آخر 10 مشاركات
تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-19, 10:40 AM   #1

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي شروخ من ذهب *مميزة ومكتملة*






شروخ من ذهب
الغلاف إهداء من وحي الأعضاء








المقدمة:
في زمن فات.. زمن تحفه الأساطير و الأقاويل.. زمن اختلط فيه الصدق بالتقويل و لم يشهد صحوة الإسلام.. ظهرت القصة.. قصة تناقلتها الحناجر دون التثبت.. لأنها شيقة تثير نزعة النشوة بسطوة المكر.. فاتخذها الرجال سيفا على نحر النساء و اتخذتها النساء وسام فخر يشهد بالدهاء.. ترى من أتى بالقصة؟ أهو الرجل المتصيد أم الأنثى المتفاخرة؟! فلتحكموا انتم لكن قبلها تذكروا أن لا تصدقوا الكذبة..
قالوا و بالتأكيد قولوا.. أن في أول الزمان حينما هبط أبانا آدم و أمنا حواء إلى أرض الفناء بعد أن أُقصيا عن أرض الخلود لم يكونا متجاوريْن.. كل منهما نزل في أرض غير الأخرى.. لسنين تاها و استمرا في بحثهما المضني عن بعضهما بعضاً.. و في يوم مشمس كان اللقاء.. كانت حواء أول من لمحت طيف آدم.. ابتهجت و فرحت و شكرت الله.. و للعجب لم تهرول نحوه بل تلفتت حولها لتجد صخرة راسخة في الأرض.. تقدمت منها و جاهدت لإزاحتها حتى استطاعت.. جلست حواء في الفراغ الذي أحدثه الوجود السابق للصخرة و انتظرت.. انتظرت حتى وصلها آدم لاهثا مهللاً بلقياها.. هرعت إليه و ارتمت في أحضانه تحمد الله الذي جمعهما بعد طول تيه.. ناظرها بتفحص ليسألها " ألم تبحثي عني؟" ابتسمت بثقة تجيبه " كلا لم أفعل.. انتظرت أن تجدني أنت.. حتى أنظر " قالتها و هي تشير لموضع جلوسها و الذي كان مستقرا للصخرة من قبل و أردفت " قد تشكلت تلك الحفرة من طول جلوسي على الأرض بانتظارك ".
مسكينة حواء.. ألبسوها دثار الدهاء.. و ألزموها بخطيئة تتبرء منها السماء.. و بالنهاية قد ظلموا السريرة ذات النقاء، فإذا من أين يخرج الكيد؟ من أين يأتي المكر و الدهاء؟ هو نبع واحد.. نبع يجمع الظلم الذي ينشطر لظلمات و القهر الذي يقصم الظهر و اليأس الذي ينهش البأس و في عمق النبع هناك الجوع.. الجوع للانتصار لكرامة مشروخة، آدم و حواء.. أول زوجين على البسيطة.. مثالنا الأمثل لحياة سوية.. هي القاعدة.. هي الآية
" و جعلنا بينكم مودة و رحمة " " وما جزاء الإحسن إلا الإحسن"
لكن حين نحيد عن القاعدة.. و نتخذ وسوسة الشياطين دستورا غير دستور الله.. يحدث الشرخ.. الشرخ الذي يتسلل منه مكنون النبع المظلم.. لينتصر السواد في غياب النقاء و نسقط طواعية في غياهب النبع.. نساء كنا أم رجال.. النبع لا يميز.. فالشيطان يحرص على الإنصاف في انتقامه من سلالة آدم و حواء.. يغذينا من جعبته الممتلئة فيسد جوعنا..لا يميز ذكرا عن انثى.

النشر بإذن الله سيكون أيام الثلاثاء و الخميس و الأحد


روابط الفصول


المقدمة .... اعلاه

الفصل الأول .... المشاركة التالية






---------------------------------------





التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 03-09-19 الساعة 08:14 PM
وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 10:42 AM   #2

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول

الفصل الأول:

تُحرك يدها بآلية شاردة وعيناها مسلطة على الأطباق التي تغسلها أمامها لكنها لا تراها.. ذهنها يسافر بعيداً لزمنٍ مضى و لن يعود.. تعلم بيقين أنه لن يعود.. زمن كانت به العاشقة الحالمة و هو كان المحب المدله.. سافرت بذكرياتها لأول لقاء جمعهما في الجامعة.. تلعثمه و عرقه الناضح على جبينه.. تبسمها في وجهه كان ما أعطاه الضوء الأخضر لتتعدد من بعدها اللقاءات و تنمو بذرة الحب لتصبح شجرة.. شجرة اكتشفت أن جذورها ضعيفة هشة يسهل اقتلاعها.. لا تعلم أكان الخطأ في التربة أم في السقيا.. أين مكمن الخطأ؟ أين كان المفترق الذي تمزق عنده الحب؟ تنهدت بقنوط فهي تعلم و لا فائدة من الإنكار.. قد واجههما المفترق بعد سنة من زواجهما.. في عيادة الطبيب الأول الذي قاما بزيارته و الذي بكلماته كأنما استل الفأس و ضرب الضربة الأولى في جذع الشجرة.. فزوجها لن يتمكن من الإنجاب..و إن كان هنالك امل فهو أملٌ باهت و يحتاج الكثير من الجهد و المال و الأكثر من الوقت و الدعاء.
لم تنتبه ليدها التي امتدت بالكأس للهواء بدلا من حاملة الأطباق ليهوي الكأس أرضاً متحطماً لأشلاء و قد كان لرنين تحطمه الصدى الكافي لنفضها عن دوامة أفكارها.. أغمضت عيناها بيأس قبل أن تفتحهما تحدق بشظايا الكأس المتهشم و تفكر.. هي كهذا الكأس.. قلبها و روحها كهذا الكأس الذي لم يتبق منه سوى الحطام.. قد اشتف " راجي " كل الرحيق المتبقي من روحها و أطفئ الشعلة التي أضاءها بيده في قلبها.. رجولته و عنفوانه الذكوري لم يتحملا عيبا كهذا.. عيباً يوصمه في محيطهم الاجتماعي بوصمة الانتقاص في رجولته، حانت منها التفاتة نحو أختها " آية " التي هرعت لداخل المطبخ تتفقد سبب الصوت.. انحنت آية بجسدها تلملم شظايا الكأس و تتحدث بشيء لم تتبين ماهيته و ذهنها ما زال يسكنه الشرود.. أودعت آية ما جمعته إلى سلة المهملات قبل ان تقبض على ذراع شقيقتها " إكرام " تهزها كمن يحثها على الاستفاقة.. ثبتت إكرام أنظارها على شقيقتها تطمأنها :
- لا بأس يا آية لم يحدث شيء.. كنت فقط شاردة.
و الأخت تعاتب و تقرع و لا تحتمل المواراة و الالتفاف حول المشكلة:
- ليس بجديد عليكِ إكرام.. فأنت شاردة لسنتان منصرمتان.
زفرت آية أنفاسا حانقة مردفة:
- إلى متى إكرام.. إن حياتك تستنزف كل جميل فيكِ.. متى ستستفيقين و تعلمي أن زواجك الذي تتشبثين به قد خُطت نهايته منذ زمن.
تجاهلتها إكرام بقصد متعمد لتغير الموضوع و ترسم على شفتيها ما أرادت له أن يكون ابتسامة:
- لا تشغلي بالك بأموري عزيزتي.. المهم أخبريني.. هل من جديد في موضوعك.. هل لان رأس سيف الدين و وافق على معتز؟!!
نطقت الإسم بمشاكسة و هي تذكر إسم أبيهما صراحة.. جلست آية لأحد المقاعد التي تحيط الطاولة التي تتوسط المطبخ.. تتحدث و غصة بكاء تستحكم من حلقها تكاد تجرحه:
- آآآخ يا أختي إن رأس أبيكِ كصخر الصوان لا تليين له.. منذ يومين بعد أن تقدم معتز و رفضه والدي و هو يتجنب النظر إلي و سماع نداء قلبي و رجاء عيناي !
ابتسمت إكرام لأختها بحنو و اقتربت تمسح على ظهرها بحنان تجيب:
- أدعو لك عزيزتي بكل صلاة.. لا تقنطي أنا فقط أدعو الله أن يكون اختيارك سليماً و أن لا يعود عليكي بالألم.
لوت آية شفتيها بتذمر قائلة بسخط:
- ليس كل الرجال عديمي المروءة كزوجك عزيزتي.
تجمدت تعابير وجه إكرام و في وقت سابق كانت لتردع أختها عن هذا الكلام.. أحاط الندم بآية التي وضعت كفها فوق فمها تلعن نفسها على الحماقة التي تفوهت بها.. استقامت بوقفتها و اقتربت من أختها تضمها إليها باعتذار منطوق:
- أعتذر أختي.. انا لم أقصد.
ربتت إكرام على رأس آية مؤكدة:
- لم يعد يهم عزيزتي.. لم يعد يهم.
تنبهت الفتاتان لنداء والدتهما " سعاد " تستحثهما على القدوم لمجالستها و أبيهما.. فتحركت الإثنتان لخارج المطبخ و كل تحمل همها فوق أكفها.
---------------------
في المساء كانت منهمكة بطي الملابس التي تم غسلها و تجفيفها.. شرودها أضحى وليفها فلا تعي لأي شيء من حولها.. أفكارها تدور حول نقطة واحدة.. تدور و تدور دون هوادة و دون مرسى.. اقتحم خلوتها زوجها " راجي " بصوته المتذمر:
- ما زلتِ لم تنتهين من أعمال المنزل.. ماذا تفعلين طوال النهار!!
أجابته بنبرة ملولة من نفس الحوار المعتاد دون أن تحط عيناها عليه:
- كنت في زيارة لأهلي و قد أخبرتك بالأمس.
نزع قميصه و رمى به على الأرضية لتناظره هي بتحسر.. نفخ بصوت مسموع يتهم:
- أهااا.. بالطبع ذهبتي تشتكين جور زوجك الظالم أليس كذلك.. و تتخذين الأمر حجة لتؤجلي مهام منزلك لحين عودتي لتثيري أعصابي.
و اقترب منها يحني رأسه ليكون وجهه بمواجهة وجهها:
- من حقي أن آتي للبيت و أجد أنثى مكتملة تنتظرني.. لا بقايا إمرأة باهتة لا روح فيها و لا تمت للأنوثة بصلة.. كانت أمي محقة حين قالت أنك لن تهنأيني بحياتي.
قسمات وجهها كانت جامدة و هي تتلقى سهامه المسمومة.. ردت على حديثه بنبرة ثابتة:
- طوال فترة زواجنا لم أخبر أحدا و خاصة أهلي بأي سر من أسرار بيتنا و أنت تعلم هذا.. فدعك من حججك الواهية و لا تقذف بكلماتك المسمومة تجاهي فأنت تعلم أنه باستطاعتي أن أردها عليك.
احتقنت عيناه بسعير جهنم و بلحظة كانت قبضته تشتد على خصلات شعرها كأنما ستنتزعها من فروة رأسها.. صرخ فيها بهياج:
- أيتها الوضيعة التافهة منعدمة الأنوثة.. أتعيبين بي كوني لا أستطيع الإنجاب.. فلتحمدي ربك أني رضيت بك من الأساس..أقسم برب العباد إن لم ينعدل حالك يا إكرام لأجعل يدي تترك أثرها على كل شبر من جسدك.
نفض يده عنها لتتأوه هي بألم.. أغمضت عينيها و العبرات تتسابق منهما.. لا تعلم لما قالت ما قالته لكنها لم تعد تحتمل.. يحملها ذنب ليس بذنبها.. هي تعي لمساعيه بأن يقلل من شأنها و أن يهز ثقتها بنفسها كأنثى كي يضمن أن لا تثور يوما عليه.. يريدها عبدة جارية تحت قدميه و راضية.. و هي و الله راضية أو كانت لتكون راضية لو بقي على معاملتها بالحسنى.. لو عطف و رحم.. لو هدهد و حنْ.. مسحت دموعها و حملت الثياب المطوية تصفها في الخزانة.. بينما هو كان يدندن بأغنية داخل المرحاض و هو يتنعم بالمياه الدافئة التي تنهمر على جسده.
-----------------------------------------
تدير بالملعقة الخشبية الطعام الذي شارف على النضوج.. أدارت أكرة موقد الطهي لتخفت النار تحت آنية الطهي.. توجهت نحو الثلاجة تفتحها لتأخذ بعض حبات من الطماطم و الخيار و الخس.. جلست على المقعد و على طاولة المطبخ شرعت بإعداد السلطة.. عقدت حاجبيها بحيرة و قد وصلها صراخ زوجها المهلل ينادي بإسمها.. التفتت تناظر الساعة لتجدها أبكر من موعد عودته.. نفضت ما بيديها لتخرج من المطبخ نحو الصالة فتجده يقف يلهث و إشراقة سعيدة تزين محياه.. توسعت خطواته نحوها يضمها للمرة الأولى منذ زمن ظنته دهرا.. تصلب جسدها دون استجابة حتى ابتعد عنها و حروف الفرح تتقافز في عينيه.. لم يمهلها فرصة الاستفهام ليقول بثورة مشاعر و أمل ظنه خاب:
- قد دلني صديقي على طبيب ألماني سيأتي لمستشفى .... غدا و سيبقى لشهر واحد فقط... طبيب معروف في وسَط العقم و قد ذهبت و حددت موعد لنا.. و أخيرا يا إكرام .. أخيرا هناك أمل ليصبح لدينا أطفال.
ابتسمت مجاملة تبثه إيماناً زائفا بالأمل.. أخبرها أن تتجهز ليوم غد من أجل الموعد.. أومأت باستسلام قبل أن تعود للمطبخ تكمل تحضير الغداء.. وقف على باب المطبخ يتأمل لامبالتها بوجوم.. اشتدت قبضته غيظا حتى ابيضت مفاصلها و قال بغضب لم يستطع كتمانه:
- مالي لا أراكي مبتهجة؟
- بالعكس راجي.. أنا مبتهجة للغاية.. لكني لا أود أن أمني نفسي بشيء قد لا يصيب.
- أنت هكذا دائما.. تحطمين مجاديفي.. تريدينني عقيما للأبد لأبقى خاضعا خانعا لكِ.. كي تحمليني جميل بقائك معي أليس كذلك؟
نفت إكرام اتجاه أفكاره بهزة هادئة من رأسها و قد اعتادت اتهاماته فلم تعد لسعاتها تكويها كما السابق من العهد:
- لم و لن أعايرك يوما راجي.. هذه أوهام في رأسك فقط و حماتي لم تقصر في ترويتها أيضا.
رفع يديه يحركهما باستنكار يصيح بها:
- اهاااا عدنا لكيد النساء.. أمك قالت و أمك فعلت.. فلتذهبي للجحيم أنا ذاهب لأرتاح قليلا.. حين يجهز الغداء أفيقيني.
----------------------------------
في صباح اليوم التالي كان كلاهما في عيادة الطبيب بداخل المستشفى الضخم.. راجع الطبيب الألماني كشوفات التحاليل و الصور و التقارير المرفقة.. هز برأسه تفهما قبل أن يرفعه موضحاً:
- هناك أمل كبير.. لكنك بحاجة لعملية و من الأفضل أن تحجز لها باكرا كون أنني لن أمكث هنا سوى لشهر واحد.
وافقه راجي بلهفة و أكد أنه سيذهب الأن لحجز موعد للعملية.. و بعد نصف ساعة تحدد الموعد بعد يومان.
مضى بهما اليومان بخفر و رجاء.. و في اليوم الموعود تجهز كلاهما و تم إيداع راجي في المشفى للبدء بسلسلة من التحاليل السابقة للعملية.. و في اليوم التالي تم إنجاز العملية و التي أقر الطبيب أنها تمت بنجاح مبهر.
حلَقت عائلته حوله يهنئونه بالسلامة و يدعون له بالشفاء.. كانت إكرام تقف في زاوية منزوية من الغرفة تبتعد عن محيطهم الخانق.. حادت نظرات حماتها نحوها لتلوي شفتيها و تقول بامتعاض:
- ما بالك يا زوجة ابني لا تقتربين منا.. هل نحمل مرضاً تخشين أن ينتقل إليكِ!
تنحنحت إكرام و قد تحشرج صوتها تجيبها باتزان:
- ما عاذ الله عمتي.. أنا فقط أردت إعطاءكم المساحة التي ترجونها بالقرب من ولدكم.
لوت حماتها شفتيها بحركة متتابعة لليمين و للشمال دليل على عدم الرضا.. لتقترب بعدها من راجي تمسح على شعره بحنو و تقول برسائل ملغمة:
- فليسعدني الله برؤية نسلك يا ولدي.. أريدك ان تأتي لي بالكثير من الأطفال و إن توجب الأمر أن تتزوج مرة أخرى كي تأتي لي كل سنة بطفلين.
ضحك راجي بصخب من حديث والدته اللذي ظنه مناوشة مستحبة.. بينما كان وجه إكرام ممتقعا كظيما.. انتهت الزيارة بشق الأنفس لتعود هي إلى شقتهما و تمضي الليلة في البكاء المتحسر على حالها.
انقضى بضعة يوم ليعود راجي للمنزل.. و في نهار استترت شمسه خلف الغيوم الملبدة تلقت إكرام نبأ أفجعها لتهرول من فورها للمشفى حيث تقبع أختها التي تعاني من قلب مكلوم ليتهاوى الجسد رافضا الاستمرار بغياب مالكه.. مضت الساعات ثقيلة على الجميع حتى أتى الفرج من سيف الدين حين أعلن موافقته على زواج آية من معتز فمضى الجميع في دربهم على وعد اللقاء غدا ليشهدوا عقد قران آية و معتز.. و من بكرة الصباح كانت إكرام في المشفى تساند أختها بينما الشيخ يتمم عقد القران لتمضي بعدها آية مع زوجها إلى منزل الزوجية.. غصة استحكمت من نفس إكرام و هي تناظر أختها التي غادرت مع من أصبح زوجها دون أي علامات للاحتفال و الابتهاج.. ذكرت نفسها أن كل هذا ما هو إلا رتوش لا تعني للمحبين شيئا.. قد من الله عليهما بأن جمع بينهما فلتحل عليهما بركات الله و توفيقه و الزمن سيكون كفيلا لإصلاح كل شرخ.

مضت بضعة أشهر على العملية التي تكللت بالنجاح.. تابع راجي على أدويته بانتظام و مع هذا لم يحدث أي حمل.. كان القلق و الخوف من الفشل يأكل منه شيئا فشيئا.. حتى أتي اليوم الذي انتبذت به والدته تسكب حميم كلماتها في أذنيه:
- لربما أصبحت زوجتك هي الأرض البور و جف رحمها من قلة الزرع.. فلتأخذها للطبيب و تتأكد.
عندما اخبرها بقراره أن تذهب للطبيبة برفقته جادلت بالبداية لكنها بالمنتهى رضخت.. لم يعد لها قبلاً بالمجادلات و المشاحنات.. قد انطفأت روحها إلى غير اشتعال.. و في ظهيرة اليوم التالي كانا يجلسان مقابل مكتب الطبيبة التي كانت تتطلع إليهم باهتمام تفضي ما بجعبتها:
- السيدة إكرام لديها مشكلة التهابات حادة نوعا ما.. علاجها يسير و سهل لكنه سيأخذ بعض الوقت.. لا أنصح بأي محاولة للحمل خلال الستة أشهر القادمة حتى نتأكد من أن الالتهابات قد فارقتها.
ما أن نطقت الطبيبة بتلك الكلمات أرادت إكرام الانفجار ضحكا.. أو لربما الصراخ ألماً.. هل انقلبت الآية؟ هل الله يعاقبها على ذنب لا تعلمه.. هل فعلا قامت بمعايرته يوما دون وعي و الله يعاقبها الآن .. كل هذه الأفكار كانت تدور برأسها و هما في الطريق العودة.. أما هو فكان وجهه مسودا و قد تحققت نبوءة والدته.. و في الطابق السفلي حيث تقطن والدته أفضى لها بما سمعه من الطبيبة لتبتسم هي بانتصار و تلقي بأمرها مؤكدة عليه أنه سيناله غضبها إن لم يستجيب:
- ستتزوج من إبنة خالتك " هند " و تنجب أطفال يكونون قرة الأعين لنا.. ما أدرانا إن كانت ستنتهي مشكلة زوجتك خلال ستة شهور.. و هي ليست بالصغيرة بالسن و لا تملك المتسع من الوقت قبل أن تصبح أرضا جرداء لا نفع لها بالإنجاب.
وضعت كفها على كتفه و تقترب من وجهه تقول بحاجب مرفوع:
- هند ما زالت صغيرة و ستأتي لك بولي العهد يا ولدي فلتستمع لنصيحة أمك و إلا لأنزلن عليك غضبي ليوم الدين.. فلتختار الآن إما أن تتزوج من هند و إما أن تنسى أن لك أماً.
--------------------------------
كان يتناول طعام العشاء و عيناه تسافران نحوها كل حين.. لا يعلم كيف سيزف لها الخبر.. هو ما زال يحمل لها المشاعر و يعترف أن الغضبة لرجولته التي كانت نازفة هي من كانت تحركه ليجرحها.. يعلم و لن يعترف.. تنهد بقلة حيلة فوالدته وضعته بين شقي الرحى.. يخاف إن أفصح أن تطلب الطلاق و هو لا يريد فراقها، و على شرفة شقتهم كانا يرتشفان الشاي بصمت قطعه هو ملقيا بالقذيفة الحارقة في وجهها دون تمهيد او مواراة:
- حبيبتي.. أردت إعلامك انني سأتزوج الشهر المقبل.. فأنا لا أطيق صبرا لأحمل طفلي بين يدي.
سكنت خلجاتها و تباطأت ضربات قلبها.. التفتت نحوه بالحركة البطيئة تطالعه بتعجب كأنما نبت له رأسا آخر.. و في لحظة الاستيعاب صدحت ضحكاتها تعلو و تعلو.. ضحكات تحكي ألمها.. جرحها و قهرها.. تحكي قلبها المغدور و خيانة العهود، تغضن جبينه بضيق يظنها تضحك استهزاءً.. ليهب واقفا يقلب بيده الطاولة الصغيرة المستديرة و ما عليها من أقداح الشاي و ضحكاتها النازفة ما زالت ترتج بالمكان.
وصلها صراخه بأن لا تحلم ان يطلقها فهي ستبقى تحت رحمته حتى يأذن هو بغير ذلك و أن عليها أن تحترم رغبته خاصة كونها لا تستطيع منحه لقب الأب.
تلاشت ذرات الهواء من حولها ليكتنفها الاختناق.. جاهدت كي تسحب الهواء لرئتيها دون جدوى.. لتسقط مغشيا عليها من هول فاجعتها تفترش الأرضية الباردة كبرودة روحها، بعد دقائق و هو يهم بالرحيل عن المنزل وجدها على تلك الحالة.. هرع إليها يحملها بين ذراعيه يصرخ بها ان تستفيق و يضرب وجنتها كي يصل لخلاياها العصبية بعض الألم فتستفيق.. ألم يكن الألم هو ما جعلها تغيب عن واقعها فكيف له ان يعود بها لنفس الواقع الغادر!!
---------------------------------
في المشفى كانت عيناها مثبتة على السقف و هي تستمع لنحيب والدتها بجانبها و تمتمات أبيها الساخطة.. ربتة مؤازرة أتتها من أختها بينما أخيها " نادر " يقف بالخلفية يتأملها و الغضب يستعر بداخله.. قد علموا الأمر كله.. من البداية حتى النهاية التي ألقاها راجي على مسامعهم.. قد أتتهم النهاية من فمه ملتوية تخدم صورته فحسب " إبنتكم لديها مشاكل في الإنجاب و من حقي الزواج عليها ".. لم يكن لديهم علم بالأمر.. بهت الأب و ذاكرته تعود به لكل مرة زوجته تسأل ابنته عن سبب تأخر الإنجاب و كل مرة يأتيهما نفس الجواب " لم يأذن الله بعد " قد أخذتهم الظنون لأكثر من احتمال و أحد الاحتمالات ما يؤكده زوجها الآن.. كاد أن يخبره أنه من حقه الزواج من أجل طفل من صلبه بحكم الشرع لكن ثورة ابنته الصغرى آية كانت له بالمرصاد.. بل كانت له العاصفة التي ذهبت بالغشاوة عن عينيه.. قصت عليهم كل شيء بحضور راجي.. سردت كيف أن أختها تحملت عدم قدرته على الانجاب.. تحملت تهميشه و كلماته المزدرية منها و تقليله من شأنها و لم يشفع لها أي من هذا حالما أصبح هنالك حجر عثرة يسهل إزاحته ببعض الوقت.
رمقه سيف الدين بنظرات حانقة.. أيقن أن من يتطلع إليه ليس برجل.. عاتبه و تعمد إحراجه و تذكيره بعهود الرجال لتكون إجابة راجي كما الماء البارد الذي سقط فوق رؤوسهم و قد تأكد لهم أي نوع من الرجال هو " قد أقسمت علي والدتي أن أتزوج كي تقر عينها برؤيا حفيدها و هي لا تضمن محياها من مماتها.. لن أكسر بقلب والدتي فاعذروني ".. انقض عليه نادر ليكيل له لكمة نفرت لها الدماء من أنفه.. أراد الإنهاء عليه لكن قبضتا أبيه قد كبلتاه فهو لن يرتضي أن يضيع مستقبل إبنه من أجل من لا يستحق.. نظر سيف الدين لراجي بقوة يخبره بما لا نقاش فيه:
- ستطلق ابنتي يا راجي.. فليست ابنة سيف الدين من تنزل عليها ضرة.
توترت ملامح راجي و هو ما زال يضغط بيده على أنفه النازف.. زاغت عيناه يجيب بصوت متلجلج:
- لكني لا أريد تطليقها.. أنا احبها.
ضحك سيف الدين دون مرح و اقترب منه يلكزه في كتفه و يقول كمن يبصق كلماته:
- تريد ان تزيد من قهر ابنتي.. لا و الله لم تحزر.. ابنتي ستبقى ملكة و إن لم تستطع أنت أن تقدرها فنحن اهلها من نعرف قدرها و مكانتها.
-----------------------------------------


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 10:47 AM   #3

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

النشر بإذن الله سيكون أيام الثلاثاء و الخميس و الأحد

وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 11:30 AM   #4

sanahdb
 
الصورة الرمزية sanahdb

? العضوٌ??? » 339050
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 589
?  نُقآطِيْ » sanahdb is on a distinguished road
افتراضي

بداية جميلة جدا وجذابة

sanahdb غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 12:29 PM   #5

رانيا خالد

? العضوٌ??? » 381661
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 253
?  نُقآطِيْ » رانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond repute
افتراضي

بدايه روعة بس من رأى لازم تخليها وتربيه هو وامه وبعد كده ترميه

رانيا خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 12:40 PM   #6

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كل عام وانت بخير 🌹🌹🌹🌹
والف مبرووووك نزول عملك الجديد المنتدى ..
بداية جميلة ومشوقة للاحداث القادمة واسلوب جميل ممتع تسلم ايدك وفاء ..

راجي واكرام وحكاية تتكرر كثيرا ...واقع للاسف
راجي واحد اناني المشكلة عنده وايضا لا ينفك يسمم بدنها بكلامه الدبش ويستمع لكلام والدته المحرض على ايذاء اكرام ...
يعايرها بانوثتها المنقوصة والعيب فيه ومنه ..
صبرت عليه وتحملت حقارته وبالخر بعد ان تمت عمليته وانعكست الادوار لا يريد ان يتحمل سنة اشهر لينتظر نتيجة التحليل ..بدافع وتحريض من والدته العقربة وخيرته بان تغضب عليه اذا لم يتزوج عليها من ابنة اختها هند ..


نفس القصة ونفس الوضع حدثت من ثمانية سنوات مع ابنة خالتي وتم الطلاق وكل منهم تزوج ورزق بالاطفال ...

والله يستااااهل الضرب من نادر لعدم مراعاته لمشاعر اكرام ووضعها ..فهي منذ البداية لم تتحدث لاهلها عما يحدث بينهم وهذا ما تكون عليه الزوجة الاصيلة التي لا تخرج سرها ..الا ان آية اختها فضحت سره ..
ما اوقحه يرفض الطلاق بحجة حبها هو من يحب انسان يهينه ويذله ويقهره ..
ليهب والدها لنجدتها ويتصدى له بان يطلق اكرام فهي ملكة ولا تستحق الا معاملة الملكة ..

تسلم ايدك حبيبتي احداث مشوقة مثيرة للقادم ..وموضوع جيد للطرح والمعالجة ..
متابعة معك ان شاء الله ..
موفقة ..❤❤❤❤❤🌹🌹🌹🌹🌹🌹


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 12:48 PM   #7

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

بداية مشوقة الصراحة
اكرام بالاول غلطانه لان اللي بيعض الايد اللي تمد له اول مره راح يظل يعض ويكسر بخاطرها .. واجت القااصمه اللي بعد كل صبرها هو كبو بالبحر مثل عاوديو اللامسؤوله وعديمة النخوه😠😠😠😠
بتمنى اكرام ترضى طلقو و تهلص منو وهو نشوف فيه ايام سوده😠
عجبني موقف والدها اللي ابدا مارضي الذل والمهانة لبنته❤


Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 12:52 PM   #8

Hekmat hussein

? العضوٌ??? » 388552
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » Hekmat hussein is on a distinguished road
افتراضي

بسم اللة الرحمن الرحيم

Hekmat hussein غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 12:56 PM   #9

Hekmat hussein

? العضوٌ??? » 388552
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » Hekmat hussein is on a distinguished road
افتراضي

بسم اللة الرحمن الرحيم زج

Hekmat hussein غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 12:56 PM   #10

Hekmat hussein

? العضوٌ??? » 388552
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » Hekmat hussein is on a distinguished road
افتراضي

سبحانك اللهم وبحمدك

Hekmat hussein غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.