آخر 10 مشاركات
رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          596-مغرمة وحائرة - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          عينا ملاك -ج1 من سلسلة نعيم الحب- للكاتبة الرائعة: زهرة سوداء *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )           »          212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-19, 03:20 PM   #1

بيت المرام

? العضوٌ??? » 449192
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » بيت المرام is on a distinguished road
افتراضي بعد منتصف الليل ( مجموعة قصصية) *مميزة*









المجموعة القصصية بعد منتصف الليل
**الألم**






دخلت القاعة في كامل تبرجها بثوب يكشف أكثر مما يخفي، وحقيبة صغيرة تحملها براحة يدها، وقد بلغت الليلة من الأثارة ذروتها.
تسير بخطى ثابتة مخترقة الجمع بتأني مدروس، وهي تشعر بكل الأعين الشرهة المصوبة تجاها تجردها بعين الخيال من ثوبها الفاضح المثير.
جلست في مكانها المعتاد عند البار، وما إن رأها البرمان حتى قدم لها مشروبها المعتاد..
- bloody Mary!
جاءها الصوت من خلفها؛ لتلتفت وتجده منتصباً امامها بكامل فتنته وسحره، وقد زادته أعوامه الأربعين جاذبية فوق ما يمتلك.
- كل ليلة نفس المشروب، ألا تملين؟!
ابتسمت مجاملة وعادت لوضعها الأول معلنة عن عدم رغبتها في الصحبة، لكنه لم يهتم بذلك بل جلس إلى جوارها هامسا لها :
- أرى خلف هذا التبرج طفلة صغيرة، ما الذي يدفعك للمجئ لوكر للذئاب؟.
تطلعت في وجهه تتفحصه قبل أن تجيبه بهدوء :
- الملل! .. كما أنِ ابحث عن شئ!
- و ما هو؟!
- الألم!
أختلجت ملامحه بينما تعلقت عيناه بعينيها برهة، تلك البراءة التي تملؤها مشوبة بحزن تذكره بشخص ما...
لم يسمح للذكرى بالتملك منه فقط ذبحها بضحكة فاجرة قاسية ومستهزئة، ثم نهض من جانبها ليذوب وسط الزحام وبقايا ضحكته تتبعه، لتعود هي لمشروبها وحيدة .
عندما أنهته ألقت نظرة أخيرة على القاعة قبل أن تهم بالخروج لتجده أمامها مره أخرى!
- هل وجدت ما تبحثين عنه؟!
أومأت رأسها بالنفي.
نظر لها يختبر صدق رغبتها وقوتها؛ فوجدها ثابتة العزم، وبدون كلمة جذبها من يدها لخارج القاعة ليستقلا عربته، وما هي إلا دقائق حتى توقف أمام مبنى مهجور مهدم.
نظر لها بشهوة ماجنة و هو يقول:
- لنرى لأي درجة سوف تتحملين الألم!
أجابته وهي تنظر لللاشئ أمامها:
- لي شرط، لا تبدئ قبل أعطاءك الأذن بذلك!
أومأ موافقا، ثم خرجا من العربة متجهين إلى المبنى المهجور .
دخل أولا، وتبعته هي، وعيناها تتجولان في المكان بسكونه المخيف وكآبته المشؤمة
التي يبدو أنها لم تزعجها على الأطلاق، حتي أدخلها حجره مهدمة ضيقة ومظلمة تتصدرها نافذة زجاجية صغيرة غبّرها تراب الزمن، تتراقص من خلفها أضواء المدينة من بعيد باهتة محتضرة.
و بينما هو يشعل شمعا لينير المكان، كانت هي تتجه لتلك النافذة تزيل عن زجاجها التراب وتنظر لما وراءها ثم تقول بشرود :
- المنظر من هنا خلاب!
هجم عليها كعاصفة هوجاء إلا إنها باغتته بألتفافها، وقد بخت على وجهه رذاذ بخاخة صغيرة مختبئة براحة يدها؛ شعر على أثرها بوجهه يحترق؛ فتعالى صراخه بينما هي أعقبتها بوخزة في عنقه بحقنة صغيرة تركتها معلقة بها، وأخذت تتأمله بهدوء وهو يصرخ بجنون من شدة الألم واضعا كلتا يديه على وجهه، إلا أنه تصلب فجأة وسقط أرضا عاجزا عن الحركة.
جثت بجانبه، وأزاحت يديه المتصلبتين عن وجهه تتأمل تشوهه وتتأكد من بشاعته، ثم أقتربت من أذنه هامسة:
-أو لم يكن بيننا أتفاق؟!
ورفعت رأسها لتنظر في عينية و هي تقول:
- و لكن منذ متى وأنت تحترم أي أتفاق أو تفي بأي وعد؟
ثم نهضت من جانبه لتجلب من حقيبتها
زجاجة صغيرة حرصت على سكب كل ما فيها من سائل على الجسد المسجى أمامها بلا حراك إلا من مقلتين زاد جحوظهما عندما بلغت رائحة السائل النفاذة إلى أنفه، بينما هي تقول بهدوء :
- وبما إنني دمرت مسبقا مصدر فخرك وغوايتك فأظنك لن تمانع!
ثم حملت شمعة مما يُضئ المكان ووضعته بتروي بجانبها، وهي تجلس إلى جواره ترقب الهلع يفيض من عينيه ليغرق ملامحه، شردت برهة لتقول من خلال شرودها بنبرة حزينة:
- لا تدّعي إنك لم تتذكرها !
ثم عادت لواقعها بأبتسامة لا تخلو من حزن :
- من كان يصدق أن تكون نهايتك على يد ابنتك، يا أبي !
وجمت عيناه غير مصدق ثم نظر إليها لتومأ برأسها عدة مرات مؤكدة له صحة ما بلغ أذنه، و تتابع في حزم:
- و الآن، وداعا!
وفي لمح البصر ألقت عليه الشمعة لتلتهم النار جسده بينما يعجز هو حتى عن الصراخ.
أنتظرت حتى أنهت النار عملها، وصارت دخانا يتصاعد وتتصاعد معه أشعة الشمس الأولى مبددة الظلام، ومنبهه إيها لبدء فجر يوم جديد. توجهت إلى نافذة الغرفة الصغيرة لتستقبله بوجوم و هي تقول بصوت رتيب :
- حقا! المنظر من هنا خلاب ..يا أمي!
تمت
رشا فوزي

باقي المجموعه القصصية (بعد منتصف الليل)


ألم(قصة قصيرة)
أين عمري(قصة قصيرة)







التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 22-09-19 الساعة 06:53 PM
بيت المرام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-19, 08:31 PM   #2

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لا ابشع من انتقامها الا روحها البشعة ....
ابدعتي سلمت اناملك 🌹🌹


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-19, 09:45 PM   #3

زفرات قلم
 
الصورة الرمزية زفرات قلم

? العضوٌ??? » 449277
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 63
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond reputeزفرات قلم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

حبيييت تصوير الأحداث ,, موفقة عزيزتي

زفرات قلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-19, 06:20 AM   #4

بيت المرام

? العضوٌ??? » 449192
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » بيت المرام is on a distinguished road
افتراضي






#بعد_منتصف_الليل
المتسوّلة ( قصة قصيرة )





في خضم يومك المشحون يا أمي، أين أقبع من أولويات أهتماماتك؟!
●طفلة أنا في الثامنة، تقف بأنكسار أمام باب منزلها، وفي عينيها نظرة أستجداء، لديها أمل بقلبها الصغير أن تتذكر والدتها اليوم معانقتها أو حتى منحها قبلة صغيرة قبل ذهابها إلى المدرسة، لكنها دوما ما تذهب مصحوبة بخيبة أمل :
_ لا تشرُدي كعادتك في الفصل، كوني يقظة ومنتبهة لدرسك.
أدركْت مع الوقت كم أنتِ مضغوطة بين عملك خارج المنزل وعملك داخله، متطلبات أربعة أطفال وزوج لا يُساعد مطلقا، فشعرت بالشفقة تجاهك :
_ أنظري يا أمي، لقد رتبت الفراش .
_ هذا واجب عليكِ ، وإن سُمِيَ ما فعلتيه ترتيبا !
قالتها ساخرة، وهي تعيد ترتيب الفراش، بينما تجتاح قلبي الأخضر غِصة و أشعر برغبة في البكاء.
●مراهقة أنا في الخامسة عشر ، أقف مترددة أمام المرآة، بينما أمي تشاركني الحجرة، مشغولة كعادتها بشيء ما، لأخرق جدار الصمت القائم بيننا :
- أمي، هل أنا جميلة؟، يبدو لي أحيانا أن رأسي أصغر من جسدي!
تلتفت لي أمي برهة، تشبثت فيها بذاك الأمل وقد أضحى واهنا، لتقتله هي بضحكة رنانة قاسية أنخرطت فيها غير مبالية بمشاعري، ثم تركتني بعدها دونما تعقيب، تخترقُني برودة لا أعرف مصدرها، أتخبط في خضم يم ثائر من الظنون والوساوس.
●فتاة عشرينية أنا، أفتتح حياتي العاطفية المتعطشة لمشاعر الحب والأهتمام بشدة، بقصة حب فاشلة، أعود بعدها إلى المنزل أحمل بين جنباتي قلب مكلوم يأّن ويصرخ، يود أن يرتمي بصدر أحدهم ليجهش بالبكاء.
أجد أمي تجلس بحجرة المعيشة تشرب قهوتها، أدخل عليها ساهمة، لأجلس على أحد مقاعد.
ضايقها أختراقي لوقت أسترخاءها، فسألت حانقة :
_ماذا هناك ؟
أَلتفت إليها أُمعن النظر في ملامح وجهها، لأرى عينين خلت من أي أهتمام :
_ لا شيء!
أَجبتُها بمرارة وأنا أترحم في نفسي على ذاك الأمل المسكين القابع داخل قبر شاهده تحت قدميها .
وفي نهاية عقدي الثاني كنت قد ألقيت بنفسي في أحضان الزواج؛ فقط لأبتعد عنها، فقد ضقت ذرعا أن تجمعنا جدران منزل واحد وتفصل بيننا عوالم وأكوان!
●امرأه أنا على مشارف الأربعينات، تأقلم زوجي وأطفالي مع برودة مشاعري وشرودي شبه الدائم، جاهدت كثيرا لأشعرهم بحبي، ولأكُن عكس أمي في كل شيء، لكني آمنت في النهاية بأن فاقد الشيء فعلا لا يستطيع أن يعطيه .
من فترة أصاب أمي مرض أقعدها عن الحركة؛ أتفقنا أنا وأخوتي على أن يستقبلها كل منا في منزله فترة من الزمن؛ وهكذا نتشارك في العناية بها.
عندما جاءت إلى منزلي كانت دائمة الشكوى؛ فهي وحيدة أغلب الوقت، بينما أفراد هذا المنزل بأمورهم منشغلين. هذا الصباح بينما أضع لها إفطارها وأدويتها في عُجالةعلى منضدة بجوارها في غرفتها، كانت تتابعني صامتة على غير عادتها، وما أن أنتهيت حتى توجهت مسرعة نحو باب الغرفة حتى لا أتأخر عن العمل عندما وصلني صوتها مرتعشا بأنكسار:
_ أتسامحيني يوما؟!
تجمدت مكاني برهة، ثم أستدرت ببطء لأصتطدم بعينيها مشبعتان بالدموع، تطل منهما نظرة أستجداء أعرفها جيدا، هرعت إليها أضمها إلى صدري، وأحتضن معها طفلة في الثامنة لم تزل واقفة بأنكسار على باب الحياة في أنتظار أن تفتحه لها أمها بكلمة واحدة :
_ أُحبُك !

تمت
رشا فوزي



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 22-09-19 الساعة 06:41 PM
بيت المرام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-19, 07:27 AM   #5

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بك في قصص من وحي الأعضاء
اسلوبك نال استحساني واللغة ايضا
والعبرة من القصة... الوالدين بقدر ما
يؤثر وجودهما في حياة ابنائهم بقدر ما
يجب على الأبناء محاولة تجاوز أي ظلم قد يتلقوه
منهما إرضاء ل الله سبحانه ثم في محاولة لفهم أسبابهم
فلابد هم أيضا تعرضوا لما هو أكثر فظاعة ..
مرحبا بك وتحياتي لك


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 18-07-19, 07:35 AM   #6

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي هل تريدين جمع قصصك في موضوع واحد؟
يمكنني الدمج بينهما ثم اضع لك رابط كل قصة فيى اول
الصفحة؟؟ راسليني ان اردت ذلك

القصة هذه على عكس قصة المتسولة فيها رعب وقساوة
انتقام ممن اغتصب والدتها وللاسف كانت هي الثمرة
ثمرة مشوهة كان لابد ان تعفن وتقتل جذورها
تحياتي


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 18-07-19, 06:43 PM   #7

بيت المرام

? العضوٌ??? » 449192
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » بيت المرام is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم، نعم أرغب في دمج قصصي في موضوع واحد تحت اسم
بعد منتصف الليل إذا تكرمتي أكون شاكرة جدا🤗😍


بيت المرام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-19, 09:25 PM   #8

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيت المرام مشاهدة المشاركة
#بعد_منتصف_الليل
المتسوّلة ( قصة قصيرة )
في خضم يومك المشحون يا أمي، أين أقبع من أولويات أهتماماتك؟!
●طفلة أنا في الثامنة، تقف بأنكسار أمام باب منزلها، وفي عينيها نظرة أستجداء، لديها أمل بقلبها الصغير أن تتذكر والدتها اليوم معانقتها أو حتى منحها قبلة صغيرة قبل ذهابها إلى المدرسة، لكنها دوما ما تذهب مصحوبة بخيبة أمل :
_ لا تشرُدي كعادتك في الفصل، كوني يقظة ومنتبهة لدرسك.
أدركْت مع الوقت كم أنتِ مضغوطة بين عملك خارج المنزل وعملك داخله، متطلبات أربعة أطفال وزوج لا يُساعد مطلقا، فشعرت بالشفقة تجاهك :
_ أنظري يا أمي، لقد رتبت الفراش .
_ هذا واجب عليكِ ، وإن سُمِيَ ما فعلتيه ترتيبا !
قالتها ساخرة، وهي تعيد ترتيب الفراش، بينما تجتاح قلبي الأخضر غِصة و أشعر برغبة في البكاء.
●مراهقة أنا في الخامسة عشر ، أقف مترددة أمام المرآة، بينما أمي تشاركني الحجرة، مشغولة كعادتها بشيء ما، لأخرق جدار الصمت القائم بيننا :
- أمي، هل أنا جميلة؟، يبدو لي أحيانا أن رأسي أصغر من جسدي!
تلتفت لي أمي برهة، تشبثت فيها بذاك الأمل وقد أضحى واهنا، لتقتله هي بضحكة رنانة قاسية أنخرطت فيها غير مبالية بمشاعري، ثم تركتني بعدها دونما تعقيب، تخترقُني برودة لا أعرف مصدرها، أتخبط في خضم يم ثائر من الظنون والوساوس.
●فتاة عشرينية أنا، أفتتح حياتي العاطفية المتعطشة لمشاعر الحب والأهتمام بشدة، بقصة حب فاشلة، أعود بعدها إلى المنزل أحمل بين جنباتي قلب مكلوم يأّن ويصرخ، يود أن يرتمي بصدر أحدهم ليجهش بالبكاء.
أجد أمي تجلس بحجرة المعيشة تشرب قهوتها، أدخل عليها ساهمة، لأجلس على أحد مقاعد.
ضايقها أختراقي لوقت أسترخاءها، فسألت حانقة :
_ماذا هناك ؟
أَلتفت إليها أُمعن النظر في ملامح وجهها، لأرى عينين خلت من أي أهتمام :
_ لا شيء!
أَجبتُها بمرارة وأنا أترحم في نفسي على ذاك الأمل المسكين القابع داخل قبر شاهده تحت قدميها .
وفي نهاية عقدي الثاني كنت قد ألقيت بنفسي في أحضان الزواج؛ فقط لأبتعد عنها، فقد ضقت ذرعا أن تجمعنا جدران منزل واحد وتفصل بيننا عوالم وأكوان!
●امرأه أنا على مشارف الأربعينات، تأقلم زوجي وأطفالي مع برودة مشاعري وشرودي شبه الدائم، جاهدت كثيرا لأشعرهم بحبي، ولأكُن عكس أمي في كل شيء، لكني آمنت في النهاية بأن فاقد الشيء فعلا لا يستطيع أن يعطيه .
من فترة أصاب أمي مرض أقعدها عن الحركة؛ أتفقنا أنا وأخوتي على أن يستقبلها كل منا في منزله فترة من الزمن؛ وهكذا نتشارك في العناية بها.
عندما جاءت إلى منزلي كانت دائمة الشكوى؛ فهي وحيدة أغلب الوقت، بينما أفراد هذا المنزل بأمورهم منشغلين. هذا الصباح بينما أضع لها إفطارها وأدويتها في عُجالةعلى منضدة بجوارها في غرفتها، كانت تتابعني صامتة على غير عادتها، وما أن أنتهيت حتى توجهت مسرعة نحو باب الغرفة حتى لا أتأخر عن العمل عندما وصلني صوتها مرتعشا بأنكسار:
_ أتسامحيني يوما؟!
تجمدت مكاني برهة، ثم أستدرت ببطء لأصتطدم بعينيها مشبعتان بالدموع، تطل منهما نظرة أستجداء أعرفها جيدا، هرعت إليها أضمها إلى صدري، وأحتضن معها طفلة في الثامنة لم تزل واقفة بأنكسار على باب الحياة في أنتظار أن تفتحه لها أمها بكلمة واحدة :
_ أُحبُك !

تمت
رشا فوزي


في عدة سطور رويتي لنا قصة باكملها سلمت اناملك المبدعة 💖
احببت النهاية السعيدة وكيف ان كلمة واحدة حلت مشكلة استمرت عمر


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-19, 06:37 AM   #9

بيت المرام

? العضوٌ??? » 449192
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » بيت المرام is on a distinguished road
افتراضي

شكرا ريم أسعدتني كلماتك
معلش انا لسة مش متمكنة من أدوات المنتدى في التعليق
أسعدني مرورك العطر


بيت المرام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-19, 06:02 AM   #10

بيت المرام

? العضوٌ??? » 449192
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » بيت المرام is on a distinguished road
افتراضي





#بعد_منتصف_الليل
أين عمري؟!(قصة قصيرة)





استيقظت من نومي على صوت دقات ساعة الحائط تخترق أذني مختلطة ببقايا صوت أمي يرن داخل عقلي نابعاً من ذكرى قديمة ممتزجة بأضغاث أحلام :
-البنت ليس لها سوى بيتها وزوجها!
نظرت حولي بفتور، وأنا مازلت مستلقية على الفراش،
أتمتم:
- هذا هو بيتي!
ثم وأنا ألتفت إلى صورة زواجي المعلقة
على الحائط:
- وهذا هو زوجي، فلتهدئي بالاً و تستريحي!
نهضت من فراشي بآلية متجهة صوب باب حجرتي، وقبل أن أبلغه حانت مني التفاتة إلى المرآة؛ لأرى امرأة غريبة عني، تنظر لي بعينين خاملتين لا بريق فيهما، محاطة ببوادر تجاعيد تعلن باستحياء عن بداية خريف العمر، في حين شعرها الأشعث يحيط بوجهها الخالي من التعبير فلا ينم عن فرح، أو حزن، أو أي شعور آخر، اللهم الإرهاق الذي ينطق به كل جزء من ملامح وجهها بوضوح.
اقتربت من صورتي في المرآة أتأملها عن قرب، وكأنني أراها لأول مرة، لاحظت بعض الشعيرات البيضاء تتسلل محاولة غزو ليل شعري البهيم، لمستها بأناملي وأنا أخاطبها
بمرارة:
-اطمئني، النصر لكِ في النهاية!
غادرت حجرتي؛ ليستقبلني ابني ذو الثماني سنوات ببشاشة تنير ظلمة نفسي:
-ماما، صباح الخير .
- صباح الخير يا عُمري.
أقولها له مبتسمة، وأنا أتلقفه في حضني،
وأضم جسده الهزيل بقوة، و كأنني أحتضن نفسي، وعمري الذي تسرب من بين أصابعي دون أن أشعر، مؤكدة لها أنه لم يضع هدراً.
-ماما، أنتِ تخنقينني!
أسرعت بأطلاق سراحه من بين ذراعيّ، منزعجة من الفكرة .
-ماما، لا تنسي تمرين كرة القدم اليوم، المدرب لا يحب المتأخرين، لابد من وجودنا قبل الميعاد بعشر دقائق.
- لا تقلق، لن نتأخر بإذن الله .
قلتها له وأنا أطبع قبلة دافئة على وجنته، وأنهض متجهة نحو الحمام؛ لأجد ابنتي تخرج منه متبخترة بخيلاء الشباب، وبهائه، تهمس وكأنها تغرد :
- صباح الخير يا ماما.
- صباح الخير يا عُمري.
طَبعت قبلة خاطفة على وجنتي، ثم أخذت تقول مبتعدة عني، وهي بطريقها إلى حجرتها:
-سأخرج اليوم مع صديقاتي للتسوق بعد العصر.
-وهل استأذنتِ والدك؟
- نعم، وقد وافق.
قالتها بصوت عال؛ لتبلغ مسامعي، وهي تغلق الباب خلفها .
بقيت برهة واقفة أمام الحمام، أحملق في باب حجرتها المغلق، أرى خلفه بعين خيالي، شبابها الغض الذي يذكرني بشبابي!
كنت في سنها أرفل في أحلامي العريضة، متصورة الدنيا ملك بناني أعمل بها ما يحلو لي، ولم يكن يحلو لي سوى أن أكتب، أَسطر كلمات تبني عوالم هي من وحي خيالي، أنفخ فيها من روحي؛ لتستقم نابضة بالحياة، تسعدني، وتشعرني بذاتي.
لقد كان حلمي أن أصير كاتبة، حلماً سعيت وراءه بجِد، وجدية بين قصور الثقافة، وبيوت الشباب، متطلعة بحياء إلى أروقة دور النشر، حتى بلغت سن الزواج لأصطدم بأمي :
- تسعين خلف سراب! البنت ليس لها سوى بيتها وزوجها!
بينما والدي ينظر لي بإشفاق وعطف
وهو يقول:
- أخشى عليكِ من لقب عانس الذي لا يرحم. أخشى أن يسرق حلمك عمرك منكِ! وقصصك تستطيعين حياكتها هنا أو في بيت زوجك!
ولا أنكر أنه عندما رأيت زوجي لأول مرة، شعرت بأنوثتي تنجذب لفحولته بقوة كانت كافية لدك كل حصوني؛ فتزوجت.
كنت في المطبخ، عندما سمعت باب الشقة يفتح ويغلق، خرجت لأنظر منَ؛ فوجدته زوجي .
-أين كنت ؟، استيقظت ولم أجدك في المنزل؟
- كنت أضبط وضعية"طبق الدش"، و أطمئن علي جودة أسلاكه على سطح البناية .
- طبعا، فالدوري على الأبواب.
-واليوم بعد عودتي من العمل، لي جولة بحث مع "الرسيفر"؛ للتأكد من تواجد جميع القنوات الرياضية، وبهذا أكون أنهيت استعدادي للحدث الأهم!
- مبارك، وبالتوفيق!
قلتها ساخرة، وأنا أوليه ظهري متجهة للمطبخ؛ لأكمل ما بدأته، بينما يتجه هو لغرفتنا مسرعاً، وقبل أن يبلغها كان يسألني بصوت مرتفع حتى أسمعه
: -أين قميصي الأبيض؟
-مكوي، ومعلق أمامك على الشماعة، كذلك بنطالك الأسود.
وصمتُ برهة؛ لأضيف مسرعة قبل أن يسأل:
-وكل جواربك في درج الجوارب "بالجزامة."
لا أعرف لماذا أصبحت تلك التفاصيل الصغيرة تثير غيظي، والسؤال عنها يثير حنقي أكثر وأكثر ؟!
ربما لأني أدركت أن الزواج كبحر من الرمال المتحركة، ما إن تضع قدميك فيه حتى تجد نفسك تغرق ببطء في كم هائل من التفاصيل الصغيرة التي تصبح مسؤولا عنها، بينما تجرفك تلك التفاصيل بتمكّن بعيداً عن أحلامك وأهدافك.
ففي بداية الزواج، تجد عدم الاستقرار المادي، و" بعبع" كل حديثي الزواج؛ الأقساط.
وبعد مرور أقل من عام، يضاف إليه هاجس تأخر الإنجاب، والأسباب التي قد تكون وراء ذلك، فتلهث خلف الظنون، والوساوس التي يساهم فيها المحيطين بك بشكل كبير، كل هذا يحدث إن لم تظهر بوادر الحمل في أسرع وقت!
وعندما يأتي الطفل تنقلب حياتك رأسا على عقب، ويصبح هو محورها، تنام عندما ينام، وتستيقظ عندما يستيقظ، تلهث خلفه في كل ثانية، التطعيم، التسنين، إنه دافيء ويتقيأ، عنده إمساك، لا بل إسهال، لقد تأخر في الكلام، لا بل في المشي...
وهكذا حتى تجن، وما تكاد تنتهي من تلك المرحلة التي هي أشبه بالدوامة، وتأتي مرحلة الدخول إلى المدرسة،
حتى تجد من يسألك ذاك السؤال اللزج:
- ألم يحن الوقت لمُأخاته؟!
أنتبهت من خواطري على صوت جرس الباب لأجد زوجي يهرع خارج غرفتنا وقد أنهى أرتداء ملابسه، يقول بنفس الصوت المرتفع:
-أنا سأفتح.
أسرعت في الأنتهاء من أعداد الفطور ووضعه على الطاولة في غرفة الطعام،
لحظات سمعت بعدها صوت الباب يغلق من جديد، لأجد زوجي منتصبا أمامي متجهم الوجه، ملوحا بورقة صغيرة يمسكها بيده.
نظرت له بهدوء بينما الكلام يندفع من فمه بعصبية:
- إنها إبنة البواب، جاءت لتعطينا فاتورة الكهرباء .
- جيد !
أجبته بهدوء أقرب للبرود ثم أردفت بنفس الهدوء:
-يبدو أن محصل الكهرباء جاء البارحة، ونحن عند والدتي.
-أنظري إلى مبلغ الفاتورة يا هانم.
- تعلم أن أسعار جميع الخدمات قد زادت.
- بل السبب هو أستعمالكم المفرط للمكيف.
-أنت من يصر على تشغيل المكيف عند النوم !
-أنا أقوم بضبط التايمر ليتوقف بعد ساعة .
- وكذلك يفعل أولادك من بعدك على التوالي!
ينظر لي شذرا ويهم بفتح فمه ليرغي ويزيد ويهدد ويتوعد، إلا إنني أبتدره بنفس الهدوء:
- لا تقلق، لقد أخذت في الحسبان زيادة الفواتير، بالذات الكهرباء، منذ بداية أشهر الصيف، و الآن أجلس وتناول أفطارك حتى لا تتأخر على عملك؛ فنحن بحاجة لحوافزك وعلاوتك.
ذيلت كلامي بأبتسامة بينما كان هو يجلس للطاولة كطفل أستطاعت أمه أحتواء غضبه، والتهدئة من ثائرته!
لا أعرف كيف للرجل الشرقي أن يكبر ويصير مستقلا بحياته؛ يشق طريقه فيها، يتزوج ويكون أسرة، ويفتح بيتا، ويظل مع كل هذا طفلا في جسد رجل؟!! وهل هذه الخاصية تخص الرجل الشرقي فقط أم إنها في عموم الرجال؟!
قبل أن يخرج زوجي متوجها إلى عمله،
سألني سؤاله المعتاد:
- هل تريدين شيئا أحضره معي عند عودتي؟
- سلامتك .
- ألا ينقص البيت شيئا؟!
- ما ينقصه سأشتريه أنا؛ ينجح البائعون دوما بخداعك إما في الجودة وإما في السعر .
ينظر لي مغتاظا، ثم يقول لي محاولا كظم غيظه، معترفا في قرارة نفسه بصحة ما أقول:
- هكذا إذن، فليكن!
أراكِ على الغداء.
أنبثقت من فمي ضحكة بينما هو يخرج ويغلق الباب خلفه، أشعر بسعادة طفولية عندما أنجح في إثارة غيظه!
أحضرت مفكرتي الصغيرة وقلمي، جلست بغرفة المعيشة مع كوب النسكافيه، أخط على أحدى صفحاتها البيضاء عنوان توسط مقدمة الصفحة:
" ميزانية الشهر"
وما إن انتهيت من كتابة العنوان، إذ بضحكات تجلجل في أرجاء نفسي، تزلزل صمتها وخنوعها، تلفت حولي فزعة؛ لأجدها تقف في أحد الأركان متكأة بظهرها على الحائط، عاقدة ذراعيها أمام صدرها، تنظر لي بأستهزاء وبقايا ضحكتها الساخرة تتساقط من بين شفتيها، إنها أنا منذ خمسة عشر عاما :
- إذن هذا ما تجيدين كتابته الآن، ويا ترى ما نوع هذا الأدب؟!
- أدب واقعي!
أجبتها متحدية، أقتربت وهي تنظر لي بحسرة وتقول:
- ألف خسارة، أين ذهبت أحلامك؟، وفيما ضيعتِ عمرك؟!!!
كان سؤالها كمشرط حاد صغير قامت بغرزه في قلبي مباشرة، لكنني أجبتها حلاوة روح:
- مازل بأمكاني الكتابة أي وقت أشاء.
- حقا!
قالتها ساخرة ثم أردفت بتحدٍ:
-هاك الأوراق والأقلام أمامك، أريني.
أمسكت بأحد الأقلام، ونظرت للأوراق البيضاء لأجد عقلي أكثر بياضا منها، وقد هجرته الأفكار مخلفة مكانها لكل تفاصيل حياتي الصغيرة التي أعيشها لتحتلها وتملأها، عوضا عن القدرة على التعبير والسرد التي صدأت وتيبست بفعل عدم الممارسة لفترة طويلة، شعرت بالقهر وانحدرت دموعي تكتب على أوراقي البيضاء بدلا من حبر قلمي الذي يبدو أنه قد جف!
تلفت حولي بخزي باحثة عن نفسي فلم أجدها، لكني وجدت أبني ، يقف قبالتي مشدوها، جزعا:
-ماما إلى من كنتِ تتحدثين؟!
ولماذا تبكين؟!
أجبته بانكسار، وأنا أدرك أنه لن يفهم إجابتي:
- أتحدث إلى نفسي، وأبكي عليها!
ثم نهضت بنفس الانكسار متوجهة إلى المطبخ لأنهي أعمالي .
مع الظهيرة كنت أنهيت جميع أعمالي المنزلية، شعرت برغبة في التجول في ذكرياتي العزيزة، ذهبت إلى حجرتي، واستخرجت من خزانتي
لفافة صغيرة، جلست على فراشي أهم بفتحها وأخراج ما بها، لكن وفي نفس اللحظة، سمعت صوت زوجي قادما من خارج الغرفة:
- لقد عدت يا أهل الدار، أين الغداء؟!
فعدلت عما أنتويت فعله، وأجلته إلى حين، ودسست لفافتي أسفل الوسادة، ثم هرعت للخارج أستقبل زوجي، وأعد مائدة الطعام .
بعد الغداء قررت الأختلاء بنفسي مع ذكرياتي، مطمئنة لأنشغال الجميع عني،
فابنتي تستعد للخروج مع صديقاتها، و أبني مع زوجي يهتمان بأمر " الرسيفر "
والقنوات الرياضية.
دخلت غرفتي وأغلقت بابها، سحبت لفافتي من أسفل الوسادة، وبحرص شديد فتحتها؛ لأُخرِج منها مجلة، وشهادة تقدير هي لي!
أخذت أتأمل شهادة التقدير بشجن، بينما عيناي تعانق حروفها بشوق وحنين :
" الكاتبة الفائزة بالمركز الأول في مجال القصة القصيرة"
لتجرفني موجة من الذكريات السعيدة بعيدا عن عالمي، ملقية بي في أحضان زمن قد ولى، تغمرني بتفاصيل أحداثه التي مضت و اندثرت.
وبينما أنا محلقة في سماء الماضي ، هائمة مع الذكريات، إذ بطرقات على باب حجرتي جعلتني أجفل، وقد أخرجتني من حالة النشوة التي صنعتها لي ذكرياتي؛ مما سبب شعورا بالضيق جعلني أجيب الطارق بلهجة متذمرة:
- أدخل.
لتدخل ابنتي، وتقف أمامي متسائلة، بينما تنظر لللفافة التي بين يدي بشيء يسير من الفضول:
- ماما، هل رأيتِ كنزتي الزرقاء؟
- أعتقد أنها مازلت في الغسيل.
- كنتِ أود أرتداءها اليوم!
قالتها محتجة، قلت لها وأنا أحاول جاهدة كبح جماح الضيق الذي أفرز غضبا:
- خزانتك تعج بالملابس، اذهبي وأرتدي منها شيئا آخر، فالدنيا لن تتوقف ان لم ترتدي كنزتك الزرقاء هذا اليوم بالذات!
نظرت لي متبرمة، وهي تنقل بصرها بيني وبين أوراقي، ثم ضربت بقدمها الأرض، مؤكدة على حنقها مما قلت، وأسرعت تخرج من الغرفة وهي تصفق بابها بعنف.
لم أبالي بردة فعلها غير اللائقة؛ فقد كانت رغبتي في العودة لأوراقي وذكرياتي أشد من رغبتي في الجدال معها بشأن تصرفها غير المهذب معي!
وعدت للفافتي أتناول منها المجلة وأتصفحها، حتى وصلت إلى حيث نُشِرت قصتي الفائزة؛ فأخذت أتأملها بأستغراق،
و إذ بالباب يُطرَق من جديد، ويدخل أبني الصغير دون أن آذن له:
- ماما .. ماما!
-نعم.
- بابا يريد أن يشرب شايا!
- حاضر، اذهب انت وأنا سأّعد لبابا الشاي.
-ماما.. ماما!
-نعم
قلتها بنفاذ صبر
-لا تنسي موعد تدريب الكرة.
- لن أنسى.
خاطبته بعصبية أشبه بالزجر لم يعهدها مني، فتسمر في مكانه متفاجئا، وقد أتسعت عيناه البريئة بينما يقول لي ببطء:
- ماما، هل انت غاضبة مني؟!
في تلك اللحظة شعرت بكراهية شديدة تجاه نفسي ؛ فما ذنب أطفالي وتلك الأحلام البائسة، سحقا لي وسحقا لكل ما عاداهم!
رميت بالمجلة بعيدا، وأسرعت احتضن أبني، وأنا أقبله بحنو قائلة له:
- لا يا حبيبي أنا فقط متعبة قليلا.
-فلنذهب إلى طبيب.
قالها ببراءته التي تأسرني، أجبته بابتسامة :
-لا داعي، هيا نذهب لنعد لبابا الشاي.
خرجنا من الغرفة معا، لأدلف أنا إلى داخل المطبخ، بينما هرول طفلي إلى غرفة المعيشة حيث أبيه.
لحقت به بعد لحظات كنت أعددت فيها الشاي مع بعض" الكيك" المعد مسبقا .
وعندما دخلت غرفة المعيشة، فوجئت بثلاثتهم،زوجي، وابني، وابنتي، يجلسون متجاورين على المقعد الكبير، يتهامسون فيما بينهم وكأنه أجتماع مغلق، وعندما شعروا بوجودي تطلعوا الثلاثة لي دفعة واحدة، بأفواه صامتة
وعيون تشى بحدوث خطب ما!
-ما خطبكم؟!
سألت بسرعة وتوتر، وأنا أضع الشاي و"الكيك" على الطاولة الصغيرة التي أمامهم.
بينما ألتفت للتلفاز بحركة لا إرادية لأجده مغلق :
-هل تعطل؟!
قلتها وقد اتجه بصري صوب يدي زوجي؛ متوقعة ان اجد "الريموت" بين أصابعه؛ فألتقطه، وأجد لنفسي إجابة على سؤالي، لكني فؤجت مرة أخرى؛ فهاتفي المحمول بين يدي زوجي عوضا عن "الريموت"، فنظرت له متسائلة:
-ما الأمر؟! هل حدث شيء لهاتفي؟
- اطمئني، التلفاز وهاتفك بخير.
قالها وقد أرتسمت ابتسامة هادئة على وجهه، ثم أردف:
- على عكسك انتِ!
- أنا؟!!
-نعم، انتِ.
قطع أبني الحوار الدائر بيني وبين زوجي، وهو يهتف بحماس:
- لقد أعد بابا لكِ صفحة على الفيس؛ لكي تكتبي بها قصصك، ويقرأها الناس.
أسرعت أخته بلكزه لكزة خفيفة، وهي تخاطبه معاتبه:
- لقد أفسدت المفاجئة.
- صفحة، أي صفحة أنا لا أفهم شيئا!
ابتسم الجميع؛ لعلمهم بجهلي المطبق بكل ما يخص الأنترنت؛ فقد كنت حتى تلك اللحظة لا أتعاطاه، ولا أتعامل معه إلا في أضيق الحدود!
جذبني زوجي من يدي لأجلس بجواره، بينما كانت ابنتي تسحب أخيها من يده صوب حجرته، وهي تقول بأبتسامة واسعة:
- بابا سيشرح لكِ، بينما أساعد أنا أخي في ارتداء ملابس التدريب وإعداد حقيبته الرياضية، قبل ان أخرج لألتقي بصديقاتي .
نظرت لها باندهاش؛ فلم أعتاد منها تعاونا، او أهتماما بغير عالمها الخاص؛ كشأن أغلب المراهقين !
انتبهت على صوت زوجي يخاطبني:
- لقد أعددت لك صفحة على الفيس؛ لتنشري عليها كل ما تكتبينه من قصص؛
علّ تفاعل الناس يشجعك على العودة للكتابة، وسأدعو جميع الأصدقاء والأقارب للأعجاب بها، أظن لم يعد لديكِ أي حُجة!
وسأساعدك في توفير الوقت للكتابة؛ فمثلا أنا من سيصطحب ابننا للتدريب!
ثم أردف بنبرة ممازحة:
- إلا إذا تعارض هذا مع مباريات الدوري طبعا .
أكمل كلامه بضحكة جذابة، بينما
أنظر له، وكأني أراه لأول مرة، كيوم أن جاء لمنزل أهلي للتعارف، وطلب يدي!
وشعرت بعيني تغرورقان بالدموع .
نظر لي بعطف وحنان، وهو يقول:
- لم تخبريني بعد، ما الأسم الذي ستطلقينه على الصفحة؟
أجبته بدون تردد:
- سأسميها " أين عمري؟"
نظر لي مستغربا الأسم، فأردفت موضحة:
- فهذه الصفحة ستكون الأجابة الأبدية لهذا السؤال!
لم يبدو أنه أدرك معنى لكلامي، بينما كنت أنظر بأبتسامة شامتة لنفسي منذ خمسة عشر عاما، وهي تقف في أحد الأركان تذوب حرجا، وتتبدد في الهواء!
تمت
رشا فوزي



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 22-09-19 الساعة 06:46 PM
بيت المرام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.