آخر 10 مشاركات
وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          حطام أنثى-قلوب زائرة- للكاتبة المبدعة*منة الله مجدي**مكتملة & الروابط* (الكاتـب : منة مجدي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          أصعب سؤال ... للكاتبة بسمه براءة ، مكتملة (الكاتـب : هبة - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-19, 08:50 AM   #231

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Elk


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد جبار مشاهدة المشاركة
اتمنى لو ليكي روايات تانية تحطي الرابط تبعها لان بفعلا بشوق كبير للقراءة المزيد لك 🌸
دلوقتى على منتدى روايتى أنا أكتب تمرد و تلك أول رواية لى .. و لكن ما أن أنتهى منها محضرة لحضرتك و لمتابعينى مفاجأة أقوى و رواية جديدة بالفصحى ..
و أحداثها مشوقة جدا ... جدا ....
و أتمنى أن يكتب لها الله النجاح .. بينكم كرواية تمرد أسيرة القصر ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-19, 02:20 PM   #232

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

فارس وغزل وعلاقتهم تجري نحو الاسوء بتوقع انو غزل رح تقدر تهرب وتعيش فارس ايام سوداء بهروبها
اما ليال بشخصيتها الضعيفة وكل همها انو ترضي رامي فبظن انو رح تنخذل من رامي ووقتها مارح تسال فيه
بصراحة كان البارت رائع جدا ابدعتي بكل حرف كتبيتيه🌹🌹🌹


Moon roro متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-19, 02:46 PM   #233

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
فارس وغزل وعلاقتهم تجري نحو الاسوء بتوقع انو غزل رح تقدر تهرب وتعيش فارس ايام سوداء بهروبها
اما ليال بشخصيتها الضعيفة وكل همها انو ترضي رامي فبظن انو رح تنخذل من رامي ووقتها مارح تسال فيه
بصراحة كان البارت رائع جدا ابدعتي بكل حرف كتبيتيه🌹🌹🌹


حبيبة قلبى إنتى ... ربنا يخليكى ليا يا قمرى .....
ناتى بقا لغزل ... فمعك حق حبيبتى و غزل ستعطى فارس ... و الجميع درسا لن ينسوه .....
ليال بقا ... فمعك حق أيضا و لكنها ستحتاج وقتا أطول للأسف .. حتى بعد إعانة غزل لها .. ستحتاج وقتا لتعتاد فراق رامى ...

شكرا على كلماتك الرقيقة مثلك ... يا رب أكون دايما عند حسن ظنك ..


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-19, 02:53 PM   #234

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

و الله كده يا بنات .. شكلها فى بارت بكرة الساعة 11 ... تابعوا تعليقات و لايكات و أنا هعرفكم بكرة إذا كنت هنزل بارت جديد .....
شكرا على تعيقاتكم المشجعة ليا و أعدكم بالأفضل ..... 😘😘😘😘😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-19, 10:32 PM   #235

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رووووعة ..فارس غبي ومتهور اتسرع بحكمه وبعقابه اتوقع الشخص الي حيوقف جنب غزل الدكتور احمد مش عارفة كيف حيجتمعوا بس انت قلتي انه دوره مهم بحياة البنات😎😎 وفارس حيندم ندم عمره قولي انه توقعي صح👍

شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-19, 11:04 PM   #236

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
فصل رووووعة ..فارس غبي ومتهور اتسرع بحكمه وبعقابه اتوقع الشخص الي حيوقف جنب غزل الدكتور احمد مش عارفة كيف حيجتمعوا بس انت قلتي انه دوره مهم بحياة البنات😎😎 وفارس حيندم ندم عمره قولي انه توقعي صح👍

و الله إنتى اللى روعة ... ربنا يخليكى ليا
و على توقعك مش عارفة ... خايفة أقولك آه و خايفة أقول لأ ... خلينا مع بعض و هنشوف معدش كتير ....

و فارس فلا يقال عليه أكثر مما قولتيه ... 💋💋💋

شكرا يا قلبى على إهتمامك ... و هستنى تعليقك بعد البارت اللى جاى ...
و شكله كده هيبقى بكرة إن شاء الله 😘😘😘😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-19, 06:39 PM   #237

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وحشتونى جدا جدا .. إستعدوا بقا للبارت الجديد النهاردة ... و يارب يعجبكم .. لأنه إستنزفنى نفسيا بشكل مرهق ... و هستنى تعليقاتكم بلهفة ...

إستنونى فى ميعادنا فى الحادية عشر مساءا اليوم ...

ياسمين أبو حسين ...



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 09-11-19 الساعة 01:35 AM
ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-19, 10:09 PM   #238

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور بانتظارك 🌹♥️

taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-19, 12:09 AM   #239

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع عشر .. الجزء الأول :
*********************************


ألم الفراق ... أقل حدة من ألمك .....

سأشتاق إليك .. مؤكدا .. سيتملكنى شعور بالوحدة .. مؤكدا .. سأفتقدك .. مؤكدا ..
و لكننى رغم كل ذلك سأرحل .. سأحطم قيودك و أتخلص من هيمنتك علي و سأنال حريتى أخيرا ..
تبا .. عن أى حرية أتحدث .. فحريتى بضمتك .. و سعادتى بضحكتك .. نعم سأتركك و لكن قلبى سيتركنى و يبقى معك .. حافظ على أمانتى .. حتى يحين وقت إستردادها ...
هائمة أنا بما مررنا به سويا .. شاركتك آلامك قبل فرحتك .. نميت حبك بداخلى و سقيته بإخلاصى .. فعلت كل ما فى وسعى للإبقاء عليك .. و التمسك بك ..
أو بمعنى أدق التمسك بحبى .. و لكنى بحثت مرارا و تكرارا عن أى شئ قدمته أنت لى فوجدتك بخيلا جدا معى .. مجرد نظرات مسروقة و لمسات حارقة و علاقة غير مكتملة ...
و ...
و ضربات مؤلمة و إهانات صارخة و نظرات حارقة .. و تحملتها .. تحملتها كلها و لم أعترض فى سبيل أن أبقى بجوارك و معك .. غفرت لك كل شئ حتى أصبحت أزدرى نفسى .. و أبغضها ..
سأبتعد .. سألملم الباقى من كرامتى المهدورة و كبريائى المندثر تحت مسمى الحب ..
أعلم أنك ستتألم أيضا .. و ستفتقدنى أيضا .. و لكننا إنتهينا و حان وقت الرحيل ...
وقفت ميناس تتطلع لغرفتها التى بقيت بها فترة طويلة .. حتى أصبحت جزء منها .. و تطلعت لفراشها و هى تتذكر ليلتها الأخيرة به .. و قربه منها و عشقه الذى تحول لألم يخنقها فقررت أن تقتل نفسها بيدها و إختارت الفراق ..
جذبت حقيبتها ورائها و خرجت بملامح مقهورة .. إقتربت منها ليال و قالت بعفوية :
- مينو فى طلبات كتير محتاجينها وإ نتى اللى بتعرفى تمشى كل حاجة هنا .. أنا لسه مش متعودة و ...... .
قطعت ليال كلماتها و هى تتطلع بحقيبتها التى تجذبها ورائها و مملامحها التى لا تبشر بخير .. فسألتها بقلق :
- إيه الشنطة دى .
إبتسمت ميناس بوهن و قالت ببساطة :
- هرجع بيت تيتة رأفة يا ليال .. ماليش مكان فى القصر ده خلاص .
قطبت ليال حاجبيها بعدم إستيعاب و إبتلعت ريقها بقلق و قالت بهدوء :
- أنا مش فاهمة حاجة .
إحتضنتها ميناس و قالت مازحة بنبرة حزينة :
- مش مكتوب لنا نتجمع .. إنتى جيتى القصر و أنا هسيبه و همشى .
إبتعدت عنها و طالعتها مطولا قبل أن تقول بإختناق :
- خلى بالك من غزل ﻷنها بتمثل إنها فرحانة .
و زفرت بقوة و هزت رأسها بهون و هى تقول :
- أنا أكتر واحدة عارفة الشعور ده .
تجمعت العبرات بعينى ليال و قالت مستفهمة ببلاهة :
- يعنى هتمشى ليه .. إتخانقتوا و لا ضربك تانى و لا إيه الحكاية بالظبط .
نظرت لها ميناس و على شفتيها إبتسامة شجن و قالت بحزن :
- مش مهم همشى ليه بس ليا طلب عندك يا ليال .. خلى بالك من حمزة .. هو عصبى شوية بس طيب و الله .
أطبق حمزة عينيه و هو يستمع لحديثها مع ليال و وصيتها برعايته .. هاهى زهرته البيضاء تبتعد عنه .. لأول مرة منذ وطأت قدمها القصر .. تتركه ..
كان متأكدا أنها لن تقوى على فراقه كعادتها .. و ستأتى إليه راجية سماحُه و طالبة غفرانه و لكن حقيبتها الكبيرة تخبره أنها أخذت كل شئ معها .. إذا .. فهى تنوى الرحيل حقا .. و إلى الأبد .
قبض بكفيه على ذراعى كرسيه و هو يلعن كل شئ .. يلعن غباؤه الذى ساقه لعجزه و جلسته البغيضة تلك .. يلعن غروره و ثقته بأنها لن تشفى من حبه يوما .. لعنها أيضا .. ألم تخبره عندما كانوا سويا بفراشه أنها تحبه .. و مستعدة لفعل أى شئ .. فى سبيل أن تبقى معه ...
كاذبة ...
لأنها لو كانت تحبه كما تشدقت بها كثيرا من بين قبلاته .. لما إستطاعت تركه بتلك السرعة ...
إنهمرت دموع ليال و قبضت على ذراعها و قالت برجاء :
- طب إستنى هكلم رامى و هو هيحل المشكلة دى علشان ما تبعديش عنى .
أومأت ميناس برأسها و قالت بهدوء متعقل :
- مافيش مشكلة أصلا علشان أى حد يحلها .. إحنا إتفقنا إننا مش هنقدر نكمل مع بعض .
دارت ليال حول نفسها و هى تحرر حجابها قليلا من على عنقها لشعورها ببعض الإختناق و إنقباض بمعدتها سيجعلها تتقئ مجددا و قالت بنبرة مرتجفة :
- هتقولى ما فيش حاجة .. طب .. طب هتسبيه ليه إنتى مش وصتينى عليه من شوية .. و عاندتى الكل و إتجوزتيه ليه دلوقتى .
و قبضت على ذراعيها و هزتها بعنف و هى تصرخ بقوة :
- ليه دلوقتى يا ميناس ؟!
تنهدت ميناس مطولا و قالت بهدوء :
- سبينى براحتى يا ليال .
_ أسيبك براحتك إزاى .. هتبعدى عنى إزى .
تنهدت ميناس بحشرجة و قالت بهدوء :
_ هتوحشينى يا لولو .
أختها و تعلمها جيدا و تعلم رأسها اليابس .. فسألتها ليال و هى تكفف دموعها :
- طب هتقعدى فى الشقة لواحدك .
تمسكت ميناس بحقيبتها لا لأنها ستجذبها فقط بل لتسندها قليلا قبل أن تخونها قدميها و تسقط مغشيا عليها و قالت بصوت متصلب :
- ﻷ .. قولت لدنيا ترجع تانى و هنعيش سوا .. ما تقلقيش عليا كل شوية هكلمك .
طأطأت ليال رأسها بحزن .. فرفعت ميناس وجهها بأناملها و قالت بمداعبة :
done . -
إبتسمت ليال بصعوبة و قالت بترفق :
- done .. خلى بالك من نفسك .
أومأت ميناس برأسها و قالت بحزم :
- حاضر يا حبيبتى .. و إنتى ذاكرى كويس و روحى إمتحانك .. يالا سلام.
و جذبت حقيبتها و خرجت مهرولة .. و ليال تتبعها و دموعها لا تتوقف ..فتحت ميناس البوابة و خرجت .. و وقفت على مدخلها و أغمضت عيناها و سحبت نفسا طويلا .. فتحت به رئتيها ..
شعور مختلف من الحرية .. لأول مرة تغادر ذلك السجن دون إذن من سجانها .. لم تلتفت لإستجداء ليال المحزن و ترجلت درجات الدرج الرخامية حتى لامست الأرضية و توجهت ناحية البوابة الكبيرة ...
إستندت ليال على الباب و هى تذرف دموعها دون توقف و إحساس بالدوار تملكها و جعلها أوهن من الركض ورائها ..

إقتربت ميناس من بوابة القصر و هى تقنع قلبها بأن البعاد أسلم حل .. يكفيها عذاب .. فعذاب البعد أفضل من عذاب القرب ..
فقررت الإبتعاد .. و الإبتعاد فى الحب كمدمن المخدرات الذى يقلع أخيرا عما يتعاطاه .. قلبها يريد العودة لعذابه .. فقط ليبقى بجواره .. و لكنها أقنعته ثانية أن أعراض الإنسحاب ستقل تدريجيا مع مرور الوقت بعد خروج المخدر من دمها ..

وقفت ميناس فجأة و إلتفت ناحية شرفته .. و تلاقت أعينهما بشوق مرهق .. تشتاق من الآن .. فماذا ستفعل الأيام القادمة .. بل الساعات المقبلة .. إلتفت مجددا تخفى دموعها .. و طلبت من الحارس فتح البوابة .. و فتحها ..
و خرجت ..
شعر حمزة بروحه تفارق جسده ..و لم يشعر بتلك العبرة المتمردة التى إنسابت على وجنته .. ياليتها ظلت و تحملته أكثر بعد .

بينما إستندت غزل برأسها على باب شرفتها و هى تطالع ميناس بحزن .. و قالت فى نفسها بضيق :
- ما تزعليش يا حبيبتى .. كام يوم بس و هجيلك و هاخدك و هنبعد عن هنا و عن الحب الأنانى ده .. مش هتأخر عليكى يا ملاكى .



لملمت دنيا ملابسها و زينب واقفة على يدها و قالت بضيق :
- يا بنتى بس فهمينى .. هى ميناس قالتلك إيه ؟!
إلتفتت دنيا ناحيتها و قالت للمرة العاشرة بفقدان صبر :
- يا خالتى يا حبيبتى و الله زى ما قولتلك قبل كده .. هى إتصلت بيا و قالتلى إنها هتيجى البيت تقعد فيه و عوزانى معاها .. و ماقدرتش أسألها عن حاجة تانية لأن صوتها كان متدمر .
هزت زينب رأسها بعدم فهم و تسائلت بضيق :
- يا ترى هيكون فى إيه .. يكون الواد حمزة ضربها تانى .. بس ما هو بيضربها على طول و عمرها ما إشتكت .
رفعت دنيا حاجبيها بتعجب من بساطتها بالحديث و قالت بإندفاع :
- و هو عادى ما تشتكيش .. هو إنتى موافقة يا خالتى إنه يتعامل معاها بالطريقة دى .
طالعتها زينب بدهشة من حدتها بالحديث و نظراتها الغاضبة .. و سحبت نفسا طويلا و جلست على الفراش بجوار الحقيبة و قالت بوهن :
- ربنا يعلم إنه أنا أكتر واحدة كلمتها و طلبت منها تطلق منه .. بس هى ما وافقتش .. أنا قصدى إنه فارس قالى غزل كلمت دكتور كبير فى بلاد برة علشان حمزة و ممكن ربنا يكتبله الشفا على إديه .. تقوم ميناس تسيبه .. أكيد هيبقى محتاجها .
إنتبهت دنيا لخطأها .. فجلست بجوارها و قالت بأسف :
- سامحينى .. طلعت فى وشك زى البارودة بس من ضيقتى و الله .
ربتت زينب على كفها و قالت بحنو :
- عارفة يا بنتى .. خلاص روحى إستنيها و لما تعرفى حاجة عرفينى .
إبتسمت دنبا بخفوت و قالت بموافقة :
- حاضر يا حبيبتى .. ربنا يهدى .. الحمد لله إنى همشى و مهاب مش هنا .
مصمصت زينب شفتيها و وقفت بتثاقل و قالت بضيق :
- دلوقتى ييجى و يعملى مشكلة لو عرف إنك رجعتى .
أغلقت دنيا حقيبتها و هى تبتسم بخفوت و أجابتها بهدوء :
- عارفة .. لو حب ييجى يقعد معايا فى أى وقت إبعتيه يا خالتى .
ربتت زينب على ضهرها و قالت بحنو :
- حاضر يا بنتى .. خلى بالك من نفسك و من ميناس لغاية ما نعرف إيه اللى حصل .
حملت دنيا حقيبتها و قالت و هى تودعها :
- حاضر .. همشى بقا سلام يا حبيبتى .
طالعتها زينب بأسى و هى تنصرف أمامها و قالت بأسى :
- مع السلامة .. أنا عينى بترف من الصبح و قلبى مقبوض .
ثم رفعت عيناها ناحية السماء و قالت بقلق :
- إجعل المستخبى خفيف يا رب .



عادت ميناس لشقة جدتها .. تجذب حقيبتها و وجدت دنيا بإنتظارها .. صافحتها بصمت .. و دلفت لغرفتها مباشرة .. و تركتها دنيا على راحتها دون أى أسئلة .. فملامحها الحزينة تكفى .. و تفيض .
إستندت ميناس على باب غرفتها و إنزلقت عليه و خرت جالسة و هى تترك لدموعها العنان .. لن تسامح نفسها .. و لن ترحمها أيضا .. ستجلدها دون رحمة ...
كيف إستاطعت تركه بمفرده حتى و لو رغب هو بذلك .. من سيهتم به .. من سيعطيه دوائه بميعاده .. من سيجهز له ملابسه .. من سيطمأن عليه أثناء غفوته .. من سيحتمل تقلباته ...
ربما لن يأكل جيدا حزنا عليها .. و ربما أيضا لن يأخذ دوائه .. فهى تعلمه جيدا و تعلم مدى عنده و تيبس رأسه ...
لم تشعر بنفسها و هى تنحنى بجسدها و لامست كفيها الأرضية و إستقرت جبهتها على البساط و دموعها تتساقط كزخات المطر المنهمرة و ناجت ربها قائلة بنحيب :
- يا رب .. يا رب .. أنا مش عارفة اللى عملته ده صح و لا غلط .. بس تعبت .. و إنت اللى عالم بحالى و عالم باللى إستحملته .. ساعدنى ماليش غيرك .
وصل صوت نحيبها لدنيا الواقفة بجوار باب غرفتها تهز رأسها بحزن و قالت بضيق :
- اللى يشوف البنات دول و يشوف جمالهم .. يحسدهم على اللى هما فيه .. بس ما يعرفش هما عايشين أزاى .. و الله غلابة .

و أشاحت بيديها بعجز و توجهت ناحية غرفتها بصمت ....


قطعت ليال غرفتها ذهابا و إيابا .. و إيابا و ذهابا و دموعها لا تتوقف .. ثم ألقت بهاتفها على فراشها و قالت بصوت متحشرج :
- إنت فين يا رامى .. ليه مش بترد .
إنتبهت لطرقات على باب غرفتها .. فسارت نحو وهى تكفف دموعها .. فتحت الباب بحالتها المذرية تلك .. فوقفت أمامها نشوى بتصنم و هى تطالع إحمرار وجهها و عيناها .. فسألتها ليال بضيق :
- عاوزة حاجة يا نشوى .
إبتلعت نشوى ريقها بتوتر و قالت بعملية :
- أنا طلعت الغدا للعرسان و بخبط على الباب محدش بيرد .
زفرت ليال بضيق و قالت ببديهية :
- أكيد نايمين يعنى .
حركت نشوى كتفيها و قالت بهدوء :
- بس يا فندم العريس خرج من بدرى .
تعجبت ليال مما سمعته و قطبت حاجبيها بعدم فهم و قالت بتوجس :
- نزل راح فين ؟!
_ مش عارفة يا فندم .
حركت رأسها بيأس و قالت بتعجب :
_ هو إيه اليوم ده .. يعنى ميناس كان عندها حق لما قالتلى أخلى بالى من غزل .
إنتبهت لإسترسالها فى الحديث و لوقفة نشوى أمامها فقالت بجدية :
- روحى إنتى يا نشوى و أنا هتصرف و أديكى خبر .
أومأت نشوى برأسها بالإيجاب و قالت :
- تحت أمرك يا فندم .
و تركتها و سارت قليلا و هى تغمغم بتعجب و ضيق :
- قال و أنا كنت متضايقة من حمزة و ميناس بس .. أه جاتلى فرقة مجانين .. ربنا يعنى على كمية الجنان و الهبل دى كلها .. واحدة سابت البيت و مشيت و عريس هربان من عروسته ... يالا و أنا مالى .



صعدت ليال لجناح غزل و طرقت الباب .. فلم يأتها رد .. حاولت فتحه فوجدته مغلق .. ظلت تحاول دون جدوى .. ثم إنتبهت أنها لا تحمل هاتفها .. فعادت لغرفتها مجددا .. و شعورها بالدوار يزداد و تسارع دقات قلبها تزداد ....
حملت هاتفها فوجدت رامى قد هاتفها كثيرا .. فردت عليه قائلة و قد زادت نوبة بكائها :
- إنت فين ؟!!
إنتبه لحشرجة صوتها و بحته المرهقة فإعتدل فى جلسته و أشار للعمال الجالسين أمامه بالخروج و تركه و أجابها قائلا بقلق :
- أنا فى المصنع ما إنتى عارفة يا لولو .
حاولت تجميع جميع أحبالها الصوتية التى بدأت فى الهروب و قالت بوهن :
- إلحقنى يا رامى .
رد بقلق بالغ و هو يحمل مفاتيحه من على مكتبه بالمصنع و يتوجه ناحية باب الخروج :
- إهدى و بطلى عياط .. مالك إنتى كويسة .
تحول بكائها لنحيب و بدأ صوتها بالإختفاء .. و عانت من صعوبة بالتنفس .. و فجأة .. إحتلت عيناها غمامة رمادية و إختفى الكون من حولها و سقطت مغشيا عليها .. إنتبه رامى لصوت إرتطام شئ بالأرض فهتف قائلا بقوة :
- ليال إنتى سمعانى ؟!!
لم يأته صوت .. فصرخ قائلا بحدة :
- ليااااااااال .
و ركض مسرعا مصطدما بكل من قابله دون الإعتبار لشئ .. حتى وصل لسيارته و صعدها مسرعا و قادها بيدين مرتجفة من توتره و حاول كثيرا مهاتفة ليال و لكن بقى هاتفها لا يستجيب لإتصالاته ...
فهاتف رقم القصر الأرضى .. فأجابته نشوى بهدوء :
- ألو .
صرخ بها رامى قائلا و هو يتابع الطريق بعينين زائغتين :
- حد يطلع بسرعة لأوضة ليال .. بسرعة.. و أنا فى الطريق .
أجابته بتلعثم من صراخه به بصوته الأجش الغاضب :
_ فى حاجة يا فندم انا كنت معاها من شوية .
صرخ بها قائلا بشراسة :
_ و هو أنا لو أعرف كنت سألتك .. إطلعيلها بسرعة .. يالا .
بهتت من صراخه المتكرر و قالت بإنصياع :
- حاضر يا فندم .
و أغلقت الخط و هى تقول بحدة :
- مالها هى كمان .. يا رب خرجنى من هنا باللى باقى من عقلى .
و صعدت الدرج مسرعة .. طرقت باب الغرفة فلم يأتها رد .. ففتحت الباب و دلفت للداخل ليرتفع حاجبيها بشدة و قلق و هى تطالع ليال الممددة على الأرض و المغشى عليها .. فوضعت كفها على فمها و شهقت بداخلها بقوة ...


إبتسمت شفتيه بخفوت و هو يتابع تلك الصور العفوية لها .. بريئة .. و ساحرة .. و مشاغبة .. و جميلة .. جدا ...
طالع تلك الصور كثيرا من قبل .. لم تختلف كثيرا عن مرحها و هى طفلة .. نفس الإبتسامة الصافية من القلب .. نفس النظرات الفيروزية الحادة و التى تنم عن ذكائها .. و رفعة حاجبها البغيضة تلك و هى تطالعه بتكبر و غرور ...

إتسعت إبتسامته و هو يطالع شاشة حاسوبه الخاص و الذى إحتفظ به بسره الأكبر .. صور صغيرته غزل ..
و الآن أضاف إليهم صورهما سويا بحفل زفاف رامى و ليال و صورها المشاغبة و الطفولية مع مهاب .. و صور زواجهم بحديقة القصر و رقصتهما المثيرة التى يتمنى أن يعيدها معها مرة أخرى ...
هل يعقل ما مر به حتى الآن .. يتمنى و تتحقق أمنيته المستحيلة و تعود له صغيرته و هو الذى يضيعها من بين يديه مجددا ..
بهتت إبتسامته و هو يقسم شاشة حاسوبه لنصفين .. نفس الصورة .. فى كل شئ ..
هنا و هما صغار و غزل تحتضن دميتها و الذى أهداها إياها تطالع عدسة الكاميرا بسعادة بينما هو يتطلع نحوها بنظرة شمولية تملكية .. و لم لا و هى ملكه هو ..
و هنا و هما بزفاف رامى و غزل تحتضن دميتها الجديدة مهاب و الذى أهداه إليها أيضا و تطالع عدسة الكاميرا .. نفس النظرة السعيدة بينما هو يتطلع نحوها بنظرة أكثر شمولية بفستانها الجمرى و تملكية بشراسة ...
إبتسم بسخرية لاعنا عقله وقتها .. فتلك المغوية كانت تتلاعب به و هو لا يدرى .. لم تدخر جهدا و فازت .. و لكنها أصابت نفسها بمرض لن تشفى منه بحياتها .. عشقه ..

أخرجه من شروده رنين هاتفه .. فحمله و طالع شاشته بتعجب و رد بتوتر :
- عاوز إيه يا إبنى .
صاح به رامى بضيق و هو يضغط بوق سيارته بقوة لتتنحى السيارات التى أمامه و يكمل طريقه بسرعة :
- إنزل بسرعة يا فارس و خلى غزل تشوف ليال كانت بتكلمنى و فجأة سمعت حاجة وقعت و صوتها قطع .
وقف فارس مسرعا و قال بخحل :
- بس .. بس أنا مش فى القصر .
زم رامى شفتيه و قال متعجبا :
- أمال فين .. وسايب عروستك ليه ؟!!
رد فارس بقوة و هو يحمل هاتفه و مفاتيحه منصرفا من شقته الخاصة :
- مش وقته .. أنا هسبقك على هناك .
أجابه رامى بعجز :
- طيب .. بس لو وصلت قبلى طمنى الله يخليك .
أغلق فارس باب شقته و وقف أمام المصعد و أجابه :
- حاضر .
و أغلقا الهاتف .. و رامى يضرب مقود سيارته بقوة فاقدا صبره .. و قلقه على ليال وصل لأقصى مراحله ..

وصلا الإثنان للقصر سويا ..إقترب فارس من رامى المتوتر و قال لتهدئته :
- إهدا هتكون بخير إن شاء الله .
أومأ له رامى برأسه و دلفا القصر مسرعين .. تابع حمزة ركضهم فرفع حاجبيه بتوجس .. و سألهما متعجبا :
- فى إيه يا عم إنت و هو .. بتجروا ليه كده .
لم يجيباه و إنطلقا .. فقال فارس لرامى و هو يستجمع أنفاسه و يشير بيده على طابقه :
- هطلع أجيب غزل و هجيلك .
و تركه و أكمل صعوده راكضا ...
دلف رامى لغرفته مسرعا و وجد ليال مازالت ممددة على الأرض و نشوى بجوارها تحاول إفاقتها .. حملها و وضعها على فراشهما و دثرها و هو يطالع شحوب وجهها الذى مازال محمرا من البكاء .. و خرج مسرعا و صاح بصوت عالى :
- يا فارس .. خلى غزل تيجى بسرعة الله يخليك .
دلف فارس لجناحه و بحث عنها فوجدها تجلس بالشرفة كعادتها بإسدالها و سبحتها .. فصاح بها بغضب من برودها و هدوئها المستفز :
- إنتى مش حاسة بالمصيبة اللى إحنا فيها يا هانم .
وقفت غزل مسرعة و قالت بقلق :
- فى إيه .. و هعرف منين و إنت حابسنى هنا .
زفر بضيق و قال مسرعا بحدة :
- مش وقته تعالى معايا .. ليال الظاهر تعبانة و .... .
لم تمهله وقت لمتابعة حديثه و ركضت مسرعة و إرتطمت به بقوة و توجهت مسرعة ناحية جناح ليال ودلفت غرفتها بقلق ....

فوجدت رامى يجلس بجوارها و هو يستجديها لأن تجيبه فقالت مسرعة و هى تجلس بجوارها على الفراش و تعاين عينيها :
- إخرج بره يا رامى بسرعة .. تعالى ساعدينى يا نشوى .
إقتربت منها نشوى و خرج رامى ممتثلا لأمرها بإرتباك .. مرت دقيقتين و خرجت غزل من الغرفة و وقفت أمامهما و قالت لفارس بجدية :
- فى الدولاب بتاعى هتلاقى شنطة الإسعافات بتاعتى هاتها لو سمحت.
رد فارس مسرعا :
- حاضر .
و ركض على الدرج .. إلتفتت لتعود فوقف رامى أمامها و تسائل بفضول بقلق :
- ليال مالها يا غزل ؟!!
دفعته غزل من صدره و قالت متأففة :
- أووف .. إبعد دلوقتى لو سمحت .
و عادت لغرفة ليال .. عاد فارس أيضا و هو يحمل حقيبة غزل .. فأخذها منه رامى و دلف لغرفته .. و بعد قليل خرج و هو يسب و يلعن .. ضحك فارس ساخرا و قال بمزاح :
- طردتك مش كده .
كتف رامى ذراعيه خلف ظهره و إستند على الحائط بكتفيه و قال بضيق :
- إنت مستحملها إزاى دى .
ضحك فارس بخفوت و هز رأسه بيأس بينما تابع رامى تهكمه قائلا بحدة :
- فهمت أنا إنت سايبلها الدنيا و هربان ليه .
رد فارس مسرعا بحزم قاطع :
- ما تتدخلش فى اللى مالكش فيه .
فسأله رامى بجرأة :
- هى البت دى طلعت مش سليمة و لا إيه .
إتسعت عينى فارس و إستشاطت نظراته و لكمه فى وجهه .. فسقط رامى على الأرض و قد نزف أنفه من آثر تلك اللكمة المفاجأة .. إنحنى فارس ناحيته و رفع سبابته فى وجهه و هو يحدجه بنظرات غاضبة مشتعلة قادرة على إذابة عظامه حيا و قال بصرامة :
- أنا ممكن دلوقتى أقطعلك لسانك .. بس أنا هعمل حساب للدم اللى بيجرى فى عروقنا ده .
وقف رامى منتصبا و هو يزيل تلك الدماء المتدفقة من أنفه و قال معتذرا بخجل :
- أنا آسف .. مش عارف قولت كده إزاى .
فهدر به فارس بعصبية كالطود الأشم :
- ترضاها على مراتك ؟!
طأطأ رامى رأسه بخجل و إقترب منه قائلا بنبرة منكسرة :
- ﻷ طبعا .. بس خوفى على ليال لخبطنى .. مش أكتر و الله .
خرجت غزل من الغرفة و على وجهها إبتسامة مشرقة .. تطلعا إليها الإثنان بتعجب فبادر رامى بالحديث و سألها بقلق :
- ليال مالها يا غزل ؟!
حركت غزل كتفيها بغرور و قالت بفرحة :
- المدام حامل .
فرفع رامى حاجبه بحدة و سألها ببلاهة :
- مدام مين !
ردت غزل و هى منهارة من الضحك قائلة بعملية :
- مدام ليال زوجة حضرتك حامل .. هتبقى أب يا رامى .
إتسعت عينى رامى بفرحة و قبض على ذراعيها و قال بقوة :
- إحلفى .
زادت ضحكاتها و قالت بمداعبة :
- هو أنا سباك واقف قدامك .. قولتلك حامل .
هزها بعنف و قال برجاء :
- إحلفى .. ليال حامل فى إبنى .
جذبه فارس من مؤخرة عنقه بضيق بعدما لامست يديه شيئا يخصه .. وحده .. و قال بتهديد حازم :
- شيل إيدك لقطعهالك .
إنتبه رامى لتمسكه بذراعى غزل .. و تركها مسرعا و أجابه و هو يقفز من فرحته :
- آسف .. أنا .. أنا مش مصدق .. ليال حامل .
ثم إلتفت ناحية فارس و طالعه بنظرات غالبها الدموع و قال بسعادة :
- ليال حامل يا فارس .
إبتسم فارس بسخرية على حالته و إحتضنه قائلا بهدوء :
- مبروك يا أبو حمبوزو .
إبتسمت غزل على مزحته و قالت لرامى بجدية :
- بكرة تاخدها للمستشفى بعد الإمتحان .. لدكتور محمد هو كويس جدا و هترتاح معاه .
إبتعد رامى عن فارس و هو عابسا بوجهه و إلتفت إليها قائلا بضيق :
- دكتور ﻷ .. لو دكتورة ماشى .
تطلعت إليه غزل بإزدراء و قالت بحدة :
- إنت old fasion جدا يا رامى .
أجابها رامى مسرعا :
- مش مهم بس ما تتكشفش على راجل غيرى .
رفعت غزل عيناها بملل و قالت بضيق :
- هو ده اللى همك .
أجابها بإصرار شديد :
- أيوة .. مافيش راجل هيتابعها و لا هيولدها إن شاء الله .. أنا اللى بيجرى فى عروقى ده دم مش مايه .
ضحكت غزل بإستخفاف و قالت بسخرية :
- لا و الله .. طب و دكتور التخدير لما تيجى تولد .. هتجيبه دكتورة ست .. و لا دكتور الأطفال اللى هيطمن على البيبى هو كمان هتخليه ست .
طالعها مطولا قبل أن يجيبها ببرود :
- أيوة .. الطقم كله هيبقى ستات .. ده إحنا أصحاب المستشفى يا .. يا دكتور .
لاحظت غزل دماء خفيفة بجوار أنفه .. فعاينته بقوة و سألته بقلق :
- إيه الدم ده .
أشاح رامى بيده قائلا بإستخفاف :
- مش مهم .. أنا آسف يا غزل .. و شكرا قوى .
و تركها و دلف مسرعا لليال ..زمت غزل شفتيها متعجبة من إعتذاره و قالت بسخرية :
- هو إتجنن ده و لا إيه .
ثم تطلعت لفارس بقوة و قالت ببرود :
- تعالى نبارك لهم و نطلع أوضتنا .
و تركته و دلفت للغرفة ..أخرج يديه من جيبى بنطاله و تبعها و هو يزفر بضيق ..
جلس رامى بجوار ليال التى لم تهدأ دموعها على الفراش .. و ربت على كفها و سألها بقلق :
- بتعيطى ليه دلوقتى المفروض تكونى فرحانة .
ردت غزل موضحة :
- دى لخبطة هرمونات و لازم تتعود يا أبو حمبوزو .
إبتسم فارس على ترديدها لإسم حمبوزو و قال لليال بإبتسامتة هادئة :
- مبروك يا ليال .
رفعت ليال نظراتها المحتدة ناحية فارس و التى كانت تحمل غضبا شديدا و قالت بعصبية :
- حابس غزل فى أوضتها ليه يا فارس .
نزلت كلماتها كالصاعقة على رؤوس الجميع .. و ساد الصمت لثوانى ..حتى إحتضن رامى وجهها بين كفيه و قال لها مهدئا :
- إهدى يا لولو .. دى حياتهم و هما حرين .
إلتفتت برأسها ناحية رامى و قالت بحدة :
- هما حرين إزاى .. بقولك حابس عروسته يوم الصباحية .. هو ده عادى عندكم و لا أنا اللى مش فاهمة حاجة .
هدأها رامى قائلا بقلق و هو يربت على وجنتاها بلطف :
- هشش .. خلاص يا عسلية و هما هيفهمونا .
أجابتها غزل و هى تلف ذراعها حول خصر فارس الذى تعجب من فعلتها و طالعها بطرف عينيه و هى تقول :
- إنتى فاهمة غلط يا ليال .. ده موضوع هزار بينى و بين العوو .
ضحكت ليال ساخرة و قالت بعيون زائغة :
- هزار مش كده .
رفعت غزل عينيها لفارس و طالعته بنظرات ذات مغزى .. فأحاط كتفيها بذراعه و قال مؤكدا :
- مافيش حاجة بينا يا ليال إنتى فاهمة غلط .
لم تحيد ليال بعينيها عن عينى غزل و دموعها ما زالت تسقط و قالت بضيق :
- بتضحكى على مين .. بلاش تمثيل .. أنا دلوقتى متأكدة إن فى مشكلة بينكم .. و كبيرة كمان لأنك قولتى العوو مش فارس .
تأفف رامى من تماديها و قال بضيق :
- إنتى هتعملى فيها المفتش كرومبو .. ريحى دماغك هما أحرار .
و جذب وجهها ناحيته بأنامله و قال بإبتسامة هادئة :
- إفرحى يا لولو بإبننا و بس .
زاد إنهمار دموعها و تشنج ملامحها و قالت بألم :
- عاوزنى أفرح إزاى و أختى لمت هدومها و سابت البيت و مشيت .
وقف رامى متعجبا و قال بغضب :
- بتقولى إيه ؟!
أجابته ليال و هى تدفن وجهها بين راحتيها بحزن :
- ميناس مشيت .. سابتنى و مشيت .
إبتعدت غزل عن فارس و قالت بقوة :
- المفروض ما تزعليش يا ليال .. خروجها كان هيحصل سواء دلوقتى أو باعدين .
ثم تطلعت بفارس بنظرات متصلبة و قالت بعمق :
- هو ما يستاهلش حبها .. و كان لازم تبعد عنه.. حتى لو هتتعذب .. بس هى صح .
وصلت رسالتها لفارس و فهم مغزى كلماتها الموجهه له و أشاح بوجهه بعيدا عنها و قال بغضب :
- و إزاى إحنا ما نعرفش بالكلام ده .
كففت ليال دموعها و قالت بضيق :
- و هو إنت كنت هنا .. علشان تعرف و لا متعرفش .
كظم غيظه بصعوبة و خرج مسرعا تبعه رامى و هو يقول له مهدئا :
- إستنا يا عوو .. نفهم بس الأول .
لم يجبه و ترجل الدرج مسرعا يتبعه رامى .. وقفت ليال و سارت ناحية غزل و طالعتها بقوة و سألتها بهدوء :
- فى إيه بينكم يا غزل .. صارحينى يا حبيبتى .
إبتسمت غزل بسخرية و قالت بإستياء :
- طبعا أول حاجة هاتيجى فى بالك إنى ما كنتش فيرچن .. صح .
هزت ليال رأسها بقوة و قالت بصوت يرتعد :
- أبدا والله .. أنا عارفاكى كويس و عارفة بتخافى ربنا إزاى .
جلست غزل على مقعد ورائها و قالت بفتور :
- كويس إنك عارفة .. لأنى أنا نفسى مش عارفة .
جلست ليال مقابلة لها و إبتسمت رغما عنها بعاطفية و قالت بهدوء متعقل :
- أنا مش عايزة أعرف إيه اللى بينكم .. بس فارس طيب .. هو عصبى و متسرع بس و الله بيحبك .
تنهدت غزل تنهيدة طويلة مثقلة و قالت بقنوط :
- الدنيا دى غريبة جدا .. أوقات نقابل ناس و نحبهم حب سطحى و علاقتنا بيهم تبقى كويسة جدا .. بس لو تعمقنا فى علاقتنا دى و فى حبنا كمان .. بنتوجع قوى و تزيد المشاكل و الخلافات .. ليه ..مش فاهمة !!
خبت إبتسامة ليال و هى تتعمق فى عينيها و كلماتها تدور و تدور برأسها و هى تفكر و بقوة .. ما بداخل تلك الجمجمة الحزينة كصاحبتها ...
غزل تبدو كأنثى الأسد .. ناعمة و متربصة .. حتى أنك لو طالعت وداعتها و هى هادئة و طالعت أقدامها لن تجد بها مخالب شرسة كالتى نراها ظاهرة من العدم بمجرد ما تستعد للإنقضاض على أحدهم .. سواء دفاعا عن النفس .. أو من أجل النجاة بالحياة .. كحق مشروع فى تناول وجبتها .. من أى فريسة ..


إنتبه حمزة لتقدم فارس ناحيته بنظرات مشتعلة غاضبة و جاهزة للإنقضاض عليه .. فإبتلع ريقه بتوجس حتى وقف أمامه .. فقال مسرعا بتعجب :
- ليال مالها يا رجالة .
أجابه رامى مسرعا و هو يتسائل بضيق :
- سيبك من ليال دلوقتى .. فين ميناس .
طأطأ حمزة رأسه بضيق .. و قال بحزن :
- إحنا هنتطلق خلاص .
أصدر فارس صوتا نابيا تعبيرا عن غضبه و قال بصوت موجع فى سخريته :
- ليه إن شاء الله .. مالكش كبير تسأله قبل ما تتصرف يا حيلتها .
إنتبه رامى لشرارات فارس الغاضبة و التى تنذره بالأسوء فوقف أمامه و قال بهدوء :
- إهدا يا فارس مش كده .. عاوزين نفهم .
قبض قبضتيه بقوة كاظما غضبه و قال و جسده ينتفض إنفعالا :
- ما تقوليش أهدا .. لما خلاص قربنا نلاقى علاج لحالته يخليها تسيبه .
لف حمزة بكرسيه و توجه لغرفته قائلا بجفاء :
-خليكوا فى حالكم .. أنا هبقى أكلم الحاج و أعرفه .
و حرك كرسيه ناحية غرفته مسرعا .. إستوقفه رامى قائلا بسعادة :
- ليال حامل يا حمزة .. أنا هبقى أب .
إلتفت حمزة إليه مسرعا و قال بفرحة حقيقية إفتقدها منذ زمن :
- مبروك يا زميلى .. بجد فرحتلك من قلبى .
إبتسم إليه رامى بخفوت و قال بهدوء :
- الله يبارك فيك و يهديك .
تنهد حمزة بألم و قال مازحا :
- عاوزين بقا عروسة للواد مهاب .
وضع رامى يده بجيبه و قال نافيا :
- لا يا عم أنا عاوز ولد مابحبش البنات .
وقف فارس بينهما عاقدا ذراعه أمام صدره و يتابع حوارهما الهادئ و المازح .. تقريبا .. ليرد حمزة على رامى قائلا بضجر :
- و إنت تطول يبقى عندك بنت و تكون حلوة كده زى ليال .
إبتسم رامى بسخرية و قال بريبة :
- لا يا عم أجيب بنت تخلى عينى وسط راسى و أفضل ألف وراها يمين و شمال .
ضرب فارس كفيه ببعضهما و قال ساخرا :
- عليا النعمة مهاب إبنى فيه مخ عنكم .. إنتوا فى إيه و لا فى إيه .. جاتكم الهم .
و تركهم مبتعدا و صعد الدرج مسرعا .. تبعه رامى قائلا بملل :
- إستنى يا عوو .. هو أنا هقضيها جرى وراك كده.
وقف فارس ممتعضا و قال بحزم :
- عاوز إيه ؟!
وقف أمامه و سأله بتوجس متطلعا لقبضته بقلق :
- فى إيه بينك إنت و غزل .. هو إنت لحقت .
زفر فارس بضيق و قال بنبرة ماجنة مطالعا إياه بعينين حادتين النظر :
- و إنت مالك .. خليك فى مراتك الحامل و إنسانى .. تمام .
إستطرد رامى حديثه و قال بتأنى :
- بس يا فارس ل.... .
قاطعه فارس قائلا بحدة آمرة :
- خلى ليلتك تعدى على خير إنت كمان .. و إطلع من نافوخى .
و تركه و إبتعد .. زمت نشوى شفتيها و حركتهما بإمتعاض و قالت بصوت هازئ خفيض :
- أنا قولت عيلة مجنونة .. لأ .. عيلتين مجانين .. لما أرجع أحسن البنات تقلدنى .

مر فارس أولا على جناح ليال و صاح بغزل قائلا :
- غزل .. إنتى هنا .
ردت بصوتها المغوى الساحر :
- أيوة يا حبيبى .. جاية أهه .
حتى و لو بالكذب فسماعه لكلمة حبيبى منها جعلت دقة من دقات قلبه ترتعش فرحة .. إقتربت منه و مرت من جواره و ما أن أصبحت بمحاذاته حتى طالعته بطرف عينيها بقوة .. و تركته و صعدت لجناحها ..
تبعها فارس بوجه ممتعض من نظراتها القوية و التى لم تتأثر بما فعله بها .. لن يتراجع حتى تنهار أمامه و تعترف بخطأها ..

خلعت غزل إسدالها و عادت لعملها على حاسوبها .. أغلق فارس الباب ورائه و دلف للغرفة .. و حمل منشفته ودلف للمرحاض بصمت .. و خرج بعد فترة يبحث عنها فوجدها جالسة على طاولة الطعام و تتناول وجبة غدائها بشراهة .. فإقترب منها و قال ساخرا :
- هو أنا كل ما أشوفك هلاقيكى بتاكلى .. إيه الفجع ده .
لم تعره إهتماما و أكملت تناولها لوجبتها .. فزفر بضيق و صاح بها قائلا بغضب :
- أنا مش بكلمك و لا كلب و بيهوهو .
ضحكت غزل ضحكة عالية و قالت بلهاث :
- بتإيه .. بتهوهو .. زى البوبى يعنى .
كانت تتحدث و فى فمها طعام .. فشرقت و أخذت تسعل بقوة .. فضحك عليها ضحكة عالية قائلا بتشفى :
- تستاهلى .. علشان تبقى تتريقى عليا .
و ناولها كوبا من الماء و قال بقلق :
- خدى المية دى إشربى .
لم تأخذه منه و شربت من كوبا آخر .. فوضعه بقوة على الطاولة و قال بصوت محتقن :
- أنا غلطان اللى خفت عليكى .
و تركها و دلف للغرفة .. و هو يتجولها بغضب .. لم يرى ببرودها من قبل .. عريس و ترك عروسته ليلة زفافهما ماذا سيحتاج أكثر ليجعلها مقهورة و محطمة أمامه ...
لابد و أن هناك سرا وراء جمودها ذاك .. لم تعشقه .. هز رأسه بقوة نافيا .. لأنه يعلم أنها رغم كونها لعوب و مستهترة إلا إنها تعشقه .. مؤكدا ...

بعد قليل سمع صوت ضحكاتها الرنانة .... فانتبه جيدا .. و إقترب من الباب و إسترق السمع .. فسمعها تقول بنعومة :
- إنت وحشتنى أكتر يا حبيبى ....... هانت يا عمرى و هفضل معاك على طول ....... و أنا كمان بحبك قوى ....... ربنا يخليك ليا ..... خلى بالك من نفسك و ..... .
جذب فارس هاتفها و قال لمحدثها بغضب :
- ألو ... إنت مين يا حيوان إنت .



إنتظرونى فى الجزء الثانى من الفصل التاسع عشر ....

قراءة ممتعة .....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-19, 02:56 AM   #240

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

أرجو أن ينول ذلك البارت إعجابكم جميعا ... هستنى تعليقاتكم و ملاحظاتكم ..
و أتمنى تناقشونى كعادتنا ....

و توقعاتكم يا جماعة و تنويه اللى هيقول صح مش هقوله ... هسيبكم تتخيلوا القادم معى ....

ياسمين أبو حسين ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.