آخر 10 مشاركات
في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          7 - فتاة الأمس - فيوليت وينسير - ع.ج** (الكاتـب : حنا - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          561 - تأثير العرس - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : عيون المها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree30Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-19, 04:45 PM   #321

رحاب المانوليا
 
الصورة الرمزية رحاب المانوليا

? العضوٌ??? » 354830
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » رحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond repute
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رحاب المانوليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 06:47 PM   #322

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هالة حمدي مشاهدة المشاركة



واو يجنن التصميم 😍

ننتظرك اليوم عسوله 😍


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 08:13 PM   #323

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
**
تتعلق بي وكأنك طفل يجتث منابت الألم ليستبدلها بالفرح والدفء من خفقاتي..بحبورٍ تنتظر وتترقب...وتشتاق.
***
تتقلب في فراشها، تشعر بالأرق الشديد، تفكر فيه، شتت كل أفكارها لتظل أسيرة رقته اليوم..
لقد كان رقيق، لا ، لا يليق به لفظ رقيق.. بل حاني..
لقد كان حنون مع عاليا، هادئ معها..مراقب لباقي الأجواء..
لقد سباها اليوم بأفعاله، طارق العظيم نزل من علياءه، ليتحدث إليها، ويرتدي قبعة طفوليه فوق رأسه، كانت رخيصة، لا تتفق مع زيه الثمين، ولا تشبه فخامة فستان عاليا أيضا، لكن بساطة هديتها سكبت السعادة فوق رؤوسهم ...
وضعت وسادة فوق رأسها.. تستجلب النوم وما من ملبي..
مكوثها في السرير لأكثر من هذا سيكون سببا في زيادة أرقها..
قامت لتخرج الى جدها، تتأفف من عجزها عن النوم، تربط حجابها، فلازالت تخشى الكاميرات ولا بأس في الحيطة..
" أشعر بالارق..سأتمشى بالخارج يا جدي "
يتوقف عن تلاوته، يرفع رأسه إليها
"الآن!"
"نعم، لقد حاولت النوم لم أستطع، عل نسمات الهواء بالخارج تضربني على رأسي لأسقط صريعة النوم"
يترك المصحف من يده يستعد لضربها
"ولماذا تحتاجين ضربات الهواء، أنا موجود"
تحاول الركض بعيدا عنه، تغلق الباب خلفها، تدفس فمها في إطار الباب المغلق لتقول
"لن اتأخر"
يضرب كفا بكف..مستسلما لمشاغبتها..
تلعب في الزهور، تتلمس الحشائش بقدميها الحافية..
تفرد ذراعيها، تحتضن الهواء، تعانق السماء المظلمة بعينيها..
اليوم مزاجها رائق تماما، مستمتع، متحمس..
تود لو تراه مجددا، تتبادل معه الحديث، يلاطفها بالكلمات، تستمع إلى صوته الحاد الذي يسكرها..
تلتف حول الفيلا في بقعة بعيدة عن الأنظار لا يذهب إليها أحد، جذبت أنتباهها لإفتقارها العناية، جرداء، تختلف عن باقي الحديقة الغنّاء..
باب كبير يفصلها عما بالداخل، تحسسته تفكر في أنه ربما مخزن لأثاثهم البالي، أو ربما مخزن لأدوات الجنايني الذي يهتم بالزرع..
تعثرت أفكارها وهي تراه يخرج من أفكارها ومن هذا المكان، بكامل أناقته التي تركته بها منذ ساعات.. لكن علامات الغضب تكسوه..
ترى، ما سبب وجوده هنا في هذا الوقت!
تلاقت كلماتهم في سؤال مشابه منهما معا
" ما الذي تفعله/يه هنا؟"
كانت لجلجتها وارتداتها للوراء اقرب للمنطق فهو في ملكه على كل حال..
" هل تتلصصين علي؟"
طارق الرقيق، الآن كالقط البري الذي يوشك على التهام طريدته، جفونه حمراء وكأنه كان يبكي حتى جفت عيونه والتهبت، لا تعلم ما سبب تبدل حاله هكذا، الا أنها رغبت في تهدئته
" أبدا، لقد.. شعرت بالقلق"
أشاح بيده في وجهها قائلا بصرامة..يقاطعها
" هذا المكان ليس للنزهة، إنه محل عملك يا آنسة، إلى الملحق في الحال، ولا تتعدي حدودكِ يا خلود"
ضحكت بسخرية، أليس هو نفسه ذلك الشخص الذي توسلها البقاء منذ لحظات في الحفل..
لم يتفوه بشيء آخر، مضى في طريقه..مخلفا ثورة من الأفكار، وفيضان من الإنفعالات لا تنتهي بداخلها ..
" ما الذي أتى بكِ الى هنا؟"
ألن تنتهي هذه الاسئلة، التفتت منتفضة إلى جدها تجيب بنزق
" أقسم بالله كنت أتمشى"
قال بحذر وهو ينظر يمينا ويسارا
" المكان قابض يا خلود، تتصرفين كالأطفال، هذا ليس بيتنا كي تقومي بهذه الأفعال"
يبدو أنها تمادت، عيون جدها القلقة تخبرها بذلك..
لقد تبعها..لم يطمئن قلبه إلا برؤيتها...يحاوط كتفها..يضرب رأسها
"أظن بأنه حان وقت النوم"
وبعد أن خزلها طارق، وتحدث إليها بحدة...
فالأفضل لها الآن.. النوم...
***
يقف أمامه بثقة تتنافى مع تلك المصيبة التي اقترفها..
بينما طارق يكاد يتميز غيظا من جريرته..
" لقد حذرتك من أفعالك، ونهيتك عما تفعل ضد النزلاء..، لماذا، لماذا"
ينهي تساؤله بنبرة حادة أشبه بالصياح ..ليجيبه كمال ببرود
" أنت تعلم لماذا، أنت خير من يعلم شعور الألم وتسكينه بايذاء الغير"
قال بقوة
" لا تشبّه نفسك بي، أنا غيرك"
" لا نختلف كثيرا عن بعضنا البعض يا طارق"
أعطاه ظهره يتنفس بقوة، وغصة مؤلمة تتشبث بحلقه، تغرز اشواكها تمنعه الحديث..
كمال، الذي تدرب على يديه، كي يتخلص من غضبه..
فانعكست الغايات والوسائل ليصبح كمال الآن هو السبب في جل غضبه..
" ستترك العمل"
عقد كمال حاجبية، لم ينتظر هذا، ظن بأنه سيطرد خلود التي حتما من تسببت في زرع تلك الصحفيه التي صورت فيديوهات خبيثة لتعذيبه للنزلاء، هم كبار في السن، ليس هناك أحد بحاجتهم، فلماذا لا يستغلهم في نشوته، وسفهه.
" هنا، وهناك"
إزدادت انعقادة حاجبية بتساؤل فأوضح طارق
" ستترك العمل في الدار هناك، أنت بالكاد كنت تتواجد، وستترك العمل عندي، فسمعتك باتت ملتصقة بي، فلابد من قطع كل الخيوط"
ثار كمال، يصرخ بصوت حاد
" ومن أين أعيش، سأترك أعمالي كلها وأجلس في البيت كالنساء"
حدثه طارق بسخرية
" تقصد، من سأعذب"
ثم أضاف بجدية
" لقد حذرتك يوم تعرفت عليك خلود"
حك أنفه بغضب ليردد
" خلود، هي تلك الأفعى، هي السبب فيما يحدث"
ثم صمت، يفكر، بينما طارق يزيح رابطة عنقه تماما عنه..
يتجرع كوب قهوته في رشفة واحدة، يخبط بالقلم على سطح مكتبه..
" تزوجها يا طارق.."
توقف قلمه، وانتبهت حواسه، ضاقت عينيه
" هل جننت! "
" تزوجها، أو اتزوجها أنا"
خفقة شاردة من بين خفقاته اشتدت،حتي انقطعت، كيف يتزوجها كمال ولمَ..
وضع يده أسفل ذقنه ليستمع، حتى ينتهي هذا الأحمق من خرافاته
" لا تقنعني بأنها لم تعلم بأمر والدك حتى الآن، تتقرب من عاليا وتعلم خباياها، تعيش معك في بيت واحد، ألم تلاحظ شيء عليك، ألم تعلم بأمر عمتك الملقاة في القبو"
لازال طارق على وضعه، يستمع بعمق لتلك الكلمات التي لا شك في صحتها..سيمرر الشق الخاص بعمته فلاشك بأن كمال استقصى عنها جيدا بعد وضعه لها في الدار بدون أوراق تخصها..
لطالما كان ذراعه لتنفيذ انتقامه من والده على مدار سنواته التي قضاها خارج البلاد..
كان يخطط، ويرسل لكمال كافة الاحتياجات لينال من أبيه...يتعثر في اموال ...صفقة خاسرة...
صفعات بليدة كانت تصبره على انتقامه الأكبر الذي كان بيديه ..لكنه لا يستطيع تمرير الشق الخاص بعاليا
" كيف عرفت بأمر تودد خلود إلى عاليا"
وكأنه كان يعد الإجابة مسبقا قال كمال
" سلمى أخبرتني، لقد كانت تنتظرها ليتسوقا سويا قبل الرحلة، وفوجئت بها تخبرها بأنها ستصحب خلود"
لحظات مرت وعيون طارق مثبته على وجهه يتحرى صدقه ليقول
" لسنا بحاجة للزواج منها، هي بين قبضتي على كل حال"
" لا ، ليست كذلك، إن ظننت بأن فضيحتها السابقة ستقيدها ان أمسكت دليل ضدنا، فاسمح لي أنت أحمق"
ضغط على أسنانه..فالذي بينه وبين كمال ليس علاقة رئيس بمرؤوسه، بل علاقة متبادلة من المصالح التي لا تنتهي.. بدءا من تسهيل اقامة الاخير في بلاد الغربة...مقابل تنفيذه لما يخطط له طارق..
لطالما عجزا عن فهم بعضهما البعض..لقاء عابر في طائرة...جعل منهم شركاء في وجع لا يعلمه كلا منهما عن الآخر...
وحّدهم الالم..وفرقتهم طريقة تفريغ كلا منهما له..
" خلود يا طارق، قوية، أن تتهجم علي وتحاول الاستقواء على رجل مثلي، لقوية، لقد حاولت جذب العصا مني للدفاع عن عمتك، وشت بي عند تلك الصحفية، تزحف ببطء نحو عائلتك.. ستعلم كل ثغراتك ولن تقدر على سد ايا منها"
" شهادة خبرة من طارق الرشيد ستحسن مستواها الاجتماعي عندما تغادرني"
" ومن اين لك بالكتمان حتى تغادر، لقد تمكنت منا يا طارق، استمع الي..تزوجها، هي لن تستطع الإضرار بزوجها، ابو اولادها، ستحتفظ بكل أسرارك خوفا عليك، لا منك"
" هكذا زوجتني منها، وجعلت لي منها اولاد.."
دار طارق حول مكتبه ليقف امام النافذة بشرود..
داخله يغلي من تصرفات كمال المشينة التي أدت به لفضيحة ستتناقلها الصحف لفترة طويلة..
" هل ستتركني اتعرض للمسائلة القانونية"
" ليس بيدي شيء يا كمال، ان لم أفعل سأسائل أنا، وهل يرضيك بأن احاسب على خطأ ليس لي"
ثم ضحك يقترب منه ليربت على كتفه.. ينهي اللقاء..وسط تذمر كمال.. وحنقه..
***
مساءً
كان على موعد مع تلك الصحفية التي نشرت الخبر، وتسببت في الفضيحة، يهندم مظهره..يرتب هيئته..يستقبلها قبالة بابه..
يصافحها بحرارة..يشير إلى مقعدها يسألها
" ماذا تشربين؟"
" قهوة"
جلس أمامها، بمهابته المعهودة .. يرفع حاجبا دون الآخر..يتأملها..وكأنه رآها من قبل..يرفع أصبعه ناحيتها مستذكرا
" أنتِ.."
" نعم أنا، وأنت مجددا، يبدو بأن لقاءاتنا لم تنتهِ بعد"
إنقبضت ملامحه..يسألها وقد تبدل ترحابه إلى ضيق
" ماذا تريدين؟"
" أنت من أرسلت في طلبي.."
استرخى على كرسيه المريح في زاوية أكثر دفئا في مكتبه..بعيدا عن طاولة الاجتماعات..والعمل..
" كمال، الذي صورته في هذا الموقف المشين، تم فصله.."
تصنعت التفكير لتقول
" من إدارته لدار المسنين، أم إدارة مكتبك"
أشار باصبعية قائلا
" الاتنين"
هبت واقفة
" لا اصدقك طارق الرشيد، أنت تدوس على الجميع، المكان باسمك، أنت من ستحاسب، وهذه الحركات الدبلوماسية لن تنفع معي، كما حدث سابقا، لقد توسطت سابقا لتنال قاتلة برائتها"
وقف مثلها ، يتحدث اليها بهدوء، جاهد بان يبقى
" لقد كان قتل خطأ"
تساقطت دموعها، وكأن أحدهم نكأ جرحها
" كانت لتنل جزائها لولا تدخلك"
ثار في وجهها، وقد انقطع حبل صبره
" أنا لم انقذها، لقد اعترفت بأنها من فعلت، ولكن عن طريق الخطأ"
" وتلك الفتاة التي كادت بأن تدفع ثمن خطأها، ولم يهتم أحد بها، وحتى الآن على حسب علمي، لم تجد عمل"
تنفس الصعداء، حاول السيطرة على غضبه، فكل الخيوط تتشابك وتسقط عندها، هي..
" خلود تعمل عندي، ممرضة دائمة، لحالة والدي الغير مستقرة"
" اذا طارق العظيم يكفر عن ذنوبه"
" أستغفر الله العظيم"
يمسح على شعره..
تتفرسه، تجاهد نفسها كي ترى الحقيقة في وجهه..
" تلك الطبيبة، لم تقتل أباكِ..."
همت بالمغادرة لتلقي آخر كلماتها
" هي قناعات"
استوقفها بهيمنة لم تخطئها عينيها..
" كمال تم فصله لانتهاكه القوانين ، وهو مسؤول عن أفعاله التي لا علم لي بها، وسأقاضيه، رغبت بأن تعلمي، وتتوقفي عن نشر الفزع عن مؤسستي لرعاية المسنين، فهم بحاجة للمأوى والرعاية.."
مد يده يصافحها، يعقد اتفاقا جديدا معها
" سأحرص على ذلك بنفسي"
تجاهلت كفه، لتغادر سريعا، مخلفة غاضبا ، هائجا خلفها، يخبط بكفه فوق الباب الذي اغلقته للتو عدة ضربات، جعلت كفه يتشنج بقوة...
كل غضبه كان نحوكمال، لا يرى خلود سببا لما يحدث، هي في النهاية تدافع عن أناس مستضعفين، بينما كمال يجور عليهم بسادية مؤلمة، تهدد حياتهم.
يحك مؤخرة رأسه، يتنفس دخان سيجارته، يضع طرف إبهامه في فمه، يضغط عليه باسنانه..يردد
" أتزوجها!"
رغم حنقه عليه إلا أنه يملك الحق في كلماته، خلود لو علمت حقيقته، لن تتوانَ عن سجنه، وفضيحته..
وهذه المرة ستكون الثالثة، والقاصمة..
طارق الرشيد يجلد والده ويتسبب في غيبوبته..
يعذب عمته ويحبسها في قبو مقفر بلا طعام..
حيوان بائس جائع الى التعذيب.. ووقتها ستلبسه تهمة دار المسنين وليس كمال..
وهكذا تفتح أبواب النار عليه، بسببها..
أطفأ سيجارته.. يدير صراع من نوع آخر برأسه..صراع يسمى
" خلود"
***
تلقت رسالة منه بأن تلحق به في بهو الفيلا..
ذهبت لملاقاته، وتقبل تقلباته، والاستماع لأوامره..
وجهه على ذات الحال منذ الامس، يزداد انهاكا وحدة، لحيته لازالت على طولها، لقد كان حريصا دوما على ازالتها، لاتنكر وسامته بها..لكنها تكره غضبه..يتقلب بين الفينة والاخري من حال إلى حال.
يتماسك كي لا ينفجر ضحكا من مظهرها الغاضب، وحذرها المقترب معها بتؤدة..
ونظراتها المؤنبة التي توجهها نحوه..
شفتيها تتحرك بما يشبه السباب، تتحرك ببطء يماثل حركة السلحفاة لملاقاته..
وقفت أمامه.. قصر قامتها انعكس الآن وهو جالس أمامها، رأسه في مستوى صدرها
" اجلسي"
تخاصمه بكلماتها
" هل تأمر بشيء"
" اجلسي يا خلود ، لا تتعاملي كالاطفال"
" لست طفلة، حينا غاضبة، وبعدها عابسة، ومن ثم ثائرة"
هي تضربه بالكلمات، تظن بأنها كالسياط ، بينما طريقتها تضحكه
رفعت حاجبيها بدهشة، تنتظر سكونه، ليتحدث
" حسنا، لقد أثرتِ غضبي بالامس، ما شأنكِ وتلك المنطقة من الفيلا، هي بلا حياة، مظلمة، ليست مكانا لكِ، ولن تأنسي بها"
تتحدث إليه وكأنه حبيبا تلاقيه ويسترضيها..
" كنت أشعر بالارق"
" لماذا!"
بساطة سؤاله، تنحيه عن جديته، بل ومحاولة اعتذاره الخفيه لها.. اربكتها..
هل تخبره بأنها كانت تفكر به..
" ما الذي أرّق نومكِ يا خلود؟"
ربما تجيبه بشيء ينتظره، أو باجابات يرغب في معرفة هل تملكها أم ما زالت خفية عنها..ففاجئته بخجلها
" في الحفل..رقصك مع عاليا كان ممتع، تلك القبعة التي كنت ترتديها، كانت مضحكة"
" لم يبدُ عليك"
" كنت اكتمها"
" لماذا"
" وهل بامكاني أن أضحك أمامك"
قام لتستصغر نفسها في حضرته.. يلف حولها بحلم وعينيه لا تفلتها
" إجلسي يا خلود"
لفة أخرى، مع كلماته
" واضحكِ"
وقف قبالتها
" إفعلي ماشئتِ..أمامي"
إرتفعت خفقات هذا الملتهب بين أضلعها..
أنفاس حارة زفرتها كتنين ينفث ناره للحماية..حفاظا على سلامتها امام رقة كلماته
هبوط صدرها وارتفاعه، يراقبه..
يستشعر نظرات خجولة منها نحوه، نظرات أنثى تخجل من كلمات رقيقة تخشى توهجها ليصير واضحا للعيان بريقها.
يكمل قاطعا شرودهما..باشارة من يده .. ليجلسا معا..
" كيف حال جدكِ؟"
" بخير"
" هل يمكن أن يعمل معي.."
مستفهمة قالت
" أين؟"
مجيبا لها
" دار المسنين التي أملكها.."
تبدلت ملامحها
" لم أكن أعلم بأنك تملكها"
نظر أرضا..يستمع إلى توبيخها..
"لقد أخبرتك عن كمال، وسألتني وقتها كيف له ان يدير عملين..كنت تعلم"
تبدل العبث..والتمعت شرارات الغضب..فأردفت
"هل كنت تعلم بتعذيبه للنزلاء"
"لا"
اجابة قاطعة بصوته الأجش، تبعتها بسؤال آخر
"لماذا تخفي أمر امتلاكك لها؟"
"وهل يجب علي عمل دعاية لما أفعله من خير؟"
ألجمها، سدد كلماته بحسم لا يمت للجدل الذي كانت تنتويه..ليعاجلها
" هل يمكن لجدكِ إدارتها.."
بهتت من كلماته
" جدي!"
أومأ برأسه
" لن أئتمن أحد سواه، هو مثلهم، ويعلم جيدا كيفية التعامل معهم.."
صمت وهي بالمثل.. علامات التفكير تعلو وجهها، ليقول
" أنا أثق به.."
نظرت اليه منهكة
" يكفيه الاهتمام بأبيك"
بدت الحيرة على وجهه
" جدي لن يستطع الموازنة بين الأمرين، هو يتحامل على نفسه مع ابيك يرتجي الثواب من الله، لا يمكنه الإتيان بعملين"
حسم أمره..
" سأفعل أنا.."
بامكانه الإهتمام بابيه، فلا يجوز معرفة أحد عما ألم به سواه .. لا ينقصه أغراب آخرين يخشى حديثهم..
وايضا لا يمكنه ترك أعماله ليدير تلك الدار..
استغراب، ما نال منها هو الاستغراب التام..
تباغته بسؤال آخر
" وماذا عن كمال، يستحق الشنق، هذا الغبي عديد الرحمة.."
يضع ساقا فوق الأخرى يجيبها
" لقد فصلته عن العمل، وسيتم التحقيق معه"
" أذله الله وشتته، اللهم لا راحة له، يشقى في دنياه دوما"
تدعو على كمال..
ماذا لو علمت بأمره هو، ستصعقه حيا..
سينال الصعق من تلك القزمة الصغيرة..
تهللت أساريرها وهي تقول
" هناك حفل غدا، في مؤسسة الأطفال التي تتبرع لها ، هل ستأتي"
انبسطت ملامحه بسعادة اكتنفته، لم يغضب لمعرفتها بعمله الصالح..الذي يخفيه عن الجميع..يستمتع بذاك البريق الخلاب بعينيها..
" متى؟"
" ليلا، هل ستذهب؟"
"ان كان معكِ، فأجل"..
يرقق صوته لها، بعين يشوبها المرح والمزاج الطيب يتفرسها..
وبعين يملؤها الفرح من قربه منها تناظره..
همت بالمغادرة فقال
" ابقي قليلا"
" لقد بدأت أتشائم من هذا القول، وعندما تراني لاحقا تنهرني، وتصرخ بي..، لا .. لن أبقى.. سيد طارق"
لماذا تضع الحدود بعد سقطتها المثيرة بالأمس ومناداته بأسمه مجردا..
غادرت وعينيه تتعلق بها، كيف تثير احترامه وحنانه الذي اندثر منذ زمن في رغبته في الانتقام..
هي تثير به مشاعر متضاربة متخبطة متصارعة، بين الطيب والخبيث..هو في منطقة زيتيه لا مكان لها من الاعراب بين الابيض والاسود..
***
يسير في طريقه إلى السيارة..
تعثرت أذنيه بصوت عواء ، لم يكترث في باديء الأمر وأكمل طريقه إلا أن العواء قل ..اصبح كالأنين..وكأن هذا الكلب يصارع الموت...
إلتفت برأسه يمينا ويسارا يبحث بعينيه عن مصدر الصوت..
فلم يصل لشيء.
تخطى البوابة الكبيرة..ليغادر إلى عمله...
ترافقه عينيها تودعه..
لقد مس شيئا ما في قلبها...
هذا البائس..القاتم..الذي يرثو ذاته على الدوام..
تتتبع خطواته الواسعة..كتفيه العريضين من الخلف في زيه الرسمي المعتاد...
سريع الخطوة.. مخيف الطلة..
إلتفاتة جسده وهو يبحث عن شيء لا تعلم ماهيته..ربما سقط منه جنيها فيبحث عنه...
ضحكت من بلاهة تفكيرها..طارق يحمل جنيها..ربما يحمل الورقة التي لم يتم اختراعها بعد بألف جنيه مجمدة بورقة واحدة...
هل تحسده!..فكانت ضحكة أخرى..
تغلق عينيها..وهي تسير نحو البوابة هي الأخرى في محاولة لتتبع خطواته...
تستمتع بملمس الشمس على وجهها..رغم حرارة الجو إلا أن هناك نسمات تعبث بأفكارها..فتجعلها كالمنومة لا تشعر بلسعات الحر...
"هل تبحثين عن شيءٍ ما!"
شهقت..تضع يديها على صدرها.. تحاول التقاط أنفاسها..
"لماذا عدت...أ..أقصد..هل نسيت شيئا!"
تفصد العرق فوق جبينها..ولوهلة توقفت النسمات..وبقيت حرقة قربه...
يراقب تبدل حالها منذ رأته..يكاد يسمع خافقها من مكانه...
إرتجاف يديها..ربما لأنه أفزعها...وربما لأنه يقترب منها..
هو لا يفهم ما الذي يفعله معها..
هل ينفذ ما طلبه كمال..
أم هذا ما يميل إليه بنفسه ..
صوت العواء مجددا..ضيق عينيه يضع أصبعه أمام شفتيه يحثها الصمت...
ودار بعينه مجددا..وتتبع الصوت هذه المرة بإصرار...
كلب صغير..لا يتناسب صوته مع حجمه..
ينام أرضا بين حشائش حديقته...
"يا إلهي..قدمه مكسورة.."
كانت كلمات خلود الحانية...
"أحضري ضمادة يا خلود.."
عبست..متسائلة في نفسها..هل سيضمد قدمه المكسورة..هو لا يعرف شيئا عن الطب على كل حال..
حثها بهدوء
"هيا"
وفي لحظات غيابها لتنفيذ أمره..كان قد أمسك قطعة خشبية صغيرة ملقاه أرضا..قلص حجمها بيديه..وضعها أسفل ساق الكلب الصغيرة، في ذات الوقت الذي وصلت اليه خلود...
فأمسك الضمادة يلفها على قدمه...في محاولة بدائية لاسعافه...
تتابعه بعينيها..
حركات يديه في مداواة الكلب..
سرعته ومهارته...
رقة قلبه التي لا توائم ما يفعله بنفسه...
"لماذا عدت؟"
أيخبرها بأنه منذ شاهدها في حفل الأمس الخيري وهي تشغل باله بطفوليتها...
كان يراقبها من مكتب المدير، حيث جلسته المفضلة في كل حفل، كان ليتسلى مع سيجارته وهو يشاهدها، إلا أنه يتبع سلامة الصغار ولا يدخن في المكان..
تلك السعادة المحفورة على وجهها تنبثق مع عينيها..
ماذا فعلت في حياتكِ يا خلود لتنالي تلك الراحة والسعادة..
كان ينظر ليديها المجنونة وانقلاب وجهها وهي تقلد أرنب، أو فأر..
قام وقتها متجهما ..متحفزا ..بعد أن سقطت وهي مغيبة ضحكا فوق الحشائش متألمة..
لقد سقطت أمامه منذ قابلها كثيرا، تعاني عدم اتزان وبلاهة لا نهاية لها..
أم يخبرها برغبته في استكشافها كما لم يفعل مع إمرأة من قبل...
بدأ الكلب يعوي من جديد..
"ألن تأخذه الى طبيب..!"
عقد حاجبيه، يجيب بخشونة
"إهتمي لأمره يا خلود.."
"أنا لست ممن تهتم بالحيوانات"
قام من جثيانه..ينفض كفيه وقد بلغ منه الحر مبلغه...
"إنه مريض.."
"ليس هذا مجال عملي"
قال وقد أوشك على الصياح بها
"إهتمي به يا خلود لأجلي..هل إرتحتِ الآن"
ما باله يضغط على قلبها، ألا يكفيها شفقتها عليه، يستجدي قلبها المنهك طلبا للرحمة لأجل كلب...
ألا رحمة لقلبها...
لأجله...هي كلمة من حروف قليلة تسببت في هياج نبضها...
لأجله تفعل أي شيء..
"حسنا، سأهتم به، هل أسقيه لبن، أم أبتاع له اللحم، ربما أتسوق له وأجلب له طعاما خاصا بالكلاب"
"ما الذي تهزين به، ما الذي أصابكِ؟"
تتلجلج في قولها، هل تغار...
من كلب، مريض، هزيل، عديم الفائدة...
تبتغي اهتماما منه، تتمنى لو كانت كلب ليشعر بها...
تنحنحت تغطي على خيبتها...
"أنا آسفة سيدي، سأهتم به"
بكلمات مقتضبة انهت الحديث، تغطي على إحراجها..هل تتوسله الحب، كيف سيفهم حركاتها الغبية تلك...أتغويه؟
لا يفهم ما الذي تفعله، هل جنت، يشاهدها تمسح عرق جبينها تخبره بأنها ستهتم بالكلب...
ستسقيه..وتطعمه..و.....
هل ستفعل معه كذلك لو تزوج بها..تزوج..من جديد كلمات كمال...
هو لا يشعر بالتهديد منها..خلود لن تستطيع تهديده...
للحظة تذكر خباياه اللعينة...وللحظة يثق بنزاهتها وعدم تسترها على الخطأ...
يحتار هو فيها .. بكل بساطتها معقدة بالنسبة إليه...
"أنا..سأغادر.."
لم تسأله مجددا عن سبب عودته..تعلم بأنها لا يتوجب عليها السؤال..وبأنه لن يجيبها...
"لقد عدت من أجله.."
تنظر اليه باتساع عينيها...وكعادة الشمس عندما تسقط على اي عين مهما بدت حالكة السواد تجعلها تتلون ببريقها الذهبي...
وكأن شعاعا ما..إخترق جسده بتلك النظرة...
يسير بخطى عكسية إلى الخلف..وجهه لها وظهره بإتجاه البوابة...
الى أن صعد سيارته..وغادر...
***
هدوء خادع يكتنف جلستهم حول الطاولة خارج الملحق، يفتتح كلماته معه، يحثه على القبول بتلك المهنة الجديدة التي يلصقها به
"لا يجب عليك التواجد طوال الوقت هناك"
يقدم له قهوته التي أعدها خصيصا له بيده
"كمال كان يذهب في أوقات متفرقة، كلما سمح وقته"
يرتشف من كوب العصير المثلج أمامه فهو لن يجلس براحة فارغة يشاهد طارق وهو يرتشف قهوته
"الأهم هو اختيارك لمن ترأسهم، تحفيزك لهم، الإستماع لمشكلاتهم وحلها"
يخبره بأن تواجده في الدار ليس بالكم،انما بالكيف...ليس بكثرة تواجده بقدر ما يكون مؤثر...
كما كان يفعل كمال بالضبط...
يذهب إلى الدار ساعات معدودة...
يدميهم ويعود إلى نمط حياته الطبيعية بدون ذرة تأنيب لذاك الراكد في قلبه..
يبسط يده على الطاولة في انتظار رده، قال العجوز
"لقد أخبرتك خلود بسادية كمال"
ضغطة بسيطة على أسنانه فضحت صدمته من حديثه...
رفع وجهه قليلا اليه، ينتظر باقي تأنيبه
"لماذا لم تمنعه عن الدار وأنت مالكها؟"
يعقد ذراعيه حول صدره، يتنفس ببطء، نظرات العجوز الثاقبة، وكلماته المتهمة المؤنبة، لا تساعده على اختلاق كذبة ستفضحها بصيرته النافذة...
يكسو صوته بنبرة عملية
"ظننت بأنها شكوى كيدية من خلود بسبب طردها من عملها، لم يكن لدي دليل ولم يشكُ ايا من ذوي المسنين من سوء المعاملة"
يفك عقدة ذراعه، يقف ليواجه العجوز بظهره...
يرفع يده على جذع شجرة منتصب بقوة، ربما يسانده...
ينهر نفسه على لجوءه له...لماذا يختاره هو بالأخص!
لماذا لا يصيح به ويخبره بأن هذا ليس من شأنه...
"انا أثق بك، وائتمنك عليهم، علّ حسن اختياري هذه المرة يشفعلي"
"أنا موافق سيد طارق، هذا شرف أن أنال ثقتك، وايا كان جوابك على أسئلتي، فيكفيني بأنك عدلت عن اي شيء قد يخالف ضميرك"
يربت على كتفه، يحمل كوبه إلى داخل الملحق...يتركه في صراع متجدد مع ذاته، التي بدأت من ركام سنواته البائسة في جلده...
لقد برر له افعاله، ولازالت سطوة ذلك العجوز تنفذ الى روحه، ما الذي أخبرته به خلود أيضا.
***
تشتت من نوع آخر أصابها وهي ترى غضبه الآن، ليست تدري سببا واحدا لهذا الغضب والإنفعال الزائد لمجرد أنها تخبره بحاجتها لبعض الدواء الذي نفذ لوالده...
"أنت المهتم بأمر دواءه..لم يقم بشراءه احد منذ مجيئي الى هنا..وقبل نفاذه كنت تحضر غيره..ما الذي يغضبك هكذا..لم أخطيء فيما فعلت سيد طارق"
نظرات غضبه أوشكت على اصابتها بضيق الشرايين...
لازال متكيء على مكتبه، يقبض على كفيه، يعتصرهما...يجاهد شعورا جديد لم يختبره من قبل..ذلك الشعور الذي تسلل اليه يسحقه وهي تتحدث الى سائقه فور عودتها من الخارج..
"أنتِ لم تنتظري عودتي وهممتِ بشراءه بنفسكِ"
لو تصل لما يريد..فقط لو تفهم سبب ثورته...لاجابته واراحته واراحت نفسها..
"وماذا في ذلك!"
يختنق بصمته، ومشاعر يجهلها تتمكن منه، ولجاما لكلماته بعد قولها...وماذا يقول..وهو نفسه لا يفهم...
أمسك حاسوبه يدعي عدم الاكتراث...
تحيرت من أمره...لن تقف لدقيقة واحدة أمام هذا المختل الذي يغضب على لا شيء...مالها هي وتحمل مزاجه المتقلب...اللعنة عليك طارق رشيد.
"هل تأمر بشيء"
تتحرك أصابعه على حاسوبه بسرعة وخفة...
"لم انهِ كلامي بعد"
تنفست بنزق، تحاول السيطرة على صراخها الداخلي بلعناتها له...
وبذات التجاهل بعد الغضب..تستمع لاصوات أزرار الحاسوب..حدثها
"لا يعجبني التساهل مع العاملين هنا، المسافات الفاصلة تعطي لكلٍ قدره"
سحقا...لازالت لا تفهم..
"ماذا تقصد سيدي، هل أخطأت في شيء"
إلتفت اليها بعض الشيء
"السائق وحديثكِ معه"
"لقد أسقطت الدواء دون قصد فنبهني"
"ومعرفتكِ بأمر دار الأيتام..ألم يخبركِ هو؟"
توترها لم يزد الطين الا بلة...
تود نفي التهمة عنه...لكنها ان فعلت ستضر العاملة هناك التي اخبرتها..وإن كان هذا او ذاك لن تطيل الحديث معه ففي الحالتين احدهما سيساء اليه
"أنا آسفة سيدي، السائق لم يخبرني بشيء، لقد علمت بالصدفة من الدار هناك، وملاحظة صغيرة لنضع النقاط فوق الحروف حتى لا تتهمني مجددا بشيء..أنا لا أتساهل مع أحدهم..كان من الأولى فعلي لذلك وأنا بدون مأوى ومال، فما بالي بعد عن سترني الله في منزل وكفاني المال والطعام.."
وبنظرة مظلمة غريبة على ملامحها السخية رمقته..تردف
"عذرا، علي المغادرة"
شبح إبتسامة ترددت على جانب فمه الذي لا تراه...
لقد أعجبه كلامها، حادة هي كالسيف..لا يستطيع أحد الإقتراب منها..
ترك ما بيده ليقف..
"لم أقصد ما فهمتهِ"
"حديثك لا يفهم إلا هكذا"
نبرتها الغاضبة المتغلغلة الكبرياء الغير مناسبة لوضعها الفقير أيضا أعجبته...
"يعجبني تفكيركِ، لكن ليس الجميع يفكر هكذا"
"السائق شخص أمين، خجول، ولا يتحدث الي من الاساس"
عاد اليه الشعور بالثورة والغضب، ولكن هذه المرة حاول السيطرة والتمعن فيه...
لماذا يثير اثنائها على السائق غضبه...
من تلك الخلود التي تجعله يحتار في نفسه لهذه الدرجة، وتللك المشاعر التي لم يكن لها وجود، مشاعر..وهل كان يملك مشاعر سوى الغضب...
أما مشاعر الآن..هي...هي غضب ايضا...
سار إليها، يتفحصها بتمهل شديد، ليست خلود الخجولة التي تنتفض أمامه، بل هي أقرب للقنفذ..الذي سن أشواكه للمحاربة..ووخذ من يطعنه في شرفه وكبرياءه.
"خلود، هل يمكنني الزواج منكِ"
عادت خلود المنتفضة أمامه، المرتعدة، الخجول، بشدة...
إرتعشت ساقاها فجلست في حضرته...
تمسك كوب ماء كان بجوار قهوته ترتشفه بنهم...
تنظر الى غضبه، هل يمكن لطلب زواج أن يكون هكذا، غرفة مكتبه، تأنيبه لها، إنفعاله...
طعنه فيها...هل...هل كانت كلماته نابعة من غيرته...
طارق يغير عليها هي .. انه التفسير الوحيد بعد عرض الزواج الغريب هذا...
تضحك، عالياً...يجلس أمامها..وتضحك أعلى ..
يتفرس ضحكها المفرط...الذي لا يهدأ ..بل يزداد..هل تسخر منه أم ماذا!
لحظات وسكنت..
تنظر إليه عن قرب، تساؤلات وجهه جميعها كان جوابها
"لا.."
تساؤل جديد لم يلفظه فأجابت مجددا
"لا..لا يمكنك"
همت بالوقوف فقام مثلها..لم يتوقع في أسوأ كوابيسه رفضها له، هو الذي لا يعلم سببا لطلبها للزواج في هذا الوقت... متناسيا كلمات كمال..
لم يحضر شيء في ذهنه في تلك اللحظة الا انه يرغب في استكشاف تلك الصلبة التي تقف امامه...
"لماذا ؟"
"لماذا أنت؟،لماذا تريد الزواج مني، أنا فقيرة، أعمل لديك وجدي، من المستضعفين في الأرض، أيمكنك الخوف مني!"
تقريرها لما ينوي أبهره..ليس خوفه سببا رئيسيا في طلبه للزواج منها الان..إلا أن صراحتها سجلت هدفا ثالثا في مراحل إعجابه بها...
أجاب ينفي تهمتها عنه
"ولماذا اخاف منكِ يا خلود؟انا لا ارتكب الأخطاء"
وماذا يعد ايذاءه لنفسه...أليس خطأ...
ماذا عن عمل شخص ككمال لديه..أليس خطأ..
لازالت على دهشتها من طلبه..
"انا وجدي كالذباب تسحقنا بحذاءك، لماذا تريد الزواج مني إذا!"
ضربة أمغصت قلبه، هل هكذا ترى قدر نفسها...كيف ترى نفسها ذبابة تستحق السحق ان أخطأت...
هل يجيبها بأنه لا يعرف لماذا يطلبها للزواج..
"لماذا ستتنازل بالزواج مني وانت من طبقة إجتماعية رفيعة وثري..يمكنك مصاهرة اغنى الاغنياء، لماذا تتزوج بممرضة فقيرة تحط من قدر إسمك جوار إسمها...أنا لا أملك من الجمال ما يفتنك...ولا من الجاه ما يجعلك أسيرا لهيبتي، كيف أرضى وأنت لا تملك جوابا"
يتنفس هواءً مشحونا يجمعهم..
كلماتها محقة، غير رؤوفة بحاله..ربما توقع الموافقة العمياء منها...لم يعد إجابات لتساؤلاتها لانه لم يحسب للرفض حسبانا...
"لا أعرف..لا أملك جوابا ..أنا أريد الزواج بكِ وفقط"
تمالكت نفسها لتقف بثبات أمامه، يتنازع داخلها رغبتها في التعلق بطلبه، فقد تتوسد ذراعه عند نومها، أو تحظى بقرب أنفاسه، وتتحسس كل إنش في وجهه و هو زوجها...
ونزاع آخر حول سبب زواجه منها...هل يتزوجها لتحفظ اسراره ويضمن ولاءها...ام يحبها...
يمسح رأسه..يغطي وجهه بكفيه...يتنفس بصوت عال...
يتخصر..يجلس...
أفعال متسارعة..متوالية .. لا تفهمها...
لأول مرة يسقط عنه رداء القوة فيبقى أمامها عاري الوفاض...
"أردت إهتمام...شخص..اقصد..أنتِ..أ..."
جلست أمامه تعطيه الامان بنظراتها الدافئة ليكمل...عله يثلج صدرها..
"أنا..أريد..إهتمامكِ يا خلود...مثلما تفعلين مع أبي...وجدكِ...عاليا.."
هل تحتاج الى المزيد، نعم تحتاج وبشدة، مع تلك النظرات الرائقة التي تصيب قلبها بخدر العشق...
هل تنتظر المزيد، لا، فقد إنفلتت تلك الكلمات منه..بتلك اللحظات..ولا تنتظر من سيدها الكتوم الصامت المزيد، يكفي ما جاد به عليها.
إبتسمت..وقفت..همت بالمغادرة...
"إنتظري...لم أستمع الى ردكِ"
ومن وراء ظهرها ارسلت كلماتها بحياء
"تحدث الى جدي"
***
قراءة ممتعة

noor elhuda likes this.

هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 09:06 PM   #324

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هههههه من خلف ظهرها ..." تحدث الى جدي "

طارق سريرته سليمه هو وعاليه ولكن الطريق الي يمشوا عليه خاطىء ....

الأحداث وين بتودينا ...
احس ان الفصل هذا والي قبله ليس الأ الهدوء قبل العاصفة 🤔

الله يستر منك ي هالة 😇
شكرا للفصل الجميل 🌷


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 09:41 PM   #325

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي



علاقة فى منتهى الغرابة اللى بتجمع طارق بكمال

الاتنين عارفين ان حياتهم مشوهه وعندهم نزعه سادية لتعذيب النفس او الغير بدون معرفة السبب فى التدمير اللى حصل لهم

طارق اقصى كمال من الدار ومن العمل معاه بس هل كمال هيستسلم ويبعد بسهولة شخصية حقيرة زي دا اما يلاقى انه خلاص هينكشف بيهدى اللعب عشان يحضر لضربه اقوى وبعرضه على طارق انه يتجوز خلود يمكن عشان يشغله بيها عن علاقته المؤذيه بعاليا

خلود منجذبه جدا لطارق ودايما هى محتارة فى تصرفاته المتناقضة معاها من رغبته فى بقائها معاه لرد فعل عنيف اما كان خارج من المكان اللى ساجن فيه عمته لحنان على كلب ضال لدار اطفال بيساهم فيها
كلها متناقضات وهى نفسها تقتحم الغموض المحيط بيه وتكشف كل خباياه بس مش رغبة فى ايذائه انما ممكن يكون بداية مشاعر قويه ناحيته

طارق مش انسان شرير بدليل كلامه مع الصحفية بكل الشررو اللى بتحصل حواليه بس بيحاول يصلحها على اد ما يقدر

تسلم ايدك يالولى بس الله يكرمك خلصينا من كمال بسرعه


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 09:42 PM   #326

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 11 والزوار 11)

ام زياد محمود, ‏وفاء حسين, ‏رحاب المانوليا, ‏AYOYAAA, ‏حلا العنزي, ‏نوره خليل, ‏affx, ‏emily yong, ‏Nadamohammed, ‏الياسمين14, ‏رانيا خالد


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 11:18 PM   #327

رحاب المانوليا
 
الصورة الرمزية رحاب المانوليا

? العضوٌ??? » 354830
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » رحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

اعجبتني الرواية وهي تحكي على واقع للاسف موجود واصبح يتكاثر احسنتي الاختيار فهذا الجانب غالبا لا يتم تقبله ويتم التكتم عليه موفقه وفي انتظار القادم


رحاب المانوليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 11:34 PM   #328

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

طارق شخصية محيرة فعلا ..
فصل جميل هادئ ظاهريا... لكن فيه براعة في الطرح
سلمت بداك...
لست متفائلة بزواج خلود من طارق لكن سأنتظر...
كمال هل سيستسلم للتحقيقات ولن يذكر طارق؟

في انتظار القادم باذن الله تحياتي


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 22-10-19, 12:13 AM   #329

مي٢٢

? العضوٌ??? » 444003
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » مي٢٢ is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مي٢٢ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-19, 07:28 PM   #330

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

"خلود، هل يمكنني الزواج منكِ"
ايه الادب ده كله يا طروق ببساطة كده بتطلب
البنت ريقها نشف وحالتها بقت حاله 😂😂😂
علاقه كمال وطارق ازاي بدات وايه مدي معرفة
كمال بماضي طارق؟ 🤔 🤔
كمال ممكن يقلب علي طارق بعد ما رفده من عمله معاه
والضحية هتكون عاليا ولو انها ضحية من البداية
سلمت اناملك لولو 😍


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.