آخر 10 مشاركات
أثر تغزله النچمات (الكاتـب : Lamees othman - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          لومينوس: الخيار الأمثل لرؤية مثالية ومظهر جذاب! (الكاتـب : منصة سدره - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          خيالها بيننا (62) للكاتبة: ميراندا لي ...كاملة... (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طعام جراء الكلاب - بدايةٌ مثالية لنموٍّ قويٍّ وصحةٍ ممتازة (الكاتـب : منصة سدره - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-20, 01:31 AM   #121

TaisonBlack

? العضوٌ??? » 449324
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 204
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » TaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


صمت قليلاً فوقفت سيلدا وهي تتجه إلى الطاولة في غرفتها وهي تُمسك العصا البلاستيكية حين قال لها رحيم
" هل تتزوجيني سيلدا ؟ "
كانت نظراتها فارغة وهي تنظر إلى الخط الواحد على العصا البلاستيكية والذي يُعلن أن لا شيء عاد يربطها بموسى ، لا طفل ، لا أشهر عدة ، لا شيء ، كان قلبها يُلح عليها بالرفض ، أن تنتظر موسى كي يعود لها مرة أخرى ، ولكن كبريائها منعها ، عقلها قد تحكم بها وهي تقول له
" ربما "
و من ثم أغلقت الهاتف وهي تبكِ بقوة كما لم تفعل من قبل ، تبكِ خسارتها في حرب لم تكن جُزءً منها منذ البداية ..
******
كانت قطرات العرق تتساقط من جبهة عامرة وه و يلهث مُحاولا ً أن بأخذ الكرة من محمد ولكنه فشل ، راوغه محمد حتى توصل إلي الشبكة ثم قفز برشاقة وهو يُسجل هدف انتصاره على عامر .
وضع عامر يديه على ركبتيه وهو يلتقط أنفاسه وهو يُتمتم بغضب
" اللعنة ، هل هو بارع في كُل شيء هكذا ؟ "
اقترب منه محمد وهو يلهث قائلا ً
" حظاً موفقا ً في المرة القادمة "
رفع عامر وجهه إليه وهو يُتمتم بشيء لم يصل إلى مسامع محمد ، اتجه محمد إلى زجاجة المياه و أفرغها فوق رأسه محاولاً خفض درجة حرارته ، كان الأمر مُلحاً على عامر فلم يتمالك نفسه وهو يقترب منه قائلاً
" كيف تعرفت على هيرا ؟ "
مرر محمد يده في شعره وهو ينظر له بتدقيق ، لقد علم أن تلك المواجهة أتيه لا محالة ، تنفس بعمق وهو ينظر له قائلاً
" على قارعة الطريق ، حين تركتها مثل العاهرات "
اتسعت عيناه بصدمة ، فلم يكن يتوقع في أكثر أحلامه خطورة أن يكون اللقاء بين هيرا و هو بعد ذلك الحادث بعد أن ذاب فيها و ظل غارقاً في دوامة الصدمة لعدة أيام بعدها ، يا الله لا يعلم الآن كيف عليه الحديث ؟ عض شفتيه وهو يقول
" هل حكت لك ؟ "
رفع محمد إحدى حاجبيه وهو يرى ذلك التعبير الذي لم يفهمه على محيا عامر فرد عليه محمد بسخرية
" هل هذا ما يُهمك ؟ ألم تخشى أن أكون قد عبثت معها قليلاً ف في النهاية لقد كانت فاتنة قد تركها عشيقها على الطريق "
رفع عامر عينه إلى محمد وهو عاجز عن الرد ، كيف سيشرح له ما لا يفهمه في علاقته مع هيرا ، لا يستطيع أن يضع مُسمى لما بينهم ، إنه يُريدها بشكل هوسي و في نفس الوقت ينفرها .
و في يوم الحادث حين أفسد كل شيء ، لقد تركها خوفاً من مشاعره التي تفجرت جوارها ، كيف يُخبره أنه خاف من نفسه ، خاف من أن يفعل ما ظل سنوات عديدة يرفضه ، لقد كان مجيء فاتن بمثابة الأمل الزائف أنه لن ينساق وراء هواجسه نحوها ، ولكن سُلطانها كان أكبر مما ظن ، لقد ظل أسبوع بعد ذلك الحادث يستجدي رائحتها من ملابسه حيث علقت بها .
كل تلك الأفكار لم يُفصح بها سوى أنه قال
" لقد كُنت خائفا ً "


يُتبع .....


TaisonBlack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-20, 01:32 AM   #122

TaisonBlack

? العضوٌ??? » 449324
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 204
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » TaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رمش محمد بعينيه وهو يقول له
" عفواً "
جلس عامر على الأرض وهو يضم رأسه قائلاً
" وجودها بجانبي يُؤرقني ، أشعر أنني أُساق إلى ما لا أُريد "
جلس محمد جانبه وهو يقول له
" وهل الأمر كذلك ؟ "
رفع عامر وجهه إليه وهو يقول بضياع
" كلما كانت بعيدة عني ، لا أشعر بالحاجة إليها ، وكأنها لم تكن ، ولكن حين تقع عيني عليها ، أشعر برغبة وحشية في إيلامها من ثم ..."
تنفس بحرارة
" ومن ثم اعشقها كما لم ترى من قبل "
صُدم محمد من فكر عامر ، فقد طالما وضعه في خانة الرجل الوضيع ، هو لا يُنكر أن ما فعله مع هدير لا يُغفر ولكنه أيضاً ضحية التمرد ، التمرد على عادات و تقاليد لم يُعطي لنفسه فرصة كي يرى هل سيتكيف معها أم لا ؟
تنهد هو يُجيبه
" ولكن في خضم كل ذلك ، هل فكرت ب هدير ؟ "
ثم أكمل بصوت جامد
" كيف تشعر ؟ ماذا حدث لها بعد تركك لها كالعاهرات ؟ "
صاح به عامر
" لم أتركها وحدها ، بعد ذلك الحادث الذي تعرضت له في الجامعة وقد كلفت حراسة بمتابعتها أينما ذهبت دون أن تعلم ، هل تعتقد أنني بتلك الدناءة كي أتركها هكذا "
اتسعت عينا محمد بدهشة وهو يتذكر تلك السيارة السوداء التي كانت تتبعه حينما نقل هدير إلى منزلها ، لقد ظن الأمر مُصادفة ولكن تلك السيارة كانت تتبعهم حرفياً.
مط محمد شفتيه وهو يقول له
" وماذا ستفعل الآن ؟"
نكس عامر رأسه مرة أخرى وهو يقول
" لا أعرف ، حقاً لا أعرف "
نظر له محمد بإشفاق وهو يقول
" اتركها تختار عامر ، فبمعرفتي بهدير الجديدة ، لن تستطيع أن تمتلكها دون إرادتها "
نظر له عامر بتيه وهو لا يعلم هل يُصدقه ويتركها تختار أم لا ؟ وماذا إن قالت : لا هل سيستطيع أن يتعامل مع الرفض و منها بالذات ؟
*******

كانت تجلس على أحد الأرائك وهي تترك لعبراتها العنان قائله
" لقد كان كل شيء لي ، رفيقي ، عاشقي ، زوجي "


يُتبع ......


TaisonBlack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-20, 01:36 AM   #123

TaisonBlack

? العضوٌ??? » 449324
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 204
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » TaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مد الطبيب يده بمنديل وهو يُدون بعض الملحوظات في دفتره ومن ثم قال لها
" ولكنكِ تعرفين أنه لم يترككِ عبثاً ، لقد أخبرتني انه سيعود بالطريقة الصحيحة "
صاحت به بقهر
" ولكني أحتاجه الآن ، لمدة سنتات لم أستطع النوم سوى بين أحضانه ، لقد كان ملاذي الوحيد عُمر "
عدل عُمر وضع نظارته الطبية وهو يقول له بهدوء
" لقد أخبرتكِ أن الصياح و البكاء لن يجعله يعود "
أشاحت لورا بوجهها وهي تُدرك أنه محق ، مسحت دموعها حين أردف عُمر
" سأسألكِ شيئاً "
نظرت له ولم تُعقب فأكمل
" لنفرض أنه عاد في يوم ٍ ما ، كيف ستقابلينه ؟ "
عقدت لورا حاجبيها وهي و قالت
" ماذا تقصد ؟ "
ابتسم عُمر وقد نجح في جذب اهتمامها فأكمل
" حين يعود أنس و هو قادر على الحصول عليكِ بالطريقة الصحيحة ماذا ستفعلين ؟ "
توحشت نظرات لورا وهي تقول له
" لن أعود له لقد تركني "
رفع عُمر إحدى حاجبيه وهو يقول
" و ماذا لو جعلته يندم على تركك ؟ "
توهجت نظرات لورا هي تعتدل في جلستها قائلة
" كيف ؟ "
اقترب منها عُمر قليلاً وهو يقول لها
"بأن تنهضي ، بأن تصنعي ذلك المستقبل الذي أهملته، بأن تجعليه عندما يعود يرى أي ناجحة أنتِ "


يُتبع .....


TaisonBlack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-20, 01:36 AM   #124

TaisonBlack

? العضوٌ??? » 449324
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 204
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » TaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

راقها الكلام للغاية فوقفت على قدميها وهي تقول
" معك حق عُمر سأجعله يقضم أظافره ندماً على تركي "
ومن ثم خرجت من الغرفة وهي تجري قائله
" أبي أين أنت ؟ أريد أن أُحدثك في أمر هام
كان عُمر ينظر إلى طيفها حين ظهر هادي وهو يقول له
" لا أعلم كيف أشكرك ؟ "
ابتسم عُمر وهو يقول له بهدوء
" لا داعي للشكر ، لقد أخبرتك منذ رأيت فحوصاتها الأولية ، إنها لا تحتاج إلى طبيب نفسي ، أكثر من حاجتها لصديق ، وما فعلته اليوم لا يمت للطب النفسي بصلة ، بل هو نصيحة صديق "
رتب هادي على كتفه بامتنان .....
********
كانت جالسة في غُرفتها و تحديداً على مكتبها حين كانت تدرس ، تطلعت إلى شهادة الثانوية الخاصة بها بحسرة ، لقد أضاعت عليها الكثير ، أضاعت عليها الفرحة بمجموعها العالي ، أضاعت عليها سنة دراسية كاملة لأنها تأخرت عن موعد التقديم .
اتجهت إلى شُرفتها وهي تتطلع إلى السماء القاتمة بهدوء ، لا تعلم لِمَ خطر على بالها محمد الآن ، على الرغم من أن تلك الفترة لم يكن ذهنها بحالة جيدة إلا أنها لا تدري سبب ذلك الشعور أو ماهيته .
وضعت يدها على قلبها وهي تنظر إلى السماء
" ناجيتك ربي عن قلبٍ
قد ضاق به السبيلِ
خفتت نيران الشوق به
ولكن نار الحزن تزداد لهيب
فيا مُفرج الهم أزل
عن قلبك أمتكَ
كل ما قد ضاق "
مسحت الدموع التي تساقطت من عيناها وهي تُغلق شُرفتها متجه إلى الخارج حين وجدت موسى يجلس في الظلام وهو ينظر إلى شيء ما في هاتفه ، اقتربت منه وهي تجلس بجانبه وقد لمحت صورة فتاة فاتنة للغاية فقالت له
" هل تلك سيلدا ؟ "
ابتسم موسى بحزن وهو يُغلق الهاتف ضاماً أخته الصغيرة إليه ، حتى الآن يحاول أن يستوعب أنها بخير و أن الخطر قد زال عنها فقال
" لا تشغلي بالك صغيرتي "
ثم أكمل
" ما أفسدته نوايا البشر ، الأيام قادرة على إصلاحه "
ابتسمت لبنى بحزن وهي تضع رأسها على صدره ، إنها تشعر به ، تعلم أنه يُعاني ، ولكنها لا تملك سوى كلمات فلم تدري بنفسها وهي تقول
" عذاب العشق و آهٍ منه عذاب
يبدأ بالشظايا و ينتهي بالنيران
قلوبٌ تُكسر تحت وهمه
ولكنها تظل هائمةً
ترجو نصراً لن يحدث "....

انتهى الفصل


TaisonBlack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-20, 08:23 PM   #125

TaisonBlack

? العضوٌ??? » 449324
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 204
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » TaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع عشر

كان يجلس أمام لوحته الفارغة بهدوء ، لا يدري ما هو الصواب و ما هو الخطأ فيها يحدث من حوله ، لقد ظل طوال حياته يُغذي الكره ناحية أشخاص ظناً منه أنهم سبب تعاسته ، هل كانوا كذلك حقاً أم أنه من غذى ذلك الوهم في قلبه و عقله ؟
دلفت ندى إلى الغرفة حيث كان قابعاً طوال الأشهر السابقة لا يخرج ، لا يتحدث مع أحد ، فقط يجلس يحدق باللوحة الفارغة أمامه ، وكأن العالم قد تلاشى من حوله ، اقتربت بكوبي القهوة و هي تجلس بجانبه بعد أن وضعت كوبي القهوة على الطاولة .
اقتربت منه وهي تضم ساعده بقوة قائلة
" ما بكِ جمال ؟"
التفت لها وهو يشعر بالدفء الذي تنشره في المكان حوله ، في وسط ذلك العبث الذي يمر به كانت هنا ، بطريقة ما هي تفهمه ، تفهم ما يُريد و ما لا يُريد ، نظر إلى وجهها المريح هو يقول
" لقد تعبت ندى ، لقد كان كُل ما يحدث حولي عبث ، ما كرست حياتي له صار محض سراب "
هزت رأسها باهتمام هي تقول له
" حتى السراب يُمكن أن يُستفاد منه "
زم شفتيه وهو ينظر إلى اللوحة الفارغة أمامه مرة أخرى قائلاً
" إنني أشبه تلك اللوحة ، فارغً من الداخل انتظر بعض الأفكار أن تنبثق و تخرج من يد شخصٍ أخر حتى أصير شيء "
آلامها قلبها لأجله فضمته إليها مرة أخرى وهي تقول
" أنت لست كذلك "
تجمعت العبرات في عينه لأول مرة منذ وفاة والدته ، كان يقاومها بشدة ، لا يُريد أن يبكي ، ولكن ملمس يداها الناعم ، و هي ترتب على رأسه جعل مقاومته تنهار ، يا الله إنه بشر في النهاية ، بكى كثيراً وكأنه لم يبكي من قبل ، وهي كعادتها لم تبخل عليه بشيء من مشاعرها ، ضمته لها وهي ترتب على كتفه كطفل صغير ، أحيانا ً في تلك الحياة يجب علينا أن نترك بعض المشاعر كي تظهر إلي العيان ، أن نتصرف من منطلق أننا بشر يحق لنا البكاء .
على صوت الطرق على باب المنزل ، فاضطر أن يترك دفء روحها على مضض ، وضع يده على عينه وهو يُحاول أن يُخفي أثر بكاءه متمسكا ً بما تبقى من كبريائه ، فعلى الرغم من أنه المخلوق الوحيد الذي سمح له بأن يرى ضعف إلا أنه أيضاً يشعر بالخجل ، رتبت على كتفه وهي تقول له
" سأرى من الطارق ريثما تتمالك نفسك "
هز رأسه وهو يمتن لها ، فجل ما يريده الآن هو الاختلاء بنفسه حتى لو كان الأمر لبضع دقائق ، خرجت ندى وهي تتجه إلى باب المنزل ، فتحت الباب لترى من الطارق .
اتسعت عيناها وهي تلتقي بأعين مألوفة للغاية ، بللت مجد شفتيها وهي تنظر إلى تلك الصهباء الفاتنة أمامها ، لا تدري هل أخطأت العنوان أم ماذا ؟ ولكن رحيم أكد عليها أن ذلك هو المكان ، تنهدت وهي تقول لها بتوتر
" هل هذا منزل جمال...."
قاطعتها ندى وهي تقول لها
" سيلدا ، يا الله لقد كبرتي وصرتي فاتنة "
عقدت حاجبيها وهي تفرك يداها قائلة
" عفوا ً ولكن هل التقينا من قبل ؟ "
قهقهت ندى وهي تقترب منها كي تضمها ، ولكن سيلدا ابتعدت بعفوية بينما سحبتها ندى إليها وهي تقول لها
" أعلم انك كنتِ أصغر في السن وقتها ولكن ليس لدرجة أن تنسي زوجة أخيكِ "
اتسعت عينا سيلدا و ابتسمت بتلقائية وهي تقول
" ندى ، يا الله كيف لم أتعرف على ذلك الشعر الأحمر ؟!"
ضمتها ندى إليها وهي تقول لها
" مرحباً بكِ غاليتي ، جمال سيفرح كثيراً لدى رؤيتكِ "
أوشكت سيلدا على الرد ، ولكن صوت جمال قد قاطعها وهو يقول
" ندى من ....."
توقف جمال مكانه وهو ينظر إلى محيا أخته الصغير ، يشعر انه يحلم ولكنه حلم واقعي للغاية ، أحقاً هي أمامه ؟ بينما كانت سيلدا في قمة تخبطها ، لا تدري ما هو التصرف الصحيح ، لقد أحتاج منها الأمر الكثير من الوقت كي تقتنع بان عليها التحدث معه ، وكثير من الضغط من جانب رحيم ، ولكن لِمَ الآن لا تستطيع أن تُحرك ساكناً .
حاولت ندى كسر حاجز التوتر وهي تدفع سيلدا بلطف وهي تقول لها
" ألن ترحبي بأخاكِ ؟ "
اتجهت سيلدا إلى جمال ببطء و خوف وذكريات ذلك اليوم تعاودها بضراوة ، وقفت أمامه وهي تقول بصوت متوتر
" أظن أن علينا التحدث "
ازدرد ريقه بصعوبة وهو يهز رأسه بإيجاب مُشيراُ إلى غرفة المعيشة وهو يقول
" أنا أدين لكِ بهذا ، سيلا "
ألمها قلبها وهي تسمعه يُناديها بلقبها القديمة ولكنها ليست هنا كي تُعيد ما سبق ، هي هنا كي تُغلق تلك الصفحة نهائياً كما نصحها رحيم .
اتجه كلاهما إلى غرفة المعيشة وجلسا بينما بقت ندى واقفة وهي تقول
"سأعد شيء كي تشربانه "
هز جمال رأسه وانتظرها حتى غادرت ومن ثم قال ل سيلدا
" حسنا ً ماذا تُريدين أن تعلمي ؟"
أخذت نفساً عميقا ً وهي تقول
"هناك بعض الأسئلة التي ظلت عالقة برأسي و لم أجد لها إجابة "
عقد ساعديه وهو يقول لها بهدوء
" وأنا مستعد للإجابة كما قلت لكِ أنا مدين لكِ بذلك "
قبضت يدها وهي تقول له
" هل كرهتني لأنني ابنته ؟ "
تشنج وجهه و قبض يده بقوة وهو يقول لها
" لم أكرهكِ ولكنني كُنت أشعر بالغضب تجاهك لأنكِ كنتِ ابنته ولست ابنة أبي أنا "
أكملت وهي تقول
" هل افتقدتني ؟ "
زفر نفساً مختنق وهو يقول
" كل يوم ، كنت أفكر بكِ ، أشتاق إلى مداعبتك اللطيفة "
قاومت العبرات في عيناها وهي تقول له
" هل تحسن الأمر بعد انتقامك ؟ "
أظلمت عيناها وهو يقول لها
" لن أخدعكِ ، إن عاد بي الزمن سأفعل ما فعلته من جديد أن لست نادما ً على شيء ، فعلى الرغم من كل شيء ، لن أعيش أسيراً لهواجسي بعد الآن "
سمحت مجد لأحد الدموع بالسقوط وهي تقول له
" شكراً لكونك صريحاً معي "
لم يُعقب بينما هي مسحت دمعتها وهي تقف على قدميها قائلة
" يجب علي أن أذهب "
هم واقفاً وهو يقول
" دعيني أوصلكِ "
ابتسمت له هي تقول
" لا داعي ، رحيم ينتظرني بالأسفل "
عقد حاجبيه وهو يقول لها
" رحيم من ؟ "
ابتسمت براحة وهي ترفع يدها اليُسرى فظهر الخاتم الماسي الذي يُزينها وهي تقول
" زوجي "
اتسعت عيناه بدهشة فأخر ما يعلمه أنها كانت على علاقة ما بذلك الضابط ، ولكنه أثر ألا يتحدث عن ذلك الأمر ، فتلك الراحة التي تكسوا ملامحها بعد وقت طويل ، لا يحق له أن يُعكرها ، رافقها إلى الباب وقبل أن تغادر قالت
" ربما الأمر بيننا لم يكن جيداً في السنوات الأخيرة ولكنني لستُ نادمة أنك أخي "
************
كانت تمشط شعرها الطويل أمام المرآة وهي تُفكر بعمق بما يحدث حولها ، فاليوم ستعود فريدة إلى المنزل مع والدها ، لقد حاولت أن تُأخر ذلك الأمر بقدر المستطاع ولكن الوقت قد مر والآن ستعود صغيرتها التي كيفت حياتها خلال الثلاث سنوات الماضية أنها ستكون والدتها ، سمعت طرق على الباب فقالت بشرود
" تفضل "
دلفت فريدة بهدوء وهي تقول لها بحزن
" ماما هدير ، ألن تعودي معي إلى المنزل ؟ "
ألمها قلبها على تلك الصغيرة فتركة فرشاة شعرها ولم تهتم بجمعه كما اعتادت مؤخراً ، و اتجهت إلى فريدة وهي تضمها إليها قائلة
" ماما لا يُمكنها الذهاب معكِ ، ولكنكِ فتاة مهذبة ، أليس كذلك ؟ "
مطت فريدة شفتيها بضيق وهي تُوشك على البكاء قائلة
" ولكني أريدكِ معي "
ضمتها هدير إليها بقوة وهي تقول
" حلوتي أنتِ تعلمين أنكِ يمكنكِ المجيء هنا وقتما أردتي "
تعلقت الصغيرة بها بقوة حينما دلف عامر إلى الغرفة وهو يقول
" دي دي ، إن أباكِ ...."
بُهت وهو يتطلع إلى شعر هيرا الذي كان منسدلا ً على ظهرها كليل ناعم رقيق ، شعر بضربات قلبه تتسارع وهو يرى شعرها لأول مرة بتدقيق ، زفر الهواء الساخن بصدره وهو يُكمل محاولاً أن يكتم انفعالاته قائلاً
" إن محمد بالخارج ينتظركِ "
تركت فريدة أحضان هدير وهي تهرع إلى الخارج وهي تصيح
" هل جلبت اللعبة التي طلبتها منك ؟ "
ابتسم عامر وهو يرى فريدة وردود أفعالها المضحكة ، فقال بعفوية
" سأشتاق تلك الصغيرة للغاية "
رفع وجهه لها وهو يُشير إلى شعرها قائلاً
" لم أكن أعلم أن شعرك ِ بهذا الطول "
ابتسمت له بسخرية وهي تقول
" كما لم تعلم عني أي شيء "
بهت و لم يُعقب على حديثها و اتجه للخارج ، بينما هي جمعت شعرها على هيئة عقدة مجهولة المعالم و خرجت تلحق به .
كان محمد يتشاكس مع فريدة و عامر يجلس واجم ، تصنعت هدير الجدية وهي تقول
" دي دي .. ماذا قلنا ؟ "
مطت فريدة شفتيها وهي تعقد ساعديها ، ابتسمت هدير وهي تقول لمحمد
" سأشتاق لها للغاية "
رفع محمد حقيبتها على ظهره وهو يقول لها
" يمكنكِ أن تأتي وقتما شئتِ "
كانت الصغيرة فريدة قد ذهبت إلى عامر وهي تُمسكه من بنطاله قائلة
" دي دي ستشتاق إلى عامر بشدة "
شعر بأن قلبه سيذوب وهو يرفعها مقبلاً إياها وهو يقول
" آه يا قلب عامر ، سأشتاق إليكِ أيضاً "
غادرت فريدة مع والدها بينما بقى كل من عامر و هدير وحدهم ، التفت عامر لها وهو يقول
" علينا أن نتحدث "
نظرت له بهدوء وهي تقول
" أنا متعبة للغاية ، ربما يوم أخر "
كانت مغادرة إياه فأمسك بيدها بقوة وهو يقول بصوت جامد
" هل تُريدين أن تنفصلي عني ؟ "
تجمدت في مكانها وهي تستوعب ما تفوه به الآن ، التفتت له وهي تقول
" ماذا ؟ "
على الرغم من أن الأمر كان شاق على قلبه ولكنه يجب عليه فعل ذلك ، قربها منه وهو يقول لها هامساً
" فكري بالأمر ، لأول مرة القرار يرجع لكِ "
ترك يدها وهو يلتقط سترته متجهاً إلى الباب حين صاحت
"لِمَ الآن ؟ "
لم يلتفت ولكنه قال
" لأنني لا أقدر على البقاء بجانبكِ دقيقة أخرى دون أن .... "
ولكنه لم يُكمل الجملة و تركها معلقة وخرج من المنزل تاركاً إياها تتخبط بين قلب يترجاها أن تبقى و بين عقل يُهاجمها بكل الذكريات المؤلمة .
*******
كانت تضع اللمسات الأخيرة على ملابسها حين سمعت صوته من الخارج صائحاً
" لقد تأخرت بما فيه الكفاية "
خرجت من الغرفة وهي تقول له بضيق
" موسى لا ينقصني توتيرك لي "
نظر موسى إلي ملابسها الرسمية وهو يعقد حاجبيه قائلاً
" صغيرتي أنتِ ستعملين مدربة للفتيات ليس موظفة بشركة "
نظرت إلى ملابسها وهي تقول بسخط
" ولكنه أول يوم لي و أريد أن أترك انطباع جيد أنني شخص يُعتمد عليه "
ناكفها موسى وهو يقول
" بعد مقابلتك و اختبار مهارتك و ذراع المدرب الذي كدتِ أن تكسريه ، لا أظن انك تحتاجين لإثبات شيء "
صاحت به وهي تضربه
" موسى ، لا تذكرني "
قهقه موسى وهو يضمها إليه قائلاً
" فتاتي القوية ، أنا فخور بكِ "
خبأت لبنى وجهها في صدره وهي تشعر بالسعادة الحقيقية منذ وقت طويل ...




TaisonBlack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-20, 08:24 PM   #126

TaisonBlack

? العضوٌ??? » 449324
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 204
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » TaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العشرون

كانت تعمل أمام شاشة الحاسوب بلا توقف ، تستمتع بانهماكها في العمل ، لأول مرة تشعر أنها يمكنها المقاومة ، يُمكنها أن تكون شخص ذا شأن ، قطع تركيزها في العمل صوت طرق على الباب فأجابت وهي لا زالت تنظر إلى الحاسوب
" تفضل "
دلف والدها إلى الداخل وهو يُتابعها بفخر ، لقد كسرت كل توقعاته خلال الفترة السابقة ، منذ أن أخبرته برغبتها في العمل وقد ظن أنه هاجس قد خطر على بالها و سرعان ما ستمله ولكنها كانت صلب تحملت و بدأت من نقطة الصفر ، يشعر لأول مرة أنه فخور بها حد السماء ، اقترب منها وهو يرتب على كتفها وهو يقول
" هل يمكننا التحدث قليلاً لورا ؟ "
أنهت ما بيدها ومن ثم رفعت وجهها له هي تقول
" بالطبع أبي ، هل تسأل حقاً ؟ "
جلس على المقعد أمام مكتبها وهو يقول بخفوت
"كيف حالكِ ؟"
عقدت حاجبيها وهي تشعر بأن هناك خطب ما ، أرجعت رأسها إلى الخلف وهي تنظر له بتدقيق قائلة
" بخير ، ولكن ما سبب السؤال ؟ "
فرك والدها يده ببعض التوتر ، يعلم أن ما سيُخبرها إياه سيقلب ميزانها ولكنها أثبتت أنه على قدر المسئولية ، لذلك عليها أن تتخذ قراراتها بنفسها ، تنهد وهو يُجيبها
" لقد عاد أنس "
لم تهتز شعر منها تأثراً وهي تُجيب بعملية و كأنه أخبرها بالطقس اليوم
" جيد ، يجب أن نُرسل باقة ورد لوالده "
ثم أردفت
" أنت تعلم أننا لا ينقصنا عداء مع عائلته "
رفع حاجبيه بدهشة وهو يرى لهجتها الواثقة البعيد تماماً عن المشاعر الهوجاء التي كانت تنتابها ، يا الله إنه يُريد لها الصالح ولكن ليس أن تتحول لنسخه عنه ، لا يُريدها أن تفقد نفسها ، تنهد وهو يقول لها
" إذاً فأنتِ لن تذهبي له "
نظرت من فوق نظارتها الطبية و هي تقول
" ولِمَ عليّ أن أفعل ؟ "
أوشك على الرد حين على رنين هاتفها ، أمسكت لورا بالهاتف ومن ثم وقفت وهي تقول
" آسفة أبي ولكن لدي اجتماع بعد ساعة مع شركة xxx ، يجب أن أذهب "
أمسكت حقيبتها و خرجت من المكتب وهي تُحلل مشاعرها ، إنها حقاً لا تشعر بشيء لذلك الخبر وكأن مشاعرها نحوه قد أُخمدت ، تنهدت وهي تنتظر المصعد حتى أتى ، كان هاتفها قد وصله إحدى الرسائل فأمست به وهي تتفقد الرسائل حين وصل المصعد فدلفت إليه دون أن ترفع عيناها من الهاتف ، ضغطت على الزر الأرضي بعشوائية وهي تحافظ على وتيرة كتابتها على الهاتف حين أخترق أنفها رائحة مألوفة للغاية ، رفعت وجهها وهي تنظر إلى نفسها بمرآة المصعد وهي تُدرك ذلك الشخص الذي كان به والذي ينظر لها بغموض ولمعة خطر تطل من عينه .
تنهدت وهي تستجمع نفسها قائلة
" أنس ، مرحبا ً بك "
كانت مشاعره متضاربة ، يا الله لقد اشتاقها بشدة طوال تلك الفترة ، لم يستطع أن ينتظر أكثر من ذلك منذ عاد إلى الطن مرة أخرى وهو كان يظن أنها تنتظره ، لقد توقع أنها ستكون في استقباله بالمطار حيث سيجمعهم لقاء ملحمي في المطار ، ولكن الخيبة التي حصل عليها كانت البداية ، فهي لم تسأل ، لم تهتم وقد انتشر خبر عودة ابن الملياردير لتسلم عرش والده و شركاته والآن هي أمامه تكتب في الهاتف بل و تضحك أيضاً ، لم يشعر بنفسه وهو يقترب منها محاصراً إياها بينه وبين أحد جوانب المصعد وهو يقول
" مع من تتحدثين ؟ "
دوى قلبها بجنون وهي تُدرك أن اقترابه منها سيظل نقطة ضعفها الوحيدة ، رائحته التي كانت سبباً في نومها في أحلك أيامها تُداهمها بقوة ، وجدت نفسها تقول بصوتها المائع دون أن تقصد
" لقد كنت أراسل مندوب شركة XXX ، حين أرسلت لي صديقتي صورة مضحكة "
كان هو يضغط على زر إيقاف المصعد ، و هو يُتابع صوتها المحبب لقلبه ، مد يده ببطء وهو يُحاوط خصرها قائلاً
" وهل كانت الصورة مضحكة فعلا ً ؟ "
قبضت يدها وهي تقول
" أنس ابتعد عني "
لم يبتعد فدفعته بقوة وهي تصرخ
" قلت ابتعد "
أجفل من ردة فعلها و ابتعد حين ضغطت على زر المصعد بعنف وهي تقول له
" تلك الفتاة التي تركتها لم تعد موجودة أنس "
كان المصعد قد وصل فقالت له بقوة
" طلقني انس ، فلم يعد لدي طاقة لتحمل ذلك بعد الآن "
************
كانت تحتسي كوب القهوة الخاص بها في الشرفة وهي تُفكر منذ أن ترك لها المنزل وهو لم يحاول أن يضغط عليها بأي شكلٍ كان ، لقد ساعدها ذلك كثيراً لا تُنكر ذلك ، لقد بكت كثيراً ، صرخت كثيراً ، أخرجت كل ذلك الكبت الذي حُبس بصدرها طوال تلك السنين ، الآن عي تقف على مفترق الطريق ، لا تعلم هل تستمر أم يجب عليها أن تتركه ؟
أمسكت بهاتفها وهي تتصل بمحمد ، لقد حان الوقت كي تتحدث معه أن تضع حداً لصراعها الداخلي ، انتظرت قليلاً حتى أتاها صوته الدافئ
" الأستاذة هدير بنفسها تتصل علىّ ، ما هذا الكرم ؟"
مطت هدير شفتيها وهي تقول له بقرف
" حسبك خفة ظل محمد ، أريد أن أتحدث "
كان محمد يُعد كوب من الكاكاو الساخن في عيادته فقال لها
" وأنا كنت أعلم أنك ِ ستتصلين ، هل قررتِ أم لا ؟"
اتسعت عيناها وهي تقول بدهشة
" من أين علمت ؟ "
نظر محمد إلى وجهه المكلوم من ضرب عامر له منذ يومين حين ضيق عليه الحصار في الحديث وجعله يخرج عن شعوره و يضربه ، تحسر على وجهه الجميل و هو يقول
" الدب الذي تزوجتي به أخبرني "
زاد تعجبها وهي تقول له
" عامر أخبرك ، لقد كنت أظن أنه لا يُطيقك "
تأوه محمد من وجهه بخفوت وهو يقول لها
" لنقل أنه لم يستطع أن يُقاوم سحري وجاذبيتي "
ثم أكمل بسخرية
" وعلاقتي المريبة مع زوجته "
شهقت هدير وهي تضع يدها على فمها وهي تقول
" هل أخبرك بذلك ؟"
تنهد محمد وهو يجلس على إحدى المقاعد قائلاً
" ماذا قررتِ هدير ؟ "
زمت شفتيها وهي تشعر بالعبرات تحرق عيناها وهي تقول
" اشتقت له كثيرا ً ، أتدري طوال تلك الفترة لقد تخلص من كل سلبيتي ولكنني "
أكملت بقلة حيلة
" لم أستطع أن أتخلص منه "
ارتشف محمد بعض الكاكاو وهو يقول
" مرحباً مجدداً ، في العشق صغيرتي "
ثم أكمل
" أتركِ لنفسكِ العنان هدير ، لقد عانيتِ طوال تلك الفترة فحان وقت الراحة "
أغلقت هدير الهاتف مع محمد وهي تشعر بالراحة جراء الحديث ، لقد كان الأمر مرهقاً طوال تلك الفترة ، ولكن الآن صار أقل حدة ، أكثر وضوحاً ، هي الآن تُدرك ماذا تُريد و أين هي ؟ الآن وقتها كي تُحب .
***********
انتهت من العمل أخيراً فتنفست الصعداء فقد كان اليوم مُرهقاً بالمعنى الحرفي ، أبدلت ملابسها و اتجهت إلى الخارج ، كان الطريق طويلاً وهي عائدة فشردت قليلاً ، لا تعلم سبب تلك الأحلام التي تراودها عنه في الفترة الأخيرة ، كثيراً ما يغزو أحلامها تاركاً قلبها يخفق بشدة بعد الاستيقاظ .
صفت سيارتها بجانب أحد مراكز التسوق وقد قررت أن تشتري لنفسها شيء ، دلفت إلى المركز وشرعت في التسوق .
توقفت أمام أحد المتاجر وهي تُفكر بالألوان حين سمعت صوت صغير يأتي من الأسفل ، نظرت لمكان الصوت فوجدت فتاة صغيرة تضع يدها في خصرها و اليد الأخرى تضعها على ذقنها وهي تقول
" لا أظن أن الأزرق سيليق بي ، الوردي أفضل "
تعجبت لبنى من تلك الفتاة فانحنت لها وهي تقول
" أين والدتكِ صغيرتي ؟ "
نظرت الصغيرة لها بغضب وهي تقول
" ألا ترين أنني مشغولة الآن ؟ "
صُدمت لبنى من ردة فعل الفتاة ولكنها أثرت أن تعلم أين والديها ؟ كيف يتركون طفلة صغيرة وحدها ؟ فقالت لها
" آسفة على إزعاجك ولكن أين والديكِ ؟ "
نظرت لها الفتاة وهي تقول بضيق
" محمد لا يُريد أن يشتري لي الرداء الذي أريد و يقول أنني مازلت صغيرة "
نظرت لبنى إلى الرداء الذي كانت تنظر إليه الصغيرة والذي كان فعلا ً لا يُناسبها ، تنهدت بخفوت وهي تقول لها
" هل تعلمين ؟ عندما كنت صغيرة ، كنت أريد بشدة أن أرتدي ملابس الكبار ولكن أمي أخبرتني بشيء "
اقتربت لبنى من أذنها وقالت كأنها تهمس بسر
" أنني إن ارتديت ملابس الكبار ، يجب أن أتوقف عن تناول الحلوى "
شهقت الصغيرة بطفولة وهي تقول
" حقاً "
هزت لبنى رأسها فأطرقت الصغيرة برأسها مُفكرة وهي تقول
" و لكني أحب الحلوى "
ابتسمت لها لبنى وقالت
"إذا ً يجب عليك ِ أن تنتظري عندما تكبرين لترتدي تلك الملابس "
في تلك الأثناء سمعت لبنى صوت مألوف للغاية وهو يقول
" فريدة ، حمداً لله لقد كدت أن أجن "
وقفت لبنى وهي تُعطي لصاحب الصوت ظهرها وهي ترى الصغيرة تهرع عليه قائلة
" أنا آسفة أبي ، لن أطلب ملابس الكبار مرة أخرى "
رفع محمد إحدى حاجبيه وهو يرفع فريدة على ذراعه قائلاً
" ما الذي غير رأيك ؟ "
أشارت على لبنى وهي تقول
" هي "
استدارت لبنى له وهي تشعر بأن قلبها على وشك التوقف ، التقت عيناها معه في لحظة شعرت أن الوقت قد تجمد فيها .
اتسعت عينا محمد وهو يتذكرها ، يتذكر الذكريات التي تشاركاها ، تخبط روحيهما في ذلك الأفق ، ازدرد ريقه وهو ينظر لها قائلاً
" مرحباً "
لم تستطع أن تواجه ، هي أضعف من ذلك ، تنفست بقوة وهي تُغادر دون أن تُعقب ، بينما رفع محمد حاجبيه بتعجب وهو يبتسم قائلا ً
" فتاتي الصغيرة تخشى المواجهة "


TaisonBlack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 10:27 PM   #127

TaisonBlack

? العضوٌ??? » 449324
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 204
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » TaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond reputeTaisonBlack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الخاتمة

يتحدث مع لبنى المضطربة على الهاتف وهو يصف سيارته أمام المركز التجاري قائلاً
" حسناً ، لقد وصلتُ إلى المركز دقائق و سأكون عندكِ "
أغلق الهاتف وهو يزفر بحنق ، حينما حدثته على الهاتف كاد قلبه أن يتوقف لقد خطر على عقله كل الأفكار السيئة ولكنها أخبرته أنها مجرد نوبة اضطراب كتلك النوبات التي تنتابها على فترات ، دلف إلى داخل المركز التجاري ببطء وثقة ، تعلقت به الأنظار كالعادة فابتسم بسخرية من نفسه ، لقد كان غافلاً طوال تلك الفترة عن تلك النظرات ، لم يكن يعنيه أحد سواها ، لقد كانت ينتظر أن يرى عيناها فقط ، أن تنظر إليه بتلك الطريقة التي تُذيب أطرافه .
هز رأسه بعشوائية محاولاً أن يصرف عن رأسه تلك الأفكار ، اتجه إلى المكان حيث أخبرته لبنى فوجدتها تجلس على أحد المقاعد تضم حقيبتها إلى صدرها بقوة و نظراتها الزائغة تُتابع بها المارة ، تمزق قلبه لأجلها لا يعلم متى ستكون بخير حقاً ، تنهد بحزن وهو يجلس جانبها قائلاً
" لِمَ الخوف صغيرتي ؟ "
تشبثت بقميصه بقوة وهي تشهق باكية
" لا أعلم موسى ، إن الذكريات تخترق حصوني ، مهما حاولت الفرار ، تظل تجلدني "
ضمها موسى إليه وهو يقول
" هل تتذكرين والدتنا لبنى ؟"
رفعت وجهها الباكي إليه وهي تهز رأسها ، رتب على كتفها وهو يُتابع
" لقد أخبرتني ذات يوم ، أنها تخشى عليك ِ "
عقد حاجبيها فابتسم لها وهو يقول
" لكني وقتها أخبرتها أنكِ قوية ، لا أدري سبباً لتلك الثقة التي تحدثت بها ذلك اليوم ، لقد كُنتُ واثقاً للغاية أنك قادرة على تحمل الكثير "
استرخت قسمات وجه لبنى وهي تنظر له بامتنان قائلة
" أحبك أخي "
ضمها إليه وهو يُساعدها على الوقوف قائلا ً
" هيا بنا يا قلب أخيكِ "
سار الاثنين إلى الخارج وهما يتشاكسان حينما توقفت لبنى وهي تقول بحيرة
" أليست تلك مجد ؟ "
خفق قلب موسى بقوة حتى كاد يشعر أنه سيخرج من مكانه ، هل ذكرت اسم مجد ؟ آه يا الله يشعر أنه على وشك الانهيار ، ولكنه كالعادة جيد للغاية في إخفاء ما يشعر به ، التفت ببطء وهو ينظر إلى صغيرته الجميلة ، صغيرته التي تُعانق يدها يد رجل أخر .
كاد أن يجن وهو يتعرف على هوية الرجل برفقتها والذي لم يكن سوى المصور الذي كانت تُرشده لالتقاط الصور الصحيحة للمجلة ، كاد أن يذهب و يأخذها عنوة من يده ولكنه توقف وهو يلمح ذلك الشيء الماسي في يدها .
نظر إلى لبنى وهو يقول بجمود
" دعينا نذهب "
تمكن العناد من لبنى وهي تقول
" لا ، عليكما أن تتحدثا الآن "
زجرها موسى وهو يقول بقوة
" لا تتجاوزي الحد لبنى ، فهناك ما لا يُمكن لعقلك استيعابه الآن "
تأففت لبنى وهي تُغادر مع موسى ، بينما هو ظل يُتابع مجد أو سيلدا أو أياً كان اسمها لم يعد الأمر مهما ً ، يُتابعها وهو يُمسك بهاتفه يكتب عليه رسالة ما
************
بثقة واهية بالنفس ضغطت على زر الاتصال وهي تنتظر أن يُجيبها ، و على غير العادة لم يخذلها و رد على هاتفه ، كان صوته ناعساً وهو يقول
" هيرا ، هل أنتِ بخير ؟ "
حبست أنفاسها وهي تنظر من الشرفة قائلة
" هل يمكنك أن تمر علّي الآن ؟"
اعتدل عامر في جلسته على الفراش وهو يقول بلهفة
" هل أنتِ متأكدة ؟ "
ابتسمت هدير بخفوت وهي تقول له
" سأنتظرك عامر ، علينا أن نتحدث "
أغلقت الهاتف وهي تتنهد بخفوت ، عليها أن تواجه كفاها هرباً منه ومن نفسها ، لقد كان الوقوع بحبه خيارها من البداية فيجب أن تكون على قدر من المسئولية .
بعد نصف ساعة ....
كان جرس الباب يدق ، ازدردت ريقها بصعوبة وهي تتأكد من وضع ملابسها وهي تتجه كي تفتح له الباب .
ظلت تتطلع إلى محياه الفاتن الذي أسرها منذ كانت مراهقة في الثامنة عشر ، تسألت بحنق في نفسها عن سبب كونه فاتناً لتلك الدرجة ، ولكنها كالعادة لم تجد الجواب .
بينما كان هو ينظر لها بقُدُسية ، يشعر بها مختلفة ، وكأنه الآن فقط أدرك ذاتها الحقيقية ، طوال تلك الفترة السابقة التي قضاها بعيداً عنها ظل يُفكر فيما فعله معها وسبب تعلقه ألهوسي بها ، لقد أقسم أن والده وعمه إن لم يضغطا عليه لكنا وقع في حبها دون تلك التعقيدات ، ولكن ما كل ما يتمناه المرء يُدركه .
جمعت هيرا شتات نفسها وهي تُشير له قائلة
" تفضل عامر "
دلف عامر إلى الدخل ببطء وهو يشعر بقلبه يتهاوى ، رهبة غريبة تجتاحه من ذلك اللقاء ولأول مرة يشعر أنه خائف ، خائف أن تتركه ، خائف أن ترده خالي الوفاض بعد أن أقسم على إسعادها ، كل ما يُريده هو فرصة ثانية معها .
جلس على الأريكة وهو يفرك يده بتوتر ، يا الله ليحصل فقط على فرصة ثانية ، كانت هدير قد أتت و جلست جواره، عم الصمت بينهم ثقيلاً لم يقطعه سوى صوت هدير وهي تقول
" كيف حالك عامر ؟ "
كان يُريد أن يخبرها انه سيء دونها ، أنه يشتاق لها كثير ، يريد أن يحتضنها ، أن يهيم بها ولكنه شعر بلسانه ثقيلاً ولم يقل سوى
" بخير هيرا "
مدت يدها بتوتر وهي تمسك بيده فنظر إليها بدهشة من ذلك الفعل ، ابتسمت له وهي تقول
" هل تكرهني عامر ؟ "
لا يدري سبباً لشعوره بتلك العبرات التي تحرق عينه و تريد أن تتحرر ، وضع يده الحرة على عينه وهو يقول بصوت مختنق
" لا هيرا ، أنا لا أكرهك ، حتى في أحلك لحظات حياتنا لم أكرهك "
كسى الحزن وجهها وهي تقول له
" إذا ً لِمَ فعلت بي ذلك ؟ لقد أحببتك عامر ، هل هذا خطأ ؟ "
قلبه يُؤلمه للغاية ، يشعر أنه على وشك الصراخ و البكاء ، حاول جمع شتات نفسه وهو يُجيبها
" لأنني كنت أخشاكِ "
أوشكت على الرد حين رفع يده وهو يضعها على شفتيها قائلاً
" صهٍ هيرا ، عليكِ أن تسمعيني ، على الرغم من كون ما سأقوله الآن يمكن أن يُكلفني خسارتك ولكني أدين لكِ بذلك "
صمتت هيرا بينما تابع عامر
" منذ كنتِ صغيرة و أنا أشعر بانجذاب غير طبيعي نحوك ، ولكني كنت متمرداً ، لقد كنت أضيق ذرعاً بتحكمات أبي وعمي و تحديدهم أنكِ سوف تكونين زوجتي ، لقد حولت غضبي و قلة حيلتي نحوك"
التقت أنفاسه وهو يتابع
" و في اليوم الذي كنت أن أجعلكِ به زوجتي فعلياً و حدث به ما حدث كُنتُ كمن ضُرب على رأسه ، لقد كُنتُ غريباً عن نفسي وأنا أُدرك ما كدت أن أفعله ، وفي نفس الوقت ظهور فاتن جعلني أتشوش و كالعادة غبائي ينتصر ، لقد تركتكِ وحيدة و تركتكِ تظنين أني لم أهتم "
نظر إلى وجهها الباكي من كلماته بألم ، ولكنه استمر على كلٍ فإن قررت مسامحته يجب أن يكون كل شيء واضح
" لقد كُنت أراقبكِ هيرا ، في كل تحرك كنتِ تفعليه حتى عدتي للجنوب "
تكلمت هيرا وسط شهقاتها
" حسبك عامر ، لا أقدر على الاستماع للمزيد ، صدقاً قلبي لن يتحمل "
أمسك عامر عن الكلام وهو ينظر لها بعجز يتمنى ضمها ولكنه يخشى أن تنفر منه ، و لكن هدير كان لها رأي أخر حين قالت
" هل يمكنك ضمي عامر ؟ "
وكأنها قد حكمت له بالبراءة ، سحبها عامر إليه بقوة وهو يضمها ، يريدها أن تذوب بين ضلوعه ، بكت هدير حتى شعرت أنها على وشك الإغماء ، بكت حزنها و اضطرابها ، بكت ألماً كان قابعاً في قلبها لمدة طويلة ، بكت كل شيء عداه .
بينما عامر قد سمح لعبراته أن تتحرر بهدوء أن يُطلق لنفسه العنان ، وفي وسط ذلك البكاء مال عليها وهو يقول
" هل عدنا هيرا ؟ "
تعلقت به هدير أكثر وهي تقول بصوت باكِ
" نحن لم نفترق منذ البداية عامر ، وكأن للقدر حكمه المسبق في علاقتنا التي لا أجد لها مسمى "

**********
للحياة أمورٌ لن نفهما مطلقاً ، هذا ما كانت تُفكر به لورا وهي تجلس على سريرها ، أحيانا ً لا تفهم تلك الحياة ، حينما كانت متمسكة بها لم تنل سوى الشقاء و الآن حين قررت أن تتجاهلها ، كان للحياة رأي أخر .
أمسكت بهاتفها تعبث به قليلاً علَّ ذلك يُشتتها قليلاً حين سمعت طرقاً على شرفة غرفتها ، دوى قلبها بعنف هي تنظر إلى ذلك الظل خارج الشرفة و هي تُدرك هوية ذلك الشخص ، و للمرة التي لا تعرفها خفق قلبها بقوة .
اتجهت إلى الشرفة بثبات ظاهري لا يعكس الثورة بداخلها و فتحتها بهدوء وهي تتطلع إلى وجه أنس .
رفعت إحدى حاجبيها وهي تقول له بجمود
" ماذا أتى بك ؟ "
كان يعلم أنها غاضبة منه ، أنها حقاً تغيرت ولم تعد تلك القديمة ولكنه اشتاقها للغاية ، أشتاق تفاصيلها الصغير ، أشتاق ضعفها و نومها بين ذراعيه .
نظر إلى عيناها وهو يقول
" اشتقت لورا "
قبضت يدها وهي تحاول التحكم بمشاعرها قائلة
" و أنا لم اشتق إليك "
ثم أردفت بصرامة
" اذهب من هنا "
ابتسم لها بتلك الطريقة التي كانت تشعرها أنها الوحيدة في العالم ، يا الله .
قاومت نفسها بقوة وهي تُغلق الشرفة حين وضع يده وهو يمنعها ، حاولت التملص منه فسحبها إليه وهو يحتضنها عنوة واضعاً وجهه في تجويف عنقها .
اتسعت عينا لورا وشعرت بأطرافها تتجمد من جراء فعلته ، يا الله لقد اشتاقت ذلك الشعور ، أن تكون بين يديه أن تكون له .
أغمض أنس عينه وهو يهمس لها قائلاً
" حتى و إن ابتعدتِ عني ألاف المرات ، سأظل أحاول أن أصل لكِ ، أنتِ لي لورا ولا توجد قوى قادرة على ردعي "
*********
كان جالساً على مقعده في مركز الشرطة محاولاً أن يُفكر بمنطقية ، هناك شيء ما خاطئ لا يستطيع تحديده ، على الرغم من أن الأمور قد هدأت ولكن أمر وفات فاتن يُحيره ، ذلك الxxxx و xxxx الإجهاض ، من المسئول عن ذلك ؟
قطع شروده صوت طرق على باب الغرفة فقال بهدوء
" تفضل "
دلف أحد الحراس وهو يسلمه بعض الأوراق وغادر ، امسك موسى بالأوراق التي كالعادة وصلت متأخراً و ظل يتفحصها بهدوء سرعان ما اتسعت عيناه .
أعاد قراءة الأوراق مرة أخرى وهو يتأكد من اسم مجد المطبوع على الورق ، هل كانت تعيش كطفلة بالتبني مع عائلة فاتن ؟ ولكن لِمَ لم تخبره بذلك ؟ حتى إنها لم تتأثر بخبر وفاتها .
أكمل قراءة الأوراق حين دلف الحارس مرة أخرى وهو يقول له بلهاث
" سيد موسى هناك شيء غريب ، لا أعلم إن كان سيفيد أم لا "
نظر له موسى ليحثه على الإكمال ، فقال الحارس
" منذ فترة كان هناك بلاغ مقدم من قبل سيدة تسكن في حي xxx، أنها اشتبهت في فتاتان ينقلان مجموعة من البضائع مجهولة المصدر ولكن تلك السيدة لم تظهر مرة أخرى و بفحص كاميرات المراقبة و جدنا تلك الصورة "
التقت موسى الصورة من الحارس وهو ينظر إليها سرعان ما اتسعت عيناه وهو يقول بدهشة
" مجد "
أشار للحارس بالمغادرة وهو يحاول استيعاب ما يحدث ، هل كان أحمق لتلك الدرجة ؟ هل كان يبحث في اتجاه معاكس للحقيقة ؟ يا الله لقد كان الأمر واضحاً منذ البداية ولكنه لم ينتبه ، هروبها يوم المواجهة ، تلك الهفوات ، لقد كان أكبر مغفل في التاريخ .
أظلمت عيناه وهو يُمسك بهاتفه قائلاً
" لقد بدأت اللعبة مجدداً سيلدا ، ولكن تلك المرة أنا من سيضع كلمة النهاية "

تمت بحمد الله.....
3-3-2020


TaisonBlack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-20, 09:14 PM   #128

sam2001
 
الصورة الرمزية sam2001

? العضوٌ??? » 165263
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » sam2001 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

sam2001 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-20, 09:04 AM   #129

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

Thaaaaaaaaaaaanks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-20, 01:30 PM   #130

romana

? العضوٌ??? » 102939
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,016
?  نُقآطِيْ » romana is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة جدا مشكورينننننننننننننن:chirolp_k rackr::syriasupers tarra8:

romana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.