29-07-19, 04:59 AM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| إلى الأمام _ قصة قصيرة إلى الأمام بقلم : د.نبيل فاروق نقل طبيب الأمراض النفسية عينيه في شك ، بين وجهي (أيمن وزوجته (سناء) ، قبل أن يسأل الأول في اهتمام: ـ هل تطلب إخراجها حقًا ؟ أحاط (أيمن) كتف زوجته (سناء) بذراعيه في حنان ، وهو يقول : ـ نعم .. لقد شفيت تمامًا كما هو واضح ، وهي تحتاج إلى حبي وحناني في هذه المرحلة ، بأكثر مما تحتاج إلى العقاقير والصدمات الكهربائية . وأدار عينيه إلى زوجته ، مستطردًا في حب : ـ أليس كذلك ؟ منحته نظرة حب وامتنان ، والتصقت به في وجد ، وكأنما تعلن عن صحة رأيه ، فامتلأ وجهه بابتسامة عريضة ، وهو يقول للطبيب : ـ الحب خير دواء يا سيدي الطبيب .. صدقني . هز الطبيب رأسه متشككًا ، وقال : ـ إنني طبيب ، ولست أديبًا مثلك ، ومهنتي تجعلني لا اقتنع إلا بالقواعد العلمية في هذا الشأن . سأله (أيمن) في مرح : ـ وماذا تقول القواعد العلمية في أمر حبيبتي (سناء) ؟ تطلع الطبيب إلى (سناء) طويلًا ، ثم قال موجهًا حديثه إلى (أيمن) : ـ القواعد العلمية والطبية تقول إنه من الخطأ إخراج أي مريض من مصحة نفسية ، قبل تمام شفائه. أجابه (أيمن) بابتسامة عريضة : ـ ولقد شفيت (سناء) تمامًا . لوح الطبيب بكفه، قائلًا : ـ من يثبت هذا ؟ أجابه (أيمن) في جدية : ـ أنسيت الحالة التي دخلت بها المستشفى ؟ .. نوبات الهياج والثورة ، والعصبية الزائدة ، واهتمامي المستمر بالخيانة والخداع .. انظر إليها اليوم .. إنها هادئة وديعة كالحمل . تنهد الطبيب، وقال : ـ من الواضح انك تجهل الكثير عن الطب النفسي ، وعن الجنون يا سيد (أيمن) ، فالجنون الخطير ليس كما تصوره الروايات الأدبية وأفلام السينما .. ليس سفاحًا طليقًا ، أو رجلًا زائغ البصر ، ثائر كالليث .. الجنون الحقيقي قد يكمن في أعماق إنسان هادئ وديع ، بل بالغ الذكاء . أطلق (أيمن) ضحكة ، وقال : ـ هل تحاول إخافتي ؟ زفر الطبيب في عمق ، وقال : ـ لا يا سيد (أيمن) .. لست أحاول شيئًا ، ولا يمكنني منعك من اصطحاب زوجتك إلى منزلك ، فهذا حقك . سأله ايمن في لهفة : ـ هل يمكننا أن ننصرف إذن ؟ مط الطبيب شفتيه ، وقال : كما يحلو لك . ثم اعتدل مستدركًا : ـ ولكن لو شعرت في أية لحظة ، بضرورة عودة زوجتك إلى هنا ، فلا تتردد أبدًا . انكمشت (سناء) في خوف ، والتصقت بزوجها ، الذي ضمها إلى صدره في حنان ، وكأنما بسبع عليها حمايته ، وقال في حزم : ـ اطمئن يا سيدي .. إنها لن تعود إلى هنا بإذن الله . وعندما اصحطب زوجته إلى سيارته خارج المستشفى ، كانت تتعلق بذراعه في حب ، جعله يربت على رأسها في حنان ، ولم يكد ينطلق بالسيارة ، حتى سألها في مرح: ـ إلى أين تحبين الذهاب ، قبل أن نعود إلى منزلنا ؟ أجابته في خفوت واستكانة : ـ إلى أي مكان يروق لك . تطلع إليها في حنان ، وقال : ـ ما رأيك في المقطم ؟ قالت بنفس الخفوت والاستكانة : ـ لا بأس . قاد سيارته إلى هضبة المقطم ، وأوقفها فوق ربوة عالية ، والتفت إليها يقول في حب : ـ هل يروق لك المشهد ؟ أجابت مبتسمة : ـ رائع . غادر السيارة معها ، ووقفا على حافة الربوة ، وأحاط وسطها بذراعه ، وهو يقول : ـ كم أشتاق إليكِ يا حبيبتي !! أراحت رأسها على كتفيه ، وهي تقول في حنان : ـ أنا أيضًا اشتاق إليك . داعب خصلات شعرها المتطايرة في حب ، وهو يقول : ـ يا لحماقة هؤلاء الأطباء ! .. كيف يتصورون أن ملاكًا مثلك يمكن أن يصاب بالجنون ؟ التصقت به في خوف ، ورفعت عينيها إليه ، متمتمة : ـ لا تعدني إليهم يا (أيمن) .. أرجوك . ضمها إلي صدره في قوة ، وهو يقول : مستحيل يا حبيبتي !! مستحيل !! ثم داعب ذقنها بسبابته ، مستطردًا بابتسامة عذبة : ـ أنا أعلم أنها كانت مجرد نوبة عصبية عابرة ، وأنكِ أعقل زوجة في الكون كله . أراحت رأسها على كتفه مرة أخرى ، وهي تغمغم : ـ أحبك يا (أيمن) . قال في حنان : ـ أنا أيضًا أحبك . ثم أشار إلى المشهد الممتد أمامهما ، مستطردًا في حماس : ـ ما رأيك في أن نشتري قطعة ارض هنا ، ونبني فوقها فيلا أنيقة ؟ غمغمت : ـ كما يحلو لك يا حبيبي . قال في نشوة : ـ سيحتاج هذا إلى بعض العمل والكفاح ، ولكن هذا لا يهم ، ما دمتِ معي . تمتمت : ـ سأفعل كل ما يسعدك يا (أيمن) . أسعده حنانها ، وقال : ـ كل ما أريده منكِ هو أن تكوني خلفي ، فهم يقولون إنه وراء كل عظيم امرأة ، وأنتِ ستكونين خلفي بحبك وحنانك يا (سناء ) .. أريد منك أن تدفعيني إلى الأمام .. إلى الأمام دومًا .. اتسعت عيناه في ذعر ، عندما شعر بدفعة قوية في ظهره ، ورأى جسده يميل إلى الأمام في حدة .. وصرخ وهو يحاول السيطرة على توازنه : ـ ماذا فعلتِ أيتها الـ .. تحولت عبارته إلى صرخة رعب هائلة ، وهو يهوي من حالق ، في حين وقفت زوجته (سناء) تتابع سقوطه في هدوء ، وهي تتساءل في أعماقها عن سر صراخه .. إنها زوجة محبة مطيعة ، لم تفعل سوى ما أمرها به .. دفعته إلى الأمام .. ------------------- د. نبيل فاروق ـ كوكتيل 2000 ـ سر القصر | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|