10-11-19, 04:47 PM | #441 | ||||
| بداية كده كل مرة بقرأ فيها فصل من فصول الرواية بحس انى برجع بتفكيرى لفصول البداية ازاى أب تواتيه الجرأة وانعدام الضمير فى اغتصاب فلذة كبده لمجرد انه شاف فيه عنفوان الشباب وفى اى شرع يكون الإغتصاب والشذوذ تربية أنا اعتقد ان نفس أبوه المريضة هى من سولت له ذلك وأعتقد إن عقله الباطن كان مخزن نوع من الإعجاب المريض اللى خلته فى لحظة سكر يطلع اللى ماكانش يقدر يعمله فى أوقات صحوته وكمان أكيد ماكانش هيقدر يسيطر على شاب بالعنفوان ده اللى عايز يكسره فيه الا اذا كان معاه حد يسانده ويشجعه زى جوز عمته الاتنين اتحدوا عليه قهروه والقهر يولد الإنتقام أو الإنتحار وفى حالة طارق هنا ولد السواد سواد القلب والعقل والنظر مابقاش شايف قدامه غير الظلم والكره والسؤال هنا هو ليه ابوه محبهوش ليه ابوه مشافش ان العنفوان بناء شخصيه ليه ذله بالشكل ده 😢😢؟ عشان يجى دوور كمال...فى تغذية روح الإنتقام عنده وطارق كان أرض خصبة عجينة في ايد كمال كان مستعد تماما والصاحب ساحب أول حد شاف فى طارق الخوف والعذاب والألم مثلث القهر قدر انه يغذى عنده الشعور بالإنتقام ويعلمه ازاى يخرج منه طاقة العذاب اللى جواه وازاى ينتقم من اللى وصله للحاله اللى هو فيها طبعا فى البداية وكان شايف فى كمال القوة اللى هتسانده فى الانتقام من والده ماكانش يقدر فى البداية ينتقم من ابوه جسديا اتجه لتدميره ماديا بمساعدة كمال مقابل الفلوس طبعا فكان بيضارب على المشاريع والصفقات اللى بيدخلها ولما قويت شوكته قدر انه ينتقم من ابوه يعذبه ويحسسه بمقدار الألم اللى اتألمه ولأن السن له أحكام سقط فى الغيبوبه طارق كان بينتقم لنفسه أولا ولأمه ثانيا بس كمال من البداية عارف هو عايز ايه راسم انه يستنزف ثروة الشاب الهزيل المرعوب اللى الصدف رمته قدامه وهو فى الأول وفى الأخر همه الفلوس ودوره مانتهاش لحد كده بل توغل للسيطرة على عاليا الصغيرة لعب معاها كل الأدوار الأب اللى مش موجود أصلا بحياتها الأخ المشغول عنها بأحزانه الصديق اللى مش موجود والحبيب والبنت والحق يقال منحرفة بالفطرة واذا كان الإنحراف يورث فهى ابنة مدمن للخمر الشاذ وكمان مغتصب وقدر انه يستخدمها فى كافة أغراضه الدنيئة من أول استغلالها جنسيا وترويضها لتكون مطيعة له وتلبى أغراضه السادية إلى استغلالها كجاسوسة تنقل ليه كل أخبار أخوها وأكيد هيكون ليه دوور فى تغذية روح الكره ضد خلود وعاليا ان لم تستح فافعل ما شئت من البداية علاقتها بسلمى علاقة خاطئة فى ظل عدم وجود أم تراقب وتنصح وتشوف بيسمعواايه بنات مع بعض بدون رقيب والنت تالتهم والشيطان رابعهم بكل مساوئ وبلاوى النت عشان تتفتح عيونهم على حاجات بتوجههم لطريق الغلط هما عارفين ان ده غلط لكن مع غياب الوازع الدينى والرقيب والتربية السليمة والنفس التى تميل الى الملذات والنفس الأمارة بالسوء فيجعلها مستعدة ومهيأة لتجربة العلاقات فيتلقفها كمال على طبق من فضة ويشكلها كما يحب لتبدأ عيوبها تباعا الفجر فى السلوك والكذب والهروب والتطاول على من هم أكبر منها سناً والبجاحة اصبحت أسيرة لأفكار كمال😠😠😠😠 اللى هو بدوره لاهى عن أفعال بنته وسلوكها يعزل غرفته بعازل للصوت فى حين انى اشك ان بنته دخلت غرفته وعاثت بها فسادا وتعرفت على اسراره التى يخبئها يعتقد انها لا تدخل غرفته بغيابه بحجة انه يعطيها مساحتها وحريتها حتى لا تشغل عقلها به وتحترم خصوصيته فى حين انها بتمارس الرزيلة فى أبشع صورها لاهى فى تخطيطه مع أيمن وأعتقد انهم مشتركين مع بعض فى جرائم التجارب على المرضى كبار السن سواء كانت منيرة او حتى نزلاء الدار لاهى فى الايقاعبخلود وتدميرها لاهى فى الإيقاع بطارق وكيفية الإستيلاء على أمواله خلود والجد عالم موازى لكل القذارة اللى فى حياة طارق عالم نضيف وبرئ عالم قنوع راضى بما قسمه الله خلود شخصية قوية عندها حسن فهم للشخصيات اللى حواليها مش بس هى انما الجد كمان تحسيه قارئ للأفكار بالرغم من نشأتهم الفقيرة وحياة الضنك والعوز وعدم الاستقرار المادى الا ان الرضا ده فضل من عند الله يؤتيه من يشاء بيخلى الإنسان سعيد فالسعادة ليست بالمال وانما براحة البال خلود وظهورها فى حياة طارق كانت قبس النور اللى سطع فى ظلمة لياليه اكتشافها لبعض الأشياء اللى خلتها متأكدة من ان طارق ضحية لماضى يسيطر على حاضره ابوه ليه دخل فيه خلوها اكثر تصميما على انتشاله من مأساته شافت الجانب الإنسانى فى شخصيته هل هى لعبة من العاب القدر أم تدابير الهيه؟ شابوه لولو جبتى نموذجين لفتاتين على النقيضعاليا وخلود خلود اللى اتقدملها ابن الحسب والنسب المريش اللى عيعيشها فى مستوى ماكانتش تحلم بيه ومع ذلك ماوافقتش الا لما ناقشته فى اسباب اختياره ليها ماوافقتش غير بموافقة جدها اللى اشترطتها وانها عمرها ماهتخرج عن طوعه جدها اللى رباها عالقيم والمبادئ والدين والاحترام فى حين عاليا سلمت نفسها لأول واحد رمى وفى ودانها شوية اهتمام مزيف وغزل فاجر اعتبرته رومانسية جرها لطريق الهلاك زواج طارق من خلود كان عبارة عن لوحة ابداعية كان زواج سريع طارق بالرغم من المقدمات والورد اللى كان بيبعته بس هو راجل عملى مايعرفش النحنحة ولا عاش شبابه بطريقة طبيعيه عشان يعرف يعنى ايه فترة خطوبه وحب يمكن طارق كان اكتر شئ يهمه هو الإطمئنان على رجولته وانه انسان طبيعى متأثرش باللى حصله فى ماضيه واللى رفض انه يعمله عن طريق الحرام زى مانصحته طبيبته النفسية واللى اعتقد ان ده يرجع لأنه كان كاره العلاقات أصلا واتعقد منها لأنى معتقدش انه كان ناسك اعترافه لخلود كان تصوير للعذاب والخوف خايف ليسقط من نظرها وهى بذكائها اللى وصلها انها تستشير طبيبة نفسية قدرت انها تتعامل معاه بحنكة وتحتويه وجرأتها قدرت تعدى بيه من نقطة الخوف لنقطة الإنطلاق وتخليهم كيان واحد وجع واحد كتير من الزوجات مش بتكون بالجمال الأخاذ بل بعضهم بيكون يا دوب مقبولة الشكل ومع ذلك بتتمتع بحب غير محدود من ازواجهم بيكونوا شايفين فيهم جمال وراحة واطمئنان وده اللى حصل مع خلود هى فتاة عادية لكن شاف منها اللى مفيش بنت قبل كده قدرت تحركه حركت جواه المشاعر الراكدة المدفونه ياترى كمال هيسيبهم فى حالهم ولا عاليا لما تشوف السعادة بتاعة خلود وتشوف تغير اخوهااعتقد انها هتحقد عليهم وكمال هيسيطر اكتر وتكون السكينة اللى هتدبحه بيها تحياتى لولو وأسفة على الإطاله معرفتش الخصه انتى عارفة ماليش فى الريفيوهات😊😊😊😊😊 | ||||
11-11-19, 08:20 PM | #445 | |||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
اقتباس:
انا جمعت كل التعليقات بتاعتك هنا.. انا طبعا بؤيد بشدة راي الراجل اللي اتعود انه يسمع قصص عن التغيير باسم الحب..هنا خلود مش هتغيره باسم الحب..هي هتديله حب..زي ما طلبت منها الدكتورة ان طاع محتاج الكثير من الحب.. خلود عاوزة طارق يجتاز محنته..بتمنحه الاهتمام والاحتياج والاحتواء اللي هو عاوزهم عشان يعرف نفسه..او يعترف ان عنده مشكلة...خلود عاوزة تحطه على الطريق.. عاليا والجد وعبد الرحمن.. عبد الرحمن راجل وظيفته كل حياته واكل عيشه..شايف عاليا طفلة مدللة مقدرش يسكت.. ولو اتكلمت يقول لاخوها عادي جدا طارق المشوار قدامه كبير مش بحضن وشوية كلام هيبقى كويس لا..هو محتاج علاج طويل عشان يبقى طبيعي... | |||||||||
11-11-19, 08:21 PM | #446 | |||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
اقتباس:
خلينا نشوف فصل النهاردة فيه ايه | |||||||||
11-11-19, 08:24 PM | #447 | ||||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
ربنا يكرمك ويخليكي ليا اقتباس:
بس في قصة عاليا والمراقبة..خلاص بعد فوات الاوان اقتباس:
تسلميلي يا دودو سعيدة بتعليقك اوي | ||||||||||
11-11-19, 09:10 PM | #449 | |||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الرابع عشر *** قلبي قد فارق الحياة، وتوقف نبضه، إمنحيني تلك القبلة لأستعيده من جديد. *** تلمس رقبته تتابع نبصه، قلقة مما حدث إثر إعترافه وسقوطه، نائم بعمق، هدوء أنفاسه مهد طريق قلقها عليه لتخاف سوءا قد يمسه. تداعب شعره الذي سقط على جبينه بعشوائية مرهقة لقلبها، تديره الى اليمين..تتأمله..لا يعجبها فتلفه بأصابعها لليسار، لا..ليس أفضل..تتخلله بيدها تملسه الى الخلف فيبرز جبينه بمساحة أكثر من كافية لشفتيها فتقبله بحنان أم قلقة من مرض قد يصيب صغيرها، فتتمسك بكل السبل المؤدية لشفاءه.. تضع يديها مكان ندوب جسده..كتفه، وصدره، كل الأماكن التي لمحتها من قبل تلمسها، ترقيه، تدعو بعدم إيذاءه لنفسه مجددا. يمسك كفها التي تستبيحه وهو نائم... بصوت خشن..ثقيل "أين كنتِ وأنا أعاني!" بصوتٍ عاشق ذائب "كنت أعاني مثلك" يشد على يديها بضغطة هادئة..مستلقٍ بين يديها، يرفع بصره الى عينيها "قصي لي حكايتكِ" "لم نهدأ بعد من حكايتك، مابالك تستمتع بالاحزان في يومي العسل" تحاول الأفلات بكفها منه.. يسبل جفنيه بتعب.. يعلم بأن ما ستقصه سيزيد من إرهاقه، لكنه يريد أن يسمع ويعلم معاناتها..التي كان سببا فيها.. "خطأ طبي، من طبيبة، كنت أنا كبش الفداء..فلا يليق بطبيبة أن تسجن..لكن يمكن لممرضة معدمة أن تنفى فلن تجد أحد يسأل أو يدافع عنها" يجذبها إليه، يريد أن يحتوي انفعالها بجسده، كل إرتعادة منها يقابلها بصلابته لتشتد معه..لايهم أنه كان سببا في مصيبتها..الأهم الآن أن تعلم أن كل شيء إنتهى، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منها وهي زوجته.. "حقنت أحدهم بدواء وصفته الطبيبة، لم يتناسب مع حالته فسقط صريعا، لأتحمل أنا تبعات ما حدث..فمن سيصدقني" تتحدث بصلابة هشة "لقد مكثت في السجن طويلا، أو هكذا ظننت، فاليوم به كألف عام، هل تعلم شعور العصفور وهو في القفص، أو الحيوان المربوط بتقييد عنقه، أو شعور من ينتظر الإعدام، لم يكن لدي بارقة أمل، ولا ثقب ضوء صغير حتى، ظننتني هالكة لا محالة، انا بفقري وقلة حيلتي أمام طبيبه ذات سطوة.." ترفع وجهها اليه بهذا القرب تسأله "مَن مِن وجهة نظرك سيربح" تمتزج أنفاسه، بجنون نظراته، ليهمس "أنتِ" يبتسم وجهها وهو يختزل باقي حكايتها بالنتيجة مباشرةً.. "نعم، فزت..بعد أن وكلت الصحفية لي محامٍ يدافع عني، بعد أن عانتيت أنا وجدي، لم نكن نملك سوى البكاء" يقاطعها مجددا، يغمز بعينيه "والدعاء" تسخر في نفسها..من قال بأن طارق يحتاج الى علاج، هو يمنح الأمل..يدعم حزنها ويقويها..من كان يتخيل ذلك! "انظروا من يتكلم!" "كيف أليّن قساوة قلبي يا خلود؟" ينقلها من مكان لمكان بسهولة، يتركها تصارع أحاسيس الحزن والغضب وقد ظنت بأنها وئدت، ليسألها بحثا عن إيجابيتها في الحديث والتفكير.. "سأخبرك، لكن ليس الآن" تعتدل من نومتها "علينا العودة الى الفيلا..انتهى العسل" يتمسك بها، يحاوط جسدها..بأنفاس ساخنة يقترب من وجنتيها..مغيبا..يقطِّع كلماته "قطرة...أخيرة" *** "منذ عامين على ما أتذكر" يجلس على حافة السيارة، بينما عبد الرحمن ينظف داخلها من الأتربة. "وكيف تقدمت الى الوظيفة، وكيف وافق عليك طارق" يترك ما بيده، يتصبب عرقا..يعد السيارة للسفر الى طارق والعودة به الى الفيلا "السيد طارق ليس حادا كما نراه، لقد تحرى عني كعادته، أنا أملك شهادة جامعية" لم يتعجب الجد من كلمات عبد الرحمن، فهو حال الجميع، شهادات ومؤهلات عليا وفي النهاية سائق..وربما بائع كبدة.. "علم بأني وحيد والدتي، مسؤول عنها..سأل عني والجميع اشاد بي..تعلم جيدا بأنه لن يدخل بيته شخص لا يثق به" يمسد كتفيه، يؤلمانه..يبدو أنه كبر..ووهن.. "أخبرك سرا.." نال إهتمامه..يستمع اليه يكمل "لقد ساعدني..السيد طارق..تكفل بعلاج أمي كاملا، كانت تحتاج الى عملية ولم أخبره ولا اعلم كيف وصلته تلك المعلومة فمنذ عملت لديه وأصبحت عينه.." ربت على كتفه الفتي "أنت فخر عائلتك يا عبد الرحمن..أنت رجل حقا" "أنا لن أخبر سيدي بما فعلته عاليا" "خيرا ستفعل..ولا أنا..لا تنس بأننا لا نملك دليل على شيء، سننغص عليه زواجه وفقط..سأتكفل أنها بها" يقوم بتلميع السيارة من الخارج، ليبتعد الجد حتى ينهي عبد الرحمن عمله.. جانب آخر من طارق يتضح له دون أن يسعى إليه... يضحك وهو يتذكر صلاته في المسجد القريب من الفيلا..لقد شاهده وهو يتسلل ليغادر أولا قبل رؤيته إياه.. يسحب نفس بارد من هذا الطقس الممتع.. يبتعد بخطوات بطيئة عن السيارة، يتحدث عالياً "ألا يجدر بعاليا الذهاب الى المدرسة!" يغلق أبواب السيارة..يجذب أكمام قميصه ليغلقها وقد أكمل تنظيفها "لقد ذهبت العام الماضي أيام تعد على الأصابع..لا تهتم لها..أعان الله سيدي عليها" يخبط على كتفه مغادرا "هل تحتاج لشيء، لقد حان وقتي " يشير إليه مودعا..يتحرك بالسيارة، والجد ثابت في مكانه.. يملأ صدره بهواء الصباح..حفيف الحشائش..أشعة الشمس الخجولة..ويتذكر.. "لقد تحدثت الى خالي ولن يستطيع القدوم" "إذا فلنؤخر الوقت حتى يناسبه،أنا لست متعجلا يا طارق" "أنا متعجل، لن أنتظر أحد..لقد عشت بمفردي لأعوام ولا أنتظر عائلة الآن" يستشعر مخاوف جديدة..ما الذي يدريه لعل تلك الكلمات قد يقولها على خلود عندما يمل منها او يتشاجر معها كأي زوجين، هو لا يهتم لخاله..اسرته الوحيدة..وعمته بالخارج لا يعرف طريقا لها "هو لن يأتي على كل حال.." لم يخفض بصره بل واجهه بعزة "هو لا يوافق على زواجك من خلود؟" أومأ برأسه إيجابا، ليفاجىء بكلمات الجد الحاسمة "حقه" ليته ما قال له الحقيقة، لقد عاش عمره كاذبا..لمَ الصدق الآن، يمسح على رأسه.. "أنا لا أهتم لأحد، سأتزوج من خلود مهما كلفني ذلك، أرغب في إتمام الأمر سريعا..أنت تمنعها عني" شعور مختلط ما بين الضحك والقلق يساوره.. مراوغة ليست عادلة منه إن رفض طلبه.. لقد كان ملتزما بكافة القيود التي فرضها عليه.. منفذا كافة شروطه..حتى بات على يقين بأن ما يثير قلقه شكوك..مجرد شكوك "حسنا..حدد الموعد" "بعد أسبوع من الآن..أنا لا أحب الضجيج..لقد تحملت يوم ميلاد عاليا رغما عني" يكمل في صدره "رغم أنه كان ممتع معها..معها فقط" ليردف الى الجد وقد نوى نيل قطعة الحلوى خاصته سريعا، ليستمتع بها وحده.. "سنسافر .." مد كفه اليه يجيب أحلامه "لك هذا.." خلود لا تملك من الدنيا سواه..لماذا يقيم حفل لن يكون له مدعوا واحدا.... يسير الى الملحق والذكريات تملأه..كل يوم تزيد راحته نحو طارق..ويدعو كثيرا لدوام هذا الشعور..فلن يستسيغ قلقه منه الآن وقد باتت ملكه. *** نظرت الى ساعة يدها، تحث الخطى نحو غرفتهما، لقد تأخرت عليه... الغرفة مظلمة، لا صوت له، الأجواء هادئة... مرت على جدها فور وصولها ليغمرها بأهتمامه..يسألها عن حالها وقد كست الراحة وجهه حالما شعر بسعادتها.. ثم صعدت إليه.. شعرت به يجذبها نحوه، يزرع ذراعيه خلف ظهرها "تأخرتِ" لا ترى وجهه في هذا الظلام، فقط انفاسه، وصوته. لازال يحاوطها، يسير بها خطوات مدروسة، يشعل شمعة، وخطوة أخرى، وشمعة أخرى... الى أن عبَّد لها طريقا من الشموع الفواحة، أضاءت المكان بشدة، وتغلغلت رائحتها عبر مساماتها..قربها من باب، ما إن ارخاه حتى فتح... أزياء... فساتين... أحذية... إنها جميع الملابس التي وقع عليها بصرها ذات يوم..بعد عقد قرانهم قبل الزفاف بيومين..وهي بصحبته لشراء ماسات تشبه بريقها كهدية زواج.. "هل اشتريت المحل كله" وبطريقة اذابت قلبها، أشار الى الأحذية قائلا "والمحل الذي يليه" ثم أشار الى مشابك شعر للسهرات "والذي يليه" يسير بها متشبثا...ينزع عنها حجابها، يلقيه أرضا "والآن، فرجيني" فك شعرها "وأمتعيني" حاول نزع ثوبها فاستوقفته بخجل..ليردف مستمتعا بما يجول على وجهها من إثارة "وأسعديني يا خلود" كيف تخبره بإمتنانها له. هل رص الشموع.. ورتب كل شيء بهذه السرعة لأجلها! هي تعتني بوالده وجدها .. وهو يهتم .. بها .. عانقته بدفء "أنا أحبك، أحبك، كل هذا لأجلي أنا!" "أريد أن أعوضكِ عن سنوات الفقر يا خلود" غضبت، ضربت صدره، يضحك، يتمسك بها هدأت ولازالت عابسة بين أحضانه "لستِ فقيرة، كنتِ غنية ببحثك عن لقمة العيش، ومداواة جدكِ، كنتِ غنية يوم جابهتِ الظلم ولم تقفي مكتفة اليدين، غنية بتخطيكِ حزنكِ الذي لم يزدكِ إلا إيمانا " "أنقذت نفسك من موت محقق، كنت لابعثر هذا الشمع ولم أكن لاهتم بما ستخلفه من حريق" ضحك من قلبه "وهل كلما اختلفنا في الرأي ستتسببين في كارثة" "أنت الكارثة التي حدثت لي، ما كل هذا" عادت للمفاجأة، تستدير حول الثياب، تلمس القطع بانتشاء، تمسك الأحذية تخاف ان تخدشهم... قالت من بين ولهها "هذا تبذير، اسمح لي" " لاجلكِ" "انا لن ارتدي كل هذه الملابس ما حييت يا طارق، هذا المال كان يجب ان ينفق في مكانه" "سترتديها لأجلي، والآن، ستبدلي ثوب وراء الآخر لاستمتع، لأرى ابتسامتكِ، وعن مكان المال، حددي اي وجهة تريدينها وسأنفق فيها" ثم تقرب، فيتمهل "ألا تعلمين، بأني بإسعادكِ أنال الأجر" أمسك فستانا، يختلف عن الباقي في لونه.. لون غريب يجمع البرتقالي والاحمر، ليكون النتاج متوهجا انيقا... "ارتدي هذا" جذبها الى الاحذية "وهذا" لمست السلسال المتعلق بعنقه وقالت "وهذا" تعجب "هذا لا يليق بثوبكِ" "ولا يليق برجولتك" "انه هدية أمي، أريدها ملتصقة بي" "وأنا لن انزعها عني، وانا دوما ملتصقة بك" "خلود ... أ.. أ... " نزعتها عنه، ترتديها أمام عينيه "أنت ماذا" تستحسن مظهرها، رغم عدم استحسانه هو.. عينيه الرمادية التي لطالما اسرتها، تلمع في ضوء الشموع، دموع تترقرق بهما فتجعلهما كال"لوجين"..فضة سائلة براقة. تعلقت به، يعانقها، يتنازل عن جزء منه مضى، لجزء منه آت، أمه وزوجته، ماضٍ إشتاقه، وحاضر ينتظر منه الكثير... ظلت تبدل ثيابها طوال الليل، بين كلماته عن جمالها، ونظراته التي التهمتها، ومع آخر ثوب، كان آخر عناق، وحديث طويل عن الإحتياج، أعطاها السعادة واعطته التفهم والاحتواء. *** يراقب بهو الفيلا، يضع ساقا فوق الأخرى..يستمع الى رنين الهاتف فيجيب، يستمع الى ثرثرتها..وتساؤلاتها، وحديثها عن إنها محاصرة ولا تستطيع مغادرة الفيلا.. "لتكون المدرسة إذا" يجذبه حديث عبد الرحمن والجد..يخفض الصوت حتى لا تسمعه عاليا "كيف عرفت بأني مراقبة؟" إهتمامين..سؤالين..إحداهما منها والآخر منه.. ماذا يقول عبد الرحمن للجد ليبدو مهتما هكذا، لتداهمه عاليا بسؤالها فيجيب "لقد كنت خلفكِ ورأيتهم.." هو لن يخبرها بأنه يسطو على كاميرات فيلتها قطعا... ولن يخبرها بتلصص الجد عليها وهو يراه خلف الباب في انتظار نزولها..فهو يراه من داخل غرفة الرشيد..ومن البهو..يراه بوضوح تام... "إغلقي الآن يا عاليا سأحدثكِ بعد قليل" يستمع الى حديثهم بإهتمام..يضحك بشدة..فكل محاذيرهم هو انتهكها منذ زمن..لقد ظهر أخيرا من يهتم بعاليا.. يحرك رأسه ساخرا "بعد فوات الأوان" هو لا يحتاج لمقابلتها مجددا فقد فرغ منها..يريدها بالداخل..حيث الغرف المغلقة التي لايعلم ما يدور بها..يريد اخبار..احداث..ويكفيه الهاتف ليبث سمومه برأسها. يتحرك بكرسيه، في محاولة لتجديد افكاره.. لقد انشغل طارق عن الجميع بعروسه..وترك له الساحة المتسعة له..يرمح فيها كيفما شاء. "أبي، أنا ذاهبة الى المدرسة" يغلق حاسوبه يقترب منها..يقبل جبينها "لا تتأخري كالأمس..سأعد لكِ الغداء هذه المرة" "لقد وعدتني بالأمس" يضمها اليه، كيف يخبرها بأنه انشغل في التحقيقات الخاصة بمصيبته، لكن لا بأس..سيخرج منها.. "اليوم أعدكِ، لا تتأخري" تغادره غير واثقة من وعده، فلطالما وعد وأخلف. *** "ليس هكذا يا طارق، تذكر ما كان يفعله جدي" "لا أستطيع فعل ذلك، لا أستطيع" لقد طاوعها في الدخول الى غرفة والده، طاوعها في الإقتراب رغم أن الاقتراب يدمره... " سألتني عن قساوة قلبك، كيف تلين..هكذا" عقد حاجبيه في محاولة لفهم ما ترمي اليه.. فأردفت ترتب ملابس والده "هذا، ما سيزيل قساوة قلبك يا طارق" "ألم أخبركِ بأنني بت رقيق القلب" "منذ متى؟" حاول الهرب مما تدفعه لفعله، فاقترب ليكون ظهره في مواجهة والده، يتصبر بعينيها على ما يعانيه "منذ عرفتكِ، أصبحت رقيق ومتفهم، ومحب، لن أسألكِ مجددا عن شيء، فإجاباتكِ جميعها تربكني" لفته معها ليصبح والده بظهرها، بينما يراه طارق، لم يتمالك نفسه هذه المرة "لماذا تفعلين هذا بي؟" "للاستشفاء" إرتفع صوته "أنا لا أعاني شيئا" تعاجله بكلماتها "بل تعاني، عليك الإعتراف بمشكلتك" قال بغضب، عيونه الزائغة تؤكد على أنه لازال تائها، يتأرجح بين الخير والشر "كفى..كُفي عن كونكِ معالجتي النفسية، كفى" حاول المغادرة، وقفت في طريقه، أزاحها بعنف، ركضت نحو الباب تغلقه، تخفي المفتاح، يلتفت إليها متألما "أخبريني كيف سأفعل، كيف سأنزع ثوبه لأحممه وأعطره وقد كان سببا لكل سوء عانيته" وبصوت أكثر ألما اردف "كيف سأهتم به ولم يهتم بي ولو يوما واحدا، لقد تسلى على حسابي، لم يحمل هما لفعلته وسافر هنا وهناك يمرح ويكمل سكره، هو لم يعتذر لي يوما " "وهل لو إعتذر ستقبل؟" تبدلت نبرته للحقد "ابدا لن أقبل" إقتربت تضع يدا على ظهره والاخرى على صدره "ستظل تدور في تلك العاصفة طوال عمرك، لن تهدأ، ستظل تعاني وتعاني" "قولي لي شيئا واحدا ايجابيا عنه يحفزني" "ليس عنه، بل عنك أنت، طارق المحب، لي، ولأخته، طارق الذي يكفل الأيتام" "أحميهم بقدر استطاعتي كي لا يحدث مع أحدهم ما حدث معي" تأففت محتارة، زفر منهكا "لا تتعبي نفسكِ معي يا خلود، سأحاول السيطرة على غضبي، لقد توصلت الى قناعة ان جسدي يستحق السعادة وليس الألم، لقد أقلعت عن ايذائي لنفسي منذ زواجنا،. هذا ما قد أضمنه لكِ، وأنتِ سببه، لكن أكثر من ذلك لا أعدكِ" أخرج مفتاحا من جيبه، يفتح الباب، وقف على أعتابه، قال "أنا أملك مفتاحا لكل شيء" يمشي بسرعة، الى أن ارتطم بها فسقطت، حاول مساعدتها، أمسكت به لتقف، قال بتشوش "أنا آسف يا عاليا" "هل كنت عند أبي، يبدو أن خلود غيرتك كثيرا" حاول التماسك، ولملمة شتاته سريعا، قوس شفتيه لاسفل يتنفس بعمق "أجل، خلود غيرتني، بالمناسبة انا سأسافر لأسبوع الى لندن، هل ترغبين في المجيء معي؟" كيف ستغادر معه ولديها الفرصة لاسبوع كامل الاستمتاع مع كمال، قالت مسرعة "لا، لا يصح أن أكون عزولا بينكما" مسح على شعرها "حسنا يا لمضة" وقبل أن يتخطى درجات السلم متوجها الى جناحه قالت "اريد المال" "هل أفرغتِ بطاقتكِ" "أجل" "سأترك مالا يكفيكِ لحين عودتي" ثم خطف الدرجة بدرجتين، ينهل الأرض ركضا، وكأنه فارا من الحرب. تشاهدها تغلق باب الغرفة، عينيها تبتسم لها "مرحبا عاليا كيف حالكِ" وبطريقة مغايرة لعاليا القديمة، أجابتها بصمت مع هزة رأس، تهم بالمغادرة كأخيها. لمحت عيني خلود كدمة خفية أسفل عنق عاليا تبدو وكأن زينة وجهها أوشكت على المسح، أو لم توضع جيدا.. تكتم شهقتها، وسؤال واحد يتخبط بين جنبات رأسها "هل عاليا تؤذي نفسها هي الأخرى!" *** تنزوي في ركن أقصى الغرفة تحمل هاتفها.. لم تنهره على هروبه وجبنه، ولم تقترب تبثه الطمأنينة كعادتها، وكأنها تنحت خطوة، لتمنحه خيار الإقتراب.. إختزل الخطوات تجاهها "هل تأتين معي غدا؟، أريد الذهاب الى مكان بصحبتكِ" لم تعطيه إهتمامها وهي تسأله "الى أين؟" "مكان سيروق لكِ، لقد علمت مؤخرا رغبتكِ في تعذيب البشر فأظن بأنه سيروقكِ" رفعت حاجبيها، تذبح عيناه بصمت، أقترب يلصق كتفه بكتفها، هكذا الآن، نال القوة والطمأنينة، الآن يثق بأنها معه، ولن يفلتها... أسند رأسه اليها "أنا خائف" إرتعشت مقلتيها في الفراغ أمامها..قلقا عليه..يستطرد "خائف منكِ، وعليكِ، من اليوم، والغد، على عاليا" تسارعت أنفاسها ترقبا... اختض قلبه تحفزا... أمسكت كفه "أتعلم شيئا، لقد لطشتني الحياة، قلم هنا علمني التماسك، وصفعة هناك علمتني الخوف، وأخري فهمت منها الطمع" "هل طمع بكِ أحد" غيرته وحميته التي استنفرتها بكلماتها إشتعلت، يرفع رأسه عنها وقد إزدادت خفقاته، متحفزا لما ستقول "الكثير، تعلمت كيف أوقفهم كلا عند حده، عرتني الشوارع، قذفني البرد، لفظتني الأماكن، شعور العراء يجلدني، ليس هناك من يرقع ثوب روحك، ويدفيء قلبك ويخبرك بأن كل شيء على ما يرام، جدي كان يخبرني بذلك، رغم عدم امتلاكه لهذا الخير، ولا يعلم من أين سيأتي، لا يملك سوى اليقين بالله، مكتفيا به" استرعاها صمته، ففاضت عليه بكلماتها "ان تعلم بأن إرادة الله نافذة، وأخذك بالاسباب واجبة، واقتناعك بالنتائج ليس خيارا، بل هو رضا" "تريديني أرضى بما فعل بي؟" "بل ترضى بما قسمه الله لك، دوما هناك الاسوأ يا طارق، ماذا لو حدث لك ما حدث وكنت ايضا فقيرا، او صاحب عاهة، أو فضح أمرك، او لا بيت لك ولا مأوى، وليس لك أخت كعاليا ووالدة كوالدتك، الله يرزقنا الابتلاء، وبين حناياه اللطف" تنظر الى جانب وجهه، تعلم بأن حديثها أرهقه، لكن لا مفر "الأمر ليس فيما حدث وانتهى، المشكلة في عدم تجاوزك له منذ سنوات، الكارثة تكمن في تدهورك وليس شفاءك" وضع رأسه على صدرها، كلماتها تنزل على نيرانه فيخفت لهيبها، على ثورته فتهدئها. "خلود، لا تغضبي مني" تتحسس شعره "أنا غاضبة عليك، وهناك فارق" "أتركي فلسفتكِ قليلا، هل تتابعين حالتي مع طبيبة نفسية" "أجل، من أين عرفت؟" "أسلوبها يشبه طبيبتي القديمة" أزاحت رأسه عن صدرها تصيح به "نعم، ولماذا لم تعالج عند طبيب" يطالعها ببراءة..تردف "أخبرني بأنها حقنتك بمهديء لتسترخي، ونمت أمامها بحجة البوح، وقد شاهدت اغلاق عينيك، وصوتك المنهك، وذكرياتك الأليمة، تبا لك" تقف تترك زاويتها لتتوجه نحو السرير الوثير بغضب "إنتظري يا مجنونة، أساليب الطب أصبحت حديثة الآن، لم يعد هذا ما يحدث" قفز جوارها.. "تغارين!" قالت بحدة "أقسم ان رأيتك يوما بصحبة إمرأة أو تتحدث عن إمرأة، لجلست فوق رأسك حتى تزهق أنفاسك" "ستكون احلى جلسة، فلنجربها الآن" دفعته في صدره "تبا لك يا طارق، فلتغلق النور أريد أن أنام" "لن تنامي، لازلنا في أول الليل" "تحدث الى طبيبتك تسليك" قال بعومة "أنتِ طبيبتي" "كاذب ومراوغ، لن أسامحك على إستفزازي" "حسنا، عناق واحد لتحسين الأجواء" "لا" "لتكن قبلة إذا!" هزت رأسها نفيا، فهجم عليها يقتنص ما اراد قبلة، وعناق،و .... *** بوجهٍ غائم، وملامح تتوالى عليها الذكريات يقف أمام قبر أمه، وحنانها وعطفها يغمر روحه وهو في حضرتها. لم تظن للحظة بأن المكان الذي يود زيارته بصحبتها هو قبر والدته. صراعات تشاهدها على وجهه وجسده، تلمحها في إرتعاشة يده، ولمعان الدموع خلف نظارته الشمسية. تتعاقب الافكار على رأسه لتتركه صريعا لحزنه و الم فقده. "لقد إغتصبها" لم تعد تتفاجيء من كوارث تلك العائلة التي طمرت البؤس بين أرجائها، مفتقرة للراحة والسعادة. "لقد عاد إليها بعد مكوثي عند خالي لفترة، لأعود وأعلم بحملها، فبات شفائي أصعب من ذي قبل، بعد ان أيقنت بأن داعمتي الأولى حنت لزوجها وباعت قضيتي" لم يلتفت، أو يتحرك، لم تختلج خلية فيه ليردف "دمرتها، عنفتها، أخرجت فيها غضبي ونقمي على الحياة، عذبتها ببعدي، وذبحتها بإنتكاستي، كانت تتوسلني وهي لا تستطيع البوح لي بما حدث، اغتصبها وهو مغيب واضعا بذرة أختي داخلها لتوصم أمي بالموالسة معه، وأختي بخطيئة لم ترغبها أمي فيكفيها معقد واحد" مسح شعره بيديه ليكمل "هل تعلمين مدى غضبي وهي تخبرني وقد فاض بها الكيل، ليس من أذيتي لها، بل لعودتي لأوذي نفسي من جديد وبشدة، وأبحث عنه في كل مكان لأنتقم منه، أخبرتني لأتوقف، كي لا أخسر نفسي، تحملت كل شيء، لأجلي وأختي، حاربت سوء خلقتي وتمردي وجنوني، لا أستطيع مسامحته يا خلود، لقد دمر حياتي" جلس أرضا، يبكي ندما وألما "أشتاقها" تبكي جواره وشعورا مضاعفا بالفقد يكتنفها بوفاة والديها .. تتحدث اليه بصوت يكاد يسمع "لماذا جئت الى هنا" "أخبرني جدكِ بأن زيارة القبور ترقق القبور" أجل، لقد فعلها جدها دون قصد، بالطريقة الأذكى، هكذا تكون البداية. لقد وضعته أمام والده، وهو في قمة غضبه.. يبدو أن المشوار لازال في بدايته..لكن لا بأس ستمشي معه حتى النهاية. أوقفته تزيل عن بنطاله غبار الأرض، تزيل نظارته، تمسح عن عينيه دموعه..تهبه الحنان، وتغدقه بالحب. أخرجت من حقيبتها وردة.. بيضاء.. تفتحت أوراقها وانبسطت، الطبقة السفلية عدة ورقات ممدودة تحمل فوقها طبقات شامخة برقة، تأخد طريقها في العلو في إتجاهات مختلفة.. الاوراق شديدة البياض، شديدة الرقة، والنعومة.. أمسكت بإصبعه، ليملس على تلك الأوراق.. يتتبع أثرها بشموخ... يضم جميع أوراقها ليغلقها، مستمتعا بنعومتها.. ينتقل بنظره بين الوردة، ووجهها... تمنحه ما يريد وقتما يريد دون ان يدري بأنه يريد. منحته النعومة، وقت الخشونة التي تمكنت من قلبه... تمنحه الشموخ وقد إنكسر بإعترافاته أمامها... منحته الشغف... الذي يحيى به المرء الشغف للحياة وبالحياة.. بالتمسك والثقة بالحب الذي لم يخفق له قلبه يوما.. *** قراءة ممتعة🌸 | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|