آخر 10 مشاركات
25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حق بين يدي الحق (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة نساء صالحات (الكاتـب : **منى لطيفي (نصر الدين )** - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree183Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-19, 10:04 PM   #71

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
ياختيييي علي مشكله آمين وجاسم 😒ديه مصيبه فعلا لما يبقوا قرايب وفيه بينهم مشاكل
للأسف جدهم خلق بينهم ضغينة لما فرق في المعاملة مع موضوع علياء الدنيا ولعت بينهم


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-19, 10:07 PM   #72

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير هنزل الفصل حالا ❤❤❤


الفصل العاشر :
تجلس أرضا ً في شرفة غرفتها تناجي هدوء الليل ، تبحث عن راحه نفسيه تقر انها تجدها في تجنبها و بعدها عن أهل هذا المنزل ..
فهي جوارهم اما ساخطه و ساعيه للانتقام أو مشتتة ضعيفة الهمه !
اصبحت لا تعلم من هي حقاً ..
أليست هي من اقسمت ان تضرم النيران في قلوب الجميع و قد حققت ما تشاء اليوم ! .. إذا ً لما تكاد تبكي الان بعد أن سقط جدها ؟!
هل هو الخوف من أن تتسبب في موت شخص ما ام انها اصبحت تألفه و تخاف عليه ؟!
ربما انقلبت موازين لعبتها عليها !
ربما لم تعد نفس الفتاة التي اقسمت منذ دخلت الى هذا البيت أن تجعل عالية سافله !
رباااااااه كيف ؟!!
كيف تنقم و في نفس الوقت تحن ؟!
كيف تأذي و في نفس الوقت تتوجع لألمهم ؟!
اصبحت حقاً كمن يقتل القتيل ويمشي بجنازته !
تنهدت بتعب تضم ساقيها إليها فبدت اكثر هشاشة في عين نفسها و كادت تبكي من تلاطم أفكارها لتفاجئ بصوته النشاز يخترق وحدتها مجدداً و كأنه اقسم الا يتركها الليلة بمفردها ........
" في هويد الليل ولقيتك
ما أعرف جيتني ولا جيتك
ما أعرف غير إني لقيت روحي
ونجيت من همي ونجيتك
واداري و لا ما اداري
دا هواها داري ومداري
وهواها زهزه خضاري
زرع البداري غوايش
ده الحب مش سهم طايش
الحب زاد اللي عايش
دانا كنت مت انا كنت مت
و حيتني ست الصبايا غوايش
ست الصبايا غوايش "
تهادت الكلمات لسمعها بتلك النغمة البسيطة فابتسمت بضعف أصبح يلازمها الليلة ..
اعترفت لنفسها أن صوته نشاز لكنه دافئ ...... مثله !
قطبت لوهله تستعجب وصفها له بالدفيء خاصة ً بعد تهديده لها ليرد عليها قلبها و كأنها تشاهد مبارزة فكريه بينه و بين عقلها !
هددك و ابتزك لكنه لم يشي بكِ ..
تحداكِ و كسر عنفوانك لكنه شاركك وجعك ..
اهانك و دعاكِ بابنة حامد لكنه دافع عنكِ واوشك على الفتك بجاسم دون لحظة تفكير حين رآه يؤذيكِ ..
يضغط عليكِ بما يحمل ضدك لكنه احتواكِ حين ظهر له ضعفك ..
تنهدت مجدداً تغمض عينيها و تسأله دون صوت " من انت ؟! "
ليأتيها رده و هو يناديها بخفوت فنهضت من جلستها الأرضية باستسلام لتجده كما توقعت يقف في شرفته ينظر لها بنفس الابتسامة العابثة التي قابلها بها اول مره و بنفس نظرته التي تغمرها بحمايه دون شروط و التي تنقلب لأخرى ترعبها وقتما يكتشف أفعالها !
ضحكت رغماً عنها و هي تقارن بين مزاجه الرائق الذي لا تفهم سره في هذه اللحظة وغناءه وبين وجهه المكدوم كحال وجهها بل اكثر بكثير
" كيف حالك يا غوايش ؟!! "
ألقاها مبتسماً بشقاوته التي بدأت تعتاد عليها بينما يناولها بعض الثلج لتضعه فوق وجنتها المتورمة لتسأله هي بتعجب مشيره الى نفسها و قد قررت مجاراته حتى تأخذ منه التسجيل :
" غوايش ؟!! "
فيهز رأسه بتأني قائلاً بصوت هامس و كأنه يفضي لها بسر :
" اجل انتِ هي "
ضحكت مجدداً مستغربه من تقلبه لتسأله بحيره بعد لحظات و كأنها سمحت لعقلها بوقت مستقطع يرتاح به قليلاً :
" لا حقاً .. من غوايش هذه ؟! "
ابتسم متأثراً بضحكتها النادرة و التي يرى خلفها الكثير من التشوش و الضياع ليوضح بعدها :
" هذا اسم الفتاه التي كان يناجيها العاشق في اغنيته "
اومأت بفهم لتقول بعدها بابتسامه ماكره فيما تقلد اسلوبه مما اسر قلبه ككل ما فيها :
" حسناً .. دعنا نعقد اتفاق "
" لكِ ما اردتِ "
قالها دون لحظة تردد فأضعفها ناحيته و اربكها ..
أجلت حنجرتها و ضيقت عينيها ثم قالت بخفوت عابث يشبه نبرته المعتادة :
" لا تغني لي مجدداً .. و ليتك لا تغني مطلقاً "
رمقها بطرف عينه ثم أجابها بحنق طفولي مصطنع :
" انتِ الخاسرة "
ضحكت جزاء من قلبها فيما تقول اول ما خطر ببالها في تلك اللحظة :
" لا تفتعل الحركات بوجهك ، يكفيه المسكين ما ناله اليوم "
شاغبها مجدداً مستمتعاً بسكونها النادر بينما يحاول هو الآخر أن يله عقله عن التفكير بكل الكوارث المتتالية التي تسقط عليهم :
" انظروا من تتحدث ! .. عزيزتي اذا جلبت لك ِ مرآه الان ستصعقين من شكل وجنتك "
ابتسمت فيما تمرر قطعة الثلج على وجهها ليبتلع هو ريقه ويشيح بوجهه شاتماً نفسه على غباءه لتقاطع هي أفكاره التي اتخذت مجرى اخر لو علمته ستكمل على ما تبقى من وجهه :
" على الأقل انا أصبت في وجنتي فقط إنما انت تحتاج إلى خبير للتعرف على ملامحك "
ابتسم بكر بخفه بينما تخطر بباله خيالات مجنونه يرى فيها نفسه يقفز لها من فوق الحاجز الذي يفصل بينهما و يغمرها بين ضلوعه عنوةً حتى تختفي تلك النظرة الضائعة التي تحتل عينيها منذ سقوط جدهم !
كانت تبدو له كطفله مرتعبة ترتجف خوفاً بعد أن اقدمت على كارثة دون أن تحسب عواقبها ...
رآها كيف تسمرت بين يديه و كيف برد جسدها وهي تنظر الى جدها دون أن تجرؤ على النطق أو الحركة حتى بعد أن اسعفوه و اخبرهم الطبيب أنه يعاني من ارتفاع نسبة السكر بالدم ظلت واقفه هي مكانها تراقبهم بوجل وكأنها تنتظر اللحظة التي سيعلن فيها الطبيب عن وفاة جدهم و يتهمها الجميع بأنها السبب !
يسعده جدا ً أن ضميرها حي لكن يقتله بُعدها عنه و ثقتها المعدومة فيهم جميعا ً بل و إنكارها المستميت لانتمائها لهم ..
مجنونه هذه !!
كيف تظن أنها لا تنتمي إليه و كل جزء فيه يستكين حين تكون بالجوار .. و هو يفهمها بالنظرة ، وهو يسمع أنات قلبها فيردها قلبه أنات و كأنهما شخص واحد ؟!
يا الله لو فقط تُرفع الحواجز !
سيخبرها بالكثييييييير و بالكثييييييير مما يحمل لها في قلبه ..
فقط لو يبرأ قلبها و تبرأ روحها من قطرة الانتقام السوداء التي تحملها سيهديها وقتها الدنيا لو أرادت و سيفتك بمن تسول له نفسه المساس بها !
عند الخاطر الأخير توقف عقله فالتفت ناحيتها فجأة لتصبح عينيه اقرب لها من اي وقت سابق ليسألها دون سابق إنذار :
" لما أراد ايذائك ؟! .. ماذا فعلتِ له يا جزاء لتفقديه عقله بهذا الشكل الغير مسبوق ؟! "
و كأنه ايقظها من غفوتها الإجبارية فأسبلت اهدابها و أدركت أن لحظة السلام القصيرة التي رغبت بها جواره قد انتهت !
نظرت إليه بعد لحظات من الترقب فضحك بخفوت قائلاً بنبره ساخرة ذات مغزى :
" الحمد لله على السلامة .. ها قد عادت الروح الشريرة "
صمتت تدير عينيها في الانحاء دون رد على سؤاله ليعيده هو مجدداً بعد لحظات :
" هيا اخبريني .. ماذا فعلتِ هذه المرة ؟! .. اعتقد انكِ بتِ تعلمين انكِ تستطيعين مصارحتي بأي شيء "
ابتسمت جزاء ساخرة دون أن تعي مثله بمن يراقب وقفتهما و الغضب يعربد في قلبه و عقله يود لو يقتلهما معاً في تلك اللحظة :
" توقف عن لعب دور الأب معي .. انا لم أفعل شيء ، هو فقط مجرد مجنون مغتر بنفسه و حين اضطررت بسببك الى رفض عرض الزواج فقد عقله "
رفع حاجبيه متصنعاً التأثر ليتمتم ساخراً :
" حقاً ؟! .. انظروا الى الوغد المتوحش "
لم تعلق جزاء بشيء ليقول هو بعد لحظات وقد انقلب وجهه بعد أن لمح خيال الاخر:
" عودي الى الداخل ، الجو بارد و صاحبك يقف خلف نافذته يراقبنا و قد يستهدفك برشاش آلي هذه المرة "
نظرت جزاء ناحية من يراقبهم بطرف عينيها بلا مبالاة ثم قالت بعدها تتصنع دور فتاة المنطق علها تستطيع إقناعه بالعودة عن قراره الغبي :
" بكر .. ارتباطنا هو امر في قمة السخافة و الغباء ، انت تفعل ذلك فقط حتى تضمن ........ "
قاطعها بكر قائلاً بخفوت بنبرةٍ لا تعلم جدها من عبثها :
" اسمعِ يا زوزو .. سأجعل هذا اقصر نقاش في التاريخ بكل اختصار و بدون لف و دوران أنتِ مصيرك لي لذلك قلت اختصر كل المعوقات والصعوبات التي يمكن أن تواجهنا و اطلبك لي باكراً .. فأنا رغم كل شيء لن يرضيني أن اتركك لجاسم فيسلب اموالك في محاولة بائسة أخرى منه للتغلب على امين أفندي "
جزت على أسنانها بغضب مكتوم و كادت تتحدث مجدداً فقاطعها هو قائلاً بوقاحة حتى يصمتها تماماً :
" اسمعِ يا بنت الناس .. أنتِ الان في مقام خطيبتي لذلك كلمة زائده و سأكون اكثر من سعيد بإسكاتك بطريقتي الخاصة ، و يستحسن أن تذهب ِ من امام عيني الان لأن الفكرة أصبحت تغريني لتنفيذها بحق "
شتمته جزاء ثم نفذت ما أمرها به و اختفت من امام وجهه ليحدق هو في اثرها بجمود و قد اختفى قناع المزاح باختفائها ليتحرك بعدها هو الأخر متجاهلاً ابن عمه تماماً بينما يحدث نفسه بإرهاق عائداً الى غرفته بعد أن عاوده الألم مجدداً نتيجة الشجار :
" ترى ماذا فعلتِ هذه المرة ؟! .. اعني عليها وعلى شيطانها يا الله "
...................................
( اليوم التالي ... الشركة )
" صباح الخير يا امين "
توقف امين مكانه زافراً بضغط محاولاً التحكم في أعصابه ليلتفت بعدها بملامح هادئة فيما يرد تحية أنس ببرود :
" صباح النور "
ليستطرد بعدها بجلافة ليست من طبعه :
" ماذا تفعل هنا ؟! "
تجاهل أنس حدسه الذي يخبره بأن من يقف أمامه لا يبتلعه ليرد عليه بطيب خاطر ممازحاً :
" اريد عهد في امر ما .. لا تقلق لن اعطل لكم سير العمل "
صمت امين مكرهاً ليلتفتا بعدها على صوتها المتفاجئ من وجود أنس فيما تقول بلا مراعاة :
" أنس ! .. ماذا تفعل هنا ؟! "
احرجه سؤالها لتشتم هي نفسها على قلة ذوقها ثم حاولت تلطيف الوضع فقالت اول ما خطر ببالها :
" لا يهم .. من الجيد انك اتيت لقد كنت على وشك الاتصال بك .. تفضل مكتبي من هذا الاتجاه "
وقف امين بملامح صخريه يحدق فيهما بغليان خاصة ً حينما تجرأت يد الآخر و أمسكت بيدها فكاد يحلق وراءهما ليعلّم ذلك الدخيل حدوده التي يبدو أنه يتناساها لولا أن أوقفه بكر الذي خرج له من تحت الارض في تلك اللحظة يحول بينه و بينهما فيما يقول بسخرية :
" اشششششششش ... عيــــــــــب ، هل سنتهجم على ضيوفنا في منتصف الشركة لأننا نغار ؟! "
تفاجئ امين من وجود بكر و حديثه فقال محاولاً إنكار غيرته بينما فضحته نبرة صوته المنفعلة :
" اي غيره و اي هراء ! .. هذا يبدو أنه لا يعرف حدوده جيداً ، ليس من حقه أن يلمسها "
واجهه بكر قائلاً بصوت قوي .. صريح :
" و ليس من حقك أن تتدخل في اي امر يخصهما ، لقد تنازلت عن كل حقوقك حينما التزمت الصمت و تركتها ترتبط بغيرك "
توتر امين و حدق في أخيه بصدمه ليضحك بكر بخفه فيما يقول مازحاً ليحاول التخفيف عن من يقابله :
" ماذا ؟! .. هل تظن انني غافل عنك و عن ما تمر به ؟! .. يا بني انا لدي مجسّات خاصه تلتقط كل فعل و رد فعل صادر عنك "
زفر امين بقنوط مطأطأً رأسه إلى الأسفل باستسلام ليلكزه بكر في كتفه قائلاً بمشاغبة :
" يا اخي تعلم من اخيك الصغير .. فور أن علمت أن جاسم يحوم حول فتاتي هبطت على خطته مثل القضاء المستعجل و اختطفتها لتكون لي "
تحرك امين بضيق عائداً الى مكتبه يتبعه بكر الذي استطرد بنبرة قويه :
" تعلم الأنانية قليلاً يا امين لن يضرك الأمر بشيء .. بل ستجد نفسك كسبت راحة قلبك و لو كانت على حساب غيرك لا يهم فهذه حياتك انت و انت من تعيشها و تتحمل نتيجة اختياراتك بها "
جلس امين على مقعده قائلاً بهم :
" ماذا تريد مني أن افعل ؟! .. هل اترك الدنيا تضرب تقلب و اترك كل شيء لجاسم ؟! .. جاسم سيخربها و يجلس على تلها عند اول فورة غضب و ها انت رأيت جزء من غضبه حينما أوشك على قتل ابنة عمك بعد رفضها له "
أوشك بكر على سب أخيه لأنه حوّل الحديث إلى جهة العمل لكن امين انقذ نفسه من لسان أخيه حينما استطرد مكملاً :
" أما عن عهد فكيف سأقترب منها بعد أن أصبحت ملك لغيري ؟! .. مستحيل أن أقبل عليها مثل هذا الوضع ، عهد اغلى عندي بكثير من أن أضعها في هذا الموقف "
كاد بكر يقذفه بعلبة المناديل الملقاة أمامه فيما يهتف من بين أسنانه بغيظ :
" و هل قلت لك اسحبها من شعرها و قبّلها في بهو الشركة ؟! .. يا ابني .. يا حبيبي لوجه الله ركز معي قليلاً و دعك من زمن حسين صدقي الذي تعيشه هذا "
رفع له امين حاجبه باستياء ليسأله بعدها بلهجة ساخرة :
" إذاً ماذا تقترح يا اينشتاين زمانك ؟! "
جلس بكر على حافة المكتب قائلاً بمكر :
" دعها تراك بشكل جديد بعيداً عن نمطية علاقتكم المقرفة .. أظهر امامها صباح و مساء ، حاصرها بوجودك لكن دون أن تجعلها تلاحظ اهتمامك بها .. اتركها تحتار و تتساءل عن سر تغيرك ، كن موجوداً و غير موجود ، شد الحبل احيانا و ارخيه أحيانا ... هكذا يعني و انت ما شاء الله عليك مال و جمال و صحه و معك طفل جاهز يعني كامل من كل النواحي "
ضحك امين قائلاً :
" لا ينقص إلا أن تقول انك جلبت لي طقم الصيني و الكاسات "
بادله بكر الضحك فيما يقول بوعد وهو ينهض من مكانه :
" افعلها انت فقط و سأجلب لك الصيني و السيراميك و المفارش و كل الاحتياجات .. انا عندي كم امين ؟! "
ليتحرك بعدها عائداً الى مكتبه فيما يقول مازحاً :
" سأعود الى غزالتي .. انت تعلم انها لا تستطيع البقاء من دوني و لو لثواني "
ضحك امين قائلاً بسخرية :
" اجل لقد لاحظت الأمر "
لوى بكر شفتيه بحنق مصطنع فيما يرمي رميته الأخيرة داعياً الله أن تأتي بثمارها :
" لا تنس أن تقفز على الصورة ببراشوت و يستحسن أن تبدأ من الان لأنه و على حسب توقعاتي الطريق الذي يبدأ بمسك الأيدي ينتهي بالقبلات "
في لحظه واحده تبددت ملامح الاسترخاء من على وجه امين لينهض مغادراً بخطوات شبه راكضة الى غرفة عهد دون أن ينسى حجته المتمثلة في بعض الملفات بينما وقف بكر يراقب رحيله ليأتيه صوتها بنبرته الشقية فعلم انها مختبئة كعادتها و تراقب ما يحدث :
" ربنا يجعل الشفاء على يدك يا بكر يا ابن عمي "
التفت إليها بكر ليقول بعدها بصدق يتخلله المزاح :
" شكراً لأنك قمتِ بأخباري عن الأمر .. ألف شكر يا رويتر "
ضحكت وصال ثم رسمت على وجهها الغرور فيما ترد عليه :
" اي خدمه يا كازانوفا "
بادلها الضحك ليلتفت كلاً منهما إلى طريقه بعد أن فعلا ما عليهما .
............................
يقف أمام نافذة مكتبه يحدق في المارة بصمت مطبق بعد أن جاء باكراً قبل الجميع ليهدأ من إعصار أفكاره التي لا تتوقف !
يشعر أنه مرهق .. بل مستنزف و كأنه يركض لمئات الأميال دون اي أمل في الوصول !
تنهد بينما عقله يعمل دون توقف فيشتم نفسه مراراً على غباءه الذي جعله يثق بحديثها ليُصدم في النهاية و يعرف انها استغفلته و سخرت منه !
رباه كل ما احتاجه الأمر هو ذهابه إلى حيث كانت تعمل و بعض الاستفسارات البسيطة جعلته يدرك بأن من ماتت هي ندى و من اختفت بصحبته هي الحقيرة جزاء !
كيف اعطاها الفرصة للسخرية منه ؟! .. كيف لم يبحث خلفها ؟!
و الأهم ما الذي كانت تخطط له ؟!
هل كانت تريد الاستيلاء على نصيبه ؟!
رباااااااه .. ملايين الأسئلة تعربد داخل عقله دون اجابه واحده !
طرقات على الباب جعلته يستدير هاتفاً بعصبية :
" لا اريد رؤية احد "
" لا اله الا الله .. وحد الله في قلبك يا رجل فأنت لست أول رجل يُرفض "
حدق فيها جاسم و عينيه تقدح شرار ليهتف من بين أسنانه محاولاً التحكم في غضبه حتى لا يصور قتيل :
" وصال انا حقاً على وشك الانفجار .. ابتعدِ عن طريقي اليوم قدر الإمكان احسن لكِ "
لم يخيفها تهديده و لم ترهبها هيئته المخيفة في العادة ....
اقتربت منه ببطء مدروس ثم وقفت أمامه تحدق فيه و في هيئته المريعة لتقول دون سابق إنذار ما فاجئها هي شخصياً :
" انفجر ..... بي "
كان عقل جاسم تقريبا ً متوقف عند نقطة واحدة لذلك هتف بها دون تفكير :
" ماذا تريدين ؟! .. قلت لك ِ ابتعدي عني هذه الساعة "
اقتربت منه أكثر تجازف بكل شيء فيما تقول بصوت جدي قلما يخرج منها :
" و إن لم ابتعد ؟! "
كانت عيناه تلمع بجنون مطلق و عروقه نافره و وجهه مرهق و كأنه بقى مستيقظ لعدة أيام متواصلة لكن كل هذا لم يعني لها شيئاً و لم تلتفت له و هي تقترب خطوتها الاخيرة فيما تقول بغموض و قد فاض كيلها مما يفعله بها :
" أتعلم ما هي مشكلتك ؟! "
لم تنتظر رده و لم تلتفت لتأففه الفظ لتجيب نفسها و هي تحدق في عينيه تضع يدها فوق قلبه لأول مرة بجسارة لم تنقصها يوماً :
" مشكلتك انك اعفيت هذا من الخدمة و تركت العمل كله على عقلك فأرهقته .. ارح عقلك قليلاً و انظر بقلبك عساك ترى الأمور من زوايا مختلفة اكثر راحة لك "
أبعد جاسم يدها قائلاً باستنكار وقد فاجأته جرأتها عليه :
" ماذا تفعلين ؟! .. هل جننت ِ ؟! "
ابتسمت له وصال دون أن تصل الابتسامة الى عينيها فيما تقول بنبرة خفيضه :
" اعتبرني جننت و تحمل جنوني لدقيقتين اضافيتين لعل جنوني ينفعك "
تحرك جاسم بغضب ناوياً المغادرة لتصدمه هي مجدداً حين تشبثت بيده فيما تكمل كلامها :
" ماذا ستخسر اذا استمعت لي ؟! .. انت لم تكن هكذا أبداً ، ما الذي تغير بك ؟! .. انا لم اراك من قبل تتهاوى مثل هذه الأيام ! .. لطالما رأيتك صخرة عظيمة استند إليها وقت تعبي فلا اقع "
حاول جاسم الإفلات منها متهرباً من الرد عليها فتشبثت به أكثر تود لو تلقي نفسها عليه و تعانقه و هي ترى معاناته التي لا تفهم سببها جليةً فوق صفحة وجهه لتهمس بعدها بنبرة مختنقة :
" ما الذي حدث لك ؟! .. ما الذي جعلك تتغير و تخرج قلبك من حساباتك بشكل تام ؟! .. أخبرني "
" ابتعدِ يا وصال .. انا لا اريد دفعك حتى لا اؤذيكِ .. ابتعدِ "
و كأنه يأمرها بالعكس إذ تشبثت به أكثر تهمس له بعناد :
" لن ابتعد "
" قلت ابتعدِ "
" لن ابتعد قبل أن تتحدث معي ، قبل أن تخبرني بما قلَب حياتك و جعلك تهوى إيذاء من حولك "
في لحظة خاطفة وجدته التفت ليمسكها من ذراعيها قائلاً بصوت مكتوم :
" لأخر مره سأقولها لك ِ .. توقفِ عن الحوم حولي ، انا لست امين "
اهانها ذكره لأمين ففقدت وصال سيطرتها لتهتف دون سابق إنذار بينما دمعت عينيها بألم شديد :
" بالطبع لست امين .. لو كنت امين كنت نصحتك و تركتك لحالك و لم اكن سأتوجع لوجعك بهذا الشكل "
توقف كل شيء حوله فجأة ينظر لها لا يريد أن يصدق ما يشير به عقله !
لا .. مستحيل أن يكون ما يفكر فيه صحيح !
وصال !
تركها جاسم كالملسوع يحدق فيها بصدمه ليسأل بعدها بصوت لم يستطع التحكم في رجفته :
" أنتِ .......... "
لم يقدر حتى أن يكمل سؤاله ليختفي بعدها من أمامها بخطوات هاربه تاركاً وصال تقف مكانها تستوعب حقيقة ما حدث ببطء ...
لقد لمحت له عن مشاعرها ....... و رفض !
.................................
دخل بكر مكتبه فوجدها تجلس و تنتظره على أحد المقاعد المقابلة لمكتبه فشاكسها قائلاً :
" يا ألف أهلاً وسهلاً .. ما هذا الرضا ؟! .. الغزال بنفسه ينير مكتبي "
تجاهلت جزاء اسلوبه الذي يستفزها لأبعد حد ثم قالت بأدب تتخذه منهجاً في التعامل معه هذه الفترة و لا ينطلي عليه :
" اريد ان اتحدث معك "
جلس خلف مكتبه قائلاً بابتسامته المستفزة لأعصابها :
" امرك يا حلوه .. هل تريدين ان نذهب لاختيار محابس الخطبة ؟! "
زفرت جزاء بقلة صبر ثم نظرت إليه بيأس فيما تفكر انها لم يعد أمامها أي حل إلا أن تأخذه على قدر عقله كما يقولون فقالت بتروي وهي تمسك بالقلم بينما تتجاهل نظرات التسلية التي يوجهها لها و التي تفجر فيها براكين الغضب :
" حسناً دعني اوضح لك الأمر من وجهة نظري كمعادله "
اعتدل على كرسي مكتبه بتركيز ساخر بينما أمسكت هي بورقه موضوعه أمامها و هي تستغبى ما تفعله لكنها مجبره فقالت بنفس الصبر و كأنها تشرح لطفل معادلة رياضية :
" أنظر يا بكر ... أولاً انا لا احبك "
قاطعها قائلاً بتهذيب مضحك بينما نظراته معاكسه له تماماً :
" ممكن القلم بعد اذنك "
أعطته القلم بتشوش فقلب الورقة تجاهه قائلا ً بنفس نبرتها :
" وانا ايضا ً لا احبك "
سحبت القلم منه بغيظ ثم أدارت الورقة ناحيتها من جديد فيما تكمل و رغبه عارمه في الضحك تهاجمها على وضعهما الان و تحاربها هي باستماته:
" انا لا احبك و لن اتحمل الحياه معك "
اوشك على تكرار فعلته فسحبت الورقة اكثر ناحيتها فيما استطردت بسرعة تقطع عليه الحديث :
" و انت لا تحبني و لا تريد الزواج بي إذاً ..... "
قاطعها بصلافة يسحب منها الورقة و القلم مجدداً فيما يقول :
" لا .. لا زال الوقت باكراً على إذاً .. نحن لم ننهي المعطيات بعد ، انظرِ و تعلمِ من الخبرة "
تحكمت في ابتسامتها بصعوبة ليقول هو بتركيز تام فيما يحدق في الورقة التي أمامه و ينطق لها كل ما يكتبه و كأنه يسمع لها درس :
" بما أني حذرتك اكثر من مرة بشكل مباشر و اخر غير مباشر و بما اني امسكتك بفعلتك السوداء و بالجرم المشهود و بما اننا تم القبض علينا بوضع مخل لا افهم ملابساته حتى الآن و بما اني طلبتك من جدك ووافق و بما اني ضربت جاسم و تورم وجهي من اجلك إذاً ... ها ... اذاً الحلول المقترحة كالآتي اولاً إما خنق ابنة عمي المصون بيدي العاريتين أو خطفها بشكل غامض و تقييدها في كوخ في منتصف الغابة او أن اضحي بنفسي و أختار ستر كل هذه الفضائح بالزوااااااااااج "
ليضع توقيعه في نهاية الورقة بشكل مسرحي ساخر و يعيدها إليها ثم يعود بظهره مسترخياً على كرسيه فأخذت هي الورقة ثم نظرت لوجهه المبتسم لها باستفزاز و تحدي فمزقت الورقة بغيظ و رمتها في وجهه فيما تقول بغضب عارم لأنها و لثاني مره تفشل في إقناعه بتركها :
" اسمعني جيداً .. لقد حاولت معك مراراً و اخبرتك انني لم أفعل شيء و مع ذلك أنت تهددني بكل وقاحه و تستغل عدم مقدرتي على الرحيل لكن كفى .. انا لن اتزوجك و اضرب رأسك في أول حائط يقابلك و الى هنا و انتهى النقاش "
كانت تلهث بغضب في نهاية حديثها الوقح ليفاجئها هو بضحكاته المستمتعة فيما يقول :
" أنتِ جباره اقسم بالله .. أمسكت عليكِ تسجيل صوتي و ما زلتِ تنكرين بكل صلافة بل وتتبجحين أيضاً و تطيلين لسانك .. أتعلمين لقد راهنت نفسي انكِ لن تتحملين اكثر من خمس دقائق و فزت برهاني و ها انتِ تصرخين كالممسوسة مجدداً ، عموماً يا حلوتي ها أنا اخبرك للمرة الألف تقريبا ً اننا للأسف سنتزوج حتى استطيع السيطرة على جموحك كيفما اشاء و حتى اصلح خطأي الجسيم معك و الى هنا و انتهى النقاش أيضاً "
أوشكت على فقد اعصابها و ضربه لتتمالك نفسها بمعجزه و تنهض لتغادر مكتبه كالعاصفة فيما يهتف هو في إثرها بسخريه ضاحكه يذكرّها بإمساكه بها حينما دخلت لتفتش غرفته :
" لا تنسي تفتيش غرفتي من جديد عل الله يوفقك و تجدين التسجيل هذه المرة "
كادت تصرخ غيظاً منه بعد أن جربت معه كل الطرق دون نتيجة و كأنه حائط لا يشعر لتتحرك ناحية مكتبها و تدخله ثم تغلق بابها بكل قوتها فيما تشتمه بكل ما تعرف من ألفاظ خارجة و غير خارجه بينما ظل هو يحدق في بابها المغلق في وجهه عدة لحظات مدركاً كل الاعيبها التي لا تنطلي عليه ، حتى مهادنتها له و تغير أسلوبها يدرك جيداً أنه خطة منها للحصول على التسجيل و للفرار من قرار جده الذي جعلها تختاره بنفسها !
ابتسم بخبث هامساً لبابها المغلق في وجهه :
" ليس هناك احلى من الصبر ، سأفتح كل اقفالك الصدأة و ابوابك المغلقة لكن كله بالصبر ، فلأجتمع بك ِ اولاً تحت سقف واحد ثم بعدها لكل حادث حديث غزالتي الشاردة "
بعد عدة لحظات لفت انتباهه صوت جلبه قادم من الممر فنهض ليري ما يحدث بينما يسأل نفسه بتوجس :
" هل تغابيت و اعطيت امين جرعة تشجيع زائدة فذهب و ضرب عهد و انس ام ماذا ؟! "
اقترب بحذر ليجد مجموعة من الموظفين يحلقون فوق أحدهم يحاولون إسعافه أو بالأحرى اسعافها فأقترب اكثر محاولاً اختراق التجمع لتقول إحدى الموظفات بخوف فور أن رأته :
" سيد بكر .. انا لا اعلم ماذا حدث لها ! .. لقد كانت تمشي بهدوء و اتزان و فجأة سقطت مغشياً عليها دون أي مقدمات "
قطب بكر ثم نظر أرضا ً لتتسع عيناه بصدمه حينما وقعت عينه على جسد وصال الممدد ارضاً بلا حول ولا قوه "

نهاية الفصل العاشر

في انتظار ارائكم


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-19, 12:14 AM   #73

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

والله روايه جميلة جدا بدأت قرأتها امبارح وما قدرت اسبها إلا لما اخلصها لا وكمان اسمها جميل متابعة معاكى إنشاءالله الله

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-19, 10:03 PM   #74

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
والله روايه جميلة جدا بدأت قرأتها امبارح وما قدرت اسبها إلا لما اخلصها لا وكمان اسمها جميل متابعة معاكى إنشاءالله الله
تنوريني حبيبتي فرحت جدا انها عجبتك


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-19, 10:04 PM   #75

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنزل الفصل الحادي عشر حالا

الفصل الحادي عشر :
" ما هذا ؟!! "
هتف بسؤاله محدقاً فيها بصدمه لترتفع بعدها ضحكاته فتخجل هي قليلاً ثم شاركته الضحك و هي تستعرض أمامه ثوبها الازرق بطبقاته المتعددة ليسألها هو من بين ضحكاته بعينين دامعتين :
" ما هذا الذي فعلتهِ بنفسك يا مجنونه ؟!
لفت حول نفسها للمرة التي لا تعرف عددها فيما تجيبه بسعادة غامرة و براءة قاتله :
" أنا سندريلا "
انفجر ضاحكاً من جديد فابتسمت بانتشاء فيما تقول بحماس شديد :
" لقد رأيتها ترتدي ثوباً ازرق يشبه هذا و كانت تضع احمر شفاه وردي اللون و كحل وجدت ما يشبهما عند امي و أخذت أيضاً حذاء امي ذو الكعب العالي لأكون جميله مثلها .. الا ابدو جميله ؟! "
مازحها قائلاً بضحك :
" تبدين جميلة لدرجة الفزع "
قطبت قليلاً ثم سألته بعدم فهم :
" يعني جميله ام مفزعه ؟! "
لم يتمالك نفسه أمام براءتها فضحك مجدداً فيما يقترب منها سائلاً بنبره خفيضه و كأنه يشي لها بسر :
" اتركينا من كل هذا و اخبريني .. كيف خرجتِ هكذا ؟! .. ألم تراكِ الخالة مديحه بهذه الحالة بعد ؟! "
هزت رأسها نفياً فيما تقول بثقه مضحكه :
" لا لم يراني أحد .. لقد تسللت من خلف الجميع و خرجت لأبحث عن الأمير مثلما فعلت هي "
للحظه شعر بالغباء فسألها بعدم فهم :
" من هذه ؟! "
تأففت بضجر ثم اجابته من بين أسنانها :
" سندريلا .. عن ماذا اتحدث انا منذ الصباح ؟! .. ألا تركز معي ؟! "
تعالت ضحكاته و كأن هيئتها تدغدغه بأحمر الشفاه الملطخ حول فمها الصغير و كحل العين شديد السواد الذي لطخت به وجهها مثلما دمرت وجنتيها بلون احمر مريب فبدت حرفياً كعروس مولد هاربه من عريس محترق !
أجلى حلقه حين لاحظ ضيقها من ضحكه الذي لا يتوقف ليقول بعد ذلك محاولاً التحكم في نفسه :
" و هل اتيتِ لي لأصحبك الى الحفل ام ماذا ؟! "
اومأت له بسعادة جليه دون أن تستطيع التحكم في ذراعيها اللذان شاركاها الحديث :
" اجل .. ستضعني فوق كتفيك و تركض بي مثلما ركض الحصان بها و بعدها سنذهب الى حفل زفاف جارتنا و نرى الأمير هناك "
أوشك على الضحك مجدداً لكنه بدلاً من ذلك تصنّع التفكير ثم سألها مجارياً خيالها الخصب :
" انا حصان ؟! .. حسناً يا سندريلا و ماذا سنفعل إن لم نجد الأمير في الحفل بعد أن نتكبد عناء الطريق ؟! "
وضعت اصبعها على شفتيها المطليتين تفكر بجديه جلبت لشفتيه الابتسامة كما جلبت الفضول الى عقله منتظراً حلها السحري الذي سيتحفهم به عقلها !
لم يدم انتظاره كثيراً إذ هتفت بعد لحظات بصوت مرتفع .. متحمس :
" إذا لم نجده سنفعل مثلما تقول ام رمزي و نضع زيتنا على دقيقنا "
قطب مجدداً بعدم فهم ثم اقترب منها يسألها بترقب :
" ماذا تقصدين ؟! "
فهتفت و هي ترفع كتفيها ببساطة قاتله :
" سأجعل منك اميري و في النهاية أنت أولى من الغريب "
هذه المرة جلس أمامها ارضاً دون أن يستطيع التحكم بضحكاته اكثر من ذلك فيما يقول :
" أنتِ حقاً مجنونه يا وصال "
" وصال "
" وصاااال "
" وصاااال ... هيا افيقِ بحق الله "
" وصاااال "
فتحت عينيها بصعوبة بالغة تشعر بتشوش شديد لا تدرك حتى ماضيها من حاضرها لتتكون الصورة أمامها بعد عدة لحظات فنهضت ببطء ووهن فيما تسأل أبناء عمومتها الذي يحلقون حولها جميعاً ( إلاه بالطبع ) بذهن مشوش :
" ماذا حدث ؟! "
جاءتها الإجابة من جزاء التي قالت بتوتر لا يزال يؤثر عليها منذ أن رأتها ملقاه ارضاً كخرقة باليه :
" لقد فقدتِ وعيك منذ وقت ليس بقليل "
اعتدلت في جلستها فوق الأريكة ببطء و تعب ليسألها امين و هو يفتح لها علبة عصير و يقدمها لها :
" ماذا حدث لكِ فجأة ؟! .. لقد كنت بخير "
اخذت منه العصير دون أن تجيبه بشيء غير هزة جهل من كتفيها لتسألها عهد هي الأخرى بعد أن جلست جوارها ترتب لها شعرها :
" كيف تشعرين الان ؟! .. هل نذهب الى المستشفى ؟! "
تركت علبة العصير جانباً فيما تقول بصوت لا حياة فيه :
" لا .. انا بخير ، انا فقط لم اتناول فطوري هذا الصباح لهذا لم استطع الصمود "
لم تكن تكذب .. فهي بالفعل لم تتناول أي شيء منذ البارحة و قد اختفت شهيتها تماماً هذه الأيام على الأغلب بسبب حالتها النفسية السيئة التي تلازمها بعد الأحداث الأخيرة في البيت !
تكلم امين مجدداً قائلاً برفق :
" هل تستطيعين النهوض الان لأعيدك الى البيت ام ما زلتِ دائخة ؟! "
اومأت له وصال دون أن تجد في نفسها القدرة على التحدث بينما نهضت عهد تهتف بقلق :
" سأذهب معكم انا ايضا ً .. حتى اكون بجوارك اذا احتجتِ إلى شيء "
" لا داعي لكل هذا .. انا بخير "
قالتها وصال و هي تهم بالنهوض لتترنح قليلاً فتمسك بها كلاً من عهد و جزاء لترد عليها عهد بصوت حازم :
" سنعيدك الان إلى البيت و بعدها يجب أن نخبر ادم ليجري لكِ ببعض الفحوصات "
بعد ذلك امسكت بها عهد و اسندتها بينما سبقهن امين ليحضر سيارته .
و بعد لحظات جلست وصال في السيارة تحدق أمامها بنظرات فارغة بينما عقلها اختار مجدداً صوت ضحكاته في ذلك اليوم ليكون رفيقه لكن و للعجب لم يجد الأمر صدى في قلبها مثل كل مره تذكرت فيها هذا الموقف بل كان شعوره اقرب للخواء !
قلبها الذي كان يقفز من مكانه في كل مره تراه تشعر به الان كقطعة جليد تحتل صدرها لا اكثر !
قلبها الذي كان دائما ً عليل بهواه و لم تبحث هي يوماً عن شفاءه اجتثه هو اليوم حين تركها ورحل !
اغمضت بعد لحظات عينيها تهرب من نظرات عهد و امين القلقة فيما تخبر نفسها ان عليها أن تكون قوية ، صامده ... فهي لم تُخلق يوماً للسقوط !
فإن لم يرغب بها فليرحل عن عالمها و إن لم يفعل ستجبره هي على الرحيل !
اما هي فلديها رحله جديده عليها أن تبدأها ..
رحله ستبني فيها نفسها بعيداً عنه تماماً ، بعيداً عن ضعفها نحوه !
رحله ستكتفي فيها بكل ما يقدمه لها عقلها من قرارات ..
اما القلب .....
فقد زال اوان حكمه و اُغلقت اسواره .
...............................................
" لا تقلقي ... اختك اقوى بكثير مما تبدو عليه "
اجفلت جزاء على صوته القريب جدا منها فالتفتت لتجده يقف خلفها تماماً ينظر لها بهدوء بينما عيناه تنظر إليها بتركيز تام تطالبها بالبوح عما يؤرقها فأسبلت هي اهدابها تخفي بتنهدها ما يدور بداخلها !
حتى هذه اللحظة لا تعلم لماذا قفزت لها صورة ندى حين رأت وصال ممدده ارضاً بلا حراك ؟!
حتى وجع ذلك اليوم عاد و حفر مكانه في صدرها و كأنه يثبت وجوده من جديد !
ربااااااااه كم تكره الموت و الفقد !
لقد قاست ما قاسته كله لكن لم يكسرها غير موت احبابها تباعاً ابتداءً من شيخها ثم امها و راضي و انتهاءً بندى !
تنهدت باختناق عند الخاطر الاخير فيأتيها صوته الخافت و كأنه يأبى جرح صمتها :
" ماذا بكِ ؟! "
نظرت اليه بعد لحظات فارتجف قلبها من تلك النظرة التي وجدتها في انتظارها !
نظره اختصرت لها امان و دفئ العالم أجمع فوجدت نفسها تبوح دون مقدمات و كأنه نومّها مغناطيسيا ً :
" تعبت "
" من ماذا ؟! "
سألها هامساً يحارب نفسه التي تستحلفه بعناق اخر تهفو إليه خاصة ً الآن!
لتصمت هي قليلاً تنظر ارضاً ثم تعود فتعطيه ظهرها من جديد تحدق من النافذة في اللاشيء ثم تهمس باستسلام و كأنها تهمس لنفسها :
" تعبت من الخسارة "
قطب بكر بعدم فهم ثم كاد يسألها عما تقصده ليجدها استرسلت بمفردها و كأنها في لحظة لقاء مع النفس :
" تعبت من رؤية شبح الموت يحوم حول من اعرفهم فيخطفهم تباعاً .. أولاً الرجل الذي لم اعرف طعم الأبوة إلا على يده ، ليتبعه بعدها أول رجل استسلم له قلبي و حاربت لأجله اشباح الغدر بعد أن كنت قد اقسمت ان لا اطمئن الى رجل يوماً .. لينقصم ظهري بعدها بموت امي و حين ظننت أن الحياه اكتفت مما تفعله بي اخذت لطمتي الاخيرة حين ماتت صديقتي الوحيدة أمام عيني "
للحظه توقف النشاط العقلي عنده فلم يعرف بكر هل عليه ان يجذبها و يخبئها بين حنايا روحه كما يشتهي ام يجذبها من شعرها المستفز لأعصابه و يستفهم منها عن ذلك الآخر الذي تحدثت عنه الان دون أن تراعي أن من يقف خلفها و يسمعها هو المحروس خطيبها العتيد !
ذاك الذي ما أن تكونّت جملتها الخاصة به حتى انطلقت صافرة انذار الحريق في رأسه تنبهه بوجود شيء خاطئ !
حك بكر رأسه بتوتر ليجلي حلقه مستدعياً اقصى درجات التفهم التي قد يملكها انسان فيما يسألها ببطء كما لو أن لسانه على وشك الإصابة بالشلل :
" من هذا ؟! .. احكِ لي عنه "
التفتت له جزاء مجدداً تنظر له و كأنها كانت قد نسيت وجوده ثم سألت بعدم فهم :
" من ؟! "
طحن بكر ضروسه فيما يقول من بين أسنانه محاولاً التحكم في أعصابه :
" ذاك الذي استسلم له قلبك و علمك الثقة بالرجال "
عاد الحزن يعتلي وجهها فتمنى لو يصفعها ثم يجلس جوارها يلطم خديه لتهمس هي بعد عدة لحظات احرقته فيها بالترقب و الغيظ :
" راضي "
" اممممممممم "
همهم بها بصوت مرتفع لترفع له عينيها باستغراب فتجد النظرة المتفهمة قد اختفت تماماً و حلت محلها أخرى مذبهله ... غبيه !
سألته بتوجس و هي تتعجب من حاجبيه المرتفعان اللذان كادا يصلا لمنابت شعره :
" ماذا بك ؟! "
" راضي ! "
همهم باسمه مجدداً لتقطب هي لا تفهم ماذا حدث له فيما تردد خلفه بتشوش و بطئ :
" اجل راضي "
وضع يده في جيبه ليهز كتفيه قائلاً بصوت خفيض منفعل :
" لا تفرق كثيرا ً .. هو راضي و انا صابر و محتسب "
حدقت فيه جزاء تسأله و كأنها تقف أمام مختل عقليا ً :
" ماذا تقول انت ؟! "
رد بكلمات سريعة فارتفع حاجبيها بقلق منه :
" لا اقول شيئا ً يا غاليه .. ادعو له بالرحمة "
ليرتفع صوته مره واحده مما اجفلها فاتخذت خطوه احتياطيه للوراء :
" و الاخ راضي ما موقعه من الاعراب ؟! "
" لا افهم "
همست بها بخوف حقيقي من منظره و هو يأكل شفتيه ليعيد سؤاله بنفس النبرة المرتفعه السريعه :
" ماذا كان يعني ؟! .. خطيب .. حبيب .. زوج ، اعربِ لي راضي "
ابتعلت جزاء ريقها بتوتر فيما تبحث بعينيها عمن ينقذها من هذا المختل الذي يقف أمامها فيما ترد عليه بخفوت شديد :
" خطيبي لمدة عامين تقريباً "
حشر عقله نفسه في الحوار هامساً له كشيطان حارق :
( الله .. خطيبي لعامين تقريباً ! .. مؤكد اختطف خلالهم لمسة يد ، خصلة شعر ، يد على خصر في إشارة مرور و قال ايه بيعديييييييني )
جاءه اخر خاطر بصوت فوزيه فاستغفر الله مغمضاً عينيه بغضب مكتوم ثم فتحهما فجأة و عاد بتركيزه لها فوجدها تنظر إليه و كأنه معتوه فتمتم من بين أسنانه بصوت مكتوم :
" اممممممممم .. كلنا لها ... الله يرحمه و يرحم موتانا جميعاً "
" آمين "
همست بها جزاء تسايره بقلق ليقف أمامها قليلاً مطرقاً برأسه إلى الأسفل فيما يضرب الأرض بقدمه ضربات خفيفة متتاليه بصمت تام لتسأله هي بترقب و كأنها تتعامل مع احد نزلاء السرايا الصفراء :
" ماذا بك يا بكر ؟! "
" ماذا ؟! "
" ماذا بك ؟! "
هز لها كتفيه مجدداً بلا أعلم ثم هتف مره واحده وهو يلتفت بغته تاركاً اياها ليمضي في طريقه :
" انا اريد ادم "
اتسعت عيناها و نظرت في اثره بذهول ثم حوقلت لتقول بعدها دون أن يفارقها الاستغراب :
" ما به هذا المجنون ؟! "
..................................
جلست عهد بجوار امين تتنفس الصعداء بعد أن اعادا وصال الى المنزل و تخلصا اخيراً من سيل التحقيقات الذي وقعا فريسةً له سوياً ففور أن رأتهم الخالة مديحه من شباك المطبخ و رأت حالة وصال حتى ركضت إليهم و امطرتهم بوابل من الأسئلة عن ما حدث دون أن تتوقف عن البكاء للحظه حتى اضطرت وصال في الأخير إلى طردهما حتى ترحمهما من ثرثرة امها التي لا تتوقف !
نظرت لمن يجلس بجوارها بطرف عينيها فوجدته مازال على صمته الذي التزمه منذ أن اقتحم عليها مكتبها مرة واحدة بدون استئذان و رأى انس يجلس أمامها على حافة المكتب و يمسك يدها ...
رباه كم توترت من نظرته الجامدة التي تطلع إليهما بها و كأنه على وشك ارتكاب جريمة مما جعلها تسحب يدها من بين يدي انس ليقترب هو بعدها منهما تحت نظراتها المتوترة و يضع أمامها الملفات التي كان يحملها ببعض العنف فيما يقول من بين أسنانه :
" هذه الأوراق بحاجة إلى المراجعة "
حتى الان لم تنسى ملامح وجه انس المستنكرة خاصة ً وان امين لم يطرق الباب حتى و دخل مباشرة ً لكن وقوع وصال بعدها شتت انتباههم جميعاً ليستأذن انس بعد ذلك بملامح يعتليها الضيق مما جلب الاستياء الى نفسها هي الأخرى .
توقف تفكيرها عندما توقف امين بغتةً دون سابق إنذار مما اجفلها لتسأله بعدها بقلق :
" ماذا هناك ؟! .. لماذا توقفت ؟! "
زفر امين قائلاً بصوت مكتوم :
" اريد ان ألفت نظرك إلى شيء "
ردت عهد بصوت قوي و هيئة انس المحرجه لا تغادر عقلها :
" و انا ايضا ً "
التفت لها امين بجلسته ينظر إليها ثم قال :
" اخبريني ما لديكِ أولاً "
اخذت عهد نفساً عميقاً ثم قالت بصراحه :
" اريد ان ألفت نظرك إلى ما حدث اليوم قبل سقوط وصال .. حين دخلت عليّ انا و انس المكتب ..... "
للحظه ظن امين انها ستوضح له ما رآه لكنها زفرت بقنوط ثم رفعت وجهها قائله بهدوء حازم :
" لم يكن يصح أن تدخل هكذا دون استئذان يا امين .. ارجو أن تراعي هذا الأمر فيما بعد لأن انس تضايق من الأمر "
بهت امين و حدق فيها يستوعب ما قالته فهذه المرة الأولى التي توبخه فيها أو تلفت نظره لأمر الابواب بينهما ليتكلم هو بعد لحظات بنبرةٍ مغتاظه متجاهلاً التعليق على حديثها :
" و على ما اعتقد انتِ أيضاً لا يصح أن تغلقِ باب مكتبك و معك بالداخل رجل غريب ، ولا يصح أيضاً أن تتركيه يمسك يدك هكذا كما يشاء "
تورد وجهها بحرج و زفرت بضيق ثم ردت عليه بنبرة خفيضه .. حاده :
" أنس ليس رجلاً غريباً يا امين كما انني اجلس معك انت أيضا ً و بالساعات بمفردنا في المكتب و نغلق الباب احيانا حين نرغب بالهدوء اثناء العمل "
ارتفع حاجبيه بذهول من منطقها وظل يحدق فيها للحظات بدون استيعاب ليهمس بعدها اول ما جاء في باله :
" هل تساوين بيني و بين رجل تعرفتِ عليه منذ أيام معدودة ؟! .. هل تعطينه نفس مقدار الثقة و تضعينه معي في نفس الخانة ؟! "
همست عهد بإحراج :
" انا لم اقصد أن ...... "
قاطعها امين هادراً بغيظ و حديث بكر السابق يضرب عقله و يجعله يكره نفسه على تأخره في فهم مشاعره مما وضعه في هذا الموقف :
" انتهينا يا عهد .. انا آسف انني تدخلت فيما لا يخصني ، و اعدك أن انتبه الى حدودي و لا اتخطاها مجدداً .. واضح انني اعطيت لنفسي حجم اكبر من اللازم في حياتك "
دمعت عيناها بعجز لا تدري ماذا عليها أن تفعل فهمست تسترضي فيه صديق عمرها :
" يا امين انا ...... "
ليقاطعها هو مجدداً بحزم تحفظه هي عن ظهر قلب وتعلم جيداً أن لا نقاش بعده خاصةً بعد أن شعر هو بالإهانة من حديثها معه :
" انتهينا يا ابنة عمتي .. لا داعي للمزيد من الكلام لكني سأوضح لكِ أمراً اخيراً و هو أن الشركة ليست المكان المناسب للقاءاتك العاطفية .. اتمنى ان تراعي هذا الأمر المرة المقبلة "
ليشغل بعدها السيارة و ينطلق بها مجدداً لاعناً حظه للمرة التي لا يعلم عددها ..
لا يدري ماذا عليه أن يفعل ؟!
لقد اوشك على اخبارها بمشاعره ناحيتها أو على الأقل التلميح لها بما يكنه منذ لحظات لكنها جعلته يبتلع حديثه كاملاً حينما الزمته بحدود لم تكن موجودة بينهما يوماً !
و الآن ها هو عاد لنقطة الصفر معها ...
قلبه يلح عليه أن يأخذ خطوه قبل أن تضيع من بين يديه للأبد و عقله يحذره من أن يفعلها خاصةً و هي تبدي كل هذا الاهتمام بمشاعر الآخر !
ربااااااااه .. ألن تنتهي تلك الحلقة المفرغة التي يدور بها ؟!
تأفف امين بضيق شديد بينما كانت هي بجانبه تحاول التحكم في دموعها التي تهدد بالسقوط و تتنفس بعمق فيما تصبّر نفسها وتخبرها بأنها الان فقط أصبحت تمشي على الطريق الصحيح المؤدي إلى نسيانه !
اجل يجب أن تنساه و تلتفت إلى حياتها و خطيبها الذي يستحق منها افضل بكثير مما تقدم له .
.......................................
منهمكاً في إعداد حقيبته و عقله يدور في ألف اتجاه ليجفل على صوت أخته :
" جاسم ! .. ماذا تفعل ؟! "
التفت جاسم إليها ثم عاد و اكمل ما يفعله قائلاً بصوت هادئ اكثر من اللازم :
" اجهز حقيبتي كما ترين "
اقتربت منه رغده بوجل فيما تسأل بنبرة خافته .. متعجبه :
" الى اين سنذهب ؟! "
وضع جاسم بعض الأشياء الأخيرة ثم التفت لها قائلاً بنبرةٍ يشوبها التوتر محاولاً تجنب نظراتها المتسائله :
" انا فقط من سأذهب ، أنا ........ "
صمت قليلا ً يحاول استجماع أفكاره لتمسك هي بمرفقه و تقول بصوت به غصة بكاء لم تحاول كتمانها :
" إلى أين ستذهب أخي ؟! .. هل ستتركني هنا بمفردي ؟! "
تطلع إليها متظاهراً بأن حديثها لا يؤثر به فيما يقول موضحاً :
" انا بحاجه الى الانفراد بنفسي قليلاً يا رغده لذلك قررت أن أقيم في شقتي القديمة لبعض الوقت "
" و انا ؟! "
تنهد جاسم بضغط و صمت قليلا ً ثم قال محاولاً مهادنتها :
" أنتِ هنا لستِ بمفردك .. الجميع حولك "
دمعت عيناها فيما تصحح له قوله بحشرجة :
" الجميع حولي لكن لا أحد معي "
زفر جاسم شاعراً بالذنب نحوها لكن ما باليد حيله ..
يجب أن يختفي قليلاً و يريح أعصابه المشدودة دائما ً حتى يستطيع المواصلة !
من دون شيء عقله مضطر للعمل أربع و عشرون ساعة و الاحداث الاخيرة في المنزل استنزفت أعصابه بما يكفي ليأتي اعتراف وصال المستتر و يكمل على ما تبقى منه .
هو خائف !
اجل لا يخجل من أن يعلن لنفسه و لأول مرة أنه خائف من امرأه !
امرأه !!
حتى مجرد اعتبارها امرأه شيء غريب و جديد على عقله !
تنفس بعنف محاولاً تصفية أفكاره لتسأله رغده دون سابق إنذار :
" هل تحبها ؟! "
نظر لها جاسم مجفلاً فيما يهتف بعصبيه :
" لا .. لا بالطبع "
" إذا ً لما طلبتها للزواج ؟! "
قطب جاسم قليلاً ليدرك بعد لحظات أن رغدة تتحدث عن جزاء بينما ركضت أفكاره هو إلى وصال ليرد عليها بعد عدة دقائق كاذباً :
" اعجبت بها و لكن على الأغلب لم تبادلني هي الشعور "
ابتسمت رغده بألم فيما تهمس بنضج جديد عليها :
" على الأغلب قدرنا أن نحب دائماً من لا يرغب بنا "
و كأنه يرغب بتعويضها عن غيابه القادم ببضعة دقائق إذ قال برفق قلما يتحدث به :
" هل ستتحدثين امامي عن الغبي بكر مجدداً ؟! "
مسحت رغده دمعتها من على وجهها ثم قالت بخفوت منكسر :
" لا يا اخي .. لن اتحدث اكثر من هذا ، لقد أخبرني عمي عبد الحميد انني اغلى من أن افرض وجودي على من لا يرغب بي "
رغماً عنه ابتسم لها ليربت على وجنتها لينطق لسانه بحنان حاول قتله في نفسه مراراً :
" ليس هناك من هو اغلى عندي منكِ يا فتاه "
عانقته بحرمان يلازمها منذ طفولتها خاصة ً بعد انعزاله الجزئي عنها :
" لا تذهب ، و ستنساها مع الوقت .. صدقني "
لف جاسم ذراعيه حولها يضمها إليه بضيق من نفسه و رغماً عنه قلبه ينغزه على حالها ليقول بعدها بوعد :
" سأهاتفك كل يوم .. لكن الان انا حقاً بحاجه الى الذهاب .. و من يعلم قد اعود اليك ِ جاسم جديد ! "
حررت نفسها من بين يديه ثم نظرت اليه نظره شطرت قلبه نصفين و قالت :
" انا اريد جاسم القديم .. ابحث عن اخي الذي لا اعلم اين فقدته بالضبط "
أعطاها جاسم ظهره فيما يهمس لنفسه بمراره
( انا أيضاً ابحث عنه .. عل شفائي في عودته )
تحركت رغده تنوي الخروج من غرفته لتتوقف فجأة بعد أن تذكرت و قالت بصوت اكثر ثباتاً :
" بالمناسبة .. امين وعهد كانا هنا و رحلا قبل مجيئك بدقائق "
انزل جاسم حقيبته ووضعها ارضاً فيما يسألها باستغراب :
" ماذا كانا يفعلان هنا في هذه الساعة ؟! "
خيم على وجهها الحزن من جديد فيما تقول :
" لقد جلبا وصال بعد أن سقطت و فقدت وعيها في الشركة "
ارتد جاسم للخلف بحركة غير ملحوظه بينما قالت رغده و هي تخطو إلى خارج غرفته :
" هي في غرفتها الان ترتاح .. رباه لو رأيت رعب الخالة مديحه حين رأتها ، المرأة كادت تصاب بانهيار عصبي .. مسكينه لقد فقدت واحده لهذا ترتعب على الأخرى بهذا الشكل "
ظل جاسم واقفاً مكانه يشعر كما لو أن أحمال الدنيا كلها سقطت فوق ظهره و شعوره بالفشل في كل شيء يجلده بسياطه ليميل بعدها يمسك بحقيبته ثم يتحرك مغادراً المنزل .
توقفت خطواته عند غرفتها بتردد مدركاً عظم الجرح الذي جرحه لها دون قصد منه لكنه في نفس الوقت يعرف اكثر من اي شخص آخر أن لا مستقبل قد يجمع بينه وبينها بعد ما عاناه على يد اختها و لم يبرأ منه حتى الآن !
لمس باب غرفتها و كأنها يتواصل معها عبره هامساً بوجع يسكنه ولا يعلم أحد عنه شيئاً :
" ليت قلبي في طهر قلبك ، بل ليت كل ما حدث لم يكن قط "
لمس بابها بعجز لمرةٍ اخيره ثم جرجر خطواته بعدها حاملاً حقيبته مغادرهم جميعاً متجهاً نحو ذاته القديمة بخطوات بطيئه .. مرهقة .
.....................................
" سلام عليكم "
" و عليكم السلام يا ولدي تفضل "
دخل بكر خلف العم إمام الى منزل عمته مكرهاً فهو لا يطيق التواجد هنا لكنه مجبر لأن السيد ادم لم يرد على هاتفه رغم أنه أرسل له عشرات الرسائل يستفسر عن مكانه ليضطر بعدها إلى الذهاب إلى المستشفى أولاً لكنه عاد خالي الوفاض مغتاظاً اكثر بعد أن تطوعت المساعدة و أخبرته بأن سيادة الطبيب قد انهى مناوبته و غادر .
" اجلس يا بكر .. ماذا بك ؟! "
تنحنح بكر بضيق ليجلس يهز ساقه بعصبية فيما يقول بلا صبر :
" اين ادم ؟! .. لقد اتصلت به كثيرا ً و لم يجيب "
ضحك إمام بخفه فيما يقول :
" حضرة الطبيب نائم مثل القتيل .. مسكين .. لقد عاد منذ ساعه او اكثر على حد علمي "
اومأ بكر بخفه ليسأل بعدها بوقاحه و ما زالت صدمته تؤثر على عقله :
" و انت ماذا تفعل هنا هذه الساعة يا عمي ؟! "
قطب إمام ليجيبه ضاحكاً و هو يراه ليس على طبيعته :
" بيتي و أجلس فيه وقتما اشاء "
" اسف عماه لم اقصد "
همهم بها بكر محرجاً ليضحك امام مجدداً فيما يقول بسماحة :
" انا امزح معك يا ولدي .. لقد نسيت بعض الأوراق التي كنت قد جلبتها معي بالأمس لهذا عدت مجدداً منذ نصف الطريق لأخذها و سأذهب الى العمل بعد قليل "
اومئ له بكر مجدداً لا يدري من اين يبدأ ليقرر بأن اقصر الطرق الخط المستقيم فقال مره واحده :
" انا لا اريد تعطيلك عماه .. سأذهب و اوقظ ادم بعد اذنك "
" هل هناك خطب ما ؟! "
سأله امام بتوجس وهو يرى حالته الغير طبيعية فقال بكر باختصار :
" لا أبداً .. انا فقط اريد التحدث معه ، هل عمتي في غرفتها ؟! "
سأله بكر و هو ينهض من مكانه ليرد عليه إمام ضاحكاً :
" لا يا سيدي .. عمتك في المطبخ مصرة على صنع كعكة برتقال حتى يفطر بها طبيبها المحترم حين يستيقظ "
هز بكر رأسه دون أن يهتم بعدم استقبال عمته له فحبل الود بينهما شبه مقطوع من الأساس لهذا استأذن زوج عمته و اتخذ طريقه الى غرفة صاحبه مطمئنا ً لوجود عهد مع أمين مما ترك له حرية التحرك في المنزل ..
" انت ... استيقظ "
هتف بها بكر و هو يهز جسد آدم بجلافة ليهمهم ادم ببضعة كلمات متفرقة دون أن يكلف خاطره و يفتح عينيه ليهزه بكر مجدداً بلا رحمه و يهتف بغيظ :
" انهض هياااااااا .. استيقظ يا كلب البحر انت ... هياااااااا "
بعد عدة محاولات فتح ادم عينيه بصعوبة بالغة فيما يهمهم بتشوش :
" ماذا حدث ؟! "
فيلكزه بكر بغل فيما يقول بسخرية سوداء :
" استيقظ يا حبيبي .. بابا جلب موز "
توجع ادم من ضربة بكر لينهض بعدها بتثاقل فيما يقول بضيق :
" ماذا تفعل في غرفتي يا بني ادم في هذه الساعة ؟! "
فيتراجع بكر قليلاً فيما يقول بغيظ لا ينتهي :
" اشتقت لطلتك البهية "
تأفف ادم فيما يقول من بين نوم و يقظه و جسده يسترخي ببطء على الفراش مجدداً و كأنه مغناطيس قوي يجذبه :
" انا لست متفرغاً لظرافتك في الصباح ، انا كنت مستيقظ طوال الليل في المستشفى و لا ينقصني برودك الان "
قذفه بكر بالوسادة المجاورة له هاتفاً بحنق :
" لا استيقظ .. انا صديقك و من حقي عليك أن تضحي و تستيقظ لأجلي حين احتاجك "
هتف ادم بصوت باكي من الإرهاق :
" انجز ... ماذا تريد ؟! "
اخفض بكر صوته فيما يقول بحذر مقترباً من صاحبه :
" انهض أولاً لنجلس في الحديقة حتى اضمن أن لا تتنصت علينا الست الوالدة كعادتها "
فتح ادم نصف عين فيما يقول ممازحاً و هو ينهض اخيراً من مكانه :
" لا تأتي بسيرة ست الحبايب .. منزلها و تتنصت فيه كما تشاء "
جذبه بكر أمامه غير سامحاً له بغسل وجهه حتى و حديث جزاء يعود و يكوي قلبه بغيرة بدائية لأول مرة يمر بها !
بعد وقت طوووووووووويل هتف ادم بانفعال مما اجفل بكر :
" كفى .. كفى .. اخرس "
نظر له بكر بحده لكن ادم استطرد بغيظ :
" ايقظتني و اكلت لحم رأسي من كثرة الثرثرة و لم افهم حتى الآن ما هي مشكلتك بالضبط ! "
هتف بكر بغيظ مشابه و قلبه يشتعل غيرة :
" كل هذا و اين المشكلة ؟! .. اقول لك خطبها لعامين .. عامين يا ادم أي ما يقارب السبعمائة و ثلاثون يوما ً و يا عالم ما حدث خلالهما ! .. كيف لم تخبرني بالأمر سابقاً كيف ؟! "
قال ادم بتشفي ممعناً في قهر صاحبه :
" تستحق "
" استحق ! "
" اجل تستحق .. ألم تورطها في خطبتك البائسة حتى تنقذها من لسان زوجة أبيها كما قلت ؟! .. إذاً تستحق حتى تفكر المرة القادمة قبل أن تتصرف من رأسك دون أن ترجع للطرف الآخر "
نهض بكر قائلاً بصوت مشتعل :
" ماذا كنت تريد مني أن افعل ؟! .. هل كنت اتركها لجاسم يحظى بها بعد كل تلك الأعوام التي انتظرتها بها ؟! "
أوشك ادم على الرد لكن بكر صرخ بغيظ و هو ينهض و يلف حول نفسه كالممسوس :
" آآآآآآآآه ... انا كنت ادور و ابحث عنها في كل مكان و هي كانت تتسكع برفقة السيد راضي خاصتها "
نهض ادم هو الآخر قائلاً بعقلانية مضطر لاستخدامها الان حتى ينهي هذه الجلسة البائسة و يعود إلى فراشه مجدداً :
" يا بكر يا حبيبي شغّل مخك قليلاً ... أولاً الفتاه لم تعلم بوجودك على وجه هذه الكرة الأرضية إلا منذ بضعة أسابيع ! .. ثانيا ً و الأهم ألست مستوعب اننا نتحدث الان عن سيادة ( المرحوم ) راضي ؟! .. لقد مات الرجل و ترك لك جزاء و الدنيا كلها يا بكر إذا ً ما فائدة كل هذا الجنون و الهذر الذي لا ينتهي ؟! "
تنهد بكر فيما يقول باشتعال لا يتوقف :
" لا اقدر .. كلما اتخيل انني كنت واهبا ً نفسي لأجلها ابحث عنها هنا و هناك بينما كانت هي تستمتع مع رجل اخر يتوقف العقل و المنطق عن العمل و أشعر كما لو أن آلاف الخناجر تقطع في قلبي "
" سلامة قلبك يا حبيب قلبي "
تمتم بها ادم من بين أسنانه باستخفاف ليقذفه بكر بزجاجة المياه البلاستيكية فيما يقول بغضب :
" انا مغتااااااااااااااظ "
فيردها له ادم مصححاً :
" بل تغااااااااااااااار "
صمت بكر قليلاً ليضحك ادم مستطرداً :
" يا اخي بدلاً من نواحك الذي ملئت به رأسي هذا .. اذهب و اجعل الفتاة لك بشكل رسمي بدلاً من الخطبة الشفهية التي فضحتنا بها "
توقف بكر يهز رأسه بموافقة فيما يقول :
" انت محق .. يجب أن أضع النقاط على الحروف ، لا يوجد خطبة "
قطب ادم و نظر إليه بعدم فهم ليهتف بكر بحزم مضحك :
" سيكون عقد قران و يا أنا يا السيد راضي "
ضحك ادم مقهقهاً بينما يعلق :
" الفتاه جعلت منك معتوه يا فتى "
و كأنه بمفرده تماماً إذ همهم مجدداً دون أن يهمه ما يُقال :
" في النهاية نحن نقيم في نفس المنزل بغرفتين ملتصقتين و خطبة مع هذا القرب ستكون كارثة وحطت على رأس الجميع و أولهم انا .. لا .. يجب أن اعقد قراني عليها .. و سأعقده "
لم يتمالك ادم نفسه فضحك مجدداً ثم قال و هو يستعد للعودة إلى الداخل ليكمل نومه :
" ممتاز يا أخ .. هيا شرفت و آنست ، اذهب الى جدك و ورط الفتاة معك أكثر و أكثر حتى تقتلك يوماً و نرتاح جميعاً منك "
لم يهتم به بكر و تحرك مغادراً ليتوقف بعدها مبهوتاً و هو يحدق في من يتحرك أمامه من الاتجاه الآخر !
مجرد رجل يرتدي ملابس بسيطة لكنه كان لعنة و حطت على حياتهم جميعاً ...
ركض بكر وسط السيارات محاولاً الوصول إليه لكن الرجل بدا كفص ملح و ذاب إذ اختفى عن عينيه تماماً فظل بكر ينظر حوله و يشتم لاعناً نفسه لأنه قد أضاع فرصة ذهبية لإظهار حقيقة ما حدث !
فالوحيد الذي كان سيخبر الجميع بما حدث في ذلك اليوم اللعين هرب من أمام عينيه الان ..
الوحيد الذي يعرف الشق الآخر من القصة التي يعرفها الجميع أو بالأحرى بطل هذه القصة !
لقد كان نوح !!

نهاية الفصل الحادي عشر


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-19, 10:57 PM   #76

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ي اهلا بالحامل والمحمول 💐

Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-19, 11:30 PM   #77

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

ايه الغموض ده وياترى نوح كان اختفى لية وايه تكملة القصة فصل جميل بس قلقت على وصال بكر بقى عسل فاكهة الرواية

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-19, 01:52 AM   #78

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

والله انت رخم ياجاسم البت ياعينى واقعه فيك من زمان وانت زى الاهبل ياعينى عليكى ياوصال هيجيب اجلك وهو ولا هنا

امين الفالح الغيرة معاه نار وشرار من انس ايوه ياعهد اديله مترحميهوش

مرحب بسى راضى اللى طير البرج اللى فاضل فى دماغ بكورى معلش يادام ليس على المجنون حرج هههههههههههههه
تسلم ايدك ياقمر


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 22-07-19, 10:00 PM   #79

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هنزل الفصل حالا

الفصل الثاني عشر :
" اشتقت اليك ِ "
ابتسمت عهد بخجل أنثوي دون رد فتنهد أنس يقاوم خيبة أمل بدأت تداعب قلبه من خجلها المبالغ فيه ثم اقترب منها بجلسته قائلاً بهدوء :
" هل قريبتك بخير ؟! "
نظرت له اخيراً ثم ردت عليه بهدوء يعكس نفسه على صفحة عينيها مما يجلب له دائما ً الاحباط :
" الحمد لله .. أصبحت افضل "
إذاً ما يضايقها ليس وضع قريبتها الصحي !
ابتسم انس بمجامله فيما يقول قاصداً إثارة غيرتها و عينيه لا تترك لمحه منها دون أن تسجلها :
" شافاها الله .. وصال فتاه جميله جدا و بشوشه و سهلة المعشر و تستحق كل خير "
ردت له ابتسامته دون أن تفطن لما يحاول أن يفعل :
" معك حق .. وصال فتاه رائعة "
حدق فيها انس لبضعة لحظات ثم قال بمكر :
" لكني اراها معظم الوقت بجوار امين ... هل هناك مشروع ارتباط قريب بينهما ؟! "
رغماً عنها امتقع وجهها لبضعة لحظات فيما كانت عيناه لها بالمرصاد حين ردت بصوت حاولت أن تسيطر على اختناقه :
" لا اعلم "
اكمل انس مسرحيته أحادية الجانب معلقاً بنبرةٍ عادية :
" ربنا يوفقهما لما فيه الخير "
امنت عهد وراءه ليطول بعدها الصمت لأول مره بينهما مما اربكها بينما كان هو يضع ما يخاف أن يقول عنه حقائق بجوار بعضها ليتنحنح بعد لحظات فيما يقول بترقب لردة فعلها :
" ما رأيك أن نبدأ غداً في البحث عن منزل ام انكِ تفضلين الإقامة في بيت العائلة ؟! "
للحظه توترت عهد و لم يسعفها عقلها برد مناسب فقالت بصراحه تامه :
" لم افكر في الأمر بعد "
اومئ لها دون معنى ثم قال باختصار :
" إذاً ابدئي بوضع الأمر في خططك حتى نبدأ في تجهيزات الزواج "
تورد وجهها حرجاً من نفسها بينما قلبها ينغزها خوفاً من تسارع وتيرة الأمور فيما كان عقلها يهيئ لها أن أنس يشك بشيء ما و يحذرها من مغبة ما يحدث ..
تنفست بعمق ثم توكلت على ربها وقالت بصوت خافت .. محرج :
" أنس .. انا اسفه على ما حدث اليوم في الشركة "
ابتسم لها أنس لتلتقط لمحة سخريه مرت على وجهه مما اخافها اكثر ثم قال بعد ذلك بصوت هادئ خالي من اي انفعالات :
" لا بأس .. الموضوع ابسط مما تظنين"
حل عليهما الصمت الخانق لدقائق لتهمس عهد بارتباك فيما تدعو الله سراً أن يدخل ادم أو أباها أو حتى امها حتى لو لم تتعامل مع أنس حتى الآن كما يجب :
" هل اصنع لك قهوه أخرى ؟! "
نهض أنس يهم بالرحيل فيما يقول بنبرة شعرت ببرودتها :
" لا داعي .. لقد تأخر الوقت على كل حال "
نهضت عهد أيضاً لتودعه فتحرك معها إلى الخارج تاركاً لعقله كل الوقت حتى يقرر حركته القادمة بعد أن وضع كل تلك الشكوك نصب عينيه ثم قال مودعا ً بعد أن وصلا أمام الباب الخارجي :
" تصبحي على خير "
ليتركها بعد ذلك و يرحل دون أن يأبه بنظراتها المرتابة من تغيره !
فهو في العادة يظل واقفاً معها لعدة دقائق يتحدث عن اي شيء و كل شيء حتى يطيل فترة بقائه معها و لو لعدة دقائق معدودة لكنه اليوم لم يكن على طبيعته منذ وصوله أو بالأحرى من بعد ما فعله امين و نظراته الغير مرحبة التي ألقاها له دون مراعاة !
عادت أفكارها و اتخذت طريقها نحو الآخر مجدداً تسأل نفسها عن سر تغيره !
لولا أنها تدرك مدى حبه لعلياء و تعلقه بها و أنه لا يراها الا مجرد صديقه لقالت أنه يغار عليها من أنس !
مهلاً .. هل يمكن ان يكون يغار عليها حقاً لكن كصديقه ؟!
تمتمت عهد بغضب نمى بين عروقها فجأة من الفكرة :
" قسماً بالله إن كان الوضع على هذا النحو سأفجر نفسي بك .. لا ينقصني إلا أن تغار عليّ كصديقه ! "
" هل تتكلمين مع نفسك يا أختاه ام ُيهيئ لي ؟! "
التفتت عهد تنظر بارتباك الى ادم الذي حدق فيها لبضعة لحظات واضعاً كفيه في جيوبه ليسألها بعد ذلك بشكل مباشر :
" هل يضايقك خطيبك الوسيم في شيء ؟! "
نفت عهد بتوتر ليقترب منها انس قائلاً بغيظ :
" لا اعلم لما منعني ابي من الاقتراب منكم ؟! .. اقسم بالله لا افهم هذا الرجل .. أحياناً تشتعل غيرته لأتفه الأسباب و أحيانا يضع عقله و قلبه في الثلاجة .. كيف يعني نترككما سوياً ؟! "
ابتسمت له عهد بدفء لترد عليه بينما يتحركا سويا ً الى المنزل من جديد :
" اباك يعطينا الوقت لندرس بعضنا جيداً .. كما أن باب الغرفة كان مفتوحا ً على مصراعيه "
التفت لها ادم بحده فيما يقول بغضب مصطنع :
" و هل كنتِ تريدين أن نغلق عليكم الابواب أيضاً ؟! .. يا خسارة تربيتك يا حاج "
ضربته عهد على كتفه بينما فلت لسانها قائلةً بغيظ :
" ما أمر الابواب معكم جميعاً اليوم ؟! "
اعتدل آدم قائلاً :
" لم افهم .. ماذا تقصدين "
تنهدت عهد بضيق ليقترب ادم منها قائلاً بجديه :
" ماذا بك ِ يا عهد ؟! .. هل تشاجرت ِ مع خطيبك ؟! "
ستخبره !
في النهاية يجب أن تتحدث مع احد حتى لا تنفجر من الضغط و الغيظ !
نفت عهد بهزه من رأسها فيما تقول بصوت خفيض :
" لقد حدث أمرا ً ما في الشركة صباحا ً و اريد ان اخبرك به "
اومئ لها ثم قاطعها قبل أن تبدأ حديثها قائلاً بضحكه خافته :
" ليس هنا .. تعالي معي إلى غرفتي لأن ست الحبايب تمارس هوايتها المفضلة و تتنصت علينا "
التفتت عهد فوجدت أمها تصطنع التركيز على يعرضه التلفاز بينما اذنها تكاد تشاركهم الوقفة فابتسمت تهز رأسها بلا أمل ثم تحركت مع اخاها الى الأعلى غير عابئين بنظرات امهم الغاضبة ولا ابتسامة أبيهم المتسلية على ما يدور !
بعد عدة دقائق قال ادم بعدم تصديق :
" هل تشاجرت ِ مع أمين ؟! "
توترت عهد مجدداً ثم اجابته بضيق :
" ليس شجار بالمعنى الحرفي لكنه احرجني للغاية يا ادم .. ماذا أردت مني أفعل ؟! "
قطب ادم يرد عليها ببوادر غضب :
" لكنه محق .. كيف تغلقين الباب عليكما بل و تتركينه يمسك يدك ؟! "
تأففت عهد فيما تقول بصوت حاد :
" لا تجعلني اندم على اخباري لك بما حدث .. دعنا نتكلم بعقلانية "
" الحدود ليس بها عقلانية يا هانم "
طأطأت عهد رأسها بإرهاق ثم وضحت حقيقة ما حدث :
" يا ادم لقد تحدثت مع أنس عن هذا الأمر ووعدني أن يحافظ على المسافة بيننا لكن هذا لا يعطي الحق لأمين في التعامل معه بهذه الطريقة .. لقد أوضح له دون كلام أن وجوده امر غير مرغوب فيه ، كما إنه وبخني و كأنني طفله لا أفقه شيئاً فيما أفعله و قال إن الشركة ليست المكان المناسب للقائي العاطفي و بعد كل ذلك يعيش هو دور الغاضب رغم أنني مررت له اسلوبه الغير مهذب في التعامل مع انس "
ظل ادم على صمته لبضعة لحظات ثم قال بعد تفكير :
" على الأغلب امين لم تعجبه شخصية أنس "
هتفت عهد بضيق :
" لكن هذا لا يعطيه الحق في ...... "
قاطعها ادم بوقاحة قائلاً :
" حسناً فهمنا أنه ليس من حقه "
صمتت عهد على مضض ليستطرد هو بعد لحظات :
" سأذهب إليه غداً و ارى ما مشكلته "
انتفضت عهد من مكانها و هتفت بجزع :
" لا .. سيظن انني اشتكي منه لك و سيغضب مني اكثر "
رفع لها ادم حاجبه قائلاً بسماجة :
" أولاً أنتِ فعلاً تشتكين منه الآن .. ثانياً كل ما في الأمر انني سأذهب و اقيس نبضه ، لن اتحدث معه عما حدث لا تقلقِ "
" لا يا ادم .... ارجوك "
تدفق العناد في عروقه بينما أنفه تستقبل رائحه غيرة رجولية تفوح في الأفق لا تدرك عنها هذه المسكينة شيئاً ليهز رأسه قائلاً بتصميم :
" سأذهب لأرى ماذا حل على رأس فتى العائلة الأول "
.................................................
( بعد عدة أيام )
" صباح الورد غزالتي "
رفعت جزاء رأسها من فوق المكتب ثم قالت بصوت مرهق لا يخلو من الحنق :
" حل عن رأسي يا بكر .. و يستحسن أن لا اراك لبقية اليوم "
و كأنها تأمره بالعكس إذ دلف الى المكتب بأريحية قائلاً بمزاح مغيظ و هو يجد طريقه الى جلسته المفضلة على حافة مكتبها :
" لما هذه القسوة ؟! .. هل هناك عروس تعامل خطيبها بهذا الشكل ؟! "
رفعت له عينين يملئهما حقد الخسارة ليمعن هو في غيظها قائلاً بتشدق :
" ماذا ؟!! .. ألست خطيبك ؟! .. انظري الى هذا الخاتم الرائع في اصبعك و سيخبرك هو عن قصة عشقنا الملتهبة التي سنكللها بعقد قران قريب بناءاً على اوامر جدي "
تأففت و رأسها يكاد يصرخ من الصداع فأشاحت بوجهها عنه فيما ابتسم هو و ذكرى حديثه مع جده الذي وافق على اقتراحه بعقد القران بل و اتخذ على عاتقه مهمة اقناعها تعود فتزيده سعادة خاصة ً وأنه اخيراً سيحظى بمكانه مستقرة وواضحة في حياتها !
مكانة ستجعله ينام ليلاً قرير العين غير قلقاً من تقلبها الذي لا نهاية له !
رباه لو علمت أنه تخلص من التسجيل الصوتي الذي تظن أنه يدينها به و انها مضطرة بسببه الى هذا الزواج ستركض ركضاً الى جده و تعلن فسخ الخطبة في الحال ..
لهذا يجب أن لا تعلم بالأمر ابدا ً .. على الأقل في الوقت الراهن !
يجب أن يضمن وجودها اولاً بين يديه بعقد زواج لن تستطيع الفكاك منه أبداً ثم يحسن من صورته بعينيها بعد ذلك و يخبرها بالحقيقة ..
تجاهل بكر شعوره بالضيق الذي يعنفه لأنه يجبرها على ما لا تريد و يعكر عليه صفو سعادته ليصمته صوت أنانيته التي بات يعشقها مؤخراً و التي تؤيد كل ما يفعله ليحظى بمن يتمناها قلبه .
لفتت انتباهه حين اطرقت برأسها بتعب واضح فوق سطح المكتب فسألها بقلق :
" ماذا بكِ ؟! "
جسدها كله يؤلمها كما لو أن شاحنه مرت فوقها لكنها مع ذلك لم ترد عليه بشيء فهي حتى الآن لا تصدق انها تورطت معه لهذه الدرجة !
عقد قران ! .. عقد قران !
هذا الأبله المستفز المزعج المترصد سيصبح زوجها !
يا الله فيما اوقعت نفسها ! ..
ليتها اختارت جاسم و اهتمت بعدها بقصة التسجيل اللعين الذي يمسكه عليها هذا الحقير .
نزل بكر على ركبته ليوازي وجهها المطرق مما اجفلها فحاولت ابعاد رأسها عن يديه المستكشفتين لحرارتها لكنه ثبتها بحزم فيما يقول بغير رضا :
" حرارتك مرتفعة .. تباً لكِ لما خرجتِ من المنزل و أنتِ مريضه ؟! "
ابعدت جزاء وجهها عن يده بحده رافضة الرد عليه .. فماذا ستقول له ؟!
كيف ستخبره بأنها جاءت الى هنا لأن جلوسها في المنزل أصبح ثقيلاً للغاية على قلبها خاصةً بعد الأحداث الأخيرة ؟!
لن يفهم .. و هي لا تريد مشاطرته أفكارها من الأساس .
" جزاء "
همسه خافته منه جعلتها تفتح عينيها المغلقتين بإرهاق و ضعف فشتم هو بغيظ من عنادها ثم نهض ممسكاً بها بحزم يسندها ليعيدها إلى المنزل لتأن هي برفض ممتزج بالضعف فهتف فيها بغضب كارهاً رؤية ضعفها بينما يلف ذراعه حول خصرها يسحبها إليه لتستند على جسده مستغلاً حالة الاستسلام النادرة والتي نتجت عن اعيائها :
" اصمتِ الان لوجه الله يا جزاء "
اسندها و تحرك بها إلى الخارج مغادراً الشركة تحت أنظار الموظفين الفضولية ليضعها بعدها في سيارته و ينطلق بها دون أن يترك كفها الساخن المستكين بين يديه باستسلام بينما غرقت هي في احلام متفرقة لا تنتهي .
( بعد عدة ساعات )
" كيف حالها الان ؟! "
سأل بكر ام رمزي التي تولت مهمة الاعتناء بها لتبتسم له بسماحه فيما تقول :
" لا تقلق يا ولدي .. لقد انخفضت حرارتها عن قبل و الحمد لله ، و الآن هي نائمه و لا تشعر بشيء "
زفر بكر ثم اومئ لها و عاد إلى غرفته بعد أن نزلت الأخرى لتكمل أعمالها في المنزل .
دخل الى غرفته يدور فيها كليث حبيس بينما قلبه يستحلفه بإلقاء نظره واحده عليها و لو من بعيد بينما عقله يحذره من مغبة الدخول الى غرفتها ليظل واقفاً مكانه لعدة لحظات ثم حسم الأمر قائلاً لنفسه و كأنه يبرر فعلته
( لن يحدث شيئاً من دقيقتين و في النهاية هي خطيبتي )
فتح باب غرفته ببطء يتحسس طريقه بحذر ليخطو في اقل من ثانيه الى داخل غرفتها ثم اغلق الباب عليهما حتى يضمن أن لا يراه أحد بجوارها .
تحرك بعدها ببطء شديد دون أن يصدر أي صوت يلف حول فراشها و ينظر إليها بشيء من .... الانبهار !
نائمه على ظهرها بوجه احمر من الحمى التي هاجمتها تهمهم بما لا يفهمه بينما شعرها الطويل مفرود حولها كهالة من السحر !
تثني أحد ذراعيها جوارها فيما وضعت الآخر فوق بطنها ..
للحظه ظل بكر متسمراً مكانه ينظر إليها بلا شبع و قد غاب صوت عقله الذي كان ينهره منذ لحظات ليخرج بعدها هاتفه من جيب بنطاله و يلتقط لها صوره اخرى يحتفظ بها لنفسه .
اقترب منها بعد لحظات ثم جلس على الكرسي المجاور لسريرها و الذي على الأغلب وضعته ام رمزي لتجلس عليه أثناء اعتنائها بها ليمد يده برهبه سيطرت عليه و يداعب شعرها كما تمنى دائما ً كاتماً أنفاسه بينما قلبه يرتج بين ضلوعه بطوفان عشق لا سبيل للسيطرة عليه !
يمر الوقت و هو لا يتحرك قيد أنمله و أصابعه تستمتع بملمس شعرها بينما يده الأخرى امتدت تحتضن كفها فيما كانت هي تطوف داخل حلمها الذي ترى فيه امها غاضبة و شيخها يعطيها ظهره تاركاً اياها في نفق مظلم متخذاً هو طريقه نحو النور غير مبالياً بندائها و رعبها من الظلام الذي يسحبها الى الأسفل بغير رحمه ليمسك أحدهم بيدها فجأة و يسحبها مما تغرق فيه دون أن تتعرف على وجهه بسبب الظلام الحالك الذي يعم المكان لكنها مع ذلك تمسكت بذراع من يمسكها بشده إلى أن أخرجها مما سقطت فيه ووقف أمامها لا يظهر منه سوى عينيه التي تتطلع فيها بعشق لطالما تمنته .
" راضي ! "
همست تسأله بتشوش و الظلام و الخوف يمنعاها من التعرف على وجهه ليسحبها هو خلفه الى منطقه مضيئه بعيده كل البعد عن ظلام النفق المظلم الذي استهلك روحها جزعاً ثم ترك كفها بعد ذلك و تحرك في طريقه تاركاً اياها بمفردها لتركض هي خلفه تمسك بيده مجدداً تناديه باستغاثة :
" راضي .. لا تتركني بمفردي "
فيلتفت إليها اخيراً لتجد نفسها أمام بكر الذي ظل يحدق فيها لبضعة لحظات ثم اقترب منها حين همست اسمه بخفوت هامساً لها هو الآخر بابتسامته اللعوب التي تناقض دائما ً دفء عينيه :
" لن اتركك أبداً غزالتي "
فتحت عينيها بوهن تنظر حولها بتشوش تام دام للحظات لتجد يدها قابعه في يد بكر الذي كان ينظر لها بترقب شديد ناسياً أن عليه الفرار الان قبل أن تستوعب حقيقة وجوده في غرفتها من جديد لكنها همست اسمه بخفوت شديد ثم عادت و اغمضت عينيها تسبح في عالمها الخاص من جديد ليميل هو رغماً عنه و يقبل باطن كفها هامساً بما أراد أن يبوح به لها دوماً :
" سامحيني يا روح بكر .. اغفري لي جُبني الذي سمرني في مكاني وقتها و الذي أيضاً منعني من البوح بعدها لأجد السنين مرت و اصبح البوح بلا دليل لا قيمة له "
قلب كفها بين يديه فيقبل ظاهره مستطردا ً بوعد :
" لكن اعدك أن أبحث عنه من جديد .. سأجد هذا القذر و سأبرئ سيرة امك و اطبب كل جروحك "
مسح حبات العرق المتجمعة فوق جبينها ثم داعب شعرها مجدداً هامساً بعشق محموم دون أن يبعد شفتيه عن كفها :
" ليت كل ندوبك ترتد في جسدي انا يا حبيبة بكر "
" بكر "
رفع رأسه ينظر إلى والده الذي كان يبادله النظر بغير رضا فيما يقول بغضب مكتوم :
" كنت اعلم انني ساجدك هنا "
ترك بكر يدها ببطء ثم تحرك بعدها إلى خارج غرفتها متبعاً خطى والده ليلتفت إليه عبد الحميد هاتفاً بحنق شديد من تصرفات ابنه الغير مسؤوله:
" هل فقدت عقلك ؟! .. هل كلما اعطيك ظهري ثم أعود و ابحث عنك اخرجك من هذه الغرفة ؟! .. كيف تسمح لنفسك بدخول غرفة ابنة عمك و هي شبه فاقده للوعي ؟! .. هل هذا ما ربيتك عليه ؟! "
تنهد بكر ثم رد على أبيه بثبات :
" لقد كنت اطمئن عليها لا اكثر "
" ليس من حقك "
هدر بها عبد الحميد بقوه ليرد عليه بكر بقوه مماثله :
" لا حقي ... كل ما يخصها كل ما له علاقة بها حقي ، ام انك نسيت انها خطيبتي يا ابي و في اقرب وقت ممكن ستكون زوجتي ؟! "
اقترب منه عبد الحميد قائلاً من بين أسنانه :
" حتى تلك اللحظة التي ستصبح فيها زوجتك ليس من حقك الدخول الى غرفتها أو الانفراد بها في اي مكان .. انا حذرتك من قبل و اخبرتك ان هناك من ينتظر للفتاه اقل خطأ حتى يشوه صورتها به لكنك أصبحت غبي في كل ما يخصها .. أول مرة دخلت غرفتها و افتعلت فضيحه جعلتك تخطبها و الآنـ ...... "
قاطعه بكر مصححاً :
" انا خطبتها لأني احبها و ارغب بها .. جزاء فتاتي ، خاصتي "
نظر إليه عبد الحميد قليلاً ثم قال بتحذير :
" اذا كنت تحبها كما تقول لا تسبب لها الأذى بتصرفاتك المتهورة و اعتبر هذا اخر تحذير مني في هذا الشأن "
ليتركه بعدها ويرحل بينما ظل بكر واقفاً مكانه ينظر إلى باب غرفتها المغلق في وجهه بضيق و غيظ يود لو يحطمه ثم يأخذها و يرحل فلا يعرف لهما أحد طريق و لا يضع اي شخص عوائق بينهما !
زفر بتعب ثم عاد إلى غرفته منتظراً استيقاظها فيما يعيد إليه عقله صوتها الهامس باسمه في أحلامها فيغمض عينيه وتنتشي روحه كما لم تكن يوماً .
...............................................
" يا ابنة الحلال تناولي بعض الطعام .. امك اكلت لحم رأسي من كثرة الإلحاح "
تأففت وصال بنزق تدير عينيها في الاتجاه الآخر لتقفز رغده بجوارها و تدثر نفسها معها بالغطاء كما اعتادت أن تفعل لتقول بعد عدة لحظات بحنق واضح :
" لا اعلم ماذا حدث لنا جميعاً ! .. جدي مرض و جاسم ترك المنزل و أنتِ طريحة الفراش و مكتئبة و بكر ذهب و خطب التي لا اسم لها و امين أصبح منطوي لدرجة الاختناق "
لم ترد عليها وصال بشيء لتستطرد هي بغيظ لا ينتهي :
" بالتأكيد هذا من وجه النحس التي طلت على المنزل "
التفتت لها وصال تنظر بتوبيخ فيما تقول بصوت بارد كنصل سكين :
" لأخر مره سألفت نظرك أن من تتحدثين عنها هي اختي الكبيرة "
تأففت رغده بنزق فيما تهتف وهي تنهض من فوق الفراش :
" لا استطيع تقبلها ... ماذا افعل ؟! "
نظرت لها وصال نظره ذات مغزى فأكملت معترفة بضيق :
" حسناً على الأغلب انا لا اطيقها لأنها نجحت فيما فشلت فيه انا دوماً و جذبته إليها "
ضحكت وصال رغماً عنها لتهتف رغده بطفوليه و هي تدب الارض بقدمها :
" لا تضحكِ .. و لا تنكري انها ايضا ً بارده و غير ودوده على الاطلاق "
ردت وصال تدافع عن اختها :
" و هل وجدت منكِ ود حتى ترده إليكِ ؟! "
لم ترد رغده و قد اخرستها حجة وصال القوية لتتحرك بعدها في الغرفة بلا هدف تعبث في كل ما تراه أمامها لتتوقف بعدها أمام صندوق خشبي بسيط الصنع رائع المنظر تعرفه جيداً فأمسكت به فيما تقول بتملق :
" هل يمكنني رؤية ما به ؟! "
فتحت وصال عينيها التي كانت اغلقتها في وقت سابق فيما ترد ببرود :
" لا "
ضربت رغده الأرض بقدمها فيما تقول بحنق :
" هذا صندوق علياء "
" أعلم .. و مع ذلك لا تعبثي به ، انا نفسي لم ارى كل ما فيه و اكتفيت بوجوده في غرفتي مثل الزينة "
ألحت رغده و هي تحدق في الصندوق بانبهار مثل ما اعتادت أن تفعل مع كل ما يخص علياء !
فلطالما رأتها مبهره .. غامضه ،جاذبه للنظر ، أنيقة و متفردة
" ارجوكِ يا وصال .. و الله لن اعبث بشيء ، سأرى محتوياته فقط .. لأجل خاطري "
تأففت وصال من الحاح ابنة عمها التي تعلم جيداً أنه لن ينتهي حتى تصل إلى ما تريد ففتحت الدرج المجاور لها و أخرجت منه مفتاح مصمم بشكل اثري جميل و القته إليها فيما تقول ببرود :
" ها تفضلي .. لكن اياكِ أن تعبثي أو تأخذي شيء "
" حسنا ً "
هتفت بها رغده بسعادة و حماس شديد فيما تفتح الصندوق ببطء و كأنها على وشك الاطلاع على عالم غامض تمنت الدخول إليه دوماً !
" راااااااااائع "
همست بها بانبهار تام و هي تحدق في بعض المجوهرات وقطع الحلي التي كانت تمسك بها تتفحصهم بحذر شديد لتعيدهم مكانهم برفق بعد دقائق طويلة من الاستمتاع بشكل كل قطعه لتمسك بعدها بزهره حمراء ذابله ثم بعض الأوراق المالية الغير محليه رفعت عينها عن الصندوق فوجدت وصال قد أغلقت عينيها بكسل فعادت تكمل استكشافها ...
ترتدي خاتم مره ، تعبث بسلسال الى أن لفت نظرها شيء يشبه جيب سري مصنوع من الجلد الثقيل ملتصق بأحد جوانب الصندوق فعبثت به قليلاً تشاهد محتوياته لتمسك اول شيء بورقه مطويه بعناية وصوره قديمة تجمع كلا من علياء و جاسم و بكر و امين الذي كان يحمل وصال و هي رضيعه !
ابتسمت تحسدهم للحظات في سرها على طفوله لم تحظى هي بمثلها ثم فتحت تلك الورقة متجنبه إصدار أي صوت حتى لا تلاحظ وصال ما تفعله لتجد أمامها خط علياء الأنيق مثلها فبدأت بقراءة السطور بعينيها لتقطب لعدة لحظات ثم اتسعت عيناها بصدمه !
تحركت وصال في نومتها الكسولة فلملمت رغده محتويات الصندوق و أعادت كل شيء الى مكانه و خبئت تلك الورقة في جيبها قبل أن تفتح وصال عينيها على حين غفلة فيما تقول بترقب حين لاحظت وقفة رغده المريبة :
" ما بك لما تقفين هكذا ؟! ... هل افسدتِ شيء من أغراض علياء ؟! "
نفت رغده بهزة من رأسها ثم قالت بكل ما استطاعت من هدوء :
" لا .. لا تقلقي ، لقد أعدت كل شيء الى محله "
" إذا ً لما تقفين بهذا الشكل و كأنك تخفين كارثة أو تواجهين مشكلة ؟! "
رفعت رغده كتفيها بعفوية زائفة فيما تقول بمرح مصطنع :
" و اي مشكلة قد اواجهها الان ؟! .. كل ما في الأمر انني انتهيت من رؤية اغراض علياء و سأمت من الجلوس معك فقررت العودة الى غرفتي من جديد "
نظرت لها وصال بغير اقتناع لتسألها رغده على حين غفلةٍ مما عزز من شكوكها :
" وصال منذ متى تحتفظين بهذا الصندوق ؟! "
اجابتها وصال بعدم فهم :
" منذ عام أو أكثر تقريبا ً "
اومأت رغده بتفهم ثم سألت بعد ذلك بنبرةٍ مرتبكة :
" و هل فتحته من قبل ؟! "
تأففت وصال بنزق ثم أجابت :
" اجل فتحته .. اخذت مره منه عقد و ارتديته ثم أغلقته و لم افتحه بعدها مجدداً .. الى ماذا تريدين الوصول بكل هذه الأسئلة ؟! "
ضحكت رغده بعصبية مفتعله فيما تقول وهي تنسحب من الغرفة :
" لا شيء .. انا فقط استغرب وجود صندوق علي بابا هذا معك دون أن تفتحيه و تستخدمي محتوياته "
علقت وصال وهي تغمض عينيها من جديد باسترخاء :
" انا و علياء لا نتشارك نفس الذوق ، انا فقط احتفظت به معي كذكرى منها لا اكثر "
" حسنا ً .. اراكِ فيما بعد و لا تنسي تناول الشطائر "
غمغمت وصال بشيء غير مفهوم بينما خرجت رغده من الغرفة تضع يدها على قلبها بقلق بالغ من أن تكون وصال اكتشفت أمرها ثم أخرجت هاتفها من جيبها و اتصلت بجاسم الذي أجابها بعد عدة لحظات من الانتظار و الترقب :
" مرحباً يا رغده "
تنفست بعمق ثم ردت :
" مرحباً اخي .. اين انت ؟! "
قطب جاسم ثم أجابها ببساطه :
" في المنزل ، انهيت العمل و عدت منذ ساعتين تقريباً لكن لما السؤال هل حدث شيء ؟! "
نفت رغده بسرعه ثم قالت وهي تدلف إلى غرفتها :
" لا .. لا تقلق ، انا فقط كنت اريد ان اجلس معك قليلاً .. اشتقت اليك "
رفع جاسم حاجبيه باستغراب فهذه المرة الأولى التي تعبر فيها رغده عن مشاعرها بشكل واضح ليجلي حلقه قائلاً بهدوء لا يعكس ما يشعر به :
" حسنا ً .. تعالي لنتناول غذائنا سوياً ، سأطلب لكِ بيتزا من المطعم الذي يعجبك "
على عكس مع اعتاد منها لم تقفز و لم تصيح بسعادة لكنها قالت بهدوء اقلقه قبل أن تنهي المكالمة :
" حسناً يا اخي .. سأكون عندك بعد أقل من ساعه "
................................
" كيف حال فتى عائلتنا الأول ؟! "
هتف بها ادم ضاحكاً و هو يطل من خلف باب مكتب امين بشكل مفاجئ لتتسع ضحكة الآخر الذي نهض من مكانه قائلاً بترحيب :
" أهلاً ادم .. كيف حالك انت يا بني ؟! "
دلف ادم إلى المكتب قائلاً باستعراض :
" انا بألف ألف خير "
ضحك امين بخفه فيما يقول :
" لقد سرقك العمل منا و أصبحنا نراك في المناسبات "
جلس ادم على أحد المقاعد قائلاً بغرور مضحك :
" ماذا افعل ؟! .. انا رجل مهم و مشغول مشغول مشغول ، المستشفى ستغلق أبوابها إذا حصلت عطله "
جلس أمامه امين فيما يقول بسخرية :
" طبعاً يا مجدي يعقوب زمانك .. المهم أخبرني اي ريح رمتك علينا ؟! "
كشر ادم ليجيبه ضاحكاً :
" اشتقت "
ابتسم امين و هز رأسه بلا امل ليستطرد ادم بتلاعب :
" اتصلت بالسيد بكر باشا و لم يرد عليّ فقررت المجيء إلى هنا و مفاجئته لكني لم أجده أيضاً "
اجابه امين وهو يعود يريح ظهره الى الكرسي :
" لقد مرضت جزاء في الصباح فأخذها و عاد إلى المنزل "
ابتسم ادم قائلاً بوقاحه :
" امممممم قلت لي .. يا اخي منذ أن شرفت هذه الحسناء و بكر تحول إلى دجاجة منزلية ، لكن من يلومه .. انا نفسي سقطت صريع سحرها و من اول لحظه فما بالك بمن يقيم في الغرفة المجاورة لها "
ضحك امين و مازحه :
" بحق الله يا ادم أنت تسقط صريع سحر اي تنوره تمر من امامك "
ضحك ادم بصوت مرتفع قائلاً بغرور :
" هن من يسقطن .. لكن انا قلبي منيع "
ضحك امين مجدداً فقال ادم بمكر :
" العقبى لك يا كبير .. لنرى كيف ستكون من ستسقطك صريعاً في شباك الهوى !! "
اسبل امين اهدابه مكتفيا ً بابتسامه باهته ليعاجله ادم قائلا ً من جديد بما يشبه التعجب :
" ما هذه الابتسامة ؟! .. ماذا ؟! .. هل تريد اقناعي انك ستظل راهباً بعد زوجتك رحمها الله ؟! "
أوشك امين على الرد عليه لكن قاطعهم دخول عهد التي تفاجئت بوجود ادم بعد أن استنفذت معه كل الحيل ووعدها في النهاية بعدم الحضور فنظرت إليه بعتب ثم قالت بعدها من بين أسنانها بغضب مكتوم :
" ماذا تفعل هنا يا ادم ؟! "
تطلع بها مبتسماً بغيظ ثم أجابها ببساطه :
" اصل رحمي .. أبناء خالي و جئت لرؤيتهم "
جزت عهد على أسنانها بضيق ثم تقدمت ووضعت ما بيدها أمام أمين قائله بسرعه وعمليه مقيته تستفز الآخر :
" هذه الأوراق تحتاج توقيعك "
فلتت ضحكه من ادم فنظرت له عهد شزراً ليجيب على سؤال امين الغير منطوق قائلاً بمرح :
" تشبهين الإنسان الآلي عندما تتحدثين بسرعة هكذا "
بادله امين الابتسامة فقال بمكر :
" غريب ! .. لم تعنفني لأجلها مثل كل مره ! .. هل تشاجرتما ام انك تركت مهمة تعنيفي لصهري المستقبلي الوسيم ؟! "
بالكاد اخفى امين ضيقه لكن عينا ادم المتيقظتين التقطتا غضبه المكتوم بينما هتفت عهد بغضب خافت :
" ادم .. توقف عن هذا "
نهض ادم يعانقها و يقبل خدها مسترضياً ليتأفف أمين بخفوت يود لو يسحبها من بين يدي هذا المستفز دون أن يدري أن المستفز يراقبه و يستمتع بما يفعله به !
أبعدته عهد بضيق و خجل ليمازحها هو قليلاً و يعلن رحيله بعد أن ودع امين ليتحرك مجاوراً أخته الى الخارج التي هتفت به بحده خافته فور أن انفردا :
" ماذا تفعل هنا ؟! .. ألم تعدني بالأمس أنك لن تأتي ؟! "
هز رأسه موافقاً فيما يقول موضحاً :
" وعدتك ان لا اتي من أجل امين و وفيت بوعدي و اتيت من أجل بكر لكني وجدته يطارد فتاته كما العادة "
" ادم .... "
قاطعها ادم بوقاحة قائلاً بنبرة خافته :
" قبل أن توبخيني .. هل اخبرك بسر و تحتفظين به لنفسك و تغلقين عليه بمفتاح صدئ ؟! "
قطبت عهد بدون استيعاب ثم قالت بخفوت مماثل :
" اي سر ؟! "
" لقد توصلت الى مشكلة امين ؟! "
لوت عهد شفتيها بسخرية فيما تقول :
" حقاً ؟! .. و ما هي مشكلته التي اكتشفتها من الجلسة الأولى يا عبقري زمانك ؟! "
ضحك ادم ثم أجابها و هو يرفع كتفيه ببساطه :
" يغار "
قطبت عهد ثم سألته بعدم فهم :
" و لما يغار منك ؟! "
تأفف ادم قائلاً بغيظ :
" بحق الله يا عهد تخلصي من هذه السذاجة المستفزة .. لا يغار مني يا حمقاء بل يغار عليك ِ "
اتسعت عينا عهد بغير تصديق فأكمل هو متشدقاً بسخرية:
" يغار من كل ما هو مذكر و يحوم حولك .. هل فهمت ؟! "
همست عهد بصدمه :
" مستحيل "
اقترب منها ادم يربت على كتفها قائلاً بمكر :
" لا ممكن .. انا رجل و أؤكد لك ِ الامر و أنتِ بالطبع تعلمين جيداً أن الغيرة لا تأتي إلا مع الـ....... "
قصد أن يترك جملته مفتوحه ثم غمز لها و قبّل رأسها ليرحل تاركاً اياها تستوعب ما قاله ببطء برعب و دون تصديق بينما تمسد فوق قلبها الذي يرتجف بين ضلوعها كما لو أنه غافل و نهض اخيراً من سباته بينما كلمة أخيها تعود و تعبث بكيانها كله !
ابتسمت ببلاهة لينطفئ عالمها قبل أن يزدهر حين رن هاتفها و لمحت اسم أنس و كأنه يذكرها بوجوده .
...........................................
" كيف حالك اخي ؟! "
ألقت رغده سؤالها و هي تجلس على تلك الأريكة التي تتوسط غرفة الاستقبال في شقة أخيها الذي أصر سابقاً على شرائها في نفس فترة زواج امين و علياء و أقام بها عدة أشهر قبل أن يجبره الجد على العودة لبيت العائلة من جديد !
تفحصت المكان بعينيها فلم تجد الكثير قد تغير منذ آخر مره زارت فيها المكان ...
لا تزال الالوان الغامقة تسيطر على المكان عاكسة ً مزاج صاحبها و طباعه العصبية كما إنه ترك تلك المفارش الصغيرة الملونة التي أصرت هي على وضعها يوماً ما لتكسر هالة الكآبة المحيطة بالمكان بناءاً على اقتراح وصال !
تغصن جبينها عند الخاطر الاخير لتجفل عندما فرقع جاسم بإصبعيه أمام عينيها قائلاً بصوت نزق :
" هل جئت ِ لتفقد حالة الشقة ام ماذا ؟! "
اعتدلت رغده في جلستها لا تدرك كيف ستبدأ معه الحديث الذي اتت من أجله فقال هو مجدداً :
" ماذا بك ِ ؟! .. انتِ لستِ على طبيعتك ، لاحظت ذلك منذ أن تحدثت معك على الهاتف "
ابتسمت رغده بتوتر ثم وقعت عينها على علبة البيتزا فهتفت بمرح مصطنع و قد بدأت رغبتها في الحديث معه تتراجع :
" لقد جاءت البيتزا .. هيا لنأكل أولاً "
نهضت من مكانها فأمسك جاسم بكفها و اجلسها مجدداً فيما يقول بصرامة مخيفه لها :
" ماذا بك ِ ؟! "
توترت رغده و ابتلعت ريقها مما ارسل القلق الى نفسه هو الآخر فوجد لسانه يسأل لا ارادياً :
" هل الجميع بخير ؟! .. هل حدث شيء لوصال ؟! "
نفت رغده بهزة من رأسها فهتف بها مما ارعبها :
" تكلمي مثل الخلق لما اردتِ رؤيتي فجأة ؟! "
دمعت عيناها خوفاً من هيئته الغاضبة ليتمالك هو نفسه ثم زفر بعمق محاولاً تهدئة القلق الذي أثارته به تلك الحمقاء ثم قال بعدها بصوت اهدئ حتى يطمئنها :
" يا رغده .. اخبريني ماذا تخبئين عني لقد اثرتِ بي القلق بما يكفي "
استدارت رغده ثم اخرجت من حقيبتها ما وجدت فيما تقول بصوت مهزوز :
" لقد وجدت هذه في صندوق علياء القديم و على الأغلب وصال لا تعرف عنها شيئاً .. انا متأكدة أن علياء كاذبة لهذا احضرتها فوراً اليك قبل أن تقع في يد وصال أو غيرها و يصدق تلك الأكاذيب "
قطب جاسم بعدم فهم و اسم علياء يرسل إليه التحفز ليتناول من أخته الورقة ثم فتحها ليقابله خط علياء الذي اشتاق اليه ثم بدأ يقرأ ما كتبته ..
( ترددت كثيرا ً قبل أن أكتب لك ِ هذه الكلمات لكنني اتخذت قراري بعد أن فقدت الجرأة على قولها امام وجهك .. لكن لا بأس بعض الأمور على قدر صحتها على قدر ما ألمها ، حسناً دون مقدمات و دون كثير من الثرثرة الفارغة انا لاحظت تعلقك بجاسم .. رأيتك تنظرين إليه كما لو أنه فتى احلامك لهذا وجب عليّ تحذيرك .. جاسم ليس كما تظنين أختاه )
راقبت رغده حاجبي أخيها ينعقدان فعلمت أنه وصل للجزء الأصعب بينما اكمل هو قراءته لتتسع عيناه بصدمه ....
( و إذا حدثت معجزه يوماً ما و شعر بكِ فأعلمي انني ضد هذه العلاقة قلباً و قالباً فأنا لن ارضى أبداً أن ترتبط اختي بمن حاول معي مسبقاً و انا على ذمة رجل اخر هو ابن عمه و اعز اصدقائه )
انتفض جاسم من جلسته لتنهض رغده هي الأخرى تتابع وجهه المكفهر برعب ليقرأ هو اخر ما سطرته من اسماها في يوم حبيبته ...
( أعلم أنني احطم قلبك البريء لكن ما باليد حيله ، ابتعدي عن جاسم يا وصال لأنني لن أقبل أبداً أن يكون هو بالذات زوج اختي )
ظل جاسم واقفاً متسمراً يحدق في الحروف أمامه و داخله يغلي كبركان !
هل هذه من أحبها حقاً ؟!
هل هذه من سلم قلبه لها ؟!
هل هذه من اخلص قلبه لها حتى بعد أن خانته و حطمته لألف قطعه ؟!
تفتري عليه و تسوء سمعته حتى تقتل مشاعر اختها المستحدثة ناحيته !
لقد احبها ، هام بها ، جعل من قلبه محراب عشق لها لكنه لم يقترب منها أبداً من بعد أن اختارت امين و طعنت قلبه هو بخنجر خيانتها !
رفض ان يجمعه بها مكان واحد ...
رفض كل ما يخصها و كل ما يجمعه بها حتى من كان اعز أصدقائه رفضه بسببها و هي ....... !
جعد جاسم الورقة بين يديه مغمضاً عينيه بغضب شديد يداهمه صداع بشع كما لو أن ضغطه قد ارتفع لمعدلات مهولة !
اقتربت منه رغده بقلق و أمسكت بكتفه تهمس اسمه بخوف فتكلم بصوت مكتوم دون أن يفتح عينيه :
" ارحلي يا رغده .. ارحلي الان "
جاءه صوتها ممتزجاً بالبكاء تهمس باسمه مجدداً فقال بأعصاب على وشك الانهيار :
" قلت لكِ ارحلي يا رغده .. ارحلي "
ارتعبت رغده من منظره فأخذت حقيبتها و رحلت بخطوات هاربه بينما ظل هو مكانه لدقائق لا يعلم عددها مغمضاً عينيه و عقله يدور به آلاف الذكريات التي جمعته بها و كأنه يكويه و يهوى تعذيبه ليضغط اكثر على الورقة التي تكاد تنطق و تستغيث من ضغطه عليها لتشق صرخته الملتاعة باسمها سكون المكان فيما يضرب كل ما فوق الطاولة أمامه فيتناثر حطام ثم يمسك بمزهريه شاء حظها العثر أن توضع جواره و يقذفها نحو الحائط فتتفتت دون أن تتوقف صرخاته الغاضبة ليهمس بعدها لنفسه بلهاث كمريض فاق اخيراً من غفلته :
" انتهيتِ بالنسبة لي ، من هذه اللحظة أنتِ لا شيء .. لا شيء ، حتى رابطة الدم انتهت معك اليوم "

نهاية الفصل الثاني عشر


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-19, 10:09 PM   #80

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 2 والزوار 6)
‏Reem1997, ‏Hager Haleem


احلى سلفي مع الراوية 💖💖💖💖


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.