آخر 10 مشاركات
صفحات بلاسطور ( 1 ) ..سلسلة مذكرات *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          عروس سيئة السمعة (74) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 1 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          من أجلكِ حبيبتي (71) للكاتبة: ميشيل ريد ×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > سلاسل الروايات المصريه > منتدى سلاسل روايات مصرية للجيب

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-19, 06:15 PM   #1

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: تيك توك !





تيك توك

كتبها د.أحمد خالد توفيق :


في سن الخامسة عشرة أدرك (إيهاب المليجي) أنه مختلف ..
هل ظهرت تلك الموهبة فجأة ؟ لا يذكر قط أنها كانت عنده وهو طفل . يعرف أن هناك أمورًا خارقة للطبيعة تعلن عن نفسها في سن المراهقة، ولربما كانت هذه الموهبة موجودة، لكنها لم تظهر إلا في السن المناسبة ..
كان في الصفّ.. وكان مرهقًا يتابع المعلم بنصف وعي ونصف عين، وقد بدا له موعد قرع الجرس موعدًا نورانيًا يصعد به إلى سموات الخلاص ..
هنا رأى هذه الأشياء.. كانت في كل مكان، وكان المشهد لا يصدق ولا يمكن التعبير عنه بكلمات. كان عاجزًا تمامًا عن فهم ما يراه، لكنه أدرك أن هذه الأشياء حية.. كانت تتحرك بقصد وإرادة ذكية لا شك فيها ..
أطلق صرخة قصيرة، وهنا فطن إلى أن كل الصف ينظر له ..
المعلم نظر له بعينيه المتهمتين - وكل معلمي الرياضيات لهم عيون متهمة - وسأله بطريقة عابرة فيها نوع من السخرية :
ـ " هل من مشكلة ما ؟ "
كان على قدر من الذكاء يسمح له بأن ينفي أنه يرى شيئًا غريبًا.. قال كلمات مرتبكة معناها العام (لا شيء).. ثم أطرق وراح ينظر لكفّيه ...
قال لنفسه إن هذا كله وهم .. نعم .. هو مرهق .. الهلاوس البصرية تحدث مع الإرهاق ..
وانتهت الحصة، فمشى ناظرًا للأرض .. عندما صفعه (رامي) كما هي العادة لم يردّ ولم يقل شيئًا.. في العادة كان يلاحقه إلى أن يردّ له الصفعة ..
عاد لبيته مطرقًا.. هناك كان أبوه يعدّ مائدة الغداء كما هي العادة ...
رفع عينه في حذر، فأدرك في ذعر أن هذه الأشياء تملأ المكان هنا أيضا.. لابد أن هناك ستة منها في هذه القاعة الضيقة، وقد اندهش بشدة لأن أباه يجد حيزًا يتحرك فيه ..
أبوه لا يرى شيئًا .. أبوه لا يرى ما يراه .. هذه نقطة مهمة ...
بدل ثيابه واغتسل وصلى الظهر داعيًا الله أن ينام ويصحو فلا يرى هذه الأشياء ...
كان أبوه قد فرغ من إعداد المائدة .. عمته تأتي يوم الجمعة فتعد طعامًا يكفي لأسبوع .. تغلف كل وجبة في رقائق الألومنيوم وتضعها في فريزر الثلاجة، هكذا يكون طعام كل يوم محددًا سلفًا . الاثنين هو يوم البازلاء واللحم والأرز.. الثلاثاء يوم السمك والأرز الأحمر.. الأربعاء يوم الفول بالصلصة ...
منذ الحادث صار أبوه يلعب دور الأب والأم معًا، وهي مهمة عسيرة.. لم يتزوج برغم أن الكثيرين نصحوه بذلك، لكن الرجل كان قد فقد رغبته في النساء، وبدا له غير إنساني أن يتزوج امرأة لتكون مجرد خادمة له ولابنه.. إن أخته تعنى بموضوع الطعام، وهناك عجوز تعنى بموضوع الغسيل ونظافة البيت.. لا بأس.. هكذا يمكن أن تستمر الحياة ..
كان الأب يعرف أن هناك لغزًا ما يحيط بابنه منذ جاء العالم. بعض الأطباء قالوا إنه داء التوحد Autism لكن طبيبًا نفسيًا بارعًا أقنعه أن هذا كلام فارغ.. إذن ماذا يعانيه الصبي؟ لا أحد يعرف..
فيما بعد وقع الحادث وسقطت السيارة في الترعة وفيها الأم و(إيهاب).. الأب استطاع بمعجزة ما أن يُنزل الزجاج وهكذا استطاع أن يفتح الباب ويطفو للسطح. بعد دقيقة جاء فلاحون كثيرون وتعاونوا على إخراج الضحيتين.. الأم لم تتحمل.. إيهاب ظل حيًا...
ترى هل كان لهذا الحادث يد فيما جرى؟
هل لهذا الحادث دور في الأشياء التي يراها؟
ربما.. فيما بعد كبر (إيهاب) وقرأ أن نقص الأكسجين يوقظ مراكز معينة في المخ، لكن إثبات هذا صعب جدًا.. هناك اختبار باهظ الثمن اسمه (الأشعة المقطعية باستعمال انبثاق البوزيترون PET ) ، لكن أين وكيف يقدر على إجراء أشعة كهذه؟ .. دعك من أنه يعرف نتيجة التقرير، هناك نشاط زائد في البقعة الفلانية.. هل تحب أن نزيلها جراحيًا؟ .. هنا سوف يرفض لأنه - لسبب ما - ليس ممن يحبون أن يقطع المبضع جزءًا من أمخاخهم.. قلت لك إنه غريب الأطوار..
في ذلك اليوم جلس يلتهم البازلاء والأرز، وهو يرفع عينه من حين لآخر لأبيه فيرى تلك الأشياء تحوم حوله.. كانت أشياء بشرية إلى حد ما، لكنها كذلك غير بشرية على الإطلاق...
لم يندهش أبوه فقد اعتاد أن ابنه ليس أفضل محدّث في العالم.. أحيانًا تمر ثلاثة أيام دون أن يتبادلا كلمة..
بعد الغداء أخلد (إيهاب) للنوم وهو يرتجف...
عندما صحا بعد ساعتين، كان أول ما رآه أن هذه الأطياف تملأ الغرفة من حوله.. فقط اكتسبت بريقًا ملونًا فوسفوريًا في ظلام الحجرة..
سوف أختصر هذه التجربة القاسية إذن..
لقد تعلم (إيهاب) أن هذه الأطياف ضيوف سمجون لا يمكن الخلاص منهم.. سوف يكونون معه بقية حياته ..
على الأرجح هو ليس مجنونًا.. ليست هذه رؤى مما يراها المخابيل. ما مال لاعتقاده هو أنه يملك شفافية خاصة.. الكلاب تسمع موجات خاصة من الصفارات، لا يسمعها كائن آخر.. ترددات أعلى من اللازم، وعلى الأرجح يحدث هذا مع البصر كذلك. إذن هو يستطيع رؤية ما لا يراه الآخرون.. هذه الأطياف حولنا في كل لحظة.. فقط لا يراها الناس...
وبرغم حداثة سنه فقد قرر أن هذا سره.. سره الخطير الذي يجب ألا يعرفه أحد. هو يجد صعوبة في تصديق أنه ليس مجنونًا فكيف يتوقع أن يعامله الناس؟ إن مستشفيات الأمراض العقلية تعجّ بأمثاله.. أمس قابل في الشارع متسولاً يرفع يده بالسلام ويكلم الهواء، وقال له إن سيدنا الخضر كان مارًا أمامه! لماذا لم يصدقه؟ لماذا اعتبره مجنونًا؟ قد يكون هذا المتسول يملك موهبة أخرى من هذا الطراز، لكن إفساح المجال للتسامح في هذه الأمور يؤدي لفوضى شاملة.. في النهاية لا يمكن أن نقبل إلا ما يُرى ويُسمع ويُشمّ ويُلمس ويُعقل..
إذن عليه أن يصمت...
عليه أن يحتفظ بهذا السرّ للأبد.....
(يُتبع)





MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-19, 06:16 PM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ما أصعب أن يحتفظ المرء وهو في سن السادسة عشرة بسر.. !
كانت هذه المشكلة أعقد مما يخطر ببالك لأول وهلة، بالواقع كانت معقدة جدًا.. خاصة وأنت ترى هذا الزحام في الغرفة من حولك.. تكلم صاحبك وأنت ترى أجسامًا تضربه من الخلف ومن الأمام وتهوي فوق رأسه.. تمشي وأنت تشق طريقك وسط هذا الزحام غير المادي.. لا تصطدم بشيء ولا تشعر بشيء، لكن الأمر مربك بلا شك..
وهكذا اشتهر (إيهاب) بأنه يمشي مشية غريبة فيها قدر هائل من الحذر والبطء.. لم يفهم أحد السبب بالطبع..

مع الوقت تعلم أن يتكيف مع هذا العالم المزدحم المحيط به.. تعلم ألا يبدي أي علامات على أنه يرى أشياء.. وتعلم كذلك أن يتجاهل هذه الأشكال قدر الإمكان...
لكنه بدأ يرسم..
الطريقة التي اختارها ليبوح بهذه الأسرار هو أن يرسمها، وهكذا ابتاع ألوانًا ولوح رسم.. وراح يجرب أن ينثر على لوح الرسم تلك المناظر الغامضة التي يراها..
جاء أبوه وألقى نظرة على هذه الرسوم.. لم يفهم مصدرها ولا ما تحاول قوله، وإن فهم أن ابنه على الأرجح مضطرب جدًا.. ابتسم وقال:
ـ "هذا الأسلوب سريالي تمامًا.."
رائحة الشقة ملوخية ودجاج.. إذن هو يوم السبت...
لم يكن يعرف معنى (سريالية) بالضبط.. وكان يقرأ الكلمة كثيرًا لكنه لا يعرف معناها بالضبط.. لهذا سأل أباه عن معناها الدقيق فقال :
ـ "هي محاولة لكسر مفهوم الـ... مفهوم الـ...."
لاحظ أن أباه مرتبك فرفع عينه في دهشة.. لاحظ قطرات العرق التي احتشدت على جبين الرجل والشحوب، ثم تحسس الرجل جبهته.. وفي مشهد لا يمكن نسيانه بسهولة سقط رأس أبيه على كتفه وكف عن الكلام...
استغرق الأمر عشر دقائق حتى عادت الأمور لمجراها وحتى بدأ الأب يفيق.. ولم يفهم (إيهاب) قط ما حدث.. حتى بعد ما ذهب مع أبيه إلى طبيب الأمراض العصبية، وأجرى عدة تحاليل منها تحليل السكري.. لقد كان الرجل في صحة ممتازة...
كما قلنا كان (إيهاب) شديد الذكاء، لذا قرر إجراء تجربة أخرى.. لقد دعا للبيت صديقًا له، وقرر أن يعرض عليه لوحاته، وبعد كلام المراهقين المعتاد عن آخر أغنية وآخر فيلم وأجمل فتاة في الشارع، أخرج ذات اللوحة وقدّمها له..
على الفور بدأت علامات الذهول على الوجه، وتحدر العرق البارد على الجبين...
أخفى اللوحة بسرعة، ورش قطرات الماء على وجه صديقه.. ثم قال له إن الحر هو السبب.. نعم.. نعم.. الحر.. نحب عندما نفقد وعينا أن يكون هناك تفسير جاهز مريح..
لم يكن إيهاب (غبيًا) بحيث يكرر التجربة، لقد اكتفى بما رأى.. واضح طبعًا أن ما يظهر في اللوحة ينقل لمحة من عالم لا يتحمله الناس غالبًا.. عالم لا يتحمله الناس لهذا لا يرونه. هناك طفرة معينة أدت إلى أن يصير شخص بعينه قادرًا على رؤية هذا العالم، لكن ليس من حقه أن يطلع أحدًا عليه.. ومن الواضح أنه رسمه بدقة...
رائحة السمك المشوي.. إنه الجمعة على الأرجح...
تمييز يوم الجمعة مشكلة؛ لأن الروائح تكون كثيرة جدًا.. تذكر أن عمته تطهو طعام الأسبوع كله في هذا اليوم، وهي تقوم بشي السمك في المطبخ على الموقد..
بارعة جدًا.. يرقب شعرها الأبيض المجعد من تحت الإيشارب في حنان.. يقف هناك في المطبخ يرقب الكائنات السابحة في الجو ويُؤكّد لنفسه أنه ليس مخبولاً...
تيك توك!
تيك توك!
ما معنى هذا؟ .. ما سر هذه الدقات المتواصلة؟ .. شيء غريب فعلاً..
ليس صوت ساعة.. شبيه بصوت ساعة لكنه يختلف بشدّة، وكان يتعالى في عدة أماكن من المطبخ.. ليس المصدر واحدًا كما هو واضح.. هتف في دهشة :
ـ"ما هذا؟"
لكن عمته لم تبد على الخط ولم تبد مهتمة بدهشته.. كانت لديها مشكلات أكثر بكثير من صوت الدقات وهذا الهراء، وإن نظرت له نظرة عابرة وخطر لها أنه غريب الأطوار فعلاً.. لماذا يميل برأسه الكبير بهذه الطريقة كأنه يصغي باهتمام؟..
أدرك أنها لا تسمع شيئًا فضغط على نفسه بقوة وغادر المطبخ.. هل بدأت الهلاوس السمعية كذلك؟ يا لها من أخبار رائعة.. لقد اقترب موعد الكسرولة على الرأس جدًا..
في المدرسة في ذات الأسبوع حدث الشيء ذاته..
تيك توك.. تيك توك!
لاحظ أن الصوت بدا واضحًا جدًا عندما دخل مدرس التاريخ الفصل.. وعندما بدأ المعلم يتحرّك ويشرح، لاحظ أن الأجسام المحيطة به لها لون أزرق غامض.. ربما يتحول إلى فيروزي شبه مشع في لحظات بعينها، وبدا الضوء كأنه يشع من المعلم نفسه ليسقط على هذه الأجسام المحيطة به.. هل كانت هذه الظاهرة تحدث مع عمته؟.. لا يدري...
على كل حال بدأ يدرك أهمية هذه الظاهرة بعد يومين..
طابور المدرسة وجو التوتر العام والهمسات والصمت والشحوب على وجوه المعلمات، ثم مدير المدرسة ينعي للطلاب أستاذًا عظيمًا هو "نبراس علم استحق التبجيلا لأنه كاد أن يكون رسولا".. لقد توفّي مُدرس التاريخ..!
الخبر يهوي على رأسه كأنه جزء انفصل من السماء.. بصعوبة يتنفس ويحاول التماسك... يلهث..
يا لها من مصادفة غريبة..!
نعم مصادفة.. لا تقل شيئًا آخر من فضلك.. هي مصادفة بالتأكيد...
لكن وجه الرجل الطيب الريفي ظل يلاحقه لساعات طويلة.. كل شيء كان على ما يرام ما عدا صوت التيك توك هذا.. ما عدا هذا الوهج الأزرق الغامض...
أتراه كان النذير؟
لا يوجد ما يوحي بهذا؛ لأنه كلام فارغ أولاً.. ولأن عمته مرت بذات الظاهرة وهي بصحة جيدة فعلاً...
الخلاصة أن كل شيء في حياة (إيهاب) كان يدفعه إلى أن ينطوي أكثر.. حياته معقدة فعلاً ومفعمة بالأسرار.. لديه عشرات الأشياء التي يمكن أن تفتضح بسهولة...
رائحة البازلاء واللحم.. لا بد أن اليوم هو الاثنين..
يقول له أبوه إن زوجة جارهما قد توفيت.. نعم.. زوجة أستاذ (أبو الفتح) لم تصح من نومها اليوم.. علينا أن نكون في الجنازة ونؤدي واجب العزاء...
(أبو الفتح) هو صاحب الشقة المجاورة.. بعبارة أخرى مطبخهم مجاور لمطبخ إيهاب.. لا بد أن زوجته كانت في المطبخ في ذلك الوقت من يوم الجمعة.. أبوه قال مرارًا إن الأصوات تنتقل بوضوح عبر جدار المطبخين وعبر البالوعة...
تيك توك...
لربما لم يكن هذا الصوت قادمًا من عمته على الإطلاق!
***
(يُتبع)


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-19, 06:17 PM   #3

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


لقد مر أسبوع وقد استطاع (إيهاب) أن يكون نظرية معقولة عما يحدث..
بالطبع هو لا يتنبأ بالموت.. لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالموت. فقط هناك علامات دقيقة تتفوق على حواسنا ولا نراها ولا نسمعها.. علامات على الموت تسبق توقف القلب وتوقف التنفس.. هو أوتي القدرة على التقاط هذه العلامات قبل سواه.. فيما بعد قرأ عن العلّامة ماكس ليبمان الذي كان يفحص قلب فتاة، فقال للأطباء الذين حوله إنهم سيسمعون صوت لغط من قلبها خلال يومين!. هنا ضربوا كفًا بكف، وقالوا ساخرين إن الطب ليس علم تنجيم. قال لهم: بل اللغط موجود الآن وأنا أسمعه.. لكن آذانكم لا تقدر على ذلك بعدُ.. سوف تسمعونه عندما يزداد قوة بعد يومين!
الحقيقة أنه - (إيهاب) - كان قادرًا على سماع اللغط مبكرًا جدًا ...
طبعًا لا يعرف السبب في صوت تيك توك هذا، لكن لا يمكن نفي أنه كان موجودًا منذ البداية..
إذن هو سمع الصوت ورأى الألوان لدى معلم التاريخ.. أما مع عمته فلم يكن يسمع صوتها هي بل صوت الجارة.. كانت قريبة جدًا في المطبخ المجاور وكان الصوت واضحًا..
بعد عام قام بتجربة مثيرة لم يكن ليجرؤ على القيام بها لولا الظروف التي وضعته فيها..
كان الأب قد احتاج لجراحة بسيطة (فتق) في المستشفى، وهكذا وجد أن رعاية الأب تقع بالكامل على عاتقه هو وعمته.. وكان يمضي معظم الوقت جوار فراشه.
ما إن دخل المستشفى حتى أصابه الهلع من الزحام.. زحام الأشكال الذي يتحرك في كل مكان.. ألوان صاخبة.. لم ير هذا المشهد من قبل ..
بعض الأطياف كان يبدو أقرب لأنابيب أو ثعابين عملاقة.. بعضها كان أقرب إلى تصوره لشكل الغيلان.. البعض كان يتوهج ككرة مشتعلة.. ثمة عالم من خيوط لزجة يتدلى من السقف.. وأحيانًا كان شيء مبهم أقرب إلى قرد قميء صغير الحجم يسقط.. لكنه لا يبلغ الأرض أبدًا بل يتلاشى..
أخذ إيهاب شهيقًا عميقًا وراح يحاول ألا يصرخ رعبًا أو يغشى عليه. الأمر عسير فعلاً.. كأنك تركب حافلة مزدحمة بالناس وعليك أن تتظاهر بأنه لا أحد فيها..
عندما كان يجتاز العنابر كان يرى بعض المرضى في حالة مرعبة.. الجفاف على شفاههم وأناملهم ترتجف وعكارة النهاية في عيونهم. هنا كان يسمع غالبًا صوت (تيك توك) يتعالى.. ويرى الضوء الأزرق أو الفيروزي العجيب يشع على الأجسام المحيطة في الفراغ..
وقد تعلّم فعلاً أن ما يراه دقيق جدًا.. بعد ساعة أو أكثر قليلاً يمر بالعنبر ليجد الجسد المغطى بالملاءة، وكان يرى حول الجسد بقعة من الظلام بلا ألوان ولا أجسام... هذا شخص قد صار وحده أخيرًا..
تذكّر تلك الأسطورة المجرية القديمة عن الرجل الذي ربّاه الموت منذ كان طفلاً، فلما فارقه صار الفتى طبيبًا نابهًا واحتفظ بقدرته على رؤية الموت دون سواه من الناس.. تعلم أن الموت يدور حول فراش المريض، فإذا بلغ رأسه عرف أن المريض ميت لا محالة. هكذا يخبر أقاربه ويوفّر عليهم المزيد من المعاناة.. أما إذا لم يبلغ الموت الرأس فلسوف ينجو المريض، وعليك أن تبذل أقصى جهد معه. هذا هو ما يحدث هنا تقريبًا..
لهذا عندما جاء ذلك الشاب الأسمر في الفراش المجاور لأبيه، كان قد أجرى جراحة بسيطة في قدمه.. كان مرحًا ظريفًا مليئًا بالحيوية، لكن المشكلة الوحيدة كانت أن ذلك الصوت (تيك توك) ينبعث منه.. دعك من ذلك الوهج الفيروزي. جلس الفتى يتكلم عن صيد السمك في بلدهم وعن هواية شيّ الذرة في الحقل... إلخ.. ثرثار فعلاً خاصة عندما يكون قد أفاق من البنج منذ ساعتين، لكن إيهاب لم يكن يسمع حرفًا.. كان عقله يدور ويغرق ويتلوى في مستنقعات أفكاره السوداء.. كان يصطاد أسماك القلق...
خرج في حذر إلى الممر واستوقف ممرضة مارة.. نظرت له في شكّ فقال لها همسًا :
ـ"الشاب الذي يجاور فراشه فراش أبي.. إن حالته خطيرة"
كانت متشككة وافترضت على الفور أنه يعاكسها، وهذا شيء طبيعي؛ لأنها تعتبر نفسها فاتنة بما يكفي وإن كان الرجال (ماعندهمش نظر)، لكنها دخلت الغرفة لتلقي نظرة، ثم خرجت ومطت شفتيها بما معناه (ظريف جدًا.. لكن أرجوك كفّ عن التظرف بعض الوقت).
استوقف طبيبًا شابًا يمر بالغرفة، وقال له وهو يرتجف :
ـ"الشاب في الغرفة.. أؤكد لك أنه في حالة خطرة.."
لم يكلف الطبيب نفسه بالتدقيق.. هز رأسه في غيظ وقال ما معناه (حاضر) ثم انصرف..
عاد (إيهاب) إلى العنبر، وجلس ينتظر الأسوأ..
بالفعل حدث كما توقع.. حدث في المساء. فيما بعد قال الأطباء إن جلطة انفصلت من ساق الشاب الأسمر وانحشرت هناك في شريان الرئة مسببة ما يُدعى بالسدة الرئوية.. وسرعان ما ساد الظلام هذا القطاع من الغرفة...
لقد تعلّم (إيهاب) أن حاسته لا تخطئ غالبًا، وهي كما قلنا ليست نوعًا من الحدس.. بل هي الشعور بما لم يشعر به الآخرون بعد..
كان هذا خطرًا.. ومخيفًا كذلك..
سوف يأتي يوم بلا شك يسمع فيه صوت التيك توك قادمًا من أبيه، فماذا يفعل وقتها؟ وأي كلمات سيقولها للأطباء؟ لن يصدّقوا حرفًا....
هل هذا الصوت واللون الفيروزي حكم نهائي لا رجعة فيه؟ بمعنى هل هي علامة على قرب الموت أم هي جزء منه؟
أما السؤال الأخطر فهو ما سيشعر به عند اقتراب موته الخاص؟ .. ماذا يفعل وماذا يقول عندما يدرك أن صوت تيك توك ينبعث منه هو؟؟؟؟
***
(يُتبع)


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-19, 06:18 PM   #4

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رائحة اللوبيا فلابد أنه يوم الخميس....
يقول المحاضر للطلاب :
ـ"سوف نستكمل الموضوع في المحاضرة القادمة.."
وينهض الطلاب متفرقين.. يمكنك أن تميز هذا الوجه المألوف.. نعم.. لم تخُنكَ عيناك. إنه (إيهاب).. لقد كبر فعلاً، والأهم أنه صار طالب طب.. لقد قاتل كثيرًا ليكون طالب طب برغم أنه لم يكن من هواة الاستذكار. الشخص المنطوي المتفرد - أو حتى المصاب بداء التوحد - يمكن أن يكون طالبًا عبقريًا لأنه يمضي وقته في الاستذكار، ويمكن أن يكون طالبًا فاشلاً لأنه يمضي وقته في الشرود وملاحقة الخيالات.. كان (إيهاب) من الطراز الأخير، وأنت تعرف بالطبع أن مبرراته قوية جدًا...
لهذا انتزع نفسه بقوة من عالم الخيالات ليصير من الطراز الأول، وليتمكن من الالتحاق بهذه الكلية، وهناك كان يتابع الدروس بنهم علمي غريب..
سبب ذلك هو أنه يعرف ما سيحدث.. سوف يجلس يومًا مع أبيه ويسمع صوت (تيك توك) ينبعث منه.. سوف يجن وهو يحكي للأطباء معنى ذلك.. سوف يقول لهم إنه يملك موهبة تستبق معرفة الآخرين.. إلخ. بالطبع لن يصدق واحد منهم حرفًا، ولسوف يموت أبوه بينما يموت هو حسرة..
الحل الوحيد الذي تبقى له هو أن يصير هو نفسه طبيبًا، وأن يجيد عمله.. وبالطبع سوف يتخصص في فرع يتيح له أن ينقذ الحياة، فلن يفيد أباه كثيرًا لو صار طبيب عيون أو أنف وأذن وحنجرة!
كان يعتقد أنه تصرف بحكمة.. فقط راح يدعو الله أن يصير طبيبًا حقًا قبل أن تأتي اللحظة الحتمية..
وفي سنة الامتياز بعد التخرج، كان (إيهاب) قلقًا من السؤال الذي ينغصه منذ البداية..
هل هذا الصوت واللون الفيروزي حكم نهائي لا رجعة فيه؟.. بمعنى هل هي علامة على قرب الموت أم هي جزء منه؟
عرف الإجابة الكاملة عندما كان في قسم الطوارئ..
جاء ذلك الشاب الرياضي الذي يلبس سترة التدريب.. لقد شعر بألم عابر في صدره وهو يركض كعادته اليومية. بالطبع لم يهتم أي طبيب شاب بشكوى هذا الفتى.. عندما يشكو الشاب تحت العشرين من قلبه فالسبب غالبًا معدته أو عضلاته، وعندما يشكو الكهل من معدته فالسبب غالبًا قلبه.. هذه هي القاعدة التي ينقصها الحذر، لكنها غالبًا ما تنجح..
ـ"يمكنك أن تطمئن.. إن بعض الدفء سوف يريحك"
كل هذا جميل، لكن (إيهاب) سمع بوضوح صوت (تيك توك) ورأى اللون المشع الغريب يشع من الفتى.. ثمة شيء خطأ هنا..
وأصر على أن يتم عمل تخطيط لقلب الشاب..
النتيجة: بالطبع كان هناك احتشاء في مقدمة القلب. جزء من عضلة القلب قد مات، ولسوف يلحق به الفتى غالبًا. وهكذا نُقل الفتى إلى العناية المركزة وتم عمل اللازم..
لم يهتم (إيهاب) بإطراء الزملاء على كونه يملك حاسة لا تخطئ، وعلى كونه أنقذ حياة الشاب. ما اهتم به هو أن الفتى بدأ يتعافى..
توقف صوت "تيك توك" وعادت الألوان المحيطة بالفتى كما كانت...
لقد فعلها..
صوت (تيك توك) ليس علامة على الموت، لكنه إنذار.. كأنه جرس مما يتصل بفراش المريض، وهذا يعني أن الفرصة ما زالت قائمة والوقت لم يضع...
عندما تسمع الصوت وترى الألوان، فلتفعل كل ما بوسعك كي تنقذ الضحية.. لربما استطعت أن تفعل..
رائحة شياط.. إذن اليوم هو الأربعاء..
على كل حال صار الشياط موجودًا في كل يوم، لأن صحة عمته لم تعد تسمح لها بالطهو يوم الجمعة، وبالتالي وقعت المهمة على عاتقه وعاتق أبيه. والنتيجة هي أنهما يأكلان رمادًا طيلة الأسبوع..
النشاط الثاني الذي انهمك فيه (إيهاب) كان هو محاولة رسم هذا العالم الغريب الذي يراه بدقة أكثر.. ولهذا ابتاع ألوانًا مائية شفافة، وقضى ساعات في غرفته يرسم تلك الرؤى الغريبة، وقد حرص هذه المرة على ألا يراها أحد...
تجمع لديه حشد هائل من اللوحات، ولولا تأثيرها المريع لأقام معرضًا مذهلاً.. تذكر قصة الرعب الشهيرة عن الفنان الذي يرى الأهوال رأيَ العين فيرسمها، ويعتبره الناس عبقريًا.. هو يرى هذه العوالم بوضوح.. كل ما يفعله هو أن يرسمها بدقة...
كان يعرف أن أباه لا يدخل غرفته تقريبًا.. لا يدخلها أبدًا في الواقع، وعلى الأرجح يتعلق هذا بذكرى أمه أو شيء من هذا القبيل. لهذا علق معظم هذه الصور على جدران غرفته، وحرص على أن يغلق الباب بإحكام عندما يغادر البيت..
لكن هذا التصرف كان أحمقا على كل حال..
في تلك الليلة غادر البيت وذهب ليمضي ساعات طويلة لدى صديق له، وفي الثانية صباحًا عاد للدار.. ما إن دنا من باب الحجرة حتى سمع (تيك توك.. تيك توك!)..
ما معنى هذا؟
فتح الباب بحذر.. فوجد أن الزحام الطيفي بالداخل قد اصطبغ كله بذلك اللون الفيروزي ..
الشرفة مفتوحة.. وعلى بابها فوق البساط الذي يتوسط الغرفة كان ذلك اللص راقدًا على ظهره.. كان يلهث في لحظات الاحتضار الأخيرة...
كيف عرفت أنه لص من دون الفانلة المخططة الشهيرة وأساور المعدن؟.. لأن الأبرياء لا يتسللون إلى الغرف عبر شرفاتها..
هناك ماسورة مياه جوار الشرفة.. ويبدو أن هذا اللص الأحمق جرب التسلق عليها ليقتحم البيت.. النتيجة أنه وجد نفسه في غرفة مغلقة مليئة بتلك اللوحات.. تلك اللمحة من العالم المخيف الذي لا نراه.. لم يكن هناك من ينقذه أو يخفي اللوحات، كما أنه لم يعد قادرًا على الفرار من الشرفة ثانية..
سقط على الأرض، ولابد أنه مر بلحظات شنيعة..
لابد أنه استغاث فلم يسمعه أحد..
هيا معي.. ربما استطعنا أن.. نجره خارج الغرفة.. والمعلومة التي لم يكن إيهاب يعرفها هي أن اللصوص وزنهم ثقيل جدًا..
ألقاه في الصالة وراح يحاول أن يعيد إليه الحياة، لكن صوت (تيك توك) استمر حتى توقف فجأة، وانطفأ الكشاف الفيروزي الغامض...
لقد مات الرجل..
عرف (إيهاب) أن عليه أوّلاً أن يزيل كل تلك الرسوم من الجدار قبل أن يطلب الشرطة ويوقظ أباه. أما عن تفسير موت اللص فليجدوه هم.. ليس عليه تفسير سبب موت كل لص يقتحم شقته..
هذه لعبة خطرة جدًا.. قالها لنفسه، ولم يعرف أنها البداية فقط!
***
(يُتبع ...)


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-19, 06:20 PM   #5

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


جميلة جدًا هي (مي).. خاصة عندما تطرق للأرض مفكرة..
في سن السابعة والعشرين يكون الوقت قد حان كي يجد البحار المرفأ، وكي تتوقف سفينته اللاهثة بعض الوقت، وكان (إيهاب) قد بلغ السابعة والعشرين..
يوم اخترتك كي ترثيني..
أهديتك مفتاح كياني..
إذ ترحل سفني عن كون
لا يعبأ برحيل سفيني..
جميلة جدًا هي (مي).. خاصة عندما تشفى من الحمى وتجلس في الفراش تأكل الجيلي وتضحك. تقول له إنه أنقذ حياتها، فيقول لها إن الكلورامفنيكول هو الذي فعل.
جميلة جدًا هي (مي) معلمة الابتدائي الشابة، وقد رآها بصعوبة وسط تلك الأطياف المحيطة بها.. كل الأطياف والبالونات والمسوخ والأضواء المتوهجة. لا تعرف (مي) أن هناك ملايين الأشياء الحية في غرفتها معها.. لو عرفت لماتت ذعرًا..
هناك لكل واحد واحدة.. وقد أدرك (إيهاب) أنه وجد واحدته أخيرًا..
لا نستطيع أن نسرد كل التفاصيل التي تلت ذلك، والتي جعلته مدلهًا بهواها.. لكن زياراته لها تكررت كثيرًا جدًا بأسباب ملفقة زاعمًا أنه يطمئن عليها أولاً، ثم عرفت أنه يهيم بها حبًا.. حتى جاء اليوم الذي أقنع فيه أباه المسن بأن يصحبه لزيارة أهلها.. أسرة لطيفة متماسكة هي، وقد كان (إيهاب) بحاجة ماسة إلى أسرة تحتضنه وسطها..
لقد صار للحياة مذاق مختلف..
إنه يحب مثل الآخرين، وليس مجرد تلك العين الكئيبة التي ترى الأهوال..
رائحة الشقة شياط.. إذن هو يوم السبت...
تيك توك.. تيك توك..!
هل تسمع؟..
لا جدال في ذلك.. إن الأمر حقيقي تمامًا..
إنهما جالسان في صالون بيتها وبالطبع يجثم أخوها الصغير على روحيهما كعادة أسر الطبقة الوسطى، لكن لا جدال في مصدر الصوت.. هو ليس قادمًا من (إيهاب) وليس قادمًا من أخيها.. لقد تعلّم (إيهاب) الدرس من قبل، ورأى اللون الأزرق الغامض يتسرب منها ليضيء كل شيء..
ابتلع ريقه الذي صار كالقش.. شرب كوبًا من الماء البارد ثم أعاد الإنصات..
تيك توك.. تيك توك..
لا شك في هذا.. الصوت يخرج من (مي) وهي لا تحمل ساعة أو قنبلة موقوتة.. كان ارتباكه كاملاً، وراح يردد في ذهنه: لماذا أنا؟ لماذا أنا؟ السيناريو الذي كان يخشاه يحدث فعلاً..
ـ"هل أنتِ على ما يرام؟"
اتسعت عيناها دهشة وأكدت أنها بخير.. لكن قلقه كان بالغًا، وخطر لها أنه يلعب لعبة العاشق المفعم بالقلق على حبيبته: أنت تسعلين؟.. لا.. أنا لا أسعل.. إذن أنا قلق لأنك لا تسعلين..
ـ"هل من ألم في الصدر أو ضيق في التنفس؟"
تيك توك.. تيك توك
لا شك في هذا.. والصوت يتعالى..
لا تعرف كيف ولا متى جذبها من يدها وغادرا البيت.. حتى قبل أن يخبر أهلها أو يصحب أخاها، وانطلق بالسيارة العتيقة التي ابتاعها إلى المستشفى.. قالت محتجة :
ـ"أنا بخير.."
ـ"فقط ثقي بي.."
قالها وهي تتمدد على منضدة الأشعة.. قالها وهي تجري فحصًا لقاع العين.. قالها وهي تجري تخطيطًا للقلب.. قالها والممرضة تسحب منها عينات الدم لحشد من التحاليل.. قالها ومختص القلب يفحصها.. قالها ومختص الأمراض العصبية يفحصها..
تيك.. توك
سوف يجن..
تيك توك
هذا لا يطاق
الكل ضحك.. الكل هز رأسه.. الكل قال دعابة سخيفة عن العشق الذي يجعل الطبيب ينسى الطب.. هئ هئ..
كان يعرف يقينًا أنها ستموت.. لا مجال للمزاح هنا.. حاسته لم تخنه قط من قبل، وهو متأكد مما سيحدث...
كان يعرف يقينًا أن موهبته لا تتنبأ.. هذا يعني أن الموت بالحوادث غير وارد في قائمة التحذير. من الممكن أن تدهمها سيارة أو يهوي فوقها سقف البيت ولن يصدر عنها ذلك الصوت، وبرغم هذا كان قلقًا..
عندما غادرا المستشفى قالت له في ضيق:
ـ"هل لي أن أفهم؟ ظللت صامتة وأنت تلهو معي كفأر تجارب.."
قال في ضيق مماثل :
ـ"لكن جهلت مقالتي فعذلتني.. وعرفت أنك جاهل فعذرتكا!"
لم تفهم سوى أنه يلومها.. على الأقل كلمة (جاهل) معروفة للجميع. قالت وقد بدأت تتنمر :
ـ"لا بأس وشكرًا على تهذيبك.. لكن أظن أن من حقي أن أفهم.."
تيك توك..
تيك توك..
الصوت يتعالى من جديد ..
جذبها من يدها لتصعد على الإفريز، فهو لا يضمن ألا تدهمها سيارة مسرعة الآن.. صحيح أن هذا يخالف منطق موهبته لكنه خائف...
فتح لها باب السيارة لتجلس جواره.. ثم أدار المحرك وهو غير متأكد من موقفه.. فجأة توقّف وطلب منها أن تجلس خلفه بالضبط.. حسب دراسته فإن أكثر الأماكن خطرًا هو المجاور للسائق وأكثرها أمنًا ما كان خلفه..
ـ"هل جننت؟ أنت لا تقود سيارة أجرة!"
ـ"يشرفني أن أفعل.. هل نسيت أن أقول لك إنني أهيم بعشق الفتاة التي تطيع أوامري بلا مناقشة؟"
ماذا لو كان سيتسبب في حادث مروع يقتلها؟ هذا منطقي جدًا.. يجب أن يكون حذرًا في القيادة.. ما أصعب القيادة وأنت تبالغ في الحذر! سوف تشعر كأنك تتعلم..
قال لها وهو يراقب الطريق ويرتجف :
ـ"لم لا تذهبين لزيارة أقاربك بعض أيام؟ ربما أسبوع أو أكثر.. لا أحب أن تعودي لهذه الدار العتيقة"
دار عتيقة سوف تتصدع الليلة وتهوي لتقتل من فيها.. غالبًا هذا هو ما يحدث...
تيك توك.. تيك توك.. الصوت أعلى.. معنى هذا أن الموت يقترب.. أليس هذا منطقيًا؟
قالت له وهي تحاول أن تبدو طبيعية :
ـ"هلا توقفنا لتناول بعض المرطبات؟ حلقي جاف من كل الفحوص التي أجريت علي.."
ـ"بالطبع لن نتوقف!"
سوف يكون العصير مسمومًا أو فاسدًا على الأرجح..
الآن كان قد فعل كل ما من شأنه أن يقنعها بأنه مجنون تمامًا.. لم يقصر في شيء.. هي تشك فيه بقوة الآن لكن ماذا يعمل؟
قال لها :
ـ"هل ستغيرين مسكنك؟"
نظرت له طويلاً ولم ترد.. هذه نصيحة مهمة: عندما يجن خطيبك فلا تدخلي معه في جدل طويل.. فقط غادري السيارة وعودي لبيتك راجلة...
أما هو فقد كان يصغي بلا توقف إلى صوت تيك توك..
***
إلى اللقاء مع الجزء السادس والأخير إن شاء الله


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-19, 06:21 PM   #6

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




تمت بحمد الله
بقلم : د. أحمد خالد توفيق


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-20, 07:11 PM   #7

بروالكترونيكس

? العضوٌ??? » 477865
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » بروالكترونيكس is on a distinguished road
افتراضي

إبداع بلا حدود ما شاء الله

بروالكترونيكس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.