05-09-19, 11:35 AM | #101 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
تساؤلات مشروعة يا ميمو..عجبني رؤيتك كمان للفصل ككاتبة مش قارئة عادية...بجد متشكرة جدا لمتابعتك ربنا يكرمك... متحرمش منك ابداااا😘😘😘 نورتي يا كبيرة... كمال دا حطاه عشان الدعاء... عليكم بالدعاء😂😂😂 | ||||||||
05-09-19, 11:42 AM | #102 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
حبيبتي شغف..انا انتظر تعليقك بشغف..بعتذر انا كمان عن التأخير ربنا يكرمك..متشكرة جدا لوجودك💗... طبعا رحلة خلود مع طارق هتبتدي الفصل القادم... مع شخصية عرفناها مبدأيا عن طارق فهي غير مبشرة قطعا... لكن هل خلود هتسمح لطارق انه يغيرها ولا هي اللي هتغيره... هل خلود ستظل الشخص الصابر القانع ولا زينة الحياة هتغيرها... طارق نفسه بغروره دا ممكن يبص لواحدة زي خلود... احداث كتير في انتظارك...اتمنى تنال رضاكي 🌷🌷 | ||||||||
09-09-19, 07:04 PM | #106 | |||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الثاني *** اريدكِ فضاءً واسعاً ، ماء عذبا، بئرا يحوي أسراري، أريدكِ كياناً بتفاصيله يغمرني وينسيني أوجاعي. *** قاطعته بسرعة " لحظة سيدي, أي عنوان ..! " صمت غشيهم، ظنته أغلق الهاتف فأردفت " ليس معي مال للحضور.." قاطعها بحسم " أين مكانكِ؟ " وهل سيعلم مكانها .. هي في منفى عن العالم .. حيث العشوائيات اللامنتهية. أخبرته بأسهل نقطة قد يتعرف عليها .. وجدت فيه غوثها و نجدتها..كان كطوق تعلقت به خشية العراء... لا تعلم لماذا قالت له هذا, الا انها لن تتحرك خطوة بدونه " طالما المريض يحتاج اقامة دائمة, سآتي بصحبة جدي!" سُبة, ما إستمعت اليه كانت سبة لم تخطئها أذناها.. وبعد صمت آخر مهيب أجاب " سيأتي السائق اليكِ في غضون دقائق " ثم أغلق الخط.. أبعدت الهاتف تنظر في أثره وكأنه سيعود اليها بشحمه ولحمه ليحدثها مجددا...غير مصدقة بأن المدد والعون أتى بهذه السرعة...تنظر الى جدها..تراه هو السبب في رزقها..تدمع عينيها تلتهم الأسئلة عن وجهه دون أن تقدم له إجابات. سلطان صوته وهيبته , سطوة كلماته, من أين علم بها وحصل على هاتفها. من هذا المجنون الذي يوافق على ممرضة تجر كهل في قدميها حيث العمل. من اين واتتها الجرأة لتلك الفعلة, قبضت على العشر جنيهات , ثم وجهتها نحو صاحب المحل , أخذت هاتفها واستدارت تحث الخطى بصحبة جدها لتنتظر السائق..دون أن تنبس بكلمة معه, فقد أصبح هاتفها وللغرابة منذ سنوات, أهم من السكن والطعام, بل بات أملها ونجدتها. تركن الى عمود الإنارة..وقد وصلت الى مكان تختلف معالمة عن عالمها..يفصلهما سور...عدة امتار مشتها على أقدامها لتكون في مكان عامر...صاخب بمباهج الحياة. تطمئن عليه بين الفنية والأخرى..يظهر صلابته وهي خير من يعلم بتعبه...تربت على كتفه تمنحه المواساة..ويمنحها إبتسامة تؤازرها وتزيدها تماسك وقوة... لحظات مرت حتى رأت سيارة فخمة تتوقف أمامهم, دلفا اليها، تتمعن بها وتتحسس كراسيها الأنيقة التي تبعث في النفس شعورا بالعظمة والكبرياء, كيف يحافظ مرتادها على قلبه كي لا يتفشى الكبر فيه. كراسي هذه السيارة فقط قد ترمم منزل آيل للسقوط في حارتها.. قد تفتح بيوت قاطنيها لعام كامل ببطون منتفخة من كثرة الطعام . أصحاب هذه الثروات حقا لا يشعرون بمن هم أقل منهم, ليتها تؤمن فقط دواء جدها, وطعامه, ربما ملابس للنوم, أو غرفة تشعر بها بالامان . حسنا لقد طمعت كعادتها وشطحت بأفكارها, لابد أن يجيب صاحب هذه الثروات على تساؤلاتها, قد يكون طامع بها ويرغب بها مقابل المال كما لمح لها كمال من قبل. مسحت على رأسها تبعد هذه الافكار الشريرة عن رأسها, تؤجل تلك الاسئلة لوقتها. توقفت الافكار مع توقف السيارة, ترجلت بصحبة جدها منها, إتبعت اشارة السائق نحو الفيلا ليدلفا سويا, الكف بالكف, والعيون ترعى في الفيلا باتساعها وجمالها الأخاذ, ديكورات ثمينة, لوحات بإطارات ذهبية, جدران أثرية عريقة. بفم مدله تكلمت .. " جدي..هل أحلُم؟ " " بل أنا من يحلُم, إقرصيني, أوخزيني في صدري علي استفيق" شعرت بضيق تنفسها, الهواء قل, تعرقت من الحرارة الزائدة ربما من انفعالها.. " مرحبا " التفتا سويا وكأنهم في مسرحية هزلية يؤدون أدوارا منمقة هي وجدها, شاهدت رجل ثلاثيني, بأنف كبير, هذا ما يميزه, لهذا السبب شعرت بقلة الهواء, فهذا الأنف إستحوذ عليه كله. لم ينل جوابا فكرر قوله " مرحبا, أنا طارق محدثكِ, أهلا بكم" أين تلك الاسئلة اللعينة التي جهزتها, أين افكارها التي ادانته بانه ربما طامع بها, أين تلك الثرثرة العديمة الفائدة أمام هذا الرجل المهيب. فأرة.. نحيلة, ما يميزها عينان ضيقة كالزيتونة, تضع تقويم للاسنان بدا من فتحة فمها البلهاء.. لم يستمع لصوتها حتى الآن فأردف بعملية " المريض أبي , هو في حالة غياب عن الوعي لا نعلم متى سيستفيق, يشرف على علاجه طبيب العائلة, و أنا بحاجة لممرضة ترافقه وترعاه, لا بأس في وجود جدكِ المكان يتسع لما تريدين" مشى الى النافذة يشير منها نحو ملحق للفيلا " هذا سيكون مكانكِ , تستطيعين أخذ راحتكِ, أنا لا أتواجد كثيرا, ما بين عملي وسفري, كل ما يهمني هو أبي والعناية به" حك مؤخرة عنقه وهو ينظر اليهم, تلك السرة التي لا تفارق يديها.. ملابس مهترأة..وأعين مشدوهة مما تراه غريبا عنها، يبدو أن جدها أبله أيضا, فهو منهمك بصمته هو الاخر يطالع الثريا البرّاقة التي تتدلى فوق رأس طارق فتزيد من مهابته وثراءه. نادى على خادمة, أمرها بايصالهم الى الملحق, على أن تبدأ عملها من الصباح، لينهي حالة إتساع الافواه تلك. وبعد انصرافهم ظل يضرف كفا بالاخر متعجبا من تلك التي رشحها له مدير مكتبه, يصبر نفسه " لا بأس في المحاولة" *** يرتب حقيبته, عطور, أحذية, جوارب, صورة أمه, و .. صورة عاليا, يهجرها منذ خانت ثقته, لا يتحدث اليها ولا يخبرها بشئ مما استجد في الفيلا, وهي ايضا تحبس نفسها في غرفتها, ولا تغادرها . هي طفلة في النهاية وستتغير بالعقاب, سيغيب أسبوع آخر في سفره كي يبتعد عنها, لا ينكر شوقه اليها وغزوها لغرفته, شقاوتها التي تلين قلبه القاسي, لكن لا بأس في القليل من الحزم معها. لقد مرت ثلاثة أيام على قدوم خلود..لا يلحظ وجودها فهي ليست ثرثارة او تتعمد لفت إنتباهه، إلا أنه يتابعها عن كثب لمعرفة سير عملها... الخادمة تحمل حقيبته الى السيارة فأخبرها " قولي للممرضة تلاقيني في غرفة المكتب" وقد كان, بعد لحظات من تبديل ثيابه وتحزيم حقائبه, لاقاها في المكتب, بعد أن تعرفت على البهو الكبير وغرفة والده..الذي هالها قدر التشابه بينهما..لقد أشفقت عليه وهو يملك ما يملك لكنه بلا حول ولا قوة، لا يستطيع التصرف في أي شيء..بل لا يستطيع هش ذبابة عن أنفه..هي من تحركه وهو بين يديها كالمحتضر، تتعرف الآن الى غرفة مكتبه..التي لا تقل فخامة عن باقي الفيلا، أخرج من جيبة رزمة من المال يعطيها اياها لتخرج من شرودها المقيت, فكان جوابها هزة بالنفي من راسها فقال " هذا راتبكِ مقدما, علمت بأنكِ بدون أموال وكذلكِ طردتِ من عملكِ, أنتِ حتما بحاجة اليه" ما الذي يعلمه أيضا, هكذا فكرت, عطره النفاذ يختلط بأفكارها فيشوهها ويدنسها ببريق المال, هذا العالم الذي يجذبها بسهولة وسرعة نحوه تخشى أن يبتلعها. " إن أردتِ المغادرة لاي مكان, هناك سائق بسيارة في الخارج لخدمتكِ, سأغيب عن الفيلا لاسبوع, إن احتجتي لشئ اطلبي من مديرة المنزل" الدنيا تفتح لها ذراعيها أخيرا, من يصدق, هي بنفسها لم تكن تصدق أو تحلم بما يحدث معها.. تنام على سرير بمفردها في ذلك الملحق وجدها ينام على كنبة فخمة خارج غرفتها..لاول مرة منذ ولدت تشعر بالخصوصية..تخففت من ملابسها ونامت براحة... تطمئن على نوم جدها وشبعه .. الطعام يأتي اليها معد..عملها عدة ساعات متفرقة..وباقي اليوم في حالة من الاسترخاء. قالت في محاولة لتدير نقاش مع ربها منذ أن استلمت عملها.. " السيد بحاجة الى نظافة شخصية .. وأ .. أنا .." قاطعها بحسم اعتاده معها يلملم أوراق تخص العمل..يستدير ليضعها في حقيبة يد صغيرة... " هذا عملكِ" " هذا لا يصح" نبرته أصبحت أكثر حسما..في حين توقف عما يفعل ليسترعى انتباهها " هذا عملكِ يا خلود، هذا ما أنت هنا لأجله, وأي تقصير لكِ هنا لن يمنعني من طردكِ" في دقائق أعطاها الامان , وفي ثوانٍ سحبه منها بل وشوه لوحتها الغناء التي رسمتها في عالمها الجديد, ماكان منها الا السمع والطاعة..في كلمات عملية موجزة " تحت أمرك سيدي" ترك لها المال على الطاولة ..حمل حقيبته..ودون أن ينظر اليها او يودعها غادر, سحب عطره وهيمنته وسلطته وغادر, فتنفست بعمق كمن حرم من الحياة والحلم للحظات. إستيقظت على واقعها, هي ممرضة وليست صاحبة المكان, هي عاملة وليست ربة الفيلا, هي كادحة بينما هؤلاء مرفهون. أمسكت المال, تنزع عن أفكارها وعيونها بريق هذا العالم, زائف هو، ويحمل معه الكثير من العيوب التي لم تعتدها...كالجفاف والقسوة، هو لم يتخطَ غرفة والده ليزوره ولو لمرة منذ وصلت، هل ينتظر موته ليرث... تلك الأموال والشركات التي سمعت عنها من مديرة المنزل ستكون له وحده... تنهيدة شقت صدرها، لماذا لا تريح عقلها ولا تفكر...ربما هو الفراغ الذي تحيا فيه ما يفعل بها ذلك، لابد أن تشغل وقتها وأيضا تحصن قلبها ضد هذا البريق الذي يجرفها معه. وبعد مغادرة سيدها طلبت من السائق الذهاب بها الى مكان قد يساعدها على ذلك. *** تنظر في أثره, لقد غادر دون وداعها, لقد إشتاقت حنانه وثورته, دفئه وقسوته, اشتاقت حزمه, مسحت عن عينيها الدمع, تحاول تنفس الهواء ليمدها بالبقاء.. جذب انتباهها تللك الفتاة التي حضرت الى الفيلا منذ ثلاثة أيام, تقطن الملحق, علمت من الخادمة أنها الممرضة التي ستهتم بوالدها, مهلا .. هي أيضا تهم بالخروج, هل ستغادر أم ماذا..! فكت سجنها وحصار أفكارها بالنفي والاقصاء نزولا الى حديقة الفيلا, إقتربت قليلا من الملحق..من هذا.. كهل, بلحية بيضاء, يذكرها بهؤلاء الابطال في افلام الفانتازيا, شعر ابيض كالفضة الذائبة ببريق الشمس, استدار لها وقال بعفوية وكأنه صاحب المكان " من أنتِ؟" فأجابت بطفولية تناسبت مع بنطالها الطويل وبلوزتها التي تمسك أطراف أكمامها بكفها " أنا عاليا, أخت طارق" إنبسطت ملامحه وهو يقول " لم أكن اعلم بأن له أخت جميلة مثلكِ" ها قد بدأ التملق هذا العجوز, لكن لابأس سيرضي ذلك غرورها.. جلست على طاولة وضعت خصيصا له ولحفيدته.. لم تتحدث اليه, وهو كذلك. تتطلع اليه ..وهو كذلك. تكلمت, فتكلم في نفس الوقت فكانت كلماتهما " أنت .." ابتسمت, برزت غمازتها, ضحك فبانت أسنانه.. " تبدو قوية" بدت دهشته...يشير بكفه بتساؤل..فأجابته " أسنانك.. تبدو قوية لمن هم في مثل عمرك" لا يعلم كيف يدير حوار مع طفلة, بلسان يفوقها عمرا فأجابها " أهتم بنظافتها" ثم أخرج من جيب قميصه سواك صغير ، هم بتسويك اسنانه امامها فقالت "ما هذا!" "مسواك" بدا الاستغراب على وجهها الصغير فقال "الا تشاهدين الاعلانات يا صغيرة" عن اي اعلانات يتحدث هذا الرجل ، ألم يخبره أحد عن الانترنت، عن اليوتيوب ومواقع التواصل والمشاهدة .. هو يتحدث عن الاعلانات وهي تعلم ما يحدث في العالم بضغطة على هاتفها المحمول. اعلان عن مسواك، هي لا تنتظر تلك الاعلانات السخيفة التي تبدد متعتها بما تشاهد.. على كل حال. "هل الأمر صعب الى هذا الحد" إتسعت نظراتها اليه..تبتسم بتسلية فأردف "إنه سنّه، أوصانا بها النبي في كل وقت وحين، عند النوم والاستيقاظ، بعد الطعام، عند الصلاة" بدا وكأنه يتلو طلاسم فصمت. "هل لي بواحد" فكر قليلا..يتنسم الهواء حوله بسعادة..ثم قال "أعدكِ بأن أحضر لكِ واحدا آخر نظيف، يليق بأسنانك القوية" ثم أخرج من جيبه لعبة الورق، فاستغربت مجددا.. "وما تلك؟" "كوتشينة" عقدت حاجبيها الرفيعين تتسائل في نفسها، من أين خرج لها ذلك العجوز! من أسطورة، أم من فيلم خيالي .. أخذت تحرك رأسها ربما هو غير حقيقي فتستفيق. لم ينصرف .. حسنا .. ربما بالقول فقالت وهي تشير بيديها في حركة تتفق مع كلمتها "إنصرف" تعالت ضحكاته، فرأت لمعان أسنانه بوضوح تتفق مع بريق لحيته .. ومع كلماته التي تبدو لها كالطلاسم. حاول السيطرة على ضحكه ليقول "تلعبين؟" ثم بدأ في وضع الورق على الطاولة، واعطاها نصيبها من ورق اللعب وهو يقول "مستعدة للخسارة" أخذت منه الورق وبدأوا في اللعب، غلبها .. ثم انهى اللعب بقوله "كفى.. لقد مللت" بدت حزينة عابسة لخسارتها..تضرب برجلها الأرض متذمرة...وبعد لحظات صرخت بحماس "لا لا ، ليس الآن .. مرة أخيرة وأكون إكتفيت.. دعني أعوض خسارتي " قام ليتوجه نحو الى الداخل بمشاغبة، فلحقت به تمسكه قبل ان يغادر "ارجوك .. مرة أخيرة" نظرتها المستجدية أصابت قلبه الطيب فوافقها، ينظر الى عينيها بخاصته، تلك الشقية الحلوة.. جلستها المسلية أسعدته أكثر من مجالسة خلود. ذكية .. فهمت اصول اللعبة بسرعة وسهولة .. توقع خسارته أمامها وهذا ما حدث. إستمع الى أذان الظهر وقد دب الحماس في أوصاله ورغب في إكمال اللعب فقال "هل تنتظريني حتى أفرغ من صلاتي وأعود " أجابته بانتصار وهي تسترخي على كرسيها "حسنا .. لا تتأخر " *** عادت من الخارج ، تتجه نحو الملحق، تتلمس جدرانه وتتنشق رائحته..أين هو من رائحة الجدران العطنة بمنزل ام محمود .. لم يتسع لها الوقت لتنسى..فلازالت الذكرى رطبة بعقلها... وجدته أمامها يشاهد التلفاز، جلست جواره، ملحق صغير لكنه يتسع بحنان جدها ودعواته التي لا تنضب وشكره للنعم التي تحفهم. لقد كانوا قاب قوسين أو ادنى من التشرد، لقد أنقذهم الله من الجوع والنوم في العراء، بل أكرمهم ببيت ومال وعمل، انها دعواته..حتما دعواته... تذكرت عملها فقالت "جدي .. أعلم بأن طلبي قد يكون إمتهانا لك .. لكن أرجو أن تتفهم الوضع" أغلق التلفاز لينتبه اليها كليا "والد السيد طارق بحاجة الى نظافة شخصية .. وتعلم بأنني لا يمكن .. أن .. " "سأفعل أنا يا خلود .. اهتمي أنتِ بدواءه وانا سأهتم به .. هو في النهاية مريض وعاجز وأنا أبتغي الثواب من الله" لطالما أعطاها دروسا في الصبر، والصلابة في مواجهة الظرف..هبت بسعاة تقبل وجنته تشكر صنيعه..فبموافقته ازال كدرها وهمها .. قالت توجهه "لن تحممه يا جدي .. لن تفعل شيئا سوى تمرير منشفة بالماء .. معطرة .. وتبديل ثيابه .. وغير ذلك .. ليس من شأنك " "حسنا .. هل نبدأ الآن؟ " سأذهب لأجدد له دواءه .. واعد لك كل شئ ليتبق لك القليل.. هل ستقدر؟" "نعم .. لا تقلقي" وقبل أن تغادر وضعت يدها على كتفه لتقول " جدي, أنا آسفة .. سيبقى هذا الامر سر بيننا, لقد هدد السيد طارق بطردي اليوم إن لم أهتم بشؤون والده كاملة, و أنت تعلم معنى الطرد من هنا " أومأ برأسه متفهما " قد أكون عجوز يا خلود" ثم رفع ذراعه يبرز عضلاته المتهالكة ليردف "لكني عصب" ضحكت وهي تعلم بأنه واهن ...مريض...تكلم بجدية يحتوي قلقها " سأفعل ما بوسعي لتحافظي على وظيفتكِ" تعلم بأنها مخاطرة, قد لا يستطيع جدها فعل ذلك, لكن وجبت المحاولة, فأي شئ في الدنيا يمكن تحمله الا العراء. غادرت, قامت بمهامها, أعدت كل شئ لجدها, ثم أحضرته وتركته بمفرده وخرجت. بعد لحظات خرج جدها يرفع لها أصبعين في إشارة منه لعلامة النصر و أن الامر مر بسلام. إتسعت ابتسامتها, وتجدد الامل بداخلها, لقد تخطت أصعب الامور في بقائها هنا. اليوم نالت صك العبور نحو عملها الجديد, وعليها التمسك به والمقاتلة لاجله. وعند معانقة القمر للسماء ليلا جلست تحتسي الشاي بصحبته أمام الملحق.. تملأ صدرها بعبير الراحة والامان, هي الآن لديها كل شىء. منذ متى لم تختبر شعور الراحة هذا.. منذ حملت الهم مبكرا, وفاة والدها تلاه أمها وهم في ريعان شبابهما, لم تتحمل والدتها المسؤلية الثقيلة التي تركها والدها , طفلتة وأبيه..وفقر مدقع.. وعليها الاعتناء بهما. لقد كان جدها في هذا الوقت شباب مقارنة بالان, كان يعمل في ورشة لتصليح السيارات, الى أن قام صاحب تلك الورشة بطرده متعللا بمرضه وبطء حركته. " لقد حدث شىء اليوم يا خلود أود إخبارك به" تفرست وجهه وقد إرتسمت الجدية عليه.. تحثه بعينيها بأن يردف " والد السيد طارق" إسترعت كلماته على انتباهها كاملا " و انا ابدل ثيابه اليوم رأيت .. رأ.." تقطع كلماته جعلها تستدير اليه قائلة " ماذا رأيت يا جدي تكلم" "آثار جَلد على ظهره" شهقت بقوة " هل أنت جاد؟" " نعم, آثار جلد من سوط وربما حزام علامات متداخلة لأثر تعذيب لا تخطئه عيني" وهنا فقط إستدعت كل خيوط القلق المتشابكة التي قد تؤرق روقان بال أحدهم "علي إخبار السيد طارق" " وهل تظني بأنه لا يعلم؟" نظرت له باستغراب..تعبس بحاجبيها بخوف ليكمل جدها " السؤال هو من فعل هذا بالرجل؟" علامات التفكير شقت قسماته " والسؤال الأهم لماذا أنتِ بالذات التي أحضرها السيد طارق لتعالج والده في حين إستطاعته جلب أمهر الممرضات إليه؟" يكمل بذات النبرة المتشككة..القلقة وهو يجمع ذراعيه حول صدره " لماذا ممرضة بلا مال , أو عمل , أو حتى مأوى ومعها عجوز مثلي بإمتيازات كالتي ننالها, بمرتب لم نكن نحلم بجمعه لو عملنا سويا أنا و أنتِ" ظلت تتشرب كلماته و أفكاره الناطقة تلك لتستوعب قوله. تساؤلات جدها منطقية, لقد طلب منها طارق أن تعتني بوالدها بنفسها " ولماذا ووالده في غيبوبه لا ينال الرعاية في المشفى بدلا من جلبي أنا للعناية به.. الأمر يبدو مريب يا جدي" بلمت الوجوه, كلاهما ينظر الى الفراغ. *** أنفاس , من كل حدب وصوب , تأوهات كريهة تتلبد بعقله فتُسقط أمطار غضبه بضراوة , ليته ما أغمض عينه , ولا حاول الاسترخاء , فمن أين له بالهدوء والعواصف تكيد له وتخطف لبه, إعتدل في جلسته يفتح عينيه بألم, يعتصر رأسه بين يديه كمن يرتب الأمواج داخلها , لم يشعر الا بنيران سيجارته تلسع كتفه في بطىء يستلذ بلهيبها, ضغطة بسيطة على أسنانه, ميلة رأس للخلف, تنهيدة نشوة ممتزجة ببعضا من سعيره. يعلم بأنها نشوة لحظية مسكنة لألمه الذي أنّت روحه به, لكنه لا يعلم خلاصا لما يعانيه, لقد توقف عن فعل ذلك منذ بدأ بجَلد أبيه وإخضاعه تحت سطوته, منذ دخل ذاك الأخير في غيبوبته وقد عاد الى ايذاء نفسه من جديد. جب عميق مظلم وروح مقيده به و أنى له النجاة.. عبأ صدره بالهواء المتشح بدخان سيجارته الجديدة, ينفث دخانها على إستحياء وقد رغب في حبس سمها داخله, هو لا يرغب بحرية لروحه بموت, أو فناء بل يستمتع بقيدها وحبسها وتفريغ إحباطه وحزنه بها. من قال بأن الأجساد هي من تمرض! أو هي من تموت! ألم يختبر صاحب هذا القول ألم النفس وحبسة الصدر وضيق الحياة! ألم يسترعِ إنتباهه من تخلص من حياته ضيقا.. وقطع شريانه بعد أن سُدت الطرق بوجهه.. ألم يعِ ألم الفراق والفقد.. جلها آلآم للروح قبل الجسد تُصليها بنار موقدة لا تنطفيء ولا تهدأ... *** قراءة ممتعة🌷 | |||||||
09-09-19, 07:23 PM | #107 | ||||
| مش فاهمة طارق كيف بتجرأ يجلد ابو !!يعني مثلا الاب اعتدى علي ليعمل هيك !!لازم يراعي انه هاد الزلمة ابو وما يعذبه هيك ! لو تركه واخذ عاليا وراح بدل ما عذبه ..🤷🏻♀️🤷🏻♀️ العجوز الظريف عنجد انه رائع ... لو خلود تقدر تجمع مصاري وتطلع من هل البيت 🤦🏻♀️🤦🏻♀️ وين راحت خلود ومين يلي زارته ؟ متت ضحك ع خلود وجدها وهنن متل الاغبيا قدام طارق😂😂😂😂💃🏻 عاليا مش قادرة كل ما اقرا مشاهدها بحزن ع اللي حيصير فيها هي حتموت صح وواحد حقير حيعمل فيها اشياء بشعة حاسة انه كمال هو الايد اليمين لطارق 💔💔💔😢😢😢 | ||||
09-09-19, 10:45 PM | #108 | ||||
قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تسلم ايدك هالة فصل قصيييير لكنه محشو بتفاصيل مهمة وتساؤلات كثيرة ..... بداية بخلود وجدها وابهارهم بعالم الاثرياء والرفاهية والراحة الني يعيشون فيها في حين هناك الكثير من امثالها وجدها لا يجدون قوت يومهم ... قبول خلود بتمريض والد طارق وخنوعها لاوامره وواضح انه تم اختيارها هي بالذات لتناسب مقاييسه ومطالبه كونها معدمة ليس لها الا جدها تحتاج لمؤوى ومال فكانت تناسب طارق لمهمتها ... مساعدة جدها لها في تنظيم والد طارق واكتشاف الجد لاثار جلد على ظهره وهذا ما ذكر في الكقدمة ... اعتقد ان طارق انسان مريض سادي يهوى التعذيب ..السؤال ليش هو بعمل هيك مهما كان ما فعله والده هذا اسمه عقوق ... واضح انه كمال الزفت قريب من طارق الاثنين شخصيات سادية مريضة .. خلود هناك مكان تريد زيارته يا ترى اين ستذهب ؟؟؟؟ عاليا طفلة بريئة صغيرة تفتقد للاهتمام والرعايةة كما تفتقد للحب والحنان يعطيكي العافية هالة الفصل اكثر من راااائع بغموضه واثارته ...😎😎 متشوقة للقادم ✋ موفقة ان شاء الله ❤ | ||||
10-09-19, 01:32 AM | #109 | ||||
مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل جميل وموضح للكثير طارق مريض عقلي ليس فقط نفسي يعاني من آثار تعذيب عبر مراحل نشأته ومما استوحيته من الكلمات ليسفقط تعذيب ولله اعلم .. عقاب الوالدين مهما بلغ ظلمهما لا يأتي سوى من مريض وانا في انتظار القادم بشوق .. | ||||
10-09-19, 10:41 AM | #110 | ||||
نجم روايتي
| لبد بدأت خلود بعملها ...سعيدة بتوفير الماوي لها ولجدها ... لكنها اكتشفت ان هناك الكثير من الأسرار وراء عملها...عندما رأي جلدها العلامات التى فى جسد والد طارق .... طارق واضح انة يعانى من مشكلة نفسية جعلت منة رجل سادي يعشق تعذيب الاخرين وتعذيب نفسة... تسلم ايدك على الفصل المشوق❤❤❤ | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|