آخر 10 مشاركات
471 - فرصة العمر الأخيرة - جاكي براون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          490 - رقصة تحت ضوء القمر - روبين دونالد (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          ابرياء حتى تثبت ادانتهم ، للكاتبة الرائعة حلم يعانق السماء ، عراقيـة (مميزة) (مكتملة) (الكاتـب : *انفاس المطر* - )           »          312-الطرف الثالث -روايات دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )           »          353 - رياح الجمر - ريبيكا ونترز (الكاتـب : حنا - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-11, 02:53 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
New1 22- الماضي لا يعود - آن ميثر - روايات عبير القديمة




22- الماضي لا يعود - آن ميثر - روايات عبير القديمة



الملخص

أخطأت مادلين مرة في شبابها , إلا أنها هرعت تحتضن الثمرة بكل ما أوتيت من حب وحنان وتضحية . وعملت جهدها كي تنشأ ابنتها ديانا في جو عائلي لا تشوبه شائبة . فتزوجت رجلاً لم يكن بحاجة الى زوجة بقدر حاجته الى مدبرة لمنزله . لكن القدر شاء أن يموت هذا الرجل وتبقى مادلين أرملة مع ابيتها الوحيدة ديانا .
في عالمها رجل واحد هو العم أدريان الذي يتمتع بكل الصفات الأبوية ويرشح نفسه ليكون زوجاً لمادلين في المستقبل . لكن ظهور رجل يدعى السيد فيتال الرئيس العام لشركة سيارات أجنبية حيث تعيشان . قلب المقاييس وغيّر الاحتمالات .كيف تتصرف مادلين مع ابيتها التي ربيت في جو لا يعرف المفاجاه , خاصة ان أمها انجذبت الى ذلك الايطالي الغريب .... وتتأثر ديانا الى حد اليأس والفرار, لكن من ينقذ حياتها في اللحظة الحاسمة ؟ وكيف يتأكد الجميع في هذه الرواية ان الماضي لا يعود ؟

روابط الرواية





word

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




text

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 31-03-19 الساعة 04:10 PM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 02:55 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- البنت وامها




طوت مادلين آخر رسالة ووضعتها في الظرف وأغلقته سعيدة شاكرة ، وتنفست الصعداء ، ثم وضعت الغطاء البلاستيك على آلتها الكاتبة ، واغلقت درجها بالمفتاح ، ودست المفاتيح في حقيبتها ، وبينما كانت تسير الى الباب إلتقطت سترتها المصنوعة من الجلد وإرتدتها وهي تمر ببصرها في أرجاء الغرفة لتوقن من أن كل شيء مرتب في عطلة نهاية الأسبوع ، وعندما إرتاحت الى ذلك فتحت الباب وخرجت.
كانت الممرات الطويلة ، التي كسيت أرضيتها بالمطاط ، تمتد أمامها ، وتحيط بها على الجانبين فصول دراسية ومزيد من الممرات ، وكانت تبدو الآن بغير الحشود المثرثرة من الأولاد ، عارية مقفرة لا حياة فيها ،وفجاة ظهر جورج جاكسون ، بوّاب المدرسة ، من احد الركان الكثيرة وإتخذ طريقه اليها ، فإبتسمت مادلين حين رأته يقترب ، إذ كانت ولوعة بالحارس المسن ، الذي كان يرعى الأمور بكفاءة عالية.
تساءل وهو يقترب منها:
" الم تذهبي بعد يا سيدة سكوت ؟ تعلمين ان الساعة تجاوزت الخامسة".
اومأت مادلين برأسها وقالت:
" انا ذاهبة الان يا جورج ، تركت الرسائل القليلة الأخيرة على مكتبي كالعادة ".
قال جورج ، وهويبحث في جيوبه عن غليونه:
" حسنا ، ساتولى امرها ، إذهبي الان يا عزيزتي ، فإن إبننتك ستتساءل اين انت".
قالت مادلين ، وهي تبتسم مرة أخرى:
" قد تكون على صواب ، أراك يوم الإثنين".
ومضت عبر الممر ، وكعب حذائها لا يكاد يحدث صوتا ، ومع أن المدرسة كانت خالية ، كان فيها ما يجذبها اليها ، وكانت تستمتع بالعمل هناك كسكرتيرة للناظر – أدريان سنكلير ، كانت سكرتيرته لأكثر من خمس سنوات الان ، منذ جاءا الى أوترييري.
وكان مدخل هيئة التدريس يفضي الى مكان وقوف السيارات ، التابع للمدرسة ، ومادلين ، التي تمتلك دراجة بخارية سكوتر مشت بسرعة الى حيث كانت اوقفتها ، وكانت الدراجة البخارية هي الآلة الوحيدة المتروكة في المكان ، وبينما كانت تدفع بقدمها آلة التشغيل ، إرتعدت ، كان الوقت في اواخر مارس – آذار ومع ذلك كان الهواء لا يزال باردا برودة الثلج في الصباح والمساء ، ولم يكن ركوب الدراجة البخارية يبعث على البهجة كاشهر الصيف الدافئة.
مضت راكبة الى باب الخروج وتباطات وهي تصل الى الطريق الرئيسي ، كان المرور يتدفق بجوارها ، وكان معظم المارين من العمال الذين غادروا مصنع السيارات القريب ، ومع أن أوترييري كانت بلدة صغيرة ، إلا ان المصنع الجديد الكبير الذي قام على مشارفها زاد من حجم التعداد الى حد كبير وكانت هناك بيوت تبنى تدريجيا ليقيم فيها الرجال الذين كانوا في الوقت الحاضر يرتحلون الى عملهم من اماكن بعيدة.
وعندما توقفت حركة المرور قليلا دخلت مادلين مجراها الرئيسي ، وغيّرت سرعتها وكانت تستمتع بشعور الحرية الذي تتيحه لها الدراجة البخارية ، اما المركبات المنذرة بالخطر ، التي كانت تندفع حشودها بجوارها فلم تكن لتضايقها كثيرا ، لم تشعر بانها عصبية ، ولم تكن كذلك أبدا وهي تقود وكان ركوب الدراجة البخارية لا يستغرق منها سوى جهد ضئيل.
وفجأة مرت بجوارها مسرعة سيارة حمراء ضخمة ، وبدا جسمها الثعباني المنساب دليلا اكيدا على سرعتها غير المحدودة ، وعبست مادلين والتيار الناجم عن مرور السيارة يكتنفها كموجة طويلة من امواج المحيط ولم تكد تستقيم حتى إضطرت الى تشغيل فراملها بكل ما تملك من جهد في الوقت الذي بدا فيه ذيل السيارة يندفع بعنف سريع نحوها ، كان السائق قد توقف بغتة بسيارته ، وكان مصباحاها المزدوجان يشعان كمنارة ويضيئان الطريق حتى في وضح النهار.
كانت مادلين مفرطة القرب ، فوضعت قدميها على الأرض لتجرب الوقوف ، ولكن الدراجة البخارية كانت تنزلق ، وفي الثانية التالية إرتطمت بها ، لم تكن خبطة شديدة، فقد وفرت عليها فراملها ذلك ، ولكن الدراجة البخارية انقلبت وإستقرت مادلين على الأرض وهي تشعر بالحماقة.
وبينما كانت تحاول الوقوف إمتدت يدان قويتان وساعدتاها ، يرافقهما صوت يبدو كالثلج المنسحق ، يتساءل:
" ماذا تظنين انك تفعلين؟".
إتسعت عينا مادلين وحدقت في الرجل الذي يواجهها غاضبة ، هل هو في الحقيقة يلومها ؟ عجبا ، إنه هو الملوم؟
واصل كلامه بلا تردد ، ولهجته تبدو غير ودية:
" هنا طريق عام ، وليس ملعب أطفال !".
ثم أضاف مكملا:
" يجب أن تفكري مقدما ، أو تبقي بعيدا عن الطريق".
إبتدرته مادلين في سخط:
" إنتظر لحظة ، إنها غلطتك انت بسبب وقوفك بهذه السرعة البالغة".
قالت ذلك بغضب بينما كانت عيناه الساخرتان تتفرسانها ، وتساءلت مادلين من أي جنسية يكون ؟ فقد كانت هناك لكنة في صوته ، ضعيفة لكن لا تخطئها الأذن ، ليست إنكليزية بالطبع ، ثم قالت:
" هذا الطريق لم يجر إنشاؤه لسباق السيارات ، وعادة ما يبدي سائقو السيارات مقاصدهم بإشارات ، تكون بمثابة تحذيرات مسبقة لمن يتبعهم في الطريق".
قاطعها قائلا:
" ادرك ذلك ، حسنا ، أعترف بانني توقفت فجأة ، لكنني لو لم أفعل لحدث ما هو أشد خطورة ، وإذا سرت الى مقدمة السيارة ، فسترين بنفسك".
مشت مادلين ببطء بعد ان إعتدلت قامتها ، وإن كانت تشعر بهزة بسيطة ، ولفت حول الوحش الأحمر ، ثم توقفت ودفعت بيديها في جيبي سترتها ، وكانت هناك ثلاث سيارات متصادمة في وسط الطريق ، وكان من الواضح ان إحداها إرتطمت بالسيارتين الآخريين ، وبينما كانت تقف هناك ، كانت إحدى سيارات الشرطة تأتي مجلجلة الصوت عبر الطريق من أوترييري ، ولكن لم يكن هناك فيما يبدو من أصيب إصابة خطيرة لحسن الحظ.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 03:00 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قال رفيقها وهو يبدو مسرورا الان :
"حسنا ؟ هل هذا يقنعك بان دوافعي كانت معقولة؟".
هزت مادلين كتفيها ، وقالت:
"بالطبع ، معذرة لأنني قفزت الى النتائج ، ولكن الدراجة البخارية ليس لها في الواقع قوة فرامل سيارة مثل هذه".
قالت ذلك وهي تشير نحو السيارة.
إنحنى الرجل برأسه ، ثم قال متأخرا قليلا:
" هل اصبت؟".
لم تستطع مادلين أن تكتم إبتسامة ، وقالت وهي تهز راسها:
" لا ، أشكرك ، فإنني لا أزال قطعة واحدة ! خير لك أن تفحص سيارتك ، فالأرجح أن تكون في حاجة الى إصلاح".
إبتسم كذلك بشيء من السخرية ، ووجدت مادلين نفسها تفكر كم هو جذاب ، كان طويلا ذا منكبين عريضين يستدقان الى ردفين نحيلين ، وكان أسمر البشرة بفعل الشمس ، وكانت عيناه زرقاوين غامقتين ، وشعره اسود فاحما ، وهذا ما جعل مادلين تفكر في انه ربما اسبانيا او إيطاليا ،وكان يتحرك برشاقة وسهولة ، وكان سلوكه المتراخي ، يخفي وراءه فيما يبدو حيوية مكبوحة ، وكانت حياكة بذلته خالية من العيوب ، حاكتها كما هو واضح يد صانع ماهر ، وكانت لكنته الضئيلة وتمكنه الممتاز من الإنكليزية يشيران فيما يبدو الى أنه تلقى تعليما باهظ التكاليف ، وتساءلت من يكون ، فقد كانت تعرف بمجرد المظهر معظم ذوي الثراء في أوتيرييري ، ولكن هذا الرجل غريب.
قال وكأنه يدرك خواطرها.
" إنني مرتبط بمصنع شريدان ، ولهذا فلا أكاد أعتقد أننا يجب ان نشغل انفسنا بإصلاح سيارتي وهي لم تتأثر كثيرا ، كما ترين".
كان شريدان مصنع السيارات الذي يقع على الطريق مؤسسة إيطالية أمريكية ، وأول مشروع مشترك من نوعه للإيطاليين والأميركيين في انكلترا ، وكان هذا يفسر لكنته أيضا فيما يبدو، من الواضح انه ينحدر من أصل إيطالي ، ولكنه قضى اعواما كثيرة في الولايات المتحدة على الأرجح.
قالت مادلين ذلك وهي تنحني لترفع دراجتها البخارية وتلتقط حقيبتها ، التي كانت لحسن الحظ مغلقة ، ولكن الرجل حال بينها وبين ذلك ، ورفع الدراجة البخارية بلا جهد وتفحصها بعين خبيرة ,وقال :
" دراجتك البخارية تبدو سليمة ، وإذا حدث فيها شيء فما عليك إلا ان تحدثينا تلفونيا ، وساعمل على إصلاحها".
واعطاها الرقم.
شكرته مادلين ، وهي تفكر الآن كم تبدو مشعثة الشعر مغضنة الملابس ، وبينما كان يسلمها الدراجة البخارية ، كانت تدرك تماما لغة عينيه وهما تطريانها بشكل ساخر ، وشعرت بوجنتيها تتوهجان من فرط الحرج.
قالت متلعثمة:
" اش كرك........".
ثم دفعت بقدمها آداة التشغيل ، وإرتاحت لأنها عملت من أول مرة ، وقالت وهي تجلس عليها :
" وداعا........".
" الى اللقاء يا؟ مس...مس؟".
قال ذلك وإبتسم وهو ينتظر إجابتها.
قالت تصححه:
" إن الإسم هو مسز سكوت".
ثم إنطلقت وهي تبتسم إبتسامة يسيرة ، وتعي عينيه وهما ترقبانها إذ تنطلق على الطريق ، وتمنت وهي تفعل ذلك ألا ترتكب اخطاء اخرى.
وخلال ثوان كان يمر مسرعا بجوارها وهو يرفع يده لإشعارها بوجوده ، فلم تلبث أن شعرت بنفسها تسترخي مرة اخرى.
وعندما هبطت الى وسط أوتيرييري ، إنعطفت يمينا عند إشارة المرور صوب هاينوك ،وكانت هاينوك إحدى ضواحي اوتيرييري ، وقد قام فيها عدد كبير من المساكن الجديدة ، بما فيها مجمّع الشقق الذي كانت تقيم فيه مادلين مع إبنتها ديانا وكانت الشقق في ايفنوود غاردنز تطل على نهر أوتر ، وشعرت مادلين بغمرة سرور عندما وصلت الى بيتها ، كانت شقة لطيفة كما كانت اوتيرييري نفسها بلدة بهيجة.
كانت الشقة في الطابق الأول ، وبينما كانت تفتح الباب وتدلف الى المدخل الصغير ، نادت:
" ديانا..... هل انت في البيت؟".
لم ياتها ردا فأغلقت الباب وخلعت سترتها ،وكانت غرفة الجلوس مفتوحة على المدخل ، وهي غرفة كبيرة ذات جدران ملساء مطلية بالغراء زيّنتها مادلين بعدة لوحات معدنية ، وكانت سجادة الحائط ، التي أنفقت فيها مادلين كثيرا من مدخراتها ، ذات لون ياقوتي أزرق .... وكانت التدفئة كلها كهربائية ، للسف لأن مادلين كانت تفضل نيران المدفأة المكشوفة في غرفة واحدة على القل ، وهنا أدارت مادلين صمام تشغيل شبكة التدفئة لأنه بالرغم من ان الغرفة كانت دافئة بالمقارنة مع الهواء ابارد في الخارج ، إلا أن دفئها لم يكن مريحا ، وكان جو الغرفة اليفا ، وثمة خزانة للصيني تضم قطعا قليلة من الصيني والزجاج الممتاز ، أما باقي المنزل فكان مملوءا برفوف الكتب الحافلة بدورها بالروايات ، وجهاز تلفزيون وجهاز موسيقى يخص ديانا كان موضوعا على منضدة في فجوة في الجدار وبجوارها مجموعة من اسطوانات الموسيقى الحديثة.
أشعلت مادلين سيكارة وادارت التلفزيون ، كانت قد تسوقت في وقت الغداء ، وجلبت بعضا من قطع اللحم التي إشترتها للعشاء ولا يستغرق طهوها وقتا طويلا ، وحملت حقيبة التسوق ومرّت بها الى المطبخ الذي كان مفتوحا على غرفة الجلوس ، وكان صغيرا جدا ، وأخرجت الطعام ووضعت الغلاية على النار ، ثم عادت الى غرفة الجلوس ، كان الوقت يقارب السادسة ، لهذا لم يكن لديانا ان تغيب طويلا.
دخلت غرفة النوم التي كانت تتقاسمها مع ديانا ، لم يكن هناك إلا غرفة نوم واحدة بحمام صغير وخزانة ملاصقة ، وكانت الشقق مخصصة في الحقيقة لشخص واحد ، لأن الشقة التي يوجد فيها غرفتان للنوم يزيد إيجارها عن عشرة جنيهات في الأسبوع ، كان على مادلين أن تقنع بالشقة التي فيها غرفة نوم واحدة ، ولمتكن هي لتعبأ بهذا ولكن ديانا كانت تقترب الآن من سن تجعلها تعترض على ألا تكون لها غرفة نوم خاصة ، ومع ذلك فعندما وصلا الى اوتيرييري بعد وفاة جو ، كانت مادلين تشعر بالشكر والحمد إذ اصبح لهما مكان يخصهما.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 03:05 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

خلعت ردائها الجيرسيه ودخلت الحمام لتغتسل ، وبينما كانت تفعل ذلك وجدت نفسها تتساءل عما ظنّه الرجل في السيارة عنها في الحقيقة ، وجدته جذابا الى حد كبير ، ولكن كان من الممكن ان تجده كذلك اية إمرأة ، وتساءلت عن عمره وبدا لها أنه في أوائل الثلاثينات ، ولما كانت هي في الثالثة والثلاثين ، فربما كان هو كذلك في نحو سنها على الأرجح .
وبينما كانت تمشط شعرها الذي تهدل على كتفيها عندما كانت تحل العقدة الفرنسية ، تساءلت ما يكون ظنه عن سنها ، كانت تعلم أنها لا تبدو بسنها الحقيقية ، وكان أدريان سنكلير يقول لها بإستمرار أنها تبدو كأخت ديانا أكثر منها أمها ، ولكن أدريان كان يريد الزواج منها وكانت تلك طريقته.
كانت ديانا تتذمر أحيانا ايضا ، من ان مادلين ترتدي ملابس لا تتفق مع مركزها كسكرتيرة للناظر ، وكارملة محترمة ، ولكن ، ديانا كانت عتيقة التفكير في بعض الأمور ، ولعل ذلك يرجع الى تأثير جو الى حد كبير .
وقررت محرجة أن عينيها هما أفضل ملامحها ، كانتا رماديتين تتولن الى الإخضرار ، تطل منها اضواء مصفرة ، وكان شعرها في نعومة الحرير وفي لون العنبر الكثيف ، وكانت طويلة ، مفرطة الطول على ما تعتقد دائما ، وإن كانت ممشوقة القوام بشكل لطيف على الأقل ، ولم تكن شديدة التحول بارزة العظام ، وكانت ترى انها في شكلها العام أنثى متوسطة حسنة الطلعة ، ولكن ليست مميزة بأي حال.
أما الرجل.... وهنا تنهدت ، فهو مميّز في كل شيء ، وشعرت بيقين ان عشرات النساء لا بد فكرن فيه على النحو نفسه ، وبالنسبة الى دخله فيبدو إنه إنسان قادر – ومع ذلك فلا يستطيع الإستفادة من هذه القدرة ، بعكس النساء الكليلات أو الكئيبات ، فإن صالون التجميل ، ومصفف الشعر ، وجراح التجميل يمكنهم ان يعالجوا ذلك ، أما هو فمن خلال سخريته التي تلوح معالمها حول عينيه وفمه ، يبدو ضجرا بحياته ومدركا في الوقت نفسه لجاذبيته.
لوت مادلين قسمات وجهها وهي تتطلع الى نفسها في المرآة ، وقد سرتها خواطرها ، يا للسماء ! إنها تتصرف كطفلة لمجرد أنها قابلت رجلا كان بلا جدال من خارج دائرتها ؟ وما لبثت ان دست ذراعيها في سترة منزلية ، وبينما كانت تعقد ازرارها ، نحت عن ذهنها كل خواطرها عن الرجل ....... مهما كان شعورها ، فإن ديانا كانت وستظل موضع إعتبارها الأول ، مسكينة ديانا ...... إنها لم تبرأ في الحقيقة ، رغم كل شيء ، من صدمة فقدان جو عندما كانت بعد في السابعة من عمرها.
وبينما هي تخرج من غرفة النوم ، سمعت صوت مفتاح يدار في قفل الباب منبئا بوصول غبنتها ، وإندفعت ديانا بمرح وإبتهاج الى الداخل وهي تبدو نحيلة كأنها الطبعة الأحدث من مادلين ، فيما عدا ان شعرها كان بنيا غامقا.
كانت ديانا في السادسة عشرة، تدرس في الكلية التجارية في أوتيرييري ،وكانت كثيرا ما تعود الى البيت متأخرة ، إن الكلية كانت تجري تمارين على المسرحية التي تعرض في نهاية الفترة الدراسية ، وكانت ديانا تمثل فيها دورا رئيسيا.
لم تكن ديانا في طول مادلين ، وكانت تترك شعرها طويلا منسدلا وفق الموضة ، وكانت ترتدي سترة رمادية غامقة ، وتهز في يدها حقيبة من التارتان ، القماش الصوفي المربع.
قالت تحيي مادلين ، وهي تطرح بحقيبتها على احد المقاعد.
" اهلا يا أمي...... اليس الجو باردا الليلة ؟ إنني اتجمد!".
اومأت مادلين براسها ، وقالت موافقة:
" نعم ، لا يشبه جو الربيع كثيرا ، هل كانت التمارين جيدة؟".
قالت ديانا بلا إكتراث:
" الى حد ما ، إن الآنسة هوكس تحاول دائما أن تدير العرض وكانه مهرجان عسكري ، ولكن فيما عدا ذلك كان كل شيء على ما يرام ، ويبدو انه صاخب....".
ضحكت مادلين في خفوت ، وقالت:
" انا اعتقد أن العرض سيكون ممتازا لا عليك ، سينتهي الأمر قريبا ، الفترة الدراسية تنتهي في ثلاثة أسابيع ، اليس كذلك؟".
" بلى والحمد لله ، وسيكون امامنا عندئذ اسبوعان كاملان لا نفعل فيهما شيئا ، سيكون هذا مرا رائعا !".
إبتسمت مادلين ودخلت المطبخ ، وبينما كانت تعد البقول وتضع قطع اللحم تحت الشواية قررت ألا تقول لديانا شيئا حول سقوطها عن الدراجة البخارية ، فلم يحدث ضرر لها باية حال ، هذا الى ان ديانا كثيرا ما تقول أنه يجب على مادلين أن تستخدم الأوتوبيس في ساعات ذروة المرور ، وكانت ديانا تبدو أحيانا مستاثرة بوالدتها قليلا ، ولعل ذلك يرجع الى أنها كانت قريبتها الوحيدة ، ولم تكن مادلين تريد أن تسبب لها مزيدا من القلق.
تناولا طعام العشاء في غرفة الجلوس ، وكان أحد اركانها تم تحويله الى خلوة لتناول الطعام بإضافة ستار يحجب المائدة عن الرؤية ، اعدت ديانا المائدة بينما كانت مادلين تضع الوجبة في الأطباق ، وجلسا معا بعد ذلك ، ترقبان التلفزيون في كسل بينما تناولت مادلين سيكارة مع قهوتها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 03:09 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تساءلت ديانا وهي تتمطى في كسل:
" هل اغسل الأطباق؟ هل يأتي الينا عمي ادريان الليلة؟".
" أعتقد أن أدريان سيأتي ، وأكون شاكرة إذا قمت بغسل الأطباق ، فسأقوم بتغيير ملابسي الى شيء مناسب أكثر".
إبتسمت ديانا ونهضت على قدميها ، ونظرت اليها مادلين , وتساءلت في تردد:
" هل...... أنت خارجة الليلة؟".
"نعم، طلب مني جيف الذهاب الى نادي السبعينات".
اومأت مادلين براسها:
" أوه.......".
" هل تمانعين؟".
بللت مادلين شفتيها بلسانها وقالت:
" لا لا ، ولماذا أمانع؟".
" لا سبب ، ولكنني لاحظت أنك لا تتحمسين بشان خروجي معه".
إبتسمت مادلين نصف إبتسامة ، وقالت:
" إني آسفة يا حبيبتي ، لا بد من ذهابك بالطبع".
هزت ديانا كتفيها ، وقالت بخفة:
" حسنا ، إنه شيء افعله والسلام".
إبتسمت مادلين بسخرية ، وقالت:
" نعم ، وأدريان سيأتي بعد ذلك على الأرجح ، قال إن عليه أن يقوم بعملية تقدير الدرجات ، لكني أظن أنه سيكون لديه متسع من الوقت للحضور".
غمغمت ديانا في مكر:
" انه يجد الوقت دائما من اجلك!".
ضغطت مادلين على شفتيها:
" نعم ، قد يكون الأمر كذلك ، ولكن هذا لا يعني شيئا على الإطلاق".
هزت ديانا كتفيها باسف ، وبدأت تحمل الأطباق الى المطبخ ، وأطفأت مادلين سيكارتها في منفضة السكائر وخطت الى غرفة النوم ، كانت قد بدات تضيق بتلميحات ديانا عنها وعن أدريان ، حقيقة أنها كانت تلميحات تقوم على الواقع ، ولكن مادلين لم تكن تساورها الرغبة في تحويلها الى حقيقة.
وبينما كانت ترتدي بنطلونا فضفاضا ازرق غامقا ، وتضع فوقه بلوزة من الحرير ، وجدت نفسها تتمنى ، وليس لأول مرة ، ان يكون جو حيا ، كانت ديانا تكبر الآن وتصبح ذات مسؤولية كبيرة في نواح كثيرة ، كذلك كانت تحب جو وكان جو مدلها بها ، فقد ظل بلا زواج سنوات كثيرة قبل ان يتزوج مادلين ، ثم وجد ديانا طفلة لا يمكن مقاومة حبها على الإطلاق ، وتساءلت مادلين الان هل كان زواجها من جو هو الذي عجّل بحالته؟ فمن المحقق أن الزواج أثقله بمزيد من المسؤوليات ، وأنه عمل بجهد كبير في السنوات التي أعقبت زواجهما ،ولكن مرضه لم يكن له علاج ، وقال لها الأطباء كثيرا أنها جعلت آخر سنوات عمره سنوات سعيدة.
قررت ان تترك شعرها منسدلا ، وخرجت من غرفة النوم تبدو في جاذبية الشباب ، وكانت ديانا تهذب ماكياجها بيد رشيقة ، وكانت تضع مجرد ظلال العيون وأحمر الشفاه ، ولم تكن بشرتها الزيتونية تحتاج الى مزيد من وسائل التجميل ، القت بنظرة إنتقادية على أمها من فوق كتفها وقالت متسائلة بإشارة من يدها:
" هل يوافق عمي أدريان على إرتداء البنطلونات الفضفاضة؟".
بدت مادلين مسرورة ، وردت بخفة:
" لا اكاد ارى كيف يمكن ان تهمه هذه المسالة ، أنا التي أرتديها وليس العم ادريان".
" اعرف ذلك ، ولكن بصراحة يا أمي ، لعلك ستتزوجينه يوما ، وعليك ان ترتدي من الملابس ما يتفق مع مركزك".
" يا عزيزتي ديانا .....لست انوي الزواج من العم أدريان ، وقلت له ذلك ، وقلته لك ايضا ، مئات المرات ، عجبا ، إنني في الثالثة والثلاثين ولست في الثالثة والخمسين ، ورغم أنني موقنة أنها تبدو سنا كبيرة بالنسبة اليك ، لكنني لا أنوي أن آوي الى الكرسي الهزاز بعد؟".
قطبت ديانا جبينها:
" إن عمي ادريان ليس اكبر سنا من ابي لو أنه.....".
ثم توقفت :أوه يا عزيزتي ...... انا اعرف ذلك ، ولكن هذا كان أمرا مختلفا.
" كيف؟".
تطلعت مادلين الى ساعتها ، وقالت:
" الم يحن الوقت لذهابك؟".
هزت إبنتها كتفيها ، وقالت:
" أظن ذلك ، حسنا ، أنت وشانك......".
ثم جذبت سترتها المصنوعة من الدوفيل وقالت:
" ساذهب إذا".
" حسنا يا حبيبتي إعتني بنفسك".
قبلت ديانا وجنة أمها وإنطلقت خارجة من الشقة وهي تدور حول نفسها ، ودخلت مادلين المطبخ ، كانت دلائل الغسل السريع من جانب ديانا للأطباق واضحة على الأرض التي تكاد تسبح في الماء ، وكانت ممسحة الأطباق مشبعة بالماء.
عصرت مادلين الممسحة ، وتناولت الممسحة الكبيرة وإمتصت بها الماء عن الأرض ، ومسحت الأرضية الخشب فغدت نظيفة ، ثم وضعت الأطباق التي كانت ديانا قد تركتها على المنضدة ، في أماكنها ،وعادت الى غرفة الجلوس.
وما كادت تستقر امام التلفزيون حتى جلجل جرس الباب فنهضت في كسل ومضت تطرق الأرض بخفوت الى الباب ، وإذ فتحته ، وجدت أدريان سنكلير ينتظر السماح له بالدخول.
وكان أدريان نحيلا طويلا في اوائل الخمسينات يكبر مادلين بعشرين عاما ، وأعزب ، ووجد مادلين فاتنة ومرغوبة تماما ، وتحركت كل عواطفه بعنف نحو مادلين بسبب إفتقارها الظاهر الى الإهتمام الرومانسي به ، وبصراحة ، كانت مادلين تتساءل عما يجتذب الرجال الأكبر سنا اليها ، لقد وجدت ادريان مثيرا من الناحية العقلية ، ولكنه بارد من الناحية العاطفية ، ولم تكن الزيجات لتقوم على العقل وحده ، ولم يكن ليمضي في إتجاه آخر غير هذا الأتجاه معها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 03:12 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت وهي تبتسم الان:
" تفضل يا ادريان ألا يزال الجو باردا؟".
قال ادريان ، وهو يدخل ويتخفف من معطفه.
" أبرد ..... هذه غرفة دافئة ومريحة يا مادلين ، إنني اشعر دائما كأنني في بيتي هنا ".
" حسنا ، أنا مسرورة لذلك".
اغلقت مادلين الباب وأخذت عنه معطفه قبل ان تتبعه عبر الغرفة وسالته ان تعد له بعض الشراب فوافق ، وجلس على الأريكة أمام التلفزيون في الموضع نفسه حيث كانت تجلس مادلين قبل وصوله ، وإنضمت اليه بعد ان سكبت الشراب.
كانت تستمتع بصحبة ادريان ، ودعاباته الجاهزة ،وكانت مسرورة لأنه لم يبذل أي محاولة قوية ليجعل العلاقات بينهما تتحول الى أكثر من ذلك ، كان كثيرا ما يطرق موضوع الزواج ، ولكن مادلين حاولت أن توضح له من البداية أنه لا يمكن ان يكون بينهما شيء أكثر من الصداقة.
وكان ادريان ياتي الى الشقة كلما إستطاع ذلك ، سواء كانت ديانا موجودة أم لا ، وكان يحب ديانا ، وكانت مولعة به ، وهي تخاطبه بالعم أدريان منذ كانت في الحادية عشرة من عمرها ، ولم تجد سببا يدعوها الى أن تغير ذلك الآن.
وكان يمتلك منزلا في أوتيرييري، تديره مدبرة ممتازة ، وكان المنزل يقع قرب مدرسة اوترييري التي كان ناظرها ، ومع أن المنزل كان كبيرا وكئيبا بالنسبة الى رجل يعيش وحده ، فقد كان يحبه ، وجعله مليئا بنخبة من التحف الفنية الكفيلة بأن تجهز متحفا ، وكانت مادلين تقول أحيانا وهي متأملة انه لو تزوج يوما ما وأنجب أطفالا يجرون في البيت لأصبح في خوف دائم على مجموعته.
قال أدريان بطريقة عرضية:
" وقع حادث على طريق اوترييري اليوم، تصادمت سيارتين ولوري ، ونشر الخبر في الطبعة المتأخرة من الصحيفة".
" اوه....أكان هناك حادث حقا؟".
كتمت مادلين معرفتها بالحادث ، فلم تكن تنوي ان تحدث أدريان ، فضلا عن ديانا ، بالحادث الشخصي الذي تعرضت له لن أدريان مثل ديانا ، يعيب عليها إستخدامها الدراجة البخارية على الطريق المكتظة ، يفضّل إستخدام وسائل النقل العامة في تلك الأمسيات عندما لا يستطيع توصيلها الى المنزل.
" نعم ، بعض الناس يتحركون بسرعة لا تناسب السلامة ، ومعظم هذه الصدامات يمكن تجنّبها بقليل من التروي".
" أوه .... إنني أوافقك".
قالت مادلين ذلك بشيء من التوتر ، وهي تجلس بجواره ، وتأمل ألا يخذلها وجهها واضافت:
" المرور المقبل من مصنع شريدان يتحرك بسرعة بالغة".
" بالفعل ، وسيكون من دواعي سروري إتمام بناء البيوت الواقعة خلف المصنع ، فبذلك لن يضطر هؤلاء المفسدون للقدوم الى المدينة ليتخذوا الطريق منها الى لندن ، إن معظم السيارات تجعل المنطقة الواقعة خارج المدرسة بمثابة حلبة سباق ، وإنني لأشعر بالإمتنان لأن جموعنا من التلاميذ يخرجن من المدرسة قبلهم ، هل تتخيلين ماذا يكون عليه الموقف لوخرج من أبوابنا حشد من راكبي الدراجات وحاولوا الإندماج مع هذا الحشد الآخر ! فلتكن السماء في عونهم!".
قبلت مادلين سيكارة عرضها عليها ، وقالت ، بعد أن بدا كلاهما يدخن :
" هل ذهبت يوما الى مصنع شريدان؟".
" كلا ، لم أذهب اليه منذ إفتتاحه ، وذهبت يوما الى موقعه خلال المراحل الأولى للبناء ، إنه مكان هائل ، ويبدو ان طاقة تشغيله عندما تكتمل تماما ستستوعب نحو خمسة آلاف رجل وأحضروا عمالا عدة مهمين من إيطاليا بالطبع ، ومن مصنعهم قرب ديترويت ، وسمعت ان نيكولاس فيتال نفسه جاء من روما خصيصا ليطمئن على ان كل شيء يجري على ما يرام ، وهو هنا بالطبع في زيارة فقط ، فهو الرئيس الكبير ، ولعلك تعلمين أن والده هو الذي أسس هذا العمل ، اما الرجل الذي يدير هذا الفرع فيدعى ماسترسون ، وهو من أمريكا على ما أعتقد ، أحضر اسرته معه وإستأجروا المنزل الذي يقع قرب هاينوك ، وأعتقد ان إسمه أنغلسايد".
" أجل .....إنني أعرف هذا المكان يا أدريان ، إنه ضخم ، ألم يكن ملك أحد الأرستقراطيين المفلسين في وقت ما؟".
قال أدريان ، وهو يضحك في خفوت:
" نعم ، كان اللورد أوترييري المسن نفسه يعيش هناك منذ سنوات ، تخيّلي ان ينزل الأمريكيون في هذا البيت الفخم المهيب !".
ضحكت مادلين ، وقالت:
" لا بد أن يكون شيئا جميلا أن يتحرر المرء من قلق المال".
" يا عزيزتي مادلين ....... إن بوسعك ان تتحرري ايضا من قلق المال إذا سمحت لي فقط بأن أولى رعايتك".
" اعرف ذلك يا أدريان ، واقدره ، لكنني لا استطيع أن أرى نفسي زوجة ناظر توزع الشاي والمجاملات على أولياء امور الأطفال ، اخشى الا أكون من هذا الطراز".
تنهد أدريان وقال:
" هراء يا مادلين ، في وسعك ان تتلاءمي بسهولة ، واقول جادا إن ديانا ستوافق على زواجك مني ، فهي بالنسبة الي بمثابة الأبنة".
" أعرف ذلك يا أدريان ، إنها مناصرة كبيرة لقضيتك، ولكن الأمر ببساطة هو ... إنني أتمتع بحريتي ، وأهم من ذلك ، إننا لا نتبادل الحب".
" وهل كنت تحبين جو؟".
قطب أدريان جبينه عندما لم تجب مادلين ، وإستطرد قائلا:
" هذا الى جانب انني أحبك يا مادلين ، أن الحب للشباب ،ونحن كبار ناضجون ، ولسنا أحداثا دون العشرين نتوق توقا الى القمر ، ألا تودين أحيانا أن تسترخي ، وان تضعي قدميك الى أعلى بدلا من الإندفاع الى البيت في الأمسيات؟".








أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 03:14 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تنهدت مادلين ... كل ما قاله أدريان صحيح ، ستكون ديانا مسرورة إذا تزوجا ، ستكون متحمسة بالفعل ، فهي تحب أدريان وتحترمه ، وسوف تستمتع بالتميز الإجتماعي الذي ستكون فيه عندما تصبح إبنة زوجة الناظر ، كذلك كانت مادلين تعرف كم سيكون الأمر باعثا على البهجة إذا اصبح لها وقت فراغ كبير تقرأ فيه كل الكتب التي تود قراءتها ، وتستكشف كل المتاحف ومعارض الفن التي تستمتع بزيارتها ، بل وقد يكون لها اسرة كبيرة ايضا.
هنا إنتصبت مادلين في جفول ، لا يمكن ان تقنع نفسها ابدا مرة أخرى بحياة مثل هذه ، لم تكن في قرارتها شخصا مرتزقا ، وكانت تفزعها فكرة الزواج من أحد لمجرد المنافع المادية التي يمكن الإستمتاع بها ، لا تستطيع هي بالذات أن تفعل ذلك ، لقد إستطاعت هي وديانا ان يدبرا أمورهما حتى الآن ، وخلال عامين ، تكون ديانا قد عملت وإستطاعت أن تزود نفسها بالكماليات القليلة التي لم تستطع مادلين أن تتحمل نفقاتها دائما.
قالت وهي تتنهد مرة اخرى:
" انا آسفة يا أدريان ، لا استطيع ان افعل ذلك ، وعلى قدر إعجابي بك وإحترامي لك ، استطيع ان ارى كيف يكون في وسعنا أن نقضي حياتنا معا ، أنت مصبوب في قوالبك على نحو يتعذر معه التغيير بأية حال ، وسوف تكره ان تكون في البيت فتاة دون العشرين ، تفسد مجموعتك الثمينة وتوقظك في كل الأوقات على صوت أحدث مجموعة من الموسيقى الحديثة ، أنت لا تتصور ماذا سيكون عليه الوضع".
" هراء!".
قال أدريان ذلك مرة أخرى ، ثم تنهد وهو يري علامات الممانعة في وجهها ، وأضاف:
" حسنا ، فلننسى ذلك ، أين ديانا الليلة في أية حال؟".
" ذهبت الى نادي السبعينات مع جيفري إيمرسون ... هل تعرفه؟".
قال ادريان في تأمل:
" اعرفه ، اخوه في السنة الأولى في مدرستي ، ولكن جيفري يذهب الى المدرسة الثانوية ، أليس كذلك؟".
" نعم ، إنه في السابعة عشرة فقط ، وقد أخذ دراساته العليا في شهادة التعليم العام ، وينتظر الان مكانا له في الجامعة".
" آه .... نعم إنني أذكر أن هيذرنغتون كان يتحدث عنه في آخر مرة كنا نتناول فيها العشاء معا ، كان السيد هيذرنغتون ناظر المدرسة الثانوية ، وقال إن أمه مختلفة تماما ،وهو لا يكاد يصدق ان جيفري هو إبنها فهي سيدة فظة جدا على ما أعتقد".
عضّت مادلين شفتيها ، وقالت:
" إن جيفري ولد وسيم ، ذكي أيضا كما تقول ، ولكنني اتساءل أحيانا إذا كان متهورا قليلا ، على الأقل بعيدا عن المدرسة".
قطب أدريان جبينه ، وقال وهو يبدو متفكرا:
" نعم ، ربما كان الأمر كذلك ، هل يساورك القلق فيما يتعلق بتأثيره على ديانا؟".
" نعم ، إنني قلقة ".
" ولكن ديانا ليست سهلة القياد".
قالت مادلين وهي تتحرك في قلق:
" أوه ، إنني أعرف ذلك ، ولكن المسألة أنها لا تزال صغيرة.
هز أدريان كتفيه ، وقال:
" إنهن ينضجن مبكرا هذه الايام ، وديانا فتاة عاقلة ، وهي لن تتصرف بغباء وحمق ابدا".
نهضت مادلين وتساءلت:
" الن تفعل ذلك حقا ؟ الن تفعل ذلك؟".
ثم إبتسمت ، واضافت:
" لا..... لا أظن".
إبتسم ادريان ، وقال:
" إنني أدرك شعورك ، انت وصية عليها ، ولذلك تشعرين بمسؤولية مزدوجة لأنها بلا اب".
" ماذا...ماذا يعمل والد جيفري؟".
رد ادريان:
" إنه يعمل لحساب شركة من مقاولي سيارات النقل ، وكما قلت من قبل ، فمن الواضح أن جيفري هو الذي خرج على خط العائلة".
كان نادي السبعينات يقع فوق مقهى بالأسم نفسه في شارع هاي ستريت باوتيرييري ، وكان كل أعضائه شبابا دون العشرين من المدارس المحلية أوالكليات الفنية ، وكانت الموسيقى تاتي من صندوق للموسيقى قدمه صاحب المقهى مجانا.
وفي مساء الجمعة ذاك كان المقهى غاصّا بصغار الشباب ، كلهم يلفون ويدورون بجنون على الحان الموسيقى الصاخبة والمثيرة التي تصدر عن الصندوق ، وكان هناك بار منخفض في أحد الأركان يقدم القهوة والكوكاكولا وكانت الأضواء خافتة رقيقة.
وكانت ديانا سكوت وجيفري إيمرسون يرقصان معا ، وعندما إنتهت الموسيقى سقطت ديانا على صدر صديقها ضاحكة ، وصاحت:
" يا إلهي ، إنني منهكة القوى ، لنجلس قليلا؟".
أوسع لها جيفري في الإبتسام ، وأطبقت يداه حولها كانما هي اسيرته ، وغمغم في رفق:
" افضل ان أبقى هكذا".
إحمر وجه ديانا ، كانت تعجب كثيرا بجيف ، وكانت مسرورة لأن علاقتهما بدأت تدخل أخيرا فيما يبدو مرحلة أكثر جدية ، ولم يكن لها صديق منتظم من قبل ، وارادت ان تكون مثل سائر الفتيات اللواتي ينفقن أوقاتهن في مناقشة محاسن شتى الفتيان.
إلا انها خلّصت نفسها وقادته وهي تمسك بيده الى البار ، حيث إتخذا جلستهما على مقعدين عاليين، وطلب جيفري قدحين من القهوة ، واخرج من جيبه علبة سكائر عرضها على ديانا فهزت راسها وأشعل جيفري سيكارته ووضع العلبة في جيبه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 03:16 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قال بفتور:
" كنت اظن أنك تنوين تجربة التدخين في وقت ما".
قالت ديانا ،وهي تعض شفتها:
" كنت أنوي ذلك ... انا انوي ذلك".
قال ساخرا:
" إنك خائفة".
فتصلبت كتفاها وقالت:
" لا ، لست خائفة ، اعطني واحدة".
هز جيفري كتفيه وناولها سيكارة وأشعلها ، وجذبت ديانا انفاسها كما كانت ترى سائر الناس يفعلون ، ثم بدات تسعل مختنقة.
إبتسم جيف إبتسامة عريضة ، وربت على ظهرها ، فإرتعدت ديانا وصاحت:
" اوه... إنها فظيعة ... لا أدري كيف يمكنك...".
قال جيف:
" يجب ان تثابري ، إستمري ، إسحبي نفسا آخر".
قالت ديانا بحسم:
" كلا.. اشكرك........".
ثم القت السيكارة ارضا وسحقتها بقدمها.
قال جيف بإستياء:
" ماذا فعلت؟ إن هذه السكائر لا تنمو على الأشجار كما تعلمين".
قالت ديانا ساخرة:
" لا ، إنها تنمو على النباتات".
بدا جيف غاضبا ، وقال:
" شيء لطيف!".
ثم مضى متشامخا عبر ساحة الرقص.
ذهلت ديانا ، لم تكن تحلم ابدا بان ينصرف عها ويتركها ، وكان قلبها يدق بسرعة ، وشعرت باعماقها تبرد داخلها.
كانت تعلم ان سائر الفتيات في النادي يحسدنها على ارتباطها بجيفري إيمرسون ، كان فتى شديد الجاذبية وكان في وسعه ان ينتقي من يشاء من الفتيات ، أما إختياره لها فكان يثيرها الى حد كبير لأنه قبل شهرين فقط كان يعاملها كطفلة ، ومنذ إلتحقت بالكلية التجارية ، كانت قد نمت كثيرا ، ولم تكن تدري كم هي جذابة بشعرها الحريري وعينيها الواسعتين ، وعندما بدأ يواعدها ، إرتفعت مكانتها بين رفيقاتها ، وكان من بواعث جاذبيته انه كان الفتى المفضل لدى الجميع في الوقت الحاضر.
بدأت الموسيقى تعزف من جديد ، ورأته يقترب من فتاة نحيلة وجميلة ويطلبها للرقص على ما هو واضح ، وشعرت بالإهانة والغضب ، كيف يجرؤ على أن يعاملها هكذا ؟ وخطر لها ان تعود الى البيت ، ولكنها كانت تعلم انها لن تفعل ذلك ، بل ستنتظر لترى إن كان سيعود اليها ،ن كان هذا أمرا مغيظا ، ولكنها لم تستطع أن تنصرف عنه ، وإذا كانت ستفعل فليس الان.
طلبت قدحا آخر من القهوة ، وجلست ترشفه وهي مستغرقة في التفكير إذا لم يأت اليها بين الرقصات فستضطر للذهاب الى المنزل ، وكم سيكون هذا فظيعا !
بعد رقصتين اخريين بلغت اعماق اليأس ، وعندئذ شعرت بأن احدا ينضم اليها ، ولم تجرؤ على الإلتفات فألقت اليه نظرة جانبية ، وإرتاحت لأنه كان جيف .
كان وجه جيف يبدو نائيا عنها ،ولكنه قال:
" اتريدين الرقص؟".
شعرت ديانا بيديها تتنديان:
" أنا....حسنا ... هل تريد أنت؟".
هزكتفيه ورد ببرود:
" نعم ، إنني سأرقص".
" حسنا".
قالت ذلك وهي تنزلق من فوق كرسيها العالي.
وكانت الموسيقى عندئذ بطيئة متلكئة ، وكان هناك مطرب من معبودي الأسطوانات المعاصرة ، يتغنى بإحدى أغاني الحب ، وجذبها جيف بين ذراعيه ووضع خده على خدها ، وكانا يتحركان ببطء وذراعا كل منهما حول الآخر. وشعرت ديانا بنفسها ترتجف ، فهمهم اليها:
" إسترخي....".
فهمست اليه قائلة:
" إنني آسفة...".
وادركت انها تعتذر عن لا شيء ولكن كان هذا افضل من عدم مبالاته ، تطلع جيف اليها وتساءل:
" هل انت آسفة حقا؟".
تمتمت ، وهي تبدو قلقة:
" لماذا إنصرفت عني؟".
" لا أحب ان يعاملني احد وكأنني احمق".
"لكنني لم أكن.....أوه يا جيف... أظن أنني أتصرف بحماقة في بعض الأحيان ، ألا تستطيع ان تنسى ما حدث؟".
لانت عينا جيف:
" حسنا يا ديانا ، أظن انني ملوم بالقدر نفسه لأنني تصرفت بسخط وعاملتك بإزدراء ، هل جعلتك تشعرين بالغيرة؟".
إحمر وجه ديانا ، وقالت برقة ، وهي تميل على عنقه وتشعر بيديه تمتلكانها إذ تلتفان حولها:
" نعم ، لقد نجحت في هذا الإتجاه".
وعندما إنتهت الموسيقى تطلع الى ساعته ، وقال بهدوء:
" إنها التاسعة والنصف ... فلنذهب ... إذا؟".
أومأت برأسها وذهبت لتأتي بمعطفها ، وفي الخارج كان الهواء نقيا ولكنه شديد البرودة فإنطلقا مسرعين الى محطة الأوتوبيس ، كان جيف يسكن في الطرف الاخر من أوترييري ، قرب المدرسة الثانوية في الواقع ، ولكنه كان دائما يوصل ديانا الى منزلها.
ونزلا من الأوتوبيس وسارا في الطريق المظلم صوب البناية الثانية حيث كان يسكن آل سكوت ، وقبل ان يصلا الى البناية الثانية ، وبين البنايتين العاليتين ، كانت هناك حديقة صغيرة للزينة بها احواض زهور ومقعد طويل قائم بين اشجار الورد والشجيرات الخليجية ، وكانت مواعيد اللقاء القليلة الأخيرة بينهما تنتهي الى هذا المقعد ، حيث كان يودع احدهما الآخر وداعا طويلا ،ورغم ان الجو كان باردا سارا عبر الحديقة الى المقعد ، ولكنهما لم يجلسا في تلك الليلة ، إذ كان الجو قد أمطر خلال النهار ، وكان كل ما حولهما مندى ، ولكن الشجيرات كانت تكفل لهما بعض العزلة والإنفراد.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 03:19 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت ديانا وهي تتطلع الى جيف:
" أشكرك على توصيلي الى المنزل".
"كان ذلك من بواعث سروري".
ثم جذبها اليه وعانقها... ورغم انها بادلته ذلك شعرت بنوع من الخطر يدنو منها ، كان في مسكته القوية لها وتصاعد أنفاسه وتبادل التجاذب بينهما نتيجة المبارزة المثيرة التي حدثت ... كل هذه حفّزتهما للتقارب أكثر على نحو لم تعهده من قبل فإذا بها تسحب نفسها الى الوراء فجأة ، يساورها الحذر والشعور بالصد والنفور ، فتبلع ريقها بصعوبة.
عقد جيف أزرار معطفه بأصابع غير ثابتة ، وقال بصوت محكم منطو :
" ألا تدركين ماذا يمكن أن يفعل عناق مثل هذا لرجل؟".
عضّت ديانا شفتها وأطبقت قبضتيها ، وتساءلت بعصبية :
" هل حدث خطأ ما؟".
ضحك جيف بإقتضاب في غير مرح ، وقال وهو يبدو غاضبا:
" وهل ... هل اراك غدا ؟".
تردد جيف ، ثم أحنى كتفيه :
" اوه ، نعم ... أظن ذلك ، عندي محاضرة في الصباح ، ولكنني بعد ظهر الغد ساتولى تحكيم مباراة في الركبي ، اتودين الحضور؟".
بدا على ديانا الإهتمام:
" هل يمكنني ذلك؟".
" بالطبع نستطيع أن نتناول الشاي بعد ذلك عند والدتي ، ثم نذهب الى السينما في المساء إذا شئت ".
بدا على ديانا المزيد من الإرتياح ، وقالت:
" يسعدني ذلك كما تعلم ... هل ستعترض والدتك؟".
هز راسه نفيا.
" بالطبع لا.... حسنا".
إبتسمت ديانا وقالت:
" لا باس".
بادلها جيف الإبتسام ، ووضع يديه في جيبي معطفه وقال:
" لا بد ان أذهب الآن ، سأراك غدا ، سوف نتقابل في المدرسة".
وتركها عند مدخل البناية ، وعاد أدراجه عبر الحديقة ليلحق بالأوتوبيس.
وعندما فتحت ديانا باب الشقة ودخلت ، وجدت والدتها تعد القهوة والسندويشات في المطبخ ، بينما كان ادريان سنكلير يتمدد على الاريكة يشاهد التلفزيون ، وكان العرض فيما يدو تكرارا لمباراة في كرة القدم جرت في إحدى دول القارة ، وبعد أن حيّا أدريان الفتاة عاد الى المشاهدة ، بينما ذهبت ديانا الى المطبخ لترى والدتها.
إبتسمت مادلين بمرح لها وقالت:
"حسنا هل قضيت وقتا طيبا؟".
" نعم ، شكرا".
قالت ديانا ذلك وهي تتنهد قليلا إذ تذكرت العناق...وتذكرت في فتور انه عناق حقيقي في حياتها.
كانت مادلين تتطلع اليها بفضول ، وتساءلت:
" لماذا هذه النظرة البعيدة في عينيك ؟ اين كنت؟".
هتفت ديانا ووجهها يتورد ، وهي تشعر بحرج:
" في النادي فقط ، انا ... نحن .... ساذهب لخلع ملابسي يا أمي ، لأستطيع أن آوي الى الفراش مباشرة بعد العشاء".
" حسنا يا حبيبتي....".
قالت مادلين ذلك وهي مقطبة ، هناك شيء مختلف يحيط بديانا الليلة ، وهي لا تستطيع أن تقرر ما هو ، وهنا عكّر صفوها إدراكها ان ديانا بلغت المرحلة التي لم تعد فيها تحكي لأمها كل شيء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 06:23 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


2- دعوة



إعتادت مادلين وديانا التسوق معا صباح السبت ، حيث تشتريان معظم الطعام المطلوب للأسبوع التالي ، وتضعان السلع القابلة للفساد في الثلاجة الصغيرة في المطبخ ، وبينما كانتا تتناولان الغداء قالت ديانا:
"سأذهب بعد الظهر مباشرة مع جيف الى مباراة الركبي التي ستقام في المدرسة الثانوية ، ثم نتناول الشاي في منزله ونذهب بعد ذلك الى السينما".
وتساءلت مادلين وهي ترفع حاجبيها السوداوين:
" حقا ؟ وهل ستسر والدته بذلك؟".
إبتسمت ديانا وقالت:
" هل قابلت أسرته من قبل؟".
" كلا ، ولكن هذا لا يهم".
هزت مادلين كتفيها ، وقالت:
" حسنا ، أتمنى أن ينتهي كل شيء على ما يرام ، هل هذا ينذر بعلاقة أكثر جدية في المستقبل ؟ آمل الا يكون الأمر كذلك ، فأنتما صغيران جدا كلاكما".
هتفت ديانا :
" أوه يا أمي...".
ثم حملت طبق حلواها الى المطبخ.
وبينما كانت تعد القهوة ، إنضمت اليها والدتها وعلى وجهها علامات التفكير ، قالت بهدوء:
" اريد منك فقط أن تتذكري انك مجرد طفلة ، وجيف لا يزال بالمدرسة ، وهو ينوي كما قلت لي أن يلتحق بالجامعة في الخريف ، فليس من فائدة ترجى أن ترتكبا شيئا ينم عن حماقة".
إحتجت ديانا في غضب ، وكانت تمقت ان يحدثها أحد بتعال ، وقالت:
" لست ارى سببا لديك يدعوك الى أن تحدثيني بهذه اللهجة ، وفي أي حال أنا لم اتحدث بشيء ، اليس كذلك؟".
" بلى ، إنك لم تتحدثي بشيء ، ولكنك كنت تبدين غريبة ليلة أمس عندما عدت الى المنزل.
شعرت ديانا بوجنتيها تلتهبان من جديد ، كان مما يبعث على الضيق ان تبدو شفافة على هذا النحو:
" ليس ثمة سبب......".
ردت بذلك بإقتضاب ، وقلبت إناء القهوة ، وتساءلت مادلين إذا كانت قد افرطت في قلقها بشأن ديانا ، فكما قال ادريان إن الفتيات ينضجن مبكرا هذه الأيام ، تمنت ذلك ، لكم تمنت ذلك !
وبعد الفراغ من تناول الطعام تولّت مادلين غسل الأطباق بينما ذهبت ديانا لتغيّر ملابسها ، ثم أخرجت مادلين المكنسة الكهربائية ، إذ كانت تتولى تنظيف الشقة بعد ظهر كل سبت.
برزت ديانا وهي تبدو شابة نقية في تنورة من التويد وكنزة قصيرة مكتنزة ، وكانت ترتدي سترة من الفراء ذات كسرات لها قلنسوة من الفراء نفسه ، وكانت هذه السترة أصلا لمادلين ، وكانت في لون العسل مع بطانية بنية غامقة ، وهي مناسبة لبشرة ديانا الزيتونية مثلما كانت مناسبة لبشرة مادلين ، تطلعت ديانا الى أمها في حزن وإكتئاب وتساءلت وهي تشير الى السترة:
" هل تمانعين؟".
لوت مادلين قسمات وجهها ، ولكن كانت هناك نظرة سرور في عينيها ، وتساءلت مبتسمة :
"وهل يهم إذا كنت أمانع ؟ كلا ، إستمري وشانك ، إنها على الأقل ستدفئك ... وارى انك ترتدين حذاءك الطويل الجديد ، إنني مسرورة لأنك إشتريت هذا الحذاء ، رغم أنه غالي الثمن".
" حسنا ، أود ان أبدو جميلة عندما اقابل والديه".
قالت مادلين في شك:
" ن.........نعم......".
ثم أردفت وهي تهز كتفيها:
" تمتعي بوقتك !".
" سافعل ....وداعا....".
وبعد ان ذهبت ديانا ، إنكبت مادلين على العمل في شبه إنتقام ، لم تكن مولعة بعمل المنزل بوجه خاص ، ولكن كان لا بد من أدائه ، ولم تكن هي من النوع الذي يتجنبه.
وما كادت تفرغ حتى حلّ وقت تناول الشاي ، فصنعت لنفسها وجبة صغيرة ، كان أدريان يصطحبها دائما الى الخارج للعشاء في أمسيات السبت ، لذلك لم تعن بتناول وجبة كبيرة ، كانا عادة يذهبان الى فندق يقع خارج أوتيرييري ، ويتناولان شيئا من الشراب قبل الوجبة ، وكانت مادلين تستمتع دائما بهذا التغيير إذ لم تكن تخرج ابدا طوال الأسبوع.
غيّرت ملابسها وإرتدت ثوبا من الجيرسيه بلون العنبر ، ومشطت شعرها وثبّتته على وضع العقدة الفرنسية ، وبينما كانت تضع ماكياجا خفيفا على وجهها خطر لها أن بشرتها على الأقل جيدة ، كانت ناعمة خالية من التجاعيد ، وكانت تدرك أنها تبدو أصغر من أعوامها الثلاثة والثلاثين ، وبينما هي مسرورة بخواطرها ، أدركت أن كل هذا النقد الذاتي إنما يرجع الى الرجل في السيارة الحمراء ، وهنا تساءلت مرة أخرى إذا كانت ستراه بعد ذلك.
وصل أدريان في السابعة والنصف ، وكان يرتدي حلة من جلد الغزال فبدا بذلك اصغر سنا ومميزا ، وإبتسمت مادلين وهي تسمح له بالدخول ، وقالت وهي تطريه :
" إنك تبدو هذا المساء أنيقا للغاية".
رفع ادريان حاجبيه وقال :
" اشكرك ، أنت تبدين انيقة أيضا".
إرتدت مادلين سترة مريحة وردت قائلة في لهجة واقعية:
" اتوقع ان يكون الجو باعثا على البهجة كالعادة".
قاد أدريان سيارة روفر قديمة لكنها مريحة الى حد ملحوظ وكان دائما يقول أنه سيضطر الى شراء سيارة جديدة ، ولكن مادلين كانت تعلم أن سيارته القديمة ستبقى معه سنوات عدة بعد ، فقد كان يكره التغيير إذ يالف الإعتياد وكان هذا هو السبب الذي جعلها تعلم انه ليس في وسعها ابدا أن تفكر جديا في الزواج منه ، إذا لم يكن ذلك إلا بسبب عاداته الحازمة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.