04-08-19, 01:50 AM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الأخرى ... د.أحمد خالد توفيق الأخرى كتبها : أحمد خالد توفيق __________ تغمض سلوى عينيها مفكرة، وتأخذ شهيقًا عميقًا. ثمة شىء غير أصيل فى هذه الإيماءة. تغمض عينيها وتشهق لتتظاهر أنها من النساء اللائى يغمضن عيونهن ويشهقن. تفاعل هستيرى واضح. هناك فى الضوء الخافت الذى يغمر العيادة، وجو الخَدَر العام، الجو الذى يغريك بأن تغمض عينيك وتعترف بأنك اغتصبت كليوباترا أو قتلت كنيدى لو طلبوا منك ذلك... هناك فى هذا الجو المدوّخ ترقد سلوى على الفراش تلعب دور المريض النفسى. فى الظلام خارج دائرة الضوء يجلس الدكتور صابر محاولًا لعب دور فرويد. يدوِّن بعض النقاط ويترك لتداعى الأفكار الحر أن يخبره بشىء عن مشكلات هذه الفتاة. جميلة لا شك فى هذا (خَطَرَ له) لكنها لا تجيد العناية بشعرها فاحم السواد، كما أن ثيابها غير مهندمة، وحالتها النفسية تنعكس إرهاقًا واضحًا على ملامحها.. تلك الانتفاخات والعوينات السميكة التى أصرّت على عدم خلعها لأنها لا تشعر بالثقة عندما تكون شبه عمياء فى هذه الإضاءة الخافتة. هناك سن مكسورة تعطيها نوعًا من الجاذبية الساحرة على طريقة ناعومى واتس. هو لا يعرف ناعومى واتس لكننا نعرفها، فلا بأس أن نتبادل معلومة كهذه. قالت له: - «كل شىء كان رائعًا حتى عامين مضيا عندما توفِّى أبى.. صرت أعيش وحدى مع ناهد فى بيتنا المنعزل على أطراف البلدة.. ناهد تشبهنى جدًّا لكنها تختلف عنى نفسيًّا..». قال فى برود: - «بمعنى؟». ابتلعت ريقها وقالت: - «شخصية قوية هى، تعرف ما تريد وتحصل عليه، لهذا استطاعت أن تكون صاحبة الكلمة الأولى فى البيت. نحن لا نأكل إلا ما تختاره هى.. نشاهد برامج التليفزيون التى تختارها هى.. نربى القط الذى اشترته هى... أثاث البيت هو ما اختارته هى...». - «وهل هذا الدور لم يكن واضحًا من قبل؟». - «لا.. لقد تضخم وجودها وكاد يُزهق أنفاسى. الأمر يشبه التوائم السيامية عندما ينمو توأم على حساب أخيه يتحول الأخ إلى ورم أو أنسجة.. هكذا أنا، صرت ظلًاًّ لها، وأحيانًا أشعر أنه لا وزن لى…». | |||||||||||
04-08-19, 01:51 AM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| فكر الطبيب حينًا ثم قال لها: - «سوف يفيدنى أن أقابل ناهد هذه.. ربما أجلس معكما معًا». اتسعت عيناها فى رعب وقالت: - «لا.. لا يمكن أن أتكلم أمامها.. لكنى سأترك لها ورقة فيها عنوانك.. لربما تقرر أن تزورك». ونهضت وهى ترتجف، أصلحت من شأن ثوبها ونظرت فى ساعتها ثم قالت: - «حان وقت العودة إلى الدار.. يجب أن أعدّ لها طعام الغداء..». - «هل تعملين؟ وهل تعمل هى؟». - «أنا سكرتيرة، وهى رسَّامة.. طبعًا يمكنك فهم أننى مَن ينفق على الدار، لأنه ما من رسام يستطيع أن يظل حيًّا غير جائع فى مصر..». تركها الطبيب تنصرف، ثم راح يدوِّن خواطره بصدد هذه الحالة. كانت مألوفة أكثر من اللازم. عصر اليوم التالى أخبرته الممرضة أن مَن تُدعَى ناهد تنتظره فى الخارج. فتح اللابتوب وسمح لها بالدخول وراح يتأملها.. يحتاج إلى بعض الوقت كى يقابل امرأة تُدعى «ناهد» ولا تملك تلك الجاذبية الأنثوية. هى بالفعل تشبه أختها لكن شعرها أحمر.. لها عينان خضراوان شرستان.. لا عوينات... ثيابها أقل من محتشمة حتى إنه فكر أن يطلب الممرضة لتكون معه فى أثناء المقابلة.. أنثى خطرة.. ثم هذه السن المكسورة.. تبدو أنها وراثية فى الأسرة. كانت ناهد تتكلم بثقة ووضعت ساقًا على ساق وقالت: - «إذن فهذه البَلْهَاء سلوى تأتى لك لتشتمنى وتبدد نقودها عندك؟ أراهن أن هذا السيجار الثمين على مكتبك ابتعته بمال أختى!». | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|