آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          💕💕 حكايا القلوب..بين الزحام والناس💕💕فعالية جديدة*قصص قصيرة*(الموسم الأول كامل) (الكاتـب : اسفة - )           »          أول شتاء من دونك -سلسلة قصص قصيرة- بأقلام نخبةكاتبات قلوب [حصرياً ]كاملة &الروابط* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          أنفاس أحمد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رواية البوليس السري - سيلينا دولارو (الكاتـب : ahmad2006771 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > المنتدى العام للروايات الرومانسية > منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-19, 09:39 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 104- العطشان- روايات ألحان (كتابة/كاملة)**











104- العطشان- روايات ألحان



الملخص


قال ريمي :
-
ما رأيك في صوت لاهث وهي حبيسة ذراعيه ؟.
-
والأطفال ؟
-
سنحضر معنا الأطفال .
تعمدت دانيال في هذه اللحظة ان تدوس قدمه . عبس وجه ريمي وانحنى امامها .
-
أراك متخشبة يا عزيزتي , لماذا لا تسترخين يا ملاكي . نحن في نيواورليانز بلدة الحياة البهيجة , وفيها الناس لا يكفون عن الرقص ببراعة .
قالت له مهددة :
-
هل تود الاحتفاظ بسلامة قدميك؟
لمعت عينا ريمي في مكر وهو يراقصها ويضع خده على خدها ورد عليها :
-
نعم عندما احتاجهما للمشي , ولكن لو اصبتني إصابة بالغة فساضطر الى قضاء وقتي نائماً في السرير.


الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا

Rehana
على كتابتها






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي





التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 05-07-19 الساعة 12:07 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 09:41 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


المقدمة

يقرر الزوجان تشارلز وسووزانا بوفييه القيام برحلة مدة شهر وهي رحلة عسل ثانية احتفالاً بمرور اثني عشر عاما على الزواج . وهو امر نادر لم يحدث من قبل في عائلة بوفييه ان يستمر الزواج بين افرادها كل هذه المدة , حيث حلت بهذه الأسرة لعنة من عدة قرون عندما خطف شيخ قبيلة بوفييه في اسكتلندا زوجة شيخ قبيلة منافسة مما دعاه إلى عمل سحر ادى إلى عدم دوام الزواج في هذه العائلة اكثر من خمس سنوات .
عهدت الزوجة بأبنائها الخمسة إلى اختها غير الشقيقة التي اقتربت من سنها الأربعين وتعيش حياة الوحدة متجولة في كل انحاء العالم كفنانة تصوير فوتواغرفي.
ومجموعة الأبناء عبارة عن خمسة وبينهم طفلة رضيعة , وهم مجموعة من الشياطين الذين لم تتحملهم اية مربية او جليسة اطفال في كل ولاية لويزيانا بسبب ما يرتكبونه من فظائع .
ولما كانت الخالة دانيال لا خبرة لها بتربية الاطفال فما بالها مع العصبة من السفاحين الصغار.
بعد يومين من عدم النوم وصلت الى حد الانفجار . حاولت الاتصال بجميع وكالات التخديم بالولاية لتحصل على مربية لكن دون جدوى , إلى ان اتصلت بإحدى الوكلات باسمها وهو دانيال هاميلتون التي وافقت على إرسال مربية دون ان تعرف ان الأولاد هم ابناء بوفييه .
تفاجأ الخالة بشاب يحضر للعمل كمربية وهو امر اثار اعتراضها الشديد, ولكن امام الموقف الفظيع الذي تواجهه قبلت ان تستأجره.
بعد مغامرات ومواقف يائسة ومسلية وغريبة تنكشف حقائق مذهلة , ستعرفها ايها القارئ العزيز.
إذا تابعت القراءة حتى النهاية .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 09:42 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شخصيات الرواية

- دانيال هاميلتون : امرأة غير متزوجة اوشكت ان تبلغ سن الأربعين وتعمل مصورة فوتوغرافية.
- ريمي دوسيه : شاب كان يعمل جيولوجيا ونظرا لانتهاء عمله وعدم العثور على عمل آخر اضطر للعمل كمربية للأطفال.
- تشارلز بوفييه:احد اثرياء ولاية لويزيانا من اصل اسكتلندي.
- سوزانا بوفييه :زوجة تشارلز واخت غير شقيقة لدانيال هاميلتون .
- بلتر ماك دويل:كبير الخدم في قصر بوفييه.
- جيرمي وجولي وتانيا واميرواز وكاميل :اولاد بوفييه .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 09:44 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول

-
بصق جيرمي في طبق الحلوى يا خالة دانيال .
كتمت دانيال امتعاضة اشمئزاز خوفا من ان يسجل جيرمي البالغ من العمر تسع سنوات . ذلك عقله الشيطاني . كانت مرهقة للغاية حتى انها لا تستطيع التفكير , فأسندت ظهرها على الجدار في صالة الطعام . قالت لتانيا :
-
ما عليك إلا ان تبصقي في حلواه .
ماذا تعرف عن الاطفال ؟ لا شيء. إنها تعرف عن قبائل كينيا او رهبان التبت أكثر مما تعرفه عن الاطفال . كانت لا تزال فتاة صغيرة لا تعرف شيئا عن الاطفال : لأنها تربت وسط افراد بالغين.
اعلنت تانيا بأعلى صوتها والتي تبلغ من العمر احد عشر عاماً :
-
لقد فعلت ومع ذلك أكلها .
زفرت دانيال في تبرم في حين دق جرس الباب, بذلت جهداً خارقاً حتى تبتعد عن ملجئها وهي تتجنب ان تطأ بقدميها جيشا من الجند يواجه دبابة من البلاستيك . صاحت جولي بوفييه .
-
انتبهي . انت وسط منطقة المعارك.
كانت الشيطانة الصغيرة ذات الاعوام السبعة جاثمة خلف مقعد ذي مساند مستعدة لإطلاق سهم في الهواء . تصورت دانيال انها عادت الى حرب الانفصال , ولكن هذه المرة كان الجنوب هو المنتصر , لأن هذه الحرب كانت بين الفتية والبالغين للحصول على السلطة وتمثل صورة لبوسطون وقد احتلها خماسي من المحاربين القدماء. لقد هزمت العدو بسبب كثرة العدد وكبر السن .
كان احتياطي نشاطهم قد اذهلها بينما نشاطها نفد. كانت تدور في فراغ . والذي زاد الطين بلة ان بتلر الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه ان يساعدها في اول يوم من مهمتها. وكان سعيد الحظ ذلك الذي لم يعد يثيره الوضع وظل في ملجئه باستمرار .
كان بتلر ماك دويل الذي لا يقهر والذي ظل رئيس خدم منزل والدها منذ اربعين سنة وتحمل الحياة مدة خمس سنوات مع زوجات لورانس هاميلتون وفي تعليم ستة اولاد قد ترك الخدمة بضربة قاضية عندما اصطدم بالزلاجات وسقط عاجزاً على الارض.
كانت تحقد عليه لأنه هو الذي اقنعها بأن تحضر إلى نيو اورليانز عندما قال لها :
-
سأحضر معك يا جميلتي , وسأمد لك يد المساعدة , ويمكنك الاعتماد علي.
في الحقيقة كانت تلك هي النقاط التي اخذتها في الاعتبار عندما سقط فوق الارضية اللامعة وسط ضجة بسبب العظام المكسورة .
رن جرس الباب مرة ثانية واخذت دانيال تتضرع .
-
يا إلهي ! ارجو ان تكون هذه هي المربية ! هل يتطلب الأمر ازمة جنونية حتى تقبل حراسة ابناء سوزانا.
كانت سوزانا قد استثقلت الفوضى والتعب لتقفز على ذلك كله منذ لحظة هبوطها من الطائرة التي نقلتها من مكان إقامتها في التبت إلى نيواورليانز .
-
سأقدر لك تماما يا دانيال صنيعك في ان ترعي الاولاد اثناء رحيلي انا وتشارلز في رحلة الإجازات . إنهم في حاجة لأن يخضعوا لسلطة احد افراد الأسرة .
همهمت دانيال في نفسها وهي تتجه نحو باب الدخول:
-
صدقت يا سوزانا . إنهم في حاجة إلى معلم فرقة عسكرية .كانت كتلة من الفراء الاسود على شكل كلب ممزقة في بداية النهار ومنثورة في الدهليز . كان الرأس بين القدمين الأماميتين . ولابد ان تلك الكتلة الحيوانية كانت تتساءل : هل كان من الحكمة ان تنتقل إلى بيت بوفييه ؟! ورغم إنكار الأطفال فإن دانيال شكت ان يكون الحيوان المسكين جزءاً من العائلة . والدليل ان كل فرد يناديه باسم وان سوزانا لم تحدثها عن وجود كلب اصلا.
لم تكن هذه هي المعلومة الوحيدة التي لم تذكرها سوزانا لأختها وسط رغبتها في الإسراع للرحيل إلى جزر الكاريبي مع زوجها.
اما المعلومة الثانية فقد رتبت الأمر بحيث لا يذكر اسم العائلة بوفييه عند طلب مربية لأن معظم مربيات نيواورليانز كن يرتعدن خوفا عند ذكر اسم عائلة بوفييه .
وبعد قضاء يومين مع خمسة ابناء اقتنعت دانيال بأن ماري بوينز بطلة والت ديزني سترفض هي الاخرى تحمل المسؤولية .
تعثرت في الكلب , واضطرت للتوقف لتلتقط انفاسها لقد انتظرت لإجراء عشرين مكالمة حتى استطاعت ان تجد وكالة تخديم تقبل إرسال مربية إليها, ويجب بصفة خاصة ألا تفزع هذه المربية لأنها دون معونتها ستضطر لشراء سلاح ناري للدفاع عن نفسها.
لم تخدعها مرآة الدهليز وهي تقدم لها صورة جميلة عن وجهها فتأوهت دانيال امام رؤية صورتها التي صدمتها بعد ان قضت شهرين في غابات الأمازون . بدا وكأنها قضت عمرها البالغ تسعة وثلاثين عاما مرتين , وشعرها الأشقر كان ينزل على كتفيها متناثراً. بينما دوائر بنفسجية ظهرت حول عينيها نتيجة سهر ليلتين متواصلتين لرعاية الطفلة .
كانت تقاطيعها حادة , وكأنها من صنع مثَال . كانت قد ورثت تقاطيعها الكلاسيكية عن امها انجريد عارضة الأزياء المشهورة على مستوى العالم كله. ولكن فمها وظلال تجاعيد القلق التي ظهرت على وجهها كان من الممكن ان تثير خوف انجريد لو رأتها؟.
كانت اثار العجينة التي تبادلها جيرمي ظاهرة على الـ تيشيرت الذي كانت ترتديه , وبقعتان كبيرتان من الطعام تزينان الشورت الكاكي الخاص بالرحلات الذي كانت ترتديه ايضا, اما صندلها فقد فقد لونه البرتقالي البراق وهي تحاول ان تجعل الطفل يبتلع العصيدة , همست في نفسها :
-
إن هذه المرأة ستهرب عدوا عندما تراني .
اكتشفت كتلة حمراء من صلصلة وسط شعرها . اطلقت زفرة وفتحت الباب الثقيل المصنوع من خشب البلوط , عندما رأت الشخص الواقف على عتبة الباب توقفت عن التنفس. لم يكن يشبه ماري بوينز على الإطلاق.

نهاية الفصل


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 09:46 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثاني

يا له من وجه . رغم ان دانيال كفت عن رسم لوحات الوجوه والتقاط الصور الفوتوغرافية لها كأنها التقطت الكاميرا لتأخذ صورة في خيالها.
عينان سوداوان لامعتان متسعتان وسط وجه قوي جداً, وانف معقوف وفك مربع , كان هذا الوجه مركزا عليها . رفعت ابتسامة الغريب شاربه لأعلى وبدت بعض التجعيدات الخفيفة نتيجة الدهشة حول فمه.
كانت دانيال لا تقاوم ابداً أي فك جميل, احست بدبيب النمل يسري في جسدها , علاوة على ذلك فقد ظهرت غمازة على الخد الأيسر لهذا النمط الرجالي الفاخر, بينما لمعت اسنانه السليمة البيضاء وسط لون بشرته البرونزي. لم يكن ينقصه إلا امرأة تخدمه كعبدة لاكتمال الصورة .
ورغم ان جسده لا يناسب وجهه إلا ان بنيته كانت تصلح لملاكم من الوزن الثقيل, كانت كتفاه مربعتين , ووسطه قوياً والزر الأعلى من قميصه مفتوحاً , وكأنه لم يتمكن من غلق الياقة حول رقبته الضخمة .
قالت دانيال :
-
هيا بنا ننقذ انفسنا سويا.
قال الغريب في دهشة وقد اتسعت عيناه:
-
ارجو المعذرة ؟
قالت بصوت متعب بينما سمعت خلفها صوت ضجة عالية اعادتها إلى الواقع :
-
لا بأس.
هناك خمسة اسباب تمنعها من تحقيق خيالها . خمسة صغار بينهم فتاة . كان اصغر منها على الاقل بعشر سنوات وكان لديها شعور انها أكبر منه بمائة سنة وفي هذه الظروف : كيف يمكنها ان تهرب معه؟ قد يتطلب الأمر منه ان يدفعها على كرسي متحرك. قالت :
-
لا استطيع ان ارحل , لأنني انتظر المربية .
سارعت دانيال بتصحيح معلوماته .
-
الآنسة هاميلتون .. دانيال هاميلتون .
قال بلغة إنجليزية كسول وبلهجة الرجال الجامعيين في ولاية لويزيانا :
-
لقد سعدت بلقائك يا آنسة دانيال هاميلتون .
كان ينطق اسمها وكانه يعرفها معرفة حميمة كان صوته قويا وناعما في آن واحد يشبه الحرير الخام , وعيناه تلمعان مثل العقيق المصقول.
تساءلت دانيال : عما إذا كان قد كون من قبل نظرية عن مدى تأثير الصوت على النساء كوسيلة لاجتذابهن ؟
كانت كل كلمة ومقطع من كلامه تداعب حواسها وتدل على خبرته العميقة , لقد مرت قرون منذ ان أثر رجل عليها بصوته . مدت يدها خلال مربعات الحديد المركب على الباب للأمان دون ان تغادر عيناها وجهه.
اعلن وهو يلف اصابعه حول اصابع دانيال :
-
انا ريمي دوسيه المربية الجديدة التي طلبتها .
نظرت إليه دانيال مذهولة . قالت وهي تضحك في هيستيريا :
-
لابد انني أرى سرابا , هل قلت إنك المربية ؟
-
بالضبط.
-
هذا صحيح؟
قال بصوت منخفض وخفي :
-
طبعا.
هزت دانيال رأسها وكأنها تخرج من حالة لا وعي . ثم استندت بكل ثقلها على الباب بينما تدافعت سلسلة من الأفكار تخترق روحها وبدأت ركبتاها ترتجفان وتخونانها . لو قبل الوظيفة فإنه سيظل في البيت ليل نهار على حساب سوزانا وستراه في كل لحظة, ولكن ذلك لن يكفي , اخذت تضرب جبهتها بكفها.
تساءلت : هل هي دانيال انجمار هاميلتون التي خرجت مع امراء والتي عاشت في الغابات وصحراء نيويورك ؟ هي المشهورة في كل انحاء العالم بسلوكها الفاضل والمحسوب في كل الظروف؟ سألها ريمي وهو يرفع حاجبيه :
-
ألم تطلبي مربية يا عزيزتي ؟
-
بلى , لقد اتصلت كي يرسلوا لي واحدة ولكنك لا تتفق مع المواصفات التي طلبتها يا سيد..
أكمل الاسم ووميض الغضب يظهر في عينيه :
-
دوسيه
إن هذه الوظيفة لا تتفق ايضا مع ما كان يتمناه . إنه خبير جيولوجي ولكن ولاية لويزيانا تقدم فرصا نادرة للعمل بالنسبة للجولوجين منذ ازمة الصناعات البترولية من سنوات . على اثر إقامة المشروع الذي عين فيه منذ سنة ثم وجد نفسه امام خيارين : إما ان يزاول خبراته في نيوهيربريد او يغير مهنته . وبعد ان حاول تجربة الحل الاول وفشل هاهو يجرب الحل الثاني.
قال بلهجة هجومية :
-
ماذا هناك يا عزيزتي ؟ أتظنين ان الرجل لا يستطيع ان يؤدي دور المربية بمهارة؟
-
اوه ... لا .. إنني ...
وضع يديه في وسطه في عزم وقال بإصرار :
-
انت تظنين ان الرجل لا يصل لمهنة المربية بسبب انه رجل ؟
-
إيه .. في الحقيقة إنني لم افكر كثيراً في هذا الموضوع .
قال وهو يمرر اصبعه من خلال فتحات الباب:
-
أليس هذا رأيك ؟ لأنني لا اتمتع بالتقاطيع الأنثوية ؟
نظرت دانيال إلى جسمه القوي الفارع وعضلاته التي برزت تحت قميصه :
-
صدقني يا سيد دوسيه إنني سعيدة لأنك لا تتمتع بالتقاطيع الأنثوية .
-
لا يوجد قانون يمنع الرجل من ان يعمل مربية, الرجل يستطيع ان يؤدي هذا العمل تماما مثل المرأة.
قالت بعد ان قررت ألا تدخل في جدل حول الموضوع :
-
لا اشك في هذا.
في الحقيقة كانت فكرة ان يقدم هذا النمط الذي يتمتع برجولة طاغية لكسب لقمة عيشه عن طريق رعاية الاطفال , إنما هي فكرة وجدت ترحيبا في قلبها .
قال ريمي وهو يبتسم ابتسامة لا تقاوم وقد اختفى غضبه بسرعة كسحب الصيف:
-
إذن هل ستدعينني ادخل؟ نعم أم لا ؟ إن الحرارة زادت هنا.
قالت دانيال في نفسها : إنها تحس بالحرارة أكثر منه ولكنها احتفظت بهذه الفكرة لنفسها لأنه كان من الواضح ان ريمي دوسيه لم يكن في حاجة إلى تشجيع حتى يغازلها .
بعد ان فتحت باب الأمان ابتعدت كي تسمح له بالدخول وهي تتساءل : إلى أي حجرة يمكنها ان تصحبه لتناقشه ؟ ولكن المتمردين من آل بوفييه لم يتركوا ركنا في البيت الفسيح الذي يحتاج إلى طاقة نووية لهدمه إلا وتواجدوا به. ظلت إذن في الحجرة السوداء , ولكن نظرا لجاذبية هذا الرجل المغناطسية وجدت ان الفكرة ليست سليمة .
تجول ريمي بنظراته في الردهة الفاخرة حيث كانت مكسوة بأوراق الحائط بلون العاج الحريري ونجفة من الكريستال وسلما حلزونيا يصلح لقصر. ورغم ان السيدة الواقفة امامه توشك ان تموت من التعب إلا انها كانت واقفة بشعرها الأشقر الكثيف العالي فوق رأسها وقد ارتدت في قدميها صندلا ذا لون برتقالي لامع , قالت له :
-
هيا بنا إلى الصالون في الدور الارضي , حيث لا يوجد طعام على الجدران.
صحب ريمي ربة العمل المتوقعة وهو يلقي عليها نظرة إعجاب وتقدير . كانت أقل منه حجماً حيث كان طولها مائة وثمانين سنتيمترا وبنيتها ملائكية حلوة كجسم عارضة الأزياء .
كانت ممشوقة القوام وإن كانت نحيفة . لقد كانت جميلة حقا خاصة تقاسيم جسدها وساقيها اللتين يمكن ان تطاردا احلامالرجال .
دخلا سويا في الدهليز المقبب والذي يقود إلى الصالون عندما انطلق صوت موسيقى الروك راعدا.
خرج جيرمي من داخل دولاب وظهر بالضبط امام دانيال , وقد غطى وجهه بجورب حريمي نايلون . صرخت دانيال وألقت بنفسها على الجدار وهي تصطدم في طريقها بفازة من الصين مليئة بالورود الطازجة فتقلبها من فوق مائدة ثلاثية الأرجل طراز لويس الخامس عشر . ظهرت جولي وهي تجري في الصالون ثم ألقت بنفسها على ساقي ريمي المذهول حيث اتخذته ساترا تطلق منه شلالا من عصير فواكه ارجواني اللون على شقيقها من مسدس ماء.
اختفى المتامران وراء باب المدخل قبل ان يتاح الوقت لدانيال لنطق اسميهما. جُنت وقالت في نفسها إن ريمي دوسيه دون شك سوف يرد لها مريلة العمل قبل ان يلبسها . كان يبدو عليه الذهول وإن ظل مسيطراً على نفسه.
اصابها الخوف. إما ان الرجل شجاع جدا, او لا عقل لديه ليدخل لدى آل بوفييه ويستسلم لقدره ليواجه هذا القطيع المشاكس صرخت:
-
تانيا اخفضي الاستريو وإلا فلن تعيشي حتى تفهمي معنى الاغنية اريدك يا حبيبي.
رفعت تانيا عينيها إلى السماء قبل ان تنفذ الامر ثم حدجت خالتها بنظرة مفهومة والقت بشعرها الاحمر خلف ظهرها وردت :
-
إنني افهم المعنى من زمان .
ابتسمت ابتسامة مورابة عن ريمي وألقت إحدى حكم اختها :
-
هؤلاء الأطفال نضجوا حقا قبل الأوان !
سألت تانيا وهي تتأمل ريمي في وقاحة :
-
ولكن من هذا الميكانيكي ؟
رد الرجل الذي وجد صعوبة في ان يظل جاداً:
-
لقد حدث إنني مربيتكم الجديدة.
صاحت الفتاة الصغيرة :
-
إنه حقا زمن العجائب وسنرى اكثر من ذلك!
غطى على هذه الكلمات عواء طفل آت من الدور العلوي , احست دانيال ان الدموع تنزل من عينيها لقد كانت منهكة ومقهورة علاوة على ان الاطفال يرعبونها , ولكن لماذا اذن قبلت ان تؤدي خدمة لسوزانا؟
عضت على شفتها ومرت من امام ريمي خافضة رأسها وهي تخفي وجهها خلف ستارة من شعرها الكثيف ثم وضعت يدها على الدرابزين الذي كان مليئا بآثار الأيدي الملوثة وصعدت الدرجات كل اثنتين مرة واحدة يتبعها ريمي , سألها :
-
كم إجمالي عددهم ؟
-
خمسة .
تجهم ريمي , يبدو انه غير مسلح لمواجهة خمسة اطفال ولكن في هذه الضاحية الأرستقراطية لا يهم إن كانت الأم طيبة أم لا. يكفيها ان تستطيع الاتصال هاتفياً كي تعين شخصا يقوم بتربية اولادها بدلا عنها.
حاول ان يخفي عواطفه لأنه كان يظن دائماً انه لا يجب إنجاب اطفال إلا عندما يعرف الوالدان كيف يحبانهم ويعتنيان بهم . سألها :
-
إن الأمر ليس سهلا كي تربي خمسة ابناء بمفردك ؟
-
كيف بمفردي ؟
-
هل انت مطلقة ؟
-
أنا؟ إنني لم اتزوج ابدا.
اطلق ريمي صفيراً من بين شفتيه .
-
حسناً يا عزيزتي .. يا لها من مغامرة !
دارت دانيال حول نفسها فوق عتبة حجرة الرضاعة , بدت عيناها كقمرين فضيين , صاحت :
-
لا تقل , إنهم اولادي , لا شك أنك تمزح؟
رغم إحراجه فإن ريمي احس بالارتياح.
-
هؤلاء ليسوا اطفالك ؟
-
يا إلهي ! هؤلاء الصغار الاعزاء هم ابناء اختي سوزانا بوفييه . إنها غائبة في عطلة مع زوجها تشارلز وإن كان لدي إحساس انها هجرت البيت , هل تعرف اغنياء يذهبون إلى الكاريبي في عز الصيف ؟اكتفى ريمي بهز كتفيه . إنه لا يعرف كثيراً عن الاغنياء.
توجهت دانيال وهي ممتعضة نحو المهد الذي تلمع فيه الصغيرة كاميل وهي تخنق نفسها بذراعها . قالت له :
-
لو حدث وعادت فسوف اقسم بالله بأن اقيم عليها دعوى !
استمرت كاميل في الصراخ والنشيج , تساءلت : ماذا يمكن ان يكون قد اصابها؟
انحدرت دمعتان على خدي دانيال التي كانت بلا حول ولا قوة, وقالت لنفسها : إنها لا تصلح لأن تكون امرأة.
رفع ريمي الطفلة واخذ يهمس في أذنها كلاما غير مفهوم . كانت تلك الكتلة السمينة التي تزن ثمانية كليو جرامات , ذات العينين الزرقاوين الواسعتين المستديرتين وزغب احمر يعلو رأسها , هي في الحقيقة شيء محبوب . اخذ فيلا من القماش من ركن المهد واعطاه لكاميل فأخذت في الحال تمضغ خرطومه وسرعان ما تحولت صرخات الطفلة إلى مناغاة تقطعها شهقات . دهشت دانيال وكأنها شاهدت لعبة من ساحر!
-
كيف استطعت ان تفعل ذلك؟
لم يعلق ريمي كيف لا تستطيع امرأة ان تعتني بطفلة رضيعة على وشك ان تظهر اسنانها؟ نسي انها ستكون ربة العمل فاستسلم لاندهاشه لقد تعود على إعطاء الأوامر لا تلقيها.
قال :
-
كيف لا تستطيعين ان تعطيها شيئاً تمضغه كي تتخلص من آلام بزوغ اسنانها ؟ إنك حقا جليسة اطفال ساذجة!
ردت عليه دانيال بينما الدموع تصعد مآقيها في شعور من الضجر والتوتر:
-
ولكني لست جليسة اطفال! كل ما هناك انه فرض علي ان امارس سلطتي عليهم كأحد افراد الأسرة , ولست خبيرة ان اعرف ان الاطفال يأتون إلى الدنيا ومعهم اسنانهم ولهذا استأجرتك.
ادارت له ظهرها واخذت تبكي تماما كما كان يتخيل النساء الراقيات ومن يبكين بصوت مكبوت وتهتز اكتافهن اهتزازت خفيفة .
كان ريمي مشوشا. إن إسكات رضيعة ليس بمشكلة ولكت إسكات امرأة ؟! إنه لا يستطيع حتى ان يحضر لها فيلا من القماش ليضعه في فمها لتسكت.
أراح كاميل في مهدها واقترب من دانيال غير واثق بما سيفعله . إن المربيات لسن معتادات على اخذ سيداتهن بين اذرعهن للتسرية عنهن ومع ذلك كان الإغراء شديدا . قال متضرعاً بصوت منخفض وهو يديرها من كتفيها برقة:
-
لا تبكي يا عزيزتي , لم يكن من الواجب ان احدثك بهذه اللهجة .
وضعت رأسها على كتفه وتصلبت وهي تصارع دموعها بينما هو يدلك شعرها المتمرد . قالت متلعثمة :
-
أنا .. أنا فعلت ما في وسعي .. إنها .. إنها ليست غلطتي .. إذا كنت لا اعرف شيئا ..
اخذ ريمي يواسيها:
-
اعرف طبعا .
-
أنا .. متعبة ومتوترة .
-
صه!
-
و .. وتوجد بقايا طعام في شعري.
كانت المعلومة الأخيرة بمثابة محبس انفتح . كانت دانيال التي لم تبك امام اي شخص اصلا , قد وجدت نفسها تنطلق في البكاء . إنها لم تنم دقيقة من يومين والراحة التي تقدمها كتف قوية وإن كانت لدقائق إلا انها لا بأس بها ولن ترفضها.
فتحت عينا ريمي عندما رآها تتخلى عن كبريائها واعتزازها بنفسها فهمس :
-
هيا .. هيا انا هنا وابكي كما يحلو لك.
يا لهذا الشيء الصغير المسكين ! لماذا قبلت هذه المهمة وهي تقريبا لا تعرف أي شيء على ما يبدو عن الأطفال ورعايتهم إن الشياطين الصغار يحسون بذلك ويستغلونه بطريقة مخجلة . يا للمسكينة دانيال!
عندما نطق اسمها بصوت خفيض وحلو وجذاب اعجبها ذلك واعجبه كذلك. إنه من الاسماء التي يجب ان ينطقها وهو يعبر عن الحب . ويجب ايضا ان تستند عليه. قالت وهي تتلعثم :
-
إنهم لا يطيعونني ابداً .
قال وهو يربت على شعرها :
-
اعرف.
-
ليس هذا لأنني لا احب الاطفال , لقد كنت طفلة انا ايضاً.
-
نعم .. نعم .
ولكنها لم تعد طفلة, إنها امرأة والاكثر من ذلك انها جذابة وفاتنة بدرجة لعينة.
-
كل شيء سيسير سيرا حسنا يا عزيزتي , وسترين ذلك ما دمت الآن هنا.
تنبهت كل حواس ريمي الدفاعية عندما اكتشف انها تحتاج اليه , كرر كلامه وهو يرفع ذقنها باصبعه:
-
كل شيء سيكون على مايرام .
تطلعت إليه دانيال وكأنه آخر رجل حي على وجه الارض, وان القدر كلفه بأن يحافظ على الجنس البشري . رغم البقع والأكل على شعرها وملابسها فإنها فاتنة وجميلة حقا.
مسح ريمي دمعة من على خد دانيال بأصبعه ثم مسح اخرى من فوق خدها الآخر. احست دانيال انها تتفتت ونسيت الشياطين الصغار وعدم كفاءتها التامة وسبحت وسط سحابة ذهبية ورأت النجوم تلمع واحست بكرة حارة تتكون في معدتها . ولكنه رفع رأسه وابتعد عنها قاطعا تلك اللحظات الرائعة والحالمة.
صرخت دانيال فرفعت يدها إلى فمها وقالت :
-
انت صغير جدا على تقبل العواطف من امرأة .
-
وأنا ايضا تركت لبس الشورت من وقت طويل .
-
آه .. نعم .. أراهن انك لا تعرف فرقة البلاترز الموسيقية ؟
اعترف :
-
لا .. أتعرفين إخوان بلفا .
-
لا .
-
حسنا , لقد تساوينا .
سألته في تحد:
-
هل أنت متأكد ؟ كم سنك؟
-
إحدى وثلاثون سنة , وأنت ؟
- لدي .. هذا ليس من شأنك !
-
خمس وثلاثون .. ست وثلاثون ؟
لم تستطع ان تعرف إن كان عليها ان تحس بالسرور ام الضيق ورأت من الأفضل تغيير الموضوع .
-
آسفة لأنني اضعت وقتك يا سيد دوسيه ولكن بأمانة لا اظن ان المربيات يعاملن النساء بهذه الطريقة.
-
إذا كنت تحبين ان تريني كيف يفعلن ذلك فإنني مستعد .. هيا .
كان يبتسم ابتسامة ابتسامة ساحرة ومهلكة . انسحبت دانيال إلى ماوراء كرسي هزاز بينما خطا هو للأمام .
-
اقدر حماسك يا سيد دوسيه ولكن ...
صحح لها :
-
ريمي من فضلك.
اقترب ريمي ونظرة شيطانية في عينيه السوداوين منها , واعتقدت هي ان قلبها سيتوقف او يخرج من صدرها . اقترب من صدرها . اقترب منها حتى إنها استطاعت ان ترى اثار نمو لحيته . كيف يمكنها ان تستأجر مربية تستطيع ان تعاملها كامرأة وكأنه رئيس عصابة , ثم إن عليه ان يحلق ذقنه مرتين في اليوم ؟ ولكنه موجود امامها بالفعل, ضخم , برونزي البشرة وشعره ذو خصلات مجنونة وسوداء تنسل على جبهته . وعينه أكثر عين كسول رأتها في حياتها .
ذكرها هذا الموقف الغريب بالعديد من نساء عائلة هاميلتون . لقد كن يعشن حياة عشق فاسدة وانها قررت منذ زمن ان تبتعد عن الرجال منذ فشل آخر علاقة لها . ثم إن هذا الرجل جاء من اجل وظيفة خادم وليس من عادتها ان تغازل موظفي البيت.
ومع ذلك في الوقت الحالي هو الذي يغازلها , سرت الرعدة في جسدها . قالت متلعثمة:
-
قل لي ! هل هذه عادتك كي تحصل على الوظيفة ؟
ارتفع طرف شاربه لأعلى وظهرت الغمازة في خده الأيسر ورد عليها بصوت ممطوط :
-
يجب ان تري كيف اعمل لأحصل على علاوة !
احست دانيال بأن معدتها تسقط في قدميها . تعجب ريمي لماذا لم تستدعي رجال الشرطة خاصة وانه يتصرف تصرفات الحانات. ولكن هذه التصرفات كانت رغما عنه. قرر ان السبب هو الكيمياء وتفاعلاتها بين الرجل والمرأة , وهو يعرف ذلك باعتباره من رجال العلم ويعرف القوى التي لا تقاوم في الطبيعة وهي الغرائز ويعرف علم الاحياء من إنسان وحيوان وطيور ويعرف غرائز تلك السيدات الحسناوات الراقيات ذوات العيون الواسعة اللامعة .
سألها :
-
كم عدد من تقدمن إلى الوظيفة؟
-
اوه , بعضهن.
-
واحدة .. اثنتان؟
-
اوه , ممكن .
-
أترين يا عزيزتي ان عليك الاحتفاظ بي لأنه لا يوجد تحت يدك سواي .
اثناء عودتهما إلى المهد لإلقاء نظرة على الطفلة تذكرت دانيال فعلا انه لم يبق امامها وكالة تخديم لم تتصل بها , لم يبق امامها سوى اللجوء إلى خدمات ساحر هندي او مدرب تماسيح .
اختفت كل آثار التوتر العاطفي باعجوبة وتساءلت : هل كانت تحلم؟! إنها وقد اقتربت من سنها الأربعين فمن الطبيعي ان تحلم وتتخيل الرجال الأقوياء .

سألها ريمي وهو يحمل الصغيرة كامبل تحت ذراعه وكأنها كرة البيسبول:
-
منذ متى رحل والدهم ؟
ردت دانيال وهي ساهمة :
-
منذ ثلاثة اسابيع, هل أنت واثق بأن هذه هي الطريقة الصحيحة لحمل الطفلة الرضيعة؟.
-
واثق ومتأكد. هذا اول درس علموه لنا في مدرسة إعداد المربيات . كان يكذب دون ان يبدو عليه ذلك.
-
آه , حسنا.
اخذت كامبل تقهقه من السعادة وكأنها تظهر رضاها . مدت ذراعيها الصغيرتين على طريقة السوبرمان الترانزستور وارسلت قطرات من ريقها في كل مكان .
-
إنهما يريدان القيام برحلة شهر عسل ثاني للاحتفال بحدث يعتبر الأول من نوعه خلال سبعة اجيال من عائلة هاميلتون , لقد استمر زواج سوزانا اكثر من خمس سنوات . هل فهمت؟ نحن ملعونات.
-
ملعونات ؟ كما يحدث في السحر الاسود ؟
-
لا .. لا .. وإنما كما يحدث في لعنة الاسكتلنديين وهذا يرجع إلى عام 1516 , التاريخ الذي لعن فيه شيخ قبيلة منافسة رامزي هاميلتون الذي سرق منه زوجته , ومن تاريخها كان آل هاميلتون يفسدون زيجاتهم , ولذلك فإن زواجا يدوم اثني عشر عاما بين سوزانا وتشارلز يعتبر مفخرة ومعجزة . أليس كذلك ؟ ومادام الأمر كذلك فإنني اعتبر شهر عسل يستمر ثلاثة اسابيع مدة طويلة , ويمكنني اخيرا ان اقول :
-
كم من طرق مختلفة يمكن إيجادها ...
اخذت تتلعثم فتدخل ريمي بصوته العذب:
-
وبعد يا دانيال ! لا تقولي إن شهر عسل مدة ثلاثة اسابيع لا يعجبك؟
قالت متهكمة :
-
لا , ولكن اين تريد ان تقضيه ؟
خفض ريمي من صوته درجة ليصبح كالحرير:
-
سأصحبك إلى السماء يا ملاكي.
استطاعت دانيال اخيرا ان ترد :
-
إنهم لن يسمحوا لك ابد بالدخول.
-
ربما, ولكنها الرحلة التي تستحق العناء , أليس كذلك؟
إن هذا الرجل لا علاج له , إن مستقبله في يديها والرضيعة في يديه ومع ذلك يستمر في مغازلتها دون خجل , ولكنه يعجبها كثيراً ولا تستطيع ان تشعر معه بالضيق على الاطلاق , قال وهو يناولها كاميل :
-
خذيها.
اصابها رعب مجنون فأمسكت دانيال بالرضيعة وكأنها حقيبة بقالة مليئة بالمشتريات , قال لها :
-
انتبهي , إنها مبللة .
ولكنه تأخر في إنذاره , امسكت دانيال الطفلة على طول ذراعيها والقت نظرة قلقة على البقعة العريضة الرطبة التي زينت صدر قميصها .
اخذت تغمغم في غيظ :
-
انتظري كما يحلو لك يا سوزانا ولكني سأنتقم منك عند عودتك مهما طال غيابك !
قال ريمي بعد ان استعاد الطفلة ووضعها على مائدة تغيير الحفاظات .
- لدي شعور ان هذا العمل لا يعجبك على الإطلاق.
-
إنني احب الاطفال كثيراً ما داموا لا يتقيئون عليّ وليس لهم شعر كالزغب , اطفال سوزانا هؤلاء يخرجون عن الطائفة التي احبها .
قال ريمي وهو يغير الحفاض للطفلة :
-
إنهم بالتأكيد ليسوا بالشناعة التي تصفينها .
-
هل شاهدت فيلم اللعنة ؟ حسنا , قد أكون مبالغة ولا اعرف شيئا كثيرا عن الاطفال , فقد انفصل والداي وانا في سن الثانية وتربيت فوق ارصفة العالم. ولن تجد من يماثلني في قدرتي على تهدئة عارضة ازياء مخبولة او مصور في ازمة نفسية , ولكن الاطفال...
اختفى صوتها ولاحظ ريمي ان عينيها الرماديتين غشيهما حزن . اخذت اصابعها تشد في عصبية اطراف غطاء من الحرير موضوع فوق مقعد هزاز. لابد ان حكايتها اكثر تعقيدا عما صرحت به. قال ريمي في دهشة لأنه عاش محاطا بأبناء وبنات إخوته واقاربه:
-
إذن هذه هي المرة الاولى التي ترعين فيها اولاد اختك؟
ردت دانيال معترفة وهي تشعر بوخز الضمير :
-
نعم , إنني اقوم برحلات باستمرار من اجل عملي وقد عدت لتوي من رحلة عمل في التبت.
أراح ريمي كامبل في مهدها وناولها الفيل:
-
في التبت ؟ هل لك اسرة هناك؟
-
لا بالتأكيد !
اعتقدت انه لاحظ لمحة من عدم الرضا في عيني الشابة السوداوين ووجها الحديث إلى الوجهة التي لا تستطيع ان تنحرف عنها , سألته :
-
منذ متى وانت تعمل مربية ؟
-
اوه , ليس من مدة طويلة .
اخذ ريمي وقتا طويلا عن المألوف لغسل يديه.
قالت :
-
اعتقد ان علي ان اطلب منك سيرتك الذاتية وخطابات التوصية .
-
اخشى انني نسيت إحضار سيرتي الذاتية ولكن صدقيني إن لدي العديد من الخبرات, وقد احضرت معي اوراقا من وكالة التخديم.
جفف يديه بمنشفة صغيرة وردية, ثم اخرج استمارة من ورقتين من جيب بنطلونه الخلفي وناولها لها. قالت بصوت حاد مخنوق مصحوب بابتسامة ضيق:
-
لن نحتاج إليها.
كانت تحاول جاهدة ان تسترد تفكيرها السليم , لم يكن من اللائق ان تستأجر مربية تؤثر عليها هذا التأثير الرهيب , قالت :
-
لا ينطبق عليك حقا الشروط التي احتاجها.
قال لها مؤكدا بصوت ممطوط:
-
بل تنطبق, وهذه هي المشكلة , ربما تنطبق علي الشروط أكثر من اللازم .
بدا العرق ينضح من باطن كفي دانيال :
-
لست ادري إلى ماذا تلمح ؟
تراجع للخلف قليلا بهدف ان يخفف من التوتر الذي ساد بينهما. إنه في حاجة إلى هذا العمل والنقود التي سيحصل عليها منه , علاوة على ذلك هناك هذه السيدة الراقية ذات العينين الفضيتين والشعر الذي يلمع كالقمر في الشتاء . ثم اكثر من ذلك فإن هذه الوظيفة هي المجال المغناطيسي الذي يدور حول دانيال هاميلتون ويرغب في ان يستكشفه وعندما يستقر فلا مانع بعد ذلك من ان يعتني بخمسة اطفال صغار. ولكن يجب اولا ان يحصل على الوظيفة وهو محتاج إليها حاليا بشدة . لا يهم المصير الذي تحاول دانيال ان تلقيه فيه بسبب الانجذاب الذي تحسه نحوه.
اطلق زفرة طويلة ومرر يده على شعره ثم اتخذ مظهراً رزينا وقال مؤكداً:
-
اسمعيني ! انت في حاجة إلى مربية وأنا في حاجة إلى عمل واعرف كيف اتصرف مع الاطفال واعدك بأن احسن سلوكي.
-
اجد صعوبة في تصديقك باعتبار ما رأيته منك.
-
لم اكذب عليك عندما ادعيت انك تجذبينني ولكني اكرر عليك انني احتاج الوظيفة وانت تحتاجين مربية , من سيتصل بك؟
-
إنه رامبو الذي عليه الدور.
برزت كرنبة ترتدي بيجامة مكرمشة ووضعت على وجهها قناع وجه رونالدريجان يعلوه شعر برتقالي , وظهرت على عتبة حجرة الرضاعة. وتحت ذراعها كلب اسود في ابيض من الفراء وقالت :
-
الخالة دانيال ؟
-
ماذا يا اميرواز هناك؟
-
إن جيرمي يقوم بتعليق جولي من قدميها على نافذة حجرة المخزن.

نهاية الفصل



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 11:01 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

وقف ريمي امام باب وكالة سافوي كي يسترد سيطرته على نفسه. كانت الوكالة تقع في مبنى ضيق من الطوب الاحمر انشيئ في الايام الاخيرة من الاحتلال الفرنسي لنيو اورليانز , كانت ابوابه مطلية باللاكيه الاسود, وشرفاته من الحديد المشغول الرقيق في الطابقين الثاني والثالث . وكانت الشرفة التي تشبه جميع الشرفات على طول الشارع توحي بأن المكان عبارة عن فندق من نوع معين. واللافتة النحاسية اللامعة هي الدليل الوحيد على ان بالمبنى مؤسسة ناجحة.
ضبط ريمي رباط عنقه وحاول ان يرتب خصلات شعره المتمردة. إن اطفال بوفييه حقا شياطين ووحوش . ولكنه لن يعترف بذلك امام اخواته.
رسم ابتسامة على شفتيه ودخل البيت في خطوات واثقة وكأنه عائد لتوه من نزهة عادية
كان داخل المبنى رقيقا مثل الشرفة , وكانت على نافذة حجرة الاستقبال العالية ستائر من القطيفة ذات اللون البني الفاتح ونفس القماش كان يكسو أرائك مريحة مرصوصة حول مائدة منخفضة مغطاة بالمجلات لاستقبال الزبائن.
وهذه الاناقة الواضحة لم يكن يعيبها سوى مجموعة اللعب متعددة الألوان وبعض المقاعد الصغيرة المصنوعة من البلاستيك والمخصصة لأطفال الزبائن وتشغل ركنا من الغرفة.
كانت اريك اخت ريمي الصغرى جالسة خلف مكتب الاستقبال وسماعة الهاتف معلقة بين أذنها وكتفها . كانت تسمع الرسائل وفي نفس الوقت تقلب في مجلدات ضخمة قانونية مبعثرة امامها وتسجل ملحوظات في كراسة امامها . رفعت عينيها واستقبلت ريمي بابتسامة الذي فتح ذراعيه ليستقبلها.
وعندما وصعت اريك السماعة جلس ريمي على ركن المكتب ومد لها يده وراحتها نحو السقف.
-
هيا ضعي الرهان يا اختي الصغيرة .
-
لماذا؟
-
لماذا ؟ لأنك مدينة لي بعشرين دولارا.
-
إنني اجهل عن أي شيء تتحدث ؟ ثم إن جيزيل ليست مسرورة على الإطلاق, هل جننت حتى تظل في المكتب إلى الساعة الرابعة .
-
اوه , ولكني لم استطع ان أكون هنا, وفي نفس الوقت اثبت لك انني مربية ممتازة.
اخرج العقد المكرمش من جيبه وناوله لـ اريك :
-
انا الآن رسميا المربية لأطفال بوفييه وهذا هو العقد محررا وموقعا بالتاريخ.
فردت اريك الورق وهي ممعتضة:
-
ولكن تلك البقع اسفل العقد مثيرة للاشمئزاز .
همهم ريمي :
-
إنها لا شيء .. بعض الدماء لا اكثر.
-
دماء؟ اعتني انها دماءك , انت مربية ؟ كم سنرى من عجائب ؟
انفتح الباب فجأة وراء ظهره ودخلت جيزيل الاخت التوءم لريمي كالإعصار البشري ورغم اناقة ثوبها الذي ترتديه بدت كأنها قطة متحفزة للقتال , تراجع ريمي و اريك للخلف بحركة غريزية بينما اطلقت جيزيل دفعة السباب متعدد الألوان في لهجة موسيقية شعبية باللغة الاسكتلندية , ثم عادت للحديث بالانجليزية .
-
ماذا حدث لكما انتما الاثنان ؟ هل تحاولان تحطيم سمعتنا ؟ انت تغطين على ريمي بينما يتسكع هو في المدينة متنكرا في صورة مربية. ماذا يعرف عن الأطفال ؟ إنني اسألك؟
لم تهدأ على الاطلاق امام النظرة الجريح لأخيها وصاحت وهي توجه اصبعا مطليا باللون الاحمر اللامع نحو ريمي :
-
وانت , هل فقدت عقلك ؟ إنك فقط لم تكن مربية وإنما أنت في حاجة إلى مربية تربيك.
قال دون ان يهتز :
-
لقد حصلت على الوظيفة .
قالت جيزيل تواصل الحديث دون ان تعيره أي انتباه :
-
لقد مثلت دور احدى مربياتي بينما هن افضل مربيات في كل نيو اورليانز واحسنهن تعليما , ماذا قلت؟
بدت ابتسامة الرضا التام تضيئ صفحة وجه ريمي واستعاد العقد المكرمش من اريك ثم اخذ يلوح به امام عيني جيزيل التي اخذته باطراف اصابعها وهي مشمئزة وقالت معلقة :
-
هل سقطت اسفل سيارة ؟

- هذه هي الحادثة الوحيدة التي لم اتعرض لها من بين مئات الحوادث.
لقد اضطر ريمي للتسلق إلى سقف المخزن كي ينزع جولي من بين يدي جيرمي ثم إن اميرواز حاولت إطعام العقد لتلك الكتلة المفترض انها كلب وقد سارعت بدفنه في الحديقة . واضطر ريمي لاستعادته بعد ان حفر اسفل شجرة شائكة مما ادى إلى نزف دمه الغالي على العقد .
همهم ريمي :
-
على اية حال فإن الصفحة الاخيرة هي المهمة.
قالت جيزيل:
-
ليست هذه هي المشكلة , ولكنك لم تتلق تدريبا وليست لديك خبرة .
صاح ريمي :
-
كيف تجرئين على هذا القول. إنني اتولى العناية بالأطفال دون انقطاع ويكفي اطفال أليس و إميلي إن لدي خبرة واسعة وعريقة .
-
اوافق ولكن ..
اتسعت عينا جيزيل عندما قرأت سطور العقد.
-
خبرني انني لست احلم , إنه يخص آل بوفييه !
تدخلت اريك:
-
لقد قدمت السيدة نفسها في الهاتف تحت اسم هاميلتون .
-
اراهنك انك لو رجعت إلى كل وكالات التخديم لن تجدي مربية دموية واحدة تستطيع العمل لدى بوفييه . لقد بدأت القائمة إذن تحت اسم هاميلتون .
حاول ريمي ان يشرح وهو على استعداد للدفاع عن دانيال :
-
لم يكن هذا مكرا منهم , على اية حال من سترسلينها بدلا مني ؟
-
لا احد , ولن ارسل حتى الشيطان شخصيا .
قالت اريك في سخرية :
-
في هذه الحالة فإن ريمي هو الخيار الوحيد الممكن.
قرص ريمي اخته في خدها بينما سألت جيزيل وكأن اخاها سيشترك في مهمة انتحارية .
هز كتفيه بلا اكتراث بينما صورة دانيال تطوف امام مخيلته ونظرة الذهول الشوب بالوقاحة في عينيها عندما اكتشفت مدى انجذاب كل منهما نحو الآخر ونظرة الحزن على وجهها عندما اعترفت انها تجهل كل شيء عن تربية الأطفال . وإذا كان سيقبل هذه الوظيفة فالمؤكد ان ذلك سيكون لأنه يريد ان يكون بالقرب من دانيال هامليتون طبعا هذا هو السبب .
-
انا اعرف تربية الأطفال ثم أنا في حاجة للنقود.
فكرت جيزيل في ان الوظيفة المعروضة على توءمها لا تناسب مستوى اخلاقه ولا كرامته بالإضافة إلي ما يعانيه من البطالة .
قالت بعد ان عضت شفتها :
-
ولو فرضنا ان السيدة لن تجد شخصا آخر وانك تعرف حقا التعامل مع الأطفال فإنني موافقة والوظيفة لك.
اكتفى ريمي بشكر توءمه بابتسامة وإن كان في الحقيقة يريد ان يطير فرحا ويأخذها بين ذراعيه .
سألته :
-
ومن تكون دانيال هاميلتون هذه؟ ولماذا لم توقع السيدة بوفييه بنفسها ؟
-
لأنها في رحلة شهر عسل ثاني , ودانيال اخت غير شقيقة .
لمعت ومضة مكر في عيني اريك السوداوين وهي توجه القلم الرصاص نحو اخيها:
- دانيال ؟ صفها لي , هل هي جميلة ؟
غمز لها ريمي بعينه , ولكنه لم يمنع الاحمرار من ان يصعد إلى خديه وكأنه مراهق ضبط وهو يحلم سرا بمعشوقته.
عقدت جيزيل ذراعيها على صدرها واخذت تطرق الموكيت بكعب حذائها الوردي ونظرت إلى اخيها التوءم نظرة ثاقبة . ثم قالت :
-
ها نحن وصلنا إلى لب المشكلة ! انت تريد هذه الوظيفة من اجل امرأة جميلة .
قال ريمي بوجه عابس :
-
إنها محتاجة للمساعدة.
-
لا يا اخي الصغير انت الذي تحتاج إلى مساعدة لأنك تحشر نفسك في وضع دقيق مع إحدى العميلات .
اخذ شارب ريمي يتحرك ذات اليمين وذات الشمال كذيل قطة ضبطت في حالة تلبس , وظل تائها وهو يتأمل اصابعه . قالت جيزيل :
-
اقسم لي قسما لا رجعة فيه انك لن تلوث سمعتي.
حك ريمي فكره بيده اليمنى , كأن شيطانه الصغير يهمس له ان هذا القسم اللعين لن يتيح له أي فرصة للعمل بحرية . قال مؤكداً:
-
اعدك بذلك.
انفجرت اريك في الضحك:
-
ايها الماكر , كأن الثعلب يمكن ان يبتعد عن الدجاج .
نكش ريمي شعر اخته اريك القصير , إنها قاربت من الحادية والعشرين . وتحب دائما ان تعاكسه وكأنها لا تزال في الثالثة عشرة من عمرها , اطلقت جيزيل زفرة طويلة وقالت :
-
إن من يراكما انتما الاثنين لا يظن ان واحدة ستصبح محامية , والثاني سيصبح عالما ضليعا .
قال ريمي وهو يبتسم ابتسامة صبيانية :
-
الثنائي العبقري؟
صاحت جيزيل مستسلمة :
-
ماذا يمكنني ان افعل بك ؟
صاح وهو يمسك بها من وسطها ويجرها :
-
ان ترقصي!
***
زمجر بتلر دويل موبخا:
-
اوه , يا لظهري المسكين.
كا الوجه المتألم عابسا عبوسا رهيبا. ضاقت عيناه وهو يتأكد ان دانيال لا تشكوه . ولكنها اكتفت بأن تذرع الحجرة ذهابا و إيابا , وتجعد جبينها بشدة من القلق . قال :
-
انا آسف يا ابنتي العزيزة لأنني لم استطع ان أساعدك . ولكنني متأكد من انك ستخرجين من المشكلة كالشعرة من العجين .
قالت بصوت باتر:
-
انت تقول ...
ناولته كوبا من الماء النقي وقرصين ابتلعهما في امتعاض قبل ان يقول مكملا كلامها:
-
إنني حزين جداً لأنني تركتك وسط المهمة .
قالت مؤكدة :
-
إنها ليست غلطتك.
جلست على حافة السرير الذي يرقد فيه الرجل الذي عرفته منذ طفولتها . كان بتلر مثل والدها ووالد كل متشردي عائلة هاميلتون بما فيهم لورانس هاميلتون نفسه . كان قاسيا ولكنه محبوب وهو موجود دائما عندما يحتاج احدهم إلى المساعدة او إلى ركلة في مؤخرته كان يحبهم وكأنهم اولاده .
والآن وسنه ستون عاما لا زال شعره احمر وممشطا جيداً ومفروقا في النصف وملتصقا بجمجمته بكريم التثبيت المشكوك في فاعليته . إنه الرجل الذي كان يعني دائما بركبتي الفتاة اللتين تتعرضان دائما للجروح عندما تدخن السجائر خفية عن والدها فوق إحدى الأشجار.
كان مرتفع الجبهة عريض الذقن بارزة للأمام وأنفه بارز . كان يمتلك التقاطيع الاسكتلندية التي ورثها عن والده وكذلك لثغته عند نطق حرف الراء رغم انهما عاشا اكثر من نصف حياتهما في الولايات المتحدة .
قال مصرا وقد ظهرت على وجهه تقطيبة الألم :
-
ومع ذلك فإنه يضايقني ولكنه كما قلت لك: إنني متأكد من أنك ستخرجين من المأزق لو نسيت مخاوفك .
-
لقد استأجرت مربية.
لم تستطع دانيال إلا ان تقاطعه لأنها لا يمكن ان تتحمل بعد الذي فعلته , ان تسمعه يقول لها : انسي الماضي.
كانت تلك الذكريات لا تزال حية وطازجة , والحزن عميق في قلبها. اتسعت عينا بتلر الزرقاوان واختفت كل اثار المعاناة والألم من كلامه .
-
ماذا فعلت ؟
-
لقد فعلت ما يمكن ان تفعله اية فتاة غنية في مكاني في مواجهة المحنة, لقد استأجرت شخصا لمساعدتي ويبدو عليه الكفاءة الشديدة رغم انه ليس تقليديا.
-
من هو ؟
-
ريمي دوسيه وسينتقل إلى هنا الليلة وانا واثقة بأنه لن يخرج من هنا سالما , ولا تقلق على شيء .
نهضت واصلحت الملاءة ذات الإطار الأصفر:
-
يجب ان اعود لاعتني بالرضيعة , هل تحتاج شيئا؟
قال بصوت خفيض:
-
لا .
شملت دانيال الحجرة بنظرة دائرية ووجدت بجوار السرير الكبير الخشبي مائدة عليها غطاء من الرخام وكومودينو منقوش وفي الجهة المقابلة دولاب كبير لامع حيث وضع في وسطه جهاز تلفاز ومجموعة شرائط تسجيل كاملة . باختصار كل ما يحقق الراحة والرفاهية والأهم ان كل ذلك بعيد عن متناول ايدي اطفال بوفييه . كم ودت من صميم قلبها ان تتبادل المكان مع بتلر .
قالت وهي تتجه الى الباب:
-
استرح جيدا؟
همهم :
-
وانت كذلك يا حلوتي .
لو لم تكن دانيال مشغولة بافكارها الخاصة للاحظت الشعور بالذنب الذي يشوب صوت بتلر ولكنها كانت من التعب بمكان حتى تنتبه إلى ذلك . خرجت من الحجرة ودخلت سلم الخدم. عليها ان تظل ممسكة بالأمور لحين وصول ريمي وبعدها ستعمل على ان تبتعد اكبر مسافة ممكنة عنه وعن هؤلاء الصغار حتى عودة سوزانا التي ستتولى بعد ذلك العناية بهم .
كتم بتلر انفاسه وهو يسمع صوت خطوات دانيال تبتعد .. يا للصغيرة المسكينة ! ان الارهاق باد عليها لدرجة مخيفة , إنه واثق بأنها سترتفع فوق الاحداث ولكن الخطوط البنفسجية حول عينيها وفوق جبينها تقول له العكس . ثم إنها استأجرت مربية ! إن الامور لا تسير ابدا حسب ما خطط .
ألقى بالأغطية جانبا وجلس على حافة السرير ثم وضع في زجاجة الاقراص القرصين اللذين تظاهر بابتلاعهما امام عيني دانيال . مط ذراعيه إلى أعلى ثم مال بعد ذلك للأمام إلى ان لمست اصابعه قدميه . وعندما انتهى من تمريناته الرياضية القصيرة مد يده إلى الشوفينيرة وطلب رقما بالهاتف , قال بصوت منخفض :
-
آلو ! إنه أنا .؟.. لدينا مشكلة صغيرة .

نهاية الفصل


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 11:10 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

قال اميرواز في حذر:
-
ما هذا يا خالة دانيال ؟
-
مفاجأة بالمكرونة .
-
وما المفاجأة ؟
كان جيرمي الذي يبحث داخل المكرونة بالشوكة قد اصدر زمجرة بعدم الرضا .
-
حسنا سأصاب بالدهشة إذا لم نسقط مرضى من الأكل.
انقبض قلب دانيال , لقد اكتشف الاطفال بسرعة انها لا تعرف الطهي ولم يكن الخبر جديداً عليها ولكن بعد ان بذلت جهداً لإعداد وجبة بيديها املا في ان ينتهي الأمر بأن يعتبروها كأمهم اصيبت بجرح في كرامتها من رد فعلهم .
قالت دانيال في نفسها وهي تبتلع مرارة الهزيمة : إن عليها ان تعترف بأنه ليست المكرونة هي التي ستجعلهم يحبونها ولكنها ليست قادرة على ربط العلاقات العاطفية . وهذا كل مافي الامر, من تحاول ان تخدع ؟
كانت مدركة منذ وقت طويل انها لم تخلق للحياة العائلية , ولماذا إذن تخنقها هذه الفكرة فجأة. لقد كانت حياتها على ما هي عليه تعجبها . كانت حرة تفعل ما تريد وقتما تريد . وإذا تملكتها الرغبة في تصوير أرض المعركة فما عليها إلا ان تمسك بآلة التصوير وتحجز تذكرة بالطائرة . وعندما تقضي الليل في حجرة التحميض المظلمة لإظهار الافلام لا يشكو احد من انها تهمله.
كانت مغامراتها في الحب لا تستمر طويلا وكانت متفرغة تماما لفنها . إنها ستظل قبل كل شيء فنانة لنزوات فنها . ولن تعرف بالتأكيد ان تطهو سوى مكرونة معجنة.
بعد أقل من اسبوع قضته مع اطفال بوفييه غرقت في التوتر والتشتت المستمرين ولم تعد تتحمل اكثر من ذلك. اين إذن باب الهروب الذي يسمح لها بالفرار من ملجأ المجانين هذا ؟ سألت جولي وهي تتأمل الكتلة التي يتصاعد منها البخار في طبقها:
-
هل حقا سنأكل هذا ؟ إنه مثير للاشمئزاز.
وبختها دانيال بعينيها ولكن كتفيها هبطتا من الإحباط عندما رأت الكتلة المتماسكة كالعجين .. لهم حق .. إنه مثير للأشمزاز . قال جيرمي مزحا وهو يقلب محتويات طبق تانيا :
-
إن هذا يشبه المخ المهري , إنه مخ حيوان الأبسوم .
اطلقت تانيا صرخة رهيبة وهي تقول :
-
امنعيه يا خالة دانيال , إنني ساتقيأ.
استفز رد فعل تانيا شقيقها فضاعف من تحديه :
-
بل مخ تمساح زاحف.
صرخت تانيا :
-
ساتقيأ.
تدخلت دانيال :
-
كف يا جيرمي وإلا منعتك من العشاء .
قال جيرمي وهو يدير عينيه:
-
ها .. ها ! هل هذا تهديد؟
قالت دانيال :
-
اسمعوا يا اطفال , هذه الوجبة مفيدة لكم لأنها غنية بالبروتينات.
همهم جيرمي:
-
الصراصير ايضا غنية بالبروتينات ولذلك نأكلها .
-
ربما سيحدث هذا!
كان صوت دانيال مهددا بدرجة كافية حتى يمكن ان يصدقوا كلامها . انحنت الرؤوس الحمر الأربعة فوق الاطباق امامهم ولم يعد يسمع سوى صوت الملاعق.
حاولت دانيال من جانبها ان تطعم شيئا عن وجبات الرضع فاختارت ثلاث علب مختلفة معتمدة على الانسجام بين ألوانها . وبدا ان اختيارها اعجب كاميل التي ابتعلت ملعقة وثانية بنهم شديد ثم تقيأت الثالثة على خالتها . كانت دانيال لا تخاف من القيء فلقد تقيأت عليها حية من من نوع الكوبرا في إفريقيا. ومع ذلك لم تتوقف عن التقاط صورة لها . وقد طافت هذه الصورة كل انحاء العالم فوق مجلة الجمعية الجغرافية ومع ذلك فإن حيات سوزانا الملاعين غطوها بإهانات أكثر الما من القيء . لقد حان الوقت إذن لحضور ريمي كي ينقذها .
هل ينقذها بأن يهمس في اذنها بكلمات تجعل رأسها يدور ؟ ولكن كل هذا خارج الموضوع . من الآن عليها ان تسلك سلوكا عاقلا ولا داعي للتصورات المخبولة عن الرجولة والعضلات المفتولة.
رأت بقعة من حبات البسلة المضغوطة على الجدار تزينه وهي تحاول تنظيف وجهها الارجواني بيدها الخالية . على اية حال فإن كل ذلك لن يسبب لها ضررا ان تحلم فقط . في سنها المتقدمة هذه لم يعد من حقها ان تحلم وتتخيل الرجال الشباب الاصغر منها . وإذا اضطرت لإختبار موضوع احلامها فلن تجد افضل من ريمي دوسيه ابدا . ولكن لتحذر فاللمس ممنوع.
وسط احلامها ناداها صوت رجل موسيقي من على عتبة المطبخ .
-
مساء الخير يا دانيال , اين انت ؟
احست دانيال بدبيب النمل يملأ معدتها عند رؤيتها لريمي في جينز غير مكوي وقميص ذي لون اسود . تساءلت دانيال لماذا يسألها عن مكانها وليس عن كيف حالها ؟ إنه يعرف تمام اين هي , جالسة امامه ومغطاة بخليط متعددالألوان والاصناف وتقوم بإعطاء وجبة للرضيعة .
لم يكن المنظر عاطفيا على الإطلاق , ولكنه على اية حال خارج عن المألوف لتقل لنفسها مهما كان ما سيقال فإن ريمي سيكون المربية من نوع ماري بوينز لكن بلحية , قالت بلهجة متقطعة:
-
مساء الخير يا سيد دوسيه , قولوا يا اطفال مساء الخير للسيد دوسيه.
لما لم تسمع ردا سوى همهمة مقرونة بصوت احتساء شراب الخوخ من كاميل نظرت حولها لقد هجر الاطفال السفينة بينما هي تحلم برجولة ومزايا ريمي ولم تحس بفرارهم . إنها حقا ام رائعة . قال ريمي وهو يضع على الأرض حقيبته الرياضية من النايلون البني :
-
إنهم جميعا ملتصقون بالتلفاز.
كان جانبا شاربه ساقطين فوق طرفي فمه واظهر اشمئزازه عندما رأى بقايا الطعام في الاطباق , قالت له في تحد:
-
لا تخجل وقلها , لأنني استطيع ان اتحملها لأن ذلك مكتوب على وجهك , انا لست طاهية.
-
انت لست طاهية.
بحركة حريصة التقط شوكة من احد الاطباق وكأنه ينتظر ان تهجم عليه المكرونة , وسألها :
-
ما هذا ؟
-
إنه مفاجأة بالمكرونة.
-
وهل أكلوها .
-
لا.
-
إن هذا لا يدهشني.
لم يدهش ريمي وإن احس ببعض الخيبة لأنه اينما ذهب فإن النساء يعرفن الطهي وكذلك تربية الاطفال. ومع ذلك فإن دانيال لم تتاقلم لا على هذه ولا على تلك من فنون النساء.
ومع ذلك اثارت دقة تقاطيها شبه الكاملة اهتمامه. كان ذقنها متحديا, وكذلك عيناها الرماديتان اللامعتان . ثم ماذا تفعل وهي ملطخة من رأسها لقدميها بطعام الاطفال ومتورطة مع الرضيعة حتى يمكنها ان تحتفظ بوقارها وكرامتها ؟
قالت لها وهي ترفع سبابة يدها اليمنى:
-
أترى هذا الاصبع؟ إنه اصبع الطهي.
-
اصبح الطهي؟
-
نعم , إن هذا الاصبع يستطيع ان يجمع رقم اي مطعم في اي مكان من العالم, أي شيء آخر احتاج اليه ؟ إني اسألك.
احضر ريمي منشفة من فوق انفها , طرقت بعينيها حتى اصابعه خلال قطعة القماش كانت تحرقها , هذه بداية سيئة ! خفضت عينيها لتحضر الخسائر .

كانت رسوم مرحة باللون خضراء وحمراء ولون الخوخ تزين التي شيرت وذراعيها , وكذلك بقع حمراء ثلاثية الابعاد.
قال :
-
ليس شكلك حقا مقبولا يا عزيزتي وافضل ما يمكن ان تفعليه هو ان تذهبي الى الحديقة وترشي نفسك بالماء من الخرطوم.
-
لا , شكراً إنني افضل ان اخذ دشا.
قال بصوت ناعم كالمخمل :
-
وانا كذلك , هل تريدين مساعدة؟
عمل ذهنها بصورة محمومة في تصور اقتراحه ولكنها صاحت :
-
لا استطيع التصرف بمفردي.
سألها :
-
هل أنت متأكدة؟ , انا ماهر جدا.
-
هل نسيت انك وعدتني ان تحسن سلوكك؟
-
حسنا لن استمر اكثر من ذلك.
اختارت كاميل هذه اللحظة بالذات كي تصرخ صرخة مرحة وان ترسل قبعتها المليئة بالعصيدة في وجه ريمي . اعجبت الطفلة بمغامرتها فبدأت تلقي قنابلها في كل اتجاه . ابتسم ريمي وقد برزت اسنانه :
-
يبدو انني سأضطر إلى اخذ دش ايضا.
قالت دانيال مؤكدة :
-
هذا الموضوع خارج المناقشة .
استطاعت اخيراً ان تتمالك نفسها كي تنهض واشارت اليه : اين يضع متعلقاته . وخرجت من الحجرة ورأسها مرتفع وهي تكرر في نفسها ممنوع اللمس . وكأنها تريد لحنا ساحراً . مطت كاميل جسمها ومدت يدها نحو ريمي كي يخرجها من مقعدها واصابعها ملوثة بالعصيدة وفوطة صدرها ملوثة بكل الالوان بينما خصلة شعرها القصير الاحمر ارتفعت على رأسها على شكل موضة رؤوس البانكس بفضل عصير الخوخ الذي تحول إلى كريم تثبيت الشعر وبدا عليها كأنها في الفردوس.
قال لها ريمي بلغة الاطفال :
-
انت ايضا سعيدة مثل جدي صغير وسط بركة من الطين , أليس كذلك ؟ تعالي يا ساحرتي الشريرة , انت السيدة الوحيدة التي استطيع ان احميها .
عندما خرجت دانيال من حجرتها منتعشة بعد ان اخذت دشا وارتدت سروال قطن وبلوزة بنفسجية, كان ريمي قد انتهى من حمام كاميل ووضعها وسط غطاء مزين بكنجارد ابيض محاط بقطيع من الأرانب الصفراء . اما باقي الاطفال فكانوا ملتصقين بالتفاز وهم مسحورون بآخر اكتشافات ماجايفر . قالت دانيال وهي تراقبهم من الردهة :
-
إنهم حقا هادئون .
كانت قد استردت سيطرتها على نفسها بعد الحمام وإنها قادرة على الاستمرار على هذه الحالة بعد ان بعدت عن تأثير ريمي . وبعد ان قاست المسافة بينهما . قالت وهي تبتسم في مكر:
-
بدون خبرة استطيع ان اقول : إن هذه اسرة عادية .
قال ريمي وقد نسي مغامرته فوق السقف :
-
هيا , إن هذا المنزل يشبه البيوت التي تؤوي اطفالا.
وضع ريمي كاميل في مهدها وناولها كرة مطاط , اخذت في الحال تمضغها بينما اكتفت دانيال بهز كتفيها وهي تشير بيدها إلى خلف البيت :
-
لو كان لديك دقيقة فإنني سأقدم لك بتلر , إنه وقت تناول ادويته وإذا حالفنا الحظ فإنه سيشاركنا فيها .
فكر ريمي ان الأمر يتعلق بمزحة وتبعها دون ان يمنع نفسه من الإعجاب بمشيتها وهي تتبختر :
-
من هذا بتلر؟ انك لم تذكري لي كلمة عنه بعد ظهر اليوم , ولكن مع كل تلك الدموع والمعارك نسيت ان اسألك عنه .

استدارت دانيال فجأة ورشقته بنظرة حادة مشوبة بالبرود كي تجعله يفهم انها لا تحب تلمحياته عن عدم كفاءتها.
قالت بلهجة قاطعة:
-
بتلر هو كبير الخدم عندنا.
-
يا إلهي ! لقد ظننت ان هذه الشخصيات تنتمي إلى عصر ما قبل التاريخ.
-
ارجو ان توفر على نفسك سخريتك يا سيد دوسه . إن بتلر هو جزء من اسرتنا منذ اكثر من اربعين عاما وهو ما لا يمكن ان يقال عنك. في الحقيقة خبري عند من عملت مربية ؟
-
إيه !
كان ريمي على وشك ان يختنق من إجابته عندما وصل صوت مرتعش من خلف الباب الذي وقفا امامه وكان بمثابة المنقذ له :
-
دانيال؟ هل هذا أنت يا حلوتي؟
توغلت دانيال في الحجرة وسارعت إلى رأس سرير بتلر:
-
إن صوتك متعب , هل ساءت حالتك؟
استند بتلر على الوسائد بعد ان اعتدل وهو يتألم ويبدو الامتعاض على وجهه.
-
إنني مريض جدا ولكن ذلك سيمر , إن قلقي هو عليك أنت.
-
لقد قلت لك من قبل ألا تقلق , كل شيء منتظم واود ان اقدم لك مربيتنا الجديدة.
قالت وهي تبتعد كي تحضر ادوية بتلر :
-
هذا هو ريمي دوسيه , اقدم لك يا ريمي بتلر ماك دويل الوصي بفيلا هاميلتون من نصف قرن وهو حارسها .
تشابكت نظرات الرجلين . رفع ريمي حاجبيه امام قبضة الرجل العجوز القوية والتي تبعها بعد ذلك ببعض الأنين ثم سقط منهوك القوى على الوسائد وقال :
-
ارجو ان تعذرني يا سيد دوسيه لأنني لا استطيع الوقوف ولكن كما ترى إنني عاجز.
-
وسط ارتباكي الشديد اضطر بتلر للعناية بالأطفال ولم اكن هنا إلا من اجل المعرض الفني.
قال ريمي مطمئنا وهو يبتسم ابتسامة خادعة:
-
اطمئن يا سيد بتلر , سأعتني بهم تماما وبالآنسة دانيال ايضا .
نطق العبارة الاخيرة بصوت منخفض ورغم انه قالها دون ان يبدو على وجهه اي تعبير إلا ان دانيال احست بالخجل واحست بأن مجال عيني بتلر يخترقها تماما مثلما كان يحدث وقت مراهقتها وهي تقضي الصيف عند ابيها . بنظرة واحدة استطاع بتلر ان يخمن انها تتبادل الغزل مع جارهما الصغير جيمس شريدان . لم يتغير شيء وهي على استعداد ان تقسم انها لمحت في عيني العجوز انه فهم كل شيء .
قالت :
-
إن السيد ريمي دوسيه اتى من احسن وكالة في البلدة .
قال بتلر وعيناه لا تفارقانها :
-
حقا ؟
اعطته القرصين ولكنها في ارتباكها لم تلحظ انه احاطهما براحة يده . سأل بتلر :
-
ومنذ متى وانت تعمل مربية يا سيد دوسيه؟
تنحنح ريمي ليسلك حلقه ومد كوب الماء إلى كبير الخدم . التقت عيناه السوداوان بعيني بتلر , وظل يتحملهما فترة طويلة دون ان يرمش .
قال ريمي بلهجة مليئة بالتلميحات الخفية :
-
من الأفضل ان تبتلع دواءك المخصص للجياد وسيكون من المحزن ان تختنق إذا لم تستخدم الماء.
زاد وجه بتلر تعاسة واخذ يسعل ثم ابتلع جرعة من الماء وهو يحاول ان يبتسم .
-
كم اشعر بالارتياح لأن احدا سيعاون دانيال في العناية بالاطفال.
بدأ طرفا شارب ريمي يتراقصان وقال :
-
أنا من رأيك.
سألت دانيال وهي مندهشة لأنه افرغ طبقه.
-
كيف حال الغداء؟
-
ممتاز يا جميلتي , وبمناسبة الوجبات فإنني اعتقد انني ساتماثل للشفاء غدا كي استعيد مكاني في المطبخ .
-
هذا الموضوع خارج المناقشة.
تدخل ريمي :
-
استطيع ان اعتني به يا سيد بتلر فأنا ايضا طاه ماهر.
وجه بتلر نظرة محملة بالاتهام إلى دانيال :
-
هل صحيح انك لست طاهية ماهرة ؟
-
حسنا , حسنا فهمت , كل العالم يعرف انني لست موهوبة لا في المطبخ ولا في تغيير الفراش.
ادهش ريمي المرارة التي سادت صوت المرأة , واخذت عيناه تنتقلان ذهابا وإيابا بينهما وبين بتلر , وضبط التوتر الذي كانا يحاولان إخفاءه .
قالت دانيال بجفاء:
-
سنتركك لتستريح .
إنها لا تحب الطريقة التي ينظر بها ريمي إليها ولا تحب ان تسمع ما سيقوله لها بتلر . حاولت ان تخفف من وطاة التوتر فاضافت :
-
ثم لدينا رغبة في الا نبقى سويا في مكان واحد لأن جيرمي قادر على ان يثبت الباب بالمسامير كي يمنعنا من الخروج!
عند عودتها إلى المطبخ سألها جيرمي وهو متضايق :
-
الا يضايقكما ان اقوم بالطهي بدلا منكما ؟
صاحت :
-
بلى, بالتأكيد , هيا اطبخ , هيا ادخل واطبخ إذا كان هذا يسعدك وهو لا يهمني على الاطلاق بل سيريحني .
قال ريمي الذي كان يعد الرضاعة دون ان يتركها :
-
يبدو عليك الضيق , هذا كل ما هناك.
شيء ما يزيد عصبية السيدة وهو على استعداد ان يراهن بأن الأمر يخص مشكلة جادة من مفاجأة المكرونة , احس بكل انواع التيارات التحتية واحس بحاجته ان يقدم المساعدة والراحة لدانيال وكان يحس بالتوتر الشديد لأن التجربة علمته ان هذا النوع من النساء لا يطلب المساعدة.
هدأت دانيال قليلا ورأته يقوم بعمله بإعجاب كانت حركاته الواثقة وكأنها تدل على انه كان يعد الرضاعات طوال حياته . ولحسن الحظ انه لم يشاهدها وهي تعتني بكاميل.
قالت :
-
هل يبدو علي الضيق؟
عادت إليها كل ذكريات عدم كفاءتها وكونت كرة ضخمة وصلبة في قلبها . والهدوء الذي بذلت جهداً خارقا كي تحصل عليه هجرها , واحست انها أكثر اضطرابا عما سبق:
-
اعلم شيئا , إنني لست طاهية فظيعة فحسب وجليسة اطفال لا شيء وإنما ايضا سافلة سفالة الكلب.
كانت تتحدث بصوت قوي محاولة ان تخفي عواطفها , ألقت برأسها للخلف بافتخار وحدجت ريمي بنظرة احتقار وهي تتجنب ان تلتقي بعينيه .
اكملت :
-
يجب ان تتعود على هذا لأننا نحن النساء الثريات هكذا.
بعد هذه الكلمات خرجت كالسهم من المطبخ ولم تترك وراءها سوى حريق كلماتها مصحوبا بعطر سان لوران.
قطب ريمي ثم صفر من بين شفتيه :
-
إنني اتساءل حقا , لماذا تتصرف الآنسة كالتمساح؟!

نهاية الفصل




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 11:10 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس

ترسخ في ذهن دانيال ان ريمي يعتبرها ساذجة ومخبولة. خرجت إلى الشرفة حافية القدمين التي تطل على نجيل ضيعة بوفييه.
كانت إقامتها الطويلة في التبت عملا مجنونا وإن ساعدها على الشفاء , وان تضع الامور في نصابها , وان تتصالح مع نفسها ومستقبلها وذكريات احداث لندن.
عاشت هناك في كوخ بسيط على سهل شانج تانج ولا يصحبها سوى ثوب اهل التبت الطويل وماعز . كانت طوال النهار تلتقط مئات الصور للمناطق القاحلة بينما كرست الليالي للتأمل. وعند عودتها اعتقدت انها وجدت السلام ولكنها لم تعد تمتلك من وقتها سوى الدليل على ان الامر يتعلق بالتوازن الحذر والهش.
غزتها عاصفة من اليأس فضغطت خدها على الخشب الناعم لإحدى الشرفات البيضاء . كانت رائحة الورود تطوف حولها وسط الجو الثقيل مما جعلها تشعر بالضيق.
كانت الشمس قد غربت ولكن العتمة لم تكن قد انتشرت في الضاحية الهادئة . في هذه اللحظة كان الحي الفرنسي من المدينة والمسمى بالمربع القديم يبدأ في الحركة والحيوية.
مرت عربة تجرها الجياد محملة بالسائحين في الشارع ولوى الركاب اعناقهم ليتطلعوا إلى عظمة المباني القديمة ويمطروها بالصور الفوتوغرافية ممانزع من دانيال ابتسامة منهكة.
خرج ريمي إلى الشرفة وكاميل في منتهى الراحة وهي داخل المهد الذي صنعه من ذراعيه . رأته دانيال بركن عينها وهو يستقر على الأرجوحة وبدأ يعطي الرضاعة للطفلة . قال لها مشجعا:
-
لماذا لا تجلسين يا عزيزتي؟
ورغم صوت التحذير المنخفض الذي كان ينبهها ألا تفعل شيئا إلا انها لم تنتظر ان يكرر الدعوة.
عبرت الشرفة ولديها شعور انها تغرق في رمال متحركة . على اية حال هي امرأة ناضجة وتتمتع بسن الحكمة. كم تكره هذا الوصف؟ اكتفت بأن جلست بجوار هذا الرجل الذي سيعيش في نفس المنزل الذي تقيم فيه خلال اسبوعين وما عليها إلا ان تثرثر معه في أدب.
قالت بعد ان استقرت في ركن الارجوحة ووضعت ذراعيها حول ركبتيها المنثنيتين :
-
ارجو ان تعذرني لما حدث من قليل , إنني احس بصداع في هذه اللحظة.
سألها ريمي ووجهه بدون تعبير : لماذا ؟
كان إغراء الاعتراف له بالأسباب العديدة لعصبيتها قويا ولكنها قاومته :
-
إنني لم اتعود على الوجود بين كل هذا العدد من الناس . لم يكن المكان الذي اعيش فيه في التبت يشبه على الإطلاق ميدان التايمز .
بدا الاهتمام على ريمي:
-
وماذا فعلت هناك كل هذه المدة ؟
فكرت في نفسها ان تقول : كنت اتعذب وافكر واتأمل وأكفر عن ذنوبي واحاول ان اشفى , ولكنها ابعدت نظراتها عنه حتى لا يستنبط ما تفكر فيه . واجابت :
-
كنت التقط صورا . انا مصورة .
-
من اجل مجلة ؟
-
احيانا . بصفة عامة انا اعرض صوري في معارض وانشر البومات . والصور التي التقطتها في التبت ستنتشر في كتاب عنوانه صورة للتبت.
بدا لها ريمي متأثرا وإن كانت متشككا بعض الشيء , غير من وضعه واراح كاميل في وضع اكثر راحة في تجويف ذراعيه . ثم سألها :
-
هل تقومين برحلات كثيرة مثل هذه؟
-
في كل انحاء العالم.
-
وهذا لا يزعجك ؟
-
ولماذا ؟ لقد تربيت في البراري وامي كانت عارضة ازياء من الدرجة الاولى وكانت الرغبة ان تبقى في بلدك وان تبحثي عن جذورك وتكوني اسرة ؟
-
وطني هو حيث اثبت الكاميرا واوجهها.
-
والراحة؟
ردت عليه ببرود :
-
هذا ليس من شأنك يا سيد دوسيه.
احس ريمي بأن الامر يتطلب فقط ان يمهلها ولكنها ليست من السيدات اللاتي يعاملن خدمهن باحتقار. لقد عزم ريمي ان يكتشف كل الاسرار المخفية في عينيها الرماديتين .
سألها وهو يقترب منها قليلا :
-
هل تحبين كل هذه الرحلات؟
كان هذا السؤال لا يخفي اي فخاخ مما جعل دانيال ترتخي بعض الشيء.
-
إنني اعشق الرحلات لاكتشاف العالم, العادات والناس والغذاء, إن هذا يسحرني.
نظر ريمي إلى الطفلة , إنه لا يشارك دانيال ولعها بالرحلات وكان يفضل لو ان اختلافهما يقع في مجال أكثر تحديداً. احست دانيال بوخز في قلبها وهي ترى كاميل بين ذراعي ريمي الآمنتين . اغلقت عينيها واحست بأنها قد استرخت تماما وانها في امان مع ذلك الرجل الذي بجانبها والذي يهتم بالطفلة بطريقة طبيعية وكأنه تعود على إعطاء زجاجة الحليب للرضع طوال حياته. سألته كي تخرج عن افكارها العاطفية حوله :
-
هل تقطن هنا دائما ؟
-
نعم عائلتي تسكن بابو منذ حوالي قرنين.
قالت له بلهجة لاذعة دون ان تضحك :
-
ولكن لا يبدو عليك انك تجاوزت سن المائة والثلاثين.
سألها بينما لمعت عيناه :
-
اتقصدين بهذا السؤال انني ساظل دائما اصغر منك ؟
احمر خدا دانيال وقرر ريمي الا يزيد من إحراجها أكثر من ذلك .
قال :
-
لقد تركت ولاية لويزيانا مرة. ارسلتني شركة البترول التي كنت اعمل بها إلى اسكتلندا او بالضبط الى هيربريد الجديدة.
كانت دانيال قد قضت شهرا من الصيف في هيربريد الجديدة حيث احبت جمالها وخشونة طبيعتها وصوت تكسير الرياح فوق سطح البحر وكرم ضيافة اهلها من سكان الجزيرة , ولم يشاركها ريمي رأيها على ما يبدو.
قال :
-
لقد اضطررت للعودة لأنني لا استطيع الحياة إلا حيث تعيش اسرتي.
هزت دانيال كتفيها فسألها :
-
كم من الإخوة والأخوات لك؟
-
خمسة ولكننا لسنا اخوة إلا من الأب عدا توني وسكوت فهما توءمان . ونحن متفرقون في جميع الجهات ولكننا على اية حال اسرة .
-
يا إلهي ! هل كان لوالدك خمس زوجات ؟
قالت دانيال مؤكدة :
-
إنها لعنة هاميلتون . إن النساء يقعن صريعات حب لورانس من اول نظرة . ولكنهن لا يتحملن استمرار الزواج به. والغريب رغم ذلك انهن ظللن صديقات له بعد الزواج ولم يكن من النادر ان بعضهن كن يقعن عنده.
-
وهل تؤمنين بتلك اللعنة ؟
لم تستطع دانيال ان تنكر ان المغامرات لا تدوم طويلا وحسب مزاجها فهي ترجع السبب إلى صعوبة اخلاقها او إلى اللعنة الشهيرة . وحاليا لم يكن لديها الرغبة في الرد.
القت نظرة جانبية نحو النافذة ومن موقعها , كان من المستحيل ان ترى الأولاد ولكن ترى الأنوار وتسمع الضجة من التلفاز.
سألته في مرح :
-
ماذا فعلت مع القطيع الوحشي؟ هذه اول مرة يكونون فيها عقلاء منذ كانوا في بطن امهم!!
-
لقد قصصت عليهم انني تلقيت تدريبي على اعمال المربيات في السجن.
احست دانيال بالخوف لحظة, لماذا لم تصر على ان تطلع على اوراق اعتماده؟ ربما قاتل مجنونا؟
وماذا لو انها انتزعت الطفل من بين ذراعيه وهربت بها إلى حجرتها واغلقتها بالمفتاح والمزلاج ؟ لا .
إنها تفضل مصاحبة قاطع طرق هارب على ان تظل في بيت واحد مع الملعون جيرمي بوفييه .
قال ريمي :
-
استرخي يا عزيزتي ! انا بالضبط على ما أبدو عليه.
إن هذا الخبر لا يطمئن . إنه يبدو رجوليا لدرجة رهيبة ولا تقاوم , وصورته تطابق احلامها حول الرجل الذي تحبه, ولكنه اصغر منها بكثير بحيث لا ينتميان إلى نفس المجموعة السكانية الواحدة.
استطاعت ان توجه اليه شبه ابتسامة :
-
رائع!
-
وانا اجدك أكثر روعة يا دانيال .
احست بالحرارة تغزوها ووجدت انه ليس من الحكمة ان يجلس ريمي على طرف الارجوحة معها , وعندما حاول الاقتراب منها نظرت إليه نظرة سوداء فتوقف في الحال.
قال بصوت رقيق وكأنه احد الاطفال :
-
يجب ألا تلوميني , لأنني حاولت ...
قالت له بحدة :
-
هل انت من نوع الكازانوافا من اهل بابو ! لابد ان تخجل من نفسك خاصة والطفلة بين ذراعيك !
لم يبد الضيق على ريمي وألقى نظرة حنان على الطفلة :
-
يالها من عروس محبوبة !
-
نعم .
اعترفت دانيال وهي تنظر إلى ابنة اختها الصغيرة لم يكن احد يتوقع ان هذه الكلمة الصغيرة الطرية يمكن ان تصبح احد وحوش بوفييه . كانت دانيال صريعة هوى الطفلة من اول نظرة رأتها فيها وعندما مدت يدها لتداعب حزمة شعرها الاحمر احست بوخز في قلبها . قالت :
-
احيانا اعتقد انها تحبني .
كان الجنون والهوس الذي يشوب صوتها قد رقق من مشاعر ريمي نحوها . إن المرأة المسيطرة والتي تشعر بالعزة قادرة ايضا على ان تكون باردة كيوم من الشتاء في هيربريد الجديدة .
لقد حلت محل مخلوقة شاردة الذهن غير واثقة بنفسها وحزينة .
همس :
-
طبعا .. انها تحبك.. اتريدين اخذها ؟
قالت دانيال ممتعضة :
-
لا احس بلهفة لأن افعل ذلك.
-
لا تقولي هذا , يكفيك بعض التمرين لا اكثر.
اقترب مرة اخرى قليلا حتى إن ذراعه بدأت تلمسها . وضع ريمي الطفلة بين ذراعي الشابة وقال :
-
خذي واسترخي , هذا كل ما هناك.
ادت النظرة الحانية التي ألقاها عليها إلى العكس , حيث زاد توترها فضغطت بقوة على الطفلة النائمة حتى إن كاميل اصدرت تأوهات منخفضة وتجهمت وهي نائمة .
كرر عليها ريمي وهو يبتسم :
-
استرخي ولا تضغطي عليها , إنها ليست كالأوكورديون .استرخي يا عزيزتي فإنها لن تتكسر.
انتهز هذه المرة الفرصة ليضع ذراعه خلف كتفي دانيال التي كانت في حاجة للمساعدة حقا.
كانت الرغبة الطبيعية في حمايتها قد اجتاحته عندما رأى عدم مهارتها المؤثرة . إنه يحس نحوها الآن بحنان حلو ومر في آن واحد .
همس وهو يداعب جبهتها :
-
حسنا , إنك سرعان ما ستنجحين .
ابتلعت دانيال كلماته كما تبتلع قطعة الإسفنج ماء المطر ولم تعد تحس بسنها التي تقترب من الاربعين ولا يخيفها ذلك. ولا بأن ريمي اصغر منها بكثير. إنه فقط لطيف ومليح جداً. رفعت رأسها بهدف ان تقطع تأثير السحر الذي لفها ولكن الكلمات ظلت محشورة في حلقها وهي ترى النظرة الصادقة والعاطفية التي استقرت عليها . لِمَ لم يؤثر فيها أي رجل مثله في حياتها وهو ما زاد فزعها خاصة عندما اعترفت بأن بعض الاحلام لا تتحقق.
قالت بصوت مشحون بالعاطفة :
-
اعتقد انه من الأفضل ان تضع كاميل في مهدها.
ابتعد ريمي عنها وهو يود لو استطاع ان يقول لها , إنها ساحرة وفاتنة وإنه مغرم بها .
قطعت ضجة كالرعد في الردهة احلامه. مد رقبته وهو مقتنع انها صادرة عن احد الاطفال, ولكن الظل الذي التصق خلف الباب كان طويلا.
قال متسائلا بعد ان حك أذنه :
-
إنه بتلر , أي نوع من الرجال هذا المخلوق؟
كررت دانيال في صوت ساهم :
-
بتلر ؟
-
نعم إنه لم ...
قطعت كلمات ريمي بانفجار صدر من داخل البيت . قفز واقفا على قدميه وسارع نحو الباب . نهضت دانيال فتلقت ضربة من الأرجوحة في ركبتها اوشكت ان تفقدها توازنها . كان رد فعلها سريعا حيث احتضنت كاميل بقوة بين ذراعيها . ففزعت الطفلة واستيقظت ثم بدأت تصرخ بكل قوتها .
خرج الدخان من عقب باب المطبخ . وفتح الباب على سحابة خانقة وعاصفة وخرج من وسطها الصغير اميرواز وقد نكش شعره .
ظلت الطفلة تصرخ وهي بين ذراعي دانيال التي سارعت نحو الشيطان الصغير.
-
اميرواز! اميرواز! ماذا حدث ؟
-
لقد اطلقت جولي مفاجأة , المعكرونة بصاروخ , إنه عمل مسل للغاية.
استعدت دانيال لمواجهة أسوأ الامتحانات فدخلت المطبخ. كان ريمي واقفا وهو ممسك بمطفاة الحريق بالقرب من المائدة التي غطتها طبقة كثيفة من الرغوة الكيمائية وكانت كل الغرفة بجدرانها ودواليبها واراضيها وسقفها مغطى باللون الأبيض بينما انتشرت قطع المكرونة على شكل ديدان بيضاء .
كان الانفجار بالطبع راجعا إلى جولي التي بدت وكأنها خرجت لتوها من فيلم رعب. ووجهها مغطى بطبقة من المكرونة الصمغية يتخللها بعض قطع من عيش الغراب. كان الواضح من مظهرها ان كرامتها جرحت.
اما بالنسبة لكاميل فقد كفت عن الصراخ واخذت تتأمل المشهد في استغراب وكأنها تتفرج على واجهة عرض تعرض هدايا الكريسماس .
وضع ريمي المطفأة ارضا قبل ان يتجه إلى مرتكبة الجريمة وصاح:
-
يا إلهي ! يا لها من حظيرة حيوانات!
صاح جيرمي وهو ينزلق فوق مشمع الارضية اللزج من طبقة مادة الإطفاء الكيمائية وكأنه فوق الحلبة تزحلق على الجليد :
-
يا لها من عبقرية !
اختارت تانيا هذه اللحظة بالذات لتظهر بوجهها المرعوب عند الباب وان تصيح هادرة بصوت حاد :
-
إنه شيء مثير للأشمزاز , إنني سأتقيأ.
بينما ريمي الثائر يوخز جولي بالمكنسة ظهر المدعو بتلر وانفاسه متقطعة وهو يلهث وشعره كانه خارج من معركة وخداه ارجوانيان امام باب المطبخ .
اقسم ريمي في نفسه انه لابد انه هبط الدرج كل اربع درجات مرة واحدة ولكنه امتنع عن أي تعليق واكتفى بأن هز كتفيه ورفع حاجبيه عندما رأى بقعا سوداء على سروال بيجامته . صاح بتلر:
-
يا إله السماوات والرحمات , ماذا حدث إذن هنا .
ربط حزام الروب دي شامبر الذي يرتديه وجرب عبور المطبخ ثم تذكر فجأة ان يمسك ظهره بيده. قال ريمي يطمئنه:
-
لا شيء , مجرد انفجار صغير , يمكنك ان تعود لتنام.
فغرت دانيال فمها دهشة وعلى وجهها تعبير الرعب, وقالت لريمي :
-
ماذا تقول ؟ انفجار بسيط؟ هذا ليس بمنزل وإنما معسكر لتدريب الإرهابيين .
وقف ريمي وقد وضع يديه في وسطه يسيطر على جولي البدينة وهو يقول :
-
لقد اوقعت نفسك في المحظور يا عزيزتي , لقد اخبرتك ان تصعدي لتنامي منذ ساعة .
قالت تتحداه :
-
إنك لن تستطيع ان تجبرني على طاعتك.
قال ريمي بحدة :
-
أتريدين ان تراهني؟
ركلته جولي في قصبة ساقه قبل ان يمسك بها. كتم كلمات السباب التي كان سيطلقها وامسكها من وسطها وجعلها تدور حول نفسها ثم رفعها فوق كتفه وكأنها جوال بطاطس. حاولت ان تركله بقدميها ولكنها منعها من الحركة بأن امسك بكعبها بيد وضبها على مؤخرتها بالأخرى.
قال بحدة وهو ينظر نظرات سوداء من الغضب وهو يمر من امام دانيال :
-
سنصعد إلى أعلى حتى نناقش آخر تعليمات المتفجرات .
راقبه الجميع يخرج وهم صامتون وعيناه توشكان ان تخرجا من محجريهما وخداه شاحبان ملطخان بالبقع . بدا جيرمي مذهولا . بينما بدا بتلر ساهما يفكر وكاميل اخذت تغرد وكأنها تقول له : إلى اللقاء عندما اغلق الباب.
قالت دانيال بصوت مشوب بالإعجاب :
-
اعتقد ان جولي وجدت سيدها.
همس جيرمي :
-
أتعتقدين انه سيقتلها ؟ اتظنيني انه سيقطعها إلى قطع صغيرة ويقدمها غذاء للتماسيح؟
قالت خالته مؤكدة:
-
طبعا لا , إن السيد دوسيه مربية نموذجية .
استقبل بتلر هذه الفكرة وهو يضحك ضحكة مكتومة حدت من حماس دانيال . إنها تريد من جولي ان تتعقل ولكن دون شك لا تريد ان تتعذب . ألقت نظرة على الباب وكأنه اصبح فجأة باب الجحيم .
ارهفت السمع ولكن الصمت ساد كل البيت . ثم ماذا تعرف هي عن ريمي دوسيه ؟
اخذت بانوراما المنظر تتكون في مخيلتها وهي تسير على اطراف اصابعها في هدوء فوق سجادة المكرونة المفروشة على ارضية المطبخ. وقالت لهم بصوت رزين:
-
سأذهب لأضع كاميل في مهدها .. إلى اللقاء.
بعد ان وسدت الطفلة مهدها توجهت ايضا على اطراف اصابعها نحو اشعة النور التي افلتت من حجرة جولي . كانت الكلمات التي ينطقها اشعة النور التي افلتت من حجرة جولي . كانت الكلمات التي ينطقها ريمي بصوت هادئ كلمات حادة ومحددة وتزداد وضوحا كلما اقتربت . التصقت بالجدار والقت نظرة من خلال فتحة الباب الموارب .

- كان من الممكن ان تصابي بجروح, وكان من الممكن ان تجرحي اخاك واخوانك واخواتك . ماذا سيكون شعورك لو ان رأس اميرواز انفجر؟
قالت جولي بصوت هادئ كمواء القطة:
-
لا اعرف.
كانت الفتاة نظيفة كالعملة الجديدة وشعرها الأحمر ممشطا خلف اذنيها وهي جالسة على حافة السرير وقد امسكت رأسها المحني لأسفل بين يدها وهي مرتدية قميص النوم بينما وقف ريمي ويداه في وسطه وبدت عليه الجدية .
اضافت الطفلة :
-
كنت سأحس بالألم .
قال ريمي دون ان يرفع صوته :
-
مجرد كلام! إنه اخوك الصغير وهو يحبك, تذكري ذلك في المرة القادمة عندما تنوين ارتكاب عمل طائش.
قالت جولي والدموع في عينيها :
-
نعم يا سيد دوسيه.
-
وخالتك دانيال! هل فكرت فيما يمكن ان تشعر به وهي ترى انك فجرت الطعام الذي تعبت في إعداده ؟
احتجت الفتاة :
-
ولكنه كان يثير اشمئزازي.
-
لا يهم, ولا يهم إذا كان طعمه مثل طعم عصيدة الكلاب , لقد جرحت شعورها ولابد ان تخجلي.
عضت دانيال على شفتيها وامتلأت عيناها بالدموع تعاطفا مع جولي وعطفا على نفسها وحنانا نحو ريمي : يا له من رجل لطيف!
رغم شهقات جولي فقد بدأت دموعها تفيض , جلس ريمي بالقرب منها وضمها إليه . لفت ذراعيها الصغيرتين حول عنقه الضخم واخذت تبكي من كل قلبها مدة دقيقتين . اخذ ريمي يهدهدها ويهمس في اذنها . اخيراً همس لها شيئا جعلها تنفجر ضاحكة وتبتعد عنه .
قرص انفها وغمز لها بعينه.
-
هذه ساعة نومك . تصبحين على خير يا كرنبتي العزيزة!
سألته جولي:
-
ما معنى هذا؟
-
الفتاة الصغيرة.
-
حسنا.
اتجه ريمي نحو الباب وهو يضحك ولم يتح الوقت لدانيال التراجع إلى الظل. تلاقت اعينهما جزءا من الثانية . كانت تعلن افكارها الجامحة وحاولت الهروب ولكنه امسكها في خطوتين .
قال في صوت حلو وهو يحصرها بينه وبين الجدار:
-
إذن يا رئيستي ! هل تتجسسين علي!؟
تقلص حلق دانيال . كان واضعا يده على الجدار ووجهه يقترب منها في خطورة . قالت:
-
لقد بدا عليك الغضب الجامح.
-
صدقيني يا عزيزتي . إنني كنت فعلا غاضبا ولكني هدأت بنفس السرعة التي اشتعل بها غضبي .
اخذت دانيال تفتش في عقلها عن طريقة لتغيير الحديث :
-
هل رأيت المطبخ ؟ كيف سننظفه ؟
-
اذا كنت فهمت جيدا , أليس لديك خادمة منزلية؟
-
لا, لقد هربت يوم رحيل سوزانا وتشارلز في الإجازة.لقد فضلت وظيفة مرشدة في بيروت.
-
لا تقلقي سأهتم بذلك غدا.
قالت له وهي تبتسم ابتسامة عرفان واعتذار :
-
شكراً , لا شك انك عندما قبلت الوظيفة لم تتوقع الأولاد والمطبخ وإدارة المنزل , إنه كثير عليك.
بدأت عينا ريمي تعودان إلى مظهرهما الغامض.
همس في أذنها وهو يحصرها بجانب الجدار :
-
أكثر من اللازم .. نعم أكثر من اللازم .
حاولت دانيال المقاومة ولكنها خسرت المعركة لقد فات الوقت كي ترفض ريمي مهما قال لها صوت العقل . كم هو رائع ان تكون مرغوبة وهي في هذه السن!
قال لها :
-
لقد تبعتني لأنك تخشين ان اضر خبيرتنا الصغيرة في المفرقعات, أليس كذلك؟ في رأيي الشخصي انت تحبين هؤلاء الشياطين الصغار أكثر مما تعترفين به. وأراهن انك تحبينهم أكثر من نفسك.
قالت له وهي متضايقة :
-
من الأفضل ان تعض لسانك قبل ان تتكلم.
تراجع ريمي نحو الدرج وهو يبتسم لها ابتسامة شيطانية :
-
افضل الا عض شيئا.
هددته:
-
انك تستحق ان اطردك , لا يمكن إصلاحك.
رد قبل ان يتجهم وجهه ويختفي في الدرج:
-
ولكني اجيد اشياء كثيرة لا تستطيعين الاستغناء عنها.

نهاية الفصل


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 11:12 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس

استيقظت دانيال وقفزت من مكانها . كان قميص نومها مبللابالعرق وكانت تجد صعوبة في التنفس , جلست في مكانها في السرير وحاولت ان تسترد سيطرتها على نفسها.
كانت الغرفة تسبح في ضوء فضي صادر من القمر الذي كان بدرا حيث تسللت اشعته من بين فتحات الستائر الواسعة بينما ساد الهدوء والصمت.
استغرقت دقيقة كاملة حتى افاقت من كابوسها وتفهم اين هي. كانت تظن انها لا زالت في الشقة التي استأجرتها في لندن حيث كانت تواجه الاتهامات الفظيعة من المرأة التي كانت تعتبرها أعز صديقاتها .
مر أكثر من عام , ولكن تلك الليلة المثلجة مع كلمات صديقتها الباترة كانت تعاودها باستمرار. كانت لا تزال تشم رائحة المادة الرغوية الكيميائية التي تسبح في جو غرفة التحميض السوداء, وتكاد تحس بذلك الجو من التركيز المجنون الذي كان يلفها وهي تعمل ويمنعها عن اية متعة خارجية .
ثم ذلك السكون الرهيب الذي اخترقها كسهم في تلك الليلة واستقر في قلبها .
قفزت من فوق سريرها قفزة واحدة كالمجنونة ودون ان تعني بارتداء الروب دي شامير او خفيها اندفعت خلال الدهليز بدافع الخوف . لم تسمع أي ضجة وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل والجميع نيام بمن فيهم جيرمي المشكوك فيه , لأنه من الممكن ان يتآمر كالشيطان وهو يحلم.
اخذ قلب دانيال يدق بشدة في صدرها وجرت حتى باب حجرة الطفلة حيث وقفت امامه ثانية وهي ترتجف من الخوف ثم ادارت المفتاح ودخلت الحجرة .
كانت غرفة الطفلة تقع في نفس ناحية حجرتها وقد اضاءها نور القمر ايضا في جزء منها بينما لمعت الاثاثات في الظل.
كانت كاميل ممددة على بطنها في مهدها وخدها مستندا على الغطاء. وعيناها مغلقتين بينما شكل فمها الصغير دائرة صغيرة.
نزلت دانيال على ركبتيها وامسكت بحافة المهد وكأنها تمسك قضبان زنزانة السجن. استعادت انفاسها وركزت بكل قوتها على ظهر الطفلة الذي كان يرتفع ويخفض على وتيرة منتظمة مع انفاسها.
بعد دقيقة اطمأنت ثم اطلقت زفرة ارتياح عميقة, ثم جلست على مقعد هزاز ذي مساند بالقرب من المهد ولكن الرعشات تملكتها وحولت جسدها إلى امواج من الحركة مما اضطرها لأن تضع قدميها تحت ساقيها وتجلس القرفصاء حتى تستطيع السيطرة على نفسها.
حمداً لله .. فإن كاميل بخير وكل شيء بخير ولا شيء خطير حدث اثناء اللحظات التي استغرقتها في النوم. إنها ليست موجودة في كنز نجتون والطفلة ليست طفلة آن فيلدنج . بدأ ثقل يزحف شيئا فشيئا على اعضائها بينما توقفت الرعشات . ظلت ساكنة تتأمل ابنة اختها.
راقبها ريمي من على عتبة الحجرة وقد اسند كتفه على إطار الباب . كان الضوء الذي يسقط على وجه دانيال يكشف شكلا من المعاناة لم يسبق ان عرف لها مثيلا . إنها تحس بأنها بلا سند ويائسة.
همس بصوت حنون :
-
دانيال!
استطاعت ان تخرج من قلب الجحيم الذي كانت فيه وان تلقي نظرة على الباب حيث يقف ريمي وكأن ظهوره كان سحرا خرج من ضوء القمر.
كان مرتديا قميصه الابيض شبه المفتوح كي يظهر قوة صدره وعضلاته المفتولة وكأن نحاتا نحتها من الصخر. كان يشع رجولة طبيعية ومتكبرة وكان حافي القدمين مرتديا الجينز الضيق الذي ابرز عضلات ساقيه ووسطه النحيف.
كرر اسمها عندما ادارت نظرها:
-
دانيال , ماذا تفعلين هنا؟
همست : إنني احرس الطفلة.
قال ريمي الذي جاء وركع على ركبتيه بجوارها :
-
إنها نائمة .
-
اوه ...
-
ويجب ان تنامي أنت ايضا .
-
وأنت! ماذا تفعل هنا؟
رد دون ان ينظر إليها :
-
هذا عملي!
مهما اختلقت من اعذار فإن من الواضح ان شعرها في فوضى ووجهها شاحب متجهم وقد ظهرت عليها بعض التجاعيد من التوتر العصبي حول فمها وخط كبير يدل على القلق بين حاجبيها , ومع ذلك فإن أيا من هذه العلامات لم تمح جمالها .
ود ريمي لو لمسها وجذبها من الأرض . هناك شيء ما غير مضبوط ولا يجب ان يساعدها قبل ان يعرف ما هو الخطأ.
نهض ومد لها يده . ولكنها اكتفت بأن القت عليه نظرة ساهمة قبل ان تعود لاهتمامها بالطفلة . قالت :
-
سأبقى هنا ويمكنك ان تعود لتنام.
قال وهو يقلد لهجتها ونبرة صوتها :
-
شكراً, ولكن سأبقى هنا ايضا .
أومأ برأسه إلى الاريكة التي تقع تحت النافذة وقال :
-
تعالي اجلسي بجواري , تعالي قصي على ريمي , ماذا تفعلين هنا وسط الليل بدلا من ان تنامي كما تنام كل سيدة منزل مميزة تحترم نفسها.
كانت دانيال التي لا تريد ان تكشف بأي ثمن عن اسباب وجودها في حجرة كاميل ولكنها خشيت ان تثير فضوله إذا ما سكتت , لذا نهضت رغما عنها ثم جلست على المقعد ذي المساند بدلا من الأريكة وهي منتصبة على جانبه وعيناها لا تبتعدان عن المهد.
جلس ريمي على مسند المقعد وقدمه مثبتة على الأرض وساقه اليسرى مثنية تحته.
احست دانيال بأن نظراته ثقيلة عليها .
قالت معترفة :
-
لقد حلمت بكابوس!
لم تكن هذه كل الحقيقة , سألها :
-
بشأن كاميل ؟
-
لقد احسست انني سأتحسن لو جئت وجلست بجوار سريرها .
ساد الصمت بينهما عدة دقائق . واستمرت دانيال في مراقبة الطفلة وهي تتساءل : ماذا يظن بها ريمي ؟ هل سيتقبل تفسيرها ام سيحفر اعمق؟
تخبطت بين رغبتها في ان تعترف له بالحقيقة والرغبة في السكوت! يبدو عليه مظهر التفاهم وحسن الإدراك . ولكن هل سيقدر على فهم ماحدث في تلك الليلة في لندن ؟ من يمكن ان يسامحها وهي غير قادرة على ان تسامح نفسها ؟
إن الخلاص الوقتي الذي ستحصل عليه إذا ما اعترفت له لن يرفع عنها الثقل الذي يحط على ضميرها.
اخذ ريمي يراقبها في تفكير , هذه المرأة لغز, إنها غنية , ولكن ليست لديها الاهواء والنزوات التي تصاحب الثروة والجاه. إنها مستقلة ولكنها وحيدة وحزينة وهو يحس بذلك جيدا . إنها واثقة بنفسها ولكنها مرعوبة من الأشياء البسيطة مثل المطبخ والاطفال .
ومن يسمعها يعتقد انها تفضل ان تعاني الذهاب إلى طبيب الأسنان بدلا من ان ترعى ابناء اختها . ومع ذلك تسهر على نوم كاميل وكأنها ملاكها الحارس.
سألها اخيراً:
-
لماذا لم يكن لك طفل؟
فزعت دانيال , عادة ما ترد على هذا السؤال المحرج بالقول: إنه ليس من شأنك , ولكن في هذا الظرف فمن المنطق ان يسأل هذا السؤال.
-
إنني من النساء التقليديات اللاتي يؤمن بأن الزواج يأتي اولا ثم الاطفال.
-
إذن لماذا لم تتزوجي؟
-
الرجال الذين طلبوا يدي لم يكونوا من الاخيار وإنما من الاشرار لكن لم يطلب يدي ابدا رجلا طيبا .
قال ريمي في ملل :
-
ومن يكون هذا الطيب ؟ هل له اسم؟
احست دانيال بالتسلية وادارت انتباهها مرة ثانية نحو الطفلة ثم ذهبت لتستقر في راحة فوق الأريكة.




قالت :
-
لا , هل نسيت انني من عائلة هامليتون . اي رجل طيب سرعان ما يغير رأيه عندما يكتشف حقيقة عائلتي .
-
لا تقولي لي : إنك تؤمنين بهذه اللعنة !
-
لا , هذا شيء آخر , انا من النوع الذي تصعب الحياة معه . ولابد انني ورثت والدي في هذا المجال , لقد تعودت ان افشل مع الرجال . واتصور ان ذلك يرجع إلى انني فنانة , نادرا ان اجد رجلا يمكن ان يعيش في ظل نزواتي .
مال ريمي للأمام ووميض خاو في عينيه السوداوين , ورفع خصلة من شعر دانيال من فوق جبهتها وثبتها وراء اذنها ثم اجبرها على ان ترفع عينيها اليه .
قال بصوت دافئ وممطوط ومليء بالتلميحات:
-
ربما لم تقابلي الرجل الذي يستطيع ان ينثر نزواتك في الهواء.
احست دانيال برجفة رهيبة تسري في جسدها وتستقر في معدتها وتحرق صدرها. ولكنها استطاعت ان تحدجه بنظرة قاسية وترد عليه:
-
من يقترب من النار تلسعه !
رد ريمي :
-
لقد قلت لي بمافيه الكفاية وهذا التحدي لا يعجبني .
-
لسوء الحظ لم تبلغ السن المطلوبة .
عبس وجه ريمي :
-
إن مشكلة السن هذه تضايقك حقا , أليس كذلك؟ ألا يقترب عيد ميلادك ؟
-
سني اربعة يمينها صفر إذا كنت تريد ان تعرف , ها قد قلت لك ويمكنك من الآن فصاعدا ان تكرر محاولتك وتتصرف كا لأهبل عندما تحاول ان تغازل امرأة في السن تصلح ان تكون ..
-
سيدتي!
خرجت الكلمة من فم ريمي رقيقة كالنسيم الحارق الملفوف بالقطيفة الناعمة .
قال مكملا :
-
هكذا إذن الامر يا عزيزتي , أنت أكبر مني ببضع سنوات فما المشكلة ؟ إن ما بيننا لا صلة له بالعمر.
ردت عليه بجفاء بينما رأسها يدور :
-
انت تقول ذلك, لأنك لم تر الجانب الآخر من شخصيتي.
قال باسما:
-
حقيقة لا أرى سببا لقلقك , لم تبلغي بعد السن التي تسمح بانضمامك إلى نادي العجائز.
لم يكن مخطئا . إن ما يضايقها في الحقيقة هو وصولها إلى هذا الرقم من السن دون ان تنجز شيئا ذا قيمة . هل حققت نجاحا شخصيا؟ إن الفن من أجل الفن هو الذي يهمها وليس المجد والشهرة . ثراؤها ؟ لقد ولدت وفي فمها ملعقة من الذهب.
تساءلت وهي تتأمل كاميل , إن كانت ستقدر من الآن فصاعدا . إن النجاح في الحياة لا يقاس بعدد الاطفال . إنها لم تنجب ولن تنجب ابدا . عندها فنها ولكن لن يبكي عليها إذا ماتت.
همس ريمي :
-
انت جميلة !
ردت بلهجة باترة لتضع الجمل في مكانها :
-
وانت المربية .
لسوء الحظ هذا الاسكتلندي الوقح لا يعرف الإهانة , واستمر يعاكسها , ياللمعان الذي في نظراته المتمردة , سألته :
-
وانت كيف حدث ان جماعة من صغار آل دوسيه لم تتبعك؟
اخذ ريمي يفكر. في اعماقه كان يريد ان يكون أسرة ولا يزال متمسكا بذلك. ورغم انه مستمتع بحياته كأعزب فإنه يشعر بأنه مشدود إلى الاستقرار والعاطفة والراحة التي يمكن ان يوفرها الزواج, لو قرر الزواج فلن يكون امامه سوى مشكلة الاختيار فحسب , فهناك جمهور من الفتيات الصغيرات الحسناوات في انتظار إشارة من اصبعه خاصة ماري بروسارد والتي منذ وقت طويل افهمته انها في انتظار طلبه لتقفز بين ذراعيه . وماري فتاة ساحرة من اصل اسكتلندي , ولديها كل ما يجعلها تصلح زوجة مثالية .
كلهن صالحات للزواج إلا ان هناك سببا واحداً يمنعه وهو انه لا يحبهن. إنهن يشعرنه بالسرور ولكن الأمر لا يتجاوز ذلك وهو عاطفي جدا بحيث لا يكتفي بذلك.
-
هل تأملين ان تعالجي نفسك من هذا الموقف؟
لم يتلق الرد الذي يتوقعه وإنما تلقى نظرة جوفاء. قالت بعد ذلك وهي تتحول عنه.
-
أنا آخر شخص يمكن ان توجه إليه هذا السؤال.
لا اللعنة الشهيرة ولا قرب احتفالها بعيد ميلادها الأربعين يمكن ان يفسرا مسلكها . لابد قطعا ان يكتشف لماذا هي تتخبط وسط الظلام؟
قالت :
-
اولا , لقد رأيت عرضا لمهارتي مع الاطفال ولن اغامر بأن ارشح نفسي الأم المثالية لهذا العام.
رفض ريمي ان يصدقها . ربما لا يريد ان يقتنع انها لا تصلح أما. وربما لأنه تأثر من الحزن الذي في صوتها . أيا كانت دوافعه فإنه يصدق غريزته مهما كانت مقاومتها .
قالت له :
-
ارجوك يا سيد دوسيه.
-
صه! فإنك ستوقظين الطفلة .
-
ولكن ماذا يمكن ان تجنيه من ذلك؟
-
لا شيء, فقط دعي الأمور تجري في مجراها الطبيعي , واعتمدي على العم ريمي وبوحي له بأفكارك السوداء التي تطارد عينيك الجميلتين .
كانت دانيال تظن نفسها ممثلة بارعة تستطيع ان تخفي قلقها وحزنها, ولكنه مارس عليها سحره الذي لا يقاوم فجردها من كل اسلحة المقاومة .
اخذ جسدها يسترخي شيئا فشيئا , بدأت تحس انها افضل بالقرب منه , من ذلك الرجل القوي مفتول العضلات والذي يشع رجولة . كانت متعبة لدرجة لا تستطيع معها المقاومة فاسندت رأسها على كتفه واحست بالأمان وزفرت زفرة ارتياح .
اخذ يغني اغنية شعبية اسكتلندية. كان صوته حلوا رخيما ومريحا كالنسيم العليل , اغلقت دانيال عينيها في نشوة وسالته بصوت نعسان:
-
ماذا تقول كلمات اغنيتك؟
كانت تظن انها كلمات حب ولكنه قال:
-
إنها تقول لا يجب ان تعمل كثيراً وإنما تطير !!
-
يا له من لحن غريب!
قال مكملا معنى بقية الأغنية:
-
اسأليني كم احبك يا جميلتي .
كان يضع يده على قلبه دليلا على سرعة ضرباته. وتساءل إن كانت دانيال تراه او تحس به ؟ ولكنها نامت بين ذراعيه.
إن هذه السيدة من الطبقة الراقية لم تخلق ابداً من اجله. إنها تتسكع في العالم كله وقلبها يرفض ان يشبع وتحس عطشا شديدا ان تكتشف اشياء لا تفهمها . إنها واثقة بنفسها كطفلة جميلة كالملاك.
اطلق ريمي زفرة طويلة , إنها لم تخلق له ولكنه يحس بالروعة معها. ومعاملتها في الظاهر تدل على انه لا يرغبها.
اضاءت ابتسامة ساخرة وجهه وهو يضع قبلة على شعر دانيال.

نهاية الفصل



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-07-19, 11:19 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السابع

ايقظ ثقل كبير دانيال من النوم السرير العتيق المصنوع من خشب البلوط على أرجله الأربع . ظنت ان زلزلا حدث أدى إلى سقوط سقف الحجرة عليها فلم تتحرك من مكانها قيد انملة فضلا عن تعودها الاستيقاظ في وقت متأخر من النهار فقررت ان تعود إلى النوم إلى ان تأتي فرقة الإنقاذ لإخراجها من بين الأنقاض.
ولكن السرير عاد مرة اخرى الى الاهتزاز والثقل الذي كان يسحق ساقيها ثم انتقل إلى رأسها ورأت لسانا ضخما يلعق خدها , وسمعت :
-
انهضي يا خالة دانيال.
من بين جفونها شبه المغلقة رأت أميرواز واقفا بالقرب من سريرها مرتديا بيجامة مكرمشة وقد وضع على أنفه قناعا لوحش قبيح بينما امسك بكلبه المصنوع من القماش تحت ذراعه:
-
هل تحبين ان يقتلك شو الصغير مرة اخرى؟
ادارت دانيال رأسها لتجد نفسها وجها لوجه مع كلب المراعي الضخم جاثما على الوسادة على الجانب الآخر واخذ دون إلحاح من احد يلعق وجهها . صاحت وهي تخفي وجهها تحت الوسادة :
-
اللعنة! إنه ليس كلبك يا اميرواز!
-
بل هو كلبي يا خالة دانيال.
-
ولكن لا , إن كلبك لونه اسود واتذكر ذلك تماما.
انفجر الولد الصغير ضاحكا وكأنما نطقت بكلام ساذج ثم امسك بيدها ليساعدها على النهوض , اخذت دانيال تدور حول الحجرة وهي لا تذكر كيف عادت إلى حجرتها . بعد تلك الأغنية الشعبية الاسكتلندية التي غناها ريمي لم تعد تذكر شيئا ربما حملها إلى سريرها وهي نائمة .
كانت مجرد هذه الفكرة كافية لأن تجعلها تذوب خجلا , إن هذا الرجل جذاب جدا وصغير في السن جدا.
ظلت ساكنة في مكانها تائهة في افكارها ولم يضع اميرواز وقته حيث اختار بنفسه الحذاء من دولاب ملابس امه وبعض القطع المناسبة وقدمها إلى دانيال التي ارتدتها فوق قميص النوم دون ان تلقي عليها نظرة. كانت قد استغرقت في حالة مريبة من الغبطة والسعادة وعندما انتهت من ارتداء ملابسها امسك ابن اختها بيدها وسحبها نحو الدهليز ومنه إلى المطبخ . كانت تتبعه كالعمياء وبدون تردد كالببغاء.قهوة .. قهوة .كان ريمي في المطبخ وكاميل معلقة تحت ذراعه اليسرى ورضعات في اليد اليمنى وفي نفس الوقت كان يراقب نضج البيض المسلوق. أدار رأسه عندما فتح الباب على اميرواز تتبعه خالته. اوشك ان يختنق من منظر دانيال.
كانت ترتدي قميص نوم شفاف من الحرير الأسود غير مقفول بإحكام اظهر أكبر جزء من ساقيها الملفوفتين العاريتين وكان مظهرها يوحي بأنها خرجت لتوها من معركة غير متكافئة.
كانت شبه فاقدة الوعي وهي تعبر الحجرة وهي لا زالت تردد:
-
القهوة .. القهوة !
فوضع ريمي الرضاعة على المائدة وناولها الإناء الذي كانت تريده. احاطت الشابة الكوب الفخار بكلتا يديها ورفعته إلى فمها وكأنه يحتوي على أكسير الحياة . احرق السائل القوي حلقها بينما وصل الكافيين في الحال إلى مخها واحيا كل خلاياه. فتحت عينيها على اتساعهما واخذت تتأمل القهوة في الكوب والتي كانت أشد سوادا من غراب البين.
قالت من بين انفاسها :
-
إنها قوية بعض الشيء .
-
هل افادتك؟
وضع ريمي الطفلة على الأرض محشورة ما بين الجدار والمائدة . قال بإلحاح:
-
إنها قهوة حقيقية , هل اعجبتك ؟
-
لنقل إن .. إن يدك كانت كريمة .
قال ملحا:
-
إنها لم تنفع كي تسرك.
تلقى فقط همهمة إجابة على كلامه. واصل الحديث بصوت كالقطيفة :
-
يا لهذا الجسم الرائع يا عزيزتي , حاولي ان تقولي شيئا .
خفضت دانيال رأسها وفتحت فمها فجأة على آخره وصاحت :
-
إنني احلم !
رد ريمي بدوره :
-
وانا كذلك إذن!
تدخل اميرواز :
-
ألا ترى ان الخالة دانيال جميلة ؟ أنا الذي اخترت لها ملابسها.
ابتسم ريمي له ابتسامة ماكرة :
-
انت رجل بالنسبة لي يا ولدي رائع.
ابتهج اميرواز وقال :
-
هل تظن ذلك حقا ؟
صاح ريمي :
-
وكيف لا , إنه اكثر من رائع وفخم !!
ابتعدت دانيال عن ريمي في حرص . كان مرتديا جينزا ضيقا يظهر كل تقاسيم جسده وهو ملتصق بساقيه , تساءلت كيف يبدو جذابا في هذا الوقت من الصباح ؟
سألها :
-
هل يضايقك لو رفعت هذه اللعبة حتى لا يتعثر فيها احد ؟
بدأت تنفذ طلبه ولكنها رأت ان ملابسها ستنحسر عن جسمها فقالت :
-
انت ماكر يا سيد دوسيه !
قال وهو يوجه إلها ابتسامة ساحرة :
-
ارجو ألا تغضبي مني لأنني حاولت ...
لا إنها لا تستطيع بل بالعكس , إنها غاضبة من نفسها لأنها ترغب في المحاولة . كيف ستتمكن من تحمل الحياة خلال الاسبوعين والنصف القادمين؟
بينما كانت ترتدي ثوبا من طراز برمودا بلون ازرق سماوي وقميصا ابيض برقبة عالية تساءلت عن : أي نوع من الاشياء يمكن ان تستعملها لتشتت انتباه ريمي بعيدا عنها ؟ التقطت الوشاح وهي ساهمة وكان من الحرير متعدد الألوان ووضعت خدها على القماش الناعم لحظات ثم استخدمته لربط شعرها على شكل ذيل حصان.
ستدفع سوزانا ثمن كل ما حدث لها ! ولكن يمكن لانتقامها ان ينتظر . يجب ان تعمل .. تعمل ! إنه الحل الأمثل . إن آلة التصوير المعلقة حول رأسها يمكن ان تصلح كوسيلة للدفاع ضد الإغراء الذي يمثله شباب صغار مليئون بالرجولة مثل ريمي , وتمنعهم من الاقتراب منها والشباب الذي هم اصغر منها والذين يغنون لها اغاني الغرام بصوتهم المخملي المر مما يجعلها تفقد عقلها ويتصرفون معها كالقراصنة.
كانت ساقاها غير متماسكتين وهي تجري حتى حجرة التحميض الفوتوغرافية حيث كان تشارلز بوفييه يظهر نفسه صوره واوشكت ان تركع على ركبتيها فوق الارضية في الحجرة التي تعشقها والتي وضعت فيها كل ادواتها .
إنه عملها المحبب إلى قلبها , إنها ستعد تقريرا صحفيا مصورا عن نيو اورليانز , عن الأحياء , عن العمارة في نيو اورليانز , لا بل عن شيء أكثر تحديدا , عن ابواب نيو اورليانز وعن المربع القديم وعن مقاطعة جاردن وشارع يوريون وعن شارع ماجازين وغير ذلك.
اطلقت زفرة ارتياح والقت الحقيبة التي تحتوي على اجهزتها الفوتوغرافية فوق كتفها وعادت إلى المطبخ .
كان ريمي جالسا في هدوء امام المائدة وامامه قدح آخر من قهوته القاتلة وهو يقرأ الصحيفة . لم يجد أي ولد على مرمى البصر ولم يقطع السكون سوى لحن من اكورديون مذاع من الراديو الموضوع على المنضدة . اخذ يفحص الزي الجديد لدانيال بدقة وقد عقد حاجبيه في تقطيبة واضحة .
سألته : اين الأولاد ؟
-
خرجوا للسباحة عدا الطفلة فهي نائمة.
تأوهت دانيال في صمت, لقد خرج كل الأولاد , لقد تركوا أرض المعركة وتركوها وحيدة مع ذلك الاسكتلندي , إن اولاد اختها الشياطين تركوها تسقط في اللحظة التي هي في حاجة إليهم . شملت الحجرة بنظرة متأنية محاولة تجنب عيني ريمي .
-
كيف استطعت القيام بتنظيف اثار الحريق بهذه السرعة ؟
كانت في حالتها السابقة لم تلحظ قبل الآن انه لم تعد هناك اية آثار للكارثة التي ارتكبتها جولي ولم تعد ترى اي قطعة ولو صغيرة من المكرونة معلقة في أي مكان.
قال لها :
-
لقد قلت للأطفال إنني لن اسمح لهم بالذهاب للسباحة مع اصدقائهم ما لم يساعدوني .
-
إنه ابتزاز إذن, لماذا لم أفكر في هذا من قبل؟
صبت لنفسها بعض القهوة وخففتها بالماء ثم انزلقت جالسة فوق مقعد على الطرف الآخر من المائدة واخذ يفحصها بعينيه:
-
إنهم ليسوا مختلفين كثيرا عن باقي الاطفال . إنهم فقط في حاجة إلى النظام .
قالت دانيال وهي تحاول ان تبدو في صورة الرئيس الذي يهنئ موظفه:
-
أنت تعرف تماما كيف تتعامل معهم, كيف استطعت ان تختار هذه المهنة؟
لم يحس ريمي بالارتياح وهو يحول نظره. إنها لن تسعد لو علمت انه حصل على هذه الوظيفة كنوع من التحدي ولكن من ناحية اخرى لم تكن لديه رغبة في ان يكذب عليها. مرة اخرة اسرع ملاك الحارس لإنقاذه وهو يقول له في أذنه:
-
لست مضطراً لأن تكذب عليّ وإنما يكفي ان تقول لي الحقيقة.
قال :
-
في الحقيقة , إن اطفال دوسيه ينتشرون هناك في منطقة بايو. إنني اعتني بابناء وبنات إخوتي منذ سنوات حتى اصبحت اعمال الحضارة موضة في العائلة .إن اختي لديها وكالة لجليسات الاطفال مشهورة جدا في نيو اورليانز ثم إنني اعتبر هذا العمل نوعا من المتعة والتسلية والتدريب ايضا على معاملة ابنائي ورعايتهم في المستقبل . ألا تفكرين في ذلك ايضا؟
تململت دانيال فوق مقعدها وقالت :
-
أنا ؟ وماذا افعل بالأطفال؟
اجاب ببساطة :
-
إنك ستحبينهم.
تجنبت نظراته العميقة والتقطت كسرة خبز من فوق المائدة واخذت تلعب بها , تساءلت : تحبهم؟ هل تجهل ان الحب لا يكفي ؟ قررت دانيال ان تلجأ إلى المزاح حتى لا تسقط في الحزن عندما تفكر في هذا الموضوع .
سألته : كيف يمكنني ان احصل على اطفال ؟ يلزمني شقة واسعة , ودعك من الحديث عن رجل طبعا.
اضاءت عينا ريمي وقال :
-
هل تبحثين عن متطوع؟ هيا ارتدي ملابسك الاخرى وعودي إلى شخصيتك الحقيقية وبعدها نستطيع ان نناقش الموضوع.
ردت بلهجة لاذعة:
-
لا اعتقد ان تلك الشخصية تصلح للمناقشة.
رد عليها بابتسامة العالم ببواطن الأمور:
-
لا , بالعكس أنا متأكد انها ستدفعك للعمل.
حاولت دانيال ان تحول الموضوع لناحية أقل حساسية وخطورة فرسمت ابتسامة محترفة:
-
إنني اقضي وقتي في الترحال وعملي غير متوافق مع الحياة العائلية المستقرة.
-
لدي شعور خاص بأن هذه الحياة التي تعيشينها لا تقود إلا إلى الوحدة.
ادهشتها دقة ملاحظته واذهلتها . لم تكن دانيال تتوقع ان تعيش في وحدة ولا تتمنى ذلك. لقد كان لها اصدقاء وزملاء في كل انحاء العالم ولكنها انتهت من الحياة مدة عام طبقا لملاحظة ريمي حياة في وحدة كاملة في التبت, وحدة تجاوزت العزلة الجغرافية , إنها تشعر بالعصبية من نظرته الثاقبة ولكنها لن تظهر له ذلك .
قالت مؤكدة :
-
انا اعشق حياتي ولا اتحمل ان اظل محصورة في ركن مدة طويلة , إنني احب السفر والترحال لدرجة العبادة وان أرى العالم وأقابل الناس.
-
افترض إذن انك ستغادرين نيو اورليانز عندما تعود السيدة بوفييه.
قالت وهي تنهض:
-
طبعا , لا شيء يربطني هنا.
قبل ان تدرك ماذا حدث لها وجدت نفسها بين ذراعي ريمي غارقة في سحر صدره الحنون وقد علت وجهه البرونزي ابتسامة باتساع فمه, كابتسامة قرصان سرق كل مقاومتها , قال بعد ان تعثرت واوشكت ان تقع لولا ان سندها:
-
هأنا امسك بك! واسندك يا عزيزتي .. هل كنت تريدين ان ترقصي ؟
تلعثمت :
-
انت مجنون.
ولكنها احست بأنها تذوب وإرادتها تتعبثر حاولت ان تضربه وتدفعه بكفيها في صدره ولكنها ازدادت التصاقا به.
قالت اخيراً:
-
لولا انني كنت في حاجة ماسة لخدماتك لراجعت اوراقك , لقد كنت في حالة يأس .
-
في حالة يأس؟ تحتاجينني , إن هذا يسعدني دن شك.
- لقد كسرت جانبي , هل هذا يعجبك ؟ إذا لم تتركني سألكمك .
ردا عليها انتصب ريمي واقفا فجأة واخذ يراقصها على انغام الروك السريعة فجأة حتى انها اصطدمت بشدة بجسده الصخري.
سألها :
-
هل ستكلمينني لأنني اعطيك درسا في الرقص؟
-
درس في الرقص ؟ يا لوقاحتك!
اضطربت دقات قلب دانيال بين الارتفاع والانخفاض في صدرها بينما هو كذلك حاول ان يسترد انفاسه, لقد كان من السهل عليها ان تقسم وهي بعيدة عنه ألا تقترب منه ابدا ولكن تنفيذ القرار عمليا يتطلب جهدا فوق طاقة البشر.
اخذ الراديو يذيع الآن لحنا هادئا من نوع السلو وبدأ جسم ريمي ينبع هذا اللحن الراقص بطريقة آلية حيث كان الرقص طبيعيا بالنسبة له كالمشي.
قال مقترحا :
-
ما رأيك ان نرقص الليلة في الخارج؟
سألته بصوت لاهث وهي حبيسة ذراعيه :
-
والاطفال؟
-
سنحضر جليسة اطفال.
تعمدت دانيال في هذه اللحظة ان تدوس قدمه, لذا عبس وجه ريمي وانحنى امامها:
-
أراك متخشبة يا عزيزتي , لماذا لا تسترخين يا ملاكي. نحن في نيو اورليانز بلد الحياة البهيجة وفيها الناس لا يكادون يكفون عن الرقص ببراعة .
قالت له مهددة :
-
هل تود الاحتفاظ بسلامة قدميك ؟
لمعت عينا ريمي في مكر وهو يراقصها ويضع خده .
رد عليها :
-
نعم عندما احتاجهما للمشي ولكن لو اصبتني إصابة بالغة فسأضطر إلى قضاء وقتي في السرير.
كزت على اسنانها وقالت له :
-
وعندها سنحس بأنك وحيد للغاية.
قالت دانيال في نفسها : يا لغرابة الانجذاب بين الرجل والمرأة ! لقد نسيت كل المشاكل التي تعانيها حول سنها وافكارها حول الرزانة والحرص, ونسيت انها لم تحظ لفرص كبيرة مع الرجال بل إنها قررت التخلي عن تلك العلاقة .
اخذت ترتجف وهي تطلق زفرة هزيمة عندما قال لها :
-
اوه يا دانيال دعيني احبك!
في هذه اللحظة صاح صوت من فتحة الباب:
-
صباح الخير للجميع.
تلعثم ريمي وهو يدفع دانيال بعيدا عنه:
-
بتلر ! ماذا تفعل هنا؟
قال بتلر :
-
لقد وجدت انه من المفيد ان أتمشى قليلا.
قال ريمي :
-
هذا هو الأمر , لابد انك تحتاج إلى نزهة طويلة في الخارج, ارجو ان تستدعينا عندما تصل إلى قلعة بانون روج ونأتي لإحضارك.
لم يهتم بتلر بهذا التعليق العدواني وإنما بدت عليه نظرة رضا عن النفس.
قالت دانيال التي اقتربت من مائدة المطبخ لتصب قدح قهوة لرئيس الخدم:
-
لقد ذهب الاطفال للسباحة وكان من الواجب عليك ان تستغل هذا الهدوء لتستريح .
قال بتلر متصنعا الدهشة وبصوت لاذع:
-
هل ذهب الاطفال للسباحة بدون مربيتهم؟
رد ريمي بنفس اللهجة:
-
لقد بقيت المربية لرعاية الطفلة.
همهم بتلر:
-
فهمت ! وترعاها مع سيدة البيت!
احست دانيال بأنها مشتتة . كيف سمحت لنفسها ان تنساق إلى هذا الموقف المخجل ؟ لابد انها فقدت عقلها عندما سمحت لنفسها ان تنجذب نحو ذلك الاسكتلندي الذي ليس سوى خادم عندها. لابد ان هذا علامات الشيخوخة او انها هذه الاعراض التي تسبق مرض فقدان الذاكرة التدريجي المعروف باسم الزهايمر . إنها لا تجد تفسيرا آخر لضعفها . لم يكن من المنطقي او المعقول ان تقع عاشقة لشاب صغير مثل ريمي دوسيه الذي يحلم بتكوين اسرة وان يقضي بقية حياته في مربع مساحته مائة كليو متر مربع فقط.
وقعت عيناها على الحقيبة التي تحوي آلاتها الفوتوغرافية فأمسكت بها كأنها تمسك بحلقة النجاة. وعندما اتجهت إلى الباب والحقيبة تتطوح على كتفها كف الرجلان على يتفحص كل منهما الآخر بنظراته وتحولا معا برأسيهما نحوها .
قال ريمي :
-
يا جميلتي .
قال بتلر :
-
اين ستذهبين ؟
قالت لهما في تحد وهي متسلحة بالشجاعة امام نظرات الخيبة والأسف التي وجهاها إليها.
-
إلى العمل! لابد ان أكسب لقمة العيش واحصل على المكانة التي استحقها .

نهاية الفصل


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.