30-07-19, 11:03 PM
| #1 | ||||||||
| نجم روايتي 
|  " جميلة " ثوب العادات والتقاليد والجهل والتخلف وخاصة في المواقف التي تخص المرأة ... اقلّب قدر العدس وعقلي مشغول بما قالته لي أمي ، علينا السفر بعد ايام لزواج ابنة عمي في القرية ، ليست المشكلة هنا .... بل في عمر ابنة عمي فهي بالكاد اتمت الثالثة عشر .... من الجنون تزويجها الآن وفي هذا العمر ، كان الاحرى بهم انتظار سنة او سنتين على الأقل .... قال لي والدي أن العريس جاهز للزواج وخير البر عاجلة ، كما انه ابن عمها إذن لا خوف عليها ، ومن الأفضل تزويجها والستر عليها …. سكتت فالنقاش معهم عقيم ، صحيح انهم اهلي واحبهم جدا لكن افكارهم ومعتقداتهم تجعلني احس اننا نعيش في عصر الجاهلية حيث النساء لا مكان لهن سوى تحت التراب .... سافرنا إلى القرية وانا في كل صلاة ادعي الله ان تتفركش هذه الزيجة ... كانت السيارة تسير في طرق واودية وعرة جدا فقريتنا تلامس السحاب في ارتفاعها .... وصلنا ليستقبلونا بأطلاق الرصاص وذبح ثور امام باب المنزل الخارجي ..... كان الاستقبال في نظري مرعب ومقزز جدا ، رغم ان والدي واخواتي تكاد حلوقهم تتشقق من الاستقبال الحار والحسن من قبل اهلهم .... دخلنا على اصوات الزغاريد من النساء ، لتبدأ وصلة من الاحضان والقبلات التي لا تنتهي ، فهذه عمتي وهذه خالتي وتلك قريبة ابي وتلك من بنات عمه ...الخ. ...... جلسنا في مجلس النساء بانتظار الغداء المعد على شرفنا ، بينما كنت انا ابتسم بهدوء واسلم على بنات عمي .... إلى أن دخلت علينا العروس اسمها جميلة كما يقولون ، كانت جميلة حقا (اسم على مسمى ) وبراءة الطفولة تشع من عينيها ، طويلة قليلا ومعالم الانوثة لديها لا تزال حديثة جدا .... يا الله هذه الفتاة اصغر مني بخمس سنوات ، كيف ستتحمل كل هذه المسئوليات من حمل وولادة إلى ام زوج تحتاج مسايسة في التعامل ...الى سلفات الله وحدة يعلم كيف سيعاملنها .... والادهى والامر ان زوجها مغترب ... يعني ستقاسي كل هذا وحدها ، دعيت لها من كل قلبي ان يسهل عليها الله ...ويبارك لها في هذه الزيجة .... علّه خير لها بإذن الله .... انتهت ايام الزواج على خير ....كانت اياما جميلة جدا …. عدنا بعدها بإيام الى المدينة … وعدت الى آخر سنة لي في المدرسة ، لتقع بعدها المصيبة التي غيرت حياتنا إلى الأبد .... ( لقد هربت ابنة عمي جميلة بعد سفر زوجها منذ يومين ) ………………. كانت فترة لا تنسى ، عندما اسألهم هل وجدوها ؟؟؟ ما سبب هروبها ؟؟ هل يعاملها زوجها واهله جيدا ؟؟ لا اجد ردا سوى فضحتنا الله يفضحها ... او الله لا يردها .... بعدها بخمسة ايام وجدوها في احد الشعاب في وادي مهجور تجلس وتهذي مثل المجنونة ..... كان جسدها مليئا بالكدمات وآثار ضرب مبرح تعرضت له ... كان زوجها واهله يعنفوها ، لم يمر على زواجها بضعة شهور ، كان كل شيء لا يصدق ...وكأنه مثل الحلم الذي يمر بحياتي ..... تكتم اهلي عن الموضوع وخاصة بعد ان تبين انها حامل بالشهر الثالث ... انجبت جميلة بعد بضع شهور ولد ...ولم اسمع من اخبارها الكثير ...فقد بدأت في دراسة الطب ووقتي كله كان مشغول بالمذاكرة ….. مرة سنتان سريعا جدا ، كنت في السنة الثالثة من كلية الطب ، عندما كنت اسمع اخبار جميلة التي لا تزال تعاني من الظلم والجور .... إلى ان اتى اليوم الذي هربت به جميلة مجددا ، ولكن هذه المرة لم يستطع احد ان يجدها ، مر الاسبوع والاسبوعين وجميلة لا تزال ضائعة ، انتشر الخبر في القرية بأكملها ، واصبح الغريب والبعيد يزيدون ويبهّرون في الخبر إلى ان وصل الى الزوج في بلاد الغربة ليرسل بعدها ورقة الطلاق من دون حتى ان يتأكد ما اذا كان الخبر صحيحا …. في محطة الباصات اعترف احد السائقين ان امرأة بنفس المواصفات واليوم ركبت معه الى المدينة ... انتقل البحث الى المدينة فجاء إخوة جميلة الى منزلنا للبحث عنها ... اخبرونا بعض الناس انهم وجدوها على ساحل ابين تحاول الانتحار وانهم انقذوها ولكنها هربت مجددا ... بقي اخوتها ويبحثون عنها مدة شهرين ، الى ان وجدوها في احد الشوارع في حال يرثى لها من الضياع والجنون ... سافروا بها من دون ان يعودوا بها الى منزلنا وابلغوا ابي باتصال هاتفي ، انهم وجدوها .... نهش اهل القرية اخوتها سمعتا وشرفا وقاطعوهم الى ان ينفذوا شرطهم وهو ان يغسلوا عارهم ، برر الاخوة وشرحوا انها مريضة مظلومة ، لكنهم لم يسمعوا وقالوا انها لو كانت بريئة ما كان زوجها طلقها ... بقي اخوتها فترة من الزمن يتحمّلون كلام الناس الى ان وسوس لهم الشيطان ان اقتلوها ، هي اصلا امرأة مجنونة ، ولا احد سيحاسبكم على قتلها ، فهذه قضية شرف وغسل عار ... وفي احد الايام في منتصف الليل ، حُفر قبرُ جميلة وجهزت مشنقتها امام القبر ، اُحضرت جميلة امام اخوتها فاتفقوا ان الاخ الاكبر هو من عليه ان يعلقها على المشنقة ، علقوها وهي سارحه في عالمها الخاص ، اسقطوا الكرسي من تحت قدميها وخرجوا سريعا من الغرفة فقلوبهم الممتلئة بحب اختهم الوحيدة قد تقطعت ... بقوا فترة زمنية قصيرة في خارج الغرفة قبل ان يدخلوا ، ليجدوا ان اختهم لا تزال تصارع انفاسها فالحبل لم يكن ملفوف على رقبتها جيدا ... نظر الاخوة الى اخيهم الاكبر لينزلها وتسقط على الارض ، بقيت تتلوى قليلا الى ان هدئت قليلا ، سمعوا صوتها وتمنوا انهم لم يسمعوه ، طلبت منهم سجادة وثوب صلاة ، ستصلي ركعتين فقط.... احضروا لها ما ارادت … صلت واطالت في دعائها ، كان اخيها الاصغر يشاهدها ودموعه تجري بدون توقف ، انسحب سريعا فلا طاقة له بالتحمل اكثر ، هو لا يستطيع ذلك حتى وان كان كل العالم لا يعتبره رجلا ، لم يعد يريد ان يصبح رجلا اذا كان الثمن حياة اخته ... عندما انتهت من صلاتها كان هناك رجلا غريبا بين اخوتها واخيها الاصغر غير موجود سلّمت امرها واغمضت عينيها باستسلام .... كانت خطتهم الاخرى ان يستأجروا رجلا لقتلها اذا لم يستطيعوا ... وها قد احضروه ، لفّ يديه حول رقبة جميلة ، دقائق معدودة و كانت في قبرها ميتةً ينثرون عليها التراب .... بعد ان قتلت جميلة ....عم صمتٌ رهيبٌ في القرية .... صمت كان رغما عنهم امام رحيل روحها الطاهرة البريئة .... صمت سيطول الى يوم القيامة عندما ستقف امام ربها تشتكي له من كل من ظلمها وسكت عن ظلمها وربما انا منهم ..... بعدها بشهرين قُتل احد اخوتها وانتشرت صور لأبنت شقيقها الاكبر وماتت ابنته الصغرى فجأة ... هذا عقاب الدنيا .... بقي عقاب الآخرة .... تمت بحمد الله ... القصة حقيقية مع الاسف ...وبعض الاحداث نسيتها ... | ||||||||
|  |
|
31-07-19, 12:08 AM
| #3 | |||||||||||
| مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير 
| ماالذى تعرضت له تلك المسكينة حتى تفقد عقلها وتبا لهم من أخوة كانوا عونا عليها بدلا من أن يكونوا عونا لها مع احترامى الشديد لرأيك ثوب المدنية لا علاقة له بمكان أو زمان أو بقرية أو بمدينة بل هى طبيعة البشر وحكم البيئة المحيطة والتقاليد ولعادات التى نصبها الناس صنما يتعبدونه ونسوا "البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت فكن كما شئت فكما تدين تدان" شكرا على القصة المؤلمة هنيئا لها البعد عن الناس ليجيرها أرحم الراحمين | |||||||||||
|
| |
|
31-07-19, 12:48 AM
| #4 | |||||||||
| نجم روايتي
| اقتباس:
شكرا لمرورك الجمييل 😍 وهذا ما اردت ان ابينه بمسألة الثوب ولا اختلف معك فيه ...بل طبيعة البشر الحقيقية تكون تحت الثوب الي لابسينة ... | |||||||||
|
| |
|
02-09-19, 09:52 PM
| #6 | |||||||
| نجم روايتي و كنزسراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرةوقاصة هالوين وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي 
| قصتك هذه حزينه ومؤلمه ريووم 😔😔 جميله الفتاة او علي اقول الطفله التي انتهكت طفولتها دون ان تستمع بمذاق ونكهة حياة الطفولة..... زواج طفلة تحت مسمى الستر.....يؤدي الى حالة نفسيه ومن ثم قتلها من قبل اعز واقرب الناس لها بدافع "غسل العار"وهذا مايغسلون به قلوبهم قبل عقولهم لتبرير فعلهم الشنيع ذاك... لكن هل قصة جميله انتهت بمجرد رمي حفنة التراب عليها....ربما ينسى الناس قصتها مع مرورالزمن لانشغالهم بقصة اخرى تشابهها او ربما مختلفه عنهالكن قضيتها لا تزال مفتوحه عند الله الى ان تقوم الساعه!!! كثيرأ مانرى جميله كلا ب أسمائهم و اعمارهم وجنسياتهم وقصصهم كقصصها اوربما لديهم سيناريوهات مختلفه بحسب الحياة والتقاليد التي يتعايشوها... لكنهم يشتركون في مسمى واحد وهو " ظلم ودفن وقهر وزواج القاصرات " . سلمتي عزيزتي على هذه القصة المؤثرة والتي تحاكي الواقع بشكل كبير!!! دمتي بود.... كل تحايا الحاره لك ❤❤ | |||||||
|
| |
|
02-09-19, 10:14 PM
| #7 | |||||||||
| نجم روايتي
| اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... نعم صدقتي قصصهم تختلف في الحبكة ولكن نهايتهم واحدة ... شكرا لك سارونة على مرورك ي جميلة 😘💖 | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
