آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أصعب سؤال ... للكاتبة بسمه براءة ، مكتملة (الكاتـب : هبة - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          101 - من يزرع الشوك - آن هامبسون (الكاتـب : عنووود - )           »          [تحميل]مُبعثر فيك ِ مالا الحـزن لايُشفى ، للكاتبة/ ايمان يوسف "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-19, 08:10 AM   #201

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Elk


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taheni مشاهدة المشاركة
الأمور رح تتعقد و الشباب رح يفقدوا السيطرة على البنات
حمزة بسبب عصبيته و جرحه لكرامة ميناس.
رامي بسبب تحكمه الزائد، لو كان فعلا يحبها كان يكون فرحان بنجاحها و تقدمها ما عجبني تذلل ليال له، لغى شخصيتها تماما.
بالنسبة لفارس ياترى شو المصيبة الي رح يعملها لدرجة انه غزل تنتقم منه بسبب فتاة حقودة. الاثنين لازم يكون عندهم درجة وعى و ثقة أو ستتهدم حياتهم. و خط الرجعة يكون مستحيل وقتها. و هل سيتم الزواج فعليا أو ستبدى المشاكل قبلها؟؟؟
بانتظار الفصل ♥️♥️♥️

فى البداية حابة أقدملك تهنئة خاصة و جايزة أحسن توقع ...
و بالفعل ستتمرد الفتيات و سيعطون للشباب درسا لن ينسوه ..
ناهيكى عن الألم و القهر و الصدمة التى ربما .. ربما .. تتغاضى عنها الفتيات لاحقا ....
زواج فارس و غزل .. هو الشرارة التى ستشعل فتيل الأزمة كاملةً ..
و فارس للأسف مش هيحركه بس كلمات تلك الحقودة .. و لكن .. و كما قلت سابقا .. ستأتيه الصفعة من غزل نفسها .....

أسعدنى جدا حماسكم على البارت القادم .. و صدقا .. فالقادم كله هكذا .. أحداث و أحداث ...
ففتابعوا معى قليلا ..... 💋💋💋💋


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-19, 03:35 PM   #202

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس رائع شوقيتينا للفصل كتييير
يبدو كتر الضغط ولد الانفجار وبدا التمرد واضح على ميناس وليال
بس برأيي انو التمرد لازم يكون مدروس مايكون بس تمرد لاجل التمرد يعني يكون التمرد بالوقت الصح
غزل لازم تكون عقلانية اكتر بتعاملها مع فارس حتى ما توقع حالها بمصايب
بانتظار الفصل القادم 😍😍😍


Moon roro متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-19, 04:31 PM   #203

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Moon roro مشاهدة المشاركة
اقتباس رائع شوقيتينا للفصل كتييير
يبدو كتر الضغط ولد الانفجار وبدا التمرد واضح على ميناس وليال
بس برأيي انو التمرد لازم يكون مدروس مايكون بس تمرد لاجل التمرد يعني يكون التمرد بالوقت الصح
غزل لازم تكون عقلانية اكتر بتعاملها مع فارس حتى ما توقع حالها بمصايب
بانتظار الفصل القادم 😍😍😍


حبيبتى إنتى تسلميلى يا قمر 💋 😘
و تمرد ليال و ميناس سيكون بعد ضغط شديد و ألم ... و سيكون مدروس جدا .. نظرا لأحداث ستجعلك أنتى من تطلبين منى أن يلقانهما درسا لن ينساه ...
غزل بقا .. ستقع بمصيبة رغما عنها .. و ستكون أكثر المتضررين فما حدث مع ليال و ميناس شئ و ما سيحدث معها شئ آخر ....

و النهاردة إن شاء الله .. محضرة ليكم مفاجأة .😋😋😋


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-19, 06:53 PM   #204

lktity

? العضوٌ??? » 216401
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 227
?  نُقآطِيْ » lktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond repute
افتراضي

الثقة اساس الحب وعندما لا يكون الاساس فالافضل ان ننسحب قبل ان نتادى ونؤدي من نحب كما البناء تماما عندما لا يكون متين يتحول حطام وخراب
هندي اغاني تمثلهم كلهم
غزل وفارس النية ازمة ثقة
ليان ورامي تعبت منك
ميناس وحمزة الطفلة البرئية


lktity غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-19, 07:31 PM   #205

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lktity مشاهدة المشاركة
الثقة اساس الحب وعندما لا يكون الاساس فالافضل ان ننسحب قبل ان نتادى ونؤدي من نحب كما البناء تماما عندما لا يكون متين يتحول حطام وخراب
هندي اغاني تمثلهم كلهم
غزل وفارس النية ازمة ثقة
ليان ورامي تعبت منك
ميناس وحمزة الطفلة البرئية
يا عينى يا عينى عالرومانسية و أغانى كمان .... 😍😘
لأ يا جماعة .. بقا أنزل مقطتفات يبقى رد الفعل كده .. تعليقات و لايكات .. ده أنا هفكر بقا أكمل مقتطفات و بلاش بارتات .... 😂😂😂😂😂
بهزر طبعا ..😂😂 💋💋
هااه .. نأتى لكلماتك المعبرة و العميقة ... فالأساس أحيانا يكون هشا ضعيفا ... و لكن يمكننا الوقوف على سبب هذا الضعف .. و معالجته حتى نستطيع المتابعة .. لأننا مرهونون بقلوبنا التى تجعلنا أضعف من البعاد و الهجر .... ..


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-19, 10:30 PM   #206

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير ..بانتظار الفصل ❤❤

شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-19, 11:29 PM   #207

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

مساء النور بانتظار الفصل 😍❤️

taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-19, 11:49 PM   #208

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
تسجيل حضوووور


Moon roro متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 12:04 AM   #209

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع عشر .. الجزء الثانى :
*************************************

كلامك لسه بيدفى
و حضنك برضه دفانى
و بشتاقلك عشان قلبك
صبح ليا وطن تانى .....

بحبك أد أنفاسك
و بيشجعنى إحساسك
و ببقى غريبة من بعدك
عشان إحساسى وحدانى
و ببقى ضعيفة من غيرك
عشان غيرك بينسانى
و لما نسيم هواك يرحل
بتدبل كل أغصانى
و لما نسيم هواك يدخل
فى قلبى يهد أشجانى
و بفرح لما تلمسنى
و تزرعنى فى جناتك
وبتنفس عبير حبك
و بتدوبنى نظراتك
و ألف دراعى و أحضن فيك
كأنى حجاب عشان أحميك
و أحرك فيك و أدور أنا بيك
و تسقينى النعيم بإديك
و أنا بسقيك كاسات حبى
وتحينى و بيه أحييك .....

قصيدة للشاعر مصطفى هلال ....

كل الممكن ... و بعض المستحيل ..
هل تخطى جميع حواجزهما بقفزة واحدة .. هل أصبحت ملكه قلبا و قالبا .. هل ذابت بين يديه منذ لحظات .. هل صرح لها بعشقه الذى دفنه بداخله لسنوات و سنوات و خرج أمام شفتيها للنور .. هل .. هل إعترفتله هى أيضا .. بحبها ....
تعمق بنظراته فى محيطى عيناها الفيروزيتين .. و تفرس بملامحها المتوردة .. و عاد لشفتيها مجددا فى إنتظار تأكيدا على ما سمعته أذنيه .. ربما توهم .. ربما ما يحياه كله وهما فى وهم .....
أخرجته غزل من حيرته و قالت بتأكيد .. هامس .. بطئ :
- و أنا.. بموت .. فيك .
لم يعطها وقتا و عاد للإرتواء من شفتيها و التى حلم كثيرا بتذوقها .. لكنها فاقت كل أحلامه .. مذاقها كالشهد و شف و ناعمة كقطعة غزل بنات جعلته يأبى تركها .. و لكنه سيطر على رغبته الجامحة و إبتعد عنها و تطلع داخل عيونها آسرته و قال بحب و عشق لم يشعر بهما قلبه قبلها :
- أخيرا .. مش مصدق إنك معايا و عوزانى .. حاسس إنى بحلم و خايف أصحى .
تنهدت مطولا .. تنهيدة حارة بسخونة قلبها و هى تتأمل نظراته العاشقة .. ثم تسائلت بإبتسامة مشاغبة :
- إنت قولت إنك بتحبنى .. مش كده .
لثم شفتيها برقة و عاد لعينيها و قال بقوة :
- بحبك قوى .. ﻷ.. بعشقك .
لفت ذراعيها حول عنقه و هى تقف على أطراف أصابعها لتصبح بمستوى طوله .. و ضمته إليها و أغمضت عيناها و هى تستشعر دفء مشاعره الصادقة ...
إفتقدت الصدق و الأمان من قبله .. مرت بأيام و أيام و هى منطوية على نفسها بذعر من كل شئ و أى شئ .. فيقدر لها العودة لموطنها .. فموطنها ذاك ليس الوطن الذى يجمعنا جميعا بداخله فقط .. بل له معنى أعمق شعرت به و هو يضمها لصدره .. لموطنها الدافئ .....
و رائحته تغازل أنفها .. ضمها إليه بقوة كادت معها أن يحطم عظامها .. ثم أبعدها عنه و جذبها ورائه و جلس على الأريكة و أجلسها على قدميه و هو لا يقوى على ترك عينيها و لا شفتيها أيضا ....
إبتسمت بخجل و وارت عينيها عنه .. و لكنه لامس ذقنها بأنامله و أدار وجهها ناحيته و عاد لنظراته الشقية التى تلتهم تقاسيم وجهها الساحر .. ثم ظهرت إبتسامة تسلية خطيرة على زوايا فمه و قال بصلابة :
- تتجوزينى يا غزل ؟!!
طالعته بنظرة شقية ألهبت حواسه بقوة و قالت بمكر :
- إتسألت السؤال ده قبل كده .. و وافقت .
فهمس إليها فارس برغبة و هو يرفع ذراعيها و يلفهما حول عنقه :
- يعنى موافقة جوازنا يبقى بجد و نعيش مع بعض .
تغنجت غزل بكتفها و قالت بدلال :
- مش عارفة .
رد عليها بنبرة جادة و لكن نظراته العاشقة هى ما سيطرت على حديثه :
- تحبى أعرفك إنتى موافقة و لا ﻷ .
إبتسمت بخجل بعدما فطنت لغموض عبارته و قالت بصوت متسلى :
- ﻷ مش لازم .. عموما .. أنا موافقة .
قربها منه و هى مازالت جالسة على قدميه و داعب أنفها بأنفه و قال بشوق :
- خلاص يومين و تبقى معايا .. و أنا جهزت جناحنا فى القصر .
إتسعت عينيها بدهشة و قالت بصدمة :
- يومين !
أجابها مسرعا :
- كتير صح .. خلاص بكرة نتجوز .
وقفت و قالت ساخرة بحدة :
- إنت هتهزر .. ده أنا محتاجة شهر على الأقل .
- شهر مش كده .
قالها محذرا و هو يقف أمامها .. ثم جذبها بالقوة من ذراعها لتصطدم بصدره .. ثم طاوع قلبه و مال عليها مجددا و قبلها و لكن هذه المرة بقوة آلمتها .. لحظات و لحظات و هو ينهل منها دون توقف حتى إبتعد عنها و قال هامسا :
- هاه عاوزة شهر برضه .
ردت بتنهيدة متلهفة :
- خلاص إسبوعين .
فقبلها ثانية بقوة أكبر .. و إبتعد عنها قائلا بأنفاس متقطعة :
- و كده بقا لسه عاوزة إسبوعين برضه .
أطرقت رأسها و قد إشتعلت وجنتاها و زاد توردهم .. ثم قالت بإستسلام :
- تمام .. بس مهاب و دنيا هنعمل فيهم إيه .
رد بجدية لأنه قد خطط لكل شئ و كأنه كان يثق فى موافقتها و عشقها :
- دنيا هتعيش مع أمى .. و مهاب هيفضل معاهم فترة قصيرة .. و بعد كده هييجى يعيش معانا .. و أنا جهزت جناحنا و فرشته على أعلى مستوى و إشتريت ليكى كل اللى هتحتاجيه .. من هدوم عرايس و هدوم خروج و عبايات بيت و كل حاجة ممكن تعوزيها .
قطبت حاجبيها وقالت بتعجب :
- عملت كل ده إمتى و إزاى .
ضحك ضحكة عالية و قال مازحا و هو يمرر أنفه على عنقها الظاهر من ما يسمى حجابها :
- ده أنا ورايا مافيا .. بمساعدتهم قدرت أخلص كل حاجة بسرعة و هما اللى ساعدونى علشان أعرف ذوقك فى اللبس و المقاس و كل حاجة ممكن تحتاجيها مهما كانت صغيرة .. حضرتها .
ضحكت و هزت رأسها بعدما فهمت مقصده و إبتعدت عنه لأنه يلعب على أوتار قد تنسيها بأى مكان هما و تنساق وراء نيرانه التى تلسعها برقة و قالت بإبتسامة مرتجفة :
- يا ولاد اللذين .. كل ده من ورايا .. ده ليال و ميناس عقابهم عسير.
مرر أنامله على وجهها برقة و قال بهمس مثير :
- مش هقدر أبعد عنك بعد ما قربت منك تانى .. بعد بكرة دخلتنا تمام .
أومأت برأسها و قد أظلمت عيونها و قالت بحزن :
- بس مش هيبقى فيه أى حاجة .. علشان تيتة رأفة و... .
قاطعها قائلا بضمة غمرتها بين ضلوعه :
- عارف يا حبيبتى .. ما تقلقيش .. بس أوعدك إنى هبقى أعملك حفلة الكل يحكى عنها لما تبقى جاهزة .
غاصت بأنفها فى رقبته تستنشق عطره و قالت بإمتنان :
- شكرا .
إلتفت برأسه قليلا و نثر قبلاته الناعمة على وجنتها و هو يقول بجدية لا تناسب وضعهما الحالى :
- إيه رأيك نقضى اليوم سوا .. و نعمل شوبنج و نجيب بدلتى و فستانك.
فكرت قليلا و إبتعدت عنه قائلة بفضول :
- موافقة .. بس أنا محتاجة أعرف كل حاجة عنك .. و إنت كمان من حقك تعرفنى .
قبل جبينها و قال و هو يتطلع إليها كأنه ينحت لها تمثالا على عرش قلبه :
- تمام خلصى شغلك و هفوت عليكى نخرج سوا .
قبضت على كفيه براحتيها الناعمتين و قالت برقة :
- حاضر .. باى .
و طالعته مطولا قبل أن تلتف قليلا لتغادر .. لم يستطع فجذبها مجددا لصدره و ضمها بقوة و رفعها عن الأرضية و دار بها بسعادة و هو يقول من أعماق قلبه :
- بحبك .. بحبك قوى .
تعالت ضحكاتها العفوية السعيدة و التى لم يسمعها من قبل .. و ضمته إليها أكثر و الدنيا تدور بهما كدوامة كبيرة تبتلعهما بداخلها ....
أصابهما بعض الدوار فسقطا على الأريكة .. يلتقطان أنفاسهما بصعوبة و هو يعتليها و هى مازالت متشبسة بعنقه و نظراتهما تشعل الصورة حولهما .. عاد لعبثه مجددا بشفتيها .. و تمادت يديه قليلا على جسدها .. فإبتعدت عنه بتوجس و قالت بتحذير :
- يا ريت لو تبص حواليك .. إحنا لسه فى المستشفى و لو حد دخل علينا دلوقتى .. هيطلب لنا بوليس قلة الأدب .
ضحك فارس ضحكة عالية و ذكرها بموقف الحمار القديم قائلا بسخرية :
- ده زى مدير عام حقوق الحيوان اللى كنتى هتتصلى بيه علشان الحمار .
ضحكت بخفوت و قالت متصنعة الضيق :
- إنت شرير على فكرة .. و إتفضل إبعد عنى .. عيب كده.
وقف وجذبها معه و عدل من هندامها و قال بضيق :
- إنتى متخيلة هتوحشينى إزاى .
هامت بعينيه و قالت بقوة :
- أيوة .. لأنك هتوحشنى أكتر .
طالت نظراتهما المتلهفة فإبتسمت إليه برقة و إبتعدت عنه و إتجهت ناحية الباب و إبتسامتها المشرقة عنوان سعادتها ..
أغلقت الباب ورائها بعدما منحته نظرة خاطفة أشعلت توقه لها مرة أخرى ..
طالعتها سكرتيرته بإبتسامة خافتة .. فعضت غزل على باطن صدغها بخجل .. فمن المؤكد أن بعض كلماتهما قد تسربت لها ... بغير قصد .. طبعا ..
عادت لمكتبها واجمة و شاردة .. و سعيدة .. ربما لم تجرب السعادة من قبل و لكن سيظل الخوف صديقها الصدوق .. خصوصا بعدما أصبحت تملك ما تخشى عليه ..
و لكنها غلبت خوفها بتذكرها لنظراته التى تلتهمها من شوقه .. و قبلاته المشاغبة و الجامحة أحيانا ...
دلفت لمكتبها و هى تبتسم ببلاهة .. و جلست على مكتبها و إستندت برأسها على ظهر المقعد تسترجع كل ما مرت به قبل قليل ....
طالعتها سالى بقلق .. و إقتربت منها و تفرست فى ملامحها و إبتسمت بخجل و تنحنحت بصوت عالى و قالت لتنبيهها :
- إحممم .. نحن هنا .
إنتفضت غزل بذعر و وبختها قائلة بضيق :
- ما بالراحة يا بنتى .. إيه الفزع ده .
مالت سالى بجسدها على مكتبها و إستندت بمرفقيها عليه و حركت حاجبيها بمكر و تسائلت بفضول وقح :
- إلا يا زولا .. هو الروج بتاعك راح فين .
إعتدلت غزل بجلستها و إبتلعت ريقها بتوتر و عدلت من حجابها و قالت بتلعثم :
- روج .. روج إيه مش .. فاهمة .
غمزت لها سالى بعينها و قالت بمكر عابث :
- الروج اللى كنتى حطاه .. ده نوعه صعب يروح .. راح فين بقا .
فركت غزل أناملها ببعضهما و قالت بقوة مصطنعة :
- و لا راح و لا حاجة .. ما هو موجود أهه .
ضحكت سالى بخفوت و قالت بمشاغبة :
- بلاش الروج .. هى شفايفك مالها كده متغيرة .. ده بوتكس و لا فيلر .
قذفتها غزل بقلم أمامها و قالت بضحكة مكتومة :
- قليلة أدب .. قصدك إيه يا بتاعة إنتى .
تفادت سالى ذلك القلم الطائر و قالت بضحك هيستيرى :
- قصدى كنت إستنوا لما يلمكوا بيت .. مستعجلين على إيه .. أحب أطمنك .. إن كل اللى شافك عرف كنتم بتعملوا إيه .
شهقت غزل بداخلها و لامست شفتيها بأناملها و قالت بخجل :
- oh my god.. بجد يا سالى .
قبضت سالى كفها و سحبت ذراعها للأسفل بإنتصار و قالت :
- yes .. إعترفى بقا بكل جرايمك .. جريمة جريمة .
إبتسمت غزل بخفوت و تنهدت تنهيدة طويلة شغوفة و قالت برقة :
- قالى بحبك يا سالى .
عزفت سالى على كمانجة وهمية و قالت بمزاح :
- تيرا را را را را .. هاه و باعدين يا قطة إدخلى فى المهم باسك إزاى .
بحثت غزل حولها عن شئ لتقذفها به و قالت بضيق :
- آه يا وقحة أنا هوريكى .
ركضت سالى من أمامها و فتحت باب الغرفة و خرجت مسرعة .. ثم أطلت برأسها و هى تحتمى بالباب و قالت بضجر :
- هلف لفة و أرجعلك تكونى هديتى .. على فكرة دكتور أحمد قلب عليكى المستشفى .. و إنتى كنتى .. هاه .
قذفتها غزل بدفتر الوصفات الطبية .. فأغلقت الباب و هربت مسرعة .. هزت غزل رأسها بيأس و عادت لإبتسامتها المشرقة .. و هى تتلمس شفتيها بخجل ....

أنهت غزل مرورها و جلس معها أحمد للتنسيق معها على جدول العمليات .. إنهمكا سويا فى مطالعة الأشعة و التحاليل .. فقاطعهما فارس قائلا بضيق :
- مساء الخير .
وقفت غزل بعدما لمعت عيناها فور رؤيته .. فدلف هو للمكتب و إقترب منها .. و إنحنى قليلا و قبلها فى وجنتها ليرد الصاع صاعين لذلك الوسيم المتذاكى .. و قال برقة :
- جاهزة يا حبيبتى .
أومأت برأسها موافقة .. ثم وجهت حديثها لأحمد بعدما شعرت بغضبه .. من إحتقان وجهه و إحمراره و ضغط شفتيه بقوة قائلة بهدوء :
- أحمد معلش هنكمل كلامنا بكرة .. و هنبقى نتفق على كل حاجة .
حاوط فارس كتفيها بذراعه و ضمها إليه و قال بقوة :
- معلش يا دكتور أحمد .. غزل هتاخد أجازة إسبوعين .. أصلنا هنتجوز .. فإستعين بدكتور راغب أو دكتور نادر .
وقف أحمد مسرعا و هو يخفى توتره .. ثم تنحنح قائلا و هو يرسم إبتسامة باهتة على ثغره :
- مبروك .. بعد إذنكم .
و إنصرف مسرعا .. أغمض فارس عينيه و هو يزفر بضيق و سبه بكلمات نابية .. إبتسمت غزل على غيرته و وخزته فى جانبه و قالت معاتبة :
- عيب كده .. ما تشتمش حد تانى .
رفع حاجبه بحدة و قال بتذمر :
- إنتى زعلانة علشانه و لا إيه .
إبتسمت بمكر و قالت بنبرة صوتها المغوية :
he is just afriend . -
ضيق نظراته و قال بضيق :
- لا و الله .. صاحبك إزاى يعنى .. مافيش الكلام ده خلاص.. إنتى هنا فى مصر و مافيش هنا صحوبية و الكلام الفارغ ده .. مفهوم .
إبتسمت بهدوء و هى تتأمل وسامته من قريب و هو يضمها إليه .. ثم قالت برقة :
- relax لو سمحت .. done.
إبتسم و هو يعتدل إستعدادا للخروج و قال بمداعبة :
- بموت فى العربى المستهبل بتاعك ده .. يالا بينا .
أومأت برأسها بالإيجاب و نزعت مأزرها الأبيض و تأكدت من هندامها و سألته بفضول :
- هنروح فين بقا .
سحب مقدمة حجابها للأمام قليلا و دس شعرات تمردت من رابطتها بداخل حجابها و قال بضيق :
- نفسى تلبسى الحجاب صح .
تركته يفعل ما يشاء و أجابته بتعقل :
- إن شاء الله .. برضه ما قولتليش هنروح فين .
رفع ذقنها و هام على صفحة وجهها و قال بإبتسامة عينيه التى تعشقها :
- دى مفاجأة يا أميرتى .
قطبت حاجبيها بتعجب و تسائلت بإهتمام :
- أميرتك ؟!!
قربها منه أكثر و قال بهدوء متمرس :
- أيوة أميرتى .. و إنتى صغيرة كانت خالتو حور دايما تلبسك توكة على شكل تاج .. و كنتى بتحبيها جدا .. و أنا بسببها كنت بقولك يا أميرتى .
شعرت بروحها تذوب أمام كلماته و نظراته .. فتشبثت بسترته و قالت بضيق :
- أنا بقول نمشى أحسن .
أومأ برأسه و أشار بيده لتتقدمه و قال بتهذيب :
- إتفضلى .
و مد يده ناحيتها فتمسكت بكفه و خرجا سويا تتابعهما أعين الجميع بإعجاب و ضيق .. و حزن أيضا .. مسد أحمد جبهته و هو يتابع إنصرافهما و نظراتهما المعبرة عما بداخلهما و قال بنفسه :
- ﻷ مش هستحمل .. كده كتير عليا و الله .. مش هستحمل .



شعر الإرهاق و التعب على غير عادته فإرتمى رامى بجسده على أحد الأرائك متنفسا بصعوبة .. فصرخت به ليال و قالت بضيق :
- قوم أقف بسرعة .
وقف مفزوعا و قال بسخط :
- فى إيه .
أجابته ليال بضيق و هى تجفف عرق جبينها :
- ده فرش عروسة و ما ينفعش تقعد عليه .
زفر مطولا بضيق .. ثم قال بهدوء :
- حرام عليكى .. ما أنا تعبت كمان .. و لا هما يتمشوا و إحنا نتنفخ هنا .
ضحك حمزة ضحكة عالية و قال محذرا :
- إهدى كده للعوو يوصله كلامك و يعلقك .
جلس رامى على ذراع مقعد حمزة و قال ببرود :
- يا عم إحنا قولنا حاجة .. ده عم الناس كلها .. اللى مضايقنى إنى أنا.. هاه أنا .. اللى بفرش لغزل بيتها بإيدى .. هااااه عجبى .
فقالت له ميناس بمداعبة و هى تقف على الدرج المتحرك لتلميع الثرايا المعلقة :
- مش عارفة بينك و بين غزل إيه .
أشاح رامى بيده فى الهواء و قال بإزدراء :
- و لا حاجة .. و ماتوقعنيش فى الغلط .
وقفت ليال تتطلع لغرفة النوم بفخر على مجهودها و قالت :
- إيه رأيكم فى الأوضة بعد ماخلصت .. تجنن صح .
أجابها حمزة بإبتسامة هادئة و قال بإمتنان :
- تسلم إيدكم .. ده هيبقى أحلى جناح فى القصر .
أشارت ليال للفتيات اللاتى ساعدوهم فى الفرش و ترتيب حاجيات غزل و فارس .. فتركوهم و إنصرفوا ...
شعرت مجددا بتلك الوخزات ببطنها و تقلب معدتها .. فضغطت على بطنها متألمة ..
إنتبه رامى على عبوسها و إنكماش وجهها و ضغطها على بطنها فسألها بقلق :
- مالك يا ليال .. إنتى تعبانة .
إبتسمت بسرعة و قالت نافية :
- ﻷ .. أنا كويسة الحمد لله .
فسألها حمزة بتوجس :
- ليال لو تعبانة قولى ما تكدبيش .

و فجأة إتسعت عينى حمزة و حرك الكرسى مسرعا فإنتفض رامى واقفا .. و أسرع فى تحريكه ليسند الدرج الذى تقف عليه ميناس قبل أن تسقط على الأرض ..
صرخت ميناس مستنجدة و الدرج يميل بها .. حتى شعرت بقوة ما أعادت الدرج ليقف مرة أخرى بإتزان .. ركضا نحوهما ليال و رامى فقالت لها ليال مسرعة بقلق :
- إنزلى بسرعة يا ميناس .
مد رامى يده إليها و قال بهدوء :
- هاتى إيدك .. و إنزلى بالراحة .. يالا .
تمسكت بكف رامى و هبطت بهدوء و جسدها ينتفض من ذعرها .. ما أن لامست الأرض بقدميها حتى تشنجت تعابير حمزة و صرخ بها قائلا بغضب :
- إنت متخلفة .. إيه اللى طلعك على الزفت ده .
طالعته ميناس بخوف و قالت بتلعثم :
- كنت.. كنت بلمع النجف .
حرك الكرسى قليلا حتى إقترب منها و قال بشراسة :
- بلا نجف بلا زفت .. ياريتك وقعتى و إتقطمت رقبتك و خلصت منك .
كانت كلماته مؤلمة و صادمة للجميع .. و هبطت دموعها بهدوء كعادتها .. إقترب رامى من حمزة و قال له لائما :
- ليه كده يا حمزة .. حرام عليك يا أخى .
إتسعت عينيه و أجابه بغضب هادر :
- مالكش دعوة يا رامى .. قدامى يا هانم حسابك معايا .
وقفت ليال أمام ميناس و قالت و هى ترتجف بذعر :
- ﻷ .. مش هاتيجى معاك .. عاوز تضربها زى كل مرة .
صاح بها حمزة بحدة و قد فقد السيطرة على نفسه من قلقه عليها :
- و إنتى مالك إنتى .
فزعت ليال من صياح حمزة بها و إنكمشت بنفسها .. لتشتعل حدقتى رامى من إسلوبه الفظ مع حبيبته .. فأمسكه من تلابيبه بالقوة و قال له محذرا :
- إنت إتهرشت فى مخك .. بتزعق لليال قدامى .. مرة تانية و هدفنك مكانك إنت فاهم .
أزاح حمزة يدى رامى بالقوة .. و رفع سبابته أمام وجهه و قال بغضب :
- لو مديت إيدك عليا تانى هقطعهالك .. سامعنى .
إعتدل رامى فى وقفته و هو يحدجه بدهشة .. فهل تتعامل ميناس مع هذا المتحجر المشاعر .. لم يكن بهذه الشراسة من قبل .. ما الذى حوله و جعله مسخ و شبح لصديق و أخ .. قديم .. خرج رامى عن صمته و قال بألم :
- بقا كده يا حمزة .. كتر خيرك .. قدامى يا ليال .
أجابته ليال بخوف و هى تهز رأسها نافية و متشبسة بميناس :
- ﻷ .. مش هسيب ميناس ممكن يأذيها .
ربتت ميناس على ذراعها و قالت مسرعة بجمود :
- روحى مع جوزك يا ليال .. ما تقلقيش عليا .
حاوط رامى ليال بذراعه و حثها على السير معه .. فسارت معه و عيونها متعلقة بأختها .. و طالعت حمزة بإزدراء قبل أن تتركهما و تخرج ...
وقفت ميناس أمام حمزة وقالت ببرود و جمود :
• أنا جاهزة .. تقدر تعمل اللى إنت عايزه .. زعق إضرب إشتم .. براحتك خالص .
تطلع إليها مطولا و هو متعجبا من جمودها .. لأول مرة لم يرى ذعرها و خوفها منه .. فهل فقد سيطرته عليها .. أم أنه لم يعد يعنيها .. خرج عن صمته قائلا بخفوت :
- ودينى أوضتى لو سمحتى .
هذا فقط ...
إتسعت عينى ميناس العشبية بتعجب من رده البارد .. ثم إلتفت ورائه و دفعت الكرسى و خرجت متوجهه لغرفته ...
أوقفت الكرسى بمنتصف الغرفة و قالت بخوف :
- عاوز حاجة منى .
أجابها حمزة بهدوء يحسد عليه :
- خليهم يحضروا الغدا و يجيبوه هنا علشان تتغدى معايا .
وقفت ميناس تتطلع إليه بذهول .. و هى تسأل نفسها .. لمتى ستحتمل تقلباته و إساءاته .. لو هذا هو الحب فملعون هذا الحب الذى حولها لإمرأة عجوز شاحبة فاقدة لطعم الحياة .. و لعبة فى يدى ذلك المريض بعقله ...
هزت كتفيها بإستسلام و خرجت من الغرفة بهدوء .. أخبرتهم بالمطبخ بأن يعدوا غدائهما و يرسلوه لغرفة حمزة و صعدت لليال لتطمئنها عليها ...
جثى رامى على ركبته أمامها و هى منهارة من البكاء .. و قد سقطت شعراتها الذهبية على وجهها فأبعدهم بأنامله و رفع وجهها نحوه و كفف دموعها و قال بضيق :
- إهدى بقا يا لولو .. لولا إنه إبن عمى كنت قتلته على دموعك و خوفك ده .
خرج صوت ليال متحشرجا من بكائها و قالت بخوف :
- خايفة عليها قوى .. أكيد هتتوجع لما يضربها .
وقف و ضم رأسها بصدره و قال لطمأنتها بحنو :
- ﻷ .. أنا هنزله و هكلمه رغم إنى مش طايق أشوفه .. بس علشان خاطرك هعمل أى حاجة .
كففت دموعها و قالت بجدية :
- بجد يا رامى .
قبل مقدمة رأسها و قال بإبتسامة مشاغبة على إحمرار أنفها المغرى :
- بجد يا قلب رامى .. و هنزل أجيبهالك من إيدها كمان .
إبتسمت بخفوت و تمسكت به بقوة و قالت براحة :
- ربنا يخليك ليا .
إنتبها لطرقات على باب الجناح .. إبتعد رامى عن ليال و فتح باب الغرفة .. لتلين ملامحه فور رؤيته لميناس بإبتسامتها الملائكية .. فسألها رامى مازحا :
- إنتى لسه عايشة يا مينو .. ده أنا من عياط ليال قولت زمانك مفرفرة .
وقفت ليال مسرعة و ركضت نحو باب غرفتها و إجتذبت ميناس و تطلعت إليها بنظرة شمولية تتفحص وجهها و قالت بتوجس :
- إنتى كويسة .. عمل فيكى إيه .. ضربك و لا شتمك و لا إيه .
هدأتها ميناس و وضعت إصبعها على فمها لتسكتها و قالت بهدوء :
- هشششش .. إهدى و الله ما عمل حاجة .. أنا كويسة قدامك أهه .
- الحمد لله .
قالتها ليال براحة .. فقالت لها ميناس بتعقل :
- ماتقلقيش كده يا ليال .. حمزة مش وحش كده زى ما إنتى فاكرة .
زمت ليال شفتيها و قالت بحدة :
- لغاية إمتى هتفضلى تكدبى و تغطى عليه .. كفاية بقا يا ميناس .
تنهدت ميناس مطولا و قالت و هى تنصرف :
- الغدا هيطلع لكم هنا .. أنا جهزت كل حاجة .. سلام .
و جذبت ورائها الباب و أغلقته .. جلست ليال مجددا و قالت براحة :
- كويس إنها طمنتنى عليها .. بس برضه مش مصدقاها .
إقترب منها رامى و هو يعض على شفتيه السفلى بإستثارة و قال هامسا :
- إحلويتى قوى بعد العياط الجامد ده .. ده أنا هعكنن عليكى كل شوية.. و النبى قمر .
إختفى حزنها و إبتسمت بخجل و هى تتطلع إليه بلوم .. جلس بجوارها و مشط لها شعراتها بأنامله و قال بحب :
- بحبك بكل حالاتك و كل شوية بحبك أكتر إرحمينى هو اللى لسه فى دماغى برج و طار منه الحمام اللى كان معشش كمان .. يرضيكى .
ضحكت ليال ضحكة عالية و ضربت جبهتها بيأس .. فمال عليها و قال بشوق :
- بما إنى أجازة النهاردة فا أنا ناوى أستغل كل ثانية فى اليوم ده .
إبتعدت عنه مسرعة و وقفت مبتعدة .. ثم قالت بتذمر بطريقة طفولية :
- رامى .. هنتغدى و هتروح شغلك لأنى وراية مذاكرة كتير جدا و عندى إمتحان كمان 3 أيام .
ظهرت إبتسامة شقية على زوايا فمه و قال بهمس حارق:
- ده هما ساعتين بس .. و بعد كده إعملى اللى يريحك .
أومأت برأسها نافية و قالت بإصرار :
- ﻷ .. توضيب جناح غزل و فارس عطلنى كفاية .. و إنت آخد حقك و زيادة كمان .. سبنى أذاكر لو سمحت .
فقال بجمود لا يبشر بأى خير :
- براحتك .. أنا اللى مش عايزك أصلا .
دمرها الألم الذى ظهر بعينيه و قالت مسرعة بأسف :
- آسفة و الله مش قصدى أنا بس...... .
قاطعها رامى بحدة ألجمتها و هو يرمقها بنظرات قوية غاضبة :
- مش عايز أسمع منك حاجة .. إخرسى خالص .
تمسكت بسترته و قالت برجاء متذلل :
- سامحنى خلاص .. مش عايزة أشوفك زعلان و أنا تحت أمرك و هعمل اللى إنت عايزه .
نزع ذراعيها عنه و رفع سبابته أمام وجهها و قال بجنون لم تره منه من قبل :
- مش واحدة زيك اللى تقولى ﻷ .. و إبقى خلى مذاكرتك تنفعك .. و إوعى تيجى جنبى تانى .. فاهمة .
و حمل سترته و خرج مسرعا .. ركضت ليال ورائه و هى تشعر أن قلبها يتمزق .. و جذبته من ذراعه فقذف ذراعها بعيدا عنه بالقوة .. فإصطدمت بالجدار خلفها فتألمت و شعرت بألم شديد فى ظهرها .. تحاملت على نفسها و عادت لغرفتها تبكى بحرقة ...
حملت هاتفها و ظلت تهاتفه و هو يغلق المكالمة بوجهها .. ثم أغلق هاتفه ليرتاح من إتصالاتها .. قذفت الهاتف على الأرضية بغضب و وقفت بملامح متجهمة تنتظره بنافذة غرفتها ...


وضعت غزل شوكتها بجوار صحنها و قالت بعبوس :
- مش عارفة أكل و إنت عمال تبصلى كده .
أجابها فارس بهدوء متمرس و هو يبتسم بشوق :
- أنا حر أبص فى المكان اللى عايزه .
بدا الإنزعاج واضح عليها من طريقته المستفزة و بروده اللا متناهى .. فلامس وجهها بأنامله و قال برقة تذيبها :
- مش قادر أبعد عنيا عنك .. إنتى السبب .. هو فى جمال كده .
إبتسمت غزل بخجل و قالت بصرامة :
- طب خلص الأكل علشان لسه هنشترى الفستان و البدلة .
أومأ فارس برأسه وقال بإبتسامته التى كأنه خلق بها لتسحرها :
- حاضر .
إقتربت منهما إمرأة تمسك بيدها طفلة صغيرة و قالت بسعادة بالغة :
- فارس .. معقولة .. إيه الصدفة الحلوة دى .
وقف مسرعا بملامح سعيدة و يبدو عليه أنه يعرفها جيدا و صافحها قائلا بود زائد :
- رنا .. أخبارك إيه يا بنتى .. فينك من زمان .
رفعت غزل حاجبها بتحفز و حولت مقلتيه ناحية تلك المتطفلة و التى أجابته بلوم :
- أنا اللى فينى .. ما إنت عارف طريقى و لا نسيت .
إرتفعا حاجبى غزل الإثنين و حركت مقلتيها مجددا ناحيته و هو يجيبها ببشاشة :
- الدنيا لهتنى شوية و الشغل أخدنى بس عمرى ما نسيتك .
هزت غزل رأسها بقوة علها تتوهم ما تراه أمامها و تنحنحت بقوة .. فإلتفت ناحيتها فارس و رنا .. فطالعتها رنا بتعجب و سألته بفضول :
- مين دى يا برنس .
إبتسم فارس بهدوء و هو يتابع غضب غزل الممتع و أجابها بإنتشاء :
- دى غزل .. خطيبتى و هنتجوز كمان يومين .
شهقت رنا شهقة عالية و قالت بتعجب قوى :
- غزل غزل ؟!!!
أومأ برأسه مؤكدا و قال بسعادة :
- أيوة غزل الصغيرة .. اللى حكيتلك عنها .
مدت رنا زراعها ناحية غزل لمصافحتها و قالت بإبتسامة مشرقة :
- أهلا يا غزل .. أنا رنا زميلة البرنس أربع سنين فى كلية تجارة .
رسمت غزل إبتسامة باهتة على شفتيها و صافحتها قائلة ببرود :
- أهلا .
أشارت رنا على صغيرتها التى تبتسم لفارس بخجل و قالت :
- أحب أعرفك .. بنتى غزل .. و فارس هو اللى سماها .
إبتسمت غزل بخفوت و تطلعت ناحية فارس بحب و خجل من تسرعها .. إقترب منهم شابا و ما أن رأى فارس حتى إقترب منه قائلا بفرحة :
- فارس باشا بجلالة قدره .. ده إيه الصدفة السعيدة دى .
إحتضنه فارس و قال بشوق :
- وحشتنى يا إتش .. أخبارك إيه ؟!
إبتعد عنه هشام قليلا و قال بعتاب رقيق :
- لو كنت وحشتك كنت سألت .. بس إنت ندل .
ربت فارس على ذراعه و قال بإعتذار مهذب :
- سامحنى يا إتش مشاغل و الله .
إلتفت هشام ناحية غزل و أومأ لها برأسه مرحبا .. فقالت له زوجته مسرعة :
- عارف مين دى يا هشام .. دى غزل .. بتاعت فارس .. و هيتجوزا خلال أيام .
رفع هشام حاجبيه بتعجب و قال بصدمة :
- غزل الصغيرة .. معقولة ؟!!
و إلتفت برأسه ناحية فارس و سأله بإندهاش :
- لقتها فين يا معلم !!
تطلع فارس بغزل و غمز لها بطرف عينه و قال بقوة :
- هى اللى لقتنى .. و مش هسيبها تانى .
إقتربت منه رنا و قالت بإعجاب و هى تطالع غزل :
- دى ماشاء الله زى القمر .. ليك حق كنت تفضل تحبها العمر ده كله .
إبتسم فارس بخفوت و أشار إليهم قائلا بترحاب :
- إتفضلوا إقعدوا .
أجابه هشام مسرعا بتهذيب :
- معلش يا معلم .. بس ماما عزمانا على العشا و مش هينفع نتأخر .. ده غير إن غزل تعبت من كتر اللف .
داعب فارس وجنتى الصغيرة و قال ببشاشة :
- خلاص علشان خاطر غزل هسيبكم .. بس لازم نتقابل قريب تانى .
أجابته رنا بزمة من شفتيها و قالت بضيق :
- بلاش إنت علشان مش هصدقك تانى .. بس غزل أكيد هتفكرك بينا مش كده يا غزل .
أومأت غزل برأسها و قالت بهدوء :
- إن شاء الله .. فرصة سعيدة .
أجابتها رنا بود :
- أنا الأسعد حبيتى .. سلام .
و ودعوا فارس و إنصرفوا .. أشار إليها فارس برأسه و قال بهدوء :
- يالا بينا .
أومأت له برأسها و وقفت و إنصرفا و كفه يحتضن كفها بتملك ...
إستمرت جولتهم لساعات و إشتروا كل ما تبقى لهم .. و بالتأكيد لم يرى فستانها .. و هى لم ترى بدلته .. جلسا فى إحدى المطاعم لإلتقاط أنفاسهم قليلا .. فسألته غزل بفضول :
- فارس ممكن تحكيلى عنك شوية .
لمعت عيناه و هو يقول بتأكيد :
- حقك طبعا .. أنا هبدأ من مكان ما وقفت و أنا بحكيلك حكايتنا القديمة .
إستندت بوجنتها على يدها و طالعته بإهتمام .. فتابع حديثه قائلا :
- بعد ما سافرتى حتة منى فضلت معاكى و إتغيرت و بقيت العوو .. و مرت السنين و دخلت الكلية ..إختارت تجارة علشان أكبر شغل والدى .. و كان ليا شلتى معاهم عرفت الدنيا ماشية إزاى برة الحارة .
فسألته غزل بغيرة مخفية و قالت ببرود :
- و شلتك دى كان فيها بنات طبعا .
إبتسم بمكر و إستند بمرفقيه على الطاولة ليقترب من وجهها و قال بتأنى :
- أكيد .. بس كانوا أصحابى و بس .. بقينا نسافر و نعمل سفارى و إتعلمت منهم الرقص و اللبس و الحياة المرفهة اللى ما كنتش أعرفها .. و بعد الكلية رجعت لحياتى و حارتى تانى .. و إهتميت بشغلى و بس و بعد كده أمى فضلت تزن عليا علشان أتجوز .
قاطعته مرة أخرى و قالت بوجوم :
- و طبعا العروسة كانت بنت خالتك .
أومأ فارس برأسه و أردف قائلا بحزن :
- فعلا .. كنت عارف إنها بتحبنى .. و وافقت أتجوزها ..لأنه ما كانش يفرق معايا مين العروسة أصلا .. و بعد الجواز حاولت أحبها بس كان فيه حاجة دايما واقفة بينى وبينها .. خصوصا لما كنت بقوم من نومى مفزوع كل فترة .. بنده بإسمك .
كانت صدمة غزل قوية بدرجة جمدت الدم بعروقها و تشنجت أعصابها .. جاهدت و بقوة أن تخرج من حالة الشلل المؤقت الذى أصابها من كلماته الصادقة ..
نعم .. فهى متأكده من صدقه .. عيونه تشع حبا و شوقا و هذه العيون لا تعرف الكذب .. لاحظ صدمتها فأردف قائلا بصوت مرهق :
- إنتى اللى كنتى بينى و بينها يا غزل .. زادت مشاكلنا و هى فاكرة إنك لسه موجودة فى حياتى و إنى بخونها .. أوقات كانت بتصعب عليا لأنى كنت بخونها فعلا بحبى لطفلة مش موجودة إلا فى حلمى و فى خيالى و بس .
إرتشف قليلا من مشروبه الساخن و تابع بنبرة حزينة :
- و يوم الحادثة خرجت من البيت و هى بتعيط بعد ما خرجت عن شعورى و طلقتها .. لأنى كنت زهقت من خناقنا اليومى .. و قابلت حمزة و ركبت معاه و عملوا الحادثة و ماتت و سابتلى مهاب .
لاحظت غزل لمعان عينيه بدموع حبيسة .. فربتت على كفه بحنانها الذى لم يتعرف عليه بعد و قالت بهدوء :
- آسفة إنى فكرتك .. الله يرحمها .
إبتسم فارس إبتسامة باهتة و قال متابعا :
- بعد ما ماتت .. قفلت على نفسى و على مهاب .. و بعدت عن حمزة بس بقيت أطمن عليه من أبويا و عرفت إنه إتعالج من الإدمان .. بس موضوع شلله ده اللى خلانى تقريبا أسامحه .
قررت غزل تغير دفة الحوار فقالت بفضول :
- بس معقول مافيش حل علشان حمزة يمشى تانى .
أجابها فارس بضيق ملأ كل ملامحه :
- تعبت مافيش مكان إلا و بعت ليه حالته و الكل قالى إنه فى إحتمال 30 % إنه يقدر يمشى بعد العملية .. خصوصا و إن نخاعه الشوكى هو اللى إتصاب فى الحادثة بعد ما الفقرات ضغطت عليه .
فكرت قليلا و قالت بأمل :
- بكرة هاخد منك السى دى لحالته هبعته لبروفيسير أميريكى متخصص فى حالته و أنا متأكده إنه هيلاقى حل أكيد إن شاء الله .
أومأ فارس برأسه موافقا و قال بتمنى :
- يا رب .. ده أنا ممكن أعمل أى حاجة لو الموضوع ده نجح .
تطلعت إليه بحنو و قالت بإبتسامة هادئة :
- إن شاء الله خير .. ما تقلقش .
ثم نظرت فى ساعة يدها و قالت بضيق :
- الساعة سبعة .. دنيا أكيد زهقت لواحدها .. يالا نمشى بقا .
هز فارس رأسه موافقا و قال بتسليم :
- تحت أمرك يا أميرتى .
تطلعت إليه بذهول من كلمته التى تخبرها بملكيته لها .. و ما ينتظرها مع فارسها المغوار و الذى دمغها بإسمه و حان وقت توقيع العقود و لكن بعد يومين .
- يالا بينا .
قالتها غزل وهى تشعر براحة غريبة لم تشعر بها من قبل .



عادت غزل لمنزلها .. و حملت أشيائها من سيارته .. و صعد ورائها و هو يحمل فستانها و باقى الأشياء .. دلفت لشقة جدتها بسعادة ..
إستقبلتها دنيا بإبتسامة متعجبة و لكن سرعان ما فطنت لما يحدث و حملت عنها الأكياس .. دلف فارس أيضا و مدد فستانها على الأريكة و وضع باقى الأشياء على الأرضية .. و حمل حقيبة منهم و قال برقة :
- دى شبكتك يا أميرتى يا رب تعجبك .
إبتسمت غزل بفرحة .. و أخذتها من يده .. وقفت دنيا بجوارها و هى تفتح تلك العلبة القطيفة الكبيرة .. لترى طقم ماسى مذهل يدل على رقى من إختاره .. و لكنه أخرج منه خاتم زواجهما و قال بفرحة :
- هاتى إيدك .
وقفت غزل شاردة بعينيه والشرر الساحر المنبعث منهما .. فوخزتها دنيا بذراعها و قالت ساخرة :
- روحتى فين .. ركزى الله يخليكى .
أعطته غزل يدها .. فألبسها خاتمها و قبل كفها برقة و قال بتوق مؤلم :
- أشوفك بكرة .. سلام يا أميرتى .
طالت نظراتهما و دنيا تقف بينهما تبتسم بخجل و تهز رأسها بيأس .. ثم إلتفت بمنتهى الهدوء و خرج و أغلق ورائه الباب .. تنفست غزل بصعوبة و قالت بتنهيدة طويلة :
- سندينى لأقرب كرسى يا دنيا رجليا مش شيلانى .
ضحكت دنيا ضحكة عالية و قالت بمشاغبة متذكرة كلمات غزل لليال :
- مش فاهمة أنا إيه الحب الملزق ده .. نفسى غمت عليا .
حدجتها غزل بضيق و قالت و هى تركض ورائها و صوت ضحكات دنيا يمنزج بصراخها من خوفها :
- مش هسيبك النهاردة .. فعلا إتقى شر من فضفضت إليه .. تعالى هنا .
إحتمت دنيا بالأريكة الكبيرة و وقفت خلفها و قالت من بين ضحكاتها :
- آسفة .. و الله آسفة .
إرتمت غزل على الأريكة و قالت بمشاعر دافئة :
- هنتجوز بعد بكرة يا دودو .. قالى إنه بيحبنى و قضينا يوم من أسعد أيام حياتى ever .
إنحنت دنيا و قبلت وجنتها و قالت بتوجس :
- عارفة طبعا .. ده إحنا بقالنا إسبوع بنحضر لليوم ده .
رفعت غزل رأسها و طالعت دنيا بالمقلوب و هى تقف وراء الأريكة و سألتها بهدوء :
- و إنتى .. كنتى بتساعديه زيهم كده .
أومأت دنيا برأسها و قالت بتأكيد :
- طبعا .. أمال هدومك اللى بقت تختفى و تدورى عليها و أقولك فى الغسيل هتكون راحت فين .. كانوا عاوزينها علشان المقاس .
إبتسمت إليها غزل بمكر و قبضت على شعراتها و قالت بغضب :
- و عارفة و ما قولتيش .. ده أنا هدبحك و هشرب من دمك .
حاولت دنيا تخليص نفسها من غزل و هى تضحك بشدة و قالت بمزاح :
- الحق عليا .. ما إنتى جاية مبسوطة أهه .. و بصراحة هو بيموت فيكى .
تركتها غزل و قالت بثقة :
- عارفة .. كنت بدأت أفقد الأمل إنى أعيش زى أى بنت طبيعية تحب و تتحب و تتجوز و تخلف .. بس ربنا رحيم بينا و دايما مخبى لينا الخير .
ربتت دنيا على ذراعيها و قالت بحنو :
- و نعم بالله .. و إنتى تستاهلى كل خير .. إحكيلى بقا اللى حصل بالتفصيل و إزاى إعترفلك بحبه و كده .
ضيقت غزل عيناها و وقفت و طالعت فضولها الذى يشع من عيناها و قالت بلؤم :
- ده بعينك .. مش هحكيلك أى حاجة .. هسيبك على نارك كده .. زى ماخبيتى عليا إتفاقتكم .
و إلتفتت و حملت أشيائها و دنيا تصرخ بها فاقدة صبرها :
- ﻷ حرام كده .. ده مش عدل .. و مش هسيبك غير لما تحكيلى اللى حصل .
هزت غزل رأسها نافية و قالت ببرود و هى تتدلف لغرفتها :
- أبدا .. خليكى بقا إجرى ورايا كده .

صف فارس سيارته و لمعت فى رأسه فكرة ربما ستسعد أميرته الساحرة .. فصعد سيارته مجددا و أدارها و إنطلق ..
طوال الطريق و هو يتذكر شغبها و غرورها و وداعتها فى أحيانا قليلة و قبلاتهم الساحرة .. حتى توقف أمام بناية عم غزل ....
ترجل من السيارة و صعد الدرج حتى وقف أمام شقة عونى .. طرق الباب و إنتظر فتح له إسلام الذى إتسعت عينيه بذعر و قال بخوف :
- عاوز مننا إيه تانى مش خلصنا .
تنحنح فارس و قال بهدوء :
- ممكن أقابل والدك .
خرج عونى من غرفته و قال بتعجب من صياح إبنه :
- مين اللى جه يا إسلام .
فرأى فارس .. جحظت عيناه و جذب إبنه مسرعا كأنه يحميه من فارس و قال بقلق و خوف :
- عاوز إيه تانى .. إحنا بعدنا عنكم و مش عاوزين حاجة .
زفر فارس بضيق و قال بتعقل :
- ممكن ندخل نتكلم جوة .
تطلع عونى لإسلام بتعجب .. فأردف فارس قائلا بجدية :
- فى موضوع مهم عاوز أكلم حضرتك فيه .
تنهد عونى مطولا ثم أومأ برأسه و أشار بيده قائلا بسخرية :
- حضرتى !!! إتفضل إدخل .

جلسوا ثلاثتهم .. فتنحنح فارس قائلا بقوة :
- أنا و غزل هنتجوز بعد بكرة و كنت عاوز حضرتك تحضر .. رغم كل حاجة إنت عمها .
أجابه عونى مسرعا بضيق :
- أنا ماليش ولاد أخ .. و لا ليا إخوات أصلا .. فا من فضلك إمشى .
زفر فارس بضيق و قال موضحا :
- يا أفندم الضوفر عمره ما يطلع من الدم .. و هى مالهاش حد فى مصر غير حضرتك .. و إحنا عاوزين نفتح صفحة جديدة .
جائه صوت نسائى يقول بحقد :
- يا ريتها تستاهل اللى إنت بتعمله و عملته .. غزل دى شيطانة .
وقف فارس منتصبا فاردا جسده الضخم و قال محذرا :
- لو سمحتى يا آنسة مش عاوز غلط .
ضحكت بسمة ضحكة عالية و قالت بحدة :
- و الله صعبان عليا .. تلاقيك فاكر نفسك إنك وقعتها فى حبك و هى اللى إشتغلتك علشان تفتكر كده .
أغلق فارس عينيه بقوة و هو يزفر بضيق و تابع بنبرته المحذرة :
- مش هسمحلك تغلطى فيها .. و أنا مش بتساهل فى حقها لو مع مين .. و إسألى أخوكى .
إبتسمت بسمة بسخرية و قالت بتعجب :
- أموت و أعرف بتصدقوها إزاى .. بس ما إنت زيك زى مجد اللى هى لعبت عليه و فهمته إنها بتحبه علشان أبوها يكتب لها نصيبه هنا فى البيت .. و لا الأهبل أخويا اللى بنظراتها و سهوكتها خلته خاتم فى صباعها .
ثم تنهدت مطولا و قالت بألم :
- و لا حسام خطيبى اللى لعبت عليه علشان تنتقم منى .. و ما أخدش فى إيدها غلوة .. يومين بس و سابنى قبل فرحنا بكام شهر بعد ما جهزنا كل حاجة .. و لغاية دلوقتى و هو بيدور عليها زى المجنون .
ثم كففت دمعة هاربة من عينيها و قالت بقوة :
- إنت نفسك لو دورت حواليك هتلاقى واحد غيرك بيدور فى محرابها و بيحبها و بيموت فيها و هى فضلتك إنت عليه .
وقف فارس يسمعها و هو مصدوم مما يسمع حتى قفز أمام عينيه صورة أحمد و هو يعترف لها بحبه .. ثم نفض تلك الفكرة من رأسه و قال ساخرا :
- بتكرهيها للدرجة دى .
ردت بسمة مسرعة بنبرة حازمة مؤكدة :
- أيوة بكرهها .. دى دمرت حياتى و أخدت منى الإنسان الوحيد اللى حبيته .
طالعها فارس بإذدراء و قال بيأس :
- عملت فيكوا إيه علشان تطمعوا فى فلوسها و تكرهوها بالشكل ده .. ده إنتوا ناس .... .
تطلع فارس لعونى بقوة و قال منهيا الحوار :
- عموما هستنى حضرتك بعد بكرة عند بيت جدتها لو حبيت تشرفنا و تنورنا بعد إذنكم .
و خرج مسرعا .. و هو يقبض كفيه بقوة لاعنا غباؤه ...
هبط فارس الدرج مسرعا كأنه يهرب من أفكاره التى تتصارع بداخل رأسه .. صعد سيارته و قادها مسرعا .. و كلمات بسمة كالثعابين تنهش فى رأسه مسببة ألما رهيب .. فصف سيارته بجانب الطريق .. و أخذ يفكر فى كلماتها بجدية ...
سائلا نفسه بقلق .. هل أميرته شريرة لهذه الدرجة كما قالت .. ثم إبتسم بخجل و قال قى نفسه :
- مش معقول غزل تكون كده .. أنا عارف إن البت دى قالتلى الكلام ده علشان أسيبها زى ما خطيبها سابها .
ثم قطب جبينه مجددا و الشك ينهشه حيا و قبض على مقود السيارة بقوة كاد يحطمه من شدة قبضته و قال بلهاث :
- معقولة غزل تكون كده ؟!!!


إنتظرونى فى الفصل الثامن عشر ......

قراءة ممتعة ......


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 12:09 AM   #210

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

بداية حابة أشكر الشاعر مصطفى هلال على سماحه لى بإقتناص قصيدته وعرضها ببداية البارت ..
و هنتظر ملاحظاتكم و تعليقاتكم بلهفة ....

نأتى للمفاجأة فقد قررت إنزال بارت جديد آخر .. تقديرا منى لتفاعلكم القوى. 💋😘

ياسمين أبو حسين ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.