آخر 10 مشاركات
الساحرة الغجرية (16) للكاتبة المميزة: لامارا *كاملة & مميزة* (الكاتـب : لامارا - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          036 - قلب من ذهب - روايات عبير دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          نبض فيض القلوب (الكاتـب : شروق منصور - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          عندما يُخطئ حبيبان!! (21) -رواية شرقية- بقلم: yaraa_charm *مميزة & كاملة* (الكاتـب : yaraa_charm - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-19, 10:57 PM   #381

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lktity مشاهدة المشاركة
الله يشفيه ويعافي والهم اجعله مغفرة الذنوب
تسلميلى يا قمر .. و شكرا على إهتمامك و ذوقك يا قلبى .. و إياكم إن شاء الله


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-19, 11:40 PM   #382

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين أبو حسين مشاهدة المشاركة
جزء صغير من عذاب إنتظرتموه .... من فصل اليوم .. 😘😘😘😘

نعم سيظل أحمقا ...
ألم يتخيل و لو لثانية أنه سينعم بذلك الدفء .. و نعومة غريبة تخللت خلايا جلده فسرت على آثرها رجفة غريبة عليه مملوءة من روح الندى ...
لمسة صغيرة جعلته يجفل و بقوة متمعنا فى تلك النظرة البيضاء .. و تلك البسمة الوضائة .. و تلك اللمسة و آه منها ..
كان بإنتظار هدية ثمينة كتلك ..
و لكنه لم يقدرها و لم يهتم .. بل عاملها على إنها خيط جديد يربطه بعالمه .. عالمه الخاص به و فقط ...
أى متملك حقير هو .. ليضيع بيده أحلاما وردية كتلك التى يراها بتلك النظرة البيضاء ...
لم يرى بريقا كهذا البريق من قبل .. بريق بتلك الصورة البديعة و إشراق مماثل لإشراقها ...
ربما مفهوم السحر عنده قد تغير .. فذاك السحر المنبعث من تلك اللمسة له معانى خاصة كمعان نسمات الصبح النقية و العليلة من شدة سحرها ...
و كأنه فى تجسيدها .. تأله .. الحب ...
لو وصف له هذا الشعور من قبل لن يكون ببلاغة شعوره هو ... و وصفه هو ..
جالسا أمام النيل على مقعد عام ليتفاجأ بصغيرة تسير بترنح خطواتها الأولى .. و كانت على وشك السقوط لولا أنها تمسكت بكفه الموضوعة بجواره على المقعد ..
فقط لمسة جعلته يشعر بقيمة ما فقده .. نظرتها البريئة كجرو صغير يستميلك إليه بمشاغبة .. و إبتسامتها الناعمة زلزلت العالم من حوله ..
هل هذه السعادة كانت بين يديه و هو قتلها بكل وحشية .. و أنانية سافرة ..
شهورا بسيطة كانت تفصله عن ذاك الشعور المهيب .. و هو أضاعها بيده ..
خرج عن شروده و شخصا ما يحمل تلك الصغيرة ليحرمه من لذة لحظة جذبته لعالم السحر ...
إبتسم له ذلك الشخص و قال ببساطة قاتلة :
- معلش يا فندم أصلها لسه بتتعلم المشى .. حضرتك أكيد مجرب شقاوتهم .
طالعه رامى بنظرات مجمدة و محطمة .. فرفع الرجل كف الصغيرة التى تركت بصمة بقلبه لا على يده و لوح له قائلا :
- قولى لعمو باى يا جودى .
إتسعت إبتسامة الصغيرة و هى تحرك أناملها لرامى بمداعبة .. جعلت أمعائه تنقبض بقوة و صدره ينقبض مانعا عنه التنفس ..
فوقف مسرعا و سار مسرعا ناحية سيارته هاربا من ذلك الألم الموجع و الذى ينهشه دون رحمة ...
إستقل سيارته و لأول مرة منذ وفاة والده تسقط دمعة من عينه .. فما خسره إكتشف .. أنه الأغلى على الإطلاق ...
أدار سيارته و إنطلق بها مسرعا و مسرعا و لأول مرة أيضا يتمنى اللحاق بأحد .. متمنيا اللحاق .. بصغيرته ....
طبعا ...يستاهل لي بيحس بيه...والله و غزل لعبتها صح ..خليه يحس بنار الفقد من جهيتن ...ليال و البيبي....خلي التملك يفيد..و يرجعلو لي راح ...((((مسة صغيرة جعلته يجفل و بقوة متمعنا فى تلك النظرة البيضاء .. و تلك البسمة الوضائة .. و تلك اللمسة و آه منها ..
كان بإنتظار هدية ثمينة كتلك ..
و لكنه لم يقدرها و لم يهتم .. بل عاملها على إنها خيط جديد يربطه بعالمه .. عالمه الخاص به و فقط ...
أى متملك حقير هو .. ليضيع بيده أحلاما وردية كتلك التى يراها بتلك النظرة البيضاء ...))))هذا المقطع اعجبني كثيرا لانه يلخص رؤية الحب من وجهة نظر رامي....مبدعة حبيبتي ....وعلى فكرة اسي اسماء لكن سو بيعجبني حستني يابانية 🤭🤭


Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-19, 11:53 PM   #383

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
طبعا ...يستاهل لي بيحس بيه...والله و غزل لعبتها صح ..خليه يحس بنار الفقد من جهيتن ...ليال و البيبي....خلي التملك يفيد..و يرجعلو لي راح ...((((مسة صغيرة جعلته يجفل و بقوة متمعنا فى تلك النظرة البيضاء .. و تلك البسمة الوضائة .. و تلك اللمسة و آه منها ..
كان بإنتظار هدية ثمينة كتلك ..
و لكنه لم يقدرها و لم يهتم .. بل عاملها على إنها خيط جديد يربطه بعالمه .. عالمه الخاص به و فقط ...
أى متملك حقير هو .. ليضيع بيده أحلاما وردية كتلك التى يراها بتلك النظرة البيضاء ...))))هذا المقطع اعجبني كثيرا لانه يلخص رؤية الحب من وجهة نظر رامي....مبدعة حبيبتي ....وعلى فكرة اسي اسماء لكن سو بيعجبني حستني يابانية 🤭🤭
و الله إنتى سكر يا سمسم ...😍😍😍
و سعيدة أن البارت ده عجبك يا رب الفصل كمان يعجبك يا قلبى ..
أنا إختصرت سو من إسمك بالمنتدى ... 💋💋💋💋


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 12:21 AM   #384

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

الف سلامة لوالدك ياسمين وبالشفاء العاجل بإذن الله

Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 12:22 AM   #385

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير يا قمرات ... 😘😘😘😘

آسفة جدا على التأخير ... ثوانى و البارت الأول هينزل ..
ياةرب يعجبكم 😍😍😍


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 12:24 AM   #386

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
الف سلامة لوالدك ياسمين وبالشفاء العاجل بإذن الله
تسلميلى يا لولو ... شكرا يا قلبى على رقتك و ذوقك ..😘😘😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 12:31 AM   #387

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع و العشرون الجزء الأول :
*******************************


لن أطلب الحب .. إلا فى عصيان الحب ....

كلما لج بى الحنين إليك .. يغزو كيانى الصمت .. صمت ضائع كالعبث ..
و أنا أتوه بعتمه أيامى و ظلام نفسى التى تهفو إليك كطير مسجون داخل أروقة الحياة ...
و قلبى يخط بأنامله الإقرار بطاعة الهوى ...
بعدما نفذت لقلبك .. بقوة الحياة .. فقلوب بائرة كقلوبنا تحتاج لرعاية فائقة كى تعود مجددا لحالة الحب التى إنبثقت كالنور بتكحل عينى برؤياك .. و جاءت كإشراق الضحى بعباراتك الدافئة الحنونة ... و صدحت كالنغم و الذى مصدره أوتار قلبى المتيم ....
أيام و أيام و الشوق مرهق و مهلك ... و الهجران أصبح غاية لتبديل النفوس .. و الإثنان لا يسيران و لا يتزحزحان .. كما يتوكأ الأعرج على أعرج مثله ...
و تبقى بداخلنا غصة .. و هى .. كيف لنا بإلتماس العفو و الصفح ممن قسونا عليهم و ظلمناهم ..
إنتهجنا السخرية و التقليل .. و العقول الساخرة لا تننج الحكمة التى تمضى بها أيامنا الباردة ...
علمتنى الحياة أن فاقد الشئ يشعر به و يعطيه ... و يغدق به أيضا على الآخرين .. و كأنما يحترق قلبك ليسطع بالنور و الدفء على القلوب المظلمة الباردة التى لا يكون الحب فيها سوى خديعة كبرى ....
و مواجهة الحقيقة هى من أصعب المصاعب بهذه الدنيا .. أن تعترف لنفسك قبل غيرك بأنك الطاووس .. المغرور .. المتذاكى .. كبالون فارغ ...
و اللهفة تعتلج صدرك بعد طول العزلة و الجفاء .. و كلما خطى بقدميه خطوة للأمام .. يكتشف أن أمواج الحياة تسحبه بهدوء ماكر للخلف ألف خطوة ..
و كلما إبتعدت عنك خطوتين يرجع إلى صوابى خطوة ...

أو تحسب أنه مجنون بهواها ..

الإجابة نعم .. و لم لا و قد خرطت من حجر فيروزى نادر خصيصا له .. ليتنعم بها ليلة واحدة هى كل ما يدفعه للجنون ...
ليلة واحدة و كأنها عابرة و ذكراها تغشوه فى خلوته و تداعبه فى أحلامه .. و هى بداخله كفرسة جامحة تترامى فى عنانها فخلى لها طريقه ...
فتشمل نفسه العاشقة على آفاق واسعة من جمال الدنيا .. طالما فى نفسه .. عشقها ..
عشها الذى له فى نفسه مظهر الجمال و حماقة الرجاء و جنونه .. ليتها أمامه الآن .. بعيناها الواسعة و التى بنظرتهما خطفة الصقر و وداعة الحمامة ....
فقط لو يعرف مكان ذلك الوادى و الذى به كل ذنب مغفور .. لطلبها إليه و جثى أمامها طالبا الصفح و الغفران ..
لم تلبث هذه الحقيقة أن إستحالت إلى حزن عميق .. زاد من عتمة عينيه و جمودها ....


تنهيدة مرتجفة خرجت من بين شفتيه كشهقة خفيفة و هو يطالع الطريق بفرحة مقتضبة مكسوة بالحزن .. لم يكن حمزة الوحيد التى ساعدته ..
لأنه لم يغفل عن حديثها مع عاليا و التى تغيرت كليا مع زوجها بعدها ...
و مهاب الذى وجد بها ضالته و عثر أخيرا على أم حنونة محبة تحتويه و تبادله حبه البريئ ....
و موقفها مع رامى يوم وقفت أمام سلاح مسعد لتفديه بحياتها دون تردد ....
و موقفها معه هو شخصيا .. بعدما إخترقته بألاعيبها المغوية و زرعت بستانها الخاص المنير بقلبه المظلم ....
لماذا تركته .. و لماذا لم تصارحه .. و لماذا لم تنتقده .. فقط تركته و هربت ...
ضغط مكابح سيارته و هو يتفادى التصادم بدراجة نارية .. و نهج صدره بقوة و هو يتابع ذعر الرجل الذى وقف أمام سيارته فجأة ...
لم تكن فجأة لأنه كان شاردا .. فتح باب سيارته مسرعا و ركض ناحيته و سأله بتوجس :
- حضرتك كويس يا حاج .
صف الرجل دراجته النارية و إعتدل فى وقفته و قال بتلعثم :
- مش تخلى بالك يا إبنى .. ده أنا كان قلبى هيقف من خوفى .
ربت فارس على ذراعه و قال بتأسف خجل :
- سامحنى .. أنا اللى غلطان .. لو حضرتك عاوز تطمن على نفسك أنا ممكن أخدك لمستشفى قريبة من هنا .
رفع الرجل يده و قال بهدوء :
- ﻷ يا إبنى .. أنا الحمد لله كويس .
ثم إستقل دراجته و طالعه بقوة و قال بإبتسامة خافتة :
- ما تسرحش و إنت سايق تانى .. ربنا يسلم طريقك .
و أدار دراجته و إنطلق ...
إستند فارس بظهره على مقدمة سيارته و طأطأ رأسه بإرهاق و هو يمسد أعلى أنفه عله يهدأ ....



كعادته الأخيرة بعدما إستغنى عن عزلته و وحدته و أصبح رفيقه كتاب الله ...
فقط دفعة صغيرة من مهاب جعلته يشعر بلذة الإيمان و الإقتراب من الله ...
لم تعد سجائره هى ما ينفث بها غضبه و سخطه .. بل أصبحت آيات الله داعمة له و لها مفعول السحر عليه ..
أغلق الكتاب الكريم و قال براحة :
- صدق الله العظيم .
لم ينتبه لتلك الواقفة تتابعه بسعادة غريبة .. دلفت زينب لغرفته و قالت بإبتسامة هادئة :
- أحضرلك لقمة يا حبيبى .
وضع الكتاب على الكمود بجواره و إلتفت إليها قائلا بعبوس :
- مش عاوز يا ماما .. تسلميلى .
جلست على الفراش أمامه و قالت بحنو :
- يا حبيبى مش هينفع كده .. لغاية إمتى هتغضل على الحالة دى .
عقد كفيه ببعضهما و وضعهما على ساقيه و قال بيأس :
- ميناس وحشتنى .
وارت إبتسامتها و قالت بمكر :
- ماتشوفش وحش .. أهه إنت هتطلقها و ربنا ييسر لها نصيبها بقا .
سحب نفسا طويلا و صك أسنانه بقوة كاظما غضبه و أجابها بهدوء يخفى به نيرانه المقتدة :
- سبينى لوحدى لو سمحتى يا ماما .
ربتت على كتفه بحنو و قالت بهدوء :
- إستحملت معاك كتير يا إبنى .. ما كانتش تستاهل منك تعاملها بقسوة كده .
تنهد مطولا و رفع شعراته التى مالت على وجهه و أرجعهم للخلف و قال بضيق :
- غصب عنى و الله .. كل ما أتخيل إنها ممكن تسيبنى و تبقى لغيرى كنت ببقى عاوز أموتها أو أشوه وشها علشان ماحدش يشوفها .
قطبت زينب جبهتها بحدة و قالت بغضب :
- إيه يا إبنى ده .. إنت ماكنتش عدوانى كده .. إيه اللى حصلك .
رفع عينيه ناحيتها بحدة و طالعها بغضب و كلماته تتسرب من بين شفتيه دون وعى منه و هو يهدر بشراسة :
- حصلى اللى إنتى شيفاه .. بقيت عاجز .. عارفة يعنى إيه عاجز .. عاجز عن إنى أمشى و عاجز عن إنى أشتغل و أكمل دراستى و عاجز عن إنى أتجوز الإنسانة الوحيدة اللى فضلت جنبى و راعيتنى و حبتنى بصدق من قلبها .
ثم إبتلع ريقه بتوتر و تابع حديثه قائلا بقهر :
- دى أجمل بنت شوفتها فى حياتى .. يمكن قبل كده ما كنتش بشوفها كبيرة و تستحق حبى .. بس لما اللى حواليا كلهم سابونى و فضلت هى .. عرفت قيمتها .
وضعت زينب ذراعيها فى خصرها و طالعته بتعجب و هى تقول بحدة :
- عرفت قيمتها .. ده بأمارة إيه .. بأمارة العلق اللى كنت بتصبغ جسمها بيها كل يوم و التانى .
صرخ بها قائلا و هو يجتذب شعراته بقوة :
- غصب عنننننى ... إنتوا مش فاهمنى ليه .. بقولك دى أجمل واحدة شفتها فى حياتى و أكيد غيرى شايفها كده و أكيد برضه هيتمناها و خصوصا إنى .....
وضعت أناملها مسرعة على فمه و قالت بدموعها المنهمرة :
- كل ده جواك يا إبنى .
و جذبته لصدرها .. فتمسك بذراعها و أجهش بالبكاء و صوت نحيبه يمزق نياط قلبها ...
ربتت على ظهره و هى تقبل شعراته بحنو ليهدأ ..
بعدما هدأ .. ربتت على ظهره فوجدته قد راح فى سبات عميق .. و إنتظمت أنفاسه .....
إبتعدت عنه و أدارت الكرسى ناحية فراشه و جذبته من ذراعيه .. فساعدها و تمدد على الفراش و غفى ....
وقفت تتطلع إليه بإشفاق قبل أن تغلق ورائها الباب ...
جلست على أقرب مقعد و هى تتنهد بأسى حتى إنتبهت على رنين هاتفها .. فإلتقطته بأناملها و أجابته بنبرة خافتة :
- السلام عليكم ... إزيك يا عاليا يا بنتى .
إعتدلت عاليا بجلستها بعدما وصلها توتر صوت والدتها و سألتها بتوجس :
- أنا الحمد لله كويسة .. مال صوتك يا ماما ؟!
سحبت زينب نفسا طويلا و قالت بهدوء :
- أنا كويسة يا حبيبتى .. عامر أخباره إيه ؟!
جائها صوت عاليا المحتد و هى تقول بقوة :
- ماما ... مال صوتك بقالى فترة مش مرتاحة و حاسة إنك مخبية عليا حاجة .
أجابتها زينب بتريث :
- لا مخبية و لا حاجة .. بس إخواتك مزعلين مراتاتهم .
ضيقت عاليا عيناها و قالت بتعجب :
- يعنى إيه مش فاهمة حاجة ؟!
زمت زينب شفتيها و قالت بأسى :
- حمزة عاوز يطلق ميناس .. و فارس زعل غزل و سابتله الدنيا و هجت و الأستاذ رامى ضرب مراته و هى حامل و قتل إبنه بإيده .
شهقت شهقة طويلة و هى تحيط بطنها بذعر و قالت بإندهاش إرتسم على ملامحها و صوتها :
- إيه ... و رامى .. قتل إبنه إزاى .. هو إتجنن .
مصمصت زينب شفتيها و سارت حتى الأريكة الكبيرة و قالت بتأكيد :
- أه إتجنن .. و ضرب البت لما عدمها العافية علشان لقاها واقفة مع الدكتور بتاعها فى الكلية و موت الجنين .
إمتعض وجه عاليا و قالت بشك :
- و غزل عملت إيه .. أنا عارفاها مش هتسكت .
هزت زينب رأسها و هى ترفع ساقيها على الأريكة و مددتهما و قالت بضيق :
- فعلا .. أخدت البنات و طفشت و مش عارفين ليهم طريق .
خرج صوت عاليا شرسا و غاضبا و هى تقول بقوة :
- جدعة .. ولادك شايفين نفسهم .. سبيهم يتربوا .
قطبت زينب جبينها بقوة و قالت بلوم :
- حتى إنتى يا عاليا .. إنتى عارفاهم لما بيتعصبوا مش بيشوفوا قدامهم .. بس طيبين .
وقفت عاليا بتريث و سارت حتى شرفتها و وقفت بها تطالع البحر و قالت بسخرية :
- أيوة إقعدى إنفخى فيهم لما هينفجروا فى الآخر .. تصدقى أنا مش عاوزة أسمع تفاصيل .
فسألتها زينب بقلق :
- مالك إنتى كمان صوتك مش عاجبنى .
إبتسمت عاليا إبتسامة متسعة و لامست بطنها بحنو و قالت بسعادة :
- أنا متصلة بيكى علشان أفرحك .. أنا .. أنا حامل .
خرجت زغرودة منطلقة من زينب تعبيرا عن فرحتها .. فضحكت عاليا ضحكة عالية و قالت بمزاح :
- يا ماما .. خلاص هتفرجى عليكى الناس .
أجابتها زينب بسعادة :
- مبروك يا حبيبتى .. مش مصدقة .. ياما إنت كريم يا رب .. لله ما أخذ و لله ما أعطى .. ربنا عوضنى بإبن رامى .
أومأت عاليا برأسها و قالت براحة :
- عندك حق يا ماما .. ربنا يعوضه و يرزقه ببيبى تانى .
تنهدت زينب مطولا و قالت بهدوء :
- يا رب يا بنتى .. بس نلاقيهم الأول .
إستندت برأسها على إطار النافذة و قالت بثقة :
- هيرجعوا ماتقلقيش .
فسألتها زينب بتوجس :
- عاملة إيه فى الحمل يا بنتى .. و جوزك عامل معاكى إيه .. ما تيجى تقعدى معايا هنا الكام شهر اللى فى الأول .
أجابتها عاليا بقوة :
- ﻷ أنا مش هسيب عامر لواحده .. بس تعرفى يا ماما .. لو يقدر يشتالنى على إديه و مايخلنيش أمشى هيعملها .. ده حتى جاب بنت تشتغل فى البيت و لما بيجى هو بيخليها تمشى و يعملى كل حاجة بإيده .
إبتسمت زينب براحة و قالت بإمتنان :
- عامر إبن أصول و بيحبك .. حطيه جوة عنيكى يا بنتى .. أديكى شايفة إخواتك و المرار اللى سقيوه للبنات .
أومأت عاليا برأسها و قالت مؤكدة على كلامها :
- معاكى حق .. تعرفى يا ماما .. أنا عامر عندى بقا بالدنيا كلها .. لما بيتأخر شوية ببقا هتجنن و لما أتعصب بياخدنى فى حضنه و يهدينى زى ما أكون بنته مش مراته .
ضحكت زينب ضحكة عالية و قالت بمداعبة :
- صلى على النبى يا بنتى .. ما يحسد المال إلا صحابه .. ربنا يهديهولك و يخليكوا لبعض .
- عليه أفضل الصلاة و السلام .
إلتفتت عاليا على صوت دلوف عامر فقالت لزينب مسرعة :
- معلش يا ماما هقفل عامر جه .
فقالت لها زينب بهدوء :
- روحى لجوزك يا حبيبتى و خلى بالك من نفسك .
أجابتها عاليا و هى تنتظر دلوفه بلهلة :
- حاضر يا ست الكل .. مع السلامة .
و أغلقت الهاتف .. و رأته يدلف عليها بوجه ممتعض عابس .. قطبت جبينها بتعجب فإندفع ناحيتها قائلا بعتاب رقيق :
- إنتى واقفة ليه .. هى دى وصيتى ليكى يا عاليا .
إرتخت ملامحها و إبتسمت بخفوت و قالت بنعومة :
- كنت بكلم ماما و زهقت من القعدة فوقفت أتفرج على البحر .
قبل مقدمة رأسها و طالعها بحنو و قال بمداعبة بنبرة صوته الحنونة :
- يا بخته .
إتسعت إبتسامتها و قالت برقة زائدة :
- حبيبى ... ربنا يخليك ليا .
جذبها من ذراعها و قال بهدوء :
- و يخليكى ليا يا عمرى .. تعالى إرتاحى .
و أجلسها على الأريكة و دثرها جيدا بشرشف ثقيل .. و عاد لعينيها مجددا و هو يقول بنبرة آمرة :
- ما تتحركيش و أنا هحضر الغدا و هأكلك بإديا .
و هم منصرفا فتمسكت بيده و حملت كفه و قبلتها بإمتنان .. و طالعته بحب و هى تقول بهمس مصاحب بالدلال :
- هو أنا قولتلك قبل كده إنى بحبك قوى .
إبتسم بخفوت و هو ينحنى ناحيتها و يتعمق بعينيه فى عيناها و جذب وجهها ناحيته و قال هامسا :
- قولتى .. بس أنا مش بشبع من إنى أسمعها منك .
داعبت شفتيه بأناملها و مالت نحوه أكتر و هى تأسر عينيه بعيناها و على شفتيها إبتسامة مغرية و واثقة و قالت بنعومة :
- و أنا هفضل أقولهالك لغاية آخر يوم فى عمرى .. يا أحلى حاجة حصلتلى فى الدنيا .. أنت الحاجة الوحيدة اللى مش ندمانة عليها يا عامر .. بحبك .
سحب نفسا طويلا و أغمض عينيه مستمتعا بصدقها و مشاعرها و التى طالما منى نفسه بلحظة واحدة منها سابقا .. و فتح عينيه بإبتسامة مشاغبة و قال بهدوء :
- هو إيه اللى حصلك .. ده حب بجد و لا دى لخبطة هرمونات من الحمل .
إحتدت نظرتها و إشتد بأس وجهها و حل غطرسة و غرور عائلة السعيد على نفسها و هى تجيبه بحزم :
- أقولك بحبك و عماله أتسهوك تقولى فى الآخر دى لخبطة هرمونات .. إمشى يا عامر من قدامى علشان ما أتعصبش عليك .
ضحك ضحكة عالية و جلس القرفصاء أمامها و إحتضن كفيها بين راحتيه و تأملها مطولا قبل أن يقول بهمس أجش :
- و أنا بموت فيكى مش بس بحبك .. من أول مرة شوفتك فيها و إنتى سرقتى قلبى و عقلى و عنيا .. ما شوفتش بعدها بنت غيرك و لا هشوف .
عادت الإبتسامة لوجهها و سألته بغضب خجل :
- يا سلام ؟!!
إتسعت إبتسامته و قال بمداعبة و أنامله تعبث بكفيها بشوق :
- و حياة عبد السلام .
تجهم وجهها مجددا و سحبت كفها من بين راحتيه و قالت بنبرة حازمة و قاطعة :
- عبد السلام مين .. آه هزار و قلش رخيص و كده .
أشاحت بيدها فى وجهه و قالت بغضب :
- لا بقولك إيه أنا مش عاوزة الواد يطلع كشرى .. هتعصبنى و أعصبه مش هسمحلك .. قوم من قدامى و فورا .
وقف و هو يضحك بقوة و مال ناحيتها و حملها بين ذراعيه .. بينما تمسكت هى بعنقه و قال أمام شفتيها بهمس مشاغب :
- أحبك و إنت متعصب .. مااا .. ما تيجى أقولك سر .
رفعت حاجبيها بقوة و قالت بصرامة :
- إحترم نفسك .. و باعدين الدكتور قال .. مافيش أسرار الفترة الأولى .
هز رأسه بيأس و زفر أنفاسه بقوة و قال بإنصياع محتد :
- و ماله .. نمشى كلام الدكتور .. بس مش طول الوقت سامعة و لا ﻷ .
مالت على شفتيه و نثرت عليهما قبلاتها الناعمة و عادت لعينيه و هى تقول بشوق مثير :
- سامعة .
إبتلع ريقه بتوتر و لعق شفتيه و هو يطالعها بتوق للتزود منها و قال بعتاب هادئ :
- ده إنتى بتستفزينى بقا .
أومأت عاليا برأسها و قالت بإبتسامتها التى يعشقها برقة :
- أيوة .. علشان تقلش براحتك بعد كده .
كبح زمام رغبته و إنتقامه منها و قال بضيق ثائر :
- ماشى .. هيجى اليوم اللى هردلك فيه كل اللى بتعمليه .. إستعدى من دلوقتى لأنى مش هرحمك .
تعالت ضحكاتها و أرجعت رأسها للخلف و هى تأرجح ساقيها بسعادة .. و هو يطالعها براحة و حب .. و شوق لو طالها لغرسها بصدره حتى تستغيث و تتوقف عن إستثارته .....



حملت غزل تلك الورقة البسيطة و التى تحتوى على ثمن شراء شقة والدها و محله بين كفيها و هى تطير من فرحتها .. ربت صبرى على كفها و قال بهدوء :
- مبروك يا بنتى .. تصرفيهم بالهنا .
رفعت غزل عيناها ناحيته و قالت بتأثر :
- ربنا يخليك ليا يا أونكل .. مش عارفة أشكر حضرتك إزاى .. دايما واقف جنبى كده .
أجابها بعتاب هادئ :
- أنا زى أبوكى يا بنتى .. و لو إحتاجتينى فى أى وقت هبقى جنبك .
فتحت حقيبتها و وضعت بها الشيك و عادت إليه مجددا و قالت برجاء :
- علشان خاطرى إتفضل عندنا علشان البنات يسلموا على حضرتك .
وقف بهدوء و أجابها بجدية :
- مش هينفع يا بنتى .. لازم أرجع مع السمسار و الشارى .. و هبقى أجيلكم تانى .
وقفت هى الآخرى و قالت بإمتنان :
- ربنا يخليك ليا .. و آسفة لو هتعبك فى موضوع عمى ده .. بس التوكيل اللى عملته ليك هيسهل كل حاجة .
أومأ برأسه و قال بحنو :
- ربنا يكملك بعقلك يا بنتى .. إنت بنت حلال و ربنا هيعوضك بخير ما تتخيلهوش .
إبتسمت بخجل و طالعته بحب و هى تقول بتنهيدة قصيرة :
- شكرا يا حبيبى .. هو .. هو مهاب كويس ؟!
إبتسم بمكر و إحتضن عكازه بكفيه و أجابها بتريث :
- مهاب زى الفل .. و .. و أبو مهاب هيتجنن عليكى .. و مش هو لواحده رامى و حمزة كمان حالتهم حالة .
طأطأت رأسها بأسى و شعور غريب من الإشفاق ملأها و لكن صوت الصفعة التى تلقتها من قبل دوى برأسها و هيأة ليال ذلك اليوم أشعلا لهيب عيناها و رفعتهما تجاهه و قالت بصرامة :
- و لسه يا عمى .. حضرتك ما تعرفش هما أذونا إزاى .. و أنا لسه برمم فى اللى عملوه سواء مع البنات .. أو معايا .
زفر بقوة و هو يطالعها بإشفاق .. ثم رسم إبتسامة باهتة على شفتيه و قال بهدوء :
- أخبار حفيدى إيه ؟!
إبتسمت غزل بإشراق و قالت بسخرية :
- شكلها كده هتبقى حفيدتك .. مش عارفة ليه ليال مصممة إنها بنت مش ولد .
أجابها بتعقل :
- اللى يجيبه ربنا كويس يا بنتى .. المهم تمام الخلقة و الصحة .. ربنا يقومها بالسلامة .
- آميين .
تطلع ناحية السيارة التى أتت به و ضجر ركابها و قال لها مودعا :
- خلى بالك من نفسك و منهم و أنا هبقى أتصل بيكى كل يوم .. تمام .
أومأت برأسها بإنصياع و قالت بنبرة هادئة :
- تمام .. توصل بالسلامة و بوسلى مهاب أرجوك .
أجابها و هو يسير ناحية السيارة :
- الله يسلمك يا بنتى .. يوصل .

لوحت له و سارت حتى منزلها و هى شاردة .. باتت على خطوة واحدة من تحقيق حلمها .. و لكن حلمها الأكبر يبقى منتظرا على أرفف أولوياتها ...
لطالما حلمت بمنزل هادئ و زوج مثالى و أطفال رائعين ... و ما إعتقدته حقيقة أضحى كابوسا مؤلما .. و رغم ذلك قلبها يهفو عليه و يتمنى وصاله بأقرب وقت ....
لأول مرة تسأل نفسها .. هل لو عادت الآن سيستقبلها بحب ؟!!
أم سيعاقبها من جديد و يأسرها بقصره .. الآسر الوحيد الذى تمنته هو أن يأسرها بصدره للأبد .. موطنها الدافئ ...
لم تنم جيدا لأيام و أيام و هى تتمنى أن تشعر بضمته القوية و تتنعم برائحته الرجولية .. و أنفاسه الساخنة تداعبها و آخر شئ تسمعه صوت دقات قلبه ....
إبتسمت عيناها بخفوت و هى تتذكر مواقفهما سويا و ذلك القدر الغريب الذى جمعهما .. و تلك الصدف المتوالية التى جعلتها تتمسك به و هى التى كانت تكره صنفه بأكمله ...
أكثر موقف يحضرها الآن يوم إعترف لها بحبه و خرجا سويا للتسوق .. يومها قابلا أصدقائه و خصوصا بنتهما غزل و التى سماها هو تيمنا بصغيرته غزل التى تطالع خاتم زواجهما الآن بشوق ...
رفعته ناحية فمها و مررت شفتيها عليه قبل أن تطبع قبلة طويلة عليه .. متذكرة يوم ألبسها إياه و قبله .. فمازالت موقع شفتيه القوية عليه كما مازالت عليها .. تشعر بها على جسدها الذى تنعم به لليلة واحدة ....
جنونها يدفعها لمهاتفته و إستماع صوته مهما كلفها الأمر فذلك الشعور المهلك من الشوق يغزو كيانها بأكمله و يمزقها بحدة و هى تراه أمامها يبتسم و يلتهمها بعينيه الساحرة ...
أخرجها من حالة الضعف تلك صوت أم أشرف و هى تصيح بها بصوت عالى :
- هاه أقول مبروك يا بنتى .
إلتفتت إليها غزل بذعر و إحتضنتها و قالت بفرحة :
- أيوة .. أنا مش مصدقة بعت الشقة و المحل بمبلغ خيالى أنا مبسوطة قوى .
ربتت أم أشرف على ظهرها و قالت بحنو :
- ألف مبروك .. ربنا يباركلك فيهم .
إبتعدت غزل عنها و قالت بإبتسامة ماكرة :
- تعرفى إنه إنتى أول واحدة هتستفيد من الفلوس دى .
إحتدت نظرات أم أشرف ناحيتها و قالت بصرامة :
- لا يا بنتى فلوسك ليكى ده حتى الدكتور أحمد منبه عليا آخد مليم منك .. كفاية إنك فكرانى .
إتسعت إبتسامة غزل الساحرة و قالت و هى تتصنع التفكير بخبث :
- طب و لو قولتلك إنى هطلعك عمرة و هتزورى بيت ربنا و قبر النبى .
تجمدت ملامح أم أشرف إلا من غمامة شفافة ملأت عيناها و فاضت على وجهها و هى ترمش بعيناها بهيستيرية و خرج صوتها مخنوقا و هى تسألها بقلق :
- إنتى قولتى إيه ؟!!
كففت غزل دموعها و قالت بعتاب رقيق :
- ليه الدموع دى .. أنا قولت إنك هتفرحى .. و يالا جهزى نفسك و حضرى الباسبور و الشنطة و الباقى عليا .
إحتضنتها أم أشرف بقوة حتى أنها تأوهت من عظامها التى تكسرت إثر ضمتها العنيفة و قالت بتحذير :
- أنا كده هتخنق .. بالراحة شوية .
إبتعدت عنها و قالت من بين دموعها :
- يعنى أنا .. هروح أزور قبر النبى و أملس على بيت ربنا بإديا .
أومأت غزل برأسها و قالت بهدوء :
- أيوة يا حبيبتى .. إنتى ساعدتينى كتير و دى حاجة بسيطة أقولك بيها شكرا .
لم تعطها غزل فرصة لتكملة حديثها المصدوم و قالت مسرعة لتغيير دفة حوارهما الذى سيجعلها تبكى دون توقف :
- جهزى الغدا يا طنط أصل أحمد هاييجى يتغدى معانا النهاردة .
إبتعدت عنها أم أشرف و قالت بمكر :
- قولتيلى .. عرفت دلوقتى ليه دنيا هانم واقفة فى المطبخ من ساعة ما رجعت من شغلها .. و عمالة ترازى فيا .
رفعت غزل حاجبها وقالت بجدية مازحة :
- عيبك إنك ذكية يا طنط .
ضحكت أم أشرف و أشاحت بيديها بالهواء و تركتها و عادت لعملها .. دلفت للداخل .. فلاحظت غزل إنهماك ليال أمام الحاسوب فسألتها ببديهية و هى تضع حقيبتها على الطاولة :
- لسه مش لاقية سنتر قريب يا ليال .
زفرت ليال بضيق و رفعت عيناها ناحيتها و قالت بيأس :
- ﻷ .. بس فى مكان بعيد عن هنا نص ساعة بالعربية .
إبتسمت غزل براحة و هى تطالع ليال الجديدة المتحمسة و التى أصبحت لا يقمعها شئ و لا تهاب آخر .. و قد إختفت جروح وجهها و قلبها .. فجلست بجوارها ثم قالت بهدوء قاسى :
- تمام .. عموما أنا بكرة هنزل أشترى عربية جديدة علشانا و هعلمك السواقة و إبقى إعتمدى على نفسك يا هانم .
إتسعت عينى ليال و زاد لمعان شهدهما و وقفت بإنتصاب و قالت بفرحة :
- بجد هتعلمينى السواقة يا زولا .
خلعت غزل حجابها و قالت بنبرة مرهقة :
- أيون .. و ممكن أشتريلك عربية خاصة بيكى كمان .
عدلت ليال من ياقة قميصها و قالت بثقة :
- لا طبعا عربيتى هجيبها بفلوسى لما أشتغل .
صفقت غزل بكفيها و قالت بمزاح مختلط بإبتسامتها المرحة :
- إدى يا جامد .. الله عليكى يا لولو .
أكملت ليال حديثها و قالت بقوة :
- طبعا .. كلها كام يوم و النتيجة تبان .. و أتخرج و أشتغل بشهادتى .
غمزت لها غزل بعينها و قالت مازحة :
- يا عم الواثق .. ربنا ينجحك و يوفقك فى حياتك يا عمرى .
وقفت و مسدت بطنها بحنو و سألتها بإبتسامة صافية :
- حبيبة خالتو عاملة إيه .
إبتسمت ليال و ملست على كف غزل التى مازالت تمسد بطنها و قالت بمداعبة :
- كويسة الحمد لله .. هى مؤدبة و مش بتتعب مامتها .
ضحكت غزل و قالت بتعجب مازح :
- هموت و أعرف إيه اللى خلاكى متأكدة إنها بنت .
تنهدت ليال مطولا و قالت بشجن :
- قلبى اللى قالى .. هى بنت و هتبقى شبه رامى بس هتاخد عنيا .
ربتت غزل على ذراعها و قالت بتمنى رقيق :
- إن شاء الله هتبقى أحلى بنوتة فى الدنيا .. قومى جهزى نفسك أحمد هيتغدى معانا النهاردة .
إبتسمت ليال بسخرية و قالت بمكر :
- أيوة كده .. عرفت أنا دنيا هارية نفسها من ساعة ماجت ليه .. حبيب القلب جاى .
هزت غزل رأسها بيأس و قالت بمزاح :
- البت دى بقت مفضوحة قوى .
ثم عقدت ذراعها أمام صدرها و قالت بتحفز :
- ده أنا ناويالها على نية لون شعرها .
عقدت ليال حاجبيها و قالت بتعجب و هى تطالع ملامح غزل بقلق :
- هى عملت إيه .. حول وشك كده .
إلتفتت غزل ناحيتها و قالت بغضب :
- الأستاذة أحمد وصلها للبيت النهاردة .
عضت ليال شفتها و قالت بضيق :
- لأ عيب .. بس إوعى تزعليها يا غزل علشان خاطرى .
مررت غزل أناملها بشعراتها و قالت بترفق :
- خايفة عليها يا ليال .. أحمد مشاعره متلخبطة و خايفة يفتكرها سهلة و بعد كده يسيبها و تتوجع زينا .
و كأنها ضغطت على الجرح بكل قوتها .. فتهدلت ملامح ليال بحزن و هى توارى ألمها و تصنعت الإبتسام و قالت بثقة :
- بس أنا حساه معجب بيها بجد .. يمكن حظها يكون غيرنا .
إبتسمت غزل بخفوت و قالت بهدوء :
- ممكن .. بس اللى هيخلينى أسامحها المرة دى .. إنه أحمد قالى إنه بقاله إسبوع بيتحايل عليها علشان توافق تركب معاه و فى الآخر وافقت لأنه كان جاى مشوار قريب من هنا .. بس مرة تانية و هقرص لها ودانها .
ضحكت ليال ضحكة خافتة و هى تهز رأسها بيأس سيظل الحبيب أحمقا و سيظل المحبوب مسيطرا مهما تعددت القصص و الروايات .....

نعم سيظل أحمقا ...
ألم يتخيل و لو لثانية أنه سينعم بذلك الدفء .. و نعومة غريبة تخللت خلايا جلده فسرت على آثرها رجفة غريبة عليه مملوءة من روح الندى ...
لمسة صغيرة جعلته يجفل و بقوة متمعنا فى تلك النظرة البيضاء .. و تلك البسمة الوضائة .. و تلك اللمسة و آه منها ..
كان بإنتظار هدية ثمينة كتلك ..
و لكنه لم يقدرها و لم يهتم .. بل عاملها على إنها خيط جديد يربطه بعالمه .. عالمه الخاص به و فقط ...
أى متملك حقير هو .. ليضيع بيده أحلاما وردية كتلك التى يراها بتلك النظرة البيضاء ...
لم يرى بريقا كهذا البريق من قبل .. بريق بتلك الصورة البديعة و إشراق مماثل لإشراقها ...
ربما مفهوم السحر عنده قد تغير .. فذاك السحر المنبعث من تلك اللمسة له معانى خاصة كمعان نسمات الصبح النقية و العليلة من شدة سحرها ...
و كأنه فى تجسيدها .. تأله .. الحب ...
لو وصف له هذا الشعور من قبل لن يكون ببلاغة شعوره هو ... و وصفه هو ..
جالسا أمام النيل على مقعد عام ليتفاجأ بصغيرة تسير بترنح خطواتها الأولى .. و كانت على وشك السقوط لولا أنها تمسكت بكفه الموضوعة بجواره على المقعد ..
فقط لمسة جعلته يشعر بقيمة ما فقده .. نظرتها البريئة كجرو صغير يستميلك بنظرته .. و إبتسامتها الناعمة زلزلت العالم من حوله ..
هل هذه السعادة كانت بين يديه و هو قتلها بكل وحشية .. و أنانية سافرة ..
شهورا بسيطة كانت تفصله عن ذاك الشعور المهيب .. و هو أضاعها بيده ..
خرج عن شروده و شخصا ما يحمل تلك الصغيرة ليحرمه من لذة لحظة جذبته لعالم السحر ...
إبتسم له ذلك الشخص و قال ببساطة قاتلة :
- معلش يا فندم أصلها لسه بتتعلم المشى .. حضرتك أكيد مجرب شقاوتهم .
طالعه رامى بنظرات مجمدة و محطمة .. فرفع الرجل كف الصغيرة التى تركت بصمة بقلبه لا على يده و لوح له قائلا :
- قولى لعمو باى يا جودى .
إتسعت إبتسامة الصغيرة و هى تحرك أناملها لرامى بمداعبة .. جعلت أمعائه تنقبض بقوة و صدره ينقبض مانعا عنه التنفس ..
فوقف مسرعا و سار مسرعا ناحية سيارته هاربا من ذلك الألم الموجع و الذى ينهشه دون رحمة ...
إستقل سيارته و لأول مرة منذ وفاة والده تسقط دمعة من عينه .. فما خسره إكتشف .. أنه الأغلى على الإطلاق ...
أدلر سيارته و إنطلق بها مسرعا و مسرعا و لأول مرة أيضا يتمنى اللحاق بأحدهم .. متمنيا اللحاق بصغيرته ....


يتبع


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 01:06 AM   #388

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

آسفة على التأخير تانى ...
ثوانى و هنزل البارت التانى .. سامحونى أرجوكم


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 01:19 AM   #389

lktity

? العضوٌ??? » 216401
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 227
?  نُقآطِيْ » lktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond reputelktity has a reputation beyond repute
افتراضي

تحفة عن جد بيجنن اكثر حاجة عجباني مفاجأة ام اشرف

lktity غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 01:25 AM   #390

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع و العشرون ... الجزء الثانى :
*******************************************

وصل فارس لمنزله و هو فى قمة سعادته التى إفتقدها منذ تحررت منه أسيرته .. صعد الدرج راكضا و عينيه تتراقص بفرحة عارمة ..
فصغيره الأول رغم غضبه و حنقه منه إلا إنه سيظل صغيره .. لأنه الوحيد الذى عوض غياب غزل .. و ها هو قد وجد حلا و علاجا لمشكلته ...
دلف للشقة بحماس و صاح بالجميع قائلا :
- يا حمزة .. يا أما .. يا حاج .. إنتوا فين .
خرجت والدته من غرفتها تبعها حمزة الذى دفع كرسيه نحوه و قال بقلق :
- فى إيه يا فارس مالك ؟!
دلف صبرى لشقته و تابعهم بعينيه و أغلق ورائه الباب و قال بتعجب :
- فى إيه مالكم .
تطلعت نحوه زينب و سارت بإتجاهه و قالت بشك :
- كنت فين يا حاج من الصبح .. حتى الوكالة ما روحتهاش .
أجابها و هو يخلع مأزره قائلا بهدوء :
- كنت فى مشوار مهم .. مالكم فى إيه ؟!
أجابته ببساطتها المعهودة :
- أنا عارفة .. إسأل إبنك جاى من برة عمال ينده و يزعق .
إلتفتوا جميعا خلفهم على صوت رامى الذى دلف للتو للشقة و وقف أمام فارس و قال بلهفة :
- عرفت البنات فين يا عوو .
حك فارس مؤخرة رأسه بضيق و قال نافيا :
- ﻷ .. بس جايب لحمزة أخبار بمليون جنيه .
فسأله حمزة بفضول :
- أخبار إيه .
أجابه فارس و هو يطالع الفضول فى عيون الجميع و إبتسم بخفوت و هو يقول بسعادة ظهرت بصوته :
- النهاردة جانى إتصال من دكتور بأمريكا كانت غزل كلمته علشان حالتك .. و بعتتله الأشعة و التقارير بتاعتك .. و النهاردة كلمونى .
إبتلعت زينب ريقها بتوتر و تمسكت بذراعى فارس و سألته بقوة لتتأكد :
- كلموك ليه .. هاه ليه .. هو خير إن شاء الله مش كده .
أومأ برأسه و إحتضن وجهها بين كفيه و قال بثبات :
- أيوة يا ست الكل خير .
فصرخ به صبرى بعدما فقد صبره و قال بغضب :
- ما تخلص يا عوو .. إنت هتنقطنا بالكلام يا إبنى .
رفع ذراعيه و قال بإبتسامة متسعة :
- خلاص هقولكم .. هما عاوزينا نسافر لهم فى أقرب وقت علشان العملية بتاعتك .. تصور نسبة نجاحها سبعين فى المية .. هتمشى تانى يا حمزة .
إرتجفت كفى حمزة و هو يستمع إليه بفرحة .. و قد زاغت أبصاره بشرود و هو يتسائل بصدمة .. هل من الممكن أن يعود كما كان سابقا .. و ميناس .. هل ستصبح زوجته فعليا ..
لم يشعر بدموعه المنهمرة بغزاره على وجهه .. و لكنه إرتمى بجسده على الأرض وخر ساجدا يحمد ربه على هذه المفاجأة الغير متوقعة ..
إمتلأت العيون حوله بالدموع .. و رفعت زينب ذراعيها للأعلى و حمدت ربها قائلة بإمتنان لفضله و كرمه :
- ألف حمد و شكر ليك يا رب .
جلس صبرى على مقعد بجواره و هو يشكر ربه فى نفسه ثم قال موجها حديثه لرامى المصعوق بفرحة :
- رامى .. عاوز بكرة إن شاء الله ندبح تلت عجول لله مفهوم .
أجابه رامى و هو ينحنى ليساعد حمزة على الجلوس بكرسيه :
- حاضر يا حاج .. دى الفرحة الكبيرة .. مبروك يا حمزة .
و ساعده فارس و هو يحمله معه و أجلساه على كرسيه و هو يكفف دموعه المنهمرة بقوة و أجابه قائلا بنبرة مرتجفة :
- الله يبارك فيك .
إلتفت فارس حوله و قال بتعجب و فضول :
- هو الواد مهاب فين .. بقالى يومين مش شايفه .
ردت زينب من بين دموعها :
- فى أوضته بيلعب .. من يوم البنات ما مشيوا و هو قاعد لوحده .
توجه فارس لغرفته وفتح باب غرفته فجأة و قال بتعجب :
- واد يا مهاب إنت قاعد لوحدك ليه .
وضع مهاب الهاتف من يده مذعورا على مكتبه و قال بتلعثم :
- ما .. ما فيش يا بابا .
قطب فارس جبينه و سأله بقلق و هو يطالع هاتفه المقلوب بتوجس :
- كنت بتكلم مين ياض .
فكر مهاب قليلا و قال بعدها بتوتر :
- كنت .. كنت بكلم أنس صاحبى .. محتاج حاجة منى .
كانت غزل ما زالت على الهاتف إرتجفت يدها و هى تستمع لصوته .. و نهج صدرها و تسارعت أنفاسها و قد غلبها شوقها إليه .. فظلت على الهاتف تستمع لحوارهما ..
جلس فارس بجواره و تسائل بفضول و هو مازال يطالع هاتفه :
- ليه بقالك فترة مش بتخرج من أوضتك .
أرجع مهاب شعراته الناعمة للخلف و دارى عينيه عنه و هو يطالع أى شئ دونه و قال متصنعا الهدوء :
- مافيش يا عوو بس بحب أبقى لوحدى .
بعثر فارس شعراته و قال مازحا :
- ليه يا أخويا بتحب و أنا مش عارف .
ضحك مهاب ضحكة عالية و قال بأسى :
- عندك حق .. بحب أربعة و وحشونى قوى .
تنهد فارس مطولا و قال بضيق و هو يقبض كفيه ببعضهما :
- وحشونى أنا كمان .. ماما غزل وحشتك يا مهاب .
إبتلع مهاب ريقه و هو يخفى توتره .. خشية أن يكون كشفه و قال ببديهية و تلقائية طفولية :
- أكيد وحشتنى .. تعرف من آخر مرة شوفتها و أنا نفسى أشوفها تانى قوى .
طأطأ فارس رأسه .. و قال بشوق :
- و أنا كمان وحشتنى قوى .. و هتجنن و أشوفها .
حملت غزل صورتهما سويا و هى تتأمله بشوق و مررت أنامله على وجهه و قالت بهمس خافت :
- و إنت كمان وحشتنى قوى .
ضحك مهاب ضحكة عالية و قال ببساطة دون وعى منه :
- كل ما أفتكر آخر مرة و هى لابسة على وشها البتاع الإسود ده .. تعرف أنا عرفتها أول ما حضنتنى .
إتسعت عينى غزل من صدمتها و قالت بذعر :
- هتكشفنا يا مجنون .
رفع فارس حاجبه بتعجب و قال مستفهما :
- ﻷ ذكى .. و البتاع الإسود ده اللى هو إيه يا شبح .
إعتدل مهاب فى جلسته و شرح له بذراعيه قائلا بتلقائية :
- عارف إنت البتاع ده اللى مامت أنس بتلبسه علشان محدش يشوف وشها.
أومأ فارس برأسه و قال بتنفهم :
- قصدك النقاب .. طب و إمتى كانت آخر مرة دى .
تابع مهاب تصريحاته البريئة قائلا بإسترسال :
- يوم ما إنت ضربت رامى .. لما ميناس مشيت .
ضربت غزل جبهتها و قالت بخوف :
- .. oh my godيا رب ما تقول أكتر من كده يا مهاب .
فكر فارس قليلا حتى قفزت لذاكرته ميناس و دنيا و تلك المنتقبة التى رآها بالقصر .. و التى قالت عنها ميناس أنها صديقة ليال .. صفع جبهته بقوة و قال بنبرة غاضبة :
- يا بنت اللذين .. و أنا إزاى صدقت إنها صاحبة ليال .. من إمتى كان لليال أصحاب .
وقف بحدة و هو يعتصر شعراته بين أنامله بقوة .. و ضرب خزانة مهاب بيده و مهاب يطالعه بتعجب ..
و غزل تملكها الخوف .. قطعت غرفتها ذهابا و غيابا ... بينما رفع فارس رأسه و قال بضيق :
- أنا غبى .. كانت فى إيديا و أنا سبتها تروح منى تانى .. بس أنا حسيت بحاجة غريبة يومها .. قلبى حس بيها و الله .
ثم تطلع ناحية مهاب بنظرات نارية ثاقبة و قال بغضب :
- و إنت إزاى ما تقوليش على حاجة زى دى .
تصنع مهاب الدهشة بعدما شعر بخطأه و إبتلع ريقه بتوتر و قال ببراءة :
- هو أنا ما قولتلكش قبل كده .
أجابه فارس مقلدا نبرة صوته المتعجبة البريئة و قال بسخرية :
- ﻷ يا أخويا ما قولتليش .. إنت هتستعبط ياض .. إنت تعرف مكانها و لا بتكلمك .
هز رأسه مسرعا بالنفى و قال بتلعثم :
- هاه .. لأ مش عارف عنها أى حاجة خالص .
غمز له فارس بعينيه و قال بشراسة :
- عليا يا أصفر .. ده إنت طلعت سوسة .
إنكمش مهاب فى نفسه بينما حمله فارس من ياقة منامته و تطلع داخل عينيه بقوة و هو يسأله بنبرة مهددة :
- تعرف لو إكتشفت إنك مخبى عليا حاجة هعلقك من شعرك اللى إنت فرحان بيه ده .. لأ هاخدك للحلاق و هقصه زيرو .
أصدر مهاب شهقة طويلة و هو يتمسك بشعراته بذعر .. و قال برجاء :
- شعرى لأ .. أنا مش خببت عليك حاجة .
أنزله فارس على قدميه و إنحنى نحوه و هو يحذره رافعا سبابته بوجهه :
- خليك فاكر إنى حذرتك يا أصفر .
زم مهاب شفتيه و تصنع البكاء و قال بتشنج :
- بتشتمنى يا بابا .. طب أنا عملت إيه .
شعر فارس بخطأه و تسرعه فعدل من ملابسه و قال له آسفا بنبرة متريثة :
- خلاص ما تزعلش منى .. بس غزل وحشانى علشان كده متنرفز .. لو عرفت عنها حاجة تانى عرفنى علشان أقابلها و أعتذر لها و أرجعها معانا تانى .. تمام .
إبتسم مهاب بهدوء و قال بأدب شديد :
- done .
تركه فارس و خرج .. فزفر مهاب براحة و حمل هاتفه و قال بخوف :
- كنا هنتكشف يا ماما .
ردت غزل و هى تتنفس بصعوبة :
- ربنا ستر .. خلى بالك بعد كده للعوو شك فيك .
همس بالهاتف و هو يحاوطه بكفه :
- مش هكلمك تانى غير لما أتأكد إنه مش موجود .
فقالت له غزل بإبتسامة هادئة :
- okخلى بالك من نفسك يا عمرى .
إبتسمت شفتيه و هو يقول :
- حاضر .. سلميلى على البنات .
- الله يسلمك يا حبيبى مع السلامة .
وضعت غزل هاتفها بجوارها و هى تشعر براحة غريبة بعدما إستمعت لصوته .. و صدقا فلسماعها صوت فارس الآثر الأكبر .. تمنتها و نالتها ...
تنهدت مطولا بشوق مهلك حتى طرقت ميناس باب غرفتها و قالت بصوت عالى :
- أحمد تحت يا غزل يالا جعانين .
ردت عليها غزل و هى مازالت تحتفظ بإبتسامتها المشرقة :
- حاضر هلبس و هنزل .
جلس أحمد على رأس الطاولة و قال بفرحة :
- إيه كل ده .. شكرا يا دودو تسلم إيدك .
تنهدت دنيامطولا و هى تتأمل وسامته الزائدة اليوم و قالت بهيام :
- بالهنا و الشفا .. كل الأكل ده علشانك .
طالعها أحمد مطولا و قال بمداعبة :
- شكرا .. بس إيه القمطة اللى على دماغك دى مصدعة و لا إيه .
إتسعت عينى دنيا و هى تلامس رأسها و حجابها المربوط بتلقائية .. ثم طالعته بنبرة محتدة و قالت بضيق :
- تصدق بالله .. إنت أمين مخازن الغتاتة و البواخة .
إنفجر الجميع ضاحكا فقالت ميناس من بين ضحكاتها :
- إلبس يا معلم .
وقف أحمد مسرعا و قال معتذرا بهمس مثير :
- آسف يا دودو .. إوعى تزعلى منى .
فضربته دنيا على صدره بقوة و هى تطالع بلوم .. فرفع كفه مكان ضربتها و قال مدعى الألم بنعومة :
- آه يا قلبى .
ضحكت دنيا و قالت برقة :
- سلامة قلبك .
تطلع إليها أحمد هائما بعينيها و صوتها و كأنه نسى العالم من حوله .. تطلعت إليهما ليال و ميناس بإبتسامة ساخرة .. بينما إقتربت منهم غزل و قالت بصوت عالى :
- أنا جيت .
فزعت دنيا من صوتها العالى و قالت بضيق :
- نعمل إيه يعنى .. طب سمعنى أحلى سلام علشان غزل إجت .
قطبت غزل حاجبيها و قالت لدنيا بغضب :
- حسابك عسير معايا .
رد أحمد مسرعا :
- عسير قصب .
زم الجميع شفاههم بإذدراء .. فقالت له ليال بوجه ممتعض :
- بايخة آخر حاجة يا أحمد .
أكدت غزل كلامها و قالت و هى تسحب مقعدها :
- يع بجد .. بس كابسة يا معلم .
رد قائلا بسخرية :
- كابسة باللحمة و لا بالفراخ .
إمتعض وجه دنيا و قالت بضيق :
- لأ بالظرافة يا خفيف .
و تركتهم و صعدت لغرفتها لتبديل ملابسها .. طالعها حتى إختفت من أمام عينيه و جلس مكانه .. فمالت غزل ناحيته و قالت بتحذير شرس :
- سيب دنيا فى حالها يا أحمد .. دى أمانة فى رقبتى و مش هسمح لحاجة تضايقها .
إبتسمت شفتيه و عقد ذراعيه أمام صدره و قال بثبات :
- ما تقلقيش منى يا غزل .. و قريب جدا هعرفك إنى آخر واحد تخافى عليها منى .
عادت غزل لجلستها مجددا و هى تطالع ليال التى غمزت لها بعينها تأكيدا على وجهة نظرها .


بعد قليل عادت دنيا و قد تأنقت .. ما أن رآها أحمد حتى وقف مسرعا و قال بإعجاب و عينيه تحاصرها بتملك :
- و النبى قمر .
جذبته غزل من ذراعه بالقوة و أجلسته قائلة بتحذير نارى :
- لم نفسك لهلمك .. إيه ما فيش كبير للقاعدة دى هتعاكسها قدامى .
فقال و هو ما زال يتطلع لدنيا بإعجاب :
- خلاص يا دكتور .. إحنا آسفين .. مش هناكل و لا إيه .
ردت ميناس بمزاح و هى تطالعه بتعجب :
- اللى يشوف عصعصتك دى ما يشوفش كمية الأكل اللى بتاكلها .
رفع أحمد كفه بوجه ميناس و قال بقوة :
- الله أكبر فى عنيكى اللى لسه ما إستوتش دى .
إبتسمت ميناس إبتسامة مصطنعه و قالت بسخرية :
- حبوب قوى .
تطلع إليهم أحمد و قال بإبتسامة مشرقة :
- أنا ماليش إخوات بنات و ربنا عوضنى بأربعة بنات كل واحدة فيهم فيلم لوحدها .
زمت دنيا شفتيها بغضب و قالت بنبرة محتدة ساخرة :
- لا و الله .. إخواتك مش كده .. طب كل يا أبيه .
غمز لها بعينه و قال مداعبا :
- إنت حاجة تانية يا قمر .. ده إنت اللى فى القلب و الله .
إبتسمت بخجل فوقف أحمد مسرعا و قال بتوجس :
- بقولكم إيه .. أجازتى بكرة ما تيجوا نطلع شرم صد رد كده .
فكروا جميعا و وافقوا .. و قرروا الذهاب .. تابعوا جلستهم بين مزاح و مشاجرات و غزل تتابعهم براحة ...
متمنية من قلبها أن تكتمل أمانتها و أن تقابل جدتها و هى راضية عنها ....



فى الصباح إستعدت الفتيات مبكرا و إنتظرهم أحمد بسيارته أمام المنزل .. صعدوا معه السيارة و جلست ليال بجواره .. و توجه بهم لشرم الشيخ الساحرة ....
لم يهدأوا ثانية واحدة طوال الطريق .. فطلبت دنيا من أحمد أن يدير أغنية راغب علامة نسينى الدنيا و أدارها إليها و هو يغنى معها و يطالعها بهيام :
- لو أقولك إنى بحبك الحب شوية عليك .. لو ثانية أنا ببعد عنك برجع مشتاق لعنيك ضمنى خليك ويايا دوبنى و دوب فى هوايا تعالى نعيش أجمل إحساس .
تنهدت ليال بضيق و هى تتذكر حبيبها فأغلقت الأغنية .. إلتفت إليها أحمد و قال بضيق :
- ليه العكننة دى بس .
فقالت له غزل بعد تفكير :
- شغلنا اللى باعنا خسر دلعنا يا أحمد علشان بتقلب المواجع .
إبتسمت ميناس وقالت برجاء :
- ﻷ يا أحمد شغلنا يا ملطشة القلوب يا جلاب المصايب .
رفع حاجبيه و سألها بتعجب :
- ودى أغنية و لا وصلة ردح و شتيمة .
قبضت ميناس كفيها و قالت برجاء متذلل :
- علشان خاطرى .. علشان خاطرى .
رفع يده و قال بحزم :
- حاضر خلاص .. هدور عليها .. و الله خايف أكتب كده على الجوجل يشتمنى .
ساد الضحك الأجواء و أدار لميناس الأغنية التى طلبتها و تفاجأ أن البنات أجمعين يرددوها مع المطرب :
- لسالك عين تدوب .. ما إنتاش عايز تتوب .. ده البر ماهوش آمان .. و العشق مالوش ضمان .. ده رهان على حدف طوب .. و نشانك سهمه خايب .. يا ملطشة القلوب يا جلاب المصايب .. هتقولى إيه هس يجيك أوا .. دخلك منين سرسوب الهوا ... هتروح يومين و تجينى جريح .. تقولى دبر حق الدوا .. دواك فضى الجيوب و خلى الناس تعايب .. يا ملطشة القلوب يا جلاب المصايب .

مسكت ليال بطنها و قالت بضحك :
- إخرسوا بقا هتولدونى .
إقتربت ميناس من أذن أحمد و طلبت منه أغنية أخرى .. فإبتسم بمكر و بحث عنها و أدارهاو عاد بعينيه للطريق .. همست ميناس لغزل و دنيا و غنوا سويا وضحكهم وصل لحد الدموع :
- الواد قلبه بيوجعه و عاوز رامى يدلعه .. الواد بيقول الآه آه آه .. و مش لاقى رامى معاه آه آه .
إلتفتت إليهم ليال و ضربتهم بضيق و هى تقول بحدة :
- أنا مناخيرى من الأول شامة فى كلامكم ريحة مش كويسة يا جزم .
ضحكت غزل و قالت و هى تحمى نفسها من ضربات ليال المتوالية :
- طب حطى قطرة علشان تعرفى تشمى كويس .
صف أحمد السيارة بجانب الطريق و قال من بين ضحكاته :
- عليا النعمة إنتم مجانين رسمى .. و إنتى يا ليال هانم إنتى ناسية إنك حامل .
إعتدلت ليال بجلستها و عقدت ذراعيها و قالت بتذمر :
- ما هما اللى نكشونى و لا إنت مش هتتشطر إلا عليا .
رد عليها قائلا بهدوء :
- خلاص ما تزعليش .. ممكن تسكتوا بقا لغاية ما نوصل .. و لا هعاقبكم و هرجع .
ردوا جميعا :
- ﻷ خلاص .

وصلوا لمنتجع سياحى صاحبه مريض لدى أحمد .. ترجلوا من السيارة و هم يتطلعون حولهم بإعجاب من جمال الطبيعة حولهم .. دلفوا لمطعم فاخر جدا لتناول وجبة الإفطار .. فوقفت غزل و قالت بجدية :
- لقد إتخذت قرار يجب أن تعينونى عليه .
ضحكوا جميعا عليها .. فأردفت قائلة بجدية :
- بصوا بقا .. أنا قررت أفتح عيادة خاصة بيا .. هتكون مركز كبير و هعمل فيه عملياتى و مش كده و بس أى دكتور تانى يحب يعمل عملياته عندنا ما فيش مانع .. و بعد كده حابة أفتح مركز للعلاج الطبيعى .. و محتاجة مساعدتكم كلكم .
طالعت نظرات البلاهة بعيونهم بينما رفع أحمد نظارته الشمسية و قال بعملية :
- بس ده هيتكلف مبلغ كبير جدا .
فقالت غزل مؤكدة كلامه :
- عندك حق .. و أنا معايا مبلغ كبير و أقدر أفتح المركز و أنا مرتاحة جدا.
إبتسم أحمد بفخر و قال بتعقل :
- برافو عليكى .. و أنا معاكى إيدى بإيدك .
تنهدت ليال بأسى و تسائلت بإهتمام :
- و أنا ممكن أساعدك بإيه يا غزل .
ردت غزل موضحة :
- أنا و أحمد هنبقى مشغولين بالكشوفات و العمليات .. إنتى بقا هتبقى مديرة الحسابات فى المركز .
إتسعت عينى ليال و قالت بخوف :
- ﻷ طبعا مش هقدر .. مديرة مرة واحدة إنتى إتجننتى يا غزل .
أجابتها غزل بثقة :
- لأ ما إتجننتش .. إنتى دراستك هتخليكى تفهمى بسرعة الإدارة و أنا واثقة فيكى جدا .. و بنتك هتبقى فخورة بيكى كمان .
إبتلعت ليال ريقها و قالت بتردد :
- بس .... .
قاطعتها غزل و قالت بقوة :
- مافيش بس دلوقتى دور ميناس هانم .
إبتسمت ميناس بهدوء و قالت بترقب :
- و أنا بقى دورى إيه .
ردت غزل موضحة :
- بصى يا ستى أكيد هتبقى بتدرسى بس برضه هتشتغلى و تصرفى على نفسك .. و إنتى هتساعدى ليال فى الإدارة لغاية ما تتخرجى .
وضعت دنيا يدها على خدها و قالت بضيق :
- و أنا بقى اللى وقعت من قعر القفة .
ضحك الجميع عليها .. ليقول لها أحمد مداعبا :
- طب قوليلى أى قفة دى اللى بتوقع قمرات كده .. و النبى عسل .
وخزته ليال بذراعه و قالت بتحذير :
- إحترم نفسك يا دكتور .. و لا مش هتشتغل معانا .
زفرت غزل بملل و ردت قائلة بحزم :
- حضرتك يا أستاذة دنيا هتبقى السكرتيرة الخاصة بيا أنا و أحمد .
فقال لهم أحمد مسرعا و مؤكدا :
- أيوة سكرتيرتى فى المركز و ست بيت فى بيتى يا هانم .
تجمدت أعينها عليه بغرابة شديدة .. فتابع موضحا بهدوء :
- بصراحة بقا العزومة دى سببها إنى عاوز أخطبك يا دنيا .. صحيح بقالنا فترة بسيطة نعرف بعض بس أنا مش هستنى لما تضيعى منى و هنعرف بعض أكتر بس و إنتى بتاعتى .
إنتابهم جميعا شعور بالفرحة .. بينما تجمدت دنيا من فرحتها .. فسألها أحمد بقلق :
- تتجوزينى يا دودو .


إنتظرونى فى الفصل الخامس و العشرون ....


قراءة ممتعة ...


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.