آخر 10 مشاركات
ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قلباً خالي الوفاض (116) قلوب أحلام شرقية للكاتبة ايمان عبد الحفيظ *مميزة* ف 17* (الكاتـب : ايمان عبد الحفيظ - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          1127 - الرجل الغامض - بيبر ادامس - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-19, 11:39 PM   #321

سلمى عامر
 
الصورة الرمزية سلمى عامر

? العضوٌ??? » 410692
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 290
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سلمى عامر is on a distinguished road
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
نعيب زماننا والعيب فينا وما لا للزمان عيب سوانا ونهجو الزمان بغير ذنبا ولو نطق الزمان لهجنا
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تسجيل حضورررررررررررررررررررررر رررررررررررررر على نار مستنية

سلمى عامر غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 11:42 PM   #322

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثانى و العشرون .. الجزء الأول :
*************************************


الحد الفاصل ....

عندما تأخذ القرار الفاصل بحياتك .. بيدك رغم تخبط قلبك و عقلك .. و فجأة تنصب المحكمة ..
و يجلس القاضى الذى ضرب السطح أمامه بمطرقته الخشبية ليصمت الجميع ..
و يقف القلب و العقل أمامه بتحفز .. و يبدأ القاضى محاكمته بسؤاله للعقل المتزمت :
- ماذا هناك أيها العقل .. و ما سبب إعتراضك القوى ذاك .
ليجيبه العقل بإتزان :
- ذلك القلب أنهكنى .. يسير وراء أهوائه مكبل العينين و لا يدرس خطواته .. و بالنهاية يأتى باكيا لى و يطلب مساعدتى .
هز القاضى رأسه بتفهم و طالع ذلك القلب المرهق و سأله بفضول :
- و أنت أيها القلب .. ما هى شكواك .
ليجيبه القلب بهدوء :
- منذ متى و الحب .. يسمى أهوائا .. ربما يبكينى أحيانا و يؤلمنى أحيانا أخرى و لكن بالنهاية أعتبره مرضا لذيذا لا أنتوى الشفاء منه .
خرج العقل عن صمته قائلا بغضب :
- هذا كله هراء .. متى ستقتنع أنه هراء .. تحتمل الذل بمعنى العشق .. تحتمل الإهانة بمعنى العشق .. تحتمل التطاول بمعنى العشق .. فالتفطن أيها الغبى .
فسأله القلب بتذمر صارخ :
- لست غبيا .. بل حالما .. عاشقا .. فنبهنى أيها الذكى ما الذى لا أفطنه ؟!!
أجابه العقل بتعقل كعادته :
- أن العشق يضعف .. يجرح .. يجعلك دمية بيد غيرك يتحكم بك و يسيرك حسب قوانين عقله هو .. لأنه لو وصل لدرجة عشقك السرمدى لنحى عقله جانبا كما تفعل أنت .
لأول مرة يقتنع القلب بمبدأه و لكنه عاد و قال له بمكر :
- ربما ما قلته مقنع و لكن لى سؤال أخير عندك .
أجابه العقل بثقة :
- تفضل بسؤالك عله يقنعك أننا نكمل بعضنا البعض و لم نكن يوما أعداء .
فسأله القلب بفضول :
- لو كان الحب و العشق هراء كما تقول .. لماذا تحتفظ بصورته داخلك و تبثها لكامل الجسد طوال الوقت .
أجابه العقل مسرعا بدون تردد :
- ﻷنه كما قلت سابقا هذا هراء و أنا و أنت متصلين ببعضنا البعض فى الهراء و الهوى .
إبتسم القاضى براحة و قال بسخرية :
- كل ما يحتاجه المرء هو لحظة تصالح مع النفس و تعزيزها قبل أى أحد أو أى شئ .

ألم أقل حدا فاصلا ...

ذلك الحد و الذى يبدو كنصل شفرة حادة .. تارة يجرح و تارة يداوى ....
و يحتاج لجراح ماهر فى التعامل به ....
و الأخطر أنك ستضعه بيدك مكان ألمك و تمرر شفرته ببطء .. و لن تحتاج إلى مخدر قبله .. ستحتمل ألمه و وجعه حتى تستطيع إستأصال مرضك الذى أوهنك ... بيدك ...

حب نفسك و قاوم ضعفك و تحدى قدرك و إرسم القادم بيدك و لا تلتفت للخلف فقط حدد الهدف و إنطلق نحوه .



برقت عينى غزل و إعتدلت فى جلستها بعدما حددت هدفها و تغلبت على وجعها و دارت تروس عقلها مجددا و أضاءت ذلك المصباح الوهمى القابع فوق رأسها ..
و إلتفتت بجوارها و قد إشتعلت عيناها مجددا بلهيبها الفيروزى و تدفقت الدماء بوجهها و طالعته بقوة و قالت بنبرة متحمسة :
- لقتها يا أحمد .
لم يكن يسمعها .. فلم يجيبها .. فقطبت حاجبيها بغضب و وخزته بذراعه و هى تقول بنبرة محتدة و عالية بعض الشئ :
- إنت يا إبنى .. سيب الزفت اللى فى إيدك ده و كلمنى .
إنتفض أحمد بذعر و طالعها بمجون و قال بضيق :
- فى إيه خضتينى .
طالعته بتعجب و قالت بسخرية :
- لا و الله .. و إيه اللى شاغل سيادتك بالموبايل كده .
عادت لمطالعته لهاتفه مجددا بإهتمام و أجابها بهدوء :
- بفيس .
إبتسمت بخفوت و هزت رأسها و هى تطالعه بنظرات هادئة على بساطته و قالت بتعجب :
- بتإيه يا أخويا ؟!!
إبتسم إبتسامة متسعة و أغلق هاتفه و وضعه بجيب بنطاله و قال بمداعبة :
- بفيس .. أى أننى أتابع صفحتى على الفيس بوك .. و أراسل أصدقائى و أسرتى .
لأول مرة يخرج صوت لضحكتها منذ تعبها الأخير و هى تطالعه بهدوء جعله يتنهد بألم و إبتعد بعينيه عنها مطالعا البحر هاربا من مشاعره المتخبطة بينما تسائلت غزل بتعجب :
- و هل أنت عندك أهل أو أصدقاء أصلا .
إلتفت برأسه ناحيتها و قال بنبرة محتدة :
- ليه يا ماما فكرانى لقيط .. طبعا ليا أهل هو صحيح أمى الله يرحمها .
فمدت يدها ناحيته و تضاربا كفا خماسيا و قالت بمداعبة حزينة :
- بصرة يا معلم .. الله يرحمهم .
هز رأسه بشجن و تابع حديثه قائلا بضيق :
- بعد ما ماتت أبويا إتجوز تانى واحدة أصغر منه بشوية .. فإضطر يشتريلى شقة خاصة بيا و كنت عايش فيها لغاية ما طفشت من حضرتك و سبتلك الدنيا و جيت هنا بشتغل فى مستشفى والد واحد صاحبى .. قوم إيه تيجى ورايا لغاية هنا .
ضيقت غزل عيناها و قالت بغضب و هى تصفعه بذراعه :
- تصدق إنك بشع .. أنا غلطانة اللى قاعدة مع أمثالك .
تعالت ضحكاته و هو يتصدى لضرباتها و قال بتهذب عاقل :
- بهزر .. آسف و الله يا دكتور .. آسف .
إبتعدت عنه و كتفت ذراعيها أمام صدرها و طالعت البحر بغضب .. طالعها بهدوء مستمتعا بعودتها مجددا .. ثم لف بجسده ناحيتها و سألها بجدية :
- كنتى عاوزة تقوليلى إيه بقا .
إرتسمت الجدية على وجهها و إلتفتت ناحيته بجسدها و قالت بهدوء متحمس :
- هفتح سنتر كبير .. هيبقى عيادة خاصة ليا و ليك و هيبقى فى قسم جراحة على أعلى مستوى و هنعمل إعلانات إن أى دكتور يحب يعمل عملياته عندنا It's ok .. و كمان هيبقى فى قسم للعلاج الطبيعى .. يعنى سنتر علاجى كامل .
طالعها أحمد ببلاهة و هو فاغرا فمه بتعجب .. فأغلقت له فمه و هى تقول بغضب :
- إقفل بؤك .. و باعدين مش ده الريأكشن اللى بستناه .
إبتسم بخفوت و قال بنبرة ساخرة :
- إبقى إتغطى و إنتى نايمة كويس .. واضح كده إنك كنتى نايمة من غير غطا .
حدجته بتحذير و قالت بحدة :
- شكلى هتغابى عليك .. بتتريق عليا يا أحمد .
أجابها بهزل ساخر و هو يهز رأسه بإستهزاء :
- ما أنا لازم أتريق .. سنتر إيه اللى هتفتحيه .. إنتى عارفة موضوع زى ده يتكلف كام .
رفعت ذقنها بإيباء و قالت بثقة :
- أيوة عارفة .. و مستعدة لأى مبلغ من مليون لتلاتة .
رفع حاجبه بحدة و سألها بتوجس :
- تلاتة مليون .. هو إيه النظام بالظبط .
طالعته مطولا قبل أن تقول بعصبية و ترقب :
- أحمد إنت ممكن لثانية تشك فيا أو فى نزاهتى و نضافة فلوسى .
مرر أنامله بشعراته الشقراء و قال بهدوء متزن :
- أولا أنا لو مش واثق بنزاهتك زى ما بتقولى .. عمرى ما كنت هفتحلك بيتى و إنتى متجوزة كمان .. ثانيا من حقى إن أسألك مبلغ زى ده ممكن يكون معاكى منين .. صح .
لانت ملامحها قليلا و طالعت البحر مجددا و سحبت نفسا طويل لتهدأة إنفعالها و قالت بنبرة ثابتة :
- طبعا من حقك .. أنا عندى شقة و محل فى عمارة ببيت والدى فى أحسن منطقة بالمعادى .. و لما هبيعهم ده هيدخلى مبلغ خيالى .. و أنا حولت كل قرش حوشته فى أميريكا .. كنت عاملة حسابى إنى هرجع مصر .. حتى العربية بعتها قبل ما أسافر و سبتها لصاحبها الجديد فى المطار و كله بالدولار .
ثم تنهدت مطولا و طأطأت رأسها و هى تعبث بالرمال بقدمها و قالت بخفوت :
- يعنى كل قرش معايا من تعبى و لما هبيع الشقة و المحل هيزيد رصيدى للمبلغ اللى قولته و أكتر .
شعر بتسرعه و عودتها للحزن و الإنكسار .. فقال بسرعة بمزاح هادئ :
- طب و لو بعتلك الشقة و المحل تدينى كام .. فرصتى بقا .
إبتسمت بخفوت و رفعت رأسها ناحيته و قالت بمشاغبة :
- و لا مليم .. و هتبيعهم برضه .. بس إزاى .
وضع قبضته أسفل وجنته مستندا على ساقه و قال بعد تفكير :
- أنا أعرف السمسار اللى إشترالى شقتى اللى فى القاهرة و هو صاحب أبويا كمان .. هتصلك بيه بكرة و أخليه يخلصلك فيها .
إبتسمت غزل براحة و عادت لعبثها بالرمال و قالت مغالبة للشعور بالنفور بداخلها :
- و فى حاجة كمان عاوزة أعملها و مش عارفة إزاى .
قطب حاجبيه بقلق و سألها بتردد :
- حاجة إيه دى ؟!
رفعت عيناها ناحيته و قالت بملامح مستاءة عما ستقوله :
- أنا عمى إتنازلى عن المحل بتاعه فى نفس البيت غصب عنه و عاوزة أتنازله عنه تانى .
رفع عينيه بملل و هو مازال متكأ بوجنته على قبضته و قال بريبة :
- إيه يا بنتى هو أنا قاعد مع لغز الكلمات المتقاطعة .. كل ما أحللك لغز يطلع عشرة ... و ماله عمك ده كمان .. و إيه حكاية إنه إتنازلك عن محله غصب دى .
إبتسمت إبتسامة متسعة على هيئته حتى ظهرت نواجذها و قالت بترفق :
- ﻷ كفاية عليك كده النهاردة .. قوم روح علشان تنام و بكرة نكمل .
إعتدل فى جلسته و قال بإهتمام و الفضول يشع من عينيه :
- أبدا .. إحكيلى أول و باعدين همشى .



فى الصباح خرجت دنيا من غرفتها على صوت حركة بالمطبخ .. فوجدت ميناس جاثية أمام المغسلة الكهربائية و تطالعها بتعجب و هى تضغط أزرارها بضيق ...
تعالت ضحكات دنيا الهازئة و قالت بتشفى :
- طبعا واحدة زيك كان فى جيش بيخدمها قبل كده هتشوف الغسالة كائن فضائى .
إلتفتت ميناس برأسها ناحيتها و طالعتها بنظرات محتدة و قالت بضيق :
- ده بدل ما تساعدينى .. واقفة تتريقى عليا .. أفتح باب الزفتة دى إزاى .
إقتربت منها دنيا و إنحنت ناحيتها و ضغطت زر باب المغسلة فإنفتح .. لمعت عينى ميناس و قالت بإعجاب :
- واو .. أول مرة أعرف .. المهم هاتيلى الباسكت علشان أحطهم على المنشر .
ناولتها دنيا إياه فوضعت به ملابسها و إرتدت قبعة سترتها و خرجت فأوقفتها دنيا قائلة بحزم :
- إنتى راحة فين يا هانم .. إنتى هتدخلى البلكونة كده .
تطلعت ميناس لنفسها بتعجب و قالت ببديهية :
- أيوة إيه المشكلة يعنى .
لفت دنيا حولها و هى تطالع بدلتها الرياضية الضيقة و رقبتها الظاهرة و أيضا جزءا من شعراتها و طالعت بقوة تلك الحمرة الخفيفة التى زينت شفتاها .. و ذلك الكحل الأسود الذى أبرز خريف عيناها الخضراء المائلة للون العسلى و قالت بمجون :
- و مش خايفة حد يشوفك و إنتى كده .. من إمتى يعنى .
أجابتها ميناس بإبتسامة هادئة :
- التندة اللى على البلكونة مش هتخلى حد يشوفنى أصلا .
هزت دنيا رأسها بمكر بعدما فهمت مغزى إهتمامها بنفسها و بأمور المنزل و قالت بدهاء عابث :
- بس فى جزء مكشوف من جنب البلكونة و شوفى الصدفة فى البلكونة اللى قصادنا و اللى ما يفصلناش عنها غير شارع صغنن قاعد شاب زى القمر عامل ديل حصان و عينه هتطلع من وشه على البلكونة عندنا .
إتسعت إبتسامة ميناس و إلتفتت و سارت نحو الشرفة و قالت لدنيا بنبرة آمرة :
- دقيقتين و رنى على تليفونى تمام .
أوقفتها دنيا قائلة بتعجب :
- أرن عليكى و إنتى فى البلكونة .. ليه هتوهى و إنتى راجعة الصالة .
إلتفتت ميناس ناحيتها و قالت بنبرة محتدة و نظرات منذرة بالشر :
- اللى بقول عليه يتسمع مفهوم .
و تركتها و دلفت للشرفة بتوجس و بدأت فى طرح الملابس المبتلة على الحبال و هى ترمقه بطرف عينها ..
تطلع حمزة نحوها بعينين جاحظة و هو يطالع لبسها الضيق و تلك الخصل السوداء المتمردة من قبعتها و الأسوء تلك الحمرة التى لونت شفتيها ..
تبدو مشرقة و غير مبالية .. إذا لماذا أخبروه أنها تعانى ببعدها عنه ..
نطلع حوله بقلق لربما رآها أحد بهيأتها المستفزة تلك .. لم يشعر بنفسه و هو يخلع خفه و يقذفها به ..
تلقت ميناس خفه فى ذراعها .. ففزعت و تأوهت من ألم ذراعها و ما أن إلتفتت لترى مصدر القذيفة إذا بالخف الآخر يصطدم بوجهها ...
مسدت جبهتها بألم و دنيا من خلفها منهارة من الضحك حتى أنها و هى ترجع بظهرها للخلف إصطدمت بطاولة الردهة فتعثرت و إختل توازنها و إنكبت على وجهها ...
طالعتها ميناس ناحيتها بتحذير و تشفى بعد سقوطها المثير للشفقة و إعتدلت فى وقفتها و طالعت حمزة بحدة و قالت له بنبرة عالية و تذمر رغم تسبيلة عيناها و هى تتطلع إليه بشوق :
- إيه اللى إنت عملته ده ؟!
خرج عن صمته و هو بتشبث بسور الشرفة و رفع خصره قليلا و أشار لها بحاجبيه قائلا بنبرة متسلطة :
- إدخلى جوة أحسنلك .
وضعت ذراعيها بخصرها و طالعته بجمود و قالت بنبرة متغطرسة :
- و إنت مالك و مالى إنت .
طالعها مطولا قبل أن يقول شرزا بغضب :
- و إيه اللى فى وشك ده .. إنتى راحة فرح على الصبح .
تغنجت بخصرها بدلال و قالت بنبرة غير مبالية :
- مالكش فيه .
إتسعت عينيه بشراسة حتى أنها إنكمشت فى نفسها و وضعت كفيها بجيبى سترتها و هى تتابع صراخه بها بغضب :
- إنتى عاملة فى نفسك كل ده علشان داخلة البلكونة .
أشارت ميناس بهاتفها لدنيا من خلف ظهرها لتنبيهها ...
مسدت دنيا ذراعها التى سقطت عليه و أشاحت بيدها لميناس و هى تتأوه .. و قالت بحدة :
- يا شيخة إجرى .. آه يا دراعى .
بينما أجابته ميناس بصوت رائق متسلى :
- ﻷ طبعا أصل فى واحدة قريبة تيتة لما عرفت إنك هتطلقنى مصممة تزورنى مش عارفة ليه .
عض على شفته السفلى بغل و هو يطالع هيأتها بضجر و قلد نبرة صوتها الناعمة قائلا بسخرية :
- مش عارفة ليه .. بجد و الله .
أشارت ميناس بيدها مجددا لدنيا و هى تطالعه ببرود .. فحملت دنيا هاتفها و إتصلت بها و هى تقول بصوت هازئ :
- يخرب بيت التخلف .. و أنا زى الهبلة بسمع كلامها .
أجابته ميناس بنبرة ثابته و هى تطالعه بتحدى :
- أيوة و الله .. و مصممة جدا .. يا ترى إيه الموضوع اللى عوزانى فيه .. و إيه علاقته بطلاقنا .
رن هاتفها فرفعته و ضغطت زر قبول المكالمة و قالت بصوت عالى لإغاظته :
- ألو .. أيوة يا طنط أخبار حضرتك إيه .
أجابتها دنيا بغضب :
- طنط مين يا بت ده أنا أصغر منك بشهرين .. يا مجنونة يا بنت المجانين .
ضحكت ميناس ضحكة عالية و قالت بدلال زائد :
- طبعا تنورينا يا طنط .. ده أنا بستنى حضرتك و الله .
بحث حمزة حوله عن شئ يقذفها به مجددا فلم يجد سوى علبة سجائره فضيق عينيه و حدد هدفه و صوب ...
هزت دنبا رأسها بقوة و قالت بضيق :
- أجى فين يا مجنونة و مين طنط دى .. إلهى يرزقك بطوبة من واحد أحول تفتحلك دماغك و تفوقك .
و بالفعل إصطدمت شفتى ميناس بعلبة سجائره الطائرة فسقط هاتفها من يدها و لامست شفتيها و هى تتأوه بشدة .. بينما تطلعت دنيا لشاشة هاتفها بتعجب و قالت بقلق :
- إيه ده .. ده أنا لو بدعى لنفسى مش هتتقبل بالسرعة دى .
إعتدلت ميناس بوقفتها و ضربت الأرضية بقدمها و هى تطالعه بإحتقان و قالت بعبوس و قد تقوست شفتيها الصغيرة للأسفل :
- ماشى يا حمزة أنا هوريك .
و دلفت مسرعة و إتجهت لغرفتها و لم تنسى أن تدفع دنيا بيديها فإختل توازنها مجددا و إنكفأت على وجهها و قالت بتأوه متألم :
- آآآه ... صحيح ... آخرة خدمة الغز علقة .



دائرة مغلقة و تدور بها .. مكان مظلم و هوة سوداء تجذبها ناحيتها .. و قد بدأت قدمها فى التخازل و الإنجراف ناحية تلك الهوة .. بحثت حولها عن شئ تتماسك به و تحد من قوة جذبها فلم تجد ...
و فجأة سطع نور شديد جعلها تغلق عيناها من شدته .. و بدأت الإضائة بالخفوت و تجسد أمامها هيئة شخص .. شعرت بالأمان لربما يجذبها و يخرجها من تلك الدوامة التى تجذبها ناحيتها بقوة و ظهرت من العدم والدتها ..
رفعت غزل حاجبيها بتعجب و صدمة .. و إختفت الهوة و وقفت متصنمة تتطلع لوالدتها التى تطالعها بنظرات باردة ...
إقتربت غزل منها و شفتيها بدأتا فى رسم إبتسامة خفيفة إختفت مع نظرات حور المتصلبة ...
سقطت غزل على ركبتيها أمامها من شدة الصدمة و قالت بصوت منفعل :
- ماما .. ده بجد و لا أنا بحلم .. حتى لو حلم ما تبعديش عنى تانى .. أنا إتعذبت من بعدك قوى .
تحركت حور نحوها و ملست على شعراتها و قالت بهدوء :
- تعبتى نفسك بإيدك و نسيتى إن فى رب الكون و إسمه العدل .
سقطت دموع غزل و طأطأت رأسها بخزى و قالت بصوت متحشرج مرتجف :
- غصب عنى .. غصب عنى .
لم تكف حور عن تمليسها لشعراتها و قالت بضيق :
- تيتة زعلانة منك يا غزل .. ليه زعلتيها .
رفعت غزل وجهها ناحية والدتها فلم تجد أحد .. وقفت مسرعة و بحثت حولها بذعر و هى تصرخ بجنون :
- ماماااااا ... أنا مازعلتهاش .. أنا مازعلتهاش ... ماماااااااااا .

إنتفضت غزل بفزع و هى تصرخ .. و جلست على الفراش و دقات قلبها تزايدت بشكل مؤلم .. و تعالت سرعة أنفاسها ..
ذكرت الله بداخلها حتى تهدأ و هى تفكر بما قالته له والدتها و ما الذى أغضب جدتها ...
ترأى أمام عيناها آخر صورة لجدتها و هى توصيها على الفتيات ...
فلمعت عيناها بقلق و وقفت مسرعة و دلفت للمرحاض و أنهت إغتسالها و صلت الضحى و إرتدت ملابسها مسرعة و خرجت من غرفتها
هبطت الدرج و هى ترتدى كندرتها مسرعة حتى أنها كادت تتعثر فأسندتها أم أشرف و هى تقول بتعجب :
- إسم الله عليكى يا بنتى .. مالك مستعجلة كده .
إنتصبت غزل فى وقفتها و طالعت أم أشرف برجاء و هى تقول بإستعطاف :
- عاوزة منك طلب مهم بس هروح مشوار بسرعة و هرجع تكونى عملتيهولى .
طالعتها أم أشرف بجدية و قالت بإنصياع :
- تحت أمرك يا بنتى قوليلى عاوزة إيه ؟!
إبتلعت غزل ريقها و قالت ببساطة :
- عوزاكى تجبيلى نقاب و عباية .
رفعت أم أشرف طرف شفتها بتعجب و قالت بصدمة :
- نعم !!! نقاب .. ليه يا بنتى مش فاهمة .
رفعت غزل عيناها بملل و قالت لها بصوت منفعل :
- هو مافيش حاضر ليه .. لازم يعنى سين و جيم .. هتقدرى تجبيهم و لا ﻷ .
زمت أم أشرف شفتيها و قالت بضيق :
- إيه اللى زرزرك كده بس .. حاضر قبل ما ترجعى من مشوارك أكون جبتهم .
إبتسمت غزل بخفوت و قالت بمداعبة :
- زررنى إيه هو أنا قميص .. عموما بسرعة و تكونى هنا تمام .
ضحكت أم أشرف عليها و قالت بهزل :
- أنا قولت أزررك .. يالا روحى و ما تتأخريش و أنا فوريرة و هبقى هنا .
ربتت غزل على كتفها بود و حملت حقيبتها و خرجت مسرعة و أشارت لسيارة أجرة و توجهت للمشفى التى يعمل بها أحمد .. و طلبت مقابلته و بعد قليل دلفت إليه .. وقف فى إستقبالها بقلق و قال بتوجس :
- فى حاجة يا غزل .. إنتى كويسة .
إبتسمت بخفوت و قالت بهدوء :
- إهدا كده و إقعد لأنى جيالك فى طلب مهم .
جلس على مكتبه و جلست غزل أمامه و هى تراقب إنتظاره لطلبها بتوجس و قالت بخجل :
- ليا طلبين عندك .. و أنا عارفة إنى كده هتقل عليك قوى .
زفر بضيق و قال فاقدا صبره :
- مزهقتيش من كتر الكلام فى الموضوع ده .. إدخلى فى الموضوع على طول .
تنحنحت و قالت بتوتر بادى بصوتها و ملامحها و فركها لأصابعها :
- عاوزة العربية بتاعتك لأنى هروح أجيب ميناس و دنيا يعيشوا معايا هنا .. و أكيد هنقعد فى بيتك لغاية ما أشترى بيت خاص بيا .
أعطاها مفتاح سيارته مباشرة و قال بضيق و هو عابسا ما بين عينيه :
- قلقتينى منك لله .. العربية و صاحبها تحت أمرك يا ستى إتفضلى .
فسألته قائلة بتلهف و هى تلتقط المفتاح منه :
- السمسار صاحبك عمل إيه فى موضوع بيع الشقة و المحل بتوعى .
أجابها و هو يستند بمرفقيه على مكتبه بجدية :
- هو من غير ما يروح و يشوفها لقى مشترى و جاهز ... خلال أيام هيجى هنا يخلص معاكى .. بعد مايشوفها طبعا .
أومأت غزل برأسها و قالت بتمنى :
- يا رب الموضوع ده يخلص بسرعة .. عموما هسافر دلوقتى و هرجع بيهم إن شاء الله و هاخد الفون بتاع أم أشرف لو حبيت تطمن عليا .
تنهد براحة و قال بتوجس حذر :
- كويس .. بس مش خايفة حد هناك يشوفك .
أجابته مسرعة و هى تقف و تحمل حقيبتها :
- ما أم أشرف جابتلى عباية و نقاب .. و كده هى نفسها مش هتعرفنى .. سلام .
و إلتفتت و غادرت .. فقال لها بقلق :
- خلى بالك من نفسك .
لوحت له بيدها و هى مولياه ظهرها و قالت بهدوء :
- حاضر .




جلس رامى بمكتبه بالمصنع شاردا بحبيبته الذهبية .. كلما تركها أمام كليتها يشعر بضيق و غضب من خوفه عليها أن يمسها أحد و لو بنظرة ..
كلما شرد بها تبتسم شفتيه بشوق .. و هو يتخيلها أمامه بإبتسامتها الخجلة دوما .. بنظرتها الحالمة و هى تهيم بوجهه بكلمات عشقها التى تمطره بها و هو غافى .. لكنه يسمعها و يكمل تمثيله و بالنهاية يفقد صبره و ينقض عليها .....
كان جالسا أمام حاسوبه يعمل بشرود .. قبلا إعتقد أنها عندما تصبح ملكه سيرتاح قلبه .. و لكن الراحة هى آخر شعور ممكن أن يشعر به الآن .. كم يشتاق إليها برائحتها بجمالها بعيونها الذهبية .. تطلع لصورتهما معا و التى وضعها على مكتبه و ضحكتها بها تلهب مشاعره .. ثم تطلع بساعة يده فى إنتظار موعد خروجها بفارغ الصبر .



طوال طريقها الطويل من الغردقة إلى القاهرة .. و هى تفكر بهدوء و تتمنى ألا تلقاه .. هذا ما يتمناه عقلها و لكن قلبها الملعون يدعو الله أن يراه و لو لثانية واحدة ..

تسائل قلبها بفضول .. هل يتعذب ببعدها .. هل قرأ مذكراتها .. هل يبحث عنها ..
أم لفظها و طلقها .. و لم يعد يرغب برؤيتها مجددا .. عشرات الأسئلة تدور برأسها و هى تدعوا ربها أن يمر يومها بخير ..
فهى حتى الآن لا تمتلك القوة الكافية التى تمكنها من مواجهته بشجاعة و إيباء كعادتها ...
كلما إقتربت تتوتر أكثر .. و يزداد تعرقها تحت ملابسها الثقيلة تلك و زاد إنقباضها على المقود كأنه تستمد منه القوة ...
ما يدور بخلدها الآن هل سيتعرف عليها أحد ... هل سيعلم بعودتها فيقرر أسرها من جديد ...
أم ما سيقرأه سيجعله يتفهمها و يغفر لها ذنوبها قبله .. تذكرت رؤيتها .. و عتاب والدتها أنها تسرعت و لم تترك القصاص للعدل الجبار .. فإستغفرت ربها بندم و هى تنتوى تغيير حياتها كاملة بداية من ملابسها و أسلوب حياتها .. و لن تستغل جمالها بعد اليوم ..
ستستغل عقلها و قلبها فى المضى قدما بحياتها و التى لن تصلح بدونه هو .. مهما تصنعت القوة و عادت مجددا لسابق عهدها من القوة و المجابهة لأى شخص أو أى شئ ...
قطعت مسافة كبيرة و بقى القليل .. و هى تهيأ نفسها لمواجهتها الصغيرة بأسرتها ....



خرجت ليال من إختبارها سعيدة بعدما أجابت بثقة و تتوقع تميزها بتلك المادة كعادتها ...
أتاها صوت من خلفها قائلا بلهاث :
- آنسة ليال .. يا آنسة .
شددت على قبضة يد حقيبتها و إلتفتت بقلق و هى ترى دكتور تلك المادة التى أدت إختبارها منذ قليل يتقدم ناحيتها مسرعا .. وقف أمامها و قال بإبتسامة هادئة :
- أخيرا لقيتك .. أنا دكتور عمر .
أومأت برأسها و بادلته إبتسامته و هى تقول بتوتر :
- طبعا عارفة حضرتك .. أهلا يا دكتور فى مشكلة .
إتسعت إبتسامته على ذعرها الذى زادها جمالا على جمالها .. لم يشعر بنفسه و هو يتفرس بوجهها الجميل ...
بينما شعرت هى لنظراته نحوها فتطلعت حولها بقلق باحثة عن رامى ..
خرج من شروده بوجهها و قال بعتاب رقيق :
- سألت عليكى الدفعة كلها .. معقول تكونى الأولى بمدتى كل سنة و عمرك ما حضرتى محاضرة واحدة .
أجابته بإمتنان و هى تشعر لأول مرة بحياتها أنها مميزة و هناك من يراها الأولى بشئ :
- شكرا يا دكتور .
و عادت بعينيها مجددا تبحث حولها بقلق .. إقترب منها عمر أكثر مقلصا المسافة بينهما و هو يسألها بإهتمام :
- كنتى بتذاكرى إزاى و إنتى ما تعرفيش عن المادة حاجة غير من الكتاب اللى قدامك .. و ليه ما كنتيش بتحضرى و إنتى كويسة و مافيش حاجة تمنعك .
عادت بعينيها إليه فوجدته يقف بمقربتها فتشبثت بذراع حقيبتها أكثر بتوتر و خوف ....
لم يقترب منها شخص هكذا من قبل .. و شعور من الرهاب المرضى بدأ يغزوها ....


وقف رامى أمام كلية ليال و لم يجدها تقف كعادتها بإنتظاره .. صف سيارته و ترجل منها باحثا عنها ..
إقتربت منه زميلتها تلك المعجبة به و قالت له بمداعبة سمجة :
- الكلية نورت يا باش مهندس .
إلتفت برأسه ناحيتها و طالعها بإذدراء من أعلاها لأسفلها .. و أشاح بوجهه عنها و أجابها بفتور :
- أهلا .
وقفت أمامه و طالعته بهيام و قالت بدلال زائد و هى تحدجه بقوة :
- هو إنت بتدور على ليال .
أومأ برأسه و عينيه تدور بكل مكان باحثا عنها و أجابها ببرود :
- أيوة .
حتى وجدها تقف مع رجل غريب و تسمعه بإنصات .. صك رامى أسنانه بقوة و هو يقترب منهما تاركا خلفه تلك الحمقاء تحترق من نارها ..

لاحظت ليال تقدمه نحوها بتحفز و غضب يطل من عينيه و صكه لأسنانه فارتعبت .. و إبتعدت مسرعة بعدما إستأذنت من أستاذها بأدب ..
تطلع رامى إليه بضيق و جذبها من رسغها بالقوة و سألها بغضب كاد يلتهمها :
- مين اللى كنتى واقفة معاه ده .
إبتلعت ريقها بصعوبة و قالت بتلعثم :
- ده .. ده دكتور عمر .
فسألها رامى بعصبية :
- تشرفنا .. واقفة معاه ليه بقى .. و ماله كان هياكلك بعنيه .. و إنتى واقفة متنحة ليه قوى .
أومأت برأسها نافية و قالت بخوف :
- لا و الله مافيش حاجة من اللى إنت بتقولها دى .. ده .. ده كان عاوز يتعرف عليا علشان أنا بطلع الأولى فى مادته رغم إنى مش بحضر بس و الله .
ضحك ضحكة عالية و قال بسخرية :
- عاوز يتعرف عليكى مش كده .
ثم إقترب منها إقتراب خطير حتى باتت أنفاسه الساخنة تلفح وجهها و قال بنبرة قاتمة :
- و يا ترى بقا إتعرفتوا و لا أنا قطعت عليكم وقفة التعارف دى .
أطرقت ليال رأسها بضيق من كلماته و قالت بضيق :
- يا رامى حرام عليك مافيش حاجة حصلت لكل ده .
قبض كفه و رفعه ناحية وجهها فرمشت بأهدابها بسرعة من خوفها و هى تستمع لقرقعة عظام يده و هو يهدر بها بعصبية و يطالعها بنظرات مهتاجة :
- و كنتى عاوزة إيه يحصل يا هانم .. نكمل كلامنا بقا فى البيت .. قدامى .
و جذبها بقوة لسيارته .. إستقلتها و دموعها بدأت فى الهطول كعادتها بضعف .. و هى تخشى من مصير فعلتها البريئة ....
صعد رامى سيارته و هو يتوعدها ما أن يصلوا لمنزلهما .. يجب أن تدفع ثمن تجاهلها لأوامره .. هذه المرة لا غفران و لا ضعف أمام جمالها .. سترى منه وجهه الآخر لتتعلم الدرس جيدا ....
نعم فهناك من سيتعلم الدرس جيدا و لكنه سيدفع ثمنه غاليا ...



وصلت غزل أخيرا أمام الحارة فصفت السيارة على الطريق العام .. و تطلعت للقصر بشوق لآسرها .. ثم تنهدت مطولا و تطلعت للحارة بألم ..
عدلت من نقابها و طالعت نفسها بمرآة السيارة و إطمأنت بأنه لن يعرفها أحد .. و ترجلت من السيارة و أغلقتها و عبرت الطريق و دلفت للحارة بتوجس و تخبط ....
سارت بخطوات قلقة حتى وصلت لبيت جدتها صعدت الدرج مسرعة و هى تتنفس براحة بعدما تخطت مرحلة بنجاح .. و وقفت أمام باب الشقة بقلق و طرقته ..
بعد قليل فتحت دنيا الباب و قالت بتعجب و هى تطالعها بقلق :
- مين حضرتك .
رفعت غزل نقابها .. فإتسعت عينى دنيا بصدمة و صرخت قائلة بفرحة :
- غزل !!!
وضعت غزل يدها على فم دنيا و دفعتها لداخل الشقة و أغلقت الباب و قالت لها بضيق :
- وطى صوتك يا مجنونة .
إحتضنتها دنيا و قالت بشوق :
- وحشتينى وحشتينى قوى يا غزل .
ضمتها غزل لصدرها و قالت بحنو :
- و إنتى كمان وحشتينى قوى يا دودو .
شددت دنيا من ضمتها لها و قالت بضيق :
- سبتينا ليه .. ده إحنا كنا هنموت من القلق عليكى .
ملست غزل على شعراتها و قالت بهدوء :
- سامحينى يا حبيبة قلبى .. غصب عنى و الله .
خرجت ميناس مسرعة بعدما سمعت إسم غزل .. ما أن رأتها حتى ركضت نحوها و دفعت دنيا بعيدة عنها و إحتضنتها قائلة بدموعها :
- هونت عليكى تسبينى لوحدى يا غزل .. أنا تعبانة قوى و محتجاكى معايا .
ربتت غزل على ظهرها و قالت بصوت عميق :
- أنا رجعت علشانك إنتى و دنيا و هاخدكم معايا و دلوقتى .
إبتعدت ميناس عنها و قطبت حاجبيها بشدة و قالت متعجبة :
- هنروح فين ؟!!
تمسكت غزل بذراعيها و هزتها قليلا و هى تقول بصرامة :
- مش وقته بس بسرعة حضروا شنطكم و خدوا معاكم كل حاجة هتحتاجوها .. تمام .
فسألتها دنيا بضيق :
- يعنى مش هتعرفى أبيه فارس إنك هنا .
إبتلعت غزل ريقها بتوتر و هزت رأسه نافية و هى تفلت ميناس من يدها و قالت بحزن دقيق :
- ﻷ .
ثم تهاوت جالسة على أحد الأرائك و قالت بشوق مرهق :
- بس عاوزة أشوف مهاب قبل ما نمشى .
حملت ميناس هاتفها و قالت بنبرة ثابتة :
- هو كمان هيتجنن عليكى أكتر مننا .. هتصل بيه .
إبتسمت غزل بتلهف .. بينما جلست دنيا بجوارها و قالت بحذر :
- مهاب من يوم ما مشيتى و هو مش بيكلم حد و متعصب طول الوقت .. فا لو قالك حاجة إستحمليه لأنه تعب جدا و إنتى بعيدة عنه .
تنهدت غزل تنهيدة طويلة مرتجفة و قالت بألم :
- يا حبيبى .. يعمل اللى هو عاوزه بس أشوفه .

يتبع ...


قراءة ممتعة ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 11:45 PM   #323

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

يا رب البارت ده ينول إعجابكم ...
وثوانى و هنزل البارت التانى من الفصل ...

ها ... بسم الله ... 😇😇😇😇😇😇


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 11:53 PM   #324

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثانى و العشرون .. الجزء الثانى :
**************************

لكل شخص منا قوة تحمل .. طاقة غرببة كامنة بداخلنا .. ككرة الثلج التى كلما تدحرجت على الجليد إزداد حجمها ..
فلصبرنا حدود أيضا .. مهما بلغ عشقنا .. نأتى لنقطة معينة و نتمرد حتى على أنفسنا ..
و شعور غريب يتملكها لأول مرة و يحثها على التمرد .. فهى الآن تحمل أمانة بأحشائها و لن يستطيع أحد مسها ...

وصل رامى و ليال للقصر .. و قد تملك الخوف منها لما ينتظرها منه خصوصا من صمته طوال الطريق و تشنج جسده .. و صوت تحطيمه لأسنانه من شدة صكه إليهم كاظما غيظه ...

ترجلت من السيارة و حاولت الإبتعاد مسرعة و لكنه لحقها و جذبها من ذراعها بالقوة و سار متوجها بها لجناحهم ..
دلفا سويا لغرفتهم فأغلقها رامى بغضب و إلتفت إليها و قد إكتست عيناه بلون أحمر من شدة غضبه .. و إقترب منها قائلا بنبرة خشنة و جافة :
- بتتعرفوا مش كده يا هانم .
ضمت يديها أمام صدرها بخوف و هى تطالع هيأته الغاضبة و قالت بتلعثم :
- و الله مش زى ما إنت فاكر .
تطلع رامى لسقف الغرفة يستلهم الصبر و صاح بها بصوت هادر :
- و أنا مش قولت مليون مرة ما تتكلميش مع حد غريب .
كففت ليال دموعها و قالت بضيق :
- لغاية إمتى هفضل أقول حاضر و طيب وإنت تتحكم فيا أكتر و أكتر .. بقيت بخاف أتعامل مع الناس .. لو إنت فاكر إن ده إسمه حب تبقى بتضحك على نفسك و عليا .. إنت مش بتحب إلا نفسك و بس .
أخرستها صفعة قوية على وجهها فسقطت على الأرض من شدتها ..
رفعت ليال عيونها ناحية رامى و هى تتحسس وجهها .. ثم وقفت متثاقلة من ألم ببطنها و قالت بقوة :
- خسارة فيك عمرى اللى ضيعته مع واحد أنانى زيك .
جذبها من حجابها بقوة آلمتها و قال بعصبية :
- لسانك طول و عاوز قصه .. و أنا هربيكى و هعلمك الأدب .
تأوهت من جذبه لشعراتها و قالت بتألم :
- آآآآآه .. سيبنى يا حيوان .
قطب حاجبيه بغضب و إحتدت نظراته أكثر و هو يتحول ببطء لشيطان هائج و قال بشراسة :
- بتشتمينى يا ليال .
و هنا سقطت يديه على وجهها كالسوط مرة بعد مرة و هو لا يرى من شدة غضبه .. أعماه شيطانه و نسى أنها حامل .. لم تدافع عن نفسها و بغريزة طبيعية لفت بطنها بذراعيها لتحمى صغيرها من بطشه ..
لم يكتفى حتى أنه قذفها على الأرضية بقوة لتسقط صارخة و متألمة من ظهرها .. رفع سبابته بوجهها و قال بتحذير قاتم :
- عاوزة تقلدى غزل و تعملى راسك براسى .. مش أنا يا ليال .
رغم الألم العاصف بأحشائها و وجهها و التى تشعر بتضاعف حجمه من تورمه .. إلا أنها ضحكت ضحكة عالية .. حزينة .. و قالت بصوت متحشرج :
- غزل دى أحسن منى و منك .
فبض على شعراتها مجددا و هزها بعنف و قال بنبرة قاتمة :
- بقا البت الصايعة دى أحسن منى .. ما سألتيش نفسك جوزها سابها ليه ليلة دخلتهم .. دى ***** .
صرخت به بوحشية لما يرها بها من قبل و قالت بهيستيرية :
- دى أشرف منك يا حقير .. إياك تجيب سيرتها على لسانك القذر ده .. لو كانت مش كويسة وزى ما إنت بتقول كان جوزها هيقلب الدنيا علشان يرجعها ليه .
قبض على فكها بقوة حتى أن أظافره إنغرست بلحم وجهها و هو يقول بجنون :
- أنا حقير يا زبالة .. و دينى لهربيكى و أقصلك لسانك و هوريكى أيام أسود من قرن الخروب .
و قذفها مجددا على الأرضية .. فإنطرحت للخلف و ساقيها مثنيتان تحتها .
و تركها و خرج .. لم تكن تراه و ربما لم تسمعه لتميل للجانب مغشى عليها ....



وقفت غزل مسرعة و هى تستمع لطرقات على باب شقتهم .. أنزلت نقابها على وجهها بقلق .. فتحت دنيا الباب ليدلف مهاب بشغبه قائلا بحدة :
- أنا سبت ال home work بتاعى بسببكم .. إيه ما فيش صبر يعنى.
وضعت غزل يدها على فمها و دموعها تتجمع بمقلتيها بغزارة .. لاحظ مهاب غزل فجذب دنيا من عبائتها فانحنت إليه فسألها بهمس :
- مين دى يا دودو .
ردت دنيا و هى تخفى إبتسامتها :
- دى صاحبة مينو .
أومأ برأسه و صاح بميناس قائلا بفقدان صبر :
- إنتى فين يا مينو .. سيبانى ساعة علشان تيجى .
خرجت ميناس من غرفتها بعدما حزمت حقيبتها و قالت بإبتسامة هادئة :
- بتزعق ليه يا أستاذ إنت .
هز كتفيه بطفولة و أجابها بتأدب :
- أنا مش بزعق على فكرة .. عاوزانى ليه يا مينو .
دنت ميناس منه و جثت على ركبتها و سألته بهدوء :
- ماما غزل وحشتك يا مهاب .
تجهم وجهه و إنعقد حاجبيه و كأنه صورة مصغرة من والده و قال بضيق :
- ﻷ .. هى سابتنى و مشيت تبقى مش ماما خلاص .
شعرت غزل بخنجر قد طعن فى قلبها .. و إقتربت منه و وقفت أمامه ثم هبطت لمستواه و هو يطالعها بتعجب من تلك الغريبة التى تقترب منه بشدة ..
طالعته مطولا قبل أن إحتضنته بهدوء .. فإبتسم مهاب بخفوت و قد إحمر وجهه و تجمعت دموعه بسرعة كبيرة و حاوط عنقها بيديه و إنهمرت دموعه و هو يقول بنحيب :
- وحشتينى قوى يا ماما .
لأول مرة تشعر بتدفق الدماء بشراينها .. و خرجت منها آهة متألمة و هى تضمه لصدرها أكثر و غاصت بأنفها بشعراته تستنشق رائحته الذكية بتوق ....
قبلته بوجنته و قالت بصوت مرتحف من بكائها :
- أنا اللى كنت بموت و أنا بعيدة عنك .
قبلها هو الآخر على نقابها و قال برجاء يدمى القلب :
- خلاص ما تبعديش عنى تانى .
ملست على شعراته الناعمة و التى إستطالت مؤخرا و قالت بحنو :
- سامحنى يا حبيبى غصب عنى و الله .
إبتعد عنها و رفع النقاب عن وجهها و تطلع إليها مطولا و كفف دموعها براحتيه الصغيرتين و قال بقوة :
- عارف إن فيه مشكلة بينك و بين العوو بس هو بيحبك قوى و الله و أنا كمان بحبك .
مسحت غزل دموعه و قالت بتعقل :
- و أنا كمان بحبكم جدا .
قبلها بوجنتها مطولا و إبتعد عنها قائلا بفرحة :
- خلاص رجعتى و مش هتسبينى تانى صح .
لعقت غزل دموعها التى إنسابت على شفتيها و قالت بنبرة بائسة :
- ﻷ يا حبيبى .. بس مضطرة أبعد فترة و بعد كده هتبقى معايا على طول .
إبتعد عنها و قد إشتدت ملامحه و قال بغضب :
- إنتى مش عوزانى و أنا كمان مش عاوزك .
جذبته من ذراعيه و قربته منها و قالت بصدمة :
- ليه يا حبيبى بتقول كده .. أنا ما إرتاحتش غير لما شوفتك .. و لو عليا عاوزة أخدك معايا .
طالعها بنظرات متألمة و قال بتمنى :
- طب خدينى معاكى و الله هبقى مؤدب و هادى و مش هعمل شقاوة .
طأطأت رأسها و قالت بحزن :
- صدقنى هرجع أنا مش هقدر أعيش من غيركم .. بس محتاجة شوية وقت علشان أنا زعلانة من بابا قوى .
رفع ذقنها بيده و و كفف دموعها مجددا و قال بصرامة و تعقل مقلدا كلمات فارس :
- مش مرات العوو اللى توطى راسها أبدا .. إوعى تكونى فكرانى صغير .. أنا فاهم كل حاجة .. إنتى زعلانة منه علشان ضربك و زعقلك لما كنتى بتكلمينى صح .
إبتسمت بخفوت و هى تطالع فارس أمامها .. ببأسه و قوته .. و حنيته و دفئه و قالت بجدية :
- أيوة يا قلب ماما .. و لازم بابا يعرف إنه غلطان علشان ما يعملش كده تانى .
أومأ مهاب برأسه بتفهم و قال بلين و هو يملس بأنامله على وجنتيها :
- طب و بابا مش هتعرفيه إنك كويسة .
رفعت كفيها و تمسكت بأنامله و قبلتهما بحنو و قالت بإبتسامة هادئة :
- هعرفه يا حبيبى بس الأول ليا طلب عندك .
تطلع إليها مهاب بقوة و سألها بفضول :
- طلب إيه ؟!
ملست غزل على كفه و قالت بهدوء :
- عاوزة أتصل بيك كل يوم علشان أطمن عليك .. بس من غير ما حد يعرف خالص .. فاهمنى يا حبيبى خالص .
فكر قليلا و قال مبتسما بثقة :
- حاضر .. محدش هيعرف و أنا اللى هبقى أتصل بيكى كمان .. بس أنا عارف برضه إنك هترجعى للعوو تانى .. صح .
بعثرت غزل شعراته الطويلة بمداعبة و قالت بإبتسامة مشرقة :
- لمض لماضة .. بس بحبك هعمل إيه .. هو إنت ليه مش بتقص شعرك ده طول قوى .
مشط شعراته بيده كما يفعل فارس بالضبط و قال بضيق :
- هما البنات بيحبونى غير علشان شعرى ده .. و كل ما يطول بنات أكتر تحبنى .
ضحكت غزل ضحكة عالية و قرصته بوجنتيه الممتلئة قليلا و قالت بحدة مازحة :
- هو بشكله و طباعه و غروره .. بنات إيه اللى بتفكر فيهم من دلوقتى يا أستاذ إنت .
فجأها قائلا بنظرات تقتلها :
- أنا بحبك قوى .
قاومت ضعفها و شيطانها يخبرها أن تأخذه معها و ليحدث ما يحدث و لكن شعورها بالمسؤلية نحوه و أنه يجب ألا يقصر بمدرسته جعلها تتراجع قائلة بصدق :
- أنا بحبك أكتر يا روحى .. يالا يا عمرى روح لتيتة علشان محدش يقلق عليك و هبقى أكلمك دايما done .
أومأ برأسه و هو يطالعها بحزن :
- done .
لوح لهم بيده و هم منصرفا فجذبته مجددا لصدرها و هى تضمه بقوة و دموعها عادت للهطول مجددا .. بينما تعلق هو بعنقها و جسده يهتز بقوة من شدة نحيبه ..
قاومت ذلك الشعور البغيض بالضعف و الذى لا يلائم ذلك الوقت تحديدا لأنها تريد أن تستجمع قواها ليس من أجلها بل من أجل أمانة جدتها بعنقها ...
أبعدته عنها و هى تدفعه أن يبتعد عنها و يغادر .. و لم تستطع النطق بحرف واحد ..
فجذبته دنيا لصدرها و ودعته قائلة بمداعبة تخفى بها دموعها :
- و أنا كمان هبقى أكلمك لما غزل تكلمك .. و هبقى أطمن عليك كل يوم .
ملس على ظهرها بحنو و قال بدموعه :
- حاضر .. يا باختك هتبقى مع ماما طول الوقت .
إنحنت ميناس و حملته على ذراعها و قالت بتأوه مشاغب :
- إيه ده إنت تقلت كده ليه يا واد إنت .
لم تنطوى عليه تماسكها و إحتضنها قائلا :
- عارف إنك زعلانة من حمزة .. و إنك هتعاقبيه زى ماما .. بس خلى بالك من نفسك و منهم .
أبعدته عنها و قالت بعبوس :
- بتجيب الكلام ده منين يا واد إنت .
قبلها بوجنتها و قال بحب و هو يتطلع إليهم ثلاثتهم :
- هتوحشونى .. و أول ما توصلوا كلمونى علشان أطمن .
أنزلته ميناس على قدمه و عدل من ملابسه و هو يطالع غزل بشجن و إنطلق راكضا ناحية باب الشقة هاربا من تلك اللحظة المؤلمة .. أغلقت دنيا الباب و قالت بتماسك :
- هطمن عليه من البلكونة .
جلست غزل على أحد الأرائك و هى تتألم لفراقه .. و إلتفتت لميناس و قالت بحزم :
- جاهزين يا بنات .. مش عاوزين نتأخر الطريق طويل .
أومأت ميناس برأسها و قالت بجمود :
- جاهزين .
و سارت ناحية الشرفة و وقفت خلف باب شرفتها تتطلع لحمزة الجالس بشرفة غرفته يدخن سيجارته شاردا .. ملأت عينيها بصورته لتحملها معها ...
ربتت غزل على كتفها و قالت بألم :
- يالا يا ميناس .. أنا هاخد شنطتك و هنزل .. و دنيا هتجيب شنطتها و تيجى ورايا و إنتى آخر واحدة تنزل .. علشان محدش يحس بحاجة غريبة تمام .
أومأت ميناس برأسها و قالت بنبرة محطمة :
- هطفى نور البيت و أقفله وأجى وراكم .

خرجت غزل أولا تجذب حقيبة ميناس و هى تتشبث بنقابها خوفا من أن يتعرف عليها أحدهم ....
تبعتها دنيا و هى حاملة لحقيبتها .. وضعت غزل حقيبة ميناس بالسيارة و ثوانى و إنضمت إليها دنيا و وضعت حقيبتها أيضا بجوارها .. صعدوا السيارة فى إنتظار ميناس .. و القلق مصيبهم ...
إقتربت منهم ميناس و إستقلت السيارة بجوار غزل و إلتفتت إليها بجسدها و قالت برجاء :
- عاوزة أسلم على ليال يا غزل .. علشان خاطرى .
سحبت غزل نفسا طويلا و قالت بإعتراض :
- بس يا ميناس إحنا كده هندخل برجلينا فى عش الدبابير .
ربتت ميناس على صدرها تستجدى عطف غزل و قالت بإستعطاف :
- علشان خاطرى .. مش هرتاح غير لو إطمنت عليها .
زمت غزل شفتيها و هى تفكر ثم أومأت برأسها موافقة و قالت بجدية :
- حاضر .. أنا كمان عاوزة أطمن عليها .

إلتفت غزل بالسيارة و سارت بها فى الطريق المؤدى إلى القصر .. و وقفت أمام البوابة الحديدية الضخمة بقلق و ضغطت بوق السيارة .. ففتح لها الحرس الباب بعدما رأوا ميناس ..
وقفت غزل بالسيارة أمام باب القصر و ترجلوا منها ..
طرقت ميناس الباب و دنيا تقف خلفها تحجب غزل .. فتحت لهم نشوى الباب و قالت مرحبة بميناس بسعادة :
- منورة الدنيا يا ست ميناس .
أخفت غزل عينيها حتى لا تتعرف عليها نشوى .. بينما ردت ميناس بإبتسامتها الملائكية :
- تسلميلى يا نشوى .. ليال فى أوضتها .
أومأت نشوى برأسها و هى تشير إليهم بيدها ليدلفوا قائلة بهدوء :
- أيوة .. سى رامى لسه نازل من شوية .

تركوها و صعدوا الدرج و نبضات قلب غزل تكاد تكون مرئية .. و صلو لطابق ليال .. و صدرها يعلو و يهبط بقوة .. و عطره يخترق أنفها .. و صوت خطواته يصدح بعقلها .. فوقفت متصنمة مكانها و قلبها يدق طبول الفرح ..
تطلعت إليها دنيا و ميناس بتعجب من وقفتها المفاجأة .. بينما رفعت هى عيناها أعلى الدرج لتراه بهيأته الجذابة و هيبته الآسرة ..
صوت شهقتها جعلت دنيا و ميناس يتطلعون لما جذب أنظارها حتى زمت دنيا شفتيها و قالت بخوف :
- أوبا وقعنا فى شر أعمالنا .
وقفت أمامها دنيا مسرعة تحجبها بجسدها .. و أسرعت ميناس قائلة له بإرتباك :
- أبيه فارس .. أخبارك إيه .
تنهد فارس بإرهاق و وقف أمامها قالئلا بنبرة خافتة مهلكة لقلبها الضعيف :
- تعبان يا ميناس .. هى غزل ما إتصلتش بيكى .
إبتعد ميناس بنظراتها عنه و قالت بتوتر :
- ﻷ يا أبيه .. إنت ما عرفتش عنها حاجة .
أومأ فارس برأسه نافيا و قال بضيق :
- لأ .. هتجنن يا ميناس .. ماسبتش حتة إلا و دورت فيها .. أعمل إيه بس .
أجابته دنيا لتشتيت نظراته ااتى بدأت فى التجول خلفها بتعجب :
- قول يا رب .. ده ساعات يبقى بينك و بين اللى بتتمناه خطوة و إنت مش حاسس .
عضت ميناس على شفتها بغضب .. و لكن رد فعل غزل كان قرصة مؤلمة بوسط ظهرها .. إحمرت على آثرها و هى تكتم صراخها المتألم ...
أجابها فارس قائلا و هو يطالع تلك المنتقبة بقلق :
- يا رب .. بس لو عرفتوا أى حاجة كلمونى أو إقنعوها ترحع بقا كفاية كده .
تنحنحت ميناس بتوتر و هى تخفى إرتجافها و قالت بإنصياع كاااااذب :
- إن شاء الله .
زاد تعجبه فمال على ميناس و قال هامسا :
- مين المنقبة دى يا ميناس .
إبتلعت ميناس ريقها بصعوبة و قالت بتخبط :
- دى .. دى صاحبة ليال و جاية تباركلها على الحمل .
إبتسم فارس بود و قال بتهذب :
- طب إتفضلوا إدخلوا ليها .. بعد إذنكم .
أخفت غزل وجهها بيدها .. و لكن حركة فارس التى تمهلت بجوارها .. جعلتها ترتعد خوفا ...
كأن قلبه أخبره أنها بجواره .. لم يجد داعى لتمهله بالسير و مطالعة تلك المنتقبة بطرف عينيه بفضول .. شئ ما بداخله ينتفض من قربه منها .. و لكنه قاوم شعوره الغريب و إبتعد حتى لا يشعرهم بالإحراج ..

تابعته غزل بعينيها و هى تتأمل وهنه البادى على ملامح وجهه .. و ذقنه الطويلة و نحافة جسده التى لا تلاحظها سوى عين خبيرة بكل تفاصيله .. و تحفظه عن ظهر قلب ...
وخزتها دنيا فى ذراعها لتنبيهها و قالت بعفوية :
- هياخد باله يا مجنونة .
ردت عليها غزل و هى تتنفس عطره بقوة و شوقها له غلبها و هى تقول بتنهيدة ملتاعة :
- واحشنى قوى .
هزت دنيا رأسها بيأس و قالت بسخرية :
- طب ما تريحيه و تريحى نفسك و تريحينا كلنا من الفيلم الحمضان ده و ترجعى .
وخزتها غزل بذراعها و قالت من بين أسنانها بهمس غاضب :
- لسانك طول و هقصهولك إن شاء الله .. بقا بينك و بين اللى بتتمناه خطوة مش كده .. بتسلمينى يا واطية .
ضحكت دنيا بخفوت و هى تمسد ذراعها و قالت بمداعبة :
- الحق عليا .. يعنى لو دلوقتى كان حس بيكى و أخدك فى حضنه و شدك وراه للجناح بتاعكم و توتا توتا فرغت الحدوتة مش كان أحسن من فيلم الهروب ده .
زفرت ميناس بغضب و قالت بحدة :
- يخرب بيت الأفلام اللى لحست دماغك الفاضية دى .
إعتدلت غزل فى وقفتها و قالت بجدية :
- خبطوا على ليال يالا قعدتنا هنا خطر .

طرقوا باب غرفة ليال و لم يأتهم رد .. تطلعا ببعضهما بتعجب .. فتحت ميناس الباب و دلفوا داخل جناحها و ما أن وصلوا إلى غرفتها حتى صرخت ميناس قائلة بصدمة :
- ليااال .. إلحقيها يا غزل .
ركضت غزل ناحيتها و أبعدتها لتجحظ عينيها من هول ما رأت .. فقد كانت ليال تبكى بدون صوت .. فقط دموع منهمرة و هى تتطلع لبؤرة الدماء بملابسها و التى إنسابت أسفلها و تركت آثرها على الأرضية ....
و وجهها قد صبغ باللون الأحمر و الأزرق .. و دماء منسابة على شفتيها .. إتسعت عينى دنيا و كتمت صرختها بكفيها و هى تطالعها بذعر ...
بينما صكت غزل أسنانها و إنطلقت من عيناها أشعتها الحارقة و قالت بصرامة :
- و رحمة أمى الغالية لهربيكم يا ولاد السعيد .
و إلتفتت لميناس المتصنمة من الصدمة و هزتها بعنف كى تفيق من صدمتها و هى تصرخ بها بعصبية :
- ميناس .. هاتيلى هدوم نضيفة بسرعة علشان نغيرلها لبسها ده .
أومأت ميناس برأسها و أسرعت ناحية خزانتها .. تطلعت غزل ناحية دنيا و قالت بنبرة آمرة :
- و إنتى يا دنيا ساعدينى أقلعها هدومها بسرعة .
أومأت دنيا برأسها و ساعدتها فى تبديل ملابسها و ليال بين أيديهم كخرقة بالية لا تشعر بشئ .. فقط تذرف دموعها بصمت قاسى ...
بدلوا لها ملابسها و ساعدتها غزل و دنيا على النهوض .. و هى مازالت فى عالم آخر .. كانت مغيبة تماما .. حثتها غزل على السير معهم فسارت معهم متألمة و هى تحتضن بطنها بخوف على قطعة منها ستتخلى عنها أيضا ...

هبطوا الدرج و خرجوا من القصر مسرعين .. ساعدوا ليال فى الجلوس بالخلف و جلست بجوارها دنيا التى حثتها على الحديث قائلة :
- ليال ... سمعانى يا حبيبتى ... يا ليال ردى عليا علشان خاطرى .
لم تجيبها .. صعدت غزل و ميناس التى أخذت تفرك لليال كفها علها تخرج من صدمتها .. و هى تقول بتعجب :
- معقول رامى يعمل فيها كده .. ده بيحبها قوى .
قادت غزل السيارة بغضب و هى تطالع ليال بالمرآة الأمامية بندم و كلمات والدتها بالرؤية تصدح بعقلها ..
إبتلعت ريقها بصعوبة و هى تقول بداخلها :
- سامحينى يا تيتة .. ما كنتش قد الأمانة .. بس و غلاوتك عندى لهعمل المستحيل علشان أحميهم من نفسهم قبل ما أحميهم من أى حد .
منعت عبرة غادرة من التسلل لوجنتها و علقت بأهدابها و هى مازالت تتحرك بسيارتها حتى خرجوا من القصر ...


دلف رامى لشقة صبرى و هو يجر جسده المنهك جرا .. و عقله يكاد ينفجر من شدة ألمه .. كلما تذكر عندها و تحديها المتعصب إليه .. و نظرات الإحتقار نحوه .. و كلماتها المستفزة .. يزداد ضغط الألم برأسه بقوة ...
إبتسم بخفوت و هو يرى زينب جالسة أمام التلفاز و تتابع ذلك الطاهى للسنة الرابع على التوالى .. لا تمل من رؤيته .. وضع مفاتيحه على الطاولة أمامها و قال بإنهاك :
- أخبارك إيه يا حبيبتى .
طالعته بقلق و هى تتفرس فى ملامحه الشاحبة و جلسته الحزينة تلك .. تعرف أنه الآن يتألم و بشدة ..
و ما زاد تأكيدها تمدده على الأريكة بجوارها و وضعه لرأسه على ساقيها و تشبسه بقميصها ....
أغلقت التلفاز و طالعته بقلق .. منذ أصبح أمانة بعنقها و هى تعامله كما تعامل أبنائها و مع الوقت إكتسب بقلبها مكانتهم .. أوقات كثيرة تتناسى فكرة أنه ليس إبنها و تتعامل معه كأنها هى من وضعته من داخلها ....
لم تشعره بالعطف و الشفقة من قبل ...
عاملته بحب غريزى إنغرس بقلبها و هى تضمه يوم وفاة والده .. آخر أمل له بعد وفاة والدته و هو صغير .. فقط يومها تمدد بجوارها و دفن رأسه ببطنها و أخرج ما بداخله من حزن عميق و شعور باليتم إختفى فور أن مسدت على شعراته بحنو و غفى وقتها و لم تتحرك طوال الليل خشية أن يستيقظ مفزوعا ...
تنهدت مطولا و هى ترى قبضته قد إشتدت على قميصها و لم تسأله .. فقط تركته يهدأ كعادته ...

و قلبها ينبؤها بالأسوء .. فسبب حالته تلك شئ جلل ....



توجهت غزل لمشفى قريب .. و ترجلت من السيارة مسرعة و هى تطلب المساعدة لإدخال ليال للمعاينة .. و بالفعل تمت معاينتها و الفتيات فى إنتظار خروج الطبيب بفارغ الصبر .. حتى خرج إليهم و أغلق باب الغرفة ورائه ..
حاوطوه بفقدان صبر بينما سألته غزل بتوجس :
- ليال كويسة يا دكتور .. و البيبى كويس و لا .
أعاد الطبيب نظارته للخلف و قال بألم :
- هى إتعرضت لضرب على وشها شديد جدا .. و وقعت بقوة على ضهرها و ده سبب نزيف .. بس سبحان الله البيبى كويس الحمد لله .
أغمضت غزل عيناها براحة و هى تحمد ربها بداخلها و ما أن إستوعبت حتى فتحت عيناها و طالعته بود و قالت له بقوة :
- متشكرة جدا يا دكتور .. هى تقدر تخرج إمتى .
أجابها مسرعا :
- لا مافيش خروج دلوقتى .. أنا عملتلها عملية ربط للرحم و لازم ترتاح على ضهرها فترة .. و أنا كمان مضطر أبلغ الشرطة .. ده ضرب مبرح و محاولة إجهاض .. بعد إذنكم .
تنهدت غزل براحة و قالت بهدوء :
- الحمد لله .. كده لازم نسيب المستشفى فورا ..ساعدونى يا بنات .
جذبتها ميناس من ذراعها و قالت بتعجب :
- الدكتور قال لازم ترتاح .. مش ربنا يحمى البيبى و إحنا نموته .
ضمت غزل وجه ميناس بين راحتيها و قالت بهدوء متزن لتهدأتها :
- هششش .. أنا عارفة هعمل إيه .. و صدقينى أنا عاوزة البيبى ده أكتر من ليال نفسها .. ده هو الأمل الوحيد علشان ليال تقف على رجليها تانى .
طالعتها ميناس بعدم إقتناع .. فأردفت غزل قائلة بحزم :
- ميناس كل ثانية بتعدى و إحنا هنا فيها خطر على ليال أكتر .. يرضيكى ترجع للحيوان ده تانى .
هزت ميناس رأسها نافية و قالت بذعر :
- ﻷ .. مش عوزاها ترجعله تانى .. أنا عارفة شعور الضرب ده .. حاجة بتوجع قوى .
صكت غزل أسنانها بقوة مع كلمات ميناس و ضمت رأسها بقوة و هى تقول بتوعد :
- هيدفعوا تمن ده .. كلهم.
إبتعدت عنها و تطلعت بدنيا و قالت بتنظيم مدروس :
- دنيا .. هاتى الكرسى اللى بعجل ده بسرعة قبل البوليس ما ييجى و أنا و ميناس هنقعدها عليه و إنتى إيديكى على ضهرها و إحنا بنقعدها ما تشليهاش .. تمام .
أومأت دنيا برأسها و ذهبت لإحضار الكرسى .. بينما دلفت غزل و ميناس لغرفة ليال و تمسكت كل واحدة بذراع و وضعوها على الكرسى بحرص .. و خرجوا من المشفى بهدوء ..

مددتها غزل بالكرسى الخلفى و ركبت ميناس معها و وضعت رأسها على قدميها و دموع ميناس لا تتوقف على ما صاب أختها ..
و بعدما إطمأنت غزل على تمددها أغلقت الباب و توجهت ناحية أحد الأكشاك و طلبت الهاتف من البائع و أعطاها إياه..

هاتفت رامى و الذى ما زال بشقة صبرى .. كان كالمجنون الذى فقد عقله كليا ... لقد تمادت و عبرت كل الخطوط الحمراء .. لا يحق لأى رجل غيره أن يذوب بشهد عيناها و لا بأنفها الصغيرة و لا بشفتيها الناعمة ...
فهى كلها له هو .. كيف إستباحت لنفسها أن يقف أمامها غيره و يطالع ما له .. فهى خلقت له و فقط ..
كز على أسنانه بقوة كادت تهشمها و صورتهما تعود و تلف فى رأسه حتى إنتبه على رنين هاتفه .. ظنها هى و لكنه تطلع لشاشة هاتفه و خاب ظنه .. أخذه الفضول من هذا الرقم الغريب و رد قائلا بصوت جاف أجش :
- ألو .
أجابته غزل بغضب لو طاله لقتله و هى تقبض كفها بتشنج :
- إنت إنسان و لا عندك ضمير و لا عندك ريحة الدم .. ظلمتك أنا لما قولت عليك إنسان أصلا .
وقف رامى منتصبا و قطب جبينه بتعجب و قال بغضب :
- غزل ... إنتى إزاى تكلمينى كده .
إزداد صوتها قسوة و حزم و هى تصرخ به بهياج أعمى :
- هو أنا لسه إتكلمت .. حذرتك قبل كده يا رامى لو لمستها إنت ما تعرفش أنا ممكن أعمل إيه و كنت فاكرنى بقول أى كلام .. بس و حياة ليال عندى ما هتشوفها تانى .
إتسعت عينى رامى بفزع و قال بصوت خشن ينذر بالأسوء :
- إنتى بتخرفى بتقولى إيه .
هدرت به غزل بغضب قائلة بمجون و بصوت محتد خطير :
- أنا اللى بخرف يا عديم الإحساس تضرب مراتك و هى حامل .. إبقى روح أوضتك و شوف دم إبنك اللى سيحته بإديك يا حيوان .
إتسعت عينى رامى و وضع يده على فمه مصدوما بحدة و كأنه تذكر للتو أن ليال .. حامل .. خرج صوته متحشرجا مرتجفا و هو يقول بصراخ :
- إبنى مات .
خرج على صياحه حمزة و صبرى و زينب التى قالت بتوجس :
- مين اللى مات يا رامى .
أجابته غزل بنبرة ساخرة و متشفية :
- لسه فاكر إنه ليك إبن فى بطنها .. تضربها بالشكل ده .. تشوه وشها كده .. أنا مش قادرة أتخيل هانت عليك إزاى .. بس و رحمة أمى لهدفعك تمن اللى عملته غالى .. و هحرمك منها .
مرر انامله بشعراته و هو يجتذبها بقوة و صرخ بها قائلا من بين أسنانه :
- رجعيلى مراتى يا غزل .. أنا دلوقتى لو طولت رقبتك هخنقك بإديا .
وصله صوت ضحكتها العالية المقللة من شأنه و هو تزداد عينيه و حشية و إنقباضا .. و أجابته بنفور :
- ليك عين تتكلم .. إنت حيوان سامعنى حيوان مش بنى آدم .
جذب صبرى الهاتف منه و خاطبها قائلا بقلق :
- غزل أنا عمك صبرى يا بنتى .. إنتى فين .. و فى إيه و ليال مالها .
سحبت غزل نفسا طويلا و قالت بهدوء لا يلائم وجهها المتصلب و عيناها الغاضبتين :
- الحيوان إبن أخوك يا عمى ضرب مراته و هى حامل .. وشها كله كدمات .. ده غير الحمل اللى راح .
جلس صبرى و هو يتهاوى بصدمة و قال بحزن :
- يا نهار إسود .. إنا لله و إنا إليه راجعون .
رأفت غزل بحاله و قالت بتأسف خجل :
- سامحنى يا عمى بس البيبى كويس الحمد لله و أنا عاوزة حضرتك تقوله إنه مات علشان يتربى .. و مش هو و بس قول لحمزة إنه مش هيشوف ميناس هو كمان .. و قول للكبير إنى عاوزة أطلق .
تنهد صبرى براحة بعدما إطمئن على حفيده و قال متابعا و هو يمرر نظراته بينهما :
- عندك حق يا بنتى .. هما محتاجين يتربوا .
إحتدت نظرات حمزة و سأله بقلق تملكه من بداية المكالمة و قال بتحفز :
- هما مين دول اللى محتاجين يتربوا .. هى ميناس معاها .
و جذب الهاتف من والده و قال بقوة و إندفاع ستجعله يهم واقفا من شدتها :
- ميناس معاكى ؟!!
تعالت ضحكات غزل مجددا و قالت ببطء ساخر :
- أهلا .. هو إنت .. أيوة ميناس معايا يا حمزة .
لو رأت تعابير وجهه الآن لربما ندمت على إستثارته .. إنقبض فكه و هو يهدر بها بصراخ إخترق طبلة أذنها من قوته كإعصار مدوى سيقتلعها من جذورها قائلا بجنون :
- قسما بالله لو بعدتى بميناس متر واحد كمان لهخليكى تكرهى اليوم اللى شوفتينى فيه .
عادت ضحكاتها الساخرة فى الرنين و الدوى بعقله و هى تجيبه بإستهزاء و وعيد :
- و دينى لهلففكم حوالين نفسكوا و إنت بالذات هخليك تتحسر عليها .. زى ما بتتحسر على شبابك دلوقتى .
صرخ بوحشية و هو يضرب ذراعى كرسيه كأسد غاضب و مكبل من قدميه .. لأول مرة يشعر بمرارة العجز .. و هو لا يستطيع خنق تلك الحقيرة بيديه و يستمتع برؤيتها و هى تلفظ أنفاسها الأخيرة .. قائلا بهياج :
- رجعيها لهموتك .. و الله هموتك .

خرج هو الآخر من غرفته متعجبا و هو يطالع وجوه الجميع بقلق و يطالع حمزة بالأخص بتعجب من صراخه و عنفه الغير مبرر حتى و صل لمسامعه حديث رامى الذى جذب الهاتف من حمزة و قال لها بغضب هادر :
- رجعيلى مراتى أحسنلك يا غزل لقسما بالله هوصلك و هموتك بإيدى .
زفرت غزل بضيق و قالت بنبرة متحدية .. و متوعدة :
- مش هتشوفها تانى غير لما تشوف حلمة ودنك .. و أنا هربيكم إنتم التلاتة .. إنتم فاكرنا مالناش حد أنا أقدر أدافع عنهم و عنى كويس جدا .
- و أنا بقولك إنى بحبك و آسف يا أميرتى بس إرجعيلى و أنا هعوضك عن كل ثانية إتألمتى فيها سواء بسببى أو ﻷ .
سرت رجفة شديدة بجسد غزل وهى تستمع لصوت فارس .. أسبلت جفناها .. وهى تسمع آسرها يتضرع بحبها و يعتذر إليها .. إبتلعت ريقها بتوتر و إستجمعت أنفاسها الهاربة و قالت بضيق :
- فا... إنت .
فهمس بترجى آمر :
- قولى إسمى يا غزل .. أنا فارس حبيبك يا عمرى .. سامحينى علشان خاطرى .
إستجمعت قواها و قالت و هى تتطلع للسيارة متخيلة هيئة ليال :
- عمرى ما هسامحكم سامع .. و إنتم التلاتة لازم تدفعوا تمن اللى عملتوه فينا .. و غالى قوى .
أغمض عينيه و هو يتمسك بالهاتف بيده و بيده الأخرى يصد هجوم رامى على الهاتف و قال بلين و ترفق حذر :
- أنا قولتلك أنا آسف .. و عمرى ما حبيت و لا هحب غيرك .. إرجعى ده أنا بموت من غيرك .
قبضت بكفها على صدر عبائتها ربما تتحكم فى دقات قلبها التى زادت بقوة مع صوته الهامس و أجابته بهدوء :
- و أنا كنت بموت معاك .. مارحمتنيش و لا فكرت فى وجعى كنت بتعمل كل حاجة علشان توجعنى و حابة أقولك إنك نجحت و وجعتنى .. قوى .
أجابها بنبرة صوت عالية و هو مازال يصارع ذلك الوحش بذراع واحدة :
- أنا كنت فاهم غلط .. ليه ما قولتليش الحقيقة .
تنهدت مطولا و أجابته ببرود :
- خلصنا بقا .. و عاوزاك تطلقنى فى أسرع وقت .
صرخ بها فارس قائلا بفقدان صبر نتيجة غضبه الشديد :
- ده بعينك .. إرجعى من نفسك يا غزل لأنى هرجعك و ساعتها هتندمى ندم عمرك .
ضحكت غزل ضحكتها الرنانة الساحرة و قالت بسخرية :
- أهلا يا عوو .. كنت مستغربة برضه نبرة السهوكة الجديدة عليك دى .. بس خليك فاكر أنا عمرى ما و عدتك بحاجة و خلفت وعدى .. قولت ههرب منك و هربت و دلوقتى بقولك مش هتشوفونا تانى إلا بمزاجى و أعلى ما فى خيلك إركبه يا .. يا عوو .
و أغلقت الهاتف .. أغمض عينيه و صرخ قائلا بشراسة :
- غزززززززل .

عادت للسيارة و هى تسبهم جميعا .. سألتها ميناس و هى تكفف دموعها بقلق :
- هنروح فين يا غزل .
ردت غزل بضيق :
- هنروح الغردقة .. عند دكتور أحمد كان زميلى فى مستشفى فارس .. و هو سايبلى بيته أقعد فيه و إنتم هتقعدوا معايا لغاية ما أشترى بيت لينا نقعد فيه .
ساد الصمت بالسيارة .. و إنطلقت غزل فى طريق عودتها .. و فى خطتها التى ستعدل بها جميع شئونهم و لو بالقوة الجبرية .. لن تقابل جدتها و هى غاضبة منها .. لو دفعت عمرها كله ثمنا لذلك ....

إنتظرونى فى الفصل الثالث و العشرون ...

قراءة ممتعة .....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 11:58 PM   #325

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

هستنى تعليقاتكم بلهفة ... و هنتناقش بصراحة .. تمام ..

و ليا طلب .. عاوزاكم تكتبولى أكتر موقف معلم معاكم من الفصل كله ...

و بعد كده الفصل بينزل الساعة الحادية عشر ... و بلاش الإستفزاز العاطفى ده .. هو أنا علشان بحبكم
😂😂😂😂😂 بهزر طبعا ...

شكرا لكل اللى إهتموا و كتبوا تسجيل حضور بتسعدونى جدا جدا و بحبكم جدا يا عيلتى الجديدة ..😘😘😘😘😘😘😘

و بلاش توقعات .. 😯😯😯😯😯


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 12:28 AM   #326

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك الفصل روعة 😍😍
و الله أكثر شخص بحبه هو مهاب 😍😍😍 طفل يجننو عقله اكبر من سنه و شكله رح يساعد غزل بخططها في تربية ابوه و اولاد عمه 😂😂
بالنسبة لليال عادي جدا الي صار و الي قالته ناتج عن كبت و خوف كان ملازمها لكن للأسف رامي شخص متزمت و غبي و تفكيره رجعي 🤨
اعتقد انه الحماس رح يبدى من الفصل المقبل، بداية نهوض و رجوع الفتيات للحياة، جنون الاولاد بسببهم و رح يعيشوا ايام سودة و الله متشوقة الأحداث المقبلة... و اعتقد انه علاقة حب جديدة رح تظهر بين احمد و دنيا رح نشوف كيف رح تبدى 😂♥️♥️
بانتظارك لا تتأخري علينا ♥️😘😘😘


taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 12:31 AM   #327

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

أكثر موقف علم معي لحظة لقاء مهاب بغزل و لقاها بفارس ♥️♥️♥️. و مع ذلك لا يعني أنه بقية الأحداث كانت أقل من المتوقع بالعكس الفصل كله كان شيق و خصوصا لما اتصلت فيهم غزل 😂😂

taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 01:22 AM   #328

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taheni مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك الفصل روعة 😍😍
و الله أكثر شخص بحبه هو مهاب 😍😍😍 طفل يجننو عقله اكبر من سنه و شكله رح يساعد غزل بخططها في تربية ابوه و اولاد عمه 😂😂
بالنسبة لليال عادي جدا الي صار و الي قالته ناتج عن كبت و خوف كان ملازمها لكن للأسف رامي شخص متزمت و غبي و تفكيره رجعي 🤨
اعتقد انه الحماس رح يبدى من الفصل المقبل، بداية نهوض و رجوع الفتيات للحياة، جنون الاولاد بسببهم و رح يعيشوا ايام سودة و الله متشوقة الأحداث المقبلة... و اعتقد انه علاقة حب جديدة رح تظهر بين احمد و دنيا رح نشوف كيف رح تبدى 😂♥️♥️
بانتظارك لا تتأخري علينا ♥️😘😘😘

تسلميلى إنتى يا قلبى و بحبك جدا 😘😘😘😘😘
على فكرة بقا مهاب بروايتى هو طاقة النور و البرائة اللى جوانا بس الأيام و المواقف الصعبة بتغطى الطاقة دى ... و بنتلمسها فى أى طفل حوالينا ....

و معك و بقوة إن الحماس هيبدأ من الفصل المقبل ...
و أحداث مؤلمة و متخبطة و مرحة و تثبيت قواعد ... يوووه .. مشاعر متلخبطة جدا فى دماغى للأسف ..
عارفة أغنية مشاعر لشرين ... أهه هو ده الفصل الجاى ..
يالا عوزاكى تكتبيها بتعليق لو تقدرى .. ....
تحدى الجبابرة ...😂😂😂😂😂 😇😇😇

ربنا يخليكى ليا 🌹🌹🌹🌹


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 05:52 AM   #329

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل تحححفة وجميل جدا فعلا التلاتة محتاجين يتربوا وغزل قدها وقدود بس على الله البنات ما يحنوش بسرعة ..ليال اول مرة تواجه وترد وتدافع عن نفسها يبقى فيه امل تتغير
اكتر حد ببهرني غزل بقوة شخصيتها وعجبتني المكالمة بينها وبين رامي حتخليه يعيش احساس بالذنب انه قتل ابنه الي استغربتله انه مش حاسس انه غلط انه ضرب ليال لا هاد لسه زعلان انها كسرت كلامه وكلمت غيره اشك انه بحبها
فصل روعة تسلم ايدك❤❤❤


شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-19, 07:59 AM   #330

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
فصل تحححفة وجميل جدا فعلا التلاتة محتاجين يتربوا وغزل قدها وقدود بس على الله البنات ما يحنوش بسرعة ..ليال اول مرة تواجه وترد وتدافع عن نفسها يبقى فيه امل تتغير
اكتر حد ببهرني غزل بقوة شخصيتها وعجبتني المكالمة بينها وبين رامي حتخليه يعيش احساس بالذنب انه قتل ابنه الي استغربتله انه مش حاسس انه غلط انه ضرب ليال لا هاد لسه زعلان انها كسرت كلامه وكلمت غيره اشك انه بحبها
فصل روعة تسلم ايدك❤❤❤

شكرا حبيبة قلبى ... و سعيدة إن الفصل ده عجبك ....
و ما تقلقيش على البنات غزل هتقوى بيهم و هما هيقووا بيها ... و بإيدها اليمين .. أحمد .. هيكون دوره مهم جدا بحياتهم .. لأن غزل لواحدها من غير داعم ... ماكنتش هتقدر ....
بما إنك إختارتى حالة رامى النهاردة فا هنتناقش فيه ...
رامى حبه لليال حب تملك ... شافها طفلة جميلة بشعر أصفر و مميزة عاملها على إنها وردة حلوة و علشان هو وبس اللى يستمتع بجمالها قطفها من فرعها و خباها بدولابه لحد ما دبلت و قربت تموت .....
مع إنه لو كان سابها بفرعها كانت هتفضل جميلة و هيزيد جمالها ... مش لازم يعزلها عن العالم علشان خايف عليها .. كان ممكن تندمج مع العالم حولها و تفضل تحبه .. دايما رابط إختلاطها بإنه هيخسرها ..
و برضه فى نقطة غلط بتغلطها الست السلبية إنها تدى فرصة لزوجها إنه يمد إيده عليها و يقمعها و يحس برجولته وبقوته عليها ... فيزيد .. بمبدأ يا فرعون إيه فرعنك .. مالقتش حد يصدنى ......
و ده أكتر نوع انا بكرهه .. الست مش ضعيفه و لا غبية بالعكس ده ربنا قال فى كتابه الشريف .. إن كيدهن عظيم ... بس نحس بقوتنا و بقيمتنا مافش حاجة تهزنا و لا حتى وهم كبير بنعيشه و إسمه الحب ...


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.