آخر 10 مشاركات
سيدة القصر- سلسلة زواج لأجل الإرث -نوفيلا غربية زائرة-بقلم الجميلة روما-(مكتملة) (الكاتـب : ريهام ماجد جادالله - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )           »          1060 - زهرة الربيع - ناتالي فوكس - د ن (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لا زلت صغيرة - كاثرين جورج (الكاتـب : ΜāŘāΜ ~ Ś - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-19, 12:54 AM   #171

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي


غزل مشكلتها انو متخبطة كتيير مو راضية تتعرف انها بتحب فارس وتتقتنع انو فارس بحبها ولهيك اتزوجها
رغم غيرتها الواضحة من سما يلي كشفت مشاعرها لفارس
بارت جميل جدا بانتظار الجزء الثاني
موفقة حبيبتي 😍😍😍


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 01:35 AM   #172

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taheni مشاهدة المشاركة
شكرا على البارت كان حلو حبيت علاقة مهاب و غزل 😍
غزل وفارس الاثنين عنيدين و رأسهم يابس و خصوصا غزل متسرعة بقراراتها و افكارها اتمنى ما تأخذ قرارات تفسد علاقتها بفارس. بانتظار نشوف الي رح يصير بيناتهم. ياترى شو في مستنيهم.
رامي متملك بشكل مخنق اتمنى انه مايخسر ليال بتصرفاته.
اتمنى تطولي الفصول أو تزيدي لنا يوم آخر التنزيل 😁😍❤️❤️❤️❤️

شكرا حبيبتى على إهتمامك و تعليقك الدائم ....
و ردا على علاقة غزل و فارس ..فمعك كل الحق .... و القادم أكثر سخونة ....
رامى بتملكه الخانق كما تفضلتى سيخسر بلا محال ...

وبالنسبة لزيادة حجم البارت ... إعذرينى فمتطلبات منزلى و أولادى تقيدنى بعض الشئ ... و مع ذلك ... أعدك أن أحاول جاهدة لتلبية رغبتك حبيبتى .... 😘💖
سأنتظر تعليقك و ملاحظاتك دائما ... 😍💕


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 01:46 AM   #173

lktity

? العضوٌ??? » 216401
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 227
?  نُقآطِيْ » lktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكلة ليال بدت تبان غيرة رامي الزايدة عن اللزوم تقتل الحب فكما يقول المثل الشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده وهذا ما سيحصل لرامي وحمزة ايضا ف الى متى ستتحمل ميناس تقلب مزاجه

lktity غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 01:56 AM   #174

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
غزل مشكلتها انو متخبطة كتيير مو راضية تتعرف انها بتحب فارس وتتقتنع انو فارس بحبها ولهيك اتزوجها
رغم غيرتها الواضحة من سما يلي كشفت مشاعرها لفارس
بارت جميل جدا بانتظار الجزء الثاني
موفقة حبيبتي 😍😍😍
شكرا يا قمر ... 😘
و معك حق فغزل و فارس مشكلة .. و الأيام القادمة ستكون لذيذة بينهما .. فتابعى معى ...
بإنتظار تعليقك دائما ... 😍💕🌷


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 02:02 AM   #175

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lktity مشاهدة المشاركة
مشكلة ليال بدت تبان غيرة رامي الزايدة عن اللزوم تقتل الحب فكما يقول المثل الشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده وهذا ما سيحصل لرامي وحمزة ايضا ف الى متى ستتحمل ميناس تقلب مزاجه
فعلا .. بيعجبنى بعد نظرك حبيبتى .. فالشئ الزائد عن حده دائما ما ينقلب لضده ... و لكن هل يموت معه الحب أم يجب تقويمه و تحسينه والتمرد عليه أحيانا ...
سننتظر ونرى .. و سأبقى بإنتظار تعليقك 😍😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:50 PM   #176

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

مساء الانوار تسجيل حضور بانتظارك ♥️♥️

taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 11:25 PM   #177

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taheni مشاهدة المشاركة
مساء الانوار تسجيل حضور بانتظارك ♥️♥️
شكرا حبيبتى على إهتمامك ...
و كما وعدتك وفيت .. و أزدت من طول البارت قدر إستطاعتى .. لأننى مريضة قليلا ....

أتمنى أن ينول هذا البارت إعجابك و إعجاب الجميع و أبشرك بفصل ... ساخن جدا ... و كله ضرب نار :7r_001:
فى إنتظار تعليق الجميع ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 11:51 PM   #178

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين أبو حسين مشاهدة المشاركة
شكرا حبيبتى على إهتمامك ...
و كما وعدتك وفيت .. و أزدت من طول البارت قدر إستطاعتى .. لأننى مريضة قليلا ....

أتمنى أن ينول هذا البارت إعجابك و إعجاب الجميع و أبشرك بفصل ... ساخن جدا ... و كله ضرب نار :7r_001:
فى إنتظار تعليق الجميع ....
سلامتك الله يعافيك و يديم عليكي الصحة 😘❤️❤️🌹🌹


taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-19, 12:01 AM   #179

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع عشر الجزء الأول :
*******************************

الشئ الوحيد الثابت بهذا الكون .. هو التغيير ...

يبدو كلامى متناقضا و لكن يتغير حالنا و تتقلب أيامنا و ننسى وجعنا و نعيش سعادتنا .. دائما .. و ليست لمرة واحدة .. ننسى و نبدأ .. نتألم و نصفح .. نغضب و نغفر .. تغيير فى تغيير .. إذا فالثابت الوحيد بأيامنا هو التغيير ....
فجأة يلين قلبنا و ينسى آلامه و جروحه و يبدأ من الصفر .. و البداية دائما بحب جديد .. و قصدى هنا الحب المطلق و ليس الحب المشروط .. فالقلب العامر بالحب لا ييأس و لا يفقد إيمانه بالحياة ....

لملمت شعراتها أمام مرآتها و هى تتذكر صدفتهما الأولى و قوته وقتها و رجولته الطاغية .. فعلق بعقلها و تمنت رؤيته مجددا .. و لم تكن تعلم ان تتحقق أمنيتها .. و لأول مرة بحياتها .. و يصبح هو حياتها القادمة كلها ...
كانت حياتها قبله صحراء جرداء بلا ماء و لا حياة فأتى هو و دلف لحياتها كواحة واسعة .. بعينيه سمائها .. بصوته رياحها .. بأنفاسه زرعها .. بلمساته مائها .. تحتويها كلها بداخل صدره الرحب الدافئ و الهادئ .. رغم صخب دقات قلبه فور رؤيتها ...
أعلنها قلبها صراحة .. عشقته .. نعم عشقته و تذوب بأدق تفاصيله و تمتلكها أيضا .. ربما تضايقت بتمادى تلك الشمطاء معه و لكنه كان بمثابة جرس إنذار من قلبها أنه لن يتنازل عن حقه به و لن يسمح لغيره بجذب أنظاره و مخيلته .. و سيفعل المستحيل لينال جائزته بالنهاية ....

إطمأنت على هندامها و خرجت من غرفتها أكثر إشراقا .. متحمسة و بشدة تتحرك بنعومة و أعدت كل شئ لإستقبال هديته الغالية و التى تماثل غلاوته و أكتر ...
تطلعت غزل بساعة الحائط و هى تنتظر حضور مهاب بعد صلاة الجمعة لتمضية اليوم معها .. وقفت مع دنيا بالمطبخ تعد له موس الشوكولاته الذى يحبه .. لاحظت دنيا إبتسامتها المشرقة فسألتها بخبث :
- الفرحة دى سببها مهاب و لا الخروجة بتاعت أبو مهاب .
وخزتها غزل فى ذراعها و قالت بغضب و هى تلوح لها بالسكين أمام وجهها :
- لسانك طول يا آنسة دنيا و شكلى هقصهولك .
ضحكت دنيا و تمسكت بيدها و قالت بمرح :
- حاسبى السلاح يطول .. بس بتحبيه .. و الله بتحبيه صح .. إعترفى .
ردت غزل بإبتسامة عاشقة صافية شاردة به :
- بموووت فيه .. من أول ما شوفته و أنا حبيته على طول و بقى أغلى حاجة فى دنيتى كلها .
تنهدت دنيا مطولا و قالت بسخرية و هى تسحب السكين من يدها بحرص :
- ماشية معاك يا عم فارس .
قضمت غزل من تفاحة بيدها الأخرى و قالت بإستنكار غاضب :
- أنا بتكلم عن مهاب على فكرة .
غمزت لها دنيا بعينها و قالت بخبث لئيم :
- عليا أنا برضه .. إطلعى من دول .
رفعت غزل حاجبها بتعجب و سألتها ببلاهة :
_ هما مين دول اللى أطلع منهم .
ضحكت دنيا ضحكة عالية و قالت بمزاح :
_ أهه كده بقيتى خوجاية .. يا بنتى قصدى إنتى هتضحكى عليا .. ما أنا فهماكى و كويس قوى .
رفعت غزل حاجبها بحدة و عقدت ذراعيها و تسائلت بقوة :
- قصدك إيه يا فيلسوفة عصرك و زمانك .
سحبت دنيا مقعد طاولة المطبخ و جلست عليه و تابعت تقطيع صدور الدجاج و قالت ببديهية :
- بصراحة بقا واضح جدا إنك بدأتى تصدقى إنك بتحبيه و جوازك منه مش علشان الناس و كلامهم .
لاكت غزل قطعة التفاح التى بفمها و إبتلعتها و سحبت مقعدا و جلست بجوارها و قالت بإبتسامة ساخرة :
- و إيه كمان يا دكتور .. واضح كده إن روايات ميناس مسحت دماغك .
ضحكت دنيا بخفوت و أجابتها بتعقل رزين :
- بصى يا بنتى .
رفعت غزل السكين مجددا و حذرتها بهزل :
_ بنتك مش كده ؟!
سحبت دنيا السكين منها مجددا و قالت بهدوء :
_ إستنى بس قبل ما أنسى الجملتين اللى فى دماغى .. لازم تعرفى إنك بتحبيه و هو بيموت فى التراب اللى بتمشى عليه و بيتمنى اليوم اللى هتعترفى فيه بإنك موافقة جوازكم يبقى بجد و تلعبوا عريس و عروسة و كده .
إستندت غزل بوجنتها على يدها و تسائلت بإهتمام :
- و ده بقا تفسيرك و لا معلومة .
حركت دنيا حاجبيها بعبث و قالت بمكر :
- معلومة طبعا .. أصل أنا وقعت خالتى زينب فى الكلام و حكتلى قد إيه كان بيحبك من و إنتى صغيرة و عاش بيكى عمره لغاية ما رجعتى و بقيتى خلاص بتاعته .. و الواحد مش أعمى برضه و بيشوف بصاته ليكى .
دارت غزل إبتسامتها بعدما رقص قلبها فرحا .. فذلك الجلمود لم يكن جلمودا و لكنه يبقى ثلجى .. شردت قليلا و هى تتذكر ضمته الدافئة و تخيلت أيامهما القادمة سويا .. فقط لو ينطق و يعترف بحبه ...
إنتبهوا لطرقات على الباب .. فإبتسمت غزل و قالت بفرحة :
- مهاب جه .. هروح أفتحله .
و ركضت نحو باب الشقة و فتحته مسرعة .. حتى إتسعت عيناها و هى ترى فارس أمامها ..!!
تطلع فارس لهيأتها بحدة .. و هو يتأمل قميصها المنزلى الأبيض بكتاباته الحمراء و الذى يصل لفوق ركبتيها المغرية .. بدون أكمام و ضيق بعض الشئ .. فأظهر بياضها و نقاء بشرتها الصافية .. و شعراتها السوداء الناعمة منسدلة على ظهرها ...
شهقت فور رؤيته و ركضت لغرفتها بخجل ...
جذبه مهاب من يده و دلف به للداخل و قال ببساطة :
- إدخل يا عوو يالا .
ثم صاح بنبرة عالية :
- يا دودو إنتى فين بابا معايا .
خرجت دنيا و هى فاتحة ذراعيها لمهاب الذى ركض و إرتمى بحضنها و قال بسعادة :
- دودو حبيبتى .. وحشتينى قوى .
ثم إبتعد عنها قليلا و ضيق عينيه و قال بتوجس :
- عملتيلى البانيه اللى بحبه منك .
أدت التحية العسكرية و قالت بجدية :
- أيوة .. بس مش عارفة أخلصه و كنت بستنى حضرتك علشان تساعدنى يالا علشان نغير هدومك دى .
ثم وقفت و رحبت بفارس قائلة بود :
- أهلا و سهلا يا أستاذ فارس .
أجابها فارس بإبتسامة هادئة :
- أهلا بيكى .. أخبارك إيه .
هزت رأسها و قالت و هى تبحث حولها :
- كويسة الحمد لله .. هى غزل فين .
زم مهاب شفتيه و قال بتلقائية :
- دخلت أوضتها أصلها فتحت الباب برضه بهدوم البيت و أنا قولتلها مش تفتح الباب و هى كده بس مش بتسمع الكلام .
إشتعل غضب فارس أكثر .. إذا فهى ليست المرة الأولى التى تخطئ بها هذا الخطأ الفادح ..
زفر بغضب و قال بحدة :
- يا ريت يا دنيا تدى غزل خبر إنى بستناها .
و دلف لغرفة الصالون و هو فى قمة غضبه .. إنتظرها على نار حتى رأها تقترب منه بخجل و هى ترتدى إسدال الصلاة .. و دلفت قائلة بضيق :
- إتأخرت عليك .. كنت فكراك هتسيب مهاب و هتمشى .
تغاضى عن وقاحة كلماتها و إقترب منها إقتراب خطير و قال محذرا :
- لو فتحتى الباب بلبس البيت تانى مش هيحصلك كويس مفهوم .
لم تكن تسمعه على أية حال .. فعطره الرجولى القوى إحتل مساحة كبيرة من ذهنها .. ناهيك عن وجوده المهيمن عليها كليا .. إبتلعت ريقها بصعوبة و تمالكت أعصابها و قالت برقة جديدة عليها :
- آسفة .. مش هعمل كده تانى .
لم يتوقع هذا الرد على الإطلاق .. كان يتخيل أنه ستهب عاصفة عند و تكبر سترج أنحاء المنزل و لكنها ببساطة.. إعتذرت .. و أبدت ندمها .. تطلع داخل عينيها يتأملهما بحب .. متعمقا بجمالهما النادر ..
لاحظت نظراته الثاقبة لقلبها فقالت بتوتر مخفى :
- إتفضل إقعد .
تابع حديثه و هو ما زال واقفا لأنه إستشعر تأثير قربه عليها مهما أخفت .. فسألها بجرأة :
- إشمعنا أنا دوناً عن خلق الله اللى إتحجبتى قدامه .
رفعت حاجبها بإستنكار و قالت بضيق :
- قصدك إيه مش فاهمة .
أجابها بصوت أجوف خافت :
- يعنى بتلبسى و إنتى خارجة ضيق و قصير و دلوقتى قدام جوزك لابسة إسدال .. مش غريبة .
إنزعجت من كلماته المستفزة و قالت بحدة :
- أنا حرة على فكرة .. و جو جوزى و مراتك دول مش واكل معانا الصراحة .
ضحك فارس ضحكة عالية يستخف من كلماتها .. و قال بهدوء :
- إنتى مراتى غصب عنك .. و مش هيبقى بالكلام بس .
بللت شفتيها بلسانها و طالعته بقوة و سألته بجرأة :
- أمال هيبقى بإيه ؟!
مال ناحيتها و همس أمام وجهها ببطء شديييييد :
- ب ليلة .. واحدة .. تجمعنا .
عملت مضخة قلبها بسرعة كبيرة فجعلت رئتيها تتنفس بسرعة أكبر و تدفقت الدماء بأوردتها و ضخته بوجنتيها اللاتى توردن بقوة .. و إبتعدت عنه مسرعة و إبتلعت ريقها بتوتر و طالعته بغضب و كانت ستنهال عليه بردودها القوية و لكنه لم يمهلها الوقت و قال و هو ينصرف :
- على الساعة 8 بالليل تكونى جهزتى .. تمام .
توقف قليلا و إستدار ناحيتها و قال بإبتسامة مشاغبة :
- ماتتأخريش عليا .. يالا سلام .
و خرج و أغلق ورائه باب الشقة .. ثم ضحك ضحكة عالية و هو يلتفت برأسه ناحية باب شقتها بعدما قذفته بشئ من شدة غضبها .. وقف قليلا يتخيل هيأتها الغاضبة ثم إرتدى نظارته الشمسية و ترجل الدرج بإنتشاء و هو يصفر بسعادة ....


إختفى قلقه و توجسه من الحب عموما .. فبعشقه إليها زاد قوةً و لم يضعف كما تخيل .. ربما يضعف أمامها هى فجمال كجمالها يُسقط أعتى الرجال تحت أمرها .. و طوع يديها .. ربما تحتاج لبعض الترويض و التغيير .. أو لا فلتبقى كما هى بعنفوانها و إندفاعها و قوتها .. ممنيا نفسه ب ليلة واحدة من ذلك العنفوان ...
إبتسم بخفوت متخيلا ليلتهم الأولى سويا .. و كأنه لم يسبق له الزواج ...
وخزته زينب بذراعه و قالت بقلق :
- مالك يا إبنى .. بقالى ساعة بكلمك .
حرك رأسه ناحيتها و أجابها بهدوء :
- بتقولى حاجة يا أما.
مصمصت زينب شفتيها و قالت بضيق :
- لا و الله لسه فاكر إنى بكلمك .. قوم السفرة جاهزة .
أومأ فارس برأسه و تبعها و جلس على طاولة الطعام مع والده فسألته زينب بضيق :
- هتفضل لغاية إمتى إنت فى مكان و مراتك فى مكان يا إبنى .
قطب حاجبيه وسألها بعدم فهم :
- قصدك إيه ؟!
تركت صينية الدجاج من يدها و قالت بقوة و حزم :
- يعنى تعلن جوازكم و تاخدها القصر و تعيشوا مع بعض .. هى دى محتاجة فكاكة .
أجابها صبرى بقوة و هو يأكل طعامه بهدوء :
- سبيه براحته يا زينب هما مش صغيرين و عارفين مصلحتهم فين .
ضاقت نظرات زينب و هى تتطلع لبرود زوجها و لامبالاته و قالت بضجر :
- ﻷ هما مش عارفين مصلحتهم .. و لازم يتجوزوا بقا .
وضع صبرى ملعقته بجانب صحنه و قال ببديهية :
- طب ما هما متجوزين .. مش ده اللى كنتى هتموتى عليه .. و أهه حصل عاوزة إيه تانى .
زفرت بغضب و قالت بإصرار :
- عوزاهم يبقوا مع بعض و أطمن على إبنى و عليها كمان .
أجابها فارس بإبتسامة ماكرة :
- أنا ناوى على كده فعلا .. ما تقلقيش يا ست الكل .. بس كله بوقته .
إبتلعت ريقها و تلألأت العبرات فى مقلتيها بفرحة و قالت :
- أخيرا هفرح بيك يا إبنى .. أنا عارفة إنى ظلمتك قبل كده بجوازتك من بنت أختى .. بس كان نفسى أشيل عيالك قبل ما أموت .
حمل كفها و قبله و قال بضيق :
- بعد الشر عنك يا حبيبة قلبى .. أديكى شيلتى مهاب و ربيتيه و لسه إن شاء الله هجيبلك دستة عيال .. و رامى كمان .. و البت عاليا .. لغاية ما تقولى كفاية عيال خلاص تعبت .
إبتسمت بخفوت و كففت دموعها و قالت بتمنى :
- يا رب يا حبيبى .. بس خلى بالك من غزل و إوعى تسيبها يا فارس لهتندم و الله .
رد عليها مطمئنا :
- مش هسيبها إن شاء الله .. دى بقت مراتى خلاص .
فقال له صبرى و هو يخفى ضحكته :
- و لو إنى مش مصدق إنك طبيت أخيرا .. بس البت تستاهل الصراحة .
زفر فارس بيأس و قال بغضب :
- حتى إنت يا حاج .. هو أنا شفاف يا جدعان و لا إيه .. الحل الوحيد أنقبها بقا .
ضحك ثلاثتهم براحة بعدما إطمأن الوالدان على إبنهما البكرى مع زوجة يحبها و هما متأكدين من حبها له هى الأخرى .



جلست ميناس و ليال بالحديقة بعد تناولهم لوجبة الغداء .. لاحظت ميناس تجهم وجه ليال فسألتها بقلق :
- مالك يا لولو .. بقالك كام يوم مش طبيعية .. و أكلتك بقت قليلة قوى .
أجابتها ليال و هى تتحسس بطنها بألم :
- شكلى خدت برد فى معدتى .. مش مرتاحة رغم إنى واخدة بالى من نفسى و مش بنام فى التكييف عالى .
فسألتها ميناس بقلق :
- أكلم غزل تيجى تطمن عليكى .
تمددت ليال على مقعدها المدداد و قالت بقوة :
- ﻷ .. سبيها هى النهاردة خارجة مع فارس .. إدعيلها ربنا يهديها خليهم يتجوزوا وتيجى تعيش معانا هنا بقا .
ضحكت ميناس و قالت ساخرة :
- هنبقى عاملين زى العدوان الثلاثى بس على القصر .
ضحكت ليال و قالت و هى تتذوق الإسم مسبلة عيناها :
- العدوان الثلاثى على القصر .. ده ينفع إسم مسلسل و الله .
إبتسمت ميناس بخفوت و سألتها بقلق :
- لولو حساكى مش مبسوطة بقالك كام يوم .. فى حاجة بينك و بين رامى .
أومأت ليال برأسها مؤكدة و قالت بضيق :
- أيوة .. من أول ما بدأت الإمتحانات و هو متعصب طول الوقت .. لو شافنى بذاكر كأنه شاف عفريت .. مع إنى مش مقصرة معاه فى أى حاجة .
هزت ميناس رأسها بعدما تأكد حدسها و قالت بشرود :
- كنت حاسة .. بس قولت لو فى حاجة إنتى هتحكيلى .
أشاحت ليال بيدها و قالت بضيق :
- أقولك على إيه .. ده أنا بخرج من الإمتحان و بدعى ربنا دايما إنه يعديها على خير .. و ألاقيه مكشر و مضايق و يقعد يفتحلى محضر مين اللى كلمك و شافك و عاكسك .. لما زهقت .
ثم أنزلت ساقيها عن المقعد و إعتدلت فى جلستها و واجهت ميناس و تابعت بضجر :
- و لما ألبس حاجة يقعد يفصصنى و يخلينى ألبس بالخمس مرات علشان يقتنع باللى لبساه بعد ما أتأخر .. مش عارفه أعمل معاه إيه يا مينو .
ربتت ميناس على ذراعها و قالت بتعقل :
- معلش يا حبيبتى إستحملى بس الفترة دى و هى هتعدى و تخلصوا .
أومأت ليال برأسها و قالت بشرود :
- غزل كان معاها حق .. خليته يتحكم فيا لدرجة الخنقة .
لاحت إبتسامة خافتة على شفتيها و قالت بتنهيدة طويلة :
- بس برضه بموت فيه و بحبه كل يوم أكتر من اللى قبله .
إبتسمت ميناس إبتسامة متسعة و قالت بمداعبة :
- لو غزل قاعدة معانا دلوقتى مش بعيد كانت حدفتك فى البسين .
تطلعت ليال بميناس و إنفجرتا ضاحكتين .. لاحظوا إقتراب رامى منهما.. فإلتفتت إليه ليال و قالت :
- خلصتوا لعب بلاى إستيشن .
إنحنى نحوها و قبلها فى جبهتها و قال بزهو :
- قطعته .. عامل نفسه بطل العالم بس على مين .
أجابه حمزة من ورائه بضيق :
- عادى يعنى .. ما أنا المرة اللى فاتت علمت عليك .
أشاح له رامى بيده و قال بإستخفاف :
_ يا عم صلى .. ده أنا ما كونتش فى المود بس .
و إنحنى مجددا و قبل مقدمة رأسها مجددا .. فضحكت ليال و قالت بسخرية :
- اللى يشوف طولكم و عرضكم و عضلاتكم دى .. مايصدقش كلام الأطفال بتاعكم ده .
مال عليها رامى و جلس على ظهر مقعدها المداد و قال لها متوعدا بهمس مثير :
- بقا كده .. إحنا أطفال مكسوفة تقولى عيال يعنى .
و داعب أذنها بأنفاسه و قال بتهيدة ساخنة :
_ طب تعالى بقا أوريكى لعب العيال على حق ربنا .
و جذبها من ذراعها ورائه .. إبتسمت ميناس بخجل بعدما فطنت لما يريده رامى .. ثم أغمضت عيناها و تنفست مطولا كأنها تمنى نفسها بيوم واحد مما تعيشه ليال مع رامى .. أخرجها من شرودها صوت حمزة الغاضب هادرا بها بعصبية :
- قومى إدخلى جوة يالا .
فتحت عيناها بذعر و وقفت مسرعة و دلفت للداخل بخطوات سريعة .. تتبعتها عينيه بشوق و هو يعلم جيدا ما تفكر به و ما تتمناه .. و لكن ليس بيده أن يحرمها من حقوقها .


فى المساء ... خرجت غزل من غرفتها بعدما تأكدت أنها تأخرت على فارس و جعلته ينتظرها بسيارته طويلا .. مبتسمة بمكر و قالت بداخلها .. فلتنتظر أيها البارد فأنا سأذيب جليدك و لو بأى ثمن ...
كانت دنيا تتابع التلفاز و تأكل من طبق الفيشار أمامها .. إلتفتت برأسها ناحية غزل و عادت بعيناها مجددا لمطالعة التلفاز .. ثم عادت بعيناها مسرعة لغزل من صدمتها و وضعت طبق الفيشار من يدها على الطاولة و وقفت و سارت نحوها و هى تطالعها بتعجب .. دارت حولها دورة كاملة و قالت بإندهاش قلق :
- إيه اللى إنتى عملاه فى نفسك ده ؟!!!
تطلعت غزل بهيأتها و قالت ببساطة :
- مالى ما أنا حلوة أهه .
حكت دنيا فروة رأسها بأناملها و قالت بتعجب :
- أنا ما قولتش إنك وحشة .. بس إنتى راحة حفلة تنكرية مثلا ؟!!!
لوت غزل ثغرها بإستخفاف و حملت حقيبة يدها الصغيرة و تأكدت من محتوياتها و قالت ببساطة :
- تنكرية إيه يا جاهلة .. ما أنا لابسة عادى أهه .
مطت دنيا شفتيها بعدم إقتناع و قالت بهدوء :
- و لما هو عادى ليه مالبستيهوش قبل كده .. إشمعنا النهاردة يعنى .
أغلقت غزل حقيبتها و قالت بهدوء و هى تنصرف :
- مالكيش دعوة ... مش هتأخر عليكى إن شاء الله .. إوعى تنامى غير لما أرجع .
هزت دنيا كتفيها بتسليم و قالت :
- حاضر .. خلى بالك من نفسك .
و عادت لمطالعة التلفاز مجددا بإبتسامة متسعة و هى تتخيل ردة فعل فارس عندما يراها .. حملت طبق الفيشار و تابعت أكلها بهدوء ....

إنتظر فارس بسيارته مطولا حتى بدأ الغضب يتملك منه .. و يطالع ساعة معصمه كل دقيقتين .. شعر بخروجها من باب المنزل .. فإلتفت نحوها ليدخل فى نوبة ضحك مكتومة من هيأتها .. لايحتاج الأمر قدر عالى من الذكاء حتى يفطن أنها تتعمد فعل ما يغضبه ..حسنا .. سنرى حبيبتى ....
إستقلت غزل السيارة و جلست بجواره و قالت بجدية :
- يالا إتوكل على الله .
لم يستطع كتم ضحكاته أكثر و قال بسخرية و هو يتأمل هيأتها .. الغريبة و الرائعة بنفس الوقت :
- إحنا رايحين حفلة على فكرة .
ردت بإستخفاف و ملامح وجه باردة :
- إيه المشكلة يعنى مش فاهمة .
حرك فارس سبابته صعودا وهبوطا عليها و قال بتهكم :
- قصدى لبسك ده .. إنتى رايحة بدل الميكانيكى تصلحيلهم العربية .
مدت ذراعيها و هى تطالع نفسها للمرة الثالثة ربما .. بقميصها الأبيض ذو الفصوص اللامعة الصغيرة على ياقته و على أطراف كمه القصير .. و سروالها الجينزى ذو الحمالات كالذى يرتدوه العمال ببنطاله القصير قليلا أيضا و إرتدت فى كاحلها خلخالا ناعما يجذب أنظار أى أعمى إليه و إلى تلأﻷ بياض بشرتها .. و حذائها الرياضى الأبيض .. و قد تخلت عن حجابها اليوم رغم أنها ترتديه بطريقة خاطئة عموما و إرتدت قبعة أخفت تحتها شعراتها .. و لم تضع مكياجا سوى كحل للعين و ملمع شفاه .. خلاصة القول كانت بديعة .. و لكن ليس يومه ..
ضحكت غزل بسخرية و قالت بحدة بعد تهكمه عليها :
- خفة .. بقولك إيه إنطلق بالعربية دى لو سمحت .
ساد الصمت لدقيقة و هو يتأملها بمكر و قد قرر أن يشاركها لعبتها و جنونها .. ثم إقترح عليها فارس بعد لحظات من التفكير الصامت :
- تصدقى عندك حق .. و العفريتة السودا اللى إنتى لبساها دى شجعتنى أتهور أنا كمان .
تطلعت إليه ببلاهة و رأته يخلع سترته و رابطة عنقه و فتح أزرار قميصه العليا و ثنى كمى قميصه للأعلى قليلا و مشط شعراته بأنامله بمرآة السيارة لتبدو غوغائية بعض الشئ .. و إلتفت إليها قائلا بإبتسامة واثقة من جماله المهلك :
- هاه إيه رأيك .
تطلعت لوسامته الآخذة بقميصه الضيق و الذى أبرز عضلاته أكثر .. و التى كانت تخفيهم تلك السترة الغالية .. إبتلعت ريقها بتوتر و قالت ببرود و هى تشيح ببصرها عنه حتى لا يرى كذبها بعيناها :
- عادى يعنى .
إبتسم بمكر و قاد سيارته و هو فى قمة سعادته .. فى الطريق باغتته بسؤال يحيرها :
- إنت ليه بتلبس بدل فى المستشفى .. و فى الحارة بتلبس كاجوال .. بحسك متناقض .. شخصيتين فى شخص واحد .
رد عليها و هو يتطلع للطريق أمامه :
- فى المستشفى لازم ألبس بدل و لازم تكون سنيهات و ماركات .. لأنى بقابل ناس مهمة و أهم حاجة عندهم المظهر .. و فى المصنع برضه بلبس كده .
إلتفت بجسدها ناحيته و قالت بعدم فهم :
- طب و الحارة .
إلتفت برأسه ناحيتها و قال بقوة :
- لأ الحارة دى أصلى و ماينفعش ألبس فيها البدل و الجو ده .. مش عاوز الناس تحس إنى أعلى منهم .. و إنى مش زيهم و كبيرهم .. فالازم ألبس زى ما هما تقريبا بيلبسوا .
فقالت له غزل ساخرة :
- يا سلام .. طب ما إنت بتنزل بالبدل دى من بيتكم قدامهم .
رد عليها بقلق من جملته القادمة :
- لأ .. أنا بروح أغير هدومى فى شقة خاصة بيا .
سمع شهقة طويلة تلاها ضحكة طويلة ساخرة و صوتها الغاضب يقول بنبرة محتدة :
- نعم يا أخويا .. شقة خاصة .
تطلع ناحيتها بتعجب و هى تضع يديها فى خصرها بطريقة محتدة ..و تهز عنقها بحزم .. فسألها و هو متعجبا من حركاتها :
- إنتى بتقعدى مع مهجة كتير و لا إيه .
أنزلت ذراعيها بجوارها و ردت بغضب يكاد يلتهمه :
- ما تغيرش الموضوع لو سمحت .. بتقابل مين فى الشقة دى إن شاء الله .
رد عليها ببرود بعدما لاحظ غيرتها :
- و إنتى مالك .
واصلت صياحها به و قالت بقوة :
- و أنا مالى إزاى يعنى .. إنت ناسى إنى إسمى مراتك و لا إيه .
رد عليها فارس بثقة :
- لأ مش ناسى بالعكس دى أكتر حاجة بفكر فيها .. إنك مراتى .
زاد حنقها منه و قالت بضيق :
- لا و الله .
غمز لها بعينه و قال بصدق إخترق قلبها مباشرة :
- آه و الله .
إبتلعت ريقها بتوتر من حركاته الجريئة و الجديدة عليها و قالت متصنعة القوة كعادتها :
- و الشقة دى بقا بتقابل فيها حد و لا للبس و بس .
تطلع أمامه بالطريق و قال بهدوء :
- طبعا بقابل فيها ناس و أوقات بحب أقعد مع نفسى و ببات فيها أحيانا .
بدأت فى قضم أظافرها و قالت له كاظمة غضبها :
- و الناس اللى بتقابلهم فيها دول من عينة الآنسة سما كده .
قطب حاجبيه و أجابها بجدية :
- ﻷ طبعا .. صحيح كان ليا صداقات كتيرة ببنات بس عمرى ما إتعديت حدودى .. أنا بصلى و عارف ربنا كويس .. و عمرى ما هعمل حاجة تغضبه .
أنهت قضم ظافرها و بدأت فى قرقضة إصبعها من شدة غضبها .. فهذا المتعجرف إعترف لها بمنتهى البساطة أنه له علاقات نسائية سابقة كثيرة .. تأوهت عندما إنتبهت لتماديها مع إصبعها .. فقبلته بنعومة و عادت بعينيها لفارس و قالت له ببرود :
- واضح فعلا إنك بتخاف ربنا .. بأمارة البوسة بتاعت الآنسة إياها .. و قدامى .
إبتسم بخفوت و قال ببراءة :
- أنا ماليش ذنب و إنتى عارفة .. هى اللى باستنى و أنا إتفاجأت .. بس .
عضت على شفتيها بقوة و هى تحتجز الوحش بداخلها لأنها لو أطلقته لمزق وجه ذلك المغرور و غير خريطة معالمه البغيضة تلك .. ثم إنفجرت قائلة بسخرية :
- و هى أى واحدة تقابلها بتبوسك كده عادى .. و إنت ملاك بتسيب نفسك ليهم و تقول فى الآخر هى اللى باستنى .. صعبت عليا الصراحة .
سبل عينيه و إلتفت إليها قائلا ببراءة لإغاظتها أكتر :
- مش كده و النبى .. هعمل إيه بقا .. برضه أنا مش سهل و أمور و كده .
ضحكت ضحكة عالية و تابعت سخريتها و هى تطالعه بشفقة :
- يا حبيبى .. الدمعة هتفر من عنيا و الله .
و فجأة ضغط مكابح السيارة فوقفت و إصطدمت رأس غزل بالسيارة فتأوهت بشدة و قالت بغضب :
- are you crazy .. آآه يا راسى .
قبض على ذراعها بالقوة و جذبها ناحيته و قال و هو يطالعها بقوة و تحفز :
- إنتى قولتى يا إيه ؟!
مسدت جبهتها بألم و عادت للوراء بعض كلمات حتى جحظت عيناها و هى تتذكر أنها قالت له يا "حبيبى" بمنتهى الغباء .. فقالت بتلعثم :
- أنا .. أأنا ما قولتش .
قربها منه أكثر و قال بتحدى قاطع :
- أحسنلك تقولى قولتى إيه لهعلقك من الشعراية اللى خارجة من طاقيتك دى .
دست شعراتها المتمردة مثلها فى قبعتها و قالت بحدة :
- قولت يا حبيبى و على فكرة كنت بتريق .
إبتسمت عيناه ببشاشة لم تعدها منه و قال بهمس خافت :
- حتى لو .. طالعة منك زى الغزل .
أخفت إبتسامتها بعدما لاحظت نظراته الجريئة والمتفحصة لها .. فأشاحت بوجهها عنه وتطلعت للطريق بخجل ..
قاد السيارة مجددا بملامح هادئة و تبدو سعيدة حتى وصلوا أخيرا لفيلا فى منطقة راقية .. ترجلا من السيارة فإحتضن راحتها الصغيرة بين كفه الكبير .. فزادت دقات قلبها و هى تقبض أناملها على كفه براحة ...
دلفا معا لداخل تلك الفيلا الرائعة .. فإستقبلهم فاروق مرحبا بحميمية :
- أهلا و سهلا يا فارس باشا نورتنا .
أجابه فارس بإبتسامة مجاملة :
- ده نور حضرتك يا فاروق باشا .
صافح فاروق غزل و هو يتطلع إليها بإعجاب من هيأتها الشبابية الساحرة و قال بإعجاب :
- أهلا وسهلا يا دكتور .. you look so beautifull .
ردت غزل برقتها المعتادة :
- Thanks you are so kind .
ضغط فارس على كفها بقوة ينذرها بالتمادى فى تصرفاتها التى تغضبه ..و إلا سترى الجحيم بعيناها .. فتأوهت بخفوت .. فخفف من ضغطه على كفها .. و قال بصوته الأجش الرجولى بنفاذ صبر :
_ شكرا على دعوتك يا أستاذ فاروق .
إلتفت إليه فاروق برأسه بعدما كبلته غزل بعيناها و قال بهدوء :
_ المكان مكانك يا فندم .. نورتونا .
إقتربت منهم سما و هى ترتدى فستان أزرق قصير و مكشوف من الصدر يبرز مفاتنها بقوة .. و قالت مرحبة بإبتسامة متسعة :
- هاى يا جماعة شرفتونا .
و إقتربت من فارس لتقبيله مرحبة به .. و لكنه إبتعد قليلا و قال بتهذيب :
- آسف .. بس المدام مش بتحب إن واحدة ست تقرب منى .
إبتعدت سما عنه و هى تخفى خجلها و قالت بجرأة :
- عندها حق بصراحة .. حضرتك يتخاف عليك قوى .
إشتعلت عينى غزل بغضب و قالت بإبتسامة مصطنعة :
- أهلا يا آنسة .
أجابتها سما ببرود :
- هاى يا مدام .. نورتينا .
أومأت غزل برأسها و قالت ببرود :
- مرسيه .. يالا يا فارس .
و جذبته من يده و إنطلقت لداخل حديقة الفيلا .. أوقفها قائلا بمكر عابث :
- إستنى بقا .. هتفضلى سحبانى وراكى كده كتير .
تسمرت غزل فى مكانها و إلتفتت إليه و قالت بضيق :
- آه طبعا .. عاوز تفضل واقف مع الهانم اللى بتعاكسك قدامى من غير ما تتكسف .. وقحة .
داعب أنفها بأنامله و قال هامسا :
- طب إهدى خلاص .. ما أنا صدتها أهه .. تعالى نقعد هناك .
تعالت دقات قلبها على آثر مداعبته الرقيقة .. و تبعته بهدوء و جلست بجواره تتابع الحفل بملل .. بعد قليل إقتربت منهما سما و مالت على فارس و قالت بدلال :
- let's dance يا فارس .
أجابها مسرعا بتريث :
- معلش يا آنسة سما .. بس ....
قاطعته قائلة برجاء :
- بليز .. ماتكسفنيش .
ضحكت غزل و قالت ساخرة :
- أيوة ماتكسفهاش و قوم إرقص معاها شعبى .. فكراك بتعرف ترقص ما تعرفش اللى فيها .
تطلع ناحيتها بضيق من سخريتها فتابعت بتهكم :
- قوم إرقص معاها قوم .. أقولك حزمها .
زاد غضبه من نظراتها الدونية المقللة منه و عجرفتها الزائدة .. و لكنها لم تكتفى و أردفت سخريتها قائلة ببساطة :
- أقولكم إرقصوا تانجو .
حدجها فارس بمكر وقرر أن يلقنها درسا لن تنساه قائلا بجمود :
- مش هتضايقى لو رقصت معاها .. تانجو .
زاد ضحكها و سخريتها و قالت بصوت رائق و متسلى :
- يا نهار أبيض ده أنا هضحك ضحك .. آل تانجو آل .
وقف فارس وهو يحدجها بتحدى و إقترب من رجل الدى جى و طلب منه أن يرقصا على أنغام التانجو .. و غزل تتابعه بعينيها بتوجس و تكدب حدسها .. إقترب فارس من سما و سألها بتهذب :
- نرقص تانجو .
تطلعت لغزل بمكر و قالت بإنتشاء :
- ده أنا أتمنى .. يالا بينا .
قطبت غزل حاجبيها و هى تطالعهما بضيق متمنية ألا يكون ما تفكر به صحيحا .. و بالفعل .. خفتت الإضائة .. و ترك لهم الجميع ساحة الرقص .. و وقف فارس مقابلا لسما .. و نظراتهم تحرق غزل و تلتهمها حية .. بدأت الموسيقى و بدأت معها رقصتهما..

إجتمع حولهما جميع من بالحفل لمتابعة تلك الرقصة المشوقة .. كانت غزل تجلس على جمر مشتعل و هى ترى نظراتهما الجريئة و لمساتهما الوقحة و أحضانهما الساخنة .. إمتزج غضبها بتعجبها من مهارته و تمكنه بتلك الرقصة الصعبة .. إذا فهى إلا الآن لا تعرف عنه الكثير .. و كانت سما تزيد من لمساتها الجريئة .. و نظراتها التى تغضب غزل أكثر .. و تمادت فى حركاتها الجريئة بينهما فوقفت غزل مسرعة و حملت حقيبة يدها و إنصرفت و هى فى قمة غضبها .

إنتهت الرقصة .. و علت الصيحات و التصفيقات من حولهما إعجابا برقصتهما .. بحث فارس بعينيه عنها فلم يجدها .. فخرج مسرعا و تطلع للطريق يمينا و يسارا فلم يراها ..
صعد سيارته مسرعا و قادها بتهور .. حتى عثر عليها .. وقف أمامها بالسيارة و ترجل منها مسرعا و سألها بضيق :
- مشيتى ليه .. و إزاى تخرجى لوحدك و الدنيا ليل كده .
ردت بغضب يكاد يلتهم ذلك الوقح :
- و إنت كنت عملت حساب ليا علشان أقعد .. يا سيدى إحترم إنى مراتك بالإسم .
رد عليها ببروده القاتل و هو يحدجها بإبتسامة خبيثة :
- و أنا عملت إيه ضايقك كده .
ألقت عليه نظرة إحتجاج و إقتربت منه و قالت بتعجب :
- لا و الله .. مش عارف عملت إيه .
إقترب منها حتى أصبح مقابل لها و قال هامسا :
- إنتى طلبتى و أنا نفذت .
أغمضت عيناها تستلهم الصبر و وفتحتهما بقوة و قالت بإهتياج :
- كنت بهزر .. بهزر .. إيه ما صدقت .
شدد من نظراته إليها و قال ساخرا :
- كنتى بتهزرى و لا بتتريقى .
صكت أسنانها بقوة و تركته و إبتعدت عنه و هى تسير بسرعة .. ركض ورائها و جذبها من ذراعها و قال بحدة :
- إستنى هنا بقولك .
نفضت ذراعها من قبضته و قالت بعصبية :
_ إبعد إيدك عنى .. و أحسنلك ما تلمسنيش تانى .
ثم إلتفتا الإثنين على صراخ سيدة تقف أمام أحد الأكشاك لبيع البقالة و النيران تندلع منه .. ركضا الإثنان صوبها بقلق .. تعالى صراخ السيدة و هى تلطم وجهها و تقول بهستيرية :
- إلحقونا يا ناس .. جوزى هيروح منى .. يالهووووى .
فسألها فارس ليتأكد بقلق :
- جوزك جوة الكشك يا حاجة .
أومأت برأسها و قالت بدموعها :
- أيوة .. ده أبو عيالى .. إلحقونى و النبى .
بحث فارس حوله عن شئ ما .. ثم توجه لإحدى الثلاجات التابعة للكشك و أخرج زجاجتى ماء و سكبهم فوق رأسه .. و جذب إحدى قطع القماش و التى يغطون بها الثلاجات فور إغلاقهم للكشك .. و وضعها على رأسه .. فجذبته غزل من ذراعه و هى تصرخ قائلة بعويل :
- لا لا لا .. مش هسمحلك تأذى نفسك .
أبعد يدها عنه بالقوة و دلف داخل النيران و صراخها يعلو أكثر قائلة بصدمة :
- فاااااارس .

لو تجسد القلق و الخوف فى شخص لكان هى .. تتطلع حولها بصدمة و بلاهة .. و صراخ السيدة يخترق عقلها و هى تندب زوجها .. زوجها ..
فمن رمى بنفسه بالنار منذ قليل أمامها هو زوجها أيضا .. زاغت أبصارها و إحتلت مقلتيها غمامة شفافة من الدموع .. و قلبها يصرخ من خوفه عليه .. و هى تطالع النيران و ألسنتها المقتدة .. و تتخيل أنه ربما تلفحه تلك الألسنة و يتألم بل و يحترق ..

فوجدت نفسها تصرخ بإسمه دون أن تشعر و دموعها قد إنسابت شاقة طريقها على وجهها الشاحب لونه من قلقها ..

مرت لحظات و لكنها كانت كالدهر عليها .. حتى خرج و هو يحمل الرجل .. مدده على الأرض و جلست السيدة زوجته بجواره و هى تصرخ به كى يستيقظ ركضت غزل بإتجاه فارس و أخذت تصفعه و تلكمه فى صدره و هى تصرخ به قائلة بهيستيريا :
- إنت مجنون و متخلف و أنا بقا هموتك بإيديا يا غبى .
ضحك على حالتها و قبض على يديها بقوة و ضمها لصدره و حاوطها بذراعيه محتويا غضبها .. و قال لها مهدئا :
- إهدى بس .. أنا كويس إهدى .
تململت بين يديه و هى تضرب صدره بقبضتيها و دموعها لا تنضب و قالت بحرقة :
- مش إنت عاوز تموت .. أموتك أنا بقا .. يا متخلف .
قبض على كفيها بالقوة و هزها بعنف و قال بجدية لإيقافها :
- خلاص بقا عاوزك تطمنينا على الراجل الغلبان ده .
إبتعدت عنه و هى تدفعه بالقوة .. ثم جلست على الأرض و عاينت الرجل .. و وقفت و سارت حتى ثلاجة الكشك و أحضرت منها زجاجة مياة و نثرت بعضها على وجهه فانتفض مذعورا وصرخ بخوف :
- النار .. النار .
وقفت غزل و قالت للسيدة بعملية :
- هو كويس ما تقلقيش دى كانت إغمائة من خوفه .. حمد الله على سلامته .
وقفت السيدة و قالت لفارس و غزل بإمتنان :
- مش عارفة أتشكركم إزاى .. ربنا يخليكم لبعض و يهنيكم .
رفع فارس يده عاليا و قال بصوت عالى :
- آميييين .
وصلت سيارة المطافئ .. فنظرت غزل لفارس بضيق و إبتعدت عنه سيرا .. أوقفها بمكر متألما :
- آآآآآآه .
إستوقفها تألمه .. فعادت إليه و عينيها يملؤها القلق و هو يضع يده على كتفه من الخلف .. أدارته و تطلعت لمكان ألمه حتى جحظت عينيها و هى ترى حرق خفيف و ملتهب بشدة .. فهزت رأسها بيأس و قالت و هى تدفعه نحو سيارته :
- تستاهل علشان تعملى باتمان مرة تانية .. إركب بسرعة .
و أجلسته بجوار مقعد السائق .. و إلتفت مسرعة و إستقلت أمام المقود .. فسألها بقلق ممزوجا بالتعجب :
- بتعرفى تسوقى ؟!
أجابته و هى تطالع الطريق من المرآة الجانبية قبل أن تدير السيارة و تنطلق بها مسرعة :
- خليك فى حالك .. أديك إتحرقت مبسوط دلوقتى .. ده عقاب ربنا على رقصة التانجو إياها .
ضحك فارس ضحكة عالية و قال بمداعبة و هو يقترب من وجهها :
- بتغيرى عليا صح .. و كمان خفتى عليا و أنا جوة الحريقة .. ده حب بقا .
دفعته بعيدا عنها و قالت بإرتباك ملحوظ :
- ده بعينك .. و إتفضل قولى أسوق إزاى للمستشفى .
إقترب منها مجددا و قال بهمس ثائر :
- طب تدفعى كام و أقولك .
قبضت على المقود بقوة و قالت بتحذير حازم :
- إقعد إتكلم لغاية ما الحرق يلتهب .. لو سمحت قولى أروح إزاى و إلا هسيبك و هنزل أركب تاكسى و أروح لوحدى .
زادت إبتسامته و هو يطالع إرتباكها من قربه منها متعمقا بعينيه فى جمال ملامحها الغاضبة ... ظل يرشدها طوال الطريق و هو يتأملها بحب .. لم تتركها عينيه و لو لثانية متعجبا من تمكنها على القيادة و على إنهيارها أمام سطوته و هيبته ...

وصلوا أخيرا للمشفى .. صفت السيارة .. و ترجلا منها و دلفا للمشفى .. أجلسته عنوة على فراش غرفة الإستقبال و بدأت فى فك أزرار قميصه واحدا تلو الآخر بقوة مصطنعة أمام عطره و إنكشاف صدره أمامها ...
لم يقل حاله عنها .. و هى قريبة منه لهذا الحد و تنزع قميصه من عليه و لامست صدره العارى بيدها ليزداد قلبه ضخا للدماء التى تحفزه لحملها عنوة و أخذها لجناحه بالقصر و سترى منه لحظات جنونية لم تعهدها و لم يعهدها أحد من قبل ...
تم تطهير الحرق و وضعت له دهانات و ضمادة .. و غزل تقف أمامه مرتبكة من جسده الرياضى العارى أمامها .. و هو مستمتع بخجلها التى تخفيه وراء عبوسها .. ما أن إنتهت حتى نزعت قفازيها و ألقتهما بصندوق القمامة و إلتفتت إليه و قالت بحزم :
- إرتاح بكرة و ما تجيش المستشفى.. و كل كويس علشان الحرق يروق بسرعة .
حاوط خصرها بذراعه و ضمها إلى صدره بالقوة الجبرية حيث يسكن قلبه التى إحتلته منذ أعوام .. وقال هامسا و هو يغوص بمحيطى عيناها :
- شكرا يا دكتور .
زادت دقات قلبها و سرعة أنفاسها و يديها تلامس صدره العارى مستندة عليه .. و تشعر بدقات قلبه المضطربة من لمستها .. تمالكت نفسها و إبتعدت عنه قائلة بحزم :
- إياك تلمسنى تانى .. مفهوم .
جذبها ناحيته مجددا و حاوط خصرها تلك المرة بذراعيه الإثنين و قال بمداعبة جريئة :
- لأ مش مفهوم .. و باعدين هو أنا كده عملت حاجة .. ده أنا بسخن بس .
إتسعت عيناها بخجل و نزعت ذراعيه بقوة و خرجت مسرعة من الغرفة .. وقف مسرعا و أوقفها قائلا بإبتسامة ماكرة :
- إنتى رايحة فين دلوقتى .
رفعت رأسها بملل و قالت بضيق :
- إنت زودتها معايا جدا .. و أنا مش هسمحلك تتعدى حدودك معايا .
لعق شفتيه بلهفة و هو يطالع شفتيها بنهم :
- طب إيه رأيك أعدى حدودك إنتى .. و أوصلك .
تطلعت حولها بقلق ربما سمعه أحد و عادت بعينيها إليه و رفعت سبابتها أمام وجهه و قالت بتحذير :
- إحترم نفسك بقولك .. و دى آخر مرة تكلمنى بالطريقة دى .. مفهوم .
علت ملامحه الجدية و سألها بهدوء :
- حاضر .. بس برضه ماشية و سيبانى ليه .
عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت ببديهية :
- هروح طبعا .. دنيا كلمتنى و قلقانة عليا عندك مانع .
بدت علامات الضجر ظاهرة عليه كرد فعل طبيعى لطريقتها المستفزة .. و لكنه أجابها بتعقل رزين :
- معاكى حق .. ثوانى بس و هوصلك .
و إرتدى قميصه بصعوبه .. فإضطرت لمساعدته و هو يخفى سعادته .. ثم خرجا سويا و إستقلا السيارة بصمت .. فطلب منها أن تساعده فى بسم الله الرحمن الرحيم إرتداء سترته .. فساعدته و قالت بعدم فهم :
- هتسوق إزاى دلوقتى .. خلينى أنا اللى أسوق .
رد بصرامة و هو يدير السيارة :
- لأ .. أنا اللى هسوق .
ظلا طوال الطريق صامتين و هى تتخبط بين غيرتها من رقصته الوقحة و خوفها عليه و إعجابها بشجاعته لإنقاذه للرجل دون تردد .. قاطع شرودها قائلا بهدوء :
- وصلنا .. إنزلى يالا .
لم تتطلع إليه و قالت بحزم :
- زى ما قولتلك إرتاح بكرة .. و كل كويس .. سلام .
و ترجلت من السيارة مسرعة و دلفت بنايتهم .. تنهد فارس مطولا و هو يتابعها بلباسها الطفولى و هيأتها المثيرة .. لم يعد يقوى على الصبر و يريد إقتناء ذات الحجرين الفيروزيين الكريمين .. و صاحبة الصوت المغوى و الآسر لقلبه ..
ثم صف السيارة و صعد لشقتهم و هو ينتظر عاصفة الغضب من والدته .. ضحك بخفوت و هو يتخيل هيأته المرتعدة أمامها و الشرسة و الحادة أمام الناس ...
دلف للشقة ببطء و تطلع حوله بتوجس فلم يجدها ..تنفس براحة و نزع سترته بصعوبة متألما من حرقه .. فصرخت زينب من ورائه و قالت بذعر :
- يا لهووى .. إيه اللى فى كتفك ده .. إنطق .
إلتفت إليها بعينين متسعتين من ذعره و قال بضيق :
- حرام عليكى يا أما قطعتى خلفى .. فى حد يصوت كده .
أدارته ناحيتها عنوة و خلعت قميصه و أدارته مجددا و تطلعت للضمادة بقلق و هى تقول بغضب :
- و ده من إيه بقا .. خناقة و لا إيه .. أنا عارفة عمرى ما هرتاح .. طول ما إنتم ورايا .. إنطق من إيه ده ؟!
إلتفت ناحيتها و قال بحزم :
- ده حرق بسيط .. واحد ِولع الكشك بتاعه و هو فيه و خرجته و خلصنا .. و غزل خدتنى المستشفى و عالجته و قالتلى إنه مافيهوش حاجة .. ممكن أنام بقا .
طالعته بنظرة كانت ترعبه صغيرا و قالت بضيق :
- هتفضل لغاية إمتى عايش دور حامى الحماة .. لغاية ما فى يوم ترجعلى ميت .
حك مؤخرة رأسه بغضب و قال بتروى هادئ :
- يا أمى يا حبيبتى .. و الله أنا كويس .. تحبى أفكلك الشاش و القطن علشان تشوفى بنفسك .
فقالت مسرعة بخوف :
- ﻷ يا حبيبى خلاص .. يا إبنى أنا خايفة عليك .. مش كفاية أخوك اللى حارق قلبى كل ما أشوفه قاعد على الكرسى اللى بعجل .
لانت ملامحه و قبل مقدمة رأسها و قال بحنو :
- ما تقلقيش عليا ربنا الحامى .. و حمزة و الله أنا مش ساكت .. و أكيد هلاقى حد يعمله العملية بنسبة نجاح عالية و هيبقى زى الأول و أحسن .
هزت رأسها بشجن و قالت بوهن :
- يا رب يا إبنى .. هو أنا عاوزة إيه غير أطمن عليكم و أشوفكم كويسين .
إبتسم بخفوت و قال برفق :
- عارف يا حبيبتى .. إدعيلنا إنتى بس و إرضى علينا و ربنا هيكرمنا من وسع .. يالا تصبحى على خير .
ربتت على ذراعيه و قالت بحنو :
- و إنت من أهل الخير .. لو إحتاجت حاجة إنده عليا .
أومأ برأسه إليها و قبل كفها و توجه ناحية غرفته و دلفها بهدوء مبتسما بإنتشاء و هو يتذكر لحظاته مع مجنونته الجميلة .. و يدعو الله بداخله أن يقرب البعيد ...


فى اليوم التالى إنهمكت غزل فى عملها حتى شعرت بالإرهاق .. فقررت التوجه لغرفتها لتستريح قليلا .. قابلت دكتور راغب فإبتسمت إليه و صافحته و قالت بود :
- أخبار حضرتك إيه يا دكتور .
أجابها راغب مازحا :
- أنا كويس الحمد لله .. مافيش مرة تسألى عنى .
إتسعت إبتسامتها و قالت بإعتذار :
- سامحنى و الله غصب عنى .. ضغط الشغل حضرتك عارف إن القسم بتاعنا مشاكله كتيره .
وضع يديه بجيبى معطفه و قال بتفهم :
- معاكى حق .. و الدكتور أحمد بيقولى أخبارك دايما و هو مبسوط منك و فخور بيكى جدا .
أومأت برأسها و قالت بإمتنان :
- مرسيه يا دكتور دى شهادة أعتز بيها .
إبتسم إليها و قال بمكر :
- مبروك .. و لو إنها متأخرة شوية .
قطبت حاجبيها بتعجب و تسائلت بفضول :
- مبروك على إيه ؟!
أجابها راغب مسرعا :
- على كتب كتابك طبعا .. الأستاذ فارس يستحق إنسانة زيك يا دكتور .. ربنا يهنيكم .
إبتسمت بخجل و قالت بعملية :
- شكرا .. بس النهاردة إنت هترتاح من إجتمعاته .
زم شفتيه بعدم فهم و قال متعجبا :
- قصدك إيه ؟!
أجابته ببديهية :
- لأنه مش هاييجى الشغل النهاردة .. أصله تعبان شوية .
ضحك ضحكة عالية و قال بهزل :
- أستاذ فارس هنا من ساعتين .. واضح إنك مش مسيطرة يا دكتور .
إستشاطت نظراتها و قالت بإندهاش غاضب :
_ نعم ؟!!
لاحظ علامات الغضب التى كست وجهها فقال بتريث :
_ عادى يا غزل هو شكله مش تعبان و لا حاجة .. ماتقلقيش .
تجاهلت حديث راغب و قالت بتوعد :
- مشيت اللى فى دماغك برضه .. ماشى يا فارس .
ثم إستأذنت من راغب و تركته و توجهت لغرفة مكتبه .. و لأن الجميع بات على علم بزواجهم .. لم توقفها سكرتيرة مكتبه .. فدلفت بغضب حتى صدمت مما رأت و إتسعت عيناها بصدمة .. و جزت على نواجزها و هى تتوعده بحنق ..

لأنه ببساطة كان جالسا أمام تلك الحقيرة سما و يشعل لها سيجارتها و هى مائلة نحوهو قد برز صدرها العارى من فستانها الوقح مثلها ...
فور رؤيته لها إبتسم بتسلية و قال بهدوء :
- إتفضلى يا غزل .
إحتدت نظراتها نحوه و كانت على وشك الإنفجار فى وجهيهما و لكنها جمدت أعصابها و إبتسمت بهدوء و دلفت بثقة..
لم يخفى عليه حركة فمها السريعة الهيستيرية و التى تصاحب نوباتها الغاضبة .. و حركة مقلتيها المحتدة بلهب فيروزى لو طالهما لصهرهما فورا من شدته .. و إقترابها البطئ الواثق و المتحفز أيضا ..
إقتربت منهما و جلست على ذراع الأريكة التى يجلس عليها فارس .. و مالت ناحيته و قبلت وجنته مطولا و قالت برقة أذابت معها كل أعصابه :
- أخبارك النهاردة إيه يا حبيبى .
حبيبها كان فى عالم آخر من صدمته بقبلتها التى لامست قلبه .. و كلماتها الحانية و صوتها الساحر و ذرات عطرها الرقيقة .. لم تتركها عينيه و هو يغوص ببحر عينيها الفيروزى .. ثم إبتلع ريقه و قال بصوت عميق :
- أنا بقيت كويس .
فزمت شفتيها بضيق و قالت بلوم :
- هو أنا مش قولتلك ترتاح فى البيت النهاردة .. ليه جيت .
تنهد مطولا و أجابها بهدوء و هو مازال يتفرس فى وجهها لكى يقتنع أنه لا يحلم و هذه حقيقة :
- ما تقلقيش .. حسيت إنى بقيت كويس فنزلت .
تطلعت غزل بسما و قالت من بين أسنانها :
- أهلا يا آنسة .
زفرت سما بضيق و تصنعت الإبتسام و قالت بضيق :
- أهلا .
وقفت غزل و قالت بخجل مصطنع :
- أسيبكم أنا ليكون وراكم شغل ولا حاجة .
جذبها فارس من يدها و أجلسها بجواره مرة أخرى و هو يطالعها بنظرات نهمة و قال بنبرة آمرة :
- ﻷ خليكى .. أنا عاوزك فى موضوع مهم .. هخلص إجتماعى مع سما و .. و هفضالك .
أومأت برأسها بتوجس من نظراته المتحفزة و كلماته المبهمة .. و أشاحت بعيناها عنه بصعوبة و كأنه كبلها به ...

إستمرت جلسة فارس و سما حتى إتفقوا على كل شئ و وقعوا العقود .. بأن يكون تأمين موظفى شركتها بمشفى فارس .. إنتهى الإجتماع و غزل لم تتركهما .. رغم أعمالها المعطلة و الغضب الذى سيطالها من أحمد .. و لكن يذهب كل شئ للجحيم أمام إنتصارها على تلك الوقحة ..

وقفت سما و ودعت فارس و هى تطلب منه أن يتقابلوا مرة أخرى حتى تغضب غزل أكثر .. و إستطاعت إغضابها لأنه لم يرفض طلبها أو على الأقل عنفها على تماديها و الأسوء أنه تبعها لباب غرفته حتى خرجت .. و أغلق الباب و إستدار لساحرته التى حطمت بقبلتها كل الجدران التى شيدها ليحمى قلبه من أى شرارات أنثوية ...
لاحظت نظراته الجريئة فقالت و فى عينيها مزيج من الدهشة و التريث :
- معلش قطعت عليكم خلوتكم .
لم تلن نظراته بل زادت حدتها و قوتها فقالت بقلق :
- مالك بتبصلى كده ليه .. و باعدين إيه نظام البت دى و كل مرة لبسها بيخف .. ﻷ و كنت مبسوط إنت بقميص النوم اللى هى كانت لبساه لحضرتك و عمال تولعلها سجاير .. إيه هى عجبتك .
وقف أمامها يستمع لكلماتها و هو يلتهمها بعينيه .. ثم بدون وعى منه إنحنى عليها ليلتهم شفتيها بشوق كل ثانية كانت قريبة أو بعيدة عنه و رغبها ..

فى البداية تفاجأت من فعلته .. و حاولت دفعه بعيدا عنها .. فتحرك بها قليلا حتى إصطدم ظهرها بالحائط خلفها ...
و تابع قبلته العميقة و هو يكبل ذراعيها خلف ظهرها بيده و متمسكا بمؤخرة رأسها بيده الأخرى و متعمقا بقبلته أكثر و أكثر ...
بسرعة شعرت بمشاعر غريبة تجذبها إليه .. إلى عالمه .. بسحر لم تشعر به من قبل .. و إستسلمت لدوامه سحره و بدأت مقاومتها تتلاشى ببطء .. و بادلته قبلاته المجنونة ...

شعر هو بتجاوبها معه .. فتابع بشغف .. إذا فلم يعذبه شوقه بمفرده .. فهى أيضا تعذبت معه ..!!
ترك ذراعيها و كبل خصرها و ضمها إليه أكثر .. فرفعت ذراعيها و جذبته من ياقة قميصه إليها و هى تندفع بقوة وراء شغفها ...
رغم كل ما مرت به بغربتها من قذارة و إنتهاك و لكن تلك كانت قبلتها الأولى .. قاومت فى البداية رهبة إقترابه المفاجئ منها و ذابت بين يديه كقطعة غزل بنات ناعمة ...
إبتعد عنها قليلا و همس على شفتيها بأنفاس متقطعة :
- بحبببببببك .
رفعت عيناها نحوه و طالعته بصدمة .. و كأنها تطلب منه تأكيد ما سمعته أذنيها .. فقبل أنفها و قال بتنهيدة مرتجفة طويلة :
- بحبك .. و الله العظيم بحبك .
خرج صوتها متحشرجا و كأنه سحبه بقبلته الثائرة تلك و قالت بإرتجاف :
_ بتحبنى أنا ؟!!
إستند بذراعيه على الحائط محاوطا إياها و لامس بجبهته جبهتها و قال بصدق العالم كله :
_ مش بحبك و بس .. بعشقك .. و ما حبتش فى حياتى كلها غيرك .
إبتعدت عنه قليلا و هى تتحرك بين عينيه تطالع صدقهما و إبتسمت برقة و هى تستقر بعيناها أمام شفتيه الغليظة القوية و همست بصوت قد يسبب له أزمة قلبية من فرط رقته و لوعته :
- وأنا بموت فيك .


💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖


إنتظرونى فى الجزء الثانى من الفصل السابع عشر ...


قراءة ممتعة ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-19, 12:05 AM   #180

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taheni مشاهدة المشاركة
سلامتك الله يعافيك و يديم عليكي الصحة 😘❤️❤️🌹🌹
الله يسلمك حبيبتى .. إنتى كلك ذوق و رقة بجد ... 😘😍


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.