آخر 10 مشاركات
خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          خادمة بثوب زوجة- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *كاملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          أريدُ أنْ أكون *مميزة* و *مكتملة* (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          لازلت سراباً (25) -ج1س أنثى صنعها الهوى!- للمبدعة: Just Faith *مميزة*رابط خفيف (الكاتـب : Andalus - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-19, 02:37 AM   #461

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mnonamnmon مشاهدة المشاركة
شكل الرواية الجديدة نار يا حبيبي نار ربنا يوفئك يا ياسمينا واهدي علينا شوية تمرد جايبة اخرنا كدا كتير
لا ده اللى جاى بلاوى زرقا و شخصيات كل واحدة فيهم رواية لوحدها ...
و قضايا مهمة جدا كتير ...
و خلاص جه وقت الرجالة يبقوا ضحايا و البنات يبقوا مفتريين ....
هستنى تتابعينى يا أحلى أخت فى الدنيا .. سلميلى و يسلم ذوقك يا قلبى ... 💖💖💖💖💖💖💖💖


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-19, 11:38 PM   #462

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

مساء الانوار تسجييييل حضور 🌹🌹🌹🌹

taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 12:21 AM   #463

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

مساء الفل يا قمامير ....
دقايق صغيرة و هنزل بالبارت الأول ...

إستعدوا ...


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 12:27 AM   #464

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس والعشرون .. الجزء الأول :
************************************

نفث دخان سيجارته بقوة و كأنه ينفث معه نيران صدره المقتدة .. ها هى بجواره و يفصله عنها حائط واحد تكاد عيناه تخترقه للوصول إليها .. بينما هو واقف هنا راضخا لأوامر عقله الذى يحثه على التريث و معاقبتها على ما مر به من أيام إحترق بها شوقا عليها كتلك السيجارة القابعة بين أنامله ...
و شعوره المرضى بأنه سيخسرها مجددا يزداد و يزداد .. أغمض عينيه و سحب نفسا طويلا عله يهدأ تلك الحرب الضروس القابعة بداخله و تناقض رهيب يرهقه ..
قلبه يجذبه جذب للذهاب إليها و رؤيتها بل و مسامحتها أيضا .. و عقله البائس يمنعه من الرضوخ أمامها .. إستطاعت أن تبتعد عنه تلك الأشهر المنصرفة .. إذا فلتحتمل أياما أخرى هو من سيبعدها عنها ...
فكما كانت مشاعرها متجمدة و هى بعيدة عنه .. فلتذق جموده هو و لتحتمل و لو لها القدرة ..
إعتدل فى وقفته و سار حتى فراشه و ترك سيجارته و جلس عليه بوهن .. و ألم عاصف يضرب رأسه .. و شعور من الخزى يملأه .. كانت بين قوسين أو أدنى من التضحية بعمرها سابقا من أجله بينما هو يعاقبها الآن و هو المخطئ ...
وقف مسرعا و سار حتى باب غرفته و فتحه و هو يلهث فى سببل الوصول إليها ...
و لكن توقفت قبضته على مقبض باب البيت و هو يقف متصنما راضخا لأوامر عقله بالتريث .. ضاقت أنفاسه فترك المقبض و عاد لغرفته بنفس السرعة و هو يلهث مجددا ..
و أغلق الباب و وقف خلفه مستندا عليه مانعا أى رغبة بداخله للذهاب إليها حتى و لو ليراها فقط .. مرر أنامله بشعراته و هو يجذبهم بقوة متمنيا أن يجذب أحد أسلاك عقله ليتوقف عن التفكير و اللهفة لمن تركته و لم تبالى بما عاناه ببعدها ..
سابقا إبتعدت عنه رغما عنها و كانت صغيره .. و عاش بألمها سنوات و سنوات .. و بعدما عادت و أصبحت ملكه .. تركته بإرادتها .. تركته ينكوى بنيران البعد و الخوف ...
كيف يأمن لها .. ربما تنتظره أن يقترب منها و ستتركه مجددا .. فما يخشاه بهذه الحياة .. هو فقدها مجددا .. و العودة لعالمه البارد بدونها ...
تحمل كثيرا و تألم أكثر و لن يقاوم هذه المرة ضعفه .. سينتهى بعدها .. تأوه بداخله بقوة و هو يصارع قوة خارقة و وحش غاضب بداخله يمزق قلبه شريانا شريانا ...
خرج من حالته تلك على طرق بباب غرفته .. دلفت زينب للداخل و هى تطالعه بإشفاق على إحمرار عينيه و رائحة السجائر التى ملأت الغرفة و سألته ببساطة و هدوء :
- هاتيجى معانا تشوف مراتك .. الواد مهاب هيتجنن و يشوف غزل .
إبتلع ريقه بتوتر و هو يحتفظ بإسمها بداخل قلبه الممزق عله يداويه .. و خرج صوته أجشا خفيضا و هو يجيبها متصنعا الهدوء :
- لما أحب أروح هبقى أروح .
لوت زينب ثغرها بضيق و ضيقت ما بين حاجبيها و قالت بتنهيدة مثقلة :
- ليه يا إبنى .. مش دى اللى كنت هتموت عليها و قلبت الدنيا علشان تعرف طريقها .
إجابته كانت الصمت الموجع .. و كأنه يكبل لسانه بداخل فمه حتى لا يقول شيئا مما يصرخ به قلبه .. محاصرا إيه و هو يصك أسنانه بقوة .. إقتربت منه و طالعته مطولا بإشفاق و قالت بتعقل :
- يا إبنى الله يهديك قوم معايا .. صالحها و راضيها و رجعها بيتك .. عاوزة أطمن عليكم .. تعبتونى .
أشاح ببصره عنها و تحكم فى إنفعالاته و قال بخفوت مرهق :
- و حياة حبيبك النبى سبينى براحتى .
هزت رأسها بيأس و قالت بموافقة هادئة :
- براحتك .. بس و غلاوتك هتندم .. خليك ماشى ورا شيطان نفسك .
مرر كفه على وجهه بضيق .. بينما خرجت هى و هى تناجى ربها قائلة بنبرة مستائة :
- يا رب إهديهم لأن صحتى مش هتستحمل اللى بيعملوه فيا ده .
أغلقت عليه باب غرفته .. فركض مهاب ناحيتها و هو يحاول إغلاق سترته و قال بضيق و عبوس ألذ من ألذ شئ بالدنيا :
- يا تيتة .. مش عارف أقفل الجاكيت .. و يالا بقا بسرعة ماما وحشتنى .
إنحنت قليلا ناحيته و أغلقت له سحاب سترته و عدلت من هندامه و قبلت مقدمة رأسه و قالت بإبتسامة حنونة :
- ربنا يحفظك يا قلب تيتة زى القمر .
لف حول نفسه بسعادة و قال بضحكة مشرقة :
- مش مصدق إنى هشوفها .. أحلى حاجة إنها مش قالتلى إنها هترجع علشان تعملهالى مفاجأة .

- نعم !!!!
قالها فارس و هو يدلف للمرحاض لكى يتوضأ بعدما وصله كلمات مهاب التلقائية .. زم مهاب شفتيه و إحتمى بساقين جدته .. بينما إقترب منه فارس و هو يضيق عينيه ليستوعب ما سمعه و سأله بتريث قنبلة موقوتة :
- إنت كنت بتكلمها و هى مسافرة .
إبتلع مهاب ريقه بذعر و إكتفى بأن هز رأسه بالموافقة .. ودارى جزء كبير من وجهه بعبائة جدته .. بينما صفع فارس كفيه ببعضهما و قال بنبرة محتدة :
- كلكم إتفقتوا معاها عليا .. هى سحرتكم .. أبويا و إبنى .
ثم طالع والدته بنظرات شك و سألها بتوجس :
- و إنتى يا حاجة زينب كنتى تعرفى مكانها .. كنتى بتكلميها يعنى .
تمسكت زينب بذراعها بمهاب و ربتت على ظهره بذراعها الملتوى و هى تضحك بخفوت و أجابته بقوة :
- و الله و لا كلمتنى و لا كنت أعرف عنها حاجة .
عض فارس على شفته و هو يتطلع بمهاب و قال له بشراسة :
- بتبقيها عليا .. و تسمع كلامها و ماتقوليش إنك تعرف رقمها و مكانها .
خرج صوت مهاب خافتا متحشرجا من خوفه و هو يجيبه بقلق :
- مش كنت عاوزها تزعل منى .. هى وعدتنى هترجع و رجعت .
مرر فارس أنامله على ذقنه و قال بتهديد حذر :
- ماشى .. إبقى خليها تنفعك .. أنا هوريك .
و تركهما و عاد للمرحاض .. خرج مهاب من خلف زينب و قال بإمتعاض :
- هو مش جاى معانا و لا إيه .. هى ماما مش وحشته .
إلتفتت زينب نحوه و قالت بحنو :
- ﻷ وحشته .. بس هو هيبقى يروح لها و إحنا هنروح مع جدو دلوقتى .
تطلع حوله زافرا بضيق و هو يقول بحدة :
- و هو جدو فين .. أنا عاوز نمشى دلوقتى .
خرج صبرى من غرفته و هو يرتدى مأزره على عبائته و قال بإبتسامة هادئة :
- أنا جاهز يا أستاذ مهاب .. مستعجل قوى .
ركض ناحيته و إحتضن ساقيه و قال بسعادة :
- وحشتنى قوى يا جدو .. هتجنن و أشوفها و هى كمان بتستنانى .
ضحك صبرى ضحكة رخيمة و قال بهدوء :
- طب يالا بينا نتكل على الله .
تمسك مهاب بكف زينب بينما بحث صبرى حوله و قال بتعجب :
- هو فارس فين .. لسه مالبسش .
زمت زينب شفتيها و تطلعت نحوه و قالت بحذر و هى تشير له بعيناها على مهاب :
- هيروحلها هو لواحده .. يالا بينا إحنا .
تفهم مقصدها و أخرس كلماته الغاضبة بداخله .. فما مر بذلك الصغير يكفيه و يفيض .. و هز رأسه بتفهم و أشار إليها بيده قائلا بزفرة غاضبة :
- طب يالا بينا إحنا .
إرتاحت ملامحه و هو يرى إتساع إبتسامة ذلك اليتيم .. و تلهفه لرؤية أمه .. و خرجوا سويا .. تاركين خلفهم ذلك المتابع و يمنى نفسه بالذهاب إليها غامرا إياها بين أضلعه ....



إنتبهوا جميعا لطرقات على باب الشقة .. ففتحته دنيا و صرخت قائلة بفرحة طفولية :
- هوبا حبيبى وحشتنى ... وحشتنى قوى .
و إنحنت نحوه و حملته و هى تضمه لصدرها بشوق .. بينما لف هو ذراعيه حول عنقها و أجابها بخفوت و قد تعلقت عينيه بمقلتين فيروزيتين بدأتا فى الإلتماع بعبرات شوق :
- و إنتى وحشتينى أكتر يا دودو .
أبعدته دنيا عنها و قبلته بوجنتيه و قالت بمداعبة :
- كبرت يا واد يا شقى .. إيه الجمال ده .
أجابها بتأدب :
- متشكر .
زمة شفتيه أخبرتها أن تتركه لتلك التى سقطت أول دمعاتها بتلهف .. و بالفعل أنزلته على ساقيه .. فعدل من سترته و طالع غزل مطولا قبل أن يركض ناحيتها لتنحنى هى و تلتقطه بصدرها مغمضة عيناها و صوت تأوه خفيض خرج من بين شفتيها ...
وقف الجميع يتابع لقائهم بتأثر ... نثرت غزل قبلاتها على وجهه و كفيه بقوة .. و كأنها تشتمه لتتنفس أخيرا ...
كفف دموعها و قال بنبرة متحشرجة :
- وحشتينى قوى قوى قوى .
إبتسمت بصعوبة و أجابته بقوة و نبرتها تحمل كل الحنو :
- إنت اللى وحشتنى لدرجة إنى لو ماكنتش رجعت كنت هتجنن .. يا حبيب ماما .
ضمها إليه و قال بمداعبة :
- مش هسيبك تانى .
تمسكت بسترته و قالت بقوة :
- أنا اللى مش هسيبك خلاص .
إحتضنت زينب دنيا و قالت بإبتسامة متسعة :
- أخبارك إيه يا دنيا وحشتنى لماضتك .
ملست دنيا على ظهرها و قالت بمداعبة :
- إستعدى بقا لأنى هقرفك كل شوية و هنطلك .. وحشتينى يا خالتى و الله .
إبتعدت عنها زينب و قالت بلوم و عتاب رقيق :
- تقرفينى .. ده إنتى بغلاوة بنتى و الله .
هزن دنيا رأسها بتفهم و قالت بتأكيد :
- و إنتى غالية عندى أكتر يا خالتى و الله .
ثم حركت رأسها قليلا و مدت ذراعها مسرعة ناحية صبرى و قالت بآسف :
- سامحنى يا حاج صبرى .. بس مهاب و خالتى كانوا وحشنى جدا .
صافحها و ربت على كفها براحتيه و قال بود :
- لا يابنتى مافيش حاجة .. أخبارك إيه ؟!
أجابته مسرعة :
- الحمد لله .. ربنا يخلى حضرتك لينا .

وقفت غزل و تطلعت لباب الشقة بتلهف جعل قلبها يرتجف بقوة و هى على أمل أن تراه خلفهم .. لكنهم أغلقوا الباب ببساطة لتنتهى أحلامها سريعا ....
تنهدت بأسى و هى تسب متحجر القلب التى تعشقه و تنتظره .. ألم يشتاق إليها كحمزة و رامى .. فتوعدته بقوة أن يأتى جاثيا إليها .. ثم إبتسمت رغما عنها و رحبت بزينب قائلة بهدوء :
- أخبار حضرتك إيه يا ماما .
إحتضنتها زينب بقوة و قالت بدموعها :
- هنت عليكم تبعدوا عنى المدة دى كلها و ما تسألوش .
ملست غزل على ظهرها و قالت بأسف :
- أنا آسفة يا حبيبتى سامحينى .
ضمتها لصدرها أكثر و قالت بحنو :
- ما تتأسفيش يا حبيبتى .. بس صعب عليا منك عمك صبرى بيكلمك و الواد مهاب كمان و أنا ماسألتيش حتى عليا .
أجابتها غزل بتريث عاقل :
- غصب عنى .. حضرتك كنتى ممكن تضعفى و تقوليلهم على كل حاجة .. علشان كده كنت بطمن عليكى من عمى صبرى .
لم تتركها غزل و لكنها صافحت صبرى و هى مازالت متمسكة بها بذراعها الآخر و قالت له بإبتسامة خافتة لم ترتقى حتى للوصول لعيناها المعذبتين :
- أخبار صحة حضرتك إيه ياعمى .
صافحها قائلا بإبتسامة متسعة :
- بخير الحمد لله يا بنتى .
أشارت غزل بيدها على الصالون و هى تقول بهدوء :
- إتفضلوا إدخلوا حمزة جوة .
وصلت كلماتها لمسامع حمزة الذى جلس مسرعا ليفاجأ والدته بتخليه عن عكازيه ...
صافحت زينب ميناس بفرحة و هى تلومها على عدم سؤالها .. و ما أن جلست ختى دلفت ليال عليهم بخجل .. وقفت زينب مسرعة بنظرات متهللة من الفرحة سرعان ما تلاشت و هى تطالع بطن ليال المنتفخة .. رفعت رأسها نحوها تنتظر الإجابة على سؤالها الصامت ..
فهزت ليال رأسها بالإيجاب و قالت بإبتسامة مشرقة :
- أيوة يا ماما أنا لسه حامل .. البيبى كويس الحمد لله .
رفعت زينب كفها ناحية فمها و هى تقول بلوم :
- كده يا ليال تخوفينا إن بعد الشر ما حصلش نصيب .. ده أنا قاطعت رامى يجى شهر كده .
تقدمت ليال نحوها و وقفت أمامها و قالت بحنو :
- آسفة يا حبيبتى و الله .
ملست زينب على ذراعيها و قالت بسعادة :
- المهم إنك كويسة يا بنتى و الواد بخير .
ربتت ليال على كفها و قالت بأسف :
- سامحينى .. ما كنتش هقدر أطمنك ليعرفوا مكانا و إحنا كنا مش جاهزين .. كان جوة كل واحدة فينا كلكيعة كبيرة .. كان لازم نهدا علشان نقدر نسامح .
هزت زينب رأسها بتفهم و قالت بإبتسامة متسعة :
- يا حبيبتى أنا سعادتى بسعادتكم .. ربنا يهدى الحال .
وقف حمزة قاطعا لتلك الحالة قائلا بمشاغبة :
- مالوش لازمة الكلام ده خلاص .. لأنى محضر لأمى حبيبتى مفاجأة .
إلتفت زينب ناحيته .. و ما أن رأته واقفا أمامها بدون عكازيه حتى خرجت منها شهقة مصدومة و هى تتطلع إليه و دموعها قد تجمعت مجددا .. إقتربت منه بخطوات بطيئة حتى توقفت أمامه و مررت يدها على جسده لتتأكد مما تراه ...
و فجأة شعرت بإختفاء أنفاسها رغم محاولاتها التنفس و لكن دون جدوى .. لم تشعر بنفسها و قد إنهارت قواها و أغشى عليها .. كادت أن تسقط لولا ذراعى حمزة التى إلتقطتها و هو يقول بذعر :
- ماما .. مالك يا حبيبتى .. ردى عليا .
صرخ مهاب قائلا بذعر و رعب :
- تيتة .
إحتضنت غزل وجهه و قالت بهدوء متعقل :
- ما تخافش يا حبيبى .. تيتة هتبقى كويسة تمام .
أومأ برأسه و هو يقول بقلق :
- حاضر .. بس شوفيها بسرعة .
إقتربت غزل من زينب و جثت بجوارها و نزعت حجابها و تطلعت داخل عينيها و قالت بصوت مرتفع :
- ماما .. سمعانى .
لم تأتها إشارة .. فإلتفتت برأسها ناحية الفتيات و صرخت بهم قائلة بذعر :
- هاتولى برفان .
ناولتها ميناس زجاجة العطر التى إستخدمتها فى إفاقتها .. فتناولتها منها غزل و مررتها أمام أنف زينب التى تململت بتأوهات متشنجة ..
إنحنى صبرى ناحيتها و قال بصراخ هيستيرى :
- قومى يا زينب .. إنتى سمعانى .
فتحت عيناها ببطء شديد و هى تتطلع للاشئ و هى مازالت غائبة الوعى ... مسدت غزل صدرها و قالت بحزم :
- ظبطى النفس يا ماما لو سمحتى .. إهدى تمام .. دنيا هاتى جهاز الضغط بتاعى بسرعة .
جثى صبرى على ركبتيه أمامها و مسد كفيها و هو يقول بتوتر :
- ده بدل ما تفرحيله .. تعملى فى نفسك كده .. يالا فوقى يا زينب ماتقلقنيش عليكى .
إحتضن حمزة رأسها و قال بحدة :
- آسف يا ماما .. كان لازم أمهدلك الموضوع شوية .. ردى عليا و النبى .
هزها صبرى بقوة و قال بقلق :
- زينب ردى عليا .. الواد كويس أهه .. قومى بقا .
فتحت زينب عينيها أكثر و قد هدأت أنفاسها و قالت بصوت مبحوح :
- حمزة .. بقا كويس صح .
لفت غزل جهاز قياس الضغط حول مرفقها و قالت بهدوء :
- بلاش إنفعالات زيادة يا ماما .. إهدى كده أرجوكى .
أنهت عملها و طالعت دنيا و هى تقول بحزم :
- كوباية مايه بسكر بسرعة يا دنيا .
أومأت دنيا برأسها و قالت بإنصياع :
- هوا .

بعدما هدأت و شربت المياة .. إستطاعت الوقوف و الجلوس على أحد الأرائك بينما جلس صبرى بجوارها و نهرها قائلا بعتاب :
- كده يا زينب تقلقينى عليكى .
وقف حمزة أمامها و لف حول نفسه هو يستعرض جسده و قال بمداعبة :
- أنا بقيت زى الحصان أهه .. إطمنى بس .
وقفت متثاقلة و مررت يدها على صدره و قالت بدموعها :
- مش مصدقة إنى عشت و شوفتك واقف على رجليك تانى يا حبيبى .
قبل جبينها و قال بفرحة :
- الحمد لله ربنا كمل شفايا على خير .. و مستنى موافقتكم علشان أتجوز ميناس .. هاه موافقين .
تعالت ضحكات صبرى الساخرة و إعتدل بجلسته و قال بنبرة تحمل السطوة و القوة :
- بسهولة كده .
زم حمزة شفتيه و طالع ميناس بنظرات تحمل الإستجداء أن تنقذه .. فهو يعلم والده جدا .. و لكنها عقدت ذراعيها و أشارت له بعيناها أن يتحدث .. فعاد بعينيه لوالده و سأله بتوجس :
- طلباتك يا حاج .
تنحنح صبرى بقوة و هو يضرب الأرضية بهدوء بعكازه و طالعه مطولا قبل أن يجيبه بتريث :
- و هتصرف على مراتك منين .. من الفلوس اللى ببعتها القصر .. هى دلوقتى بتشتغل و بقا ليها فلوسها إنت بقا هتصرف منين .
ضيق حمزة عيناه و قال بعد تفكير :
- هرجع المصنع مع رامى .. و لو إحتاجتنى فى الوكالة مش هتأخر .
أومأ صبرى برأسه .. و طالع ميناس بقوة جعلتها تجفل بقلق بينما سألها هو قائلا بحزم :
- طلباتك يا بنتى .
مررت عيناها الخضراء على وجوه الجميع المتطلعة نحوها .. و إبتلعت ريقها و هى تجيبه بتوتر :
- أنا ماليش طلبات يا عمى .
إبتسم صبرى بخفوت و تمسك بعكازه بكلتا يديه و قال موجها حديثه لحمزة الواقف بتجمد و نظراته تستجدى شفتى والده أن ينطق :
- موافقين طبعا .. ربنا يهنيكم يا إبنى .. بس حطها فى عنيك و حافظ عليها لأنى المرة دى انا اللى هتصدرلك .
أغمض حمزة عينيه براحة متنفسا الصعداء .. و فتحهما على نظرتها البريئة و المثيرة التى طالما ما أفقدته تعقله .. و لكنه عاد بعينيه لوالده و إنحنى على كفه و قبله و هو يقول بسعادة :
- ربنا يخليك لينا يا حاج .. و أوعدك هحطها فى قلبى .
ربت صبرى على ظهره بحنو .. بينما إحتضنت زينب ميناس بفرحة و غزل واضعة قبضتها تحت وجنتها و تتابعهم بشرود .. مؤلم ...
إنتبهوا على طرقات على باب الشقة .. فعلت الإبتسامة شفتى غزل و هى تتطلع للباب بتلهف .. أخيرا ستراه .. و فجأة إختفت إبتسامتها و هى تطالع رامى .. الذى دلف عليهم قائلا و عينيه تلتهم ليال :
- إنتوا هنا .. كنت بدور عليكم .
أشارت له زينب قائلة بإبتسامة مرحة و هى تطالع نظراته لزوجته :
- تعالى يا حبيبى إقعد .. إتسمرت كده ليه .
لم يشعر بساقيه التى حملته و أجلسته بجوارها .. و عينيه تلومها بكل نظرة .. بينما هى تفقده تعقله بنظراتها الثابتة القوية .. العاشقة .. و التى تخبره أشياء بجرأة لياليهم القديمة ...
لامس كفها الموضوعة بجوارها على الأريكة بنعومة .. جعلتها تشيح ببصرها عنه متطلعة بالوجوه السعيدة من خلفها .. غافلة عن تلك الإبتسامة الفاترة و الحزن المطبق المخيم على نفس غزل ...
إستمرت جلستهم حتى المساء .. و غزل تطالع لهفة حمزة على ميناس .. و شوق رامى لليال .. و مكالمة أحمد الملتاعة لدنيا .. و فارس لم يأتى ليطمئن عليها ..
إنتهت الجلسة و دلفت لغرفتها و هى تشعر بالحزن .. و حالة من الإختناق تملكتها و أطبقت على صدرها .. صلت قيامها .. و قرأت وردها و غفت حتى تريح عقلها و قلبها من أسئلتهما و التى لا تملك لها جواب .



فى الصباح إستعدت الفتيات للذهاب للمركز .. و خرجوا من الشقة فإلتقوا بمهجة .. التى قالت لهم بضيق :
- ما صدقت رجعتم .. تقوموا تخرجوا كل يوم و ما أقعدش معاكم .
فكرت غزل قليلا ثم قالت بعملية :
- إيه رأيك يا مهجة تشتغلى معانا .. إحنا عاوزين بنت تقعد على مكتب تحجز الكشوفات و تستقبل المرضى .. و أنا مش هلاقى أءمن منك.. هاه تمام .
قفزت مهجة من فرحتها و قالت بصوت عالى :
- يا أما .. غزل هتشغلنى معاها يا أما .
ضحكت ليال ضحكة عالية و قالت ساخرة :
- بطلى نط البيت هيتهد علينا .
وضعت مهجة ذراعيها بخصرها و قالت بحدة :
- ده كان زمان يا عنيا دلوقتى أنا أرفع منكم كلكم .
أغلقت دنيا باب الشقة و قالت لمهجة بجدية :
- هو إنتى سألتى خطيبك الأول قبل ما توافقى .
أجابتها مهجة مسرعة بحزم :
- هو ماله هو دى حياتى و يرضى بيها كده يا يفارقنا .. هو أنا هتجوز و أقعد أستنى المصروف اللى هيديهولى .. لا طبعا .
غمزت لها ميناس بعينها و قالت بمداعبة :
- الله عليك يا جامد إنت .
هبطت الفتيات الدرج تبعتهم غزل و هى تقول لمهجة :
- بكرة زى دلوقتى تكونى لابسة و نازلة معانا و هنشتغل رسمى يوم السبت .. done.
صفقت مهجة بيديها و قالت بسعادة :
- done يا أختى .

خرجت غزل من المنزل لتجد ليال تجلس أمام مقود السيارة و تنتوى القيادة .. هزت غزل رأسها متعجبة و جلست بجوارها و قالت بمزاح :
- صحيح علمناهم الشحاتة سبقونا على الأبواب .
إرتدت ليال نظارتها الشمسية و قالت بإذدراء :
- يع .. بقيتى بيئة جدا يا غزل .
إلتفتت ليال على طرقات على زجاج السيارة بجوارها .. فوجدت رامى قبالتها ففتحت الزجاج و قالت بإبتسامة متسعة :
- يا صباح الورد والفل و الياسمين .



يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-12-19 الساعة 06:58 PM
ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 12:28 AM   #465

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير ..تسجيييل حضوووور

شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 12:47 AM   #466

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

مفيش بارت ثاني؟ 🤔🤔

taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 12:51 AM   #467

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

فارس زودها عنيييييد و رأسه يابس لايكفي انه غلط معها و يحملعا الذنب 😒😒 رح نشوف عناده وين رح يوصله.
احسن واحد فيهم طلع حمزة انقلب 360 درجة. كأنه الأمور انقلبت مع الشباب. رامي مازال على نفس الموال أيضا العناد يجري في دمهم 😔
أكثر شي حبيته مهاب و عفويته و برائته 😍😍😍😍
موفقة حبيبتي 🌹😘😘 بانتظار بقية الأحداث


taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 01:03 AM   #468

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس و العشرون .. الجزء الثانى :
*******************************


إستند بمرفقيه على السيارة مقتربا منها و قال بهمس حار :
- كلينى بكلمتين .. بس إيه الحلاوة دى .. ما توصى قلبك حبة علينا و النعمة ما قادر على تقله .
تطلعت غزل خلفها و قالت بمزاح :
- بنات الكمنجات .
بدأوا ثلاثتهم فى تصنع العزف قائلين بسخرية :
- تيرارا را را .
إبتسم رامى على هيئتهم و قال لليال بعتاب رقيق :
- عاجبك كده .. ما تيجى معايا ده أنا قلبى عاوزك بالحلال مش دناوة أو شمال .
إبتسمت ليال بخجل و قالت بدلال زائد و كأنها تسكب الزيت على النار لتزيد من إحتراقه و شوقه إليها :
- على فكرة إنت معطلنا .. ممكن بقا تدينى سكة .
رد عليها متصنعا الضيق :
- بقا كده .. ما هو الملعون ملعون و لو حطوا على الفول كمون .. طب أهون عليكى يا عسلية .
إبتسمت بخجل .. و وارت عيناها عنه .. فأردف قائلا بإبتسامة متسعة :
- أخبار بنوتى إيه .
أجابته ليال بإبتسامة مشرقة :
- بنوتك زى الفل .. هروح بكرة للدكتورة بتاعتى .. تحب تيجى معايا.
إبتعد عن السيارة و قال بمداعبة و هو يتلمسها بعينيه بوقاحة :
- طبعا هاجى ... و النبى معسلة يا بطاطا .
لوحت لها ليال بيدها و قد إتسعت إبتسامتها و قالت برقة مثيرة :
- باى يا بيبى .. أشوفك بالليل .. سلام .
وخزتها ميناس بكتفها بخفوت و مدت رأسها بين مقعدها و مقعد غزل و قالت بترفق :
- إتقى الله يا مفترية الراجل إستوى .. زى البطاطا .
طالعتها ليال بالمرآة الأمامية للسيارة و هى تقول بنظرات شيطانية :
- لسه .. لازم أخليه يفكر ألف مرة قبل ما يزعلنى بس .
هزت ميناس رأسها و قالت ببلاهة :
- و ليه الشر ده بس .. حرام عليكى .
دفعتها غزل من وجهها بكفها و قالت بغضب :
- خليكى فى حالك إنتى .. و إتفضلى إقعدى كويس .
تأوهت ميناس من وجهها و قالت بضيق :
- طب ماتزقيش طب .. النضارة كانت هتلبس فى عنيا .
ضحكت عليها دنيا بتشفى .. فطالعتها ميناس بنظرات تحذيرية و هى تقول بحدة :
- بصى قدامك أحسنلك .
توقفت عينى غزل على فارس القادم نحوهم .. و الذى لم يعيرهم إهتمام و صعد سيارته بهدوء .. و قادها و إنطلق .. إبتسمت شفتى غزل و قالت بتنهيدة طويلة مرتجفة :
- و الله وحشتنى .. بس على مين هتيجى هتيجى يا عوو و قريب صدقنى .
فسألتها ميناس بتعجب :
- إنتى مش زعلانة منه يا غزل .
أجابتها غزل و هى شاردة بالطريق بجوارها :
- أنا بس اللى بفهمه .. هو هيموت عليا بس عامل تقيل علشان أنا اللى أروحله .. بس ده بعينه .. و هو اللى هاييجى لغاية عندى و ساعتها بقا ..... .
مدت دنيا رأسها بين مقعدها و مقعد ليال و سألتها بفضول :
- و ساعتها إيه بقا يا ريسة .
دفعت غزل وجهها بكفها و هى تقول بسخط :
- عيب يا بت إنتى إنتى لسه صغيرة على الكلام ده .
ضحكت ميناس بتشفى و دنيا تطالعها بقوة .. بينما السعادة تغمرهم و تزين وجوههم التى طالما قضت ليالى كثيرة بالبكاء و الحزن و القهر و الضعف ..
إختفى كل ذلك و حلت الإبتسامة المشرقة ...


وصل فارس للمشفى .. و دلف مكتبه مباشرة و هو يشعر بتوتر مؤلم .. و يقاوم شوقه الذى أرهقه .. و كبريائه يمنعه من رؤيتها .. تعذب كثيرا و هى بعيدة عنه و الأن يبتعد عنها بإرادته ..
حمل هاتفه و تطلع بصورهما معا .. لتبتسم شفتيه رغم عندها و غرورها إلا إنها تمتلك ضحكة تصيبه بالإرهاق .. عيناها حلمه الفيروزى الذى تلبسه لسنوات حتى عثر عليها أخيرا ..
يعلم جيدا أنها قدره .. و لكنه يكابر .. فى رأسه أسئلة كثيرة و فضوله يقتله هاتف رامى و إنتظر رده حتى أجابه قائلا :
- ألو .. حبيبى يا عوو .
إستند فارس بظهره على مكتبه و هو يقول بجدية :
- رامى عاوزك تاخد حمزة بالليل و تروحوا للبنات تعرف منهم كانوا فين و عند مين .. مفهوم .
شرد رامى قليلا ثم قال :
- عندك حق .. أنا هروح مع ليال للدكتورة بتاعتها بالليل .. هخلى حمزة يجيلى هناك .. و هعرفلك التفاصيل كاملة .. قشطة .
أومأ فارس برأسه و قال بشرود :
- قشطة .. سلام .
و أغلق الهاتف و عاد لشروده مرة أخرى و هو يمنى نفسه برؤيتها .. و إشباع روحه بعطرها .. فلتنتظر أيها المشتاق يجب أن تتعلم أميرتك أنك ملاذها .. يجب أن تأتى إليك .. و لن ترضخ لها مرة أخرى .. يكفيها غروراها بالمرة السابقة .

عادت الفتيات للمنزل بعدما إنتهت أعمالهم لذلك اليوم ..
بعد تناولهم لوجبة الغداء المتأخرة .. إستأذنتهم ليال و دلفت لغرفتها لتغيير ملابسها ..
إرتدت فستان أصفر .. ضيق من منطقة الصدر و ينسدل على جسدها بطريقة مموجة .. و إرتدت حجاب أزرق و وضعت مكياج خفيف و إرتدت حذاء رياضى أزرق و حملت حقيبة يد زرقاء لتكتمل أناقتها .
خرجت ليال من غرفتها فصفرت دنيا بإعجاب و هى تقول بمداعبة :
- يا عينى يا رامى .. أنا متأكدة إنه هياخدك معاه البيت مش هيرجعك تانى .
قطبت غزل جبينها و قالت بضيق :
- يا بنتى ليال دى لو لبست عباية مقطعة هتبقى قمر .
تغنجت ليال بجسدها و قالت برقة :
- طبعا .. هو فيه بجمالى .
إلتفتت ميناس ناحيتها برأسها و قالت بسخرية هزلية :
- طب إشفطى كرشك ده الأول .
و عادت لمطالعة التلفاز فضربتها ليال على رأسها بحقيبة يدها و قالت بضيق :
- يا باى عليكى مستفزة .
مسدت ميناس رأسها و قالت بإبتسامة ناعمة :
- خلاص يا ستى إنتى عسل يا عسلية .

إنتبهت ليال على رنين هاتفها فأسرعت قائلة بتلهف :
- رامى بيرن أنا هنزل بقا .. سلام .
إبتسموا ثلاثتهم و أجابوها بهدوء :
- سلام .
عادت غزل لمطالعة الأوراق أمامها .. فناولتها دنيا ملفا ورقيا و قالت بعملية :
- دى الدعوات يا دكتور .. تحبى تشوفيها وتراجعى الأسماء .
أومأت غزل برأسها و فتحت ذلك الملف و حملت بعض الدعوات و تفقدتهم حتى توقفت عند دعوته هو و قربتها من عيناها و هى تتنهد بشوق ...
طالعتها دنيا بترفق و قالت بهدوء :
- سرحتى فى إيه يا غزل .
طرقت غزل بتلك الدعوة الخاصة بفارس على ذقنها و قالت بعد تفكير :
- بفكر فى حاجة كده .. و مش عارفة هعملها إزاى .
هزت دنيا كتفيها بعدم فهم و قالت بهدوء :
- ما علينا .. راجعى الأسماء و لو فى حاجة حابة تضفيها قوليلى .
وضعت غزل الدعوة و قالت بشرود تام :
- حاضر .
خرجت ليال من المنزل و إنتظرته فترة حتى رأته يقترب منها و هو قاطب جبينه مبديا غضبه .. لاحظته فوارت توترها و إنتصبت بوقفتها .. لم يمهلها و قال بغضب :
- إيه اللى إنتى لابساه ده .. و إزاى تخرجى من البيت .. ليه ما إستنتيش لما أدخلك .
تنهدت مطولا و رفعت حاجبها بتحفز و قالت بضيق :
- رامى .. لو سمحت إهدا أنا لابسة فستان حمل و واسع جدا .. و خرجت أستناك فى الشارع قدام البيت .. و أنا دلوقتى بمشى لواحدى فى الشارع لطبيعه شغلى و دراستى .
ضيق نظراته نحوها و قال بعصبية :
- إنتى بتتحدينى يا ليال .
شددت من قبضتها على حقيبتها و قالت بحزم :
- هو أنا علشان ماقولتش حاضر و قدمت فروض الولاء و الطاعة أبقى بتحداك .
صك أسنانه بقوة و زفر بغضب و هو يقول بتريث :
- بلاش الطريقة دى معايا يا ليال .
زمت شفتيها بهدوء و قالت برقة :
- طريقة إيه .. عرفنى .
هام على شفتيها المغريتين بلونهما الوردى الهادئ و قال بخفوت :
- اللهم إخزيك يا شيطان .
إبتسمت بنعومة و قالت بدلال زائد :
- هاه .. هنروح للدكتور و لا أطلع .
إقترب منها و قال بتلهف :
- هعديها المرة دى .. و يالا علشان نلحق الدكتورة .. و إلا هشيلك هيلا بيلا و أخطفك و اللى يحصل يحصل .
لفت ذراعها حول ذراعه و شبكت أناملها بأنامله و قالت و هى تدفعه ليصعدا السيارة :
- طب يالا لأنا اللى هتجى معاك و اللى يحصل يحصل .
تعالت ضحكاته و هو يضم كفها بقوة و شوق ....
إستقلا السيارة سويا .. و إتجها لعيادة الطبيبة .. إنتظرا دورهما حتى دلفا للطبيبة التى عاينتها بحرص .. و وقف رامى يطالع شاشة الأشعة بفرحة و الطبيبة تشير على رأس طفلته و قدماها و يديها ..
ثم إنتفض فى وقفته و هو يستمع لنبض قلب فسأل الطبيبة مستفهما :
- إيه الصوت ده يا دكتور .
إبتسمت الطبيبة و قالت بهدوء :
- ده نبض قلب البيبى .
إرتجف جسده بقوة و هو يستمع لتلك النغمات الساحرة على آذنه .. لأول مرة تتجمع العبرات فى عينيه بتلك السرعة .. لكنه أخفاها و قال بفرحة :
- سامعة يا ليال ده صوت قلب بنتنا .. ألف حمد و شكر ليك يا رب .
أومأت له ليال برأسها و هى تشاركه دموعه المتحجرة ...

إنتهت معاينة ليال و كتبت لها الطبيبة بعض المكملات الغذائية .. و عادوا للمنزل و سعادة رامى لا توصف .. ما أن إقترب حتى هاتف حمزة الذى إنتظره أسفل منزل رأفة .. كما إتفقا ... تعجبت ليال من تجمعهما و قالت بتوجس :
- فى إيه .. متجمعين عند النبى .
رد حمزة بإبتسامة هادئة :
- قوليلى أول البيبى كويس .
لامس رامى بطن ليال و قال بإبتسامة متسعة :
- بنوتى زى الفل .. هى و مامتها .
طالعته ليال مطولا بينما ذاب هو مع شهد عيناها الامع .. مرر حمزة أنظاره بينهما و إبتسم بمكر و قال بنبرة عالية :
- ما تركزوا معايا يا جماعة .
عادت ليال إليه بعيناها و قالت بجدية :
- مش هتقولوا سبب زيارتكم إيه .
أجابها حمزة و هو يشير بيده لتتقدمهما :
- لما نطلع هتعرفى كل حاجة .. قدامى يا مرات أخويا .
حركت ليال كتفيها بتسليم و تقدمتهما ...
صعدوا سويا .. و دلفوا للشقة و إجتمعوا جميعا فى إنتظار حديث رامى أو حمزة .. خرج رامى عن صمته و قال بجدية حازمة :
- إحنا صبرنا عليكم لغاية ما ترتاحوا بس من حقنا نعرف الفترة اللى فاتت كنتم فين .. و عند مين .
ردت غزل مسرعة بإبتسامة ماكرة و هى تعلم أن هذه رغبة فارس فهى تعلمه جيدا .. فقالت بقوة :
- أنا هقولكم كل حاجة .. أنا بعد ما سبت فارس روحت عند واحد معرفة فى الغردقة .. هو أستاذى و بعد كده بقا أخ كبير ليا .. فتحلى بيته و سابهولى و عاش هو فى أوتيل .
تنهدت مطولا و طأطأت رأسها بحزن و أردفت قائلة بشجن :
- بعد إسبوع حلمت بماما و قالتلى إن تيتة رأفة كانت زعلانة منى إنى قصرت فى الأمانة .. و إنى سبت ليال و ميناس و دنيا .
إبتلعت ريقها و سحبت نفسا طويلا تستمد منه القوة و قالت بجدية :
- رجعت و خدت ميناس و دنيا .. و كنا رايحين نطمن على ليال فالقتها مضروبة و غرقانة فى دمها .. خدتها معايا و رجعنا الغردقة و عشنا كلنا فى البيت بتاع الشخص اللى حكيت عنه .. و هو إعتبرنا إخواته و فعلا بقا أخ كبير لينا .. و يوم الإفتتاح هعرفكم عليه .. لأنه هو بقا سندنا و ضهرنا .
و رفعت حاجبها بقوة و قالت بنبرة محذرة :
- و لو فكر بس حد فيكم يزعل واحدة مننا هيلاقيه قدامه .
حك رامى مؤخرة رأسه و قال بتعجب :
- روحتوا الغردقة .. ده إحنا دورنا عليكوا فى أغلب المحافظات .. حتى شرم الشيخ .. لأن ليال كلمتنى من هناك مرة .. بس ما جاش فى بالنا الغردقة خالص .
تنهدت غزل براحة و قالت بمكر :
- دلوقتى تقدروا تطمنوه .. بعد ما عرفتم كل حاجة زمانه على نار .
إبتلع رامى ريقه بصعوبة و قال متصنعا الهدوء :
- قصدك مين ؟!!
ضحكت غزل ضحكة عالية و قالت بسخرية :
- اللى باعتكم تستفسروا لأنه مش حابب يسألنى .
رد حمزة وهو يدارى خجله مبديا عدم فهمه :
- مش فاهمك الصراحة .
إبتسمت غزل بخبث بعدما لاحظت توترهم .. ثم قالت بمشاغبة :
- قصدى .... عمى صبرى طبعا و لا إيه .
تطلع رامى بحمزة الذى قال بهدوء يحسد عليه :
- طب و بابا هيبعتنا ليه بس .
لم تجيبه غزل و هى تتابع توترهم .. بينما وقف رامى مسرعا و قال مغيرا الحوار :
- عموما قوموا إرتاحوا .. بكرة إن شاء الله دخلة حمزة و ميناس .
إقترب حمزة من ميناس و قال بإبتسامة ساحرة تجعلها تطالعه ببلاهة :
- جبتلك فستان يجنن .. أول ما شوفته شوفتك فيه .. يا رب يعجبك .
تهللت أسارير ميناس و قالت بفرحة :
- ربنا يخليك ليا يا حبيبى .. أنا متأكدة إنه هيعجبنى .
إقترب منها أكثر و قال هامسا :
- هو بكرة ده مطول ليه بس .
جذب رامى حمزة من ذراعه و قال و هو يسير نحو باب الشقة مغادرا :
- تصبحوا على خير يا بنات .. يالا يا عم العريس .
خرجوا و تركوهم وسط فرحتهم .. تطلعت ميناس لفستانها بفرحة .. و هى تتلمسه بترفق .. فغدا زفافها على من أحبت و قضت عمرها فى إنتظار تلك اللحظة ....
تركتهم غزل و دلفت لغرفتها فى هدوء .. رغم قدرتها الفائقة على إخفاء حزنها و لكنها تطلق له العنان عندما تنفرد بنفسها تنسكب دموعها و تظل تصلى و تصلى علها تهدأ و تستكين .



- أستاذها .. مين ده بقا إن شاء الله .
قالها فارس متعجبا .. أجابه رامى و هو يتمدد على فراشه :
- زى ما حكتلك .. و هتعرفنا عليه يوم إفتتاح عيادتها .. بس بجد يا فارس مراتك دى دماغ .
إبتسم فارس إبتسامة خفيفة .. و قال بشوق :
- ما أنا عارف .. إنت فاكر يعنى إنى حبتها من فراغ .
شبك حمزة أنامله خلف ظهره و قال بسخرية :
- دى عرفت إنك إنت اللى وراها من أول ثانية .
جلس رامى نصف جلسة مستندا على مرفقه و قلد نبرة صوت غزل و طريقتها و هو يقول بسخرية :
- دلوقتى تقدروا تطمنوه .. أكيد على نار .
ضحك حمزة ضحكة عالية .. بينما تلقى رامى الوسادة بوجهه من فارس الذى هدده قائلا بشراسة :
- بتتريق على مين يا زفت إنت .
أزاح رامى الوسادة عن وجهه و قال بضحكة متريثة :
- خلاص يا عوو هزارك غبى يا أخى .
أجابه فارس بحدة :
- أنا مش بهزر .. و لو غلطت فيها قدامى تانى هفرمطلك وشك ده .
أشاح رامى بيجه و تمدد مجددا على الفراش و قال بتنهيدة مطولة :
- هموت على مراتى يا جدعان .. فى شرع مين ده .


فى اليوم التالى .. إستعدت الفتيات لزفاف ميناس الصغير
بينما تزينت ميناس و أصبحت عروس خلابة بفستانها الأبيض و التى حلمت كثيرا بإرتدائه .. إقتربت منها زينب و قالت بسعادة :
- ما شاء الله عليكى زى القمر .. ربنا يهدى سركم يا حبيبتى .
إبتسمت ميناس بإرتباك واضح و قالت و هى تفرك أناملها بخجل :
- شكرا يا ماما .
دلفت غزل قائلة بمشاغبة :
- العريس بره يا عروسه .. يالا إخرجى .
لم تعد قدماها تحملها .. تنفست بسرعة و زادت دقات قلبها .. إجتذبتها غزل من يدها و قالت بفقدان صبر :
- إنتى لسه هتتكسفى .. ده جوزك يا أمى .
خرجت ميناس برفقة غزل .. بينما إعتدل حمزة فى وقفته و هو يطالع جمال زهرته البيضاء .. كانت فى أجمل صورها الملائكية .. و هى بفستانها الأبيض الضيق على جسدها و واسع قليلا من الأسفل .. جعل هيأتها كحورية البحر الأسطورية ..
ناهيك عن جمال وجهها البريئ و المزين بزينة بسيطة .. و حجابها الأنيق و الذى زانه تاج لامع جعلها كالملكة ..
و لما لا و هى ملكة حياته .. حالها كان يرثى له و هى تراه بذلته السوداء و طوله الفارع و هيبته الجذابة .. توقفت مقلتيها عليه و هى لا تصدق عيناها أنها تراه أمامها بنظراته الحنونة الدافئة و التى تمنت آلاف المرات أن تراها و لو للحظات .
قطعت ليال حالة التأمل الطويلة و قالت بفرحة :
- مبروك يا حمزة .
إلتفت إليها حمزة .. و قال بإبتسامته الساحرة :
- الله يبارك فيكى يا ليال .
ثم عاد برأسه لميناس وقال و هو يتأملها بشوق :
- إيه الجمال ده ... ده أنا أمى دعيالى بقا .
قطبت ميناس جبينها بتوتر و هى تشيح بعيناها عنه .. بينما إبتسم هو بخفوت و قال بتلهف :
- مش يالا يا ميناس و لا إيه .. قدمنا لسه طريق سفر .
أومأت ميناس برأسها و قالت بخجل :
- تمام .. أنا جاهزة .
إحتضنتها دنيا و قالت بمداعبة :
- رغم إنى هرتاح منك و هنام فى أوضة لواحدى .. بس هتوحشينى اليومين دول .
باعدت غزل بينهما و قالت بضيق :
- حاسبى بقا يا دودو .. ده دورى على فكرة .
إحتضنتها غزل و قالت بمزاح مشاغب :
- خلى بالك من نفسك و لو حمزة زعلك بس .. إديله واحدة بركبتك تحت الحزام و ما ترحميهوش .
تألم حمزة و قال ضاحكا :
- آآه .. يا مفترية يا غزل .. إوعى تسمعى كلامها يا مينو .
وقفت ميناس أمام ليال التى تنهمر دموعها فى صمت و هى تتأمل جمال أختها و طفلتها .. مسحت ميناس دموعها و قالت بهدوء حزين :
- هتوحشينى يا عمرى .. خلى بالك من نغم تمام .
إبتسمت ليال و قالت بنبرة متحشرجة :
- عرفتى منين إنى هسميها نغم إن شاء الله .
ملست ميناس على ذراعيها و قالت بقوة :
- كنت متأكدة إنك هتعملى كده .. خلى بالك من نفسك .
إجتذبها حمزة من ذراعها فاقدا صبره و حملها قائلا بضحكة متسعة :
- سلام يا جماعة .. هتوحشونا .
لوحوا لهم جميعا .. و ميناس تلوح إليهم بباقة زهورها ....
هبط بها الدرج و عيونه لا تفارقها .. كلما تذكر نظراتها و رامى يحمل ليال يوم زفافهم و حتى فارس و غزل .. وقتها تمنى أن يشفيه الله و يحقق حلمه وحلمها ..
أنزلها أمام السيارة و أركبها بجواره .. و ودع والده و فارس و رامى و بعض المقربين .. و صعد السيارة و قادها مسرعا ..
رفع رامى رأسه لشرفة ليال فوجدها واقفة و دموعها لا تتوقف .. مال على فارس و قال بخفوت :
- أنا هطلع أطمن على ليال عمالة تعيط و أنا خايف عليها .
إبتسم فارس بهدوء و قال بهدوء :
- و ماله يا صاحبى .. بس ما تطولش عايزك .
تركه رامى و صعد الدرج .. لم يشعر فارس بنفسه و هو يرفع رأسه للشرفة .. قلبه أخبره أنها تتطلع إليه الآن .. إلتقت عيونهما أخيرا ..
شعر بجفاف حلقه و رجفة خفيفة بقلبه و لكنه أبعد عينيه عنها بسرعة .. تنهدت غزل بألم و دلفت للشقة .. فوجدت رامى يحتضن ليال و يقبل جبينها .. و يكفف دموعها .. طأطأت رأسها و جلست بجوار زينب التى ربتت على قدمها و قالت بإشفاق :
- وحشك يا غزل مش كده .
بللت غزل شفتيها بلسانها و قالت مغيرة الحوار :
- هو مهاب فين .
خرج مهاب من غرفة دنيا و ركض صوب غزل و هو يقول :
- أنا هنا بلعب بالتابلت شوية .. هو إنتى مش هترجعى لبابا يا ماما بقا عاوز نعيش سوا .
بعثرت غزل شعراته و قالت و هى تقبله بنهم :
- كبرت يا مهاب و عاوز تصالحنا .
فقالت زينب و هى تحتضن رأس غزل بحنية على صدرها :
- أنا كمان نفسى أفرح بيكم .. فارس بيتعذب كل يوم و إنتى بعيدة عنه يا بنتى .. بس هو تقيل مش بيحب يبين .. قربى منه إنتى يا غزل .
فكرت غزل فى كلمات زينب و قد عقدت نيتها على إعطائه فرصة .
رفعت عيناها ناحية زينب و قالت لها برجاء :
- خلى مهاب معايا يا ماما .. و هصحيه لميعاد الحضانة و هوديه بنفسى و هجيبن بنفسى .. علشان خاطرى .
قفز مهاب من فرحته .. التى جعلت زينب تبتسم بخفوت و قالت بموافقة :
- حقك يا بنتى .. حاضر خليه معاكى .
إعتدلت غزل بجلستها و ضمته لصدرها و هى تقول بإبتسامة هادئة :
- مش هتبعد عنى تانى .. لو هتنازل عن كرامتى علشانك يا حبيبى .

وصل حمزة و ميناس لشاليه خاص على البحر بالإسكندرية .. ترجل من السيارة و إلتف حولها و فتح لها باب سيارته و قال بإبتسامة شغوفة :
- إنزلى يا مينو .. يالا .
ترجلت من السيارة و هى تحمل فستانها و تطلعت حولها بإعجاب و هى تقول بسعادة :
- المكان هنا يجنن .
جذبها من ذراعها و قال بفقدان صبر :
- ده أنا اللى هتجنن .
ما أن فتح باب الشاليه حتى دفعها بالقوة و أغلق الباب و جذبها ناحيته و هبط بشفتيه على شفتيها بقوة لم تتخيلها .. بل و تألمت منها ..
إختفت أنفاسها .. فدفعته بيدها قليلا .. فتنبه لجموحه الشديد .. فإبتعد عنها قليلا و همس أمام شفتيها :
- آسف .. بس خلاص مش قادر .. كنت بتجنن و أنا مش قادر أديكى حقك و آخد حقى .. بس خلاص جه وقت الحساب .
تركته و إبتعدت مسرعة .. و هى تجذب فستانها .. و فجأة شعرت بقدميها تترنح بالهواء .. فصرخت به قائلة بذعر :
- نزلنى يا مجنون .
سار بها ناحية غرفة النوم و هو يقول بنظرات جائعة ملتهبة :
- الجنون اللى بجد هوريهولك و عملى .
ما أن دلفا لغرفتهما أنزلها على ساقيها فركضت مبتعدة عنه و قالت بلهاث مذعور :
- إحترم نفسك إنت سامع و لا ﻷ .
خلع سترته و ألقاها أرضا و هو يقول بمداعبة :
- بتهربى منى .. هتروحى فين يعنى .
تطلعت حولها و قالت بضيق :
- لو ما بعدتش عنى هصوت و الله .
خلع رابطة عنقه و قال بحماس زائد :
- صوتى من هنا للصبح .. محدش هيسمعك يا قطة .
و إنقض ناحيتها فى خطوة و كبل ذراعيها و دفعها ناحية الفراش و إرتمى بجسده عليها و طالعها مطولا قبل أن يقول بمداعبة :
- ده إنتى داخلة على ليلة مش هتنسيها يا قمر .
عضت على شفتها السفلى و قالت بغضب مفتعل :
- هزعل منك و الله .
مرر شفتيه على شفتيها بنعومة و تحدث عليهما قائلا بصدق :
- ما فيش زعل تانى يا قلبى خلاص .
و قبلها بنعومة جعلت مقاومتها تختفى كليا و ذابت معه فى عالمه المكتمل لأول مرة ...


إنتهى الفصل السادس عشر ...


قراءة ممتعة ..


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 01:05 AM   #469

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

هستنى تعليقاتكم بسعادة ...
و توقعاتكم للمتبقى ...

يا رب ينول إعجابكم ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 01:10 AM   #470

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taheni مشاهدة المشاركة
فارس زودها عنيييييد و رأسه يابس لايكفي انه غلط معها و يحملعا الذنب 😒😒 رح نشوف عناده وين رح يوصله.
احسن واحد فيهم طلع حمزة انقلب 360 درجة. كأنه الأمور انقلبت مع الشباب. رامي مازال على نفس الموال أيضا العناد يجري في دمهم 😔
أكثر شي حبيته مهاب و عفويته و برائته 😍😍😍😍
موفقة حبيبتي 🌹😘😘 بانتظار بقية الأحداث
عند فارس هيدفع ثمنه غاليا ... و ده هنعرفه الفصول المتبقية ...
شوفتى حمزة و جماله ... و لسه لما تقرأى البارت التانى ...

رامى بدأ يتغير بس واحدة واحدة ....
مهاب السكر حبيبى ... 😘😘😘

هستنى رأيك بعد البارت التانى و ملاحظاتك على المجمل ...
ربنا يخليكى ليا يا قلبى و شكرا بجد على رقتك ...


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.