آخر 10 مشاركات
لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كتاب رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبرى (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          214 - العسل المر - لي ويلكنسون -حصـــــــــــرياً (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-19, 10:08 PM   #11

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السابع.....

دخلت عاليا النادي بثقه .. ترتدي بنطالها الجينز و بلوزتها الرياضيه البيضاء .. ترفع شعرها اعلي رأسها في رابطه واحده .. كانت تدور بعينيها في كل مكان تبحث عن شيء معين .. تحججت بشجن حتي تأتي إلي هنا ..
لا تعلم لما تريد ان تراه فهو يشغلها و يضايقها في نفس الوقت .. لكنه يستفز بها مشاعر متناقضه في كل شيء ..
لمحته هناك يتبادل الحديث مع إحدي الفاتنات .. فهي علمت عنه الكثير .. ارتدت نظارتها و تحركت ..

حين لمحها قادمه .. تسمر ينظر اليها كأنه ممغنط .. مسحور .. استأذن و تحرك تجاهها ..وظهر امامها فجأه يقول مبتسم و قد إلتقط ورده من بستان النادي ..
" صباح الخير يا فاتنه .. " تصنعت التزمر و الضيق و قالت " انا انتظرتك أمس ان تخرج لي من صنبور المياه .. فلم تخرج " ابتسم ابتسامه صفراء واضحه من مزحتها وقال " احببت ألا اثقل عليك " تحركت تتركه ولكنها تعثرت أمامها فحاول إسنادها معلقا بسخريه
" ها قد بدأنا .. قلت لك مرارا انت بالكاد تتحسسين طريقك .. أتعبتني معك يا صغيره " نظرت له عابسه ضامه حاجبيها " اتركني .. انا بخير و عد إلي رفقيتك .. " تسمر مكانه لثواني و إبتسامته التي تظهر يحاول اخفاؤها و يتصنع ضيقه.. تعالي معي الآن اجلسي علي هذه الطاوله .. كيف يتركك أبويك وحدك هكذا .. "
ضحكت في سرها و لكنه رآها وهي تبتسم فوقف لدقيقه ثم قال " أووووه .. لم اكن اعرف انكي تعرفين كيف تبتسمي .. كنت سأحاول تعليمك اياه .. و لكن تبدين أجمل بكثير حين تبتسمين" ازدادت ابتسامتها عمق و اطرقت في خجل لم تستطع منعه ..
ابتسم و مد يده لها بالورده الممسك بها وقال " فنعتبرها ابتسامه لبدايه جديده .. صباح الخير " إلتقطت منه الورده بخجل و قالت تحرك كتفها " صباح النور .. " مد ذراعه لها لتسبقه الي مكان الطاوله ثم حرك الكرسي ليجلسها .. جلس امامها ينظر لها دقيقه .. ثم قال مبتسم ابتسامته الساحره كعادته ..
" لقد تعارفنا من قبل .. ولكن فالنبدأ من جديد .. انا عنان العشري .. من المفترض اني اعمل مع والدي في شركته ولكني اكره الرسميات.. أحب الحياه و أعشق الخيل .. و معظم وقتي اقضيه هنا مع فرسي " قاطعته و هي تقول " وفاتناتك " تسمر لثواني .. فتوترت من تسرعها .. رجع بظهره يستند الي كرسيه و يخلع عنه نظارته ثم قال وهو يبتسم نصف ابتسامه بها بعض من الغرور .. " يبدو انني لست الوحيد الذي يجمع عنك معلومات " ازداد توترها و قالت بغضب " ما هذا الذي تقول .. من تكون حتي اجمع عنك المعلومات ؟!" رفع يديه لتهدأ ثم قال
" اهدئي قليلا .. لقد بدأنا صفحه جديده للتو.. لا نريد تعكيرها مره اخري " هدأ توترها بعض الشيء .. ثم اضاف و هو يعود لابتسامته و لمعان عينيه .. " هلا خلعتي نظارتك رجاءا .. " قالت له متزمره " مابالك بنظارتي .. لما تضايقك هكذا " قال وهو يقترب بوجهه منها " لانها تحجب عني جمال قارورات العسل في عينيك " ابتسمت بخجل مره اخري مما جعله ينتفض من مكانه قائلا بنبره اعلي " الله اكبر .. لقد ابتسمت مرتين في عشر دقائق .. والله لقد اشرقت لي الدنيا اليوم .." ثم تحرك ناحيتها يمسك بظهر كرسيها و يقول بغموض عينيه " هلا قمت معي .. اريد ان اعرفك علي شخص مهم لي جدا " ظلت ساهمه امامه فاغره فمها فلم ترد .. ثم قال مره اخري " عاليا .. هيا بنا" هزت رأسها لتستفيق ثم قامت معه و اتجها معا لإسطبلات الخيل...


دخلت عاليا معه .. تنظر بقلق حولها .. و تنظر له بطارف خفي .. ييدو كأمير بوسامته و مشيته .. قال لها بثقه حين وصلا إلي الفرس " اعرفك علي صديقي الوحيد .. جواد " ابتسمت بتوتر فهي تخاف من الحيوانات جدا .. فأضاف وهو يتلمس وجه و رقبه جواده..
" لا تخافي .. ان جواد مثل فارسه يعشق الفاتنات " حينها مد يده لها وقال اعطيني يدك .. " نظرت إلي يده متوجسه مما سيفعله .. فهزت رأسها رافضه و لكنه ظل مادا يده لها قائلا ببعض نظرات الدعم و الثقه " اعطني يدك .. و ثقي بي " ..
مدت يدها له بخوف و عندها اخذ كفها الصغير بين اصابعه.. فسرت الرجفه في اوصالها ..
لا تعلم ان كانت رجفه خوف أم رجفه ملمس أصابعه ليديها ..
شدها ناحيه جواد ووضع كفها علي وجهه و شعره .. كانت تنتفض من الخوف .. نظر لها من هذا القرب و قال " اهدئي قليلا .. لا تخافي .. انتي معي " اقتربت ترتعش ولكنه ألتقط كفها كله بين يده وهي علي وجه جواده .. بدأ خوفها يهدا شيئا فشيء من ملمس جواد الناعم و لكن رجفتها من ملمسه هو تزداد .. التفتت تنظر له بخجل و مازالت ايديهم علي الفرس فرفع نظارتها بيده الاخري اعلي رأسها وقال بهمس مبحوح
" هكذا اجمل " ....


لم تكن تعلم حينها انه يوجد عينان بغابات زيتونيه تحترق وهي تراقب هذا المشهد أمامها ..
كان يحترق بمعني الكلمه .. لأول مره يشعر بهذه النار المستعره .. لأول مره يشعر أنه لن يستطيع ان يتحمل فكره ان تكون هي لغيره .. لن يتحمل كما قال عمه ..
ولكن هي .. هذه النظرات بينهم بها شيء غريب .. هل فعلا وجدته .. هل ضاعت منه عاليا .. لم يستطع الصمود اكثر من ذلك فأنطلق خارجا بدخان قلبه و عينيه لا يري أمامه .. حتي انه اصطدم ب احدهم .. وحين هم ليعتذر وجدها شجن تنظر له بإستغراب شديد و قالت " استاذ حمزه .. هل انت بخير " رد بحالته الغريبه وكأنه سقط فجأه علي هذا المكان لا يدرك كينونته ولا هويته يحرك عينيه في كل مكان " ااا .. ااهلا شجن .. " ثم اضاف " ااانا .. بخير .. شكرا لكي " تركها و انطلق ... انطلق بغضبه و لم ينظر خلفه .......

................ ...............

اتصلت شجن بعاليا .. حيث تنتظرها علي طاوله قريبه .. بعد دقيقتين وجدتها قادمه ومعها عنان .. تسمرت مكانها متفاجئه متسعه العينين .. تقدمت عاليا اليها تحتضنها ثم عرفتها علي عنان الذي بدوره لم يفقد ابتسامته الجذابه امامها ..
مازالت شجن علي نفس النظره البلهاء .. تريد ان تفهم ما يحدث .. فقال عنان ممازحا " آنسه شجن .. هل بي شيء خاطيء .. هل ابدو فضائي لهذه الدرجه .. "
انتبهت شجن لحالتها .. فهزت رأسها و رمشت بعينيها بحركات سريعه ثم قالت " لا .. ابدا .. اهلا سيد عنان .. انت غني عن التعريف طبعا "
رد بتهذيب "شكرا لك .. عذرا .. سأترككم لبعض الوقت فلدي موعد هام "
وألتفت ل عاليا التي مازالت تنظر له هائمه وقال هامسا لها " سنتقابل مره اخري .. بيننا تعارف لم ينتهي بعد " أومأت بخجل .. فلوح لهم و انطلق

ظلت عاليا بهذه الحاله تنظر له وهو يبتعد .. حتي نادت عليها شجن .. فلم تسمعها .. فنادت شجن مره اخري بنبره اعلي " عاالياا.. "انتفضت عاليا وقالت مفزوعه
"نعم .. نعم "وضعت شجن كفها تحت ذقنها منتظره تفسير لما يحدث فقالت لها بتزمر " هلا جلستي وفسرتي لي ما هذا المشهد الرومانسي "
جلست عاليا هائمه تغمض عينيها وقالت بطريقه حالمه " هل رأيته ..هل رأيتي كم يبدو كأمير ..انه وسيم جدا و شديد الرقه ... و..... " صرخت بها صديقتها بحده " عاليا .. ما هذا .. هل دون عن كل الشباب لم تجدي الا عنان العشري .. وانا نبهتك من قبل عنه "
افاقت عاليا من غيبوبتها الرومانسيه وتنحنحت وقالت "لا يوجد شيء يا شجن .. انا فقط اعبر عن رأيي به .. لا تجعلي افكارك تأخذك لبعيد "
أطرقت شجن وقالت لها بجديه " عاليا اتخذي حذرك منه .. عنان ليس هينا علي الاطلاق .. لا تنساقي وراءه فهو رقيق مع الفتيات بشكل لا يوصف .. " سكتت شجن عندما رأت توتر و ضيق صديقتها .. فقالت عاليا "لا تخافي علي صديقتك .. يا شجن ..اطمئني "
تغيرت تعابير عاليا فجأه .. و بدت متحمسه فقالت " المهم .. اخبريني ما حدث أمس.. وبالتفصيل" اخفضت شجن رأسها و حركت اصابعها بتوتر .. فقالت لها عاليا ممازحه لتهدأ " لما هذا التوتر اهدئي ..لن اعاقبك علي خداعك لي .. ها .. ولكن احكي لي الان "
قالت شجن بحزن .. فهي فعلا تحتاج الي ان تحكي... ان تخرج ما في قلبها
" عاليا .. انا اخاف ان اضعف مره اخري .. انتي لا تعرفين ما عشته سابقا .. لا تعرفين كم... احبه .. وكم عذبني هذا الحب .:" قالت عاليا "ولما الخوف يا غبيه.. ألا ترين بعينيك .. ام تحتاحين نظاره طبيه .. ان نظراته كلها تبحث عنك .. نظراته بها شوق كبير اليكي .. يحوم حولك ..لقد كاد ان يأكلك بعينيه يا فتاه .. "
اطرقت شجن .. تنظر متوتره لاصابعها علي الطاوله .. قالت " يا عاليا .. انتي لا تعرفينه مثلي .. مالك يحتاجني دائما بجانبه .. ولكنه لا يراني الا في مكانه واحده .. احيانا اشعر بأنني أمه ولست صديقته و اكون سعيده جدا بهذا .. لكنه لا يراني بعين عاشق .. هل تفهمين ما اقوله " سكتت شجن لثواني ثم اضافت
" ثم إنه لن يستغني عن حلمه ... لن يترك اي شيء يعطله ..... سيعود يا عاليا .. سيعود بعد اسبوعين ..."
بدت عاليا حزينه من اجل صديقه عمرها .. لا تعرف هل ما تقوله شجن صحيح ام انها تبالغ.. ولكنها رأت تغييره و اهتمامه بها .. ثم قالت " شجن أعطيه فرصه اخري يجب ان يعرف أنك لست ملكا لغيره .. "
نظرت شجن مره اخري الي يديها التي تحركها بتوتر علي الطاوله و قالت " كنت سأفعل .. لقد قابلته اليوم .. وتحمست لأقول له .. ولكني تراجعت حين علمت أنه سيرحل مره اخري .. سيتركني .. يتسلل إليي مره اخري ثم يتركني .. لن أستطيع يا عاليا .. " واخذت تبكي بلوعه قلبها الذي يحتاجه و عقلها الذي يخاف قربه
نظرت إليها عاليا بقلب حزين .. ثم قالت بتأثر " لم اكن اتخيل انكي تحملين كل هذا بقلبك .. انتي عاشقه للنخاع يا بنت ... وانا من تخيلت نفسي رومانسيه .. " ثم اقتربت منها وقالت " لا تحزني يا صديقتي .. ولا تحملي قلبك فوق طاقته .. و انا اري ان مالك قد تغير كثيرا و لكنكما تحتاجان لبعض الوقت لتستوعبا هذه المشاعر .. " ثم اضافت وهي تنظر في عين صديقتها " شجن .. يجب ان يعرف الحقيقه يا شجن ... يجب ان يأخذ فرصه جديده " .. اطرقت شجن تفكر في كلام صديقتها .. ثم نظرت لها مما جعل عاليا تومأ برأسها لتعطيها كامل الدعم
قالت عاليا مغيره الموضوع بطريقتها الطفوليه المرحه .. " ما رأيك في بعض المثلجاات .. " نظرت لها شجن مبتسمه من طفوليتها المحببه و هزت رأسها بالموافقه ....


.............. ................


علي شاطيء البحر ينظر لعينيها بوله و دقات قلبه تزداد .. اقترب منها بوجهه انفاسه تختلط بأنفاسها ينظر لوجهها .. لعينيها ..لشفتيها .. يقترب بيده من يدها التي تسندها علي رمال البحر .. مازال القلب ينبض .. يكاد يقفز من مكانه ..عينيها بكل اتساعهما بهما عشق و حنان الدنيا .. و بهما شقاوه المحبين .. عينان بهما الدار و السكينه .. والراحه بعد التعب .. اقترب ليلمسها بشفتيه يشتم رحيقها الذي اشتاقه و لكنهت ابتعدت .. قامت وتحركت ناحيه البحر و هي مازالت تبتسم تمد له يدها .. قام وراءها و هي تتحرك بظهرها للبحر .. تتحرك تتحرك حتي تلاشت ابتلعتها الامواج .. اخذ ينادي بعلو صوته ... شجن ... شجن ..... شجن ......

كان ينتفض .. يتصبب عرقا و نبضه يعلو .. انفاسه تتسارع .. "شجن" قالها هامسا.. فتح عينيه علي اتساعهما ثم سكت يتأمل حوله انه كان حلم .. حلم جميل و لكن لما تحول الي كابوس ..
إعتدل في جلسته ينظم انفاسه اللاهثه ..حينها شعر بباب غرفته يفتح .. و كائن قصير القامه يدخل عليه يتلصص " قال بصوت مبحوح من أثر توتره " تعالي .. رأيتك يا فأره " دخلت غاضبه تزم شفتيها و ترفع حاجبا واحد ..تضع يدها علي خصرها..
" انا لست فأره من فضلك .. لابد ان تعرف اني اصبحت فتاه في الثانيه عشر من عمرها .. يجب ان تتعامل معي بما يليق.." كان ينظر اليها فاغر الفم غير مستوعب ان هذه التي تتكلم هي اخته الصغيره .. لملم تعبيره الغريب و اشار لها لتأتيه وهو يبتسم ابتسامه صفراء ..عندما اقتربت منه قالت بتزمر " نعم .. ماذا تريد " فمسكها من ياقه منامتها كالصوص وقال بغضب
" ماذا تريدين الآن يا ليدي ريم .. ماذا تريدين مني انا مازلت تحت تأثير منام غريب " قالت بتهكم بصوتها الطفولي " اعرف .. فصوتك وصلنا بالخارج .. لقد كنت تنازع في نومك .. ازعجت الجيران وارسلو لنا يشتكون "
نظر لها في حيره و جذبها من ذراعها حتي جلست بجانبه وقال ممازحا "متي كبرتي لهذه الدرجه يا أم الخير.. اعتقد انكي اصبحتي متزوجه ولديكي ثلاثه اطفال " ضحكت من سخريته و قالت تتلائم " قل لي يا اخي .. بمن كنت تحلم ..ها " ضربها علي مؤخره رأسها وقال " هذا ليس من شأنك" .. قامت من مكانها تتمايع و قالت " عموما .. لست مضطرا لشرح اي شيء .. فأنا اعرف..و ربما تحتاج لاستشارتي في يوم من الايام .. و...." قطعت كلامها حينما وجدته يشير اليها لتأتيه مره اخري .. و حينما ذهبت اليه مبتسمه معتقده انه سيحكي عن حلمه فاجأها انه قبض عليه مره اخري كالصوص ثم قال و هو يبتسم نفس الابتسامه الصفراء ..
" اخرجي من هنا يا أم الخير .. لن اضمن رده فعلي معك اذا انرتي غرفتي اكثر من هذا ... " جذبت ياقتها منه وقالت غاضبه " حسنا .. انت الخاسر " و اتجهت ناحيه الباب ثم قال لها بنبره اعلي " شكرا لخدماتك .. " ثم سألها "هل انتهي الغداء " قالت لتضايقه
" ليس لك طعام هنا ..." قطعت كلامها و ركضت من امامه حين القي عليها وسادته
قام ليأخذ حمامه .. وهو مازال يفكر في هذا الحلم او الكابوس لا يعلم .. و لكنه علي قدر ما اسعده علي قدر ما اخافه .. لا يعلم ماذا اصابه منذ عودته لقد بات مشتاق لها حد اللوعه .. لقد زاد احساسه بها اكثر من ذي قبل يريدها بكل كيانه .. بكل خليه في جسده .. لما ضعف هكذا .. هي ليست له .. وهو ملك لأحلامه .. وفي كل الحالات هو موضوع مغلق من جميع النواحي

في صباح اليوم التالي ..
وجد مالك نفسه يذهب الي هناك مره اخري نفس المكان .. ولكنه كان يريد ان يراها .. يريد ان يملاء روحه منها قبل ان يعود .. فهي دعمه و قوته و سكينته .. لم يكن يعلم انها تسكن روحه الا بعدما فقدها ... كانت دائما امامه فلم يكن يعي مكانتها الا بعد ان ضاعت منه ..
جلس في نفس المكان ينتظرها و لكنها لم تأتي مرت الساعات ولم تأتي ..
"لما .. لما لم تأتي .. هل تهرب مني .. هل اصبحت من الماضي .. صديق مع ايقاف التنفيذ .. " كان يهمسها لنفسه غاضبا .. غاضبا من ضعفه و من احتياجه الغريب لها .. و شوقه الذي يضنيه .. لقد كاد يجن .. لما لم تأتي اليوم لقد قالت له انها تأتي يوميا ..

في مكان اخر من شباكها .. تنظر الي الشمس .. تشعر من داخلها انه هناك .. في نفس المكان .. و لكنها تخافه .. وتخاف ضعفها تجاهه .. كانت تود ان تحكي له الحقيقه .. و لكنها ايضا تخاف ان يخذلها.. وان تعود معه لنقطه البدايه .. انها تفتقده بشده .. حتي انها تفتقد احتياجه لها .. التفتت حين سمعت تنييه بوصول رساله علي هاتفها .. التقطت هاتفها .. وحين فتحتها ووجدت اسمه انتفض قلبها من مكانه أسرعت لتفتحها فوجدتها اغنيه

ياللى بتغيب عليا لو تعرف ايه الى بيا
لو تبعد يوم ولا راحه ولا نوم بعدك بتشوفها عنيا

والليالى الحلوة من ايام ما راحو
قلبى عايش بين اهاتى وانشغالى
لو رضيت انك تسيب قلبى ف جراحه
قلبى يرضى وبرضه مستنيك يا غالى
برضه مستنيك يا غالى

وكأنها تطير في السماء اخذت تبتسم و قلبها ينبض .. لقد ارسل لها هذه الكلمات .. كانت تشعر به كعادتها .. يشتاقها و يحتاجها .. هو الآن هناك .. انتفضت حين سمعت رنين هاتفها
ففتحت المكالمه.. وصلها صوته .. كل نبره من صوته تغمرها .. صوته به بحه رجوليه تدغدغها و تشتاقها .. قال متقطعا
" مرحبا شجن .. كيف حالك .. هل انتي بخيير .. انا .. كنت " ثم اضاف بغضب " لما لم تأتي اليوم .. " ابتسمت في سرها .. فطفلها الكبير يبدو غاضبا تصنعت الجديه و قالت
" ماذا بك مالك .. هل انت بخير ؟!" رد و قد زاد من نبرته الغاضبه " لا تتلائمي يا شجن .. لما لم تأتي .. " قالت تلاوع " احسست انني مرهقه بعض الشيء .." بدأ يلف حول نفسه لا يعرف ما يقوله ثم قال بتردد
" ألم يصلكي شيء " ردت مبتسمه " بلي وصلني ..ولكن ما معني هذا " قال بغضبه الطفولي " معناه انكي غبيه .. يا غبيه " علت ضحكتها و قلبها يود لو يخرج من مكانه يحتضنه وهو في هذه الحاله الغاضبه ..
هدأت نبرته وقال بهدوء .. " ألن تأتي يا شجن .. اريدك ... ااا... في امر هام.. " قالت " يا مالك انا سأذهب للجامعه الان " قاطعها و قال " و ستتركي طفلك يحتاجك في قارعه الطريق .. ألا يوجد في قلبك رحمه يا عديمه الرحمه ... شجن نصف ساعه و تكونين أمامي ... ولا تتأخري " و اغلق الهاتف دون انتظار الرد ...
حينها قامت باعاده تشغيل الاغنيه مره اخري وارتمت علي سريرها شعرها يتناثر حولها ابتسامتها تمليء وجهها ...و فراشات قلبها تطير فوق رأسها و داخل قلبها..

يا حبيب العمر محتاجلك تعالى
قلبى بعدك يا حبيبى حالته حالة
وانت مهما بعدت عنى جوه منى
رجع الايام لا للبعد لا لا.....

............. ...........


طرقت عاليا باب شقه حمزه تريد ان تطمئن عليه.. لم يظهر منذ ان قابلته صباح أمس .. وقد اخبرتها شجن برؤيته بهذه الحاله في النادي .. حاولت الاتصال به ولكنه يرفض مكالمتها ..
فتح الباب .. وظهر حمزه بحاله مزريه .. كأنه لم ينم من دهور .. حين رأها ازداد لهيب عينيه كأنه تذكر ما رأها .. او كأنه رآه في التو ..
قالت له متخوفه " صباح الخير يا ابيه .. ماذا حدث ... اقلقتني عليك .. ما هذه الحاله التي اراك عليها .. " ادار ظهره لها و قال بحده لم يعتدها في تعاملهم .. " عاليا .. كفي ثرثره .. انا بخير اذهبي الي الشركه .. فأنا لن احضر اليوم و يجب ان تكوني موجوده " تفاجأت من طريقته العصبيه .. لأول مره يتعامل معها بهذا الجفاء .. حمزه شخصيه رزينه .. غامضه .. و لكنها حنونه خاصا فيما يتعلق بها .. ولكن هذه اول مره يتعامل معها بهذا الغضب
قالت متفاجئه متوتره " ابيه حمزه .. لما كل هذا الغضب .. لن اتركك بهذه الحاله "
صرخ بها بقوه " عالياااا.... اتركيني الآن رجاءا .. فالنتحدث في وقت اخر " تحركت ببطيء تنظر له .. هذا ليس حمزه ابدا .. وكأنه تبدل .. ماذا اصابه .. التفت للدرج و انطلقت لا تصدق ما رأت منه و ما سمعت ..
اغلق بابه يستند عليه بظهره .. ينظر لأعلي لا يعرف كيف يخمد هذا الغضب .. هذه النار بداخله .. نعم هو يحبها .. يعشقها .. ولم يكن يتخيل ابدا انه سيموت اذا كانت لغيره ..
لا .. عاليا له .. ولن تكون لغيره ....

.............. ..............


علي جلسته يتأمل الامواج التي اختطفتها منه .. في اجمل حلم .. حلم يتحول الي كابوس يجعله يرتجف كلما تذكره ..
اتصل بيه كريم في هذا الوقت .. رد عليه مالك ممازحا كعادته " لا تقل يا عريس .. انت لم تسطع العيش بدوني .. من الواضح انك فضحتنا " رد كريم مبتسم " لا تقل هذا يا وحش فانا ربيبك .. " قال مالك " اذن قل لي يا بطل .. كام نتيجه المباراه" رد كريم بغرور " لا تقلق .. النتيجه سترضيك يا وغد .."
رد مالك مبتهج " اووووه .... هذا ابني حبيبي ... رفعت رأسي يا ولد "
قال له كريم " اسمع يا مالك انتم مدعون في نهايه الاسبوع سنجتمع جميعا قبل سفرك .. و سوف اتصل بك مره اخري حتي لا تنسي كعادتك ..و نور ستبلغ صديقاتها " رد مالك بفرحه .. من الواضح انه يتحين اي فرصه ليكون معها " طبعا يا عريس .. لا تقلق لن انسي ابدا "
اغلق مالك الخط .. و نظر للبحر يفكر .." و بعد يا مالك .. ما اخر هذا الطريق .. انت تخطو بلا تفكير .. " ولكنه عاد يطمئن نفسه .. انه حلم وسينتهي .. و سيعود كل منهم لحياته السابقه.. ولن يتغير شيء ابدا ..


ظهرت شجن امامه .. وحينها ردت اليه روحه .. و كأنه لم يكن يفكر في اي شيء .. ينسي كل قيوده حين يري عينيها ..
قالت بابتسامتها الجميله " صباح الخير .. " تصنع الغضب و نظر للجهه الاخري ولم يرد .. قالت وهي توجه له ساعه يدها " نصف ساعه بالتمام .." استدار اليها وقال بحده
" شجن .. انت تتلائمين و انا اعرفك جيدا " .. قالت ببراءه وهي ترمش بعينيها " انت لم تقل لي انك ستنتظرني اليوم .. هل تريد ان تثير جنونك المعتاد يا مالك " .. و اضافت مبتسمه " ثم انني جئت راكضه حين طلبتني .. لا تكن جلفا كعادتك " رد عليه بغضبه الطفولي " غبيه كعادتك " جلست بجانبه .. واعطته بعض السكاكر وقالت " تفضل .. علنا ننول بعض الرضا .. " اخذها منها يكتم ضحكته ثم قالت " ها .. ماذا كنت تريد " زم شفتيه وقال " لا اريد منك شيئا " قالت بنبره اعلي " ماالك ... ماذا كنت تريد .. " التفت اليها ينظر لها بدون ان يبتسم يحرك عينيه علي وجهها ثم قال هامسا بنبرته الرجوليه " الا يحق لي ان اشتاق لكي .. ان اشبع عيني من رؤياكي " وبدأ يغوص في عينيها و اضاف " الا يحق لي ان ابحر داخل عينيك .. ان ارتوي من حنان قلبك ... ان... " قطع كلامه حين ادرك انه سيفقد اتزانه و ستخرج الامور عن سيطرته .. رجع بنظره الي البحر.. اما هي كانت تطير في سماء كلامه تغوص في جمال عينيه .. تود ان تحطم رأسه العنيده هذه .. ثم تحتضنها داخل قلبها
حين التفت للبحر .. قالت له " ماذا بك يا مالك .. انت بداخلك صراع لا تود ان تحكي لي عنه .. انت تصارع نفسك .. " اطرق مالك لا يعرف ماذا يقول.. شجن تعرفه اكثر من نفسه .. تقرأ دواخله من عينيه بدون ان يبوح بها .. تشعر به عن بعد .. قال لها
" مهما يحدث .. ومهما حققت .. اشعر انه ينقصني شيئا ما .. شيء يجعلني مضطرب الروح .. فاقد للامان ... " ردت شجن بحزم وقالت " مالك .. انظر لي " التفت ينظر لها فقالت
" هل تفتقده " اظلمت عيناه و احمر وجهه .. وقال بغضب " من .. افتقد " قالت شجن .. " والدك " .. صرخ بها يمسك باعلي ذراعها بعنف " شجن .. قلت لك مرارا .. لا تفتحي معي هذا الموضوع .. لا تفتحي فوه بركان لا تعرفين مدي دماره .." قالت بحده
" مالك .. يجب ان تتصالح مع نفسك اولا حتي تهدأ روحك .. حتي تجد امانك و ترضا بما قسمه الله لك .."
نظر لها و عينيه تشتد بغضبها وقال يكز علي اسنانه " انا لا اريد الا ان اكون نفسي.. ان ابني مستقبلي .. ولن يعطلني عنه شيء يا شجن .. هل تفهمي .. لن يعطلني عنه شيء ... حتي ..... انتي ....



انتهي الفصل السابع
اتمني ان ينول اعجابكم
قراءه سعيده 😍😍😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-19, 07:18 PM   #12

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثامن

الفصل الثامن .......

" هل تفتقده " اظلمت عيناه و احمر وجهه .. وقال بغضب " من .. افتقد " قالت شجن .. " والدك " .. صرخ بها يمسك باعلي ذراعها بعنف " شجن .. قلت لك مرارا .. لا تفتحي معي هذا الموضوع .. لا تفتحي فوه بركان لا تعرفين مدي دماره .." قالت بحده
" مالك .. يجب ان تتصالح مع نفسك اولا حتي تهدأ روحك .. حتي تجد امانك و ترضا بما قسمه الله لك .."
نظر لها و عينيه تشتد بغضبها وقال يكز علي اسنانه " انا لا اريد الا ان اكون نفسي.. ان ابني مستقبلي .. ولن يعطلني عنه شيء يا شجن .. هل تفهمي .. لن يعطلني عنه شيء ... حتي ..... انتي ...

كلماته كانت كخنجر انغرس في قلبها .. تجمدت مكانها .. لكنها سريعا استعادت رباط جأشها .. رفعت ذقنها وابتسمت ابتسامه مزيفه وقالت تتحداه. " وانا لم و لن اطلب منك ان تتخلي عن احلامك ..... لأجلي .. كن مطمئن .."
كانت تنظر له بتحدي .. تتوغل في داخل نفسه العليله .. واضافت و هو مازال يقبض علي ذراعها بشده
" ولكن احذر يا مالك .. وانت تخطو لاحلامك .. فأنت تخطو بطريقك علي قلبك .. علي نفسك .. وعلي من تحب .. و بين ليله و ضحاها سيتحول هذا القلب الي صخره .. لا شعور فيها ولا حياه .. انت تنتقم من نفسك يا مالك " جذبت ذراعها بشده .. وتركته مكانه واتخذت وجهتها ..
وضع كفيه المنقبضين في جيبه ينظر للسماء يحاول تنظيم انفاسه ..رجع بنظره اليها وهي تبتعد .. وكلامها يدور في رأسه .. ماذا يحدث له ..ما هذا التخبط في حياته .. متي سيشعر بالرضا ..

التف ينظر للبحر و يديه في جيبه .. يري ف الافق امامه طفل صغير متعلق في رقبه والده الذي يلتف برأسه ينظر له ..عينيهما تلتمعان في ضوء الشمس و ضحكاتهم فيها سعاده الدنيا .. يري شاب يافع يحب الحياه تتشابك اصابعه مع اصابع فتاه جميله ذات طابع حسن .. برغم صغر سنهم عيونهم تحكي الف قصه عشق .. هذه المشاهد تتحول امامه في احلام اليقظه الي رماد .. سوااد .. و من هذا السواد يشع طاقه نور .. عينين بهما بساتين الامل .. و الطمأنينه ..
يد تظهر له من عتمه الدنيا .. تربت علي راسه و تسير معه كل خطوه .. حتي يري الراحه و السكينه ..

.............................


"شجن .. اهدئي قليلا انا لا افهم شيء .. " قالتها عاليا عبر الهاتف وهي جالسه علي مكتبها تحاول تهدئه صديقتها من هذا الانفعال ..قالت شجن بضيق و نبره عاليه " قلت لك يا عاليا .. لن يستغني عن حلمه .. لقد قالها لي صراحه .. ولا حتي من اجلك "
ردت عاليا تنظر امامها " شجن اهدئي .. لما لم تخبريه كما اتفقنا .. يجب ان يعرف شجن .. من حقه عليك بعد كل هذه السنين "
قالت شجن بحزن " لن يجدي يا عاليا .. سينتهي كل شيء قريبا .. سيعود .. و ينتهي هذا الحلم .. "ثم بكت بحراره .. بكت حين ادركت قرب رحيله .. ثم اضافت " انا احبه
يا عاليا .. ولن استطيع ان اعيش كل ما عشته سابقا .. ان اكون مجرد خانه في حياته .. خانه يحتاجها جدا.. " ردت عاليا تهدئها ..
" هوني عليكي حبيبتي .. مالك لديه ما يخيفه .. اعتقد انه يحتاجك اكثر من ذي قبل ..متعلق بكي بشده .. ولكن موضوع خطبتك يقيده .. لقد ادرك انك اصبحت ملك لغيره.. و مشاعره تجاهكك تشتته .. لكنه
مازال يحتاجك و يفتقدك .. "
هدأ بكاء شجن و هي تنصت لصديقتها تسوعب كلامها .. ثم اضافت عاليا " اسمعي نور اتصلت بي .. تدعونا لنجتمع جميعا .. و من المؤكد ان كريم دعاه .. حينها يجب ان يعرف .. و اتركيه ليختار "......
اغلقت عاليا الهاتف مع صديقتها متأثره و حزينه من اجلها .. فبرغم انها لم تكن تعلم قصتيهما و لكنها كانت تعرف ان هذه القلوب العنيده لن تقبل ان يعيشا متفارقين .. ارواحهم تتجانس معا .. و قلب كل منهما يدق في صدر الاخر .. ولكن رؤوسهم يابسه تعميهم عن الحقيقه

في خضم تفكيرها .. رن هاتفها مره اخري .. فوجدته رقم غريب .. ردت وهي مستغرقه تقلب في اوراقها .. " الو .. من معي " سمعت الرد من الناحيه الاخري " صباح الخير .. علي اجمل عيون .. اشتقت للون العسل في عينيكي " اتسعت عيناها من المفاجاه .. وقالت مصدومه متلعثمه " عنان ... ككيف حصلت علي رقمي " قال وهو يبتسم بغرور " لي طرقي الخاصه .. و لاجل هذه العيون افعل اي شيء " .. ابتسمت في خجل و احمرت وجنتاها .. تاثيره عليها غريب .. يستفز بها احساس تشعره لاول مره..حاولت جهدها ان تكون جديه في كلامها " عنان .. انا في العمل الان ماذا تريد " قال " لست انا من يريد .. انه جواد .. يسأل عنك ليلا ونهارا .. ماذا فعلتي به المسكين.. أاطلقت عليه تعويذتك السحريه .. ايتها الجنيه الفاتنه " .. وضعت كفها علي وجنتها تستشعر سخونته .. كلامه يدغدغها رغما عنها .. قالت مبتسمه بخجل " عنان .. رجاءا لا داعي لهذا الكلام .. و لا تخف علي جواد .. انه فقط يناغشك فأنه كفارسه يعشق الفاتنات .. ....." قاال بصوته الساحر
" ولكن .. انتي لست اي فاتنه .. انتي ملكه الفاتنات " ازداد خجلها و افلتت نبضه من قلبها ارعشتها فقالت له و هي تتحكم في ابتسامتها. " ليس هذا مكانه .. اتركني حتي انتهي من عملي و سوف اتصل بك فيما بعد " ..
حينها فتح باب مكتبها فجأه .. و دخل حمزه ومن عينيه تخرج اعاصير عنيفه .. قالت متوتره " انا يجب ان اذهب .. سلام الان " و اغلقت دون ان تسمع الرد .. وقفت من مكانها متوتره .. قال متحكما في غضبه " مع من كنتي تتحدثين " .. لا تعلم حقيقه لم توترت من الاساس .. دائما تحترم حمزه و لكنها لم تخافه ..اما الان لم تستطع قول الحقيقه ...
" انها شجن " وعلي ذكر اسم شجن تجمدت كل تعابيره .. فقد علم انها تلفق الحقيقه .. ظلوا ينظرون لبعض هي لم تستطع ان تطيل النظر اليه تشعر بخذي كذبها .. تشعر انها تخون ثقته التي طالما اعطاها لها .. اما هو فظل ينظر اليها يخترقها .. يدخل لعينيها التي تهرب منه الان بعدما كانت صافيه امامه علي الدوام .. قال بحزم و بصوت اجش .. " عاليا .. انظري الي .. " رفعت رأسها تنظر له و هالها ما رأت داخل عينيه قالت و هل تلتف حول مكتبها لتخرج اليه
" ماذا يحدث يا ابيه .. منذ فتره و انت بحاله غريبه ولا تريد الكلام .. الم يحن الوقت .. لن اتركك بعد الان بهذه الحاله "
برقت عيناه وقال " صدقت يا عاليا .. حان الوقت لنتحدث .. و لكن هنا ليس المكان المناسب " ظلت تنظر لعينيه الغاضبه .. و غابات عينيه تزداد احتراق .. حتي تحرك ناحيه الباب .. نظر لها مره اخري ثم خرج منه و اغلقه خلفه .. وهي مازالت علي وقفتها متحيره من امره .. اصبحت عينيه مخيفه .. ترعبها علي غير عادته حمزه دائما عينيه تشع دفيء و حنان علي الرغم من شخصيته القويه المتزنه .. يشعرها دائما بأنها اميره .. ولكن حاله تبدل..

تحركت تعود لمكتبها هائمه تفكر به و بما يحدث له فحمزه غالي جدا فهو جدارها الصلب الذي تحتمي به و حالته تلك تحطمها داخليا .. تدعو من قلبها ان يعبر تلك الحاله .. ويعود حمزه الذي تعرفه .. فقلبها لا يطمئنها ابدا ....

........... ...............


وجد نفسه يذهب إليها .. لا ليست شجن من لا تفهمه.. من تتركه في اشد اوقات احتياجه لها .. بعد وقت وجد نفسه امام باب الجامعه يهاتفها ولا ترد .. فهي غاضبه كعادتها .. فتح هاتفه و ارسل لها ..
" انا امام الجامعه اخرجي حالا .. وان لم تخرجي سادخل لكي وليحدث ما يحدث .. "

ارسل رسالته و تسمر امام باب الجامعه ينتظرها .. بعد خمس دقائق خرجت له واضعه نظارتها الطبيه التي نسيتها علي وجهها من الصدمه .. تقدمت منه و قالت منفعله تكتف يديها " ماذا تريد .. اتريد ان تفتعل مشكله هنا يا مالك .. االا يكف.... " قطع كلامها حين تقدم منها وقال " احتاجك .. " رق قلبها لاجله .. هذا الوحش الواقف امامها بصدره العريض و عضلاته المشدوده تشعر انه طفلها .. يرق قلبها لاجله لمجرد كلمه .. احتاجك
تقدم منها خطوه اخري ينظر لها .. تطرق الي عينيها وقال ببحته المدغدغه " هل ستتركيني اطرق بابك و اعود بخيبتي " ..لم ترد و ظلت تنظر له فاغره الفم فقال "شجن .. انت الان من سيفتعل فضيحه بهذه الفم المفتوح .. " رمشت بعينيها تستوعب ثم قالت .. " حسنا انتظرني هنا دقيقه لاحضر حقيبتي .. " استدارت تتجه للداخل حينها ابتسم نصف ابتسامه وهو يتذكر شكلها المذهول امامه .. قال يهمس لنفسه " ماذا ستفعلين بي يا مجنونه"....

يسيران علي شاطيء البحر في سكون كل منهما ينظر امامه .. لم ينطقا ببنت شفه .. حين وصلا لمكانهما .. استدارا ينظران للبحر في نفس السكون الذي لا يقطعه الا صوت الامواج و هواء الخريف .. التفت شجن تنظر لجانب وجهه .. كان ينظر بعينين الصقر للبعيد .. تري صراعاته الداخليه من تعابيره المبهمه .. قال يقطع هذا السكون ..
" افتقد نفسي يا شجن .. افتقد مالك القديم .. " قالت بصراحتها المعهوده معه " مالك القديم موجود هنا .. " و اشارت الي قلبه ..
" انت من تريد محوه من داخلك ... هذا هو صراعك يا مالك .. مالك الواقف امامي يريد قتل مالك القديم .. " اطرق لثواني ثم رجع ينظر للافق .. يعلم ان كلامها صحيح .. فقال بضيق يكتم انفعالاته " لقد تركني يا شجن .. كان اكثر من اب و اكثر من صديق .. تركني لأجل امرأه .. لقد داس علي بقدميه .. داس علي مشاعري وانا في اشد احتياجي له .. من اجل امرأه .. ولم يكتفي .. بل وصفعني امامها و من اجلها .. يمنع عني ماله .. يتركني اتسول ماله الذي هو حق لي ..يترك ابنته الصغيره من اجلها.. ليته ما اعطاني كل هذا الحب .. ليته ما اعطاني كل هذا الحنان .. ليته ما كان ابي و صديقي ..لقد كان كل شيء .. كنت اتنفس معه وله .. اضحك معه وله .. جعلني جزء منه .. وهو كان جزء مني ..هل تعلمين معني ان يكون لك ضهر و سند حب و حنان اب و اخ و صديق كلهم في شخص واحد ..و فجأه يتركك لتقعي دون حمايه يتخلي عنك كأنه شخص لايعرفك ولا تعرفينه بل و يذيقك معني الذل والمهانه .. لن انسي ما حييت .. يصفعني من اجلها و يذلني من اجلها .. " تركته يفرغ ما في قلبه لم تقاطعه رغم علمها بكل هذا من قبل .. كانت تعلم انه يحتاج لهذا الان تحديدا .. ان يفرغ ما في قلبه حتي تهدا صراعاته " التفت اليها ليكمل " افتقد احساسي بالامان الذي ضاع مني منذ تركني ..حتي احساس الثقه .. لم اعد اثق باي وعود بعدما خذلني اقرب الناس .. " كانت عيناه ممتلئه بالحزن.. ثم اضاف " لم استطع النسيان .. لم انسي شكل عينيها الشامتتين حين صفعني امامها.. لم انسي شكل الفرحه فيهما حين رفض منحي المال .. اذلني يا شجن .. هذا بالاضافه الي حال امي الذي تبدل .. و كانت علي وشك الزواج هي الاخري لترد كرامتها .. و لكنها رجعت في قرارها لأجلنا .. "
عيناه تزداد حزن ..وبين الذكري والاخري تتحول الي براكين غضب ثم اضاف
" كل هذه الذكريات لم تتركني ابدا .. تجعلني اشد اصرار علي ان اكون والا احتاج لأحد .. ان اكون ذو شأن .. اريد ان اري ندمه وهو يراني انجح بعيدا عنه ..و صدقيني يا شجن هذا ليس انتقام .. هذا ردا لكرامتي "
نظرت له بدموعها داخل عينيها .. ثم ابتسمت تضربه علي كتفه بقوه .. " انت اقوي من كل هذا يا وحش .. " قال بهدوء وهو يقترب منها " انتي من تفعلي بي الافاعيل .. هذه القوه استمدها منك انتي يا شجن .. اذا تركتني كل الدنيا ابقي انتي دعمي الدائم .. " نظرت في عينيه تائهه كل ما تتمناه في هذه اللحظه ان تضع يديها علي وجنته تتلمس لحيته التي تزيده وسامه .. وهو ظل ينظر لها وانفصل عن عالمه كأنه في عالم اخر .. كل ما كان يريده حقا في هذه اللحظه ان يحيط بكفيه هاتين الوجنتين باحمراراهما ..وان يتوغل اكثر في روحها يستمد روحه .. ان يأخذ انفاسها لصدره هو.. يتنفسها هو .. قبض علي كفيه بقوه حتي ابيضت مفاصله يمنع نفسه عما يتمناه

استفاقت شجن و نظرت ارضا و في كل اتجاه .. وقالت له متوتره .. متردده .." مالك .. هناك ما يجب ان تعرفه .. كنت اريد ان.. ان .. اخبرك به منذ فتره " استدارات تنظر للبحر تحرك يديها بتوتر " قال بقلق " ماذا هناك يا شجن ماذا حدث .. حين اوشكت علي القول رن هاتفه .. فقال ممتعضا "انها أم الخير " استغربت شجن و قالت " من .. ام الخير ؟!"
قال بتهكم " الليدي ريم .. قصيره القامه و لديها لسان يكاد يكون اطول منها .." ضحكت شجن من سخريته رد عليها بتهكم " نعم يا ريم هانم .. تحت امر سيادتك " .. وضعت شجن كفها علي فمها .. تكتم صوت ضحكاتها .. ثم اضاف مالك " ما بها امي .. حسنا .. سأتي حالا " .. التفتت اليه شجن بقلق .. " ما بها والدتك " رد يطمئنها " اعتقد ضغطها ارتفع بعض الشيء .. " سأذهب لاطمئن عليها .. قالت له " اذهب و سأتصل بك حين تصل " تركها مكانها و ذهب وهي وقفت في توترها تنظر اليه .. تخاف رده فعله حين يعرف .. تخاف غضبه لأول مره....تخاف فقدانه مره اخري بعد هذه السعاده و هذا الاهتمام .....
............... ..................

في شركه العشري ..

"عنان اريدك امامي حالا.. " قالها والده وهو في قمه غضبه .. دخل عنان مكتب والده قائلا في قلق " ماذا يحدث .. " رد والده ثائرا وهو ينظر الي ورقه علي مكتبه " ما معني هذا الكلام .. اهم يستهزءون بنا " رد عنان مقتضبا يحاول ان يفهم ما يجري " اي كلام .. اهديء ابي رجاءا .." اعطاه والده الورقه من علي سطح مكتبه " تفضل .. هذه صوره العقد ..ارسلت لي اليوم من شركه الرحابي .. ما معني هذا الكلام " اخذ عنان يقرأ ما اراده والده ثم التفت اليه وقال في توجس " انهم قاموا بخفض نسبه اسهمنا في هذه الصفقه .. مع انه من المعروف في كل صفقاتهم تكون اسهمهم هي الاقل .. هم مجرد وسيط .. لما فعلو هذا .. " ضرب ابيه بشده علي سطح مكتبه و قال بنبره يملؤها الغضب " هذا لأنني اعتمدت عليك .. متي ستكبر و تدير شكرتك .. متي ستترك لهوك و تنتبه الي عملك .. " قاطعه عنان بضيق " ابي .. رجاءا انا فعلت كل ما بوسعي و لم اقصر ابدا في عملي .. و انا لم ... " قاطعه والده بنبره اعلي وهو يرفع اصبعه كتهديد في وجهه " اسمع يا ولد .. هذه الصفقه لن اتركها ابدا .. " ثم ضرب علي مكتبه مره اخري و هو يجلس علي كرسيه واضاف وهو متسع العينين
" هذه الصفقه ستتم ..وبشروطنا "
رفع سماعه هاتفه ليتصل بمساعدته " شهيره حددي لي موعد عاجل مع السيد ابراهيم الرحابي غدا .. "

شركه الرحابي

اجتمع ابراهيم الرحابي مع ابن اخيه حمزه في مكتبه.. قال عمه " لقد وصلني ان عادل العشري يطلب مقابلتي غدا سيحضر بنفسه .. من الواضح انه يريد مناقشه بنود العقد .. اعتقد انها لم ترضيه.." رد حمزه متسائلا بغرابه " عمي اسمحلي .. لما فعلت هذا .. صفقات محدوده هي من نرفع بها اسهمنا .. لم هذه الصفقه تحديدا وانت خير من يعلم مكانه عادل العشري وانه سيعترض علي العقد بهذا الشكل "
رجع عمه بظهره يستند علي كرسيه قائلا " لاني اعلم مكانه العشري جيدا فعلت هذا .. " تسائل حمزه " لا افهمك عمي .. " ابتسم عمه ابتسامه رجل خبير في مجاله يعلم تلميذه النجيب ثم رد بهدوء " انت لا تعلم السوق مثلي يا حمزه .. برغم انك تعمل فيه منذ فتره كبيره .. بالرغم مما يمتلكه العشري لكنه يريد ان يستحوذ علي الصفقه كلها .. يريد ان يمتلك السوق ويكون الوحيد به .. و انا لن اسمح بهذا ابدا.. لن اترك احد مهما بلغت مكانته ان يتلاعب بي او يتحكم بالسوق باسهمه او بما يمتلكه .. " تكلم حمزه بهدوء " لكن يا عمي .. عادل العشري لن يترك هذه الصفقه .. ولن يتمها الا كما اراد .. انت تعرف كم هو عنيد في هذا الموضوع .. " رد عمه وهو يقوم من مكانه يستدير حول مكتبه " انا من يضع الشروط .. فليقبلها او يرفضها وله الحريه في هذا " ثم التفت عمه الي حمزه يقول بحزم " اسمع يا حمزه اريد محامي الشركه و لنجتمع جميعا بعد ساعه.. "

تحرك حمزه ليخرج وحين اوشك علي مسك مقبض الباب ناداه عمه .. " حمزه .. ماذا فعلت مع عاليا " تسمر حمزه مكانه لثواني ثم التفت لعمه قائلا بضيق " لم افعل شيء عمي " .. تقدم منه عمه قائلا " ولم التأخير ..لا تضطرني ان افاتحها انا .. ثم انا لا افهم حقا ما سر هذه الحاله .. اعتقدت في البدايه انك كنت مصدوم من القرار لكن يبدو ان هناك ما حدث و يوترك علي هذا النحو .. ماذا يحدث يا حمزه "
.. نظر حمزه جانبا يتجنب النظر لعمه يعرف ان عمه يقرأه من عينيه ... قال يكتم ضيقه " لا شيء يا عمي .. انا فقط اعطي نفسي فرصه لافكر و ارتب كلامي .. لا اريد التسرع حتي لا اصدمها" ...اطرق عمه لا يعرف بما يرد .. هو يشعر من فتره بحالته وان هناك ما لا يريد اخباره به .. فهو خير من يعرفه من نظره واحده .. رد عمه... " حسنا يا حمزه .. اتمني
ان تسرع ولا تطيل في تفكيرك اكثر من ذلك "

أومأ حمزه برأسه ولم يرد ثم استدار عنه و تحرك يخرج من المكتب .. يدعو الله ان يكتب له الخير فيما هو مقدم عليه .. لا يريد ان يظلمها ولكن عاليا له منذ نعومه اظافرها .. ولدت له هو ..فحسم قراره أمس وقرر ان يصارحها بما يجول في خاطره و قلبه و بما اراده لهما القدر ...

............ ...............

دخل مالك بيته يبحث بعينه عن والدته اغلق الباب و دخل يبحث عنها في غرفتها .. كانت تجلس علي كرسيها المفضل بجانب شباك غرفتها لا تشعر باي شيء ممن حولها تسند برأسها وجانب وجهها علي ظهر الكرسي و عينيها تنظر للسماء الصافيه عبر شباكها ..

دخل مالك واغلق الباب خلفه بهدوء .. وبصوت هامس قال "امي .. هل انت بخير " .. التفتت اليه امه التي لم تكن تدرك دخوله الغرفه و ابتسمت ابتسامه خفيفه .. "اهلا حبيبيي .. متي وصلت .. "جلس مالك بركبتيه علي الارض بجانبها وهو يبتسم نفس ابتسامه والدته الجميله ثم قال وهو ينظر في عيونها اللامعه .. "وصلت حالا .. انتي كيف حالك الان".. ربتت علي وجنته بحنان... "انا بخير الان يا حبيبي لا تقلق .. " حينها وجد مالك بقايا دموع في زاويه عينيها .. امتدت يده لتمسحها .. و قال "لما الدموع يا حبيبتي .. " رجعت بظهرها مره اخري تلتفت لشباكها تقول بألم..

" الزمن يسرق مني فرحتي يا مالك .. يسرق شبابي ..مشاعري .. زوجي .. "و رجعت تنظر له مره اخري ثم اضافت " واولادي ايضا "نظر لها مالك يربت علي كفها و ياخذه بين كفيه يقول بحنان "امي .. لما هذا الكلام الان .. ألم نتفق الا نتحدث عما مضي " .. هزت رأسها بيأس ترد بألم " هذا بالنسبه لما مضي ..ليس بالنسبه للقادم .. للمستقبل " سكتت تنظر ارضا في ألم تحاول كبح دموعها حتي لا تخونها امامه .. يجب ان تكون قويه كما عهدها ثم اضافت .. " ستعود يا مالك خلال ايام .. ستتركني انا و اختك "
نظر مالك لها و هو علي نفس جلسته توتر قليلا فما قالته يضعفه .. يقلل من همته .. قام من مكانه و شدها لتقوم و يحتضن وجهها بين كفيه .. و ابهامه يتحرك علي وجنتها " امي .. انا معك في كل وقت في كل ثانيه .. لكنه مستقبل ابنك الوحيد .. انتي تعلمين جيدا كم تكبدت و عانيت من اجل هذا .. ماذا فعلت و ماذا تحملت من اجل انا اصل لهذه النقطه .. اتبخلين علي بدعمك و دعائك .. وقبل ان تحتاجين مالك ستجدينه امامك راكعا .. فقط نادي ب جزر "ابتسمت امه مع دموع غافلتها حتي ضحكت ثم رفع وجهها اليه مره اخري و قال بحب " نعم هذا ما اريده .. ضحكه عينيك .. ورضاكي " ربتت علي وجنته وقالت مبتسمه " راضيه عنك .. و داعيه لك في كل وقت يا بني .. سلمكم الله من كل شر .. وبارك لي فيكم " عاد لعبوس مزيف و قال " هل معني ما حدث انه لا يوجد غداء اليوم ؟!" استطالت تقرصه من وجنته وتقول
"هذا هو المهم طبعا .. وهل نراك الا في وقت الطعام " ضحك وقال بمرح يغيظها " وهل يوجد احلي من طعامك يا قمر ".. ثم تحركت امه تجاه المطبخ .. فخرج ورائها يبحث عن اخته وقال متزمرا " اين انتي يا مقلقه الراحه" خرجت له من غرفتها تتأفف تكتف ذراعيها "ماذا تريد "
نظر اليها بنصف عين رافعا حاجبا واحدا ثم قال " ما بها امك يا مزعجه .. انتي فعلا مفرقه للجماعات " ثم وضعت يدها علي خصرها تستند علي الباب " اذن مع من كنت يا مالك " رد ممازحا يغيظها اكثر "هذا ليس من شأنك " ثم اضاف و هو يشير اليها " تعالي " قالت متزمره خائفه من افعاله المجنونه " ماذا تريد .. " تعالي لا تخافي .. انا من يجب ان يخاف منك الان " تقدمت اليه فاخرج من جيبه قالب شيكولاته بالبندق اتسعت عيناها من المفاجأه .. و مدت يديها تخطفه منه وتهرول قائله بفرحه " شيكولاته .. شكرا يا اخي الحبيب" نادي عليها مغتاظا " تعالي هنا.. " التفت اليه مره اخري و تقدمت منه تقول ببراءه " نعم " فتح ذراعيه لها وقال بعبوس زائف .. " هل لي ان احضنك يا ام الخير ." ارتمت في احضانه وكأنها دخلت لحضن ابيها ..الي حصنها الدافيء.. كانت تستفزه طوال الوقت لاجل هذا .. وهو كان يحتاج
لهذا الحضن منها في هذا الوقت .. هذه البلوه الصغيره ..خفيفه الدم يعشقها بشقاوتها .. ولسانها الطويل اغمض عينيه يستمتع بحضنها .. وعلي باب المطبخ كانت امه تشاهدهما بدموع تتساقط من عينيها بدون وعي منها .. تدعي الله ان يحفظ لها اولادها .....


في داخل غرفته دخل يخلع قميصه يرميه علي سريره .. مازال مجهد نفسيا .. ما حدث اليوم و الحديث عن الماضي و بعض من صراعاته الداخليه اجهده و اتعب قلبه .. ولكن بالرغم من ذلك اذاب بعض من الجليد المتراكم عليه .. كأنه كان حجر علي صدره يطبق علي انفاسه و يزيد انفعلاته .. كان يحتاج الي هذا فعلا اليوم .. جلس علي سريره يفكر في ما حدث .. شجن الوحيده القادره علي فعل هذا معه ان تتركه يثور كالنار .. ثم تخمده هي بطريقتها الساحره .. بكلمه منها .. لا تتركه الا وقد هدأ قلبه و بردت نيرانه ..
غريب حال الدنيا .. لا ندرك قيمه ما نملك الا بعدما يفوت الاوان .. بعد ان يضيع من بين ايدينا ..
وجد فجأه هاتفه بين يديه و اسم شجن يضيء الشاشه .. ابتسامه جميله ظهرت تحلي ثغره .. ففتح الخط وهو يرجع بظهره للوراء يرمي نفسه بصدره العاري علي سريره.. رد بصوته الشقي المبحوح

" هل انتي مخاويه مثلا ... كنت حالا افكر بكي " ابتسمت بخجل
" ولما تفكر بي .. " وضع ذراعه اسفل رأسه وقال وهو مازال يبتسم " وهل ممنوع ان افكر بكي .. هذا عقلي وانا حر به .. " ردت مغتاظه من ردوده و لكنها سعيده بها في نفس الوقت " حسنا .. انا اتصلت كي اطمئن علي والدتك .. كيف حالها الآن " قال " بخير .. الحمد لله .. رجعت الي قواعدها .. لا تقلقي عليها " تنهدت باطمئنان وقالت " حمدلله علي سلامتها .. توتر حين وصله صوت انفاسها .. سكت لثواني ينظر لسقف غرفته ... لا يعرف ما يقوله .. وجد نفسه يقول بصوت هاديء صافي ..
"شجن .... شكرا لك "...
لم ترد كان قلبها ينتفض من بحات صوته الصافيه الرقيقه .. ثم اضاف " شكرا لانك بحياتي "
احمرت وجنتاها و قالت في خجل تحاول الا تظهره .. " ليس بيننا اي شكر يا مالك .. انت عشره عمر " رد بهمس حار يخرج منه رغما عنه بسبب دقات قلبه الغير منتظمه الان " كان احلي عمر .. معك " .. كل منهما لم ينطق .. كل منهما يشتاق للاخر .. لحظه توقف فيها الزمن لا يسمع منهم الا دقات قلوب تنتفض بعشقها ..
تنحنح مالك ليسيطر علي نفسه و قال يغيظها. " بالمناسبه مع من كنتي تتكلمين حين كنا بالجامعه اليوم .." و كأنها كانت فوق السحاب و جذبها لتقع علي رأسها .. قالت " من تقصد
" قال باسلوبه المغيظ " كنتي تتحديث داخل البوابه مع قطعه فراوله بالكريمه .. من هذه الفتاه " جزت علي اسنانها و قالت " هذه الفتاه في السنه الاخيره .. اساعدها في بعض الامور " .. ابتسم من طريقتها وهي مغتاظه و رد
" ألن تعرفينا علي بعض .. جعله الله في ميزان حسناتك " ردت وقد ازدادت نبره صوتها غيظ " هناك طرق اخري افضل لاكسب حسناتي .. شكر الله سعيك " خرجت ضحكته عاليه منه لم يستطع كبحها .. اكملت بنفس النبره الغاضبه " لن تتغير يا شهريار " هدأت ضحكاته .. و رد بهدوء وصوته الشجي
" الازلت تتذكرين ..... اتعرفين يا شجن ..
كل موقف عشته معك.. اصبح حلو المذاق في ذراكره .. كأنك تضيفين عليه نكهتك الخاصه " سكت لثواني ثم استفاق ليضيف

" صحيح ماذا كنتي تريدين ان تقولي قبل ان اغادر .." تذكرت شجن الموقف و توترت ثم قالت بصوت مهزوز .." ليس وقته يا مالك عندما نتقابل سأتحدث معك " ابتسم مره اخري بخبث و قال بهمس " وهل سنتقابل" ابتسمت هي الاخري بخجل و قالت " اللقاء نصيب " ..ثم اضافت .. " سأغلق الان و حمدلله علي سلامه والدتك " قال مالك و هو يسرح بكلمتها و كأنه يراها امامه وهي تتحدث " سأنتظر نصيبي في لقياكي .. سلام يا شجن"
اغلق الخط معها وهو مازال علي نفس وضعه لا يري امامه في هذه اللحظه غيرها بعينيها الواسعه و وجنتيها المزينه بحمره الخجل ....
أما هي فتوجهت الي مكتبها تخرج كتاب مذكراتها .. و تخرج صورته القديمه .. وبدأت تخط في كتابها وتخرج فوره مشاعرها ......


هلا ترفقت بي يا حبيب القلب .. فلا مفر امامي من هذا العشق
اخاف عليك و اخاف منك .. ادنو اليك و ابتعد عنك
أانت قدري ام اختياري .. ام ادمان يسري في شرياني
يا مالكا قلبي. .. يا آسرا حب

............ .............

بيت العشري مساءا

في غرفه نومه كان عنان يتقلب علي سريره كأن به اشواك من نار .. يري عينيها امامه تقلق نومه .. كأنها مسلطه عليه منها .. نعم .. هي التي ارسلت اليه تعوذيتها السحريه .. لقد جعلته مشغول البال ..كأنها حفرت بهدوء داخل قلبه .. و تركت به اثر لم يستطع محوه ..
اعتدل من نومه و قال لنفسه بغضب
" لا .. ليس عنان العشري من يكون اسير لذات العيون العسليه .. اين هاتفي " اخذ هاتفه و كتب لها ..

كانت تجلس في غرفه المعيشه مع والدها تشاهد التلفاز .. حينها سمعت تنبيه بوصول رساله علي هاتفها نظرت للاسم الذي سجلته اليوم فقط و قالت لنفسها بصوت خافت وهي متسعه العينين " عنان ... " فتحت الرساله

"هل لي ان انام بعض الوقت .. من فضلك خذي عينيك عني اريد ان انام ...... يا قاروره العسل "
ابتسمت بخجل حين قرأت رسالته ثم التفتت جانبها بحذر لتراقب والدها.. بعدها بدقيقتين صعد اتصال منه مما جعلها تغلق الصوت .. تنبه والدها فقال لها " من يتصل بكي الان " قالت بتوتر تحاول ان تخفيه " انها شجن .. سأرد عليها من غرفتي حتي لا ازعجك "
و لم تنتظر الرد هرولت لداخل غرفتها مما جعل والدها ينظر لها في توجس .. هو يستشعر شيء في الاجواء .. شيء يشغلها و يفعل هذا التغيير بحمزه .. ثم انتبه والدها لما يفكر .. هل يمكن ان يكون صحيح .. فقال لنفسه هامسا متوجسا ..

" هذا ما كنت اخاف حدوثه ... هل انشغل قلبك يا عاليا " ثم اطرق في قلق يفكر كيف سيواجه هذا الامر ....

فتحت عاليا الخط تقول بجديه مصطنعه " ماذا تريد في هذا الوقت " قال يناغشها " انت تعرفين ماذا اريد .. لقد قرأتي رسالتي " ردت باختصار " وبعد ..." قام من علي سريره يدور في غرفته كالتائه . " لما تفعلين بي هذا .. هل آذيتك بشيء " .. كتمت ضحكتها و قالت برقه وبراءه " وماذا فعلت انا " رد بنبره مستعذبه " تتركي عينيك لتعذبني طوال اليوم .. يا فاتنه" سكتت تبتسم بخجل. فأكمل
" عاليا .. انا لم يحدث لي هذا من قبل .. صدقا انا اتوه معك و بكي .. شقاوتك و جمالك تزيد جنوني .. هذا الاحساس لم اشعره سابقا .. كأنني لاول مره اعيش ..و لأول مره اشعر " زاد خفقان قلبها و توترت .. استحضرت نفسها لترد ولكنه باغتها " اريد ان اراكي .. غدا .. رجاءا .. "
لم تستطع الرفض و لم تستطع القبول ..ولكنه قال
" سأعتبر هذا السكوت موافقه .. سأنتظرك غدا بعد العمل يجب ان اراكي عاليا " كانت في عالم اخر .. كانت فقط تتنفس علي الارض و جسدها و روحها فوق السحاب .. حتي انه اغلق الخط و ظلت كما هي ..حتي جلست علي سريرها تحاول استيعاب ما يحدث لها .. هي ايضا تفكر به يشغل تفكيرها بشكل مبالغ .. هل هذه المشاعر نحوه حقيقيه .. ام وهميه .. ارتمت علي سريرها تغمض عينيها باسترخاء .. تسرح في سلطان كلامه .. حتي استسلمت لسلطان نومها .....

صباح اليوم التالي ..

خرج حمزه من غرفته .. توجه الي ماكينه القهوه ليعد له فنجانا .. اصبح كثير التوتر .. لا ينام و يدخن بشراهه .. اعد فنجانه و خرج لشرفته حيث منظر البحر الخلاب يأخذه للبعيد و يهدأ من اعصابه التي تحترق منذ ايام .. اشعل سيجارته .. ينفث منها بضيق .. لقد ارهقه التفكير لم يعد يحتمل .. في هذه الحاله اما ان يتزوجها بالاجبار او يتركها لغيره .. وللاسف كل قرار منهم اصعب من الاخر .... اخذ ينفث من سيجارته و يخرج دخانها في الهواء مع هواء قلبه العليل ...
يتخيل امامه عاليا في احضان شخص غيره ... حينها ستكون نهايته.. سيموت بيديها ... اطفيء سيجارته و بقوه حلت عليه فجأه ..كأنه تلبس بمارد شجاع .. خرج من بيته صافقا الباب بعنف .. و صعد الي شقه عمه .. يضرب الجرس بأستمرار ... فتح الباب و راي اميرته امامه .. فتلجم لسانه .. قالت مرعوبه .. " ابيه حمزه .. ماذا حدث ... "
صدره يعلو و يهبط .. ينظر داخل عينيها التي توتره و تضعفه .. تميته و تحييه .. اقترب منها خطوتين حتي استشعر رائحه عطرها فأخذ يقلب عينيه علي صفحه وجهها ..

استشعرت عاليا حالته الغريبه .. انه ليس حمزه .. خافت عليه كثيرا فاقتربت منه اكثر تتلمس جبهته ووجنته تعتقده مريض .. مما جعله يغمض عينيه .. اضاعته لمستها .. اضاعت ما تبقي منه .. فتح عينيه بهدوء و ابتلع ريقه و بصوت مبحوح هامس .. قال لها ..
" هل تتزوجيني ؟! ....."




انتهي الفصل الثامن
منتظره تعليقاتكم 🙏
قراءه ممتعه 😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 12:34 AM   #13

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاله ابوالخير مشاهدة المشاركة
حلوه المقدمه...وكمان الفصلين مشوقين....عجبني اسلوبك في الكتابه والسرد حلو وسلس....احسنت يا جميله.....استمري،👍👍👍👍
يسلملي ذوقك يارب و يارب تفضلي معايا علطول شكرا لاهتمامك بجد. 😍😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 12:36 AM   #14

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا باعلوي مشاهدة المشاركة
جميل بالتوفيق عزيزتي🌺💕
يسلملي ذوقك و اتمني تعجبك الروايه انا مستنيه تعليقاتكم بحد وبفرم بيها جدا الف شكر 😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-19, 08:18 PM   #15

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي الفصل التاسع ..

الفصل التاسع ......

استشعرت عاليا حالته الغريبه .. انه ليس حمزه .. خافت عليه كثيرا فاقتربت منه اكثر تتلمس جبهته ووجنته تعتقده مريض .. مما جعله يغمض عينيه .. اضاعته لمستها .. اضاعت ما تبقي منه .. فتح عينيه بهدوء و ابتلع ريقه و بصوت مبحوح هامس .. قال لها ..
" هل تتزوجيني ؟! ....."

اتسعت عيناها لدقائق تنظر لعينيه فاقده للنطق .. حاولت الكلام لم تستطع .. كأنها نسيت كيف تتكلم .. كأن لسانها معقود بألف عقده.. كأنه يأبي ان ينطق ..
رجعت بخطوات بطيئه الي الخلف .. حتي اصطدمت بكرسي خلفها .. كادت ان تقع .. فلحق بها حمزه يضع يده حول ظهرها احني جزعه ليرفعها اليه حتي بات قريبا منها وجهه أمام وجهها .. جنه حدائق عينيه بكل عشقهما تتوغل داخل عينيها المتسعه بصدمه .. و انفاسها المضطربه تختلط مع انفاسه اللاهثه ...

اعتدلت في وقفتها سريعا وهي علي نفس النظره المصدومه .. فأسعفها لسانها الذي
بدات تنحل عقده ..
" ابيه حمزه .. ماذا تقول " اقترب منها مره اخري .. امسك بيديها الباردتين .. وقال بنبره اشد ولكن ممتلئه بالعشق
" هل تتزوجيني عاليا ".. وجدت ساقيها لم تقوي علي حملها .. كانها رخوه مصنوعه من هلام ..لم تستطع الوقوف .. جلست مكانها و هي رافعه رأسها تنظر له .. بنفس ملامح الصدمه .. لا تصدق ابدا ما تسمعه ..وكيف سيكون ردها .. هذا حمزه الاخ الكبير و السند .. لم تكن تراه الا سندها و اخاها .. بدأت تتلعثم بكلامها وقالت
" انا .. ابيه انا ... " بدأ يستشعر ترددها و خوفها .. بدأ يشعر بتعرقها و تجمع الدموع داخل عينيها .. امسك كفيها ليوقفها .. كان كفيها كقالب ثلج .. قال و قلبه ينتفض .. سيخرج من موضعه.. سيخترق ضلوعه..
ولكنه يحاول تمالك نفسه
" عاليا .. انظري الي " رفعت وجهها المتعرق من اثر التوتر .. قال بصوته الدافيء " عاليا .. انتي لي من يوم مولدك ..كتبتي لي انا .. انا اول من رأي لون عينيكي .. انا اول من حملك علي يديه .. كنت معك بأول خطوه خطيتها .. كنت اراكي تكبرين امام عيني .. وخطواتك لا تخطي الا معي .. "
كانت تنظر له و تغيم عينيها بالدموع لا تستوعب هذا كله .. فتحت فمها بصعوبه بالغه تقول بحذر " ابيه حمزه .. انت ....... انت اخي الكبير .... مكاا " انتفض يقبض علي ذراعيها بقوه .. يقول بنبره غاضبه ..غاضبه جدا " انا .. لست اخوكي .. يجب ان تدركي هذا جيدا .."

قاطعته ودموعها تخونها " انت اخي يا ابيه .. انت من يجب ان تدرك هذا .. سنين عمري كلها انت بجانبي .. ظلي .. سندي .. حمايتي .. خرجت للدنيا مستنده عليك بكل خطوه .. كنت بمثابه اخي الذي لم تلده امي .. لكن ... لكن انا ... لم " تقطع كلامها لم تستطع قول شيء كيف تفعل هذا .. كيف تجرح حمزه بكلامها او ترفضه .. باغتها هو " انا من سيكمل يا عاليا " نظر داخل عينيها بقوه .. و تكلم بنبره تحدي " انتي لا تريني حبيب .. لم تريني الا اخ .. ولكن دعيني اسألك هل يوجد شخص آخر بقلبك " توترت.. اهتزت حدقتاها و اخفضت عينيها .. لم تستطع النظر له .. لم تستطع الرد .. قلبها يؤلمها بشده .. عاد ليسألها بنفس النار المتقده بداخله .." لم تردي .. هل يوجد من امتلك قلبك يا عاليا " ازدادت الدموع في عينيها وهي تنظر له تهز رأسها بيأس رافضه ما يحدث لها الأن .. تود لو كان كابوس .. ياليته كان كابوس ..شدد قبضته علي ذراعيها وقال وهو يقربها منه جدا وازداد فحيح صوته غضبا ..و حينها تحول زيتون عينيه الي نيران مشتعله
" اذن .. يوجد من احتله ..يوجد من احتل قلبك .. ولكن هذا لن يحدث يا عاليا .. لن اسمح به .. ضعي هذا ببالك يا عاليا .. انتي لي انا .. ولن اسمح بغير هذا "
جحظت عيناها اكثر .. فتركها و تحرك ناحيه الباب فتحه وانطلق للخارج و اغلقه خلفه بقوه .. وقفت مكانها تنظر للباب المغلق متسعه العينين دموعها علي وجنتيها .. كأنها كانت تصارع روحها الان .. تحاول ان تستوعب هذه الاعاصير التي ضربت بها ....

هل كان حمزه هنا فعلا .. هل طلبها للزواج .. طلبها ..لا .. هو تحداها .. إنه اضحي شخص اخر لا تعرفه ..
وضعت اصابعها علي جبهتها بارتعاش .. توتر هذه اللحظات كاد ان يقتلها .. التفتت تجر ساقيها الي غرفتها .. تسير فاغره فمها .. متسعه العيون بدموع تسيل ببطيء علي وجهها ... دخلت غرفتها و اغلقت الباب خلفها ..
حينها خرج والدها من غرفته الذي كان يتابع كل هذا عن بعد ... كان يعرف انه لابد من هذه المواجهه خاصا بعد ما ادركه ليله أمس .. يجب ان يخطو حمزه اليها .. يقف في وجهها .. ارتعابها الحالي ما هي الا صدمه مؤقته .. رد فعل طبيعي ..

اطرق مفكرا ..و اخذته قدميه الي صوره زوجته الراحله عنه وعن حياته .. يحتاجها و يحتاج دعمها الان اكثر من اي وقت .. قال بحزن يهمس لها .. " احتاجك بجانبي الان يا حبيبتي .. انا لم اتسرع في قراري ..و لن اظلم ابنتنا الوحيده .. هي اغلي ما عندي .. و اذا جاء الميعاد و استرد الله امانته .. ستكون بأمانه رجل يعشقها بكل ذره في كيانه.. فهي روحه التي تعيش داخله .. هواءه الذي يتنفسه .. رجل يعرف قدرها فهي ربيبته .. عاليا لن تكون بأمان و سعاده الا معه .. اطمئني يا حبيبتي .... "

............. ..............


طرق علي الباب الغرفه جعلها تسقيظ من نومها العميق .. كانت تراه في منامها .. تري عينيه امامها .. كأنها تناديها ..كانت تتمني فقط ان يتكلم .. عاشت سنوات عمرها معه تتمني فقط ان تري نفسها في عينيه .. تتمني ان تسمع كلمه واحده من بين شفتيه حتي لو كانت في احلامها ..كلمه بها كل امنيات سنينها معه .. حتي لو لم تكن حقيقه .. ولكن لم يحدث .. لم يقل اي شيء .. كان حلمها خالي من اي حديث ولكنها رأته في منامها.. رأت عيناه برغم قسوتهما بهما شيء غريب ..
شيء يخطف قلبها يجذبها الي بئر عشق عميق .. كأن به مغناطيس قوي .. عيناه بهما سلطان عليها لم تستطع الهروب منهما مهما فعلت ..
خرجت من ذكري حلمها الجميل علي صوت طرق الباب للمره الثانيه .. فتحت عينيها و همت تعتدل في جلستها .. سمعت صوت يحيي ينادي بمزاحه اللذيذ علي قلبها " شوشتي .. هل ادخل " ابتسمت بمحبه وقالت " تعالي يا محتال " دخل يحيي يضع كفيه في جيبه يدخل متبختر ا في غرور .. كان يستعد للخروج لجامعته .. مهندم الشكل كعادته .. قال بتهكم " ما كل هذا النوم يا كسوله .. هيا استيقظي " نظرت له مبتسمه رافعه حاجبا واحدا
" اوووه .. ما هذه الوسامه يا يويو .. انتبه فأنا اغار عليك بشده .. ولن تجرأ احداهن علي خطفك مني " قال بغرور " هذا اقل شيء عندي ..ولا تخافي علي .. برغم وسامتي المفروغ منها .. ولكني لست سهلا معهن علي الاطلاق .. لقد انتهيت من نصف بنات الجامعه.. و يبقي النصف الثاني .. ادعي لي " وغمزها بطارف عينه.. فضحكت من طريقته ثم اكمل بملامح بها بعد الجديه
" المهم .. هيا لنفطر سويا .. اريد ان اتحدث معكي قبل ان اخرج فأنا لدي محاضرات بعد ساعتين من الان "
تملكها القلق و قالت " ماذا هناك يا يحيي .. ماذا تريد .. " ظل صامتا لدقيقه ينظر لها و يديه في جيبه .. فتوجست من هذه النظرات .. من الواضح انه لا يجد بدايه لحديثه .. يحيي رغم مرحه الدائم لكنه لا يحب المراوغه .. لا يري غير الخطوط المستقيمه .. جلس بجانبها ينظر لها .. يقول بحنانه المعهود لها ..
" ماذا يحدث معكي يا شجن .. " اهتزت شجن قليلا .. ولكن حافظت علي هدؤها الخارجي .. قالت بهدوء " ماذا بي يا يويو .. انا بخير " .. تخلل عينيها التي لم تسطع ان تكذب عليه يوما .. نظر لها قائلا " شجن .. انتي يوجد ما يؤرقك .. يتعب روحك .. هناك شيء يحدث معك .. " تغيرت تعابير وجهها و لم تسطع ان تطل النظر له كانت خائفه من تعري مشاعرها امام اخيها .. هذا ما لن تقدر عليه .. لن تتحمله .. " ازاحت الاغطيه و قامت من سريرها .. قالت بتوتر تحرك شعرها الناعم خلف اذنها .. " يحيي .. ما هذا الكلام .. انا بخير جدا .. ولا يوجد ما يؤرقني .. "
نظر اليها وقال بنبره لئيمه يود كشف روحها " شجاان .. انا يويو .. يحيي .. اعرفك جيدا .. و لن تجدي الاعيبك هذه معي " التفتت اليه تقرص وجنته و تقول بتهكم " انا لا اتلاعب يا باشمهندس .. انا لست من هذا النوع " وقف امامها يمسك رسغيها بحب .. وقال لها بحنان اخوي " شجن .. لن اضغط عليكي .. ولكني لن اتركك طويلا.. انا يويو ياشجن .. "
نظرت ارضا في حرج .. يجب ان تعترف لنفسها ان توترها و انقلاباتها زادت كثيرا ..
و يحيي يحفظها عن ظهر قلب .. نظر يحيي ارضا لثانيه ثم عاد اليها يقول بتوجس
" شجن .. هناك امر اخر .. " رفعت اليه وجهها مترقبه... " احمد .. اتصل بي " ضيقت عينيها فأضاف يحيي بنبره ثابته " احمد يريدك يا شجن .. يريدك من قلبه .. انتظرك كل هذه المده حتي تهدأ الامور .. ولكن الرجل لم يستطع ابعادك عن قلبه " اطرقت شجن في خجل و خوف تحرك اصابعها بتوتر .. فقال يحيي ..
" انه يريد ان تعودا لبعض ... و طلب مني ان يتصل بكي .. وان تعطيه فرصه اخري " سكتت شجن تنظر الي اخيها تحرك عينيها بتوتر .. ماذا عساها ان تقول .. رفعت نظراتها اليه لتتكلم .. فباغتها يحيي ورفع سبابته امام فمها .. وقاال بهدوء
" لا تردي الان .. سأتركك لتفكري بالامر .. ولكن .. " صمت لثواني وهو يقترب منها ببطيء يلف شعرها مره اخري خلف اذنها و قال " انا من رأيي اعطيه فرصه يا شجن .. اسمعيه مره اخري .. " دخلت في حضن اخيها تشتم رائحه حنانه و تستعيد ثقتها و دعمها .. ربت علي رأسها وقال يداعبها " هيا بنا اسرعي يا هانم .. اريد ان اكل يا ظالمه " ابتسمت شجن في احضانه و قبلته علي وجنته و قالت " حالا يا يويو .. اسبقني و سأكون عندك حالا "

تركها يحيي و خرج .. ظلت واقفه مكانها تفكر فيما قاله اخوها .. احمد شاب مهذب و محترم يعشقها من قلبه.. يعشقها منذ سنوات .. و لكنها لم تقدر علي خداع قلبها و خداعه .. لا يستحق منها هذا ابدا .. لم تستطع حتي التقابل معه في نقطه واحده .. حتي ان خلافاتهم اصبحت علي اتفه الاسباب .. كان قلبها محطم منذ تركها مالك .. كأنها ظلت جسد بلا روح .. فروحها كانت معه .. كل مكان كانت تسير به بدونه كأن به مرار كالعلقم .. لانه كان معها في كل مكان في كل خطوه .. كانت تسير تبحث عن روحه.. رائحته التي فقدتهم منذ سفره .. الدنيا وقتها كانت معتمه لا حياه فيها .. لم تكن تري اي شيء الا روحها المحطمه منذ سفره و رحيله عنها .. هذا ما جعل الوضع بينها و بين احمد اسوء مما كانت تتخيل .. شعرت انها تظلمه .. هو يستحق من تحبه .. وهي قلبها و روحها ملك لغيره ..

اطرقت تلف في غرفتها .. و تفكر ماذا تفعل .. وجدت حاسوبها امامها .. ففتحته تطلع الي صورهم القديمه معا .. كانت اسعد لحظات حياتها .. حين تكون معه .. حين اخذها يجذبها من اساور بلوزتها وهي لا تعلم الي اين ذاهبه ..
# # الي اين تأخذني يا بني آدم .. انت اصبحت متسرع في قراراتك وتسحبني وراءك دائما كالنعاج .. " قال لها بتهكمه و هو لا ينظر اليها اصلا " تعالي معي اريد ان اكل .. " قالت بضيق من طريقته و هو يسحبها خلفه هكذا " ولما لم نأكل في الجامعه .. " التفت اليها ويقول " لان امعائي تجمدت من اكلهم .. هيا .. سيعجبك المكان هناك " نظرت له بعينين تقدح شررا .. وقالت بغيظ " والمحاضره يا استاذ.. " قال يلتفت لينظر لها ببراءه عينيه اللئيمه " سأعوضها لكي .. هيا شجونتي انا اتضور جوعا " حن قلبها له كالمعتاد و تحركت معه ولكن في هذه اللحظه كان من المفترض ان يعبروا الطريق المليء بالسيارات .. لم تكن تعلم ان اصابعه امتدت تلتف حول اصابعها .. ضربه قويه احدثت خلل و زلزله في قلبها .. و نبضات تتسارع .. حتي انها لم تكن تدرك انها تعبر طريق مليء بالسيارات .. جذبت يدها منه برفق و تحركت بجانبه عندها التفت اليها .. لم تنسي ابدا شكله في هذه اللحظه .. كان هو الاخر كانه كان يجاهد مع نفسه .. لم تكن تعلم ان زلزالها داخل قلبها .. كان في قلبه هو مدويا اكثر منها ..رعده قويه سرت بأوصاله حين استشعر لمسه اصابعها بين يديه .. و التهبت نيران قلبه و لم يكن يدرك ماذا يحدث له وقتها .. ظل ينظر لها بوجه محمر من اثر التوتر .. وهي تطرق بوجهها تحاول السيطره علي نفسها و تنظيم انفاسها .. تنحنح مالك ليخرج نفسه من هذه الدائره التي لا يفهمها .. وقال " هذا هو المكان."
نظرت شجن للمكان بامتعاض و قالت " اي مكان يا مالك .. انه مازال تحت الانشاء " قال مالك " من قال هذا الا ترين هناك طاولات و كراسي .. يااا شجن انها مجرد شكليات " اتسعت عيناها ثم قالت بغيظ تكز علي اسنانها " شكليات .. سنأكل وسط هذا التراب و الخراب " قال بمرحه المعتاد " لا تقلقي .. المكان يعمل علي قدم و ساق.. ستأكلي احلي طعام هنا .. " مد ذراعه للامام في حركه مسرحيه لتتقدمه .. و حقيقا كان الطعام من احلي ما اكلت.. كانت سعيده جدا بهذا اليوم .. كانوا مجانين .. منطلقين .. كان هو سعيد يضحك من قلبه ..وهي سعيده اكثر لانه معها ###

اخذت تقلب ف صورهم المجنونه سويا .. و خرجت من ذكراها علي صوت يحيي يصرخ .. " هيا يا شجن .. انا انتظرك من اول امس .. جائع يا عالم " .. اغلقت شجن حاسوبها بسرعه و تحركت تخرج مهروله له حتي لا يأكلها..

............. ...............

شركه العشري ..

يفتح هاتفه علي موسيقي كلاسيكيه .. منشغل في اوراقه بشده .. فقطع انشغاله اتصال مساعدته .. " عنان بك .. استاذه لمي هنا .. تريد مقابلتك .. " زم شفتيه و قال وهو يعود لاوراقه .. وقال " دعيها تدخل "
فتح باب المكتب و هو يضع رأسه في اوراقه منشغل بما يقرأه.. سمع نقر كعبها الرقيق علي الارض .. ورائحه عطرها الغاليه وصلته قبل دخولها .. رفع رأسه .. وقال بذوق " مرحبا لمي .. حمدلله علي سلامتك .. متي وصلتي .." ثم عاد لاوراقه ..دخلت لمي بخطواتها الرقيقه و جسدها الرشيق .. تقترب من مكتبه .. رفع نظراته بهدوء يتأملها .. بفستان خريفي يصل الي ركبتيها و شعر طويل اسود بلون الليل .. قالت بثقه " كيف حالك عنان ... "
رد بنصف ابتسامه .." انا بخير ..اشتقنا اليكي " ردت بتهكم " هذا واضح .. " قال يغير الموضوع " متي وصلتي ؟! " تقدمت خطوه اخري تقول وهي تخلع نظارتها " منذ يومين .. ألم يصلك الخبر .. " قام عنان من مكانه يلتف حول المكتب ويستند علي حافته وقال وهو يقترب من وجهها " لا .. لم يكن عندي علم .. عموما .. حمدالله علي سلامتك " ..
اقتربت منه تضع كفها علي كتفه .. تقول بصوت خافض " عنان .. اشتقت اليك .. " رد وهو يمد يده ليرفع كفها عنه .. " وانا ايضا " نظرت له بغيظ داخلي ابت ان يراه في عينها " ماذا هناك يا عنان .. لم تغيرت هكذا .. لم تعد تهاتفني منذ سافرت . ودائما تتحجج بعملك .. " رد ببردو ظاهري
" وهذا فعلا صحيح .. فأنا مشغول جدا .. كما ترين " اقتربت منه تنظر داخل عينيه بتحدي رافعه حاجبا واخدا وقائله .. " عنان .. لا تتلاعب بي.. انا احفظك جيدا .. و تصلني اخبارك اول بأول " ابتسم بسخريه .وقال " هذا جيد .. اتعينين جواسيسك لنقل اخباري .. كنت اشعر بهذا منذ وقت كبير " ابتعد عنها و ولاها ظهره متجها الي نافذه مكتبه .. قالت بنبره متألمه " عنان .. لما كل هذا الغضب .. انا لمي يا عنان " واقتربت من ظهره تضع كفها علي ظهره .. فتشنجت عضلاته من لمستها ..
تنهد و قال بتعب حاول مداراته بنبرته الحاده .. " اعرف جيدا انك لمي .. ماذا تريدين الان " ردت وهما مازالا علي نفس وقفتهما " اريد ان اعرف ماذا يحدث معك .. لم تغيرت هكذا معي .. " التفت اليها يدخل الي عمق عينيها و يبتسم نصف ابتسامه بسخريه قائلا " اسألي نفسك استاذه لمي .. " تركها و جلس علي كرسي مكتيه الفخم .. وهي مازالت توليه ظهرها .. و تنقر بكعب حذائها بعصبيه .. التفت وقالت له
" عنان .. كل هذا بسبب مشاجرتنا قبل سفري .. لقد اعتذرت لك مرارا و لكنك لا تقبل اعتذاري .. ماذا حدث لكل هذا .. الموضوع لا يستحق .." قال متهكما وهو يستند بمرفقه علي كرسيه " فعلا معك حق .. لا يوجد موضوع من الاساس حتي لا يستحق .. "
رجع الي اوراقه ثم قال لها بنبره جديه " لمي.. اعذريني انا مشغول جدا الان .. فالنتحدث في وقت اخر .. " نظرت اليها نظرات تغلي من الغضب .. جذبت حقيبتها التي نسيتها علي مكتبه بعنف و تحركت ناحيه الباب ..
عندما اغلق باب مكتبه رفع رأسه ينظر للباب المغلق .. ألقي قلمه علي سطح مكتبه بتعب و استند بظهره علي كرسيه ينظر لاعلي .. لمي هي قصه حبه الوحيده منذ كان شاب بدأ يشعر بالحب .. كانت مشاعر حقيقيه .. دق قلبه لها منذ ان قابلها اول مره بعيد ميلاد احد اقاربه .. كانت كهديه اهدت له هو .. بلسم للروح .. اعطاها كل مشاعره بدون تأني .. احبها بصدق .. لكنه اكتشف بعد فتره طويله .. انها لا تستحق هذا الحب .. ربما مازال متعلق بها قليلا .. و لكن ليست لمي التي كانت تقف امامه .. فهي الان كتمثال جميل بلا روح .. هو ينشد لمي القديمه التي رأها لاول مره و احبها ولكن اين هي ضاعت منه ..لن يجدها .. و لن يبحث عنها....

............ ..............


يقف هناك من بعيد .. ينظر الي وقفتها المتأمله للبحر .. و حركاتها المدغدغه لرجولته حين تغلق جفونها برموشها الطويله وهي تستنشق نسيم البحر .. يعشقها بلون حجابها الوردي .. يود لو يختطفها كما هي يخبئها بداخل نبضات صدره .. حتي تسري في كل خلاياه .. كل تفصيله .. كل حركه منها يعشقها .. لم يكن يريد ان يتحرك من مكانه يكفي ان يمليء قلبه و عينيه من رؤيتها .. لتكون صورتها في قلبه معه وهي بعيد.. تنير حياته في ظلمتها وهو وحيدا .. لم يكن يعلم ان شجن تسكن روحه بهذا القدر .. لم يكن يعلم انه بمجرد رؤيتها مره اخري ستكون كإدمان يسري في جسده .. يطالبه بالمزيد ..

هم ليقترب منها .. فوجد شاب يقترب منها و هي تتلفت له .. تسمر مكانه و عيناه تبرقان بشرار قاتل .. يفكر من هذا .. من يتجرأ ليتكلم معها .. ولما تعطيه الفرصه .. خطا خطوه اخري ناحيتها .. ولكنه تسمر مره اخري وهو يضيق عيناه لملامح هذا الشاب الواقف امامها .. وهي تتكلم معه بهذا الخجل .. لا تطيل النظر اليه ولكن طريقه نظراته هو غريبه .. من يكون هذا الشاب .. ملامحه ليست غريبه عنه مطلقا .. لقد رآه سابقا .. نار تغلي بداخله .. تزداد اشتعالا من نظرات الشاب لشجن ..
اتسعت عيناه حين بدأ يستجمع ذاكرته و اين رأه .. امام الجامعه .....

#### حينها كانوا في السنه الثالثه في الجامعه .. كان يوم طويل مليء بالمحاضرات .. خرجت شجن من محاضراتها مرهقه بعض الشيء .. ولكنها اخذت تبحث عنه في كل مكان .. فوجدته يجلس مع فتاه جميله كان يكن لها حب او مشاعر .. كان دائم البحث عن فتاه احلامه .. احيانا يجدها .. و احيانا تكون وهم يعيش فيه لبعض الوقت .. و الغريب انها برغم محاولاته المتعدده مع فتيات كثيره .. تتجلد ظاهريا .. و لكن داخليا تموت الف مره ..
تحركت اليهم وقالت بتعب " مالك .. انا سأعود للبيت .. " تحركت توليهم ظهرها لترحل لكنه ناداها وترك حبيبته و خطي لها خطوتين ليلحقها .. ينادي بمزاح " تعالي هنا يا كئيبه .. " لم تلتفت اليه .. هرول اليها يقف امامها .. يمنعها من مواصله سيرها " شجن .. ماذا بكي .. ماذا حدث .. هل يوجد ما يغضبك " نظرت اليه بتعب جسدي ونفسي يحاصرها وقالت " لا شيء يا مالك .. انا فقط تعبت فاليوم كان مشحون .. وانت جالس هنا تعيش حاله حبك .. " .. اقترب منها وقال " هل حدث شيء يا شجن .. هناك ما تخفيه عني " نظرت جانبا بضيق وهي تحتضن كتبها .. ابتلعت ريقها و قالت " لا شيء يا مالك اتركني الان ارجوك انا ذاهبه " تحركت من امامه تهرول للبوابه .. و لكنه راها من بعيد وقفت تتحدث مع شخص ما .. شاب انيق .. وسيم بعض الشيء و لكنه يراه لأول مره .. كانت عيون هذا الشاب تحكي عشقه لها .. تجمد مكانه و انتابه شعور غريب من الغيره و الغليان .. ولكنه اعتقد انه احساس الغيره الاخويه .. او احساس التملك .. من وقت ما عرف شجن وهي له وحده .. لأول مره يشعر انها ليست ملكيه حصريه له .. ظل ينظر لهذا المشهد أمامه .. و غليانه يزداد شيء فشيء .. لم يستطع ان يقاوم فتحرك ببطيء حتي اقترب منهم .. رأه كيف ينظر لها بحب .. كيف كانت نظراته لها ..
شعر بتيار يسري في عموده الفقري .. ولم يفهم وقتها ما كان يحدث ... بعد وقت ليس بطويل رحل هذا الشاب .. و ظلت شجن في مكانها تنظر لنقطه وهميه امامها .. حتي اقترب هو منها ..
اقترب ببطيء اكثر وجدها واقفه كالتمثال .. و دمعه وحيده علي وجنتها .. وحين رأته امامها ازدادت الاسي بداخلها .. نسي حبيبته و تقدم منها متسائلا بقلق " شجن .. ماذا حدث .. ماذا يبكيك .. و من يكون هذا " .. رفعت شجن رأسها تقول بتعب " هذا الشخص يريد الزواج مني " توتر قليلا وقال .. "اذن .. هل تعرفينه " قالت ببرود و ببقايا دموعها " نعم .. انه قريب لابي .. يريدني منذ فتره .. و اتصل بأبي يريد الارتباط بي " نظر اليها طويلا .. تلجم لسانه.. لا يجد ما يقوله .. يوجد شيء يحدث به غير واضح المعالم .. قال بتوتر لم يحاول اظهاره " وما سبب هذه الحاله .. اقبلي او ارفضي .. .. انتي حره في هذا " ... ضيقت عيناها تنظر له بحزن فأضاف متسائلا " هل تحبينه ؟!" هزت رأسها بهدوء رافضه .. وقتها ارتاحت تعابير وجهه .. كان يشعر بالرضا لهذا .. يعلم انها شعور اناني منه .. ولكن القرار كان منها هي .. لم يضغط عليها لتقبل او ترفض .. و هذا ما اراحه بعض الشيء #######


وقتها تذكر مالك كل شيء.. انه احمد خطيبها .. فلقد سافر قبل خطبتها له ..وحتي لو كان موجود فلن يستطيع وقتها ان يراها عروس لغيره .. بعد ما ادرك مشاعره نحوها ... و ها قد عاد خطيبها .. و لم تعد شجن من حقه مره اخري .. لن يجروء حتي علي الحديث معها .. ااااه مما تفعله به الدنيا .. تجمد مكانه و تحول ذهوله الي حزن و بركان .. حتي رآهم يتحركون من مكانهم .. تأخذ روحه معها و تذهب مع غيره .. اه لو تعلم هي ما في قلبه و روحه لها .. اه لو تعلم ان فقدانها يعني له فقدان جزء من روحه .. بل كل روحه ....

............. ................

في شركه الرحابي ..

" ما معني هذا الكلام يا ابراهيم بك .. هل هذا اجبار .. انا لن اقبل بلوي ذراعي ... " قالها عادل العشري بغضب و استياء شديدين في مكتب ابراهيم الرحابي ..
قال ابراهيم بهدوء .. " عادل بيك .. هل ممكن ان تهدأ قليلا .. فلا داعي لكل هذا الغضب .. فالنسبه الموجوده لك في العقد ليست بقليله ابدا .. الموضوع لا يحتمل كل هذا "
احتد عادل العشري في كلامه قليلا وقال
" يحتمل يا ابراهيم .. لا تعطي الموضوع اقل من حجمه .. انت تفعل هذا متعمدا .. ولكنك بالطبع قد سمعت عني و عن مكانتي في السوق .. وانني لن اسمح بهذا مهما كلفني " سكت لثواني ثم اضاف .. " يجب ان نصل لحل يا ابراهيم .. لا تخوض بقدمك حروب
لن تقدر علي خوضها .. " التفت اليه ابراهيم بعينين تبرق بالثقه .. " هل اعتبر كلامك تهديد .. ؟!"
رد الاخر بتحد " لا .. اعتبره تحذير .."
قال له ابراهيم وهو ينتفض واقفا " وانا ارفض تحذيرك و تهديدك يا عادل بك " قام عادل هو الاخر غاضبا " هل هذا كلامك النهائي .. اذن تذكر .. انت من اخترت .." تركه و خرج بعنف من مكتبه
بعدها دخل عليه حمزه الذي كان ينتظر انتهاء جلستهم بالخارج .. دخل مسرعا لعمه الذي ظهرت عليه اعراض التعب من اثر الانفعال " عمي .. هل انت بخير " رد عمه بانهاك " انا بخير يا بني لا تقلق " ضغط حمزه علي الهاتف يطلب كأس ليمون لعمه.. ثم قال " عمي .. لما تصاعدت الامور بهذا الشكل .. لقد اخذ الموضوع بشكل شخصي " رد عمه متحاملا علي تعبه .. " يهددني في شركتي .. ماذا تتوقع مني .." .. ولكن حمزه حاول تنبيهه
" عمي هذا الرجل ليس بهين ..ولن يترك
حقه " انتفض عمه منفعلا " هذا ليس حقه
يا حمزه .. فليشرب من ماء البحر .. "
رفع حمزه يده ليهدا عمه قائلا " عمي ..
ارجوك اهدأ قليلا .. لا تنفعل هكذا .. دعنا نتنافش بهدوء " سكت عمه يطرق بقلمه علي سطح مكتبه يستغفر ربه سرا حتي يهدأ
" لا نقاش في هذا الموضوع يا حمزه .. انتهي الامر " اطرق حمزه يفكر .. فالامر خرج عن السيطره .. وهو متوجس من انتقام العشري .. ولكن حاله عمه تجعله يبتلع لسانه الان ...

تحرك حمزه ليخرج ولكنه عاد يجلس مستجيبا لنداء عمه بعد ان حاول استجماع بعض الهدوء " حمزه .. انت قد فعلت الشيء الصحيح مع عاليا .. ولكن امنحها المزيد من الوقت حتي تستوعب .. فالموقف كان اكبر منها "
اطرق حمزه مره اخري .. حالته منذ الصباح لم تكن جيده ابدا .. حين نزل صباحا الي شقته كان علي حافه الانهيار .. لم ينسي شكل ملامحها المصدومه .. دموعها التي ملئت عينيها .. ارتعاش يديها بين ذراعيه .. كلماتها حين قالت له بتحدي " انت اخي " .. كان يوقن بكل هذا .. لكن وقعه الحقيقي اصعب بكثير من التخيل
ولكنه حين وصل لمكتبه .. و استعاد جميع الاحداث امامه .. وجد قلبه يؤلمه لأجلها..
لاول مره يتحول الي هذا الشخص امامها لقد راي عينيها وهي تخافه لاول مره وهذا اوجعه اكثر .. عاليته .. عشقه الذي يسري في جسده .. لن يتحمل للحظه ان تكره او تخافه .. حينها كره نفسه و انفعاله امامها ..
اطرق يرد علي عمه وهو ينظر لاصابع يده المتشابكه " اعرف يا عمي .. ومعها كل الوقت ..و كنت اتوقع حدوث هذا .. " وعاد بنظراته لعمه يقول " ولكني لن احتمل بعدها او كرهها يا عمي .. انت لا تعلم ما اعانيه " اقترب عمه من مكتبه اكثر يضع ذراعيه علي سطح المكتب و يقول بحكمه السنين " اسمع يا حمزه .. يجب ان تتخلي عن انفعالاتك في هذه المرحله حتي لا تفقدها كما تقول .. دعها تري دواخلك .. قلبك العاشق هذا .. هي الان مصدومه .. ولكنك الان يجب ان ترفع عن قلبك هذه القشره التي تغلفه و التي تحجب عنها مشاعرك و عشقك .. "
ثبتت انظار حمزه لعمه الذي بدوره اومأ برأسه ليزيده ثبات و يدعم روحه ..


لم تستطع التحرك من سريرها منذ الصباح .. ما حدث اليوم كان فوق احتمالها .. كان اكبر من ان تستوعبه .. ظلت علي سريرها منذ الصباح تحدق في سقف الغرفه .. لا تري امامها غير وجه حمزه .. لا تعلم لما خافت منه اليوم .. صدمتها في مشاعره و انفعالاته المخيفه التي تراه عليه لأول مره ..
حمزه رجل ذو كبرياء و شموخ...حازم جدا في قراراته كلماته دائما محدده مقتضبه.. رجل يعتمد عليه .. ولكنه رغم حزمه مليء بالدفيء .. وجوده بجانبها يمدها بالامان ..
لكن اليوم تغيرت هذه القوانين .. اصبح لعينيه صدي مختلف .. لمشاعره تعبير مختلف .. اخافها .. و هدد علاقتها به ..

تذكرت في غمره حزنها عنان .. لما دخل عنان حياتها في هذا الوقت تحديدا .. و ماذا ستفعل معه و مع حمزه .. هي لن تتقبل حمزه كزوج.. و لن تستطيع رفضه .. لن تقدر علي جرحه ..

فتحت هاتفها ترسل رساله الي عنان " اسفه عنان .. لن استطيع مقابلتك اليوم .." ارسلت رسالتها .. و وضعت ذراعها علي عينيها تغطيهما ثم انحدرت دمعتين من عينيها .. فهي الان في موقف لا تحسد عليه .....

اما عنان .. حين رأي رسالتها .. حاول الاتصال بها فوجد هاتفها مغلق .. كان يحتاجها جدا الان .. اكثر من اي وقت .. هذه الجنييه تسللت اليه بصدق .. ولكن ظهور لمي المفاجيء اربك قلبه .. وهو لن يعود الي الوراء ابدا .....

............ ............

مساءا ..

تحاول الاتصال به مرارا منذ الصباح ولا يرد عليها .. امتكلها القلق .. ماذا حدث معه .. و اخيرا و بعد الحاح منها .. سمعت صوته .. قالت بقلق قلبها عليه " ماالك .. اين انت .. اقلقتني عليك .. " سمعت صوت انفاسه ثم قال " انا بخير يا شجن لا تقلقي .. كان هناك بعض الامور تحتاجني ولم انتبه الي الهاتف .." سكتت لثواني .. تحاول فهم نبره صوته الحزينه بعض الشيء. .. قالت متوجسه " هل هناك شيء .. هل والدتك بخير .. صوتك منزعج و حزين " تنهد مره اخري و اخترقت انفاسه اذنها و قلبها " لا تشغلي بالك .. انا بخير .. انا يجب ان اغلق الان .. اراكي غدا عند نور " و اغلق الهاتف دون تفسير لهذه الحاله .. مما جعل قلقلها يتضاعف .. و تاكدت بحدوث امر جلل معه ..


اليوم التالي ..

منزل نور و كريم ..
كان مالك لا ينظر اليها ... او يتعمد الا ينظر اليها .. حين دخل عليهم البيت كانت تجلس هي و نور و عاليا .. دخل ييحث عنها بطارف عينه .. ابتسم قلبه داخليا حين وجدها .. و لكنه تذكر وجيعته بالامس .. هي ايضا كانت تحاول طوال اليوم الدخول لعينيه و روحه .. ولكنه تهرب منها بنظراته .. ابتعد عنها قدر المستطاع .. كان يختلس النظر اليها دون ان تدري .. ليشبع قلبه برؤيتها علي الاقل ...

كانت الجلسه جميله وسط اصدقاء الجامعه .. و تذكروا احلي المواقف .. كان الضحك يمليء المكان خصوصا حين يجتمع مالك و كريم سويا .. الا عاليا التي كانت ساهمه في بعض الاوقات كأنها في واد اخر ..
حينها كان يجلس بالقرب من شجن احد اصدقائهم ..حيث كان يكن ل شجن بعض المشاعر ايام الجامعه ولاحظها مالك وقتها .. ازداد الحديث الجانبي بينهم .. مما لفت نظر مالك الذي كان يراقبهم خفيه بدأ يكز علي اسنانه من الغيظ و يقبض علي كفيه بقوه .. تمالك نفسه حتي لا يجذبها من هذه الجلسه بالقوه ..
حاول التحامل علي نفسه .. لكنه وصل الي قمه غليانه حين لمح ضحكهما بطارف عينيه..

قام من مكانه بعنف ينادي عليها بطريقه لفتت الانظار له " شجن ... اريدك في موضوع هام .. " سكتت الضحكات والهمهمات .. ولا يسمع الا الصمت .. الكل ينظر في توجس .. قامت شجن في حرج تتلفت حولها ثم تنظر لبركان عينيه .. تحركت معه حتي الشرفه ...
وقف بجانبها يغلي و يقبض يداه داخل جيبه يداري انفعاله .. نظرت له وقالت متزمره
" ما هذه الطريقه يا مالك .. كيف تتعامل معي هكذا امامهم .. " كز علي اسنانه و قال بفوران اعصابه .. " اسكتي يا شجن حتي لا ألقيك من هنا .. انا غير مسؤل ولا واعي في هذه اللحظه "
نظرت له بخوف ثم اقتربت حين استشعرت حالته الغريبه اوقفها حين قال بغضب " حين نعود لا تعودي لتجلسي بجانبه .. لا تضطريني انا ألكمه في انفه هذا اللزج .. " لا تعرف ما سر هذه الفرحه في قلبها الان .. وكيف تفرح في هذا الموقف .. ولكنها استشعرت غيره في عينيه .. مالك قلبها بدأ يشعر بها .. هل يوجد اجمل من هذا الشعور .. ابتسمت رغما عنها .. فلاحظ ابتسامتها .. فقال بغيظ اكبر .. " لا تستفزيني بهذه الابتسامه المستفزه .. حتي لا ألكمك انتي ايضا " استدار يوليها ظهره .. يداري انفعاله .. حينها اتسعت ابتسامتها بفرحه ..ولكنها لم تدم
حيث اضاف مالك بسخريه متألمه " مبارك عوده خطيبك .. لقد رأيتكم بالامس... في نفس المكان ."
تشنج جسدها .. و شحبت ملامحها فأدركت ان القادم اصعب مما قد تتخيله ..

قالت متلعثمه بخوف و جسدها كله ينتفض
" مالك .. انااا .... انا لست مخطوبه "


انتهي الفصل التاسع
اتمني يعجبكم
ومستنيه تعليقاتكم .... اوي🙏🙏
قراءه سعيده 😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-19, 10:15 PM   #16

رحمه محمدRm

? العضوٌ??? » 440858
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » رحمه محمدRm is on a distinguished road
افتراضي

بحب النوع ده من الروايات أن شاء الله تكون جميله وبالتوفيق😍👍

رحمه محمدRm غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 02:11 PM   #17

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحمه محمدrm مشاهدة المشاركة
بحب النوع ده من الروايات أن شاء الله تكون جميله وبالتوفيق😍👍
يسلملي ذوقك وكلامك الحلو الف شكر ليكي بحد 😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-19, 06:38 AM   #18

princess miroo
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية princess miroo

? العضوٌ??? » 302056
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 161
?  نُقآطِيْ » princess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond reputeprincess miroo has a reputation beyond repute
افتراضي

حلوة الروايه جدااا... متشوقه جدااا للاحداث

princess miroo غير متواجد حالياً  
التوقيع


اللهم احمي بلدي مصر ارض وشعب وجيش اللهم احفظها ياااااااااااااارب العالمين
اللهم احمي سوريا ارض وشعب اللهم احميها من اعداءها داخلها اوخارجها
اللهم احمي بلادنا العربيه من الخونه والفاسدين واحميها من الاعداء يا ارحم الراحمين
رد مع اقتباس
قديم 14-10-19, 09:45 AM   #19

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة princess miroo مشاهدة المشاركة
حلوة الروايه جدااا... متشوقه جدااا للاحداث
الف شكر ليكي ولكلامك ويارب تعجبك بجد 😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 12:06 AM   #20

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر .....

الخداع ....كم هو مؤلم ان نفقد اهم من لدينا لمجرد كلمه او فعل .. والاصعب شعور افتقاد الثقه عند ممن اسكناهم تجاويف الفؤاد ... فجرح خداع الحبيب دائما ما يكون مؤلما لانه يأتي مباغتا ..دون سابق انذار .. دون ان نتوقعه ..

" مالك .. انااا .... انا لست مخطوبه "
ما اسهل نطقهاا.. و ما اصعب وقعها .. تسمر مالك مكانه يرفع رأسه بعينين متسعتين .. تكاد تخرج من محجريها .. استدار بكليته اليها علي نفس النظره المصدومه مستفهما
" نعم .. ماذا قلتي .. "
ارتعدت من هيئته المخيفه .. و طوفان الغضب القادم من عينيه .. كانت تقبض كفيها بجانبها .. محاوله اخفاء توترها ولكنها رفعت ذقنها بثقه ذائفه قائله " كما سمعت يا مالك .. انا لست مخطوبه .. لقد فسخت خطبتي بعد اربعه اشهر من اتمامها " .. اقترب خطوه و عينيه يزداد اتساعهما .. فابتعدت متوجسه خطوتين للوراء ..
قبض علي معصمها بقوه آلمتها و رفعه وهو يهدر من بين اسنانه غاضبا " لست مخطوبه .. تخدعيني كل هذا الوقت .. وانا .. وانا المغفل الذي يبكي اطلالك .. و يعيش ذنب فقدانك "

ازداد فحيح غضبه قائلا " تخدعيني يا شجن .. تجعليني اعيش في كذبتك كل هذا الوقت .. انتِ يا شجن "

هدر بجملته الاخيره بعنف مما جعل كريم ينتقض قائما من مكانه سريعا يتوجه اليه .. دخل عليهم الشرفه .. يجد مالك يقبض بشده علي معصم شجن و غضبه يخرج من عينيه .. التفت اليه مالك علي نفس النظره و ادرك في هذه اللحظه من نظرات صديقه انه تجاوز في غضبه .. ترك معصمها ببطيء .. و ابتعد عنها ..ثم التفت يخرج دون ان ينظر لاحد .. صافقا باب منزل صديقه بعنف مما جعل الوجهه تحدق في بعضها البعض في وجوم متسائلين ماذا يحدث ..

نظر كريم لشجن مستفسرا يهز رأسه .. و رأي تجمع دموعها داخل عينيها و التي تأبي خروجهم .. خرجت هي الاخري خلفه .. و وقف كريم ينظر لخرجهم بأسي ..

خارج البيت تحرك مالك يستشيط غضبا .. تجمد مكانه حين سمع صوتها من بعيد لكنه
لم يستدر اليها ..
"مالك انتظر من فضلك .. "
هرولت اليه بانفاس متقطعه .. التفت تقف امامه و قالت بحذر " مالك .. انا لم اخدعك .. كنت سأصارحك منذ رأيتك و لكني في كل مره يتلجم لساني .. واخر مره التقيتك بها كنت سأ .. " ابتلعت كلامها حين هدر فيها غاضبا ..

" وقبل ذلك يا شجن .. هل كنت تعلمين مدي عذابي وانا علي بعد ملايين الاميال احتاجك .. احتاج سماع صوتك .. اتعذب ببعدك عني .. في اشد اوقاتي ضيقاً كنت لا اريد سواكي .. كنت امنع نفسي عنكِ .. تعذبت مرارا لاقتلعك من داخلي .. " تحدق في وجهه بنظرات متوتره .. هل تفرح لهذا الهجوم ام تغضب .. هل قلبه من يحتاجها .. ام يحتاج دعمها ... حاولت ان تلملم دموعها داخل عينيها وقالت بنبره ثابته
" ماذا كنت تريد مني يا مالك .. وقتها تحديدا ماذا اردت " اشاح بوجهه جانبا يتنفس بعنف ويضع كفيه علي خصره .. ازداد لهيب نبرتها و قالت بحده " انت لا تري غير مالك ... تحتاج من يسندك .. يكوون بجانبك .. اما انا ادور حول ما اعانيه وما يتصدع بداخلي .. هل وصلك لاي مدي كان احتياجي اليك .. الي اي مدي كنت اموت بدونك .. كنت اجول الطرقات ابحث عن طيفك في كل مكان .. "
سكتت لثواني تستجمع نفسها .. ثم اضافت بدموع لم تستطع كبحها " كنت انت من احتاجه بجانبي .. من كل الدنيا لم ارد سواك .. ماذا فعلت ضربت بي عرض الحائط .. "

اقترب خطوه اخري .. و هو داخله يثور كالبركان .. يخرج غضبه في عينيه .. ثم قال ضاغطا علي كل حرف " خدعتيني يا شجن .. "
اطرقت في حرج .. ثم اضاف " انتِ الوحيده التي استثنيتها من اي قواعد .. من اي قوانين وضعتها لنفسي .. لم ولن اثق بإنسان كما وثقت بكِ .. انت بمكانه لم يستطع احد الوصول اليها .. كنت اعتقد انكِ كتاب مفتوح امامي .. ادركت الآن انكِ مثلهم جميعا .. "
اظلمت عيناها من هول التشبيه .. من رصاص كلماته التي تنطلق بلا هواده .. قالت بنبره يملؤها الأسي و الخذلان
" انا يا مالك بعد كل ما مررنا به .. كل هذا انا " قال مبتسما بسخريه يشدد علي كلماته
" انت مثلهم جميعا .. تستلذين بعذاب الاخرين .. و لكن انا لست اي شخص .. انا رفيق العمر كما كنت تتغنين دائما يا رفيقه العمر .. فعلت مثلهم جميعا .. شكرا لك يا صديقتي .. يا ثقتي التي كانت ليس لها مدي .. "
تحرك ليرحل .. و لكنه استدار لينهي ما بدأه بعينين غاضبتين خسرت خساره فادحه للتو ..
" انتي من تشبثت بها و خرجت بها .. ولكن الآن اذا كانت روحي بيدك سأزهقها بيدي يا شجن .. ولن تستلذي بعذابي لن تهنأي بعذابي " ..قالت شجن باكيه و لكن بثقه و تحدي " اطمئن لقد ازهقتها بالفعل .. ازهقت روحك و روحي يا رفيق العمر .."

افترقا كل في طريقه .. كل منهما يحمل مشاعر محطمه واشلاء حكايه ممزقه ..كل منهما يحمل رصاص كلمات الاخر التي اخترقت صدره و قلبه .. كل منهما افترق في طريق لكن روح كل منهما تسري في شريان الاخر .....


.............. ................


وصلت عاليا امام البنايه .. تتحرك في جمود .. كإنسان آلي ..او جسد بلا روح .. كطائر فقد موطنه واصبح هائما بلا مأوي .. دخلت البنايه بنفس الخطوات الحزينه .. حتي وصلت لشقتها فتحت بابها و .. قبل ان تخطو للداخل كان قد وصل إليها .. قال بحزن دفين .. حزن بفقدان عزيزته ..
" عاليا .. انتظري .. "
التفتت برأسها إليه .. وقالت بكل أسي اللحظات السابقه .." لن استطيع يا ابيه .. اتركني الان ارجوك .. "
اقترب منها يقول بعشق الاب والاخ و الحبيب .. " عاليا .. رجاءا .. لن اطيل .. " اطرقت لثانيه ثم أشارت له ليدخل ..

في الداخل اقتربت منه تقول وهي تُشيح بعينيها بعيدا عنه .. " ماذا تريد يا ابيه "

اقترب يقول بثبات و حزم شخصيه حمزه القويه و الدافئه بنفس الوقت ..
" جئت اعتذر يا عاليا "
التفتت بعينيها اليه مصدومه مره اخري .. كل تصرف من حمزه في الآونه الاخيره اصبح غريبا .. وكل تصرف منه يصدمها اكثر من ذي قبل
قالت بتعب " ولما الاعتذار يا ابيه .. و عما تعتذر .. لم يحدث شيء لتعتذر .. "
قال بنفس الثبات و عينيه في عينيها ..
" بلي فعلت .. فعلت ما وجب الاعتذار عنه .. سامحيني عاليا لم اكن بوعيي .. " اطرق و رجع لعينيها مره اخري ليضيف " رأيت في عينيك خوف و هلع مني انا .. لاول مره .. لن اتحمل خسرانك يا طفلتي .. لن استطيع ان اري خوفك مني و الخذلان الذي يظهر في عينيك .. "
نزلت دمعه وحيده وسط حاله الجمود التي تعيشها .. فأضاف حمزه وهو يقرب اصابعه ليمسح دمعتها ولكنها تجمدت في الهواء " لن اتحمل هذه الدموع بسببي .. هذه الحاله الحزينه بكي "
خطت عاليا بعيدا عنه و قالت
" انا فعلا ارتعبت .. ولكن ارتعبت لفقدانك .. هل تعلم ان اعظم حب بداخلي هو حبي لك .. حبي لك الاخوي .. فارق السن بيننا جعلني اضعك في مكانه الاب والاخ الكبير .. و هذه المكانه اغلي عندي من اي حب او زواج .. "

رجعت اليه و نظرت في عينه وسألت بتحدي
" هل تستطيع ان تجعلني استعيد هذه الحاله .. استعيد اخي حمزه .. ؟! "
هزت رأسها بيأس واضافت " اعتقد ان ما حُطم بداخلي في هذه الليله لن يعوضه اي شيء .. لن استطيع ان اراك اخي .. لن استطيع ان احتمي بحضنك من غدر الناس و الزمن .. خذلتني كأخ يا ابيه .. "
اقترب يقبض علي ذراعيه و في عينيه دفيء و ثبات " عاليا ... انا لم اخطيء .. ان قلبي ينبض لك انتِ .. هل تعلمين معني ان تعيشي و تتنفسي فقط لأجل شخص واحد .. قلبِك ينبض به و له .. سنين و انا احمل فوق صدري ابيات من عشق ولكني دفنتها داخلي .. حتي لا اري هذه النظره في عينيك .. حتي لا اخسرك .. كنت علي استعداد ان اكون جانبك بأي شكل و صفه ولكني .... ولكني ضعفت .. خُفت من المجهول .. حين تخيلتك في احضان شخص اخر .. لم استطع كبح نفسي .. "

ضيقت عيناها قليلا .. تتأمله .. كأنها تتعرف عليه لاول مره .. تستكشف دواخله .. تطّلع علي غياباته .. فأضاف بنفس الثبات و بنبره دافئه " انسي كل ما قلته .. انسي اليوم بأكمله .. و عودي الي يا عاليا .. عودي طفلتي .."
نظرت له نظره انكسار قائله " ليت ما نفقده نستطيع اعادته بهذه السهوله يا ابيه .. ليت تشكيل مشاعرنا و قلوبنا بإيدينا .. "
نظرت الي يديها المتشابكه في صمت .. ثم رفعت رأسها اليه بثقه وقالت " اتركها للايام يا ابيه .. علها تمحو هذه الغمامه .. "
تركته و استدارت تتدخل غرفتها .. وقف ينظر لبابها المغلق .. كان يتنبأ بحدوث كل هذا .. ولكن لم يتخيل ان يفقدها بهذا الشكل .. هل اخطيء حين تسرع في طلبه .. ولكن يجب ان يمهلها بعض الوقت .. كي تخرج من حالتها المنعزله ....
فخرج من بيت عمه وهو فاقدا للحياه .. بدون ضحكه طفلته هو فاقدا لروحه ....


في غرفه عاليا ..
اخذت تحدق لنفسها في المرآه بذهول .. لا تفهم حقا ما تمر به و ما ينتابها .. تتذكر كلامه معها .. و تشعر بنغز في صدرها .. من الصعب ان تري حمزه حزينا و بسببها .. و لكن صدمتها اكبر من ان تستوعبها الآن .. ..

سمعت طرقا علي الباب التفتت لتجد والدها يدخل .. فلم تشعر الا وهي تقوم من مكانها .. تهرول اليه دافنه نفسها في احضانه ..
تحتاج هذا الحضن الآن .. فحضن والدها هو اكثر الاماكن اتساعا .. وقتها تنقشع كل الاحزان .. ويحل محلها دفيء ابوي خالص ..

ربت علي شعرها بحنان .. و اسند ذقنه علي رأسها .. بعد دقائق صمت لا يسمع الي صوت انفاسها التي هدأت عندما دخلت ملجئها ...
قال والدها بحنان كلماته
" هوني علي نفسك يا ابنتي .. لا تحاكمي حمزه علي ما يشعر به .. انتِ لا تعلمي ما يكنه لكِ بقلبه يا عاليا .. "
تركت حضنه تنظر إليه بعلامات استفهام و تعجب تخرج من عينيها ثم قالت " هل كنت تعلم يا أبي .. "
تركها و ليجلس علي طارف سريرها..
" كنت اعرف حتي قبل ان يدرك حمزه ما في قلبه .. "
اخذت تحدق في وجهه بغرابه ما تسمعه وما تشعر به ثم اضاف " حمزه يعشقك يا ابنتي .. تعلّم قلبه ان يُحب علي يديكِ .. احتوي كل ما في قلبه و اخفاه حتي عن نفسه .. خنق احساسه بيده .. حتي لا يٌخطيء وحتي لا يخسرني و يخسرك .. حمزه رجل قلّما تجديه في هذه الحياه القاسيه .. "
اقتربت عاليا بخطوات ثابته بطيئه .. تكاد تجزم انها تحلم .. تعيش مع أُناس لا تعرفهم مطلقا .. حدسها يخبرها بشيء لا تفهمه .. " ابي بما تُطمئني .. انا اعرف ابيه حمزه جيدا هو من رباني معك .. هو حارسي وسندي .. هو اخي الذي لا اعرف سواه .. لكن من تتكلم عنه الآن لا اعرفه .. شخص اخر .. ماذا تنتظرون مني .. ان اطير من السعاده .. لا يا ابي .. انا فقدت اخي في هذه اللحظه و هذه اكبر خساره عشتها بحياتي .. ليته ظل اخي ..
حتي وان لم اتزوج لباقي عمري ... "

جلست بجانبه بوجه حزين تطرق في أسي
رفع والدها ذقنها ينظر داخل عينيها قائلا ..
" عاليا اعطيه فرصه .. و اعطي لنفسك بعض الوقت لتستوعبي .. لا تجعليه يكره نفسه لخسارتك .. و يكرهني لأني السبب "

اتسعت عيناها فجأه عند هذه الكلمه وقالت متسائله " ماذا تعني .. هل لك يد بهذا يا أبي"
رد بثبات " نعم يا عاليا .. انا من طلبت منه ان يتزوجك .. " قامت منتفضه من مكانها تحدق به بصدمه .. ثم قالت
" انت من طلبت هذا.. لماذا يا ابي " قام من مكانه .. يحاوط وجنتيها بكفيه .. ويقول " لأنه يعشقك يا ابنتي .. ولأني اخاف تركك وحيده في الدنيا من بعدي .. ولن اطمئن الا لوجوده بجانبك .. لم افعل هذا الا بيقيني انكِ تسري بداخله .. وهو لم ينطق لم يقل سره ..ولكن فضحته عيناه اينما تواجدتي أمامه .. "
سكت عن كلامه يتأمل عينيها الجميله بدموعها المتجمعه داخلها والتي تشبه عيون والدتها ..
" تذكري انها امنيه لي يا عاليا .. اذا فارقت هذه الدنيا .. لن تحتمي الا به .. سيكون حضنك الدافيء .. يكفي ما في قلبه لك ليغمرك به ما حييتِ .. "

جرت الدموع في مقلتيها و نزلت علي وجنتيها .. فدخلت الي حضنه مره اخري تحتمي قائله " لا حرمني الله منك يا وسيم .. اطال الله في عمرك يا حبيبي " و اخذت تبكي بحرقه ومراره ما تشعر به من اضطرابات و اتقلابات داخلها ..
تبكي بداخل حضن والدها و هو يمرر يده بشعرها بحنان .....


.............. ..............

مساءا ..

غرفه نور و كريم ..

اخذ كريم حمامه وخرج يلف جزعه بمنشفه كبيره.. حين خرج وجد امامه لوحته الجميله بقميص ذهبي من الحرير ترتدي فوقه مئزرها الناعم.. لم تنته لوجوده المسحور خلفها .. ساحرته الجميله ببشرتها الببضاء والتي تضيء تحت اللون الذهبي الذي ترتديه .. تحرك ناحيتها يحتضن خصرها .. اختضت من حركته المباغته .. التفت اليه تضربه بخفه علي كتفه العاري تقول
" افزعتني يا كريم .. متي ستنتهي من هذه الحركات الطفوليه .. " ضمها لصدره و ابتسم قائلا بهمس بجانب اذنها .. " لا اعتقد انني سأنتهي .. ما دمتِ تظهرين امامي فجأه بهذا السحر .. تجعليني افقد رشدي .. والله سأجن قريبا .. "
اقترب بوجهه يقبلها بجانب شفتيها بخفه .. و بداخل تجويف رقبتها .. استجابت له وضاعت من لمساته التي تذيبها .. ابتعد مره اخري يلهث .. يتأملها و يمليء عينيه بجمالها .. ابتعدت عنه مبتسمه فاستدار الي دولابه ليخرج ملابسه .. قالت له نور باستفهام متسائله
" كريم .. ماذا يحدث مع صديقك .. "
نظر اليها لا يعرف حقا ماذا يقول .. ان احوال مالك غريبه .. رغم انهم اصدقاء منذ سنوات كثيره .. و يعرف جيدا ظروفه الصعبه والتي صنعت منه شخصا عنيدا .. مندفعا .. غاضبا رغم مرحه الدائم .. ولكن منذ فتره طويله لا يفهمه .. ومالك يتهرب منه ..
قال بعد تفكير
" حقيقاً لا اعرف .. هناك شيء حدث بينه و بين شجن .. انتي تعرفي برغم قربهم الشديد .. الا انهم دائمي الشجار .. و بعدها يعودا كأن شيء لم يكن ..."
قالت نور و هي تجلس علي احد الكراسي الموجوده بالغرفه
" هل تعرف ان شجن فسخت خطبتها منذ فتره كبيره .. "
سكت كريم لدقيقه مفكراً فيما تقول من اكتشاف جديد ينضم لما يكتشفه عن هذا الثنائي منذ سنوات .. فقطعت عليه نور تفكيره الذي طال قائله " كريييم .... اين ذهبت " قال كريم متسائلا ..
" منذ متي تعرفين هذه المعلومه .. " ردت نور " اليوم فقط عرفت من عاليا .. لكنني كنت اشك منذ فتره " ثم اضافت
" كريم .. انا موقنه منذ ايام الجامعه ان مالك و شجن لن يفترقا .. هما جزء لن يتجزء .. برغم ان مالك ارتبط كثيرا بأُخريات وبالرغم من نزاعاتهم الدائمه كما تقول .. ولكني كنت اجزم في كل مره انهم لن يكونا إلا لبعضهما البعض .. حتي وقت خطبه شجن .. كانت واجمه حزينه .. بها شيء مكسور بداخلها .. "

ضيقت عيناها بنظرات خبيثه قائله .. " اعتقد ان ما حدث اليوم .. له علاقه بهذا " ظل كريم يحدق بها يجمع افكاره و يرتبها ..
و حين انتهي من ارتداء ملابسه اقترب منها يحني جذعه اليها و يستند الي ظهر الكرسي .. قائلا بإبتسامه متلاعبه وهو يشد طرف رباط مئزرها ..
" دعينا من مالك الآن و اخبريني .. هل احمر الشفاه هذا ثابت ام سيُمحي الآن بتقبيلك .. "

ابتسمت بخجل واقترب منها يلتهم شفتيها .. ولكنه انتفض بعنف حين اجفله رنين هاتفه ..
ذهب ليحضره فوجد اسم مالك امامه .. اتجه بهاتفه يقول اليها ..
" ها هو عفريت العلبه .. " فتح الخط بغيظ ..قائلا " نعم ماذا تريد في هذه الساعه يا .... " رد عليه مالك بضيق " كريم اين انت ... ماذا تفعل الآن " تلعثم كريم و توتر كأنه ضُبط بجرم علي العلن .. قال بوجه محمر

" مم... ما شأنك انت ماذا افعل .. هل تتصل بي الآن لتسألني هذا السؤال " ...
سمع طوفان من الشتائم .. ثم قال كريم وهو يبعد الهاتف عن اذنه " اهدء يا بغل .. ماذا حدث ؟!"
رد مالك بحده " اسمع يا .... انا تحت بيتك .. عشر دقائق و تكون امامي والا دخلت و سحبتك من جانبها .. ألا يوجد حياء ابدا "
واغلق الخط بعنف ..

نظر كريم لزوجته التي تنظر له بعلامات استفهام .. فقال لها يبتلع ريقه من الحرج .. " لقد ذهب عقله .. هل اودعه مستشفي امراض نفسيه لاتخلص منه " ابتسمت نور .. فقال لها " اسمعي . سأخرج له حتي لا يرتكب حماقه وهو بهذه الحاله .. رجاءا .. لا تنامي .. انتظريني و كما انتي ...
ها " ضحكت نور من قلبها فشدها لحضنه و هم بتقبيلها فضربته لتذكره بصديقه .. فهرول الي دولابه يستبدل ملابسه بسرعه و خرج راكضا لهذا المجنون .....


علي مقهي قريب كانوا الصديقين معا .. صامتين .. مالك يكتف يديه و ينظر الي السماء في وجوم .. كأنه يجلس بمفرده ..
اما كريم يضع كفه اسفل ذقنه ينظر الي صديقه في يأس .. ينتظر ان يحنو عليه بأي كلمه .. او يلتفت اليه .. ينظر لساعته كل فتره .. في انتظار انتهاء هذه الجلسه الصامته حتي يعود لزوجته ..
قال مالك بحده " هل ستظل تنظر في ساعتك هكذا .. اذا كنت مللت جلستي اذهب عن وجهي ولا توترني .. "
اخفض كريم يده و اتسعت عيناه و كان علي وشك لكمه .. فقال بغضب
" نعم ..يا حبيبي .. بعد كل هذا الصمت .. لقد ضاعت الليله وانتهي الامر "
نظر له مالك بامتعاض و قال.. " سافل "
نظر له كريم باستغراب اكبر
." يا ابني .. انها زوجتي .. ثم .. لما تتدخل في هذا الموضوع من الاساس " ..
سكت مالك مره اخري ينظر للسماء .. ثم قال هامسا وهو علي نفس جلسته
" كريم " رد كريم بنبره متهكمه وهو يضع كفه تحت ذقنه.. " يا روح كريم "
تنهد مالك و قاال " هل كنت تعرف " قال كريم متسائلا .." ما الذي اعرفه "
تغيرت تعابير مالك وقال بغضب يظهر علي وجهه ولكن بنفس النبره " هل كنت تعلم بفسخ خطبتها " ..
اطرق كريم بنصف ابتسامه .. حين اتضحت أمامه الرؤيه وقال بمكر يرفع حاجبه
" وماذا يهمك او يغضبك في هذا .. ؟ " التفت برأسه اليه " اجبني يا كريم بلا مرواغه .. " ابتسم كريم و قال " لا .. لم اكن اعرف .. ولكني شككت في الامر .."
التفت مالك اليه بجسده وقال " كيف اخبرني .. " قال كريم .. " لم يظهر معها منذ خطبتها ابدا .. بالاضافه الي انها لا ترتدي خاتم " ..
انتبه مالك لتفكير صديقه و كلامه فأضاف كريم بنفس الابتسامه و النظره الماكره
" مالك .. ما سبب ما حدث اليوم .. " رجع مالك لجلسته قائلا " هذا ليس من شأنك " ..

رفع كريم حاجبا واحده وقال بحزم " الهذه الدرجه .. تحبها " اغمض مالك عينيه من تأثير الكلمه عليه و قال لصاحبه وهو ينظر للسماء
" اري ان تهتم بشؤنك و بزوجتك و بقله حياءك "
تأثر مالك من حزن صديق عمره فقال ناصحا له " مالك .. يجب ان تخرج ما بداخلك يا صديقي .. انت صديق عمري و اعرفك جيدا .. انت تحبها يا رجل لا تنكر "
انتفض من جلسته يستدير اليه و يقول بحده " نعم ... نعم احبها .. احبها و اشعر بكل حرف في هذه الكمله "
هدأت نبرته و تغيرت .. اصبحت نبره يملؤها العشق .." اعشقها يا كريم .. وكأني لم اعشق قبلها .. هي اصبحت جزء من روحي من انفاسي .. " قاطعه كريم " اذن لما هذه الحاله يا ابني " ضرب مالك علي سطح الطاوله بغضب وقال
" لأنها خدعتني يا كريم .. جعلتني اعيش سنين غربتي الماضيه اموت بدونها .. اعتقدت اني فقدتها الي الابد ... تعذبت بكونها مِلك لآخر .. لم تكلف نفسها و تخبرني .. تخفف عني تعبي و فقداني وغربتي .. خدعتني يا كريم "

تأمل كريم هيئته المشعثه في ألم .. مهما حدث فمالك صديق طفولته فقال يؤنبه "
هل انت معقد يا مالك .. هل انت مغيب اعمي لا تري "
نظر له مالك مستفهما بغضب فأضاف يقول..
" شجن تحبك ايها البغل "
نظر له مالك محدقا متفاجئا فأضاف صديقه بحزم و حده .. " نعم يا غبي .. تحبك منذ سنوات لسوء حظها المسكينه و جميعنا لاحظنا ..عداك .. "
اهتزت مقلتي مالك في توتر فأضاف كريم
" وللاسف انت ايضا احببتها .. ولكنك جلف ادركت مشاعرك بعد فوات الوقت .. " سكت كريم لدقائق وقال
" هي لها كل الحق .. ومعها كل العذر .. لقد تحملت منك الكثير فلا تكن قاسي معها و مع نفسك يا رجل .. "
التفت مالك يتطلع امامه .. يقلب كلام صديقه الذي صدمه و اوجعه ..
اضاف كريم بنبره هادئه " يجب ان تفكر فيما قلته يا صديقي .. لا تخسر قلب كقلب شجن .. افتح قلبك و عينيك .. ولا تجعل عقدك القديمه تزيل في طريقها كل من احببت "
نظر له مالك بتعجب وقال له
" هذه جملتها .. لقد قالت لي هذا الكلام من قبل "
ابتسم كريم بمكر رافعا حاجبا واحدا وقال بسخريه " عشت حتي اليوم الذي اجدك فيه عاشقاً يا وحش "

تركه كريم و ظل علي جلسته يتأمل السماء التي ترسم وجهها مع النجوم ... كانت مفاجأه فعلا ان يعرف انها تحبه من سنوات الجامعه .. لم ينتبه ابدا لمشاعرها .. الهذه الدرجه كان غافلا عنها.. عند هذه الفكره تذكر كلامها ..

###" انت لا تري غير مالك ... تحتاج من يسندك .. يكوون بجانبك .. اما انا ادور حول ما اعانيه وما يتصدع بداخلي .. هل وصلك لاي مدي كان احتياجي اليك .. الي اي مدي كنت اموت بدونك .. كنت اجول الطرقات ابحث عن طيفك في كل مكان ."####

####" كنت انت من احتاجه بجانبي .. من كل الدنيا لم ارد سواك .. ماذا فعلت ضربت بي عرض الحائط .. " ####

اذن هي فعلا كانت تعشقه وهو كالاعمي لم يري الا احتياجه لها ..انتفض واقفا من مكانه ..يخطو بدون عقل .. ولم يشعر الا وهو يتجه الي بيتها .....


امام بيتها .. ينظر الي شباكها بعينين متمرده .. يخرج هاتفه ليتصل بها .. ولكنها لم ترد .. حين سمع انتهاء الجرس .. عاود الاتصال مره ثانيه و ايضا لم ترد .. احمر وجهه غضبا وقال بعصبيه ينظر لهاتفه " هذا ليس وقته يا غبيه "

كتب لها رساله " شجن ردي .. اريدك في امر هام .. " قرأت رسالته و لكنها لم ترد
فكتب مره اخري بمزيد من الغيظ .. " شجن .. هيا .. لا تكوني سخيفه .. انا اقف امام بيتك .. ان لم تردي سانادي بعلو صوتي من هنا و تحملي انتي وعائلتك هذه الفضائح .. ها "

رأت رسالته فتوجست من جنونه .. ارتدت اسدال صلاتها وخرجت تفتح نافذتها و هاتفها بيدها ..
رأته يقف من بعيد بهيئته المشعثه والذي يبدو عليه الغضب .. ولكنها غاضبه اكثر منه .. حزينه .. مواجهتهم اليوم كانت اصعب من ان تمر ..تركت اثر سيبقي طويلا .. طويلا جدا

فتحت الخط حين وجدته يتصل و قالت بحده
" نعم .. ماذا تريد .. " قال بحده اكبر " اريد ان اراكي "
ضمت حاجبيها و قالت " تراني .. هل جننت .. في هذا الوقت " قال بحده و بدأت نبره صوته تعلو " نعم يا شجن .. انزلي حالا.. "
قالت تعنفه .. " لا يا مالك .. لن انزل ..انت حقا فقدت عقلك .. اذهب رجاءا .. سينتبه لك الجيران "
بدأ يظهر وجهه لها من اناره الشارع فوجدته غاضبا جدا .. هم ليتكلم فقاطعته و قالت
" مالك .. ارجوك .. لا يوجد اي كلام يقال .. لقد قلنا كل شيء و انتهي الامر .. انتهي يا رفيق العمر .. والان رجاءا يجب ان اغلق .."

هدأت حده نبرته وقال " شجن .. انا سأعود بعد يومين" ... حاله من الحزن و الفقد انتابتها وقالت بهدوء و ثبات حزين " وفقك الله يا مالك .. اراك علي خير "

عاود نادؤها ببحه هامسه بها كل العشق ..
" شجن ... " ردت بتحدي رافعه ذقنها ولكنها تموت من داخلها .. " مع السلامه يا مالك " ...

اغلقت الخط وهي مازالت تنظر له .. وهو ظل علي وقفته ينظر لها من بعيد لم يري دموعها في هذا الوقت .. وهي لم تري قلبه بداخله لم تري عينيه تطلب وصالها .. تخاف فراقها ..
اغلقت نافذتها بهدوء و استدارت ترتمي علي سريرها .. تفرغ به دموع القهر و الظلم .. دموع السنين .. دموع عشق مزقها .. عشق دخل بجيوشه و استعمر قلبها .. احتله و دمره ..

اما هو فسار بدربه .. الذي اختاره لنفسه و بنفسه .. يتجرع كأس الحرمان و الفقد الذي صنعه بيديه .. حرمانه من وليفه عمره .. وكل نبته يجيء وقت حصادها .. وهو زرع بيده .. وها هو يحصد زرعته ..


................ ..................

صباح اليوم التالي

دخلت عاليا النادي تبحث عن شجن .. وجدتها جالسه في حزن تدور بإصبعها علي حافه فنجانها .. لا تشعر بمن حولها من البشر ..

جلست عاليا بجانبها تتأملها حزينه .. فقالت " صباح الخير يا شجن ... ماذا بكي يا حبيبتي .."
قصت عليها شجن ما حدث منذ تواجدهم بمنزل نور و قالت بعدها ..
"لقد ذبحني بكلامه يا عاليا .. فقدته ..
انا هنا فقدته و فقدت روحي .. لن اسامحه ابدا .. ابدا "
شدت عاليا علي كف صديقتها وقالت " ان مالك يحبك يا شجن .. انتم تعانون من اندفاع رهيب في الحب و في الغضب .. فهو شعله متقده من نار .. هذه النار تجعلك لا ترين ما بقلبه "
قالت شجن باكيه "سيرحل غدا يا عاليا .. سيرحل و قد ترك بقلبي أثر لن يمُحي .. ما قلناه امس .. حطم اشياء جميله تعيش بداخلنا .. جعل صورتنا في قلوبنا باهته .. مشوهه .....

ردت عاليا بثقه .. " ستُمحي يا شجن .. انتي و مالك ارواحكم متجانسه .. لن تفترقا ابدا .. مهما طالت الايام ... ستعودا .. ستعودا روحاً واحده ....

اطرقت عاليا صامته .. فتوجهت شجن تجلس بجانبها .. وقالت " ماذا بكي يا عاليا .. تبدين حزينه منذ فتره ... هل حدث معك شيء "

ردت عاليا بضعف " نعم .. حدث اشياء .. فقدت اعز ما لدي يا شجن " سكتت عاليا ثم اضافت تنظر امامها بحزن " اخر ما كنت اتوقعه .. لقد طلبني حمزه .. "
هزت شجن رأسها لتستوعب .. وقالت متلعثمه وهي بحاله من الذهول ..
" حمزه ... اي. ... اي حمزه .. ابن عمك .. هل تهذين " .. اومأت عاليا برأسها قائله " نعم .. هذا قمه الهذيان "


رفعت رأسها ببطيء تنظر امهامها .. وجدته يتقدم منها بخطوات ثابته .. بابتسامته الجذابه .. تقدم منهم و قال " صباح الخير .. كيف حالكم " نظرت له عاليا بافتقاد حزين و لم تنطق .. مما جعل شجن تتنحنح و تقول " احمم .. نحن بخير استاذ عنان .. شكرا لك "
عاد بعينيه لعاليا قائلا .. " هل لي ان اتحدث معكي لدقائق يا عاليا "
توترت عاليا تحرك اصابعها .. فقامت شجن بحرج من مكانها تقول .. " سأترككم لبعض الوقت .. اريد اجراء مكالمه هامه " تركتهم و انطلقت ..

اقترب عنان منها يتأمل ملامحها الجميله .. ثم قال " افتقدتك يا عاليا .. اين انتي .. لما تغلقين هاتفك دائما .. ولما لم تأتي .. "
نظرت داخل عينيه و تطرّق لعينيها فرأي فيهما كل الحزن .. قال لها بقلق " ماذا حدث يا عاليا .. تبدين حزينه " .. اطرقت في حزن تنظر الي اصابعها المتوتره ..
" لا شيء يا عنان انا بخير .. بعض القلق علي ابي "
قال بهمس عاشق " اشتقت اليك يا عاليا .. اشتقت الي عينيكي .. كنتِ معي في كل وقت ولكني افتقدكِ افتقدت حتي هذه النظره التي تقتلني بداخل عينيك .. .. ماذا فعلتي بي يا استاذه .. "

تنظر اليه بوله .. بعشق يعذبها لم تكن تدركه الا حين رأته .. و غلاله الدموع بدأت تظهر في عينيها .. قالت بحرج .." وانا ايضا اشتقت اليك يا عنان .. ولكن اعذرني هذه الفتره ..
انا امر بظروف صعبه .. و .. " قاطعها يقول " اششششش ... تعالي معي هيا ... جواد يريد ان يراكِ ... " ثم همس بقربها " يشتاق اليكِ .. جدا ... "

ابتسمت بحب .. و تحركت معه الي الاسطبلات .. توجهوا الي جواد و تلمسته بيديها .. و قالت تهمس له في اذنه .. " اشتقت اليك يا جواد .. و اعلم انك اشتقت الي .. "
نظر لها عنان بطارف عينه يقول بعيون ضاحكه لامعه .. " اعتدتي علي لمس جوادي يا جينيه .. و ايضا بينكم اسرار .. لقد بدأت اغار منه .. لقد وصل الاستاذ جواد لقبك .. وهذا لن اسمح به"
ضحكت لاول مره منذ ايام .. فبمجرد من رؤيه عنان .. تغيرت حالتها .. و بدأت عينيها باللمعان .. و انقشاع الألم بداخلها ...

وبين الحديث والابتسام كانت لمي هناك علي بعد خطوات تشاهدهم عن بُعد .. عيناها إلتقطا ذبذبات عشق بينهم .. توترت و ظهرت نيران غيره بداخلها .. اماتتها .. ضيقت عينيها في توعد ..
فهي لن تخسر عنان .. عنان لها مهما حدث .. ملكها منذ زمن .. لن تفقده .. لن تدعه لغيرها مهما حدث .....

بعد عده ساعات .. التقطت عاليا هاتفها الذي تصاعد رنينه .. و توجست حين رأت اسم حمزه .. ردت بخوف .. " ومع كل لحظه تتسع عينيها رعبا " اخفضت الهاتف من يدها و دموعها خرجت من عينيها تطلب العون ..

نظر عنان لها بقلق و تسائل قائلا .. " عاليا ... ماذا هناك ... ماذا حدث يا عاليا .. "

لم تنطق بكلمه و اسرعت دموعها بالانهمار .. قال عنان بحده " عاليا .. تكلمي رجاءا .. "
التفتت تنظر له بعيون باكيه منهاره وقالت ..

"... ابي ......"



انتهي الفصل العاشر
اتمني انه يعجبكم
ومستنيه رأيكم و تعليقاتكم 😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.