آخر 10 مشاركات
صفقات ملكية (58) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الثالث من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملهـ× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          56 - امرأة بلا وجه - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-19, 11:14 PM   #21

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
حبيت كتير لقاء غزل بجدتها
يبدو ان غزل لها ذكريات حزينة مع القصر
بس ليش عائلة صبري مو مقيمة بالقصرمع حمزة
ام ان هناك لغز ما
موفقة حبيبتي ياسمين ابدعتي 😍😍😍

أقدر أجواب على سؤال حمزة و عيلته ... لأن والده يعشق حارته و يفضل هو وزوجته البقاء فى مجتمعهم الذين تعودوا عليه ......
و إنتظرى قليلا فالقادم أكثر ألغازا و حماس ....
شكرا على تفاعلك حبيبتى
و أرجو تفاعلك الدائم مع روايتى الأولى .
😆 😆


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-19, 02:17 AM   #22

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس :
********************


إجتمعت أسرتهم جميعا لإيجاد حل مع تلك الغازية المتطفلة و التى عادت لغلق صنبور الأموال المتدفقة نحوهم من إيجار شقتها و المحل و الذين حولوه لمرآب لصف السيارات به ....
إقتربت هناء من جمعهم حاملة طبق يحوى ثمار الموز و وضعته على الطاولة أمامهم و قالت مؤكدة :
_ صدقونى هى قالتلى إنها حولت كل فلوسها من بره لبنك هنا فى مصر .... صدقتونى لما قولتلكم البت دى مش سهلة .
قضمت بسمة أظافرها بغضب و قالت بإمتعاض :
_ لأ و كانت بتشتغل هناك دكتورة و جراحة كمان .
لمعت عينى عونى بطمع منفر و قال منتشيا بسعادة :
_ يعنى معاها فلوس كتير .... ده هناك أى عملية بمبلغ و قدره و كله بالدولار ... يعنى أكيد نايمة على خميرة كبيرة .
وقف إسلام منتصبا و قال بنبرة لئيمة :
_ قشطة جدا .... أتجوزها بقا و أهه نصيبها و فلوسها يبقوا تحت إيدينا و تبطل تتكلم فى شقتها و المحل .
حك عونى ذقنه و هو يفكر بكلمات إسلام ... نعم معه حق فتلك الدجاجة التى تبيض ذهباً يجب ألا تخرج من محيطهم فلو عملت بإحدى المستشفيات الخاصة سيكون راتبها مبلغا كبيرا .... فدكتورة مثلها تعلمت بأميريكا و عملت هناك ستجد عملا مهما فى فترة قياسية .....
وخزته هناء بذراعه و قالت لتنبيهه :
_ إنت سرحت فى إيه ... خليك معانا إيه رأيك فى اللى قاله إسلام .
إنتبهوا جميعا على طرق بباب شقتهم ... فإعتدل عونى بجلسته و قال هامسا :
_ دى أكيد غزل .... عاوزكم تعاملوها كويس لغاية ما نلاقى حل معاها ... تمام .
وقفت بسمة متثاقلة و فتحت باب شقتهم لتتفاجأ بحسام أمامها ... ربما تتسائلون و لم التعجب هذا لأنه يعمل بمحافظة أخرى و يأتى يوما واحدا بالإسبوع لرؤية أسرته و طبعا بسمة ... خرجت من تعجبها قائلة :
_ حسام !!!!
أجابها مسرعا لقطع حالة التعجب التى إرتسمت على وجهها بوضوح قائلا بإبتسامة هادئة :
_ أخدت أجازة من الشغل كام يوم فاقولت أجى أزوركم .
أتاها صوت والدها قائلا بتساؤل من تأخرها :
_ مين اللى جه يا بسمة ؟!
إلتفتت برأسها و قالت بجمود :
_ ده حسام يا بابا .
وقف عونى مسرعا لإستقباله و قال بإبتسامة ودودة مرحبا به :
_ خليه يتفضل يا بنتى .... يا أهلا يا حسام نورت .
و كعادة حسام يأتى دائما محمل بالهدايا و الحلويات التى يرضى بهم طمعهم به ... و وضعهم على الطاولة و صافح الجميع و عينيه تمسح المكان من حولهم بحثا عن مقصد زيارته و التى أرهقه شوقه لرؤيتها رغما عنه ..... صاحبته عيناها فى عمله و إستراحته و غفوته .... لم تتركه لحظة واحدة و كأنها سحرته .....
كانت بسمة تشتعل بحقد و هى ترى نظراته و حزنه العميق فور علمه بأن غزل ليست بالمنزل ... إستمرت جلستهم لساعة تقريبا حتى عادت غزل ....
فتحت لها بسمة الباب و عينيها لا تفارق وجه حسام لإلتقاط ردة فعله و بالفعل فور رؤيته لها إبتسمت شفتيه و إرتاحت ملامحه .... تنهدت بغضب بعدما تأكد حدسها فتلك المشعوذة أسرت حبيبها ....
إقتربت غزل من الجميع و قالت بإبتسامة مرحة :
_ السلام عليكم .
أجابها الجميع بهدوء :
_ وعليكم السلام .
و لكن لهفة إسلام و حسام كانت واضحة للعيان .... إنتبهت غزل لوجود حسام و نظراته المشتاقة إليها و الطائفة عليها بجرأة .... فقررت إضافة آخر لمساتها قبل الرحيل لتقصف آخر ما تبقى بينه و بين بسمة و التى تجرأت و تحدتها ...
وقفت غزل أمام حسام و تطلعت به قليلا قبل أن تمد يدها نحوه قائلة ببحتها و التى لا تظهر إلا إذا أرادت هى إرضاخ أحدهم :
_ إزيك يا حسام ..... أخبارك إيه .
إبتلع ريقه يجلى به حلقه الجاف و مد يده ببطء ناحية كفها و التى ما أن لمسها حتى سارت بجسده شحناتها الكهربائية و التى وصلت لقلبه مباشرة فجعلته يقصف بعنف لم يعدهه مع سواها ...
إبتسم بشغف و أجابها قائلا :
_ أنا كويس الحمد لله ... إنتى أخبارك إيه ؟!
سحبت كفها من بين راحته و قالت برقة :
_ I am fine thanks .
كانت بسمة تقف بينهما و كأنها شجرة تظللهما .. و تتابع نظراتهما و حوارهم البغيض .. شعرت فجأة بتدفق الدماء لرأسها و صوت صفير عالى يدوى بأذنيها التى تقدح شرارا من غيظها فوخزت حسام بذراعه بالقوة و قالت بإبتسامة صفراء :
_ تشرب إيه يا حبيبى .
إمتعض وجه حسام و هو يخرج من تلك الهالة التى جمعته مع غزل فى لحظات هى أسعد لحظات حياته بلا مبالغة .... و قال ساخرا :
_ قهوة سادة .
أخفت غزل ضحكتها و إبتعدت عنهما بعدما إنتهت من بسمة نهائيا ... و وقفت أمام عمها و زوجته و قالت بفرحة :
_ أنا لقيت تيتة ..... فوق ما تتخيلوا أنا مبسوطة إزاى .... و بعد إذنك يا عمى أنا هروح أعيش معاها .
إتسعت عينى إسلام بذعر و وقف منتصبا و قال بغضب :
_ لأطبعا بابا مش هيوافق ... مش هينفع تسبينا .
وقف حسام مشدوها بعدما سقط قلبه تحت قدميه و تحطم لآلاف القطع .... ستتركهم ... و لكن إلا أين ؟!!!
وضعت غزل حقيبة يدها على الطاولة و واجهت إسلام قائلة بتحدى :
_ أنا همشى و أنا بعرفكم بس ... مش باخد رأيكم .
صك إسلام أسنانه بغضب و قال محذرا :
_ مش هتمشى من هنا إنتى فاهمة .
أجابته بصرامة و ثقة و هى تحدجه بقوة :
_ أنا عندى 25 سنة و حرة فى قراراتى و مش هستنى حد يوجهنى و لا يؤمرنى أعمل حاجة مش عيزاها .
إقترب منها حسام و قال بحزن :
_ إسلام عنده حق يا غزل مش هينفع تبعدى عننا ... قصدى عنهم .
حدجته بسمة بغضب شيطانى و نهرته قائلة بحدة :
_ هى حرة يا حسام .... و تعيش فى المكان اللى هى عوزاه .
وقف عونى و قال بصرامة قاطعا تلك الحالة من الجدل :
_ مش عاوز أسمع صوت .
إنتبه إليه الجميع فأردف قائلا و هو يواجه غزل بقوة لا تقبل الجدال :
_ غزل مش هتمشى من هنا و ده كلام نهائى .... مفهوم .
ضحكت غزل بإستخفاف و إقتربت منه خطوتين متعمقة فى عينيه و قالت بتحدى ساخر :
_ همشى يا عمى ... و النهاردة ..... و عاوزة اللى يفضل بينا كل ود ..... و مش عاوزة مشاكل بينا .
ضيق عينيه و حدجها بتعجب قائلا بصوت رخيم :
_ إنتى بتتحدينى و لا بتهددينى يا بنت أخويا .
لم تتأثر بنظراته و لا بنبرته و قالت مسرعة بحزم :
_ أنا متربية كويس و عارفة حقوقى و واجباتى كويس جدا .... و عمرى ما هضايقك يا عمى ... بس برضه ما فيش حد يقدر يفرض عليا حاجة مش عوزاها مهما كان مين .
و تركتهم و توجهت لغرفة بسمة و لملمت أشيائها بسرعة و خرجت تجذب حقيبتها خلفها ... وقفت أمام عونى و قالت بنبرة قوية لفتاة لاقت الكثير و تعاملت مع من هم أقوى و أبشع منه و تمكنت منهم :
أنا عند تيتة يا عمى و حضرتك تقدر تزورنى هناك ... و على فكرة ..... دادى إتنازلى عن نصيبه فى البيت ده .
إتسعت عينى عونى و هو يتلقف كلماتها القوية بعينيه .. هل قالت أنها المالكة المشاركة له فى المنزل .... لم تمهله الكثير فتابعت قائلة بنفس النبرة القوية :
_ و يا ريت بقا تفضيلى الشقة و المحل قريب جدا .... لأنى هبيعهم ...... سلام .
وقف الجميع مصدوما بعدما فجرت قنبلتها و إنصرفت ... فما قالته أربك كل حساباتهم .... مع كل خطوة كانت تخطوها مغادرة يشعر حسام بقبضة قوية تعتصر قلبه بشدة ... حمل مفاتيحه و هاتفه و قال مسرعا :
_ أنا هنزل أنا بعد إذنكم .
أوقفت بسمة تقدمه و هى تقبض بكفها على يده قائلة بشراسة :
_ عاوز تنزل وراها صح .
إبتلع ريقه بتوتر و أجابها قائلا بصوت محتقن :
_ إيه اللى إنتى بتقوليه ده يا بسمة إنتى إتجننتى .
إلتقط إسلام مفاتيح سيارته و ركض ورائها .... هبط الدرج راكضا و خرج للطريق بحث عنها بعينيه فلم يجدها و كأن الأرض إبتلعتها .... توجه ناحية سيارته و أدارها مسرعا ليبحث عنها ...
سارت غزل بخطوات سريعة مبتعدة عن منزلها و هى تجذب حقيبتها خلفها ... وقفت تتطلع للطريق لإيجاد سيارة أجرة تقلها لمنزل جدتها .... حتى إجتذبها إسلام من ذراعها و قال بصرامة :
_ إرجعى معايا يا غزل .... مش هسيبك تمشى .
جذبت يدها منه و قالت بغضب :
_ Let me go .... هو بالعافية و لا إيه يا إسلام .
إشتعلت عيناه بغضب و قال هادرا بقوة :
_ أيوة بالعافية .... أنا بحبك و عمرى ما هسمحلك تبعدى عنى .
شعرت بالصدمة من كلماته ... أغمضت عيناها كاظمة غضبها و فتحتهما قائلة بسخرية :
_ بتحبنى .... و ده إمتى إن شاء الله ... بطل هزار و سبنى أمشى بقا .
إلتفت و أولته ظهرها ... فجذبها من ذراعها مرة أخرى و لكن هذه المرة أقوى غارزا أظافره بذراعها فصرخت متألمة ...
رفع فارس كفه ليضم رأسه متألما من تلك الصرخة المستنجدة و التى أصبحت كابوس حياته ... صف سيارته و إحتضن رأسه بكفيه و لكن هذه المرة وصلته الصرخة مجددا لأذنيه من جواره ... إلتفت برأسه فوجد فتاة تحاول تخليص نفسها من قبضة شخص ما .....

إستطاعت أخيرا من تخليص نفسها من قبضته و مسدت ذراعها بألم و رفعت سبابتها فى وجهه و قالت بتهديد قوى :
_ إوعى تلمسنى تانى و إلا هتندم و الله .
تجهم وجه إسلام و إقترب منها قائلا بنبرة عازمة :
_ مش هسمحلك تبعدى عنى إنتى لسه ما تعرفنيش كويس ... فاقدامى على البيت أحسنلك .
و جذب حقيبتها و جذبها خلفه بالقوة ... و فجأة توقف تقدمه و هو يشعر بقبضة صلبة تعيقه ... فإلتفت برأسه ورائه فرأى شخصا يحدجه شرزا ... فقال له بحدة :
_ سيب إيدى يا عم إنت .
إبتسم فارس بسخرية و قال بهدوء بنبرة صوته الرجولية الحادة :
_ مالك يا دكر بتستقوى على البنت ليه .
و فك أنامل إسلام واحدا تلو الآخر بهدوء عن ذراع غزل و إجتذبها و أوقفها خلفه ... فإحتمت به و هى تطالعه بتعجب و إعجاب من قوته ... بينما أجابه إسلام وهو يتطلع إليه بتوتر من هيأته الصارمة و جسده الضخم و عضلاته التى إتضحت بقوة من أسفل قميصه الضيق قائلا بتقزز :
_ وإنت مال أهلك بنت عمى و أنا حر معاها .
إستشاطت نظرات فارس حتى إصطبغت عيناه بحمرة خفيفة .. و جذبه من ياقة قميصه و قربه منه قدر المستطاع ... و ذلك لأن إسلام يصل طوله لمنتصف صدر هذا العملاق الذى يتطاير من عينيه شرارات تكاد تحرق ما حولهما و أخيرا قال له بصوته الأجش :
_ كلمة زيادة و هخلى جسمك يكره إسمك .... قدامك دقيقة واحدة و تكون إختفيت من قدامى ...
دفعه بقوة فتعثر إسلام قليلا و منع نفسه من السقوط بينما تابع فارس حديثه و هو يفرد جسده ليرهبه قائلا بشراسة :
_ و إلا .... هعمل معاك الغلط .
إزدرد إسلام ريقه بصعوبة و عدل من ملابسه و تطلع ناحية غزل و قال لها بحدة :
_ مش هسيبك ... و هخليكى تندمى ندم عمرك .
أشاحت غزل بذراعها و قالت بإستخفاف من تهديده و هى تحتمى بذلك العملاق الواقف أمامها :
_ يا عم إجرى ... أنا ندمانة إنى شوفتكم أصلا .
عض إسلام على شفته و قال بصوت محتقن :
_ مش هسيبك صدقينى و هرجعك ليا .
إمتعض وجهها و قالت بحدة :
_ لو راجل بجد إبقى قربلى تانى .
إبتعد إسلام بضيق و هو يتوعدها و عينى فارس تتابعه حتى إختفى ... ثم وضع يديه بجيبى بنطاله و إلتفت إليها ببطء شديد متفرسا لملامحها ... فها هى صاحبة الصوت و الذى طالما لازمه بصراخه المستنجد ...
لم ينجذب من قبل ناحية إمرأة مهما كانت على قدر من الجمال و الجاذبية . و لكنه الآن يطالع حورية ...
حورية من حوريات الجنة و التى وُعد بها المؤمنون ... جمالها فريد و قاتل و محطم لقوة أى رجل مهما كانت صلابته ... و من الواضح أنها تعلم جيدا قيمة السلاح التى تمتلكه ...
لأول مرة ترتبك من نظرات شخص ناحيتها ... لقد إعتادت على نظرات الإعجاب و لكن نظراته هو لامست شيئا ثمين تخبئه بداخلها ....
تصنعت الصلابة و القوة كعادتها و تنفست بهدوء و خرج صوتها ناعما و هى تقول بإمتنان :
_ متشكرة جدا ..... بعد إذنك .
وصل لأذنيه همس الحوريات الناعم .. فإرتبكت فرائصه مخلفة ورائها ضيق و عبوس من تلك الأمور الدخيلة و التى يشعر بها لأول مرة بحياته ...
جذبت غزل حقيبتها و إبتعدت عنه و هو يتابعها بعينيه ... حتى إختفت داخل سيارة أجرة أقلتها و إنطلقت .... وقف مكانه و أغلق عينيه مستنشقا تلك النسائم الساحرة التى خلفتها ورائها ......
فتح عينيه و هو يعتصر عقله أين رأى تلك الملامح من قبل ... و العجيب أنه رأى تلك العيون من قبل أيضا ... حاول جاهدا فلم يتوصل لشئ ... نفض تلك الأفكار من رأسه و عاد لسيارته مرة أخرى ....


وقفت غزل مرة أخرى تتابع ذلك القصر بضيق ... ففى كل مرة تراه به تتذكر شيئا ... فها هى تتذكر نفسها و هى صغيرة و ضفيرتها تهفو خلفها مع ركضها حاملة لدميتها و صوت ضحكاتها المرحة يعلو و يعلو و هى تطالع تلك الكف الحانية الصغيرة و هى تجتذبها ...
و فجأة كسى الخوف ملامحها و هى تتذكر دميتها التى تلطخت بدماء كثيرة ... حاولت تذكر دماء من كانت و لكن دون جدوى ......
إلتفت و عبرت الطريق مسرعة حتى وقفت أمام الطريق المؤدى إلى الحارة و هى تسأل نفسها بقلق :
_ يا ترى إيه اللى مستنينى هنا ... يا رب خليك معايا .
تنفست مطولا و إنطلقت سيراً تجذب حقيبتها ... إقترب منها ذلك الصغير مجددا و قال بإبتسامة متسعة :
_ إيه ده رجعتى بسرعة أهه .
إبتسمت غزل و قالت بمداعبة و قد نسيت مع إبتسامته البريئة كل ما مر بها فى هذا اليوم و أجابته بتلقائية باتت تفتقدها مع المحيطين بها :
_ مش قولتلك إنى مش هتأخر ... أنا بقى هعيش فى الحارة دى زيك و هنبقى جيران .
تهللت أساريره بفرحة و قال و هو يقفز من السعادة :
_ هو ده الكلام ..... إنتى هتروحى عند ستى رأفة تانى .
أومأت غزل برأسها و أجابته قائلة بهدوء :
_ أيوة يا .... إنت إسمك إيه ؟!
عدل من ياقة قميصه و قال بغرور مازحا :
_ إسمى أحمد يا مُزة .
صفعته غزل على رأسه و قالت مازحة :
_ مُزة فى عينك .
وضع يده على عينه و سبل الأخرى قائلا بوله :
_ آه يا عينى ... و آه يا قلبى كمان ..... إنتى قمر هو فى حلاوة كده .
ضحكت غزل ضحكة عالية ... فتلفت أحمد حوله بتوجس و قال لها بضيق :
_ وطى ضحكتك دى مش كفاية لبسك الشمال ده .
بعثرت شعراته بأناملها و قالت بلوم :
_ أنا لبسى شمال يا أحمد .
_ بصراحة بقا لو هتعيشى هنا لازم تلبسى طويل شوية و واسع شويتين تلاتة .... ده أنا من ساعة ما مشيت معاكى و عيون الشباب هتخرج من وشهم .... لولايا ربك كان عالم هيتعمل معاكى إيه .
وقفت أمام بيت جدتها و قالت بإبتسامتها الساحرة :
_ حاضر يا سيدى هفكر فى اللى قولته ..... و إنت معايا برضه علشان تحمينى صح .
ذاب مع إبتسامتها و غمز لها بعينه قائلا :
_ ده أنا أحميكى بعنيا ... هو ممكن أبقى أزورك .
_ أكيد .... سلام .
و لوحت له بيدها و دلفت لمدخل البناية حاملة حقيبتها الثقيلة ... حتى وصلت لباب شقة جدتها ... إلتقطت أنفاسها و طرقت الباب ....
فتحت لها ليال التى قابلتها بعبوس قائلة بتذمر :
_ إتأخرتى ليه يا غزل .... قلقنا عليكى .
زفرت غزل بضيق و قالت بإرهاق :
_ هنتكلم على السلم يا ليال ... أنا يومى كان طويل و متعب جدا دخلينى أول .
أتاهم صوت أنثوى غليظ يقول بسخرية :
_ مين السحلية دى يا ليال ....... دى قريبتكم .
إلتفتت غزل خلفها و قالت بضيق و هى تتطلع نحوها :
_ هو يوم باين من أوله .


يتبع


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-19, 02:21 AM   #23

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

هستنى التعليقات و الليكات يا جماعة .....
و هبقى سعيدة بمناقشتكم ليا فى أى حاجة عاوزين تفهموها ...
أو أى ملاحظة ...

ياسمين أبو حسين

😖 😖 😖


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-19, 05:03 PM   #24

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

احداث الفصل جميلة
حبيت قوة غزل بالوقوف بوجه عمها وعيلته
فارس على مايبدو لديه ذكريات قديمة مع غزل الطفلة
بصراحة روايتك كتير حلوة وسردك للاحداث كتير سلس وجميل


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-19, 06:21 PM   #25

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
احداث الفصل جميلة
حبيت قوة غزل بالوقوف بوجه عمها وعيلته
فارس على مايبدو لديه ذكريات قديمة مع غزل الطفلة
بصراحة روايتك كتير حلوة وسردك للاحداث كتير سلس وجميل

شكرا على ذوقك حبيبتى .......
إنتظرينى مساءا و تكملة الفصل السادس ....
و حكاية ميناس و حمزة ....
يا رب ينول إعجابك إنتى و أى حد بيقرأ الرواية ......


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-19, 10:25 PM   #26

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس ج2


وقفت كلا من ليال و غزل تطالعا تلك المتطفلة عليهما بضيق ..... فإبتلعت ليال ريقها بتوتر و أجابتها بتلعثم :
_ دى .... دى غزل بنت خالتى حور .
و فجأة ضحك ذلك الكائن الأنثوى ذو الوزن الزائد و الطول الفاره و المرتدى عبائه ضيقة ضحكة رنانة طويلة ... رفعت غزل حاجبيها و هى تتطلع إليها بتعجب من ضحكتها و التى سمعتها من قبل فى فيلم كانت بطلته راقصة ... أرادت و بشدة أن تصفق لها و تقول بإعجاب " عاش النفس " و لكنها إلتفتت ناحية ليال المذعورة و سألتها بريبة :
_ مين دى يا ليال .
أجابتها ليال و هى تحتمى بباب شقتها من خوفها قائلة :
_ دى الآنسة مهجة جارتنا .
ضحكت غزل بسخرية و إلتفتت ناحية مهجة و قالت بقوة :
_ أهلا يا جارتنا ....فى بقا سبب لسؤالك و لا فضول منك و خلاص .
رفعت مهجة حاجبها الرفيع بضيق و هبطت درجتين من الدرج و قالت و هى تحرك عنقها يمينا و يسارا ببراعة كتلك الراقصة بالفيلم :
_ لأ بنتعرف يا عنيا .. قولتيلى بقا إسمك غوزل ... و لا غزالة ... ولا إيه .
إبتسمت غزل ساخرة و قالت بثقة و هى تقترب منها ببطء :
_ إسمى غزل ... غزل يا ااااا .
حاولت تذكر إسمها و التى قالته ليال منذ لحظات .. فقالت بتلقائية بريئة :
_ يا اااا ..... يا بؤجة .
دخلت ليال فى نوبة ضحك عالية حد الدموع .... و قالت بلهاث :
_ بؤجة .... ده إنتى جبارة يا غزل .
لم تفهم غزل مقصدها و لكنها إقتربت أكثر من مهجة و مالت برأسها يمينا و يسارا تطالع ضخامة إمكانياتها و طولها قائلة بمزاح :
_ و إنتى بقا يا آنسة معاكى تصريح بالإرتفاعات الزيادة و البروز الأوفر دى و لا .... شكلى كده هطلعلك طلب إزالة .
زادت ضحكات ليال بصوت عالى و قد إنحنت قليلا و صفعت ركبتيها .... بينما صكت مهجة أسنانها و قالت بغضب :
_ لعبتى فى عداد عمرك يا سحلية إنتى .
و هبطت الدرجات الفاصلة بينها و بين غزل بسرعة ... فواجهتها ليال قائلة بتحذير قوى :
_ هكلم رامى و إنتى عارفاه و مجرباه قبل كده .... لو فكرتى تلمسى غزل أو بس تبصيلها بعنيكى .
وقفت مهجة أمام غزل و حدجتها بغضب و قالت من بين أسنانها :
_ مسيرك هتقعى تحت إيدى يا سحلية إنتى و ساعتها هتندمى ندم عمرك .
و تركتهم و صعدت لشقتها و شحمها ينتفض مع حركتها الغاضبة .... زفرت غزل بإرهاق و قالت بوهن :
_ لأ بجد ده يوم عمرى ما هنساه .... يالا ندخل يا ليال لتحصل حاجة تانية .
ولجا للشقة فإرتمت غزل بجسدها على أقرب أريكة ... أتاهما صوت رأفة قائلة :
_ غزل جت يا ليال .
ردت عليها مسرعة :
_ أيوة يا تيتة ... هترتاح من السلم و تجيلك .
أسندت غزل رأسها على الأريكة و قالت بتعب :
_ محتاجة شاور سخن أريح بيه أعصابى و بعد كده عاوزة أكل خروف جعانة جدا .
إبتسمت ليال برقة و قالت و هى تحدجها بإشفاق :
_ فعلا قومى خدى شاور و أنا محضرالك أكل كتير جدا ... ملوخية ... و فراخ مشوية ... و طاجن لسان عصفور ... و مكرونة بشاميل .
إبتلعت ريقها الذى إنطلق مع وصف ليال و تحسست معدتها قائلة بجوع :
_ أنا بقول أكل الأول و بعد كده أبقى آخد شاور .... حضرى الأكل يا لولو على ما أصلى .

فى المساء جلست غزل و معها ليال بالشرفة الواسعة و تحيطهم بعض النباتات العطرية و التى أضافت لجلستهم عطرا مريح للأعصاب .... إرتشفت غزل من قهوتها .... بينما تنفست ليال مطولا و زفرته على مهل قائلة بإبتسامتها الهادئة :
_ الجو النهاردة حلو جدا .
إحتضنت غزل كوبها بين راحتيها و غمزت لليال بعينها قائلة بعبث :
_ قوليلى يا لولو مين رامى اللى إنتى خوفتى بيه بؤجة ده .
ضحكت ليال بخجل و رفعت كفها أمام وجهها متطلعة بخاتم خطبتها الذهبى بشوق و قالت برقة :
_ خطيبى .
رفعت غزل حاجبيها بتعجب و قالت :
_ مبروك ........ بتحبيه بقا .
تنهدت ليال تنهيدة حارة وأجابتها بإقتضاب :
_ لأ .
ضيقت غزل عيناها و وضعت كوبها على الطاولة و إلتفتت إليها قائلة بدهشة :
_ نعم !!! مش بتحبيه ........ أمال مخطوبين إزاى .
هدأتها ليال قائلة بسرعة :
_ إهدى يا ماما ..... أنا بحبه طبعا بس كلمة بحبه دى قليلة قوى على اللى حساه ... إنتى عارفة يا غزل أنا فتحت عنيا على الدنيا ما شوفتش غيره .
إرتاحت ملامح غزل و حملت كوبها مجددا ترتشف منه بينما أردفت ليال قائلة ببساطة :
_ هتصدقى لو قولتلك إنه خطبنى و أنا عندى 14 سنة .
بصقت غزل القهوة من فمها بعدما توقفت بحلقها و أخذت تسعل بقوة فاقدة القدرة على التنفس ... وقفت ليال مسرعة و ضربتها بضهرها بالقوة حتى إستطاعت أخذ نفسها بصعوبة ... بعدما إنتهت و إنتظمت أنفاسها حدجتها بدهشة و قالت بصوت عالى :
_ نعم !!!! are you crazy .... إنتى مجنونة يا بنتى 14 سنة !!!
جلست ليال مجددا بجوارها وقالت بإبتسامة حالمة :
_ مش هتفهمينى لأنك مش عارفة أنا و رامى عاملين إزاى ... و بنحب بعض إزاى .
أشاحت لها بيدها و قالت بضجر :
_ بناقص مش عاوزة أعرف .... طب و أختك إتجوزت إزاى ؟!
عدلت ليال من حجابها بقلق و قالت بتلعثم :
_ ب .. بلاش تعرفى أحسن .
وضعت غزل كوبها على الطاولة و وقفت و كتفت ذراعيها و إستندت على سور الشرفة تطالع الطريق من أسفلهم و قالت بضيق :
_ إصدمينى ......... واضح كده إنه إحنا التلاتة مالناش حظ .
وقفت ليال و تقدمت نحوها و وقفت بجوارها و قالت بأسى :
_ ميناس بقا حكايتها حكاية ... بعد مرض ماما و بعد بابا ما هرب و سابنا لواحدنا الحاج صبرى إهتم بينا و إتكفل بمصاريف علاج ماما و مصاريفنا ... و ده خلى ميناس تتعلق بيه هو طنط زينب مراته و ده اللى إحنا كنا فاكرينه .
إلتفت غزل برأسها ناحيتها تتابع سردها بشغف ... بنما تابعت ليال قائلة :
_ بعد موت ماما بقت تزورهم أكتر قولنا يمكن طنط زينب علشان حنينة عليها فا هى بتحب تقعد معاها ... لغاية حادثة حمزة ما حصلت لقيناها مهتمية بيه جدا و بتعمله كل اللى بيحتاجه .... و فجأة عمى صبرى طلبها لحمزة و قولنا كلنا إنها هترفض بس صدمتنا و وافقت .
سألتها غزل بفضول :
_ و كنتم متوقعين رفضها ليه ؟!
تنهدت ليال بأسى و قالت بحزن :
_ لأن حمزة مشلول و قاعد على كرسى بعجل .
شهقت غزل بقوة و إتسعت عيناها بذعر كادا أن يخرجا من محجريهما و صاحت بها قائلة بغضب :
_ مشلول .... ده... دى أكيد لسه آنسة صح .
أومأت ليال برأسها و أجابتها قائلة بألم :
_ أيوة آنسة .
ضربت غزل بقبضتها سور الشرفة و قالت بغضب :
_ و إزاى الحاج صبرى ده يعمل فيها كده هو علشان مافيش حد معاكم يظلم ميناس بالشكل ده .
ربتت ليال على كفها برقة و قالت بهدوء :
_ ما تظلميش عمى صبرى يا غزل ... إنتى مش عارفة هو عمل و بيعمل إيه علشانا .... ميناس هى اللى عملت كده و حسست حمزة إنه رغم إصابته إنه أحسن واحد فى الدنيا ... و هو عوض النقص اللى فيه بنظراتها و كلامها ... فا حب يثبت رجولته و إنه لسه مرغوب فيه و طلب يتجوزها و عمى صبرى و طنط زينب رفضوا و كلنا رفضنا .
توقفت قليلا لإلتقاط أنفاسها و تهدئة دقات قلبها و تابعت قائلة بألم :
_ بس ميناس وافقت و ضغطت علينا و قعدت بالأيام ماتاكلش ... لغاية ما تيتة خافت عليها و وافقت يتجوزها ... ما حدش كان يعرف إنها راحت لعذابها برجليها .
قطبت غزل جبينها بتوجس و سألتها بقلق :
_ قصدك إيه بإنها راحت لعذابها برجليها ؟!
إحتقن وجه ليال وقد خانتها دموعها و سقطت على وجنتيها و قالت بصوت مختنق :
_ لأن الأستاذ حمزة كل يوم يصبحها بعلقة و يمسيها بعلقة .
مررت غزل كفها على وجهها فاقدة صبرها و هتفت بعبوس :
_ و إنتوا ساكتين إزاى ... مستنين لما فى مرة يتهور و يموتها .... أنا حاسة إن مخى هينفجر .. اللى إنتى قولتيه ده حقيقى .
كتفت ليال ذراعيها أمام صدرها و قالت بمرارة :
_ قولتلك بتحبه يا غزل و حاولنا أكتر من مرة نطلقها منه بس هى رفضت و متمسكة بيه جدا .... دى حتى سابت الكلية بتاعتها علشان تفضل جنبه زى ما هو أمرها طبعا .
ضغطت غزل شفتيها و قالت من بين أسنانها من شدة حنقها :
_ حب إيه و زفت إيه ... دى مجنونة .
أجابتها ليال من بين دموعها بشرود :
_ ربنا يهديها للطريق الصح .
كففت غزل دموعها الهادئةو قالت بإبتسامة باهتة لتغير الموضوع :
_ و إنتى بقا فى كلية إيه و سنة كام .
تنحنحت ليال بقلق من ردة فعل غزل و قالت بخوف :
_ أنا آخر سنة كلية تجارة و الحمد لله بنجح بتقدير جيد جدا كل سنة ... بس ..... مش بروح الجامعة و بذاكر فى البيت .
لوت غزل ثغرها و سألتها بريبة :
_ و الله خايفة أسألك ليه .
مسحت ليال أنفها الذى تورم من بكائها بكم عبائتها و قالت بإرتباك :
_ أصل .... رامى مانعنى أنزل الشارع و أيام الإمتحان هو بيودينى و بيجبنى ... و طلبات البيت هو اللى بيجيبها .... و كل حاجة ليها علاقة بيا هو المسئول عنها .
رفعت غزل كفيها و لوحت بهما بفقدان صبر و قالت بضيق :
_ لا كده كتير أنا أدخل أقعد مع تيتة أحسن ما أرميكى من البلكونة و أخلص منك و أريحك و أرتاح .
ضحكت ليال عليها و فجأة تصلبت ملامحها و قالت بتنهيدة طويلة :
_ رامى .
و إلتفتت مسرعة تطالع الطريق .... و قفت غزل بجوارها تطالع ما بدل حالها فرأتها تتطلع ناحية سيارة چيب عالية ... ترجل منها شابا طويل يرتدى چاكيت بدلة إسود و تي شيرت أبيض و بنطال چينزى ضيق و يبدو عليه الهيبة و الجلالة رغم وسامته الهادئة ... زمت غزل شفتيها و قالت بسخرية :
_ هو ده بقى روميو .
أومأت ليال برأسها و قالت بلهفة :
_ أيوة .
ضيقت غزل عينيها و هى تتابع لهفتها و تنهيداتها المشتعلة ... و عندما إكتفت قالت بضيق :
_ لأ أنا ماليش فى السهوكة دى ...... أنا هروح أقعد مع تيتة أحسن .
و تركتها و دلفت للداخل ... أغلق رامى سيارته و رفع عينيه صوب شرفة حبيبته فتكحلت عينيه برؤيتها تبتسم إليه بهدوء .... بادلها إبتسامتها و دلف لبنايتهم المقابلة لبناية رأفة ...إلتفت ليال و إستندت بظهرها على سور الشرفة و رفعت كفها ناحية قلبها المنتفض بقوة ... ثم رفعته تتحسس حرارتها العالية و سخونة و جنتيها من مجرد رؤيته .....
حملت الأكواب و دلفت للشقة ..... بينما تمددت غزل بجوار رأفة فى فراشها و قالت بكسل :
_ أنا هنام فى حضنك النهاردة يا تيتة .
إجتذبتها الجدة لحضنها و قالت و هى تحدجها بحنان :
_ رغم إنك شبهى و أنا فى سنك ... بس شايفة فيكى حور بنتى .... تعرفى يا غزل لما وصلنى خبر موتها وقعت من طولى و من ساعتها و أنا راقدة فى السرير بقالى خمس سنين .... الله يرحمها .
إبتلعت غزل تلك الغصة المؤلمة و التى تصيبها كلما تذكرت والدتها و تذكرت ما حدث معها و لكنها قالت بأسى :
_ كانت هتموت و ترجع مصر مافرحتش ثانية واحدة هناك .... و كانت بتشتغل و تصرف على نفسها و رفضت تاكل من فلوس بابا الحرام ... وقتها ما كنتش فاهمة هى بتعمل كده ليه ... بس باعدين فهمت .
توقفت عند هذا الحد و لم تكمل ما حدث مع والدتها و حادثة موتها و هذا ما حولها و جعلها تكره الرجال جميعا و أولهم والدها ...... حاولت تغيير الموضوع فبحثت حولها قائلة بمداعبة :
_ هى ليال راحت فين إختفت يعنى .
إمتعض وجه رأفه و زمت شفتيها بضيق و قالت بحدة :
_ أكيد رامى جه و بتكلمه .
إنتبهت غزل لتبدل ملامح جدتها فسألتها بقلق :
_ مالك يا تيتة .... إتغيرتى لما جت سيرة اللى إسمه رامى ده .
أجابتها بصوت قاتم و قالت بأسى :
_ أنا عارفة إنه بيحبها و بيحبها قوى ..... بس تحكمه فيها و سيطرته عليها مخوفنى لتبقى زى أختها حياتها كلها ضرب و إهانة ... و هى هبلة ماشية وراه لو قالها إرمى نفسك فى النار مش هتتأخر .
رفعت غزل عينيها ناحية رأفة و قالت بحزم :
_ ما تقلقيش يا تيتة موضوع ميناس أنا اللى هحله إن شاء الله ... لازم اللى إسمه حمزة ده يعرف إن ليها ضهر .... أما بقا الهيمانة هانم ليال فأنا وراها لغاية ما يبقى ليها شخصيتها و تبقى قوية .... و لو اللى إسمه رامى ده فكر يزعلها هيلاقينى قدامه .
إحتضنتها الجدة بشدة و قالت بحنو :
_ رجعتى فى وقتك يا حبيبتى .... لو جرالى حاجة يا غزل ليال و ميناس فى رقبتك يا بنتى دول غلابة قوى .
دفنت رأسها بصدر جدتها الرحب و قالت بعزم :
_ ما تقلقيش يا تيتة عليهم و ربنا يديكى الصحة و يخليكى لينا .
ملست الجدة على شعراتها السوداء الناعمة و قالت بضيق :
_ قوليلى يا بنتى الواد إبن عمك ده زرق دراعك كده إزاى .
دلفت ليال الغرفة و على ثغرها إبتسامة بلهاء و وجنتيها متوردتين بشدة .... تطلعا الإثنان ببعضهما و دخلا فى نوبة ضحك على هيأتها الملتاعة ... تطلعت ليال نحوهم و قالت بغضب :
_ بتضحكوا على إيه ؟!
أشاحت غزل بيدها و قالت بسخط :
_ سيبك منها يا تيتة الهيمانة هانم دى .... المهم إسلام جرى و رايا و حاول يرجعنى معاه بالقوة ... فحاولت أبعد عنه و صرخت فيه .... فا جه شاب كده طول بعرض و أسمرانى و كيوت و قام ماسك إيده و شدنى و وقفنى وراه و قعد يخوف إسلام و يزعقله ... خلاه واقف قدامه زى الكتكوت المبلول .
ضربت ليال كفيها ببعضهما و قالت بتعجب :
_ عشرين سنة فى أمريكا و اللى يسمعك يقول ما فارقتيش مصر ثانية .
أجابتها غزل مسرعة :
_ لأنى كنت وقت فراغى قاعدة قدام النايل سات و بشوف كل البرامج و بعرف مصر ماشية إزاى خصوصا بعد الثورة .... ده غير إنى كنت بتفرج على الأفلام على النت و بسمع أجدد الأغانى حتى المهرجانات .... و إحنا فى البيت كنا بتكلم بالمصرى .
إبتعدت غزل عن صدر جدتها و إعتدلت فى نومتها و قالت بتثائب :
_ يالا على أوضتك يا ليال هانم ... و إطفى النور هقوم بدرى أدور على شغل .
فسألتها ليال بفضول :
_ صحيح إنتى بتشتغلى إيه ؟!
أجابتها غزل و هى مغمضة عينيها :
_ دكتورة باطنة قسم جراحة و مش عاوزة أى سؤال تانى بكرة نبقى نكمل .... يالا برة .
إبتسمت ليال و إتجهت ناحية جدتها قبلتها بوجنتها و إلتفت حول الفراش و مالت ناحية غزل و قبلتها بوجنتها و قالت برقتها الناعمة :
_ تصبحوا على خير .
و أغلقت الإضاءة و خرجت .... إبتسمت غزل و رفعت كفها ولامست مكان قبلة ليال الحنونة و قالت بداخلها :
_ أوعدك يا ليال هحميكى إنتى و ميناس من أى حد و من نفسكم و لو لزم الأمر .
و تركت النوم يتسللها ببطء و يغزوها حتى راحت فى سبات عميق ..... جدا ......


فى الصباح وقفت غزل بين يدى الله و أدت صلاة الضحى و أطالت سجودها و هى تدعوا الله أن يوفقها فى العثور على عمل مناسب .... أنهت صلاتها و بدلت ملابسها و خرجت من غرفتها .... جلست مع ليال بغرفة جدتها تتناول فطورها ... هزت ليال رأسها و هى تطالع ملابس غزل و قالت لها بمداعبة :
_ طريقة لبسك دى يا غزل ماتنفعش هنا .... إحنا فى حارة مش فى المعادى .... أنا مش مصدقة أصلا إنك خرجتى إمبارح من الحارة .
وقفت غزل و هى تمضغ أخر قطعة خبز بفمها و قالت ببساطة :
_ عادى يعنى يا لولو و باعدين أنا معايا بودى جارد و إسمه أحمد .
قطبت رأفة حاجبيها و سألتها بتعجب :
_ مين أحمد ده يا غزل .
حملت غزل حقيبتها و قالت بإبتسامة متسعة :
_ ولد صغير عنده تقريبا 8 سنين بس إيه عسل .... إدعيلى يا تيتة ربنا يوفقنى و ألاقى شغل .
مصمصت رأفة شفتيها و قالت بزهو :
_ و هما هيلاقوا دكتورة و أمريكانية و زى القمر و حفيدتى فين ..... إن شاء الله يا حبيبتى ربنا هيجبر بخاطرك و هتلاقى شغل .
أرسلت إليها غزل قبلة بالهواء و إلتفت ناحية ليال و قالت لها بقوة :
_ أنا هجيب الطلبات اللى كنتى كتباها و لو عوزتى أى حاجة كلمينى ... تمام .
أومأت ليال برأسها موافقة ... فإتجهت غزل ناحية باب الغرفة للخروج ولكنها توقفت و إستدارت ناحيتهم و قالت متذكرة :
_ صحيح كلمى ميناس و قوليلها إننا هنروح نزورها النهاردة .
إبتسمت إليها ليال إبتسامتها الهادئة و قالت :
_ حاضر يا حبيبتى ... توكلى على الله و هو هيوفقك .
لوحت لهم غزل و خرجت ... هبطت الدرج بحماس و على ثغرها إبتسامة مشرقة ... خرجت إلى الطريق بحثت بعينيها عن أحمد فلم تجده ... فهزت كتفيها بتسليم و مضت فى طريقها ...
خرج فارس و رامى من بنايتهم .. لوح فارس لرامى بيده و قال بجدية :
_ سلام يا صاحبى .
و توجه لسيارته و فجأة وصل لأنفه عطر مميز سحره بالأمس فأغمض عينيه مستمتعا بتلك النسائم الناعمة ... إنتبه رامى لحالته فإقترب منه و سأله بقلق :
_ مالك يا عوو .... إنت كويس .
أجابه فارس مسرعا :
_ إنت شامم البرفان ده .
شم رامى الهواء من حوله و هز رأسه قائلا بنفى :
_ لأ مش شامم حاجة ... برفان إيه اللى بتتكلم عنه .
هز فارس رأسه نافضا تلك الهلاوس المسيطرة عليه و أجابه بتلقائية :
_ أنا شامم برفان البنت اللى حكيت لك عنها إمبارح .
غمز له رامى بعينه و قال ساخرا :
_ الله ... هى علقتك و لا إيه يا مريسة .
سحب فارس نظارته الشمسية من فتحة قميصه و قال بضيق و هو يبتعد عنه :
_ صحيح إنت إمتياز فى الإستفزاز و أنا مش عاوز أحط عليك عالصبح ... سلام .
تابعه رامى بعينيه و هو يبتسم بمشاغبة و قال بمكر :
_ عليا النعمة علقتك .
ثم رفع عينيه ناحية شرفة ليال عله يبدأ يومه برؤيتها فلم يجدها ... تنهد بشوق و إتجه لسيارته إستقلها و إنطلق بهدوء .


إنتظرونى فى الفصل السابع


قراءة ممتعة



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-09-19 الساعة 12:38 AM
ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-19, 10:36 PM   #27

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

شكرا شبكة روايتى و كل العاملين بها على منحى لقب عضو فضى
إزدت ثقلا و زهوا بينكم
بالتوفيق للجميع و للأمام دائما

😘 👑. 🎆


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-19, 12:44 AM   #28

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع كالعادة
شخصية جديدة في الرواية مهجة وربنا يستر منها
ابدعتي حبيبتي بالتوفيق لك


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-19, 01:07 AM   #29

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
فصل رائع كالعادة
شخصية جديدة في الرواية مهجة وربنا يستر منها
ابدعتي حبيبتي بالتوفيق لك
عندك بعد نظر حبيبتى لأن مهجة من أكتر الشخصيات اللى بسببها بيظهر الجانب الكوميدى بالرواية عكس توقعك .
إنتظرى معى قليلا و ستفهمين مقصدى .
شكرا جدا .


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-19, 01:11 AM   #30

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

إلى كل عضو طلب منى زيادة طول الفصل أرجو أن أكون وفقت ...

قراءة ممتعة للجميع

ياسمين أبو حسين

😋 😋 😋 😋 😋 😋 😋


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.