آخر 10 مشاركات
رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          [تحميل] حمقاء ملكت ماكرا للكاتبة/ منال ابراهيم ( جنة الاحلام ) "مصريه "( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree137Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-19, 11:18 PM   #671

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 130x( الأعضاء 44 والزوار 86)‏**منى لطيفي (نصر الدين )***, ‏تيوليب٤, ‏ريان الريان, ‏Hend fayed, ‏halimayhalima, ‏Saro7272, ‏Dodyum, ‏Cawsan432, ‏rowdym, ‏مريم حين, ‏simsemah, ‏lotus baka, ‏Alanoud., ‏Um-ali, ‏Essonew, ‏ضحى حماد, ‏أم الريان, ‏فاطمة زعرور, ‏basama, ‏affx, ‏ToOoOmy, ‏ازهار عياش, ‏ريمةمف, ‏ام معتوق, ‏شوشو 1234, ‏الغفار, ‏taljaoui, ‏jasmine omara, ‏عويضه, ‏فديت الشامة, ‏amlfrag, ‏قمر وليد, ‏ام توتا, ‏واحدة من عباد الله, ‏نيدانور, ‏rasha shourub, ‏سمية21, ‏dr_rona1, ‏Better, ‏منو6, ‏Rinalka78, ‏Monya05, ‏شوقا

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 11:24 PM   #672

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي مساء الخيرات..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته🌹
قرأت الفصل😌
أول ما وصلت للنقط اللي تحت جملة يوسف الأخيرة في مشهد عودته ترددت لحظات في تحريك الشاشة كنت خايفة ألاقي جملة ختام الفصل مكتوبة وللأسف دا اللي حصل ولقيت الباب بيتقفل في وجهي سيادتك😒 بس معلش أنا مسامحة عشان جمال الفصل.
*****
اعذريني النهاردة مفيش ريفيو على الأقل حاليا لكن ممكن اكتبه بكرة إن شاء الله، لكن اللي حبيت أقوله...
( إن التوبة النصوحة بعد ارتكاب الذنب حلوة أوي أوي لأبعد حد ومدى للي يقدرها بجد واللي يكون راغب فيها فعلا واللي يقدر يصونها ويحافظ عليها ويلتزم ويستقيم فميرجعش لطريق الضلال مرة تانية ).
حبيت أقول كمان إن من أكتر الجمل المؤثرة فعليا في الفصل جملة بهيج وهو بيقول... إنه مكنش عايز يغادر كنف ورحمة وعبادة ربنا، مكنش عايز يضل الطريق، مكنش عايز يضيع.
كام واحد فينا دلوقتي ربنا بيكتب له الستر وبيعطيه مهلة للرجوع لكنه مش مقدر النعمة اللي هو فيها دي واللي كتير غير مفتقدها؟ كتير جدا على ما أظن لأننا بقينا بنتبع اهوائنا وشهواتنا وبنجعلها هي في المقام الأول وبعد كدا تيجي العبادات والفروض والدنيا كلها.😟
أنا من قلبي بشكرك على اختيارك الدقيق للكلمات واللي هي أداة بين ايديك بتحركيها كيفما شئتِ لتوصيل غاية أو هدف أو معنى معين في ظاهره وباطنه هو يحمل الفائدة لنا والعبرة لنكن في حال أفضل.
أنا بحبك جداً يا أستاذتي..❤


Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 11:39 PM   #673

مريم حين

? العضوٌ??? » 390020
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 92
?  نُقآطِيْ » مريم حين is on a distinguished road
افتراضي

Te=**منى لطيفي (نصر الدين )**;14614239]
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث عشر



الغرب لن يحترمونا الا اذا احترمنا نحن قيمنا ومبادئنا.... عمر عبد الكافي




(إلى أين؟)
تجعدت ملامحها تلقائيا بينما نبرة والدتها العصبية، تتخلل مسامعها وهي في غرفتها، بعيدا قليلا عن البهو الاستقبال المتوسط المساحة حيث توجه والدتها السؤال بحدة ساخرة لشقيقها نبيل.
(تعبتُ من المذاكرة يا أمي.. سألحق بأبي في الحقل أشم بعض الهواء النقي وأعود...)
كم تشفق على أخيها المحبَط بسبب نتيجة امتحاناته المتدنية واضطراره لإعادتها في ما يسمى بالدورة الاستدراكية ووالدتهم لا تجعل الأمر سهلا على أي أحد منهم، حولت الوضع إلى مناحة وأقامت على شرفه العزاء لمدة أيام تبكي فيها وتنوح شاكية لكل من جمعتهم حولها من أقارب وصديقات حظها المنحوس في أولادها.
هذه هي والدتها! ترى الجيد وتمدح الناس وأولادهم طوال الوقت بينما ترى أولادها هي أقل وأدنى، ليس أن والدتها سيئة أو تكره فلذات كبدها فهي تخدمهم بعينيها وتتأكد من مأكلهم ومشربهم ونظافتهم مع نظافة ملابسهم التي تختار لهم منها دائما الأفضل والأغلى بشكل مبالغ فيه وحين يمرض أحدهم تحمل همه وتنوح بهَم وغم وخوف هستيري من الفقد لكنها عصبية وسلبية ومتسلطة إلى حد يثير الكئابة وكراهية الذات مع الدوام والاستمرارية.
تعترف أن والدتها تعاني من عِلل نفسية كثيرة تجعلها مرات عدة ضعيفة فتثير عاطفتها وشفقتها لكنها في نفس الوقت تُحملها ذنب ما أضحت عليه شخصيتها من تردد وتيه وفقدان للثقة بالنفس.
(لو كنت مكانكَ لاختفيت داخل غرفتي حتى امتحن و أنجح... لا أعلم كيف واتتك الجرأة لتواجه الناس بعد فشلك الذريع في تجاوز الامتحانات النهائية....)
وهذا أيضا! تحسب حساب الناس وتعيش على هواهم، فيضيفون إلى عبئ اضطراب شخصيتها سواء.
(لا يهمني أحيد أمي...)
أطرقت برأسها تقربه أكثر من شاشة هاتفها تدّعي النوم و والدتها ترد بنفس السخرية.
(طبعا لو كان يهمك أحد لكان حالك غير الحال... لكن ماذا أقول غير أن حظي دائما تعيس في أولادي!...)
سمعت مغادرة أخيها دون رد تكفلت به والدتها وهي تصيح بنزق.
(لا أحد منكم ينصت لي ... يا عاصي! تعال هنا! ... ستوقفون قلبي يوما ما... لن يكون سببا لموتي سواكم...)
انكمشت أكثر على نفسها وكأنها تلوذ بعالم آخر، تفكر بأن والدتها السبب في العامل النفسي الذي يتحكم بأخيها كلما دخل لامتحان دراسي، مهما جهز وذاكر واستعد ما إن يدخل الى قاعة الامتحان تتملكه حالة خوف من الفشل فيواجه أغلب المسائل بتبلد يمنعه عن فهم ما يُعرَض أمامه وكأنه جاهل لم يسبق له الدراسة مع انه وخارج قاعة الامتحان يرد على أغلب الأسئلة دون مشقة ولا تردد.
كل واحد منهم لديه عقدة حتى شقيقتها تقوى رغم تأثرها بالجدة إلا أن محاربتها للتفوق في الحياة اليومية والالتزام بالنضج وسعيها الدؤوب للتعلم والمطالعة في ما يخص جوانب الحياة وكسب الحكمة ملحوظ جدا كاضطراب غير طبيعي في شخصيتها إلى درجة أنها تشعر بأختها منهكة، مستنزفة بينما تحاول إسعاد من حولها ولو على حساب صحتها وراحة بالها، تلوم نفسها حتى لو لم تكن مخطئة وتسامح في كل حق يخصها قد يزعج من سيمنحه لها.
كل واحد منهم تأثر بشكل ما بسبب شخصية والدتهم أولهم والدهم الحاج محمد الذي تعلم الصبر على يديها كما يخبرهم دوما بمزاح بالإضافة إلى كونه من اختارها واحبها واستلمها من والدها أمانة حملها على عاتقه ولن يخونها أبدا.
عادت تجدد رابط صفحة الوزارة في انتظار النتيجة التي لم تخبر عنها أحدا، كما لم تخبر أحدا من الأساس عن المباريات التي خاضتها فقط تعلمهم بموعد اختبار ما معتمدة على طبيعية الموقف لكل متخرج من المسلم به تقديم أوراقه لكل الجهات المحتملة، كقطاع المقاطعات والوزارات والمصالح العمومية عامة ثم المدارس، كمدرسة الأساتذة او المعلمين الخ... تكتفي بإعلامهم بموعد اختبار ما ولا تفصح عن التفاصيل سوى لتقوى فهي في غنى عن سماع إلحاح والدتها عن موعد النتائج ومع كل سؤال رسالة محبطة ولا قدر الله حين لا يتم اختيارها تضطر لسماع خطاب تأنيب ومحبط يطعن قلبها بمزيد من الكئابة.
)هل أنت نائمة؟)
التقطت همس شقيقتها المستلقية على سريرها تطالع كتابا ما، فلم تتحرك من مكانها تكمل ادعائها للنوم، أحيانا تسكنها رغبة بالانعزال تماما لا تُحدِّث أحدا لا تتفاعل مع أي شيء، فقط السكون في مكانها تدّعي النوم وفي حالتها هذه، تراقب صفحة هاتفها المدسوس تحتها بخفة تعودت عليها.
)حسنا أنت نائمة... )
تنهدت تقوى بينما تنهض من مكانها، تغادر الغرفة تاركة صفاء مع تساؤلها عن عدم إخبارها حقيقة انتظارها للنتائج الخاصة بمدرسة الأساتذة!
ليس أنها متأكدة من اختيارها فإلى لحظتها تلك لم تصل لقرار حاسم إذا ما كانت تريد أن تصبح عاملة في مجال التعليم أو القطاع الخاص أو أي قطاع آخر لكن شيئا ما داخلها يحفز أحشائها بفضول وحماس نحو كل ما يخصه ولولا انه من أعلمها بتلك المباراة لا تظن أن ذلك التخصص سيحظى بأفضلية وسط ركود أعماقها بكل ما فيه من طموح وأحلام وأماني.
جددت الصفحة مرة أخرى بملل تلاه انتفاضة عنيفة لبدنها واتساع في عينيها تهمس بلهاث.
)يا إلهي!....)
………….

*منزل أهل بهيج*

مسرعا توجه نحو غرفة الضيوف، قلقا يفكر في سبب الزيارة، يراوده خاطر بكونهم استفقدوه فبحثوا عنه ليطمئنوا عليه لكن نظرات جرير الغاضبة بينما يستقبله بحدة، قباضا على أعلى ذراعيه بعنف يحدثه من بين نواجده المطبقة، استنفرت جميع مواطن استشعاراته.
)سأقتلك اليوم يا بهيج... أنت مجرد غبي حقير لا يتعلم ويبيع أصدقائه بحقارة ...)
يناظره بهيج بصدمة ونبيه يحول بينهما، فواز يراقب باستغراب وريبة بعد أن نهض هو الآخر متفاجئا من عدوانية جرير الصامت بغرابة قبل تلك اللحظة، مؤنس يمسك بأحد ذراعي جرير بيده اليمنى بينما الحرة يطبق بها على هاتفه بقوة.
فكان محسن آخر المنتفضين من مكانه ليقف على قدميه ينادي على جرير بنبرة منخفضة لكن متلهفة بقلق.
)ماذا تفعل يا جرير؟... هل جاء بهيج؟)
ينظر نبيه نحو محسن بنظرة معتذرة يعلم جيدا انه لن يراها وجرير يرد على محسن بغضب أسود قلب عليه المواجع ونكث الجروح منذ أن أجبر نبيه على أن يخبره بسبب بحثهم عن بهيج.
)بلى يا محسن.. ها هو الحقير خائن الأخوة والصداقة... لكن ماذا يقال سوى أن من شابه عمه في هذه الحال... ظَلَم وسيلقى عقابه ... وأنا من سيخلص الحق منه بنفسي...)
رفع بهيج كفيه يهتز غضبا انتقل اليه مع ذكر عمه، يرد بينما يحاول نزع قبضتي جرير الحديديتين من على ذراعيه.
)ماذا تقول أنت؟...أتركني!)
أسرع إليهما محسن يتلمس طريقه نحوهم ومؤنس يتساءل بغباء.
)ماذا يحدث بالله عليكم؟... لم أفهم شيئا من إشارات نبيه لك قبل قليل.. )
زفر محسن وقد توقف حين شعر بجسد أحدهم فرفع كفه يحاول الامساك به، يعقب بلوم.
)نبيه ماذا فعلت؟)
هتف مؤنس وهو يتلقف كف محسن من عليه ليوصله لنبيه من الجهة الأخرى.
)هذا انا ... ها هو نبيه يا محسن ركز...)
في تلك اللحظة بالذات حاصر نبيه جرير بنظراته محذرا فكتم الأخير غيظه بشدة حتى احمرت ملامحه، يحدق بقسمات بهيج المستنكرة ثم تحدث باستحقار رافق تجعد جانب دقنه وأنفه.
)يوسف علم عن وشم أخته سارة … الأخيرة أخبرته ان ابنة عمك من رسمه لها .. كما أخبرته أنك تعلم...)
ارتد رأس بهيج على إثر ذهول لحظي قبل أن تتجهم ملامحه، ردا على قول جرير المسترسل.
)كيف استطعت فعل ذلك بصديقك؟.... كيف واتتك الجرأة لتؤذي فتاة ضعيفة؟)
دفعه بهيج فجأة بكل قوته يهتف بلوعة.
)لقد كان يعلم جيدا فيما زج نفسه به ... لماذا لم يأخذ اهله ويعود من حيث أتوا؟... لقد قُلتَها بنفسك...)
دنى من وجهه يكمل بحدة أظلمت لها زرقتيه واهتزت لها خصلاته الشقراء الطويلة التي تركها حرة تهفهف حول وجهه بعبثية مهمَلة.
)ابنة عمي من رسمت لها... وحين تلتقي بصديقك... اسأله عن سر بقائه رغم معرفته بما يخطط له جده من قبل... ثم زوجته الصغيرة من بعد؟... وصدقني ستتفاجأ... أما عني أنا... فلم أكن في وضع يسمح لي بقول أمور لم أتأكد منها....)
كان الجميع يصغي بتركيز جمدهم في أماكنهم، جرير يفكر بسرعة يحاول فك اللغز قبل أن يرنو بنظراته نحو نبيه المرتبك على ما يبدو قد التقط كلمات بهيج ولها صدى معرفة انعكس على ملامحه.
)ماذا يحدث يا نبيه؟... أنت تعلم!...)
فر منه نبيه بنظراته فرد عليه بهيج ساخرا.
)طبعا يعلم... انه نبيه... اسم على مسمى... )
تجاهل جرير الأمر وعاد يطبق على ذراعي بهيج يهتف حانقا.
)لا يهمني ... وأنت ستصلح ما أفسدته أو أفسدنه بنات عمك… لتستعيد سارة نظرها ....)
كان على وشك أن ينفض قبضتيه من عليه مرة أخرى حين تراجع وتجمد بدلا من ذلك يرميه بنظرات متسائلة مدهوشة.
)أعد ما قلته؟... ما بها سارة؟)
تراجع جرير خطوة إلى الخلف دون أن يكف عن اللهاث تأهبا فتحدث محسن بقلق ونبرة حزينة.
)ألا تعرف بأن شقيقة يوسف فقدت بصرها قبل شهرين... وهو السبب الذي دفع بهم للرحيل مستعجلين ...)
قطب بهيج رافعا راحة يده يشد بها على خصلاته، في تلك اللحظات مؤنس يستغلها بخفة فيجدد صفحة وزارة التعليم كل حين ثم يعود ليتابع ما يحدث أمامه بفضول، يحاول إيجاد صلة بين بهيج وما حدث لشقيقة يوسف والوشم حتى لو كان من رسمه ابنة عمه!
)ل...لم أكن أعلم... لم أعلم أن يوسف رحل من الأساس ولا بمصاب أخته... لقد أغلقت هاتفي وانعزلت عن الجميع...)
جز جرير على نواجده بينما فواز يتدخل متسائلا بعبوس.
)هلا فسر لي أحدكم ماذا يحدث؟.... ما العلاقة بين مصاب سارة وبهيج والوشم؟... بعيدا عن ان الوشم حرام! ...)
شدد على الحروف بينما ينظر إلى بهيج الذي التوت شفتيه يسأله بتهكم.
)حقا!... عدد لي باقي الحرام يا فواز؟)
رفّ بجفنيه متوترا، حلقه يتحرك ببطء بالعا ريقه فتدخل محسن يطلب من جرير بلطف.
)جرير خذهم وانتظروني خارج البيت... أريد التحدث مع بهيج على انفراد....)
هم مؤنس بالاستنكار فهو الأعلم بهم إن خرج الآن لن يعلم أبدا عن ما حدث!
لكن وفي تلك اللحظة بالذات ظهرت لائحة أسماء الناجحين فانشغل بها وجرير تولى امر الاستنكار بعصبية.
)لا يا محسن... اعذرني… أريد أن أعلم عن كل شيء... لن أقف موقف البلاهة هنا....يكفي ما حدث ولازال يحدث.... يجب أن نتصرف..)
لازال رأس محسن في ارتفاعه المعتاد، حدقتيه تدوران داخل محجريهما بينما يعيد طلبه بنبرة أرق.
)جرير من فضلك.... لا داعي للجهر بأمور لن تفيد... دعنا نتوقف عند هذا الحد... وصدقني سنجد حلا بإذن الله...)
تنفس جرير بعمق يتمالك غضبه وأعصابه المهددة بالانفلات ثم تحد مستسلما قبل أن ينظر إلى بهيج بعبوس لائم.
)حسنا هيا بنا.. من الأفضل لك أن تصلح ما أفسدته.. أعلم جيدا أن لك يدا في ذلك....)
)نجحت!)
أجفلوا جميعهم على صيحة مؤنس الذي رفع رأسه اليهم حين اكتشف مدى حمق فعلته، أخفى هاتفه كما فعل ببسمته المسرورة وقال بارتباك مفضوح.
)إذن ما علاقة بهيج بمصاب سارة؟)
)لا علاقة لي!)
صاح بهيج بغضب لحسن حظه فانشغلوا بفضولهم الأول لكن جرير كان حاسما وهو يسحب نبيه بشكل مضحك يشير له بشيء ما جعل الأخير يلوي شفتيه بتبرم.
)هيا يا مؤنس!)
هتف دون أن يستدير موليا كامل اهتمامه لنبيه وهما يغادران فتأفف مؤنس بينما يلحق بهما ولم يبقى سوى فواز الناظر لبهيج ببعض من الغموض.
)كنت أظن أننا مقربين ونعلم كل شيء عن بعضنا؟)
سأله فواز أخيرا بضيق وريبة فالتوت شفتا بهيج مرة أخرى يجيبه ساخرا بمرارة.
)كنتَ الوحيد العالم بمكاني ... ولقد مر شهرين.... دعني اخبرك أمرا يا فواز... أنت مدلل أناني لا يهمك سوى ما يصب في مصلحتك... فلا تمثل دور الضحية هنا ومن جُرِح قلبه... ولا!... لن أخبرك عن أي شيء أنت لا تهتم أساسا بمعرفته يا فواز!...)
هز رأسه مرات عدة ثم غادر واجما ليبقى محسن الذي بسط ذراعه حتى وجد بهيج وسحبه طالبا منه.
)تعال لنجلس يجب أن نتحدث...)
استرخى بهيج أخيرا زافرا أنفاسه المحتبسة قبل أن يخطو نحو محسن، يجاوره على الأريكة ذات القاعدة الخشبية المنقوشة ببراعة مبهرة للعين.
)لن أسالك عن الماضي يا بهيج....)
بادره محسن جالسا بتأهب باسطا كلا راحتي كفيه على ركبتيه ورأسه أقل ارتفاعا، يكمل بنبرته المنخفضة نسبيا.
)الذنب لا تبرير له... مهما كانت مبرراتك يا بهيج... لن تفلح في تهوين عِظم ما وصلت إليه...أعلم يقينا أنك تعلم... ولست في حاجة إلى موعظة... لكنني أسألك الآن يا بهيج سؤالا أشتاق لرد عليه لن أغادر بإذن الله حتى أناله....)
ثم استدار إليه بكليته وكأنه سينظر إليه حقا، يكمل حديثه الجدي.
)ماذا بعد؟... ماذا ستفعل؟... لأن ما أوقعت فيه نفسك ليس بالهين... وستضطر للمحاربة بكل جوارحك كي تعود... لكن يا بهيج... هل حقا تريد أن تعود؟)
تجاسر محسن غير فاقد للأمل رغم رد بهيج الذي تأخر فلم يعلم هل التأخير كان بسبب تردد الأخير أو شيء آخر؟ لذا بحث عن صدره ولمسه بلطف، يربت عليه بينما يكمل بنبرة أقرب للتوسل.
)أنا أنتظر يا بهيج! لا تظن أنني سأفقد الأمل... أبدا لن أتخلى عنك... وإن ابتعدت أنت سأظل خلفك بإذن الله... وكما هم لا يستسلمون حتى آخر نفس ... أنا ايضا لن استسلم... وعلى عكسهم أنا معي ربي رحمن رحيم ... مجيب للدعوات... ومعين لعباده...أنا!)
انحسرت الكلمات في حلقه وبهيج يقبض على كفه الموضوعة على صدره يقاطعه بلوعة لا تفارق نبرته.
)أريد يا محسن! أريد العودة!... بل لم أكن أريد المغادرة أبدا! ... لكن لن أبرر ولن اشرح... لقد غادرت وانتهى الأمر... وأريد العودة وقبل مدة.... ليس الآن فقط!...)
هناك فقط تبسم محسن باستبشار يقول وهو يضم كفه الأخرى ليحتضن يدي بهيج.
)إذن عد... مهما كلفك يا بهيج عد!.. ستواجه عقبات كبيرة لكنك ستخوضها وأنت متيقن من الحقيقة... أنت تعاملت معهم مباشرة وعلمت الحقيقة بوضوح أكبر... يستدرجون بكل طريقة ممكنة مستغلين شهوات الانسان ومواطن ضعفه... يتلاعبون به... ويخدعونه ثم يغررون به.. وحين يوقعونه في خسارة أبدية يتبرؤون من فعلتهم ... والحقيقة أنهم لا يملكون بأيديهم شيئا سوى الوسواس ... يوسوسون للإنسان بقدر ما يسمح لهم الأخير به... لا يعلمون من الغيب شيئ... هم فقط يسترقون السمع من السماء الدنيا والأقدار نازلة الى الأرض فيفرون منها بكلمة واحدة من خلفهم شهاب قد يصيبهم في مقتل ثم يضيفون عليه مئة كذبة يضللون ويفتنون بها أهل الأرض... لا يملكون تغيير قدر ولا جلب رزق او منعه... كله في يد الله... والألعن من هذا كله أن كل سعيهم لتدمير الانسان... هم لم ينسوا وصية أبيهم الشيطان ويعيشون عليها إلى يوم الدين... بينما نحن نسينا وانجرفنا خلف الحياة مع أننا نُشيع بعضنا يوميا الى القبور.. ثم نعود لننسى من جديد....)
لم يشعر بهيج بمعنى لاسمه المطبوع على وجه صديقه، يسأله بيأس.
)لم أكن السبب لما حدث لعائلة يوسف... أؤكد لك يا محسن لكنني فعلت مع أناس آخرين... وكثر حتى لا اتذكر بعضهم... فكيف سأكفر عن كل ذلك؟... كيف سيغفر لي ربي حقوقهم علي؟)
تبسم محسن السمح لا يفارقه بينما يحثه بزرع الأمل داخله برحمة الله.
)آمن بذلك أولا... وكما افسدت من قبل أصلح منذ اللحظة التي تبت فيها إلى الله... أعد المظالم يا بهيج... كلما فعلته من سحر أبطله... ما تذكره على الأقل... واصلح ما استطعت... لكن لا تستعن بالشياطين في إبطال السحر لأن ذلك حرام... أبطله بالقرآن يا بهيج.... وسأعلمك كيف...)
ارتفعا حاجبا بهيج قائلا بسخرية.
)ان استعنت بهم حتى في أبطال السحر أو كما يقال في خير فأنا إذن كما تقول رواند أبله وغبي أيضا.... لقد تعلمت الدرس يا محسن...الشيطان عدو وحاقد على الانسان مستحيل أن يخدمه و لو قرب الانسان له قربان الكفر بالله والفحش.. يوهمه بأنه يخدمه بينما كل ما يفعله هو تدميره...)
غافلا عن مدى تأثر محسن بكلماته الى حد اتساع بسمته استرسل في قوله الواجم.
)المشكلة في الكئابة اللعينة يا محسن... حفرت هوة فراغ كبيرة داخلي...طوال الشهرين الماضيين حجزتُ نفسي في غرفتي لا اكلم أحدا ... فاقدا لأي رغبة في الحياة... )
عِلمه بما سيعانيه صديقه كما يعاني أي تائب ومقلع عن الذنب من انتكاسات وحرب شرسة من النفس والهوى برعاية وتحفيز من الشيطان لم يمنعه عن نصحه وتشجيعه بقوة وتفاؤل.
)لأنك لم تستعن بالله في المقابل يا بهيج... لقد ركنت ليأسك واستسلامك ولم تبدأ بالعمل على نفسك... هل صليت ؟... هل ذكرت الله؟... ماذا فعلت سوى الرثاء على نفسك! وممارسة طقوس الحزن والكئابة؟)
مطط بهيج شفتيه بإحراج، يتأمل وجه محسن الباسم دوما مهما كان الوضع فتشتعل شرارة حسد عميقة يتساءل عن مدى سهولة الحياة التي يعيشها في كنف والده الذي أخذ بيده ليصبح ما هو عليه، كل هذا اختفى ما إن حاد بنظراته نحو حدقتيه التائهتين داخل كهفيهما فيبلع ريقه مع لومه لذاته مجيبا بخجل من نفسه قبل محسن.
)أنت محق ... لم أفعل شيئا...)
)إذن قم من استسلامك ... وابدأ من اي مكان تحبه.. فقط تحرك ولا تقبل بمكانة الضعفاء.... أنت حيث وضعت نفسك يا بهيج... الله منحك الحرية ما إن عاهدته على أنك قادر على تحمل المسؤولية... ومنحك كل شيء... لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. سواء في البلاء أو المواجهة .... وهذا يعني انك قادر على تحقيق طاعته وتجنب نواهيه.... كل واحد منا قادر على ذلك يا بهيج.. الله ليس بظلام للعبيد... كل واحد منا منحه الله فرصا عادلة وكاملة... فهناك مقبل ومدبر بمحض إرادته... ولا لوم إلا على النفس...)
تدحرجت دموعه مجددا بينما يهز رأسه صامتا للحظات قبل أن يرد بنبرة متحشرجة.
)أنت محق يا محسن... محق!... سأبدأ بالصلاة أولا !... ثم أباشر في إبطال ما أذكره من السحر...)
كان بهيج قد ترك كفي محسن فحركهما نحو كتفيه يؤكد عليه.
) الصلاة أولا.... عض عليها بنواجدك فهي منبع الصبر على الفتن والبلاء... تب الآن فورا إلى خالقك... وعاهده على أن لا تعود الى الضلال... ثم جاهد نفسك وهواك ... والله لن يتركك يا يهيج... لن يتركك أبدا!)
نفخ بهيج بوجوم فاستدرك محسن بحيرة.
)يوسف غاضب جدا ... لم أفهم معنى رسالته... لكنني أظن أن لها علاقة بابنتي عمك... لهذا يا بهيج إن كانتا في نفس بلائك... حاول الاصلاح ما استطعت... فذلك نفس مطلبه منك... )
مسح بهيج على وجهه، يجيبه بضيق.
)يجب عليهم إزالة الوشم... فهو نوع من مسكن للشيطان في جسد الانسان ... وهذا يغفل عنه الكثير... ثم الفتاة يجب أن تقوم بالرقية.. وقراءة القران...)
هز محسن رأسه مؤكدا.
)عليك بالبقرة انت أيضا... اتلوها كل لحظة وكلما انهيتها عد وأبدأها من جديد... وتسلح بالأذكار... ذكّرتُ يوسف بذلك وسيساعد شقيقته .. وستتعافى بإذن الله.... هيا رافقنا إلى الصلاة... المغرب يقترب... هل أنت على وضوء…(
صمت رافعا أصابعه يتخلل بها شعره بحرج فاستدرك محسن وقد تفهم فحوى صمته.
)اغتسل يا بهيج... وتوضأ... والحق بنا إلى المسجد... سأنتظرك لا تتأخر... تعال اوصلني الى جرير...)
أمسك به فهمس له وهما في طريقهما للخروج.
)لا تتأخر... لأنني سآتي إليك إن غبت... ضع هذا في رأسك..)
)سآتي يا محسن... لا تقلق! بإذن الله سآتي...)
أما قرب الجدار الخارجي لمنزل، جرير ينفخ بنفاذ صبر يوشك على الانفجار بسبب صمت نبيه.
)سأستعلم من يوسف يا نبيه وسأعرف...)
هز المعني كتفيه بقلة حيلة فزمجر جرير ثم تذكر شيئا ما.
)حين رقيت يوسف تلك الليلة وألقيت بملابسه أيضا... منذ ذلك الوقت وأنت على علم بما يحدث في حياة يوسف... أليس كذلك!)
ظل نبيه على سكونه المقيت، فتدخل مؤنس يقول بضجر حانق.
)لم أعد اريد معرفة اي شيء.. فقط توقف! ... لم أتخيل يوما أن أقول هذا لكن.. نبيه لن يخبرك شيئا يا جرير... فتوقف عن لعب دور الزوجة الغيور.. وانتظر عودة يوسف... أو هاتفه...)
تخصر جرير بعصبية ولو لا قول فواز الذي أعقبه مغادرته لكان رد عليه بما يناسب.
)أنا راحل .. )
التفت جرير يشيع رحيل فواز بنظرات حائرة شاركها اياه بقية اصدقائه قبل أن يقاطعهم خروج محسن برفقة بهيج الذي استعاد عبوس ملامحه ما إن واجه جرير الناظر إليه بغضب.
)استودعك الله يا بهيج... ولا تتأخر عن صلاة المغرب..)
تدخل جرير بعصبية في نفس اللحظة التي وصل فيها إليه محسن بسب صوته يتأبط ذراعه ويحثه على المغادرة.
)هل سنغادر هكذا؟...)
)هداك الله يا جرير.. أوشك وقت المغرب... هيا اعدني الى المسجد...)
صمت على مضض وخطى مبتعدا يلحق بهما مؤنس الذي لا يفارق شاشة هاتفه كل لحظة ونبيه الذي منح بهيج نظرة غامضة قطب لها الأخير بتفكير عميق.

■■■تعالَ وأخبرنِي يا صديقي عما يُضنيكَ؟..
عما تَسبب في انسِكابِ دَمعكَ الأثير،
عما أراقَ بهجَتكَ وترككَ وحدكَ أسير؟..
تعالَ وقُص عليَّ شكواكَ فيتهشم حُزنكَ المرير..
أقصُص عليَّ رؤياكَ عساني أجد لكَ تفسير..
تعالَ وأرمِ همومكَ عليَّ فإنِّي لكَ سندًا حصين..
تعالَ وأروِ زهركَ الجاف من دمي والوتين..
تعالَ وانظرني حين يخذلكَ العالم وأنصركَ أنا على العالمين..
تعالَ، ثق بي وتمسك بحبل ربكَ المتين
فلا يخيبُ لكَ رجاءً ولا تنهزم على مَرِ السنين..
خاطرة بقلم هند فايد■■■

…………….

*بلاد الغربة*
*منزل عبد الرحمن آل عيسى*

استند على جدار الحمام بكلا ذراعيه بينما الماء الساخن ينزلق عبر جسده، مطرقا برأسه، مغمض العينين، تاركا شقيقته بعد أن قصت له عن كل شيء أخبرت به سلا.
تعرُّفها على شيراز وتقربها منها ثم معرفة كونها ترسم الحناء للفتيات والوشوم في المدينة السياحية حيث تعلمته على يدي أصدقاء، هذا ما أخبرت به سارة على أي حال وهي تستدرجها بكل خفة وتمهل حتى دفعت بها إلى طلب وشم صغير جميل لا يرى.
اختنق فرفع رأسه يبعده قليلا عن مجرى الماء يتنفس، لم يستطع لومها ولا حتى ضمها ليربت عليها، بكل بساطة وقف عاجزا يلوم نفسه هو!
مهما كان خطأها هي وتهورها بسبب عدم نضجها لكن الأذى حاوطها بسببه هو!
في تلك اللحظة جاءته مكالمة محسن التي فرّغ فيه غضبه أمام والدته التي عادت من الخارج لتوها لينسحب منزويا في غرفته ثم الحمام يؤخر المكتوب والمفروغ منه، فإذا أراد أن يقنع سارة يجب ان يكون واضحا ويواجه والديه بما لديه ويخفيه.
أغلق الصنبور والتفت الى المنشفة يسحبها يلفها عليه ثم نظر الى المرآة، يرمي انعكاسه بغضب لم يهدأ عنه وبعد ولن يهدأ كي يساعده على ما ينويه.
نبيه لديه كل الحق حين اتهمه بالضعف يوم رحيله من البلدة.
الضعف أمام خطط رواند، الضعف أمام خطط جده ثم الفرار من دون حتى وداع لأصدقائه!
واجهه بعيوبه بكل وضوح بأنه لا يرقي لمكانة الرجال حتى يبقى ويواجه أصل مشاكله بقوة، فقط لأنه ينفر من افتضاح الأمر وتتشوه صورته المثالية!
يوسف آل عيسى سليل الرقي والشرف، الشاب الوسيم الخلوق القوي المسؤول الذي لا تشوبه شائبة، حلم الجميع!
كم آلمته الجملة الأخيرة حين حرك يديه بعنف، يعبر به عن غضبه وسخطه قبل ان يرحل عنه نهائيا.
*ما لا تعلمه يا سليل النبلاء أن الجميع يلوك سمعة جدك الخواجي من خلف الأبواب! وشئت أم أبيت!... تمهلت أم أسرعت! .. سيدفع الثمن قريبا ... لذلك من الأفضل لك أن تجهز نفسك!*
خرج من غرفته متجاهلا تجفيف شعره وقد ارتدى أول منامة منزلية وقعت عليها يديه، متوجها الى غرفة شقيقته حيث انضم اليهن والده الذي ترك العمل مسرعا بعد مكالمة زوجته ومنذ أن وصل وهو يضم ابنته المرتعشة مصغيا لحديث زوجته وسلا.
لمح جلستهم على سرير سارة المنفرد والديه يحاوطانها من كل جانب وسلا على طرف الفراش، تنظر اليهم بترقب وخوف يتضخم كل يوم في عينيها بصمت، بات يخشى أن تتأثر بطريقة ما هي الأخرى.
)أنتِ السبب... قرارك بالاستقرار هناك واصرارك على إعادة ارثك فتح الباب أمام تلك الفتاة لتتقرب من ابنتي... )
وجه حديثه الجاف لزوجته بينما يضم ابنته داخل ذراعيه يعاتبها فانتفضت بعصبية تستقيم على قدميها، ترد بحنق من موقفه الذي لا يريد تغييره نحوها حتى أضحى يشكل حاجزا يحول بينهما وبين العودة الى صفاء علاقتهما السابقة ولولا أزمة ابنتهما لما تفاهما على الصمت ضمنيا الى أن تُشفى ويتخطوا المصيبة التي وقعت على رؤوسهم بلا إنذار مسبق.
)ولماذا تلومني أنا؟... لم تعد فتاة صغيرة لتتأثر بصديقة بكل تلك السذاجة والحمق! ...وما أدراني أنا أنهما سيجربان أمورا كهذه؟)
انتفضت سارة كما نهضت سلا هي الأخرى تراقب بوجل تضاعف بينما والدها يرد عليها بضيق لائم.
(كان يجب أن تعلمي... إنها ابنتك... يجب أن تراعيها وتعلمي عنها كل شيء... الله أعلم بنية تلك الفتاة في ما فعلته؟... وكيف أنك كنت موافقة على مهزلة تزويجها من يوسف!...)
زمت شفتيها وتصلبت ملامحها فقرر التدخل بينما يتوغل داخلا يقول.
)أعلم سبب ما فعلته شيراز... وأنا أحمل جزءا من الذنب أيضا... لأنني لو صارحت والدتي منذ البداية بكل ما أعرفه وأنت أيضا كنا تصرفنا باكرا...)
التفت الأنظار حوله باهتمام، فاقترب أكثر وعينيه الداكنتين لا تفارقان وجه اخته التائه والمرعوب، تنتفض بين ذراعي والدها ثم نظر نحو والدته المترقبة لحديثه التالي.
)أمي ... ما أخفيته عنك... وعن أبي... أن راوند كانت تتحرش بي منذ أول يوم دخلت فيه الى بيت جدي...)
شهقت والدته برعب وسلا تُسدل جفنيها بأسى ممسدة على جبينها بينما والده حاول أن ينهض لكن سارة التي تحول رعبها الى ترقب قلق تشبثت به فهتف من مكانه بسخط.
)ماذا؟.... ماذا تقول؟)
انبسطت شفتاه في سخرية باردة، يضيف.
)لا تتسرع يا أبي ... هناك بقية تستحق غضبك اكثر...)
ثم عاد الى والدته المفغرة لفمها وكأن تيارا كهربائيا صعق أوردتها فجمدها.
)اقتراح زواجي من شيراز كان مجردة كذبة هي من حاكتها حول جدي كي تضمن وقتا طويلا تحقق فيه رغبتها التي تريد الحصول عليها مني... بما أنها متأكدة من كوني لن أوافق على زواج مصلحة وإجبار... كما تأكدت من أن أختها ليست من النوع الذي سأقترن به من الأصل... خصوصا مع معرفتي برغبتها الفاحشة... والتي هي الحمل بطفل مني أنا ...)
شلّت الصدمة ألسنتهم عن أي رد فاستدرك بينما ينظر نحو سارة.
)رفضت بل وغادرت المنزل بعد ليلة عودتي من الرحلة ... حين استيقظتُ من نومي لأجدها في غرفتي فوق سريري تحاول استدراجي للفاحشة... )
)كفى!.. يا إلهي كفى!)
قاطعته والدته تشهق برعب وذهول فهز رأسه يكمل بأسى.
)إن كنت لا تستطيعين تحمل القول فما بالك والفعل؟... لقد هددتني بأن أعود إليها صاغرا أتوسل إليها.. لكنني لم أتوقع بأنها ستؤذيني في شقيقتي... )
تقدم نحو السرير وانحنى مسترسلا، يوجه حديثه الحازم لأخته المرتعشة رعبا.
)هل تعلمين لماذا أنت بالذات يا سارة؟... لأنك متهورة مندفعة... لا تنصت للنصح ولا لمن عاشت حياتها تتمرغ في دلالهم... وتعلم جيدا أنهم أكثر الناس حبا لها... ألم أعلمك الحرام يا سارة؟... علمتك كل ما أعرفه عن الحلال والحرام... نبهتك كثيرا الى طيش تصرفاتك... لكنك استخفيت بكل شيء... الصلاة ...الذكر ... كل شيء... وها هي النتيجة... حين وضعوك في رؤوسهم فتحتِ لهم أبوابك.. بل وقمت بدعوة الشياطين لتسكن جسدك... )
تهتز برعب ووالدها يضمها رغم ذهوله وغياب عقله للحظات مع كل ما يسمعه بينما يوسف مستمر في نبرته اللائمة.
)ألم أخبرك يوم أردت ترقيق حاجبيك أن ذلك حرام يا سارة... أخبرتك بالحديث وفيه الواشمة والمستوشمة ملعونات ... اتذكر جيدا هذا... فلماذا طلبت منها وشما وانت تعلمين أن الأمر يغضب الله؟ ... ولو كنتِ باحثة صغيرة ومطلعة لعلمت مدى خطورته على الصحة... حتى أن واضعه يُمنع من التبرع بالدم... غير تاريخه الذي توصل فيه الباحثين الى كونه يعد مسكنا للشياطين في جسد واضعه ويسبب تغييرا سيئا في نفسية و شخصية واضعه ... كيف بعد كل هذا تستغربين الوقوع في فخ الشيطان؟)
انتحبت بحرقة أيقظت والدها من سهوه وعلى دفئ شعر به جوار فخده فنظر نحوه يتفقده ليكتشف بأن ابنته قد بللت نفسها من الرعب.
جحظت مقلتاه ورفع رأسه إلى يوسف يزجره بنظراته رغم نبرته التي أخرجها من بين نواجده بجمود.
)يكفي يوسف... سارة فهمت خطأها.. والجميع يخطئ...)
أشار نحو الأسفل فتجعدت ملامح يوسف بعبوس حزين ومشفق ليقول بعدها بنبرة رقّت عن حدتها.
)لا بأس! لكن يجب أن تفهم هي ذلك ... وتبدأ بالإصغاء لكي تتعلم كيف تصحح خطأها وتتعالج...إن لم تتشجع هي وتقدم على الخطوة الأولى ..تصلي.. وتتحصن ... سيكون العلاج صعبا ... )
استقام واستدار ليغادر لكنه توقف حين هتفت والدته بغضب مرتبك.
)يجب أن أخبر أبي عن تلك الحية الحقيرة...)
زفر يمنعها بجدية.
)لا يا امي لن تخبريه بشيء...)
اتسعت مقلتيها تهم باستنكار بلعته حين أضاف.
)الطيور على أشكالها تقع أمي... ألم أخبرك قبلا أنني سأبحث خلف مصاب خالك عبد الله وابنه علوان؟.... قريبا سأؤكد لك بان مصابهما من تحت رأس جدي... فمن فضلك... اهتمي ببناتك فقط ودعيني أتصرف... سأعود الى البلدة بعد عملية سارة لإزالة الوشم... فالعملية ليست سهلة وأدعو الله أن تمر على خير...)
انصرف متلافيا تمثال من الشمع على هيئة الصدمة وزوجها يربت على ابنته يفكر هو الآخر في كل ما سمعه، يلوم نفسه على ترك الحرية لزوجته تتصرف كما يحلو لها في الوقت الذي كان لابد له من أن تكون له كلمة حازمة عليها، أما سلا فتراقب الجميع بينما تفكر بأنها كانت لتقع في نفس الفخ لولا انطوائها وملازمتها ليوسف ونهيلة، فهي الأخرى لا تختلف عن أختها سوى بقليل من الالتزام، القليل فقط تحاول المحافظة على الصلاة حتى أنها تنسى الذكر وتلاوة القرآن أغلب أيام الأسبوع.
………………….

*منزل الحاج محمد*

تغمس كفها داخل زيت الزيتون الدافئ قبل أن تدهن به ركبة والدها بلطف وعناية، لسانها لا يهدأ عن التلاوة فيبتسم والدها بتأثر وعاطفة يكنها لفلذات كبده.
مستريحا على احدى أرائك غرفة الجلوس يراقب من بعيد عبور صفاء للرواق كل حين فيعيد أنظاره نحو تقوى المستغرقة في تدليك ركبتيه، يسألها بحنو.
(ما بها صفاء اليوم؟... مممم أظنها غير طبيعية مهما حاولت إبداء العكس...)
ترفع راسها بخفة قبل أن تمد يدها للمنشفة فوق المائدة المجاورة لهما تمسح بها كفيها، تجيبه بنفس حيرته.
(لا أعلم... لكنك محق ... حاولت التطفل عليها لكنها تتهرب... ستخبرني .... مهما كان لن تخفيه طويلا... إنها صفاء وهي كاسمها.. )
أنهت حديثها ببسمة دافئة كدفيء كفيها في نعومتهما على قماش سرواله القطني تسدله ليغطي ساقيه فيربت على رأسها، يعقب ببعض القلق.
(صدقتِ وهذا ما يقلق راحتي... أحب كل واحد منكم أكثر من نفسي ... وأتمنى أن أرى السعادة تتألق داخل نظراتكم... لكن!)
وكعادته كلما أراد الشكوى تذكر خالقه فتراجع ولم يشاركه في شيء ولو كانت الشكوى، يبثها له وحدة عالما بأنه المالك المتصرف في ملكه ولن يعينه غيره، كما لا يعلم دواخله غيره وكعادتها هي تسارع في طمأنة باله وتهدئة فؤاده بقولها الحاني ونبرتها البلسم.
(لا تقلق يا أبي... نحن بخير... الحمد لله... صفاء صغيرة وستكبر قليلا ويزيد نضجها وتتجاوز ترددها... نبيل سينجح أنا متأكد وما إن يتحول الى رجل ناضج هو أيضا سيتجاوز ما يصيبه... فقط لا تقلق أنت...)
غامت مقلتيه برقة وعطف يكنهما لها ثم سحبها ليجلسها قريبا منه. يخبرها ببعض المرح.
(هل تعلمين؟... صفاء ونبيل سيساعدهما بعض الاعتماد على النفس... وأنت تحولين دائما بينهم وبين ذلك... كفي عن وضع نفسك كجدران الحماية حولهما ...)
قطبت تشير الى صدرها.
(أنا يا أبي؟)
يضحك بخفة والمكر يتألق بين رماد حدقتيه الشبيهتين بخاصتها، يجيبها بحنو.
(بلى أنت يا حبيبة أبيك... لهذا أنا أفكر في قبول العريس هذه المرة... فقد حان وقت زواجك... لنصيب جميع الطيور بحجرة واحدة...)
فتحت شفتيها، ترد بذهول حيال ما تحول اليه مسار حديثهما.
(أي طيور؟... ماذا تقصد يا أبي؟)
ضم كفها بين يديه، مفسرا.
(أقصد جرير يا ابنة أبيك ..)
شعر بارتعادها كما التقط ارتعاش شفتيها قبل ان تطرق برأسها فالتوت شفتاه ببسمة مرحة وهو يستدرك.
(أكثر من شهرين وهو مواظب على صلاة في المسجد.... حتى أن ابن عمه يتبعه في ذلك أيضا وأظن أن حاله ينصلح هو الآخر بفضل الله... الحمد لله الصحبة لها تأثيرها...)
ثم همس بفكاهة شكلت بسمة حيية على ثغرها.
(تعودي على وجود ابن عمه فهو كالتوأم الملتصق به... لا تقلقي حين تشعرين به كضرة لك ...)
ضحك بهدوء وهي لازالت مطرقة بخجل فشد على كفيها، يكمل بلطف جاد.
(انه ينتظر البشرى... فهل أحملها له في الغد يا ابنتي؟)
بللت شفتيها تبلع ريقها بمشقة وقلبها يكاد يقصف بصدرها ولم تسطع الرد فيعود والدها الى المكر يدعي الأسى والاستسلام.
(حسنا يا ابنتي... سأبلغه برفضك..)
رفعت رأسها بحدة آلمت عنقها ترمق والدها بشدة قبل ان يستولي الاحمرار على سمار بشرتها حين اكتشفت بسمته المتسلية، يستدرك بمرح.
(سأعتبر نظراتك المستنكرة هذه موافقة ...)
وهناك دسّت رأسها داخل صدره ليطوقها بحنو يقبل أعلى رأسها، يهمس لها بحب.
(مبارك عليك يا ابنتي... جعل الله كل أيامك سعادة وسرور...)
(ما شاء الله!... تركتني لحالي في المطبخ كي تتمرغي في دلال والدك...)
على إثر نبرة والدتها النزقة تركت والدها ورفعت الإناء حيث الزيت، تسألها بلطف مرتبك.
(هل تريدين تدليكا مريحا وبزيت مقروء؟)
تدخل والدها، يكمل ببعض الحزن.
(تمرغي انت في دلالها قبل أن ترحل عنك... لقد وافقت على جرير وابنتك ستخرج قريبا عروسا من بيتنا يا صفية... )
ارتفعا حاجبيها تستوعب الخبر ثم ضحكت تهتف بدهشة وسرور تملكاها فجأة بطريقة مضحكة.
(حقا!.... وافقت أخيرا!)
ثم لوحت بكفيها في الهواء بحماسة دبت فيها، تضيف.
(سأخبر أمي حالا.... يجب أن نستعد ونتجهز... )
استدارت تختفي من حيث أتت فتناظرا بعجب صامت تلاه ضحكات مرحة يائسة من تغيير حال والدتها.
(ماذا يحدث؟... لماذا امي سعيدة وكأنها ربحت الجائزة الكبرى؟)
كانت تلك صفاء تنضم إليهما فيشير إليها والدها لتجاوره من الجهة الأخرى يضمها تحت جناحه بينما يخبرها بالخبر.
(اختك وافقت على جرير... ويبدو ان والدتك صُدمت ولم تصدق بعد أن يئست من الموضوع برمته...)
نظرت نحو اختها دون أن تتحرك عن سكونها داخل حضن والدها، تقول بمكر مرح.
(لماذا لست متفاجئة مثلها؟)
رمقتها تقوى بتحذير من التمادي وحمرة الحياء تبتلع بشرة وجهها فسحبها هي الأخرى يضمها مع أختها ضاحكا بسرور، يهمس بتضرع.
(يا رب احفظ لي أولادي من كل شر... وارضى عني وعنهم يا رحمن...)
لاحقا في غرفة الفتيات بعد أن تخلصتا من جنون والدتهما وكأن العرس سيقام في يومهم ذاك، اقتحمت صفاء سرير أختها تمازحها بأسئلتها المرحة.
(إذن لماذا الآن؟... )
ختمت مزاحها بسؤال جدي فزمت تقوى شفتيها تخفي لهاثها وضربات قلبها العنيفة، تتساءل حقا إن كانت وافقت وقريبا ستكون زوجته!
(الجواب سهل.... لم يعد هناك سبب للرفض...)
ضحكت صفاء ثم لمست موضع قلب أختها بإيحاء ترجمته لكلمات.
(أها!... ليس لأن هذا ينبض بقوة بسببه!.. وأنك خفت من فقدانه؟)
هزت تقوى رأسها بيأس لكنها لم تمنع البسمة عن الظهور لتبسط بشائرها على ضفاف ثغرها، تسألها مستغلة الوضع.
(ما بك أنت أيضا؟... هناك شيئ ما يحدث معك... وتخفينه...)
غطت صفاء فمها بخجل وحماس اتقد في عينيها ثم قالت بتردد.
(لقد نجحت في امتحان مدرسة الأساتذة؟)
لحظة اثنتين وانتفضت تقوى صارخة دون وعي تجلس على ركبتيها المتثنين أسفلها.
(ماذا؟؟)
تلفتت صفاء حولها بصدمة ووالديها يدخلان الغرفة قلقين من صرخة تقوى.
(ماذا حدث؟)
سأل والدها بقلق فاستدارت تقوى بينما تجمع خصلاتها التي فرت من تحت قراص الشعر، تهتف بسرور مذهول
(صفاء يا أبي... نجحت في امتحان مدرسة الأساتذة.. ستصبح أستاذة يا ابي...صفاء ستدرِّس... )
انطلقت صيحة والدها بسعادة أجفلتها من شرودها بينما يسحبها وتقوى ليضمهما يحاول القفز برفقتهما تعبيرا عن الفرح ووالدتهما تصفق بطفولية قبل ان تقول بنبرة تهدجت بسبب الدموع في عينيها.
(هذا كثير... انا أخشى من العين والحسد... يجب أن نخفي أمر صفاء.. لأن خبر تقوى لا نستطيع إخفائه...)
توقف الحاج محمد وقبل رأسي ابنيته بحنو ثم ضم زوجته يجيبها يتفهم وهو يخرج بها من الغرفة.
(أنت محقة... خبر صفاء سنخفيه قليلا إلى بداية السنة الدراسية على الأقل... لكن هذا لا يمنع أن نحتفل اليوم... جاءتك الفرص لتتدللي علي. .. اطلبي اي شيء وسأخرج لأجلبه حالا..)
كان آخر ما سمعتاه نبرة والدتهما اللائمة بدلال ألفوه منها.
(أها! طبعا لأنهما ابنتيك فستجلب كل شيء من أجلهما... وماذا عن التي انجبتهما لك؟ ... وأحسنت تربيتهما؟)
تجاهلتا حديث والدتهما ورد والدهما المهادن، تتناظران بصمت قطعته تقوى بسؤالها الغامض.
(لما لم تخبريني بأن النتيجة ستظهر اليوم؟)
ازدردت ريقها واستدارت نحو سريرها، ترد بنبرة فاترة.
(لا أعلم... لم أرد أن أشغلك معي..)
قطبت تقوى للحظة ثم فجأة انقضت عليها تدغدغها، مبعدة شعورها الغريب نحوها، تقول من بين ضحكاتها الصاخبة.
(ستصبحين أستاذة.... انا فخورة بك.. وسعيدة سعيدة جدا... الحمد لله... الحمد لله.... )
تنهدت صفاء بعد ان انسلت من بين يدي اختها وارتمت على سريرها المجاور، تاركة إياها ساكنة هي الأخرى على سريرها، ترمقان السقف كل واحدة منهما ساهمة في ما سيحدث لاحقا ولم يلفت انتباه الأولى سوى اهتزاز هاتفها لتستدير نحوه مديرة ظهرها لأختها، تتفقد الهاتف حيث أشعلت الرسالة المقتضبة الحرارة عبر سائر جسدها المرتعش.
(مبارك يا استاذة...)
............

*منزل اهل فواز*

تنحني نحو والدتها بصينية الشاي بعد أن قدمت لحماتها كأسها ثم استدارت نحو شقيقات زوجها وخالته، جلست تصغي بصمت كما تعودت أن تفعل منذ ان انتقلت الى بيت زوجها، لا تتفاعل مع أحد تلتقط إشارات سلبية من الجميع دون أن يتجرأ احد على مواجهتها بشكل مباشر.
تعيش حياة غريبة لا تجد لها معنى ولا اسم، على الأقل في بيت اهلها كانت تحظى بالحرية تقضيها وسط جدران خالية من سواها أغلب الأوقات فتتنفس براحة رغم احساس الوحدة الساكن لروحها، أما هنا في منزل زوجها، العديد من الأشخاص يحومون حولها حتى لو كانت زيارات متكررة بعضها صباحا وأخرى مساء فلا تظل مع حماتها سوى بعد العشاء حين ينصرف الجميع الى بيوتهم، اخرهم ابنها البكري، الوحيد الذي تستشعر منه حنوا وعطفا تعرف سببه وكم يرعبها ذلك! خصوصا بعد الذي حدث بينها وبين زوجها.
زوجها! كم تبدو الكلمة في حالتها مثيرة للسخرية!
كم سعت لذلك!
كم حاولت استمالته بالطرق التي تعلمتها في الأفلام والانترنت! جربت الضحك بإغواء مدروس، سمحت بلمسة يد في محله فقط كي ينظر إليها ويختارها بعد أن تأكدت انه لا يهتم بزينة كما سبق وسمعت.
حدث واختارها هي ثم ماذا! تحول الحلم والكثير من التوقعات الوردية الى فراغ.
رجل لم تراه منذ ليلة العرس التي لا تتذكر نصفها بعد أن أخافها وأعاد إليها ذلك الاحساس البشع بأنفاس سالم الكريهة ونغزات خصلات لحيته فقاومت متحدية نفسها وخيالها حتى ابتلعها الظلام رغما عنها الى ان استفاقت على خبر وفاة جدتها في نفس الليلة وخبر آخر أكثر بشاعة، الحارس اللعين لم يرحل ولايزال يريدها. وكأن حياتها المثيرة للشفقة تحتاج لمزيد من العقبات!
لم ترى زوجها بعدها لأيام وظنت أنه سيتركها حقا لتكتشف أن بُعدَه كان بطلبٍ صارم من والدته وشقيقه الأكبر، مخافة انتكاسة مسٍّ قد تصيبها فتقتل نفسها أو تقتله هو.
كادت ستستسلم ليأسها وحزنها تحت مراقبة نظرات عائلته والناس التي لا ترحم، لكنه عاد!
حاول الانفراد بها، يغازلها تارة ويتقرب أخرى فجدد داخلها الرغبة في الحياة وشعورا بسرقة لحظات عاطفية كمراهقة بلهاء تقع في الحب لأول مرة في حياتها، أوليست كذلك؟
فرحتها تلك لم تدم بعد فشل زوجها في إتمام ما أتى يوما عازما على فعله رغم أنها لم تفهم في البداية سبب انتفاضته من عليها بنفس السرعة التي ارتدى بها ملابسه ورحل دون نظرة واحدة نحوها حتى وهو يأمرها باقتضاب جاف.
(لا تخبري أحدا بما حدث بيننا)
بعدها اختفى من المنزل ولم تعد تراه مع علمها أنه يأتي متأخرا ويغادر باكرا لتعود حياتها الى تلك الرتابة القاتلة.
كل شيء حدث معها في شهرين فقط، فلماذا تشعر بأن الذي عاشته امتد لسنة كاملة أو اكثر؟
أحلامها باتت كوابيس مخيفة تتركها أحيانا وتهجم عليها أخرى بضراوة.
حدثتها حماتها بصراحة وواجهتها بحقيقة تعرفها جيدا وقبل سنوات حين كانت تقارن نفسها بتقوى وزينة، انها بعيد جدا عن الله، تنسى صلاتها واذكارها ولا تلمس القران إلا لماما، حاولت طاعة حماتها والقيام بكل شيء لتتفاجأ بمدى صعوبة ذلك وهي التي كانت تَعِد هواها بأنها يوما ما ستلتزم، يوما ما!
وها هو اليوم قد أتى فلما نفسها تعاندها؟
لما تلاوة القران تصيبها بالتفوه ورغبة بالنوم ولا تكمل النصف صفحة واحدة سوى بمشقة وملل فظيعين؟
لماذا كل شيء يشعرها بالنشاط سوى الصلاة عند تذكرها والاستعداد لها، يهجم عليها كسلا يكبل أطرافها ويأمرها بالفرار الى السرير؟
كل شيء يتعلق بالتقرب من الله وعبادته يشعرها بكسل فظيع ورغبة ملحة بالنوم وحين تصر وتقاوم، تتكالب عليها الدنيا بالمشاغل تلهيها في المطبخ، في البيت، امام جهاز التلفزيون أو جهاز هاتفها ومع توفر شبكة الواي فاي اللامحدودة أضحى ترك الشبكة بكل ما توفره من ترفيه، شيء صعب وثقيل على النفس.
حياتها فوضى عارمة وغير مستقرة و.... تتعذب.
تبدو فتاة عروس أصابها نحسٌ لكنها تعيش في منزل أناس مرفهين، تتمتع بكل مزايا الرفاهية، زوجها شاب وسيم مستقر ماديا، مدلل والدته المعروفة برزانة شخصيتها وتعاملها اللبق مع الجميع حتى كناتها.
ظاهريا تحظى بموقع تُحسد عليه لكنها تتعذب!
باطنها مجموعة من الحمم تغلي بصمت مغيض، قاتل ولا تظن بأن هناك من يشعر بها حقا!
(كيف حال زوجك يا نجاة؟)
أجفلت على سؤال والدتها نوال لأخت فواز الكبرى التي حطت بكأس الشاي، ترد بعبوس حزين.
(لازال في المصحة محجوزا لا يعرفون له عِلة... بدأ الأمر بآلام في ركبتيه والآن لا يستطيع تحريكهما ... نتناوب أنا وابنتي على البقاء معه .. لذا جئت أرتاح قليلا وسأعود ليلا..)
هزت والدتها رأسها ترمقها بنظرات تعرفها حفيظة جيدا، أطلقت العنان لجميع مراكز استشعاراتها، والدتها تعرف شيئا ما عن مصاب زوج نجاة وإذا كان ما تفكر فيه يا ويلها! ستكون السبب في تدمير ما تبقى من أطلال علاقتها الزوجية!
(لو كنت مكانك لتوخيت الحذر من جارتك والتي تدعي أنها صاحبتك... سمعت انك تؤمنينها على بيتك... كما سمعت أنها ليست سهلة.. قد تكون دست لك سحرا ليمرض زوجك... النساء ليس لهن أمان..)
احتد تنفس حفيظة، بين كفيها كوب الشاي يكاد ينفطر ولا تفعل شيئا سوى الإصغاء والنظر نحو والدتها الباسمة بمكر وزهو بينما زوجة خالها تؤكد حديثها ببلاهة وحمق الجاهل.
(اسمعي منها يا نجاة... لقد حذرتني من امرأة ولم اهتم... وفي احد الأيام جاءتني زائرة وتركتها في غرفة الضيوف لحالها كي أجهز الضيافة ... حين عدت لمحت تحركها السريع وكأنها لتوها جلست ... بعد خروجها قلبت غرفة الضيوف عاليها سافلها فوجدت حجابا مُرعبا... تذكرين يا أختي؟)
نظرت حفيظة نحو حماتها التي هزت رأسها مرة واحدة بينما كانت من الأساس شاردة بنظراتها المرسلة بغير اهتمام، فردت نجاة تستنكر بعدم تصديق.
(مستحيل... جارتي تكون صديقتي المقربة منذ الصغر... لماذا ستؤذيني؟... لا يجمعنا سوى الخير...)
هزت نوال كتفيها تقول بنفس المكر المتلاعب مما جعل حفيظة ترتعش رعبا وقد تأكدت أن والدتها لابد تخفي شيئا ما.
(أنا نصحتك وأنت حرة...)
حينها قالت والدة فواز بحكمة وملامح لا يغادرها الوجوم.
(لا تثقي بالناس ثقة عمياء... الحرص واجب .. لكن لا تشككي دون سبب فتخسري علاقاتك الإنسانية... خلق الله لنا عقلا وقلبا لنوازن بهما حياتنا... وعلاقاتنا..)
نهضت نوال بعد أن تركت كأس الشاي على المائدة تستأذن لتغادر، فانتفضت حفيظة تلحق بها عند الباب الخارجي تتمسك بها، لتخبرها بهمس قلق.
(امي هل تعرفين شيئا عن مصاب زوج نجاة؟)
عقدت نوال جبينها ترمقها بضجر وقلة صبر، فتوسلتها بقلق.
(اتوسل إليك امي.. وضعي هنا متزعزع تلزمه قشة صغيرة ويكتمل خرابه... لا تريدين لي الخراب يا أمي أليس كذلك؟)
حينها عادت والدتها خطوة تقبض على ذراعها، ترد لها همسها لكن بحدة.
(وضعك سيتحسن حين يدخل بك زوجك... وأنا اعمل على ذلك... لكن لا تجلسي كالعالة... حاولي جذبه إليك...يا حمقاء انه زوجك مارسي عليه كل حيلك الأنثوية ... وحينها سيرحل اللعين... )
رفعت رأسها في نفس اللحظة التي تدحرجت فيها دموعها، تخبرها بأسى.
(لقد حاولنا ولم ... لم...)
شهقت نوال تسحب يدها وكأنها أُحرِقت تسألها بصدمة.
(ماذا قلت؟.. هل ... أقصد... حاول ولم يفلح؟)
هزت رأسها قبل أن تطرقه بخزي، تهمس بيأس.
(ما تفعلينه يزيد الأمور سواء... فقط لا تفعلي شيئا آخر... يكفي ما نحن فيه.... )
عادت تقبض على ذراعيها تهزهما بعنف كعنف كلماتها الحانقة.
(بلى سأفعل... وكما نجحت في تزويجكما سأنجح في جعله لا يرى سواك... فقط اهتمي بنفسك وكوني امرأة... ولا تنهزمي هكذا... وحين يحدث ويدخل بك لا تنسي ما أوصيتك به... أريد الفوطة وهي رطبة ... فقط مكالمة هاتفية وسأجيئ متعذرة بأي سبب... لآخذها... الى اللقاء...)
رحلت وهي لاتزال مطرقة برأسها تخفي دموع قلبها واقتحام اللعين لأوردتها يجري عبرها، مستغلا كئابتها، ينشر القشعريرة عبر بشرتها فترتعش بقوة قبل أن ترفع رأسها الى السماء تتنفس بعمق لا تسمح له بالاستحواذ عليها، تهمس بنداء خفي مستجدي ... * بسم الله ...لا إله إلا الله...اعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي من أن يحضرون*
لا أحد يشعر بها! ولا بعذابها! لا أحد! سوى الذي تناديه همسا وقد بدأت تشعر حقا بالفرق حين يحضر الذكر في القلب واللسان كيف يسرع اللعين في الاختفاء!
.......................

*منزل أهل بهيج*

حث خطواته رغبة في إدراك الصلاة حاضرة بعد أن أخذ وقتا في الاغتسال والوضوء ثم ارتدى جلبابا أبيض وجمع خصلاته الذهبية في ذيل خصان منخفض خلف عنقه.
ما إن حط بقدميه على عتبة باب منزلهم الداخلي المفضي الى الحديقة الأمامية حتى تجمد كليا ورفع كفه يقبض بها على صدره اللاهث برعب، عينيه الجاحظتين صدمة تستقران على جسد والده المتدلي فاقدا للحياة من السقف الحديدي المنصوب في الحديقة كركيزة داعمة لأشجار العنب.
انتفض يهم بالركض نحوه لكن حركة ما شعر بها خلفه دفعت به ليلتفت الى المصدر الذي لم يكن سوى والده المهرول هو الآخر ليدرك الصلاة.
بلع ريقه واستدار نحو الحديقة ليتفاجأ باختفاء ما رآه قبل قليل فتنفس بحدة يلعن غبائه وقد نسي بسرعة ما يحدث حوله.
(لماذا تقف هنا؟... هل أنت بخير؟)
بادره والده بحيرة فهز رأسه ينفض عنه صدمته ورعبه، يرد بنبرة بحة.
(لا شيء... أنا كنت أنتظرك... لنذهب إلى المسجد...)
ارتد رأسه والده بخفة و كأنه تفاجأ ثم ابتسم بمودة يربت على ظهره، قائلا بحماس.
(هيا بنا إذن... )
مرت خطواتهما في صمت محرج الى أن مرا على أحد معارض الجمعية لما يصنعه الحرفيين، فتحدث والده بشرود مشوب بحنين.
(سبحان الله ... كيف تشبه تلك المشغولات الفضية ما كانت تصنعه والدتك!....)
كان يعلم قصد أبيه وقد لفتت انتباهه ككل مرة وكأول مرة حين سلبت لبه بمدى شبهها بما يخبئه مع صندوق والدته الفضي، كنز قلبه ورباطه الوحيد بحضن تمناه ولم يحظى به، حلم به وفقده.
(حتى الصانعة ... الجميع يتحدث عن مدى شبهها بوالدتك رحمها الله... ليس فقط في الشكل بل حتى في الشخصية...القوة والنضج المُبكرين ... مع أنها لم تراها ولم تولد إلا بعد وفاتها... اظن ان السر في كون والدتك ووالدتها صدقيتين حميميتين... وقريبتين أيضا من جهة الجدة جوهرة... )
وكأنه لا يعلم ذلك! تنفس بحزن بينما يلمح طيفها بعيدا عبر زجاج النافذة الضخمة حيث تعرض المشغولات، مستغرقة فيما تفعله بتركيز عميق ثم التفت ينظر أمامه دون تعقيب ينصت لوالده، راضيا بمحاولاته للتقرب منه لولا هاجز الخوف المتملك لقلبه بقوة مع كل دقة يفقدها لصالح الذكريات المدفونة عميقا تحارب لتطفو إلى السطح.
....................

*اليوم التالي*

*منزل جرير*

فتح الباب الداخلي لمنزله على مصراعيه وبسط ذراعه مشيرا له ليتقدمه على عكس التجهم الظاهر المكتنف لوجه الدال على رفض ما يقوم به فلم يستطع بهيج كتم التعبير داخل قلبه، يعقب بتهكم.
)لما لم ترفض طلب محسن؟... أخير لك من هذا العبوس وكأنك تبتلع الشوك... )
كتّف ذراعيه مستقيما بظهره فيوشك على لمس سقف دفة الباب بأعلى رأسه، يرد بتبرم.
)لولا أنني مسرور اليوم... لضربتك أمام محسن ثم بعدها أفكر في الرفض أو القبول....)
قطب بهيج بحيرة ملاحظا فعلا ابتهاج جرير الغير معتاد منذ أن التقى به في صلاة الظهر وانزواء محسن بهم بعد نهاية الصلاة ليقترح عليهم فكرته التي من وجهة نظره ستساعده في التزامه بشكل أسلم، استعانته بأصدقائه ليساندوه في محنته ويساعدوه على الثبات ويتعلم منهم كل ما نسيه.
ظهر مؤنس على عتبة المطبخ حيث سبقهم ليصب الماء لنفسه، يقهقه بسعادة، قائلا.
)لم يخبركم بالخير السعيد بعد... لأن محسن لم يمهله وقابله بطلبه... ابنة الحاج محمد وافقت عليه أخيرا... وجرير أضحى عريسا خاطبا وسيتزوج قريبا...)
رفع كأسه مسترسلا في قهقهته وكلماته المرحة.
)وهذا يعني أن المُهلة تقْصُر بنا حتى يركلنا جميعا خارج بيت اللاجئين هذا ....)
علت ضحكته بصخبٍ رسم البسمة على ثغر بهيج الواقف مكانه قرب المدخل.
هم جرير بالرد لكن حركة فتح باب منزله الخارجي لفتت انتباهه فاستدار كما فعل بهيج، منتظران بحيرة تحولت إلى ذهول حين أطلت عليهم هيئة يوسف يدفع بحقيبة سفر مستطيلة عليها رسومات كالجرائد.
فغر جرير فمه بينما تصلب بهيج ولم ينطق سوى مؤنس الذي كان قد اقترب منهما يهتف بدهشة.
)حمد لله على سلامتك يا يوسف.... ألم تقل أنك لن تعود حاليا؟)
لمح يوسف بهيج المتصلب مكانه فلم يشعر بحِدة ضربه للباب، يجيب بغضب لم يغادره بعد.
)كان لابد أن أعود... لأن وقت الحساب قد حان في غير ما خططت له... )

………… .











انتهى الفصل بفضل الله أراكم الاسبوع المقبل بإذن الله ... أستغفر الله العظيم لي ولكم.
















[/quote]


مريم حين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 12:02 AM   #674

امه الرحمن4
alkap ~
 
الصورة الرمزية امه الرحمن4

? العضوٌ??? » 332538
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 525
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » امه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond repute
افتراضي

*مواجهة*.. كان هذا هو السمة الغالبة على الفصل فما بين مواجهة يوسف لنفسه ثم لأهله ولأخته ومن ثم لأصدقائه. وكذلك مواجهة الاصدقاء لبهيج وحديث محسن الصريح معه ومواجهة تقوى لنفسها اخيرا والتفات صفاء إلى نفسها بمواجهة ما يريده قلبها.

فيوسف في مواجهتك لنفسك هذه كنت صائبا وإن كنت متأخرًا جدا.. فكما قال لك جرير من قبل لابد له من مشورة وكذلك أشار بهيج اليوم أنه بالرغم من كل ما يحدث معك استمررت في المبيت والمكوث في ذلك البيت وهذا خطأ ولكن لعلك لم ترد الإبتعاد عن أهلك وتركك لهم
الإنسان مهما كان زاثقا من نفسه لا يعرضها للفتن وينتظر ليرى كيف سيكون رد فعله بل لابد من النأي التام عنها وتجنبها لأن النفس جموح وهواها يضعف من الانسان مادام لم يتمسك بحبل الله.
ولكن لا بأس أن تاتي متاخرا افضل من الا تاتي أبدا.. وها قد اتت صحوتك اخيرا والقيام من الركود.
ولكن اعذرني قليلا فلا تصب كل غضبك على صاحبك فتذكر انه دوما حذرك واخبرك ان تسافر ومن ثم نوه عليك واخبرك بان توافق مؤقتا على الزواج لعل هكه تشفع له عندك وتذكر أنك المخطئ الاول فانت من تركت نفسك في طريق الفتنه وامام الفتنه وزينت نفسك لها حتى وان لم تكن تفعل شيء فيكفي عدم الفعل ليكون بالنسبة لتلك الحية الرقطاء هو كل شيء فانت ثبور ولم تتزحزح عن موقفك فقط بعض من تعابير الاشمئزاز وفقط وهذا ليس بموقف تتخذه ف مثل تلك الامور بل وقفت بحياديه للاسف.

والآن صحوتك هذه تبعها صحوات أخر فواجهت أهل بيتك فوالدتك كان لابد أن تصفع بالواقع وأن ترى نهاية طمعها واهتمامها باموالها تركت بناتها وزوجها. وكذلك الأب ترك الحرية التامة بدون ضوابط وقواعد وهذا هو الخطأ بعينه للأسف
وكذلك سارة كما قلت سابقا كان لابد من شيء صعب أن يحدث لها لتفهم وتبصر حقيقة الواقع وتتعقل وتنضج وتبتعد عن ذاك التمرد للغبي والتصرفات الخرقاء.
وسلا كل ما حدث تمامها هو عبرة فهل هي ذكية كفاية لتتعظ بها أم لا وكان صحبتها لاخيها وتخيلة خير تأثير عليها بالفعل.

محسن وبهيج ... جميعنا نحتاج شخص مثلك يا محسن في حياتنا بنشر الدفء والسرور في قلوبنا وارواحنا بعدما يئسنا من حيواتنا ويئسنا من أنفسنا وفقدنا الامل.. جميعنا نحتاج لنور بصيرتك ودفء ابتسامتك وبهاء طلتك وطيب حديثك.
حديثك مع بهيج كان جميلا ومؤثرا وبهيج نفسه كان أكثر من راغب في ذاك الحديث فقد مل وتعب من تلك الحساة وخاصة بعدما علم الحقيقة المرة ومدى زيف البريق اللامع الذى أعمى بصيرتك
تمسكك بالصحبة وعدم الإبتعاد عنها مع بداية الخطو في طريق الله هو بالفعل طريق النجاة والهداية. ونصيحه لك تحمل قليلا نوبات غضب اصدقائك فما هذا الا بسبب حبهم لك فلم يستطيعوا تقبل حقيقة تلك الصدمة للاسف.

جرير.. انت بالفعل عصبي جدا جدا وتحتاج الى التحكم باعصابك و بنفسك لكي لا تضررن نفسك ومن حولك وخاصة انك في حكم الخاطب يا رجل فلا تخيف العروس منك ومن غضبك هذا يوما.

مؤنس وصفاء.. مرحك لذيذ حقا ي مؤنس ضخكت من ردة فعلك على النتيجة وارتباكك عندما انتبهت لما فعلته.. ولكن مرحك هذا تحتاجه بالفعل صفاء في حياتها نظرا لكمية السلبية والكآبة التي تشربتهم من والدتها منذ الصغر للاسف واعتقد ان ملاطمتك لجرير والصحبة ستأتي عليك بحير وفير بالفعل وخاصة ان عقد الصحبة قد انعقد مرة اخرى وعدتم للاجتماع ثانية.
صفاء.. انا معك في كل ما تشعرين به ناحية والدتك واشفق عليك وعلى اهل البيت ولكن لا تركني لذلك وتضعي اللوم على الجميع نعم بالفعل والدتك مخطئة ولكن انت ايضا مخطئة فبالرغم من معرفتك بما تعانين منه لم تحاولي مع نفسك لتصححي من الوضع. ولكنك ذكية كفاية لتواجهي نفسك وتراحعيها مرة اخرى وخاصة لقرب خروج اختك من بيتكم فكما قال والدك باافعل بالإضافة الى والدتك تقوى تزيد من الوضع سوءا بحميتها ناحيتكما وعاطفتها القوية ولكن لنتعلم يجب ان نجرب وزخطئ فنعلم الصواب ونعلم الخطأ فيثبت ذلك في عقولنا ونكتسب شجاعه وخبرة وحنكة.

فواز.. احتجت بالفعل لكلمات بهيج الساخطة لتردك عن مقامك فلابد أن ترى بالفعل حقيقة نفسك وحقيقتك من الداخل وذاك القالب الذي وضعت نفسك فيه ترفعك الدائم وأنفتك الزائدة حجباك عن حقيقة ما يحيط بك وجعلاك لا ترى الا نفسك فقط وما تريده ضف الى ذلك حب والدتك ودلالها لك ولكنك لم تحاول محاولة صحيحة تصحيح الامر مع زوحتك او البحث او سؤال اهل الحق كمحسن مثلا نعم الموقف صعب وكرامة الرجال وماء الوجه وكل ذاك ولكن كل هذا سوف تتغاضى عنه بمجرد ان ينصلح حالك مع زوجتك وان تتحدث مع اهل الصلاح والعلم من للامناء ولكن الهروب والتبجح ف طريق آخر هذا هو حال الفاشلين للاسف.

نوال وحفيظة... لا اعلم لم لست مرتاحه لنوال وابنتها اشهر وكأن نهاية حفيظة على يد والدتها فهى لم تتعظ بعد ولم تعترف بكل الاخزاء التى فعلتها ف حق ابنتها بل مازالت تتبجح بانها لن تنتهي م كل ذلك ولن تتوقف حتى بعد ان يقربها ويتم الأمر.
بصدق انا اشعر بالخوف على حفيظة فهي ضغيفة ووحيدة.

منى في انتظار فصلك الجديد اشعر وكان الأيام تمتد وتماطل بعضها بعضا اشعر حقا وكأن الوقت يزداد ف انتظار الفصل الجديد من شدة شوقي للأحداث.

أنتظركِ وأنتظر جديدكِ بشوق.


امه الرحمن4 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 12:06 AM   #675

امه الرحمن4
alkap ~
 
الصورة الرمزية امه الرحمن4

? العضوٌ??? » 332538
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 525
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » امه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond repute
افتراضي

نسيت ان اذكر شيئا... ملاحظة بهيج ووالدته عن تلك الفتاة صاحبة الحرفة التى تماثل حؤفة والدته.. أهي زينة؟
أنا أعتقد أنك ألمحت الى هكه التقطة في إحدى الفصول السابقة زلكن لااسف ذاكرتي أصبحت تخونني سريعا فلا أتذكر أكانت هي زينة من كانت تعمل بالفضة لتساعد أهلها أم هي نهيلة؟ لا اتذكر للاسف. ولكن بالتاكيد سنغرف قريبا.
او لعلك تشفقين علي وتخبرينني 👀🙊☺️


امه الرحمن4 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 12:10 AM   #676

Essonew

? العضوٌ??? » 373602
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » Essonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond repute
افتراضي

ربنا يوففقك يارب ويسرلك امورك دئما
الفصل جميل بهيج امامه طريق طويل لكن لو بجد توبته من قلبه فهيوصل ف الاخر مهما كانت العواقب
محسن هو رائع في النصح رائع في التوجيه والتحفيز يارب ابعتلنا زيه في حياتنا
اخيرا تقوي وافقت علي جرير
بس يوسف رجع قبل اما ساره تزيل الوشم ليه غير من خططته


Essonew غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 12:34 AM   #677

شوشو 1234
 
الصورة الرمزية شوشو 1234

? العضوٌ??? » 411586
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 384
?  نُقآطِيْ » شوشو 1234 is on a distinguished road
افتراضي

اشكرك على الفصل الجميل وبارك الله لك في وقتك وعمرك
الله يسعدك مثل ماتسعدينا وتلتزمين بانزال الفصل رغم مشاعلك كان الله في عونك وحفظك الله ..

🥰🥰🌸🌹🌸🌹🌸🤍💜🤍💜


شوشو 1234 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 12:42 AM   #678

gegesw
 
الصورة الرمزية gegesw

? العضوٌ??? » 388516
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 913
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » gegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond reputegegesw has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع وجميل جدا أخيرا بداية الرجوع للحق والمواجهة والتصالح
تسلمي يا منى وربنا يعينك في مشاغل الحياة ويرزقك الرضى والسعادة ^_^
بانتظار الفصل القادم بشوووووق


gegesw غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 12:53 AM   #679

nesrine la alegria

? العضوٌ??? » 454775
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 231
?  نُقآطِيْ » nesrine la alegria is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي ككل مره والله ماني لاقيه كلام انقولو يكفي اني احبك في الله و ربي يحفظلك احبابك

nesrine la alegria غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-19, 01:13 AM   #680

Qhoa
 
الصورة الرمزية Qhoa

? العضوٌ??? » 436349
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,308
?  نُقآطِيْ » Qhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond repute
افتراضي

ستواجه عقبات كبيرة لكنك ستخوضها وأنت متيقن من الحقيقة... أنت تعاملت معهم مباشرة وعلمت الحقيقة بوضوح أكبر... يستدرجون بكل طريقة ممكنة مستغلين شهوات الانسان ومواطن ضعفه... يتلاعبون به... ويخدعونه ثم يغررون به.. وحين يوقعونه في خسارة أبدية يتبرؤون من فعلتهم ... والحقيقة أنهم لا يملكون بأيديهم شيئا سوى الوسواس ... يوسوسون للإنسان بقدر ما يسمح لهم الأخير به... لا يعلمون من الغيب شيئ... هم فقط يسترقون السمع من السماء الدنيا والأقدار نازلة الى الأرض فيفرون منها بكلمة واحدة من خلفهم شهاب قد يصيبهم في مقتل ثم يضيفون عليه مئة كذبة يضللون ويفتنون بها أهل الأرض... لا يملكون تغيير قدر ولا جلب رزق او منعه... كله في يد الله... والألعن من هذا كله أن كل سعيهم لتدمير الانسان... هم لم ينسوا وصية أبيهم الشيطان ويعيشون عليها إلى يوم الدين... بينما نحن نسينا وانجرفنا خلف الحياة مع أننا نُشيع بعضنا يوميا الى القبور.. ثم نعود لننسى من جديد....)
لا أجد بعد هذا الابداع كلاام....💗💗💗💗
يوسف وضع يده على الجرح وحان وقت العلاج
جرير ..واخيرا وافقت تقوى وستصبح قريبا زوجته👰
مؤنس..الخطوة الأولى بإتجاه صفاء.."مبارك يا استاذة"
بهيج.جميلة جدا التوبة اتمنى لك الثبات ...إذا نهيلة كما توقعت...!!!
فواز..هل سترتدع ام ان طريق الضلال مازال يستهويك..؟!
نوال..وكفى بالموت واعظا...متى ستتوبي الم تري امكِ؟
ابدعتي جدا يا منى..👏👏👏👏👏


سهل الله جميع امورك واعانك على انجاز هذه الرواية المفيدة على خير..وجزاك عنا جميعا خير الجزاء...بإنتظار القادم كوني بخير..♡♡♡


Qhoa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.