوت هذا المنزل و احتراما لأنوثتها...
كيف لإمرأة في الستين من عمرها أن تطلب الأذن من زوجها للخروج و كأنها فتاة في العشرين محكمة بالقيود لطيشها!!!
بل أكثر ما أغضبني أن كل تلك المرات التي خرجت كانت قد خرجت لأمر طارئ و بعد اتصالات عديدة منهاله فلما لا يتقيد هو بهاتفه ولكن العجوز لم يهتم بكل تلك الأسباب حتى و إن كانت حياةوالدته من بينها كل ما يهمه أن لا تكسر كلمته و لا يصبح خروف...
ما كان عليها أن ترضى بإهانته أمام أهله...
رعد هؤلاء من الرجال الذين لا يستحقون التضحية و الا الحب المتفاني يطالبون المرأة حتى بأنفاسها إرضاء لرجولتهم المشروخة فبالتأكيد هم يعانون من مرض نفسي و حب السيطرة شخصية لما أحببها رغم ما عددت من مزاياه فالقهر هو الشعور الذي شعرته تجاهه...
السبب الذي جعله يزيد من إهانته لأنه كان يعلم أنه يواجه إمرأة عاشقة لا عزيزة نفس مهما ضربها و أهانها لن تتركه بل ستستسلم في النهاية...
و حينما بلغ من التجبر مبلغه و شعر أنها لم يعد يستطيع الصبر على مخالفتها أوامره-متناسي صبرها هي عليه- لم يجد أفضل من الطلاق حتى ينقذ رجولته كما يرى غافلا عن ما أهدرته هي من أجل الحفاظ عليه و صبرها على عصبيته ... مضيعا سنوات العمر فلا يهمه الا نفسه...

ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻀﻠﻮﻥ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﻪ .. ﺗﺴﺎﻣﺢ ﻧﻮﺍﻝ ﺭﻋﺪ ﺍﺫﺍ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﺍﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﻛﻔﻰ ؟

تقول كفى و تتحلى بالكرامة و تنقذ أنوثتها المهدورة

ﻭﻫﻞ ﺗﺆﻳﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺴﺎﻣﺢ ﻭﺗﻐﻔﺮ ﺍﻟﻐﻠﻂ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﻻﻧﻬﺎﻳﻪ ؟

مطلقا فيجب على المرأة أن لا تغفر إلا في أشياء لا تضر من عزة نفسها

ﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻥ ﺗﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﻟﻘﺐ ﻣﻄﻠﻘﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻫﺎ؟

لا... فالطلاق أمر عادي مهما أنكر ذلك بعض المتخلفين

ﻭﻫﻞ ﺗﺆﻳﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺟﺪﻩ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺒﻠﻪ ﻭﻫﻲ ﺷﺎﺑﻪ ﻭﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺻﻐﺎﺭ ﻣﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﻟﻬﺎ

لا فالوضع ليس نفسه و نوال الآن أطفالها جميعا أصبحوا رجالا أي أنها لن تهدم بيتا إن هي رفضت العودة...

تحياتي لك أم سوسو على هذه الرواية الهادفة التي تجعلنا نرى جزء من أسرار البيوت و نختبر أنفسنا و مبادئنا