04-01-11, 01:43 PM | #1 | ||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| نكران قصة قصيرة بقلم رشا الصيدلي نكران لم أرَ والدي يوما ، ولولا معارضة العجوز لتخلت عني أمي لميتم ! تربيت في كنف العجوز ودعوتها بالجدة لما تلقيت منها الرعاية والدلال ، كان بيتنا كبير ويضم غرف كثيرة ، وكن جميع بنات الجدة حتى أمي متزوجات من رجال لا أراهم إلا في الصباح الباكر عندما يخرجون من الدار. لم يكن في البيت صغار ألعب معهم ، بل كنت الطفلة الوحيدة فيه ،وكانت الجدة تمنعني من الخروج منه إلا برفقتها عندما تذهب للتسوق ، ورغم ما منحتني إياه من الرعاية والدفء ، إلا أنني كنت دائمة الشكوى والامتعاض من أمي التي ترمقني بنظرات تحمل بين طياتها غضب أجهله ، ورغم معرفتي برغبتها في التخلي عني منذ الصغر ، إلا أنه لم يمنعني من التمني بمناداتها أمي ، فضممت تلك الأمنية في صدري ودفنتها كما تدفن السلحفاة بيوضها في الرمال على أمل أن يفقسن يوما ، وهذا ما كنت أتطلع إليه عندما أفتح عيني كل صباح ، كنت أسرع للوقوف في زاوية أختلس فيها النظر إلى زوجها الذي يخرج من حجرتها بهندام مرتب ، وهي ترافقه السير تشمله بنظرات مبتسمة، لطالما حلمت بها . أما دفء أحضانها فهذا ما كنت أجرؤ تخيله ، فهو أمر من المستحيل تصوره، أن تضمني في صدرها وتمسد ضفائري. لا أذكر أنها تكلمت معي يوماً ، كانت فقط ترمقني بنظرات ترعد أوصالي وتشل أفكاري لتدخلني في دوامة أخرج منها بسؤال واحد فقط ، لماذا تنكرني ؟ لا أنسى ملامح وجهها الغاضب عندما شدت جدتي شالا أحمرا حول خصري وصفقت تشجعني على الرقص والبهجة تلمع في عينيها وعيني بناتها ، كنت أحاول الإبتسام لها رغم شعوري أن نظراتها تثقب ظهري بما كنته من سهام مجهولة هويتها ! . كبرت وأصبحت في الرابعة عشرة، وبرزت مفاتن أنوثتي كتفتح بتلات الورود، كنت أزهو بغرور متطلعة لنظرات الشبان حولي ، منهم من يرمي بغزل على مسمعي ، ومنهم من كان يتبعني وجدتي إلى دارنا ، و ما إن تراهم حتى يتجهم وجهها, كنت أجهل ما يجري حولي , ولا أفطن الكثير عن عالمي, ولا أعلم لماذا تشاجرت أمي مع الجدة قبل أن تقدم لي الأخيرة فستان أبيض تحثني لارتدائه بعد أن زينت إحدى بناتها شعري..ووضعت الألوان على وجهي ! كنت أسمع نحيب أمي تبكي والجدة تسوقني إلى إحدى الحجر لأرى شاباً بهي الطلعة كان ينتظرني . ودعتني من رعتني هامسة في أذني :" ليلة سعيدة يا أجمل عروسا " . اقترب مني الشاب وابتسامة غامضة تعلو ملامحه , تساءلت هل بت عروس؟ هل أصبح هذا الشاب زوجي ؟ لكن ماذا عساي فعله ؟ فكل ما تعلمته من الجدة عن عالم الرجال شيئا واحدا " امنحيه اللحظات الجميلة ، يمنحك ما تريدينه " .لكن أي لحظات جميلة قصدتها !. تكلم قائلا " لقد أخبرتني جدتك أنك شابة مطيعة، فهل أنتِ كذلك ؟". طأطأت رأسي حياء، كان جسدي شعلة توقد خجلا ، لم أستطع نطق حرف واحد ، ضمني بذراعيه القويتان ،وإذا بخدر كبير يجتاح جسدي عنوة ! مضت تلك الليلة ولا أعلم كيف مضت ، حتى جاء الصباح، استيقظت وحيدة على السرير ، لم يكن زوجي بقربي ، ربما خرج لعمله ! تبسمت بسخرية فأنا لم أعرف اسمه حتى؟ فخجلي جعلني حمقاء بشكل مضحك ، أسرعت ورتبت السرير ثم ارتديت فستاني الأبيض من جديد ، ولما خرجت ذهلت بنظرات والدتي ، كانت نظرات حزينة ،ممزقة. اقتربت مني بخطى منكسرة حتى أصبحت المسافة بيننا خطوتين فقط ،التقت نظراتنا بمستوى واحد ، نظراتي المتسائلة، ونظراتها العاجزة، كانت هذه أول مرة تكون المسافة بيننا بهذا القدر البسيط ..هل ستهنئني على زواجي ؟هل ستغير رأيها بين ليلة وضحاها ..؟ فجأة امتدت يدها ببطء إلى فستاني ، مزقت جزء منه قائلة : " لم تعودي بريئة لترتدي هذا اللون "! لم أفهم ما قصدته ..فقد جاء صراخ جدتي كزئير يدوي المكان يحثها على السكوت ,شملتني والدتي بنظرة متأسفة من طرف عينيها الدامعتين قائلة : "لم أكن قوية لأبعدك عن هذا الجحيم ، ثم أسرعت مهرولة إلى حجرتها مغلقة بابها خلفها بعنف ". جاء المساء وتلاه سبعة ليال وزوجي لم يأت، وكلما سألت جدتي عنه,أجابتني : "دعك منه سيأتي أفضل منه " . لم أفهم ما عنته حتى جاءت الليلة التي ساقتني إلى حجرتي قائلة : " هيا أيتها العروس ، الرجل بانتظارك ، وكما أخبرتك امنحيه لحظاتك الجميلة كي يعود لك من جديد ". ملأتني الفرحة ، لقد عاد زوجي ، أسرعت الخطى وفتحت الباب , تسمرت في مكاني ، متمتمة : "من أنت ؟ " كان رجل غريبا ، مفتول الشارب يكبرني أعواما كثيرة ! .. تبسم بخبث مجيبا : "عريسك الجديد ". كبرت ، والليالي تمتص ربيعي ، لأجساد تشتري دفء السرير، تملأ فراغاتي الصقيع ، وأنا أرسل بنظرات ناكرة لامرأة شاحبة تقف عند زاوية البيت ، و صراخ طفلة جديدة يخترق جدران حجرة عفنة . تمت | ||||
04-01-11, 03:54 PM | #2 | ||||
نجم روايتي وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اظنك الان قد وجدت الاجابة للسؤال الذي حيرك و كبر معك... لما ذلك النفور و الكره الصادر من والدتك... قصة مؤلمة جدا و مؤثرة...طفولة مسروقة و براءة مسلوبة...عالم قذر و موحش... للأسف لازال البعض مرغما على العيش فيه... عيون الرشا....شكرا لك | ||||
04-01-11, 04:03 PM | #3 | ||||
كاتبة في مكتبة روايتي
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته انا لاأزال واقعه تحت تأثير وصدمه ماقرأت قصه مؤثره وموجعه ومؤلمه سطرتيها بمنتهى الابداع أيوجد فى هذه الدنيا قساوة وبشاعه الى هذه الدرجه كم أشفقت على برائتها المسلوبه والوهم التى عاشت فيه مع تلك العجوز البشعه ااااااااااه من زمن كثرت فيه الأعمال المشينه تسلم يمناااااااااكى ودام ابداعك | ||||
04-01-11, 05:47 PM | #4 | |||||
روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| حمداً لله على عودتك رشا ... إشتقنا لك كثيراً ... و تسلمى على القصة المؤثرة بشكل كبير ... كم هى قاسية الحياة ... لم كانت أمها بهذه السلبية ... لم لم تحملها و تهرب بها من عالم عبودية الجسد المهينة ... لقد أورثتها مهنتها و عارها و سلبيتها ... و ها هى الدائرة تدور رشا شكراً لك و فى إنتظار جديدك ... | |||||
04-01-11, 07:42 PM | #5 | |||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
الحياة ليس حلم وردي أظن أحدهم .. تحياتي وامتناني على التواجد الرائع | |||||
04-01-11, 07:46 PM | #6 | |||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
ان احدث صدمة لاحد قراء سلسلة الشفق فهو امر مبهج إلى نفسي . لقبلك الجوري باقة من الورد . تحياتي | |||||
04-01-11, 07:50 PM | #7 | |||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
أعذري غيابي لظرف خاص ..أشتقت لك ولكل الاصدقاء ومن الجميل ان اجد لك رواية بعنوان (مها ) أأمل أن اجد متسع من الوقت لقراءتها . لطبعك الكريم وتواجدك الاجمل باقة من الزهور العطرة . تحياتي يا غالية | |||||
04-01-11, 08:11 PM | #8 | ||||
نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي
| مساء الخير الحمد لله على السلامة رشا اشتقنالك كم هي قاسية حياتهم وتلك العجوز البشعة في داخلها تعطيهم الحنان والامان الزائف وبعد ذلك تقودهم الى مصير بائس من احضان رجل الى اخر وهي تتاجر بهم . كان من الافضل ان ترمي بها والدتها في الميتم لربما كانت حياتها اكرم من هذه الزائفة والنتيجة دائرة تدور كل مرة وفتيات لايعرفن البداية او النهاية سوى ان ينجبن فتيات يكملن الدوران في نفس المسار شيء مؤلم ولكن الواقع لامفر منه سلمت اناملكِ رشا | ||||
05-01-11, 04:23 PM | #9 | ||||
قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه - نجم روايتي وكاتب سابق في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اتضحت سلبية الوالدة منذ جملة الرجال الذين لا تراهم إلا مغادرين في الصباح ،، من المحزن جدا أن تسرق البراءة عنوة ، و أن تكتشف في من أودعته ثقتك الخيانة الكبرى ،، نظرات الأم لم تكن كافية ، و هي تعلم ذلك تماما ، فلماذا لم تقدم أكثر . يبقى السؤال دعابة للصدى قصة جيدة و فكرتها ممتازة تطرح مشكلا واقعيا ، لكن النص به أخطاء قد تعوق الاسترسال بالقراءة . ودي و تحاياي . | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
رشا الصيدلي ، نكران ، قصص قصيرة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|