آخر 10 مشاركات
2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لا ياقلب كنوز أحــــــلام القديمة (كتابة / كاملة )* (الكاتـب : أناناسة - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          10-حب وكبرياء - عبير مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-19, 10:07 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile2 1066-الحب المقــدر -كارول مورتيمر - روايات دار النحاس -(كتابة/كاملة)


1066-الحب المقـــــــــــدر
للكــــــــاتبة..كارول مورتيمر
من روايات دار النحاس
---------------------------
الملخــــــــص
تملك ريا-جين شعور بالوحدة و العجز وهي ترى نفسها ملقاةعلى رصيف الشارع تملؤها الرضوض ولم يدهشها نظراً الى حظها السيئ على الدوام أن تجد ان الشخص الذي مد لها يد العون هو رجل متغطرس يدعى راف كوينلان.
ولم يصدق راف اسمها المستعار جين سميث، وهذا ما سبب له الضيق الغامض.
ولكنه هو ايضاً، كانت له مشكلاته الخاصة، كما كان لجين تماماً.
ولم يمض وقت طويل ، حتى أدركت جين أنه ازداد التجاذب بينهما، مما يشكل وضعاً خطيراً مبنياً على الكذب.


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 10-07-19 الساعة 10:28 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:11 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تمهيد
هذا غير معقول هي التي كانت إلى عهد قريب جداً، تعيش بين أحضان الرفاهية و الدلال، تستلقي الآن في قناة الرصيف، بين
الأوراق القذرة المتراكمة و العلب الفارغة التي تجرفها مياه الأمطار في طريقها إلى المصرف المياه المحاذي للرصيف على بعد
عدة اقدام، هذا بينما المطر يتابع هطوله بغزارة في ذلك الشارع المعتم..
لقد حاولت أن تنهض فلم تستطع ذلك أن الألم في وركهاالذي سقطت عليه كان شديداً وعندما استطاعت الوقوف بدأ الألم في
كاحلها، لهذا فضلت أن تبقى مستلقية حيث هي.
لاشك أن جوردن كان سيضحك ملء فمه وهو يراها هكذا كسيرة القلب ملقاة في قناة الشارع بينما المطر ينهمر عليها بغزارة،
هذا لا يعني أنه رجل قاسي القلب ، وإنما لأن ما سبق و حذرها منه من أنها ستسقط على أم رأسها يوماً ما، حتى أن حقيبة ثيابها قد انفتحت عندما سقطت من يدها لتتناثر ثيابها الجميلة التي طالما انتقدها جوردان لأجلها قائلاً بأنها تنفق كثيراً من النقود عليها، تتناثر الآن على الطريق في الأوحال و مياه المطر.
وارتفع صوت خشن يقول بعصبية:" لم يكن ينقصني سوى امرأة مصابة بنوبة هستيرية ، انهضي يا امرأة قبل أن تأتي سيارة
أخرى تنهي ما بدأته أنا".
كانت قد نسيت في غمرة التعاسة التي تملكتها، تلك السيارة التي برزت فجأة من وراء المنعطف، مما جعلها تتراجع فجأة على
الرصيف فتتعثر و تقع بسبب سير عجلات السيارة في مستنقع ماء موحل فتفقد توازنها وتقع على وركها و يلتوي كاحلها.
كانت السيارة قد وقفت على بعد أمتار قليلة منها وقد أخذت أضواؤها الخلفية تلتمع كعيون حمراء في ذلك الظلام كما أن المحرك بقي يعمل.
ردت عليه بحدة:" لو كان بإمكاني النهوض لفعلت ولكن يبدو أنك تسببت في جعلي عاجزة عن الحركة".
قال:" ولكن سيارتي لم تمسك و إنما أنت نزلت عن الرصيف بدون أن تنظري أمامك فتزحلقت أثناء محاولتك تجنبها".
حتى الآن لم يكن كلامه بعيداً عن الحقيقة ولكن حتى ولو كان هذا صحيحاً، ما الذي يدفعه إلى التحدث إليها بمثل هذه الفطرسة؟
وارتفع صوت يقول له:" لقد ضربتها سيارتك ، هذا واضح لأي كان".
من الغريب أن هذا الشارع الخلفي في لندن والذي كان خالياً تماماً منذ ثوان قليلة فقط، قد أصبح الآن مأهولاً بجماعة من المارة أحاطوا بها يتفرجون على ما يجري.
وحدق سائق السيارة في المتكلم وهو يقول:" لا أظن أن بإمكانك أن تدلي بأي رأي في الشأن حيث أنك لم تكن موجود أثناء الحادث".
وكان وجهها غير واضح في تلك الظلال التي تكسوه ولكن عينيه كانتا تلمعان من الغضب.
تحركت بحذر ، إذ كان الألم في كاحلها يخزها هذا إلى جانب تلك الآلآم الرهيبة في وركها ولهثت من الألم وهي تقول:" لا أظنني استطيع النهوض".
وعاد صوت الرجل الأول يقول:" لابد أن ثمة كسراً أصابها لا أظن أن عليك أن تتحركي ومن الأفضل أن تنتظري حضور الشرطة لكي..".
فرد عليه السائق بازدراء يقول:" الشرطة؟ ليس هناك حاجة إلى إدخال الشرطة في الموضوع".
فعاد الرجل يقول:" طبعاً هناك حاجة للشرطة، فقد صدمت أنت هذه السيدة الشابة فأوقعتها..".
فقاطعها السائق:" إنني لم أفعل ذلك".
قال الرجل:" بل إنك فعلت".
رد عليه قائلاً:" كلا، إنني..".
مد ذراعيه ليمسكها برفق وهو يقول:" تعالي ؟،إنني آسف".
قال ذلك عندما تأوهت متألمة ثم تابع مخاطباً الجمع:" إنني سأقدم العناية إلى هذه السيدة الشابة".
نقلها برشاقة ليضعها في مقعد سيارته قديمة الطراز من نوع جاكوار وقبل ان يصفق الباب قالت بلهفة:" ثيابي".
عبس مرة ثانية وهو ينظر إلى الخلف حيث كانت الحقيبة المفتوحة ولكنه عاد إليها حيث جمع ثيابها ليدسها كيفما اتفق في الحقيبة.
ولكنها ما لبثت أن شعرت بالإرتياح إذ تفرق ذلك الجمع ولكن ما ان ارتفع غطاء صندوق السيارة ليغلق مرة أخرى بعد وضع حقيبتها حتى انتبهت إلى أي حد أصبحت بمفردها مع هذا الرجل.. وادركت أنها لن تستطيع الهرب منه و ذلك للألم الذي في وركها وكذلك الذي في كاحلها.
و إذا ظهر فيما بعد أنه خاطف فهي لا تظن أن أحداً سيدفع فديتها التي سيطالب بها، فهي تشك كثيراً فيما إذا كان جوردان سيهتم بدفعها لكي تعود.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:12 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
" جين سميث".
كانت رافعة رأسها قليلاً، شاعرة بالأحمرار يلون و جنتيها وهي تعطي هذا الأسم للممرضة التي و قفت إلى جانبيها تأخذ افادتها قبل أن يأتي الطبيب، لقد شعرت عند ذاك بسخرية ذلك الرجل الجالس بجانبها ولكنه لحسن الحظ انتظر إلى ان خرجت الممرضة لكي يعبر عن سخريته هذه.
وتساءلت عما كان سيشعر به لو انها اعطت الممرضة اسمها الكامل وهذا ما ليس في نيتها ان تفعله لسببين: الأول ان اسمها طويل ، أما السبب الثاني فهو يعتمد على ما اذا كان قد سبق و سمع باسم اسرتها من قبل، فاذا لم يكن ذلك فالاسم لن يعني له شيءاً كذلك تعلمت خلال الأسبوع الماضي ان استعمال اسمها الكامل في ظروف معينة لن يفيدها في شيء.
وكان عليها ان تعترف بأنها شعرت بشيء من الارتياح عندما اخذها مباشرة الى قسم الطورائ في مستشفى مشهور رغم انها كانت تعلم حتى قبل ان يراها الطبيب بأن ليس ثمة كسور في جسمها وانما مجرد رضوض سيئة مما كان يسبب لها كل تلك الأوجاع.
لقد شعرت بالراحة الآن بعد أن تأكدت من زوال خطر الخطف الذي خافت منه اذ على العكس كان يبدو على هذا الرجل و كأنه يريد الخلاص من مسؤوليتها بأسرع ما يمكن.
ومن خلال انوار المستشفى المتألقة بدا على هذا الرجل شبهه ببطلها هيثكليف اكثر و ضوحاً مماظنت في البداية، فقد كان شعره بنياً قاتماً يقرب من السواد وقد انحدرت تجعداته الى ما تحت اذنيه و فوق ياقة القميص وكانت عيناه الرماديتان تشعان بالحيوية بشكل يفوق بشرته البرونزية كان وجهه قوياً قاسياً وكان مليئاً بالخطوط والأخاديد العميقة او كما قد ينطبق عليها وصف جوردان لها بالخطوط المميزة للشخصية.
كان يبدو اكبر قليلاً من سني جوردان الثلاثين وربما اواسط الثلاثنيات وبدا من سيارته القديمة الطراز الى الجاكته القديمة التي يرتديها لها شخصاً لا يهتم بالمظاهر ولكن في نفس الوقت كان ثمة جاذبية قوية تشع منه.
انه اكبر منها بخمسة عشر عاماً على الأقل ومع هذا كان من الغريب ان تشعر بالفضول يتملكها لتعرف يبدو كل شيء عنه..
لابد أنه متزوج بالطبع او ربما هو مطلق فاذا لم يكن احد الأمرين في سنه هذا فربما كان يكره النساء.. ولكن كلا، انها لا تعتقد هذا ، ذلك انه اذا كان قد بدا منه شيء من الضيق بها، فهذا لا يعني ان ضيقه ذاك يشمل جميع النساء.
تساءلت عما يمكن ان يكون عليه شكل زوجته او مطلقته ، ربما هي شقراء طويلة القامة قوية الشخصية مثله.
وطبعاً لايمكن ان يكون هو قد احتفظ بمتانة عضلاته من جراء لعبة الغولف، كما يحاول كثير من الرجال فيفشلون، ربما زوجته لم تكن تشاركه هواياته ابداً، وربما كان هذا هو السبب في طلاقهما.
ماذا حدث لي ؟ لقد افترضت ان هذا الرجل قد تزوج ثم طلق زوجته وذلك قبل ان تعرف حتى اسمه.
قالت له وهي تمد يدها اليه للتعارف مادحة باسمها هذا والذي كان جزءاً من اسمها الحقيقي:" انه اسم انكليزي لطيف ، اظن اننا لم نتعارف بعد".
التوى فمه لهذه الرسميات المفاجئة بعد كل ماحدث ، ورأت قمــر الليل في عينيه نظرة ساخرة وكأنه يراها فتاة صغيرة ، كانت ذات جسد يبدو غلامياً في بنطال الجينز هذا و الجاكته الصوفية، وكان شعرها الأحمر الداكن الذي تنزل تجعداته الثائرة الى وسطها تقريباً و قد بدأ اسوأ ما يكون ، هذا المساء من جراء الريح و المطر.
وكانت عيناها الفيروزيتان تتألقان في وجهها البيضاوي الجميل و الذي كان خالياً من اية زينة ،اذ كان كان الشعور بالإحباط قد منعها من اتخاذ زينتها المعتادة و هي عائدة الى جوردان لشماتته المتوقعة بها بأنه سبق و حذرها مما ستلاقيه من فشل.
وبدلاً من ذلك هاهي جالسة في غرفة الانتظار في المستشفى مع رجل يبدو عليه و كأنه يهم بأن يمسك بشعرها الطويل ويلفه حول عنقها ليخنقها به.
رد عليها بجفاء و سخرية:" اسمي راف كوينلان ولم يسبق ان اهتممت قط بأصل اسمي ".
فكرت راف كوينلان..حتى اسمه كان غريباً يبعث على الاهتمام.
ولما لم يمد يده ليصافح يدها الممدودة سقطت يدها هذه الى جانبها.
وقالت له بازدراء لهذا الرفض منه:" هل تراني أخرتك عن اداء عمل ما؟".
رد عليها ببرود قائلاً:" نعم".
فهو لم يكن جافاً فقط إنما كان فظاً ايضاً.
تنفست بغضب قائلة لم ارغب في ان ان توقعني سيارتك ارضاً..".
فانفجر فيها قائلاً وعيناه الرماديتان تنفثان الغضب:" يا آنسة سميث، ان سيارتي لم توقعك ارضاً بل انه أنت التي..".
وقاطعتهما ممرضة صغيرة قائلة بحزم:" ان الطبيب سيراك الآن".
وألقت على راف نظرة استحسان وهي تدفع امامها الكرسي ذي العجلات و الذي اصر هو على احضاره حين وصلا الى غرفة الفحص، وتابعت الممرضة قائلة له:" هل عندك مانع من ان ترافق زوجتك؟".
ورفعت جين حاجبيها مستغربة وهي تتساءل عما اذا كانا يبدوان زوجين حقاً.
بدا على راف الازدارء لهذا الافتراض من الممرضة هو ايضاً أوشك ان يدلي بجواب لاذع..
وهنا تذكرت جوردان حين كان يدعوها بالمشاكسة فالتفتت إلى راف قائلة وهي تمنحه ابتسامة حلوة:" أود حقاً لو انك تأتي معي يا حبيبي".
كانت لهجتها تنطق بالحب وهي ترسم على ملامحها تعبير الأسى و الشعور بالهجران ثم تابعت قولها هذا بصوت أشبه ما يكون بصوت فتاة صغيرة ملؤه الأسى:" انني خائفة قليلاً".
بدا وكأنه يهم ان يجابهها برأيه في خوفها الكاذب هذا، ولكن نظرت الممرضة الصغيرة إليه تنتظر منه ان يتبعهما جعلته يطبق فمه ، ليقول اخيراً بحزم وهو يلحق بهما:" طبعاً يا حبيبتي".
ألقت عليه جين نظرة ماكرة وهم في طريقهم الى غرفة الفحص ، ولكنه بادلها نظرتها تلك بنظرة تحوي تهديداً بقوبة ما .
وجاءت هذه العقوبةبسرعة اكبر مما توقعا، هما الأثنين ومن ناحية مختلفة، حين قالت له الممرضة:" هل لك بأن تدعي زوجك يخلع عنك ثيابك و يضعك في سرير الفحص، ريثما اخبر الطبيب انك هنا ياسيدة سميث؟".
وقبل ان يجد أي منهما الفرصة للرد عليها كانت هي قد استدارت خارجة من الغرفة.
يصفون الصمت العميق احياناً بأنه يصم الآذان وكانت جين تعجب لغرابة هذا الوصف و المبالغة فيه.. ولكن الصمت الذي عم الغرفة بعد ان اغلقت الممرضة بابها عليهما كان صمتاً من هذا النوع.
اختلست نظرة من تحت اهدابها إلى وجهه ولكن مظهر براءة الذئب ساد ملامحه لم يخدعها لحظة واحدة بل على العكس بدا أن غضبه منها قد استحال الآن إلى السخرية وهو يقول مرحاً ببطء وقد بدا أصغر سناً: حسنا ياسيدة سميث ، هل تريدين مني ان أساعدك في خلع ملابسك و.."
وقاطعته آمرة بحزم:" أخرج".
فقال محتجاً:" ولكن.."
وعادت تقاطعه:" اخرج".
كان امرها الآن حاسماً لا يقبل الجدال وابتسم هو إزاء ضيقها هذا، و استدار ليخرج متمهلاً ثم وقف الباب قائلاً:" إذا كنت متأكدة ..حسناً سأعود بعد انقضاء وقت مناسب ويبدو ان الممرضة ابتدأت تشك في عواطفي الزوجية نحوك، فاذا انا اختفيت الآن، فستظن انني لا أهتم بك مثقال ذرة..ماهذا؟".
ورفع حاجبيه وهو يسمعها تغمغم ثم قال:" هل قلت شيئاً يا حبيبتي؟ لا أسمعك جيداً".
فتابعت غمغمتها قائلة:" ان كل شخص موجود في هذا القسم سيسمع صوتي إن لم تخرج حالاً".
دوت ضحكته الخشنة في الممر وعلمت جين أن ما أرادت جوردان يفهم روح النكتة عندها وليس فقط الرد على ذلك وفي الحقيقة ، شعرت بأن هذا الرجل هو ظريف حقاً وفيه شيء مختلف عن غيره، ولكنها لا تنوي بالطبع أن تصارحه بهذا فقد كان في منتهى الغطرسة حتى دون ان يعرف هذا عن نفسه.
وفي الحقيقة كادت ان تشعر بالأسف لخروجه من الغرفة بعد أن اكتشفت بسرعة ان آلام الرضوض في جسدها تزداد مع كل حركة وان التخلص من جاكيتها الثقيل و بنطالها الجينز سيساعدها حتماً حتى ولو ساعدها راف كوينلان في هذا وعندما تخلصت من ملابسها و غطست جسدها بالملاءة كانت دموعها تبلل وجنتيها لشدة الألم الذي عانته اثناء ذلك و قبل كل شيء كانت تشعر بالغثيان.
وعندما دخل راف الغرفة القى على وجهها نظرة واحدة ثم اسرع يحضر الاناء المخصص لذلك فيضعه على جانب وجهها في الوقت المناسب حيث افرغت فيه كل محتويات معدتها.
وعندما انتهت عادت تريح رأسها على الوسادة وهي تقول خجلى من نفسها:" انني آسفة".
فأجابها وهو يجتاز الغرفة:" لا عليك".
بينما اغمضت هي عينيها بضعف، ولم تلمه جين اذ رأته يغادر الغرفة مشمئزاً فهي نفسها لا تستطيع احتمال رؤية شخص يتقيأ ولابد ان السقوط في القناة اثر عليها اكثر مما ظنت.
فتحت عينيها دهشة وهي تشعر بخرقة مبلولة تمر على وجنتيها الحارتين وتشابكت العينان الزرقاوان بالعينين الرماديتين اللتين كانتا من القرب بحيث امكنها ان ترى اهداب راف الطويلة.
وقالت له بخشونة:" ظننتك غادرت الغرفة".
فأجاب وهو يهز رأسه مقطباً جبينه:" كلا ، ان منظرك سيئ جداً".
فعادت تغمض عينيها وهي تبتسم بضعف ثم ما لبثت ان عبست قائلة:" شكراً ، انني لم أدرك".
" السيدة سميث" جاء هذا الصوت من شاب يشبه شعره شعر جين تقريباً بلونه الأحمر ، قد دخل إلى الغرفة تتبعه الممرضة و تابع قائلاً يقدم نفسه بكل ثقة:" انني الدكتور يانغ".
كانت جين قد سبق وأدركت هذا ، ربما بسبب الشارة المصلقة على صدر معطفه الأبيض والمكتوب عليها د.ب.يانغ.
أجابته قمــر الليل وقد ادركها التعب :" انني لست السيدة سميث".
فأومأ الطبيب برأسه قائلاً:" آه ، اذن فأنتما لستما متزوجين؟".
وفكرت هي في ان هذا واضح، فقد كانت هي فتاة مشاكسة وكانت تدرك هذا ياليتها لا تشعر بكل ذلك الغثيان.
أجابت وهي تتأوه :" كلا".
فقال طبيب:حسنا,غير مهم".
وابتسم لها مطمئناً وهو يتابع:" المهم هو، هل تريدين السيد..".
فأسرع راف يقدم نفسه:" راف كوينلان".
فتابع الطبيب يقول:"حسناً، المهم هل تريدين ان يبقى السيد كوينلان في الغرفة معك أثناء الفحص؟".
وقبل أن تجيب قال راف و نظراته تلاقي نظراتها بحزم:" انني سأبقى هنا".
وفي الحقيقة كان الغثيان و ما يتبعه قد جعلها من التعب و الإرهاق بحيث لم تعد تهتم بأي شيء.
عبس الطبيب قليلاً وهو يقول بعدما قام بفحص كاحلها:" انها رضة سيئة كما أرى على كل حال فسنأخذ لها صورة بالأشعة وذلك للاطمئنان، أظن ان وركك هو المكان الثاني المصاب"
وجذب الملاءة وهو يقول ذلك حتى يفحص المنطقة.
كان الألم في وركها فظيعاً وفي الواقع ابتدأت تشعر بالغثيان وهي في السيارة في طريقها الى المستشفى وذلك بسبب هذا الألم ولكنها عندما ركزت اهتمامها من قبل على خلع ملابسها لم تحاول ان تنظر إلى وركها كما فعلت الآن و ياليتها لم تفعل.
كان وركها أسود ضارباً إلى الزرقة لعنف الرضة ليس فقط عظم الحوض وانما صعوداً إلى بطنها و فخذيها وكان منظر مروعاً.
وعندما لم يعد باستطاعتها احتمال جس الطبيب و تحريكه لوركها استقام هذا واقفاً وهو يقول :" حسناً يبدو وكأنك كنت محظوظة تماماً، أيتها السيدة الشابة، إذ لا أظن ان ثمة كسراً في جسمك، لقد حدث لك ذلك أثناء سقوطك على الطريق كما علمت؟".
فأومات بالايجاب قائلة:" نعم لقد تعثرت فوقعت فوق الرصيف".
فتابع الطبيب بالايجاب قائلاً وقد قطب جبينه:" يبدو ان الرضوض اكثر عنفاً مما ينتج عادة عن سقطة من هذا النوع".
واندفع الدم الى وجنتيها وهي تحس بما يعينه الطبيب من وراء هذا السؤال واختلست نظرة الى راف قد فعل بها هذا.
قالت للطبيب بحزم:" لقد وقعت في الشارع و ساعدني السيد كوينلان بكرم أخلاق باحضاري الى هنا بسيارته".
لقد كان آخر شيء تريده هو التورط مع الشرطة لحادث وقع بالصدفة.
ولكن الطيبب يبدو غير مقتنع بذلك ، ولكن لم يكن بيده حيلة إزاء اصرارها، فقال برقة:" حسناً سنأخذ صوراً بالأشعة للكاحل والورك للاطمئنان وبعد ان نرى الصورة نقرر ما الذي سنقوم به نحوك".
وأحست قمــر الليل بالتشاؤم من لهجته ، ماذا يقصد بقوله ( يقرر ما الذي سيقوم به نحوها )
ولم يكن لديها فرصة تسأل فيها الطبيب أو الممرضة هذا السؤال فقد ذهب الطبيب إلى مريض آخر أما الممرضة فقد خرجت تنجز امر صور الأشعة.
وعندما أصبحا بمفردهما هي وراف لم تستطع النظر في وجهه مباشرة وذلك بعد ارتياب الطبيب به منذ دقائق.
اقترب منها قائلاً بهدوء:" لم تكن لدي فكرة عن مدى الأثر الذي تركته هذه الرضوض في جسمك".
أجابت:" ان جسمي سريع التأثر بالرضوض".
فهز رأسه قائلاً:" لابد أن السقطة كانت ثقيلة أو ربما كنت قد صدمتك حقاً بسيارتي..".
فقالت وهي تشعر بالشك في صوته:" كلا لقد سبق و قلت أنا ذلك لأن خشونة صراحتك ضايقتني".
فقال:" ومع ذلك لو أنني لم أكن أقود السيارة حول المنعطف بمثل تلك السرعة..".
قاطعته ساخطة:" انك لم تكن مسرعاً".
قال:" ولكن".
فقالت مقاطعته بهدوء:" صدقني ياسيد كوينلان ان ما أصابني لم يكن غلطتك".
لوى فمه قائلاً:" ومع هذا فانني مسؤول عنك..".
فقاطعته بلهجة اعنف مما يتطلبه الموقف:" انني أنا المسؤولة عن نفسي".
وشعرت بالتعب لكثرة ما قيل لها بأنها ليست اهلاً للعناية بنفسها، من المؤكد أن ما حصل لم يكن مسؤولية اي شخص وتابعت تقول:" انني شاكرة لك احضاري الى هنا ولكن صدقني ليس ثمة سبب يجعلك تهدر وقتك معي اكثر من ذلك".
فأجاب وهو يتأمل لمعان شعرها:" لقد كنت فقط عائداً إلى منزلي".
فقالت:" إذن، فزوجتك..".
قاطعها باقتضاب:" ليست متزوجاً".
لم تستطع جين منع نفسها من التساؤل عن السبب اذا هي سبق و افترضت من قبل انه متزوج أو مطلق.فسرعته من أجل الوصول الى زوجته هو التفسير الوحيد الى السرعة ولكن أن يسرع شخص يعيش بمفرده إلى منزله أثار فضولها ..ربما لأنه كان يفكر في شيء ما وهذا ما جعله يكون فظاً معها، لابد أن جوردان لو عرفه ، كان سيعتبره في غاية الفظاظة ولكن جوردان نفسه كان فظاً في بعض الأحيان.
وعادت تقول :" ومع هذا فان صور الأشعة ستسغرق بعض الوقت وأنا لا أريد أن أعيقك أكثر مما فعلت".
فأجاب :" انك.."
قطع عليهما الحديث صوت الممرضة يقول:" لا تكلفي نفسك عناء ارتداء ثيابك ياآنسة سميث".
وكانت هذه قد دخلت الغرفة و أخذت ترفع ثياب جين المرمية على الأرض وهي تتابع:" عليك الذهاب إلى قسم التصوير".
وبالطبع لم تكن جين تنوي أن تعييد ارتداء ثيابها امام راف كوينلان حتى ولو لم يكن الشعور .
ربما لأن الوقت كان ليلاً وليس ثمة عمل كثير في المستشفى لهذا أجريت لها صور الأشعة واعطي التشخيص في وقتاً قصير، ولم يكن ثمة كسور ولكن فقط رضوض عنيفة وحتى هذا جعل جين ترتجف من فكرة اعادة ارتداء ثيابها لما يسببه لها من الآم.
ولابد ان ألمها بدا في شحوب وجهها لأن الطبيب الشاب سارع يقول مبتسماً:" ان بامكاننا بالطبع ان نوفر لك سريراً في المستشفى لهذه الليلة ولو من باب الاحتياط".
كان هذا يعني ادخالها المستشفى وهي لا تريد ذلك فسألته:" وهل هذا ضروري؟".
وكان راف قد رافقها إلى مدخل قسم الأشعة ، ثم بقي بجانبها اثناء كتابة الطبيب تقريره عن اصابتها.
فقال يسأل الطبيب بلهجة الشخص المسيطر:" هل يسمح للآنسة سميث بأن تترك المستشفى اذا تيسرت لها العناية اللازمة؟".
بدا على الطبيب شيء من الضيق لهذه المقاطعة وبدا انه مازال غير مقتنع ببراءة هذا الرجل بالنسبة لهذه المسألة ولكنه قال ببطء مبدياً القبول:" أظن ذلك ولكن بما أنها...".
فقاطعه راف بغطرسة:" إن ثمة مكاناً تذهب إليه الآنسة سميث".
حتى جين نفسها نظرت اليه بشيء من الدهشة فاذا كان ذلك المكان الذي ذكره هو بيته فعليه ان لا ينتظر منها القبول ، ربما كانت هي تشعر بالضعف ولكنها ليست بالعاجزة.
ولكن اذا كانت موافقتها على اقتراحه يخلصها من البقاء في المستشفى فان باستطاعتها تدبير امرها مع راف حالما تصبح خارج المستشفى.
وبعد فإنها غير مرغمة على أن تذهب إلى أي مكان أو تقوم بأي شيء لا تريد القيام به.
إذ أنها بعد سنوات كانت تتلقى فيها الأوامر اصبحت في النهاية حرة في حياتها و الخيار قد اصبح في يدها لفعل ما تريد بصرف النظر عن أن معظم ما قامت به في الأسبوع الأخير كان عبارة عن كارثة.
أفاقت من شرودها عندما قال الطبيب بحزم:" آنسة سميث، آنسة سميث".
رفعت نظرها لتجدهم جميعاً ينظرون اليها ، الممرضة بلطف والطبيب متسائلاً وراف متحدياً واستوقف هذا الأخير انتباهها وسألها الطبيب بإصرار:" هل ما يقترحه السيد كوينلان مقبول لديك؟".
كان الطبيب شبه مقتنع بان راف كوينلان قد ضربها واحدث في جسدها هذه الرضوض، وكان راف واعياً لما يدور في ذهن الطبيب من اتهام له.
واخيراً أجابت جين:" نعم انه مقبول مني".
وكان في هذا الجواب ما بعث الارتياح في نفس راف ، وكان رداً على اتهام الطبيب فالم يكن امامه سوى الاذعان فوقف ليخرج وهو يقول:" اذا شعرت بأي ازعاج فيما بعد فعودي الى هنا او راجعي طبيبك الخاص".
وعندما خرجا تمتم راف في الظلام عابساً:" أي ازعاج فيما بعد يعني به أي مزيد من ضربي لك".
جلست جين بقربه في سيارته الجاكوار وكان خروجهما من المستشفى قد تم دون اية صعوبة بعد ان ساعدتها الممرضة على ارتداء ثيابها.
وفي الحقيقة فقد كان شعور جين بالتعب يزيد على رغم من أن الطبيب أعطاها علاجاً خفف كثيراً من آلامها ، وكان آخر ماتريد ان تفكر فيه الآن هو مسألة الفندق الذي ستبيت فيه ولكن عليها ان تقوم بذلك مهما كان الأمر و مسألة ضيق راف من إتهام الطبيب له كان آخر ما يشغل بالها في هذه اللحظة.
نظرت قمــر الليل حولها في الظلام و قد ادركت انهما كانا يتركان المدينة خلفهما يبدو ان منزل راف بعيد عن فنادق لندن.
وقالت له بلهجة غلب عليها النعاس:" إن توقفت عند الزواية القادمة يمكنني ان استقل سيارة أجرة إلى الفندق".
فقد جعلتها الحبوب التي أعطاها اياها الطبيب تشعر بالتعب و النعاس.
أجاب دون أن يلقي عليها نظرة:" لقد سبق و قلت أنا ان ثمة مكاناً تذهبين إليه، وهذا صحيح وكذلك يوجد من يعتني بك".
فقالت بازدراء وقد ثقلت اجفانها حتى أصبح صعباً عليها ابقاءها مفتوحة:" أنت؟".
فأوما قائلاً:" نعم إذا كان هذا ضرورياً".
فقالت بنعس:" لا يمكن ذلك".
ألقى عليهانظرة ساخرة وهو يقول:" معذرة إذا كنت لا أوافقك على ما تقولين".
أطبقت فمها بشدة، ثم قالت:" كلا".
قال بتهكم :" ماذا قلت كلا يا عزيزتي ".
فقاطعته قائلة:" انني لست عزيزتك وأنا لا أريد الذهاب إلى منزلك".
فلوى فمه قائلاً:" انك تتكلمين و كأنك تعودت على أن تطاع اوامرك دون سؤال".
ربما كان هذا صحيحاً بالنسبة اليها ولكنها شعرت مما عرفته عن هذا الرجل هذا المساء انه لا يهتم بآراء الآخرين الا نادراً.
قالت بحزم رغم انتباهها إلى ان لهجتها أقل اقناعاً وأن التعاس يزيد من سلطانه عليها:" أريدك ان تقف في هذه اللحظة لكي لا يكون علي أن أسير طويلاً قبل ان أجد سيارة أجرة تعيدني إلى المدينة".
ضحك راف منها بخفة وهو يجيب:" لا تبدو عليك القوة للوقوف على قدميك وليس فقط السير".
فأجابت:" إن ..بمقدوري أن أفعل ..ما أريد".
وكان هذا آخر ما تتذكر قوله قبل ان تسقط نائمة في مقعدها.
-----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:13 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

-----------------------------
الفصل الثاني
ماهذا وماذا حدث وأين هي..؟
نعم أين هي ..؟ وتملك جين الذعر وهي تستيقظ فلا تتعرف إلى ما حولها ، لقد كانت في طريقها إلى الفندق ولكن هذا ليس فندقاً إنها متأكدة من ذلك.
ماهذا الألم الذي تشعر به عندما تتحرك؟ ومع الألم ، عادت إليها ذاكرتها أنوار السيارة ، الألم في كاحلها وهي تستدير لتسرع عائدة إلى الرصيف ثم الضربة العنيفة التي أصابت وركها وهي تسقط على الأرض الصلبة.
راف كوينلان..لقد تذكرت كل شيء عنه..كيف وقف في الظلام مشرفاً عليها ..عجرفته وغلظته، الطريقة التي أصر بها على احضارها إلى منزله رغم احتجاجها..
وتملكها الخوف من أن تنظر إلى نفسها تحت أغطية السرير وقد شعرت بما ستقع عليه عيناها إن هي فعلت ..
وساورها شعور مزعج وهي تفكر في أن أحداً بدل لها ثيابها أثناء فقدانها لوعيها اثر تناولها الحبوب المسكنة للألم والذي جعل راف كوينلان يسيطر عليها وهذا لم يعجبها لقد كانت في المستشفى ترتدي من الثياب غير الذي ترتديها الآن.
نظرت بحدة وهي ترى الباب يفتح بعد نقرة خفيفة لتدخل إمرأة طويلة القامة في ثوب أزرق بياقة بيضاء وهي تحمل بين يديها صينية فضية عليها إبريق قهوة و قالت ببشاشة:"آمل أن لا أكون قد ايقظتك من النوم".
وعقدت جبينها وهي تنظر إلى جين بحيرة قائلة:" لا أدري لماذا بدوت لي ، للحظة واحدة أشبه بـ ..انني آسفة لقد رأيتك لأول وهلة أشبه ..أشبه بامرأة كنت اعرفها لكنني لم أعرفك بنفسي ، إنني السيدة هوارد مدبرة منزل السيد كوينلان".
لقد خدعت راف بإعطائه اسماً زائفاً لها وعليها الآن أن تتابع ذلك فقالت لمدبرة المنزل تقدم نفسها إليها بالمثل:" إن اسمي جين سميث".
سكبت لها مدبرة المنزل القهوة وهي تسألها:" هل تريدين إضافة قشدة و سكر؟".
ردت جين باسمة:" نعم من فضلك".
ولم يكن من السهل عليها الجلوس لتتناول فنجان القهوة من يد المرأة فقد كانت كل حركة تسبب لها الألم كما أنها لا تدري أي تعليل سبق و أعطاه راف لهذه المرأة مفسراً به وجودها هنا.
زاد عبوسها وهي تنظر إلى جسدها المغطى بالملاءة، مازال ثمة أثر للحبوب المخففة للألم حيث يشعرها بالدوار.
تناولت فنجان القهوة من يد المرأة بيد مرتجفة جعلت بعض القهوة تنسكب في صحن الفنجان وعبست وهي تقول:" آسفة ، وأشكرك جداً".
كررت مدبرة المنزل الاسم متسائلة:" جين سميث؟".
تجاهلت جين تساؤل المرأة هذا فقد سبق و تحدثت عن هذا الاسم بمافيه الكفاية ولكن ارتشافها للقهوة جعلها تشعر برغبة عاجلة في أن تهرع إلى المرحاض.
لم تستطع جين أن تبقى في فراشها دقيقة واحدة اكثر من ذلك في مأزقها العاجل هذا ويبدو أن المرأة شعرت بعدم ارتيحاها فسألتها:" أيضايقك شيء ياعزيزتي؟".
فتكلفت جين الابتسام وهي تقول:" يبدو أنني لا أرتدي سوى قميص نوم حسناً إنني أريد دخول..".
فهتفت المرأة بأسف:" آه ياعزيزتي ما أشد غبائي إن جميع ملابسك هي في الغسالة في الطابق الأسفل، لقد حدثني السيد كوينلان عن تحطيم قفل حقيبتك المفاجئ مما جعل كل ثيابك الجميلة تتناثر على الرصيف الموحل تحت المطر سأنزل حالاً و أحضرها".
وما أن توارت المرأة خارجة من الباب حتى أخذت جين تكافح للوصول الى الحمام الملحق بالغرفة، كانت ساقاها تهتزان بينما كل خطوة تشكل ألماً مبرحاً قبل أن تنجح أخيراً.
وبعد ذلك استطاعت أن تفكر بهدوء ، كانت تفكر قمر الليل في الليلة السابقة أن تعود إلى البيت حيث جورادن ، ولكن الحادث قد أعاقها ، أما الآن فلم يبق أمامها خيار سوى العودة، لقد كانت منذ اسبوع متأكدة تماماً من أنها ستنجح في الاستقلال بنفسها في حياتها ولكن هاهي الآن مهزومة مدركة بأنه كان على حق و أنها بحاجة إليه وإلى نقوده لكي تعيش.
أغمضت عينيها شاعرة بالخجل لذكرياتها المؤلمة عن الأسبوع الماضي حيث عانت رفضاً مهيناً بعد آخر وبعد أن كانت متأكدة من أنها يمكنها إعالة نفسها و العناية بنفسها ولكنها وجدت نفسها إنها لا تملك الكفاءة لذلك و أن ليس بإمكانها الاستقلال بنفسها من دون كفاءات أو وسائل.
كان هنالك كثير من الفتيات الشابات في لندن لم يستطعن الحصول على وظائف قانونية فوجدن وسائل أخرى لإعالة أنفسهن ولكن العودة إلى جوردان كان هو البديل الوحيد فالوجه الذي تعرفه خير من الوجه الذي تتعرف إليه وقد صممت الليلة الماضية على ذلك عندما حزمت أمتعتها لتعود إلى البيت رغم كرهها لما ستراه من شماتة جوردان بها و غروره بنفسه وهو يرى تحقق تحذيره بشأنها بأنها لن تستطيع الاستقلال بنفسها.
وعندما خرجت من الحمام لم تكن مدبرة المنزل قد عادت إلى الغرفة بعد وهكذا أخذت جين تعرج في الغرفة وهي في طريقها إلى سريرها ، لقد بدا وركها محتوياً كل ألوان قوس السماء، و أصبحت الرضوض اكثر اتساعاً و عمقاً.
ربما لم تكن ترغب في البقاء في الفراش ولكنها لم تكن متأكدة من إمكانها احتمال ضفط الملابس على جلدها الذي أصبح بالغ الحساسية.
.
أخذت جين تنظر إلى جسدها بعين ناقدة كما لم تفعل من قبل، كان جسدها قد صبغته شمس الصيف مما سمح لبعض النمش بأن يظهر على جلدها كالعادة بالنسبة لحساسية الجلد عند ذوات الشعر الأحمر مثلها وكان وركاها غلاميان وخصرها نحيلاً أما ساقاها فكانتا مستويتين طويلتين بالنسبة لطولها البالغ مئة و أربعة وخمسين سنتمترا كما كان يقول لها جوردان.
جوردان جوردان جوردان ..إنها لم تدرك من قبل مبلغ اهتمامها بالملاحظات التي يعطيها إياها جوردان.
وجاءها صوت يقول:" إن جسمك في حالة مزرية أليس كذلك؟".
أطلقت صرخة مدوية وهي ترتمي على السرير مغطية جسمها بالملاءة ثم نظرت غاضبة إذا تجد راف أمامها إذ لم تكن قد سمعت صوت دخوله إلى غرفة ولكن ها هوذا واقفاً بهامته الضخمة مرتدياً بنطالاً من الجينز ضيقاً و قميصاً أزرق جعل لون عينيه قاتماً.
كان يجعل ملابسها النظيفة المكوية على ذراعه".
جلست في السرير وهي تقول:" ناولني من فضلك المعطف المنزلي".
ومدت يدها وهي ترمقه بنظرات ثابتة.
ابتدأ الاعجاب يكسو ملامحه وهو يتقدم منها ببطء ثم قال باسماً:" إنني فقط أتساءل من تكونين ياجين سميث؟".
ارتد رأسها إلى الخلف إزاء هذا التحدي و بانت عليها الحيرة وهي ترى كيف تحولت تعبيرات وجهه إلى الخشونة حين استقرت نظراته على شعورها الناري وتابع يقول:" أريد أن اعرف ذلك قبل أن تتركي هذا المكان".
اقشعر جسد جين خوفاً ولكنها سرعان ما نفت هذا الشعور معتبرة إياه سخافة، صحيح أنها لا تعلم بالضبط أين هي الآن ولكنها بطبيعة الحال تستطيع أن تخرج متى شاءت.
وسألها:" إلى أين كنت ذاهبة الليلة الماضية ومن أين كنت قادمة؟".
فردت عليه بحدة:" لا أظن أن هذا من شأنك".
كانت تدرك باستياء كما يدرك راف مقدار الضرر الذي أصابها وكان معطفها المنزلي الآن موضوعاً مع ثيابها الأخرى على مسند الكرسي.
كان ينظر إليها بعينين ضيقتين و ذراعاه معقودتان على صدره وهو يقول :" لقد اعطيت في المستشفى اسم فندق عنواناً لك ولكنك لابد كنت تعيشين في مكان ما قبل أن تنتقلي إلى الفندق".
كان يعتمد استفزازها فقالت محتجة:" راف ما قصدك من ..".
قاطعها يسألها:" من يكون هو ياجين سميث؟".
فقطبت جبينها وهي ترد عليه:" ومن هو هذا الذي تسأل عنه؟".
أجاب:" صديقك الثري".
فشهقت وهي تقول:" ماهذا الذي تتحدث عنه؟".
هز كتفيه وهو يقول ساخراً:" ربما كنت لا أعرف الكثير عن ملابس النساء ولكن كان بإمكاني أن أرى من الماركات المعلقة على ثيابك أنها غالية الثمن فمن اشتراها لك؟".
فأجابت:" ليس علي أن..".
فقاطعها:" لقد كان رجلاً أليس كذلك؟ ملابس من الحرير الخالص".
وأشار بيده إلى ثيابها وهو يتابع قائلاً بخشونة:" إما أنك اشتريت هذه لكي تسري بها حبيباً وأما أن عشيقاً قد اشتراها لك".
في الحقيقة كانت كل قطعة من ملابسها قد اختارتها بيدها لكي تسر بها نفسها و ليس شخصاً آخر، فقد كانت تعشق ملامسة الحرير لجلدها.
قالت بحدة:" إنك لا تعرف ما الذي تتحدث عنه".
فقال بصوت خشن:" حقاً؟".
وتابع قوله:" صدقيني إنني أعرف أكثر مما تظنين ولكن قبل أن يتشعب بنا الموضوع أريدك أن تعلمي أنني لا أبحث عن عشيقة غالية الثمن أو أية امرأة مهما كانت".
احتبست انفاسها وهي تسمع كلماته المهينة هذه كما احمرت وجنتاها غضباً وقالت:" وإذا كنت أنا أبحث عن حبيباً ثري فتأكد من أنه لن يكون أنت".
وتساءلت كيف يتهمها بمثل ذلك دون أن يعرف شيئاً عنها ، أوما برأسه قائلاً بسرور:" إننا إذن متفاهمان".
فردت قمــر الليل بحدة واستياء:" تماماً".
قال بزهو:" هذا حسن و الآن بعد أن اتفقنا على مالا يريده أي منا علينا أن تأتي على ذكر ما اريده أنا".
فهزت رأسها وهي مازالت تشعر بشيء من الدوار وقالت:" لم أفهم".
لابد أن تلك الحبوب التي سبق و تناولتها الليلة الماضية هي التي جعلتها تتخيل كل هذه المناقشات .
فقال وهو يجلس على الكرسي دون اهتمام لملابسها التي سيفسدها :" هل تحسنين الطباعة على الآلة الكاتبة؟".
قطبت جين جبينها وقد أصبحت تجد صعوبة في متابعة الحديث فقالت تسأله:" الطباعة على الآلة الكاتبة؟".
فأجاب لاوياً فمه:" نعم لابد أنك تعرفين ، إنها تلك الحركات عندما تضعين أناملك على مفاتيح الأحرف ثم تضغطين فتنطبع الأحرف على..".
فقاطعته لترد بحدة:" إنني أعرف جيداً ماهي الطباعة ولكنني لا أرى ما علاقة ذلك بي؟".
نظر إليها متأملاً ثم قال:" لكنني أن افترض بأنك دون عمل و لاسكن".
فردت قمــر الليل باستياء:" تباً لك ولافتراضاتك".
سألت نفسها هل هي مكشوفة الشخصية إلى هذا الحد؟ خصوصاً أمام هذا الرجل الساخر ذي العينين الثاقبتين؟ ومع أنه لم يكن مصيباً بافترضاته تلك مئة بالمئة إلا أنها كانت كافية لأن تثير أعصابها.كانت ماتزال لا تملك أية فكرة عن هذا المكان رغم أن مظهر السيدة هوارد المحترم، بعث شيئاً من الإطمئنان إلى نفسها.
رفع راف حاجبيه يجيبها:" ولكنها افتراضات صائبة".
ردت رأسها إلى الخلف لتقول متحدية:" ومن أنت ياراف كوينلان؟".
هز كتفيه العريضتين قائلاً:" إسمي الكامل هو رافرتي كوينلان ، العمر سبعاً وثلاثين، مطلق".
ونطق بالكلمة الأخيرة بمرارة وهو يضيف:" ومسؤول عن إدارة مزرعة تستنزف نفسها ببطء وتستنزفني معها حتى الجفاف".
كان هذا عرضا بالغ الاختصار لوضعه ولكن جين استطاعت من خلاله استخلاص الكثير ، فقد انتهى زواجه نهاية سيئة بصرف النظر عما إذا كانت بدايته سعيدة أم لا، وفي هذا يفسر بعض سلوكه نحوها إنما ليس كله.
وكررت كلامه ببطء:" مسؤول عن إدارة مزرعة".
فأوما برأسه قائلاً بخشونة:" لا يمكنني بالضبط الإدعاء بملكيتي لها في الوقت الذي هي فيه مرهونة بالكامل إنها لم تكن موضع اهتمام أبي لسنوات عديدة قبل أن يقتل مع أمي في حادث طائرة منذ خمسة سنوات تاركا أمرها يتدهور إلى حالة سيئة وهكذا قررت زوجتي الحبيبة أنها لم تعد تستطيع الإقامة في منطقة هامبشاير و الجهاد في سبيل المعيشة ناهيك عن الاستمتاع بحياتها فاستولت على القليل الباقي لتسديد نفقات الطلاق وقد استطعت أن أستبقي السيدة هوارد لأنها كانت تخدم في منزلنا من قبل ولادتي أنا فهي تعتبره منزلها هي قبل أن يكون منزلي أنا".
ولم تصدق جين هذا لقد شعرت بكبرياء عنيف في حديث راف عن المزرعة التي كان يعتبرها منزله، على الأقل لقد علمت الآن أين هي ليس لأنها تعرف هامبشاير ولكنها اطمأنت إذ علمت مكانها على وجه التقريب، وإذا كانت زوجة راف قد تركته لمثل هذا السبب فهي بلا شك لم تكن تحبه وربما هذا يفسر نوع سلوكه نحوها إذ ربما اعتبرها واحدة منهن ولكنه لم يوضح ما أراده بحديثه الذي ابتدأ به منذ دقائق وقالت تسأله مقطبة جبينها:" وما صلة كل هذا في كوني أجيد الطباعة أم لا؟".
فلوى فمه قائلاً:" حسناً بما أنني مسؤول حالياً عنك".
فقالت محتجة بعنف:" إن هذا غير صحيح قطعياً إنني أنا المسؤولة عن نفسي".
إنها على الأقل تحاول أن تكون كذلك ، لقد كان حسابها في البنك صفراً ورغم كل ما حاولت إنكاره أمام هذا الرجل فقد كانت علاوة على ذلك دون سكن ، وعندما تركت منزلها لم تفكر حتى بإحضار أي من مجوهراتها التي كان بإمكانها أن تبيعها و تستفيد من ثمنها.
قال راف وكأنه يعبر عن أفكارها:" إنك لم تحسني التصرف تماماً".
فأجابت بصوت متهدج إزاء محاسبته لها:" إنني أحاول ذلك".
حدق فيها و كأنه يحس بمشاعرها ثم قال:" إننا جمعيا نفعل ذلك أيتها الصغيرة ولكنه لا يكفي".
ووافقته في داخلها بحزن كلا إنه أحياناً لايكفي ، لم تكن تحب التفكير في جوردان وهو يجلس بانتظار عودتها لتخبره أنه كان محقاً في ظنه بأنها لا يمكن أن عيش بمفردها .
قاومت دموعها وهي تقول:"إن مشكلاتك ستنقص واحدة إذا أنا رحلت من هنا حالما أجد سيارة أجرة ".
فهي لا تظن أن جوردان سيمانع في دفع اجرة السيارة فإن اثبات صدق ظنه يستحق هذه التضحية.
ضاقت عينا راف وهو يسألها:"و إلى أين تذهبين؟ هل تعودين إليه؟".
صاحت غاضبة:" لقد سبق وقلت لك أنني..".
فقاطعها :" أخبرتني انك ستعملين عندي بالتأكيد وذلك عندما تتلاشى الأوجاع من جسدك فأنا لست من القسوة بحيث انتظر منك أن تحملي آلامك معك أثناء العمل وهذا أفضل من العودة إلى رجل يبدو بجلاء عدم رغبتك في العودة إليه".
قالت جين ببطء بعد أن استوعبت كلماته :" وماهي معلوماتك عن العمل الذي أحسنه؟".
وبدا الارتياب في صوتها وهي تعود لتقول:" وماهو نوع العمل الذي تتحدث عنه؟".
أجاب لاوياً شفتيه:" حسناً، لقد سألتك إن كان باستطاعتك الطباعة على الآلة الكاتبة ولم أقصد بهذا أن تطبخي لي طعامي، أي نوع من العمل ظننتني أقصد؟".
عمل؟ إن راف يعرض عليها عملاً في الواقع ولكن لماذا؟ إنه منذ قابلها ، لم تكن نظرته إليها و معاملته لها إلا باعتبارها شيئاً مزعجاً واعترفت بينها و بين نفسها بشيء من الحسرة ، أنها كذلك فعلاً، وهو ليس من نوع الرجال الذين يتحملون حوادث مزعجة كهذه التي حدثت الليلة الماضية تعترض حياتهم ولكنه من ناحية أخرى ليس بالرجل الذي يتنصل مما يعتبره مسؤوليته.
مسؤولية؟ ما أشد كرهها لهذه الكلمة ، ورفعت نظرها إلى راف لتسأله بحيرة:" أعمل عندك؟ هل تعني؟".
فقاطعها قائلاً:" يمكنني أن أدفع لك أجراً صغيراً ، هذا مع الغرفة و الطعام ، إذا كان هذا ما يقلقك".
وسكت وقد ضاقت عيناه باستياء ثم تابع يقول:" ربما كانت المزرعة تمر في احوال صعبة، ولكنني لم أفلس بعد".
ويبدو أنها مست منه و تراً حساساً دون قصد ولكن عرض العمل هذا كان مغرياً ، فقد كان هذا ما تتطلع إليه بالضبط
و تتمنى تحقيقه، فإن الاستقلال عن جوردان كان يعني لها الكثير، ولكن هذا لا يعني أن في نيتها أن تخبر راف عن الأمر، ونظرت إلى راف بغيظ تسأله:" ولماذا تعرض عليّ هذا العمل؟".
وتنهد بفروغ صبر و كأنه ندم على تقديمه هذا العرض ثم أجاب:" لا تظني أنني أقدم لك أحساناً، ياجين سميث، إن عندي مراسلات قد تأخرت الأجوبة عليها نحو ثلاثة أشهر، ذلك أنني من الانهماك في العمل في المزرعة أثناء الأشهر الأخيرة، بحيث لم أجد الوقت الكافي للرد عليها".
فقطبت جبينها وهي تسأله:" هل من عادتك الطبع على الآلة الكاتبة بنفسك؟".
ولم تكن هي تعني بسؤالها هذا أن الكفاءة تنقصه لحل المشكلات التي تعترضه ولكنها فقط تعتبر أن ذلك ليس شيئاً معتاداً من رجل في مثل مركزه، فهي لا يمكن أن تتصور أبداً جوردان وهو يقوم بطبع رسائله بنفسه مهما كانت الظروف.
وهز راف كتفيه قائلاً:" إن عندي عمة تأتي أحياناً من المدينة فتقوم بهذا العمل، أما السبب فهو لكي تبقي على علم بما يدور في هذا المكان".
وبانت السخرية على ملامحه وهو يقول:" ولكنها حالياً لا تجد وقتاً كافياً لذلك".
لم تكن جين طابعة ماهرة كما ثبت لها أثناء بحثها عن عمل طوال الأسبوع منذ قامت بالطبع لآخر مرة ولكن ، إذا لم يمانع راف بالنسبة إلى طباعتها البطيئة فهو على الأقل خالً من الأخطاء ولكن، هل أفكارها هذه تعني أنها حقاً تفكر في قبول عرضه هذا؟
ما الذي تعرفه عن هذا الرجل، عدا أنه يبدو قانونياً قائماً بذاته؟ فهي لا تعلم بالضبط أين هي الآن .
إن كل ما تحتاجه هو العمل لثلاثة أشهر فقط حتى الواحد الثلاثين من شهر آب ( أغسطس )، وهناك السيدة هوارد و يبدو أنها محترمة بمافيه الكافية.
وقف راف فجأة وهو يقول :" فكري في الأمر".
قالت مترددة:" آه ولكن..".
فقاطعها:" لقد أضعت من الوقت ما يكفي هذا الصباح، فإذا قررت ما تريدين أرجو أن تعلميني بذلك".
ومشى يجتاز الغرفة إلى الباب وقوة شخصيته تطغي على المكان، ثم وقف ملتفتاً إليها ليقول:" ولكنني أنصحك بالتفكير جيداً قبل أن تفضلي العودة إلى ذلك الوضع الذي ألجأك إلى التخلي عنه".
ومع تلك النصيحة ترك راف الغرفة وعادت جين تستلقي على الوسائد وقد أدار هذا الرجل رأسها فهو متقلب بين الخشونة و الغلطة وبين الرقة و العناية ، وهو لا يهمه من أمرها سوى ما يشعر به نحوها من مسؤولية إثر ما حدث الليلة الماضية، ولكن هل ياترى يهمها هذا الأمر؟.
إنها إذا هي قبلت العمل عنده ستؤدي واجبها نحوه تماماً دون أي خداع و ستجتهد في ذلك قدر إمكانها فيستفيد الاثنان من هذا الوضع هو بالخلاص من تلك المراسلات المتراكمة وهي ساتستفيد مادياً .
ولكن أليس راف اكثر غموضاً لدى التعامل معه من جوردان؟
ولكن ذلك سيكون لمدة ثلاثة أشهر فقط فهل ثمة عرض غير هذا؟ لا يوجد عرض آخر ، إن وضعها سيختلف تماماً إذا هي اشتغلت عند راف كوينلان.
وسألت نفسها هل هذا ثمن غال لتدفعه لكي تثبت خطأ جوردان، لقد فارقته و هي ملئية بالثقة بالنفس متأكدة أن بإمكانها إعالة نفسها، وسيكون هذا صحيحاً إذا هي قبلت عرض راف للعمل عنده.
لقد شب صراع في نفسها بين الكبرياء و الحاجة فانتصرت الحاجة ملقية جانباً بفكرة أنه ما عرض عليها هذا العمل إلا لشعوره بأنه التقطها من الشارع حيث كانت شريدة دون مأوى ، إنها ستقوم بالعمل وعندما يحين وقت ذهابها ستتركه دون أسف.
وكل ما عليها القيام به الآن هو أن يعلم جوردان بنجاحها، فهي تعلم أنه ينتظر الآن عودتها و قد تجلت الخيبة في وجهها وكانت على وشك أن تفعل ذلك الليلة الماضية شاعرة بالتعاسة كما لم تشعر به من قبل.
والآن ها قد استقر الأمر عند راف كوينلان.
كاننت عملية ارتدائها ثيابها مهمة شاقة، كما كانت تخشى،وعندما انتهت من ارتداء قميصها الصوفي الرقيق و تنورتها الواسعة كان العرق يسيل من جبينها و شعرت مرة أخرى بالغثيان ولكن لم يكن ثمة هاتف في غرفتها وعليها أن تجد واحداً، هذا إلى أنها كانت تشعر بفضول بالغ لمعرفة المكان الذي يحيط بها وكذلك رؤية المزرعة التي تحدث عنها راف وتركت غرفتها لتسير في ممر طويل علقت على جدرانه لوحات تمثل اجداده كما قال.
تابعت قمــر الليل سيرها بين لوحات و النوافذ فكل نافذة تمر بها تريها مناظر الريف من حقول واسعة و أشجار باسقة ، ولكن الأرض كان يبدو عليها نوع من الإهمال، فقد كانت الأعشاب تنمو في الحدائق بطريقة عشوائية نوعا ما، وكان العشب ينمو بين الحصى التي ترصف طريق السيارات واستطاعت أن ترى الاسطبلات إلى اليمين بعيداً عن المنزل، ولكنها كانت خالية من الخيول و يبدو أن راف كان صادقاً في قوله إن المال ينقصه لينفقه على هذه المزرعة الواسعة.
كانت دلائل نقص المال تبدو في المنزل نفسه إذ كان ثمة مساحات على الجدران تبدو جلياً أنها كانت أماكن للوحات هي غير تلك التي تمثل أجداده كانت معلقة ولعلها بيعت على مدى السنين لتسيير أمور المزرعة وكانت السجادات قديمة مهترئة كذلك رغم أن المكان كان في غاية النظافة بجهود السيدة هوارد.
كان من المؤسف أن هذا المنزل الرائع الجمال لا يمكن إصلاحه كما يجب لقد كان كل شيء هنا بعكس تلك الرفاهية الباذخة التي تحيط بجوردان، إنه السبب في هذه الآلام التي تعانيها أثناء نزولها السلالم بسبب تورم كاحلها و تصلب وركها وذلك لكي تعثر على الهاتف في الردهة الرئيسية و أنصتت برهة إلى راف و السيدة هوراد لكي تطمئن إلى عدم سماعها لها ومن ثم تناولت السماعة ثم أدارت الرقم.
وطال رنين الهاتف في الجانب الآخر إلى أن ردت عليها مدبرة منزل جوردان أخيراً و تذكرت جين أن هينسون الخادم في إجازته الأسبوعية.
وسألت عن جوردان عالمة بأن المخابرة سترسل إليه حيث يجلس خلف مكتبه في الطرف الأحير من المنزل حيث لا يصل إليه ضجيج الشارع حتى أنها استطاعت أن تتصوره جالساً خلف مكتبه بشعره الأسود البالغ القصر وتلك العقدة الأبدية بين عينيه الزرقاوين مسكبن جوردان فهو لا يكف عن العمل.
وزعق هو في الهاتف بصبر نافذا قائلاً:" نعم؟"
وعلمت جين أنها كانت على حق في ظنها أنه مستغرق في عمله في مكتبه.
وقالت قمــر الليل بحيوية و سرعة لكي لا تدع له مجالاً لمقاطعتها:" ريا-جين تتكلم إنني بخير و عندي وظيفة الآن وأنا لن أعود إلى البيت".
وبكل هدوء أعادت السماعة إلى مكانها قبل أن يتمكن من أن يقول شيئاً.
وعندما استقامت في وقفتها كانت ترتجف قليلاً ، لقد التزمت الآن بالعمل عند راف كوينلان ولو حالياً.
-----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:14 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
لم يكن راف كاذباً حين قال انه لم يكن يعطيها إحساناً بهذا العمل الذي قدمه إليها ، ذلك أن أكثر المرسلات التي كانت تطبعها كانت
مملة ، إذ انها كانت تتعلق بأعمال المزرعة غالباً.
وكانت جين قبل أن تبدأ العمل قد بقت يومين بعد حادثة الإصطدام في غرفتها، وكان طعامها يحضر إليها في الغرفة ولكن نزولها
في الأمسيات إلى غرفة الجلوس لم يكن يشعرها سوى بالفراغ من أي دفء إنساني و ذلك لغياب صاحب البيت.
وكانت تعلم أنها بالتماسها صحبة راف إنما تبحث عما يخلصها من هذا النمط المعيشي الممل.
و سرعان ما اكتشفت المكان الذي كان متوارياً فيه أثناء تلك الأوقات التي كانت تجلس فيها وحيدة متمنية حضوره مهما كان هذا
الحضور خشناً وتنقصه الرقة وذلك عندما أرادت ان تبلغه قرارها بالموافقة على العمل عنده فقادتها السيدة هوارد إلى غرفة
مكتبه حيث كانت عشرات الرسائل مكومة على منضدة هناك ولم يدهش هو لقرارها هذا وهو يدفع بين يديها بالآلة الكاتبة مصحوبة
بتعليماته المختصرة ثم يريها أماكن الأشياء التي تحتاج إليها ليخرج بعد ذلك معتذراً برغبته في رؤية أحد الأشخاص بشأن سياج
كان قد أقامه في مكان ما من المزرعة.
ومضى يومان من العمل لم تشاهد أثناءهما أثراً لراف و كانت أناملها قد أخذت تشعر بالألم لعدم اعتيادها على الطباعة وفي الواقع
كان الاتصال الوحيد الذي حدث بينهما هو عندما كتب إشارة على رسالة أنجزتها يلفت بها نظرها إلى خطأ في طباعة حرف واحد
من إحدى الكلمات بينما لم يذكر كلمة عن الرسئل الأخرى التي كانت خالية تماماً من الأخطاء.
ودهشت وهي ترى راف يوافيها إلى مائدة العشاء تلك الليلة ولم تستطع أن تتمالك نفسها من أن ترتجف سروراً لرؤيته.
لابد أنها قد يئست من العثور على صحبة ما مما جعلها تسر لوجود راف كوينلان.
ولم يجلس بل وقف أمامها في الناحية المقابلة من المائدة وهو يقول لها عابساً وقد بدا عليه فروغ الصبر:" لقد عرفت منذ
اللحظة التي رأيتك فيها انك ستكونين مصدر ازعاج".
رجعت بخطواتها إلى الخلف وهي تقول حانقة:" وأي خطأ اقترفته أنا الآن؟".
فقال وقد بدا عليه الضيق:" إن عمتي و زوجها قررا المجيء لقضاء عطلة نهاية الأسبوع".
كانت جين قد أصبحت تعرف القليل عن أسرة كوينلان منذ تناولت القهوة ، هذا الصباح مع السيدة هوارد مع أن تلك المرأة كانت
شديدة التحفظ ولم تجب إلا بالقليل عن أسئلتها إنما بغاية اللطف ، وهكذا علمت أن راف هو الإبن الوحيد ، كما انه هو نفسه سبق و
أخبرها أن أبويه قد قتلا بحادث طائرة أن أقاربه المباشرين هم عمته أنيتا و زوجها المحامي و أولادها الثلاثة.
إذن فهي عمته هذه و زوجها اللذين يتحدث عنهما راف قالت ببطء:" هذا حسن".
وهي ترى من التعبير الذي بدا على وجه راف ما ينافي ذلك، وفجأة خطر في بالها ما جعلها تشعر بالقلق فقالت تسأله:" هل
هذا يعني أنك لن تحتاجني بعد الآن لطباعة رسائلك؟".
أجابها ساخراً:" إن أنيتا لن تحضر إلى هنا لأنها مهمتة بأعمالي".
فقطبت جبينها وهي تسأله:" إذن بماذا مهتمة"
قال :" إن عمتي العزيزة مهتمة بأن ترى المرأة التي تعيش معي هنا".
فشهقت قمــر الليل قائلة:": المرأة التي ...هل تعنينني أنا بذلك؟".
فنظر إليها بإشفاق قائلاً:" وهل ثمة امرأة غيرك هنا؟".
طبعا لم يكن هنا غيرها ولكن راف لم يكن يلحظ وجودها إلا نادراً وهذا يعطيها عذراً لدهشتها هذه رغم أن السخرية التي سادت
ملامح راف لم توافقها على ذلك.
قالت مقطبة جبينها:" إنني أعمل هنا سكرتيرة لك".
وفي الواقع كانت هي قد تقدمت في عملها إلى الحد الذي أصبحت فيه تتلقى المخابرات الهاتفية في غيابه وهذه ترقية لاشك فيها.
لوى شفتيه وهو يجيبها:" ولكنك كذلك امرأة".
رفعت حاجبيها ساخرة وهي تقول:" أحقاً لم أكن أدرك انك لاحظت ذلك".
رمقها راف بنظرة طويلة جعلت الدم يندفع إلى وجنتهيا.
كيف أمكنها أن تقول هذا الكلام لهذا الرجل؟
قال بسخرية:"ما الذي جرى جين ؟ هل بتدأت تفتقدين وجود رجل في حياتك؟".
جفلت جين لهذا الكلام ، فقد أهانها ، ولكن الفتور ما لبث ان دب في أوصالها وهي ترى عنف النظرة التي رمق بها شعرها ، فمدت
يدها إلى خصلات شعرها دون وعي منها وهي تسأله:" لماذا تنظر إلى شعري هكذا؟"
فاستدار حول المائدة ببطء ليتقترب منها ثم يمد يده و يمسك بخصلات من شعرها الناري قائلاً:"ماكان ينبغي لي أن أدعك تمكثين
هنا أبداً".
أرسلت لمسته الحرارة في جسدها رغم محاولاتها الجاهدة أن تتمالك نفسها.
ثم عاد يقول:" شعر أحمر ..ياله من شعر".
واشتبكت يده بشعرها ومن ثم جذبها نحوه وبتدأت تنظر جين إليه وقد بان الألم في عينيها ولكنه لم يلحظ ألمها، لقد لاحظت ردة
فعله إزاء لون شعرها في المستشفى ثم بعد ذلك في الصباح التالي في غرفتها هنا، إنه سيكون حظها سيئ لو أن زوجته التي
تخلت عنه لها نفس لون شعرها وهذا الذي سوف يفسر سلوكه ..
لقد عاملها هذا الرجل بغلظة ووجه إليها من الإهانات ما لم يوجهها إليها رجل آخر ومع هذا كان يثير اهتمامها أكثر مما أثاره أي
رجل فهي تشعر بنبضها يتسارع الآن و نفاسها منحبسة ومع هذا تشعر بأنه لا يكاد يشعربها و أن أفكاره بعيدة عنها أميالاً، ربما مع
امرأة أخرى و شعرت جين برغبة طاغية في أن تعرف كل شيء عن زوجته التي تخلت عنه في الوقت الذي كان هو في أمس
الحاجة إليها.
فجأة إقترب من وجهها ليمسك به و يطبع قبلة ناعمة على شعرها ومن ثم ينزل الى شفتيها بقبلة أكثر عمقاً من سابقة.
وبهذا شعرت جين بوهن لم تشعربه من قبل ثم وضع راف يديه خلف ظهرها عند ذلك قالت :" راف أرجوك توقف عن ذلك
إنني...".
فجأة سمعا صوتاً خلفهما يقول:" لا أدري إذا .."
وسكتت السيدة هوراد محرجة و هي تقف عند الباب و قد احمر وجهها و قالت:" إنني آسفة كنت أريد أن أرى ما إذا ..
حسناً سأعود فيما بعد".
وهتف راف بخشونة:" ياسيدة هوراد لقد كنت على وشك الذهاب إليك على كل حال".
قال ذلك رغم أنه كان و اضحاً أنه لم يكن يهم بذلك.
عند ذلك سألت نفسها ماهذا الذي تشعربه إتجاه هذا رجل، هي مازالت تعيش في بيته لأنها بحاجة ماسة إلى وظيقة وليس لأي
سبب آخر ومجرد تصورها أنه يمكن أن يحدث شيء بينها و بين راف كوينلان ما هو إلا بحث عن المتاعب ، سرعان مانفت من
ذهنها هذا الخاطر لأن راف كوينلان ليس بالرجل الذي يناسبها.
قال راف لمدبرة المنزل:" إن عمتي و زوجها قادمان آخر الأسبوع لقضاء العطلة هنا، فهل لك أن تجهزي غرفة لهما؟".
ثم خرج مسرعاً من الغرفة قبل سماع جوابها وقد بدا على السيدة هوارد الذهول التام وهي تردد:" السيدة أنيتا وزوجها؟".
وقطبت جبينها وهي تتابع قائلة:" لماذا لا أستطيع تذكر تاريخ آخر مرة قدما بها الى هنا؟".
وسكتت قمــر الليل فجأة وهي تهز رأسها ناظرة الى جين قائلة:" إنني آسفة لما حدث الآن إنني لم أدرك إنني ..كنت أريد فقط أن أعلم
ما إذا كان راف سيتعشى معك".
لقد أحبت جين هذه المرأة كثيراً أثناء الأيام الماضية و قد احترمتها كثيراً لوفائها هذا لراف و أسرته هذه المرأة التي شعرت بأن
أسرة كوينلان قد أصبحت تقريباً أسرتها هي بعد وفاة زوجها بمرض القلب بعد سنوات قليلة من زواجهما ، ولم تستطع أن تغالب
الأسف لدورها جزئياً في شعور هذه المرأة بالحرج.
قالت تجيبها:" لا يبدو عليه أنه سيتناول العشاء معي ولكن باستطاعتي أن أساعدك في تجهيز الغرفة للضيوف إذا شئت وذلك
بعد أن أنهي عشائي".
فهزت المرأة رأسها وهي تقول:" آه كلا لن أجعلك تقومين بذلك".
فقالت جين بسرعة:" ولم لا؟ إنني كذلك أشتغل هنا كما تعلمين وأنا أدرك جيداً مقدار الجهد الذي تبذلينه في أعمالك
المنزلية".
كانت السيدة هوارد تقوم بأعمال المنزل دون أي عون من أحد ورغم أنها تستثير بذلك الإعجاب إلا انها لم تعد صغيرة السن وأقل
ما يمكن جين عملها لأجلها هو أن تجهز هي هنا في منزل راف لما جاءت أنيتا و زوجها إلى هنا.
عندما و صلت أنيتا بارنز بعد ظهر اليوم التالي برفقة زوجها المحامي ذي المظهر المهيب بدت في عيني جين نسخة أنثوية لراف
بمشيتها المغرورة و شعرها الأسود الذي كانت تعقده إلى الخلف كما كان قوامها الطويل النحيل يبدو بالغ الأناقة في طقمها الرمادي
الحسن التفصيل.
وعندما قدم راف مرأتين إلى بعضهما بعض ، أخذت تنظرإليها من اعلى إلى أسفل بعين ناقدة ، وعندما نظرت إلى وجهها ضاقت
عيناها وهي تقول دون أن تمد يدها لمصافحتها:" أهلاً و سهلاً إنك تذكرينني بشخص ما".
واتسعت عينا جين كمن فوجئت و أجابتها بلهجة مهذبة تختلف عن اللهجة التي خوطبت بها:" أحقاً؟".
يبدو أن أنيتا بارنز مثل ابن أخيها لا تطيق السكوت عما لا يعجبها و يالها من أسرة ، أما زوجها جاك بارنز فكان مهذباً بمافيه
الكفاية وربما كان عليه أن يكون مع زوجة كهذه.
وتابعت المرأة التحديق في وجهها بعينين ضيقتين وهي تقول:" هممم إنني لست متأكدة".
فقال راف بضجر:" أنيتا دعي الفتاة المسكينة وحدها إن اسمها جين سميث وعملها سكرتيرة وهذا يكفي من فضلك".
ولم يكن ما أعلنه عن اسمها و عملها حقيقياً ولكن جين لم تناقشه في ذلك.
ولكن أنيتا بقيت على عنادها قائلة:" سأتذكر ذلك بسرعة إنني متأكدة".
ثم التفتت إلى ابن اخيها قائلة:" أرجو أن لايكون عندك مانع ياعزيزي في ان يأتي بوبي إلى هنا قبل العشاء".
وتغير وجهها تماماً لدى ابتسامة الحنان التي ارتسمت عليه ليبدو رائع الجمال تقريباً وهي تتابع قائلة:" إن العزيز المسكين
بحاجة الى فترة قصيرة يرتاح فيها من لندن و العمل الشاق الذي يزواله".
وعندما صعدت عمته و زوجها إلى غرفتها في الطابف الأعلى ليأخذا قسطاً من الراحة قبل أن يحين موعد العشاء تمتم راف
قائلاً:" إن فكرة بوبي عن العمل الشاق هو أن يستيقظ قبل الساعة العاشرة صباحاً".
فسألته جين:" ومن هو بوبي هذا؟".
فأجاب ساخراً:"انه ابن أنيتا الأكبر وقرة عينها إنه باعتبار أمه ، لايمكن أن يخطئ أبداً".
بوبي بارنز.. بدا لها وكأنه اسم للاعب قدم أو ربما ملاكم ،ولكن راف سرعان ما أكمل فكرتها هذه بقوله:" إنه ممثل".
وكان الإزدراء بمثل هذا العبث الذي لا يعتيره مهنة واضحاً في لهجته وتابع يقول:" إن بوبي هو واحد من خمسة و تسعين في
المائة من الممثلين الذين هم دوماً عاطلون عن العمل".
فلوت جين شفتيها قائلة:" هذا لا يدهشني مادام اسمه بوبي بارنز".
فقال:" ممم بالنسبة للاسماء".
وجأة تغيرت ملامحه وهو يحدق في وجهها وتملكها القلق فسألته:" ماذا هناك ؟ ".
قال ببطء :" لقد اتصلت هاتفياً بالفندق الذي أعطيت اسمه للمستشفى باعتباره آخر عنوان لك".
فشهقت قمــر الليل وذعرت لتفكيره بالقيام بمثل ذلك العمل وهي تقول:" ليس لك الحق في ذلك".
لأنه لم يخطر في ذهنها قط أنه من الممكن أن يفعل هذا ولكنها كانت تعيش في بيته و تعمل لديه ومن حقه أن يعرف شخصيتها
الحقيقية والآن لابد أنه عرف الحقيقة وسوف يطردها.
أجابها بخشونة وهو يقترب منها:" إن لي كل الحق في ذلك أتعرفين ماذا أخبروني ؟".
كان يتكلم بصوت خافت بينما عيناه تنذران بالشر، طبعا لقد أخبروه أن فتاة باسم جين سميث لم يسجل لديهم تلك الليلة حسب
ادعائها، ازدرادت ريقها بصعوبة ثم قالت:" كلا بماذا أخبروك؟".
وأخذت تفكر في جواب لسؤال لابد سيلقيه عليها ولكنها لم تفلح في ذلك .
نظر راف إليها ساخراً:" وهو يقول:" قالوا إنهم ليسوا أحراراً في أن يطلعوني على أسماء النزلاء عندهم".
وارتفع حاجباه وهو يرى الاحمرار يكسو وجنتيها اللتين كانتا شاحبتين منذ لحظات ثم حرك رأسه هازئاً وهو يقول:" هذا
مؤسف ولكن هذا ماحدث".
شعرت جين بارتياح خفي ورفعت أنظارها إليه وقد بدا فيهما الاستياء ، لقد فعل ذلك متعمداً لكي يخرجها عن طورها و يدفعها إلى
الاعتراف بشيء لم تفعله ، من حسن حظها أنها لم تفقد أعصابها وتفعل ذلك.
ردت عليه قائلة:" وهو كذلك أظن من الأفضل أن أفعل كما فعلت عمتك و زوجها واصعد إلى غرفتي لأرتاح قليلاً قبل العشاء
".
ثم سارت تجتاز الغرفة رافعة الرأس.
تمتم قائلاً خلفها:" نعم افعلي ذلك ياجين" فاستدارت إليه رغماً عنها إذ لم يكن لديها خيار آخر ولكنها لم تجبه.
قال محذراً:" إنني سأستمر في البحث و التدقيق إلى أن أعرف حقيقتك بالضبط" فقد كانت عينيه تنظر إليها بتحدي
كبيرقائلاً:"اذا أنا لم أتحدث عن هذا الأمر في كل مرة أقابلك فيها فهذا لا يعني سكوتي عنه".
فقالت هي أيضاً بتحدي:" ربما كنت خارجة عن القانون بشكل ما".
لقد هزها اهتمامه المستمر هذا بها ولم تستطع أن تنكر عليه ذلك فقد كانت حمقاء عندما ظنت لحظة أنه لن يلاحق الموضوع.
أجابها مفكراً:" لا أظن ذلك فا أنت غامضة وأنا أكره الغموض".
تركت جين الغرفة بسرعة أكثر مما كانت تريد وفي الممر إلى الردهة وقفت تسترد أنغاسها وهي تفكر ، إن بإمكان راف أن يفسد
كل الأمور عليها بتنقيبه و بحثه اللعين المتواصل.
عندما دخلت جين إلى غرفة الجلوس ذلك المساء لم يكن راف موجوداً كان هنالك أنيتا وزوجها فقط وكان زوج أنيتا كما توقعت
جين يرتدي بذلة العشاء و قميص أبيض مثل الثلج و كانت جين قد فكرت في أن عشاء يضم آل بارنز لن يكون عشاء عادياً كالذي
اعتادت هي عليه وهذا هو السبب في ارتدائها ثوب كوكتيل أزرف بسيط الطراز ولكنه مريح بالنسبة للرضوض التي مازالت
تؤلمها وكانت التنورة واسعة تموج فوق ساقيها المستقيمتين، وكانت أنيتا قد استبدلت طقمها بآخرأسود اللون.
ولم يظهر أثر لبوبي بارنز بعد إلا إذا كان مايزال في غرفته يغير ملابسه للعشاء.
لم تستطع جين أن تغالب فضولها لرؤية مظهر راف مرتدياً بذلة العشاء لابد أنه سيكون جذاباً إلى حد هائل و كانت تفكر أن تعترف
إلى نفسها بأنها أصبحت شديدة الاهتمام براف كوينلان ، وتطلعت حولها إذا كان أحد تنبهة إلى شرودها ولحسن الحظ أن أنيتا
بارنز لم تعتبرها لائقة لتتبادل معها الحديث المهذب بصفتها أجيرة و كان اهتمامها موجهاً إلى زوجها الذي كانت تتحدث إليه بصوت
متسلط و اغتنمت جين الفرصة لكي تتحكم في مجرى أفكارها.
سمعت صوتاً يقول لها من خلفها:" أظنك الآنسة جين سميث؟".
أستدارت عند سماعها ذلك الصوت الساخر الذي كان مألوفاً لديها واحتبست أنفاسها حين وقعت عيناها على شاب قاتم الشعر و
وسيم الهيئة وأزرق العينين.
ونطقت في داخلها " روبرت بارنزتايل" إنه يعرف إنها ليست جين سميث .
---------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:15 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
أغمضت جين عينيها راجية لو أنه يختفي من الوجود ولكنها عندما عادت و فتحتهما وجدت انه مازال واقفاً امامها يبتسم ساخراً.
كانت من الاستغراق في التفكير بحيث لم تنتبه اليه داخلاً الغرفة ولكن هاهي تنظر إلى روبرت بعينين غير مصدقتين لمذا هو بذات؟ هل كتب عليها أن لا تستقيم معها الأمور؟
وأجابته بصوت خافت رغم الخوف الذي يحتل كيانها:" أظنك بوبي بترنز؟".
وكما استنتج هو أنها جين سميث استنتجت هي أنه لابد أن يكون هو بوبي واحداً من مجموعة الممثلين الشبان التي تعرفهم جيداً في المدينة ولسوء الحظ لم تكن معرفتها بروبرت جيدة إلى حد الذي تعرف فيه أن بارنزتابل هو اسمه الفني .
كان فتى وسيماً ماكراً و كان يرتدي بذلة العشاء بأناقة طبيعية كان رشيقاً وجذاباً وقد سبق و خرجت معه لتناول العشاء اكثر من مرة فسرت بصحبته كثيراً ولم يكن يهتم بالحديث عن نفسه طيلة الوقت كما يفعل بقية الممثلين .
وهمم قائلاً وقد ساده الارتباك:" إذا أنت فكرت يوماً في أن تخبري الآخرين في لندن أن أهلي يدعونني بوبي فسوف...".
فقاطعته قائلة:" إن مايهمني أنا أكثر هو إن كنت ستخبر أفراد أسرتك وخاصة راف بما يدعونني به الآخرون في لندن فلسوف
تندم على ذلك".
فقال برزانة:" يجب أن اعترف بأن أمرك و ماتفعلينه هنا يحيرني".
فقالت تجيبه:" إن راف يعتقد أنني ابحث عن رجل ثري يحميني ، بل يعتقد بأن لي علاقة مع رجل ثري".
وانفجر روبرت بضحكة جعلت والديه ينظران بفضول ولم يكن يسر أنيتا بارنز أن يتحدث ابنها إلى جين مطلقاً فكيف بالاستماع إليها؟
كما أن راف كان قد اختار أن يدخل في هذه اللحظة بالذات لتضيق عيناه وهو يراهما واقفين معاً في ركن من الغرفة.
أجابها روبرت وقد تلاقت عيناه بعيني راف متحديا وهو يتابع:"ان فكرة ابن خالي عن النساء سيئة فانتبهي وهذا ليس بمستغرب مع زوجة مثل سيليا".
سيليا، انها على الأقل قد عرفت اسم زوجة راف السابقة ليس لأن في معرفته أية فائدة وانما جعلها تبدو حقيقية .
امرأة لعبت دوراً في حياة راف ولسبب ما أشعرها التفكير بهذا بالالم .
وفكرت راجية أن لا ينتبه روبرت إلى فضولها هذا في معرفة كل شيء عن تلك المرأة لكي تعرف اي نوع من النساء تلك التي صبغت شخصية راف بمثل تلك السخرية اللاذعة فقالت برزانة حتى تتمكن من تعرف اكثر على شخصية زوجة راف السابقة :" ربما كنت أذكر راف بها".
وعبس روبرت وهو ينظر اليها قائلاً:" أنت ؟ كلا ، لقد كانت سيليا طويلة القامة ممشوقة القوام".
فكرت جين في نفسها بأن هي هزيلة قصيرة القامة وعادت تقول :" ظننت ان شعري ربما" ولفت خصلة من شعرها الطويل حول اصبعها بينما كان راف يحول نظره نحو زوج عمته الذي بدا خالي الذهن تماماً من اهتمام راف له والى زوجته.
بد على روبرت الحيرة الآن وهو يقول:" شعرك، وماذا به شعرك ؟".
فقالت:" ربما يكون شعر سيليا أحمر".
فضحك هذه المرة برقة وقال:" أشقر، أسود، بني كل لون يمكن ان تفكري فيه ولكنني لا أظنه قط ..انتظري لحظة".
وسكت مفكراً برهة ثم عاد يقول:" نعم أظنها كانت حمراء الشعر عندما تزوجها راف همممم انني متأكد من ذلك تقريباً ولكنه لم يبق كذلك مدة طويلة ويبدو ان سيليا اعتادت ان تغير لون شعرها ليناسب لون الثوب الذي ترتديه".
فكرت جين لقد كانت حمراء الشعر عندما تزوجها راف وكان هذا أحد الأسباب التي جعلته يكره لون شعرها ويغضب منها ، ولكن ليس من حقه ان يلوم كل امرأة حمراء الشعر لأن زوجته التي تخلت عنه كانت ذات شعر احمر!.
هزت كتفيها قائلة:" ربما أنا فقط التي لا يثق بها".
وتنهدت قمــر الليل وهي تتابع قائلة:" إنه يعطي انطباعاً بأنني خطرة على الرجال".
فنظر روبرت اليها باعجاب وهو يقول:" هذا يدل على انك محظوظة".
لم يكن روبرت يخفي حقيقة اعجابه بجاذبيتها وكانت هي تعرف انها هذه الليلة تبدو افضل من الليالي التي مضت فشحوب بشرتها الذي نتج عن تلك الحادثة قد تلاشى خصوصاً حيث استخدمت مساحيق الزينة الخفيفة وكان ثوبها الأزرق يموج مهفهفاً بينما شعرها يتألق كاللهب منسدلاً على كتفيها.
عاد راف ينظر اليها فلتقت عيونهما وهي تفكر إنه لا يجدها جذابة حيث لم يظهر على ملامحه حيث ينظر اليها ببرود اثناء حديثه مع عمته وزوجها.
وإذا تقارن بين رجلين فسيظهر من هوالأكثر جاذبية ،ومع كل وسامة روبرت و جاذبيته إلا إن راف هو الذي كان يجذبها.
قال روبرت بجفاء:" مادام ابن خالي العزيز قد انضم الينا اعتقد ان علينا أن نباشر في العشاء ، ولكنك مازلت لم توضحي لي مهمة جين سميث وماذا تفعله هنا بتمثيلها دور سكرتيرة راف و لهذا سأعود اليك فيما بعد"
ثم أكمل الحديث بعد قليل:" ربما يغير راف نظرته إذا عرف حقيقتك".
فرمقته بارتياب قائلة:" لا تفكر في هذا أبداً".
وفكرت في حياتها الماضية فعرفت انها لن تلاقي الاستحسان من راف أبداً.
وعاد روبرت يقول بشيء من العبوس:" ربما لن يغير هذا شيئا ولكن في الحقيقة يتملكني الفضول لكي اعرف سبب تواجدك هنا وعملك معه وكذلك ماهو شعور جوردان إزاء عملك هنا؟"..
فقطبت جبينها قائلة:" من الواضح أن ليس عنده فكرة عن ذلك".
فأوما برأسه قائلاً:" ولهذا أنا متأكد من أنه مهتم جداً بأن يعلم مكانك".
فقالت له:" إياك أن تفكر في ..".
فقاطعها قائلاً:" علي أن أذهب الآن يا ريا..أعني ياجين".
وعبس قائلاً:"يجب أن لا أخطئ في اسمك مرة اخرى أليس كذلك و سأتكلم معك فيما بعد".
فقالت:" ولكن...".
قال وهو يربت على ذراعها:" ان أمي تنتظرني لكي اصحبها إلى المائدة".
وانتقلت انظاره الى ناحية امه التي كانت تنظر اليه و قد بدا عليها الغضب لقضائه كل هذا الوقت مع جين ، لقد كانت جين متأكدة من أنيتا بارنز من القوة ليحسب لغضبها ، هذا إذا كانت تشابه طباعها طباع ابن اخيها .
وعندما أصبحت جين وحيدة في الغرفة فان العرف يوجب على السيد بارنز بأن يصحبها إلى المائدة ولكن يبدو أنه كان يأخذ الأشارة من زوجته ، وكان واضحاً انه يعرف جيداً كيف يتجنب اغضابها، وهكذا دخل غرفة الطعام إلى الجانب الآخر منها.
عند ذلك لم يبق في الغرفة سوى جين و راف ولم يبق امامهما خيار سوى ان يسيرا معاً الى غرفة الطعام, ولم يبدو على راف السرور لذلك!
ربما ما كان لها ان تنزل لتناول العشاء معهم هذا المساء إذ أنها ليست سوى مستخدمة ولم يبدو أن أنيتا بارنز قد اعتادت تتناول الطعام مع المستخدمين، ولكن لو كان الأمر هكذا لكان راف أخبرها مسبقاً به أما الآن فليس بامكانها أن تتراجع عن حضور العشاء معهم.
لم يمد راف ذراعه لها بل قال بخشونة:" ماذا تظننين نفسك فاعلة؟".
نظرت إليه بحيرة و إستغراب قائلة:" ماذا فعلت؟".
فقاطعها مهدداً:" ابقي بعيدة عن ابن عمتي الصغير".
فتنفست بغضب وهي تقول:" انه هو الذي جاء مبتدئاً الحديث معي فماذا افعل؟ أن أكون فظة معه؟".
ورفعت أنظارها اليه وهي تتابع:" لأتلقى بعد ذلك التعنيف لهذا" ثم توقفت عن الكلام ثم عادت لتقول "يبدو انني لن أنجح معك".
استدارت على عقبيها و دخلت غرفة الطعام وحيدة دون اهتمام لما يبدو عليه تصرفها من قلة احترام ، ثم رفع روبرت حاجبيه متسائلاً وهو يرى غضب جين ، فجلست مقابل راف بعد أن سحب روبرت لها الكرسي فسألته بعد أن هدأت قليلاً:" لقد أخبرني راف انك تعمل في مهنة التمثيل".
وابتسمت له مشجعة وقد قررت ان لاتدع تصرف راف معها يؤثر فيها وفي اعصابها.
أوما روبرت برأسه وقد شعر بالسرور اذ يضيف وقوداً ليزيد توتر الذي بين راف و جين وقال :" انني اتدرب على تمثيل مسرحية".
فقالت قمــر الليل :" ان هذا رائع".
وكانت تتعمد تجاهل راف رغم علمها بأن نظراته كانت منصبة عليها، ألقى روبرت عليها نظرة فهمت منها انه يدرك تماماً ما يدور هناك و أنه على أتم استعداد لمساعدتها في إغاظة راف وفي الواقع ان اي شخص استمع اليه اثناء الساعتين التاليتين سيعرف بأنه يريد إغاظة و استفزاز راف.
استطاعت جين ان تدرك السبب في ذلك فقد كان الرجلان على طرفي نقيض حيث يأخذ راف الحياة بكل جد أما روبرت يعتبر كل شيء لهو و لعباً.
مع تقدم المساء ازدادت تصرفات راف بروداً اكثر فأكثر وكذلك نظراته، وكذلك أنيتا فهي لم تشعر بالسرور لاهتمام ابنها بسكرتيرة ابن اخيها، وعند تناول القهوة كانت جين على وشك الهروب من هذا الوضع الذي ساعدت في توتره و ذلك لغيظها من راف ، وكانت أنيتا تراقبها بعينين ضيقتين بينما بدا على راف انه على وشك ارتكاب جريمة و الضحية هي .
قالت انيتا ببطء مفكرة وهي تنظر الى جين:" هل تعلم ياراف انني اخيراً تذكرت بمن تذكرني سكرتيرتك ، كنت متأكدة من انني سأتذكر".
أجاب راف وهو متصلب في كرسيه:" بمن تذكرك؟".
فاستدارت عمته اليه لتقول وقد ضاقت عينيها:"انها تلك المرأة التي تورط ابوك معها".
فتوتر فم راف وهو يقول:"انني آسف فأنا لا أعرف ما الذي تتحدثين عنه".
وكذلك جين لم تعلم عن ماذا تتحدث فعلى حد علمها كان والده معاً عندما قتلا في حادث الطائرة فكيف بامكان راف ان يعرف المرأة التي كان والده متورطاً معها قبل زواجه بينما راف لم يكن قد ولد بعد؟
ونظرت إلى العمة و ابن أخيها بفضول وبدا على راف انه غير راضً عن هذا الحديث.
فقالت انيتا:" انك تعرف طبعاً فقد كانت هي مربيتك في ذلك الوقت".
واستدارت الى زوجها قائلة:" انك لاشك تتذكرها يا جاك , ماذا كان اسمها؟ انني مستغربة ياراف كيف لا تتذكرها فقد كنت مولعاً بها ، انني اتذكر كيف انكسر قلبك عندما تركتك فجأة".
ونطقت بجملتها ساخرة ، فقال راف ببرود:" كان اسمها ديانا وأنا لا يعجبني الحديث عن الشؤون العائلية الآن".
وادركت جين سبب قوله هذا و هو وجودها بينهم ، ولكن ليس عليه ان يقلق ، فهي لا يهمها من هذه العائلة شيء، سوى ان هذا الحديث ذكرها بأن امها تعمل مربية قبل زواجها من أبيها واسم امها كذلك ديانا، ولكن لا شك ان هذا التشابه هو من قبيل الصدفة ، ان زوجة الأمير تشارلز نفسها اسمها ديانا ، كما ان عمل الأميرة ديانا يتعلق بالأطقال قبل زواجها من الأمير ومع ذلك سبب لها هذا الأمر شيئاً من عدم الارتياح .
" هل أنت مشغولة؟".
رفعت جين نظرها لترى روبرت يقف عند باب غرفة الجلوس الصغيرة فلقد كانت مشغولة بتقليب صفحات إحدى المجلات الموجودة على الطاولة حيث لم تشعر جين بأي متعة حقيقية لقراءتها فوضعت المجلة جانباً وهي تجيبه ساخرة:"إلى أقصى حد".
وابتسم لها وهو يدخل الغرفة قائلاً:" هذا ما ظننت".
فقالت عابسة:" انني في الحقيقة مشغولة في الابتعاد عن طريق كل شخص".
كانت الليلة الماضية قد اعتذرت حالما انتهى العشاء لكي تخرج من غرفة الطعام كما انها استطاعت تجنب أي احتكاك بالأسرة هذا النهار وذلك بالخروج للنزهة حالما استيقظت من النوم آخذة معها بعض السندويتشات لكي لا يكون عليها تناول الطعام مع الأسرة.
وعندما عادت الى المنزل عصر ذلك النهار لجأت الى هذه الغرفة الصفيرة للاستقبال التي كانت نادراً ما تستعمل ولابد أن روبرت كان يبحث عنها فوجدها هنا.
قال لها باسماً:" لقد رحل والديّ في هذه اللحظة".
لم تدهش جين وهي ترى الزوجين يرحلان دون أن يلقيا عليها تحية الوداع ، فهي لم تكن سوى مستخدمة في هذا المكان.
جلس روبرت على ذراع أحد المقاعد وقد كان يرتدي بنطالاً و قميصاً ابيض فضفاضاَ وتابعة حديثه قائلاً:" لقد طمأنت امي بأنك لاتسعين خلف فضة الأسرة ".
ردت جين ساخطة:" خائفة على ماذا؟ لو كان يوجد هنا فضة لكنت اخذتها وهربت منذ مدة".
حسب اعتقاد جين لم تكن الأسرة تملك اية آنية فضية.
ورفع روبرت حاجبيه قائلاً:" آه انني لم اقصد معدن الفضة الثمين ".
فقالت :" إذن ماذا تقصد؟".
وسكتت فجأة واتسعت عيناها عندما فهمت ماذا يقصد روبرت ثم سألته بارتياب :" انك لاتعني راف؟".
فأوما روبرت برأسه بالايجاب وهو يقول:" ان امي تتمنى ان يبقى راف دون زواج لكي ارث أنا كل ما يملكه ".
حتى ولو كانت الفكرة عقلانية ،هل فكرت أنيتا وأسرتها المصاعب المادية للمزرعة، عند ذلك ما ذا يمكن أن يرثه روبرت في هذه الحالة؟ هل يمكنه مواجهة جميع مشاكل ومصاعب المزرعة.
حتى ولو كانت احوال أنيتا و زوجها المادية جيدة فإن راف لن يطلب منهما المساعدة أبداً ، ان راف رجلاً ذو كبرياء و مصمماً على ان يقوم باصلاح الأمور مهما كانت النتيجة بنفسه.
قالت تجيبه بجفاء:" إن نظرة واحدة إلينا أنا و راف معاً هي كافية لكي تطمئن أمك بأنه لا يوجد بيننا شيء".
ابتسم روبرت قائلاً:" ان راف دوماً اعمى بالنسبة الى النساء".
شعرت جين بنوع من عدم الارتياح للتحدث عن راف بهذه الطريقة حتى و لو كان روبرت أشبه بصديق شخصي لها في لندن
قالت وهي تفكر في زواج راف الفاشل:" ربما كان عنده من الأسباب الكافية ليفسر ذلك".
قال روبرت دون اهتمام :" ربما كذلك أبوه لم يكن محظوظاً في حبه ، يبدو لي أن جميع من في هذه الأسرة من الذكور ليس محظوظاً في حبه".
فقالت:" ولكن والدي راف دام زواجهما اكثر من ثلاثين عاماًُ".
فأجاب روبرت بجفاء:" نعم لقد كانا متزوجين ولكنهما لم يكونا سعيدين ، لقد كانت هيلين والدة راف امرأة سيئة ، لقد كانتا هيلين و سيليا صديقتين حميمتين".
قالت جين في نفسها كم هو محزن ان يلاقي الرجلان الأب و الابن التعاسة في زواجهما ولكن مازال هناك موضوع المرأة ديانا التي شبهتها انيتا بانز بها.
سألته بفضوا:" ومن كانت ديانا تلك؟".
هز روبرت كتفيه قائلاً:" في الواقع لا أعلم فقد كان ذلك قبل أن أولد و أنا لم احضر الى هنا لأتحدث عن راف و بقية افراد الأسرة السعيدة ، انني مازلت متشوقاً إلى معرفة السبب الذي جعلك تأتين إلى هنا لتمثيل دور السكرتيرة".
فقالت قمــر الليل محتجة:" انني لا أمثل دوراً و أنا اعترف بأنني لا أحسن تماماً هذه المهنة ولكن سرعتي هي كافية بالنسبة لعمل راف وهذا هو المهم ، ثم ان هذه مهنة و أنا بدأت أتقنها".
فقال ومازلت الحيرة تبدو عليه:" ولكن لماذا انت بحاجة الى مهنة؟".
ومع كراهيتها لمكاشفته بالحقيقة حيث تعلم بأنه لن يقبل سواها فكانت لابد ان تخبره اكراماً لسكوته عن فضح اسمها الحقيقي.
ونظرت اليه قائلة بشكلاً محذراً:"ان ما سأخبرك به هو سر ائتمنك عليه".
فقال:" وكلي آذان".
فنظرت اليه بجد قائلة:" ان هذا ليس مزاحاً ياروبرت ".
فأجاب:" انني لا أمزح".
فقالت:" وكذلك لا تأخذه مأخذ الجد".
وقفت ثم سارت نحو النافذة تنظر من خلالها إلى التلال في الخارج بينما كانت تحاول استجماع افكارها ، وأخيراً استدارت تنظر اليه قائلة ببطء:" بعد ثلاثة اشهر بالضبط أكمل واحداً و عشرين عاماً فاذا كنت قد تدبرت أمري حتى ذلك الوقت في الحصول على وظيفة أعيش منها بدلاً من التصدق علىّ ببعض الأعمال كما كنت قبل حضوري الى هنا ، عند ذلك لي الحق في ان أرث الأموال التي تركها لي أبي.
لم يكن والدها يثق بها ، ولم تكن علاقتها بأبيها حسنة و عندما توفي قبل سنتين كانت في مدرسة الخاصة في سويسرا، فعادت الى انكترا لتستلم حصتها من املاك ابيها النتشرة في كل انحاء العالم ، ولكن جوردان كان يعلم بالشرط الموضوع في وصية والدها لكي ترث نصيبها من الأرث.
في الواقع كان هو أحد الموثوقين بهم اذا سيقرون ما اذا تستحق هذا الأرث ام لا فاضافت تقول:" ان جوردان لا يعتقد بأن يمكنني أن أجد عمل و أعيش منه".
قال روبرت:" هذا شيء لا يصدق و كأنه رواية من العهد الفيكتوري".
فتنهدت وهي تقول:" كان ابي عديم الثقة في طاقات المرأة".
فسألها:" وأمك؟".
أجابت:" ماتت أمي أثناء ولادتها بي".
ثم تابعت قائلة:" أرأيت مبلغ حاجتي الى هذه الوظيفة أنا الآن أعتمد على جوردان في كل شيء ماعدا حصتي في الأرث ،وأنا بحاجة الى ان أتحرر من قيد تزويده لي بالمال".
بدا الضيق على وجه روبرت وهو يقول:" لم تكن لدي فكرة".
فتنهدت قائلة:" ولا حد آخر ، وأنا أفضل ان لا يعرف احد ".
فقال:" هذا شيء مريع بالنسبة اليك ولكنني كنت دائماً أظن أن جوردان رجل نزيه رغم انه يبدو سيئ الخلق احياناً".
هزت كتفيه قائلة:" إن جودان هو حسناً إنه القانون بنفسه ، ولكنني أريد ان أقوم بشيء مفيد في حياتي بدلاً من ان ابقى فراشة هائمة في كل مكان ، أريد ان ابدأ عملاً خاصاً بي".
لقد ظهرت الآن طموحاتها التي طال كبتها فتألقت عيناها وهي تتابع:" بالرغم مما اذا كان جوردان يظن العكس فقد اكتشفت في الأسابيع الأخيرة ان بامكاني القيام بعمل ما ، وهو أن أكون مضيفة اجتماعية".
ثم ابتسمت و هي تتابع:" بماكاني بأموالي التي سأرثها أن أؤسس وكالة ، ولابد أن هناك الكثير من الناس الذين يقدورن عوني و نصيحتي لأعمالهم الاجتماعية".
فلوى روبرت فمه وهو يقول:" نعم الكثير".
فنظرت اليه بحدة وهي تقول:" ألا تظن ذلك؟".
لقد تكونت هذه الفكرة في ذهنها في الأيام الأخيرة ولكنها مازالت الفكرة في طور النمو ولم تثبت، فأنها اكثر من كفء لذلك وهذا شيء كانت تتمناه على الدوام بمعنى ان تتمكن من إدارة أعمالها الخاصة و بالتالي تصبح امرأة مستقلة.
هز كتفيه قائلاً:" اذا كان أي شخص يمكنه ان يقوم بهذا العمل فأنا متأكد من أنك أنت من سأيقوم بهذا العمل، ومن المؤسف أن تتضطري للعمل مع راف العبوس لكي تحصلي على إرثك ، على فكرة ما الذي جعل جوردان لا يعترض على رحيلك؟".
فأجابت دون تردد:" الكبرياء".
ان جوردان يعتقد بأنه يمكن أن يسيطر على كل شيء وتابعت تقول:" بجانب هذا ما الذي بامكانه ان يقول لأي انسان؟ فأنا فوق الثامنة عشرة ولا يمكنه أن يعتقد بأني مفقودة مثلاً".
فقال متهكماً:" ولماذا غيرت اسمك الى جين سميث اذن؟ ".
فقالت قمــر الليل:" ماذا ستكون ردة فعل راف عندما أخبره بأسمي الكامل برأيك؟".
هممم روبرت وهو يومئ برأسه قائلاً:" لقد فهمت قصدك".
وعادت تقول بأسى:" لا تظن انني لم اجرب البحث عن العمل، لقد تقدمت الى اكثر من عشر وظائف في المدينة قبل أن أحظى بهذا العمل، وغيرت الأماكن التي استعملت فيها اسمي الكامل كانت النتيجة دوماً هي واحدة في عدم قبولي، اذ يسألونني لماذا أريد وظيفة؟"
ثم عادت بعد تفكير قصير:"ويكفي ان راف لا يثق بي مع كل تلك العتقادات الزائفة عنها لديه".
فقال روبرت كمن يقرر حقيقة واضحة:" ذلك لأنك انثى".
فقالت:" هذا ممكن".
ولكنها مع هذا لم تكن متأكدة مئة بالمئة من صحة هذا الأفتراض وتساءلت عما اذا كان شبهها بتلك المرأة التي تسمى بديانا له دوراً في ذلك.
وقال :"حسناً انني لن أحسدك على موقفك من جوردان ،وأفهم من كلامك هذا انك لا تريدينني ان اذهب اليه و أخبره عن مكانك".
فأجابت:" انني سأقتلك فبل ان تقوم بذلك".
و تصورت اي احراج سيسببه لها حضور جوردان الى هنا للبحث عنها.
سألها:" وماذا استفيد أنا مقابل سكوتي؟".
فردت عليه بسرعة:" ماندي بادبوري".
وكانت تذكره بعلاقة تسبب له حرجاً كبيراً مع فتاة يحرص هو على ان لا يعرف والده عنها شيئاً.
عبس وقد بانت في وجهه الهزيمة وهو يقول:" هذا ليس عدلاً".
وضحك الاثنان ولكن المرح تلاشى من نفسها بعد خروج روبرت ، وذلك لأنها مازال أمامها مواجهة راف بعد ليلة امس..
-----------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:16 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
ماهذا الصوت الغريب؟
إنه ليس صوتاً عالياً وإنما رتيباً رغم أنه كان غير منتظم أو ربما بدا رتيباً لأنه لم يكن منتظماً؟ كان يبدو و كأنه تتابع قطرات ماء تنزل من صنبور، ولم يوقظ هذا جين ، ذلك لأنها لم تكن قمــر الليل قد نامت بعد فمواجهتها التي كانت تخشى منها مع راف مازالت في انتظارها ، لقد خرج من المزرعة مباشرة بعد رحيل ضيوفه و بقيت جين طويلاً في غرفتها قبل أن تسمع صوت سيارته تعود.
ربما كانت كل أسرته على خطأ بالنسبة إليه ، ربما كان لديه صديقة في مكان ما من المنطقة ، وبسبب الفترة القليلة التي قضتها مع شخصية راف فهي متأكدة من أنه ليس من النوع الذين يلهون مع امرأة.
ساورتها كل هذه الخواطر أثناء وجودها في المكتبة تبحث عن كتاب تقرأه إذا لم تستطع النوم حيث سمعت ذلك الصوت الذي يشبه تساقط قطرات ماء الصنبور.
ربما كان هنالك لص يحاول أن يكسر زجاج النافذة بحذر لكي لا يوقظ سكان المنزل إذا إنها لا يمكن أن تسمع تلك الأصوات لو لم تكن في الطابق الأسفل.
وتبعت بخفة ذلك الصوت بينما قميص نومها الأزرق اللون والروب فوقه يخفقان حول ساقيها وتنتعل خفاً ملوناً لا صوت له.
بدا لها الصوت قادماً من غرفة مكتب راف وكان النور ينبعث من خلال الباب حيث كان مفتوحاً قليلاً ، وقد كانت الساعة الثانية صباحاً تقريباً.
من تراه يكون هنا في هذا الوقت من الليل؟ لقد ذهب راف إلى فراشه منذ ساعات أو ربما لا ، تمعنت النظر في الداخل لتجد أن راف هو الموجود في الغرفة، وقد كان يضرب على مفاتيح الآلة الكاتبة والظاهر أنه أمضى مدة طويلة منكباًَ على عمله هذا إذ كان حاجباه معقودان باهتمام بينما الورقة التي كانت في الآلة الكاتبة مطبوعة إلى منتصفها إذن أن لابد أنها استغرقت منه ساعات لكي ينجزها لأن طباعته بطيئة ، فلا عجب إذن أن يستحسن طباعتها الخالية من الأخطاء رغم بطئها .
ولكن ما الذي جعله يقوم بالطباعة أصلاً؟ إن هذه مهمتها هي في المنزل ، لعله لم يكن يريدها أن ترى ما يكتب و الموضوع الآن هو هل تدعه يراها هنا أم ان من الأفضل أن تنسحب عائدة إلى غرفة نومها دون أن يراها؟".
وبينما كانت توجه هذا السؤال إلى نفسها رفع رأسه ناظراً في اتجاهها.
قال بخشونة:" ما الذي تفعلينه هنا؟".
لم يسبق لها من قبل أن قابلت رجلاً جعلها تشعر معه بمثل هذا الضيق.
ولكن منظر هذا المكتب الذي تناثرت فوقه أوراق العمل في مثل هذا الوقت من الليل، وكذلك هذا الرجل العابس وراء المكتب ، كان هذا المنظر مألوفاً لديها تماماً إذ كان يذكرها بجوردان.
وسألته:" أتريد أن أحضر إليك القهوة أو أي شيء آخر؟".
فاستقام راف في جلسته وقال متجاهلاً عرضها:" ماكان لك أن تبقي مستيقظة حتى هذا الوقت من الليل".
فأجابت:" لم أستطع النوم".
فقطب حاجبيه وهو ينظر إليها متفحصاً ثم قال:" هل تشعرين بألم؟".
إن الرضوض في جسمها لم تعد تزعجها ولكن هناك بعض الوخز في كاحلها و ألماً خفيفاً في وركها ولكن هذا لم يكن يسبب لها الأرق فلقد كان سبب أرقها هذا الرجل الذي يقف في وجهها.
واعترفت قائلة:" إنني أحياناً أشعر بالألم ولكن ليس قوياً مثل السابق".
ولاحظت أن الارتياح ظهر على وجه راف بسرعة لدى سماعه كلامها،
وعادت تجيبه عن سؤاله الأول:" في الواقع كنت أبحث عن كتاب في المكتبة عندما سمعت صوت طباعتك على الآلة الكاتبة مع أنني لم أدرك انها طباعة في البداية بل ظننت أنه ربما كان هناك لص".
فرد عليها :" ولكنك جئت لتري ماذا يحدث ، على كل حال يبدو أنك معتادة على خلق المشكلات لنفسك بعدم توخيك الحذر".
فردت بحدة:" ولكنني لم أكن أنوي أن أقبض على الص بنفسي".
فابتسم راف وهو يقول:"إنه على كل حال كان سيضيع وقته إذ لاشيء في هذا المنزل يستحق السرقة".
قالت جين:" سأحضر لك القهوة".
رمقها راف بنظرة ساخرة وهو يقول:"لايبدو أنك تستطيعي القيام بأي عمل بهذه الثياب، هل تعرفين الطريق الى المطبخ؟".
جاهدت نفسها حتى لا ترد على سخريته ثم تركت الغرفة وحدثت نفسها بأنها لم تتوقع أن عرضها لشرب القهوة سيلطف من طباعه ، هي تعرف مكان المطبخ وكل شيء تحتاجه في هذا المنزل الواسع، ولم يكلفها صنع القهوة وطبق ملئ بالخبز المحمص مع الزبدة سوى وقت قصير جداً.
وعندما اقتربت من المكتبة كان صوت طباعة راف لا يزال يخترق سكون المنزل ، وعندما دخلت جين نهض راف ليفسح مكاناً لصينية على مكتبه و عندما ابتدأت تسكب القهوة في الفناجين قال:" لا أريد حليباً في القهوة من فضلك".
عندما بدأ راف يأكل قطع الخبز المحمص بان عليه السرور وخفت الخطوط حول فمه وشعرت بأنه قد تحسن ما جعلها تشك بأنه قد تناول وجبة العشاء.
أن راف يعمل كثيراً وعدم تناوله وجبات كافية يضر بصحته وكذلك العمل الى وقت متأخر في المكتب كما أنه يستيقظ كل يوم في ساعة السابعة صباحاً.
أشارت الى الأوراق التي لم تتم طباعتها قائلة برقة:"ألا يمكن أن ينتظر هذا العمل حتى الصباح؟"..
فغمغم قائلاً:" كما سبق وقلت لك ، ليس لدي وقت فراغ للقيام بهذا العمل أثناء النهار و لهذا طلبت منك البقاء لانجازه".
فقالت:" ولكن حسب قولك من المفروض أن أقوم أنا بهذا العمل".
هز رأسه قائلاً:" هذا الملف سري للغاية ولا يمكن أن أسلمه لأي شخص آخر".
لم يقل انها ليست موضع ثقة مادام لا يعرف حتى اسمها الحقيقي.
قالت له ساخرة:" هل تعرف من أكون؟".
هز كتفيه وهو يراقبها من خلال عينين ضيقتين ثم قال:" أخبريني أنت".
فتنهدت قمــر الليل وهي تقف قائلة:"لا بأس إذا كان هذ ما تريده ولكن إبحث عنه بنفسك".
فقال ساخراً:" إنك حساسة هذه الليلة تناولي بعض الخبز".
ودفع نحوها بالطبق وهو يتابع:" إنه أفضل خبز مع الزبدة تذوقته في حياتي فالزبدة فيه معتدلة تماماُ دون زيادة أو نقصان وهي ذائبة تماماً في الخبز المحمص".
إن الخبز المحمص الذي تصنعه قد جاء نتيجة تجارب كثيرة مع جوردان ، كان بمثل صرامة راف نفسه وكان يحب الخبز المحمص مع الزبدة ،على مايبدو إن جوردان كان يدفع لها أجراً على ذلك.
لقد كان رجلان متشابهان ليس في شكل فقط بل في تصرفاتهما أيضاً إلا ان راف يمتاز عنه بشيء من روح الفكاهة ،كما أن جوردان ماكان ليقبل قط بوجود جين سميث في منزله إذا كان لديه أقل شك في اسمها الحقيقي، فهو لا ينظر إلى ذلك بمثابة تحدٍ له عليه اكتشافه كما يفعل راف.
أكلت جين معه وردت عليه بالنسبة إلى الخبز و الزبدة:" إنه كما اعتادت الأمهات أن تصنعه".
فلوى راف فمه وهو يقول:" لا أظن أن أمي صنعت لي خبزاً و زبدة مرة واحدة".
قالت تفيظه:" ألم يحدث أنها قدمت لك خبزاً محمصاً مع بيضة مسلوقة عندما تكون مريضاً؟".
وأجابها:"كلا".
فقالت بمكر:" وكذلك أمي لم تفعل هذا ، لقد ماتت أثناء ولادتها لي".
فقطب جبينه قائلاً:" هذا مؤسف".
وكان يبدو عليه التأثر حقاً وليس مجرد مجاملة منه.
ابتدأت جين تتحدث وقد شردت بأفكارها مع الذكريات:"كان معروفاً أن زواج والديّ كان مهتزاً جداً، وبقي كذلك عدة سنوات و يبدو أن الحمل بي كان آخر محاولة لهما ليتم صلح بينهما ، ولاأظن أن أبي غفر لي يوماً تسببي في موت والدتي ".
لم تدرك جين أنها كشفت الكثير عن طفولتها المؤلمة لقد كانت تحاول كسب حب أبيها وذلك بتحسين سلوكها لكي تجعله يفخر بها وعندما فشلت في ذلك غيرت تصرفاتها و سلوكياتها حتى تلفت إنتباه والدها إليها.
إن شعرها مثل شعر إمها وهي قد رأت جميع صور إمها فهو بنفس لون وطول شعرها.
فجأة وقف راف ثم اقترب منها قائلاً:" لقد تأخربنا الوقت فأنت تعبة و أنا كذلك لنذهب الى نوم".
وفجأة مد يده ليلامس وجنتها وهذه الحركة أثرت فيها وجعلته ترتعش ثم تمتم راف قائلاً:"منذ أيام كنت مصابة برضوض سيئة و عليك أنا تنامي جيداً"
وعندما صعدا السلالم قال:" كان علي أن أهتم بيك أكثر...".
توقف راف عند منتصف السلم ليحملها بين ذراعيه ليوصلها الى غرفتها وعندما وصلا إلى أعلى السلم أنزلها ليهبط رأسه إليها ليقبلها قبلة ألتهبت مشاعرها إليها فجأة تركها قائلاً:" أنا آسف، إن الوقت المتأخر هو المسؤول عن كل هذه المشاعر أرجو أن تعذريني" واستدار خارجاً من الغرفة.
جلست جين فوق سريرها و عيناها دامعتان وهي لا تعرف ماهي حقيقة مشاعرها إتجاه هذا الرجل ، وماهي حقيقة مشاعره إتجاهها هل يحبها؟ وبدأت تسأل نفسها عدة أسئلة حتى غفت في نوماً سريعاً.
في الصباح دخلت السيدة هوارد الى غرفة المكتب قائلة:" مخابرة هاتفية لك".
أحست جين باهتمام تلك المرأة إزاء هذا الهاتف الذي كان الأول الذي تتلقاه منذ وصولها إلى هذا المنزل منذ أسبوع تقريباً.
وقالت تسألها بدهشة:"هل أنت متأكدة من أنه لأجلي أنا؟".
فقالت سيدة هوراد:" طبعاً أنا متأكدة".
ووقفت جين ببطء وهي تشكرها لتتوجه الى الردهة حيث الهاتف وقالت في نفسها لابد أنه روبرت فهو الوحيد الذي يعرف أنها هنا والوحيد الذي يعرف بأسمها الحالي و السابق ويعرف بوجودها في هذا البيت، كل ماتتمناه أن لايبدأ بمضايقتها فهي لا تريده أن يتدخل في حياتها فلديها من المشاكل ما يكفيها ورفعت السماعة لتقول بلهجة متوترة:" نعم".
وأجابها صوتاً خشناً:" إنني جوردان وأنا بالمناسبة بخير ولكنني أريد أن أعرف كل شيء عن وظيفتك هذه و سأنتظرك في مطعمنا المفضل غداً الساعة الواحدة فكوني هناك".
ثم سمعت جين صوت سماعة توضع على الطرف الثاني للخط بينما بقيت ذاهلة عدة دقائق، لقد كانت متأكدة من أن روبرت لن يتركها و شأنها فقد أخبر جوردان بمكانها، واذا هي لم تقابل جوردان غداً لتناول الغداء فهو سيقصدها إلى هنا حتماً وهذا سيسبب لها الكثير من المتاعب.
-----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:16 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
عندما اتصلت جين بروبرت لتبلغه رأيها في خيانته لها هتف ببراءة:" أنا!".
قالت له غاضبة:" إن مسألتك مع ماندي لم يكن فيها الكفاية من الردع أليس كذلك؟".
فأجاب :" ليس الأمر كما تظنين إنني عندما رجعت إلى المدينة مساء الأحد قابلت جوردان بالصدفة وكان شديد القلق عليك ففكرت لو أنها علم بمكانك ولم أخبره بمكانك ياريا، ضعي نفسك في مكاني".
تصورت جين ذلك ،إن جوردان مخيف حقاً ولكن هذا الذي حدث يجعل وضعها صعباً وبسبب روبرت عليها الآن ان تحصل على عطلة نهار الغد لكي تذهب إلى المدينة لمقابلة جوردان.
لم يعد لديها ما تقوله لروبرت عن هذا الموضوع ولكنها جعلته يعرف مدى ضيقها و انزعاجها من تصرفه، فأغلقت السماعة بعد توديعه.
من صعوبة أن تطلب من راف يوم عطلة لأنها لم تتم اسبوع من خدمتها ،ولقد أختار عدم تناول العشاء معها منذ رحيل عمته و زوجها لذلك لم يكن أمامها سوى أن تذهب لرؤيته في مكتبه بعد انتهائها من العشاء.
كان يوجد على جانب المكتب صينية عليها عدة اطباق فارغة تنبئ عن تناوله العشاء، عندما رفع عينيه إليها عند دخولها لمحت في عينيه نظرة حذرة، وعرفت أن سبب هذه النظرة الحذرة حيرته في العلاقة التي بينهما ، خاصة بعد الذي حدث بينهما في الليلة الماضية فقالت له:"لقد صنعت القهوة لنا".
شكرها وتناول الفنجان من الصينية ثم عاد وجلس على كرسي المكتب، ترددت جين قليلاً ثم جلست على كرسي قبالته ، لم يكن راف يكتب على الآلة الكاتبة مثل الليلة السابقة إنما يكتب بيده صفحات طويلة.
رأى نظراتها فقال متردداً:" لقد صممت على أن أعيد كتابة التقرير باليد وأظن أن من الأفضل أن أقبل ما عرضته عليّ الليلة الماضية في أن تكتبيه بنفسك على الآلة الكاتبة".
قالت بهدوء:" لماذا؟".
فهز كتفيه وهو يجيبها:" إن التقرير مستعجل".
سكت فجأة وقد بدا عليه الانزعاج لاضطراره إلى تغيير رأيه بهذا الشكل بعد الذي قاله لها الليلة الماضية ثم تابع قائلاً:" أريدك أن تبدأي العمل به في أسرع وقت ممكن".
فقالت :" طبعاً سأبدأ بالطباعة الآن إذا كنت أنت قد أنهيت قسماً منه".
فارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة وهو يقول:" لا حاجة بك إلى العمل هذه الليلة يمكنك ترك ذلك إلى الغد ".
فسكتت برهة ثم قالت متلعثمة:" إنني ..إنني أعرف أن ما سأطلبه منك هو بدون حق و لكنني أريد عطلة غداً".
نطقت بالجملة الأخيرة بسرعة وهي تنظر إليه.
رد عليها بعد ثوان قائلاً بينما عيناه تتأملان وجهها :"لماذا؟".
فأجابت :" إنني بحاجة إلى الذهاب الى لندن".
قال لها بخشونة:" إن عطلتك هي السبت و الأحد".
فقالت:" إنني على استعداد للعمل نهار السبت بدلاً من يوم غد".
فتنهد وهو يريح ظهره إلى مسند الكرسي قائلاً:" إنني أعلم أن لا حق لي في التدخل في شؤونك".
فأجابت بحزم:" نعم ليس لك الحق".
فهز رأسه قائلاً:" لقد أصبحت مسؤولاً عنك منذ اللحظة التي وقعت فيها على الرصيف أمام سيارتي".
فنهضت قمــر الليل فجأة مستديرة إلى حيث الآلة الكاتبة حيث تعمل في العادة وهي تقول بحدة:" إنني اعفيك من هذه المسؤولية فأعطني إذا سمحت الأوراق التي أنجزتها لكي أباشر العمل".
مدت يدها إليه لتأخذ منه الأوراق بينما أمسكت الآلة بين يديها وحملتها ، ثم ناولها الأوراق وهو يقول :"الى أين تذهبين بهذه؟".
فأجابت:" لأعمل على مائدة غرفة الطهام إذا لم يكن لديك مانع".
فقال :" إنك لن تضايقينني إذا عملت معي في هذه الغرفة".
فكرت في أنها فعلاً لأن تضايقه ولكن هو الذي يضايقها، إذ ليس في إمكانها أن تجلس معه في نفس الغرفة دون أن يشغل حضوره بالها ، ليس في إمكانها أبداً أن تعمل بينما يجلس هو خلفها وردت عليه بعناد وهي تستدير لتخرج:" من الأفضل أن أذهب إلى غرفة أخرى".
فأوقفها بصوت حاد:" جين".
استدارت إليه ببطء:" لاتقومي بأي عمل أحمق".
عرفت من كلامها من أنه يقصد ذهابها غداً لتقابل حبيبها، إذا كان يعتقد أن حياتها السابقة في لندن مازالت تجذبها فهو مخطئ ، من الغريب حقاً إنها لا تفتقد الى حياتها السابقة في لندن، ولكنها تفكر بجوردان وتتمنى أنه لم يحدث بينهما ذلك الصدع وهي لم تفتقد العيش معه ، إنها لم تشأ أن تفكر إن السبب هو إنجذابها نحو راف، وإذا كانت سأتقوم بعمل أحمق فذلك سيكون معه ولن يكون في لندن ، إنها تنجرف نحوه بشكل كبير وربما تكون حماقة منها أن تقع في حبه.
قالت تطمئنه:" لا ، لن أفعل".
فعاد يذكرها قائلاً:" هذا الذي بين يديك سري جداً".
قطبت حاجبيها لإصراره على تكرار ذلك وكأنها ستذهب الى وسط الشارع وتذيع بملء صوتها عن محتوياته لناس، ولكن سبب اصرار راف على سرية هذا التقرير سرعان ما ظهر لها حالما ابتدأت العمل عليه.
كان راف يقدم عرضاً بتغيير المنزل إلى فندق و الأراضي إلى مجمع ترفيهي بينما جزء منه يخصص للعبة الغولف، تابعت جين قراءة بقية التقرير بنهم وهي تدرك من خلال محتوياته ،أن راف يعرض على البنك صفقة متعددة العناصر لكي يموله بالمبلغ اللازم لتنفيذه.
هذا طموحاً كبيراً ولم تشك جين مطلقاً في إمكانية راف لتحقيق ذلك ، وهي متأكد ة من نجاح راف بأي مشروع يقوم به ولكن التمويل هو المشكلة الوحيدة.
فقالت بصوت مرتفع :" ماهو رأي أفراد الأسرة إذا هم عرفوا بهذا المشروع؟ وتحويل الأملاك إلى مجمع لترفيه"
وجاءها صوت راف قائلاً:" إنهم لم يعرفوا به بعد".
ورفعت جين نظرها بحدة إلى مصدر الصوت ، وقد كان شعرها قبل قدومها الى غرفة الطعام مرفوعاً والآن جعلته مسترسلاً على ظهرها ، وارتدت ثوباً أسوداً أكثر راحة من سابق على رغم من أن شعرها يبدو كاللهب باللون القاتم.
كان راف يقف عند باب غرفة الطعام وعندما نظرت إليه دخل إلى الغرفة مغلقاً الباب خلفه ثم قال وهو يتخلل شعره الكثيف بأصابعه:" لقد عرفت أنك ما أن تقرئي القرير حتى تفكري برأي بقية الأسرة".
قالت جين بإرتباك:"يبدو أنه مشروع رائع".
فابتسم بتهكم وهو يقول:" لا أعتقد أن عمتي سأيعجبها أبداً".
وتملك جين أيضاً الشك فتلك المرأة لن يعجبها الوضع سأتعتقد بأنه ابتذال تحويل مزرعة الى مجمع ترفيهي.
هز راف رأسه وهو يقول:" ليس عندي فكرة عن حل لمسألة تمويل هذا المشروع".
ونظر حوله وكأنه سجين لظروفه.
سألته جين:" ألا تملك عمتك و زوجها مالاً كافياً؟".
لوى شفتيه قائلاً:"ليس عندهما ما يكفي ، ويجب أن تتحول المزرعة إلى مشروع يمول ذاته، إن زراعة الأرض لا تفيد ونحن لا نملك أموالأً أو أملاكاً لتيسيير الأمور".
وتابعة بصبر نافد:" حتى أنني لست متأكداً من صلاحية المشروع ، وأنا تركته للبنك ليقرر ذلك".
هذا المشروع بدا لها غاية الصلاحية ، فهو من ذلك النوع المرغوب من الأماكن التي ألفتها هي و اصدقاؤها البريطانيون في السنوات الأخيرة.
فهو يحوي كل أنواع الرفاهية للأغنياء العاطلين أو متقاعدين عن العمل ،ولكن إذا سار راف في هذا المشروع الذي يحيل المزرعة إلى مجمع للترفيه فهي لن تبقى ملكاً كوينلان وحدهم .
سألت تختبره برقة:" هل هذا ما تريده أنت حقا؟".
فأجاب بضيق:" ليس هذا هو الموضوع إن مجال الاختيار أمامي محدود".
شردت أفكار جين إلى ذلك الحديث الذي دار مرة بينها وبين روبرت بشأن المزرعة ثم سألته:" ماذا تظن بقية أفراد الأسرة:" ماذا تظن شعور بقية أفراد الأسرة حول هذا المشروع؟".
فقطب جبينه قائلاً:" أتعنين أنيتا و زوجها وإبنها؟".
فقالت بابتسامة مكبوحة:" نعم هذا ما أعني".
تنهد قائلاً:" إنني لست أعمى عن تطلعات أنيتا بشأن المزرعة ، ولكنني لا أريدها أن تتدخل في أعمالي مادمت على قيد الحياة، وأريد للمزرعة أن تنتعش وتعود إلى ماكانت عليه بأي شكل كان وبطريقتي أنا".
فأومت جين برأسها قائلة:" إن المجمع الترفيهي كفيل بذلك".
فتأملها بعينين ضيقتين ثم قال:" ومارأيك أنت بهذا؟".
فقالت:" أنا" ما الذي تعرفه هي عن مثل هذه الأشياء .
هز كتفيه قائلاً:" إنني فقط ظننت أنك ربما تعلمين عن هذه الأشياء اكثر مما أعلم".
لوت شفتيها قائلة بجفاء:" أتعني بالنسبة إلى ملابسي الغالية و أصدقائي الأثرياء؟"
فقال بضيق وبسرعة:" ربما كنت متسرعاً قليلاً في هذا الافتراض".
ابتسمت عيناها لدى سماعها شبه اعتذاره و قالت:" أحقاً؟".
فاقترب منها قائلاً:" أتريدين الحقيقة؟ لقد وصلت إلى مرحلة لم أعد أهتم فيها بأي شيء".
نظرت قمــر الليل إليه بعينين متسعتين ،لقد قد وقعت في حب هذا الرجل وأن لقاؤهما الأول كان مقدر، تألقت عيناه وهو ينظر في عينيها قائلاً:"هل تتناولين العشاء معي غداً؟".
لم يكن ثمة سبب يمنعها من الرجوع من المدينة غداً في هذا الوقت لتتعشى معه ولكن هذه الدعوة الغير متوقعة جعلتها تتردد ثم سألته :" لماذا؟".
فأجاب بعنف:" هل ينبغي أن يكون ثمة سبب حتى أدعوك؟".
فنظرت إليه متأملة ، لقد كانت تعلم أنه يكره أن يسأله أحد عن تصرفاته فقالت له:" نعم".
فعبس في وجهها وهو يقول:"لمذا لا تقبلين قبل أن يعود إليّ عقلي؟".
وكان هذا ما تخشاه ، هذه الدعوة للعشاء لم تكن مصادفة ، بل لأنه تملكه شك في ذاهبها الى مقابلة صديقها في لندن فقالت له بتوتر:" وجه إليّ هذه الدعوة بعد غد".
فعبس وهو يدس يديه في جيبي بنطاله ثم سألها:" وماذا سيكون جوابك؟".
فقالت عابسة هي أيضاً:" ربما بالموافقة".
فقال:" إذن أعطني الجواب الآن فأما تخرجي معي لتناول العشاء وإما لا، فأنا لن أكرر الدعوة".
فقالت :" حسناً، نعم ".
لقد كرهت ضغطه عليها ، فلو لم تكن تشعر بالإنجذاب نحوه لما تجاوزت عن تصرفه هذا ثم قالت بحزم:" ولكن ليس غداً بل الإربعاء".
أظلم وجهه باالغضب وقال:" ولماذا بعد غد؟ هل تراك تتوقعين أن تكوني متعبة جداً عند عودتك غداً فلا يمكنك الخروج معي إلى العشاء؟".
كانت اهانته واضحة ، فبدلت جين جهدها لكي تمنع نفسها من أن تجيبه على وقحاته و إهانته لها، ولكنها لم تكن تريد أن تفقد دعوته لها على العشاء .
وقابلت نظراته بهدوء قائلة:"نعم أتوقع أن بعد مسافة والتجوال في الأسواق سأكون متعبة بحيث لن أصلح لأكون مرافقة جيدة لك".
لمعت عيناه وأدركت جين أنه يريد أن يتشاجر معها لذهابها الى لندن ولكنه لم يفعل فقال ببرود:" مساء الاربعاء إذن الساعة الثامنة".
ثم استدار راف خارجاً و صافقاً الباب خلفه بعنف، وجلست متهالكة في مقعدها شاعرة بالتوتر في أعصابها فهي لم تعرف رجلاً مثا راف أبداَ.
في اليوم الثاني جلس رجل الذي يشبه راف أمامها على طاولة المائدة في المطعم ، و قد وصل قبلها وجلس على مائدتهما المعتادة فهي وصلت متأخرة عشر دقائق عن موعد الفداء الذي كان في الواحدة تماماًُ.
كانت تعلم أن جوردان لابد أن يصل في الموعد المحدد بالضبط وذلك عندما قادها النادل الذي كان على معرفة جيدة بهما هما الاثنين إلى حيث كان.
وكانت تعلم أنه كان يتظاهر بمراجعة قائمة الطعام بينما كان الغضب يغلي في داخله لتأخرها عن الموعد المحدد ولكن جوردان كان متأكداً من حضورها كما كان يعلم أنها قد تتأخر.
لم يتغيير جوردان كثيراً في الأسبوعين اللذين فارقته فيهما فمازال أنيق و شعره مرتب كما في سابق.
وأخيرا فرغ صبره وقال:"حسناً".
ابتسمت جين له بوجه مشرق فهي لا تشعر نحوه بالرهبة التي يشعر بها الآخرون و كان هو يعرف هذا وقالت:" إنني مسرورة لأنك إتصلت بي إذ أن لدي ما أود أن طلعك عليه".
فرد عليها ثائراً:" لديك يالك من..".
فقالت له :" جورادن أرجوك إن الناس ينظرون إلينا".
قال بعنف:" إنني لا أهتم مثقال ذرة بمايفعله الناس".
ولكنه مع هذا خفض من صوته قليلاً وقد لمعت عيناه الرماديتان المائلتان للزرقة بالغضب إذ بدأ يفقد سيطرته على نفسه وقال متابعاً حديثه:"أريد أن أعلم أية لعبة تقومين بها؟".
فاتسعت عيناها ببراءة وقد عادت إليها ثقتها بنفسها بعد أن عادت إلى عالمها بين هؤلاء الزبائن الأثرياء ، في هذه لحظة شعرت جين بأن من الممكن لجوردان و راف أن ينسجما معاً تماماً بالرغم من اختلاف طريقة حياتهما و الفرق بين عمرهما السبع أو الثمان السنوات فهما متشابهان جداً في كثير من الأشياء وربما كان هذا هو السبب في انجذابها القوي إلى راف وردت عليه قائلة برزانة:" إنني لا أقوم بأية لعبة ياجوردان بل يتملكني شعور بأن الأيام التي أمضيتها في اللعب قد ولت ومضت".
نظر إليها بارتياب قائلاً:"ماذا تقصدين بذلك؟".
هزت كتفيها مظهرة عدم الاكتراث بما قالت ربما لأنها لم تشأ أن تعترف بالجواب الحقيقي ثم تنفست بعمق وهي تقول:" مارأيك في مدى نجاح تحويل منزل ضخم إلى فندق و مجمع للترفيه؟".
فلوى جوردان فمه بسخرية وهو يقول:" إنك تسبقين الوقت قليلاً، أليس كذلك؟".
فنظرت قمــر الليل إليه عابسة وهي مازالت مستغرقة في التفكير لا تكاد تلحظ العصير الذي جاء به النادل إليهما بينما كانت قائمة الطعام مطوية أمامها وعاد يقول ساخراً:" هل ابتدأت بإنفاق إرثك؟ مازال أمامك إحدى عشر أسبوعاً قبل أن تتمي الحادية و العشرين".
فألقت عليه نظرة ضجرة وهي تقول:" إنني لا أتحدث عن نفسي ".
فقال في حيرة:" عمن تتحدثين إذن؟".
تنهدت أمام اصراره ثم قالت:" عن صديق".
فكرت أن قولها لجوردان أن لا يتدخل في مالا يعنيه يعني أن لا يعطيها أي جواب لسؤالها هذا وإذا كان هناك من يمكنه إعطاء رأي في مدى نجاح مشروع راف فهو جوردان.
قال جوردان بدهاء:" إن من يملك منزلاً في الريف لا يمانع في تغييره".
قالت:" إنني لم استعمل صيغة المذكر في حديثي".
أجاب ساخراً:" وهل كنت ستهتمين بإلقاء هذا السؤال لو كان الموضوع فيه إنثى ؟".
عبست قائلة:" أنا لا أحب طريقتك هذه في الحديث".
فقال:" حقاً".
تضايقت من سخريته ، هل كانت في السابق أنانية كما يقصد في كلامه؟ وإذا كان هذا صحيحاً فإن هذا يعني أن معرفتها براف قد غيرت كل هذا.
قالت بضيق :" جوردان أجبني عن سؤالي الأول لو سمحت."
فقال مفكراً:" إن وظيفتك هذه في منزل كوينلان ..توقف عن الحديث ثم أكمل " حسناً ، هو منزل كبير تابع لإقطاعية تحيط به ،تبلغ مساحتها آلاف الأفندنة ،أليس هذا الصديق الذي تتحديثين عنه هو رافرتي كوينلان؟".
قال هذا وهو يرمقها بعينين ضيقتين ولقد دهشت جين لمعرفته هذه ولكنها بعد تفكير قصير تعرف بأن هذا ليس غريب عن جوردان ،فإذا كان يعرف أين تعيش فكيف تدهش لمعرفته بكل هذه المعلومات، ومع ذلك لم تشعر بالرغبة في أن تتورط أكثر في الحديث معه؟.
وسألته بحدة:" هل عليك أن تعرف كل شيء؟".
أجاب بحدة:" نعم".
تنهدت قائلة:" ولماذا لا تجبيني عن سؤالي المتعلق بالعمل مباشرة؟".
أجاب أيضاً بحدة:" ربما لأن السؤال المتعلق بالعمل هو آخر شيء توقعته منك، لم تهتمي سابقاً بهذه الأمور".
عبست وهي تلمس حقيقة هذا الأمر ، ربما لم يكن احتجاجها بأن السبب هو أنه لم يسبق أن ناقشها بمثل هذه الأمور من قبل ، وعادت بتفكيرها إلى الماضي متأملة لو أنها كانت تستمع إلى جوردان سابقاً عن مشكلاته في أعماله لما كان يسجن نفسه في مكتبه وحيداً.
لقد تحدث راف إليها عندما منحته فرصة مع أن علاقتها بجوردان أقوى كثيراً.
وضعت يدها على يده الكبيرة التي أراحها على المائدة وهي تقول:" إنني آسفة لذلك ولكن هلا ساعدتني الآن؟".
نظر إليها متفرساً و كأنما كان هذا آخر شيء توقعه منها وابتدأت هي تتساءل عن مدى أنانيتها طيلة السنوات الماضية أما هو يبدو عليه التعجب في هذا التغير الذي حدث لها.
وسحب جوردان نفساً عميقاً وهو يقول:" إذا كان ما تتحدثين عنه هو منزل كوينلان وأعتقد أنه هو نفسه..".
قال جملته الأخيرة بجفاء وهو يرى العناد يكسو ملامحها .
أما هي قالت في نفسها إن راف إئتمنها على السر ويجب أن تحافظ عليه، ولكن المشكلة هي أنها إذا أرادت أن تساعد راف فعليها أن تناقش هذا الأمر مع جوردان ، لأن معرفت جوردان بهذه الأمور أفضل من معرفة راف بها.
فتابع جوردان حديثه قائلاً:" حجم البناء و الأراضي التي حولها و قربها من لندن أعتقد أن المشروع قابل لنجاح إذا توفر له التمويل الكافي".
كانت جين مسرورة تماماً لهذا الجواب إذ أن ثقتها بجوردان كانت كبيرة ،فإذا هو ظن أن هذه المغامرة ستنجح فإنها ستنجح حتماً.
وتابع جوردان يقول بخشونة:" مادمت لن تطلعيني أكثر عما تفعلينه الآن فالأفضل أن نعود إلى موضوعنا الأول".
فقالت وهي تسحب يدها عن يده :" ماذا تقصد؟".
أشار إلى النادل الذي جاء إليهما لتلقي الأوامر بالإبتعاد ربما للمرة الثالثة وفكرت هي أن هذه الطريقة إذا هي استمرت فإنهما لن يأكلا شيئاً على الأطلاق.
قال لها بصوت عنيف :" ما الذي تظنين نفسك تقومين به ، حتى تبتعدي بهذه الصورة؟".
أجابت قمــر الليل:" لقد اخبرتني بأن عليّ أجد عملاً لإثبات مقدرتي وذلك قبل أن أبلغ الواحدة و العشرين و إلا فليس أمامك إلا أن تبلغ الموكلين بتنفيذ وصية أبي أن لا يسلموني إرثي قبل بلوغي سن الخامسة و العشرين".
قال:" ماكان لك أن ترحلي بهذا الشكل بمجرد أني أخبرتك بوصية والدك".
فهزت كتفيها قائلة:"ظننت أن هذا ما ينبغي عليّ فعله".
فقال بحدة:" كان عليك أن تبلغيني بمكان إقامتك ".
فقالت:" ولكنني فعلت".
فقال:" لقد كان ذلك بعد أسبوع من اختفائك، أنا حقاً لم أعتقد أنك مخطوفة ، ولكن تلك المدة جعلتني أتوقع أي شيء".
ابتسمت جين وهي تتذكر أنها ظنت نفسها مخطوفة عندما أخذها راف بسيارته بكل غطرسة وتساءلت إذا كان جوردان سأيدفع فديتها أم لا.
لم يعرف جوردان سبب إبتسامتها فقال بغضب:"هذا ليس مضحكاً خصوصاً عندما تفكرين من تكويني".
من تكون ؟ لقد كادت تنسى ذلك في الأسابيع الماضية آه ...نعم أنها ريا-جين سمرفيل سمايث.
وكأنما لم يكفها اسم اسرتها المزدوج السخيف حتى زاد أبوها مصيبتها ،عندما أطلق عليها اسماً مزدوجاً وعاد جوردان يذكرها قائلاً:" أنك وارثة لثروة كبيرة".
آه نعم إنها كذلك أيضاً ، هذا إذا استطاعت أن تثبت قبل بلوغها سن الواحدة و العشرين أنها أهلٌ لهذه الثروة.
عاد يقول لها بعنف:"وبالطبع لم تنسي أنك أختي".
نعم هذا صحيح كادت تنسى أنه أخيها..
---------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:17 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
قالت جين لأخيها بجفاء:" إنني كما تعرف لا أستعمل اسمي الكامل".
فقال لها باشمئزاز:" جين سميث".
حدقت فيه قائلة:" لقد جربت العمل بإسمي ولكن لم يرغب أحداً بتوظيفي لذلك غيرت أسمي".
قال لها بغضب:" لقد سبق وأخبرتك أنني غير مسؤول عن وصية والدي فقط بما يتعلق بتنفيذ شروطها وهو سيستاء جداً لو كان على قيد الحياة بتصرفك بهذا شكل".
هزت ريا-جين كتفيها قائلة:" إنه لم يترك لي خياراً أليس كذلك؟".
تنهد قائلاً:" لقد كنت سيدة صغيرة متمردة".
فأجابت تدافع عن نفسها:" ووالدي لم ينسى أنني سبب وفاة والدتي".
رقت ملامح جوردان قليلاًو قال:" إنت تعرفين بأنه كان يحبها ، وهذا سبب تصرفاته ".
وتابع بعد فترة قصيرة قائلاً:"أنا أيضاً كان يجب عليّ أن أثبت إستحقاقي في أن أحمل اسمه حتى أحصل على أرثي منه".
ولكن هذا لم يملأه مرارة كما يحدث لها ، وربما أيضاً حدث لجوردان ذلك فمن صعب معرفة ما يفكر فيه ،وهو يفوق راف بذلك كما أنه لا يأتمن أحداً على أسراره فهو يتحدث مع ريا كما يتحدث مع أي انسان آخر وهي لم تفكر في ذلك من قبل ، ولكن هذا نتيجة شخصية أبيهما تلك.
نظر إليها جوردان بعطف قائلاً:" ولكنني كنت محظوظاً إذ كان لي أم تمتعت بحنانها المطلق إلى أن بلغت الثامنة من عمري".
فابتسمت ريا-جين وقطبت جبينها وقد تذكرت عدة أحاديث دارت مؤخراً سببت لها ازعاجاً ، أحاديث لم تستطع هي التأكد من أنها كانت حقاً تدور حول أمها وقالت:" لقد كانت مربية قبل أن تتزوج أبانا أليس كذلك؟".
اجاب محذراً:" ريا إنك حتماً تحاولين تحويل الحديث عن نفسك ، فنحن لم نتحدث عن أمنا و أبانا منذو سنوات".
فقالت قمــر الليل:" ولكنني لم أعرف أمي قط".
فقاطعها بفروغ صبر:" لقد مضى على وفاتها قرابة الإحدى وعشرين سنة، فأنا نفسي لا أكاد أتذكرها".
أصرت قائلة:" في الحقيقة أريد أن أعرف ما إذا كانت تعمل في منزل آل كوينلان؟".
قال متعجباً:" آل كوينلان؟ وما الذي يجعلها تعمل لديهم؟".
هزت كتفيها قائلة بضيق:" كل مافي الأمر أن عدداً من أفراد عائلة آل كوينلان يذكرون أن امرأة كانت تعمل لديهم مربية عائلة واسمها ديانا".
كانت متشككة في هذا الأمر ما إذا كانت إمها هي مربية راف ، ومن الغريب لو تبين أن والد راف قد تورط بعلاقة مع إمها ، وراف لن يصدق عدم معرفتها بتلك العلاقة وسوف يحكم عليها بعد الثقة .
قال جوردان ساخراً:" هذه سخافة ما الذي يجعل أمنا تكون تلك المربية بنفسها؟".
قالت في نفسها حقاً لماذا؟ إن شك لم يدعها ترتاح قبل أن تعرف الحقيقة ، ولكنها لم تظن أن جوردان سيرحب بأي رأي منها في أن أمهما ربما كان لها علاقة مع والد راف حيث كان متزوج تلك الفترة ، إن جوردان يحترم ذكرى أمهما.
قالت له :" لاأظن هذا الموضوع مهماً، المهم هو مشروع المجمع الترفيهي اذا كان ينجح أو لا".
فأجاب جوردان بحزم:" لقد قلت لك بأنه سينجح إذا حصل على تمويل المناسب، ولكن أحتاج إلى معرفة الكثير حتى أعطي رأيي بالكامل".
فقالت:" إنني الآن أطبع تقريراً عنه ".
ضحك جوردان فسألته:" ماالذي يجعلك تضحك هاكذا؟".
قال ساخراً:" إذن فقد ابتدأت مدرستك النهائية تلك تعطي ثمارها، كم تبلغ سرعتك في الطباعة؟".
أجابت:" وهل في هذا ما يضحك؟ لا تقلق فلن أزاحم سكرتيرتك غليندا في عملها؟".
فقال بثبات:" وأنا لن أوظفك عندي على كل حال، فأنا لا أحب التعامل مع الأقارب ،ولكن يهمني جداً أن أرى نسخة من ذلك التقرير".
فقالت بحدة:" إنه تقريري سري ".
فقال:" ولكنك قد أخبرتني أكثر التفاصيل الموجودة فيه ، فلا بأس إذا جعلتني ألقي نظرة على الباقي".
فقالت مترددة:" حسناً".
فقال:" إنني أعدك أن لا يخرج الموضوع عن مجرد الإطلاع".
وعندما قال جوردان هذا وافقت ، فهي كانت تعلم أن جوردان لا يرجع في كلامه أبداً.
فقالت له:" سأنهي طباعته عندما أعود اليوم بعد الظهر و سأحاول أن أصنع نسخة منه و أرسلها إليك في البريد".
تأملها برهة ثم قال:" يبدو عليك الأهتمام الشديد باالمشروع ، فهل هناك شيء لا أعرفه".
أجابت :" أعطني فقط رأيك في الموضوع ولا تحاول استنتاج شيء من لا شيء".
قال بخبث:" وهل هذا لا شيء برأيك".
دفعت رأسها إلى الخلف قائلة:" نعم"..
ولكنها كانت تعلم أن هذا غير صحيح ، إنها تقع في حب راف بتدريج.
في اليوم الثاني سألها راف بخشونة وقد ضاقت عيناه:" أين ذهبت يوم أمس بالضبط ؟ أم ان الضجر قد تملكك من الصحبة الحالية فشعرت بالميل إلى رؤية صديقك الثري مرة أخرى؟".
لقد كان تواقاً إلى توجيه هذا الاتهام إليها منذ اللحظة التي طلبت فيها عطلة، كانت جين باستطاعتها أن تخبره أن جوردان هو أخوها الأكبر ولكنها إذا هي فعلت ذلك فإن عليها أن تخبره بكل شيء وفي هذه الحالة فهي متأكدة من أنه سيطلب منها الرحيل سواء حققت شرط أبيها في الوصية أم لا.
ثم كيف باستطاعتها أن تساعده إذا رحلت ، فقد كانت متأكدة وهي ترسل التقرير إلى جوردان مساء أمس أنه عندما يقرأه سيكون باستطاعتها أن تقدم إلى راف النصيحة النهائية بشأن تحويل المقاطعة إلى مجمع ترفيهي دون أن توضح له بأن هذه النصيحة هي أصلاً من أخيها جوردان.
كانت أسرتها معروفة في المدينة ، فقد كان جوردان أكثر نجاحاً من والدها وكانت أعمالهم مشهورة ، ولقد كانت أسرتها سمرفيل سمايث من الأسر القديمة وكان جوردان رأس تلك الأسرة محترم و ذكي و سيغضب إذا كان أحد يدعوه بالصديق الثري لأية إمرأة كانت ، وإذا كانت في حياة جوردان أي إمرأة سيكون متحفظ بشأن ذلك.
شعرت ريا-جين بأن مزاج راف لم يكن طبيعياً عندما خرجا معاً ، ولكنه لم يقل شيء أثناء الطريق إلى المطعم الريفي ، وعندما وصلا أمسك بيدها ليأخذها إلى طاولتهم و أثناء النظر إلى قائمة الطعام كان في غاية الهدوء والتهذيب.
ولكن ما أن جلسا في انتظار حضور الطعام حتى انفجر فيها بهذا السؤال.
كانت ماتزال شاردة الذهن بعد لقائها مع جوردان ، فقد أراد شقيقها أن يعرف كل شيء عن وظيفتها تلك قبل أن أن يدعها تغادر وقد كانت تحيته لها باسم جين سميث توحي بأنه سيبقى مراقباً لها في المستقبل ، وانه لا يفكر في ما تحاول عمله الآن ، ولكنه ينوي ذلك لو رأى ذلك ضرورياً في المستقبل.
أجابت بهدوء:" لقد أمضيت وقتاً ممتعاً".
فقال وهو ينظر إليها بغضب:" لقد أخبرتني السيدة هوارد أنك سبق و تلقيت مخابرة هاتفية قبل أن تطلبي يوم عطلة لكي تذهبي الى لندن".
لم تدهش جين كانت تعلم بأن مدبرة المنزل سأتخبره عن تلك المخابرة ، ربما لأنها لم تكن سوى مستخدمة في منزل راف ولا يعرفان عنها سوى القليل، فلقد بدا هذا الهاتف لسيدة هوارد شيئاً يدعو إلى الأهتمام ، ولو كان راف لا يعلم بتلك المخابرة لكانت الأمور ستسير بشكل أفضل.
أجابته:" نعم لقد تلقيت مخابرة".
قال بحدة:" هل هي من الرجل الذي هربت منه؟".
فقالت له :"إنني لم أهرب منه".
فقال:" لا بأس إنه الرجل الذي تركته فجأة غير راغبة في المكوث معه مفضلة الإقامة في فندق حيث لم يكن لديك مسكن آخر، وبمجرد أن تلقيت مخابرة منه هرعت إلى رؤيته".
قالت:" لقد كان لدي سبب هام لرؤيته".
لوى فمة قائلاً:" إنني متأكد من ذلك".
ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة وهي تقول:" إنني أحذرك سيد راف ، أنت تظلمني".
أخذت جين جرعة ماء وقالت:"في الحقيقة كنت أريد أن أتحدث إليه عنك".
فنظر إليها بحدة قائلاً:" عني، هل تحدثتما عني أنا؟".
فأجابته:" لا تنزعج أنا لم أذكر اسمك أبداً".
انفجر فيها قائلاً:" و ما الذي يدعوكما إلى ذكري ، إنني لا أحب أن تتحدثي عني عند حبيبك".
فقالت له بسخط:"إنني لم أتحدث عنك، فلقد جاء ذكرك في الحديث".
توترت ملامحه وهو يسأل:" وماذا قلت له؟".
فأجابت:" بأنك رئيسي فقط".
فعاد يسأل بهدوء:" ما الذي تحدثتما عنه بالضبط ".
لو أنها تحدثت بما تحدثت به إلى جوردان بالضبط لثار عليها حتماً مهما كانت نيتها حسنة ، لقد بدا مظهر راف بأنه لن يصدق مطلقاً أنها كانت تريد مساعدته بما يتعلق بالمشروع.
قالت قمــر الليل له وعيناها تتهربان من نظراته:"لقد أخبرته فقط بأنك رئيسي في العمل".
فسألها :" ولأي سبب أخبرته بذلك؟ ولماذا تحدثتما عني أصلاً؟"
تنهدت بضجر من كثرت أسالته:"أظن من الأفضل أن ننسي مسألة العشاء هذا ، ونعود إلى المنزل حالاً".
نظر إليها بحدة وقال:" هل أنت جادة في كلامك؟".
فردت عليه بفروغ صبر:" إنني جادة ".
إنها لم تأكل على غذاء الأمس لأنها فقدت شهيتها وهاهي تفقد شهيتها من جديد بسبب هذا الحديث وتابعت تقول:" أريد أن أستمتع بعشائي وهذا لا يكون إلا إذا عدت إلى المنزل وتناولته هناك".
بان في عينيه التهكم وهو يقول:" ألا تريدين أن تستمتعي بشرائح اللحمة الذي سبق و طلبته لك؟".
فأجابت:" نعم أريد ذلك إذا سمحت لي أنت بذلك".
فقال لها:" أنا أيضاً جائع ، مارأيك بهدنة؟".
لم تفكر كثيراً بالهدنة فهو الذي بدأ بالحديث وكأنها الحرب، هزت كتفيها وهي تنظر إليه محذرة:" فلتكن مادمت سأتسمح لي بأن أتناول عشائي بسلام".
فقال باسماً:" حسناً".
في الواقع قد تغير الحال بينهما بشكل لم تتوقعه فقد توقعت بعد الغضب الذي صدر عن راف منذ دقائق أن يبقى ملاحقاً لها باالموضوع نفسه، ولكنه لم يتحدث عنه وكان ذلك افضل ، فهي لا تريد عن يعلم راف عن جوردان شيء.
أصبحت السهرة رائعة ، فالطعام لذيذ و حديث راف أصبح مشوقاً ليس فيه ما يثير الأعصاب على رغم من محدودية المواضيع التي تحدثا عنها إلا إنها لم تثر أي جدل آخر.
سألته وهما عائدان في السيارة:" ماالذي سأاقوله إلى السيدة هوارد اذا سألتني عن خروجنا هذه الليلة؟".
كانت ريا-جين قد تركت الأمر لراف ليخبر مدبرة منزله بعدم تناولهما العشاء الليلة في المنزل ، لقد كانت تعلم بأنها لن تستطيع التخلص من فضول تلك المرأة صباح الغد عندما تتناولان القهوة معاً في المطبخ كالعادة.
نظر راف إليها وهو يقول:" ربما من الأفضل أن أخبرها الحقيقة بأنني لن أستطع البقاء بعيداً عنك ".
فقالت قمــر الليل بحدة وقد ساءتها سخريته:" وهل هذا صحيح".
رفع حاجبيه قائلاً:" مازلنا في بداية المساء حتى تكتشفي بنفسك صدق كلامي".
عند ذلك توقف بسيارة وبدأ ينظر إليها بصمت عدة ثوان ليقترب منها أكثر تاركاً مقود السيارة فأصبحت أنفاسه على وجهها ، ثم أبعد شعرها الأحمر عن رقبتها ليقبلها ثم توجه إلى شفتيها وبعد مدة قصيرة أبتعد عنها ،لقد شعرت جين بدقات قلبه تختلط مع دقات قلبها ،لم تشعر من قبل بذلك مع أي شخص إنها تحبه .
عندما وصلا إلى المنزل كان غارقاً بالظلام إلا من ضوء واحد فوق الباب الخارجي و آخر في الممر يقود إلى الردهة ، ومن الواضح ان السيدة هوارد قد انسحبت إلى غرفتها.
لقد سألت جين راف اذا كان يرغب بالقهوة فرفض وعندما أرادت أن تخبره عن رغبتها في الصعود إلى غرفتها فقال راف لها:" فلنذهب إلى غرفة الجلوس لعدة دقائق".
تقدمها داخلاً إلى غرفة حيث أنار المصباح القائم في الزواية ثم رمقها بعينيه قائلاً لها:" لقد استمتعت حقاً بهذه الليلة ".
جلست جين ثم اقترب ليجلس بالقرب منها:" لا أعرف متى آخر مرة استمتعت بصحبة امرأة".
ربما يعود ذلك الى عدم ثقته بالنساء.
فعاد يقول بصوت أجش:"أنا طبعاً أقصد من جميع نواحي".
ازدردت جين ريقها بصعوبة ، فهي لم تكن تريد أن تسمع هذا ، فهي لاتتصوره مع امرأة أخرى فهذا يشعرها بالمرض و الكراهية لكل امرأة كان لها دور في حياة راف،عند ذلك علمت جين أنها تغار عليه .
مد راف يده إلى شعرها ليتخلاله بأصابعه وهو ينظر إليه نظرة المفتون قائلاً:"لماذا أراك جذابة إلى هذا الحد، أتمنى لو أنني أعرف عنك كل شيء".
فقالت له:" ولكنك لا تحب هذا القليل الذي تعرفه عني ،أليس كذلك؟".
لقد نجحت في السابق في تجنب عدم الإفصاح عن حقيقتها هذه الليلة و هاهو يعيد الأمر من جديد.
فقال وقد اشتدت أصابعه على شعرها:" إنني لم أقل ذلك أبداً".
فقالت له ساخرة:" أمتاكد أنت مما تقول".
فقال :" إن الرغبة هي التي تقوديني الى قول ذلك".
فقالت وهي تنظر إليه بتمعن :" ماذا تعني؟".
عند ذلك أمسك راف بيديها قائلاً:" أنا أريدك ياجين".
فنظرت إليه بدهشة ، هل حقا راف يحبها ، وهي هل تحبه ؟ ، عند ذلك همس لها :" جين".
نظرت في عينيه قائلة في نفسها ، إنها تحب هذا رجل " راف كوينلان"
تابع راف قائلاً:" جين إنني ..".
قطع حدثيه دقات على الباب الغرفة فوقف من مكانه واذا بسيدة هوارد تدخل فقال لها راف بحدة:" نعم".
كانت جين سأتخبره عن حبه في تلك اللحظة .
لقد بدا الاضطراب على السيدة هوارد وهي تقول:" سمعتك تدخل فظننت أنك ربما تريد القهوة".
استدارت ريا-جين ووهي تبتسم لها وتقول مشجعة :" إنها فكرة حسنة".
واستدارت المرأة لتخرج و لكنها ترددت عند الباب ثم التفتت إلى راف قائلة:" إن هناك مخابرتين هاتفيتين لك جاءتا في غيابك وقد تركت الأرقام لك على المكتب لكي يمكنك الرد عليهما وثمة رجل قد أصر على الكلام معك نوعاً ما ولكنه لم يقبل بأن يترك اسمه".
عند ذلك رأت جين جانب وجه راف وكأنه يكره هذه المقاطعة المتعمدة من المدبرة ، فاستجمعت أفكارها وقالت الى المدبرة :" سآتي و أساعدك في عمل القهوة أثناء رد راف على مخابراته".
ثم توجهتا إلى خارج الغرفة فقالت المدبر لها:" لاحاجة بك إلى ذلك".
فقالت جين في نفسها لا بد أن تشرح إلى هذه السيدة بعض الأمور خاصة إنها تصر على أنها مستخدمة وإذا بها تخرج إلى العشاء مع مخدومها فقالت لها جين بابتسامة:" إنني أحب المساعدة".
كانت السيدة هوارد مضطربة وهي تجهز الصينية بينما أخذت جين تغلي الماء فجأة قالت لها السيدة هوارد:" في الحقيقة لم أكن أقصد أن أتطفل عليكما".
لمست جين ذراعها تطمئنها قائلة:" إنك لم تتطفلي فقد كنا أنا وراف نتحدث بشؤون العمل فقط".
قالت السيدة هوارد:" لاأدري أشعر أن السيد راف منزعج من ذلك".
أستقرت نظرات السيدة هوارد الذاهلة على كتف جين الأيسر وهي تشهق قائلة:"ما الذي جرى؟".
وسرعان ما استدارت جين على عقبيها لترى راف متوجهاً بوجه عاصف قائلاً:"أريد أن أتكلم إليك على انفراد ياجين الآن".
فقالت السيدة هوارد:" في الحقيقة ياسيد راف..".
فقاطعتها جين تطمئنها:" لابأس ياسيدة هوارد".
ثم خرجت جين من المطبخ و عيناها لا تفارقان وجه راف الغاضب الشاحب وتوجه معها إلى المكتب، ماذا حدث ؟ وكيف انقلب حاله في مدة قصيرة؟.
جلس على مقدمة مكتبه بينما هي كانت تغلق الباب ، أخذ راف يرمقها صامتاً لعدة ثواني مشحونة بالتوتر فشعرت جين أيضاً بالتوتر والخوف ، هل تراه علم بشخصيتها الحقيقية وهو الآن يريد منها توضيح الأمر؟.
فأخذت نفساً عميقاً قبل أن تقول له:" راف ، ماذا حدث؟".
قال بصوت خافت في شيء من الغضب:"صديقك الغني الذي قابلته باالأمس هل هو جوردان سمرفيل سمايث؟".
ضاقت عينا راف وهو ينتظر منها الجواب حيث شحب وجهها عندما نطق بإسم جوردان فعاد وقال لها:" يبدو لي من وجهك إن هذا صحيح".
سكت قليلاً ثم عاد ليقول بشمئزاز:" أنت موظفة عندي وفد أئتمنتك على أسرار عملي و أنت قمت بخيانتي".
كان راف يتهمها بغضب فعرفت بأنه كشف كل ما فعلته بشأن المشروع ولكن كيف؟ سرعان ماعرفت جين بأنه جوردان ، هو الذي اتصل براف ورفض ترك اسمه ولكن الآن قد أفصح عن اسمه!
لقد قرأ التقرير الذي أرسلته هي إليه فلم يضيع الوقت بأن يتصل بها هي أولاً وفضل أن يتصل براف مباشرة.
-------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:18 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
بللت جين شفتيها الجافتين وهي تدرك بأنها في مشكلة خطيرة هذه المرة فقالت بهدوء:" راف".
عند ذلك ضرب راف بقبضته المائدة بكل عنف وهو يقول:" لقد ائتمنتك ، لقد وثقت بك، ولكنك اغتنمت أول فرصة لكي تسرعي وتخبري صديقك بكل التفاصيل".
فقالت بتوتر:" إنني..".
فقاطعها بشدة:" إياك أن تنكري ذلك فأنا أعلم أنه ليس هناك سواك من يعلم عن المشروع خاصة أنك أنت من كتب التقرير،فاالتقرير الذي أرسلته أنا للبنك لم يصلهم بعد".
كانت تعرف جين أن هذا صحيح وتعرف أيضاً بأن راف سايطردها من عملها و من منزله.
تابع يقول:" لقد اتصل بي بكل جرأة ليعرض عليّ التعاون معه".
هذه هي تصرفات جوردان ، فهو قد اتصل براف من أجل المشروع دون أن يبوح باسمها و مدى علاقته بها ، كانت تتمنى لو أنها الآن أمامها لكي تشنقه لفعلته هذه .
لابد أن جوردان قد أدرك أن مشروع المجمع الترفيهي هو مشروع ناجح فنظرت جين إلى راف وهي تقول:" وماذا كان جوابك له؟".
فأجاب بكل غضب:" ماذا كان جوابي؟ جين أنت قد أفشيت سراً في غاية الأهمية".
قالت له:" لقد فعلت ذلك بنية طيبة ، إن جوردان رجل أعمال ممتاز و..".
فقاطعها بشدة:" إنني أعرف تماماً من هو".
هزت كتفيها قائلة:" إذن فلابد أنك تعلم مقدار نجاح المشروع،فأنا لم أعلم بأنه سيهتم بالأمر إلى درجة أن يشترك بنفسه".
فكرت جين قليلاً بأنه من المفترض أن تشاركه هي فقالت له:" وبماذا أخبرته؟".
فنظر إليها ببرود قائلاً:" إنه قادم إلى هنا غداً لنتحدث في الأمر".
لقد توقعت جين أن يرفض ولكن من حسن الحظ أنه وافق على ماقابلة جوردان .
كان ما يشغل بالها في هذه اللحظة قدوم جوردان إلى المنزل ولكن ليس بصفة أخاها إنما بصفة رجل أعمال وربما في المستقبل شريك راف المنتظر.
سألها بحدة وتوتر:" هل هو نفس الرجل ياجين؟".
فنظرت إليه بذهول قائلة:" نفس ماذا؟".
فأجاب بخشونة:" الرجل الذي كنت هاربة منه تلك الليلة".
فتوهجت وجنتاها وهي تقول:" إنني لم أكن هاربة منه".
على رغما من أنها تعلم أن هذه ليست الحقيقة ، فقد كانت تحاول أن تنجو من الحياة التي كانت تعيشها مع جوردان .
لاحظ راف حيرتها فقال لها:" لعلك كنت هاربة إليه إذن؟".
فلمع الغضب في عينيها وقالت:"لا لم أكن هاربة إليه".
فقال :" ولكنك كنت تعيشين معه".
فتنهدت لإصراره هذا وقالت:" نعم هذا صحيح ولكن ليس...".
فقاطعها وقد ضاقت عيناه وهو يقترب منها:" ألا يعرف هو عنا شيئاً؟".
فقالت بذهول:" عنا ، ماذا تقصد؟".
فقال لها بلطف:" عن علاقتنا ومدى اتقارب بيننا ".
فقالت جين وهي تنظر إليه :" لا يعرف شيء ".
فقال:" لاأظن جوردان سمر فيل سمايث رجلاً تتحكم به مشاعره لهذا اتوقع أن يكون اجتماعنا ذو طبيعة عملية ، وإذا كان هناك مايقال إلى بعضكما البعض فأنني أفضل أن يكون ضمن وقتكما وليس وقتي".
نظرت إليه جين بتمعن وهي تقول في نفسها أنه لن يطردها من العمل كما كانت تتوقع، وتوقعه حول جوردان بأنه لا تتحكم مشاعره فيه فهذا صحيح ، بصرف النظر عن كل هذا فهي سعيدة لإجل راف لأن مشروعه سأينجح خاصة إذا كان ذلك رأي أخيها جوردان.
سألته جين:" في أي وقت تتوقع أن يصل جوردان؟".
فقال بجفاء:" قبل الظهر".
من خلال كلام راف تشعر جين بأن راف يغار من أخيها حيث يظن بأنه هو حبيبها الثري ، كان يجب عليها أن تختفي عن الأنظار عند حضور جوردان فهي لا تريد أن تعقد الأمور، فيكفي بأن العلاقة بينها وبين راف قد توترت .
أستأذنت قمــر الليل بالخروج من مكتب راف تاركة إياه يحدق في أثرها وقد استغرق في متاعبه لتتصل بأخيها على الفور.
تلقى جوردان مخابرتها قائلاً بجفاء:" ما الذي يبقيك هناك؟".
سكت جين قليلاً قبل أن ترد بشيء من الحدة:" بنظرك ماذا يبقيني هنا؟".
فقال:" ليس عندي فكرة ..أهو كوينلان؟".
قالت ساخرة:" لا تتصنع الدهشة ياجوردان ما الذي توقعته بعدأن اخبرته أنت بمعرفة كل تفاصيل التقرير السري الذي سبق وائتمنني عليه وبكل برودة تتطلب منه الأشتراك معه في المشروع أيضاً"..
جابها على الفور:" إنها طبيعة العمل".
فقالت له بعناد:" لقد جعلت وضعي صعباً للغاية".
فأجاب جوردان:" إنني لا أستطيع أن أفهم".
قاطعته بانفعال:" إنني شقيقتك يا جوردان".
سرعان ما خفضت من صوتها وهي تنظر حولها خشية أن يكون أحداً قد سمعها وهذا مالا تريده، فلقد كان راف منذو قليل قادماً كا الريح العاصفة متوجهاً إلى غرفته .
أجابها جوردان:" إنني مدرك تماماً من أنت يا ريا".
فقالت بصوت ملؤه الإحباط:" ولكنه هو لا يدرك ذلك".
قال لها:" لقد حان الوقت ياريا كي تنهي هذه اللعبة ، لقد ثبتي قدرتك و أنا سأرفع تقريراً للموكلين بوصية الوالد أنصح فيه بالإفراج عن أموالك و دفعها إليك عند بلوغك سن الواحد و العشرين".
كان عليها أن تشعر بلذة الفوز ، فالوصية هي التي دفعتها للقيام بهذه التمثيلية ، وبذلك تحصل على استقلاليتها ولكن هذا يعني بأنها ستترك راف.
قالت جين لجوران:"ماذا لو لم أكن مستعدة لإنهاء هذه اللعبة كما تقول؟".
كانت قمــر الليل تريده أن يفهم الأمر ولكنها علمت أنها فشلت فشلاً ذريعاً عندما رد عليها قائلاً:" لا تكوني فتاة سخيفة يا ريا".
أصبح الآن بحديثه بهذ الشكل يشبة راف ، فتابع قائلاً:" فأنا لا أقبل أن تكون شقيقتي سكرتيرة لشريكي في العمل".
فقالت له بجفاء:" ألم يخطر في بالك أنه لا يمكن أن يقبل راف بأن تكون شريكه في المشروع".
فأجاب بصوت مليء بالثقة:" بل سيقبل هذا إذا كان لديه حس عملي".
إن جوردان لم يرى راف بعد حتى يتأكد من موافقته أن يكون شريكه ولكن جوردان واثق من نفسه تماماً.
فعاد جوردان يقول:" ولو أنني لست متاكداً من أنه يملك هذا الحس" .
فقالت له بتحدي:" سوف نرى غداً".
أجاب بدون اهتمام :" من الأفضل أن تحزمي امتعتك لكي تغادري معي غداً بعد الانتهاء من الاجتماع".
وقبل أن ترد كان قد أقفل السماعة فاأصيبت جين بالخيبة فلا عجب أن فكرت بشنقه ، ومع هذا قد يكون على حق بالنسبة الى حزم امتعتها وهذه لن تستطيع النوم.
شعرت جين طيلة الصباح بألم برأسها ولم تستطع التركيز على العمل، وقد لاحظت بأن السيدة هوارد تلقي عليها نظرات فضولية خاصة عندما رفضت الأكل وفضلت فقط فناجين من القهوة.
نظرت جين الى نافذة غرفة الجلوس عندما شاهدت سيارة جوردان الجاكوار الجديدة الطراز تدخل الى المنزل الساعة العاشرة و الخامسة والعشرين بالضبط وكانت تعلم جين بأنه حريص على أن يقود سيارته بنفسه ، إذ أنه يكره ان يسلم زمام حياته الى حداً ما.
شعرت جين بزهو الأخت بأخيها وهو ينزل من سيارته فقد كان وسيماً بشكل لا يصدق وملئياً بالحيوية وكانت ملابسه في غاية الأناقة.
وكانت أول ماشعرت به نحوه هو أن تركض إلى الباب الأمامي و تفتحه له على مصراعيه ولكن هذا سايبدو غريباً بالنسبة الى السيدة هوارد، وإذا ألقت بنفسها بين ذراعيه فهذا سايسبب صدمة الى راف عندما يراهما .
وأمكنها جين سماع الأصوات في الردهة لتعلم بأن السيدة هوارد دعته إلى الجلوس لتتجه بعد ذلك إلى مكتب راف لتخبره بقدومه، وقد كانت السيدة هوارد تعلم بأن السيد راف سأسيتقبل ضيف.
لم تستطع جين المقاومة في أن تجعل جوردان ينتبه الى وجودها في المنزل وذلك في غياب مدبرة المنزل، وفي اثناء خروجها من غرفة الجلوس لوى جوردان فمه قائلاً:" المنزل في غاية الروعة ريا".
فأومأت برأسها قائلة:" ومن الممكن أيكون أفضل من ذلك".
فقال لها:" وهذا ما جئت أنا لأجله".
كانت جين تعلم بأن المجمع الترفيهي هو آخر فرصة امام راف للا حتفاظ بأملاكه فقالت متوسلة:" جوردان لم أجد فرصة أخبر راف بأنك أخي ، سأكون شاكرة لك جداً إذا أنت لم تفعل ذلك".
لقد كانت جين تريد أن تخبر راف بذلك بنفسها ولكن في الوقت المناسب .
بدا جوردان متشككاً فقال لها:" لا أظن ان..".
فجاء صوت السيدة هوارد من خلفهما :" ان السيد كوينلان في انتظارك ياسيد سمر فيل سمايث".
التفتت جين إلى المرأة وهي تتساءل ماالذي سمعته من حديثهما ، المسكينة السيدة هوراد لابد أن كل هذه الاحداث قد اصابتها باتشويش ابتداء بوصولها والآن وصول جوردان .
كانت خطة راف في انتظار جوردان في مكتبه هو تكتيك يستعمله عادة مع رجال الأعمال وهذا بالضبط ما يفعله أخيها جوردان .
قال لها جوردان مازحاً وهو يتبع السيدة هوراد إلى غرفة المكتب:" سأتحدث اليك فيما بعد".
شعرت ريا-جين بعدم ارتياح أثناء حديث الرجلين في المكتب وكانت في انتظار خروج جوردان حتى تعرف ماحدث، فاالتشابه الذي بين الرجلين يقف حائلاً في أن يحب أحدهما الآخر ولكن لابد أن يكون هناك إحترام متبادل بينهما ، هذا إذا ما وقف راف ضد الفكرة بسبب ظنه بأنها على علاقة مع جوردان.
لم تستطع جين الانتطار فكلما طالت مدة الاجتماع زاد توترها في نهاية توجهت نحو المطبخ آملة أن تجد ما يشلغها عن الأمر، وعندما رأت السيدة هوارد تجهز صينية القهوة فكرت أن تأخذ بنفسها القهوة لهما.
سألتها السيدة هوارد بعفوية:" انك تعرفين السيد سمر فيل سمايث أليس كذلك؟".
أرات جين أن تشرح لها كل شيء ولكنها قالت لها:" نعم أعرفه ، إنه من لندن و يسرني أن آخذ لهما صينية القهوة إلى المكتب بدلاً عنك".
قالت لها السيدة هوارد تسألها:" إذن هل أضع فنجاناً ثالث؟".
أجابت وهي تتصور ثورة راف اذا هي جلست تتناول القهوة معهما:" لا ضرورة لذلك، انهما يتحدثان في شؤون العمل".
فبدأ الفضول على وجه السيدة هوارد فاجين تعلم بأن لايوجد طريقة تجعل المرأة توجه إليها الأسئلة عن طبيعة تلك الشؤون سأتترك الأمر لراف ليخبرها فيما لو حدث تغيير في الأملاك.
وحسب معرفة جين براف لم يكن هناك ما يضمن قبوله لعرض جوردان في أن يكون شيرك.
دقت جين باب المكتب فوقعت عينيها في عيني راف فسمح لها بإدخال صينية ، كانت تعرف جين بأنه سأيتصرف تصرف آخر لو لم يكن جوردان موجود.
سألت قمــر الليل باسمة:" هل اسكب القهوة بنفسي؟".
لم تكن تقصد جين بابتسامتها واحداً معين منهما إذ كانت تعلم بأنها إذا نظرت إلى راف فسترى الثورة في ملامحه، اما إذا نظرت إلى وجه جوردان فسترى التسلية و اللهو في ملامحه، لهذا قامت بهذا التكتيك .
أجاب راف ببرود وهو يغلق الباب خلفها:" ولم لا؟ انني متأكد انك تعرفين عادتنا المفضلة في شرب القهوة".
توترت جين من كلامه فأهتزت يدها قليلاً وهي تصب القهوة فأضاف راف بخشونة:" طبعاً لاحاجة بي لتقديم الواحد منكما للآخر أليس كذلك؟"
إلتزمت جين الصمت فقال جوردان:" نعم لا حاجة فأنا أعرف الآنسة ".
بدأت دقات قلبها تتزايد و رأت فك راف يقسو ربما ماكان عليها ان تحضر صينية القهوة بنفسها، استدارت وهي تقول بسرعة:"سأترككما أنتما الاثنان تتحدثان".
فقال راف معترضاً حيث ويبدو عليه الغضب من نظراته وصوته:" لقد انتهى حديث العمل وبقيت مسألتك أنت".
نظرت جين بذعر وهي تردد بذهول:" أنا!".
حولت جين نظرها الى جودان متسائلة عما قد قاله لراف فكان جوابه لها بأن هز كتفيه بحيرة ، إذن مازال يظن إن جوردان صديقها الثري.
قال جوردان فجأة:" إن ريا- جين سترحل معي بالطبع".
عند ذلك بان على وجه راف الغضب خاصة بعد أن سمع إسمها الحقيقي ومن فم الرجل الذي هربت منه فقال متحدياً:" إن الأمر يعود إلى جين".
نظرت جين إلى الرجلين ثم سمعت جوردان يقول:" لم يعد هناك ضرورة لوجودك هنا".
توتر فم راف ثم نظر الى جين وهو يقول بخشونة:" هل تريدين ان تعودي معه؟".
وقفت تفكر والأرض تدور بها فقال جوردان بضيق:" ما الذي كان يدور اثناء الأسبوعين الماضيين يا ريا؟ فقد قلت إنه مجرد عمل".
شعرت جين بوجنتيها تتوجهان فقالت بحيرة:" انني لا..".
فقاطعها راف بخشونة وقد بدا التوتر في جسده:" هل تريدين ان تعيشي معه، أم تبقي هنا معي؟".
معه! هل هو جاد في ما يقول؟ ولكن يبدو إنه جاداً جداً.
أفقال له:"نني لست بحاجة إلى أن أدافع عن نفسي راف مهما كان رأيك العكس".
قد قالت جين ذلك لأنها لا ترى سبباً لعرضه عليها البقاء معه ثم أكملت :" ثم إن جوردان هو..".
فقاطعها راف بشدة:" هو ثري جداً وذو نفوذ ، ولكن هل هذا هو حقاً ماتريدين؟ تريدين رجلاً ثرياً".
فقالت له:" انك تعرف ان ذلك ليس..".
فقاطعها أيضاً قائلاً:"ليس لدي ثروة الآن ولكن عندما ينجح مشروع المجمع الترفيهي كما يعتقد السيد سمر فيل سمايث، فساأمتلك ثروة في ذلك الوقت، أنا لا أعرف إذا كنت تحبيني ولكنني أعرفت من شعورك و إستجابتك لي بأنك لا تحبينه".
ونظر ناحية جوردان وهو يتابع الحديث متحدياً:" وأنا أعرض عليك الزواج ريا-جين".
الزواج ! هل يريد ان يتزوجها؟ نظرت جين إليه متفحصة ،لم يكن يبدو عليه منظر رجل يعرض الزواج على من يحب.
قال لها جوردان بصوت حاد:" ريا انك لم تجيببيني بعد عن سؤالي".
لقد كان جوردان يريد أن يعرف ماذا حدث لها هنا اثناء وجودها.
قال راف لجوردان بصوت متحدي:" كفى ارهاباً لها بامكانها هي ان تقرر ما تريد".
فنظراليه جوردان ببرود قائلاً:" صديقي السيد..".
فقاطعه راف بشدة:" انني لست بصديقك".
فرد عليه جوردان بحدة:" لابأس السيد كوينلان لا أدري ما الذي سبق و أخبرتك به ريا عنا نحن الإثنين".
عبس في وجه ريا قبل ان يتابع قائلاً:" ولكن يبدو ان ثمة سوء فهم منك لنوع الصلة التي تربطني بريا-جين، فأنا لست مثل ما أنت تظن انني في الحقيقة..".
فقاطعته جين فقد كانت تعلم ان كل شيء سيتغير عندما يعلم راف حقيقتها ، وهي حتى لم تجب على عرض الزواج الذي قدمه فقاطعته قمــر الليل محذرة:" كلا يا جوردان".
رمقها أخوها بنظرة غاضبة فقال:" اذا كان هناك مشكلة بينك وبينه كان عليك أن تحليها قبل حضوري هذا الصباح لقد اخبرتك الليلة الماضية".
فردد راف كلامه بارتياب:" الليلة الماضية! هل اتصلت بسمر فيل سمايث الليلة الماضية بعد حديثنا ".
فقالت عابسة:" نعم ولكن ولكن".
فاستدار راف الى الرجل الآخر يسأله:" ما الذي يجعلك تتحكم بها بهذا الشكل؟".
فأجابه جوردان بهدوء:" ليس هناك تحكم يا كوينلان هنالك فقط علاقة وثيقة بيننا ".
ثم دار جوردان الى ريا-جين يقول لها:" هل ستضعين أنت نهاية لهذه المهزلة ام أنا؟".
قال راف غير مصدق:" هل انتما زوجان؟".
فقال جوردان مستنكراً :" طبعاً لا ، ولو كانت كذلك لكنت وضعتها على ركبتي واشبعهتا ضرباً وربما في يوماً سأفعل ذلك".
ونظر جوردان إليها متحدياً بعد كلامه هذا فأشاحت بوجهها عنه، ثم اقتربت من راف وقفت امامه فوضعت يدها على ذراعه وقالت:" هل تريد حقاً أن تتزوجني؟".
فأجاب بخشونة:" ماكنت لأطلب منك هذا لو أنني لا أريد ذلك".
ربما لم يكن الوقت مناسباً لكي تقول له انه طلب منها هذا لأنه يريدها إنما بديل حتي لا تذهب مع جوردان .
تمتم جوردان:" أرجو ان تكون مدركاً ما أنت فاعله يا كوينلان فا أنا لا يريدك أن تقع في المشاكل ،خاصة أنك ستكون شريكي في المشروع ، وإياك أن تقوم بإعادتها الي عندما يصعب العيش معها".
فقالت جين محتجة:" ولكنني لست صعبة المعشر و ..".
فقاطعها بفروغ صبر:" انك غالباً لا تطاقين ولكن ربما ستكون لك زوجة أفضل مما هي لي".
فقاطعه راف بشدة:" حذاري مما تقول سيد سمر فيل سمايث".
فأكمل جوردان كلامه بجفاء:" أختاً".
استدرات جين هاتفة إلى أخيها:" جوردان لا ..لا ".
عند ذلك رأت توتر راف ومدى إنزعاجه عندما عرف بعلاقتها بجوردان وعادت تهتف تخاطب راف:" كنت انوي ان أخبرك بالأمر بنفسي".
ولكنه لم يكن ينظر اليها بل يحدق في جوردان يسأله:" هل قلت انها أختك؟".
فأجاب :"نعم و أنا أعلم ان الشبه قليل بيننا ، فهي تشبه أمنا ، حسناً أظن أني أشبه والدي، ولكن ريا هي أختي بكل تأكيد".
هنا نظر راف إليها وكان في عينيه الاحتقار لها ما جعلها تشعر وكأنه وجه لها صفعة قوية فقال لها:" إذن إسمك هو ريا-جين سمرفيل سمايث".
فقالت وهي تمسك برأسها الذي بدأ يدور:" دعني راف أوضح لك الأمر".
رفع راف يده ليمنعها من الاقتراب قائلاً بعنف:" لاشيء هناك يحتاج إلى توضيح ، مهما كانت نوع اللعبة التي كنت تقومين بها هنا فقد انتهت الآن".
فهتفت باكية:" راف".
قال هائجاً في وجهها:" أريدك ان تخرجي من منزلي الآن".
استدار راف ليجلس خلف مكتبه واكمل حديثه :"أنتما الاثنين".
فعادت تهتف بحرارة و لطف:" ولكن راف..".
فقاطعها اخوها بهدوء:" أظن من الأفضل ان نذهب".
عرف جوردان ان غضب راف وصل إلى حالة الانفجار وتابع يقول:" هيا إذهبي وأحضري امتعتك لكي نرحل من هنا".
فقالت بصوت مخنوق:"ولكن جوردان".
فقال ليهدئها:" إنه ليس الوقت المناسب ياريا".
فا ألقى نظرة على وجه راف الذي يبدو كأنها تحجر فعاد ليقول لها من جديد :" كلا ليس هذا الوقت المناسب أبداً".
هاهي الأمور قد بلغت غاية السوء ، لو أمكنها ان تشرح الأمر لراف ولكن جوردان على حق إنه لا يريد ان يسمع أي شيء الآن،ربما عندما يهدأ سيكون في امكانها ان تشرح له سبب تصرفها بهذا الشكل، مع انها تتوقع من وجهه أن الوقت سأيطول قبل أن تتمكن من أن تشرح له الأمر.
خرجت مع اخيها من غرفة المكتب لتصعد الى غرفتها لتحضر حقيبة ثيابها ، عندما نزلت كان جوردان في انتظارها ولم يكن هناك أثر الى راف، لم تستطع أن تلقي عليه نظرة أخيرة ولم تستطع أن تلقي تحية الوداع حتى على السيدة هوراد فركضت الى الخارج باكية.
لم ينطق جوردان بكلمة واحدة وهو يضع حقيبتها في صندوق السيارة ، وبعدما جلسا داخل السيارة ضغط عل كتفها مواسياً وهو يقول:" ليس بامكانك ان تلومي راف يا ريا فهو يشعر بالخيانة وعدم ثقة بك فأمنحيه الوقت".
أومأت برأسها وقد منعتها الصدمة من تنطق بكلمة واحدة.
---------------------------------

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.