آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-07-19, 02:56 AM
| #11 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب  
|  9- لن يستمر الوادي سرّياً واخيراً ساروا بطريق العودة, هارمون ركب البغل تحث مراقبة الهندي الدقيقة وماكس على بغله بشكل غير طبيعي وفيونا على بغل آخر ومعها حزمتين تسير جنباً لجنب مع ماكس لمراقبته عن كثب ترقباً لعلامات الاعياء على وجهه الشاحب. ولدى وصولهم التقت الأب لورنزو فبادرته بالقول تلاقياً لاضاعة الوقت بالتفاصيل: - لقد اصيب برصاصة. ثم ملأت كل وعاء وصلت اليه يدها في الارسالية بالماء ووضعته على النار ليغلي وذهبت الى ماكس قائلة له: - قل لي ماذا يجب ان افعل. ---------------------------- نظر الى الكاهن ثم اليها وقال: - افضل ان تبتعدي عن ذلك, الأمر ليس سهلاً ابداً. - لم يخطر ببالي ذلك, بل علينا القيام بمايلزم بسرعة, لقد هيأت الماء المغلي ويجب ان تذهب لغرفتي الصغيرة المعرضة لنور الشمس والتفتت الى الكاهن وقالت: - اريد قطعة قماش نظيفة وغطائين نظيفين احدهما للطاولة. - ساحضر مااستطيع فأنا اعيش بتقشف, هل تفي المناشف النظيفة بالغابة؟ - اجل فمناشفنا اصبحت وسخى جميعها. ولما سمعت صوت غليان الماء اسرعت تنقل الطاولة الى غرفتها وجلبت الأوعية وابريقين ثم التفتت الى ماكس فوجودته واقفاً وقد خلع قميصه, اشار الى قميصه وقال: - انظري , لم اكن لأصدق حدوث ذلك وبهذا الشكل حقاً. التفتت فرأت علبة السكائر الفضية القديمة التي تعرفها جيداً ملقاة على القميص فتفحصتها والتقطتها قائلة: - لقد تحطمت من زاويتها. - ولذلك انحرفت الرصاصة. - تقصد انها ليست غارزة في كتفك وان الجرح خارجي فقط. - اخشى ان تكون بداخل الكتف لكنها كشطت الجلد الخارجي واستقرت في اعصاب الجهاز التنفسي, هل تستطيعين يافيونا القيام بمايلزم؟ فأجابت بحزم: - سأقوم بأي عمل. - اتمنى لو اتمكن من القيام بذلك لكني لا استطيع رؤيتها ولا الوصول اليها واخشى الا يكون نظر الكاهنة حاداً كما يجب ولكن تأكدي اولاً. فتحت علبة الاسعافات وتناولت الادوات اللازمة حسب تعليماته, فاخذ ماكس ابرة المورقين وانبوباً صغيراً يحتوي على الجرعة اللازمة المجهزة سلفاً للحقن وقال: - سأقوم بذلك بنفسي. خانتها رباطة جأشها عند ذاك فقالت ترجوه: - ليس الآن اعد علي للمرة الثانية قبل ان تغيب عن الوعي . - لن افقد الوعي, انها فقط للتغلب على الألم. بلعت ريقها بصعوبة وأومأت برأسها فأخذ ماكس الابرة العضلية وتهيأ للعملية, لم تفقد وعيها عندما رأت الدم يسيل من الجرح كماتصورت , فقد استافقت في نفسها القدرة الخارقة الخفية الكامنة في اعماق كل انسان والتي لم تكن تحلم بأنها تملك شيئا منها . ابقت الكبسولة التي تحتوي ابرة الخياطة الطبية مغلفة حتى انتزعت الرصاصة ووضعتها على قطعة الشاش ففتحتها وامسكت بها وباشرت بتقطيب الجرح الطبي وعندها انتبهت الى ان ذلك الرجل الجالس بقرب النافذة الذي يتحكم بعوطفه. ------------------------------- هو الرجل نفسه الذي تحبه بكل جوراحها وانها بانتزاع الرصاصة صانته من الهلاك, اما الآن وابرة الخياطة بين اصابعها فانها ستسبب له المزيد من الآلام والأوجاع. تنفست بعمق والتفتت اليه, لم يتحرك, لكن وجهه شحب قليلاً وبدأ العرق يتصبب منه فقال: - يجب احكام اغلاق الجرح تماماً, التقطيه بالملقط هكذا وسأسدعك, لاتفكري بأوجاعي. ظنت في لحظة رهيبة بأن اعصابها تخونها فاذا به يحثها على المتابعة بلهجة فقدت شيئاً من الصرامة المعهودة فيه, خشيت الا تنتهي من التقطيب قبل انتهاء مفعول المورقين, مدت يدها لتأخذ المقص الذي ساعدها في التقاطه, امسكه لها فأحست بيدها ترتجف وان ثوبها قد التصق بظهرها من العرق, فهمست في اذنه: - هل أنت بخير؟ فتح عينيه ببطء وهو يتنفس بسرعة واومأ برأسه ايماءة واهنة, قالت: - هل تستطيع احتمال آخر قطبة. - هيا اكملي العملية . ادار رأسه للجهة الثانية فانهت القطبة ثم ربطت الخيط بعناية فائقة وتناولت ربطة التضميد الجاهزة وقالت: - هل تريد ان تفحصها قبل وضع الضماد؟ - كلا, وصر اسنانه فوضعت الضماد ثم احكمت توثيقه بشريط طبي لاصق بعد ذلك مسحت العرق المتصبب عن وجهه وكتفه. قالت لحنان: - عليك ان تستلقي الآن, هيا. وضعت يدها تحت ذراعه المصابة فتقدم قليلا ثم ارتمى ممدداً على الفراش, فسألته: - هل استطيع ان افتش امتعتك بحثاً عن قميص نظيف.؟ اومأ برأسه موافقاً, التفت نحو الباب فرأت الأب لورنزو واقفاً بصمت لا يبدي حراكاً. - لازمي جانبه وسجلب لك ماتحتاجين اليه وبعدها استطيع تقديم خدمة تعجبك, اعني الشاي المغلي جيداً. فتمتمت قائلة: - اجل.. ارجوك. التفتت بعد ذهاب الأب الى ماكس لتطمئن بأنها لم تقترف اي خطأ مهما كان قد يسبب مضاعفات خطيرة, ثم توجهت الى علبة الاسعافات واخذت تفتش في قسم الادوية عن كبسولة المضاد الحيوي فلم تعثر عليها بسهولة فارتبكت لأنهم استهلكوا اكثرها في علاج ازيزني وجوناثان عندما لسعته حشرة سامة, لكنها بعد جهد وجدت قنينة تحتوي على دزينة من هذه الكبسولات فسكبت بعض الماء في كوب ولمست ماكس برفق واعطته الدواء. -------------------------------- اعادت الكبسولة التي تركها في راحة يدها الى القنينة وحاولت بينما كان يشرب الدواء ببطء ان تسدها لكنها لم تتمكن فوضعت القنينة على الطاولة وغطتها بيدها اذ ادركت بان الدواء قد اخذ يفعل فعله. بدأ العرق يتصبب منها فجلست على حافة السرير تلهث بشدة في محاولة للتغلب على الاعياء الذي فاجأها . رأت ماكس من طرف عينيها الزائغتين يحمل الكوب لكنها لم تستطع التحرك لتناوله منه حتى لو كلفها ذلك حياتها فوقع الكوب فجأة على الارض وانسكب الماء حتى وصل الى قدميها فاذا به يمسك بيدها ويقول بصوت عميق: - اخفضي رأسك حتى تحت الركبتين. اطاعت وهي تغالب الدوار الذي لولا قبضة ماكس القوية لأدى الى سقوطها ارضاً فوق كومة القطن الطبي الذي استعملته للعملية, قال: - لا تخافي ستزول بسرعة. بعد وقت بدأ الدوار يخف تدريجياً فتمكنت من رفع رأسها بجهد كبير والجلوس بانتظام وقالت: - آسفة, لا نفع في ذلك. وحاولت الوقوف فقال لها : - اجلسي بهدوء. شددت عزيمتها عندما ادركت بأنه كان يقف جهة الفراش الثانية فارتعدت خوفاً عليه وصاحت: - كلا, عد الى الفراش. - كنت ابحث عن هذه القنينة في علبة الاسعافات, خذي وتناولي شيئاً منها, لم استغرب ماحدث لك فقد اجتزت امتحاناً رهيباً. - كانت محنة بالنسبة لي. ثم تناولت قليلاً من الدواء فشعرت بالدفء حالا وبدأت تستعيد نشاطها. - شكرا , يالي من حمقاء. اخذ العلاج منها ليضع السداد ويعيده الى علبة الاسعافات, قالت: - اعطني ذلك فقد تحسنت حالتي الآن. لكن حالتها لم تتحسن تماماً افترضت فقد ارتجفت يداها ولم تستطع احكام السدادة: - لا اعلم كيف احتملت الألم وكيف جعلتني اقوم بكل ذلك بدون ان تتفوه بكلمة, كنت اقول لنفسي بأني انزع من جسمك شظية كبيرة لكن التقطيب..لم اكن اعرف كيف تربط العقدة الصحية, ثم هناك التعقيم فلست متأكدة من اني غسلت يدي كمايجب , اني آسفة. - اقتربي قليلاً, لماذا انت آسفة؟ لقد انتهى كل شيء, انبذي هذه الأفكار لتشعري بالتحسن. قالت والدموع تملأ عينيها: - يجب الا تتحرك فاذا لم يلتئم الجرح... ------------------------------ - بل على العكس غداً سأكون في احسن حال وسيكون كل شيء على مايرام, لقد كنت رائعة. كان هذا الحنان الفجائي ابعد من الخيال فتبددت من نفسها كل رواسب الخيبة والقلق والتشنج التي انتابها حتى هذه اللحظة فبكت كما لم تفعل في حياتها منذ الطفولة, بكت حتى ارتاحت نفسياً ثم نظرت اليه بعينين زائغتين فشعرت بالأسى لرؤية وجهه المتعب. - سأذهب لأرى ماحدث للشاي الذي وعدنا به الأب لورنزو وبعدها يجب ان تنام. اومأ برأسه موافقاً فخطر لها بأنها المرة الوحيدة التي يرضخ فيها ماكس كريستبرن لأحد. قال وهو يغالب النعاس: - لا اريد الشاي ولا الطعام, اريد فقط الاطمئنان على المسروقات وهارمون , تفحصي الكيس جيدا وانقليه الى هنا. - اعدك بذلك. فاغمش عينيه المتعبتين. ظلت جالسة تراقب تنفسه الى ان اصبح عميقاً فالتفتت فاذا بالكاهن يدخل الغرفة فاقتربت منه بسكون تام كي لا لا توقظ ماكس , فوضع الشاي وتقدم نحوه ثم قال لفيونا: - اظن بأنك تضمرين له حباً كبيراً ياابنتي , فلماذا تكتمينه؟ فهمس قائلة : - لابد من ذلك. تنهد الكاهن ووضع يده على رأسها مؤاسيا فاغمضت عينيها لاشعوريا , لكنها تأبى المجاهرة بحبها لمن لا يريده , رفع الكاهن يده ومضى تاركاً فيونا وحدها للسهر على صحة ماكس. عندما عادت الى جانبه بعد فترة من الزمن كان ماكس لا يزال نائماً فلم تشأ ازعاجه لكي تخبره بأن المسروقات في المكان الامين حيث وضعوها عندما عادوا وهارمون في الغرفة الصغيرة الواقعة خلف البيت . اشاح هارمون بوجهه عنها عندما ذهبت الى غرفته للكشف عن حالته وتمتمت قائلة: - هل تريد شيئاً , اقراص اسبرين او فنجاناً من الشاي او طعاماً. - اذهبي الى الجحيم. حتى على نفسه فلايهمها امره لا بقليل ولا بكثير ولا تستطيع مساعدته بشيء, ثم ذهبت الى القاعة بعد أن القت نظرة على ماكس وتحدثت مع الأب لورونز, بيت الارسالية مريح وهادئ لذلك هدأت اعصابها بعض الشيء, اخبرها الأب في نهاية الحديث بوجوب عودته الى عمله وان عليها ان ترتاح لمدة ساعة على الأقل. - لا استطيع فهناك واجبات كثيرة اود انجازها. - كماتشائين ياابنتي. هل تريدين ان اصطحب ممرضتنا معي عندما اعود فقد تستطيع مساعدتك. ------------------------- - شكرا, انا متأكدة من ذلك ولكني سأدبر الامور بنفسي. ثم ابتسمت فلا يمكن ان تفسح مجالاً لاحد بمشاركتها العناية بماكس. - اتمنى ذلك من كل قلبي, سأترك جيمو هنا ويمكنك الاعتماد عليه كلياً. استراحت قليلاً بعدما ذهب , ثم نظفت الطاولة من الصحون وانتهزت هذه الفرصة لغسل شعرها وتمشيطه وبعدها حملت المسروقات الى غرفة ماكس حيث كان لايزال نائماً وخبأتها مع المسدس بسرعة فائقة وبهدوء, ثم عمدت الى الاهتمام بأمور شخصية. قلة الثياب لاتسمح باهمال تنظيفها يومياً بالاضافة الى وجود قميصين ملطخين بالدماء , سيكون ماكس ايضاً جائعاً عندما يستفيق , كم تتمنى ان يستيقظ. مالت الشمس نحو الافق وهي لا تزال امام الفرن تطبخ وتقوم بالاعدادت اللازمة. وجدت فيونا ماكس مستيقطاً عندما حملت اليه الطعام الذي اعدته بعناية فائقة فلاحظت عليه بعض التحسن, سألته: - كيف تشعر الآن؟ - بأحسن حال ياممرضتي. اوه! لم تصدق بانه انشرح لأنها طهت له الطعام فرتبت الصينية بحيث يستطيع ان يأكل بيد واحدة فذراعه اليسرى ما زالت تؤلمه طبعا. - بحق السماء اطلب مني مساعدتك. - اريد قميصاً وعدة الحلاقة. ثم جلس بينما اخذت تفتش امتعته لتلبية طلبه. - لاضرر من ارجاء الحلاقة للغد. - اني اكره ارسال اللحية, هناك اشياء لايمكن الاستغناء عنها ومنها حلاقة الذقن. - هذا شيء سخيف في هذه الحالة. - لاشك, ولكن اديري المرآة للناحية الثانية لقد اعلنت مرة بتسرع انك تستطيعين ان تكوني جارية ممتازة فهلا اضأت المصابيح قبل هبوط الظلام. - اجل بالطبع ياسيدي, سرها قوله فقامت بفحص المصابيح الموضوعة على خزانة قديمة في الزواية وقالت: - اظن بأنها تحتاج الى تعئبة. وتوقفت لأن الباب انفتح فجأة ودخل الأب لورنزو بوجه متجهم. - ارجو المعذرة , هذا الرجل الدعو هارمون مريض جدا والأفضل ان تأتي لمساعدته. فقالت فيونا متعجبة: - لايمكن, لقد زرته منذ اقل من ساعة وحدثته قبل عودتك بقليل. كان بكامل قواه فاخذت له طعاما لم يتناول منه شيئاً. --------------------------------- فقال ماكس: - سأذهب. ونهض فتبعته فيونا بتردد, ذعر هارمون عندما رآهم , وصر بأسنانه وهو يرتعش بشدة ولم يكن بامكانه الجلوس للكشف عن حرارته ونبضه الذي يدق بسرعة , قال ماكس: - انها الملاريا . غطوه بالبطانية السميكة واجبروه على تناول اقراص الدواء. ثم جلس ماكس قلقاً فسألته فيونا: - هل حالته خطرة ؟ - لا يمكن ابداء الرأي الحاسم والسريع, هناك عومل كثيرة يجب اخذها بعين الاعتبار فاذا سارت الامور بشكل عادي فسترتفع حرارته ويتصبب عرقاً وربما غاب عن الوعي وبعدها يتحسن لمدة يوم او يومين ليعاود الكرة الى يشفى تماماً ولكن اخشى من هذه اللطمة على رأسه. مضى الليل بكامله وهما اما صامتين لوقت طويل او في حديث عابر عن الوادي والشعب السري والغزو الذي لايقدمن حدوثه, قالت بأسف: - سوف يأتون من كل حدب وصوب حاملين آلات التصوير وسيستدعون علماءهم ومؤرخهم والمنقبين عن الآثار للبحث والتحليل الى مالانهاية له, ولن يستمر الوادي سرياً ابدا. - لايمكن ايقاف الزمن. - بعض الاحيان اتمنى لو انه يقف, توقفت وهي تنظر الى المصباح ثم استأنفت الكلام:ماكس هل تعود الى الوادي فيما بعد عندما يتغير كل شيء.؟ - ربما , وانت ماذا ستفعلين في النهاية؟ - لا ادري افكاري مشتتة, جعلتني احداث الاسابيع القليلة الماضية احس بأنني عشت حياة كاملة في فترة وجيزة لم اعد استطيع العودة الى البيت والاستكانة الى عمل مارغم تلهفي لرؤية والدي ماذا افعل؟ - هذا احساس مؤقت سيزول مع الزمن. - ربما , ولكنني لا اتصور ذلك. - بل سيزول, ستحملين لوالدك ذكريات كثيرة ثم تستقرين وتضعين حداً لنعاسه روجر. - روجر؟ قال وهو يربت على كتفها: - اذهبي للنوم ايتها الفتاة العاقلة. ذهبت فيونا الى غرفتها واستلقت على فراشها عند بزوغ الشمس وسرعان ما استغرقت في نوم عميق من شدة الاعياء. استافقت ظهراً , كان هارمون حينذاك هادئاً يغالب النعاس عندما وصلت المرأة الهندية مساعدة الأب لورنزو الذي قال: - لا تخافي انها تعلم مايجب عليها فعله عندما تنتابه الحمى ثانية, سوف يصلنا جواب السلطات قريباً وبذلك تنتهي جميع متاعبك ياابنتي. ------------------------------ | ||||||||||
|  |
|
05-07-19, 02:56 AM
| #12 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| 10- المفاجأة - ليما, الخميس 14 الجاري. هذه حاشية للرسالة التي بدأتها الليلة الماضية, قرر العم قبل العودة يوم الاحد, رجله تتحسن بسرعة, لذلك فقد نصل قبل استلامكم هذه الرسالة. انتهى كل شيء وعدنا الى ليما منذ اسبوع وهكذا فقد اصبحت البعثة حلماً من الاحلام اني بغاية الشوق اليك ياأبي, كان كل شيء ممتعاً جداً حقاً لامثيل له في العالم ولكن... تكاد هذه الحاشية تصبح رسالة اخرى فأنا لا اكف عن تذكر اشياء لم اوردها سابقاً... - امازلت تكتبين يافيونا, نحن ذاهبون الى الشاطئ, ألا تأتين؟ ----------------------------- - كلا شكرا لا تحسبوا حسابي. - ولكن لماذا؟ وجلس جوناثان الى يمينها وفعل مثله كليف عن يسارها. - ماذا جرى؟ امضيت هذا الاسبوع وانت تقتلين الوقت في الفيلا , ماالذي يغريك للبقاء هنا؟ اجابت وهي تنظر الى ماء المسبح الزرقاء: - ليس هناك من اغراء, كل مافي الأمر اني لا اريد الذهاب الى الشاطئ اليوم. فأصر عليها جوناثان: - اننا جميعا ذاهبون لنجرب رياضة ركوب الامواج المنكسرة وسيلحق بنا ماكس وتاك, انها رياضة شيقة. - كلا. احمر وجه جوناثان فاحست بغصة عندما استدار ذاهباً وتنفست الصعداء , ثم اخذت تفكر بوسيلة لمضية الوقت , كان بودها اختيار مهارتها في ركوب الامواج في نادي السباحة على طريقة اجل جزر الهاوي. ختمت رسالتها لوالدها وقررت الذهاب الى السوق لتستعرض البضائع ممايساعدها على التناسي مؤقتاً وهناك اشترت ثوباً برتقالي اللون واعجبت بوعل صغير ولد حديثاً معروضاً في مخزن بيع الجلود والخزف والاشغال الفضية ثم جلست بعض الوقت تتفرج على المارة قبل ان تعود الى الفيلا. كانت تتسلق درج حوض السباحة لتخرج من الماء عندما عادوا تسبقهم ضوضاؤهم واصواتهم بعد الرياضة التي مارسوها . فذهب كليف وجوناثان اليها وناداها البرفسور دانن مازحاً بانه اصطاد سمكة ثم دخل الى الفيلا برفقة روجر. بقى ماكس وحده واقفا في طرف السطحية وظنت بأنه سيقتفي اثر كليف وجوناثان لكنه نظر الى ساعته بعد ان خطى خطوتين نحوها ثم استدار ولحق بعمها الى داخل الفيلا. فجأة احست بوجود شخص وراءها: - والآن. قال كليف وهو يجعلها تلتفت اليه: - حان الوقت لكي تذهبي لارتداء ملابسك فقد غابت الشمس ونحن ذاهبون في المساء الى .... توقف ونظر الى الوراء مستطلعا.وظهر ماكس ايضا وقال: - ارجو المعذرة, لا تذهبي يافيونا فأنا اريد مقابلتك على انفراد. التفتت عابسة وتراجعت مقتربة من كليف وقالت: - حسنا. - ارى باأن الظرف لا يسمح بالفاجأت , والدك قادم الى هنا. -------------------------------- ادهشتها المفاجأة فقالت: - ماذا.. والدي. - اجل سيصل اثناء الليل وهذا ماتم اعداده لكي تكون مفاجأة , سأشرح لك الوضع فيمابعد فهل ترغبين باستقباله في المطار؟. - نعم بكل تأكيد, كيف ...متى.. - تقريبا فورا هيا اسرعي. - ساعدني يالهي! هل انت ذاهب الى المطار ايضا ياكليف؟. - بالتأكيد الخبر مدهش ويجب نقله للآخرين. - سأكون جاهزة بعد عشر دقائق واياك ان تذهب بدوني هل سمعت؟ هرعت الى الداخل مشتتة الافكار وارتقت الدرج بسرعة فائقة ثم اغتسلت وارتدت الثوب الجديد واصلحت زينتها , لم تصدق ان والدها آت اليوم ليلا, مااروع هذا الخبر لماذا لم يعلمها بقدومه؟ لماذا لم يتفوه احد بكلمة ؟ وهل كانوا يعلمون شيئا, ماكس قال انها مفاجأة وهي بالتأكيد كذلك. عندما نزلت كان عمها في القاعة يتحدث مع دون فيليب استفسرت منه فقال: - يجب ان يكون هناك من يستقبله , اسرعي ياعزيزتي انهم بانتظارك في الخارج. نزلت الى حيث كانت سيارة ماكس الفخمة متوقفة في اول الطريق , تقدم ماكس من وراء السيارة فتراجعت وسألته: - أين كليف؟ اجاب ببرود (انه قادم) ثم فتح باب المقعد الخلفي فدخلت السيارة بعد تردد وجلست على المقعد الوثير , اغلق الباب ومشى الى مقعد القيادة حيث جلس وادار المحرك. - الانتظرهم. - كلا يستطيعون اللحاق بنا . وخرج في السيارة من البوابة بخفة.استرخت فيونا في مقعدها تفكر في انها لم تتهيأ لهذا الأمر, فقالت: - لا افهم لماذا لم يخبرني احد بأن كل شيء كان مدبراً؟ هل سيصل والدي هذه الليلة؟ - أتظنين بأني كاذب؟ - كلا انما يبدو .. ثم خطر لها خاطر فتابعت السنا عائدين يوم الاحد حسب الترتيبات التي قام بها اليوم العم فيل؟. فقاطعها ماكس قائلاً بهدوء: - الاقتراح صدر من والدك, اتصلت به هاتفيا عشية عودتنا نظراً لأنه صاحب الحق الأول دون سائر الناس في سماع اخبارنا فور عوةدتنا وقد اشتمل برنامجي على تسجيل مخابرة لك كي تكلميه بنفسك , ولكن برزت فكرة اخرى خلال الحديث , قرر والدك الحضور وطلب مني كتمان الخبر حتى ينتهي من تدبير الامور نهائياً خشية حدوث اي عائق , لقد نفذت اوامره حرفياً لا اكثر ولا اقل ولم اخبر الآخرين بشيء لعلمي بعجزهم عن كتمانه عنك. -------------------------------- انحرفت السيارة قليلاً فافاقت فيونا من احلام اليقظة وقال بحدة: - اهذه هي طريق المطار ام انك اجتزتها؟ لقد اصبحنا قرب الشاطئ. - لا تخافي سنكون هناك في الموعد المحدد تماماً. اهتزت السيارة عندما اوقفها ماكس بسرعة جعلت فيونا تتمايل في مقعدها ثم انحرف ليكلمها وجهاً لوجه قال: - اريد معرفة من يجعلك تكذبين كالممثلين, بكيت بحضوري وبحضور كليف ايضاً. كان يتكلم بلهجة الخشنة الصارمة المعهودة فلم تتمكن من السيطرة على اعصابها واغروقت عيناها فاشاحت بوجهها عنه وحاولت النزول من السيارة. ثم تعثرت في سيرها نحو رمال الشاطئ حيث تتكسر امواج المحيط الهادرة لكنها لم تكن تفكر الا بالهرب من الشقاء ومن عدم القدرة على تحمل المزيد من العذاب الذي يسببه وجود ماكس بقربها , سمعت وقع اقدامه وهو يلحق بها ورأت يديه ممدوتين . - ا تستطيع ان تدعني وشأني. قالت بصوت تخنقه الدموع وهي تحاول تجنب الطريق التي سدها عليها. - كلا لا استطيع , وهذه هي المشكلة , ظننت بأني استطيع الابتعاد عن طريقك لكني فشلت , على الاقل ليس قبل تسوية هذا الحساب نهائياً. - ليس هناك مانسويه, والآن عد بي. - اخبريني من هو الشخص الذي تحبينه؟ - انا .. انا لا احب احداً. - ماهي قصتك المزيفة مع روجر؟ الازلت تدورين حوله كمركب بلادفة؟ - كلا, لم اشأ جرح شعوره وهذا الأمر لايعنيك. - بل يعنيني لأني احبك واظن بانك انت ايضاً تحبينني لو كنت تدرين.. خيل اليها ان النجوم تخبو وتتألق في لمحة بصر.قالت بصوت خافت: - ماكس هل قلت بانك تحبني.؟ ---------------------------- - بل وعلي ان احذرك بأن حبك لي يجب ان يختلف عن علاقتك المانعة مع روجر. فقولك انك لست متأكدة من نفسك لاوجود له في قاموسي, اما ان تحبينني بكل جوارحك والا فلا , انا رجل لايرضى بأنصاف الحلول...كل شيء او لاشيء. عادا سوية الى السيارة يتبعهما طلهما كأنهما شخص واحد وصوت ضحكتهما يتردد على كثبان الرمل بينما النجوم تتلألأ في كبد السماء . النهاية | ||||||||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
العرض العادي
