آخر 10 مشاركات
الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-19, 12:16 PM   #21

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
الف مبروك نزول الرواية ياقمر

ليه الغباء اللى فيه قصى دا وليه الاهانة والعنف مع سماح ياترى ايه اللى حصل وغيره من تدليله ليه لعنفه وقسوته عليها

هادى واضح انه وقع ولا حد سمى عليه

ندى شكلها مش بتحب الواسطة وتحب تظهر مجهودها ياترى هيكون ليها قصة مع معين

بداية جميل بالتوفيق ان شاء الله تسلم ايدك



حبيبتي الله يبارك فيك
هههههههه قصي رح تشوفي غبائه كتير،
هادي بطل هادي من لما وقع بالحب ♥️
ندى ومعن ممممممممم كل شي جايز

نورتيني يا قمر 😘😘


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-19, 12:22 PM   #22

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
فعلا مرايه الحب عاميه بس مش كده يا حاج هادي 😂ديه مش عاميه ديه جايه بضهرها قوي
وبعدين شكل سماح عملت مصيبه كبيييره خلت الجدع يبقي عاوز يسبب أثره عليها علامه واضحه ليها لغيرها
بس ايه حكايه نسائي ديه 😒شكله فيه غيرها كتير والا ايه 🤔 لا احنا فيما من كده 😕



مراية مين لا هادي اخدها سقوط مدوووووي بالحب 😂😂
الله يستر من المصايب يا روحي 😁😁 شكلك ناويه تاخدي جانب قصي من اولها 😉😉 الراجل بحب يترك علامه وأثر 🤭🤭 واحنا مالنا 😂😂😂😂😂
نسائه تصدقي نسيت اني كتبتها هيك 😅😅😅😅😅😅


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-19, 10:00 PM   #23

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

النبضة الثالثة

"سمر"
نطق اسمها وشفتاه بالكاد تنفرجان لتخرجا حروفه، ثلاثة أحرف تكون اسماً يود لو يخفيه وصاحبته بداخله، يود لو يتذوق حروفه حرفاً حرفاً ويكتم صوته وهو ينطق به على ذهب بشرتها السمراء، سمره البهية.

تسمعه ينادي اسمها بخفوت لذيذ، ونظرته الشاردة على ملامحها تجهز على تجلدها في حضرته، شكرت الله في سرها، لوجود المقعد الذي تتشبث به الآن وهي تشعر بوهن ساقيها أمام تحديقه بها، أرجعت خصلة من شعرها خلف أذنها، تداري ارتباكاً سببه وجوده قريبا منها، لا يفعل شيئاً سوى النظر إليها، تذوب خجلاً وتشتعل وجنتاها، من أمل يغزوها أن يشعر بها، أن يُكِّن لها شعوراً، أن ينتبه لوجودها حوله، أن ينطق اسمها ذات يوم بصوته العابث هذا، أن ينطقه بإحساس العاشق، أن تراه يوماً يبادلها مشاعرها.
تعود ترفع عينيها لتذوب بدفء عينيه وتبتسم له
"نعم، مَعْن"
وترتفع ضحكة منها ما لبثت انقلبت لقهقهةٍ ارتجف لها قلبه، متمنياً أن تطول ضحكتها بطول عمره، تسوقه رغبته لمعرفة سبب ضحكتها بعد ارتباكها اللذيذ فيسألها:
" أيضحكك اسمي لهذا الحد؟"
هل كان قلبه ينبض من قبل! بات يشك بذلك الآن، وهي تقف أمامه كطفلة مشاغبة تعض إبهامها وتخفض رأسها فينسدل شعرها الأسود يخفي الكثير من ملامحها عنه.
بصوت مثقل بعمق مشاعره تجاهها تابع " ارحمي أصبعك".."وارحميني معه" نطق بها قلبه دون لسانه، فازداد احمرار وجنتيها اللتان ارتفعت كفاها إليهما تتلمسهما، صمت ينتظر منها جواباً لا يريده أن يأتي ليطول تأمله لفتنتها.
" اسمك ونعم" صمتت لثوانٍ تختلس النظر إليه فتجده بانتظارها أن تتابع كلامها فخفضت نظرها وأكملت
" ذات الأحرف بعكس الترتيب"
هل أربكته الآن، هو يريد منها اسمه مقروناً بهذه النعم لحبه، لقلبه، لقربه، ويدرك استحالة الأمر فيداري غصة قلبه بضحكة وقدماه تقوده خارج مكتبها، عند الباب وقف ملتفتاً لها " من الغد ستشاركك موظفة جديدة في مكتبك، يهمني أمرها جدا، أتمنى أن تتفقا"
تجمدت بسمتها، هل قال أن أخرى تهمه ستشاركها مكتبها، الآن فقط خذلتها قدماها لتسقط على المقعد وقلبها ينقبض بشدة.

وقبل أن يبتعد خارجاً سألته: "ستأتي بديلة لرند؟"
عاد والتفت إليها ثم نظر إلى المكتب الفارغ قرب مكتبها وأجاب
" كلا، رند ستعود، ولن يأخذ أحد مكانها"

*****

رفعت يدها تحدق بطلاء أظافرها الخمري، لون جديد اختارته، لون يثير العاطفة، أربعة ساعات قضتها في مركز التجميل، غيرت الكثير بشكلها، لكن الألم بقي، والفقد نيران تكويها، وحدة شديدة رافقتها منذ وفاة والدتها، أخذت عدة أنفاس بعمق، ورفعت رأسها عالياً، مانعةً دموعها، لن تسمح لبشر أبدا أن يشهد لحظات ضعفها، وعد قطعته على نفسها، لن يكسرها قلبها أبدا ولن تبكي يوما أمام بشر.
شكرت الفتاة التي أنهت للتو تصفيف شعرها، تتلمس أطرافه التي بالكاد غطت عنقها، بلون أحمر ناري زادها بهاءً واشتعالاً، وأضفى رونقاً وحيوية لبشرتها البيضاء.
بداية جديدة، وحياة قررت أن تحياها بعيدا عن نفوذ والدها، وذكريات طفولتها وشبابها، أرادت أن تبدأ صفحة بيضاء، بوجوه جديدة علها تجد السلوى وترتاح، لكن كان لذاكرتها رأي آخر، وقد فتحت رائحة العطر الذي تضعه سيدة صادفتها في المصعد أثناء خروجها أبواب مغلقة من الذكرى، هو ذات العطر، عطر والدتها، عادت بذاكرتها عشر سنوات للوراء، لذلك اليوم الذي عرفت به أن الحب قد يقتلنا أحياء، وأن أقسى الطعنات تأتي حين نسلم قلوبنا لمن لا يستحق، ازدرت ريقها وهي تسترجع تلك الأحداث.
كانت قد عادت للتو من مدرستها، اتجهت فورا لغرفة الجلوس الصغيرة التي تفضلها والدتها، حينها رأت والدها يدخل الغرفة دون أن ينتبه لوصولها، كان صوتا أجشا يلقي الشعر، يصل لمسمعها قبل أن تصل حتى لباب الغرفة، قصيدة كانت علامة فارقة ولازالت
* لماذا *
لماذا تريد حبيبي هواني
وتنظر نحوي كمن لا يراني؟
تظن الجريمة قد حطمتني
وما عاد هذا الزمان زماني
وأني أتيت لبابك أسعى
لنيل رضاك بفيض الأغاني
رضاك عزيز عليّ ولكن
فقدتُ لديك شعور الأمانِ
فقدتُ سلامي فقدتُ ارتياحي
فقدتُ وجودي فقدتُ كياني
وما جئتُ أطلب منكَ الرجوع
وإرجاع قدري لديك وشأني
أتيتُ لأني أحن إليكَ
وإن كنت لا تستحق حناني
ولست أراك بعيني جراحي
ولا من خلال ليالي امتحاني
أراك بعين وفائي لماضٍ
لنسيان فعل لديك وعاني
أتذكر كيف ابتدأنا هوانا
وكيف بنينا صروح الأماني؟
بعهدٍ حملتُ أنا جمره
وأنت اكتفيت بحمل الدخان
وحين تبدل وجه الزمان
وغابت عن المبحرين المواني
وجدتك تنكر عهدي وتعطي
لحساد قدري لديك مكاني
لماذا؟ لماذا؟ يضج السؤال
ويشقى بهذا السؤال لساني؟
لماذا تبدل تبراً بطينٍ؟
وصدق الشجاع بزيف الجبانِ؟
تمهل فلستَ بفعلك هذا
جديراً بحبي وعهدي المصان!
أنا لست أنكر أني خسرت
عليك أمام الجميع رهاني!
ولكن ربحت رهاني الكبير
على كبريائي على عنفواني
فما زلتُ رغم الجراح أغني
ويسمو بعزة نفسي بياني
فإن ضاع كل الذي قد جمعت
ولم يبقى عندي سواها كفاني

لا تعلم حتى الآن لم وقفت ولم تدخل لوالدتها، لم تكن المرة الأولى التي تجد والدتها تستمع لأشعار الدكتور مانع العتيبية، تعلم أنه شاعر والدتها المفضل، لكن هذه القصيدة كانت تسمعها للمرة الأولى، شعرت كأنها تعبر عن والدتها، تنطق ما صمتت عن البوح به، تحاكي خذلانها من حبيب عمرها، من زوجها ووالد ابنتها الوحيدة، اقتربت أكثر من الباب المفتوح، لترى والدها يجلس أرضاًعند قدمي زوجته، يضع رأسه في حجرها، وهي تتمسك بذراعي المقعد بشدة وأصابعها تحفر في قماشه، رأسها مرفوع للأعلى وعيناها مغمضتان بشدة، صدرها يعلو وينخفض بعنف، سمعت أباها يقول " ألن تسامحيني؟ أتمنى فقط أن أسمع صوتك، أن تصرخي بوجهي، أن تمزقيني على خياناتي، أن تنظري إلي، أريد أن تعيديني لأحضانك، أو أن ترفضيني، أنهكني شوقي لك، وكل نساء الدنيا لن تغنيني، أحتاجك أنت"
بقيت والدتها على جمودها لا تبدي أي مظهر للحياة إلا أنفاسها المتخبطة، راقبت انقلاب والدها من الهدوء للغضب فبات يهز والدتها بعنف وهو يصرخ
" انطقي بأي شيء، دافعي عن حقك بي، أشعري.."
تهدج صوته وهو يقترب منها أكثر، يحيط بخصرها يطوقه
" أنا لم أحب امرأة أخرى أبدا، جميعهن كن سواء، مجرد وسيلة لأحظى بولد يرث اسمي، وحدك من أحببت في حياتي"

شهقة خرجت منها نبهت والدها لوجودها، فاندفع خلفها يريد أن يمحو ما سمعت، لكن صوت والدتها قد جمده في مكانه
" أخرج من بيتي ومن حياتي أنا وابنتي.. وقتها فقط قد أغفر لك"

لا تزال تذكر كيف تجاوزت والدتها أباها واحتضنتها تقودها لغرفتها، كيف اضطجعت بجانبها على سريرها تهدهدها كطفل صغير، تخبرها أنه سيبقى أباها مهما حدث، وأنها ستبقى أجمل ما في حياتها وحياة أبيها رغماً عنه، وأن آلام الدنيا تهون في سبيل ضحكتها، أنها الأهم، توصيها أن تضع نفسها وكرامتها أولا، وألا تسلم قلبها أبدا أبدا لمن لا يستحق، وأن تحكم عقلها عندما ينتفض قلبها بالعشق، وألا تخفض دروعها كاملة، والأهم من ذلك، ألا تبكي أبدا أمام مخلوق.
دروس حافظت عليها منذ ذلك اليوم.


*****

يجلس أرضاً خلف منضدة العرض الزجاجية يرتب علب الأدوية بعد أن أنهى تنظيف الرفوف، يتذمر كعادته من ضيق المساحة التي بالكاد تتسع له، عندما فتح باب الصيدلية
"ثوان وأكون معك"
هم بالنهوض من مكانه، عندما وقعت عيناه على الكرسي المدولب على الطرف الآخر للمنضدة، أخذ نفسا عميقاً وهو يدرك هوية زائره
" عمي أبا مَعْن، أخبرتك أن تتصل فقط عندما تحتاج أي دواء وأنا سأوصله لك بنفسي، لا داعي لتتعب نفسك"
لم يدرك أنه لم يأته وحيداً هذه المرة أو مع أحد أبناء أشقائه كما العادة، كانت تبدو فتنة لعينيه وهي تعض على شفتها السفلى وعينيها متسعة تحذر أن يطيل التحديق بها كعادته
" إذا كنت كل مرة ستأتيني بكل هذا الجمال ياعمي فأهلاً ومرحباً"
اتسعت عيناها حتى أوشكت على الخروج من مكانها بينما علا صوت ضحكات والدها
"تأدب يا ولد هذي صغيرتي فرح، تدرس في كلية الصيدلة وأرغب أن تسمح لها بالعمل لديك لبضع ساعات باليوم علها تستفيد من بعض التدريب وأستفيد أنا من بعض الراحة من حصارها"
هل هذا يوم سعده أم أنه استغرق بالنوم وهذا أحد أحلامه! "عمي لك ما تريد طبعاً وابنتك سأضعها في عيني، لا تقلق عليها أبدا"

دقات قلبها كانت كقرع الطبول منذ أن أخبرها والدها أنه يحضر لها مفاجأةً وإحساس غريب يعتريها، خرجت معه تدفع كرسيه وتمازحه وكلما اقتربت من صيدلية مؤيد يزداد توترها، حتى أنها توقفت للحظات ترتجف عندما أخبرها والدها أن تدخله هنا ظن حينها أنها قلقة على صحته لم يعلم أنها ارتبكت كيف ستقف أمام حبيبها بوجود والدها، لم تتخيل أبدا أن يطلب والدها من مؤيد أن تعمل لديه، وهي التي درست الصيدلة فقط لأنه درسها، هو حبيب مراهقتها، ووجع قلبها، كانت ترى مشاعره ظاهرة في عينيه، وإن لم يصرح أبدا بالكلمات، والآن وهو يمد يده ليصافحها، ليمس بشرتها للمرة الأولى وأمام والدها، تشعر بأن قلبها سيتوقف بأي لحظة.

"وهل هناك من هو أسعد وأشقى مني، وهل يمكن في يوم أن أضمك كلك كما أضم كفك الصغيرة، وهل سترتعشين حينها كما ترتعش ابتسامتك، هل سيقودك لي والدك عروساً ونحطم ما بيننا من حواجز، أم أن هذا هو أقصى ما سنصل إليه يا فرحي وفرحتي!"
أفكار كثيرة دارت بعقله قبل أن يأتيه صوت والدها الذي تحدث بلطف شديد معها "هل أعجبتك المفاجئة صغيرتي؟ أريدك سعيدة دوماً، ولن أجد مكاناً آمن عليك به أكثر من هنا"

لم يكن يعلم أنه بعمله هذا كان يشعل ناراً قد يستحيل إطفائها، وأن صغيرته ما عادت صغيرة وأنه بنفسه يقربها ممن تهوى ويهواها.

*****

برد شديد يسكن قلبه بينما يصعد الدرجات القليلة التي تفصله عن منزل عائلتها، له في هذا المكان ذكريات ظنها الأسعد في حياته، لا يعلم من الملام فيما وصل إليه، قلبه يتمزق ألماً عليها وعلى نفسه، يرثو قلباً لم ينبض إلا بعشقها، وقابلته بكل جحود، لا يملك إلا أن يلوم نفسه على هذا الحب الذي لم يدخر منه شيئاً، ليرد إليه كطعنة في الصميم.
لم يدرك أنه وصل وقرع الجرس، إلا عندما وصله صوت والدتها تطلب بارتباك منه الدخول، في يوم آخر كان ليحتضنها كعادته ويقبل رأسها، لكنه اليوم يراها شريكة لابنتها في خداعه، بل في إيصالها لما هي عليه.
" بني، قصي…"
مدت يدها تتلمس مرفقه تحثه الدخول وفي عينيها ألف اعتذار وسؤال.
منساقاً للمستها سار معها، لتقابله عاصفة من المرح، فينحني ليحمل باسل بين ذراعيه، يقبله ويشتم فيه بعض النقاء الذي لم يعد يراه فيمن حوله
" هيا استعد حبيبي، سنمضي يوما مميزاً"
ابتعد عن أحضان والده يقفز بفرح
"سنذهب للألعاب"
ابتسم له ولفرحه الصادق " أجل، سنذهب للألعاب، سنمضي اليوم كله في اللعب"
يقفز بمرح وهو يمسك بحذائه يقربه لوالده ليلبسه " وماما، ستلعب معي مثل المرة الماضية"
أمسك باسل من ذراعيه يثبته، وبدأ بربط حذائه
" لن تذهب معنا، سيكون يوماً خاصاً بالرجال "
عبس باسل وبدأت شفتاه بالتقوس للأسفل
" لكن أريد ماما معي "
حمل صغيره ووقف ينظر بعيني حماته
" سنذهب لأماكن خاصة بالرجال لا يجوز أن تكون والدتك معنا، سترى والدتك وتلعب معها حين نعود للبيت"
هم بالخروج عندما سألته بارتباكها الذي لم يفارقها منذ وصل
" هل سماح.. أقصد.. أنتما…"
ينظر إليها وصوت بداخله يحثه على زيادة قلقها، فرغم كل محبته لها وثقته بطيبتها وحسن نواياها، إلا أن الألم الذي يحياه أقوى، أنزل الصغير" اسبقني حبيبي للخارج هنالك حديث من أحاديث الكبار بيني وبين جدتك"
هز الصغير رأسه بطاعة وركض باتجاه باب المنزل.
كان صوته جافاً خالياً من أي عاطفة " وفّري هذا القلق لما بعد.. سماح ما تزال زوجتي.. زوجتي الوحيدة.. حتى الآن..."


قراءة لطيفة ☺️☺️


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-19, 01:26 AM   #24

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

السلام علبكم و رحمة الله و بركاته
بالتوفيق حبيبتى و دايما الى الامام


Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-19, 01:29 AM   #25

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي نزلة السمان الهرم الجيزة

مليوووون مبرووووووك نزول الرواية بالمنتدى
بالتوفيق حبيبتى ان شاء الله


Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-19, 09:49 PM   #26

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noha fathy مشاهدة المشاركة
مليوووون مبرووووووك نزول الرواية بالمنتدى
بالتوفيق حبيبتى ان شاء الله
حياتي الله يبارك فيك ويخليك ليا يا عسل ❤️❤️❤️❤️❤️


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-19, 07:30 AM   #27

DelicaTe BuTTerfLy

مصممة منتدى قلوب احلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية DelicaTe BuTTerfLy

? العضوٌ??? » 378544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 742
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » DelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
I was on a ship thinking of you.when i looked down i droped a tear in the ocean.Then i promised myself that until someone finds it.I wont forget you…
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عندنا الواضحين لهلا قصي الزوج المطعون القاسي على حبيبتة لسبب لسة مش عارفين عملت اية هيا وامها

عندنا ناصر والحبيبة المجهولة المجنونة صاحبة الرسايل

عندنا معن وسمرائة وبنفس الوقت فى رند وندى ماهذة الحيرة يا فتاة

مؤيد وفرح حلوين

بهاء ووقوعة بالحب من أول شمه

هادى مش عارفين نصيبة هيكون مع ندى ال معبرتوش ولا اية

تسلم ايديك كلماتك قوية

هل الأشعار من قلمك بردو؟


DelicaTe BuTTerfLy غير متواجد حالياً  
التوقيع
قد يمرُّ العمرُ والأحلامُ من حولي ضَبابْ
تخنُقُ الأنفاسَ في جوفي بسُؤلٍ لا يُجابْ

أيُّ سَعْدٍ؟ وجهُ أمّي غَائِبٌ
تَحْتَ التُّرابْ ..

رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 10:23 PM   #28

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

النبضة الرابعة


ظلام دامس قابله ما إن فتح باب منزله، ضم الصغير لصدره وبيده الحرة أشغل الإنارة، اتجه ليضع باسل في سريره قبل أن يبحث عنها، ليجدها تغفو على سرير ابنهما ودموعها تركت أثرا على الوسادة، رغما عنه احتضنتها عيناه بلهفة وحنان، يلاحظ خسارتها لبعض الوزن، يعلم أنه يؤلمها، لكن ألمه أكبر وأشد، تملل باسل بين ذراعيه دفعه لوضعه جوار سماح، رفع الغطاء على جسديهما معاً، قربه منها وهي بهذه البراءة والسكون ذكره ببداية قصتهما، انسحب من الغرفة ليقضي ليلة بين الذكريات، ذكريات ذبحه وطعن قلبه.

استقر في سريره مستسلماً لسيل ذكرياته، لذكرى قبلتهما الأولى، بعد عقد قرانهما بأسبوع، ضحكة خافتة كتمها قبل أن تتحول لقهقهات لا تتوقف، كما يحدث في كل مرة يتذكر ذلك اليوم، أغمض عينيه يسترجع صورتها، كانت غاية في الرقة، بفستان برتقالي، ينساب بنعومة على جسدها، حاصرها بجسده يدعي طمأنتها بعد أن دفعها خوفها من قطة صغيرة دخلت المنزل في غفلة من والدتها للهروب إلى الأريكة التي كان يجلس عليها، احتضنها بذراعيه قريباً من قلبه وكله يتوق لقبلة تتهرب منها منذ أسبوع " لا مهرب لك الآن سمسمتي" همس بأذنها.
نظرت له وجهلها لمقصده واضح على تعابير وجهها، كانت كمن يحدق بلوحة تبهره، تتأمل تفاصيله الصغيرة، تطوف نظراتها على ملامحه بانبهار، وآلاف النجمات تلمع في حدقاتها، كانت كفه المستقرة على ظهرها توصل له تذبذب نبضاتها خوفاً في البداية ثم.. لا يهم، ما يهم أنه فقد القدرة على الاحتمال أكثر، فاقترب منها بالكاد لامس شفاهها بشفاهه، أبعد رأسه ونظر بعينيها اللتين كانتا مسبلتين وأنفاسها المتسارعة تغويه أن يقترب، قرب أنفه من وجنتها وأخذ نفساً عميقاً، ابتدأ به اجتياح شفتيها بقبلات شغوفة، شهقةٌ منها ويدها التي دفعته من كتفه أخرجاه من ذوبانه، لترتفع يدها تمسح شفتيها بعنف شديد، كأنما لا تريد أثرا لقبلته، أمسك يدها بقوة
"توقفي"
نفضت رأسها بعنف ودموعها بدأت تنهمر "كيف فعلت ذلك، يا إلهي، ستفضحنا"
"عن أي فضيحة تتكلمين"
كأنها لا تسمعه استمرت " سيقتلني أخي كيف سمحت لك بالتمادي هكذا" تنتفض رعباً في أحضانه.
" لن يقتلك أحد لأنك تركت زوجك يقبلك"
"بلى سيقتلني، وأنت كيف فعلت ذلك، ها، كيف" كانت تتحدث بهستيرية وهي تضربه على صدره بقبضتيها " ألا تخشى أن أحمل ويفتضح أمرنا، أنا كنت خائفة ولم أعي لما يحدث وأنت استغللت شرود وتشوشي"
تمزح! حتما تمزح، تصلب جسده بالكامل وعقله يفسر كلماتها، هل ظنت هذه المجنونة أنها ستحمل طفله من مجرد قبلة!!! شفتاه ارتسمت عليهما ابتسامةٌ سرعان ما تحولت لقهقهات لم يستطع إيقافها، كانت تحاول جاهدة الابتعاد عنه، وملامحها المصدومة من تصرفه تثير داخله رغبة كبيرة بضمها وتقبيلها، خوفها من قدوم والدتها لترى سبب ضحكاته العالية دفعها لتضع كفها على شفتيه تحاول إسكاته،
بالكاد تمالك نفسه وسألها " من الذي أدخل هذه الفكرة إلى رأسك"
"أي فكرة تقصد"
ابتسم وأجاب هامساً في أذنها " فكرة أن الأطفال يأتون من قبلةٍ كتلك"
بأنفاس متقطعة أجابته " أمي"
أبعد وجهه عنها يتأمل ملامحها، أيعقل أن يتزوج بفتاة بهذه البراءة والسذاجة، الاحمرار الذي طغى على بشرتها البيضاء، وعيونها التي تتحرك بقلق، وارتجاف صوتها، وبالتأكيد دموعها التي لم تتوقف، كلها تشير إلى أنها حقاً تعتقد ذلك.
أبعد ذراعيه من حولها وغرز كفيه في شعره، كيف سيتعامل مع براءتها، كانت مذعورة بحق، عاد واقترب منها وهمس وهو ينظر لعينيها " لن تحملي" رغم خفوت صوته، كانت نبرته الحازمة سبباً في استكانتها وتوقف دموعها.
" متى أخبرتك أمك بذلك؟"
" كنـ.. كنت في الخامسة أو السادسة من عمري"
أشار لها بعينيه أن تتابع بينما يزم شفتيه يحاول بأقصى جهده أن يكتم ضحكاته التي تكاد تخنقه
" يومها سألتها لم يقبلها والدي من شفتيها ولا يقبلني مثلها" طأطأت رأسها وخجل شديد يجتاحها كأنها أفشت بسر خطير.
بتحكم يحسد عليه استجمع أنفاسه وقد علم أن أمامه طريق طويل من البراءة والجهل يجب تخطيه قبل أن يتمكن من العيش والاستمتاع معها كما يريد. رفع وجهها بكفه "استمعي إلي جيداً ، أنت لن تنجبي الأطفال بهذه الطريقة"
"حقاً" قالتها بعيون لمع بها الأمل ثم خبا لتردف " لكن أمي أخبرتني…"
قاطعها وهو يضع إصبعه على شفتيها " كنت طفلة صغيرة لا ينفع أن تخبرك بغير ذلك"
" لكن والدتي لا تكذب"
" أجل لم تكذب لكن القبلة وحدها لا تكفي"
شهقت متعجبة من حديثه
تابع وكله توق ليلقنها كل دروس الهوى والعشق " سأخبرك أنا كيف، لكن ليس الآن" أبعد وجهه عنها وقال بحزم قصده " عندما تكونين في بيتي، أعدك" وقبل أن يبتعد تماما عاد يسألها " ألم تسمعي صديقاتك يتحدثن…"
تهز رأسها " أبدا أبدا أنا لم أخالط يوما هذا النوع من الفتيات، كانت أمي تنبهني من رفيقات السوء اللاتي يحادثن الأولاد، فلم أقترب منهن يوماً"

كل ما فيها بريء، كتلة من الفتنة في بيته وبين أحضانه، كانت. والآن يشعر أنه كان مخدوعاً بها.. كل لحظة ظن أن خجلها سيطر عليها عادت لتطعنه، كانت كل ذكرى لتهربها منه تفتك برجولته، والآن بات عاجزاً عن الإتيان بشيء، حيرة قاتلة، أيكمل درسه الأخير لها حتى النهاية، أم يترك لكرامته الزمام ويبتعد.

*****

نفس عميق تخلل صدره قبل أن يفتح عينيه، لم يفعلها قبلاً أن يستيقظ قبيل الفجر، ابتسم وقلبه ينبض بعنف، اليوم سيراها ويحدثها، سيتقرب منها، انتهى عهد الهمسات المسروقة كالمراهقين، لن يضطر مجدداً لانتظار مواعيد عودتها لمنزلها كل يوم حتى يراها، من اليوم ستأتي هي له، لتمضي بضع ساعات معه، قريبة منه، وبرغبة من والدها، عند هذه الفكرة نفض الغطاء عن جسده، لم يقاوم رغبته الدائمة بالمشاكسة فتسلل خارجاً من غرفته باتجاه المطبخ.
شهقة عالية من والدته، وتمتماتها الحانقة أطلقت العنان لضحكاته
" بسم الله، مؤيد ألن تكف عن إفزاعي، اتق الله في قلبي بني"
احتضنها برقة
" أدامك الله لمؤيد، ولمعدة مؤيد غاليتي"
ابتعدت عنه تحدق بوجهه
" ما الذي أيقظك في هذا الوقت؟ كل يوم يستيقظ الجيران على محاولاتنا لإيقاظك لصلاة الفجر؟"
قبل رأسها وهمس متوسلاً
" أجلي تحقيقك أمي، صغيرك جائع جداً، ومشتاق جدا جدا لقهوتك"
" منذ متى تحترف الكذب يا ولد!" قال والده بينما يده من أذنه
" ارحمني يا حاج، أقسم لك سأقص أذني وأصنع لك منها علاقة مفاتيح ما دمت تحب إمساكها لهذه الدرجة"
أجابه والده بينما يسير وهم ممسك بأذنه يشدها
" سنتفاهم بهذا الشأن بعد أن نعود من صلاة الفجر، هيا أمامي واعترف ما الذي أقلق نومك وأيقظك مبكراً"
" ربما رغبتي بأن أجعلك جَداً"
استغل ذهول والده من كلامه وهرب مبتعداً عن قبضته " لا تقلق أبي لن يكون ذلك قريباً جداً على أية حال"
أمسكت بمرفق زوجها ومالت برأسها على كتفه تتنهد " أخبرتك، ولدي عاشق" ابتسمت وهي تهمس له " صغيرنا سيجعلك جَداً"
يهز رأسه وابتسامة واسعة على وجهه وبيده يقلب سبحته
" كبر الصغار، ههه كيف سيتزوج وينجب وهو ما زال يتصرف كالأطفال، أعاننا الله عليه، وأعان من اختار"
ابتعدت عنه واضعة يدها على صدرها " صلاة الفجر ستفوتك"
تابعت تحدث نفسها بعد خروجه " بل محظوظة هي من اختارها ولدي"
لتجفل على صوت زوجها "لا تحدثِ نفسك كثيراً أجلي ذلك لحين يأتيك الأحفاد".

*****

خرجت من المصعد بخطوات متثاقله، لا رغبة لديها بالعمل، منذ أخبرها مَعْن أن أخرى تهمه ستشاركها مكتبها تبخر كل حماسها، حتى النوم جافاها الليلة الماضية، وقضت الوقت متململة في سريرها، والآن تخطو باتجاه لقاء لا بد منه.
وقفت خارج الباب الزجاجي لمكتبها تلاحظ التغيير الحاصل، خزانة الملفات الكبيرة قد أزيلت ووضع مكانها مكتب جديد يقابل مكتب رند، الذي عدل مكانه، في الواقع كل ما في الغرفة أمامها قد خضع للتغيير عدا مكتبها المقابل للباب، بقي ثابتا في مكانه، لم يتزحزح.
تتنهد وقلق الليلة الماضية ما زال يلفها، تقلب الأوراق أمامها دون أي مغزى، تطالع ساعة معصمها وتزفر بحنق، بقدر كرهها لهذه التي ستشاركها المكان، بقدر رغبتها برؤيتها، ومعرفة العلاقة بينها وبين مَعْن.
كانت ساعةٌ قد انقضت على موعد ابتداء العمل عندما اخترقت محيطها رائحة عطره وصوت ضحكاته، بدأت نبضاتها تعزف إيقاعات صاخبة، توقفت وعم السكون داخلها، حين رأتها معه، بيضاء بشعر قصير بالكاد يلامس كتفها، أحمر مشتعل كجمرات حارقة، وعيون تشع ثقة، وإلى جانبها وقف مَعْن ينظر إليها، بإعجاب واضح، نظرات كم تمنت مثلها ولم تحظَ بها قط.
وقع خطوات الأخرى وهي تقترب منها، بابتسامة واسعة ومرح ظاهر على ملامحها
"أنت، سمر أليس كذلك؟" اقتربت منها أكثر وعانقتها كأنها صديقة قديمة.
" إطلالة رائعة! أحببت المكان جداً" تابعت كلامها وهي تتجه ناحية الشباك خلف مكتب سمر، التي تسمرت بذهول وعينيها الواسعة تكاد تخرج من محجرها.
كاتماً ضحكاته انسحب معن من المكان تاركاً سمر لذهولها.

*****

" اشتقتك…
أتعلم…
أنت الوحيد الذي أرغب بسماع صوته الآن …

لا بد تتساءل لماذا عدت أرسل إليك بعد انقطاع
لا أعلم السبب تحديداً
ربما لأني أحبك..

داخلي إحساس قوي بالوحدة..
لا يجب أن نشعر بالوحدة أبداً
أعلم أنك لا تبادلني شعوري لكن...

هو حقك…
أقصد
حقك أن تعلم أنك تسكن قلب أحدهم
أن ليلة لا تمر إلا وهنالك من يدعو لك بالسعادة
من هو لك بكل ما في قلبه من حب

ولأن فاقد الشيء هو أكثر من يدرك قيمته وأهميته
سأبقى ما دام قلبي ينبض بحبك
أرسل لك
كلما غلب شوقي تعقلي
أحبك "

بأصابع مرتعشة ضغطت زر الإرسال، قبل أن يسقط الهاتف من يدها، ودموعها الحارقة تكوي جفونها، ارتجف جسدها بأكمله، والتفت تكتم صرخاتها وشهقات بكائها بالوسادة…

*****

رغم أنها لم تتوقف عن تخيل الوقت الذي ستقضيه معه كل يوم، وأنه كان بطل أحلامها طول الليل، لكن رؤيته يلاعب طفلة صغيرة لا تتعدى الثانية من عمرها، يبدل دموعها الظاهرة على وجنتيها لضحكات، كان يخفي وجهه بعلب الدواء ثم ينزلها وقد أفعل أشكال مضحكة بوجهه، لتنطلق ضحكات الصغيرة، لم يكن أمراً يخطر ببالها، دخلت تلقي تحية المساء، فيردها بابتسامة رائعة
" أهلا بمنقذتي، هيا تولي أمر هذه الأميرة الصغيرة بينما أكمل مع والدتها"
لا تعلم أهو مرحه الذي انتقل إليها أم رغبتها برؤيته بهذا الشكل دفعها للرفض، فهزت رأسها
"تابع أنت ما تفعل، وأنا سأتولى أمر الأدوية سيدتي" موجهة كلامها لوالدة الطفلة، التي كانت أكثر من راضية بهذا الترتيب.
ما إن خرجت السيدة برفقة ابنتها التي كانت تلوح له بسعادة، اقترب منها يدعي الجديّة " حين أخبرك بأمر عليك بتنفيذه، ولا تعارضيني أبدا، خاصة في حضور الآخرين" سكت ثوان قليلة ثم اقترب خطوة أخرى حتى لم يتبق بينهما إلا القليل " وألا… سأفعله أنا وتضيع هيبتي أمام زبائني وأمري لله"
ضحكتها، جلبت السعادة لقلبه، منذ حضر والدها وطلب منه أن تكون قربه وهو ينقل بين غمامة سعادة وردية، وبين هوة قلق من أن يخون الأمانة التي استأمنه عليها والدها، قلبه واثق من شعورها نحوه، لكن هل تملك من الحب ما يكفي، لتقف معه يحاربان في سبيل حبهما ومنزل يجمعهما معاً، نظراته تعانقها، تطوف على شعرها العسلي وعينيها اللتين تتهربان من النظر إليه، ويدها التي ارتفعت لعنقها تقبض على السلسلة الذهبية والصليب المعلق بها، علم أنها تفكر فيما يفكر به، يحبها هو يحبها ولأجل هذا الحب قرر القتال، لكن أولا عليه أن يكسبها إلى جانبه، يريدها غارقة بحبه كما هو يحيا لأجل رؤيتها، حسم أمره وقرر أن يبعدها عن التفكير والقلق بوجوده على الأقل.

هل هكذا يكون الشعور بقربه، قلبها الذي كان نبضه يتراقص طرباً على وقع ضحكاته والصغيرة، انتفض توتراً من لهجة الزوج المستبد الذي حدثها بها، قبل أن يعود صوته الخشن ليرق ويتسم بالعبث، وهو يمازحها، أحبته هي قبل أن تحدثه، عشقت همسه العابث كلما مرت بقربه وكلمة يتيمة كان يخصها بها كلما تقاطعت سبلهما " اشتقنا" بصوته الخشن لم تكن مجرد كلمة من شاب عابث يلقيها على مسامع الفتيات في طريقه، كانت اعترافاً بالحب، بالانتماء إليها، رفعت يدها تمسك الصليب بحركة كانت اعتادتها كلما أرادت الدعاء، وكلما أرادت القوة والأمان، دعت من أعماقها أن لا تكون إلا له، أن تيسر الأمور كلها وأن تجد السعادة كلها بقربه، دعت أن تفارقها قبضة الخوف التي تعتبر قلبها كلما فكرت بالمستقبل معه.

*****

"يمكنك معرفة الرقم، وحتى تقديم شكوى بالإزعاج، فتتخلص من هذه الرسائل التي توترك " جلس مقابلاً لمنتصر وتابع " لكن أنت لا تريد لهذه الرسائل أن تتوقف"
صمت منتصر ينظر لأصابعه التي تطرق حافة فنجان القهوة الذي يحتسي منه لثوانٍ قليلة، قبل أن يرفع نظره لأسعد ويقول
" ربما معك حق، لا أريدها أن تتوقف، ربما في البداية قبل سنوات ظننت الأمر مزحة سمجة، وبعد مرور أسابيع بدأت أشك أنني المعني بهذه الرسائل، إلى أن ذكرت اسمي تيقنت حينها أنها موجهة لي أنا، يمكنك أن تتخيل كم كان ذلك مرضياً لي حينها، أن تتواجد فتاة ترسل لي ما يشبه الشعر كل يوم، كنت أنتظر وصول رسالة منها كل مساء، لم تتأخر أبدا عن موعدها"
رفع الفنجان يحتسي القهوة التي بدأت تفقد حرارتها، لطالما ذكرت القهوة في رسائلها، لا يعلم أذلك لعلمها بشغفه بالقهوة، أم أنها مثله مهووسة بها.
" كيف توقفت الرسائل، قبل سنوات أعني.. ما الذي حدث وجعلها تتوقف؟"
تنبهت حواسه بالكامل، لسؤال صديقه، لم يفكر بالأمر مسبقاً، في الواقع كان سعيداً لتوقفها آن ذاك
" حصل ذلك بعد إعلان خطوبتي بأسبوع"
"ماذا؟!"
ابتسم منتصر والمفاجأة تترك أثرها على صديقه
" كان ارتباطاً قصيراً، لبضعة شهور، كانت قريبة لوالدتي، مجرد خطبة تقليدية، لم نستطع خلالها إيجاد ما يمكن أن نبني عليه حياة بيننا، وانتهى الأمر"
" لماذا بعد أسبوع من ارتباطك، لم لم تتوقف الرسائل فوراً؟"
تنهد منتصر " لا أعلم، لم كل هذه الأسئلة أسعد، ما الذي تهدف إليه؟"
ابتسم أسعد" أريد أن أتخلص من شرودك كلما وصلك شيء من هذه الرسائل، ولن أكذب، الأمر يثير فضولي كثيراً، خاصة عودة الرسائل الآن، أنا أعرفك منذ أربع سنوات، لم عادت الآن ليس قبلاً، ما الذي تغير؟"
يعلم أن صديقه محق، وأن عودة الرسائل في هذا التوقيت له أسبابه، إن كانت انقطعت بسبب ارتباطه، كان الأولى أن تعود ترسل له بعد انفصاله لا أن تغيب لسنوات، يذكر جيدا آخر رسالة وصلته، كانت قبل عودته للعمل من الإجازة.
" كلا، لا يمكن، كيف لم أنتبه لذلك قبلاً!"
هتف منتصر بينما هب واقفاً يذرع الغرفة جيئة وذهاباً، ونظرات أسعد تتابعه بصمت.
" كانت آخر الرسائل وقتها أنها تشتاق لرؤيتي، وأنها خائفة من شيء ما، لا أذكر التفاصيل، لكن حدث ذلك في الليلة السابقة لعودتي للعمل، لا بد أنها موظفة معنا"
" ربما كانت حينها، لكن لم توقفت كل هذه السنوات وعادت الآن؟ إن كانت إحدى زميلاتنا لم لم تعد ترسل لك بعد انفصالك، لم الآن؟"
وقف شابكاً كفيه خلف عنقه " لا أعلم، هذا الأمر حقا يتعبني، وجهلي…"
صوت رسالة جديدة انبعث من هاتفه، بلهفة أمسك به قبل أن يسقطه من يده وينظر لصديقه بجمود، بينما سطعت على الشاشة رسالة من كلمتين.
" أحتاجك جداً "
















تمنياتي بقراءة تبعثر النبضات 💗💗🤭🤭


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 10:32 PM   #29

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة delicate butterfly مشاهدة المشاركة
عندنا الواضحين لهلا قصي الزوج المطعون القاسي على حبيبتة لسبب لسة مش عارفين عملت اية هيا وامها

عندنا ناصر والحبيبة المجهولة المجنونة صاحبة الرسايل

عندنا معن وسمرائة وبنفس الوقت فى رند وندى ماهذة الحيرة يا فتاة

مؤيد وفرح حلوين

بهاء ووقوعة بالحب من أول شمه

هادى مش عارفين نصيبة هيكون مع ندى ال معبرتوش ولا اية

تسلم ايديك كلماتك قوية

هل الأشعار من قلمك بردو؟




😍😍😍😍😍 يا اهلا بالفراشة بين نبضاتي 💋💋💋
قصي قلبه قاسي 🤭🤭🤭🤭 لسا جاينا كتير من قساوته
معن هاد حد غييييييير شكل 😁😁
مهلك يا قلبي الحيرة لسا باولها والصبايا كتار بالرواية والدنيا حلوه 😂😂😂
أولادي بحبو من الريحة 🤣🤣🤣🤣 كل الحواس بتشتغل عنا

شكرا يا قلبي فرحتيني بكلامك كتيييييييييير
قصيدة لماذا للشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبيه اما اذا بتقصدي الرسائل يلي بتوصل منتصر فهي كتاباتي المتواضعه 😊😊


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-19, 10:19 PM   #30

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي نزلة السمان الهرم

مساء الخير فصل رووووووووعة كالعادة

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.