آخر 10 مشاركات
ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          311- الميراث المتوحش - مارغريت بارغتير -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-19, 12:57 AM   #161

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taheni مشاهدة المشاركة
الفصل رااائع الحمدلله انكشفت كذبة علاء و عمه و ظهرت براءة غزل و فارس. و انقلب السحر على الساحر.
احلى واحد في الفصل مهاب طفل صغير لكن عقله عقل شخص كبير. ♥️♥️♥️ الان بعد قبول غزل الزواج من فارس كيف رح تكون علاقتهم الله يستر من الجاي خصوصا انها عنيدة و متسرعة وهو اعضم منها عاملين مثل القط و الفار.. شوقتيني للفصل المقبل 🌼🌼


الحمد لله إن البارت ده عجبك ...
يمكن نفتكر إننا قد ننتهى من غدر و طمع عمها و عائلته و لكن صفعتهم القادمة ستكون أكثر إيلاما صدقينى ...
و التى على آثرها ستتحول المعشوقة لأسيرة ..
و لننتظر و نرى تمرد أسيرة القصر ...
أما مهاب فذلك الصغير سيتحول لأهم شخص بحياة غزل فمنه تستمد البرائة و الطهارة التى تفتقدها دائما ....
شكرا حبيبتى على تعليقك و إهتمامك ..... 😘😍


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-19, 09:11 AM   #162

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

يعني علاء بدو دبح على الشي عملوا بغزل والحمد الله انو ظهرت برائتها
ومهاب بجنن قدر بعفويته يطلع غزل من الشي يلي هي فيه
واخيرا وافقت غزل على الزواج من فارس
بس حاسة انو الجاية صعب على الجميع
بانتظار القادم على نار
الف شكر لك حبيبتي على الفصل الجميل 🌹🌹🌹


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-19, 09:28 AM   #163

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Moon roro مشاهدة المشاركة
يعني علاء بدو دبح على الشي عملوا بغزل والحمد الله انو ظهرت برائتها
ومهاب بجنن قدر بعفويته يطلع غزل من الشي يلي هي فيه
واخيرا وافقت غزل على الزواج من فارس
بس حاسة انو الجاية صعب على الجميع
بانتظار القادم على نار
الف شكر لك حبيبتي على الفصل الجميل 🌹🌹🌹

و لو إنه فى غرامة تأخيير ... بس أسعدتينى بتعليقك كالعادة ... 😘
يعنى علاء و عم علاء و إبن عم علاء و كل من هم على شاكلتهم بيستحقوا الدبح ... الصراحة .. الشخصيات دى نرفزتنى .. ربنا يستر من اللى جاى ..
هوبا بطل البارت ده .. بلا إستثناء .. و لكن أتمنى ألا تطول حالة غزل فنضطر لأخذه من مذاكرته مجددا ...
غزل و فارس .. و فارس و غزل .. و الله لم أعثر على كلمات مناسبة لوصفهم .. فحالة الحب بينهما عجيبة .. و مريبة أيضا .. صحيح وافقت على الزواج .. و أتمنى من كل قلبى أن يكون القادم خيرا .. و لكنى مثلكم متوجسة .. الله يستر
شكرا حبيبتى .. تسلميلى 😍😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-19, 10:43 PM   #164

lktity

? العضوٌ??? » 216401
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 227
?  نُقآطِيْ » lktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond repute
افتراضي

هو الصراحة تمنيت لو اخنق ذلك الغبي علاء تمنيت لو كان لها اخ تاني غير هالمختل

lktity غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-19, 12:08 AM   #165

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lktity مشاهدة المشاركة
هو الصراحة تمنيت لو اخنق ذلك الغبي علاء تمنيت لو كان لها اخ تاني غير هالمختل

معك حق .. و لكن الأب و الأم و الاخ و الأخت .. ليس لنا دخل بإختيارهم ... ربما ما إقترفه أخيها بحقها يفتح لها بابا جديدا بفرحة جديدة ..
و لكن تعيس الحظ .. تلازمه تعاسته .. للأسف ...
شكرا حبيبتى على إهتمامك ...😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 09:59 PM   #166

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

مساء النور تسجيل حضور بانتظار الفصل ♥️🌹

taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 10:25 PM   #167

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
تسجيل حضوووووووور


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 11:59 PM   #168

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس عشر .. الجزء الثانى :
**********************************

القرار ..

بحياتنا قرارات مهمة و مفصلية .. و تتوقف عليها أيامنا القادمة .. نعتقدها أحيانا صائبة و أحيانا خائبة .. و الأيام هى ما ستثبت صحتها من عدمه ....
نقع دائما بين براثن عقلنا و قلبنا .. فما يرجوه القلب يتمرد عليه العقل .. و لكن عندما يجتمع الإثنين على قرار واحد تتأكد من صوابه ..
سمه تسرع .. سمه رغبة .. سمه خطوة للامام على أرضية واهية .. و لكنها خطوة ليس منها رجعة .. و للأسف تتقدمها بسعادة و أنانية .. نعم أنانية .. ﻷن المعنى الحرفى للأنانية من وجهة نظرى .. هو تفضيل الغير على نفسك .. فنفسك تستحق الأفضل دائما ...


- موافقة أتجوز فارس .
قالتها غزل بحسم .. نطق بها عقلها و قلبها فإنطلقت عبر لسانها .. لم تقوى على مجابهة تلك القوة بداخلها و التى تدفعها لخوض تجربة عمرها بأكمله ...
شعور غريب و مزيج من الراحة و القلق .. يجتاحها حين تفكر به .. تريده و تخشاه .. تعشقه و تهابه .. تحتاجه و تتحفز له ...
يالله سقطت فى بئر الحيرة و الخوف .. و رأسها تكاد تنفجر من شدة تدفق الدماء بها .. و أفكارها تتقاذفها يمينا و يسارا و وميض عيناها الفيروزى يشع بقوة عاكسا حالتها المتخبطة ....
طالعها رامى بتوجس و سألها مجددا بقوة :
- غزل .. موافقة تتجوزى فارس .
أغمضت عيناها و هى تلعن رامى بداخلها .. لقد قالتها و إنتهى الأمر .. فلم السؤال مجددا .. يكفيها ضغطا على أعصابها.. ففتحت عيناها بحدة و طالعته بحزم و أجابته قائلة بنبرة حادة كنصل غادر :
- قولت موافقة .
ألم أقل كنصل غادر .. لأنها جرحت نفسها بذلك النصل .. صدقا التسرع فى القرارات الهامة يؤذى صاحبه و يدفع ثمنه غاليا ....
إبتسم رامى بمكر فما توقعه حدث .. فوقف مسرعا و قال بفرحة :
- مبروك يا غزل .. ما فيش واحدة تستاهل فارس غيرك .
إبتسمت بسخرية و قالت بهدوء :
- فعلا أنا أستاهل .
لم يقف رامى كثيرا عند ردها المبهم و لكنه قال بتعقل :
- تمام .. كده مهمتنا إنتهت و هنروح نبلغهم بقرارك .
و أشار لسيد بذراعه قائلا بسعادة :
- يالا بينا يا باش مهندس .
وقف سيد و ودع غزل قائلا بود :
- مبروك يا آنسة غزل .. ربنا بيحبك إنك هترتبطى بزينة رجالة المنطقة كلها .. هستنى دعوتى على فرحكم .. السلام عليكم .
و تطلع ناحية رامى و قال بتأدب :
- شوف لينا السكة يا رامى .
أومأ رامى برأسه و تنحنح بصوت عاليا .. و أشار له بيده فتقدمه سيد و تبعه رامى الذى وقف قليلا و عينيه تغازل زوجته بشوق و تتوعدها بليلة لن تنساها .. ثم أرسل إليها قبلة بالهواء فتوردت بعدها وجنتاها بخجل.. خرج و تركها و هى فى عالم آخر .. مبتسمة بشغف و قلبها يصرخ بحبه ...
أفاقت من شرودها على تحطيم شيئا ما .. فركضت ناحية غرفة الصالون تتبعها دنيا .. وجدت غزل فى قمة غضبها و تحطم ما تصل إليه يدها .. فركضت إليها بقلق و قالت بصراخ حاد :
- إهدى يا غزل مش كده .. حرام عليكى نفسك .
و هدرت بها دنيا بتوجس من أن تأذى نفسها :
- علشان خاطرى يا غزل .. إهدى .. أنا خايفة عليكى .
نزعت غزل حجابها و ألقته على الأرض و قالت بغضب و نظراتهى زائغة بصدمة :
- بقا أخويا اللى يعمل فيا كده .. ليه .. نفسى أعرف ليه .
إحتضنتها ليال و قالت بحنانها المعتاد :
- بصى لنص الكوباية المليان .. و شوفى إهتمام فارس بيكى .. و إنه هيتجوزك يا حبيبتى علشان يحميكى .
ضحكت غزل ضحكة عالية و تطلعت لليال بإزدراء من غبائها و قالت بسخرية هزلية :
- إنتى صدقتى اللعبة دى .. ده هيكتب كتابنا علشان خايف على نفسه و على كرامته.. هو .. مش بيفكر غير فى نفسه و بس .. أنانى زى أخوه .. و جوزك كمان .
قطبت ليال ما بين حاجبيها و وقفت بحدة و هى تغلى من غضبها .. لأنها إحتملت إهانة غزل لرامى أكثر من مرة .. و لكن .. هذه المرة ليس له علاقة بموضوعها .. فيكفى لهذا الحد .. لقد أصبح زوجها و يجب عليها الدفاع عنه و إلا لن تستحق لقب زوجة مصرية أصيلة ....
نهرتها ليال بضيق و قالت مدافعة عن حبيبها :
- رامى مش أنانى يا غزل .. هو مالوش دعوة بمشكلتك علشان تدخليه فيها و تشتميه كمان .
قبضت غزل على زراعها بالقوة و قربتها منها بصورة جعلت ليال تجفل و تشعر بالخوف قليلا من ردة فعل غزل الثائرة و التى قالت بغضب :
- هبلة .. هتفضلى طول عمرك هبلة .. بس أنا مش زيك إنتى و أختك .
و قربتها منها أكثر و قالت بغلظة و عيونها تقدح نارا :
- و مش هبقى نسخة تالتة منكم مهما حصل .. سمعانى مهما حصل .
و دفعتها بالقوة و دلفت لغرفتها غاضبة و أوصدت الباب عليها و هى تتنفس بصعوبة .. بعيون زائغة و نظرات هيستيرية .. شعرت أن الدنيا تهيم بها فسارت بترنح ناحية فراشها و إندست بداخله و هى ترتجف و سحبت غطائها عليها و تكورت مجددا و راحت فى سبات عميق ...
تبدو إغمائة و لكنها فى الحقيقة هروب من الواقع .. فقرار مثل قرار الإنسحاب يبدو هينا و لكنه من أصعب القرارات التى يأخذها عقلك لينسحب بهدوء تاركا المجال لعقلك الباطن فى رسم واقع أفضل بقرارات أبسط ...
و بالفعل حملها عقلها الباطن لمنطقة بيضاء و ناعمة كغيمة كبيرة تسبح بالفضاء .. و هى ممددة عليها تطالع النجوم البعيدة و الوضائة .. رفعت ذراعها نحو إحداهن و حاولت أن تتلمسها بإبهامها فإبتعدت النجمة .. رفعت ذراعها أكثر و قربت سبابتها أكثر فإبتعدت النجمة أكثر و أكثر .. حاولت النهوض و هى تسحب جسدها المتشنج و لكن شلل ما أصابها و منعها من الحركة فشعرت بذعر و خوف .. حاولت الصراخ فلم تستطع أيضا و كأن شفتيها قد إلتصقتا و أبت الإنصياع لأمرها ...
فإنطلقت دموعها و هى ترى النجمة تبتعد و تبتعد .. فإنتبهت أنها هى من تبعد و تلك الغيمة تسقط بها بسرعة كبيرة و قد قاربت على الإصطدام بالأرض بقوة .. فكورت جسدها أكثر و إرتجف جفنها بشدة و تشنجت ملامحها بصورة مرعبة .. و تجمعت بعض حبات العرق على جبينها و هى تقاوم لتعود لواقعها من جديد .. و لكن .. قرار العودة صدقا .. ليس هينا ...

تحسست ليال ذراعها و الذى آلمها من قبضة غزل القوية .. و لكن ما آلمها أكثر كلماتها الصادقة .. نستطيع أن نكدب على الجميع و نتصنع أمام الجميع و نتجمل أيضا .. لتكشفنا أنفسنا و تعرينا بوقاحة .. و يأتى بعدها قلبنا البائس و يغير كل شئ و يحوله لتلك الأسطورة الجميلة المزرية و المسماة .. الحب .. و هذا هو حال الحب ....
إقتربت منها دنيا و ربتت على ذراعها بهدوء و قالت برفق لتطيب خاطرها :
- ما تزعليش منها .. هى من يوم مرض ستى رأفة و هى بقت على الحالة دى .. اللى مر عليها الفترة اللى فاتت كتير .. كتير قوى .
أومأت ليال برأسها و قالت بنبرة بائسة مؤكدة :
- عندك حق .. ربنا يكون فى عونها .. و مهما عملت مش هسيبها لوحدها برضه .
إنتبها على وقفة مهاب خلفهما و يبدو عليه الذعر و الخوف من صراخ غزل و صوت تحطيمها للأشياء .. رسمت ليال على شفتيها خطا باردا كإبتسامة بائسة و سارت نحوه و إنحنت قليلا و قالت برقة :
- مالك يا حبيبى واقف ليه كده .
- عاوز أمشى يا لولو .
قالها بإقتضاب .. فإلتفتت ليال برأسها ناحية دنيا التى تحركت على الفور و تمسكت بكفه و قالت بمداعبة :
- إيه رأيك يا هوبا ننزل نشترى أيس كريم و شيبس و أروحك و أهه بالمرة أسلم على خالتى زينب .
هز مهاب كتفيه نافيا و قال بتأفف :
- ﻷ أنا عاوز نودلز و كان بيبسى .
إبتسمت دنيا بخفوت و عدلت من حجابها و قالت بتأدب :
- حاضر يا فندم .. تعالى ننزل و إختار اللى إنت عايزه .
تناسى ذعره و بدأ فى ملأ لائحة طلباته الطويلة و دنيا تهز رأسها بإنصياع حتى خرجا .. تنهدت ليال مطولا و أغلقت إضاءة الغرفة و خرجت منها و سارت نحو غرفة غزل و أدارت مقبضها بهدوء ..
أطلت برأسها فرأتها عادت كما كانت .. نفس إنكماشها على نفسها و عيونها متسعة بقوة متطلعة بالاشئ .. بوجه شاحب و ملامح ذابلة .....


وقف رامى بينهم جميعا يطالع نظرات الترقب بأعينهم .. و خصوصا علاء المبتسم بغرور و ثقة من أن غزل التى تلاعبت بقلوب رجال خطرين من قبل و إنتقمت لوالدتها منهم ستقع فى حب ذلك الطاووس الواقف أمامه و يحدجه بثقة أكبر لا يعرف مصدرها ....
نعم يحدجه بثقة لأنه يعلم مدى عشقها له و لو دارت و أخفت عن الجميع .. فعيناها المغرقتين تحكى له دائما قصصا حزينة مخبئة بداخلها .. بايعته هو و جعلته أميرها و سندها و حبيبها .. و سيصبح زوجها فقط لو ينطق ذلك السفيق الذى يطالعه بإبتسامة ماكرة و كأنه يتلذذ بعذابه فى إنتظار ردها على شفتيه هو ..
يتلذذ و بشدة فتلك فرصة رامى الوحيدة للتشفى فى فارس و الذى طالما نعت عشقه لليال " بالحب الملزق " .. فلتذق من ذلك العشق أيها التمثال الثلجى الذى تخفى نيران غضبك بداخلك و تتصنع اللامبالة ...
لم يضق صدر فارس فقط فقد هدر الحاج على برامى بنفاذ صبر قائلا بعصبية :
- ما تنطق يا رامى .. البنت وافقت على طلب العوو و لا هترجع مع أخوها .
إختفت إبتسامة رامى و حل محلها الوجوم و الحزن و هو يتطلع بفارس و يهز رأسه بيأس حزين .. مما جعل حلق فارس يتحرك قليلا مبتلعا ريقه بتوتر من أن يكون ردها كما بالسابق .. الرفض .. هذه المرة سيحطم رأسها و يجتذبها على ساقيه و يصفع مؤخرتها البغيضة و التى تتعمد إبرازها دائما بسراويلها الضيقة حتى تعترف بعشقها له ..
بينما عقد علاء ذراعيه بإنتصار و تشفى منتظرا رد رامى المتوقع .. ليفاجأهم رامى بردها حين قال بتوجس من ردة فعل فارس الغاضب :
- طبعا وافقت تتجوز فارس .
ضيق فارس عينيه و عض على شفته السفلى بقوة و هو يتوعد رامى بعقاب لن ينساه .. إبتسم رامى إبتسامة متسعة على حالته تلك داعيا ربه أن يتلطف به و لا تصل إليه تلك القبضتين المتحفزتين للكمه ...
سقط ذراعين علاء بجواره و تهدلت ملامحه و قال بتعجب :
- what do you say .. غزل هتتجوز .. ده .
رفع رامى طرف شفته بسخط و قال له كاظما غيظه :
- و ماله ده يا روح خالتك .. إنت ليك عين يا زفت إنت تتكلم أصلا .
سار فارس بعض خطوات و وقف فى مواجهة علاء و قال بقوة قاطعة :
- أنا لسه ما أخدتش حقى منك .. بس حقى هاخده منك و وقتى لو مأخدتش شنطة سفرك و باسبورك و على المطار عدل .. سافر و غور من هنا و إنسى إنه ليك أخت الضافر اللى بتقصه من رجلها .. برقبتك .
إبتسم علاء بسخرية و تطلع بعونى المطأطأ رأسه بخزى و قال له بحدة :
- يالا يا عمى .
وقف عونى و إسلام و تبعاه فأوقفهم صبرى قائلا بغلظة :
- إستنى إنت و هو .
إلتفتوا إليهم .. فتابع حديثه و هو يخرج من جيب عبائته وثيقة التنازل و وضعها على الطاولة أمام الحاج على و وجه حديثه لعونى قائلا بإصرار :
- إمضى على التنازل ده .. علشان قبل ما تمس شرف ولية تانى تعمل حسابك إنك هتتأدب .
هز رأسه بإزدراء و أردف قائلا :
_ و لو إنه الأولى تخاف ربك و تخاف من وقفتك بين إيديه يوم الحساب .. إتفضل إمضى .
تنفس عونى بصعوبة و سار ناحية الطاولة و حمل القلم بيده و تطلع بالوثيقة بقهر و وقعها مسرعا و خرج مهرولا يتبعه إسلام و علاء ..
حمل صبرى الورقة و ثناها و أعادها لجيب عبائته .. ثم وقف أمام فارس و قال بسعادة :
- مبروك يا إبنى .. جوازة العمر كله إن شاء الله .
إنحنى فارس قليلا و قبل كفه و رفع رأسه قائلا بإمتنان :
- ربنا يخليك ليا و يديك الصحة يا حاج .
ربت صبرى على ظهره و بدأ الجميع فى تهنأته بزواجه و هو يبتسم براحة و سعادة لم يشعر بها من قبل ....



- هاه و باعدين .
قالاها حمزة و ميناس معا بتلهف .. ثم تطلعا ببعضهما مطولا و أشاح كلا منهما بوجهه عن الآخر بغرور و كبرياء .. مرر رامى عينيه بينهما بتعجب و قال بهدوء :
- و باعدين إيه .. خلاص باركنا ليه و هيتجوزم كمان يومين و توتة توتة فرغت الحدوتة .
وقف مسرعا .. فجذبه حمزة من معصمه بالقوة و أجلسه مجددا أمامهما و قال بضيق :
- يعنى قصدك إن فارس خلاص هيتجوز غزل .
لوى رامى ثغره بملل و أجابه ببديهية :
- هيكتبوا الكتاب .. موضوع الجواز ده بقا نشوفه باعدين .
و وقف مجددا .. فجذبه حمزة مجددا و أجبسه أمامه عنوة و قال بغضب :
- ما تقعد يا إبنى إنت خلينى أفهم .. متسربع على إيه .
مرر رامى كفه على وجهه كاظما غضبه و قال بنفاذ صبر غير مبالى بوقاحة كلماته و جرأتها :
- متسربع على مراتى .. إتقوا الله ده أنا لسه فى شهر العسل و ما إتهنتش بيها إسبوع على بعض .. حسوا بيا .
و وقف مسرعا و تركهم و إبتعد .. هز حمزة رأسه بقوة و قال بشرود :
- غزل .. و فارس .. ده هيبقى لقاء السحاب .
أجابته ميناس بتأييد و هى تستند بذقنها على يدها الموضوعة أمامها على الطاولة :
- عندك حق .. كنت حاسة إنهم بيحبوا بعض .. بس برضه إزاى .. غزل .. و فارس .
تطلع حمزة إليها و قال ببساطة ساخرة :
- يالا بكرة نقعد جنب الحيطة و نسمع الزيطة .
لفت ميناس رأسها قليلا ناحيته و قالت بعبوس محتد :
- ليه التشاؤم ده .. مش يمكن يبقوا أكتر كابل رومانسى فى الدنيا .. خصوصا إنهم .. بيحبوا بعض .
و شددت فى نطقها على آخر كلمتين .. هز حمزة رأسه بيأس و قال بضيق :
- برضه هتقولى رومانسية و بتاع .. قومى قومى .
و دفعها بيده لم تكن جالسة جلسة صحيحة فتهاوت و كادت أن تسقط بالمقعد .. فتمسك حمزة بكفها و جذبها إليه و قد إتسعت عيناها بذعر .. قبضت على كتفه بقوة و هى تستجمع أنفاسها الهاربة .. تلك الأنفاس التى لفحت وجهه و جعلته يرفع ذراعه الآخر و يلفها حول رأسها و يقرب وجهها منه متعمقا بعينيه بشفتيها الصغيرة المكتنزة .. و الشهية .....
إبتلعت ميناس ريقها بتوتر و هو يقترب برأسه منها رويدا رويدا .. لم تمنعه بل تجاوبت معه و تلامست أنوفهما فأغمضت ميناس عيناها العشبية تاركة له المجال لسحبها لعالمه المثير و تلامست شفتيهما .. لتقطع نشوى لحظتهما الحميمية تلك و هى تقول بخجل :
- أأأ .. أشيل السفرة يا فندم .
فتحت ميناس عيناها و إبتعدت عن حمزة و وقفت مسرعة و عدلت من حجابها و قالت بتوتر :
- أيوة .. خلاص .. إحنا خلصنا أكل .
و تركتهما و توجهت ناحية غرفتها .. و عينى حمزة تلاحقها بلهفة .. و شوق .. ثم إلتفت برأسه ناحية نشوى و طالعها بغضب و حرك كرسيه قائلا بضجر :
- لمى السفرة يا نشوى لميها .. النضافة واكلة نفسها .. حبكت يعنى .
دارت نشوى إبتسامتها بصعوبة .. بينما تحرك هو و توجه ناحية غرفته و هو يسب نشوى بأفظع الألفاظ .. فتلك المتطفلة قطعت عليه لحظة تمناها منذ كانا سويا بليلتهم السابقة المشتعلة ...



دلف رامى لغرفته و بحث عن ليال بها بلهفة فلم يجدها .. فخرج مسرعا و بحث عنها بجناحهما فوجدها بأحدى الغرف جالسة على مكتبها و تستذكر دروسها .. زم شفتيه و قال لتنبيهها بقدومه :
- بتعملى إيه يا لولو ؟!
رفعت رأسها عن كتابها و قالت بإبتسامة هادئة :
- مافيش يا قلبى .. قولت أذاكر شوية لغاية ما تيجى .
هز رأسه بضيق و إستند بكتفه على إطار باب الغرفة و قال بسخرية :
- و الحصة هتخلص إمتى بقا علشان حصتى تبدأ .
وقفت و إلتفت حول مكتبها و سارت نحوه ببطء شديد و هى تحدجه بإبتسامة مثيرة .. و قالت برقة و دلال :
- حبيبى زعلان مثلا .
إعتدل بوقفته و لف ذراعيه حول خصرها و جذبها ناحيته متعمقا بشهد عيناها و قال بهمس حارق :
- شوية .. أنا قولت هطلع ألاقيكى مستنيانى .. و لابسة قميص نوم من اللى هو ينسينى تعب اليوم كله .. و تقوليلى وحشتنى يا حبيبى .
إتسعت إبتسامتها و إبتعدت عنه قليلا و طالعته بقوة و سحبت رابطة شعراتها التى إنسدلت على ظهرها بتموجاتها الناعمة الذهبية و سحبت رباط مأزرها ببطء مثير و أزاحت كتفيه و تركته يسقط بنعومة حتى إستقر على الأرضية ...
وقف رامى مشدوها يطالع جمالها الآخذ بقميص نومها الأبيض الحريرى الضيق و الشيق و تلك الفتحة التى تتبعتها عيناه حتى وصل لنهايتها بآخر ساقها و صدره العارى بوقاحة ....
إقتربت منه مجددا و حاوطت عنقه بذراعيها و رفعت نفسها واففة على أنامل قدميها و قالت هامسة أمام شفتيه :
- وحشتنى يا حبيبى .. وحشتنى موت .
قربها إليه أكثر و قال بتحذير قوى من تماديها بإستثارته :
- خفى عليا يا لولو .. ده هو اللى لسه فى دماغى برج واحد و عشش فيه الحمام كمان .
ضحكت ضحكة عالية رنانة جعلته يخرسها طابقا بشفتيه على شفتيها فاقدا صبره و حزمه .... و حملها و توجه بها ناحية غرفتهما و هى تهمس له بمدى عشقها .....



لم تكن تشعر بشئ و كأن الزمن قد قرر أن يتوقف بها .. أن يعاقبها على ذنب لم تقترفه .. أن تنتهى حياتها بزواج تمنته و لكنها الآن تبغضه .. تطالع الفرحة بوجوه الجميع من حولها ببلاهة .. حتى رأت بينهم وجها إشتاقت لملامحه الناعمة و إبتسامته النادرة و حزن عينيه الزرقاء اللامعة دائما بدموع متحجرة .. و جه حور .. والدتها ...
قبضت غزل على فستاتها الأسود اللامع و هى تهز رأسها بخفوت شاردة تطالع إبتسامة والدتها المشرقة و كأنها تربت على قلبها المجروح و تهنأها بأكثر ليلة حلمت بها و تمنتها كثيرا و هى تجدل لها جدائلها و هى صغيرة متمنية أن تلبسها فستانها الأبيض و طرحتها الطويلة و تسلمها لفارسها المغوار ....
وخزتها ميناس فى ذراعها لتخرجها من شرودها ..لتعود معها غزل لأرض الواقع مجددا و تطلعت لرامى ببرود و قالت بعجز لا يلائمها :
- موافقة .
و بعد قليل وضع أمامها دفتر الزواج و طلب منها التوقيع عليه .. و بالفعل وقعت ببرود جسد متوفى ليس به روح .. إختفت منه مظاهر الحياة .. و ما هى إلا ثوانى و بدأت المباركات .. بعد إعلان إتمام عقد القران .. و أنها أصبحت رسميا .. زوجة فارس صبرى السعيد ...
إحتضنتها زينب و تمنت لهم الرفاء و البنين قائلة بسعادة :
- مبروك يا بنتى .. و الله كنت عارفة إن إبنى عقدته هتتفك على إيدك .. ربنا يهنيكم و يكتبلكم السعادة .
أجابتها غزل بود :
- الله يبارك فى حضرتك .
الشئ الوحيد الحقيقى بهذا اليوم هو ضمة مهاب إليها بفرحة و هو يقول لها ببرائته المعتادة :
- أخيرا بقيتى ماما يا غزل .
لأول مرة منذ وفاة جدتها يظهر شبح إبتسامة حقيقية واهنة على أطراف شفتيها .. ضمته إليها بقوة .. مستمتعة بصدق مشاعره .. فقد كانت بحاجة لهذه الضمة .. و بشدة .. ثم ملست على شعراته و قالت بحب :
- أحلى كلمة سمعتها فى حياتى .. قولها تانى يا مهاب .
إبتعد عنها قليلا و قال بإبتسامة متسعة :
- ماما غزل .. حلوة الكلمة دى صح .
إتسعت إبتسامتها أيضا و قرصت وجنتيه بمداعبة و قالت بحنو :
- حلوة قوى يا حبيبى .
قبلها بوجنتها و قال بسعادة :
- كنت بدعى لربنا كل يوم علشان يبقى عندى ماما جديدة .. و ربنا سمع كلامى .
طالعته بقوة و قالت بتأكيد :
- معاك حق .. و أنا كمان ربنا عوضنى بيك يا حبيب ماما .
ضمها إليه مجددا و قبلها مجددا وسط نظرات جميع من حولهم .. ربما لم يحضر أحد تقريبا سوى زينب و سالى و مهجة و بالطبع الفتيات الثلاث .. أمانة رأفة الثقيلة ...

إنصرف الجميع فى النهاية و بقى فارس و والدته التى طلب منها الجلوس مع غزل بمفردهما قليلا .. لأنه لم يرها منذ آخر لقاء لهما بالمشفى .. أخبرتها زينب برغبته فى رؤيتها فوافقت و هى تستجمع قواها للقائهما .. و شعور غريب و بغيض على نفسها من الشوق يقتلها لرؤيته .. بعدما أصبح .. زوجها ...
دلفت لغرفة الصالون و هى مرتدية قناع القوة الزائف .. لم تنكر إحتباس أنفاسها فور رؤية هيبته الواضحة على قلبها الممزق .. و وسامته المبالغ بها اليوم .. و نظراته الدافئة التى تنسيها ألمها بسهولة جدا .. حتى لو كان هو سببا من أسباب ألمها ..
تمالكت بصعوبة و عادت لذلك القناع الواهى و زفرت بحدة و نفضت أفكارها التى تأتى بأمر مباشر من قلبها .. و وقفت أمامه و قالت بهدوء :
- نعم .
ضيق عينيه قليلا متعجبا من طريقتها الجافة فى الحديث معه بعد تلك الفترة الطويلة التى إنكوى فيها بنيران شوقه لها .. و ردائها الإسود الذى يعكس مدى سخطها و رفضها لهذه الزيجة .. و لكن .. فلتتصنع كما تشاء .. فتلك اللهفة لرؤيته و الذى لمحها بعيناها فور دلوفها تؤكد له أنها موافقة بإرادتها .. إقترب منها قليلا و وقف قبالتها و قال بإبتسامة عينيه الساحرة و التى تتطلع إليها بتسلية :
- مبروك .
إبتسمت بسخرية و قالت بحدة :
- مبروك على إيه .. ده لعب عيال و لا نسيت .
إقتربت منه خطوتين و قالت بقوة :
- بص بقا و من الآخر كده .. هى فترة بسيطة و تطلقنى و بكده كرامتك متصانة و غرورك و إسمك هيفضلوا زى ما هما .. و أنا هبيع نصيبى فى بيت أبويا و همشى من هنا مش هتشوفنى تانى .
وقف متابعا لحديثها و هو يصك أسنانه بقوة و لم يشعر بالألم من شدة غضبه .. و هو يحدجها بعينين مشتعلتين.. قرب رأسه منها و قال لها بصوت أجش حانق جعلها ترتجف من خوفها :
- طلاق مش هطلق ... و أعلى ما فى خيلك إركبيه .. إنتى بقيتى مراتى و عمرى ما هسيبك سواء برضاكى أو غصب عنك .
حاولت إخفاء فرحتها من تمسكه بها .. بينما إقترب هو منها أكثر .. و مال على أذنها و همس بها قائلا :
- مش العوو إلى واحدة زيك تتكبر عليه .. هديكى فرصة علشان تتقبلى فكرة إنك مراتى .. وهجهز جناحنا فى القصر علشان تعيشى معايا هناك .. مفهوم .
و إبتعد قليلا يطالع تأثير كلماته بها .. إبتسمت غزل بهدوء و قد راق لها اللعب معه مجددا و عقدت ذراعيها خلف ظهرها و تمايلت بنعومة و قالت بثقة :
- مش هيحصل .. و على فكرة أنا أقدر أتكبر عليك و على عشرة زيك .. مفهوم .
هز رأسه مستنكرا ثقتها الزائدة و عنادها المقيت و أجابها بقوة و تحدى :
- بلاش تلعبى بالنار معايا .. لأنك أضعف من إنك تتلسعى بيها .
ضحكت ضحكة عالية و عادت بعينيها الساحرة لعينيه و قالت بصوت متسلى رائق :
- صدقنى إنت صعبان عليا جدا .. لأنك مش عارف ربطت نفسك بمين .. بس أوعدك .. هتعرف .
رفع حاجبيه بسخرية و مرر أنامله بشعراته الناعمة و قال ببساطة :
- من بكرة ترجعى شغلك .. مش عاوزهم يقولوا دى بتدلع علشان بقت .. مرات .. صاحب المستشفى .. مفهوم .
قطبت حاجبيها و هى تتطلع إليه بتعجب من قدرته على تحويل دفة الحوار .. إبتعد عنها قليلا و هى تتابعه بغضب .. ثم توقف لثانية و إلتفت ناحيتها و أخرج من جيب سترته ورقة مد يده بها ناحيتها و قال بجدية :
- ده تنازل من عمك بالمحل بتاعه أدبا ليه علشان ساعد أخوكى .. و إطاول على حاجة تخص فارس العوو .
رفعت عينيها بملل فمهاب يستمد ذلك الغرور من المغرور الأول بالعالم و الواقف أمامها .. مدت يدها و أخذت الوثيقة و فتحتها و قرأتها بلا مبالاة .. ثنتها مجددا و عادت بعيناها لفارس تطالعه بنظرات شكر مبطنة و مخفية قليلا ....
إبتسم إليها بشوق و هو يتأمل تقاسيم وجهها الساحر و خرج و تركها متخبطة بحيرتها .. متسائلة بإهتمام هل تمسكه بها حب أم حب إمتلاك أم إنتقام لكرامته أم .. أم ماذا ..
شعرت بأن عقلها بات يؤلمها من كثرة التفكير.. فبقرار بسيط منها جعلت ذلك المغرور .. المتكبر يتحكم بها ...
و لكنها قررت أن تكمل حياتها كما هى و ستجعله يطلقها بأى ثمن .. لأنه لم يرى وجهها الثانى العنيد و الشرس لأبعد حد .. بعد .. فلننتظر و نرى أيها المتعجرف .. الوسيم ...
خرجت غزل تزفر بضيق بعد رحيل الجميع فوجدت دنيا تتجه ناحيتها و عيناها تشع نارا و يديها تتأرجحان بقوة و هى تتقدم ناحيتها .. فقالت غزل بنفسها :
- إستر يا رب .
وقفت دنيا أمامها و قالت بضيق :
- غزل قولى لمهجة أنا مش عايزة حد يساعدنى فى ترتيب البيت لأنها متعصبة و موترانى معاها .
جلست مهجة على أريكة بجوار غرفة غزل و قالت بعصبية :
- أنا غلطانة إنى عبرتك أصلا .. ده إنتى فقر .
هزت غزل رأسها بيأس و طالعت دنيا بقوة و أشارت لها برأسها أن تعود لعملها .. تركتهما دنيا و عادت لمتابعة ترتيب المنزل .. جذبت غزل مهجة من ذراعها و أوقفتها و سحبتها ورائها لغرفتها و أغلقت ورائهما الباب و أجلستها على فراشها و جلست بجوارها و سألتها بفضول قلق :
- قوليلى بقا إيه اللى مضايقك كده .. أنا ملحظاكى بقالى فترة بس ماحبتش أضغط عليكى .
طأطأت مهجة رأسها و أجابتها بضيق :
- مافيش يا غزل .. أنا هطلع أنام علشان ترتاحى إنتى لسه تعبانة .
هدرت بها غزل بنفاذ صبر و قالت بحدة :
- بت إنتى هتنطقى و تقولى مالك و لا ماأشوفش وشك تانى .
زمت مهجة شفتيها و إلتفتت ناحيتها و رفعت ساقها و ثنتها تحتها و قالت بسرعة كأنها تريح صدرها من سر أرهقها :
- بصراحة بقا أنا بحب .
إبتسمت غزل بمكر و قالت بهدوء :
- ما أنا عارفة و باين عليكى جدا .. إيه المشكلة بقا ؟!
توتر مهجة بشدة و بدأت فى قضم أظافرها بخجل .. فضيقت غزل عيناها و قالت بتوجس :
- مهجة .. هى إيه الحكاية بالظبط بدأت أقلق .
رفعت مهجة عيناها ناحيتها و قالت بتلعثم :
- أصل .. يعنى أنا ... .
قبضت غزل قبضتها و قربتها من وجه مهجة و قالت بصرامة :
- إنطقى أحسنلك يا مهجة .
إبتلعت مهجة ريقها بتوتر و قالت بنبرة متوجسة :
- أصلى بحب سعد الجزار و هو بيحبنى بس ...
إقتربت منها غزل و قالت بتلهف :
- بس إيه بقا .. أنا مستنية بس دى .
لوت مهجة ثغرها و قالت بضيق :
- أصله متجوز و عنده بنتين .. بس بيحبنى قوى و عاوز يتجوزنى و الله و أنا .... .
قاطعتها غزل قائلة بشراسة :
- إنتى إتهبلتى فى مخك .. بتحبى واحد متجوز .. ﻷ و مخلف كمان .
أجابتها مهجة بتسرع :
- طب ما إنتى إتجوزتى العوو و هو مخلف و سبق له الجواز قبلك .
رفعت غزل حاجبيها بتعجب .. فأغلقت مهجة عيناها لاعنة غبائها و تسرعها و مسدت جبهتها و فتحت عيناها و قالت بخجل :
- ما تزعليش منى يا غزل أنا كده لما بتنرفز بحدف طوب من بوقى .
لانت ملامح غزل قليلا و ربتت على كفها و قالت بتعقل :
- يا مهجة يا حبيبتى .. ده متجوز يعنى بيخلص شغله و إشتغالتك و بيروح عندها بيقعد معاها و بياكل معاها و بينام جنبها .
تهدلت ملامح مهجة بحزن من كلمات غزل الحادة و المؤلمة .. فتابعت غزل حديثها و قالت بترفق :
- لو مش بحبك و بخاف عليكى مش هقولك كده .. ده بيلعب عليكى يا حبيبتى .
تجمعت العبرات فى عينى مهجة و قالت بحزن :
- هعمل إيه اللى لقيته و حس بيا .. أنا دلوقتى عندى 28 سنة و أمى لسانها مابيرحمش كل شوية تقولى يا بايرة يا عانس اللى قدك خلفوا عيل و إتنين .. لما طفحت .
هزت غزل رأسها بتفهم و ثنت ساقيها تحتها و جلست مقابلة لمهجة و قالت بغضب :
- أمك دى بصراحة ما تتطاقش .. بتاعت أوخا دى .. إسمعى بقا الواد ده تقطعى علاقتك بيه نهائى و تدعى ربنا إنه يرزقك بعريس إبن حلال كده و باعدين .... .
قطعت غزل حديثها و وقفت و جذبت مهجة من ذراعها و أوقفتها و لفت حولها تطالع وزنها الزائد و إهمالها لنفسها و قالت بضيق :
- إنتى لازم تخسى بتاع خمسين كيلو مثلا و تعملى ماسكات و حمام بخار لبشرتك و تقصى من لسانك بتاع سبعة تمانية متر بس و بعدها الرجالة هى اللى هتجرى وراكى .
ضحكت مهجة ضحكتها الرنانة و قالت بسخرية :
- ليكى نفس تهزرى .. بس بصراحة عندك حق .. أنا لازم أبقى سحلية كده زيك و أهتم بنفسى و أنا هغطى عليكى إنتى و بنات خالتك الملزقين دول .
حملت غزل الوسادة و إنهالت بها على مهجة و هى تقول بغضب :
- بقا أنا سحلية و بنات خالتى ملزقين يا سكند هاند يا عمارة ست إدوار يا متفجرة البروز و التضاريس .
زغردت مهجة بسعادة و قالت متفادية ضربات غزل القوية :
- الله أكبر .. غزل فرشتلى الملاية و أخدت الجنسية المصرية .

فتحت دنيا باب غرفة غزل بتعحب فإلتقفت وسادة طائرة بوجهها .. فهزت رأسها و قالت بهدوء :
- كملوا اللى بتعملوه .. آسفة على المقاطعة .
و أغلقت الباب عليهما .. فدخلت مهجة و غزل فى نوبة ضحك عالية حد الدموع متناسيتين مصيبتيهما و التى سببها قراراتهما الطائشة .....




فى اليوم التالى .. عادت غزل لعملها و لحياتها الطبيعية بقوة و ثقة .. و كأنها لم تمر بتجربة مؤلمة سحبت من رصيد برائتها و ثقتها بالجميع قدرا كافيا لتنسحب من ذلك العالم البغيض ....
بعدما إنتهت من مرورها اليومى على المرضى عادت لمكتبها .. فقابلت أحمد الذى يتجنب رؤيتها بعدما علم بزواجها من فارس .. أكمل سيره متجاهلها فأوقفته قائلة بضيق :
- و نعم الصداقة يا دكتور .. بتلفت وشك منى .. فعلا كلكم رجالة زى بعض .. مجتمع عنصرى و ذكورى لأبعد حد .
و تركته و دلفت لمكتبها بحقد زائد .. جلست على مكتبها و هى حانقة على كل شئ .. ضمت رأسها بين راحتيها لتتحكم بألم عاصف برأسها .. ثم أخرجت أقراص مسكنة و تناولت واحدة للتخفيف من هذا الألم .. إنتبهت لوقفته أمامها و هو يحدجها بأسف .. ثم قال معتذرا :
- أنا آسف .. ممكن أدخل أقعد معاكى شوية .
ردت بإقتضاب حازم :
- ﻷ .
فقال مازحا مبتسما بمداعبة و هو يتجه ناحية مكتبها :
- شكرا إنك وافقتى .. قوليلى بقا أخبارك إيه .
إبتسمت بهدوء و هزت رأسها و قالت بمعاتبة:
- بس أنا قولت ﻷ .. و أنا اللى مش عاوزة أشوفك .
جلس أمامها و قال بنبرة صوته الحانية رغم صلابتها :
- طب أهون عليكى .. و الله ما أهون .
إتسعت إبتسامتها و قالت ساخرة :
- على فكرة تهون عادى .. زى ما أنا هونت عليك يا .. يا صديقى .
رد عليها أحمد بنبرة متأثرة و قال بجدية :
- غصب عنى و الله .. لما عرفت إنك إتجوزتى الأستاذ فارس حسيت إنى إتضربت قلم على وشى .. فزعلت منك .. خصوصا إنى .. إنى بحبك قوى .
إحتدت نظراتها نحوه و قالت محذرة بقوة :
- إحنا أصدقاء و بس .. و أنا دلوقتى متجوزة و شايلة إسم راجل محترم .. و مش هسمح بتجاوز بينا تانى .
رد عليها بأسف :
- سامحينى زلة لسان و مش هتتكرر .. و أنا هفضل جنبك لو عوزتينى فى أى وقت هتلاقى أخ مش بس صديق .
تنهدت غزل براحة و قالت بتمنى :
- يا ريت تفكر كده بجد .. I need you .. و مش عايزة أى حاجة تلوث صداقتنا مهما كانت .. done.
ضحك ضحكة عالية و قال موافقا :
- done .
رغم صعوبة ما يشعر به إلا إنه أغلق قلبه على عشقها و قرر مساندتها كأخ و صديق .. فملامحها الذابلة و عيناها المنكسرتين دليل كافى على وهنها .. فإن لم تكن حبيبته فيكفى أنه بجوارها و يهتم بها و لو على حساب ألم قلبه هو .. و إنكساره ...


وقف رامى مستندا على سيارته و هو يتطلع حوله بضيق حتى رآها تقترب منه بإبتسامتها البريئة .. لم ينتظرها بل إستقل سيارته مسرعا بوجه متجهم .. فتحت ليال باب السيارة المجاور له و صعدتها مسرعة و قبلته فى وجنته و قالت بفرحة :
- الإمتحان كان سهل جدا .. عقبال الباقى .
تطلع إليها بغضب و قال بحدة :
- مش فاهم لازمتها إيه يعنى .. ما إنتى مش هتشتغلى يبقى ليه الشهادة دى .. و دخول و خروج .. و نتحجج بالإمتحان و.... .
قاطعته ليال و قالت بضيق :
- أنا مش قصدى أزعلك بس الشهادة دى الحاجة الوحيدة اللى عملتها برغبتى .. و عاوزاك تفهمنى مش كل شوية تزعل و تقعد تسمعنى كلام يضايق .
إنتبه لحزنها بعدما إختفت إبتسامتها و علا وجهها العبوس و الضيق .. فحمل كفها و لثمه برقة و قال بهدوء :
- الشوية اللى بسيبك فيهم تدخلى تمتحنى ببقى عاوز أكسر الجامعة على دماغك .. كل ما أفكر إنه ممكن واحد يبصلك أو يكلمك حتى.
عادت الإبتسامة لوجهها و قالت برقة :
- و الله يا رامى أنا واصلة معايا إنى بقيت أخاف من الناس و برفض الكلام مع أى بنت من زمايلى .
سحب نفسا طويلا و قال بهدوء :
- أحسن .. لأن البنات دلوقتى ألعن من الشباب .. يعنى مافيش واحد عاكسك مثلا و حاول يكلمك و لا بص ناحيتك .
لوت ثغرها و قالت بضيق :
- محصلش .
غمز لها بعينه و قال بغضب مخفى تحت إبتسامة باهتة :
- و الله .. ليه إتعموا فى عنيهم و مش شايفين قد إيه إنتى حلوة .. أكيد يعنى ما عدتش كده .
هزت رأسها بيأس و أجابته بقوة :
- محصلش .. أنا دخلت إمتحنت و خرجت عليك على طول .
أومأ رامى برأسه و قال بهدوء :
- غصب عنى يا عسلية و الله بموت و أنا واقف و مستنيكى كده و مش عارف إيه اللى بيحصل جوة .
إبتسمت بسعادة و هى تتطلع لحبيبها الغيور بحب .. ثم رفعت يدها و داعبت أطراف ذقنه .. و قالت بدلال :
- بموت فى غيرتك دى .
ذاب مع لمساتها و نظراتها الشقية .. لو كانوا بمفردهما الآن لجعلها تندم على رقتها و تماديها معه .. و اللعب بالنار التى إشتعلت بقلبه و حفزته لإلتهامها .. لكنه قرر أن يروى عطشه لها فى عشهما بغض النظر عن أعماله المعطلة و التى تنتظره .. فقاد سيارته مسرعا لأنه لم يعد يمتلك صبرا .



بعد عدة أيام .. جلست غزل بمكتبها تفكر بتعجب لما لم يسأل عنها و لو مرة واحدة منذ عقد قرانهما .. فهل أصبحت لا تعنيه لهذا الحد .. و إن كان صحيحا فلماذا يرفض دائما مبدأ الطلاق ....
لم تعد تحتمل و قررت أن تنهى هذا الأمر بقوة .. يجب أن يعرف أنها ليست ضعيفة ليتحكم بها بهذا الشكل .. فوقفت و توجهت لغرفة مكتبه و عيونها تقدح شرارا .. لم تجد السكرتيرة على مكتبها فتوجهت ناحية الباب بثقة ....
و لم لا فهى زوجته و مباح لها الدخول بأى وقت .. أدارت مقبض الباب و دلفت بحدة .. فشعرت بالخجل و هى تطالع تلك الوجوه المتعجبة من دخولها المفاجئ .. فقالت بأسف :
- sorry أصل السكرتيرة مش بره و أنا دخلت .. يعنى علشان .. كنت ... .
قاطعها فارس قائلا بهدوء و هو يتأملها بشوق :
- ما فيش مشكلة إتفضلى إدخلى يادكتور .
أغلقت الباب و توجهت لمكتبه و تطلعت ناحية هذا الشخص الجالس أمامه و يبدو أنه رجل أعمال كبير من هيئته العملية .. و لكن ما أغضبها حقا تلك الجالسة أمامه بملابسها القصيرة العارية و التى تبدى أكثر مما تخفى ...
لاحظ فارس نظراتها الغاضبة المتحفزة .. فوارى إبتسامته و قال مسرعا :
- أحب أقدملك يا فاروق بيه دكتورة غزل السيوفى .. من أهم دكاترة الباطنة بالمستشفى .
و تطلع ناحيتها بعشق و قال بإبتسامة هادئة :
- و المدام بتاعتى .
شعرت غزل برجفة خفيفة تسرى بأوصالها فور سماعها لكلمة " المدام ".. فذلك الجلمود الثلجى مصر على كونها زوجته ...
وقف فاروق أمامها و قال و هو يتأمل جمالها الطبيعى الساحر :
- ذوقك يجنن يا فارس باشا .. أهلا يا دكتور .
و مد يده ناحيتها .. لاحظت غزل عبوس فارس و ضيقه من نظرات فاروق ناحيتها فقررت اللعب على هذا الوتر و صافحته قائلة ببحتها المثيرة و نظراتها الفيروزية القاتلة :
- hello mr ,nice to meet you .
حدجها فاروق بوله .. فتطلع إليه فارس بغضب و إقترب منها و طوقها بذراعه محاوطا كتفيها بتملك .. و قال بإبتسامة باهتة :
- أصل المدام عاشت فى أميريكا عشرين سنة .
شهقت غزل بداخلها و تطلعت إليه من طرف عيناها و هى تتنفس عطره و تشعر بدفع قوى بظهرها من ضربات قلبه القوية مستمتعة بضمته المتملكة لها ....
تعجبت تلك الجالسة تطالع غزل بحنق و قالت بسخرية :
- أميريكا مرة واحدة .. ولو إنه مش مقتنعة .
إبتسمت غزل بمكر و إلتفتت برأسها ناحيتها ببطء و تطلعت إليها بإزدراء و قالت بسخرية :
- I don't care برأيك يا مدام ... .
تطلعت إليها سما بغضب و هى تتطلع لجمالها و قوتها و تلك الضمة القوية و الحانية بنفس الوقت من ذلك الجذاب و الذى كان هدفها قبل أن تدخل عليهم تلك المتطفلة و قالت بإيجاز واثق :
- إسمى " آنسة " سما درويش .
إبتسمت غزل بسخرية و ردت عليها بهدوء هازئ :
- و لو إنى مش مقتنعة بس هعديها .
وقفت سما مسرعة بعينين مشتعلتين و قالت بتحفز و غضب :
- إنتى قصدك إيه ؟!
إتسعت إبتسامة غزل بإنتصار و قالت ببشاشة :
- Calm down يا أنسة سما أنا بهزر معاكى .
أخفى فارس إبتسامته بصعوبة و هو يوزع نظراته بينهما مطالعا نظرات التحفز من واحدة .. و الغيرة من الأخرى و هى الأهم .. فقال بسرعة منقذا للموقف :
- إحنا هنفضل واقفين إتفضلوا إقعدوا يا جماعة .
و أشار إليهم بيده .. و أجلس غزل على كرسيه و جلس هو على طرف مكتبه .. مما زاد من غرور غزل و هى تطالع هذه الجميلة بتقزز ...
قررت سما أن تغضب غزل و ترد لها الصاع صاعين .. فوقفت و سارت ناحية فارس و غزل تقطب حاجبيها مع كل خطوة أكثر .. وقفت سما أمام فارس بفستانها المثير و قالت برقة :
- بما إننا إتفقنا على كل حاجة .. إحنا بكرة عاملين بارتى علشان عقد الشراكة اللى بينى و بين مستر فاروق .
و لامست رابطة عنقه بإعجاب و تابعت بدلال زائد :
- إيه رأيك تيجى بكرة البارتى .. صدقنى مش هتندم .
لم يغفل فارس عن توددها المقزز إليه .. فحرك مقلتيه قليلا ناحية غزل العابسة بقوة و هو يقسم بداخله أن القادم أسوء ...
لاحظت غزل وقاحتها فقررت أنها لن تخسر هذه الحرب فوقفت و إستندت بظهرها على صدر فارس الذى لم يبخل عليها بالدعم و حاوط خصرها بذراعه .. و قالت بهدوء يخفى عاصفة ترابية ستقتلع تلك الوقحة من أرضها و تقذفها من النافذة :
- هنفكر و نبقى نديكى خبر يا آنسة .
حدجتها سما بضيق .. و عادت مرة أخرى و جلست مكانها و هى تتوعدها .. أما فارس فتمنى لو لم تتحرك سما لتبقى غزل بحضنه للأبد .. عادت غزل و جلست على مقعد مكتبه بتحفز متواصل مدافعة عن حقها .. بزوجها ...

إنتهت جلستهم و ودع فارس فاروق و سما التى تعمدت تقبيله و هى تودعه بفظاظة .. و ما أن خرجوا حتى إنفجرت به غزل قائلة بضيق :
- إنت إزاى تسمحلها تبوسك الحيزبونة دى .
لمح بعينيها بارقة أمل لإظهار حبه .. و لكنه الآن مصمم و بقوة أن يجعلها تعشقه و لو رغما عنها هى و عقلها الغبى المتحجر.. و ذلك بعد أن تورط قلبه و عشقها و إنتهى الأمر .. تطلع إليها ببرود و قال بصوت رخيم فاتر :
- و إنتى متضايقة ليه مش فاهم .
ضحكت ضحكة عالية و وقفت أمامه و قالت بسخرية :
- متخليش عقلك يروح لبعيد و تفتكرها غيرة عليك .. أنا بس إتضايقت لأنى بالإسم مراتك و لازم تحترمنى .
تغاضى عن غضبها و هز رأسه متفهما و قال بحدة مغيرا للحوار كعادته مستمتعا بأشعتها الفيروزية المنطلقة ناحيتة و تلفحه بقوة :
- هتحضرى معايا حفلة بكرة و لا .. أروح لوحدى .
صكت أسنانها بقوة من غضبها فهذا الوقح سيذهب للقاء تلك الحيزبونة مجددا .. و ربما تقبله مجددا .. و ربما تعجبه أيضا .. و ربما يعشقها .. و ربما يتزوجها .. نفضت رأسها بقوة و أجابته بسرعة قاطعة :
- فوت عليا بكرة الساعة 8 أكون جهزت .. سلام .

و توجهت ناحية باب الغرفة بغضب .. و هى تسبهما بسرها و تسب قلبها أيضا .. فبقراراته المتسرعة يضعها بمواقف ضاغطة على أعصابها المتوترة من الأساس .. أوقفها فارس قائلا بتساؤل بديهى :
- إنتى كنتى جاية ليه أصلا .
لم تجبه و أكملت سيرها و خرجت و هى تعمق من سبابها اللاذع .. و ودت لو إلتفتت إليه و سبته بوجهه الوسيم .. لكى تهدأ قليلا ...
ليدخل هو فى نوبة ضحك عالية على حالتها .. و جلس على مقعده و رفع ساقيه على مكتبه بإنتشاء مستنشقا عطرها بشوق .. فهى رغم رقتها تظل قوية و شهية لأبعد حد .
يعشق إستقلالها و إتخاذها لقرارتها سواء صحيحة أم خاطئة .. و الأجمل أنها تتحمل نتيجتها بشجاعة .. و لكنه رغم ذلك يرغب فى أن تحتاجه و تطلب مساعدته و تقوى به و تخرج ما بصدرها من آلام ليتلقفها هو بقلبه كى ترتاح ..
رغم صلابتها إلا إن لحظات ضعفها أمامه كانت من أجمل لحظاتهما سويا .. هشة كفراشة زاهية محلقة و سهل قتلها و تحطيمها بين قبضة الظروف .. و لكنها رغم ذلك ستظل .. غزل .. صغيرته الجميلة ....
تنهد مطولا و قال بجنون عاشق حتى النخاع :
- هانت و هتبقى ليا و ساعتها هحاسبك على كل لحظة بعدتى عنى فيها يا .. يا حبيبة قلبى .



إنتظرونى بالفصل السابع عشر ......


قراءة ممتعة ......


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 12:02 AM   #169

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

يا رب البارت ده ينول إعجابكم ...
وهستنى تعليقاتكم و ملاحظاتكم كما هى عاداتنا ...
و لا تنسوا اللايك بليز ....


ياسمين أبو حسين ......


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 12:38 AM   #170

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على البارت كان حلو حبيت علاقة مهاب و غزل 😍
غزل وفارس الاثنين عنيدين و رأسهم يابس و خصوصا غزل متسرعة بقراراتها و افكارها اتمنى ما تأخذ قرارات تفسد علاقتها بفارس. بانتظار نشوف الي رح يصير بيناتهم. ياترى شو في مستنيهم.
رامي متملك بشكل مخنق اتمنى انه مايخسر ليال بتصرفاته.
اتمنى تطولي الفصول أو تزيدي لنا يوم آخر التنزيل 😁😍❤️❤️❤️❤️


taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.