آخر 10 مشاركات
ذكريات سجينة (69) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الثاني من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ذكرى ضاعت منه(132)للكاتبة:Dani Collins (الجزء الثاني من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          363 - رجل غاضب - روبين دونالد (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-19, 09:28 PM   #61

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewity Smile 1


عمة عمر هناء وابنتها امرأتان وقحتان عديمتى الذوق والاخلاق
ماهذا التبجح واللزوجة التى هما فيها
ماكم هذا السؤ بنفسهما

عمر ماحلاك احلا رمى واطلاق قذائفك الحارقة عليهما
زهراء اكلت كل الايس كريم واخذت خاصة عمر
عمر يالهوى بيرمى دبش
والله مااحلاكى زهرة لاتعرى لكلماتة ادبالا والاحلى اخذت الايس كريم
عمر لزهراء تنامين كالعنكبوت
انا لو زهراء
ماانت بتنام كاتنين فى اية ياعم الحاج اهدى وكفاك رمى دبش
سلمت يمناكر بدر البدور فصل روعة


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-19, 02:42 AM   #62

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

وقاحة وقلة ادب متناهية من الساحرات الشمطاوات العمة وبنتها منهم لله
مرام قمة فى الوقاحة وانعدام الاخلاق اللى تسمح لنفسها انها تدخل غرفة واحد ومراته بدون استئذان وترمى بتلميحات وقحة وكمان ليها عين تعيب على النقاب ولبس زهراء
نهال منك لله انتى وبنتك كلامك زى السم بس عجبنى ردود عمر عليكى وتجاهل زهراء

والله زهراء عسل طيب هى بترفع رجليها على الحيطه عشان الارسال ياعنى ولا ايه
انا كمان عايزه ايس كريم حجم عائلى زى زهراء
ياترى مين الوافدة الجديدة اللى انجرحت من احمد

تسلم ايدك ياقمر


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 08:41 PM   #63

بدر albdwr

? العضوٌ??? » 452462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » بدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
وقاحة وقلة ادب متناهية من الساحرات الشمطاوات العمة وبنتها منهم لله
مرام قمة فى الوقاحة وانعدام الاخلاق اللى تسمح لنفسها انها تدخل غرفة واحد ومراته بدون استئذان وترمى بتلميحات وقحة وكمان ليها عين تعيب على النقاب ولبس زهراء
نهال منك لله انتى وبنتك كلامك زى السم بس عجبنى ردود عمر عليكى وتجاهل زهراء

والله زهراء عسل طيب هى بترفع رجليها على الحيطه عشان الارسال ياعنى ولا ايه
انا كمان عايزه ايس كريم حجم عائلى زى زهراء
ياترى مين الوافدة الجديدة اللى انجرحت من احمد

تسلم ايدك ياقمر
يسلم قلبك و عمرك حبي
كلامك و تفاعلك اسعدني جدااااا
سلمت حبي❤❤🌹🌹🌹


بدر albdwr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 08:43 PM   #64

بدر albdwr

? العضوٌ??? » 452462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » بدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
عمة عمر هناء وابنتها امرأتان وقحتان عديمتى الذوق والاخلاق
ماهذا التبجح واللزوجة التى هما فيها
ماكم هذا السؤ بنفسهما

عمر ماحلاك احلا رمى واطلاق قذائفك الحارقة عليهما
زهراء اكلت كل الايس كريم واخذت خاصة عمر
عمر يالهوى بيرمى دبش
والله مااحلاكى زهرة لاتعرى لكلماتة ادبالا والاحلى اخذت الايس كريم
عمر لزهراء تنامين كالعنكبوت
انا لو زهراء
ماانت بتنام كاتنين فى اية ياعم الحاج اهدى وكفاك رمى دبش
سلمت يمناكر بدر البدور فصل روعة
سلمت غاليتي
الله يسعد قلبك ع جمال تفاعلك ❤❤❤❤🌹


بدر albdwr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 08:43 PM   #65

بدر albdwr

? العضوٌ??? » 452462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » بدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond repute
افتراضي

دقائق و يتم تنزيل الفصل السابع 😚😚

بدر albdwr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 09:43 PM   #66

بدر albdwr

? العضوٌ??? » 452462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » بدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond repute
افتراضي

هلا حلواتي❤
الفصل السابع

كان يصعد اخر درجة من الدرج المؤدي لطابق والدته حين شعر باستنفار في حواسه ،و استشعار لخطر لقادم ،لم تتجاوز نظرات عينيه سور الدرج حتي وجد مصدر هذه الذبذبات ، فتاة متوسطة الطول، ممتلئة القوام دون بدانة، ترتدي حجاب وردي اللون و بدلة بيضاء تناسب قوامها ،كانت تواليه ظهرها، و هي تدق الجرس علي باب زهراء ،و لكن قلبه و الغضب الذي استعر بروحه انبأه بهويتها ،استعاذ من الشيطان و هو يرد هذا الخاطر المستحيل عن عقله، مقتربا منها ، يسعل ليجذب انتباهها متسائل
"هل تريدين زهراء؟"
.قطع حديثه حين شعر بجسدها قد تجمد، و يدها التي كانت تمس الجرس توقفت، كأن روحها قد انتزعت، و اصبحت تمثال شمعي دون حراك.
اما هي فقد شعرت ان نصل خنجر حاد قد اخترق صدرها ،و وصل الي قلبها عندما سمعت صوت من يحدثها، لم تشعر الا و هي تردد لنفسها
"ليس هو، ليس هو ،لا يمكن ان يكون هو، تناجي الله في نفسها الا يكون كابوسها قد تحقق اخيرا ،و في هذا الوقت خاصة "
نادي بنفاذ صبر
"انت انا احدثك، هل انت صماء؟"
عضت علي شفتها و اغمضت عينيها ،و هي تحاول ان تجمع شتات نفسها التي تبعثرت فقط لسماع صوته، ثم استنشقت الهواء ببطء ،و هي تذكر نفسها بنذالته و كذبه لتجمع بقايا غضبها و مقتها له لكي تستطيع مواجهته، مستديرة ببطء بصوت بارد
"لا انا لست صماء ،انا فقط بطيئة الاستيعاب ،صدق من قال ان الدنيا صغيرة جدا ،كيف حالك احمد ،"
جاء الدور عليه ليتسمر مكانه، و هو يلتقط انفاسه بصعوبة، و قد شعر ان هناك من يحجب عن رئتيه الهواء ،و هو يري نظرة الكره و الاحتقار في عمق هاتان العينان، اللتان طالما نظرا اليه بعشق و هيام .
نفض عنه جموده ،و هو يرد بنفس البرود
"بخير، كيف حالك انت انسة ريم؟ ام اقول سيدة؟ "
بسخرية مرة لم تحاول مداراتها
" انا بألف خير ، حمدا لله و ردا علي سؤالك الاول ،نعم انا ابحث عن زهراء، و لكن يبدو ان سوء الحظ يلازمني اليوم ؛فهي غير موجودة"
شعر بالغيظ لتجاوزها الاجابة عن سؤاله، ينظر الي اصابعها و هو يسب نفسه لاهتمامه، و لشعوره بالراحة ،و هو يراها عارية من خاتم خطبة او زواج
نحي مشاعره جانبا يستفزها بقوله
" و ماذا تريد ابنة الحسب و النسب من زهراء؟ "
بلهجة جليدية
"و ما شأنك انت ؟هل تعلم اين هي ام لا؟
يجاري جليدها بنفس الاستفزاز، يمط في حروفه
'اعرف اولا لماذا تريديها ؟ فأمثالكم لا يأتي من ورائهم خير "
تجاوزت عن اهانته مبررة
"زهراء كانت زوجة اخي رحمه الله، و انا ابحث عنها لأمر خاص"
اتسعت عيناه من الصدمة
" زهراء كانت زوجة طارق، هذا يعني ان طارق ...
قطع حديثة متأسفا
"اسف لخسارتكم ريم ،البقاء لله"
ترقرقت الدموع في عينيها هامسة
"الحمد لله، لقد مر زمن علي ذلك، شكرا لك"
قال بهدوء و هو يشير الي شقة والدته
"تفضلي ريم، زهراء موجودة في شقتنا"
قالت بتردد
" في شقتكم !! لماذا ؟
عاد الي سخريته
"لان زهراء اصبحت زوجة اخي ،و يجب ان احذرك امي تعتبر زهراء ابنتها، و هي كذلك في مقام اختي لذلك ،اياك و التفكير في الإساءة اليها او تكديرها"
انشق ثغرها عن ابتسامة ساخرة
"ضع سيفك في غماده، فانا اكثر من يعلم ان الشهامة ليست من صفاتك "
ابتلع اهانة ، كادت تخرج من فمه ،و هو يسمع عمته نهال من خلفه
"ماذا يحدث احمد؟ "
اسدل قناع هدوءه مستديرا اليها
"لا شيء عمتي ،هناك ضيفة تسال عن زهراء ،و كنا علي وشك طرق الباب ،هلا أخبرت زهراء لتضع حجابها "
لوت عمته شفتيها، و هي تختفي داخل المنزل ،ساخرة
"سأخبرها؛ لتحجب جمالها الفتاك عن العيون "
وجهت ريم حديثها اليه بسخرية
"يبدو ان خاصية عدم الاساءة لزهراء، محجوبة عن غيري"
دخلت الي غرفة الضيوف، يحوطها التوتر
"من يسأل عنها؟"
انها لا صديقات و لا معارف لها تقريبا ، من هذه و الاهم ماذا تريد منها نحت توترها
"السلام عليكم "
رد عليها احمد و ريم
"عليكم السلام "
قامت اليها لتصافحها بود
"كيف حالك يا زهراء؟"
ردت تتخبط في افكارها، تبحث عن هوية لصاحبة الصوت
"الحمد لله بخير ،و لكني لم اتشرف بمعرفتك "
عرفت نفسها
"انا ريم يا زهراء ،ريم اخت طارق رحمه الله"
ما ان سمعت زهراء اسم طارق، حتي انتابها حنين جارف لذكريات تحاول وأدها ،فتشبثت بأصابع ريم و هي تمد يدها الي كتفها تحتضنها ،و هي تقول بشوق و ود غلب تعقلها
"يا الهي ريم ،ريم اخت الحبيب الغالي ، كم كنت اود رؤيتك والتعرف عليك ،لقد كان طارق يذكرك دائما ،كيف حالك حبيبتي ؟
تحاول استيعاب كل هذه العاطفة الصادقة، التي لم تتعامل مع مثلها من قبل
"انا بخير حال و الحمد لله ،مبارك لك الزواج ،انا اخشي ان اسبب لك اي ازعاج"
اشارت بيدها مطمئنة
"اي ازعاج ،انت مرحب بك دائما ،اجلسي حبيبتي "
نظرت بسخرية الي احمد الصامت
"انا اريد ان احدثك علي انفراد زهراء، فالموضوع خاص جدا "
اشتعل الغيظ في قلب احمد ، و هو ينهض متوعدا في نفسه ان يرد اليها الصاع صاعين
"سأخرج زهراء ،هل تحتاجين لشيء؟"
شكرته بخجل
"شكرا لك احمد "
ما ان خطي احمد غرفة المعيشة، حتي سألته امه بفضول
"من هذه احمد؟ و ماذا تريد من زهراء؟
قال محاولا التورية، لوجود عمته و ابنتها ؛اللتان كانا يتحرقان لمعرفة صلة هذه الفتاة بزوجة عمر
"تقول انها قريبة لها من بعيد .،جاءت للسؤال عنها "
وضعت بعض الخيوط الصوفية التي تتسلي بحياكتها جانبا و تنهض
"سأذهب لأدخل لها ضيافتها، و استطلع الامر
ما ان اعدت سعاد الشاي ،و صحن الحلوى، للضيافة حتي سمعت صوت الباب فخرجت مسرعة؛ لتري زهراء و هي عائدة الي غرفة عمر شاردة، حتي انها لم تسمعها ؛حين سألتها هل غادرت الضيفة بهذه السرعة؟
شعرت بالقلق فخفت وراءها ، ما ان فتحت الباب حتي وجدت زهراء تجلس شاردة و دموعها تهطل ببطء علي وجنتيها، بخوف و هي تجلس بجانبها
"ماذا حدث يا ابنتي؟ من هذه ؟و ماذا تريد منك؟ "
تمسح دموعها بقبضتها متنهدة
"انها ريم اخت طارق رحمه الله يا امي، جاءت لتطمئن علي فقد علمت ان امي توفيت فجاءت لمواساتي، و الاطمئنان علي"
سالت حماتها بشك
"و هل كل هذا البكاء، لأنها جاءت فقط لمواساتك "
حاولت زهراء ان تبدد قلق حماتها
"لقد تذكرت امي و طارق رحمهم الله، لا تقلقي انت حبيبتي سأصبح بخير بعد قليل ،اخرجي انت لعمتي نهال؛ حتي لا تأتي هي و تراني بهذه الحالة ،و انا سأذهب لشقة امي قليلا، هل لديك مانع؟"
قالت هي تربت علي كتفها
"لا حبيبتي اذهبي ،انا اعلم انك تواجهين ضغوط عديدة ، يكفي نهال و حصارها لك ،اذهبي ،مع اني لا اعلم ماذا تفعلين هناك؟
و لكن لا اريد الضغط عليك خاصة مع وجود نهال"
مرت عدة ساعات حين دخل عمر، في موعد عودته المعتاد و يلقي السلام علي الجميع ،منحنيا ليقبل راس والدته
"امي حبيبتي اكاد اموت جوعا"
ثم ادرك عدم وجود زهراء فسال باستغراب
"اين زهراء ؟"
قالت امه بقلق
"لقد ذهبت لشقة امها و....
قاطعت مرام كلام سعاد
"جاءتها زائرة اليوم ،و بعدها ذهبت الي شقتها ،و لم نرها بعدها"
نظر عمر الي امه بتساؤل ،فأجابت بعدم اهتمام
"اذهب اليها عمر، و احضرها حتي تتناول معنا العشاء، و خذ المفتاح الاضافي في حال لم تسمعك، فانا اظنها غفت هناك"
اخذ عمر المفتاح و اتجه الي شقة زهراء ،طرق الباب عدة مرات و لم يسمع استجابة؛ ففتح الباب بهدوء و دخل؛ دهش من الظلام الذي احتل المنزل بأكمله ؛و لكنه تذكر ان هذا لا يمثل فارق لزهراء، بحث عن زر الاضاءة فأنار الصالة التي كانت فارغة، وجد غرفة باباها مفتوح، اتجه اليها بهدوء بحث بعينيه وجد الفراش فارغ ،و لكنه سمع صوت بكاء مكتوم سمره في مكانه تقدم بهدوء منيرا الغرفة
واتجه الي مصدر الصوت، فوجد زهراء تجلس مستندة بظهرها الي الحائط تفترش صندوق متوسط الحجم مفتوح، و يظهر ما بداخله، كان هناك اوراق مختلفة ،و صورتان لزهراء و رجل اخر يحتضنها.
تتحس بين اصابعها حلقة ذهبية ،حين شعرت بحضور شخص ما، و تأكدت من هويته حين تنشقت عطره
لم تنظر اليه ،و هي تتحدث انه حتي يشك انها كانت تشعر بوجوده من الاساس، كانت تبكي دون صوت ،شعر بهذا من ارتجاف يدها و فمها قالت له
"اتعلم يا عمر انه لم يلمسني قط، طارق ساحر فتيات الجامعة ذو العلاقات المتعددة، لم يلمسني كان يقول لي انت ماستي لن اضعك الا داخل محارة، و لكن ليس في بيتي بل في قلبي ،انت حلالي ،و لكن لن المسك الا بعد زفافنا، فانت هديتي و هدايتي من الله، التي سأصونها و احفظها من نفسي بنفسي، كانوا يحسدونني عليه، و يوبخونه علي سوء اختياره ،هو طارق الفاتن الملون، و السمراء القبيحة، كما سمعتك يوما تصفني، لكنه كان يكتفي بكلمه لو رأيتموها بعيني لعلمتم ،و لكني احمد الله الذي اعمي ابصراكم عنها"
ارتجفت ذقنها و هي تحارب دموع عينها كالأطفال
"لقد تركني ،تركني و ذهب ،و ذهب معه قلبي و بصري بل و حياتي، يا الهي صرت اخشي علي الناس من قربي، فالأول ابي الذي لم اتمتع بحنانه سوي بضع سنوات، لا اذكر منها شيء ثم زوجي الذي كان لي كل شيء ،و امي بعدها، انا اخشي عليكم مني،
شهقت تحاول السيطرة علي انفاسها المتحشرجة
" اخشي علي امك التي صارت امي، و اخشي عليك، و علي اخيك، اقسم لك يا عمر انا لم اوافق علي الزواج، الا بعد ان علمت من امي انك كاره للزواج، و لم تفكر اصلا في بناء اسره ،والدتك قالت لي سأزوجك آيا منها ،اقبلي فقط و لا تبتعدي عني، كادت تزهق روحها من البكاء و الرجاء ،اشفقت عليها و علي نفسي في البعد عنها ،هي اختارت لي احمد ،قالت
"هو حنون و عطوف ،و اب بالفطرة، و يريد الزواج و الاستقرار ،و انا ارتضيه لك ، اما عمر فهو اخر ما يفكر فيه الارتباط و الاستقرار، انه لا يفكر في الزواج اصلا حتي بت اخشي عليه من نفسه، و شيطانه ،فاخترتك انت خشية ان اضيع فرصة احمد في بيت و اسرة و زوجة محبه و اطفال ،
لم افكر بما رميتني به من نسج خيوطي حولك و حول امك، لاقتناص زوج يرضي بقبحي و عاهتي ،و لكني التمست لك العذر ليس عذرا واحدا بل اعذار، فمن من الاحياء يرضي بربط مصيره و لو صوريا بروح ميته"
نظر اليها، و هو لا يعلم هل هي تتحدث ام تهذي و ترهف دون ان تدري و لكنه صدقا لا يعلم ماذا يقول ،و كيف يخفف عنها، هو فعليا شعوره نحوها لا يتعدى الاشفاق علي المرارة، و الحزن ،و البؤس الذي يسكن قلبها، كان يتردد في ذهنه تساؤل
"هل روحه و قلبه بمثل هذا الجمود، الذي يسمح له ان يسمع زوجته و هي تتحدث عن زوجها السابق، بل و تنعيه و تنعي نفسها و روحها معه، دون ادني شعور بالحمية و لا الغيرة، ام مرد ذلك لشعوره تجاهها انها فعليا لا تخصه، و ليست له و لا هو اصلا يريدها ان تكون له"
ظل صامتا مستندا بظهره علي الجدار، بجانبها ارضا ثم وجه اليها سؤاله بهمس
"لما كل هذا اليوم زهراء ؟ما الذي جد لكل هذا ؟هل زائرتك اليوم هي السبب؟
اجابت عليه بخفوت
"زائرتي اليوم هي اخت طارق يا عمر ،لقد مرض والده فجأة و تذكر لأول مرة، ان لزوجة ابنه حق في ارثه من والدته ،يبدو انها صحوة ضمير مفاجأة ،فارسل ريم تسالني الحضور الي محام اسرتهم لاستلم ارثي "
قال عمر بهدوء و هو يلتفت اليها
"وبماذا اجبتها؟ "
عادت الي بكاءها الصامت و هي تهمس
"انا لا اريد شيء ،لن يعوضني شيء عما فقدت ،و حين اصرت علي انه حقي ،ابلغتها اني تزوجت و زوجي لن يقبل بهذا ،و انا ابدا لن اعرضه لأمر قد يشعره بحرج او جرح من بعيد او قريب"
قاطعها عمر بهدوء
"و لكني لا امانع زهراء ،هذا حقك "
قالت تزيل دموعها بقبضة يدها
"اعلم، انا اعلم انك لن تمانع ،و امي ايضا ،و لكن قلبي سيؤلمني لذلك ،فقد قررت ترك الماضي و طيه بهدوء ، لقد اورثني طارق حياتي ،و اكتفيت بذلك لقد دعوت الله كثيرا ان يجعل جزاء عملي الصالح في ميزان اعماله هو، لقد ضحي بنفسه من اجلي ،و شعر والده حينها انني انا من سلبت حياة ولده ،
فكيف تسلب منه ماله بسيف الارث ،من سلبت حياة ابنه "
حاول عقل عمر تشرب ما تفعله هذه الفتاة ،و عقد دون قصد او ارادة مقارنة بين فعلتها و فعل امرأة اخري في زمن اخر، سلبت حياة بل اثنتين ؛ من اجل ان تنتزع القليل لتتمتع بمباهج الحياة دون ضمير او شفقة علي ضحايا خلفتهم وراءها .
هز عمر رأسه، و كانه ينحي هذه و الخواطر و يمحي هذه الذكري القاسية
"زهراء يجب ان نعود ،امي قلقة عليك، و ستأتي بنفسها للاطمئنان ان تأخرنا اكثر "
قالت بخفوت
"انا لا اريد ان يراني احد هكذا ،انا اريد ان انام ،سأنام هنا الليلة "
قاطعها بحزم
"لن يحدث هذا ، لن اتركك هنا بمفردك ،هيا سأدخلك الي غرفتنا مباشرة ،و اعتذر للجميع بأنك مرهقة"
لم تجد زهراء لديها القدرة علي مجادلته، فتحسست الاشياء المبعثرة حولها لتسجنها مع ذكرياتها، ربما للمرة الاخيرة في صندوقها الخاص، ساعدها بهدوء، و وضع الصندوق بداخل خزانة ملابسها .
مد يده اليها ، لتنهض و لكن خانتها ساقها من طول فترة جلوسها بهذه الوضعية ،فأسندها بهدوء؛ تاركا اياها تستمد الدعم من الجدار خلفها ،ثوان قليلة و سارت امامه و لكنه اخذ ذراعها بين يديه بحزم
أطفئ الانوار خلفهما ،و اغلق الباب بهدوء، و غلفه شعور غريب، انه لم يوصد باب شقتها فقط ، بل اغلق علي كل ما مر بها من قبل.
اتجه بها الي حمام الضيوف القريب من غرفته ..
"ادخلي لتغتسلي، و بعدها الي الغرفة مباشرة، سأخبر امي لتدخل عشاءك الي الغرفة"
قالت برجاء و هي تشعر بالامتنان لما يفعله معها
"ارجوك يا عمر ،لا اريد عشاء معدتي متوترة بما يكفي "
رد بهدوء، و قد لمح عمته تغادر المطبخ، و تنظر الي وقفتهما رافعة حاجبها بسخرية
-كما تشائين ،ادخلي الان فعمتي علي وشك ارتكاب جريمة .
دخل الي غرفة الطعام، ،لتتسائل امه بقلق
-"اين زهراء يا عمر ،هل تركتها هناك
رد مطمئنا
"زهراء ستنام باكرا امي ،هي مرهقة و لن تتناول العشاء
حاولت امه النهوض
"سأذهب لأطمئن عليها، و اخذ اليها كوب حليب، هي لم تتناول غداءها اليوم كما يجب "
نهاها عمر و هو يستقيم واقفا
-استريحي انت امي، وتناولي طعامك، انا سأخذ الحليب اليها '
قالت مرام باستفزاز
"لما كل هذا عمتي ،طالما انها لا تريد العشاء اتركيها علي راحتها، و انت عمر تعال لتناول عشاءك ، فلن يؤثر ان اخذت اليها الحليب الان من بعد نصف ساعة"
لم يبالي عمر بحديثها و تركها ،لم يجد زهراء في الغرفة حين عاد اليها، و لكنه راها حين استدار خارجا و هي تتحس طريقها بهدوء الي الغرفة ،كانت ترفع نقابها، و نزعت حجابها ،فانسدل شعرها المبلل ،كل ذلك و هو ينظر اليها باهتمام صامت ،كان يشعر بدهشة من تلك الالفة بينهما الغير مبررة نظرا للمشاعر المفقودة في علاقتهم ،كان هناك دفء يحيط به حين يشعر بهذه المكانة التي رفعته اليها و خصصتها له حتي و لو دون قصد منها، كانت هناك خيوط خفية تغزل بينهما بصبر و تؤدة تستمد من الوقت، و العشرة متانتها ،هو غير راض عن ذلك ولكن متي كنا مخيرين في اقدرانا ،اخرجه صوتها من شروده ، تتسأل بحيرة
."عمر لما انت صامت و هادئ هكذا ؟،ماذا هناك؟"
قال ببطء، و هو مازال ينتشل وعيه ، مما يتلاطم في ذهنه افكار
"لا شيء ،انا اتيت لك بكوب حليب، اشربيه؛ طالما لن تتناول عشاءك"
ثم استطرد بهدوء
"امي طلبت مني ذلك ،و كانت تود ان تأتي لتطمئن عليك بنفسها"
قالت و هي تلتفت اليه، و ابتسامة هادئة ترتسم علي ثغرها "بارك الله لي فيكما ،شكرا لك عمر ،لقد اجهدتك معي و اخرتك عن العشاء ،اذهب انت و طمئن امي "
استدار خارجا ،و هو يغلق الباب ،و يقف خلفه لثواني يستشعر مذاق دعوتها له ،و تخصيصه لنفسها ، ثم هز رأسه مرددا
"يبدو ان الشمس قد اثرت علي عقلي"
ما ان جلس علي مقعده حول مائدة الطعام حتي
قالت مرام بدلال و هي ترنو اليه
"لقد تأخرت كثيرا ،لم استطع تناول الطعام ،و انت تشعر بالجوع و لم تتناول عشاءك بعد"
تناول معلقته و هو يقول ببرود
"شكرا لك مرام ،كنت قلق قليلا علي زهراء ،فلم اتركها حتي اطمأننت عليها "
لم يبال بنظرة الحقد و الغل ،التي رمته به وهو يشرع في تناول طعامه، و لكن لفت انتباهه صمت احمد ،و تلك النظرة الغريبة في عينيه، و هو شارد لا يكاد يدرك ما يدور حوله
ناداه قائلا
"احمد الن تتناول طعامك ، لا اسكت الله لك حسا ،انت صامت علي غير العادة"
رد احمد متجاهلا تلك النار، التي ظن انها خبت في احشاؤه، و لكنها كانت جمر يصفي رماده، ليشتعل بوهج صاف في جوفة
"انا بخير، و لكن ذهني مشغول قليلا ،فسأتسلم مشروعي الجديد غدا و قد علمت اليوم انه مشروع ضخم؛ لمجمع سكني يمتلكه رجل اعمال من حيتان السوق "
نادته زهراء و هي مستلقية علي الاريكة في غرفته تلك الليلة
"عمر هل لازلت مستيقظ"
قال بخفوت
"نعم ،هل تريدين شيء؟ "
سالت بصوت متردد
"هل مرام جميلة "
رد بتعجب
"نعم ،جميلة جدا"
"صفها لي "
قال بنبرة عملية
"هي اطول منك قليلا ،بيضاء ،و شعرها بني طويل جدا ؛و شديد النعومة ، عينيها بلون شعرها "
قاطعته
"هل لازلت تحبها؟"
رد بنفس النبرة
"لاا"
"اذن لما لا تتحدثا كعاقلين و تنهي الامر ؟"
"لأنها لن تتقبل الامر زهراء ،غرورها لن يجعلها تصدق ،ستظل تطاردني و امي و سينتهي الامر بقطيعة "

لم تنتظر مرام كثيرا، لشن هجومها التالي حين كان الجميع في غرفة المعيشة، يتجمعن امام التلفاز دون اهتمام حقيقي ،فكلا منشغل في حلقات منفصلة، فسعاد و نهال كان يتناقشان حول الزيارة المرتقبة لأهل والدة نهال، اما عمر و احمد حول العمل و المتجر الجديد، الذي ينوي عمر افتتاحه ويبدو انه يواجه بعض المشكلات، و مرام منشغلة بهاتفها في حين كانت زهراء تجلس بهدوء تستمع لما يدور حولها دون تركيز ،
فجاءة توتر الجو حين قالت مرام بدلال
"عمر حبيبي، اود ان التقط معك سيلفي، اضيفه الي البوم صورنا القديمة "
ثم انتقلت الي جانبه، و جلست علي مسند مقعده، و بداءت بالتقاط الصور دون انتظار اجابته
تهتف
"لقد اشتقت الي التنزه في مصر كثيرا، انت تعلم لم اتي لمصر من سنوات ، لقد سمعت ان هناك الكثير من الاماكن الترفيهية الحديثة ،يمكننا الذهاب اليها"
تولت امها زمام الحديث
"فعلا يا عمر، بجب استغلال عطلتنا، و وجود احمد للترفيه عن انفسكم، فانتم مازلتم صغار علي جلسات المنزل "
قال احمد بنبرة محايدة
"ليس لدي مانع ،ما رايك يا عمر؟"
استبقت نهال رد عمر، و هي تحثه بحماس
"موافق طبعا فهذا سيعيد ايامكم الخالية، اذهبوا انتم لأجل ابنة عمتكم المسكينة، لقد حزنت كثيرا الفترة الفائتة، و تحتاج للانطلاق و المرح، و انا و سعاد و زهراء سنحضر وليمة للعشاء ،احتفاء بعودة احمد "
قال عمر ببرود
"ليس لدي مانع بالطبع ،لكن، اذا وافقت زهراء علي الذهاب معنا"
قالت عمته بسخرية، و هي تحاول ان تخفي ضيقها و غضبها
"الي اين ستذهب زهراء؟ و ماذا ستفعل في مدينة ترفيهية؟ هل ستستقل الافعوانية بنقابها؟ ام ستدخل لتري مدينة الرعب؟"
ردت زهراء محاوله تهدئة الاجواء
"انا لا اريد الذهاب، فانا لا اشعر بالراحة في الاماكن المزدحمة ،اذهبوا انتم و تمتعوا ،فعمتي لديها حق يجب استغلال العطلة ،و سأذهب انا الي شقة امي؛ احتاج لبعض اغراضي من هناك"
قال مبتسما ببرود
"انا ايضا اكره الاماكن المزدحمة، و بما ان زوجتي لن تذهب فانا سأظل بجانبها ، و احمد سيقوم بالترفيه عن مرام"
علي الرغم من فشل مخطط مرام الرئيسي، في الذهاب مع عمر، الا ان كرمتها لم تجعلها ترفض، ان تذهب مع احمد فقط
فقالت بمرح مصطنع
" انت الخاسر يا عمر ،سأذهب لتهيئة نفسي ثم اعود لننطلق احمد "
حين قامت مرام لغرفتها، استأذنت زهراء هي الأخرى و انسحبت الي غرفتها هي و عمر كانت تبحث عن مفتاح شقة امها في احد الادراج حين دخل عمر و سألها "ماذا تفعلين "
قالت و هي تتحسس المفتاح بيدها
"ابحث عن هذا . مفتاح شقة امي سأذهب الي هناك لبعض اذا اذنت لي"
قال بلا مبالاة و هو يلتقط مفتاح سيارته ليغادر
"انت لا تحتاجين الي اذن مني افعلي ما شئت "
توجهت الي شقتها بعد ان استأذنت حماتها ، ما ان ولت زهراء ظهرها لهم ،حتي هتفت نهال بغل
"اقسم انك كبرت يا سعاد، و خف عقلك عن السابق"
ردت سعاد متصنعة عدم الفهم
"ماذا هناك يا نهال ؟هل جننت ؟"
قاطعتها، و هي تقول بفحيح
" كيف تسمحين لابنك بهذه الزيجة ؟ هل هو ذو عاهة او ناقص اهلية لتزوجيه هذه الزيجة الغبراء ؟عمياء يا سعاد ابنك كالورد شباب ،و مال و نسب، كيف وافقته؟ كيف؟"
قالت سعاد و هي تصب اهتمامها علي تنظيف الخضروات، في حوض الماء امامها
"بل انا من عرضت زهراء علي عمر "
رفعت نهال حاجبها بغيظ و استنكار، و هي تتناول السكين من امامها، و كأنها علي وشك ان تصيب به احدهم
"نعم ،هذا يؤيد وجهة نظري ،لقد خف عقلك "
قالت بنفس الهدوء
"لقد اخترت لابني يا نهال ،من ستحفظه و تتحمله في كل وقت ،زهراء صبورة و نقية القلب ،
نقاء قلبها سيمتص غضب عمر علي كل من حوله ،و صفاء سريرتها سيخفف جلده لذاته الذي يمارسه منذ سنوات ،زهراء ستحمل عنه و معه ، ستحتويه و تحتوي ما يؤلمه "
صرخت نهال بغضب
"صفاء من و نقاء من ، ما هذا الكلام الفارغ!! الرجل يحتاج زوجة جميلة امرأة تملئ عينه و قلبه،
يستطيع التمتع معها بكل متع الحياة المتاحة"
تركت سعاد ما بيدها ،و هي تلتفت الي نهال، و تقول بلهجة حازمة
"و زهراء فيها كل هذا ايضا ، ثم انه اختارها و تزوجها و احبها ،ما دخلنا نحن هذه حياته، و هو حر في اختياره ،و هو من سيتحمل تبعات هذا الاختيار ، هل نترك هذا الموضوع لان حديثنا فيها لن يقدم او يؤخر ،و نهتم بإعداد الوليمة التي تطوعت بإعدادها"
اصبح وجه نهال كحبة الطماطم، و هي تعض علي شفتيها بغيظ
" بل لنا دخل، و هو ليس حر، هو فرد من عائلة و زوجته ستكون جزء من هذه العائلة، و اولاده منها ابناؤنا، لذا يجب علينا التدخل ،و ايقاف هذه المهزلة ،قبل ان تقع الفأس بالرأس، و تقيده بطفل منها"
كادت سعاد ان تضرب رأسها في المائدة امامها، و هي تقول محاولة السيطرة علي غضبها
"لن نتدخل و ستتوقفين عما تفعلين يا نهال، عمر قليل الصبر، و لن يسمح ان يمسها سوء ، انت رأيت ذلك بعينيك ،و انا لا اريد ان يحدث صدام بينكما ،فانت لك نفس مكانتي، و لن ارضي ان تغضبي منه ،
و كذلك زهراء في مقام ابنتي، و لن اقبل ان تهان دون سبب"
قامت من مكانها ، و قالت بهدوء مخادع
"انا عمته، و في مقام امه ،سأفعل ما اراه مناسب، ليستريح ضميري علي الاقل تجاه ابن اخي الراحل "


بدر albdwr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-19, 02:04 AM   #67

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

بذمتك انتى عندك ضمير يانهال يازفته

زهراء صعبت عليا جدا بسبب احساسها انها سيئة الحظ وفقدها لكل احبائها

ليها حق ترفض ميراث طارق بسبب موقف ابوه منها زمان

بس ياترى ايه حكاية ريم مع احمد واضح ان فيه معرفة وجرح قديم بينهم

عمر بالرغم من رفضه لزهراء بس بحب دفاعه عنها جدا

نهال انسانه سيئة جدا ومنها لله هى وبنتها

حبيت دفاع سعاد ومحبتها لزهراء

تسلم ايدك ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 09-09-19, 02:07 AM   #68

بدر albdwr

? العضوٌ??? » 452462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » بدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
بذمتك انتى عندك ضمير يانهال يازفته

زهراء صعبت عليا جدا بسبب احساسها انها سيئة الحظ وفقدها لكل احبائها

ليها حق ترفض ميراث طارق بسبب موقف ابوه منها زمان

بس ياترى ايه حكاية ريم مع احمد واضح ان فيه معرفة وجرح قديم بينهم

عمر بالرغم من رفضه لزهراء بس بحب دفاعه عنها جدا

نهال انسانه سيئة جدا ومنها لله هى وبنتها

حبيت دفاع سعاد ومحبتها لزهراء

تسلم ايدك ياجميل
تسلم حبي و يسلملي جمال تعليقك
❤❤❤❤
عمر بالمعنى العام جدع و شهم ما بالك في واحده تحت حمايته
احمد و ريم مطولين معانا شوي 😂😂


بدر albdwr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-19, 07:56 PM   #69

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

بصراحة عمري ما شفت ناس قليلين دين واخلاق متل مرام وامها !
بس الحق مش عليهم الحق ع سعاد لانها ساكتة عن يلي بصير ..
اصلا ما بصير مرام تنام ببيت في زلمة غريب!
انا بحس زهراء متل الصنم ببهدلوها وما بشوف في ردت فعل لو الحيط برد هي بترد شو انها قليلة كرامة حتى ما في حد بدافع عنها وبحطهن عند حدهن وعمر متل الغبي قاعد بينهم عصبوني


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-19, 04:49 AM   #70

بدر albdwr

? العضوٌ??? » 452462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » بدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن
#وشم_وردي
🌸🌸🌸🌸🌸🌸
حين دخل عمر الي غرفته كانت تغط في نوم عميق
كانت انفاسها و همساتها في نومها تترقرق كبريق خافت بين ثنايا ظلام خلوته و ليل نفسه الممتد،كان بريق لا تتقبله
نفسه و لكن تخشي ان يمحي فتعود الي ظلمتك الدامسة
فتتخبط بعد اعتيادك هذا البريق حتي و لو كان خافتا
اخذ مضجعه يغشاه قلق مبهم من صمت عمته المريب ،و نظراتها المترقبة ،بقي القليل لها و لكنه اعلم الناس بها فهي ليست لينة العريكة لتنهزم و تستسلم بهذا اليسر ،انها تدبر لأمر ،و ان غدا لناظره لقريب.
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
اما احمد فتحول فراشه لقصعة من جمر
" يا الهي لقد كدت انسها، كاد الجرح ان يندمل، و ها هي تعود لتنبش جراحه من جديد ،كاد ان يخنقها لتلك النظرة الكارهة التي كانت تخصه بها ؛ تشعره كانه جرثومة حطت قريبا منها، تلك السافلة بدلا من ان تخجل من النظر اليه، تشعره و كانه مذنب بل و دنيء.
يجب ان يعجل بسفره؛ حتي لا تلتقي خطواتهما ابدا؛ فهذا تهديد لا يقوي علي مجابهته .
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
.طرقت الباب تخطو الي حجرة والدها، ما ان راها حتي سألها بترقب
"هل ذهبت اليها ؟"
اقتربت تجلس بقربه
"نعم ابي ،ذهبت اليها ،و اخبرتها كل ما طلبت "
قالت تربت علي يده بين يديها
"لقد تزوجت "
. ثم ابتلعت ريقها ،
"لقد تزوجت يا ابي، و قالت انها لا تريد مال ،فلا شيء يعوضها عن طارق"
هتف بمرارة ، ظللت عينه قبل نبرته
"اذن لقد تزوجت ،قتلت وحيدي ،و زفته الي لحده، و زفت هي الي رجل اخر "
غمغمت محاولة التخفيف عنه
"انه عمره ،و قدره "
صرخ هاتفا
"و لكن اولئك المجرمون ، كانوا يريدونها هي ،لو تركها ما قتل"
بصبر تود تخفيف ثورته
"كانت زوجته، حين تعرضوا لمحاولة السرقة، و ارادوا ان يعتدوا عليها ،هل يتركها لهم ؟ لقد مات طارق كما يموت الرجال و هو يدافع عن عرضه "
قال بتهكم
"و ماذا فعلت عرضه كما تقولين ،تزوجت غيره ،هي عاشت و ابني مات ، ربما لو لم تصر يومها علي ارتداء نقابها لعلموا حقيقتها و تركوها ،و كان وحيدي لا يزال حيا بيننا"
ربتت علي كتفه بهدوء ،و هي تقول بخفوت
"ارجوك ابي ،أهدئ ،الفتاة الي الان مازالت لا تبصر، بسب صدمتها بمقتله، و لا نستطيع لومها "
اعادته الي وسادته بهدوء
"ابي انا ليس لي سواك، و انت تعلم ان الانفعال خطر عليك، ارجوك أهدئ، و اخلد الي النوم، و ادعو لطارق، فهذا اكثر نفعا له ،هيا حبيبي "
استلقي والدها مستسلما، يهتف بسخط
"و ماذا املك غير هذا علي اي حال ،اذهبي انت الأخرى الي النوم، و ارتاحي، فأمامك عمل شاق في المشروع الجديد "
وافقته تنهض بفتور
"انت علي حق ،تصبح علي خير "
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
حين استيقظت لصلاة الفجر، كانت تغشها سكينة دخيلة علي قلبها؛ ولدها لقاءها بريم ،فقد ازاح دفء حديثها، و تقبل والدها المفاجئ لرحيل ولده ، عبء كان يثقل كاهلها ،كانت تترنح بين مطرقة شعورها بالذنب و ان مقتل زوجها يقع علي عاتقها ،
و سندان تحميل حماها وزر حرمانه من ولدها، و طمس امله بحفيد يحمل اسمه من بعده .
و لكن ما حدث الأمس خفف عنها كثيرا ، احاطها براحة افتقدها قلبها و ضميرها.
تحسست فراشه بخفة، فوجدته مازال نائم، يبدو ان هاتفه لم يوقظه للصلاة اليوم، احتارت كيف توقظه فمازالت ردات فعله المتطرفة من اي تماس بينهما ،تخيفها و تقلقها ،اقتربت منه بهدوء
ثم نادت بخفوت
"عمر ،عمر استيقظ "
سمعت همهمته ،و لكن دون استجابة شعرت بالألفة و الحنان، تجاه هذا النائم ؛الذي لا تجرؤ علي منحه شكلا حتي في خيالها ،فهي حتي لم تحاول خفية بينها و بين نفسها ان تضع له ملامح، فعمر بالنسبة اليها افعال و مواقف ، لا ملامح قد يتشابه مع غيره فيها .
مدت يدها نحوه و هي تهزه بتحفز
"عمر الصلاة- يا عمر- هيا استيقظ "
انتفض، ثم سمعت صوت لهاثه، ثم قوله محاولا مداراة انفعاله
"ماذا هناك ؟
مطمئنة ، تدفع هواجسها التي تتأجج مجددا
"لا شيء، لقد اذن للصلاة ،قم حتي تلحق بصلاة الجماعة "
جالسة تلتحف بسكون عالمها ،تردد اذكارها و تقرأ مما تحفظ من وردها ، فاضت عيناها تتلهف لما حرمت منه ،حين شعرت
به يرتدي ملابسه مغادرا للصلاة..
طرقات مصممة تردد صداها في ذلك الوقت ،جعلها تتحفز بتساؤل عن هوية صاحبة ،و الاهم ،ما غرضه من تلك الزيارة في هذا الوقت ؟
اذنت للطارق بالدخول ، فاصطدم سمعها بنبرات حازمة مصممة تماثل طرقات صاحبتها
"صباح الخير زهراء، لقد اردت الحديث معك بهدوء دون مقاطعة "
لم تنتظر رد تحيتها و استطردت قائلة
"زهراء عمر ابني ،الذي لم انجبه ،و اعتبره هو و احمد سندا لمرام بعد الله ،و لكني حيال عمر اريد ان يكون الامر اكبر قليلا من اخ"
اخذت نفسها ببطء ثم اكملت
"ستتسألين لماذا ..؟
حافظت علي صمتها ، فحتما نهال ستنطلق الي هدفها ؛دون حث منها؛ و لم يخب ظنها
"لان مرام كانت خطيبة عمر ،تحبه ،و كان يهيم هو عشقا بها ،و علي الرغم من انفصالهما ،ما زالت مرام تكن لعمر مشاعر الحب ؛فهو حبها الاول ،و كذلك عمر علي الرغم من غضبه، الذي مازال مستعر منها، يهتم لها ، فهذا الغضب دليلا علي هذه المشاعر
لم يسعها الصمت اكثر فقاطعتها
"و لكن عمر متزوج الان عمتي و .....
قاطعتها بتهكم تشبعت به نبراتها
"اعذريني زهراء، و لكن هل تجدين نفسك زوجة مناسبة لرجل كعمر ،انت حتي لم تريه ابدا ،انا لا اظن انك انانية لهذا الحد الذي يجعلك تقفين في طريق سعادته، انا سأقنع مرام ان تكتفي بكونها زوجته الثانية، و اعدك ان مكانتك لن تمس "
ابتلعت زهراء الاهانة
"و لكن عمتي انت تعتبرين موافقة عمر امر مسلم به ،علي الرغم من يقيني ان مشاعر عمر مغايرة تماما لاعتقادك"
هتفت بغضب مشوب بغل لم تستطع اخفاءه
"لأنه غبي ، لم يقدر موقفها ؛ و هي تراه يتبدل الي النقيض بعد موت اخيه، و بعد ان رأيناه ،
و هو يصفع الأفعى زوجة اخيه، يومها لقد شككنا بعلاقته بها،
و بما حدث لأخيه، و من يلومنا !!
استغرقت زهراء برهة ،لتمسك بزمام ما تقول نهال، و تدرك مغزاه، ثم انتفضت من مكانها بغضب ،تصيح بشراسة
"انا ،انا الومكم كيف استطعتم حتي التفكير في الامر، كيف قادكم ظنكم لهذا الإثم ، هذه دناءة يستحيل حتي تخيلها ، ليس لأنه زوجي ،بل لأنه عمر ، معذرة عمتي لقولي ، انا لم اكن لاقف في طريق سعادة زوجي الناقصة بزعمك ،اذا ارد الزواج بابنتك ،ليس عن طيب خاطر، فزوج كعمر لا احب ان تشاركني به اخري، و لكن و ملابسات الوضع كما ذكرت ، فانا سأقف في وجه هذا الامر ، فمرام لم تجرحه فقط ،بل طعنته في عرضه و شرفه ، و عمر لم يشعر بالغضب تجاه مرام لأنه باق علي حبها كما تتوهمين ،بل لان الطعنة جاءته من رحمه و اهله؛ فمرام قبل ان تكون خطيبته كانت ابنة عمته "
استعاذت من شيطان غضبها، تقول ببرود
"اسمحي لي عمتي، سأخرج الي الشرفة فالهواء اصبح خانق هنا"
استقامت من مكانها ، تتساءل بسخرية
"و هل ستذهبين اليها بمفردك ؟ام ستنتظرين من يسحبك ؟
علي كل حال، انا لم ات هنا لاستئذانك ،انا اتيت فقط لأظهر لك حقيقة الامر ، و اخبرك بما سيحدث "
ثم اندفعت خارجة الي حجرتها ، و قد غشاها غضبها، حتي انها لم تري ذلك الساكن، المتسمر بجانب باب الغرفة، يستمع و يضع يده علي قلبه دون ان يشعر.
تنهدت بهدوء ،تسدل نقابها ،و تتجه الي شرفة غرفتها ،اتكأت علي سور الشرفة ،تستنشق انفاس الصباح علها تخفف من توترها ،و غضبها، نعم هي غاضبة ،لأنها مجبرة علي ابتلاع الاهانة تلو الاهانة .
غاضبة لشعورها بالألم؛ لما تعرض له عمر من افتراءات، و للألم الذي شعرت به حماتها، و سكتت عنه ؛حتي تبر بوصية زوجها الراحل، قطع افكارها ولوجه الي الشرفة ،شعرت به بجانبها و هو يقول بخفوت
"لما لست نائمة ؟هذه ليست عادتك
قالت بهدوء
"شعرت بحاجة للهواء، كنت معتادة دائما بعد صلاة الفجر ان اردد اذكاري، و انا في الشرفة انظر الي خروج المصلين من المسجد ،و استنشق هواء الفجر النظيف ،و انا افكر ان سبب اختلاف هواء الفجر، هو خلوه من انفاس المنافقين ..."
قطع ثرثرتها متسائل
"لم تخبريني كيف قتل طارق زهراء؟
التفتت اليه ،تحاول استشفاف اي شيء من حديثه، و همست
"لم تسألني من قبل لأجيب"
تمتم و هو يتطلع الي الامام ، دون ان يري شيء حقا
"ها انا اسالك الان"
" كنا ايام الانفلات الامني في البلاد، ابان ثورة يناير، و كنا عائدان ليلا من الميدان لنعود اليه في الصباح، بعد القليل من الراحة ،كنا في سيارة طارق، حين وجد بعض اطارات السيارات تعوق الطريق، لم نشك في الامر للحظة ، فقد ظننا انها احدي المسيرات ،كانت تعوق امن النظام، و حين نزل هو من السيارة ،اتبعته و فجاءة خرج علينا من جانبي الطريق مجموعة من المسلحين ، شعر طارق بالرعب من وجودي معه، فأعطاهم مفاتيح السيارة التي كانت تساوي ثروة و الجوالات ، املا ان يتركونا بسلام ، و لكن طمعوا بالمزيد، و حاولوا جذبي الي داخل السيارة، فتصدي لهم و حاول الدفاع عني "
كان صوتها قد تهدج عند هذه الذكري الموجعة وسالت دموعها تحت نقابها
"و كما يقولون، الكثرة تغلب الشجاعة، تلقي عدة ضربات علي راسه و ظهره ،وسالت دمائه فعلموا انه مات ،فتركوني و فروا هاربين،
مرت بنا سيارة اخري، و رأتنا و كان راسه بين يدي ودمائه تملئ راحتي، و انا اصرخ طلبا للنجدة ،و لكن كانت روحه قد فاضت الي بارئها ،حين قال ذلك احد الرجال اللذين هبطوا لاستطلاع الامر لم اشعر بشيء، و انا اصرخ
ثم استعدت وعيي في المشفى ، و قد ذهب بصري معه "
تمتم بخفوت
"كان رجل بحق رحمه الله"
وافقته
"فعلا رحمه الله "
رني اليها و هو يسالها
"لماذا كنت تبكين بعد صلاتك؟ "
صمتت قليلا، حتي ظنها لن تجيب ، حين أجابت بنبرة متألمة و هي تشعر بلوعة
"لقد اشتقت الي النظر الي المصحف جداا ،قلبي يؤلمني
" قطع شهيقها كلماتها و هي تقول
" و انا المس كتاب ربي و لا استطيع ان أري كلماته"
حملق في وجهها بدهشة، لقد تخيل اي اجابة الا هذه، لم تخطر علي باله اصلا، ان هذا امر يجلب البكاء ،
حمد الله سرا علي نعمه التي لا تحصي ،و علي نعمة لم يشعر بوجوب الحمد عليها من قبل ؛و هي النظر لكتاب الله .
"اهدئي زهراء، و استغفري الله، فهذا قضاؤه، و قضاؤه كله خير"
تمتمت بخفوت
"الحمد لله "
ثم استطردت قائلة
لقد ثرثرت كثيرا ،سأذهب للنوم "
عادت الي الغرفة، فيما ظل عمر شاردا فيما سمعه، منها و من عمته ،كان يعلم انها تكذب موت اخيه ،و ما خلفه من تبعات ،لا يشغلها بشئ، فابنتها تركته بعد ثلاثة شهور من موت سالم، لرفضه التنزه معها، او الذهاب للسينما لمشاهدة افلامها التي تترقب نزولها جميعها ،ام تراه هو الغافل هنا و هناك المزيد ،هي فقط ارادت تشويه صورتي امام الزهراء .
ارتسمت ابتسامة حقيقية، نادرا ما شعر بها، لم تتوقع دفاعها و هجومها الشرس.
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
لم تغادر غرفتها حتي وقت الغداء، حين عاد عمر ووجدها هناك ،كانت مستلقية علي فراشه ،سارحة في ملكوت عالمها الخاص .
جلس علي الفراش بهدوء
"لم مازالت في الغرفة ،حتي انك رفضتي تناول الافطار معنا ،متعللة بالنوم "
اعتدلت جالسة ، متربعة علي الفراش
"لا شيء، فقط اردت ان احظي بالقليل من الهدوء اليوم "
قاطعها بحزم
"و قد اخذت كفايتك ،هيا لتناول الغداء معنا "
مطت شفتيها بنزق
"لا اريد "
ابتسم لحركتها الطفولية، هاتفا متصنعا الغضب
"زهراء هيا لتناول الغداء، و لا داعي لنقابك فقد غادر احمد في الصباح ،و مرام تظن انك لا ترغبين بالتواجد معها ، و تتجنبيها هي وعمتي "
نفت بخفوت
"هذا غير صحيح"
ثم تنهدت
"حسنا اذهب انت، و انا سأبدل ملابسي ،و الحق بك " استدركت متسائلة
"هل عبثت بترتيب اغراضي؟"
عقد حاجبيه باستنكار صائحا
"بالطبع لا ،و لماذا افعل؟
قالت بسخرية
"لأنك حين تبحث عن شيء، تقلب الغرفة كلها رأسا علي عقب "
ثم تنحنحت مرتبكة و هي تهمس
"عمر"
نظر اليها بدهشه
"ماذا هناك "
بارتباك
"سأسألك سؤال ،و تجيبني دون استظرافك المعهود"
" احترمي نفسك ،انطقي ماذا تريدين فلدي اتصال مهم قبل ان يجهز الغداء"
قالت و قد احمر وجهها
"ماذا كانت ترتدي مرام حين اتيت؟
نظر اليها كما ينظر الي معتوهة
"لماذا تسألين؟
ادارات وجهها و هي تبتعد عنه و تهتف
"كنت اعلم، انت ستفتح لي تحقيق، و لن تجيب، لا اريد منك شيء ،تفضل لإجراء اتصالك ؛الذي سيتوقف عليه عودة القدس و وقف الحروب في المدن العربية
شعر بانه احرجها فقال بهدوء
" سأفعل، و علي كل حال اظنها ترتدي سروال قصير جينز و شيء ما عليه "
استدارت اليه، و قد زال غضبها تردد بارتباك
"اذن، هل تظن ان ارتداءي لفستان نهاري امر مبالغ فيه"
نظر الي وجهها الذي تلون بالقرمزي ، صمت مستشعرا وحدتها ، فهي وحيدة في عالمها ،وحيدة في قرارتها و استشارتها، لو كانت فتاة غيرها، لهاتفت صديقة مقربة لتتبادل معها الرأي، بدلا من محادثته التي تسبب لها كل هذا الحرج، قال و شعوره بالشفقة نحوها، يسبب التضخم في قلبه
"لا زهراء تستطيعين ان ترتدي ما تشائي، هذا بيتك انت علي كل حال"
طفت السعادة علي وجهها
"شكرا لك عمر ،اذهب لتفعل ما تشاء، حتي ابدل ملابسي "
هتف بغيظ
"هذا كل ما لديك ،ما ان اجبتك حتي تطرديني من غرفتي !!
اشارت بيدها الي الباب
"الي الخارج عمر "
ما ان خرج متأففا حتي انفجرت ضاحكة ،علي هيئته التي ارتسمت في مخيلتها بعد ان امرته بالمغادرة .
حين خرجت من غرفتها ،كانت طلتها جميله ناعمه ،ارتدت فستان قطني نهاري بسيط التصميم، قشدي اللون، بحمالات عريضة ،يصل لبعد ركبتيها بقليل ،اظهر جمال بشرتها القمحية و لون عينيها البنيتين ، و صندل خفيف بنفس اللون، و اعتنت بشعرها الثائر دائما ؛ فصففته بطريقة اعتدتها كانت تظهر استدارة وجهها ، و غطت غرتها جانب وجهها برقه ، لم تكن بارعة الجمال، و لكن تشع جاذبية حين دخلت بهدوء الي غرفة الطعام
"السلام عليكم "
الصمت الذي تلا ولوجها ،ظللها بالخجل و ارتباك متسائل، ان كان هندامها غير مناسب او متناسق .
قام عمر اليها يلتقط يدها، فوضعت كفها في يده بصمت ،و اجلسها علي يمنيه، بينه و بين مرام ،التي كانت تجلس علي يمين زهراء، ما ان جلست حتي سمعت صوت حماتها
"تبدين جميله حبيبتي، تبارك الله، انت و مرام رائعتان اليوم "
تمتمت بخجل تشكر حماتها ،غافلة عن النظرات الحقودة ؛التي ترميها بها مرام من طرف عينيها ؛ و عمة زوجها الجالسة امامها ، و هي تشكر عمر، بعد ان وضع في صحنها ما اختارته .
مر القليل من وقت الغداء ، في احاديث جانبية، فيما تتناول زهراء بصمت طعامها ،حين سمعت نداء نهال
"زهراء من فضلك ،ناوليني الملح من امامك "
تحسست بارتباك ،حتي وجدت وعاء الملح، و ما كادت تمد يدها به الي نهال ،حتي اصطدمت يدها، بصحن مرام التي رفعت صحن حساءها ،لتضعه جانبا في اللحظة نفسها ،شهقت زهراء ، و هي تعتذر بوجل و ارتياع ، فيما ارتفع صراخ مرام بعد ان سكب ما في الصحن علي صدرها و يدها
"ايتها العمياء، عديمة النفع ،انظري ،ماذا فعلت ؟"
زاد ارتجافها ، و احتبست الدموع في عينيها، تشعر بغصة من الاهانات التي تقذفها بها مرام و مازال الاعتذار يتخبط علي شفتيها
"انا.. انا اسفه مرام لم.. اقصد
زادها الاعتذار هياجا و صراخا
"انت حتي لا تعلمين ما فعلت ، لما لم تطلبي ما تريدين من عمر امي بدلا من تلك .......
قطعت صراخها؛ حين هب واقفا ؛ ضاربا المائدة امامه بيده ، يرعد بصوت صم الجميع؛ من نبراته القاسية
"يكفي، يكفي مرام ،لقد تجاوزت حدودك ،انا لا اسمح لك ،و لا لأيا كان بإهانة زوجتي ابدا"
شهقت زهراء، بعد ان انهارت سيطرتها، علي عينها ،التي افلت لجامها
لا تدري كيف اضحت بين زراعي عمر، تخفي رأسها في صدره، و هو يمرر يده علي ظهرها، يصيح بصوت كجلد السياط
" اقسم ان تكرر هذا مرة اخري ،فرد فعلي لن تعجب احد ،و لن احسب لأيا كان حساب و لا مكانة ، و لن ابق علي احد "
تدخلت سعاد محاولة ان تحتوي الامر
"أهدئ يا عمر ،ابنة عمتك لم تقصد شيء، استعذ بالله من الشيطان "
قال و هو مازال يمرر يده علي ظهر زهراء مواسيا ،غافلا عن ما يفعل
"لن أهدئ امي ،كرامة زوجتي هي كرامتي ،و قد ابتلعت كثيرا و عمتي اعلم الناس بذلك"
و رماها بنظرة ، شحب لها وجهها ،و هي تتسأل في نفسها "هل اخبرته تلك الحرباء بكلامها في الصباح؟"
قالت عمته محاولة دفع الامر عن نفسها؛ بادعاء الغضب
"انتهي الامر يا ولد ، قلت ما تريد و انتهينا، هي زوجتك و الأخرى ابنة عمتك في مقام اختك ..
قاطعتها سعاد بهدوء
"عمتك علي حق عمر ،مرام اعتذري لزوجة اخيك، و لنقف عند هذا الحد "
كانت زهراء في واد اخر و هي تتذوق في ظلمة عالمها الخاص، بأن عمر حين وضع راسها علي صدره ،قد زرعها في غيمة وردية ،تواسيها فيها اشعة شمس دافئة، و تهددها نسائم لطيفة من عطر انتمت لصاحبه في لا وعيها ، و تحوطها امواج حانية من الامان و السكينة ،و تمطر علي وحدتها زخات من السكاكر و الحلوى، متمثلة بيده التي تمر علي ظهرها لتهدئتها و كأنها طفلته ، تلون ظلمتها بألوان قوس قزح زاهية .
هبطت فجأة علي الارض حين سمعت اسمها يتردد علي شفتي مرام و هي تعتذر ،و كأنها تقتطع الكلام من كبدها
"زهراء انا اسفة، لقد بالغت بردة فعلي"
حسها عقلها علي ان تستدير لترد ،و لكن قلبها ،و جوعها للأمان؛ حضاها علي عدم كسر تلك الهالة الامنة الحامية لها ،و لكن انتصر عقلها، و هي تنتزع نفسها من احضان هذا الغافل عما احدثته فعلته فيها، و قد تجمدت يداه عليها ؛حين استدارت و قد وعي ما كان يفعل ،و لكن رد زهراء الهادئ حد من ارتباكه و هي تقول بنبرة محايدة
"لا بأس مرام ،و انا ايضا اسفه لما سببته لك"
لم ترد و هي تغادر بغضب؛ لاستبدال ملابسها ،في حين
تنفست سعاد الصعداء ؛و قد انتهي الامر اخير؛ و يبدوا ان نهال قد استسلمت من ردة فعل هذا الاسد الهائج ،ذلك الثور قد اخافها هي شخصيا ، رمته بنظرة تسلية و هو يقف كمن ضرب علي راسه
"اجلس يا عين والدتك لقد انتهي العرض ،و كادت المسكينة ان تختنق بين زراعيك، ارجو ان تكون قد اغتسلت عند عودتك للغداء ؛رحمة بجيوبها الأنفية "
اتسعت عينيه من كلام امه، و ارتبكت زهراء تهبط جالسة علي مقعدها ،حين هتف
"امي!!امي ماذا تقولين"
رفعت حاجبها ،تمط كلماتها
"اقول اننا لا نري من هذا الحنان شيء ،يا نبع الحنان ،فقد اشتكي جلد ظهرها من يديك"
ثم اضافت بسخرية
"يا حونيين"
هتف باستنكار محاولا ردعها
"امي!!!!
ردت عليه ،و هي تضع يدها تحت ذقنها، تتنهد بمكر
"نعم يا عين امك "
ثم قالت بحزم
"اجلس و تناول طعامك ،بدلا من امي أمي، كأنك تعلمتها حديثا هيااا"
جلس و هو يكاد ينفجر غيظا من تلميحات والدته، و نظراتها الماكرة المتسلية ، في حين كانت زهراء تتناول وجبتها و كأنها علي راسها طير ،اما سعاد و نهال فتظاهرا بأن شيء لم يحدث و مررا الامر بحكمة تناسب عمريهما "


بدر albdwr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.