25-09-19, 11:09 PM
| #102 | ||||
|  الفصل الثاني عشر 🍥🍥🍥🍥 #وشم_وردي 🌸🌸🌸🌸🌸🌸 تنهدت بعمق، تخرج مع زفراتها كل ما يعتمل في صدرها ، من الم و بؤس، بل و كراهية للذات ، شعرت بها تغلي في صدرها كالمراجل، متجاوبة مع دموع عينيها التي تسيل دون رادع، منذ وفاة حماتها ، من ثلاثة اشهر مضت . لن تنسي ابدا تلك الايام المريرة ،حين استيقظت سعاد تشعر بألم خفيف في صدرها ، و طلبت من عمر ان يهاتف احمد لأنها تفتقده بشده، و ما ان علم احمد بمرضها حتي جاء علي عجالة، و قد ظن الجميع انه عرض زائل للجهد الزائد التي بذلته اثناء السفر و العودة ،ما عادا سعاد التي كانت كما يبدوا تشعر بدنوا اجلها؛ فقد اغدقت علي الجميع من حنانها ، كانت توصيهم وصية مودع، حتي انها طلبت من احمد ان يأتي بريم لزيارتها ،و لم يمهلها القدر سوي يومان، حين دخل عمر الي غرفتها ليوقظها ؛بعد ان تأخرت في الخروج من غرفتها خلافا لعادتها . فوجدها رحلت بهدوء، و هي مستنده بظهرها علي مقعدها المفضل امام سجادة الصلاة ، و قد انتهت من اداء صلاة الفجر. كانت الفجيعة مؤلمة للجميع، فقد انطفأت الوجوه ،و خبت الابتسامة في المنزل، منذ رحيلها و كأنها قد استلبت الحياة و الروح من هذا البيت . عاد احمد الي عمله بعد ايام قضاها متقبلا العزاء مع اخيه؛ الذي زاد انغلاقه علي ذاته و انعزاله عن الجميع، بعد ان كانت الصدمة الاولي من نصيبه هو ،و علي الرغم من ذلك زاده الحزن هدوء و برود، و كأنه قطع منه شريان جديد من شرايين حياته، فتركته بليدا غير مبالي . اما زهراء فقد شعرت بمرارة اليتم للمرة الثالثة، فقد كانت حماتها ام حقيقة لها، مصدر للأمان و الحنان، بل و الانتماء ،فقد كانت تشعر انها بانتمائها لحماتها تنتمي لبيتها و ابنها ،قد استأصل هذا برحيلها ،استغفرت ربها و هي تمحي اثار دموعها ، تدعو للغالية الراحلة بالرحمة و المغفرة . ثم حزمت امرها ،متوجهة بعزم نحو غرفة عمر، تتحسس اغراضها و تجمعها ببطء، و قد عادات دموعها تتجمع و تغسل وجهها دون ان تعيرها ادني اهتمام. ما ان انهت مهمتها حتي سحبت الحقيبة الي غرفتها مرة اخري، تجلس بهدوء تنتظر زوجها ، لتسلم له قيده و تحرره من عبء اجبر علي حمله . ما ان عاد عمر من عمله منهك العقل و المشاعر ،قبل الجسد ملقيا السلام ببرود "لقد احضرت العشاء من الخارج اليوم ،اعدي المائدة حتي اغتسل انا " نهضت من مكانها ، تتجه للمطبخ بضيق كانت تعلم انه يشمئز من طعام الشارع، و اجبر اليوم لأن الفتاة التي تساعدها بعد وفاة حماتها ،اعتذرت اليوم لمرضها ، و لم تستطع هي المساعدة بالطبع لعجزها . لم يتبادلا سوي بضع كلمات قليلة، و حين قاما لتنظيف المائدة ، نظر اليها عمر وهي تتحسس امامها فوجد اثار بكاءها من احمرار عيناها و ذبولهما ، فقال بخفوت "سأنظف انا المائدة زهراء، و اعد الشاي، و نظفي انت الصحون " فعلت ما عليها بصمت، و ما ان جلسا في غرفة المعيشة؛ لاحتساء الشاي حتي همست بخفوت "عمر اريد ان احدثك في امر هام " التفت اليها، و قد شعر بالقلق ،من نبرات صوتها المصممة ،و قد بدت كقاضي علي وشك النطق بحكم لا نقض فيه "خيرا زهراء " قالت بصوت قاطع "طلقني عمر، انا اريد الطلاق" شعر بلكمة في صدره، حتي انه ارتد فعليا الي الخلف، و كاد ان يفلت الكوب من يده و هو يهتف بصدمة "ماذا تريدين ،هل جننت؟ " ثم هتف باستنكار "طلاااق!!!" قالت بنفس النبرة التي استفزته، و هي تقبض يديها معا علي ركبتيها "نعم انا اريد الطلاق، و في اقرب وقت ممكن " نهض من مكانه صائحا "لماذا ؟هل اسأت اليك بشيء ؟ ما الذي جعلك تفكرين في الامر من الأساس ؟ تجمعت سحب من الدموع في عينيها "لا عمر انت لم تسيء الي ،بل انا فعلت " شهقت قائله "ارجوك نفذ لي ما اريد لأنسحب من حياتك بهدوء " خفف من حدة نبرته، و هو يجلس علي الأريكة بقربها ، يستوعب توترها، من هيئة جسدها المشدود ،و قبضتيها المتوترتين "تحدثي الي ،ما الذي حدث لكل هذا ؟ ناقشيني انا اعلم انني كنت اعاملك بجفاء، و برود بعد وفاة امي ، و لكن لم اقصد الإساءة اليك، انا فقط متألم جدا ،لقد شعرت بالدمار لفقدها ، لقد كانت حياتي بأكملها ، و رحيلها هكذا دون مقدمات صدمني ، كنت اظنك ستلتمسين لي العذر زهراء ،لقد ظننت ان العشرة التي بيننا تسمح لي بهذا القدر من عدم المجاملة و المراعاة، و انا احاول التأقلم مع عدم وجود امي في حياتي " رفعت زهراء يدها و هي تحاول ان تسكته "ارجوك لا تعتذر، ارجوك، اقسم ان الامر ليس هكذا انا فقط ..... قطعت حديثها استحثها برفق "انت فقط ماذا؟ .. تحدثي زهراء ،سأتفهم الامر صدقيني " تقطع حديثها و هي تقول وسط دموعها "انا عبء ثقيل عليك ،اضطررت ان تحمله مرضاة لأمي رحمها الله ، و الأن برحيلها ليس عليك ان تتحمل المزيد ،طلقني يا عمر اتوسل اليك، و ابحث عن زوجة مناسبة تشاركك حياتك ،و تتحمل معك اعبائك، لا تزيدها عليك " حاول محاورتها بهدوء "و الي اين ستذهبين ،ان فعلت لك ما تريدين؟ " قالت بخفوت "الي اعمامي .. هتف باستنكار "اعمامك!!!لقد جننت حقا " قاطعته بغضب "لما ! انا ابنة اخيهم و مسئولة منهم شاءوا ام ابوا ، ان كان الغريب تحملني افلا يتحملني ذوي دمي " هتف بعتاب "الغريب زهراء ،انا غريب!! " عضت علي شفتيها بندم "انا لم اقصد ذلك ،ارجوك انا فقط اريد لك الافضل، انت تستحق ذلك ،لقد ظلمتك كثيرا انا و امي رحمها الله بزواجك مني، و فوتنا عليك فرصة الزواج من فتاة مناسبة لك، و تكوين اسرة " ثم اطبقت اجفانها لتمرر دموع عالقة بأهدابها ، تهمس بألم "لقد سمعت حديث امي اليك، قبل وفاتها عمر، و هي تطلب السماح منك ،ان كانت ظلمتك بإصرارها علي زواجك مني، و انا لا الومها ، فأرحها في قبرها ،و ارح ضميري، و افعل لي ما اريد " وقف هاتفا بصرامة "لن يحدث هذا ابدا ،انا ابدا لن اطلقك، و لن تخرجي من بيتي لأي مكان اخر " ثم استدار اليها قائلا "ان كنت انتظرت قليلا ،لكنت سمعتني و انا اجيب امي، انها هادتني بهدية، ارجو ان يقدرني الله علي الحفاظ عليها، و كنت سمعتي دعاؤها لي؛ لأني لن اخذلها في المحافظة علي امانتها " صمت يلتقط انفاسه ثم اكمل بهدوء "لن استمع لهذا الهراء مرة اخري، انت امانة امي لدي ،و انت لست عبء كما تظنين ،انا اعلم زهراء ان العلاقة بيننا ليست سوية بالمرة، و لكن انا لدي اسبابي، و صدقيني انت لست منها ،و لكني كنت اظن ان التفاهم بينا يجعلنا نتغاضى عن الأمر " غزا الاحمرار وجهها تقول بارتباك "عمر ارجوك، لا تحمل كلامي ما ليس فيه " قاطعها بحزم "اذن سننهي الامر، و لن نتحدث فيه مرة اخري ، لقد خففت عني كثيرا وحدتي زهراء بعد امي، و امتصصت المي و غضبي بصبر ، انا لم اكن أتخيل ماذا سأفعل بعد وفاة امي دون وجودك" اقترب منها، يضم قبضتيها المشدودتين بين يديه "انا لن اطلقك ابدا، و لن اترك لاحد اخر رعايتك ،طالما في صدري نفس يتردد " قالت راجية "اذن تزوج يا عمر ارجوك، و انا سأذهب معك لخطبة من تشاء " هتف بغضب مصطنع "يا الهي الا تستسلمين!! انا لا اريد الزواج، و لن اتزوج " ثم قال بمرح " و هل ان تزوجت انا ، ستشاركيننا الغرفة مشجعة من علي اريكتك المفضلة في غرفتي " سحبت يديها بعنف ،و هي تصيح بارتباك ،و قد شعرت باشتعال وجنتيها "احترم نفسك عمر، الا تستحي مما تقول!! " نظر الي احمرار وجهها بتسلية "انا فقط افند ما تريدين بمنطقية " هتفت و هي تغادر الغرفة بخطوات متعثرة "لقد اصبحت لا تطاق " ما ان اغلقت الباب خلفها، حتي لفظت توترها كله في زفرة اخرجتها ،و يدها علي صدرها ، ثم شعرت بسخونة وجهها هي تهتف بحنق "الوقح قليل الادب " تركها بمفردها، علها تهدئ كان مقدرا لمشاعرها و احساسها انها ضيفة قصرا في بيته، و لكنها لا تعلم انه تخطي هذا الامر، منذ لم يتذكر عمر ،منذ متي توقف علي ان يشعر بزهراء كدخيلة في حياته اولا ،و بيته ثانيا ، تنهد و هو يلقي راسه الي الخلف علي الاريكة، انه لم يكذب علي زهراء ،فعلا هولا يريد الزواج بل يشعر من النفور من مجرد التفكير بالعلاقة الجسدية بين الذكر و الأنثى، لقد استشار طبيب و اثنان في الامر دون ان يعلم احد، و اجمعا ان الأمر لديه ليس عضويا ابدا، بل اوصوه باستشارة طبيب نفسي . و لكنه لم و لن يفعل هو يعلم جيدا السبب ،ربما لهذا زهراء هي الوحيدة التي لا ينفر من لمسها في المرات القليلة التي اضطر فيها لذلك، او فعلها دون وعي ،لأنه يعلم ان العلاقة الجسدية ليست جزء من علاقتهم، هي لمسات عاطفية خالية من شهوة محركة لها ،اسبل جفنيه و هو يتذكر حزنها علي امه، و كأنها فقدت امها هي، كانت تحاول مواساته هو و احمد بكل الطرق، من تذكيرهم بأجر الصبر علي الفقد ،ثم بعمل والدتهم الصالح المتمثل بهم ،ثم اقترحت عليهم الصدقات الجارية التي امتثلا فورا لفعل العديد منها. مال جانب فمه بشبه ابتسامة، و هو يتذكر ليالي العزاء الاولي، حينما خلد الي النوم، ينهشه شعور بالبؤس و كوابيس عادت تطارده من جديد، فلم يستفق سوي لشعوره بيد حانية علي جبينه ،و حين فتح عينيه وجد زهراء بجانبه تتمتم ببعض الآيات و الأدعية لتهدئته، و دموعها تجري علي وجنتيها ؛ حتي انها لم تشعر به حين نظر اليها، و لا حين استسلم مرة اخري الي النوم تحت يديها. 🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥 "قطة علي صفيح ساخن" هذا الوصف الامثل لوضعها ،منذ هاتفها في الصباح معلنا ان العقد و الزفاف بعد اسبوع ،لقد قرر و هاتف والدها للاتفاق و كان اعلامها في ذيل قائمة اهتماماته ،هو حتي لم يستمع اليها في منحها المزيد من الوقت ، بل ابلغها بالموعد المنكوب و قطع للاتصال. كانت ممزقة يحثها عقلها و قلبها علي التحدث معه ،و توضيح الامر عله يفيق من غفلته ، و من اوهام انتقامه المزعوم ،و شيطانها يحثها ان تذيقه مرارة الهزيمة ،ان تنتشي بالانتقام منه ،من تهشيم ما تبقي لديه من احترام لها و لنفسه . كانت تعلم انها تؤذي نفسها بإيذائه ، انها تدمي قلبها قبيل جرح كبريائه" "عله يغفر لك ،عسي ان ينتصر عشقه القديم ،و مرؤته علي ندوب رجولته " همست بها صدي اماني تتردد في قلبها ،تداعب روحها ترجوها ان تمتثل لها . فتواجهها كرامتها تلجم احلامها "بئس الحب و الغفران ،لقد زلت قدمك الي القاع ،هل اصبح هذا اقصي امانيك ان تثيري شفقته ،ان يحنو عليك كما يحنو علي جرو جائع " قطرة يتيمة من سماء عينيها انهت تلك الخدوش المتبادلة بين حبها و كرامتها ،حين لاحت لها سعادة ولادها ، و ذلك الامل الذي عاد يتوهج في عينيه ان يحظى بأحفاد يكونوا له العوض عن ولده الذي لم يكتب له ان يسعد به . 🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥 "ماذا يفعل بنفسه و بها" استنكارها و البغض الذي اتشحت به نبراتها حين اخبرها بموعد عقد القران ،اجبراه علي ان يعيد علي نفسه ذات السؤال الكريه ، لماذا علي الامر ان يصبح بهذا الشكل . لما لا تبرر و تعتذر ،لما لا تصحح اعتقاده تجاهها،،و سيرضخ قلبه طوعا او كرها ، لقد كادت ان تسلب قلبه للمرة الثانية حين اتت لمواساته بعد وفاة والدته ،لم تكن مواساة ،بل كانت سند له في تلك المحنة المريرة ،واست زهراء التي كادت روحها ان تزهق ،برحيل امه ،حتي انها باتت ليلة الوفاة الاولي بشقة زهراء لتكون بجانبها ، كان يشعر بصراعها الداخلي ،كانت تمد له خيوط الوصل ،و ما ان يلتقطها متجاوبا حتي تفلتها ،علي يقين هو انها لا تتلاعب به او معه ، ليست ريم حتي ان ارادت لا تستطيع فعلها ،هي تقاتل ما بداخلها مثله تماما . هناك ما يوثقها ، و يقيدها و لن يكون احمد ان لم يعلم بما تخفيه عنه . 🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥 بكرت صباح بحضورها في اليوم التالي و هي تكاد تصم أذن زهراء و هي تتابع تحركها النشيط في المطبخ "اقسم لك زهراء كنت سأتي بالأمس؛ و لكني شعرت بألم في مفاصلي؛ فحدثت نفسي لا تجهدي نفسك صباح حتي لا يزداد الامر سوء، ثم ارتديت ملابس صوفية، و ذهبت الي السرير، و تدثرت جيدا حتي تعرقت في عرق العافية ،و الحمد لله اصبحت كالحصان " حاولت زهراء ان تقاطعها ،متمنية لها السلام، و لكنها كعادتها اتجهت لموضوع اخر "هل اتت عبير لزيارتك بالأمس، هذه الفتاة انا لا ارتاح لها ابدا ،و هي ايضا تبادلني العداء لأنها تشعر اني اعلم ما تخطط له ،انت طيبه جدا سيده زهراء و يجب علبك قطع قدمها من البيت ،هذا الصنف من النساء .. صاحت زهراء بحزم ، توقف مجري الكلمات التي تتدفق من فم الفتاة و "صباح ،توقفي قليلا عن الثرثرة هل انتهيت من تحضير الافطار ام لا؟ " تناولت صباح صحن اخر، تضع فيه شرائح الطماطم و هي تجيب "كدت انتهي ،اذهبي انت لأيقاظ زوجك ،و انا سأعد الطاولة " خرجت و هي تكتم ضحكها، هذه الفتاة فعلا مشكله انها في التاسعة عشر من عمرها ،و لا تتخذ متعة لها الا في الحديث و الثرثرة ،و نشر افكارها الشخصية في الجيران عبر الهزر ،و اخيرا الحديث عن خطيبها المتيم بها ،و لكنها احبت زهراء، و كذلك زهراء شعرت بالارتياح تجاهها، خاصة بعد تزكية عمر لها في تربيتها و سلوك والدها و هو احد العامليين في متجره. ما ان دخلت زهراء الغرفة، حتي وجدته يهم بالخروج و هو يسالها "هل تبحثين عن حبوب للصداع ؟،انا اسمع صوت صباح من هنا " ابتسمت زهراء و هي تجيب "انها رهيبة عمر، حين تبدء لا يستطيع شيء او شخص ايقافها ،و لكني احبها فعلا ،هل انتهيت فصباح في انتظارك لتسمعك نشرة الاخبار الصباحية " ما ان اتخذ مقعده، و هو يلقي تحية الصباح حتي بداءت صباح بالتقرير الاخباري النهاري، و لم تصمت حتي صاح عمر، و امرها ان تتوقف، و تذهب الي المطبخ او تجلس لتتناول الافطار معهم بهدوء، غادرتهم و هي ترغي و تزبد، ما ان هدأت العاصفة حتي سالت زهراء "الم تتصل بأحمد ؟ " رفع نظره اليها متفاجأ "لا كنت منشغل ،لما تسألين؟ " قالت زهراء بخفوت "لم يبق له سوانا عمر، و قد صدم كثيرا بموت امي رحمها الله ،و ايضا حين هاتفت ريم للاطمئنان عليها منذ يومين ،و سالتها عن موعد العقد لم تجب علي بوضوح، يبدو ان احمد لم يخبرها بشيء مما قال ،هناك ما لم افهمه في علاقتهم و يشعرني بقلق ،حين سافر منذ اسبوع اخبرنا ان عقد القران بعد شهر دون حفل زفاف ، و انه سينتقل الي فيلا حماه ،و لكن يبدو ان ريم لا تعلم عن تحديده للموعد، و انا تراجعت في اللحظة الاخيرة عن اخبارها خشية ان اتسبب بمشكلة " انهي طعامه، و هو يهم بالمغادرة قائلا "خيرا فعلت زهراء ،انا سأحدثه مساء بعد عودتي ،و الأن هل تريدين شيء لقد تأخرت " ردت بهدوء ردها المعتاد منذ وفاة حماتها "لا اريد شيء، في رعاية الله و حفظه " ما ان تردد صدي غلق الباب؛ حتي هرولت صباح عائدة من المطبخ و هو تسأل "هل غادر السيد عمر؟ ،الحمد لله ،انا اشعر بالرعب منه ،كان الله في عونك زهراء، ان نظراته الحادة تشعرني ان مخطئة طوال الوقت " ضحكت و هي تقول "لما لا تقولين عمر مثلما تناديني زهراء ؟،لما هذه التفرقة" شهقت صباح باستنكار، و هي تضرب بيدها علي صدرها "اقول عمر هكذا !!! اذا كان والدي حين يتحدث عنه في بيتنا ،لا يقول الا السيد عمر ،انت لا ترين هيبة زوجك " ،ثم انتقلت بحديثها كعادتها لنقطة اخري و كأنها تحدث نفسها "هو وسيم فعلا ربما اوسم من حسن، و قد ازدادت وسامته بعدما اطلق لحيته بعد وفاة والدته، و لكن تلك اللحية بالذات زادته هيبه، و زادت نظرات عينيه حده " قاطعتها زهراء "لو سمعك حسن، و انت تتحدثين عن زوجي هكذا لقطع لسانك و فقأ عينيك " شهقت صباح وهي تصيح "صدقتي زهراء انه يغار علي من اخي، ما بالك بالغريب ،لا تغضبي مني، انا احترم السيد عمر يكفي حب ابي له ،و لكن انت كشقيقتي و اخشي عليك مما يحاك وراء ظهرك " التفتت زهراء اليها باهتمام و هي تسأل "و ما الذي يحاك وراء ظهري صباح ؟،ماذا تخفين عني؟ " اكتسب صوت صباح الجدية و هي تقول "الا تشعرين بغرابة الزيارات المتكررة، لتلك المدعوة عبير" قطعتها زهراء بغضب و هي تهتف "صباح لا تذكري احد بسوء هنفت صباح بإصرار "انا لا اذكرها بسوء ،انا اقول ما اراه انها لا تأتي الا في اوقات عودة السيد عمر، و حتي يوم الجمعة التي تعلم هي جيدا انها عطلته، و بوجوده في المنزل تأتي مبكرة عن موعدها ، و تظل تسرح ببصرها في المنزل ،هذا غير صوتها المرتفع و ميوعتها في الحديث حين تتأكد من وجوده ،" ردت زهراء، و هي تزن كلام الفتاة في عقلها "و لكن هذا لا يعني شيء صباح ،فعمر لا يجالسنا هو فقط يلقي السلام في طريقه لغرفته حين يري ضيفة " هتفت الفتاة مستنكرة "ذلك لأنك لا ترين ما ترتديه، و لا نظراتها اليها ،انها تكاد تلتهمه بنظراتها " شعرت زهراء بشعور مؤلم يربض علي صدرها و قلبها ،من كلام الفتاة و قد تداعت العديد من الاحداث في رأسها، فالمدعوة عبير كانت دائمة الحديث عن عمر ،و السؤال عنه بطرق ملتوية ،لم تلتفت اليها زهراء في حينها ،بل و تتعمد ذلك حين يحيد الحديث الي مواضيع اخري تمتمت زهراء بخفوت "و لكن انا اثق في زوجي صباح، مؤكد هو لن يلتفت لكل هذا " تنهدت صباح، و هي تهادن في الحديث كأنها تقنع طفلة بواقع يعلمه الكبار "يا زهراء يا حبيبتي ،مهما كان زوجك محترم، و مهما كانت مدي ثقتك به و لكنه يظل رجل و لا يجب ترك الامور هكذا ثم ...... قطعت صباح كلام بتردد ،و شعرت زهراء حينها بإن هناك المزيد ،و هذا المزيد هو الأسواء فاستحثتها بهدوء "ثم ماذا صباح تكلمي؟ " قالت صباح بعزم "انها تذهب اليه المتجر، لقد رأيتها بعيني مرتين هناك " لم تستطع زهراء منع صيحة الاستنكار التي خرجت من فمها و هي تهتف "ماذا!!!هل انت واثقة؟" همهمت صباح بعصبية "نعم ،لم اشاء ان اخبرك حتي لا اتسبب بمشكلة ،و لكني لما استطع الصمت اكثر من ذلك و انا اراها تخطط و تنفذ بهذه القذارة" | ||||
|  |
|
25-09-19, 11:28 PM
| #105 | ||||||||
| نجم روايتي 
| عبير الضيف الثقيل على قلوبنا في الرواية ...باين عليها بتكون المنعطف الاخير فيه الي بتقلب علاقة عمر بزهراء راسا على عقب 😂😂 ومنتظره بفارغ الصبر هذا الانقلاب😎 احمد العاشق الواثق والمبرر لأخطاء حبيبته بس يبيها هي الي تقول عليها وهي ما تبي تبرر له ( الا ي لييل ما طولك ) 😒😒😒 بنشوف التوم وجيري لمتى بيستمروا 😁😁 شكرا للفصل المحوري الجمييل ❤ نسيت اقول ي عيني على الي يعبر عن مشاعرة وهو من قبل كان جبل جلييد ي سيد عمر 😝😋 | ||||||||
|
| |
|
26-09-19, 03:23 PM
| #107 | ||||
| نجم روايتي
| وفاة السيدة سعاد جعل زهراء تشعر باليتم والوحدة... فطلبت من عمر الطلاق لكى لا تكون عبىء علية... ولكنة رفض ذلك ... عبير واضح انها معجبة ب عمر وتحاول التقرب منة وذلك سوف يؤلم زهراء ويجعلها تشعر بالنقص والغيرة... تسلم ايدك على الفصل ❤❤❤ | ||||
|
| |
|
26-09-19, 04:45 PM
| #108 | |||||||||
| عضو ذهبي 
| زعلت جدا علي وفاة سعاد كانت نعم الام والصديقة ليهم كلهم ياريت ريم واحمد يتكلموا عشان سوء التفاهم اللي فرقهم ينتهي والماضي يتوضح ويقدروا يكملوا حياتهم من غير مشاكل حلو جدا موقف عمر وانه ما تخلاش عن زهراء وصباح دي رغاية اوي يادي النيلة هو احنا نخلص من نيهال وبنتها تطلعلنا الزفته عبير معدومة الحياء دي تسلم ايدك ياجميل | |||||||||
|
| |
|
26-09-19, 11:39 PM
| #109 | |||||
| اقتباس:
تسلمي حبي سعيده برايك 💜💜💜 | |||||
|
| |
|
26-09-19, 11:39 PM
| #110 | |||||
| اقتباس:
| |||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
