آخر 10 مشاركات
116- الخير والشر - روايــات ألحــــــــــــــــــــــان (الكاتـب : Just Faith - )           »          115 - عودة الماضى - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          117 -حبيبتي وصديقي ..- روايات ألحــــــــــــــــان (الكاتـب : ريبانزيل - )           »          114 - رجل بلا احساس - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )           »          113_ لعبة الحظ_منتديات روايتي الثقافية**روايات ألحــــــان** (الكاتـب : اسفة - )           »          112 _لعبةالقط والفار_منتديات روايتي الثقافية**روايات ألحــــــان** (الكاتـب : اسفة - )           »          111- مطاردة بحرية- روايات ألحـــان (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          110_ملاك الرحمة_منتديات روايتي الثقافية **روايات ألحــــــان** (الكاتـب : اسفة - )           »          109 -لن نفترق ابداً -**روايات ألحــــــان** (الكاتـب : اسفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-19, 09:49 PM   #251

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي


مساء الورد تسجيل حضور 🎉😍♥️

taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-19, 11:38 PM   #252

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
تسجيل حضوووووور🌹🌹🌹


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 12:28 AM   #253

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع عشر الجزء الثانى :
********************************

وسقطت الصفعة ....
هنا توقف سيل الكلمات ..
و إنطلقت من قلبى الآهات ...
و عادت للخلف الساعات ..
إنتهت ..
نعم إنتهت أحلامى الوردية ..
و تحطمت أمواجى البريئة ..
على صخور قلبك العتية ...
و إغتلت بداخلى تلك القطة البرية ...
إرحل ...
فقط إرحل و إتركنى لعذابى ...
لوحدتى ... لآلامى .. لغربتى ..
أو إتركنى أرحل ..
و أنا سأعتنى بنفسى .. بروحى ..
بعقلى .. بقلبى ..
آآآه .. يا قلبى ..
أميل عليك .. و تضمنى و تواسينى ..
أنقذ لأعماقك الدافئة و تحتوينى ..
فقد آن أوان أن تداوى نفسك و تداوينى ...
ببساطة إنها النهاية ..
النهاية ..



إنتفضت واقفة بعدما جذب فارس هاتفها و قال لمحدثها بغضب و عيناه تشع شررا خطيرا :
- ألو ... إنت مين يا حيوان إنت .
لم تتمالك نفسها تلك المرة و جذبت الهاتف منه و قالت بإزدراء من تهكمه على خصوصيتها :
- هات الفون بتاعى .. إنت همجى و متخلف .
كانت إهانتها له الشرارة التى يخرج بها ذلك الغضب الذى ينهشه منذ أيام و هو يهوى بكفه و يصفعها على وجهها بقوة جعلت وجهها يلتف بحدة و ترنحت قليلا .. قبل أن تفطن لما حدث قبل برهة ..
هل صفعها .. تراءت أمام عيناها خيالات لوالدتها و والدها يصفعها حين تعارضه أو تغضبه ...
صرخ قلبها قائلا بألم " أمى .. هل تألمتى هكذا مرارا .. هل شعرتى بذلك الخزى و العجز مرارا .. هل فقدتى جزءا من روحك و كرامتك مع كل صفعة " ...
خرجت من شرودها على صوته الأجش الجاف و هو يهدر بها بعصبية قائلا بشراسة :
- ده إنتى وقحة بشكل .. و لو طولتى لسانك تانى هقصهولك .
و جذب الهاتف من يدها مجددا و هى تنتصب فى وقفتها و قد إرتسم الذهول على وجهها بقوة .. بينما رفع فارس الهاتف على أذنه و قال بصوت مخيف :
- رد يا حيوان .
- مالك بس يا عوو متنرفز ليه .. و ما تزعقش لماما تانى مفهوم .
رفع فارس حاجبيه بتعجب جلى و هو يبتلع ريقه بصعوبة من صدمته بعدما ميزت أذنيه صوت مهاب .. فقال محرجا :
- مهاب ؟!!
أجابه مهاب بمداعبة :
- أيوة يا بابا وحشتنى .
تحولت نظراته لغزل الواقفة و يدها على وجهها و تتحسس مكان صفعته و عيونها تتوعده بقوة و تخبره بأن حسابه قد زاد .. و طفح الكيل .. و قد إمتلأت بحقد يكاد يحرقه ..
أنهى فارس المكالمة مع مهاب قائلا بهدوء :
- و إنت وحشتنى أكتر .. هبقى أكلمك تانى .. سلام يا صاحبى .
- سلام يا بابا .. و بوسيلى ماما .
تنهد فارس مطولا و أجابه بوهن :
- حاضر .
و أغلق الهاتف .. و قذفه على الطاولة و تركها و دلف لغرفتهما هاربا من نظراتها الحادة و الثاقبة كسهم مسموم ... يخترقه بلا توقف ...
إنكمشت ملامح غزل و هى تقاوم ذرف دموعها .. حتى لا ينتبه لضعفها و يتشفى بها ذلك الجلمود الثلجى ..
إنتهى وقت التفكير .. و حان وقت التنفيذ .. لن تتحول لنسخة مجددة من والدتها و تلقى مصيرها المؤلم ..
إنهارت جالسة على أحد الأرائك و هى تسب الرجال أجمعين .. تختلف هيأتهم .. أصواتهم .. شخصياتهم و لكنهم سيظلون صنف همجى متعصب يستغل قوامته فى قهر النساء حتى يزداد شعورهم برجولتهم ...
أخرجها من حقدها و نظراتها الحادة صوت الآذان .. فترائت أمامها صورة والدتها مجددا .. و هى تقوى و تعود لرغبتها بالحياة و المواصلة عن طريق صلاتها .. حاربت أناس أقوى من أى وحش مفترس بصلاتها و جزائها بالنهاية كان الموت .. فقالت غزل بنفسها بتهكم صارخ .. بماذا إستفادت أمى من الصلاة .. و ماذا قدم لها الله مقابلا لإيمانها و حبها له .. إغتالتها آيادى حقيرة و هو يقف ساكنا ...
ليصدح المؤذن قائلا بقوة .. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .. فإتسعت عيناها ذعرا و رفعت كفها على فمها بصدمة .. ماذا قالت حتى و لو بينها و بين نفسها ..
وقفت مسرعة و توجهت راكضة للمرحاض لتتوضأ .. و هى تستغفر بدموعها ....

وقف فارس فى شرفة غرفته يدخن سيجارا .. إنتظر قدومها لتنفجر به لائمة .. و ساخطة و ربما تتوعده .. و لكنها لم تأتى .. طالت وقفته فدلف للغرفة بتثاقل .. لينفغر فمه ببلاهة ....
وجدها تصلى و قد أطالت بسجودها .. فسئل نفسه بتعجب ما هذا التناقض الغريب بشخصيتها .. ففتاة لعوب مثلها مؤكدا لا تتذكر ربها من الأساس ...
فتسائل بقوة هل هى مذنبة أم مؤمنة .. جلس على مقعدا مجوار له واضعا ساقا فوق الأخرى و هو يتابعها بهدوء .. حتى إنتهت ..
وقفت و خلعت إسدالها بهدوء و قوة إكتسبتها من صلاتها و مناجاتها لربها .. و عادت للفراش بهدوء و إنهمكت بعملها بإهتمام ..و هى تراسل ذلك البروفيسير الأميريكى عن حالة حمزة ...
تطلع إليها فارس بغضب .. فهى لم تصرخ و لم تتذمر فقط تعود لعملها على هذا الشئ البغيض .. إشتد غضبه من برودها ..فوقف مسرعا و حمله من أمامها و قال بإهتياج :
- و الله إنتى و لا عندك دم و لا عندك كرامة .
رفعت عيناها ناحيته و هى تطالعه بنظرات فاترة و قالت بحزم :
- سيب اللاب توب بتاعى لو سمحت .
- ﻷ .
رده كان مقتضب بشكل حازم .. فإبتسمت بسخرية و هزت كتفيها بلا مبالاة و قالت بصوت هازئ بسيط :
- خليهولك .
و طالعت التلفاز و أخذت تتنقل بين قنواته بشرود .. فتمدد على الفراش و قال بتذمر :
- وطى صوت البتاع ده .
فإلتفتت برأسها ناحيته و قالت بضيق :
- نقفله خالص علشان عيونك .. و هسيبلك الأوضة كمان .
وقفت و تطلعت إليه بنظرات لا تحمل أى تعبير .. نظرات ميتة من عينين إغتالهما بإنتقامه الواهى .. و تركت الغرفة و وقفت أمام شرفة الجناح مستندة على إطارها بحزن .. تتأمل الحديقة الخلفية للقصر ..
أضائت عيناها ببريق خاطف بعدما جائتها فكرة شيطانية .. فإستدارت و دلفت للغرفة مرة أخرى تحت أنظاره و إرتدت سترة رياضية و وضعت قبعتها على رأسها .. و خرجت مندفعة بحماس ...
زم شفتيه بتعجب و قطب حاجبيه بشدة من تصرفها الغريب و المريب أيضا ..
فتحت الشرفة و وقفت بداخلها و أخذت تنظر لسور رفيع نوعا ما يربط بين شرفتها و شرفة مجاورة لها خاصة بالممر الذى يؤدى لجناحهما .. فكرت قليلا لو أنها تمكنت من القفز عبر شرفتها و سارت على هذا السور بحذر و وصلت للشرفة الأخرى فيمكنها حينها الهروب ..
- إحنا فى التالت و لو وقعتى من هنا هتتقطم رقبتك و تموتى .. فكرى فى طريقة تانية .. أصل فكرتك دى فاشلة قوى .
لم تتطلع إليه و ظلت على حالتها تفكر فى نسبة نجاح فكرتها الجامحة تلك .. حتى أردف قائلا بنبرة ماجنة :
- هو أنا مش بكلمك .
فقالت له غزل و هى تغمض عينيها ثم فتحتهما دليل على نفاذ صبرها :
- إنت عاوز منى إيه بالظبط .
ثم إستدارت ناحيته و طالعته بقوة و أردفت قائلة بنبرة لئيمة تلائمها للغاية :
- لو عندك مخطط لإنتقامك منى ياريت يبقى محدد لأنى شيفاك مش عارف إنت عاوز إيه .
إنفجر فارس ضاحكا بهيستيرية .. ثم قال من بين ضحكاته بتوعد :
- ده إنتى مسخرة و الله .. بس تعرفى أحسنلك ما تعرفيش أنا ناويلك على إيه .
ضحكت غزل ضحكة رنانة طبعا لتسخر من كلماته و فى عينيها حزن يقتله فهاتين العينان اللاتى كن يطلقن شرارات فيروزية تصيب كل من يراها لتأسره قد إنطفأت شعلتها مهما فعلت لتخفيه .. ثم خفتت ضحكتها و هزت رأسها بيأس و قالت بصوت متغطرسا بإيباء :
- بتصعب عليا جدا .. لأنك لسه ما تعرفنيش .. و ما تعرفش أنا مريت بإيه .. و حصلى إيه .. خلانى مهما عملت مش هتقدر توجعنى.
تنهد بثقل و هو يستمع لكلماتها المتألمة و التى تخفيها وراء قناع القوة الزائف التى ترتديه دائما .. و الذى زادها سحرا .. فسحرها عليه لا يستطيع إنكاره مهما حاول .. لوى شفتيه فى حيرة و قال بنبرة مطاطة مقيتة :
- ذكية .. فكرانى هتأثر بالكلمتين دول و تصعبى عليا .. تبقى بتحلمى صدقينى .
تقوس فمها بإبتسامة ماكرة للغاية .. و سلطت نظراتها الفيروزية عليه و قالت بهمس حارق :
- مش هتلحق تعمل حاجة لأنى هسيبك و همشى .. و بعدها تبقى بتحلم إنت لو شوفت وشى تانى .
رد عليها فارس بتحدى خائف مخفى و هو يعلم أنه من بعدها سيصبح حطام رجل لكنه إقترب منها ليأسر عينيها المتحديتين قائلا بلهجة عنيفة :
- مش هتعرفى تهربى .
تفاجأت غزل من رباطة جأشها و هى ترد عليه بقوة لم تعتدها بنفسها قائلة بصرامة :
- همشى .. و إبقى إفتكر كلامى ده كويس .
مرر أنامله على شفتيها و هو يلتهمهما بعينيه و قال بنبرة متأنية واثقة :
- مش العوو اللى يفرط فى حاجة ملكه .. و إنتى بتاعتى و مش هسمحلك و لا حتى فى أحلامك إنك تبعدى عنى .
لم تتأثر من لمساته المثيرة .. و لا من نظراته المتلهفة نحوها .. فقالت بنبرة صوت مغوية زلزلت العالم من حوله و هى تأسر عينيه بعينيها :
- مش هبعد عنك صدقنى عارف ليه ؟!
رفعت أناملها و لامست صدره بنعومة و أشارت على قلبه ثم عقله و قالت برقة مشاغبة :
- لأنى فى قلبك و عقلك و بتحس بيا و أنا بعيدة عنك يعنى.. بتعشقنى .. عشت بيا و دلوقتى عايش ليا .. أنا ملكتك من زمان قوى .
قاوم إغرائها الذى يجعل أى رجلا سواه صريعا للمساتها و حركة شفتيها المثيرة و انفاسها المسكرة .. و إقترب خطوة و مال نحوها حتى تلامست أنفيهما و قال بعنف :
- ما أنا كمان ملكتك .. و عارف إنك بتعيشى بيا .. و بتتمنى كل ثانية تبقى فى حضنى و أرضى عنك .
إبتعدت عنه غزل قليلا لتحدق مباشرة فى عينيه و قالت بإبتسامة تتألق على شفتيها بإعجاب :
- مغرور .. بس تعرف رغم إنى مش طايقة سجنى و لا سجانى .. بس هتوحشنى قوى .
و تركته و دلفت للداخل بملامح غاضبة و حانقة .. أغمض فارس عينيه و إستند بيديه على سور شرفتن .. و سحب نفسا طويلا يهدأ به شوقه لها .. ساعات مجنونة جمعتهما و لكنها لا تفارق مخيلته و هو يتذكرها بكل تفاصيلها .. لم يشعر بما شعره من قبل .. رغم زواجه السابق و لكن رغبته به و رغبتها به جعلتها ليلة مميزة و شيقة ..
كانت ناعمة و لذيذة كقطعة غزل بنات بيضاء قطنية الملمس و المذاق .. تمناها كثيرا بعدما أصبحت ملكه حرمها على نفسه ...
فتح عيناه و وقف يتطلع أمامه بشرود و هو يتخيل بقلق لو إستطاعت الهروب منه حقا .. بماذا سيشعر .. حتما سيفتقدها..
و الأكيد أنها ستعثر على حب جديد ..هز رأسه بقوة نافيا تلك الفكرة .. لن يحدث لانها ببساطة تعشقه هو .. و لكن ما الذى سيبقيها على حبه .. هل ستبقى على تلك اللحظات الثمينة بينهما .. لا يعتقد ..
إبتسم بسخرية و هو يتساءل بتعجب لماذا يجلد ذاته و هى المخطئة .. هى من تلاعبت به و أوقعته فى شباك عيونها القاتلة و جمالها الساحر ..
غزل الصغيرة ملكه هو و قد تأكد أنه الأول فى حياتها .. فلن يتركها .. و لن يسمح لها .. فقط فترة قصيرة يخضعها إليه كليا و بعد ذلك ينعم معها بحياة يتمناها منذ طفولتهما .


فى المساء إنتبه فارس و غزل المنزوية بشرفة غرفتها على نفسها على صياح الحاج صبرى بالقصر .. وقفت غزل مسرعة و دلفت لغرفتها و إرتدت عبائة منزلية مسرعة .. و فارس ينتظرها ..
لن يتركها بعد الآن خشية أن تنفذ تهديدها و تتركه .. ما أن إنتهت حتى تقدمت ناحية باب جناحهنا و وقفت أمامه منتظرة حتى فتحه لها .. فهبطا الدرج سويا و ما أن إقترب فارس من والده حتى سأله بقلق :
- مالك يا حاج بتزعق ليه .
هدأ صبرى قليلا و إبتسم إبتسامة باهتة و قال بتأسف :
- آسف يا عرسان .. صباحية مباركة .
ردوا سويا :
- الله يبارك فيك .
إنضم إليهم رامى و هو يقول بهدوء :
- منور الدنيا يا حاج .
عقد صبرى حاجبيه بضيق و قال بحدة :
- إزاى مافيش واحد منكم يعرفنى باللى حصل بين ميناس و حمزة .
أجابه رامى مسرعا لتفادى نوبة غضب عمه و الذى يعلمها جيدا و قال بدهاء :
- أصل إحنا إنشغلنا مع ليال شوية .
فسأله صبرى بقلق :
- مالها ليال إنطق .
إستقام رامى فى وقفته و عدل من وضعية رابطة عنق وهمية و قال بثقة و غرور :
- ليال حامل يا عمى .. إبن أخوك جامد برضه من أول شهر جبت جون.
ضحك صبرى عليه و هز رأسه بيأس و قال بفرحة :
- ألف مبروك يا رامى .. يتربى فى عزك يا إبنى و يقوملك مراتك بالسلامة .
أجابه رامى بإبتسامة خفيفة :
- تسلم يا كبير .
تجهم وجه صبرى مرة أخرى و تطلع ناحية حمزة قائلا بشراسة :
- سبت مراتك تخرج من البيت ليه .
ضحك حمزة بسخرية و إستند بمرفقيه على ذراعى كرسيه و هتف مزدريا :
- هى مش مراتى .. و لا عمرها هتكون .. فتبعد عنى أحسن لأنى زهقت من التمثيلية دى بقا .
رد صبرى بضيق من بروده :
- إنت إتجننت .. مش مراتك إزاى يعنى .. أمال كنت حابسها جنبك و بتتحكم فيها ليه.. كنت بتصبحها و تمسيها بعلقة ليه لو مش مراتك .
مرر حمزة أنامله فى شعراته الطويلة يبعدها عن وجهه و قال بحدة :
- علشان ما تفكرش تبص بره و تلاقى اللى ناقصها معايا مع واحد غيرى .
إتسعت عينى الجميع من كلماته الجارحة .. فرفع صبرى يده و صفعه على وجهه بقوة و قال بإزدراء :
- إنت بنى آدم حقير .. و أنا ما عرفتش أربيك .. و هطلقها منك و هجوزها لسيد سيدك يعرف قيمتها و يضلل عليها .. إنت خلاص مت من يوم الحادثة مع مرات أخوك .
و تركه و إبتعد .. أشار فارس لرامى أن يتبع والده .. بينما وقفت غزل أمام حمزة تطالعه بتشفى .. و قالت و عيونها تشع لهبا فيروزيا حارقا من شدة غضبها :
- و الله لخليك تندم على كل كلمة .. و كل مرة آذيتها إيديك القذرة دى.. و كل دمعة نزلت من عنيها بسببك .. و هخليك تتحسر على كل ثانية عدت عليك و هى بعيدة عنك .. هتندم ندم عمرك كله صدقنى .
هرب حمزة من أمامها مسرعا و إلتف بكرسيه و دلف غرفته وصفع ورائه الباب بقوة ..
وقف فارس متابع لكلماتها بتوجس و هو يعلم جيدا أن كل كلمة و كل حرف و كل نفس غاضب خرج منها موجه له هو .. و قد زادت شكوكه فى حتمية تركها له فهو لن يستطيع أسرها إلى مالا نهاية .. حتى أفاقه صفعة باب حمزة بقوة ..
إنتصبت غزل فى وقفتها و حدجت فارس بقوة و وعيد .. و صعدت الدرج لجناحهما.. تاركة خلفها قلبا يأن شوقا إلى أسيرته .. تبعها بقلق و أغلق ورائه الباب و هبط الدرج مسرعا للحاق بوالده و رامى .


أسدل الليل ستائره و غزل تفكر و تخطط لكل خطوة قادمة .. حتى إنتبهت على غزو ذرات عطر فارس لأنفها و الذى يخبرها بعودته ..
تجاهلته تماما و وقفت و حملت منشفتها و فتحت خزانتها و أخرجت منها قميص قطنى للنوم و دلفت للمرحاض ..
إرتمى فارس بجسده على الفراش بإنهاك و هو يتابع تحركاتها بعينيه .. بعد قليل خرجت و هى مازالت تضع منشفتها على شعراتها .. و قد إرتدت قميص قصير باللون الأبيض منسدل من كتف واحد و يظهر الكثير .. تنفس مطولا و هو يحدث نفسه بضيق فهى تنوى قتلة بأزمة قلبية من شدة جمالها ..
مشطت غزل شعراتها الطويلة و عقدتها كذيل حصان .. و وضعت كريمات مرطبة على بشرتها و هو يتابعها برغبة جامحة تنوى الإنقضاض عليها .. إنتهت و وضعت برفانها و خرجت من الغرفة و خطواتها تسحق قلبه تحتها من دلال مشيتها المتعمدة طبعا ..بقدميها الناعمتين الحافيتين ...
تنفس بصعوبة و هو يضع يده على قلبه الذى إنتفض بشدة و ينذره أنه لم يعد يمتلك صبرا على تلك المغوية .

تطلعت غزل حولها بملل .. و فتحت إحدى الغرف بجناحها فوجدتها غرفة نوم عادية .. أغلقتها و فتحت الأخرى فوجدتها غرفة نوم لطفل من المؤكد أنها غرفة مهاب .. و تأكد حدسها عندما رأت لوح كبير عليه صورهما معا ثلاثتهم ..
وقفت تتطلع للصور بإبتسامة حزينة .. تعلم أنها ستشتاق إليهما كثيرا .. زادت إبتسامتها و هى تتطلع لصورها مع مهاب .. تذكرت حين إلتقطها بهاتفه .. و الأكيد أن فارس طبعها و وضعها على هذا اللوح .. إستوقفتها صورة تجمع ثلاثتهم .. و لكن فارس لم ينظر للكاميرا فقد كان يلتهمها بعينيه يوم زفاف ليال و رامى .. فقالت فى نفسها :
- يا ريتك سألتنى قبل ما تحكم عليا بالإعدام .. يا ريتك وقفت شوية كمان و سمعت باقى كلامى عنك و عن حبى ليك .. عارفة إنك بتحبنى و أنا كمان بحبك قوى .. بس فى حاجة كبيرة إنكسرت بينا و مش هتتصلح تانى .. صحيح أنا إستغليت جمالى كتير مع رجالة قبلك .. بس إنت الوحيد اللى حبيته و الله .
تنفست مطولا و تركت الغرفة و خرجت .. دلفت آخر غرفة فوجدتها غرفة لبيبى صغير .. و يبدو أنها لفتاة .. هل تمنى منها طفلة صغيرة .. تجولت فى الغرفة و هى تتأملها بفرحة .. بمهدها الصغير .. و عرائسهاو دماها الكثيرة .. و ألعابها المبهجة .. حتى وقعت عيناها على صندوق ملفوف كهدية .. تملك منها الفضول و حملته و جلست به على إحدى الأرائك بالغرفة .. و زالت عقدته و نزعت غطائه ..
حتى جحظت عيناها و دارت بها الغرفة من حولها و توقف تنفسها .. و تجمدت مقلتيها .. و كأن الزمن قد توقف بها ..
فقد رأت بالصندوق عروستها القديمة .. حملتها بين يديها و قد عاد بها الزمن لما قبل عشرون عاما .
و كفه يحتضن كفها و يجذبها مسرعا حتى خرجا من بناية رأفة .. جذبت يدها منه قائلة بضيق :
- بتجرى ليه يا فارس .. كده هقع .
قف أمامها و قال بإبتسامته الهادئة :
- عاوز أديكى هدية قبل ما باباكى يجى و ياخدكم .
لمعت عيناها و قالت بتلهف :
- عروسة جديدة صح .
غمز لها بعينه و أوقفها على جانب و قال بتحذير :
- أقفى هنا ما تتحركيش و أنا ثوانى و هرجعلك .
أومأت له برأسها .. فتركها و ركض مسرعا .. و بعد قليل عاد حاملا عروسة بشعرات سوداء و عيون زرقا تشبهها فرفعت ذراعيها ناحيتة بلهف فناولها إياها .. فجذبتها من يديه و طلعت إليها بإعجاب و قالت بفرحة طفولية :
- الله حلوة قوى العروسة دى يا فارس .
فسألها و هو يعبث بجديلتها الناعمة :
- عجبتك يا غزل .
ضمتها لصدرها و قالت بسعادة :
- جميلة قوى .. شكرا .
- أنا فرحان إنها عجبتك .
أشارت له أن يدنو منها قائلة بتذمر :
- إنت طويل قوى .. إنزل علشان أبوسك .
إتسعت إبتسامته و قال بإنصياع :
- حاضر يا ستى .
مال ناحيتها بجسده فقبلته فى وجنته بقوة ..
و إبتعدت عنه و سألته بفضول :
- و إنت فين عروستك .
لامس وجنته بأنامله متحسسا قبلتها و قال ببساطة :
- إنتى عروستى يا غزل .
رفعت رأسها و هى تضحك بصوت عالى و قالت بخجل :
- هههه .. يعنى هبقى عروستك زى ماما و بابا .
ذاب مع ضحكتها البريئة و لملم غرتها و قال بتنهيدة قصيرة :
- أيوة .. لما تكبرى هتجوزك و هنعيش فى القصر .
رفعت حاجبها بتعجب و قالت بفضول :
- و فين القصر ده يا فارس .
جذبها من يدها و سار مندفعا و هو يقول بحزم :
- تعالى معايا علشان تشوفيه .
و قطعا الحارة حتى أصبحا على الطريق .. عبراه سويا و جذبها من يدها و ركضا فى الطريق المؤدى للقصر و صوت ضحكاتها يخترق وجدانه و جديلتيها تطيرا خلفها بنعومة أسرت عينيه .. توقفا أخيرا و قال لها بلهاث :
- هو ده القصر .. عجبك .
طالعته بإعجاب و أجابته بإبتسامة مشتعلة :
- ده حلو قوى .
إلتفتا الإثنان على صياح بعض الأولاد .. فجذبها فارس و أوقفها ورائه و هو يطالع شراراتهم الغاضبة ...
و فى غصون لحظات قامت مشاجرة بينهم و بين فارس .. و تعالى بها صراخ فارس لتألمه من ضرباتهم و هو يتكور على نفسه ضامما جسده متلقفا ضرباتهم بظهره ..
إحتضنت غزل عروستها بذعر كأنها تحتمى بها .. حتى أخرج أحدهم سكينا و قرر أن يضرب بها فارس قاومت خوفها و صرخت و هى تركض لتقف أمامه و ينغرس السكين بكتفها .. صرخت متألمة و سقطت و عروستها مازالت بحضنها .. تتشرب دمائها ..

وضعت غزل يدها على كتفها بألم و كأنها تلقت تلك الطعنة الآن .. لقد تذكرته و ما ساعدها أكثر تلك الصورة لهما و هما طفلين بريئين .. هل إحتفظ بدميتها تلك السنوات الطويلة .. و وضعها بذلك الصندوق كهدية .. فهل نوى أن يهديها إياها ..
رفعت غزل عيناها بملل و قالت بضيق .. يا فارسى المغرور .. حبيبى وصلتنى هديتك متأخرة .. كعادتنا نأتى دائما متأخرين .. وضعتها فى الصندوق مرة أخرى و أعادته لمكانه .. و تمددت على الأريكة شاردة بما حدث معها و مر شريط حياتها أمام عينيها منذ تركته حتى عادت إليه .. و لم تشعر بنفسها و هى تغرق بدوامة الإرهاق و النعاس ..



فى الصباح وقفت ليال أمام مرآتها ترتدى ححابها .. بينما خرج رامى من المرحاض و منشفته فوق رأسه .. ما أن رآها حتى قال غاضبا :
- إيه اللى إنتى لبساه ده إن شاء الله .
تطلعت ليال لهيأتها وقالت بتعجب :
- ده dress ماله مش عاجبك .
لف حولها يطالعها بضيق و قال بحدة :
- مش شايفة إن ألوانه ملفتة .. و الجاكيت الجينز ده قصير شوية .
تنفست ليال بضيق و قالت بتذمر :
- مش هينفع أقلع و ألبس عشرين مرة زى كل مرة بخرج فيها .. أنا متأخرة على الإمتحان .. فأرجوك صلى و إلبس بسرعة .
حدجها بغضب و قال بتريث :
- هعديها بمزاجى .. بس المرة الجاية هتلبسى زى ما أنا عايز .. مفهوم .
أومأت برأسها و قالت بنفاذ صبر :
- حاضر مفهوم .. بس بسرعة لو سمحت .
إنحنى على بطنها و قال مازحا :
- صباح الخير يا واد .. إوعى تتعب ماما النهاردة .. خليك مؤدب علشان أحبك .
و قبل بطنها بحنان و إعتدل قائلا بتحذير :
- لو حسيتى بأى حاجة كلمينى فورا .. و لو حد جه جنبك رنى عليا فى ثانية هبقى قدامك .. تمام .
قالت و هى تدفعه بضيق :
- تمام .. بس بسرعة لو سمحت بقا .



تململت غزل فى نومتها لتشعر بثقل غريب يعيقها عن الحركة .. فتحت عيناها بتثاقل .. فوجدت نفسها فى غرفتها .. و ممدة على فراشها .. بين يدى فارس و ذراعيه كانتا كفكى كماشة حولها و أنفاسه الساخنة تلفح عنقها و شعرات ذقنه النامية حديثا كالأشواك على بشرة كتفها و رائحته الرجولية تسكرها .. إتسعت عيناها و إنتفضت مذعورة .. فقالت فى نفسها :
- أنا نمت إمبارح فى أوضة البيبى .. إيه اللى جابنى هنا .. أكيد هو اللى نيمنى جنبه .. إستغل نومى ماشى يا عوو .
و صرخت قائلة بذعر مصطنع :
- عاااااااااا ... إنت عملت إيه .
إستيقظ فارس مذعورا و قال و هو يهدهدها عائدا لغفوته :
- إهدى و غمضى عنيكى و نامى .. هششسشش نامى يالا .
تذكرت غزل كلماته لها أمس و هو يهدهدها كما الآن قائلا :
- هششش .. خلاص إهدى .... إهدى و نامى .. غمضى عنيكى ... نامى يا أميرتى يالا .
فضحكت بسخرية و قالت بداخلها بتذمر :
- قال أميرته قال .. ده صوابعك لسه منورة على وشى .. أنا هوريك .
و إبتسمت بمكر و صرخت مجددا بصوت أعلى و هى تبتعد عنه قائلة بمشاغبة :
- يا ماماااااا ... عااااااا .
إكتمل إستيقاظ فارس و حاول الإعتدال فى الجلوس و هو يصيح بها بغضب :
- إنتى بتصوتى ليه عالصبح .. دماغى صدعت منك لله .
ردت و هى تدثر نفسها خوفا منه :
- أنا نمت فى الأوضة التانية .. إيه اللى جابنى هنا .
زم شفتيه و قال ببرود و هو يمشط شعراته بيده و يتمطأ بكسل :
- مش محتاجة فكاكة أنا اللى جبتك طبعا .. لقيتك بتصرخى بإسمى .. و شكلك بتحلمى .. شيلتك و هشتكتك زى ما كنت بعمل مع مهاب لغاية ما نمتى تانى .
قطبت غزل حاجبيها بغضب و قالت بإذدراء :
- إيه تهشكتنى دى .. و إزاى تسمح لنفسك تلمسنى أصلا .. و لما صحيت لقيتك حاضنى .. طبعا إستغليت الموقف .
ضحك فارس ضحكة عالية و قال ساخرا :
- موقف إيه اللى إستغليته .. و باعدين إنتى اللى فضلتى قافشة فيا و مارضتيش تسبينى فنمت بيكى .
وقفت مسرعة و قالت ببغض :
- قافشة فيك .. ده أكيد كان كابوس مرعب .. مش بتقول ندهت بإسمك .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
أنزل قدميه حتى لامسا الأرضية و قال بإنذار غاضب :
- لمى لسانك يا بت إنتى لهتغابى عليكى عالصبح .
أشاحت بيدها فى وجهه و قالت بضيق :
- يا عم إجرى .. قال هيتغابى عليا قال .
وقف مسرعا و ركض و رائها .. فصرخت و ركضت امامه و دلفت للمرحاض مختبئة به .. و أغلقت ورائها الباب بالمفتاح .. طرق الباب بعنف و قال بتهكم :
- إفتحى الباب يا جبانة .
ردت و هى تتنفس بصعوبة مستندة على الباب بظهرها :
- مش فاتحة .. و مش خوف منك على فكرة .. أنا محتاجة آخد شاور.
فكر قليلا حتى لمع عقله بفكرة ستجعلها تندم على تماديها معه و توجه للمرحاض الخاص بغرفة مهاب و أغلق محبس المياة الخاص بجناحهم .. و عاد لغرفته مرة أخرى و إستند على إطار باب المرحاض مسترقا السمع .. حتى إستمع لصراخها تقول بألم :
- عنيا .. المية إتقطعت .. إنت يا عم شوف المية راحت فين .
عقد ذراعيه أمام صدره و قال ساخرا :
- بتزعقى ليه .
- المية إتقطعت .. شوفلى حل .
صمت قليلا و هو يبتسم بإشراقة و زهو و قال ببساطة :
- طب ما تخيطيها .
ردت و هى تصرخ من ألم عيونها و تقفز حولها من عيونها التى إمتلأت بالصابون :
- أخيط إيه يا مجنون إنت .
ضحك ضحكة عالية مستهزئة و قال بسخرية :
- إنتى مش بتقولى المية مقطوعة خيطيها .. هههههههه .
و زادت ضحكاته التى تجعلتها تشتعل غضبا و هدرت به بعصبية بعدما إستوعبت ما يحدث :
- إنت بتضحك .. شكلك إنت اللى عملتها مش كده .
أجابها ببرود مؤكدا :
- أيوة .. أنا اللى قافلها .. قولى أنا آسفة على كل حاجة عملتها غلط و أنا أرجعها تانى .
زادت من ضغطتها على عيناها المحترقتين و قالت بصرامة :
- ده بعيد عن شنبك .. قال أعتذر قال .. عموما أنا هتصرف .
إعتدل فى وقفته و أجابها بغضب بعد وقاحة كلماتها :
- طب و حياة شنبى لهربيكى و قصلك لسانك ده .
لم تجيبه عليه .. و حمدت ربها أنها ملأت المغطس بالماء و لم تضع به صابونها الخاص .. و تحسست طريقها حتى وصلت إليه و غرفت بيديها الماء و غسلت وجهها و شعراتها منه و هى تضحك على موقفه الطفولى ..
رفعت رأسها باحثة عن منشفة فلم تجد .. فإبتل قميصها بالكامل من شعراتها .. و لم تجد بدا من الخروج فتنفست مطولا لبث الثقة بقلبها و خرجت حين رآها إنفجر ضاحكا .. فقطبت حاجبيها بضيق و قالت ساخرة :
- هههه ظريف .. عاجبك اللى حصلى ده .
تطلع لهيأتها المذرية المثيرة بنفس الوقت بعدما إلتصق قميصها بجسدهاو أصبح شفافا بشكل مثير و بشدة فقال و هو يشيح بوجهه عنها :
- إبعدى عن وشى دلوقتى أنا الشيطان عمال يلعب فى دماغى بطفاشة.. و أنا حايشة عنك بالعافية .
ردت غزل ببلاهه :
- رغم إنى مش فاهمة حاجة .. بس إنت لعبت بالنار و إنت مش قدها .
ضحك ساخرا من كلماتها الواهية و إقترب منها قائلا بقوة :
- و أنا عندى من النار دى بزيادة و العين سدادة .. خدى منها براحتك و لما تحبى تطفيها قوليلى لأنى زى ما ولعتها هنهيها .
إبتلعت ريقها بصعوبة و هى ترتجف من قربه منها و من نظراته الساحرة و همساته اللذيذة .. لاحظت إقترابه الخطير منها .. فإبتعدت عنه قائلة بجمود :
- أول مرة أشوف واحد يعيش و يتكاثر على أذية الناس .
أخفى ضحكته بصعوبة و حرك رأسه و خرجتاركا لها الغرفة .. و محبس المياة العمومى و عاد لغرفته دلف للمرحاض و أغلقه ورائه .. إبتسمت غزل بمكر بعدما نجحت خطتها و..... .
بعد قليل وصل صوت فارس الغاضب لأذنيها .. فضحكت قائلة بتشفى :
- تعيش و تاخد غيرها يا .. يا عوو .
تألم من دخول الصابون بعينيه .. فمسحه بمنشفته .. و حاول فتح باب المرحاض ليخنقها من رقبتها حتى تستغيث .. فوجد باب المرحاض قد أغلق عليه .. فإشتعلت عينيه و صاح بغضب :
- إفتحى الباب يا زفتة إنتى أحسنلك .
ضحكت ضحكتها الرنانة و قالت بمكر :
- إعتذر الأول و قولى آسف يا غزل هانم و أنا هفتحلك .
تتحدث بثقة و لم لا و هى أغلقت عليه الباب من الخارج بعدما أخذت معها المفتاح .. و أغلقت صنبور المياة العمومى من مرحاض مهاب .. فضرب الباب بقوة و قال بحدة :
- و حياة أمك .. إنتى مين إنتى علشان أعتذرلك .
هزت ساقها بإنفعال و كتفت ذراعيها و قالت ببرود :
- خلاص خليك عندك .. مش فاتحة غير بمزاجى .
حاول كسر الباب بقدمه .. و قال بنبرة صوت أرعبتها :
- لما هخرج إتشاهدى بسرعة لأنك مش هتلحقى .. سمعانى .
فقالت بهدوء لتزيد من نوبة غضبه و هى تعبث بسلسلة مفاتيحه الخاصة :
- تعرف إنى ممكن أستغل حبستك دى و أهرب دلوقتى بمنتهى السهولة.. و مفاتيحك فى إيدى .
إتسعت عيناه و طرق الباب بقوة و هو يحاول كسره بكتفه و صرخ بها قائلا :
- إفتحى الزفت ده أحسنلك .. و لو فكرتى تعملى اللى قولتيه هقتلك بإديا .
ردت ساخرة ببرود :
- و أنا مش هستمتع بهروبى بالطريقة دى أصلا .. و أنا حبساك بالشكل ده و مش قادر تعمل حاجة .
و فتحت له الباب ... و ياليتها ما فعلت ..
لأنه خرج مندفعا كأسد جريح تم حبسه بقفص لمدة إسبوع بدون طعام .. و قبض على رقبتها بقوة و قال بشراسة :
- إحنا نشتغل ما نشتغلش يا ماما .. و هتدفعى تمن اللى عملتيه .. و وقتى.
و إمتدت يديه و مزقت قميصها بعنف و حملها و ألقاها على الفراش بالقوة .. و قد تعالى صراخها .. حاولت الفرار فجذبها من ساقيها و قربها منه و دنا منها و قبلها بقوة و شراهة .. و هو يتلمسها بجرأة ....
نفس الشعور البغيض .. نفس اللمسات المقرفة .. نفس الأنفاس اللاهثة .. نفس النظرات الجائعة .. نفس النية المؤلمة .. إذا .. ما الفرق .. كلهم رجال ...
حاولت إبعاده عنهابكل قوتها ولكنه لم يكن يشعر من غضبه بذعرها المرضى وصرخاتها المتحشرجة .. فنزع تيشرته و ألقاه أرضا .. و عاد لتقبيلها مرة أخرى .. لم تعد قادرة على صد هجومه البربرى عليها .. فإستكانت بين يديه و هى تأن بألم .. وقد هدأ صراخها ..
و لكن طعم دموعها المالحة بفمه أفاقه من غضبه .. فإبتعد بوجهه عنها و تطلع لخوفها منه و إستسلامها .. و ضعفها المؤلم و قد أغلقت عينيها بإنهاك .. فإبتعد عنها مسرعا لتنكمش فى نفسها و إحتضنت ركبتيها و زاد إرتجافها الهيستيرى و وصل بكائها حد العويل و هى تهتف بإسم والدتها ..
لم يقوى على رؤيتها منهارة بهذا الشكل ففتح خزانته و أخرج قميصا و خرج من الغرفة مهرولا .. إرتداه مسرعا و خرج متعثرا بكل شئ قابله و أغلق ورائه الباب و مضى .

إنتهى الفصل التاسع عشر ....

قراءة ممتعة ...


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 12:30 AM   #254

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

نظرا لشغفكم و مطالبتكم بزيادة البارت .. دقائق قليلة و سأنزل الفصل العشرون ...

قراءة ممتعة للجميع ... 😘😘😘😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 12:59 AM   #255

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العشرون :
*************************

أحيانا نسقط فى بئر عميق كالح ليس له قرار و بدلا من محاولة النجاة منه نتعمق أكثر و أكثر منغمسين فى وحله حتى رأسنا ...
و عندما نشعر بالخطر يكون الوقت قد فات ....
لم تنم و لم ترتاح و ماكينات عقلها كلها تعمل دون توقف و تذكرها به و بحبه و بشغبه القديم .. كان كالشعلة المقتدة كله حماس و نشاط و قوة .. رغم أنه وقتها لم يرها سوى فتاة صغيرة حالمة .. إلا إنها لم تمل و بقيت تحاصره بإحتياط حذر ...
كانت تترقب مواعيد وصوله و خروجه كالمغيبة .. و تزورهم بتلك الأوقات حتى تراه و تسمع صوته من قريب .. تفتح قلبها على عشقه .. و أصيبت معه فى مرضه ...
لن تنسى أنها أخذت كورسات تمريض فقط من أجل أن تبقى بجواره كقطة منزلية تداعب مالكها .. و مع ذلك نجحت بتقدير و إلتحقت بكلية الهندسة كى تبقى بجواره أكثر و كى تلفت إنتباهه إليها أكثر و أكثر ...
و ذلك اليوم المشئوم الذى عرض عليها الزواج به .. كان أسعد أيامها .. لم تفكر بعجزه و لا بتقلباته .. فقط سيتحقق حلمها .. و سيصبح ملكها .. لم تكن تعى وقتها أنها ستلاقى ما لاقته ...
إهانات مسيئة و إحتملت و إعتادت أيضا .. حرمانها من دراستها و وافقت ممتثلة لأمره .. حرمانها من الخروج خارج أسوار القصر و بقيت سجينة بجواره .. حتى جدتها حرمها عليها و لم ترها بعام زواجها الكامل سوى مرتين تقريبا .. قبل أن تعود غزل ....
و كل هذا فى كفة و ضربه المبرح فى كفة أخرى .. لم يبخل عليها و تنوع فى تعذيبه .. لكمات فى صدرها و كتفيها و تلقت .. صفعات على وجهها و تلقت .. جذب من شعرها و فعل .. ماذا كانت تنتظر لتفيق من غيبوبتها تلك .. أن يقتلها بمرة ....
تنهدت بمرارة و هى تستند برأسها على ظهر مقعدها القديم تطالع سقف الغرفة بألم .. دلفت دنيا عليها و طالعتها مطولا بيأس قبل أن تقترب منها و هى تقول بهدوء :
- مينو .. أنا خلصت الغدا و عملتلك المحشى اللى بتحبيه .. يالا علشان تاكلى .
تطلعت ميناس لدنيا بعينين زائغتين غائرتان .. ذائبتين فى بركتين حمراء من شدة بكائها و قلة نومها .. و قالت بصوت متحشرج :
- ماليش نفس .
زفرت دنيا بحدة و وقفت قبالتها و قالت بضيق :
- هتضربى عن الطعام يعنى .. ما ينفعش يا حبيبتى .
ضيقت ميناس عينيها بوهن و قالت بفتور :
- سبينى لواحدى يا دنيا .
زمت دنيا شفتيها بتبرم و جلست على طرف فراشها و رفعت ساقيها و عقدتهما أسفلها و وضعت كفيها بحجرها و قالت بعند و تحدى :
- طب مش خارجة من الأوضة و لا هاكل غير لما تاكلى معايا .. يالا ذنبى فى رقبتك .
إبتسمت ميناس بخفوت و طالعتها بلوم و هى تقول بخفوت :
- بتلعبى على وترى الحساس علشان بحبك .
أومأت دنيا برأسها و قالت بتأكيد :
- أيوة .. و إنتى حرة بقا .
وقفت ميناس و قالت بضيق :
- طب قومى يالا يا زنانة .
وقفت دنيا بسعادة و قالت بمداعبة :
- قشطة جدا .. يالا ده أنا عملالك الكوسة باللحمة و محشى البصل و محمراه فى سمنة بلدى إيييه هتاكلى صوابعك وراهم .




سؤال وحيد يؤرقه .. ماذا يحدث معه ؟!!
هل آذى صغيرته منذ قليل .. هل تعدى عليها رغم رفضها .. هل تجرأ و إستباح لنفسه جرحها لهذه الدرجة ..
قاد سيارته بهستيرية و هو يتذكر دموعها و إنكماشها من خوفها .. و ذعرها الغريب من ملامسته لها .. و ضرب رأسه بيده كى تمحى تلك اللحظة من تفكيره .. حتى قال فى نفسه بغضب :
- أنا إزاى عملت كده .. أنا أعمل كده فى غزل .. هانت عليا أءذيها كده .. أنا عقلى هينفجر .. سامحنى يا رب .
وقف بسيارته أمام بنايته و صعد درجها مسرعا و لم يطلب المصعد .. لم يشعر بنفسه حتى دلف لشقته و إندفع مسرعا ناحية مرحاضها و فتح المياة و وقف تحتها بملابسه و حذائه راغبا فى إطفاء نيران عقله عله يهدأ قليلا ...

ظلت غزل على حالتها متقوقعة على نفسها كالجنين فى رحم أمه .. و دموعها لم تتوقف .. و هى تتطلع حولها بذعر .. فهل سيظهر لها من العدم و ينقض عليها مرة أخرى ..
زادت عندها فكرة الهرب .. لابد أن تترك هذا المكان الذى أصبح يخنقها و يشعرها بالضيق .. ففارسها تحول لوحش كبقية الرجال .. ربما ظنته مختلف لكنه رجل فى النهاية .. مثله كمثل الحيوان الذى حاول إغتصابها من قبل ......
وضعت يدها على رأسها و هى تتذكر أو لا تريد أن تتذكر .. فما حدث معها سابقا كان مؤلما .. جدا ..
وقفت أخيرا بوهن و إتجهت للمرحاض بغرفة مهاب و وقفت تحت المياة و دموعها لا تتوقف .. حتى إنهارت قواها و بكت بنحيب .. حبست قهرها و ألمها ليومين و قررت الآن إفراغ ما بداخلها و هى تركل بقدميها فى المغطس و تصرخ كطفلة متألمة .. حتى هدأت تماما .. و خرجت بدلت ملابسها و هى تنظر لفراشها بخوف .. و عادت لغرفة مهاب إرتمت بفراشه و هى شاردة بنقطة ما .. تتطلع باللاشئ و قلبها يعتصره الألم .. حتى وقعت عينيها على دفتر و قلم موضوعان على مكتب مهاب ....
وقفت و إتجهت نحوه .. و فتحت الدفتر فوجدته فارغ .. حملت القلم و كتبت بألم و قد قررت أن تكتب كل ما كتمته بداخلها لسنوات ...



وصل رامى بسيارته أمام كلية ليال بحث عنها بعينيه حتى وجدها تقف مع فتاة زميلة لها .. ترجل من سيارته و إتجه نحوها و هو يقرأ تعابير وجهها الخائف .. إرتاحت ملامحها و هى تتطلع نحوه ..حتى وقف أمامها و قال بهدوء :
- خلصتى يا ليال .
فصافحته الفتاة التى تقف بجوارها و هى تتطلع إليه بإعجاب واضح من بنيانه الضخم .. و عضلاته المثيرة .. و قمحيته اللذيذة .. و قالت برقة :
- هاى .. أنا رنا .
صافحها قائلا بتريث :
- أهلا .. الباش مهندس رامى .
عضت الفتاة على شفتها السفلى و هى تطالعه بنظرة شمولية جريئة :
- أهلا يا فندم .. حضرتك أخوها .
لاحظت ليال نظراتها المتفحصة لرامى فردت عليها بضيق و هى تنزع كفه من كفها :
- ﻷ .. ده جوزى .
تجهم وجه الفتاة و هى ما زالت تتطلع لرامى و لكن بحسرة و ألم .. أشاح رامى بوجهه عنها و قال لليال بحزم :
- إنتى واقفة ليه .. مش أنا قولتلك إقعدى على ما أجيلك .
تلعثمت ليال و قالت بخوف :
- خفت أقعد حد يقعد جنبى فا ... فا فضلت واقفة .
إحتضن كفها بقوة و إلتفت برأسه ناحية تلك الفتاة البلهاء و قال ببرود :
- بعد إذنك يا آنسة .
و جذب ليال ورائه و سار ناحية سيارته .. و فتح لها الباب و بعدما إطمأن على جلستها أغلق الباب .. و إلتف ليصعد مكانه فوقعت عينيه على الفتاة التى إبتسمت إليه بجرأة و غمزت له بعينها .. إتسعت عيناه من دهشته لوقاحتها و زفر بضيق و صعد السيارة غاضبا .. و قادها مسرعا .. حتى خرج من الجامعة .. وصف السيارةعلى جانب الطريق و إلتفت لليال قائلا بغضب :
- مين البت اللى كنتى واقفة معاها دى .
حركت ليال كتفيها و قالت بهدوء :
- معرفهاش .. هى جت وقفت معايا و سألتنى ليه مش بحضر المحضرات و بحضر الإمتحان بس .. بس أنا مرديتش عليها و إنت جيت .
ضرب مقود السيارة بغضب و قال بقوة :
- كنت عارف إن الإمتحانات دى مش هاييجى من وراها غير تعب القلب .
و إلتفت بجسده ناحية ليال و هو يطالعها بنفور و قال بضيق :
- بسبب حضرتك البت الزبالة دى غمزتلى .. عارفة يعنى إيه غمزتلى .. و أنا لو مش محترم كنت ممكن أعمل إيه .
وضعت ليال كفها على فمها و شهقت بخجل و قالت بضيق :
- قليلة الأدب .. أنا لما هشوفها تانى هبعد عنها .
رد رامى و هو يقطب جبينه من ضيقه ببرودها :
- و مين قال إنك هاتيجى هنا تانى .
ردت عليه ليال مسرعة و قد غزى الحزن وجهها :
- ﻷ علشان خاطرى المرة الجاية آخر يوم خلاص .. و بعد كده إحبسنى براحتك .
زفر بضيق و هو يقول ببديهية :
- و لما إنتى عارفة إنى هحبسك شهادتك دى هتنفعك بإيه .
ردت بدموعها و هى تخرج ما يعتمره صدرها منذ فترة طويلة :
- أكيد ليها لازمة .. أبقى حققت ذاتى فى حاجة .. رامى إنت مش ملاحظ إنك لغتنى خالص و بقيت بعمل اللى إنت عايزه و شايفه و مش لازم أعترض .. بقيت بخاف لما حد يقرب منى .. بخاف أتكلم مع حد مش عارفاه .. و أكتر حاجة بقيت بخاف منها .. هو إنت .
إحتدت نظراته نحوها و تمالك غضبه و هو يزفر بضيق يقول لها بنبرة محذرا :
- المرة اللى فاتت كنتى هتتجننى علشان خاصمتك كام يوم .. بس لو ما مسمعتيش كلامى من غير ما تفتحى بؤك هسيبك زى ما حمزة ساب ميناس .. مفهوم .
إنكمشت فى نفسها من صراخه بها و قالت بخوف :
- حاضر .. حاضر .. مش هتكلم تانى .. أنا آسفة .
إنطلق بسيارته مجددا لمشفى فارس ليطمئن عليها و على إبنه رغم حالة الغضب المتملكة منه .. طوال الطريق و الصمت هو مصيبهما حتى صف سيارته و قال ببرود :
- إنزلى يالا .
إنتبهت لحديثه فأومأت برأسها و ترجلت من السيارة بملامح متجهمة إختفت فور إقترابه منها و إحتضانه لكفها براحته .. و دلفا سويا للمشفى .. و طلب مقابلة الطبيبة المختصة التى إستقبلتهما بترحاب بعد إتصال غزل و فارس بها .. و عاينت ليال بدقة و رامى يقف فوق رأسيهما بفضول ..
تطلعت الطبيبة بشاشة الأشعة و قالت بإطمئنان :
- كله تمام جدا الحمد لله .. بس هنعمل شوية تحاليل نطمن بيها على صحتك .
فسأل رامى الطبيبة بفرحة :
- هو البيبى فين يا دكتور .. الشاشة كلها إسود .
أشارت الطبيبة على كتلة صغيرة و قالت بعملية :
- هو ده .. بكرة يكبر و يبدأ يبان له ملامح .
إبتسمت ليال و هى تتطلع لشاشة الأشعة و قد إنهمرت دموعها بفرحة .. قبل رامى كفها و هو يتطلع إليها بحب .. وقفت الطبيبة و طلبت من ليال أن تتبعها .. عدلت ليال من ملابسها و خرجت و جلست أمامها هى و رامى الذى لا يترك يدها بفرحة ...
دونت الطبيبة الأدوية التى تحتاجها ليال و هى تقول بهدوء :
- أخبار العروسة إيه ؟!
تطلعا رامى و ليال ببعضهما و أجاباها بتلعثم :
- غزل كويسة .
أعطتهم ورقتين و قالت بجدية :
- دى تحاليل هتعمليها فى المعمل هنا .. و دى مكملات غذائية على ما نطمن عليكى بعد التحاليل .. يعنى إسبوعين و هستناكى علشان نحدد مواعيد المتابعة .
أخذتهم ليال منها و أومأت برأسها قائلة بموافقة :
- حاضر يا دكتور . بعد إذنك .
إلتفتت الطبيبة ناحية رامى و قالت به بجدية :
- و إنت يا باش مهندس .. هنريحك شوية اليومين اللى جايين .. يعنى هنقلل مرات العلاقة .. تمام .
زم شفتيه بحنق و أجابها بتنهيدة غاضبة :
- هاه .. آه طبعا .. تمام .
إبتسمت ليال بخجل و هى تطالع غضبه اللذيذ على قلبها .. بينما طالعها هو بتحذير من تشفيها به ...
و تركاها و توجهها لمعمل التحاليل و تم سحب عينة من الدماء لليال و غادروا بعدها المشفى و رامى يحمل صورة البيبى بيده و فرحته لا توصف ..
إحتضن ليال بقوة غير مبالى بكونهم بالطريق .. بينما إرتاحت ليال بحضنه .. كعادتها لا تشعر بالأمان إلا و هى قريبة منه ..ثم تطلعت حولها بخجل و قالت برجاء :
- رامى .
إبتعد عنها و هو يتأمل عيونها الذهبية بشوق و قال بهمس :
- إسمى ما يتقالش لوحده تانى لحسن مش هيحصلك كويس و هتهور عليكى و فى الشارع .
إبتسمت بخجل و قالت بجدية :
- أنا عاوزة أروح لميناس أعرفها بالبيبى .. و أطمن عليها ممكن .
فكر قليلا و أومأ برأسه قائلا بهدوء :
- تمام .. بس مش هنطول هروح لأمى أفرحها و هعدى عليكى نمشى علشان ترتاحى .
أومأت برأسها و قالت بإبتسامة رقيقة :
- شكرا .
يا الله كم يعشق نبرة صوتها الناعمة مثلها .. كلما تكلمت يتخيلها قطعة شوكولا ذهبية شهية .. و يريد إلتهامها و التلذذ بحلاوتها و نعومتها .. تنهد مطولا و هو يمنع تفكيره عنها ثم قال بقوة :
- يالا إركبى لهرجع فى كلامى و هنروح بيتنا و هاكلك و الله .
أطرقت رأسها و قد تلونت وجنتاها باللون الأحمر و صعدت مكانها بخجل .. وقف فى نافذة السيارة بجوارها و هو يطالعها بعشق و قال هامسا :
- أموت و أعرف إنتى عاملة فيا إيه .. ده لو سحر مش هيبقى كده برضه .. بموت فى أمك .
تنحنحت قائلة بحرج :
- طب إركب بقا إحنا فى الشارع .
عض على شفته بقوة و غمز لها قائلا بحدة :
- ما أنا عارف .. بس لو ما كوناش فى الشارع كنت .. كنت .. يالا لما نروح هعرفك كنت هعمل إيه .
أشاحت بوجهها عنه و قالت بخفوت :
- بس بقا يا رامى .
تنهد بقوة و هو يتركها و يلتف حول السيارة و يصعد مكانه أمام المقود و أدار السيارة و إنطلق بها و هو متمسك بكفها و يضمه أمام بطنها ...




وصل رامى بسيارته أسفل منزل رأفة .. ترجلت ليال .. و ودعت رامى الذى يجد صعوبة فى تركها .. فتركته هى بإبتسامة مشرقة و صعدت الدرج بشرود .. تناست ما فعله بها و تهديده لها بتركه ببعض كلمات و همسات و نظرات .. بالفعل أصبح وضعها مزرى للغاية .. تجهم وجهها و هى تطرق باب الشقة بشرود ..
فتحت لها دنيا التى إبتسمت بسعادة و إحتضنتها قائلة بشوق :
- لولو حبيبتى وحشتينى .
ملست ليال على شعراتها و قالت بمداعبة :
- وحشتك إيه يا بكاشة .. دول هما يومين اللى سبتك فيهم .
و بحثت حولها عن ميناس و قالت بقلق :
- هى ميناس فين يا دودو .
تنهدت دنيا بضيق و قالت :
- من ساعة ما جت و هى فى أوضتها بتصلى و تعيط و بس .. حتى الأكل بتاكل أى حاجة علشان بصعب عليها .
تنهدت ليال بأسى على حال أختها و قالت بهدوء :
- أنا هدخلها و هتكلم معاها شوية و متأكدة إنها هتطير من الفرحة بعدها .
قطبت دنيا حاجبيها و قالت بهزل ساخر :
- تطير من الفرحة .. ليه هتشربيها ريد بول بيعطيك جوانح .
و إنفجرت ضاحكة على مزحتها .. فرفعت ليال حاجبيها و دفعتها من أمامها قائلة بضيق :
- آه هنبدأ بقا القلش الرخيص ده .. غورى من قدامى .


دلفت ليال لغرفة ميناس فوجدتها تصلى .. جلست على فراشها حتى إنتهت ميناس التى وقفت مسرعة ..و إحتضنت ليال و قالت بحزن :
- حبيبتى وحشتينى قوى .
أجابتها ليال بمزاح :
- هو أنا كنت مسافرة و لا إيه كل ما حد يشوفنى يقولى وحشتينى .
ضحكت ميناس و إبتعدت عنها قائلة بتوجس :
- عملتى إيه فى إمتحانك .
جلست ليال مجددا و قالت بإبتسامة هادئة :
- حليت كويس الحمد لله .. بس أنا جيالك لسبب مهم و حلو قوى .
قطبت ميناس حاجبها و قالت بتعجب قلق و هى تجلس بجوارها :
- سبب إيه .. هو حمزة كويس .
زفرت ليال بضيق و قالت بحزم :
- يادى حمزة .. إنتى مش بتفكرى إلا فيه .
فتسائلت ميناس بتلهف و هى تحرر شعراتها من حجابها :
- ليال إنطقى .. حمزة كويس .
ربتت ليال على ذراعها و قالت بحنو :
- ماتقلقيش يا قلبى هو زى القرد .. و مش هو السبب يا ستى .
هدأت ملامح ميناس قليلا و قالت :
- سبب إيه بقا .
أعطتها ليال ورقة الأشعة بفرحة ..فإلتقطتها منها و تطلعت إليها ميناس بتعجب و تسائلت بإهتمام :
- إيه ده .. دى أشعة إنتى تعبانة يا لولو .. و لا .... .
إتسعت عينى ميناس و وضعت كفها على فمها و قد تجمعت العبرات فى عينيها الخضراء .. ثم رفعت الورقة ناحية فمها و قبلتها بترفق و كأنها تخشى على الصغير من قبلتها و قالت بفرحة :
- هبقى خالتو صح ؟!!
أومأت ليال برأسها مؤكده .. فصرخت ميناس بفرحة و إحتضنت ليال بقوة و هى تهزها بعنف .. فأوقفتها ليال قائلة بتحذير :
- بشويش يا مينو .
إبتعدت ميناس عنها و قالت بتأسف :
- آسفة .. نسيت و الله .. أنا مش مصدقة هبقى خالتو .
و أخذت تقفز بسعادة .. دلفت دنيا على صراخها و طالعتها بتعجب و إقتربت من ليال و قالت لها بخوف :
- فى إيه مالكم .. إنتى عملتى إيه فى البت .
أجابتها ميناس بفرحة :
- ليال حامل يا دنيا .
إبتسمت دنيا بسعادة و هنأت ليال قائلة بفرحة :
- مبروك يا لولو .. ربنا يقومك بالسلامة إن شاء الله .
كانت ميناس تقفز على فراشها من سعادتها و قد نسيت آلامها و أحزانها و شوقها لحبيبها .. ثم قفزت جالسة بجوار ليال و أشارت بيديها قائلة و هى تعد على أناملها :
- إن شاء الله تجيبى بنت .. ونبقى خمس بنات زى القمر .
إتسعت إبتسامة دنيا و ميناس تجمعها بهم .. فقد وجدت بينهم صداقة و أخوة إفتقدتها طوال حياتها .. أردفت ميناس قائلة :
- عاوزينها بريئة زيك .. و قوية زى غزل .. و حنينة زى دنيا .. و موزة و زى القمر و صاروخ زيى .
تعالت ضحكاتهم .. فقالت ليال بهيام :
- لأ أنا نفسى فى ولد .. يبقى قمور زى رامى .. و حنين زى رامى .. و راجل قوى زى رامى .. و يحبنى زى رامى .
زمت ميناس و دنيا شفتيهما بتبرم .. لاحظت ليال نظراتهما الساخرة فقالت بغضب :
- إنتوا بايخين على فكرة .. هو فى زى رامى .
ردت ميناس مسرعة :
- الحمد لله أصلا إنه مافيش غيره .
وخزتها ليال بذراعها و قالت لائمة بضيق :
- إنتى كمان يا مينو مش كفاية غزل .
فسألتها ميناس بقلق :
- صحيح هى غزل عاملة إيه .
ردت دنيا بتنهيدة طويلة هائمة :
- أكيد عاملة عروسة .. يا بختها .
لاحظت ميناس تجهم وجه ليال فقالت بضيق و توجس :
- فى حاجة بينها و بين فارس صح .
أومأت ليال برأسها و قالت بحزن :
- أيوة .. بس مش عارفة إيه هى .. بدعيلها دايما ربنا يهنيها و الله .
تأكد حدس ميناس و قالت بقوة :
- غزل مش هتستحمل زينا .. ربنا يستر من ردة فعلها .
ردت عليها ليال بقلق :
- عندك حق يا مينو .. ربنا يستر .


أمضت غزل وقتها فى الكتابة بالدفتر التى عثرت عليه .. و دموعها لا تتوقف و سقطت على بعض الحروف مذيبة حبرها كما ذابت هى و ذبلت ...
لم تأكل منذ الأمس .. و لكنها فى حالة من الإنهيار لا تسمح لها بتذكر الطعام .. دلف فارس لجناحه و الخادمة تتبعه بطعام الغداء .. و ضعته على الطاولة و غادرت .. و أغلق ورائها الباب و بحث عن غزل .. فشعر بوجودها بغرفة مهاب .. طرق الباب .. فانكمشت فى نفسها خوفا .. فطرق مرة أخرى و قال بصوت جاف :
- إفتحى علشان تاكلى .
ردت بصوت متحشرج من كثرة البكاء :
- مش عاوزة .. ماليش نفس .
تنهد مطولا و قد ميز من صوتها أنها تبكى .. فطرق مرة أخرى و قال بهدوء :
- طب تعالى عاوز أتكلم معاكى .
ردت مسرعة :
- ﻷ .. و إمشى من هنا و روح مكان ما بتروح مش عاوزة و لا أسمعك و لا أشوفك .
أطرق رأسه بحزن على حالتها الضعيفة و المنكسرة .. عموما لم يرد أن يراها بتلك الحالة .. لأنه عشق غزل القوية .. المتكبرة .. المتحدية .. المغرورة .. بعيونها التى تشع شرارا فيروزى قاتل .. إبتلع ريقه و قال بتعقل :
- حاضر همشى بس إخرجى كلى لو سمحتى .
لم تجبه فلامس باب الغرفة بأنامله كأنه يتلمسها و تركها و مضى و أغلق ورائه الباب .. ظلت تكتب و تكتب و تكتب لساعات حتى شعرت بالراحة .. أمضت حياتها تكتم كل مشاعرها و خوفها بداخلها حتى إمتلأ قلبها و فاض به فقررت أن تكتب له عن غزل التى لم يعرفها .. و التى لم يرهق نفسه و لو قليلا حتى يكتشفها ..
نعم فهى بحاجة لمن يكتشفها .. ويأخذ بيدها من عالمها القاسى لدنيا هادئة .. و هذا هو المستحيل بعينه ..




كلما إشتد شوقه إليها يدلف لغرفتها .. يشتم عطرها .. فما بقى منها هى رائحتها و فقط فقد أخذت معها كل شئ .. لم تترك شيئا كأنها تخبره أنها لن تعود إليه ..
تنهد حمزة مطولا و هو يتمنى رؤيتها و لو لثانية .. إشتاق لخوفها .. لإبتسامتها .. لنظراتها الملتاعة إليه .. لمساعدتها الحنون .. رفض كل وسائل المساعدة من أى أحد .. فلن يملك أحدا حق مساعدته غيرها .. هى و فقط حبيبته البريئة ..
وقد قرر أن جلسته بالقصر ليس لها داع بعد ذلك .. ليعود لحضن أمه و دفء والده .. و ربما تمكن من رؤيتها و لو صدفة ....



مر أربعة أيام و الشوق مصيب قلبه إليها .. فقط يسمع صوتها و هى تطلب منه أن يتركها بمفردها و يمتثل لرغبتها .. و يبتعد عنها فقط يعود لتضع لها الخادمة الطعام .. و يتركها و يخرج ..
فى هذا اليوم قررت التمرد على أسره لها .. و أن تكسر تلك القيود الحديدية التى تكبلها به من قلبها و ليس منه فقط .. أصبحت شاحبة خالية من حيويتها و إشراقتها.. و بعدما إكتملت خطتها ...
توجهت لغرفتها و حزمت حقيبتها مسرعة .. و إرتدت ملابسها و دموعها لا تتوقف .. ثم عادت لغرفة مهاب و أخذت الصورة التى تجمعهم ثلاثتهم .. وعادت لغرفتها و ضعتها بحقيبتها ..
ثم تأملت الغرفة و هى تتذكر أول ليلة لهما معا بها .. و دموعها باتت تحرق و جنتيها .. جذبت حقيبتها ورائها .. ثم ربطتها بحبل طويل .. و دلفت للشرفة غرفتها و أنزلتها منها بهدوء رغم ثقلها ..
تعلم جيدا أنه فى هذا التوقيت جميع الخدم مشغولون بتحضير الغداء .. و ليال مستلقية لحين عودة رامى .. و حمزة يجلس بشرفته يدخن سيجارا و هو شاردا .. أى أن ذلك التوقيت المناسب لتنفيذ مخططها ...
إطمأنت أن الحقيبة لامست الأرضية فرمت الحبل .. ثم توجهت للشرفة الرئيسية للجناح .. و ربطت خصرها برباط عريض و ربطت طرفه الآخر بسور الشرفة .. و قالت الشهادة و قفزت على السور و أخرجت قدميها و هى تتنفس بصعوبة من خوفها أن تقع و تنكسر رقبتها كما قال لها .. و أغمضت عينيها...
و لامست بقدميها ذلك السور الرفيع الواصل بالشرفة الآخرى .. و سارت عليه ببطئ و هى تدعو الله أن يوفقها .. ظلت تمشى ببطئ و ظهرها ملامس للحائط حتى إقتربت من الشرفة الآخرى .. خطت آخر خطواتها و لامست يدها الشرفة ..فإرتمت بجسدها على السور و تسلقته بصعوبة حتى إختل توازنها و إنزلقت قدمها ..

كتمت صرختها بصعوبة لأنه سيشعر بها و خلال دقائق ستجده أمامها .. تمسكت بالسور بقوة و رفعت جسدها و مررت ساقها فوقه و إرتمت بقوة داخل الشرفة .. فسقطت على ظهرها ..
تألمت من ظهرها و قدمها و مسدتهما و هى تتأوه بشدة .. ثم وقفت مسرعة .. و دفعت باب الشرفة بهدوء .. فانفتح .. بحثت جيدا بعيناها فلم ترى أحد .. سارت بهدوء و هبطت الدرج مسرعة .. حتى وصلت للطابق الأرضى ..
تطلعت ناحية باب المطبخ بقلق و خرجت من البوابة الخلفية المطلة على حمام السباحة بحذر .. و وقفت قليلا قبل أن تنظر بطرف عينيها إلى الحراس فوجدتهما إثنان فقط .. إتجهت لأحد الأكشاك الخاصة بتخزين الأشياء القديمة .. و بحثت بداخلها فوجدت قطع قماش كثيرة .. فأشعلت إحداها بقداحة فارس الخاصة و التى سرقتها منه .. حتى بدأت النيران فى التزايد و أصبحت تلتهم كل شئ ..
ركضت مسرعة و إلتفت حول القصر .. و جذبت حقيبتها و إنتظرت هرولة الحراس لإخماد النيران .. مرت دقيقتين حتى لاحظوا النيران و ركضوا نحوها ..
إبتسمت غزل براحة .. و فكت الحبل من حقيبتها و جذبتها مسرعة .. و سارت تتلفت حولها حتى وقفت أمام البوابة الكبيرة و فتحتها بصعوبة و خرجت ..
تنفست مطولا كطير أخذ حريته من قفصه .. و سارت مسرعة حتى أصبحت على الطريق العام .. تطلعت أمامها على الحارة .. و قالت فى نفسها :
- سامحينى يا ميناس يومين بس أظبط أمورى و هاجى أخدك إنتى و دنيا.
و أخرجت هاتفها من جيب بنطالها و هاتفت أحدهم و قالت بذعر :
- إنت فين .. أنا محتجاك .
بعد أن أنهت إتصالها .. أشارت لسيارة أجرة .. حتى وقفت و صعدتها و إنطلقت السيارة .




كعادته الأخيرة .. ممددا على ﻷريكته الجلدية بشقته الخاصة .. و شاردا بحالهما .. فما يحدث معهما لم يكن المتوقع يوم إعترف لها بعشقه و إعترافها له بحبها ..
و لو كان أحدا أخبره أن هذا ما سيحدث بينهما لما صدق و لضحك كثيرا عليه بسخرية و ها هى أيام العسل تمضى بجفاء و بعاد .. و هجر ...
إنتبه على رنين هاتفه فأجابه ببرود:
- ألو .
و فجأة إنتفض فارس جالسا و هم واقفا و حمل مفاتيحه و هو يقول مسرعا بقلق :
- حاولوا تطفوها بسرعة يا بهايم و أنا ثوانى و هبقى عندكم .
و خرج راكضا .. و هاتف رامى قائلا بحدة :
- إنت فين يا أستاذ .
قطب رامى حاجبيه و قال بتوجس :
- فى المصنع .. هو حصل حاجة .
أجابه فارس و هو ينتظر المصعد بفقدان صبر :
- فى حريقة فى جنينة القصر .. تعالى بسرعة .
وقف رامى مسرعا و قال بذعر :
- مسافة السكة و هبقى هناك سلام .

إنطلق فارس مسرعا.. و قاد سيارته بسرعة جنونية حتى وصل أخيرا .. فوجد البوابة مفتوحة .. لم يهتم و دلف مسرعا .. وجد الحراس قد أخمدوا النيران و بقيت أدخنة بسيطة .. وصل رامى أيضا و وقف بجواره يتأمل المكان بتعحب .. خرج فارس عن صمته قائلا بإندهاش :
- إزاى الكشك ده ولع لوحده كده .. أولا مافيش فيه كهربا .. ده أكيد حد عمل كده .
أومأ رامى برأسه و قال بتوعد :
- أكيد حد وراها .. و هنعرف هو مين و هطلع عين أمه .
أجابه حمزة بسخرية فهو يعلم أن غزل ورائها .. لأنه رآها من شرفته و هى تجذب حقيبتها و تخرج مسرعة بذعر :
- اللى عملها حد جواه نار زى اللى ولعها .
تطلع إليه رامى و فارس بتوجس .. و بعد عدة أسئلة للخدم و الحرس لم يتوصلوا لشئ .. زم رامى شفيه بضيق و قال بحدة :
- أكيد هنعرف مين .. أنا هطلع أطمن على ليال و أرجعلك .
رد عليه فارس بحزن :
- و أنا كمان هطلع لغزل .
لم يرغب رامى فى الضغط عليه بأسئلة تقتله من فضوله عن ما يدور بينه و بين غزل .. فتركه و توجه لجناحه .. حتى وجد ليال كعادتها الأخيرة نائمة .. إبتسم بشوق و مال عليها و قبل جبهتها و هو يتأمل جمالها الهادئ .. و أزاح شعراتها الذهبية الملتصقة بجبهتها .. ثم إقترب من وجنتها و همس بقبلة :
- ليال .. قومى يا عسلية .
إبتسمت شفتيها و سطعت شمس عينيها الذهبية .. و قالت بكسل :
- رامى .. إنت جيت .
رد مازحا :
- ﻷ .. لسه فى الطريق .
قطبت جبينها بضيق و قالت بلوم :
- لازم تتريق عليا يعنى .
قبل أنفها بمداعبة و قال بهدوء :
- ما أقدرش .. قومى بقا علشان تتغدى وتاخدى علاجك .. شوفتى الحريقة اللى حصلت فى الكشك اللى فى الجنينة .
جلست مسرعة و قالت بخوف :
- حريقة .. إستر يا رب .. حد جراله حاجه .
هدأها قائلا :
- لأ يا حبيبتى .. بس الكشك ولع و محدش عارف مين اللى عمل كده .
قطبت ليال جبينها بتعجب وقالت :
- غريبة .



دلف فارس لجناحه و إقترب من باب غرفة مهاب مباشرة فوجده مفتوح بحث عنها و لم يجدها .. دلف لغرفته و لم يجدها أيضا .. بحث عنها فى كل مكان و هو يصيح بقلق :
- غزل .. غزل إنتى فين .
لم يجدها .. حتى وقعت عينيه على الشرفة المفتوحة .. توجه ناحيتها و تطلع ناحية الشرفة الأخرى ..فضرب جبهته بيده و قد فطن لما فعلته لقد نفذت تهديدها و تركته ..
الآن فقط عرف من وراء هذا الحريق المفاجئ .. لقد خسرها مرة أخرى .. و تركته ..
صدى صوتها برأسه يكاد يفجره و هى تبتسم إبتسامتها المغوية و تقول بعبث .. لو رحلت لن تجدنى .. تهاوى جسده و سقط على ركبتيه و صرخ قائلا بقوة :
- غززززززل .
و مرر أنامله بشعراته و قبض عليهم بقوة كاد معها أن يختلعهم من جذورهم .. و لكنه قرر أنه لن يستسلم سيبحث عنها بكل مكان سيعيدها إليه مهما كلفه الأمر .. فهى زوجته حتى لو نسيت هى ذلك .
و قف مسرعا و هبط الدرج بإندفاع فقابل رامى و ليال .. أوقفه رامى قائلا بتوجس بعدما وصله صراخه ناهيك عن غضبه و إحمرار عينيه فسأله بقلق :
- مالك يا فارس .. كنت بتزعق ليه ؟!
- غزل هربت .
قالها بإقتضاب و كأنه شئ بديهى .. إتسعت عينى رامى و ليال و تطلعا ببعضهما و قالا سويا بتعجب:
- بتقول إيه !!!!!!!

إنتظرونى فى الفصل الحادى والعشرون....


قراءة ممتعة .....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:19 AM   #256

Mnonamnmon

? العضوٌ??? » 457327
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » Mnonamnmon is on a distinguished road
افتراضي

رائعة كالعادة بس ماكنتش اتمني فارس يوصل لكدا كل شوية المسافة بينه وبين غزل بتكبر اتمني ان تنكشف الاسرار وان غزل تكون سابت الحقيقة اللي كاتبتها وان فارس يقرأها

Mnonamnmon غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:20 AM   #257

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

يارب بارت النهاردة ينول إعجابكم ...
هستنى تعليقاتكم و ملاحظاتكم بسعادة ...
و توقعاتكم لو سمحتم ... كعادتكم معى ...

# YasmeenAboHseein


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:27 AM   #258

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mnonamnmon مشاهدة المشاركة
رائعة كالعادة بس ماكنتش اتمني فارس يوصل لكدا كل شوية المسافة بينه وبين غزل بتكبر اتمني ان تنكشف الاسرار وان غزل تكون سابت الحقيقة اللي كاتبتها وان فارس يقرأها
شكرا جزيلا حبيبتى ... 😍😍😍😍

و ما تمنيتيه أتمنى أنا أيضا أن يحدث .. فبعد زيادة المسافات بينهما حتى معرفته لغزل الغامضة .. لن يشفع لها للأسف ..
لن أحرق الأحداث و سنرى سويا القادم ...

سعيدة بإهتمامك و شغفك ... 💋💋💋


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 07:47 AM   #259

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

رووووووعة الحمدالله ان غزل ما اخدت وقت طويل لتهرب متل ميناس ..فارس كل ما سكتت عنه غزل كل ما زادت تصرفاته سوء هو تحول لحمزة تاني طب شو فايدة حبه اذا ما منعه من اذية حبيبته..حاسة ان رامي رح يطلع لسه العن من حمزة وفارس
خيالي بقولي انحمل ليال مش حيكمل بسببه او انه حيتعرف عالبنت زميلتها ..كل فصل بتشوق للي بعده ..الرواية تحفة تسلم ايدك


شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 09:20 AM   #260

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
رووووووعة الحمدالله ان غزل ما اخدت وقت طويل لتهرب متل ميناس ..فارس كل ما سكتت عنه غزل كل ما زادت تصرفاته سوء هو تحول لحمزة تاني طب شو فايدة حبه اذا ما منعه من اذية حبيبته..حاسة ان رامي رح يطلع لسه العن من حمزة وفارس
خيالي بقولي انحمل ليال مش حيكمل بسببه او انه حيتعرف عالبنت زميلتها ..كل فصل بتشوق للي بعده ..الرواية تحفة تسلم ايدك


أكتر حاجة بتسعدنى فى الدنيا هى رضائكم و سعادتكم ....
و شخصية غزل مش محتاجة وقت كتير علشان تتمرد على كل شئ .. و أى شخص .. و أتمنى أن تمر تلك التجربة عليها بخير ...
بس ملحوظة صغيرة ... إنتى متحاملة على رامى قوى ... و علشان إنتى حبيبتى حبيبتى حبيبتى ... هو بيحب ليال جدا و عمره ما هيشوف غيرها ... بس ده مش معناه إنه مش هيغلط الغلطة اللى هيدفع تمنها غالى و هيتربى بعدها تربية السنين ....
هانت يا بنات و بدأت الأحداث الساخنة .. جدا .. جدا ...
و بدأ أيضا العد التنازلى لإنتهاء الرواية .. 😥😥😥
و أعدكم بأنه حتى آخر فصل و التشويق و الأحداث المشتعلة معنا .....

شكرا بجد على ذوقك و رقتك ... و سعيدة إن روايتى المتواضعة قد نالت شغفك و حبك ... 😘😘😘😘😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.