آخر 10 مشاركات
عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          24 - خياط السيدات - اليزابيث آشتون - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الطائرة - سوزانا فيرث - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-10, 11:49 PM   #1

روائية طموحة

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 116829
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » روائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond repute
Talking العشق المكتوم ,,,(مكتملة )


[COLOR="Purple"]

بسم الله الرحمن الرحيم

تمت ولله الحمد
أنهاء روايتي

العشق المكتوم على ملف ورود

[IMG]تحميل الملف المكتوم .docx من هنا[/IMG]


من خلال نافذة خاصة بي أعجن من دقيق من الأحرف الهجائية عجينا لينا و أممده على سطح رخامي وأشكل منه معجنات روائية ربما تكون سيئة المذاق ولكن ما المانع من أن تتذوقها
أريد أن يتذوق معجناتي المتواضعة قراء عرب قد يروق لهم
ما تذوقوه فيعدون لمنزلي ويصيحون من خلف نافذتي مطالبين بعدد أكبر من المعجنات .
أنا
عبارة
عن
هذرة

فتاة روائية لديها قليلا من الحس الفن الروائي
فتاة عربية مبتدئة أرادت أن تقدم أحرفها لقراءة سيجودن عليها بكرمهم لتخصيصهم لها بعض دقائق من وقتهم الثمين لقراءة ما طبعته أحرف حاسبي آلي على نافذتي الخاصة

نوع الرواية : أجرامي , أكشن , تشويق , غموض .
مكان أحداث الرواية : المملكة العربية السعودية تحديداً مدينة الرياض .
عدد الأبطال : واحد وهي البطلة مها والبقية أدوارهم ثانوية .
عدد فصول الرواية : 16 فصل .
عدد الصفحات : 201.
ملخص مختصر لروايتي أعددته لم يرغب بمعرفة المحتوى حتى أتيح للقراء معرفة ما هم مقبلين على قراءته

مها فتاة فائقة الجمال يعقد قرأنها على شاب ثري من ثم تدخل السجن بتهمة لم ترتكبها عمداً ويشهد ضدها أربعة شهود زواراً فتقبع فترة زمنية بداخل أساور سجن الأحداث تدور داخل السجن وما يحدث من أمور محظورة بداخل أسوار السجن .

أتمنى أن ألقى نقداً أكثر من عبارات المديح أنا هنا أقف على عتباتكم أيها القراء منتظرة سماع ما جال بصدوركم من نقد أو شيء لم يعجبكم عبروا عما خطر بأذهانكم بحرية لا تقوموا بتصفية كلامكم وتنقيحه حتى لا تجرحوني أنا أتقبل كل ما تقولون بصدر الرحب ولستم مجبرين على أن تكونون لبقين معي أنا هنا لأرتقي بنقدكم كونوا على سجيتكم معي وابتعدوا لاعن الاصطناع فأنا أحبكم كما أنتم
لذواتكم ولكم حرية الرأي


والآن سوف أودعكم تاركتاً لكم صحن معجنات

الفصل الأول
( البداية )



أسير بخطى متهادية و خجولة , تتجه أعين الحضور من حولي على الحلي التي أرتديها فوميضها قد ألهب الصدور , يترقبون أية حركة عضلية خاطئة قد تضيف حدثا طريفاً ليلهم الذي ينون أن يعتكفون آخره بجلسة غيبة ونميمة مطولة , توجت ملكة لحفل زفافي لروعة ثوبي المستورد من فرنسا , شديد البياض مرصع بالكريستال الشوارفسكي والطرحة نسجت من خيوط الذهب الأبيض والصدر طرز بالآلف الخرز والكريستال , بين يدي الصغيرة أمسك بباقة من الورد الجوري المستديرة ويتدلى منها قماش بآخره باقة ورد جوري مستديرة أخرى أكاد أقع من الضنك فوزن الباقة كبير جداً ويكاد جسدي الضئيل يستطيع تحمل مجهود حملها خلال فترة زفتي بجوار زوجي المستقبلي بندر , أما عن زينتي فهي بسيطة غير متكلف بها أظهرت جمالي مكسبه إياي طلت بهية حسدني عليها الحضور بأكملهم .
وصلت لمنصتي المزينة بقوس من الوردي الجوري الضخم ويتدلى منه المئات من سلاسل اللآلئ أسرعت للأريكة لألقي بقليل من ثقل باقتي على الأرض فجذبني فارس خلاصي بندر نحوه بشكل مفاجئ هامس بأذني :
دعينا نلتقط صورة لنا سوياً أولا .
أردا مني أن أقف بجانبه أمام المصورة لأهبه قطعة من الورق ذكرى أبدية لحفل زفافنا لتصطف بجانب الصور الأخريات في ألبوم من شهود العيان لجريمة عمي .
فجأة في وسط الزخم وزغاريد الفرحة رأيت الحضور يتحدثون بشكل يثير الرهبة وأعينهم يملئوها الذعر والهلع يلوحون بأيدهم لبعضهم البعض بخوف , عم على الأجواء الربكة والضجة أنقسم الحضور إلى قسمين
قسم من النساء أسرعوا بالهرب وهم مذعورين والقسم الآخر كن متسمرين في أماكنهم بلا حراك كأنهم تماثيل ثلجية يتصببون عرقا من شدة الخوف
يشق هذا الفوج المولى فرار شخصاً لم أستطع معرفته ولكنه يشق الطريق باتجاهي بسرعة ويبدوا لي هو سبب وراء كل تلك الفوضى وأجواء الهلع .
وصل هذا الشخص الذي أخاف الجميع إلى وهو يخفى وجهه وراء شماغه , حملقت في وجهه محاولة معرفته ولكنني لم أستطع التعرف عليه , رفع رأسه وبتلك اللحظة شاهدت عيناه فعلمت بأنه فهد أبن عمي كانت عيناه تنذر ببدء معركة سفك دماء وضعت يدي على صدري خوفاُ وتوقفت عن التنفس لبضع ثوان وشعرت بتشنج في أمعائي .
أدخل يده في جيبه وأخرج منها مسدساً وأشهره نحو زوجي بندر , يمسك المسدس بثقة ويدان ثابتان ويرمق زوجي بنظرة حادة واضعاً أبهامه على الزناد بحزم , أطلق النار على صدر بندر فسقط أرضاً ملوثا بياض فستاني بدمائه المتناثرة أحضنت بندر وأنا أرتجف من هول الصدمة أحاول أن أستعيد رشدي ولكنني عاجزة فما حدث شل تفكيري أندفق الدم على فستاني وأنا أتملس جرحه .

رنين الهاتف المستمر أيقظني من كابوسي المرعب الذي يتكرر كل ليلة منذ عقد قرآني لبندر , نهضت من سريري مذعورة وحمدت الله على انتهاء هذا الكابوس المزعج التفتت نحو هاتفي الخلوي فهو مازال يرن ليذكرني بضرورة إجابتي على المتصل .
حملت هاتفي الخلوي وعيني حولها هالة من السواد لعدم أكتفائي من النوم منذ ما يقارب الشهر فهذه الكوابيس حرمتني من لذة النوم وأنهكت جسدي الهزيل وساهمت من زيادة شحوب لوني , أجبت على المتصل بصوت مخنوق من شدة الهلع: ألو .
بندر : الو غاليتي مها عذراً يبدوا بأنني أيقظتك من نومك .
مها : أهلا, قلتها بصوت منخفض خجول , احمرت على إثرها وجنتاي وارتجفت يدي, الحمد لله بأنك أيقظتني فقد كنت أشاهد كابوساً .
بندر: أكرر اعتذاري , صمت لولهة ثم قال : ما رأي جوهرتي المصونة بأن ترافقني لتناول العشاء بالخارج ؟؟؟
بعد هذا السيل العارم من الكلام المعسول انعقد لساني واختلطت كلماتي قائله : سووف اناا لابااأس حسناً, وأنهيت المكالمة في الحال .
نهضت مسرعة واتجهت لمرآتي و نظرت إلى وجهي لعله استيقظ كما استيقظت لكنه كان مستغرقا في نومه غير مبالي بحاجتي الماسة لمساندته لي في هذه الظرف الحرج علمت حينها أن فنجان القهوة هو الحل ...
توجهت للمطبخ مسرعة وأعددت كوباً من القهوة ارتشفت رشفة من قهوتي الثقيلة كما أحب فإذا بهاتف المنزل يرن, ترددت في الإجابة على الهاتف فإحساسي الداخلي يخبرني بأنه ليس بندر , بعد فترة من التفكير والتردد قررت رفع السماعة قائله : ألو .
حينها علمت صدق إحساسي فقد كانت رغد ...
رغد : كيف حالك يا قطة؟
مها : بخير وأنتٍ ما أخبارك ؟
بصوت مرح وسعيد قالت : الحمد لله , ما رأيك في الذهاب للسوق معا لنشتري لي فستاناً لحفل زفافك وإياك والرفض وإلا سآتي إليك وأختطفك بكل شراسة , ضحكت بشده .
بادلتها بضحكة مصطنعة محاولة الفرار من هذا الموضوع فأنا أعشق المكوث بالمنزل ولا أحبذ فكرة الخروج منه لأجل التسوق .
بصوت لحوح لجوج قالت :هيا أرجوك فأنا أريد الأخذ بمشورتك وأن أعرف رأيك بما سأنتقيه من فستان لحفل زفافك الأسطوري يا سندريلا .
أجبتها بكل برود : البسي ما شئتِ فرأيي لن يغير من الأمر شيئا .
لم أكمل كلماتي فإذا برغد تصرخ وتزمجر وتتوعد , أغلقت السماعة بكل ما أوتيت من قوة جعلتني أهتز في مكاني بدون توديعها فقد ضقت ذرعاً بها .
رغد هي أختي التي تكبرني بأربعة أعوام , ولم يتبقى لي في هذه الدنيا سواها , كنا نعيش بكل سعادة في كنف أسرة متآلفة ومتكاتفة , أبصرنا النور وفي أفواهنا ملعقة من ذهب وأيدينا وأعناقنا أثقلتها سلاسل الذهب وأنفس الأحجار الكريمة , حتى أتى ذاك اليوم الموعود الذي فقدنا فيه حياتنا الرغيدة خسرنا ما هو أغلى من ذلك أمي وأبي, كان ذلك في العاشر من شهر محرم عند طريق الملك عبدالله وقع حادث سيارة مؤلم انتزع روح والدي ووالدتي منتزعاً بذلك ابتسامتنا البريئة , ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش في منزل عمي مع ابنتيه خلود وبثينة , تزوجت شقيقتي رغد التي كانت في منزلة أبي وأمي من علي ابن عمي وهي لم تبلغ الخامسة عشر من عمرها كانت طفلة صغيرة وقد عانت الأمرين في حياتها الزوجية ولم ترزق بأطفال منذ أربعة أعوام لكنها لم تيأس ولم تدع طبيباً إلا ذهبت إليه
أخبروها بأن حالتها ليست بالمستحيلة لكنها تحتاج للصبر والتروي ففترة العلاج قد تطول .
بعد لحظات من إغلاقي من سماعة الهاتف إذا به يرن من جديد , يا إلهي هل غيرت رأيها بهذه السرعة , رفعت السماعة على عجل وأنا أردد لا لا لا لا أريد الذهاب ... آآآ يا إلهي !! ابتلعت ريقي , لم تكن رغد المتصلة بل هو بندر ...
ارتبك بندر ولم يعلم ماذا يقول لكنه اكتفى بقوله : (أوكي) كما تريدين يا عزيزتي ...
أجبته بسرعة الضوء : بندر لم أكن أقصدك أنت ولم أكن أتوقعك بأن تكون أنت المتصل كنت أظنك أختي رغد وكانت تصر علي بالذهاب معها للسوق وكانت ....
قاطعني بصوت حانق : لا داعي لإيجاد الأعذار فإن كنتٍ لا تريدين الذهاب معي فلا بأس فأنا احترم وجهة نظرك .
حينها أحسست بحاجة لأن أبوح بمكنونات قلبي وأعترف بما يجول في أعماقي والسماح لما يطوف من كلمات من الغزل بصدري بأن تتحرر ... مها : بندر أرجوك أريد الذهاب معك بندر أنا يا إلهي كيف أقولها أنا أحبك وأتمنى أن أخرج معك ولو لدقيقة واحدة ...
تلعثم بندر للمرة الأولى وهو يتحدث معي وانتشى لسماعه ما قلت وأطلق زفرة أخبرتني بمدى سعادته لسماعه لتلك الكلمات هذه الكلمات التي طالما تمنى أن يسمعها مني وطالما حاول أن يعتصرها من فمي لكن هاهي قد خرجت اليوم ...
ضحك بخبث وقال : وأخيرا تصدقتٍ علينا بكلمة يتيمة , ولكنها من فمك كسيل عارم من الغرام , جوهرتي قتلني الشوق إليك , أنا قادم إليك بلمح البصر ...
مها : لا يا بندر لا تسرع أرجوك لا تدعني أقلق عليك ؟ قلتها بصوت يكاد يسمع ...
أطلقت أسارير بندر وأحسست بضحكته التي يحاول إخفاؤها بكتم صوتها ...
أغلق بندر الهاتف , قبل أن أضع سماعة الهاتف سمعت قهقهة مكتومة وبصوت هادئ , علمت بأنه فهد , فكثيرا ما يتصنت لمكالماتي مع صديقاتي , صرخت بالهاتف صرخة أصمت أذنيه : فهد تباً لك سوف أقطعك إلى قطع صغيرة وأرمي بك إلى الكلاب ...
انفجر فهد بالضحك قائلا : لم أستطع أن أفوت أجمل حلقات مسلسل روميو وجولييت .
مها: ألا تشعر بالخجل من نفسك , ألا تعلم بأن التجسس لا يجوز ...
أغلقت الهاتف وأنا في شدة الغضب وأرى بقع من السواد تحجب الرؤيا عني , فهد ابن عمي دائما ما يثير غضبي بتصرفاته الصبيانية, ولكن بالرغم من ذلك فأنا أحبه منذ نعومة أظفاري , أحببته وأحبني وكان يكتم تلك المشاعر طوال معيشتي معه تحت سقف واحد ولكنه قرر رمي بسهم الاعتراف الحبي لي ليلة عقد قراني ... تجاهلته ولم أبد أية اهتماما بالموضوع لأنني كنت متيقنة برفض عمي لارتباطي بابنه فهد لأنه لا يريد تفويت مهري الذي سيبتلعه ولا أريد إشعال فتيل شمعة الأمل لدى فهد بعودة قصة حبنا للحياة بمبادلته كلمات الحب غلفت قلبي بغطاء سميك من الإحساس المعدم , منذ ذاك اليوم وفهد يعتزم قتل بندر ...
ذهبت لغرفتي مسرعة, زينت وجهي بكل ما لدي من مساحيق التجميل , أنهيت زجاجة العطر على جسدي, أصبحت كوردة لم تقطف من البستان, ارتديت بنطلون الجينز الضيق ولبست حذائي الأسود ذو الكعب العالي , رن جرس المنزل, أسرعت بالنزول وفتحت الباب فإذا بعمي قد نسي مفتاح المنزل ..
نظر إلي بسخرية وأطلق إحدى ضحكاته المصطنعة وأردف قائلا: ما شاء الله أين ستذهب عروستنا الجميلة ؟
لم أجبه بل انحنيت خجلاً وأسدلت غطائي على وجهي كي لا يرى احمرار خدي .
حينها أجاب هو على سؤاله قائلا: لا حاجة لتخبريني فكل هذه الزينة لن تكون إلا لبندر .
حدثت نفسي قائله : ما أسخفك لا داعي لأن تحرجني يا عمي ...
دخل المنزل وتبعته إلى غرفة المعيشة وأنا مطأطئة رأسي وصوت حذائي يصدح بأرجاء المنزل , جلس على أريكته المفضلة وتنهد تنهيدة طويلة تدل على أن ما بعدها كلام لا يبشر بخير.
أبو إبراهيم : مها أنتي لدي بمثابة ابنتي الثالثة , وأحاول إسعادك قدر المستطاع لكني لا أستطيع أن أقيم لك حفل زفاف كبير لأني خسرت في الأسهم خسائر فادحة , لذلك قررنا أن نقيم لك احتفالا مصغرا في المنزل .
تسمرت في مكاني, علمت بأنه قد استولى على مهري كما استولى على ما ورثته من والدي ولن يكلف نفسه حتى بأن يسعدني أو يجعل الناس تفرح لي , سبقت عبراتي عباراتي لا أعلم ماذا أقول , اكتفيت بالصمت فهو خير صديق لي في هذا المنزل ...

أحس بحزني عمي فسألني: ما بك ؟
ألم يعجبك كلامي؟
نظرت إليه بنظرة تحمل غضباً مكتوم , لم أستطع أن أخرج ما في صدري وأتخلص من ألسنة النيران التي تشتعل في داخلي لكنني أنهيت حديثي معه وتحججت بأني قد اشتقت لوالدي وكم تمنيت أن يكونا بجانبي في هذه الأيام .
قال عمي بصوت يدعى الحنان : رحمهما الله ولكن هذه حال الدنيا, حك فروة رأسه ثم أردف قائلا : لقد تذكرت يا مها شيئا مهم , نريد أن نغير دهان وأثاث المنزل فقد أصبح بالياً وقديما ولا نريد أن يسخر الضيوف علينا في حفل زفافك .
بدأ المطر في الهطول وزخات المطر تقذف نفسها على نافذة غرفة المعيشة بقوة وكأنها دمعات قلبي التي تنزف حرقة على حالي.
تزداد القذفات قوة تجاهلت صوت عمي وأخذت بالإنصات لصرخات زخات المطر فهي تصرخ مستغيثة بدقائق الغبار علها تتكاتف وتكون جيشاً وتحررني من أغلال بؤسي , الحقير أتخذ من قدم المنزل مبرراً للاستيلاء على مهري .
نظر إلي وعلم بأني قد علمت بمراده , وأخذ يردد أعذاره الواهية بأنه قد خسر أموالا كثيرة ووو ...
زخات المطر بدأت بالتزايد أكثر من ذي قبل وكأنها تريد غسل خطايا الناس التي أثقلتها أكتافهم , بدأت أفكر لماذا لا أستطيع الدفاع عن نفسي والتصرف بأموالي وأحوالي , كيف ذلك ونحن في بلادنا المرأة العازبة صوتها كصوت الزرافة !!!
رن هاتفي المحمول , نظرت إلى الشاشة فوجدت أسم بندر , كدت أطير فرحا وتراقصت سعادة لأني اشتقت إليه واتصاله يعنى أنه أمام باب المنزل يقتضي ذلك نهاية لحديث عمي القاسي والجاف , ذهبت مسرعة وأنا أمسح أثار دموعي , تبللت أطراف عباءتي في الطريق , صعدت إلى السيارة وجلست في المقعد الأمامي الذي طالما حلمت بأن يكون مكاني بدلا من تزاحمي أنا وبنات عمي في مؤخرة السيارة .
فجأة طرق شخص ما زجاج النافذة القريبة من بندر , لم أستطع رؤية ملامح هذا الشخص البغيض بسبب الضباب الذي يغشى زجاج النافذة .
أنزل بندر النافذة فرأيت فهد , يا إلهي إنه فهد ,أرتفع نبضي وارتعشت أطرافي وتصبب العرق من مسامات جلدي , أخذت أسترق النظرة تلو النظرة لفهد فمازال قلبي أسير حبه , أزحت نظري فأنا زوجة بندر ويجب علي صب كل سيول حبي في سد حب بندر فقط ...
بنبرة ساخرة قال فهد : صهرنا العزيز واقف أمام المنزل, تفضل وتناول القهوة .
رد بندر بنبرة رجولية رخيمة : شكرا, هذا من كرمك لكننا في عجلة من أمرنا .
نظر فهد لبندر نظرة غريبة مريبة وبدأ يطحن أسنانه كعادته إذا غضب ثم أشار إلى بندر بإصبعه السبابة وقال:
اسمعني جيدا يا بندر عليك بإعادة مها قبل الساعة العاشرة وإلا ...
أصبح العرق يتصبب من جبيني وتزايدت رعشت جسدي الخائف ماذا يفعل هذا الأحمق فليصمت اللهم أرحمني .
نظر إليه بندر وعقد جبينه وقال له : وإلا .. وإلا ماذا يا (صغير) , يبدو أنك لا تعرفني جيدا وإلا لم تتجرأ بعبور الطريق الذي أعبر أمامه , ومن أنت حتى تصدر الأوامر متى أعيد زوجتي هل سمعت زووجتي ...
فهد: انزل من السيارة حتى أريك من (الصغير) .
أقفل بندر زجاج السيارة وسار بالسيارة مبتعدا عن فهد , متمتما بكلمات مبعثره أظنها شتائم ...
أردت تغيير الأجواء, رققت صوتي قدر المستطاع, شجعت نفسي , مددت يدي لامست طرف يده الدافئة قائله : بندر كيف حالك ....
أمسك بيدي وأخذ بفرك راحتي بأنامله الدافئة قائلا : بخير ولكن أريدك أن تعيدين ما قلته بالهاتف الآن ...
انعقد لساني, عادت إلي حالة التأتأة من جديد, لكني أردت أن أظهر شجاعتي و أقتل خجلي كي أتخطى مأساة فراق حبي العتيق وزرع بذور حب جديد في تربة بندر , أرغمت لساني على الحديث , قلت له بصوت هادئ : هل تقصد حينما أخطأت وتوقعت بأن المتصل رغد بدلا منك؟

ابتسم ابتسامة ماكرة, أخذت عيني بالرفرفة بسرعة , لكنه أخذ يرمقني بنظرات الخبث مطالبا بالحقيقة التي يكتمها خجلي ...
رفع حاجباه قائلا : الكلمة التي نطقتها بعد ما تبين لكٍ بأني لست رغد
أخذت بالنظر للأسفل قائله : لا أتذكر لقد نسيت ...
زم شفتيه قائلا : هل نسيت أم تتظاهرين بالنسيان؟
أخذت عيناه ترمقني ورأى لمعة الخجل على عيني , صحت به بندر... وقرصته بكفه ...
ضحك بشدة قائلا : أكثر ما أحب بكِ حياؤك الذي يزينك يا قطتي , ولكن ألا تعتقدين بأن فهد فتى شقي ...
أحسسته كلماته كطوق التف على رقبتي وقطع الهواء عني.
بصوت حاد قلت : لا انه فتىً مؤدب وهادئ لكنه يخاف علي .
نظر بندر لي بعينين متسائلتان : يخاف عليك؟؟ هل يكن لك أية مشاعر؟؟ !!
لم أبرح مكاني, تصلب عمودي الفقري, اقشعر جسدي , هل خانتني عيني وأظهرت لبندر مكنونات قلبي .
مها : نعم .
تضجر وجهه قائلا : ومن أي نوع هذه المشاعر؟
بدأت توسوس لي نفسي بإخباره بالحب الذي يجمعنا, وأطلب منه إنهاء علاقتنا, وأعود لحب الطفولة فما الحب إلا للحبيب الأول ,أريد أن أعود إليه وأطوق رقبته بيدي وأضع رأسي على صدره كما أتعمد أن أفعل بعد كل مشادة بيني وبينه , توقف هطول المطر كأنه يؤمرني بإنهاء أفكاري المجنونة.
مها بصوت متردد : مشاعر ؟؟؟ ماذا تعتقد ؟؟؟ ليست إلا مشاعر أخ لأخته لأننا كما تعرف قد ترعرعنا سوياً ...
بصوت حاد كالسيف قال : أخ وصاحب في نفس الوقت .
مها: ومن أخبرك بأننا أصحاب؟
بندر : زوجة عمك ماانفكت في عقد قرانك تخبر أمي بصحبتكم وأنكم تلعبون وتمضون معظم الوقت سويا وأنه سيفتقدك بعد زواجك!!!
مها :نعم , ولكن كان ذلك في طفولتنا وعندما كبرنا أصبحت علاقتنا أخوية فقط .
بندر: ربما صدقت زوجة عمك بأنه سيفتقدك كثيرا, يبدو بأن عليك دعوته لحفل توديع عزوبيتك ...
مها :هل أنت جاد ؟ الحفلة خاصة بالفتيات ...
بندر: وما المانع فلدي شك برجولة فهد !!!
مها: ماذا تقول يا بندر ,لا أسمح لك بالحديث هكذا عن أحد أفراد عائلتي هكذا .
بندر: ولكني أعتقد بأنه ليس أحد أفراد عائلتك فقط بل أكثر من ذلك.
مها: أرجوك أقفل هذا الموضوع فقد بدأت أنزعج كثيراً .
ساد الصمت مطولاً وقلبي يخفق بقوة فلم أستطع نسيان ما حفره الماضي في ذاكرتي ولا نحت حب جديد في لفافات دماغي ...
بندر :وصلنا لوجهتنا تفضلي بالنزول ...
كان المكان هادئ وموحش , منزل شعبي قديم إضاءة هادئة, تبادر في ذهني أنه يريد أن يريني منزلهم القديم الذي ترعرع فيه ...
مها: هل سنأكل هنا ؟؟؟
بندر: لا تخافين فلن أختطفك يا جميلة ...
نزلت وأنا في حالة من الهلع والتشويش , دخل المنزل ودخلت فتبعته , نظرت إلى المنزل من الداخل أعجبني فتصميمه العتيق ممزوج بلمسات الحداثة, و في منتصفه حوض سباحة صغير تتصاعد منه الأبخرة , وضعت يدي بالماء فإذا هي دافئة , نظرت إلى اليمين وجدت ملابس سباحة ومناشف وزجاجة عصير وضعت في دلو حديدي من الثلج , ضحكت وعلمت بنواياه الخبيثة , نظرت إليه بخجل فانفجر ضاحكا ...
بندر : هيا فنحن زوجان الآن ولا مجال للحياء, اذهبي لتبديل ملابسك وتعالي وشاركيني متعة السباحة ...
أحسست ببرودة الجو تدفعني للنزول لهذه المياه الدافئة, ووجدتها لحظة مناسبة لكسر حاجز الخجل الذي كثيرا ما ألجمني ومنعني من أجمل اللحظات , لكن ملابس السباحة كانت فاضحة وتظهر أكثر مما تخفي ولم أعتد على هذا من قبل , فكرت قليلا ثم قلت وما المانع فهو بعد فترة من الزمن سيرى أكثر من ذلك !!!

ارتديت ثوب السباحة , احمر وجهي نظرت إلى نفسي في المرأة وسألت نفسي كيف أخرج إليه فبالأمس القريب كنت لا أستطيع قول أحبك ... فكيف أخرج إليه بهذا المنظر الفاضح, استجمعت قواي سمعته يصرخ ما بك هل أنتي بخير ؟ خرجت وأنا في حاله هستيريه من الضحك فانا محرجة جداً ...
تعالت على محياه ابتسامة الخبث التي عهدتها من شفتيه الجميلتين .

اقترب قليلا مني , بدأت أرتجف خوفا وخجلا, ماذا يريد ؟ أحسست بأن فمه قد بدأ يقطر لعابا , ضمني بقوة وفجأة و بحركة غادرة حملني مسرعاً وألقاني داخل حوض السباحة , لم يتح لي فرصة إخباره بأني لا أجيد السباحة, أصبحت كطفل داخل رحم أمه أسبح داخل الماء, حاولت محاولات يائسة لأنجو بنفسي, بدأت أنفاسي تقل, توقفت عن الحراك, هل سيعلم بندر بأأني غرقت ؟؟؟
لم اعد اسمع أو أري شيئا فجأة أصبحت الدنيا دامسة السواد .
وجدت يدان دافئتان تطوقان خصري وترفعني عاليا أخرجني بندر ووضعني جانباً وقفز فوقي بكل لياقة ورشاقة ورفعني وقلبني وأخذ يضغط علي صرتي فأصبح الماء يخرج من فمي بكثرة فوضعني أرضا قائلا : مها هل تسمعيني ؟؟؟
أغلقت عينيا ولجم لساني حرجا , لم أجد إلا شفتاه قد أطبقت علي شفتاي محاولا صنع تنفس اصطناعي لي تمنيت إني قد أجبته عندما سألني لم استطع الرد الآن أبدا فما حدث أعظم حرجا .
دفعته للخلف وأصبحت اركض مسرعه نحو اقرب غرفة أغلقت الباب وأقفلته , أصبح قلبي يخفق بسرعة سمعت صوت ضحكات بندر فزادت شدة خجلي وأصبح الحرج سيد الموقف , وضعت أذني على الباب لأتسمع أن كان سوف يأتي بندر لي محاولا إخراجي من الغرفة , سمعت صوت وطء أقدامه تتجه نحو الباب .
حدثني من وراء الباب قائلا : ألا تردين الخروج ؟؟؟
مها :بلى ولكن أريد الخروج بشرط أن تعيدني للمنزل على الفور .
فبعدما ما حدث من إحراج لابد لي من حفظ البعض من كرامتي والعودة .
أدلي بموافقته وبدلت ثيابي وصعدت السيارة , أعتذر مني بندر لأنه مضطراً لتركي بالسيارة لعدة دقائق لتأكد من أنه أغلق جميع الأنوار والأبواب .
أخذت بالسعال بشدة , فقد استنشقت كثيرا من الماء وتجرعت من الكلور ما يروي عطشي أسبوعا كاملا , ألقيت نظرة على هاتفي وجدت ثلاثة مكالمات فائتة من فهد ,هاتفته مباشرة .
مها : أهلا فهد كيف حالك لقد هاتفتني ماذا كنت تريد ؟؟؟
فهد:لا شيء مهم لا كن شعرت تنميل بأطرافي فقد خطر ببالي بأن هذا المعتوه قد اعتدى عليك هل تسبب بأذى لك سوف أقتلع عيناه .
بت على تأكيد بصلة الروحية التي تربطنا وأخذت أكبت ضحكتي سرورا لتحول فرضيتي إلى نظرية .
مها: أنا بخير شكرا على اتصالك .
فهد:إذا أذاك هذا الحلزون أخبريني حتى أمرغ وجهه بالتراب تبا له برميل قمامة .
ودعته وأنا أضحك : إلى اللقاء, لو لم أغلق الخط فسوف يواصل الفهد سيل الشتائم فقد فتحت له باب لشتم بندر وسوف يستغل الموقف .
رأيت بندر قادم نحو السيارة مبتهجاً فعاودني الشعور بالحرج من جديد .

صعد بندر السيارة وأغلق الباب قائلا : سنذهب الآن لتناول العشاء .
كذبت قائلة : أنا متعبة وأريد العودة لأخذ قسطا من الراحة , وأخذت أزيد من سعالي حتى انبهرت من براعة تمثيلي ,أردت العودة لفهد الفتى النزق الطائش وأكحل عيني برؤيته لم أطق فراقه أكثر , شعرت بفيضان من المشاعر بداخلي بندر فائق الجمال وثري وأشعر معه بالأمان والراحة ولكن فهد صبي لم يعطيه الله نصيبا من الجمال ومتهور ولكنني أشعر بالخدر بجانبه فعندما أكون على مقربة منه تجتاح خلايا جسدي كمية هائلة من النشاط والسعادة .
بندر : أنا آسف لما حصل , أخذ يحرك السيارة مسرعا .
رفعت بصري ألا عيناه عتابا فبادلني بنظرة غزل كان من شأنها أن ترضيني .
فجأة ارتطمت السيارة بمحاذاة سيارة أخرى
بندر :هذا عندما تجلس بجانبي فتاة جميلة بالتأكيد لن أشاهد الطريق .
ترجل بندر من السيارة ليتحدث مع صاحب السيارة المتضررة , كان صاحبها كهلاً محدب الظهر متجعد البشرة أشيب الشعر , تتبعت حركات شفاههم لعلني أفقه شيئا , مد بندر بيده داخل جيب الكهل وهو يحمل شيئا بداخل قبضته أفلت ما بي قبضته داخل جيبه , وعاد إلي بشوش الوجه
بندر: حل الخلاف الحمد لله .
مها: كيف ذالك وأنت لم تتصل بشركة نجم .
بندر : أعطيته ألفان ريال , لا أريد تفويت مشاركة لحظة معك .
وأخذ طول الطريق يتغزل بي ويخبرني كم يتوق لزواجنا ومشاركتي لعشه ,وعند العودة وجدت فهد ممسكا بعصا خشبية ضخمة دق بها عدد من المسامير , رافعا أكمامه متأبطا شراً .
توقف بندر بجانب المنزل وأخرج من درج السيارة مسدساً ترجل من السيارة لمواجهة فهد بعد أن أقفل الأبواب أتوماتيكيا ليحبسني داخل السيارة , توقفت عن التنفس لبضعة دقائق رعباً فهذان الديكان ثائران اللهم رحمتك , ماذا ممكن أن يفعل فهد أمام مسدس , بندر عديم المروة .
أشهر بندر المسدس بوجه فهد ليعيد رعب الكابوس لقلبي هل سيحدث ما رأيته في كابوسي هل ستتحقق رؤيتي , أخذ فهد بالقهقهة متجاهلاً المسدس الذي يحمله بندر بين يديه .
قال فهد بسخرية :هيا أطلق النار أن كنت رجلا, علا صوت ضحكاته أكثر فأكثر مستفزاً بندر .
أجابه بندر بنبرة حادة : أيراءى لك بأني عاجز عن أطلاق النار؟؟؟
فهد: بالتأكيد أيها الفرخ.
أشهر بندر مسدسه وأخذ بأعداد أحكام زر الأمان ووضع أصابعه حول الزر استعدادا لإطلاق النار .
فتحت حقيبتي وأخرجت منها زجاجة العطر كاسرة بها النافذة السيارة. أخذت بالصراخ قائله : تبا لك بندر أيعقل أن تضع عقلك بعقل فهد , هيا أفتح لي باب السيارة .
عاد بندر لصوابه وقرر أن يحررني من زنزانته المصغر سيارته البنتلي .
رحت أرمق بندر بنظرات احتقار , اتجهت نحو فهد ومسكت بيده وجررته داخل المنزل موبخة إياه قائله :فهد يتراءى لي بأنك تريد الموت ؟؟؟
أجابني بنبرة جافة قاسية :أنت تريدين موتي أيتها الخائنة ؟؟؟
تركني وذهب مسرعا وهو يشتم بي ,وقفت وطال وقوفي حتى وقعت أرضا باكية يالبؤسي أثمن مالدي قد خسرته , رحت أواسي نفسي بأني سوف أودع وكر عمي لمملكتي الخاصة , بعد فترة من النحيب والأسى عاد فهد لي وعيناه يتدفق منها الغرام زم شفتيه كأنه أراد أن يقول شيئا ثم قد تراجع .
مها: ماذا تريد الآن لم تكتفي بالشتائم التي قذفتني بها قبل قليل عدت لتفرغ ما تبقي في جوفك .
أجابني بعينين تطلق وهجاً من الحنان :شفتاكِ مزرقتان تكادين تموتين بردا ,أكاد أقع طريحا من تنميل أطرافي رجاءا ادخلي .
رحت أضحك كالبلهاء فهو الآن يعيد تأكيد نظريتي أيقنت الآن أكثر من ذي قبل بأنه تؤم روحي .
مها :لا بل سأبقى حتى يتسنى لي تعذيبك قليلا .
اتجهت فهد نحوي وحملني همساً بأذني قائلا : محكوم على بالعذاب بدونك .
تلمست يديه فأحكم قبضته على جسدي ووضع جبينه على جبيني ,أحسست بحرارة أنفاسه تحرقني , أنزلني من بين أحضانه ودفعني للخلف ,اخذ يتعوذ من الشيطان الرجيم وخرج من المنزل بسرعة , ذهبت لغرفتي وتوضأت وصليت نافلة لعل ربي يفرج عني كربي ورفعت يدي للسماء داعية ربي بتسهيل أمري والخلاص من حبي لفهد قمت من فوق سجادتي وأنا أستغفر من دعوتي فحب فهد هو سبب نبض قلبي وسبب كفاحي بالحياة فهو بطلي هاهي مشاعري عاد لتطوف في ميدان الحب لتفتعل عراك من تضارب المشاعر الحب بداخلي من جديد .


الفصل الثاني
(الحادث )


لما أحب تلمس بروز هذه الندوب التي شوهت فخذي ؟!
هل أعشق الأسى لهذه الدرجة ؟!
هل مقدر لي أن يأسرني الماضي المرير ليعذبني لبقية حياتي ؟!
تمتد على طول ساقيا بعض السنتيمترات بارزة بروز واضح , صاحب شرف توسمها عمي أبو إبراهيم , اذكر تلك الليلة جيداً فمازلت أتجرع ألمها , أفضل الشهور سماته الرحمة والمغفرة والعطاء ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان بعد الانتهاء من وجبة الإفطار
حدثني أبو إبراهيم قائلا :مها عاوني أم إبراهيم وتولي مهمة غسل الأطباق عنها .
أجبته بصوت منخفض وعيني موجه للأرض قائله : أن شاء الله .
جسدي هزيل وعيني تحيطها هالة من السواد , دائماً متهالكة البنية في شهر رمضان , شاحبة الوجه من سوء التغذية متشققة الشفاه ظمأً .
أبو إبراهيم :هيا يا مها أنهضي الآن وساعدي أم إبراهيم فقد أمضت نصف النهار في المطبخ تعد طعام الإفطار , قطب جبينه غضبا منذراً عن بدء نفاذ صبره .
حدثت نفسي : هذا ما أخبرتك به الكاذبة بأنها كانت تعد الطعام طوال النهار وأنها لم تفارق المطبخ لقد كانت تثرثر مع أختها غالية طوال النهار وأمضت باقي اليوم تولول من العطش وتسأل عن الوقت المتبقي لصلاة المغرب .
بصوت منخفض مبحوح قلت : أنا مرهقة هل أذنت لي بالراحة قليلاً يا عمي .
أبو إبراهيم : كاذبة تدعين التعب تبدين لي كالحصان .
قفز عمي مسرعاً نحو أقرب سلك هاتف, ذهلت لمدى نشاطه غبطته لقوة بنيته ,امتدت يداه لتشد السلك بقوة حتى تقطعت أسلاكه وتساقطت شذرات منه , أتجه نحوي وأخذ بضربي مفرغاً قهره من وضعه المتردي بجسدي الضعيف , لم أنسي اللسعات التي شعرت بها صرخت بأعلى صوتي لأصم أذان الجدران من حولي أحرقت وجنتاي بسيل الدموع الساخن الذي سلخ جلدي , أثقلت بدمعي أهدابي فجعلتها تتساقط لفقدنها الصبر والجلد من انهيار سد صبري , بدا أنيني خافتاً بعد عدة ضربات فصراخي تسبب فقدان حبالي الصوتية لقوتها , وقف كل من بالمنزل متجمهراً كأنهم أصنام كم تاقت نفسي لمبادرتهم بتحريري من بين يديه وتخليصي من عذابي ولكنهم مجردين من الأحاسيس يفتقرون لرحمة لدي شك بأنهم بشر .
تحدثت خلود ابنة عمي بنبرة ساخرة وأنا أتلقى اللسعات :
هذا درس لك عليك احترام من هم أعلى منزله منك , التفت لها عمي وأخذت نصيبها , دخل فهد مسرعا منتزعاً السلك من بين يدي والده دافعا إياه للخلف ليبدأ بفعلته تلك عراك مدمي , اتجهوا جميعاً لتخليص أبا إبراهيم من بين يدي فهد , ما كانت هذه المبادرة الطيبة لأتذوقها منذ لحظات فلا يستدر عطفهم في هذا المنزل ألا من هو من لحمهم ودمهم , فهد منقذي وبطلي دائما ما يحضر في الأوقات الحرجة بت على يقين بأن بيننا صلة روحية أنه حارسي , لولهة تمنيت أنه لم يأتي فربما لاقيت حتفي وقابلت بارئ وطبت مسكننا في قبري , رفض بثينة للعنف مصرح أمام الجميع و أما أم إبراهيم وخلود يتلذذون بتعذيبي ويشبعون غرائزهم السادية , فهد دائما ما يصل بلحظة هلاكي ماانفك يخبرني بتنميل أطرافه في حالة وجودي في خطر, تحسست الندوب من جديد فهي سر ضعفي وهواني , توجهت للمطبخ لغسل الأطباق فأنا مدبرة المنزل وخادمته دخل فهد للمطبخ , رأيته يعد كوبان من القهوة دفع الكوب الأول لي كمبادرة صلح و اخذ يحتسي الكوب الآخر, اعتصر قلبي وتحطم فؤادي مشاعري نحوه مازالت تتوالد حتى بعد عقد قرآني .
وهو يقف أمامي بجسده الرشيق راودتني رغبة بضمه وأهمس بأذنه بأنه حبه سرمدي وأنه صعب النسيان .
تراجعت عن المضي قدما في تطبيق أفكاري المتهورة , لأتقبل خسارتي وحسرتي بصدر رحب وأخذ الأمور من النواحي الايجابية فبندر شاب وسيم وثري كما أنه سينقلني من حياتي نقلة كلية .
تحدث فهد بنبرة الوعيد قائلا : لم ينتهي الأمر بعد سوف أريه .
أجبته بغضب :انتهى الأمر انه زوجي الآن أم تناسيت .
أجابني بنبرة حادة : اطلبي الطلاق .
أجبته بسخرية : هل تمازحني هل نسيت انه سوف يخرجني من هذا الوكر .
قطب جبينه قائلا : إن لم تكوني لي فلن تكوني لغيري , وألقى بالكوب من يديه أرضا ليصدر صوت تحطمه ضجيجاً عاليا يعلمني بمدى جدية كلماته التي صبها على مسامع أذني وكأنها زئبق يغلي .
رن هاتف المنزل , فأجاب فهد من غرفة الجلوس على المتصل قائلا : وعليكم السلام , ليست هنا أنها بالخارج تتسوق , أغلق الهاتف فهد وهو يضحك .
ذهبت لغرفة الجلوس مستفسرة من فهد عن المتصل قائله : من المتصل ؟؟
أجابني وجسده يهتز من شدة الضحك قائلا : أنه بندر وقد أخبرته بأنك تتسوقين .
قلت بنبرة غاضبة : فهد أيها الحقير .
ولي فهد فرارا وهو يقهقه .

كنت أستمع لصوت أم إبراهيم الصادر من غرفة المعيشة تتحدث بالهاتف الخلوي وتستمر في النفاق والكذب في وصف أخيها على أنه أجود الرجال وأحسنهم أخلاقا ومن أوائل صفوف المصلين, لم تذكر قصة دخوله الأحداث وحادثة الطعن والسرقة التي تم تخليصه منها بشهادة أربع من صديقتها زورا اتجهت لأم إبراهيم لأخبرها بانتهاء مخزون السكر فوجدت فكها مرتخيا وثغرها متسع وعينها في جحوظ وبدا وجهها شاحباً .
أم إبراهيم : هل أنت متأكدة ,أعيدي الاسم من جديد , منذ متى؟؟؟
أغلقت الهاتف بقوة وهي تصرخ من ثم أخذت تحطم الهاتف وكل ما هو أمامها من معلقات جداريه وصولا إلى أثمن التحف وأحبها لها , دخل عمي ورأى زوجته في حالتها الهسترية والحطام من حولها فأصابه الفزع .
بصوت حاد قال عمي : ماذا بك أم إبراهيم هل جننتِ؟
أم إبراهيم :فعلتها يا عبدالعزيز .
كانت المرة الأولى التي أسمع فيها أم إبراهيم تنطق باسم عمي , تساءلت بداخلي عن جديد أفعاله الشنيعة وسر الدفين الذي كشفته أم إبراهيم حتى نجح في استثارت حنقها وتحطيم أثمن التحف .
أبو إبراهيم : ماذا فعلت أم إبراهيم ماذا حدث؟
أم إبراهيم : هاتفت أم صلاح طالبة يد أختها هيفاء لعبدرالرحمن أخي ماذا تتوقع أجابتني أخبرتني أنها تزوجت بعبد العزيز السواني منذ سنة سرا .
كشف سر عمي قهقهت فرحا , فقد بات قرب أجل عمي قريبا, أزدرد عمي ريقه بصعوبة بدا واضحا التوتر أخذ العرق يتصبب من جبينه ويتحسس جسده .
التفتت لزوجته وعيناه حزينتان قائلا : مها من أخبرتك أليس كذلك؟
عقدت أم إبراهيم حواجبها قائله : ما دخل مها ؟
قال بصوت مرتفع : هي الوحيدة التي كانت تعلم بالأمر .
التفت أم إبراهيم نحوي بغضب وعيناها تتوعدان لي قائله : صحيح ما أخبرني به عمك أيتها المتشردة .
أعتدت سماع كلمة المتشردة منها عندما تكون في قمة الغصب والكره لي يا ويل حالي .
أجبتها وأنا أحك فروت رأسي خوفاً : علمت مصادفة , فستغل الموقف وأصبح يطلب مني التستر عليه.
أصبح الوضع مرعبا قررت العدو لغرفتي لعلني اصل أليها قبل أن تمسك بي , أخذت أركض وعمي يلاحقني بدلا من زوجته , أصبح على مقربة مني فشد ثوبي من خلاف فتمزق حاولت الفرار بجسدي العاري , دخلت غرفة الضيوف باحثة بعيني عن أي مكان للاختباء , دخل عمي ورائي مباشرة وبقبضته السلك , ارتجفت حتى سقطت, أخذ بضربي متلذذا بصرخاتي , طوقتني الأوجاع من كل حدب و صوب لكن تالله لن أسكت كالسابقات حري بي الدفاع عن نفسي نهضت في محاولة لدفاع عن نفسي بعد تلقي لعدد من الضربات ,أخذت بيدي أقرب شيء تصل له يدي لصد هذا العدوان فإذا بها تحفة حملتها وقذفتها نحو رأسه في لمح البصر مباغته له , وقع عمي أرضا بلا حراك فسرعة قذفي فاجأته فلم يستطع تفادي ما ألقته يدي فيبدوا لي بأن حتى غرائزه الدفاعية تعاطفت معي وتعاونت ضده , نهضت لأجس نبضه فوجدت ملابسه ملوثة بالدم وأنفه يسيل منه الدم , اشتممت رائحة الدم فتقلصت معدتي وفقدت وعيي خلال ثواني معدودة .
عندما صحوت وجدت يدي اليمنى مكبلة في السرير وبغرفة بيضاء تفوح منها رائحة المنظفات , عندما علمت الممرضة بأنني استيقظت تلفظت بكلمات لم أفهما , سمعت صوت وقع أقدام مسرعة نحوي فجأة اختفى صوت الأقدام وفتح ستار الغرفة بسرعة .
المرأة : السلام عليكم , أنا السجانة فوزية أنت حاليا بالمستشفي لدي أمر بأخذك لسجن الأحداث بعد ثبات استقرار حالتك .
تقلصت عضلاتي وجهي وأنا أقول :ماذا أحداث! ماذا تقولين ؟ ما جرمي ؟
السجانة فوزية : عمك دخل في غيبوبة بعد تلقيه الضربة وأصدر القاضي الحكم عليك بعد شهادة أربعة شهود بالحادثة وحكم عليك بالسجن حتى استفاقت عمك .
تخدرت أطرافي وفقد الإحساس بجسدي , بعد إبحاري في أسطول أحلام اليقظة والفاصل البسيط الذي يفصلني عن حفل زفافي بأيام يحكم على بالسجن شقي حظي , أنها أم إبراهيم بالتأكيد أخبرتهم بأنه حادث اعتداء وجعلت عصابتها يشهدون ضدي كما فعلوا مع أخيها على سابقا , دارت الدنيا من حولي وعدت لحالة الإغماء من جديد .
***
استيقظت على صوت هدير المحرك السيارة واهتزاز السيارة القوي لسيرها في طريق وعر , وجدت نفسي مكبلة اليدين بسلسلة حديدية تدلى من بين فخدي متصلة بحلقة في منتصف السيارة وبجانبي السجانة فوزية , توقفت السيارة أخذت بيدي وترجلنا سويا , أشاهد أمامي مبنى قديم بالي متهالك الأجدر أبوابه صدئة متآكلة و نوافذه محطمة القضبان , تفوح منه رائحة السمك والجوارب النتنة
حدثتني السجانة فوزية وهي تصحبني للداخل قائله :سوف أكون المسؤلة عنك خلال أقامتك هنا .
أومأت لها برأسي وأنا أشعر بالرهبة من هذا المكان المخيف القذر , اجتزت عتبة المبنى فسقطت على كتفي بعض الرذاذ الصدئ , شعرت باضطراب في أمعائي , وحرارة تكاد تطهو جسدي , أمرتني السجانة فوزية بخلع ملابسي وارتداء ملابس السجن , عند محاولتي لارتداء ما أعطتني من بعض الثياب الواسعة التي بدت ولي وكأنها الخرق التي كنت أنظف بها المنزل شاهدت بعض الدماء على الملابس الداخلية أغمضت عيني وقلبت الملابس و أرديتها وأنا مشمئزة بعد ذلك أمرتني السجانة فوزية بنزع جميع الحلي الذهب وتسليمها لها , أعطيتها خاتم خطوبتي وعقد يحمل قلادة من الحرف الأول من أسمي أخذتها مني ووضعتها بصندوق الأمانات وأعطتني محفظة صغيرة بها فرشاة أسنان ومعجون ومشط وبعض ربطات الشعر , عند الانتهاء من إجراءات الدخول وجدت السجانة فوزية أمامي ومعها دلو ملئ بسائل اصفر اللون تنبعث منه رائحة كريهة أشبه بالقيء .
السجانة فوزية : اخفضي رأسك حتى أبلله .
سألتها وأنا مذعورة : ما هذا السائل؟
بنبرة باردة قالت : هذا أجراء روتيني أنها مادة قاتلة للجراثيم والقمل لا تخافين الجميع يعقم قبل دخوله .
أخذت تنثر الماء البارد علي جسدي وشعري ليتخلل السائل البارد بين خصلات شعري فتداهم جسدي رعشة لتنفض الماء عن جسدي , جو حار مع ماء بارد , خليط من المشاعر المتضاربة تسبب في جمود مشاعري وتولد الكآبة في نفسي , أمرتني السجانة فوزية باللحاق بها, تبعتها وأثناء سيرنا وصلنا لسلسلة من الزنزانة المتجاورة , أخذ السجينات يصفقون ويصفرون فرحاً بزيادة عددهم بدخولي لسلك الأجرام , سألن السجانة فوزية مجموعة من السجينات ما جرمها هذه الجميلة ؟
أجابتهم بغضب : لا تحشرن أنوفكن فيما لا يعنيكم .
تحدثت إحدى السجينات بحسد : محظوظة مشرفتها فوزية .
أخذت إحدى السجينات تشير لي بأصابعها ببعض الحركات التي استعصى علي فهمها .
وبختها السجانة فوزية قائله : أدخلي يديك في جيبك قبل أن أبتر أصابعك .
لم أشاهد على أوجههم البراءة بل بدا النضوج على أجسادهن وأعينهم ترمي بشرر الحقد .
فُتحت السجانة فوزية باب زنزانة مظلمة وزجتني بداخلها, وجدت أمراه شديدة السمار نحيلة الجسد تأخذ قيلولتها في الطابق العلوي من السرير .
الزنزانة غير مطلية بالدهان ومتصدعة الجدر والرائحة كريهة جداً .
بعد دخولي بخطى بطيئة للزنزانة وأنا في حالة هلع , أغلقت الباب السجانة فوزية , سألتها من وراء القضبان بعينان خائفتان قائله : ماذا عن زوجي وأختي رغد هل من أنباء؟
السجانة فوزية : الزيارة كل سبت وخميس انتظري قدومهم .
التففت أصابعي حول القضبان ,بعينا الكسيرتان جلت زنزانتي بازدراء والأروقة التي تطل عليها الزنزانة .
تساءلت بداخلي
هل مقدر لي العيش هنا ؟
هل سيموت عمي ؟
وضعت يدي علي فمي يا ألهي قد يموت
فهد هل سترغمه مشاعره على مسامحتي ؟
ربما صدق فهد عندما قال لي أن لم تكوني لي فلن تكوني لغيري
لن يرغب بي بندر فهل لرجل بالقبول بامرأة قاتلة!
وهل لفهد بحب قتيلة أبيه ؟
انهرت باكية جاثية على ركبتي , رفعت يدي لسماء داعية الله سألته الرحمة .
اللهم أن كان لي خيرا في قضائك فشرح لي صدري اللهم أرحمني يا أرحم الراحمين , انهمرت دموعي الحارة حتى بللت ملابسي , شعرت بيد تمسكني من كتفي , التفت وجدتها المرأة شديدة السمار .
المرأة السمراء :هكذا بداية الرحلة .
لم أفهم ماذا تعنى بالرحلة !
استلقيت في سريري لأخذ قسطا من الراحة ولكنني عجزت عن النوم حدثت المرأة شديدة السمار لأتناسى بؤسي قائله : منذ متى وأنتِ هنا ؟؟؟
تجاهلتني فقررت الأحجام عن طرح الأسئلة فهيا لم ترحب بي منذ البداية
عندما استعرت من النوم اعتدلت جالسة فشاهدت مجموعة من الصراصير تمشي على الحائط جن جنوني وأخذت بالصراخ وأسرعت متقوقعة عند زاوية الزنزانة فهبطت المرأة الشديدة السمار من سريرها قائله : ما بك ماذا حدث ؟؟؟
أجبتها وأنا مذعورة : توجد مجموعة صراصير على الحائط .
المرأة شديدة السمار : هل تمزحين معي ؟؟؟
مها : وهل الوقت مناسب .
المرأة شديدة السمار : تبدين فتاة مدللة , أيتها الحمقاء كلها عدة أيام وتعتادين عليهم حتى أنك ستفتقدينهم أن لم تريهم .
عادت لسريرها لتكمل نومها وهي تصدر صوت شخيراً عالي غبطتها على عمق نومها أخذت طوال الليل أراقب مجموعة الصراصير وكلما تحرك أحد منهم أكتم صراخي خوفاً من أن أوقظ المرأة شديدة السمار , عند بزوغ الفجر استيقظت المرأة شديدة السمار ووجدتني لم أبرح مكاني فاندهشت قائله : لهذه الدرجة تخافينهم .
ذرفت الدموع قائله : اقتليهم رجاء .
اقتربت منهم ونزعت حذائها وقتلتهم جميعا فحلت علي السكينة وشعرت بالنعاس فور موتهم .
***
رنين جرس متقطع هذا ما أيقظني , مسحت أثار النوم عن عيني .
حدثتني المرأة السمراء : علينا الذهاب لصالة الطعام حالا وبما أنك شريكتي في الزنزانة عليك حسن التصرف فأن قمتي بأي تصرف أحمق سنعاقب كلتنا ما أسمك يا قطة ؟؟؟
عندما قالت قطة تذكرت رغد فأجهشت بالبكاء فقد كانت تلقبني بالقطة لشدة خجلي .
المرأة السمراء :يا ألهي كلها أيام وتعتادين على حالك لن أكرر سؤالي ما أسمك ؟؟؟
أجبتها وأنا أصارع دموعي : مها .
المرأة السمراء : تحركي بسرعة السجانة قادمة أن رأتنا لم نذهب لصالة الطعام سيثور غضبها .
حدثتها بنبرة منخفضة يتخللها شيء من فقدان الأمل بالحياة : لست بجائعة .
المرأة السمراء : ليس بالمقبول بالإضراب عن الطعام هنا , تحركي وألا حطمت لك وجهك الجميل .
جذبتني مع قميصي , فأتبعها ذليلة النفس كسيرة العين , وصلنا للصالة المكتظة بالسجينات وهي تجرني مثل الكلب أمامهم فأخذ الجميع يحدق بي باندهاش كانت الأصوات تتعالى عندما نقترب لمجموعة ما والسجينات يطلقون على بعضهم البعض الشتائم وتطاير الملاعق والشوك فالأجواء فأخفض رأسي استجابة لغريزة الفطرية لأحمي نفسي من سلوكهم الأرعن .
المرأة السمراء : الجميع يترقب ستنضمين لأي مجموعة .
عقدت حاجبي قائله : مجموعة !
المرأة السمراء : أعني الحزب . أطلقت تنهيدة عميقة ثم استطردت قائله : أكره أصحاب السجلات النظيفة , علينا المرور بالملكة دودو أولا .
بصوت مذعور : لماذا ؟؟ ومن هي الملكة دودو؟
المرأة السمراء : عليك التقييد بالقوانين لا تريدين جلب المشاكل لنا فأنت شريكتي بالزنزانة ويالك من شريكة خرقاء , ما أن قدمتك للملكة دودو قبلي يدها والقي بجميع عبارات المديح التي تعرفينها .
قلت وأنا رافعة انفي باعتزاز : اقبل يدها !هل تمازحينني؟
رمقتني بنظرة وجفا لها قلبي وارتعد لها كياني , سرت بجانبها والجميع يتفحصني فأنا الدمية الجديدة , ما أن وقعت عيني عليها حتى عرفت بأنها الملكة دودو أشبه بممثلات هوليوود بجمالها شعرها الذهبي المسترسل وانسيابه على كتفيها و عينها الرماديتان , أثقلت الحلي جسدها , بخنصرها خاتم ألماس شبيه بخاتم خطوبتي وترتدي ثياب نظيفة وأنيقة .
قدمتني المرأة السمراء لها وأشارت لي بعينيها أن أقبل يدها حالا , ترفعت و أبيت معلنة أمام الجميع بأأني أفضل الموت على أن أتجرد من كرامتي .
تحدثت الملكة دودو للمرأة السمراء وهي تضحك :أرى أن قطتك يا عائشة شرسة وتشهر عن مخالبها .
أشارت الملكة دودو بأصبعها لفتيات التي يجلسن حولها .
فرأيت حاشيتها تنقض على واضعين رأسي تحت قدمها مرغمينني على تقبيل قدمها .
حدثتني بكبر الملكة دودو: هذه المرة قبلتي قدمي المرة القادمة ستقبلين ...
حملتني بيدها الملكة دودو ورفعتني للأعلى وقذفتني بعيدا , سقطت أرضا فشعرت بألم بأسفل ظهري كاد يفقدني وعي تقلبت وجعا , ذكرتني بضربات عمي الطائشة .
دعوت الله قائله : اللهم ساعدني رباه رحمتك.
اقتربت مني عائشة وحدثتني بصوت منخفض : أنهضي هيا قبل حضور السجانات .
استندت على عائشة حتى وصلت لطاولة الطعام فألقت بي بسرعة نحو الطاولة فاصطدم صدري بحديد الطاولة فشعرت بألم فظيع رفعت رأسي فوجدت أمامي طعما وفيرا معكرونة بالفطر ولحم مشوي وحساء وخبز يبدوا طريا جدا وطبق تحلية فطيرة تفاح وعصير برتقال , تأملت الطعام فرحا فلم أنعم بمائدة مترفة كهذه منذ فترة متناسية ألم صدري .
مها : هذا الطعام ترحيبا بي؟
سمعتهم يتمتمون ويضحكون
عائشة: نحن في فترة عقوبة لم يعد الطعام جيدا كالسابق .
مها: كان الطعام أفضل من ذلك ؟!
عائشة: يبدوا أنك من ذوي الدخل المحدود تالله سوف تستمتعين بالإقامة هنا , أخفضت صوتها واقتربت مني قائله : الملكة دودو ترغب بانضمامك لحزبها يبدو أن إيبائك لتقبيل يدها أثار دهشتها مما جعلها تقدم على قرار قبول مبدئي لك .
مها: أخبريها بعدم رغبتي بالانضمام.
قطبت عائشة جبينها قائله : هل جننتِ لم تدعو أحد للانضمام منذ ستة أشهر أنها فرصة ذهبية .
أجبتها بغضب : لن أتراجع عن موقفي , بربك جعلتني أقبل قدمها .
وجهت عائشة سكين حاد على معدتي وعينها ترسل لي شيئا من التهديد .
عائشة: أنا متأكدة أنك كنت مازحة أليس كذلك .
مها : بالطبع أمازحك ما أثقل دمي وأخذت أصطنع ابتسامه صفراوية .
عائشة : ستخضعين لاختبار القبول أولا .
قوست حاجبي قائله : اختبار أنا لم أرغب بالانضمام لحزبها السادي هي من رغبت بي جميل سوف أفشل بالاختبار ما أغبى هذه المرأة .
عائشة : من يفشل بالاختبار يعاقب أما تفقع عينه أو يصبح أصلع أو ما تجده الملكة مناسب ربما تأمر ببتر ساقه .
غصصت بلقمتي , فربتت عائشة على ظهري بخفة قائله : بسم الله الرحمن الرحيم .
مها: حسنا سوف أخضع للاختبار .
عائشة: نصيحة أوجهها ولن أعيدها حتى تفشلين بالاختبار عليك خيانتها احذري قد تأتيك بشتى السبل تيقظي.
مها : كيف ذالك ...
تركتني عائشة وأنا أتحدث وذهبت , ماذا تقصد بكلمها وهل الوضع هنا آمن كيف وصلت الملكة دودو بأن تكون كمحركة الدمى للسجينات وما هذا الاسم دودو .
عاد صوت الجرس المتقطع المقزز لرنين من جديد , قدمت ألي عائشة وهمست بأذني هيا أخرجي للساحة أول اختبار لك ينتظرك بالخارج هيا ابهرينا يا جميلة .
دهشت بسرعة تحرك عصابتها أعدوا الامتحان بهذه السرعة اتجهت لساحة الخارجية فوجدت الحشود تنتظرني ومعهم المشروبات الغازية و أوعية الفشار , وجدت أمامي فتيات مصطفات كأنهن في ثكنة عسكرية يتكون الصف من أربعة عشر فتاة أشارت عائشة لي بعينيها بالاصطفاف معهم .
تواجد أمامنا وحل من الطين , تنبع منه رائحة روث البقر رأيت العلقة دودو متجهة لنا وبيدها كوب من الشاي المثلج في طرفه مظله صغيره وجانبها فتاة تحمل بيدها مظلة شمسية لتحمي بشرتها البيضاء الصافية من لهيب أشعة الشمس الحارقة , حدثتنا كتلة الغرور بتكبر وميوعة مصطنعة فأشمئزيت منها .
الملكة دودو: ما أن انهي كوبي أريد أن تجد كل واحدة قرش في وحل الروث .
مسكت أرنبة أنفي وبدئت بالعد للعشرة حتى أهدأ لديها كبر لو قسم على أبن آدم لما أكتفوا كما أنها تخبرنا بأن هذا الوحل هو عبارة عن روث بقر يا لوقاحتها .
بصوت رقيق قالت الملكة دودو : نورة هيا أعلني بداية السباق.
صاحت نورة قائله : واحد ,اثنان ,ثلاثة , انطلاق .
أخذ الجميع يغوص بالوحل محاولين العثور على القروش , تقلصت معدتي لرؤيتهم يتمرغون بالوحل أكرمنا الله فنحن لسنا بخنازير
جثوتوا علي ركبتي متجاهلة الرائحة الكريهة أخذت بتمريغ يدي بالوحل اللزج باحثة عن أي قرش ولكن يدي ظلت تبحثان عبثا دون أخلاص لم أجد إلا معدتي تتقلص وبدء بتفريغ الغداء في الوحل , أثار المظهر قرف الحشود ابتعدت جميع الفتيات المنافسات فاستجمعت قواي واستغليت فرصة خلو الساحة منهن وأخذت ابحث حتى وجدت ثلاثة قروش وقدمتها لنورة , ارتميت بجانب الوحل منهارة إرهاقاً فقامت عائشة وحزبها بحملي عاليا والهتاف باسمي سعدت جدا أخذوني للاستحمام واخذوا بدعك جسدي برائحة الخوخ وقدموا لي كوب ماء بللت حلقي ولم أجد نفسي إلا وأنا مستلقية على سرير مع نهاية نصر آملة بالقبول بحزب العلقة دودو دون خوض تجربة كالسابقة ضممت الوسادة , شاكني شيئا فاعتدلت جالسة رفعت الوسادة فوجدت مجموعة من ألواح الشوكلاتة التي أفضلها .
دخلت عائشة وشاهدت الكم الهائل من ألواح الشوكلاتة بين يدي مع تساقط بعض منهم على حضني .
عائشة: من أين لك ألواح الشوكلاتة هذه ؟
رفعت حاجب واحد قائله : أليست من الملكة دودو؟
بللت عائشة شفتها قائله : لم تخبرني شيئا عن هذا .
مها : كيف علمت بأنواعي المفضل من ألواح الشوكلاتة؟!!!
قهقهت عائشة قائلة : الملكة دودو تعلم أشياء ربما أنت نفسك تجهلينها لا يخفى عليها شيئا .
صببت نظري على عائشة بفارغ الصبر قائله : حقا وكيف ذلك؟
عائشة : جلعتني مرة أخوض سباق مع أحدى السجينات وعند فوزي قدمت لي فستان أصفر اللون وما أثار استغرابي معرفتها للوني المفضل.
مسكت صدري قائله : اللهم رحمتك تبدو لي امرأة خطيرة.
عائشة : لو أنك تجعلين لسانك داخل حلقك أفضل .
قهقهت واحتضنت الوسادة محاوله تخفيف الآم الضحك.
عائشة :بدئتِ بالتأقلم سريعا .
مها : بربك هنا وجدت كل ما أردت طعام وملابس وحرية وحزب يهابه الجميع وفوق كل هذا لن أذهب للمدرسة مجدداً لدى عطلة مدى الحياة وأخذت بالضحك .
عائشة : لا تبتهجين لعدم ذهابك للمدرسة توجد هنا فصول للرسم معلمتها أحقر بشرية عرفها التاريخ , صمتت لولهة ثم أردفت قائله : أبذلي قصار جهدك عليك أن تنالين إعجاب الملكة دودو لا تضيعين هذه الفرصة الذهبية من بين يديك .
غرقت بالنوم وعائشة مازلت تثرثر عن أهمية قبولي بالحزب .


روائية طموحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-10, 11:53 PM   #2

روائية طموحة

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 116829
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » روائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث
( القبول )

أمدد جسدي الهزيل في الفناء الخارجي تحت أشعة الشمس الحارة على المرج الأخضر المائل للصفرة فقد أحرقته أشعة الشمس المحمومة في محاولات لتطهير نجاسة من قد جلس عليه من قبل , أخذت أستنشق الهواء وأكتمه بداخلي محاوله الإحساس بالاختناق فمنذ دخولي لسجن وأنا أعشق تعذيب نفسي فبهذه الطريقة أستطيع عدم التفكير بالثلاثي الذي تتوقف حياتي عليهم رغد وبندر وفهد , تركضن السجينات وهن سعيدات وأصواتهن تتعالى باسم عائشة وهم يقهقهون , لفضول بداخلي وخوفاً بأن تكون المعنية عائشة تبعتهم , وجدت السجينات قد تجمعن في زقاق خلف المبنى مبتهجات ملتفين حول عائشة وفتاة أخرى على شكل دائرة مقتسمين إلى حزبان فريق يشجع عائشة والآخر يشجع الفتاة الأخرى والكل يصفق ويشجع ويهتف باسم بطلته , تسدد عائشة لكمات لفتاة ولكن قبضتها ضعيفة فما أن تهجم عليها حتى تفقد عائشة اتزانها وتترنح فتستغل الفتاة ضعف بنية عائشة فتسدد لها ضربة قوية فتقع من أثارها عائشة خائرة القوى كالخرق البالية .
حدثت نفسي قائله : أنها الفرصة المناسبة لتقرب من عائشة فما أن تشاهدني أقوم بالدفاع عنها حتى تعلم بمدى وفائي لها , ولكن ما شأني في عركها فقد أكسب بعض الأعداء بتدخلي في العراك يا الله رحمتك ماذا أفعل ألزم مكاني أم أسمح للفتاة الشرسة بداخلي بالظهور حتى أتكيف مع هذا المكان النتن واكتسب بعض الأصدقاء , انطلقت كالفهده بدون تفكير نحو الفتاة التي تدك عائشة دكا بلطمه قوية جعلت فك الفتاة يصدر صوتاً غريباً يشير لحدوث أمر سيء لها , كان من عواقب تحرر الفتاة الشرسة بداخلي من قيود البراءة تصرف متهور تسبب في أن تخسر الفتاة المسكينة نابها وتناثر الدم على قميصي مما تسبب في اضطرابي أمعائي ورغبتي بالقيء لاشتمام رائحة الدم الكريهة .
نظرت عائشة لناب الفتاة قائله : لديك بنية قوية يا مها ما شاء الله من ثم أخذت بالقهقهة هازئة بالفتاة والسجينات من حولها يشاركنها السخرية والشماتة .
رأيت السجينات يتنحون جانبا خائفات فدب الرعب في قلبي أنهن بالتأكيد السجانات قدمن لمعاقبتنا لإحداث أعمال الشغب , ما أن تنحين جميع السجينات جنباً متفرقات بعيداً فاتحين الطريق ترحيباً بفوج العلقة الملكي , حزنت حزناً شديداً أنها هي المسخ حمدت الله في سري فالعلقة أهون من حضور السجانات .
قدمت العلقة دودو نحوي قائلة :يبدو أن الوفاء نبضك أيتها القطة .
تحدثت بصوت عالي ونبرة يشوبها شيء من التحذير :عائشة شريكتي بالزنزانة ومن يتعدى عليها فقد تعدى علي أيضاً .
قالت العلقة بغضب : تجرئين على رفع صوتك أمامي؟
أجبتها بربكة وخوف : بالطبع لا أجرأ ولكن حولك تطوف هالة من الطاقة ومن يقف بجانبك يكتسب من قوتك ويتجرأ على غيرك لا عليك أيتها الملكة , شعرت بوخزه في صدري عندما قلت لها أيتها الملكة يا لهذا المكان البئيس جعلني ذليلة .
رمتني العلقة بوابل من نظرات الإعجاب , فيبدوا أأني أشعرتها بالإطراء الشديد مما أشبع غرورها , رن الجرس معلن نهاية الاستراحة الصباحية فأخذن السجينات بمسح معالم القتال بسرعة فائقة قبل قدوم السجّانات لإعادتنا لزنزانتنا .
عدت أنا وعائشة للزنزانة , عندما استلقيت على السرير أحسست بشيء تحت وسادتي رفعتها فوجدت مجموعة من ألواح الشوكلاتة المفضلة لدي كندر وكت كات وسنكرس الخ ...
نظرت إلي عائشة بدهشة قائلة : لا يعقل أنها الملكة دودو فيها لا تقدم الكثير لحديثات القدوم دائما ما تخبرني بأنها تحب أن تقمعهن بالبداية أأكد لك لا يعقل بأن تكون هي هل جنت الملكة دودو .
قلت لها متعجبة : كما أنها تحضر أحب ألواح الشوكلاتة لدي !!
أخفضت عائشة رأسها قائله : شكراً لك مها واعتذر لك عندما أخبرتك بأنك شريكة زنزانة خرقاء .
رددت عليها بزهو : لا داعي للاعتذار فهذا من واجبي أم نسيتِ أأني شريكتك بالزنزانة , بهذه العبارة أردت أن أعلمها بأننا سنكون صديقات كنت أنتظر منها جوباً يؤكد رغبتها في بدء صفحة جديدة معي ولكنها تجاهلت كلامي مغيرة سياق الحديث قائله :
الملكة يوماً عن يوم يزيد إعجابها بك ماذا تفعلين لها السجينات يقسمن على أنك قمت بعمل سحر لها , مسكت عائشة رأسها قائله : تذكرت الملكة دودو أخبرتني بامتحانك التالي.
أجبتها بتذمر : وما هو ؟
عائشة : سوف تكونين أمينة المكتبة.
مها: أمينة المكتبة وهل هذا اختبار ؟؟؟
نظرت لي عائشة وشفتاها تحتبس بعض الكلمات من ثم قالت : اليوم بإذن الله تستلمين عملك .
لم اعلق على ما قالته لي وأخذت التهم ألواح الشوكلاتة الواحدة تلو الأخرى أفرغ قهري الداخلي بأكل الحلويات أنها طريقة فعالة لإزالة الكبت الداخلي , استلقيت في سريري منتظرة موعد استلامي للعمل الجديد , سمعت صوت طرق خفيف على الحائط بعدها رأيت ورقة دست من تحت باب الزنزانة ذهبت أنا وعائشة مسرعين لقراءة الورقة.
كتب بداخل الورقة

(( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك مها ؟
هل أنت مرتاحة هنا ؟
اخبريني ماذا تحتاجين لأحضره لكِ
اكتبي وراء الورقة احتياجاتك وأعيديها
تحت الباب بعد مضي خمسة دقائق
آمل بأن تستمتعين بألواح الشكولاتة ))


قلبت الورقة مسرعة باحثة عن قلم فناولتني عائشة قلم ازرق فاكتبت:
((أنا بخير لا أحتاج لشيء شكراً لكرمك
فضلاً من أنت؟))
بعد أن وضعت الورقة تحت الباب التفتت لعائشة بحيرة قائله :من تظنينها ؟
ضحكت عائشة قائله : أنها بالتأكيد معجبة بك لا غير .
قوست حاجبي قائله : معجبة ماذا يعني ذلك ؟!!
قهقهت عائشة قائله : تباً مها أنك طاهرة جداً.
ابتلعت ريقي بصعوبة مفكرة بما قالته عائشة ومغزاها .
لامست عائشة بأناملها ظهري بخفة قائله : مها حان موعد توزيع الكتب يا مها هيا أذهبي للمكتبة بسرعة .
أخرجت عائشة من جيبها ورقة وناولتني إياها أخذتها وفتحتها فوجدت مدون بداخلها أسماء السجينات والكتب التي يرغبن بقراءتها , قدمت السجانة فوزية و اصطحبتني للمكتبة من ثم أعطتني عربة خشبية وِأشارت علي بملئها بالكتب من ثم صوبت سبابتها نحو سلم متحرك معلق بالمكتبة وقالت :
أن أردتِ إحضار كتاب لا تستطيعين الوصول إليه فاصعدي هذا السلم من ثم أخذت بالشرح لي عن كيفية توزيع الكتب داخل المكتبة ومعرفة الترتيب الأبجدي لها حتى يسهل على إحضار الكتب للسجينات , ذهبت السجانة فوزية وبدئت في مزاولة عملي , أثار الريبة في داخلي تلهف الجميع لرواية صرخة يتيم وتواجد عدة نسخ من الطبعة الأولى إلى الثالثة و الجميع يطلب الطبعة الأولى , أنهيت جمع طلبات السجينات من الكتب فتوجهت لزنزاناتهن لإعطائهن ما يبغين وأخذت بتوزيع الكتب على مهل كلما ناولت إحدى السجينات رواية صرخة يتيم تتفحصها والسعادة تعلو وجهها , انتهيت من التوزيع وعدت لزنزانتي بعد سماع كلمات الغزل ومدح قوامي الرشيق والتشبع من نظراتهم الخبيثة , الفراغ يولد لهم مراقبة أي سجين خارج عن زنزانته .
استقبلتني عائشة بابتسامة بسيطة قائله : كيف كان يومك الأول ؟
بصوت خفيض قلت : مرهق جداً وما بهم السجينات لم يشاهدوا فتاة من قبل ؟
أجابتني عائشة ضاحكة: ألم تشاهدين نفسك بالمرآة من قبل ؟
مها : بلى لماذا؟
عائشة : لم تشاهدين قوام ممشوق خاطف للأنفاس وعينان عسليتان واسعتان ذبحتنان وانف مسلول وشفاه غليظة وافرة باللون القرمزي وشعر بني كث و مموج ؟ ألم تلحظين أنك أطول السجينات هنا ؟
شعرت بإطراء كبير جعل معدتي تتقلص ووجنتاي تحمّر فاختبأت وراء تموجات شعري هربا من نظرات عائشة المتلذذة بحيائي , أحسست بأن عظامي تكاد تدخل ببعضها البعض فرحاً فلم يسبق لي سماع هذا الكم من الإطراء , فأخذت عائشة تضحك حتى أصبحوا السجينات يطالبونها بإخفاض صوتها وألا سوف يبرحونها ضربا .
***
حل الليل وأنا مستغرقة في نوم عميق , تلك الليلة حلمت بأحلام سعيدة رأيت نفسي احلق بعيدا بين غيوم زهرية مع سرب من طيور البجع ولي جناحان واحلق بالأجواء بخفة .
استيقظت من نومي على تعالي صوت أذان الفجر فقد كانت مئذنة المسجد قريبة جداً من نافذة زنزانتي , مبتسمة سعيدة جدا فلم يسبق لي رؤية حلم جميل كنت دوماً ما أرى كوابيس مزعجة وأخيراً أصبحت أنام بلا كوابيس وأستيقظ على غير عادتي سعيدة و أأخذ قسطاً كافياً من النوم .
نهضت بنشاط وأيقظت عائشة من نومها لتصلي الفجر وبعد ذلك توضأت وصليت صلاتي وشكرت ربي على نعمته فدخولي للسجن نعمة وجدت طعاماً ولباساً وصديقه وتخلصت من المدرسة شيئا لم أكن لأطله ما حييت , أخذت بتذكر تفاصيل وجه فهد , أحترق شوقا لرؤيته , تدحرجت دمعتي على خدي فأسرعت عائشة ومسحتها بقميصها .
عائشة:ما بك يا مها ما الذي يحزنك؟
مها:عمي الذي تسببت في غيبوبته كنت أحب ابنه وبعد فعلتي سيكرهني بالتأكيد .
عائشة:هل حدث شيء بينكما.
مها:لاه لم يحدث شيء مطلقاً .
عائشة: وكم يبلغ من العمر؟
مها:18 سنة.
عائشة : لقد أذيتي والده لا تتوقعين منه مسامحتك بسهولة , ضمتني عائشة لصدرها بحرارة مطبطبة على ظهري وأخذت بمواساتي بكلمتها التي كانت كالبلسم على جرحي , فجأة نهضت عائشة بسرعة واضعة رأسها في وعاء وأخذت بالتقيؤ.
أسرعت نحوها وقدمت لها المناديل قائلة :هل أنت بخير ؟
عائشة:نعم , أنه الدجاج المقلي تباً له .
حملت عائشة ووضعتها في الفراش وهي شاحبة اللون وخائرة القوى , أخذت بتدليكها حتى غفوت وأرخت جميع عضلات جسدها واستعادت قليلا من لونها .
***
حان موعد الإفطار فتوجهنا أنا وعائشة لصالة الطعام , أثناء سيرنا عرضت عائشة علي بأن تحضر الطعام لكلتينا فأجبتها بالموافقة مع أأني كنت أرغب بإحضار الطعام لها فبعد تقيئها فجراً أردت لها أن ترتاح ولكنها أبت وأصرت بأن تحضر الطعام بنفسها لكلتنا , جلست على طاولتنا المعتادة أنتظرها فجلست بجانبي فتاة سمراء البشرة ملساء الشعر وتحدثت إلي بصوت هادئ : أعرفك على نفسي , أنا لمياء.
قلت لها بابتسامة ترحيبية : أنا مها.
لمياء: ومن لا يعرفك فأنت ساحرة القلوب يا لجمال عينيك و ورشاقة قوامك الممشوق .
أخذت أفرقع أصابعي خجلا و أتلمس براجمي .
لمياء : ألن تخبريني بأن صاحبة ذوق رفيع وتشكريني.
مها: عذراً , لست من الأشخاص الذين يعرفون آداب الحديث , شكراً لك .
لمياء: لا تقلقين سوف تتعلمين بسرعة هنا .
قدمت مجموعة من الفتيات وجلسن بجوارنا, أخذت لمياء تعرفيني عليهم.
مشيرة لصاحبة شعر قصير جدا وملامح ناعمة وجمال بسيط وقد بدا بأنها شبيهة للرجال: هذه فهد.
ولفتاة ضخمة مفتولة العضلات قبيحة الشكل وأنف كبير وأسنان متهرئة و شعر مرفوع للأعلى :هذه دينا .
ولفتاة ذات شعر طويل أجعد وملامح جذابة : وأخيراً هذه ود.
تساءلت متعجبة للفتاة التي بدت وكأنها رجل بطريقة جلوسها ولباسها وتصرفها : فهد أسمك فهد؟
فهد : نعم فأنا أحب اسم فهد ولا تحسبيني اقل من الرجال فأنا أستطيع أن افعل ما يفعله الرجال وغمزت للفتيات .
ضحكت بصوت منخفض عندما قالت ذلك .
قالت فهد لي بغضب :هل تهزئين بي؟
أجبتها بخوف : لا لكن يصادف أسمك اسم ابن عمي وقد كنت ... تبعثرت الكلمات وتشابكت أحرفي وارتجفت حتى بدئت الطاولة بالاهتزاز فشعر الجميع بذعري .
نظرت لي فهد بعين ماكرة : لديك عشيق يا ذات الطول الظريف ؟
أتت عائشة وحاملة بيدها طبقان وضعتهم أمامي , دفعتُ أحدهم أمامها .
عائشة: هل ضايقنك هؤلاء الفتيات أخبرني بسرعة.
مها: لا , لقد سعدتُ بمقابلة فهد.
عائشة: وما رأيك بدينا و لمياء و ود .
ابتسمت بابتسامة لطيفة للفتيات قائله : لم يتسنى لي بعد المعرفة بهن.
عائشة : فهد متهمة بالقتل و ود بالسرقة ودينا قضية أخلاقية و لمياء بالقتل.
نظر الحشود إلي مبتسمين غير خجلين بجرمهم أبداً , أشعرتني ابتساماتهم بأنهن فخورات بجرمهن .
عائشة : هيا قولي لهم ما سبب دخولك هنا؟
أخذت المس خصلات شعري حياء والرعشة أصابتني لمجرد محاولتي التحدث عما حصل في ذلك اليوم .
تحدثت لهم وأنا أشعر بخزي : ضربني عمي فحاولت الدفاع عن نفسي فضربته بتحفه ودخل بغيبوبة وأنا الآن انتظر استقرار حالته لمعرفة الحكم .
دينا : (جتو دهيه ابن اللزينه)
فوجئت بلهجة دينا فلم أتوقع بأنها مصرية الجنسية .
قالت ود و وجهها يضيء نوراً من السعادة :سوف ادعي لعمك يوميا فهو سبب تمتع ناظري بهذا الجمال.
ضحك الجميع ورأيت فهد تغمز لود .
أنهيت طبقي مع تزامن رنين الجرس عدت لزنزانتي فوجدت فهد جالسة على سريري تنتظرني .
قالت فهد وعيناها ملئها السعادة بقدومي : أهلاً مها أمتلئت الزنزانة نوراً بقدومك.
تجاهلت نظراتها قائله : أهلاً كيف حالك؟
نظرت لي بنظرة لم ترقني قائله : ما رأيك بأن تأتي لزنزانتي بعد الانتهاء من توزيع الكتب على السجينات ؟
أومأت برأسي موافقة قائله : حسناً .
ضربتني على رأسي قائله :مها عليك القول بأنك سررتِ بدعوتي سحقاً عليك تكلم بلباقة.
تحدثت بخجل : شكراً فهد يسرني ذلك كثيراً.
ابتسمت فهد بابتسامة ماكرة حتى ظهرت نواجذها ورحلت.
دخلت زنزانتي وكعادتي أسرعت لأبحث تحت وسادتي فكان من الطبيعي وجود ألواح الشوكلاتة تحتها , رأيت السجانة مريم تقف خلف قضبان زنزانتي فأعدت وسادتي لمكانها بسرعة راجية بأن تكون لم تنتبه لوجود ألواح الشوكلاتة , أشارت لي بيدها بالقدوم نحوها وعيناها ترمقني بنظرات احتقار فتقدمت نحوها بخطى هادئة قائله : ماذا تريدين ؟؟؟
السجانة مريم : أتبعيني وأنت تلزمين الصمت .
تبعتها وأنا ارتجف قائله :حسناً.
ذهبت خلفها وأنا أرتعش خوفا هل ستعاقبني هل ستسألني عن ألواح الشوكلاتة ومصدرها , وصلت السجانة مريم للمكتبة .
السجانة مريم :عليك تنظيف المكتبة بأكملها خلال أسبوع أريد رائحتها كالياسمين والأرضية لامعة والغبار قد ذهب عنها أريد استنشاق هواء نقي هنا ,أخذت بالسعال ورحلت مبتعدة.
مها:حسنا , تنفست الصعداء وحمدت الله بأن هذا هو مبتغاها ولم ترى شيئا ً .
كتمت الغيض بداخلي وتساءلت لماذا أنا ؟هل محكوم على بالشقاء للأبد
أخذت ارتب المكتبة حتى حان موعد توزيع الكتب على السجينات أعطتني السجانة مريم ورقة بطلبات السجينات من الكتب وكالعادة رواية صرخة يتيم الطبعة الأولى هي الأكثر طلبا ولكثرة طلبها يوجد عدة نسخ منها حدثت نفسي بأن علي قراءتها لكنني لا أهوى القراءة والكتب عدوتي اللدودة , غبطت السجينات لحبهم للقراءة كما أنها تقطع الوقت , جمعت الكتب وأخذت بتوزيعها على السجينات وصولا لزنزانة فهد , اتجهت نحوي فهد مسرعة قائله : أهلا بك يا حلوة.
بدئت بالاعتياد على الغزل بل أصبح شغفي ومتعتي حتى كدت أدمن عليه , أعطيتها رواية صرخة يتيم وأنا أصطنع الأنوثة بتمايلي أثناء انحنائي لجلب الرواية من العربة , طوقت خصري فهد بيديها واضعة حزام الرقص من خلف القضبان , أمرتني بأن ارقص.
ضحكت قائله :فهد لا أجيد الرقص , كما أأني في العمل .
عبست فهد قائله : لم نولد من بطون أمهاتنا نعلم شيئا تعلمي هيا هزي خصرك يا عسل .
مها:حسناً لكنني غير مسؤلة عن إثارة اشمئزازك.
بدئت بدوران وأخذت فهد تتأملني بسعادة , كان رقصي مريعا لكنها أبدت أعجاب شديد بحركاتي البلهاء , زاولتني الشكوك هل الإعجاب برقصي أم بجسدي؟
بدئت السجينات بالغناء والتصفير وأخذت بعض السجينات بالتصفيق ومطالبة فهد بدعوتي للحفل.
فهد:مها لدينا حفلة الأحد القادم ويبدوا بأن السجينات قد أحبوك.
بنظرة متعجبة قلت : تردين دعوتي لحفلة ؟
بعينين نصف مغلقتين قالت : ليست دعوة بالتحديد ستكونين الراقصة بالحفل علي تعليمك الرقص قبل قدوم يوم الأحد .
أعجبتني فكرة تعلم الرقص فرددت عليها بابتسامة : وكيف ذلك ؟
فهد: سأطلب من السجانة عليا بتغير زنزانتك إلى هنا.
تغيرت ملامح وجهي وصعقت قائله : لكنني أحب السكن مع عائشة.
بنبرة ساخرة قالت : وتحسبين ود ستكون سعيدة بقراري انه مؤقت أيتها الغبية.
مها: حسناً , شعرت بالسعادة فأخذت بالضحك بشكل هستيري سأحضر حفلة وسأكون الراقصة يا إلهي إنني محظوظة.
بابتسامه عريضة قالت فهد: كم أنت جميلة عندما تضحكين تباً لك لا تتوقفين أبداً.
أخذت بالهرولة لزنزانتي فقد انتهي وقت عملي منذ فترة وعلى العودة بسرعة .
قررت ابتداء حياة جديدة وعلى حب القراءة ستكون بدايتي ,عند عودتي أخذت معي رواية ليلة غامضة فقد كان غلافها براق ذا زخارف أبداعية وأخذت الطبعة الثالثة من رواية صرخة يتيم فكانت الطبعة الثالثة أجمل الطبعات وكتاب كليلة ودمنة فتنوع الألوان بغلافه أعجبني ,عدت لزنزانتي و استلقيت على سريري وفتحت رواية صرخة يتيم وكلي حماس لقراءتها صعقت لما شاهدته فتسمرت في مكاني , يوجد بداخلها كيس أبيض أغلقت الكتاب وأنا مذعورة وعيني متسعة , أخذت الرعشة تسري بجسدي والدم يجري في عروق بسرعة هائلة كدت أموت رعبا وأعجز عن طرف عيني , تساءلت بداخلي هل هي مخدرات , قررت فتح كتاب آخر لعل القراءة تنسيني هول ما رأيت فتحت رواية ليلة غامضة وأنا أرتجف , وجدت سكينا طبقت الكتاب بسرعة وأسندت رأسي للحائط وأنا مذهولة حدثت نفسي ماذا يوجد في كتاب كليلة ودمنة ؟ فتحت كتاب كليلة ودمنة داعية الله أن لا أرى شيئا يشابه ما رأيته منذ ثوان , وجدت صورا إباحية فكاد هذا الكتاب الأخير يتسبب لي بفقدان الوعي , من هول ما رأيت وقعت الصور أرضا متناثرة , تبا لهم لم يكونوا يقرئون بل يقدمن على الأعمال الفاسدة يستحقون البقاء هنا للأبد ويحيهن قدمت عائشة للزنزانة فقد كانت بالخارج تغسل الغسيل رأتني مصفرة اللون أرتعش رعباً مشوشة و جاحظة العينين والصور ملقاة أرضا .
قالت عائشة بصوت مرتعش :ما بك مها تبدين مرتعبة ؟أخذت بجمع الصور من الأرضية وهي تشتمني .
لجم لساني وتصلبت عروقي , نظرت عائشة إلي فوجدت الكتب بجانبي وأنا متسمرة مكاني شاحبة الوجه .
وبختني عائشة قائله : سحقاً مها فتحتي الكتب جميعها ويحك.
أجبتها وآثار الصدمة مازالت تملأ وجهي : نعم وليتني لم افتحها.
عائشة : وجب عليك التنفيذ والسداد.
سألتها وأنا أرتعش خوفاً : تنفيذ وسداد ماذا؟
عائشة :من يفتح رواية ليلة غامضة عليه أن يطعن ومن يأخذ كتاب صرخة يتيم عليه سداد ثمن المخدرات وبما أنك فتحتي الكتاب الأخير فعليكِ سداد ثمن الصور , تبا لك أخذتي أكثر الكتب غرامات من المخدرات لماذا؟
اقتربت من عائشة جاثية على ركبتي والدمع متجمع في محجري عيني قائله : لم أكن اعلم أقسم لك .
بنبرة غاضبة حادة قالت : لماذا أخذتي الطبعة الثالثة من صرخة يتيم اجبيني ؟ تباً لك الأولى تفي بالغرض ألا يكفيك 10 غرامات أيتها الخسيسة .
أجبتها وأنا أذرف الدمع : تبا لكم يا لخبثكم عدد الغرامات على عدد الطبعة ما هذا الذكاء , سحقا لم أكن أعلم بمدى خبثكم أعجبني الغلاف الخارجي للطبعة لهذا أخذته.
هززت عائشة برأسها قائله : يا لتفاهتك جميع الكتب التي أحضرتها جميلة الغلاف ألم يخطر ببالك استشارتي بأفضل الكتب جل اهتمامك جمال الغلاف يا لكِ من سطحية.
وقفنا أنا وعائشة حزينين ندور داخل الزنزانة مذعورين جلست عائشة مم*** برأسها قائله : وجدتها اطعني ابتهال فهي ضعيفة لن ترد لكٍ فعلتك.
مسكت عائشة من يدها أرجوها قائله : لن اطعن أحدا تحدثي مع الملكة دودو أخبريها لم أكن أعلم أرجوكِ حاولي معها أرجوكِ .
قاطعتني قائلة :إن لم تطعني أحداً من سيأخذ الكتاب من بعدك سيأمر بطعنك مها عليك أخذ الأمر بجدية .
مها: لن أطعن و لن أأوذي أحدا , لما وجد هذا الكتاب ؟ما الفائدة من الطعن العشوائي؟
عائشة: توجد هنا سياسة متبعه وهي أطعن يرضي الملك .
مها: وماذا يفيدني رضائها؟
عائشة: خدمة من قبلها.
رن الجرس معلن بدء وقت الغداء فتحت الزنزانة السجانة مريم فخرجت عائشة مسرعة قائله لي : أنا ذاهبة للملكة دودو , وغمزت لي .
ذهبت لطاولتي المعتادة بخطى بطيئة والهم بادئ على وجهي بجلاء , جلست على الطاولة وأنا مقطبة جبيني فجلسن بقربي ود ودينا وفهد و لمياء.
كانوا يلقون النكت لكنني لم أكن أشاركهم ألقاء النكات فمصيبتي محت الرغبة في فعل أي شيء , أتت نحوي عائشة قائلة : أخبرتها وقد أبدت مسرة بما فعلتك ويبدو أنك قبولك بات قريب يا جميلة .
قلت لها بنبرة حزينة : يا لهذه المرأة أنها مريضة عليها بزيارة طبيب نفسي على الفور .
عائشة : عليك البحث عن الضحية وتقصير لسانك الطويل أيضاً وطلب المال من عائلتك لسداد ما أخذتي .
مها: أنا الضحية سوف أطعن نفسي , وسأعيد البضاعة.
حشرت فهد أنفها بيننا قائله : ما بكم ما لأمر ؟
أجبتها عائشة ببرود بصوت مرتفع :أخذت مها مجموعة من الكتب.
شهق الجميع ووضعت دينا يدها على فمها.
دينااتجننتي يا بنت)؟
ضحكت ود قائله :تصرف شجاع و ما هي الكتب؟
أخذت فهد بالتصفيق قائله:هذه فتاتي.
أما لمياء أخذت تحدق بي باستغراب وكأنني أثرت بداخلها مئات الأسئلة .
أجابتهم عائشة ببرود مجدداً : بالخطأ لم تعلم أخذت جميع الكتب علينا البحث عن الضحية وتدبر المال لها .
مها: إياكم لن اطعن فتاة بريئة.
جثت فهد على ركبتيها قائله : اطعنيني حُبي فأنا ملك.
عائشة: فهد ما رأيكِ أن تتمالكِ نفسك أو أصفعك.
مها:هل منكم من فتح كتاب من قبل ؟
عائشة :أنا ثلاث مرات وفهد أسبوعيا تفتحه.
خنقتني العبرة فقد صدمت بعائشة .
مها: فتحت قبلا كتاب يا عائشة.
عائشة: في هذا المكان تضطرين أحيانا لفعل أشياء لا تريدينها وفتح جميع الكتب.
مها:لن اطعن أحدا هل تسمعين .
دفعت الكرسي بقوه وذهبت مسرعة لدورة المياه لأستغرق في نوبة بكاء مطولة , غسلت وجهي و نظرت للمرآة محدثة نفسي هل سأصبح مجرمة؟
ويحي ظللت ابكي حتى رن الجرس معلن نهاية فترة الغداء عدت للزنزانة وجدت السجانة فوزية تنتظرني .
السجانة فوزية :اليوم الخميس وهو اليوم المخصص للزيارات .
سألتها وأنا أحترق لمعرفة الإجابة :هل قدمت أختي وبندر؟
السجانة فوزية :لا أعلم هيا أتبعيني.
ذهبت ورائها مسرعة الخطي كأني طفل صغير ذاهب لمقابلة أمه.
دخلت لغرفة الزيارة كانت ينبع منها رائحة الصدى لكن جل همي الآن الرائحة أردت رؤية من قدم إلي.
دخلت للغرفة وجدت رغد منكسة رأسها وكأن الطير فوقه , سحبت الكرسي ومازالت منكسة الرأس وصامته .
رفعت رأسها لترمقني بنظرات تأنيب .
رحبت برغد بحرارة قائله :أهلا رغد كيف حالك أين بندر؟
ردت رغد بنبرة صوت مخنوقة : لقد فسخ العقد .
أخذت ارمش بسرعة تحسست جسدي أحسست بثقل في رأسي .
رغد:مها لماذا فعلتي ذلك هل جننتِ ؟
ثرت غضبا حتى احمر وجهي وبانت عروقي .
مها: تبا لك كان يضربني لأتفه الأسباب لقد دافعت عن نفسي أنظري لجسدي نزعت قميصي مظهرة الزرقة التي يخفيها ,هذه حالي منذ رحيلك كنا نتقاسم الأذى , منذ رحيلك وأنا أأخذ نصيبك تباً لكِ أنكِ أخت حقيرة لما جئتني لتحبطيني يفترض بكِ مواساتي .
رغد: لم يطل مكوثك هنا وإذا بك تحولتِ لساقطة .
انفجرت باكية , فدخلت السجانة فوزية لتطمئن على حالنا فكان صوت شجارنا عالياً فوجدتني بلا قميص وجسدي مليء بالكدمات .
شهقت السجانة فوزية قائله : يا إلهي , ركضت نحوي وأخذت القميص من الأرض وجعلتني أرتديه طوعاً.
رغد:اسمعي زوجي منعني من زيارتك لكن أخبرته إني أريد رؤيتك لمعاتبتك فوافق لن أستطيع زيارتك ثانيه.
أخذت بالضحك بأعلى صوت قائله : لن انتظر قدومك ثانية لأنك ستكونين تنحبين حزنا لزواج علي عليك بأخرى ودعي زوجك العزيز يملي عليك تصرفاتك فأم إبراهيم قد وجدت عذراً للبحث عن عروس جديدة أيتها الحمقاء .
تحدثت رغد وعيناها اغرورقتا بالدمع : لقد تحولتِ لمسخ لم اعد أعرفك يا مها .
أمسكت بها وأخذت أصفعها بكل ما أوتيت من قوة , دفعتني للخلف وأخذت رغد بالركض مسرعة للخروج من الغرفة مغلقة الباب بقوة , وقعت أرضا منهارة مغشية , استيقظت لأجد نفسي في زنزانتي مستلقية في سريري ما أن فتحت عيني حتى دنت مني عائشة قائله : مها هل أنت بخير ماذا حدث لكِ ؟
اخبرتها بمقالته رغد لي , أخذت تطبطب على ظهري وتواسيني كعادتها .
تحدث وأنا أحاول حبس دموعي :هل أنا في يقظة ؟ اقرصيني رجاءً.
بنبرة حنونة التمست بها عطفا كبيراً قالت عائشة :مها تقبلي حياتك الجديدة .
خرجت الكلمات مني بسرعة بلا تفكير :سوف اعثر على ضحية .
عائشة: زيارة أختك درة عليك بالمنفعة , حسناً سوف نتناقش بالموضوع خلال وجبة العشاء هل هذا مناسب؟
أجبتها باقتضاب :حسناً.
تقلبت في سريري حتى حان موعد العشاء ما أن سمعت الجرس وفتحت الزنزانة حتى أمسكت عائشة من يدها ورحنا نهرول لصالة الطعام عند دخولنا وجدنا الفتيات على الطاولة , قدمت عائشة نحوهم.
فهد: بشرينا عائشة هل قررت مها التعقل ؟
عائشة : أبشرك يا فهد نعم .
صفق الجميع لي وأصبحوا فرحين مستبشرين ملفتين انتباه الجميع فأصبحوا السجينات يتهامسون متسائلين عن سر سعادتنا.
اجتمعن الفتيات حولي بشكل متقارب جداً ومشكلين حلقة يستحيل خرقها أو سماع أية حرف مما يجول بداخلها
فهد :دعيها تطعن فدوة فهي تماطل بديونها لي.
لكزت لمياء فهد قائلة : بل غيداء فقد طال لسانها كثيرا وباتت تسئ التصرف معنا .
عائشة:تباً لكم ليس الموضوع بأخذ ثأر لكم بل سنعرض الموضوع للمزاد من يدفع أكثر نطعن من أجله.
دينا : (عصابة مافيا هنا الله أيده دحنا حنبئه حكايه)
صعقت بهن أفكار الشر لديهم سريعة وعلى أتم الاستعداد لتنفيذها , ذهبت عائشة للملكة دودو رأيتها تتحدث معها , وترمقني هذه العلقة بنظرات لم ترقني .
تحدثت فهد بغضب :تبا لها ما أن تعجبها فتاة تحظرها عن البقية أنانية.
مها:من التي معجبة بها الملكة دودو؟
أخذ الجميع يرمقني , رفعت لمياء حاجبها .
لمياء:لا تعرفين من تعجبها !!!
رأيت أصبع ود موجه لي ,احمرت وجنتاي رحت أمسك خصلات شعري وأضعها أمام وجهي ,اتخذوني ذلك اليوم سخرية وضحكوا حتى قالت دينا: (دحكتوني وأنا مديئه)
مها:لماذا نطعن من أجل المال فل نطعن من يستحق.
فهد :ومن سيدفع المال عنك عزيزتي ؟
مها:سأعيد ما أخذت .
فهد:البضاعة لا ترد يا حلوة.
أخذوا الفتيات يتحدثون عن المال الذي سوف يجنونه من الطعن و أية الأحلام يرغبن بتحقيقها فقد فتحت لهم باب الأحلام وتحقيق الأمنيات , كنت حزينة فما فعلته رغد ومصيبتي كانوا في يوم واحد شقي أنت يا حظي .


الفصل الرابع

(الطعن )
جلسنا حول المائدة نتجاذب أطراف الحديث ونقهقه أخذت الفتيات بالتهام الطعام بشراهة فرحين بمصيبتي , متلألئة شفاهم بالبسمة , حدثت نفسي في وسط زخم ضجيجهم : الجميع مبتهج ما بي أضخم الموضوع أنها مجرد طعنة سأدخل نصف السكين حتى لا أجعل الجرح عميقاً , دارت الأفكار بذهني لترسم أسهل وأٌقل الخطط ضرراً , قاطعت شرود فكري عائشة قائلة: مها نادين عرضت عليك 3000 ريال مقابل طعن خولة ما رأيك؟
أجبتها بعد تردد دام دقيقتين : حسنا قبلت .
نظرت لي عائشة بغضب قائله : لن نوافق بسرعة سوف ننتظر ثلاثة أيام حتى نرى أفضل عرض ونقبل به.
أخذت بحك ذراعي من شدة القلق قائله :ماذا تعنين نحن؟
عائشة: تعرفين ماذا أقصد بنحن لن تستطيعين الطعن لوحدك سنساعدك فأنت بالكاد تستطيعين دهس نملة وبالمقابل سنتقاسم المبلغ بعد سداد ثمن البضاعة التي أخذتها .
مها: ولكن ماذا سأفعل بالبضاعة؟
ابتسمت عائشة قائله :أبدءٍ تجارتك الخاصة.
قوست حاجبي قائله : تجارتي الخاصة؟؟؟
تأففت عائشة قائله :من أين سوف تتدبرين أمور مصاريفك من سيدفع مقابل حاجياتك , الفرصة متاحة أمامك لديك البضاعة والطعن سيوفر ثمن تجارتك والكمية التي لديك كافية , لكن أولاً عليك الاستئذان من الملكة دودو لدخول في الخط الساخن فهي لا تسمح بدخول بهذا المجال لأمثالك.
مها:تحدثي معها عني رجاءاً.
عائشة:حسنا ولي نسبة من مبيعاتك.
رفعت حاجبي قائله :أنتِ استغلالية عائشة ألم يخبرك أحد من قبل.
أجابتني عائشة وهي تضحك :لا أنكِ الأولى , أخذنا نقهقه سويا .
خلال تناولي الطعام والثرثرة مع عائشة أتت نحوي فتاة تقطر ميوعة , وقد شقت قميصها من الأمام ليظهر نهديها الصغيران , دنت مني حتى رأيت جسدها العاري فثار اشمئزازي مما أدى لتقلص معدتي , وضعت يدي على فمي محاولة السيطرة على نفسي مارست تمرين التنفس الطبيعي فتغلب على الغثيان بعدة عدة دقائق .
تحدثت الفتاة بصوت ناعم :هل لي بمحادثة معك؟
نظرت إليها بطرف وجهي قائله : بالتأكيد تفضلي .
الفتاة:أريد بعض الخصوصية , أخذت تتفحص عائشة بعينها .
نهضت عائشة وذهبت بعيدا ما أن نظرت لها الفتاة , جلست بجانبي الفتاة ففاحت رائحة الكرز من شفتيها فيبدوا لي بأنها أنهت المرطب الشفاه الخاص بها كله على شفتيها لهذا اليوم .
تحدثت بصوت ناعم وهي تلعق شفتاها كل ثانيتين قائله :أعرفك بنفسي أنا رغد أتيت إليك لأعرض عليك مبلغ 30000 ألف ريال مقابل طعن ...
فغرت عيني قائله :هل تقصدين ..
قاطعتني قائله : نعم هي بحد ذاتها.
ساد الصمت مطولا ولم تتحرك أحدنا فمن تريد طعنها ليست بالشخصية المنبوذة لها وزنها هنا كيف لي بطعنها .
كسرت رغد الصمت قائله :فكري مليا من ثم أخبريني بردك ؟
بعد ذهابها عادت عائشة بجانبي مسرعة .
عائشة:ماذا قالت لك؟
مها:تريد طعن ... , جحظت عينا عائشة حتى كادت أن تخرج من محجرهما.
عائشة: وما المبلغ؟
مها:30000 ألف ريال.
نظرنا لبعضنا وأخذت عائشة تحك أنفها قائله : أنه مبلغ جيد أراهنك لن يأتي مبلغ يوازيه لكن ... سوف تردها لك وإذا طعنتك سوف تبطنك.
مها : أنا لا أريد أذيتها يا عائشة .
تفحصتني عائشة بنظرات شك ما قصدك هل تتخاذلين ؟
مها: لاه بالطبع لكن ...أنا ... لا أعلم.
عائشة : متأكدة مها أشعر بغير ذلك .
جلسوا بجانبنا الفتيات فأنهت عائشة الحديث.
ديناأنا اليوم قتني عروض مزهله أوي).
عائشة:أعلى مبلغ قد عرض لك أخبرينا هيا؟
دينا تلات ألاف وخمسوميه).
ود:حصة عرضت على مقابل طعن عزه ستة آلاف.
مها:الجميع يكن للآخر حقد وكره ويتمنى السوء له سحقا لكم أنكم معجونين بالشر .
ود:حصة فتاة حقيرة لقد طعنت من قبل خمسة فتيات إياك وتعاطف في طعنها اغرسي السكين في بطنها إلى أقصى ما يمكن .
مها:كيف تفلتون بفعلتكم بدون عقاب؟
ود: جرائم الطعن هنا مخبئة يتم الطعن في مناطق مخفية غير ظاهرة للعيان كالبطن والفخذ ونحوهم يحظر الطعن في اليدان وإصابة الوجه والتطبيب يتم لدى نواره وإذا كانت الإصابة بالغة ولم تستطع نواره تطبيبها يصل الأمر للسجانات ويتم نقل الضحية للمستشفى.
مها:وهل وصل ذات مرة للسجانات؟
قالت ود بحزن :الملكة دودو دائما ضحاياها يعلمن بأمرهن السجانات وقد قتلت فتاة منذ سنتان , أخذت ود بمسح طرف عينها فيبدوا لي بأن الفتاة التي توفيت لها مكانة خاصة عند ود .
مها : قتلت فتاة ؟؟ ماذا فعلت حتى تعاقبها بالموت؟؟
عائشة:ما رأيك يا ود أن تصمتين .
بصوت حاد قلت :لماذا لا تردين أن تخبرني؟
عائشة:لا تسألين أيتها الفضولية عن أشياء لن تسرك .
حاولت لمياء تغيير مجرى الحديث قائله :ما أفضل عرض قد أتيح حتى هذه اللحظة؟
عائشة:30000 ألف ريال.
نظر الجميع لبعضهم البعض باندهاش , وفي تلك اللحظة قدمت فهد , أخذ الجميع يحملق بها .
جلست فهد لتشاركنا المائدة قائله : هل كنتم تتحدثون بي ما أن قدمت لزمتم الصمت.
عائشة : فهد لقد عرض علينا صفقة بقيمة 30000 ألف ريال.
ابتسمت فهد قائله : العرض مذهل ؟؟ ومن المطلوب طعنها؟
مها:أنها ..
قاطعتني عائشة قائله : لن نفصح عن الاسم ألا قبل العملية احتياطي السلامة .
مها:ماذا تقولين , أخفضت صوتي والتفت حولي من ثم قلت : لماذا؟
حشرت فهد أنفها بيني وبين عائشة قائله : نعم لماذا؟
غضبت عائشة وقالت :اصمتن لا أريد أي اعتراض وألا نفذت العملية بكم جميعا سحقا.
جثت فهد على ركبتيها ومسكت يدي , قصف قلبي رعداً من الخوف ماذا تريد الآن هذه المتهورة .
فهد : لقد أغرمت بك وأريدك أن تصبحين عشيقتي هل تقبلين؟
ضربت عائشة فهد على رقبتها بقوة حتى بدا ذوى الصوت في كل أرجاء صالة الطعام .
عائشة : أيتها القذرة أتريدين افتعال المشاكل أظنك سمعتي تعاليم الملكة دودو.
فهد : تبا لك كنت مازحة .
لمياء :لا نريد افتعال المشاكل يا فهد .
دينا تفضلي الملكة دودو أهو بتئولك تعالى ).
ذهبت فهد للملكة دودو وهي مكفهرة الوجه , ما أن وصلت فهد للعلقة وبدئتا بالحديث حتى فاجأتها بصفعة قوية , مسكت خدي عندما رأيت ما حدث فقد أحسست بألم من هول الموقف تركت يد الحيزبون خلفها أثار حمراء .
التفت عائشة نحوي قائلة : اقبلي العرض المغري وبعدها فارقي الحياة ورجاء أجعلني أنا الوريثة.
أخذ الفتيات بالضحك والمطالبة بوضعهم في وصيتي وكل واحده منهم تريد التركة الأكبر , سارعت ود للحمام لكثرة ضحكها , تداولنا الفرص المتاحة وكيفية التنفيذ وتوزيع الأدوار كانت دينا ستوفر الأدوات , ود مسح معالم القتال , لمياء مراقبة المكان , عائشة أكمال الطعن عني لو تراجعت , فهد تتولى توفير مسرح الجريمة لأنها ذات سجل أجرامي حافل وسيود الجميع التعامل معها , كان علي التكتم عن العملية وأدق التفاصيل .
انتهى وقت تناول الطعام وعدت أدراجي , عندما عدنا أسرعت عائشة ورفعت وسادتي فقد اعتادت على وجود ألواح الشوكلاتة هناك , لم نكن نعرف مصدرها لكن كنا نستمتع بها بقي السؤال محيرا بداخلي من يرسلها أهي الملكة دودو أم أحدى المعجبات السريات التي تخاف أن تظهر الإعجاب مباشرة وتنال العقاب كما حدث مع فهد اليوم.
عائشة : هل أحضرتِ لي مجموعة الكتب التي طلبتها منكِ .
مها : نعم , أخرجت من جيبي الكتابان اللذان طلبتهم مني عائشة وأعطيتها لها .
أخذتهم عائشة ووضعتهم في جيبها وهي مسرورة تساءلت بداخلي هل يوجد سر وراء طلبها لكتب الجيب المتكرر لماذا كل يوم تطلب كتاب جديد وتعيد ما استعارته سابقاً أنا لا أراها تكثر من القراءة .
استلقيت على سريري وطردت جميع الأفكار من رأسي فانا أردت الخلو بنفسي قليلا فهبطت عائشة من سريرها .
عائشة:تحبين الطابق العلوي من السرير؟
مها:نعم ,هل بإمكاننا التبادل؟
عائشة:بالتأكيد أيتها الجميلة.
لمست عائشة ساقيا خفق قلبي وتقلصت عضلات وجهي , ماذا تريد هل ستدعوني للجنس ؟؟؟
ارتعدت خوفا , أخذت عائشة تدلكني ببراعة , ارتحت وارتخت جميع عضلات جسدي وبسطت عضلات وجهي , فقد أسأت الظن بها أرادت تهدئتي فحسب .
عائشة :عليك بالراحة فغدا يوم شاق سوف أعلمك غدا أين سيتم الطعن.
اعتدلت جالسة قائله : بهذه السرعة غدا عائشة فلنتريث .
عائشة : مها تباً لكِ كوني قوية القلب إلى متى الانتظار.
مها : أين سيتم الطعن؟
عائشة : مها لا تكثرين الأسئلة.
استغرقت بالنوم أثناء جلسة التدليك فقد أرهقني التفكير كثيراً , استيقظت مرتعبه فقد رأيت كابوس يطعنني فيه فهد ابن عمي , استعذت بالله من الشيطان الرجيم وقمت وتوضأت وصليت صلاة الفجر وعدت للنوم .

***
رن الجرس معلن بدء فترة الفطور الصباحي ذهبت للإفطار وبدئت الفتيات بالتحدث بكل برود متناسيات الجرم الذي يستعدن للقيام به لهذا اليوم , كانت فهد مشرقة تضحك وتملئ الجو بشاشة . فكرت بالضحية التي سوف أطعنها اليوم هل ستتفهم الوضع وتسامحني , قضيت فترة الفطور الصباحي كله بتأنيب الضمير , عدت لزنزانتي وأنا صامته أفكر فقد بات الأمر قريب سوف أقدم على جريمة متعمده , فهد ابن عمي عندما يعلم بما فعلت هل سيلتمس لي العذر , سيكرهني بالتأكيد فقد تحولت لمجرمة .
سقاني ينبوع السفالة فغدوت وردة مزهرة في بساتين الأجرام .
حدثت نفسي : لم أكترث برأيه فهو وغد لم يكلف نفسه عناء زيارتي لقد تناساني , أن عائشة محقة لم يغفر لي أذية والده , عدت بالذاكرة لعدة سنين قد فاتت , تحديداً عند شاطئ مدينة الخبر ونحن صغار تملئ عيوننا البراءة نركض ونلعب بالرمل والموج يتسابق معنا , عندما دخلت محارة بقدمي فأخرجها فهد وقبل قدمي وأخبرني بأنه عندما يكبر سوف يبتاع حذاء سحري ليحمي قدمي للأبد من جميع المحار .
قررت دفن قلبي في مقبرة فهد وحذف كلمة الحب من قاموسي .
رن الجرس معلنا بدء فترة الغداء أخذت عائشة بيدي وذهبنا لصالة الطعام وجلسنا في أمكننا المعتادة همست بأذني عائشة : التنفيذ الآن ما أن تدخل ... لدورة المياه أذهبي ورائها وفعلي فعلتك وحاذري أن تطعنيها عشوائيا اطعنيها في جانبها الأيمن مرتفعة عن سرتها خمسة سنتمترات حتى لا تؤذيها بعض المليمترات وقد تودين بحياتها هل تفهمين ما أقول , دست عائشة السكين بجيبي بسرعة , أخذت أتناول الطعام وأهضمه ببطء فقد عجزت عن بلعه لشدة الهلع , بدء الارتعاش يصيبني وأمعائي بدئت بالاضطراب , قرصتني عائشة محذرة إياني من أن أتخاذل فقد كان ظاهر على وجهي التوتر , حاولت الاستماع لمن حولي حتى أهدئ قليلا كان بجانبي فتاتان تتحدثان بصوت عالي .
الفتاة 1:منذ إصابتي بالعين وأنا قد أثقل جسدي الأمراض وما عدت أستطيع العدو.
الفتاة2:ومن قد أصابكِ بها .
الفتاة 1 بصوت حزين :امرأة عمي , كنت أعد ذبيحتان لضيوف والدي ودخلت علي وقد رأت مني براعة وجلد وسرعة في تحضير الذبيحتان فقد كنت أحضرهما وكأنني أحضر دجاجتان .
الفتاة2:خذي من أثرها إذن .
الفتاة 1:لقد دعوتها للمنزل وقررت شرب فنجان قهوتها بعد أن تذهب , لكنها قد شعرت بنيتي فبعد شربها من الفنجان قد أخرجت منديلا من حقيبتها ومسحت الفنجان و أدخلت المنديل من جديد لحقيبتها ولم تبقي ذرة من القهوة في فنجانها .
الفتاة2:يا لخبثها تعلم أنها أصابتك بالعين ولا تريد أن تعطيك من أثرها .
أثناء انسجامي مع حديثهن رأيت الضحية تدخل دورة المياه تجاهلت ما رأيت وأكملت الإنصات للفتاتان فقد أثار حديثهن اهتمامي .
الفتاة1:لقد ذهبت لشيخ ليق..., قرصتني عائشة مجدداً , دب الرعب بقلبي شعرت بضعف أوجس فيني خيفة , رمقتني عائشة بعينيها وقد بدتا حمراوتان متوعدتان , نهضت وذهبت لدورات المياه مسرعة فعين عائشة تكاد تطعني , عند دخولي لدورات المياه كانت فهد تغسل يديها , وبجانبها فتاة تكحل عيناها وهي تدندن .
أخرجت السكين من جيبي ووضعته خلف ظهري استعداد لدخول عالم السفاحين .
قطبت فهد جبينها قائله : مها ما بك تبدين شاحبة؟!
هجمت على فهد بسرعة و طعنتها في خاصرتها كما أوصتني عائشة مسبقاً , صرخت فهد ووقعت أرضا متلوية و الدم يتدفق بغزارة ويرتش في الأرجاء من جرحها , مالئ الأرض بوحل من الدماء , أغشي على فهد , استدرت حتى أولى فرار فوجدت عائشة تركض نحو الفتاة التي تكحل عيناها حتى تغلق فمها فكانت تهم بالصراخ ولكن هول الصدمة شوشت عقلها فلم تصرخ .
التفتت عائشة نحوي قائله :ألا أين يا حلوة .
مها:هل سأبقي هنا أرقبها تموت , كنت أرتعد خوفا.
دخلت الفتيات من الباب مسرعات , الفتيات بصوت واحد:هيا لنحملها لزنزانة نواره هيا بسرعة , تعاونوا في حملها فبدت فهد بين أيديهن كالحمامة الصغيرة , كانت فهد شبه نائمة لكنها تأن ألما , أعتصر قلبي لها شعرت أني أقبح إنسانة على الوجود وعديمة الوجدان وصلنا لزنزانة نواره, وضعنها على السرير سارت نحوها فتاة مجدلة شعرها تفوح منها رائحة المسمار.
أشرت بأصبعي نحوها :هل هذه نواره ؟
الفتيات :نعم .
كانت تحمل بيدها وعاء ملئ بسائل أسود أخذت قطعة قطن وبللتها من السائل .
ما أن اشتمت فهد رائحة السائل حتى استفاقت و بعينين نصف مغمضتان وصوت خفيض قالت فهد :لالتمسنني أيتها القذرات وإلا اقتلعت أعينكم جميعا , أحضروا السجانة مريم أخبروها بأني مريضة ولا تقولوا لها إني طعنت , مسكت فهد بطنها واعتصرته ألما فتناثر الدم في الأنحاء .
ذهبت ود مسرعة لتبلغ السجانة مريم ,أخذت أدور بالغرفة كالمجنونة فقد بدت لي فهد كالمودعة , دنوت من فهد قائله:هل أنت بخير؟
صفعتني فهد وهي خائرة القوى فأجهشت بالبكاء لحالها .
فهد:حقيرة قبلتي 30000 ألف ريال مقابلي سأردها قريبا مها سأردها قريبا.
حضرن السجانات وأخذوا فهد ,اجتمعت الفتيات حولي محاولين تهدئتي.
عندما حملوا السجانات فهد أحسستهم وكأنهم يشيعون جنازتها وكنت على أهب الاستعداد لنعيها .
همست ود بأذني قائله :سنذهب أنا وعائشة لنستلم المبلغ وبعدها نعود لزنزانة عائشة لتقاسم المبلغ .
وبختهم قائله : أن فهد توشك على الموت وانتم تفكرون بالمال .
عائشة : مها عودي لزنزانة وكفي عن البكاء كالأطفال ولا تنسين لقد طعنتها بإرادتك لم نجبرك على ذلك .
عدت لزنزانتي وجلست في الزاوية محتضنة ساقيا متأملة عتمة السقف فسواده شبيه بسواد يومي , انتظرت طوال الليل بدء فترة تناول الفطور الصباحي لعلي أُبشر بنبأ عن فهد , رن الجرس وأخذت أعدو لصالة الطعام جلست لطاولتي المعتادة أتنصت على أحاديث السجينات لعلي أسمع بخبر عن فهد , قدمت عائشة نحوي وقد بدا الإرهاق عليها بجلاء .
عائشة:عادت فهد فجرا .
مها:كيف ذلك ؟
عائشة:أخبرتني السجانة مريم بأن سبب نقلها للمستشفي هو الدورة الشهرية وأعطوها مسكن للألم .
مها:الدورة الشهرية ؟
عائشة:اعتقد أنها رشت السجانة هذا ما يخطر ببالي .
جحظت عينا عائشة ومسكت فاهها .
مها:ما بك ؟؟؟
أشارت لي عائشة بأصبعها لأنظر خلفي , فالتففت فرأيت فهد ثقيلة الخطى تتجه لطاولة بعيدة عنا وهي ترمقني بحقد , دفعت الكرسي وتوجهت نحو فهد , فمسكنني الفتيات قائلات : ماذا تحاولين فعله؟
مها:الاعتذار دعوني , دفعتهم جميعا للخلف وذهبت نحو فهد , جلست بجانب فهد قائله:تبا لك فهد ذعرت بسببك.
فهد:مها أذهبي عن هنا .
مها:كيف حالك ؟
فهد:بخير لا تقلقين لم أصب بأذى هيا أذهبي عن هنا .
مها:يا لك من ممثلة بارعة كل هذا تثاقل في الخطي من شدة الألم أيتها الخسيسة .
أجابتني وهي تكتم ضحكتها : لست بأبرع منك ففكرة الصلصة الحمراء لم تخطر ببال أحد من قبل.
مها:هيا لنكمل المسرحية نفذي الخطوة التالية.
نهضت فهد و لطمتني بقوة , وقعت أرضا ودعيت بأن الضربة موجعة جداً , أخذت أنحب وأخذت فهد تكمل الضرب أدعت فهد سقوطها أرضا تعبا وان جرحها قد ألمها .
فحملنها الفتيات لزنزانتها ودعين لها بالشفاء و مطمأنين على صحتها من ثم تركنها لتستريح .


الفصل الخامس

(الخطة )

عند عودتي لزنزانتي وجدت عائشة ممدة على الأرض , أسرعت نحوها احتضنتها , صحت باسمها بأعلى صوتي , لم تجبني بدا وجهها شاحبا وجسدها شديد الطراوة والليونة , شددتها مع قميصها واضعتن إياها في سريرها , أسرعت في إحضار كوب ماء ورششتها ببضع قطرات منه .
استفاقت عائشة مذعورة قائلة:الماءُ بارد جداً.
احتضنتها بيدي قائله :هل أنتِ بخير؟
أجابتني وهي مرتبكة : نعم أنني بخير , لا أشكو من شيء داور بسيط فقط لا غير .
مها: سأنادي السجانات حتى يفحصوكِ.
نظرت لي بذعر قائله :لا داعي لذلك إني بخير.
أخذت ألحُ عليها حتى سئمت مني فصاحت بي قائلة:مها أنني حامل.
وقفت متسمرة في مكاني لطمت وجهي لم أعلم ماذا أقول سألتها: وكيف حدث هذا وأنت سجينة بين هذه الجدران؟
عائشة:ألا تعلمين بأنه يوجد زيارة خاصة للمتزوجين.
مها:وهل أنتٍ متزوجة ؟! انتظري قليلا كيف دخلت السجن ؟!
عائشة:نعم أنا متزوجة وقد أجبرتني ظروف الحياة القاسية بأن أسرق من أحد محلات الذهب فتم القبض علي ...
لم أرد التحدث بالموضوع كثيراً فقلت : دعينا من الماضي ,حمداً لله على سلامتك ولن أدعك وحدك أبدا من الآن وصاعدا سألاحقك كظلك .
أخذت دموع عائشة بالنزول أسرعت ومسحت دموعها بقميصي قائلة:ما بك؟ هل تشعرين بألم؟
أجابتني وعيناها تفيض حزنا:أنا حزينة من اجله .
سألتها مستغربة :من أجل من ؟
طأطأة رأسها قائله: مولودي فأنا لا أرغب بوضعه هنا .
أجبتها ببساطه: إذاً لا تضعيه هنا.
نظرت إلي باستغراب قائله : وكيف ذلك ؟
أجبتها بلا وعي بما أقول فالحروف تتسابق على مضمار شفتاي: نهرب من السجن .
قطبت جبينها عائشة قائلة: نهرب؟؟!! وكيف سنهرب يا مايكل سكولفيد؟؟!!!
لويتُ شفتاي ورفعت كتفاي قائله:سوف نهرب من خلال جدار الساحة الخارجية, وبدأت أشرح لعائشة خطة الهروب ...
أبدت عائشة اهتماما لخطتي وقررت عرضها للملكة دودو حتى تشاركنا وتساعدنا في الهروب فإدارة السجن بأكملها تقع تحت قدميها .
***
رتبت عائشة لي موعدا مع الملكة دودو, ذهبت إليها, دخلت زنزانتها فتحت فمي إعجابا بزنزانتها فقد كان تصميمها غايةً في الروعة والجمال, كان سريرها من خشب السنديان تمتد الأعمدة من زواياه الأربعة, وتتوسطه قبة من قماش التل ذات اللون السكري, تغطي الفراء معظم أرضية الزنزانة, يعج المكان بأزكى روائح العطور والبخور, و فوق كل هذا فهي تتربع في هذا المكان لوحدها دون شريكة .
الملكة دودو: هل أعجبتك زنزانتي يا مها؟
التفت نحوها , وأنا أبلع ريقي محمرة الوجنتان خجلا لشعورها بإعجابي .
الملكة دودو:لم تجيبني هل أعجبتك الغرفة ؟
أجبتها وأنا منكسة رأسي خجلا:نعم .
الملكة دودو:سنقيم اليوم مساءً حفلا بمناسبة قبولك لحزبي .
رفعت رأسي نحوها متصنعة الفرحة قائلة:حقا سيتم قبولي اليوم .
أجابتني بغرور وهي وترمي شعرها للخلف : نعم, استعدي للحفلة.
مها:حسنا.
خيم على حديثنا الصمت فكسرته الملكة دودو قائله:مها ماذا تريدين مقابل شجاعتك؟
احترت فقد أردت معرفة من يحضر الشوكلاتة لي؟
لكن اهتمامي حاليا ينصب بجنين عائشة , قلت لها:هل لي بطلب خدمتان ؟
الملكة دودو:لم أسمح لأحد من قبل بخدمتين لكن أنت لست كالأخريات ,اقتربت مني وطبعت قبلة حارة على خدي هامسة:أنتٍ طاهرة نقية شهية, ابتعدت للخلف عدة خطوات مذعورة.
الملكة دودو:ألم اقل لكِ بأنكِ نقية.
أمسكت معدتي رعبا قائله:هلي بمعرفة من يقدم الشوكلاتة لي؟
الملكة دودو: بالطبع أنه ابن عمك فهد.
فقدت توازني عندما سمعت ما قالت أسندت ظهري على الجدار حتى لا أقع من هول الصدمة.
مها:ابن عمي فهد ؟؟؟
لم يكن أنتٍ من يحضرها ؟ أو إحدى المعجبات في السجن.
الملكة دودو :لا لم أكن أنا ولا إحدى المعجبات .
مها: ولماذا لم يفصح عن اسمه؟
الملكة دودو:انه يخاف من أن تعلمي من يقدم لزيارتك من عائلتك بإحضاره لألواح الشوكلاتة فيعاقبونه ويمنعون عنه مصروفه المدرسي فلا يستطيع جمع المال لشراء الشوكلاتة لكِ واخبرني بأنه يعتزم زيارتك إذا انتهى العام الدراسي فهو ينوي العمل بالصيف وبذلك لن يستطيع احد منعه من تقديم أي شيء لك .
مها:ولماذا لم يقم بزيارتي؟
الملكة دودو : لقد خشي من أن يرى أهله اسمه في قائمة الزائرين لكِ .
مها:وكيف تم الاتصال بينكما وتداول كل هذا الكم من المعلومات؟
الملكة دودو: انه سر المهنة يا مها لكن تأكدي انه متيم بك فأنه يدفع الكثير لقدوم ألواح الشوكلاتة لزنزانتك فأنا لا ادخل لسجني أي شيئا مجانا.
اجتاحني شعور الفرح فردم براكين الهم بداخلي فأمطرت سمائي فرحا .
أخذت ألوح بيدي وأصفق بكفي فرحا قائله :ش... ششش ..شكرا جزيلا لكِ شكرا شكرا جزيلا .
أصابتني بسهام نظراتها المحملة بالحسد والغرور المشوبة بالتساؤل قائله: يبدو أن فرحتك بمعرفة من كان يقدم ألواح الشوكلاتة أسعدتك فأنستك طلب الخدمة الأخرى.
ضاعت حروفي من على جسر شفاهي فقلت :فعلا إني ... أو إننا ... نريد .
الملكة دودو :ما بك تكلمي.
أجبتها مسرعة متجاوزة خوفي :نريد الهرب .
قهقهت الملكة دودو قائلة:حقا وكيف ذلك؟
مها:يوجد عند سور الفناء الخارجي حائط سوف نهرب من خلاله.
الملكة دودو: كيف ذلك ؟
مها:علميا عند رفع شيء ثقيل من مكان يبعده ببعض الخطوات بحمالة يصبح أخف وزنا, سنرفع أحدى الفتيات بالحمالة حتى تصل لحافة الجدار من ثم تقفز وتستند بالجدار وتمد سلما حبلي لنا لنتمكن من الصعود والهرب خارج السجن .
الملكة دودو:تنوين رفعنا بحمالة ؟أليست خطرة فكرتك؟
أجبتها بثقة : ليست خطرة أن طبقت الخطة بحذر ولكن إن لم نمسك بالحبل جيدا ونحسن توجيه الحمالة قد يقع من بداخلها ويموت .
الملكة دودو:محالة أن أقبل بالخطة فهي خطرة.
سألتها بسخرية: تريدين الفرار وأنتٍ بطائرة هليكوبتر؟؟؟
أخذت الحيزبون بطرح أتفه الأسئلة وأخذ طلباتي لصنع الحمالة وأعلامي بأسماء أفضل السجينات لصنع الحمالة وكانت على أتم الاستعداد لتوفير جميع الاحتياجات.
عندما أنهينا الحديث وهممت للمغادرة لفتت نظري يدها اليسرى
اقتربت من يدها تحديدا لأصبعها البنصر أزاحت رأسي بعيدا قائلة: نعم أنه هو خاتم خطوبتك.
ثرت غضبا وعضضت على لساني حتى تذوقت طعم دمي تمالكت أعصابي محاولة عدم إشعال ألسنة الغضب بداخلي اللصة تسرق خاتم خطوبتي وتتباه بهي أمامي الدنيئة .
أخذت نفسا عميق وغادرت زنزانته العلقة وأنا أدعو الله في سري قائله: اللهم أني أسألك الصبر والسلوان.
عندما مغادرتي كان قد حان موعد الغداء توجهت لصالة الطعام وجلست لطاولتي المعتادة سمعت ود تقول:أنه وسيم جداً يا إلهي رحمتك.
لمياء:هل يستحق عناء الذهاب ؟
ود: نعم أنه ضخم البنية جذاب وساحر ,عريض المنكبين, شعره أسود اللون وكثيف, بشرته شديدة البياض ,وعيناه فاحمة السواد .
لمياء:غدا سأذهب للقائه .
مها:من هذا الذي ستذهبين للقائه غداً.
دينا: (دكتور السنان)
مها:يوجد طبيب أسنان هنا؟
لمياء:كانت طبيبة لكنها وضعت مولدها منذ أسبوع وقد حل محلها .
مها:ستذهبين غدا لأن أسنانك تؤلمك.
ضحكت الفتيات وقالت لمياء: يا لسذاجتك يا مها.
قدت نحونا فهد حاملة بيدها طبقها وضعته على الطاولة.
مها:فهد هل سمعتي ما قالت ود اليوم؟
فهد:ماذا قالت ؟
أخبرتني بأن طبيب الأسنان قد نال على إعجابها و تذهب له لتتمتع بجماله فقط ما هذه السذاجة.
التفتت فهد نحوها بعينان غاضبتان قائله: أيتها الخائنة الخسيسة , نهضت ود من مكانها هاربة بسرعة فلحقتها فهد وكأنها فريسة ترغب بالتهامها , أخذت ود ترمي الكراسي نحو فهد حتى تعرقلها, ولكن فهد أنقضت عليها وأخذت بلطمها وركلها حتى بصقت ود الدم , سرت الرعشة بجسدي فلم أتوقع القسوة من فهد وشدة غيرتها وخلو قلبها من الرحمة , عادت فهد لطاولة لتكمل طعامها بكل برود أحاسيس متناسية ما تسببت بيه يدها منذ قليل , قلة هن أمثلها اللاتي يرمين خطاياهم وراء ظهورهم بكل سهولة ووجدانهم خالي من التعذيب .
أحسست بعقدة الذنب تلتف حول رقبتي خانقة إياي , فأنا سبب ما حدث لود لو أنني ابتلعت لساني كان أفضل لي , كما أن السجينات لم يساعدنها فقد تجهلوها وجلسن متجمهرين على الحدث , كانت ملقاة أرضا مصابة بالكدمات في جميع أنحاء جسدها رق حالها لي فهممت بمساعدتها ونهضت .
مسكت فهد يدي محملقة بوجهي قائلة:لا داعي لتصرفك البطولي لا يجرئ أحدا بمساعدة ضحاياي.
مها:أنظري لها تبدو لي مودعة .
تجاهلتني قائله : بعد انتهاء فترة الغداء عودي لزنزانتي فقد تم نقلك اليوم .
مها:سأعود لزنزانتي أولا لأوضب ملابسي .
فهد:لا تتأخرين فأنا بانتظارك ,غمزت لي .
أوجست خيفة ماذا تعني كان الله بعوني .
لم أستطع إنهاء طبقي لشدة حزني لحال ود , عدت لزنزانتي ووضبت ملابسي بداخل صندوق كانت قد أعطتني إياه فهد مسبقا ودعت عائشة بعينين حزينتين ضممتها فأطلت العناق لم أرد الذهاب فقد أحببت المكوث معها مسحنا دموعنا وفارقتها وأنا غارقة بدموعي حملت أغراضي بالصندوق , توجهت لزنزانة فهد عند دخولي وجدت الأنوار مطفأة وقد أشعلت كمية كبيرة جدا من الشموع ورائحة التوت تملئ المكان وجدت على الأسرة أغطية حمراء منثور فوقها ورد أبيض , نزلت فهد من سريرها حاملة كعكة قائلة : أهلا بك في منزلك الجديد.
لم تعجبني نظراتها فقد أزعجتني كثيراً.
وضعت الصندوق الذي بيدي جانبا ورحت أتفحص الزنزانة كان الجو حميما جدا مسكتني فهد من الخلف وضمتني بقوة.
فهد:لطالما حلمت بهذه اللحظة .
أبعدت يداها عني وأنا أشعر بضيق قائلة: لن نأكل الكعكة ؟
ضحكت فهد قائلة: أوه لقد نسيت , وضعت السكين بيدي قائلة:أغمضي عينيك وتمني أمنية وقطعي الكعكة .
ابتسمت قائله :أنه ليس بعيد ميلادي.
فهد:تظاهري بأنه اليوم .
أخذنا بالضحك ,نظرت فهد لساعتها ووضعت يدها على فمها شاهقة: لقد تأخرنا اليوم حفل قبولك هيا أسرعي ضعي مساحيق التجميل ورتدي شيئا لائقاً بحفلك .
رفعت كتفي قائله : ماذا؟ ليست لدى مساحيق تجميل ولا أملك من الثياب ألا ما أعطتني إياه السجانة فوزية .
أخذت فهد بالطرق على قضبان الزنزانة ثلاث مرات متتالية ,أخذت العنابر تطرق مثل فهد على التوالي وصولا لآخر زنزانة .
بعد عدة دقائق قدمت السجانة عليا .
تقدمت فهد نحوها قائله :دعي مها تذهب لغسق.
التفتت نحو فهد قائله :من هذه غسق ؟
فهد:صالون التجميل يقع بزنزانتها واليوم حفلك عليك بالتألق .
وضعت فهد بداخل جيب السجانة عليا بعض النقود ,أعطتني فهد نقوداً قائلة:
اليوم سأدفع عنك غداً ستعملين وتتكفلين بمصروفاتك الشخصية .
فتحت السجانة عليا الباب مصطحبتني لزنزانة غسق.
وصلت لزنزانة , كانت تفوح منها رائحة العطور ممزوجة برائحة مثبتات الشعر
استقبلتني فتاة قصيرة القامة قبيحة المظهر قائلة :أهلاً وسهلاً
مها:أهلا بكٍ ,صافحتها مبتسمة .
الفتاة :أنا غسق مديرة الصالون .
مها:سررت بمعرفتك, كيف تكون هي المديرة ولا يوجد سواها عاملة.
غسق :هل تريدين تغيير إطلالتك ؟
مها:فالحقيقة اليوم حفل قبولي لحزب الملكة دودو وليس لدى شيء أرتديه ولا أملك مساحيق تجميل .
غسق:لا عليك سأجعلك تبدين فاتنة .
قامت بكي شعري من ثم رفعته للأعلى , وضعت لي أحمر الشفاه وكحلت عيني ووضعت لي طلاء أظافر على الطريقة الفرنسية ,انتقت لي ثوب قرمزي اللون عاري الكتفين ينسدل على جسدي بنعومة ليظهر تموجات جسدي الممشوق به فتحت جانبية تمتد من قدمي لأعلى ساقي .
غسق:هيا أنظري لنفسك بالمرآة فقد انتهيت , توجهت للمرآة شاهدت فتاة فاتنة , أطلت النظر محدثة نفسي : هل هذه أنا هل يعقل بأنها أنا , أعجبت بجمالي فلم أتوقع هذه النتيجة المبهرة .
قدمت ثلاث فتيات لزنزانته , رحبت غسق بهم , بدا بأنهم زبائن وينون حضور حفلتي علقت أحدى الفتيات على مظهري قائلة: أوه أصبح لدينا من يفوق الملكة دودو جمالا .
التفت غسق يميناً وشمالاً من ثم قالت بصوت خفيض يكاد يسمع :اخفضي صوتك فقد يسمعك أحد فنعاقب جميعا.
قدمت فهد وهي تقهقه مصفقة بيدها قائلة:ما هذا يا غسق أنه تغير جذري تبدو كالأميرة .
مها:أعجبك مظهري؟
فهد:بالطبع تبدين جميلة لا بل أكثر من جميلة أنك فاتنة.
مها:سنذهب الآن للحفل.
فهد:لا ليس الآن أريد من غسق بتسريح شعري من ثم نذهب.
اعترضوا الفتيات الثلاث قائلات سننتظر فهد وأخذوا يتمتمون بالشتائم .
سرحت غسق شعر فهد القصير فجعلته منتصبا للأعلى بدا شعرها كثاً وجميلا . وقفت فهد أمام المرآة ووضعت ربطة عنق فوق قميصها الأبيض وهي ترتدي بنطلون جنز غامق اللون , توجهت نحوي قائلة:
ما رأيك ؟
مها:تبدين تماما كالرجل بربطة العنق .
فهد:هذا ما كنت أريده.
طوقت فهد يدي وهمست بأذني لنحتفل الآن يا عزيزتي.
توجهنا للساحة الخارجية فكانت الحفلة تقام هناك.


روائية طموحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-10, 11:54 PM   #3

روائية طموحة

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 116829
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » روائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس

( منزل أبو إبراهيم )

في منزل أبي إبراهيم الذي غرق في حندس الظلم لجور من تديره ..
كانت خلود و بثينة تدعكان الأرضية بإخلاص شديد مما أستنفذ منهن جميع قواهن محولتان أعادة البلاط للونه الأصلي كما لو أنه ابتيع بالأمس القريب كما رغبت منهم والدتهن الجشعة ، هزلت أجسادهن وأصبحت أيدهن خشنة الملمس وجلد كعب أرجلهن صلب ومتشقق فهن لم تعتدن على الأعمال المنزلية وأجسادهن لم تتأقلم على بذل هذا الكم الهائل من النشاط ، بعدما أنهيتا تنظيف الأرضية وقد استطعن أن ينفذن رغبت والدتهن فقد عاد بلاط الأرضية كما كان منذ سابق عهده قبل 15 سنة.
بعد أن متعن نظرهن بمنظر الأرضية البراق الجديد أعددن طعام العشاء .
قالت خلود متضجرة: واه ، مها كانت تقوم بأعمال كثيرة .
أجابتها بثينة مذكرة إياها : لا تنسي لقد سببت الأذى لولدنا ولولاها لكان معنا الآن .
أجابتها خلود ساخرةً: هه ، لو أنه هنا لأبرحكِ ضرباً لتأخركِ بأعداد العشاء ، إني أشكر الله كل يوم لما فعلته مها لقد أنهت معاناتنا.
ردت عليها بثينة بسخرية : أصبحتِ فجأة تحبين مها .
أطرقت خلود بالتفكير ، وأنزلت عيناها للأرض ، شعرت بداخلها بأن ما تقوله بثينة صحيحاً ، إن كرهها لمها تبدل للحب ولكن سر هذا الشعور الذي غزى قلبها تجهل سببه .
نفضت خلود ما يدور بعقلها قائلةً : سوف أعد الشاي.
نظرت لها بثينة وقالت بأسى: أمي تريد منكِ قلي بعض الفطائر من أجلها فهي لا تريد تناول البيض المقلي على العشاء.
سحبت خلود نفساً عميقاً قائله: إنني مرهقة الآن ، بالكاد أستطيع الوقوف على قدمي تريد مني تحضير الفطائر هل تمازحنني ؟!
بعيون تشع رجاءاً قالت بثينة : لا تريدين افتعال المشاكل أنتِ تعلمين منذ رحيل أبي وهي على هذا النحو .
ردت خلود بغضب : علينا بردعها فقد بات تسلطها مضجراً.
بثينه : ومن سيردعها أصبح كل شيء تحت سيطرتها .
سكتت خلود فهي لا تريد تقليب الأوجاع والأحزان التي ألهبتها النيران منذ قليل ، أخذت بثينة بغسل الأطباق ويعلو على وجهها الحزن ، اعتصر قلبها فهذا الحديث حرث المآسي في قلبها وحطم فؤادها ، دخول أبو إبراهيم في الغيبوبة أعطى المجال لأم إبراهيم بقبول ناصر أبن أختها غالية زوجا لبثينة الذي لطالما أبو إبراهيم كان يرفضه لمعرفته بمعاقرته للخمر وعربدته وفقره ويعتبر السبب الأخير أكبر سبب لرفضه بنظر أبي إبراهيم .
توطدت علاقة أم إبراهيم بعائلتها بعد موافقتها لعقد القرآن الخميس المقبل توافقاً مع حفل زفاف علي أبنها لكن ضحية هذا التوطيد بثينة.
حضرتا الفتاتان العشاء وذهبا لغرفة المعيشة لتناول الطعام وضعتا الطعام على الأرضية وبدئتا بفرش السفرة ومن ثم ترتيب الأطباق عليها ، كانت أم إبراهيم تمد ساقيها وقد وضعت على رأسها الحناء ورائحتها الكريهة تفوح لتملأ المكان برائحة عفنة ، تضع أم إبراهيم فوق بطنها طبق مليء بالحب (فصفص) تأكل منه وتشاهد التلفاز وتنثر الحب يميناً وشمالاً غير مبالية بمن سينظفه من بعدها ، حالة غرفة المعيشة مزرية متسخة جداً تفوح منها رائحة كريهة جداً أشبة برائحة جرذ نافق .
عندما انتهوا من الترتيب البعثرة التي أحدثتها والدتهن تحدثت خلود لوالدتها بخوف : أماه لا تضعين الحناء الآن ، ضعيها عند ذهابنا للمدرسة رائحتها كريهة جداً .
شتمتها أم إبراهيم بغضب لا مبرر له : أيتها الوقحة القذرة .
وأخذت أم إبراهيم تبحث بعينها عن شيء بمقربتها لتقذفها به فلذة كبدها و لم تجد إلا طبق البيض المقلي ، أمسكت أم إبراهيم بطبق البيض المقلي وقذفته على خلود بقوة أخفضت خلود رأسها استجابة مع غرائزها ونجت من قذيفة الطبق الطائر ، ترك الطبق المتكسر صوتاً عالياً وألماً كبيراً لخلود ، أسرعت خلود لغرفتها باكية ، جمعت بثينة بصمت شظايا الطبق وأمها تشتم وتنوح وتولول , توجهت بثينة للمطبخ لرمي الزجاج عندما رمته بالقمامة أخذت تجهش بالبكاء الشديد تمنت بداخلها أن يستيقظ والدها من غيبوبته فبعودته سيردع والدتها عما تفعله بهم ، وأملت بداخلها أنه بعودته سيوقف زواجها من ناصر فهي تكرهه كرهاً شديداً فهو زير نساء ويعاقر الخمر .
إن جميع أبناء خالتها غالية على هذا النحو لعوبين ويعاقرون الخمر .
دخل فهد حامل بيده طعاماً ، كانت خلود و بثينة يعشقن فطائر بيت الدمشقية وكان فهد يفاجئهم ببعض الليالي بإحضاره العشاء منه ، سعدت بثينة بمفاجأة فهد.
أتجه نحوها وأخرج منديلا وأخذ يجفف دمعها ماسحاً على رأسها قائلا:
أن بعد العسر يسرا.
أستطاع فهد بهذه الجملة القصيرة الإيصال لبثينة بتفهمه لمشاعرها ، شعر فهد في تلك اللحظة بتحطمه لأشلاء صغيره ، شعر بضعفه وقلة حيلته ، فكل من يحبهم يعانون ، حبيبته التي تم فسح عقدها لا يستطيع الزواج منها لأنها سجينة و بثينة تجبر على الزواج بسكير عربيد بحجة أنه أبن خالتها وسوف يعتني بيها جيداً وخلود تتعارك مع والدته يومياً مما ولابد من نتائج ذلك أن تقذفها أم إبراهيم بأقرب شيء تجده أمامها غير مبالية إن كان قد يسبب لأبنتها الأذى على الرغم من ذلك حاول بأن يصلح فهد بين خلود وأمه ، وذهبوا لتناول العشاء سوياً ، ولكن يا للأسف ، لم تكن محاولته ذات فائدة فقد كان الصمت سيد الموقف وأطياف الحقد تحوم فوق أم إبراهيم وخلود .
ذهبت الفتاتان بعد العشاء للخلود للنوم بينما كانت خلود مستلقية على فراشها حدثت أختها راجية بأن تكون مستيقظة قائلةً: بثينة هل أنتِ مستيقظة؟؟
أجابتها بثينة بسخرية : لا أنا أغط في سبات عميق .
قذفتها خلود بالوسادة قائلة: نوما هنيئاً.
سألتها بثينة بملل : ماذا لديك اليوم ؟حلقة جديدة من مسلسل التجزع والتسخط.
قالت خلود بغضب :إلى متى سأبقى ذليلة كل يوم تقذفني بأي شيء يصل ليديها ثم أعتذر لها .
بثينة : أتبعي سياستي لا تحدثيها واعتبريها مجنونة.
تساءلت خلود بخوف : ماذا لو أتى يوم ورجمتني بشيء وأردتني قتيله .
أجبتها بثينة وعلى طرف شفاها ابتسامه: هذا أفضل سوف تنتهي معاناتك .
أخذت خلود بالتمني: ليتها كانت بدال أبي .
وبختها بثينة بتأنيب: استغفري الله خلود إياكِ بأن تتمني السوء لأحد بتاتاً .
ردت عليها خلود وصوتها يحمل نبرة الحسد: أنا أحسد مها فهي بالسجن تمتع بالحرية .
صعقت بثينة من تفكير أختها قائله : اخفضي صوتك حتى لا يسمعك أحد فيعتقد بأنكِ جننتِ هل يوجد شخصا بالسجن يتمتع بالحرية .
أخذت خلود نفساً عميقاً وقالت: الوحيد الذي يجعلني صابرة حتى هذه اللحظة هو فهد .
رفعت بثينة يديها للسماء قائله : أسأل الله بأن يرزقني بزوج مثله .
ذكرتها خلود بسخرية: رزقك الله بزوج فاسق هل نسيتِ .
أجابتها بثينة بأمل : لقد أعد فهد خطه لعدم أتمام عقد القرآن .
سألتها خلود: وكيف ذلك ؟!
بثينة : لم يخبرني بها لكنني أثق بفهد.
عادت خلود للحسد من جديد قائله : حقيرة مها فقد فازت بأكثر الرجال وسامة و شهامة.
ذكرتها بثينة قائله :بتي تحسدينها على حياتها لا أجد شيئا يستحق الحسد عليه أنها سجينة كما أن فهد غير وسيم وهي جميله جداً .
خلود: لديها عشيق متيم بها وحياة بعيداً عن هذا المنزل الكئيب.
ردت بثينة : لقد جننتِ أنا متأكدة من ذلك.
حاولت خلود تغيير مجرى الحديث قائله :ماذا قررتِ أن ترتدين في زواج علي .
بثينة: ألم تعلمي بعد لقد ألغي حفل الزفاف.
اعتدلت خلود جالسة قائله : ماذا ؟ ما الذي حصل؟
بثينة: قدم والد العروس لعلي بعد صلاة الفجر مباشرة وهو يهرول وبدا مفجوعاً وشاحب اللون ، وقال لعلي بأنه يريد فسخ العقد لأن أبنته لم تعد تستطيع النوم وتراودها الكوابيس ، يظن بأن قد أصيبت بالعين وأعاد الصداق كاملاً لعلي وفي الصباح ذهب علي للمحكمة وفسخ العقد.
خلود: حمداً لله أنه لم يتزوجها فربما زيجته هذه تدمر حياته الزوجية برغد.
أجابتها بثينة بسخرية : لقد خطبت أمي نجلاء بنت جارنا أبي عبدالرحمن وتمت الموافقة وسيتم العقد الخميس القادم لم تتبدل الخطط إنما العروس هي من تبدلت .
صرخت خلود:رباه أمي لا تضيع أية فرصة .
ردت بثينة: أنها تريد أن ترى أحفادها.
خلود: أليس من المفترض من علي أن يكون وفياً ؟ ياله من خائن ، لقد نسي عشرة الأربع سنين.
ذكرتها بثينة: لكن رغد لا تستطيع الإنجاب.
ردت خلود ببرود : ليتبنى طفلا.
بثينة : لو تبنوا فتاة غداً ستكبر ويضطرون لفصلها عن علي ولو كان صبياً سيكبر ويضطرون لفصله عن رغد التبني صعب ليس بالسهولة التي تتخيلينها.
خلود: لا يبرر هذا فعلته.
أطلقت بثينة تنهيدة طويلة وقالت : ستجن رغد لو علمت بالأمر .
سألتها خلود: هل نحن محسودون حالنا تسوء أكثر فأكثر .
أجابتها بثينة :اصمتي ، هيا لنخلد للنوم.
سكتت خلود ووضعت الغطاء على وجهها لتخفي دموعها التي تنهمر حرقة على رغد ، أصبحت خلود أقل دناءة مما سبق وعاطفية جداً أندثر الخبث من قلبها وأصبحت الرحمة مزروعة في أنفاسها .
***
في غرفة فهد ..
أخذ فهد يتفحص صورة مها وهي طفلة عندما كانا على الشاطئ بمدينة الخبر سويا ويلعبان بالرمل أحب هذه الصورة كثيراً ، كانت مها بملابس البحر وهي تحاول بناء قصراً من الرمل ، رن الهاتف قاطعا ذكريات فهد الجميلة .
فهد:مرحباً
عزيز:مرحباٍ .
فهد: هل أنت أمام المنزل ؟
أجابه عزيز يستعجله : نعم أسرع بالقدوم هيا.
حمل فهد صندوق كبيراً أحمر اللون مزين بعقدة أنشوطية ذهبية اللون تفوح منه رائحة اللآفندر ، توجه فهد مسرعا لصاحب سيارة الرينو البيضاء ، فتح الباب الخلفي ووضع الصندوق في المقعد الخلفي ، فتح الباب الأمامي ليجلس فهد بجانب سائق السيارة الرينو البيضاء .
ألقى عزيز نظرة خاطفة للخلف وقال بتعجب : الصندوق كبيرا جداً سيكلفك كثيراً.
أجابه فهد بلا مبالاة : لا يهم ذلك أريده أن يصلها بعد يومان .
سأله عزيز بخبث : هل من مناسبة خاصة تدعوك لتقديم هدية خاصة لها ؟
أجابه فهد بانزعاج : وأنت ما شأنك أنت وسيط لا تنسى ذلك.
رد عليه عزيز بخبث : الملكة دودو ترغب باقتناء صورة لك .
حملق فهد بعزيز بنظرات كان من وقعها تزايد دقات قلب عزيز .
قال له عزيز بخوف : لا دخل لي هي من طلبت ذلك.
تنهد فهد وقال : يبدوا لي بأن هذه المرأة لعوب .
رد عليه عزيز: تقول بأنها تريد الصورة من أجل أن تهديها لمها بمناسبة قبولها بالحزب.
سأله فهد بخوف وغضب : مها أصبحت من حزب هذه المرأة ؟
أجابه عزيز بنبرة هزو : نعم .
مسك فهد رأسه وأخذ نفساً عميقاً ، شعر فهد بحرقه بقلبه وناراً تشتعل في جوفه ، حدث نفسه قائلاً : هل يعقل بأن مها استسلمت لحياة الأجرام ؟ استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وحاول طرد الوساوس من رأسه وحدث نفسه بأن مها لا يعقل بأن تتحول لمجرمة فهي طاهرة كالبرد .
قاطع عزيز شروده قائلاً: لقد طعنت فتاة .
نظر فهد لعزيز نظرة رعب قائلاً: حقاً .
هز عزيز كتفيه وقال : هذا ما أخبرتني به الملكة دودو.
رد فهد بفزع وحيره : لماذا ؟ ما السبب؟
عزيز:أخبرتها الملكة دودو أنها أن كانت ترغب بانضمام لحزبها فعليها طعن غريمه لها فوافقت مها ، تقول الملكة دودو بأن مها تبذل كل جهدها و استماتت من أجل أن تقبل بالحزب .
رد فهد غاضباً: أنها كاذبة وهذا افتراء من قبلها وتريد هذه المرأة أن تشوه صورة مها بعيني أني أعرف مها حق المعرفة لا يمكن أن يكون الأمر كذلك ، لابد من وجود سبب وجيه لطعنها لهذه الفتاة .
حملق عزيز في فهد أعجاباً وحيره فقد دحض الاتهام عنها بكل شراسة أنه شديد الثقة بمحبوبته .
عاد عزيز لسؤاله : هل ستأتي لي بصورة لك .
فهد : بالطبع لا ، أعرف ماذا تريد هذه القذرة من صورتي .
سأله عزيز: ماذا تريد من صورتك ؟
فهد : ......
ضحك عزيز بقوة وقال : لا تظلمها يا رجل .
لم يرد عليه فهد وأعطى لعزيز ثمن عبور الصندوق لمها ونزل من السيارة بسرعة .
فور نزول فهد من السيارة أتصل عزيز بالملكة دودو:السلام عليكم.
الملكة دود : وعليكم السلام ما الأخبار هل من جديد ؟
عزيز: لقد وصلت الحمولة اليوم سأرسلها مع فاطمة اليوم .
سألته الملكة دودو: الحمولة لمها أليس كذلك.
رد عزيز : نعم .
أجابته الملكة دودو بغضب وحسد : تباً له ، الأحمق أنه متيم بها أريد أن اعلم ماذا فعلت به أقسم بأنها ساحرة , هل هو وسيم ؟
عزيز : لا .
الملكة دودو : صفه لي .
اخذ عزيز بالتفكير والوصف ثم قال: فارع الطول شديد النحافة أبيض البشرة وشعره أسود اللون عيناه عسليتان .
ردت عليه بنبرة حزينة :خاب أملي ظننته مفتول العضلات.
عزيز: ليس جميلاً لكنه مقبول الشكل.
الملكة دودو : إذاً ما لذي أعجب مها به ؟
قال عزيز ساخراً : أنه يكثر من تقديم الهدايا.
أرادت الملكة دودو إنهاء المكالمة لذا قالت له :حسناً سأرسل لك الشيك مع فاطمة هل ترغب بشيء ؟
عزيز:لا شكرا .
الملكة دودو : إلى اللقاء .
رد عليها وهو يفكر بداخله " متى؟!" :ودعاً يا حلوة.


الفصل السابع

(الحفلة )

صفت طاولات الطعام على هيئة صفوف أفقية تحيطها الكراسي الحديدية في الساحة الخارجية التي اكتست ببساط العشب الأخضر المصفر , مُلئت الساحة بالبالونات والزينة , تنصف الطاولات أوعية من البسكويت المملح ورقائق البطاطا المقلية والحلويات وبعض أكواب المشروبات الغازية , تفحصت الحضور لأصدم بمظهر العلقة دودو فكانت مجدلة شعرها بالكامل مع وجود بعض الشرائط الفاقعة اللون في نهاية كل جديلة و ترتدي قميصا قطنيا فضفاضاً برسومات جماجم وهياكل عظمية وبنطالها واسع جداً , بدت كمغني الراب تعشق التميز حتى لو كان الأمر جنونا, كانت نظراتي تتفحصها من أسفلها لأعلاها حتى وصلت بنظري لفمها فإذا هي مبتسمة وتنظر إلي.
يا إلهي هل أطلت النظر إليها؟
رباه هل ستوبخني لنظراتي؟
أشارت لي بيدها بالقدوم , ذهبت للعلقة دودو بخطى متقاربة وبطيئة فلا أريد محادثتها , عند وصولي إليها جذبتني بشدة ولفت ذرعها حول خصري وأخذت تتحدث بصوت عال: اليوم هو أحد الأيام المشهودة فمنذ ما يزيد عن الستة أشهر لم نستقبل أي عضوه جديدة فرحبوا معي بمها العضوه الجديدة.
تعالت أصوات الهتاف وأخذوا بالتصفيق والتصفير, كانوا سعداء ومبتهجين جدا استقبلت التهاني والتباريك من الحضور, أخذت بالابتسام مصطنعة الفرحة لم أكن سعيدة بالقبول أبدا فأنا أكره هذه العلقة كثيرا وهاهي تتفاخر بأنها لم تستقبل أي عضوه خلال ستة أشهر وكأنها ستين سنة تبا لها ولغرورها, أثارت دهشتي ثلاث فتيات من الحضور لم أشاهدهن من قبل الفتاة الأولى يعلوا وجهها نظرات الشر والأجرام , تحتضن طفلا رضيعا بين يديها, أما الثانية فكان طفلها كثير البكاء ولا تلقي له بالاً وكانت السجينات من حولها هم من يعتنون بطفلها , أما الفتاة الثالثة فبدت يائسة من حياتها عيناها كسيرتان يجلس بجانبها طفل يبدو في الثالثة من عمره , حدثت نفسي هل هن أمهات هؤلاء الأطفال؟
هل يسمح بتواجد الأطفال بالسجن؟
ما جرمهم؟
لماذا لا أسمع صوت بكاء أطفالهن؟
لماذا لم أشاهدهن في صالة الطعام من قبل؟
الكثير من الأسئلة اختلجت بداخلي حتى كدت أجن .
قدمت لمياء وفهد ودينا نحوي مهنئين بحلقت في وجوه الحاضرين لابد أن أراها لن يطول بحثي ولكنه طال للأسف و لم أعثر عليها أين هيا؟؟
, تعجبت لعدم حضورها, أيعقل أن فهد طلبت من الملكة دودو عدم دعوتها.
همست فهد بإذني: مبروك دخولك للجحيم.
ابتعدت عني وهي تبتسم بخبث لتخبرني بأنها نجحت في إغاظتي , تتبعت فهد بنظري فرأيتها تتوجه لفتيات لا أعرفهن لتجلس بصحبتهن ,أوقدوا النار في برميل حديدي وتجمعوا حوله يتسامرون , حملقت بها محدثة نفسي قائله : لا أريد أكثر من نظرة منها .
حتى لو لم تنظر إلي سأكتفي بتمرير عيني بين شفاها الضاحكة علني ارتوي من بهجتها.
قررت التخلص من جو العلقة دودو المقرف واللحاق بفهد استأذنت الملكة دودو للذهاب.
فالتفتت إلي وقالت: لماذا, هل أنا مملة لهذه الدرجة؟
أجبتها بارتباك: مملة؟ بالطبع لا .
انتفشت ورفعت أنفها ثم أجابتني وهي مميلة فمها تأنثا: لست مملة إذا فأبقي هنا.
أشمئزيت منها تمنيت بتلك اللحظة أن أصفعها من ثم أقتلها و أحرقها وألقي برمادها في البحر, كنت أنظر لمجموعة فهد بنظرات التحسر تمنيت بأن أكون معهم فقد كان دوي ضحكهم يسمع من بعيد, أحست فهد بتوسلات نظراتي وبما يجول في خاطري فتوجهت نحوي, كدت أطير فرحا فقد أتت لتمد يد العون وتخرجني من هالة الممل , قدمت نحو الملكة دودو مباركة لها على زيادة عدد حزبها, طوقت فهد خصري بذراعها وأشارت لي بعينها أن نذهب لمجموعتها, قاطعت فرحتي العلقة دودو قائله: إلى أين تذهبن؟
فهد:لا تحتكري مها ودعينا نحتفل معها.
اقتربت نورة وقالت: دعيهن فيبدو أن مها لم تنضج بعد فهي متعلقة جدا بماما فهد.
انفجر الجميع ضحكاً علينا, غضبت فهد وصرخت بوجه نورة: يبدو بأنك لم تحترمينا أمام الملكة دودو ألتفت فهد نحو العلقة قائله: أليس كذلك يا ملكة ؟
الملكة دودو: بلى وماذا تريدين أن يكون عقابها؟
قالت فهد بلا مبالاة :سأترك لك الخيار.
أمسكوا الفتيات نورة وجعلوها تركع للملكة دود ثم أخذت الملكة تشد أهدابها, تراقصت نورة ألما ثم أخذت دموعها بالتدحرج على خدها .
ما هذا العقاب سحقاً لهذا المرأة فهي لا تعرف الرحمة أبداً.
بصوت ذات نبرة مهتزة من شدة الهلع قلت : دعوها أرجوكم دعوها.
شعرت فهد بمدى توتري من خلال اشتداد قبضة يدي على رسغها فقالت : دعوها فمَها لم يقسَ عودها بعد فهي لم تعتد على رؤية هذه الأمور, أخذت فهد تمسح على رأسي وذهبنا متوجهين للمجموعة وكانت أعينهم تحملق بنا فقد كنا ثنائيا رائعا.
جلست فهد وأنا بجانبها لفت ذراعها حول رقبتي فوضعت رأسي على صدرها , أعجبني ذلك فقد أحسست بدفء ينبعث من جسدها كانت عينها ينبوعا من الدفء والحنان و نظراتها ترسل حبا مكللا بقبلات حارة شاحن قلبي بالبهجة والطمأنينة مما أدى برسوا بواخر حبي في مرفأ قلبها.
رفعت رأسي فوجدت الفتيات اللاتي لم أرهن من قبل يتضاحكون من حولنا فسألت فهد : هل هؤلاء أمهات الأطفال؟
فهد:نعم إنهن أمهات هؤلاء الأطفال, أشارت بسباتها للفتاة التي يتطاير شرار الخبث من عينها قائله : هذه أم شهد وابنتها عمرها أربعة أشهر وأشارت لفتاة الكسيرة العينان قائله : وتلك أم خالد الذي يبلغ سنتان و9أشهر.
مها بتعجب: وهل يسمح بتواجد الأطفال هنا في السجن ؟
فهد: نعم يدعونه مع أمه حتى يبلغ الطفل عامان وحينها لا يسمح ببقائه.
مها:ولماذا لم أشاهدهم من قبل ؟
فهد: إنهن يجلسن في إحدى زوايا صالة الطعام ولا يختلطن بنا كثيرا, أما في السجن فهما آخر زنزانتان على اليسار فقد وضعنهن السجانات هناك لكثرة الشكاوى حول بكاء أطفالهن .

فجأة سمعت أحدى الفتيات تضحك بصوت عالٍ وتقول: أنا لست بغبائك اللا محدود حتى أدخل السجن بسبب مبيد الحشرات !!!
أخذوا بالسخرية منها والضحك عليها, تحدثت إحداهم معي قائلة : هل تصدقين يا مها بأنها دخلت السجن بسبب مبيد الحشرات؟
ابتسمت ابتسامة هادئة قائله :أنتم تمزحون معي أليس كذلك ؟
ضحكت الفتاة معهم يبدوا لي بأنها اعتادت على أن يسخر الجميع منها وقالت : لا أنهن لا يمزحن معكِ أطلقت تنهيدة عالية ثم أردفت قائله : لقد أجبرني أهلي بالزواج من رجل طاعن بالسن وفي ليلة الزفاف توجه نحوي محاولا نزع ملابسي دون المحاولة لملاطفتي يبدوا بأنه لم يسمع بنظرية التدرج , حاولت الهروب منه لكنه مازال يلاحقني حتى وصلت للمطبخ باحثة بعيوني عن شيء للخلاص منه نظرت حولي فوجدت مبيد الحشرات , أثناء بحثي انقض علي كالقط الهرم بجلده المترهل والدائرة المكورة المحشوة بأمعائه وعظامه الناتئة , أخذت برشه حتى نفذت العلبة ثم أخذت علبة أخرى وأفرغتها على وجهه, حدثته لكنه لم يجبني, تذكرت بأنه مصاب بالربو دنوت منه ولكنه لم تحرك ساكناً, هاتفت أهلي فقدموا وذهبوا به للمستشفي وهناك فارق هذا الكهل للحياة جراء مبيد الحشرات.
بنظرة تحمل الأسى قلت : أنا آسفة .
فهد: لماذا تتأسفين؟ أخذت فهد بالضحك قائله : لقد دافعت عن شرفها.
الفتاة :شرفُ ماذا, فقد كان زوجي .
فهد:ولم تدركِ بأنه زوجك إلا الآن؟؟!!
الفتاة:لماذا تضحكون علي وهناك من دخل السجن بسبب بطنه وأخذت بالضحك؟
التفت على الحضور وعينيا جاحظتان غير مصدقة قائله :بطنه!!! من التي دخلت بسبب بطنها؟
فهد: إنها سارة, هيا احكي لمها إنها متشوقة لمعرفة قصتك, أخذت فهد بالضحك, كان الجو ملئ بالسخرية والضحك .
نهضت سارة لتجلس بالمقربة مني مطلقه آهة طويلة وقالت: لقد كنت أحب الطعام كثيراً وفي إحدى الليالي كنت جائعة فاتصلت بأحد المطاعم كي يوصل لي الطعام, لكن عند وصوله لم يكن في المنزل سواي ففتحت لعامل التوصيل الباب, مددت يدي لأخذ الطلب فهاجمني دافع للباب حاولت منعه من الدخول لكنه دفعه بقوة حتى استطاع الدخول, أسرعت لأحدى المجالس للاختباء لكنه لحقني ومزق ملابسي وانقض علي يقبل جسدي العاري, حاولت الوصول بيدي لأحد التحف حتى تمكنت من جذبها و كسرها على رأسه.
مها : ولم يستطع بطنك انتظار قدوم أهلك حتى لا تقعِ في مثل هذا المأزق ؟؟!!
سارة: إنه قدري ماذا أفعل؟ ولكن هل تودي سماع أغرب قصة دخول سجن ؟ اسألي غادة فأخوها عبد العزيز ملك العجائب؟
مها:غادة ما السبب الذي أدخل عبد العزيز السجن ؟
غادة: بسبب أرنب.
نظرتها بعيون مترقبة لأسمع قصتها: ماذا أرنب؟؟؟!!! وكيف ذلك؟
غادة:ذهب عبد العزيز مع أحد أصحابه لرحلة صيد, أحضر عبدالعزيز معه بندقية للصيد أما صاحبه فأحضر صقر, أطلق عبد العزيز على أرنب فأرداه قتيلا بعد ذلك هجم الصقر على الأرنب وأحضره لصاحبه .
عندها قال عبد العزيز لصاحبه: أنا من اصطاد الأرنب
فرد صاحبه: بل صقري من أصطاده .
قال عبد العزيز : أطلقت عليه النار ثم هجم عليه صقرك .
تشاجرا حتى سب صاحب أخي قبيلتنا فأخذت عبد العزيز الحمية واستشاط غضبا فأطلق النار على صاحبه , لم يمت صاحبه لكنه ألحق به تهمة الشروع بالقتل فحكم على عبدالعزيز السجن عشرون سنة .
عندما أنهت قصتها صفقوا الفتيات أعجابا بإلقائها .
تحدثت فهد وهي مازالت تسترسل بالضحك : المضحك بالأمر أن من أتصل على الإسعاف هو أخوها بعدما أطلق عليه النار أخذت فهده بالضحك حتى مسك بطنها من الألم لشدة الضحك .
مها:وهل هنالك من مزيد من القصص .
قالت فهد وعينها تذرف قليلاً من الدموع من الضحك :هيا يا وضحى أخبريها بقصتك فهي الأجمل .
تحدثت الفتاة صاحبة النظرة الخبيثة الشريرة قائلة: عشقت ذات يوم رجلا حتى أصبحت أخرج معه ونمارس الحب سويا وذات يوم أخبرني بأنه يريد إنهاء العلاقة وبأنه كان يتسلى بي , ثرت غضبا فأخرجت قنينة العطر ورجمته بها فوقع ميتا وبعد موته اكتشفت حملي .
مها:ألم تأخذين الحيطة مستخدمة وسيلة لمنع الحمل.
وضحي:بلى كنت أستخدم حبوب منع الحمل لكنني أصبت بإسهال شديد ولم أكن أعلم بأن الإسهال الشديد يبطل مفعول حبوب منع الحمل.
فهد:مها أي القصص أجمل؟
مها: قصة عبد العزيز, فالعصبية القبلية تترأس على عرش المصائب.
غادة: من أي قبلية أنت يا مها.
فهد: اصمتي يا غادة لا نريد الحديث عن مثل هذه السخافات, نريد أحاديث ممتعة.
تجاذبنا أطراف الحديث عن المغامرات والذكريات كان الأجواء مفعمة بالبهجة والسعادة .
كانت السجانات يأتين كل خمسة دقائق لتفحصنا, أثار الأمر الرعب في قلبي فأنا لا أحب رؤيتهم, لامست فهد وجهي بأناملها قائلة: مها لا تخافين فهم فقط يتأكدون بأننا لا نتعارك .
بسطت عضلات وجهي قائله : كيف عرفتِ؟ هل تستطيعين قراءة الأفكار؟
فهد: نعم , فعيناك فضاحتان.
قدمت لمياء ودينا وخلفهم ود, كانت ود تبدوا خائفة , سعدت لقدومها فقد طال انتظاري كما أنني أثرت تعجب السجينات بحملقتي بالوجوه لأعثر عليها , أردتها أن تشاركنا الأحاديث , نظرت فهد لها باحتقار, بقيت ود بعيدا ولم تجلس معنا, رأيت دينا تهمس لفهد بإذنها فالتفت فهد نحو ود وصاحت بها قائلة: تعالي لقد سامحتك أيتها الحمقاء .
قالت إحدى الفتيات: قلبك كبير يا فهد تسامحينها بعد ما بدر منها .
فهد: آه لو يوجد من يقدر هذا القلب .
دينا: (الكلب ماجاش يزرني ولا مره طيب يبعت حاقه يسأل يطمن ,يا مأمن بالرجاله يا مأمن الميه بالغربال).
مها:ومن هو الذي لم يأتي لزيارتك؟
دينا: (جوزي)
سألتها بدهشة :أنت متزوجة ؟
دينا : (أيوه وجوزي سعودي)
مها:ولماذا لم تتزوجين برجل مصري؟؟؟
دينا : (السعوديين زي منتي عرفه عندهم فلوس كتير وأبوي طمع بفلوس جوزي ولهف مهري كلو, أصلا أنا كنت بحب الواد الفرّان ابن الجيران).
حدثت نفسي قائلة: هذا هو قدرك الحمد لله ولكن والدك حقير ما كان عليه بيعك هكذا أسأل الله أن يعوضك برجل خيراً منه , لقد عزنا الله بالنفط ولولاه لكنت ربما في مكان دينا لا حول ولا قوة إلا بالله أصبحت النفوس دنيئة تبحث عن المال بأي طريقة .
بنبرة يشوبها التوبيخ قالت فهد : قمتي بخيانته وتريدين منه السؤال عنك تباً لك.
سكتت دينا وكأن فهد قد داست على جرحها ,أخذت أنظر لدينا عيناها بريئتان ظروف الحياة كانت قاسية معها ولكنها ضخمة الجثة قبيحة المنظر حدثت نفسي قائله : ما الذي أعجبه فيها ؟هل هو أعمى؟
قاطعت تفكيري فهد قائله: زوجها أعمى.
مها: فهد أخرجي من رأسي .
فهد: نظراتك أخبرتني بأفكارك لا دخل رأسك بذلك .
تلك اللحظة أحسست بمطابقة فهد لروحي وكأنها نصفي الآخر .
كان هنالك فتاتين مستندتين على الحائط بعيدا عنا تلعبان الشطرنج كانتا في بالغ الانسجام إحداهن تبدوا مستغرقة جدا بالتفكير .
فهد: إنهما أسود وأبيض .
عاودت النظر للفتاتين فوجدت إحداهن تلعب الشطرنج باللون الأسود والأخرى بالأبيض .
فهد: أنهما مدمنتان في لعب الشطرنج تلعبان بالشطرنج من الصباح حتى المساء ,أسود قد فازت بلقب ملكة الشطرنج العام الماضي, وإن أرادت الدولة أن تقيم مسابقة دولية في لعبة الشطرنج فعليها أخذ اللاعبين من هنا.
مها:يسمح باللعب هنا علناً.
فهد: نعم يوجد بالمكتبة الشطرنج والورقة (البلوت أو الشده) والضومنه ولعبة السلم والثعبان والكيرم .
مها:أحب لعبة الكيرم هل توجد هنا؟
فهد:تريدين اللعب الآن .
أجبتها وأنا مبتسمة :نعم .
أمسكتني فهد من يدي وشدتني بقوة فأخذت بالسير ورائها بسرعة .
وصلنا لزقاق صغير خلف المبنى, وجدنا مجموعة من الفتيات أمامهن لعبة الكيرم وبعض النقود .
مها:ما هذه النقود؟
فهد:يتراهنون على اللاعبات المشاركات ؟
مها:ومن برأيك سيفوز من هؤلاء اللاعبات ؟
أخذت فهد بتعديل ياقة قميصها وهي رافعة أنفها للأعلى قائله : بالطبع ,أنا .
ألقت فهد التحية على الفتيات , رحبن بها كثيرا , بدا لي بأنها محببة لهن جلست فهد بجانب فتاة شعرها شديد السواد وكث عيناها يملئها الكحل حتى سال وشكل هالة رمادية حول عينيها وبعض من الرذاذ قد تساقط على خديها , أشارت لي فهد بالجلوس بجانب أحد الفتيات, عندما جلست بجانبها فاحت منها رائحة الحناء فوضعت يدي على أنفي لأمنع دخول الهواء لرئتي , رأيت فهد تضحك علي ,تبا لها ما هذا المقلب فالوقت غير مناسب, شاهدت فتاة تضع في فم فهد عظمة محشوة بورق التبغ وفهد تمسك بالعظمة بأسنانها , كانوا قد كسروا طرف العظمة وأفرغوا محتواها وجعلوها غليوناً ,رأيت فتاة تشعل لفهد الغليون كانت الولاعة يرثى لها مكسورة يتطاير الشرار في كل الأنحاء, لم تفلح الولاعة بإشعال الغليون , فأخرجت فتاة قصاصة قماشية من جيبها ونجحت في أحرقها بالولاعة المهترئة وبعدها أشتعلت غليون فهد , توالت بأشعال غليون الأخريات , الرغبات القذرة هنا مستباحة أنهن بأعمار الزهور ويستنشقون الخبائث أنهن مثيرات للشفقة .
أخذت فهد بالتدخين بتلذذ كانت فهد فتاة سيئة لكنني أحببتها كانت تتسم بصفات كثيرة شبيه بصفات ابن عمي فهد متهورة شجاعة فطينه وطيبة, اقتربت من الحائط لأسند ظهري كان الحائط دافئا شاهدت بعض الكتابات إحدى الكتابات كانت (ملعون اليوم الذي سرقت به) .
أخذوا الفتيات بالتراهن راقبتهم يزيدون الرهان على فتاة تدعى سمر قررت أن أضع مبلغ رهان كبير على فهد أعطيتهم النقود وأبدوا استغرابا من تصرفي, أخذت فهد اللعب ببراعة حتى هزمت الجميع, تنهدت الفتيات وأخذن بالتحسر على نقودهن, توجهت فهد نحوي قائله:جميل يا مها .
مها:أحببت أن أجعلك أغلى رهان.
ابتسمت لي فهد بخبث وقبلت خدي بشغف , وضعت في يدي النقود قائلة: هذا ربحك , تفحصت المال فقد تضاعف المبلغ الذي أعطيتهم إياه خمس مرات فرحت كثيرا فكنت أنوي شراء ملابس جديدة وبعض المساحيق التجميل .
فهد:عليك بالعمل الآن فالوقت مناسب .
مها:الآن لم أحضر معي شيئا, وضعت فهد في يدي مجموعة من الأكياس.
فهد: اذهبي فثمن الكيس الواحد 300 ريال .
مها:ومن أين أتيتِ بهذه الأكياس؟
فهد:لقد وضعتها تحت وسادتك وياله من مكان صعب لقد عانيت حتى أجده.
حككت فروه رأسي قائله :ومن أين أبدأ ؟
أشارت لي فهد بعينيها للفتيات قائله :اذهبي للفتيات وألقي التحية وقولي هل تريدون ترغبون بشيء ؟
لا تخافين لقد أخبروني برغبتهم بالشراء سمر ترغب بثلاثة أكياس هيا أذهبي , دفعتني بيدها فتحركت صوب الفتيات وفعلت ما أمرتني فهد بالضبط بعت جميع الأكياس وعدت لفهد مع إحساس بالنصر.
فهد:اليوم سيكون أسهل يوم بالبيع الأيام المقبلة سيكون البيع شاق.
مها:لماذا؟
فهد:البيع في الحفلات يكون مباشرة أما بالأيام العادية ستضطرين لتهريبه.
مها:أهربه كيف ذلك؟
نظرت فهد لمؤخرتي .
مها:هل تمزحين ؟
فهد:أنا جادة .
مها:لا أستطيع فعل هذا؟
فهد:إذن أعطيه لفتاة لتبعه عنك ولكن سوف تأخذ نصف الكمية .
مها:نصف الكمية هذا كثير.
فهد: غداً سنناقش الموضوع الآن عليك بالتحدث مع عزه فهي من ستقوم بتوفير المواد للهروب.
مها:من أخبرك بموضوع الهروب؟
فهد: لا يخفى على فهد شيئا.
مها:حسنا لكن لا مزيد من الهاربين كلما كثر العدد كلما زادت احتمالية فشل الخطة .
فهد:هيا أذهبي لها أشارت بسبابتها نحوها قائله :تلك هي عزه , توجهت نحوها ألقيت التحية عليها , فردت التحية وقابلتني بوجه بشوش ملوثاً بالخبث .
مها:أعرفك على نفسي أنا مها.
أجابتني بعينين ماكرتين :من لا يعرف مها أجمل السجينات.
ارتجفت قائله:عيناك الأجمل , هل لي بمحادثة خاصة , أشرت بعيني لفتاتان كانتا تجلسان بجانبها.
عزه:فاطمة نور هل لنا بدقيقة على إنفراد؟
غادرت الفتاتين مبتعدتين , جلست بجانب عزه .
مها:كيف ستتدبرين الحمالة؟
عزه:لما لا نصنع سلما ؟
مها:وكيف لنا وأطول سلما يوجد هنا بطول 3 أمتار كما أخبرتني عائشة .
عزه :إذا لنصنع واحدا .
بصوت يحمل نبرة التحدي :هيا اصنعي لنا واحد .
عزه : الأمر سهل بعض قطع الخشب والمسامير ويصبح لديك سلما .
قلت لها بصوت شكوكي :حسنا اصنعي السلم وسنقوم بتجربته قبل الهروب بيوم اتفقنا .
عزه:السلم سيجهز غدا لنقوم بتجربة غداً في فترة الغداء ستكون السجانات مشغولات في المراقبة السجينات.
مها:حسنا غدا في فترة الغداء أنتظرك عند دورة المياه .
عزه:حسنا سأنتظرك , مها أنتِ من ستقوم بتجربة السلم غدا.
نظرة لها بنظرة ثاقبة جعلتها تبتسم من ثم قلت :لا لن أقوم بتجربة سلما قد صنعته بنفسك لست بهذا الغباء .
تحدثت وهي تضحك : سأحضر معي غادة لتجرب السلم هل يناسبك ذلك؟
مها:نعم , إلى اللقاء.
عدت للفتيات فوجدتهن يتراقصون على أنغام الدي جي متناسين مكان تواجدهم وبؤسهم, أطلقوا العنان لبسماتهم متناسين إبحارهم في أسطول الأحزان ولو رآهم شخصاً غريبا عن هذا المكان حسبهم يعيشون في أرض السعداء ولكنهم يقبعون بأرض البؤساء .
لماذا لا أتناسى مكان تواجدي وأطلق العنان لنفسي مثلهن , أما آن لي تقبل واقعي والإبحار معهم, نهضت متوجهة نحوهم لأغوص في أسطولهم وأكون قبطان سفينتهم متناسية همي راضية بأرض الواقعي رقصت وجعلت شعري يتمايل مع جسدي وكأني غصن تتراقص أوراقه في ليلة عاصفة , انتهت الأغنية الصاخبة لتبدأ بعدها أغنية هادئة نظرت لفهد فإذا هي تغمز لي مشيرة إلي برقصة رومانسية معها, رقصنا السلو solw ووضعت رأسي على كتفها وأخذنا نتبادل الحديث مضت تلك الليلة بسلام كانت من أجمل الليالي انتهت الحفلة متوعده غدا بيوم جديد لبداية خطة الهرب .


الفصل الثامن

( عقد القرآن )

أخذت رغد بكي ثوب وشماغ زوجها بحرص وعناية شديدين وبخرته بالعود الكمبودي كما طلب منها علي مسبقاً ، تساءلت بداخلها عن السر الذي يخفيه علي وراء هذه المناسبة ، فهو متوتر جداً ويريد أن يبدوا أجمل المدعوين وأكثرهم أناقة .
دخل علي مسرعاً مقاطعاً شرود رغد الذهني ، ليطلب منها بأن تساعده في ارتداء الثوب وإقفال أزاريره ، أخذت رغد بإقفال الأزارير وهي تنظر للأرض وعندما وصلت لآخر زرار وقعت عينها في عينه فدمعت عيناها لا إرادياً لم تعرف لمِ عندما رأت في عيناه نظره غريبة جعلت قلبها يعتصر حزنا فيسكب الدمع من عينها ، تعوذت من الشيطان في سرها وجاهدت نفسها لتبتسم له ، لم يبادلها علي الابتسامة وودعها بعجله و خرج مسرعاً غير منتبهاً لدمعتها .
تعجبت رغد منه فهو شديد التركيز كيف لم يرى دمعتها ويستفسر عن سبب حزنها عدا ذلك ودعها هكذا بكل برود ، كان وداعها جافاً خالياً من أغنيات الحب التي عهدتها من سارق لبها وهيامها.
حينما خرج علي ووصل لباب المنزل شعر بتأنيب الضمير ، فأقل ما يمكنه فعله هو توديعها بشكل ودي ويشبع غرور الأنثى بداخلها بأجمل كلمات الغزل .
عاد إليها وعندما رأته رغد لم تصدق عيناها وهي تفكر : ماذا دهى زوجها اليوم ؟!
عندما همت بسؤاله مستفسرة عما إذا كان نسيا شيئاً ، لم يتركها تكمل أول حروفها وسحبها نحوه و أحتضنها بحرارة و همس بأذنها قائلاً : أحبك رغد .
تعجبت رغد وجزمت بأن هناك خطب ما بزوجها .
سألته بحيرة : علي ما بك ؟ تبدو لي بأنك تودعني .
أجابها بارتباك لم تلحظه رغد لانشغالها الذهني : لاشيء ، لا تقلقين .
أمسك بخصلات من شعرها وشتمّها كانت تفوح منها رائحة العود الكمبودي ، أحس بحقارته وجبنه وبالحزن يغمره من داخله ، تضاربت مشاعره فدمعت عيناه , أسرعت حبيبته المغدورة بأناملها الحنونة ماسحة قطرات الحزن بأكمامها .
نظرت رغد لعينيه والحيرة تكاد تقتلها وهي تسأله قائله: هل يوجد شيء ؟ هل هناك شيء ما تريد أخباري به ؟
أمسك بها من كتفيها قائلا : ليس هنالك شيء رغدي لكنني أحبك .
طبع قبلة حارة على خدها الأيمن ومن ثم ضمته رغد بكل حب و ود ، أحس علي بدناءة تصرفه وانه أصبح سافلاً بحق وأنه لا يستحقها فابتعد عنها وودعها وخرج مسرعاً متوجها لحفل زفافه.


***

ـ في منزل أبي إبراهيم وتحديداً في غرفة بثينة ..

وضعت أحمر الخدود ومرطب للشفاه وكحلّت عيني بالسواد ، توقفت للحظة أنظر لفحامت سودهما ، أحسست بالبركان الذي يغلي منصهراً بداخلي ، لم استطع السيطرة على نفسي أكثر ، سقطت دمعتي ملوثة خدي بالسواد ، أمطرت عيني بالدموع لتلوث ملامحي ، مازجة المساحيق بعضها ببعض ، لتحول وجهي إلى لوحة رسم لفنان بوهميي بائس ، أخذت أفكر اليوم عقد قرآني ولكنني لا أشعر بالسعادة يا لبؤسي ، غرقت في بحر أحزاني ولم أجد يد العون لتنقذني ، مسحت دموعي وأخذت نفساً عميقاً وحاولت السيطرة على نفسي وحدثت نفسي قائله :سأعود لواقعي وأتقبله .
مسحت ما لطخ وجهي بسبب حزني ولكن الألوان كانت تملأ وجهي ممتنعة عن الزوال ، أشار علي عقلي بأن أغسل وجهي بالماء والصابون أخذت بمشورته وتوجهت لغسل وجهي فدخل قليلاً من الصابون لعيوني عاودت للبكاء من جديد كالبلهاء , هذا ما ينقصني الآن ألماً حقيقاً ، أسرعت بتزيين وجهي بالمساحيق من جديد فليس لدي وقت للنحيب يجب علي النزول ومقابلة الضيوف وإلا ستريني أمي أصناف العذاب ، رششت قليلاً من عطري ، وارتديت فستاني نزلت السلالم متجهة لغرفة الضيوف لألقي التحية على أم زوجي المستقبلية خالتي غالية .
رأتني فأخذت بالتهليل والتسهيل وأنا لا أنظر لها جاهدت نفسي لألقي نظرة عليها ولكن قلبي أبى ، مازال قلبي لا يستسيغ ولا يتحمل فكرة زواجي من هذا السكير العربيد ، يا ويل حالي.
هل سيصبح أباً جيداً لأطفالي ؟
هذا محال انه سكير كيف سيكون ذلك ؟!
كيف سأتعامل معه وماذا سأفعل عندما يغيب عقله ؟
أصبح عقلي مشوشاً وغير قادر على تصديق ما أصبح الوضع عليه .
سرحت بفكري وأنا أحاول أن اعرف لماذا جعلتني أمي كالخروف الذي يباع بأبخس الأثمان ، هل أصبحت مشرعها الخاص لتوطيد العلاقات ؟
سمعت فهد يصرخ بكلمات لم أفهمها من غرفة عقد القرآن التي خصصت للرجال .
من ثم سمعت صوت هادئ وبدا لي بأنه يحاول تهدئة المأذون الشرعي قائلا : أنه صغير و لا تأخذ بكلامه .
في تلك اللحظة قال فهد بنبرة الغضب: أنا ولي الأمر ولست بموافق .
رد المأذون بصوت عالي قائلا : هل جدها هنا ؟؟
الجد : أنا جدها .
قال المؤذون : هل أنت موافق على زواجك حفيدتك ؟؟؟
قال جدي : نعم .
المؤذون : تمت موافقة ولي الأمر على بركة الله .
ارتاحت أمي فقد كانت متصلبة العروق متسمرة مكانها لما حدث ولكن خطة فهد باءت بالفشل .
قطعت أفكاري أمي وهي تنظر لي بغضب وتشير لي بعينها لأذهب للمطبخ وأحضر لهم الضيافة .
نهضت وذهبت للمطبخ ، لقد اتفقت والدتي معي مسبقاً بأن أقدم الضيافة ، لأن أختي خلود ذهبت لإحضار المعمول من متجر الحلويات وأنا الوحيدة الباقية لضيافة الناس ، يا للسخرية العروس تضيف الحضور !
دائما أمي تحب أن تحرجني و أن تخالف العادات والتقاليد
نفضت أفكاري و توجهت للمطبخ وأخذت بتحضر القهوة ، وبينما أنا أجهز الأواني شاهدت فهد يركض بسرعة البرق حاملاً بيده عصا خشبية ركضت خلفه لأسأله عن سبب عجلته ولم يحمل هذه العصا الضخمة ، لكنني لم استطع ملاحقته ، تركته وعدت للمطبخ لأكمل ما بدأت به فليس لدي قدره لحمل المزيد من الهموم ، وبينما أنا في المطبخ سمعت صوت شيء يتحطم بقوه ، صوت شظايا زجاج تتناثر وخبطه قويه ومن بعدها علت أصوات أشخاص يصرخون ويشتمون بعضهم بعضاً ، توجهت لغرفة الضيوف لأستفسر من أمي فوجدتها تحدث خالتي غالية وعيناها تتقد بها نيران الغضب وهي تصرخ:
فهد الحقير سأضع حداً له .
أخذت تتلفت حولها بجنون وهي تقول : سأتصل بالشرطة ، الـ …… غياب والده الطويل عن المنزل جعله يتنمر علينا .
ثم ألتفت نحوي وهي تقول : بثينة أتصلي على الشرطة هيا .
نظرت لها وأنا أحاول استجلاء الصورة : محال يا أمي ماذا فعل فهد ؟
أجابتني خالتي غالية وهي تقول بحقد : لقد حطم سيارة ناصر ودخل معه في مشاجرة ، وأبرحه ضرباً حتى سقط مغشياً عليه ونحن الآن انتظار سيارة الإسعاف .
لم أستطع كتم فرحتي وفلت ضحكة النصر مع صرختي وقلت: الحمدلله. نظرت لي والدتي بغضب شديد ووجهها يكاد ينفجر وصرخت وهي تقترب مني : أيتها الحقيرة ، سعيدة بما حدث .
انهلت علي بالضرب واللطم حتى سال الدم من انفي وأزرق جسدي ، أخذت ارجوا الله بداخلي أن يرحمني من هذا العذاب وأنا أحاول وقاية جسدي الضعيف من ضرباتها القوية ، وجاء الفرج عندما وصلت خلود لتوها من متجر الحلويات حاملة بيدها طبق المعمول فأنا لم تعد لدي طاقه للاحتمال أكثر ، ما أن شاهدتني بين يدي أمي ألقت بالصحن أرضاً فتحطم إلى أشلاء صغيرة وتطايرت بعضها علي ، حاولت خلود تخليصي من بين يدين والدتي لكن لم تستطيع ، فقد كانت والدتي ثائرة وتحمل أي شيء يقع بيدها وتسدده نحونا ، أمسكت خلود بي وصعدنا للعلية وأقفلنا الباب ، وضعت رأسي على خلود وأنا ابكي بشده وأحاول تحمل الآلام التي اشعر بها تمزقني وتحاصرني من كل جهة ، تعاون الألم النفسي والجسدي ضدي ليتكافلا بزرع البؤس في قلبي ، أخذتني خلود في حضنها وقامت بالمسح على رأسي محاولةً تهدئتي .
أحسست بدقات قلب خلود فقد كانت سريعة موحية
بخوفها وتوترها.
وقلت محاولةً رفع معنوياتي ومعنوياتها : الحمد لله لن يتم عقد قرآني الليلة.
نظرت لي خلود بحنان وهي تقول : لقد وفي فهد بوعده لكِ .
رفعت رأسي نحو خلود وأنا أحاول كتم عبراتي وأسألها : هل ستتصل والدتي بالشرطة؟؟
أجابتني خلود بلا مبالاة : دعي والدتنا تفعل ما تشاء المهم الآن أنتِ حرة .
صمتنا للحظه بخوف عندما سمعنا وقع أقدام والدتي متجه نحونا ، وعندما وصلت أخذت بطرق باب العلية بقوة وهي تهدد بصوتها الذي يماثل زئير الأسد :
أفتحن الباب أيتها الحقيرتان وإلا قتلتكما ، بثينة يا خبيثة سألقنك درسا لا تنسيه .
لم نجبها فزاد غصبها وأخذت بالطرق بقوة حتى بدء الباب بالاهتزاز.
عانقنا بعضنا محاولين التغلب على شعور الخوف والسيطرة على أعصابنا.
هدئت للحظه ثم قالت بهدوء غريب عليها : أخرجن لن أضربكن هيا أسرعن نريد الذهاب لحفل زفاف علي ، هيا أيتها الحقيرتان لا تدعننا نتأخر .
نظرنا لبعض بريبه و قالت خلود : ما رأيك هل نخرج؟
أجبتها : علينا حضور حفل الزفاف ولكني لا أثق بأمي فقد تضربنا .
نظرت لي وعيناها تلمع : سأفتح الباب أنا وأنتِ اهربي .
كانت بادرة جميلة من خلود فقد نزعت هذه الليلة ثوب الأنانية عن قلبها وقررت ارتداء ثوب الشجاعة أمسكت بمقبض الباب وقلبها يدق بكل خوف أدارت المقبض ، دفعت الباب والدتي بسرعة فسقطت أرضاً أنا وخلود ، رفعت والدتي خلود و لكمتها على وجهها بقوه فوقعت خلود أرضاً بلا حراك ، أسرعت نحوها لأتأكد من سلامتها لكن خلود كانت ساكنه ، رفعت جسدها النحيل وهززتها ولم تستجب لي ، صرخت عليها عدة مرات وأنا أناديها ولم تستجب لي ،اقتربت والدتي وظننت الرحمة نفخت في قلبها أخيراً ولكنها أمسكت بي من شعري وهي تقول :أيتها الحقيرة سنذهب الآن لحفل زفاف علي وبعدها سنعقد قرآنك فمنقذك الآن بالسجن .
صرخت بوجهها لعل صرختي توقظها من سبات مشاعرها العميق ، حاولت الفرار لكن قبضتها كانت كفيلة بدب الرعب بقلبي ، أخذت والدتي بجري من شعري حتى وصلت لباب المنزل وأمرتني بارتداء عباءتي وركوب السيارة ، أطاعتها بخوف ونفذت مطلبها ، وعند صعودنا للسيارة رفعت عيناي الحزينتان وأنا أحدق بها متوسلة الرحمة :
أمي دعينا نتأكد من سلامة خلود.
نظرت لي بلا مبالاة وقالت : دعيها تموت فقد بات مصروفها يثقل كاهلي.
نظرت لها بتعجب هل هي جادة بما تقول ؟!
لم استطع تحمل الأفكار التي دارت برأسي وأجهشت بالبكاء ، صرخت بوجهي وأمرتني بأن أخرس ورمت علي علبة المناديل حتى أمسح دموعي وأخذت تردد علي القصة الملفقة لسبب عدم حضور خلود ، وتطلب مني أعادت ما قالته لي .
أخذت بإعادة القصة مرارًا وتكراراً حتى وصلنا للاستراحة التي سيقام بها حفل زفاف علي .
نزلنا من السيارة فوجدنا علي يتكئ على سيارته وهي ينظر بعيداً وعندما انتبه لوصولنا توجه نحونا وأخذ علي بتعجلنا فقد تأخرنا على موعد الحضور .
دخلنا للاستراحة ورحب والد العروس بنا ترحيباً حاراً وأشار لي ولوالدتي للباب الذي سيوصلنا لقسم النساء .
دخل علي ووالد العروس للمجلس وأمسك والد العروس بيد علي وأجلسه بجانب المأذون حتى يتموا عقد القرآن أعطى المأذون لعلي ورقة وأخبره بأن عليه التوقيع وقع علي وهو يختلج في صدره شعور السعادة والحزن معاً .
بعد الانتهاء من إجراءات العقد أخذ المدعوين بتهنئة علي وبعد أن هنئه الجميع أخذ والد العروس بيده ووجه لغرفة التي توجد بها عروسه نجلاء .
دخل علي فوجدها مكتسية بالأبيض ومسدلة الغطاء الأبيض على وجهها والغرفة مليئة بأزهار التوليب والقماش القاني اللون جلس علي بجانبها وأزال الغطاء عن وجهها لتظهر له امرأة سمراء حادة الملامح وبشعر أسود كسواد الليل قبل علي جبينها ، وكانت أمامهم كعكة تتكون من عدة طبقات وقد كتب أسميهما عليها وبجانبها كوبان مزينان بشرائط قانية اللون ، سرح علي بخياله متصوراً نجلاء بأنها حامل كان يتوق لحملها لكنه حزين على رغد فزواجه بأخرى سيدمرها ، أبعد شبح أفكاره برغد وقرر أن يستمتع بليلته مع نجلاء رقصا معها وألتقط الكثير من الصور ، بدوا ثنائياً رائعاً انتهت الحفلة وعادت نجلاء مع علي للفندق فكان مطلب نجلاء أن تكون أول ليلة تجمعها سويا في فندق الفور سيزون ، كانت ليلة مبهجة لعلي فقد تزوج للمرة الثانية وهو يعيد تجربة ليلة الدخلة من جديد.


***


كانت رغد غارقة في سبات عميق حتى استفاقت رغد على رنين الهاتف المستمر
تجاهلته وعاودت النوم لكن الرنين الهاتف بات مزعجاً
فقررت النهوض لتجيب على الهاتف تخبطت يدها باحثة عن المصباح الموجود على طرف السرير , أضاءته وحملت الهاتف بعينين نصف مغمضتين قائله: ألو .
المتصلة :السلام عليكم ، هل أنتِ رغد؟؟
أجابتها رغد وهي مازالت مشوشة : نعم أنا هي من المتحدث؟؟
المتصلة : فاعلة خير ، زوجك تزوج بأخرى واليوم حفل زفافه.
صعقت رغد وسألتها بخوف وريبه :ماذا؟هل أنتِ جادة؟
لم تجبها المتصلة وأغلقت الهاتف وبعد عدة دقائق أصدر هاتف رغد الخلوي صوت تنبيه بوصول رسالة.
أسرعت رغد وفتحت هاتفها لترى رسالة تحتوي صورة تجمع علي ونجلاء معاً .
لم تصدق رغد ما رأت عيناها وقامت بدعك عيناها غير مصدقه ، وعندما عادت لأرض الواقع سقطت رأسها على الوسادة وأخذت تجهش بالبكاء ، كان ظنها في محله ,أخبرها إحساسها اهتمامه الزائد بأناقته كان ورائه مصيبة , توتره وتوديعه الحار دليلاً على صدق مشاعرها .
حدثت رغد نفسها وهي تلوم نفسها لقد صدقت مها ، أم إبراهيم لن تضيع الفرصة الذهبية انتقمت مني لما فعلته مها لم تكن تريدني زوجة لعلي من البداية .
ما ذنبي؟ يا لهم من سفلة جميعهم يعلمون إلى أنا
أخذت رغد بالبكاء بحرارة وتجهش بصوتها العالي رن هاتف المنزل فالتفت للهاتف بخوف
ماذا تريد فاعلة الخير الآن؟
أجابت على الهاتف بغضب: ماذا تريدين الآن أيتها الحقيرة؟؟

المتصلة : أنا أم عصام جارتكم لقد سمعت صوت بكائك فأوجست خيفة أحببت الاطمئنان عليك.
خرج صوت رغد متهدجاً ومبحوحا : أنا آسفة ظننتك شخصاً آخر .
الجارة أم عصام: هل أنت بخير.
أجبتها رغد و حروفها تخالطها شهقات البكاء : تزوج علي اليوم بأخرى
الجارة أم عصام : آسفة لما حدث سأغلق الهاتف الآن لابد بأنكِ تريدين الخلوة مع نفسك.
احتضنت رغد الوسادة لتبللها بدموعها , أنهك البكاء جسدها فاستغرقت في نوم عميق.


روائية طموحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-10, 11:55 PM   #4

روائية طموحة

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 116829
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » روائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع

(الهروب )

استندت على حائط دورات المياه منتظره عزه وغادة بملل فقد حان موعد تجربة الهروب وهن لم يأتين بعد ,كانت السجينات يلتهمون اللحم بنهم فاللحم لا يقدم ألا نادرا ، ذكرني اللحم بعيد الأضحى الفائت ، أغمضت عيني لأنفض الغبار عن ذكرياته ، حينها قررت الاستيقاظ مبكراً قبل أن يذبح عمي الخروف لتوديعه ولا أعرف لماذا تصرفت بغباء واقتربت منه للمسه عندما أصبحت على مقربه شديدة منه اكتشفت بأنه غير مقيد ، أخذت بالركض فأنا أخاف من النحلة وهي حشرة فكيف بحيوان طليق يمشي على أربع ، أخذ الخروف باللحاق بي فأخذت بالركض وأنا أصرخ طالبة النجدة ، سمع فهد ابن عمي صرخاتي فقدم لمساعدتي لكنه عندما شاهد شعري المنفوش وعينايَ الجاحظتان ، بدوت حينها كالساحرات فأخذ بالضحك متناسياً سبب قدومه ، حاصرني الخروف عند الزاوية فأخذت بالصراخ حتى خرج كل من بالمنزل ليتفقد الأمر ، وقفت أمام الخروف منهارة والدمع قد بلل قميصي وتقاسيم وجهي مليئة بالذعر ، انقض فهد على الخروف وهو يضحك قائلا : مها لو كان أسداً ماذا فعلتي .
قدم عمي ووبخني وبعدها سارع بذبح الخروف ، قيد فهد الخروف وهو يفارق الحياة وعند خروج الروح أخذ الخروف بالتخبط بالأرض بقوة وفهد ممسكاً به حتى تخرج روحه أمتلئت ملابس فهد بالدم ، لازلت أتذكر رائحة الدم وكأنه الأمس ، بعد الانتهاء من الذبح ذهبت للمطبخ لأعداد الفطور أخذت بتقطيع كبد الخروف.
قدم فهد قائلا: الرائحة زكيه .
كعادتي أنحيت واحمرت وجنتاي خجلاً ، تقدم نحوي واضعاً شيئاً بارداً حول عنقي ، تفحصته كان عقد من الذهب يحمل الحرف الأول من أسمي فرحتُ به كثيراً.
قلت له بحياء : شكراً هذا كرم منك.
نظر لي نظرته تلك ، ثم قال لي بتأمل : عنقك أجمل من العقد .
في تلك اللحظة شعرت بنفاذ الهواء وحرارة جسدي ارتفعت عالياً ودم جسمي كله اجتمع بعروق وجهي ، أنقذني صوت عمي ينادي فهد فانصرف.
قدمت أم إبراهيم للمطبخ مدعية مساعدتي ، لم يعجبني الوضع ليست من عادة أم إبراهيم تقديم أي مساعدة بدا عليها التوتر ، أخرجت أم إبراهيم الأكواب لأعداد الحليب ، لا أصدق عيني .
ما هذا تخرج الأكواب بنفسها ؟! هل يعقل ؟!
اقتربت مني أم إبراهيم بتوتر وهي تقول : مها أريد التحدث معك بموضوع .
أجبتها والدهشة ما زالت تعلو وجهي : تفضلي .
جذبتني بيدي مسرعة وأدخلتني في غرفة المعيشة مغلقة الباب ورائها .
ابتدأت حديثها بابتسامه لطيفه قائله :لقد قررنا أنا وعمك تزويج فهد .
ارتعشت أناملي خوفاً هل سوف يتزوج فهد غيري ؟!
حاولت تمالك نفسي وقلت : ألف مبروك .
أم إبراهيم : لكن لم تسأليني من العروس.
شعرت بأن آخر ذرات الهواء تعدو مغادرة الغرفة لتتركني أختنق وحيدة ، تباً لها أتريد تعذيبي قلت لها بصوت مستفسر : من هي سعيدة الحظ ؟!
أجابتني وهي تنظر لي مبتسمة :أنها أنتِ.
أخذت انظر لها بدهشة وكأن هنالك من لكمني على بطني , ملأت قسمات وجهي بالتعجب :ماذا؟
سألتني وهي ما زالت تتفحصني: ما رأيك هل أنت موافقة؟
لم اجبها خجلاً ومازلت اسبح في اللاوعي غير مصدقه .
فقالت أم إبراهيم :السكوت علامة الرضى ، لجم لساني ولكن أحاسيسي تتراكض بداخلي فرحاً .
نظرت لي أم إبراهيم بنظرة اقسم بأنها أول وآخر نظرة حب وود من ثم قالت : مبروك يا بنيتي ، تلك كانت اللحظة الأولى والأخيرة التي أحسست بأن أم إبراهيم أحبتني أو لنقل شعرت نحوي بشعور جيد ، في تلك الدقائق رغبت بتواجد والدتي أو فرداً من عائلتي لم اقوي على الرد وغادرت هي المكان ، تاركه خلفها أشلاء من الفرح والحزن .
مرت الأيام ، وتوالت من بعدها التهاني و التبريكات اتفقت أم إبراهيم معي بأنه لا يوجد حفل زفاف ولا صداق وسوف أسكن معهم ، أي أنها سوف تجردني من جميع تقاليد وعادات الزواج ومن جميع حقوقي ، وافقت فمشاعري نحو فهد قد أجبرتني أن أتنازل عن كل حقوقي ، ومستعدة لتقديم جميع التضحيات ، مجرد التخيل كيف ستكون حياتي بعدما يكون الإحساس الذي يتملكني بوجوده يتملكني للأبد , جعلني أتنازل عن كل أحلامي بالحفل الأسطوري والصداق وكل شيء , كان فهد صامتاً خلال فترة الخطوبة ، لم يبدي أية ردة فعل ولم يكن يتحدث معي تلك الفترة ويتهرب مني ، لا اعلم من أين قدم هذا الإحساس الأحمق ولكني أحسست بأنه مرغم بالزواج بي ، بدئت أم إبراهيم بإخبار الجميع عن الخطوبة وأن عقد القرآن سيتم قريبا حتى أتى عمي بذاك النبأ المشئوم ، بأنه يوجد شاب ثري تقدم لخطبتي وأنه أنسب من أبنه فهد ، كدت أموت حزناً ، لم أكد اصدق دناءة عمي ، كيف له بأن يحطم ابنه فهد بهذه السهولة ؟ من أجل مبلغ صداقي هل أغرته المائتان ألف لتلك الدرجة ؟! تبخرت كل أحلامي وغادرت سحب الفرحة سماء حياتي إلى مكان بعيد .
عقد قرآني على بندر وأنا كلي أسى قررت بدء حياة جديدة وتحطيم حبي القديم وبناء حب جديد يحمل معه شيء وحيد ، فرحة الخلاص من بيت عمي ، لكن فهد أشعل نيران الحب في قلبي عندما أعترف بحبه في ليلة عقد قرآني قال الكلمة التي طال أنتظرها "احبك " قالها بشغف ، بحب ، أحسست بسحبي المغادرة تعود من جديد ، أحسست وكأن الكون عادت له الحياة ، والأهم عاد لي الإحساس الذي افتقدته كثيراً .
أخذ حبه يتشعب في قلبي أكثر فأكثر ، كان صامتاً طوال فترة الخطوبة عندما كنت أحترق باليوم مليون مره . عندما كان أحساس الفراغ والسواد يملئني ، عندما كان الحزن يغرقني عندما أراه يتجنبني ، لكن عندما أصبح حبه في خطر أظهر حبه علناً وبكل شراسة .
فتحت عيني وعدت لواقعي ، تلمست عنقي لم أجد العقد تذكرت لقد سلمته للأمانات عند دخولي ، افتقد الإحساس به على صدري ، ربت أحدهم على كتفي ليعيدني لوعيي ، فالتفت لأنظر فوجدتها عزه.
قلت لها :أهلاً وسهلاً.
ابتسمت لي وقالت : الوقت يداهمنا هيا لنذهب.
توجهنا ثلاثتنا متسللات للساحة الخارجية لخلف المبنى ، شاهدت السلم حالته يرثى لها .
تجهمت ولم استطع تخيل الكارثة وقلت : لا يمكن لغادة تجربته أنه متهالك وغير متقن .
غادة: أخرسي أيتها الجميلة .
تجاهلوني واضعين السلم على الحائط ، اتفقنا على أن عزه سوف تراقب المكان وأنا سأثبت السلم لرغد، كنت أدعو الله أن تتم المهمة على خير .

تسلقت رغد السلم بحذر وبطء شديدين حتى بلغت النهاية , لوحت بيدها لنا نصراً فلم يحدث ما توقعت ، حمدت الله على تمام التجربة بسلام ، ارتسمت الابتسامة على وجه عزه فتوالت بعدها ضحكتنا الموحية بجنوننا .
فجأة تكسر السلم لقطع صغيره ورن صوت اصطدام مساميره بالأرض ، وقعت رغد ، يا إلهي لقد حدث ما كنت أخشاه أخذت بالاستغفار واستعذت بالله من الشيطان الرجيم.
قدمت عزه بسرعة قائله: ارفعيها هيا ساعديني.
أجبتها بخوف وأنا أحاول تذكر ما يجب فعله استحضرت من ذهني ما يجب فعله في هذه الحالة وقلت : يجب ألا نحركها فقد نكسر لها ظهرها أو نتسبب بضرر لها .
قالت لي عزه بعجل وسخريه وهي تحاول حملها: وماذا سوف نقول للسجانات كنا نهم بالهرب فوقعت .
أسرعت لمساعدتها وحملناها بحذر مسرعين لدورات المياه اتفقنا على سرد رواية بأنها قد تزحلقت في دورة المياه .
كانت رغد فاقدة الوعي لكن بطنها ينخفض ويرتفع مما أكد لنا أنها تتنفس ومازلت على قيد الحياة ، أمرتني عزه بالعودة لصالة الطعام والتظاهر بعدم حدوث شيء ، أصريت وألححت على أن أبقى بجانب رغد .
لكنها زجرتني وصرخت علي قائلة :سوف نثير شكوك السجانات أذهبي هيا ، سحبتني ورمتني خارجاً .
توجهت لطاولة الطعام حاملة بيدي طبقي وكأن شيئاً لم يحدث ، وجدت الفتيات ينظر لي باستغراب عند محاولتي الجلوس معهن .
أخفضت فهد صوتها قائله: مها لا يجوز لك تناول الطعام معنا بعد الآن عليك بالجلوس لطاولة الملكة دودو إذا سألتك ماذا كنتِ تفعلين هنا أخبريها بأنك كنت تلقين التحية إياك بأن تقولي أنك كنت تنوين تناول الطعام معنا هيا أذهبي.
توجهت لطاولة الملكة دودو وأنا أضرب الأرض بكعبي غيظا ، تباً لها هذا ما كان ينقصني وما بهم اليوم جميعا يطردونني ، كما أني لا أريد أن أتناول طعامي بجانب هذه الحيزبون جلست على طاولة العلقة رحب بي جميع من على الطاولة إلا الحيزبون .
أخذت أتناول الطعام مكرهة كان تفكيري كله مشغولاً برغد هل هي بخير نظرت لأحدى الجالسين على الطاولة رأيتها تضع مسحوقا في كوب اللبن خاصتها أغلقت أنفها وشربت الكوب بقرف ، رحت أفكر بها محدقتاً ببلاهة : ماذا يعقل أنها قد وضعت ؟!
رفعت بصرها لي وقالت : أنها خميرة أريد أن أزيد وزني فهي فاتحة للشهية .
أخذت أضحك بشكل هستيري ، ايُّ حمقاء هذه ألم تجد كذبة أفضل ؟!
نظرت لي بازدراء وقالت: وما المضحك في الأمر.
أجبتها محاولة تمالك نفسي : الخميرة التي تزيد الوزن تباع بالصيدلية تدعى خميرة البيره توجد على شكل حبوب لا داعي لشربها .
أخذت الفتيات بالضحك عليها وهزئت بها الملكة دودو حتى قامت للحمامات مسرعة باكية .
شعرت بالذنب لم أكن أقصد إهانتها لكنها كانت ترتكب خطأ فادحاً.
وجهت لي الملكة دودو حديثها : هل كنتِ متفوقة دراسيا يا مها .
أجبتها وأنا أتسائل بداخلي عن ما تريده مني : لا ، إن مستواي الدراسي منخفض جداً.
نظرت لي الحيزبون بتعجب وهي تقول : هذا شيء ٌغريب تبدين لي ذكية.
تدخلت تلك المدعوة نوره بقنبلتها: الحسناوات دائماً حمقاوات.
نظرت لها الملكة دودو بغضب وسألتها :من تقصدين بكلامك ؟
أجابت نوره بخوف :لا أحد خرج الكلام من فمي بدون تفكير أنا اعتذر.
وقفت الملكة دودو وأشارت الفتيات , سحبت الفتيات نوره من مقعدها ورموها أرضا أمام العلقة وأخذوا بركلها .
تحدث العلقة إلى نوره قائله بغرور وعنجهية : قبلي قدمي حتى أقبل اعتذارك .
قبلتها نوره بسرعة لم تفكر حتى بعزة نفسها حزنت عليها جداً جعلها هذا المكان تتجرد من كرامتها ، انتهت فترة الغداء وعدت لزنزانتي.
عند عودتي لزنزانتي وجدت على سريري كحلا ملفوف بشريط وردي بجانبه بطاقة مزخرفة بالقلوب فتحت البطاقة بلهفة لمعرفة محتواها.
كتب بداخلها :
((أكحلي عيناكِ دائما دعينا نتمتع بجمالك)) .

أخذت بالضحك بدا لي بأنها غاضبة دخلت فهد وشاهدتني أضحك .
نظرت لي بنظره لم افهمها وقالت : ما المضحك أيتها الفاتنة ؟
دفعت لها الرسالة لتقرأها ضحكت و قالت : أقسم أنها جنى فهي لا تمتلك أسلوباً وكانت تتسخط دائماً لأنك لا تضعين مساحيق الزينة.
قلت وأنا ما*** بطني من شدة الضحك: جمالي يأتي بالمنافع .
أخرجت فهد من جيبها صندوق صغير وأعطتني إياه سارعت بفتحه وجدت بداخله احمر شفاه وردي من ماركة شانيل .
مها:من قدم لي هذا ؟ أنه باهظ الثمن.
فهد:ملاك هي من قدمت لكِ هذا ، تريد أن ترى اللون الزهري على شفتاك كيف سيبدو؟
السجينات يحتجون ، يريدون مني أن أجعلك أنيقة .
نظرت لها بتعجب : لماذا ألست ابدوا أنيقة؟
قالت لي :لا تسيئين فهمي لكن أنظري لحالك ملابسك رثه وشعرك لم تسرحيه منذ نهوضك من الفراش عليك بالاهتمام بمظهرك قليلا.
نظرت لها بنظره كسيره قائله : إذا اجعلي مني فتاة أنيقة.
نظرت لي بتفحص وقالت : طلبت من جهير بعضا من الملابس .
مها :ومن هذه جهير؟
فهد :أنها أفضل بائعة الملابس هنا .
مها : أوه ، جيد ، وأريد بعض مساحيق التزيين أيضاً .
فهد:جهزي نقودك سنذهب غداً لنبتاع لك ما تريدين فغدا السوق السوداء مقام وبعد ذلك نقصد غسق لتقص شعرك.
تعجبت ما هذا المكان الذي تتحدث عنه وسألتها : يوجد سوق هنا ؟
أجابتني بملل : لا أيتها الساذجة نحن السجينات نتفق على يوم نبيع فيه البضائع لبعضنا البعض وغداً هو موعدنا.
قلت لها : لم يأخذ أحدا برأيِّ.
نظرت لي بسخرية وقالت : كبار المشتريات والبائعات في السجن هم الذين يأخذ برأيهم وليس الصعاليك ، أسمعي عليك ببيع القليل من بضاعتك غداً.
أجبتها بسخرية:كيف ذلك أفتح كشك ؟
نظرت لي ويبدوا عليها أنها تكتم ضحكتها : مضحكه عليك بتخبئة البضاعة وأخرجها لمن يريد الشراء والدفع أولاً.
سألتها باستهتار : وأين سأخبئها برأيك ؟
نظرت لي بملل مجدداً : سأعيد ما أخبرته لكِ بالحفلة.
أجبتها بحرج :لا أستطيع ذلك لا أعرف كيف.
نظرت لي بخبث وقالت : أنا سأضعها لكِ.
خرجت عيناي من محجريهما وقلت لها :لا أستطيع لنجد حل آخر.
رفعت كتفيها بملل وقالت :أذن عليك بالبواخر.
تعجبت : ماذا بواخر؟! ماذا تعنين؟
أجابتني متحلية بالصبر : من يحملون البضائع ويخبئونها يدعون بالبواخر.
مها :حسناً سأستعين بواحدة.
فهد : أنها مكلفة ستأخذ نصف البضاعة.
تأففت وقلت لها : وكم من المتوقع أن أبيع من كيس ؟
فكرت وقالت :سبعة أكياس.
مها : إذاً سأفكر بطريقة أخرى للتخبئة لدى الليل بأكمله.
فهد: حسناً كما تشائين .
ثم تذكرت فقالت :أوه لقد تذكرت ، لقد نقلوا رغد للمستشفى .
سألتها بقلق : هل هي بخير؟
فهد:هذا ما أعلمه حاليا غداً سوف أطمئنك لكن عليك بالرجوع للخطة الأولى.
مها : محال بعد ما حدث لرغد لا أريد أي خطط خطرة.
فهد : فكري إذا وأعلميني بخطتك.
مها : لقد وجدت خطة بديلة .
فهد : وما هي؟
مها : لست بحمقاء لأعيد ما فعلته المرة الفائتة ويعلم الجميع بالخطة وتدخلون بالخطة من تشاءون لأصعق بأن السجن كله سوف يهرب معنا.
فهد : تطورات أصبحتِ سافلة.
مها : أنتم من علمتموني السفالة.
فهد : ومتى سوف نعلم بالخطة.
مها : سيكون الهروب في فترة الإفطار وفي اليوم الموعد سأعلمكم ونذهب لتنفيذ الخطة .
فهد : وما المواد المطلوبة الآن .
مها : هذا الجزء سوف تتكفل به العلقة .
فهد : لن تعلميني بأي شيء .
مها : آسفة احتياطي السلامة.
فهد : أقسم بأن عائشة من لقنتك هذا الدرس.
مها : لا يهم من لقني الدرس الأهم أن تخرج عائشة من هنا وتضع مولدها بالسلامة.
فهد : تالله سوف أحبكِ أكثر تروقني سفالتك .
مها : مهما فعلت أروقك.
فهد : أعشقك .
مها : لم يخطر ببالك عشق حقيقي.
فهد : وماذا أفعل معك الآن.
نظرت لها بجديه : تعرفين ماذا أقصد.
تنهدت وقالت : قصتي طويلة أتردين سماعها؟
أجبتها بفرح : كلي أذان صاغية.
فهد : أنجبت أمي تسعة فتيات تضجر أبي من الوضع فقد تاقت نفسه للذكر حملت أمي بالمولد العاشر وهي تدعى ومن حولها يدعون بأن يكون الذكر المنشود وشاءت الأقدار أن يكون هذا المولد أنا ,كان قدومي بداية مأساة والدتي تزوج أبي عليها بحجة أنه يريد من يحمل اسمه وأنجبت زوجته الثانية الذكر فأصبحت السيدة ونحن نخدمها كرهتني والدتي ومنذ صغري وهي تقول كم أتمنى بأن تكوني ذكراً , كثرة عبارات أمي برغبتها بأن أكون ذكراً ومكانة أخي لدى أبي جعلتني أتحول لما أنا عليه حتى تفاقم الوضع أحببت ابنة عمي وهي بادلتني الشعور حتى تطور الوضع وأصبح الأمر واضحا وصل الأمر لأبي فقرر سجني في الملحق الخارجي للمنزل , تحسست فهد حاجبيها من ثم نزلت دموعها ثم قالت بصوت تخالطه الشهقات : سجنت لمدة 6 أشهر حتى أتى اليوم المشئوم كان والدي ثملاً وقد أتى لي محاولاً الاعتداء علي فخنقته حتى مات ،انهمرت دموع فهد حتى أصبحت تجهش.
رق قلبي لها ولم أتوقع أن تكون هشة من داخلها ، رقيقه وحساسة
حاولت مواساتها بقولي : فهد لا بأس لا ذنب لكِ كنت تدافعين عن نفسك.
مسحت دموعها وتحدثت بنبرة حادة : تباً له لو أنه رضي بنا ما حدث كل هذا يستحق ما فعلته به.
مها:هذا لا يعنى أنكِ لست بأنثى .
فهد : أنا رجل ولست بأنثى.
أجبتها باستسلام : حسناً كما تشائين.
قالت لي : حتى لو أردت أن اعشق من أين سأأتي برجل هنا.
التفت لفهد بنظرات مكر هذا يعني أنها ما زالت تفكر كأنثى وقلت لها : لدي رجل وسيم.
سألتني باستهزاء : وأين هو ؟
أجبتها بخبث : طبيب الأسنان.
أجابت بضجر : أوه ، الجميع يتحدث عن وسامته.
شجعتها قائله : اكتشفي الجزء الأنثوي الذي بداخلك.
نظرت لي بسخرية :حقاً وكيف ذلك يا فهيمه ؟
أجبتها بحماس : أولاً: عودي لأسمك الحقيقي ، ثانياً : أذهبي وشاهدي الطبيب فربما ينبض قلبك بالحب .
أجابتني بتأفف: داخلي ذكر وسأبقي للأبد ذكراً .
وقالت في محاوله منها لتغيير مجرى الحديث : مها هل تعلمين ما أسمي؟
مها: لا ، وما أسمك؟
قالت بصوت جديد علي يملئه التأنث : فهده .
مها: أنه اسم جميل هل تسمحين لي بمناداتك به ؟
أجابتني وعيناها تنبض بالفرح و ووجنتها يغطيها حمار خفيف : نعم بالتأكيد ولا تنسي سأحجز لي موعد لدى طبيب الأسنان وستذهبين معي بحجة بأن أسنانك تؤلمك دعينا نمتع ناظرينا سوياً .
أجبتها و الحماس يملئني وقلبي يكاد يرقص فرحاً : إذاً غداً تغير جذري لي ولك أنا سوف أصبح فتاة أنيقة ، وأنت فهده التي تقطر ميوعة .
عادت نظرت الشراسة لعينيها وقالت : فهده تنادينني به هنا بالزنزانة فقط.
قدمت السجانة مريم لتذهب بي للمكتبة فقد حان موعد العمل , لحقت بها وكالمعتاد ناولتني الورقة التي يوجد بداخلها طلبات السجينات وزعت جميع الكتب و لم أعد جميع الكتب المستعارة فالسجينات المسؤلات عن الغسيل لم يكن متواجدات في زنزانتهن عدت وأعلمت السجانة مريم بما حدث معي فأمرتني أن أعود أليهن وأخذ الكتب منهن عدت لهن ووجدتهن فجمعت جميع الكتب وبقي مجموعة كتب واحدة وهي توجد عند عائشة قررت أن أذهب لزنزانة عائشة بخطى هادئة حتى أفاجئها بقدومي عندما وقفت وراء القضبان وأنا أحاول عدم إصدار أي صوت صعقت وانقبضت عضلات وجهي وتوقفت عن التنفس للحظات رأيت عائشة تقطع بعض الورق من الكتب وتأكلها .
صحت بها قائله : عائشة هل جننتِ .
التفتت عائشة نحوي فأوقعت الكتاب من حضنها وانتصبت واقفة قائله : ما شأنكِ أنتِ .
اهتزت شفتاي وارتجفت يدي لم أستطع الصمود أكثر رحلت و أنا أذرف الدمع يا للهول عائشة أصيب بالجنون علي بالتعجل وإخراجها من هنا فقد بات على حافة الجنون .


الفصل العاشر

( بثينة )

علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف حالك يا خالتي ؟؟؟
غالية : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , الحمد لله وأنت كيف حالك ؟؟؟
علي : الحمد لله , خالتي ماذا حدث بالموضوع الذي طلبته منك .
غالية : لا تخف يا ولدي لقد أخبرتها وأرسلت لها صورة كما طلبت مني .
علي : شكراً جزيلاً لن أنسى هذا المعروف طالما حييت .
غالية : لا تشكرني علي واجب أقتضى على فعله من أجلك ولكن يا بني من المفترض أن تخبرها أنتً لا يوجد مبرر لجبنك منها .
علي بغضب : لست خائف ولكنني لا أريد جرحها إذا سمعت الخبر من غيري أحفظ لكرامتها .
ردت غالية عليه بسخرية : حقاً وهل كان زواجك عليها أحفظ لكرامتها .
علي : أنا مشغول الآن يا خالتي هل تريدين شيئاً .
غالية : شكراً يا بني أريد سلامتك فقط .
علي : مع السلامة .
غالية : مع السلامة .
***
وقفت بثينة محدقة بالعدم متجاهلة تواجد ناصر بجانبها كانت كما لو أنها منحوتة شمعيه لشدة سكونها تبرق في عينها لمعة تحكي مأساتها مما أدي لتعاطف لسانها لحالها فلجم حزناً عليها , رحلت من مدينة السعداء لتحط رحالها في محطة عربدت وسكر ناصر محدقة في وجوه التي تحيطها كأنهم أشباح البؤس يطوقون عنقها لتخنق آخر أنفاس السعادة من رئتيها ثم يحرروا عنقها فتعود للتنفس من جديد ولكنها تستنشق أنفاس البئس والكآبة .
حدثت المصورة هذا التمثال الشمعي قائلة: بنيتي اقتربي من زوجك لا تخجلين فغداً ستتحسرين لأنك لم تكوني بمقربه منه أثناء التقاط الصور.
لو علمت المصورة بأنها تعد ألبوما مأساة هذه الوردة الندية لاعتزلت عملها , أخوها مسجون وأختها جسد ساكن في العلية لا يعلم أن كانت حية أو ميتة لقد دهست الأم هذه الوردة الندية بين يديها لتلقيها على ناصر ثمناً لإعادة هيكل علاقتها مع أهلها.
طوقها ناصر مستجيبا لمطلب المصورة وعانق جسدها الرشيق حتى أحست بإنهراس عظامها في جسده , فتح فمه واللعاب يسيل على وجهه مطلقا أنذارت بدء شهواته , الدنيء أنها مجرد دمية لتفريغ شهواته , لم ينفك طوال الأمسية بنظراته التي كادت أن تلتهمها مرت الدقائق والثواني على بثينة وكأنها شهوراً , انتهت الأمسية وغادر الذئب المتلبس بثوب الرجولة ووالدته مودعتهم سيدة الظلم أم إبراهيم وهي تلح عليهم باغية منهم البقاء لكنهم تعذروا بحجة تأخر الوقت وذهبوا , فور إغلاق أم إبراهيم الباب لخروجهم أسرعت بثينة للعلية لرؤية خلود سمعت والدتها تشتمها ولكن أم إبراهيم عادت لغرفة الجلوس مسرعة لأخذ الصداق وتفحص الشبكة ( طقم ذهب يقدم للعروس ) ولكن بثينة أسرعت في صعود السلالم غير مهتمة بالصداق والذهب , فتحت الباب العلية لتجد أختها ممدة ساكنة ورائحة الموت تبعث منها .
هزت كتفي خلود راجية من الله أن تستجيب لها ولكنها لم تتحرك ساكنا وضعت أذنها بمقربة انفها حتى تستمع لأنفسها فلفحها لهيب أنفاسها المقهورة فرفعت يديها لسماء شاكرة الله , حاولت حملها لكن جسدها الضعيف الذي أستنزف جميع طاقته في الحزن عجز عن حمل أختها الغائبة عن الوعي
أسرعت بإحضار وسادة وغطاء لتغطي أختها لتستيقظ باكراً كما أملت, رجت الله في سرها أن تستيقظ في صباح اليوم التالي بخير وعافية , نضبت دموع بثينة بهذه الليلة فاكتفت بالأنين حتى غرقت بسبات عميق لتستيقظ فتجد نفسها في غرفة بيضاء أشبه بالموقد لحرارتها .
التفتت مجددا لتتفحص المكان أخذت تحدق بالبياض الذي يكتنف المكان محدثه نفسها :هل يعقل أنني متوفاة .
اعتدلت جالسه فأسرعت نحوها أمراه مرتدية البياض حملقت بها بثينة
فحدثتها المرأة قائله :كيف حالك ؟؟؟
سألتها بثينة بصوت منخفض : أين أنا ؟؟؟
الممرضة: أحضروكِ هنا لارتفاع حرارتك المفاجئ .
أخذت الممرضة بالنظر بالجهاز وتسجيل عدد دقات قلبها .
خاب ظن بثينة و نظرت للممرضة بعينان محترقتان حزناً قائله : ساخن ساخن
غرقت مجددا في سبات عميق .
***
استيقظت خلود من نومها لتجد نفسها مغطاة ورأسها مستند بوسادة نهضت مسرعة تبحث عن بثينة توجهت لغرفتها للبحث عنها عند دخولها لم تجدها ولكنها وجدت فهد مستلقيا على سرير بثينة وهو ساكن وعيناه ذابلتان كالوردة التي أحرقتها الشمس .
سألت خلود فهد بصوت عالي يتخلله الخوف : أين بثينة ؟؟؟
نظر لها بعينيه متوسلا العزاء منها.
بصوت منخفض ويخالطه الخوف سألته : فهد ما بك ؟؟؟
فهد : لقد عقد قرآن بثينة بالأمس وأنا بالسجن ولشدة حزنها ارتفعت حرارتها وهي الآن بالمستشفي .
جثوت على ركبتي وضممت ساقي وأسندت راسي عليهما وأخذت بالبكاء
تقدم فهد نحوي ماسحاً على رأسي ثم رفع رأسي نحوه وأعتصر فكي بقوة بيديه قائلا :
لن أسامح نفسي طالما حييت .
أجبته ودموعي أغرقت وجنتي : لا ذنب لك.
أطرق برأسه قائلا : لو قتلته لما عقد قرآنه عليها .
خلود : انه ذنبي لقد أخبرتني بثينة ألا افتح باب العلية ولكنني تجاهلتها وفتحته .
فهد :تخبئتم بالعلية .
أجابته خلود وهي تختبئ وراء خصلات شعرها خجلا من غبائها : نعم ولكن والدتي خدعتنا قائله أنه علينا الخروج لحضور لحفل زفاف علي .
عض فهد على يده قهرا واخذ بضرب الحائط وغادر الغرفة مسرعا حاولت اللحاق به لكنه غاب عن ناظري عدت لغرفتي وفتحت نافذتي لأستنشق بعض من الهواء الحرية وضعت رأسي على قضبان النافذة متخيلة نفسي مها كم احسدها ليتني هي .
رفعت ناظري متلصصة على جيراننا لا أتناسى همي وجدت شابا يلاعب أخوته الصغار بدا انه بالعقد الثالث والأطفال الصغار من حوله تدور وتلاعبه أحسست بلحظه من السكينة وهبوب رياح ساخنة تلفح وجهي تخدرت أطرافي لا أعلم ولكنني في حالة ركود مشاعر أغلقت النافذة و عدت لواقعي نزلت لغرفة المعيشة لا أتوسل أمي بالسامح لي بزيارة بثينة وجدت علي وقد احضر معه نجلاء في تلك اللحظة طعن قلبي ولم أعد أرى سوا السواد .
حدثت نفسي قائله : هل تنسى يا علي رغد بهذه السهولة ؟؟
تحضر نجلاء إلينا من صباح اليوم الذي يلي زفافك ؟!!
ستجمع بين رغد ونجلاء ؟؟؟
الرجال سفلة , ألقيت التحية عليهم باشمئزاز وأنا عاقدة حاجبي من ثم ذهبت للمطبخ وأعددت القهوة متحاشية مشاهدة علي مع نجلاء لم أستطع تقبل وجودهما سويا أمامي أنهيت أعداد الضيافة وعدت لهم لأضيفهم
سكبت فنجان قهوة لأمي من ثم لعلي وعندما وصلت لنجلاء تفحصتها بنظرات استحقار وسكبت لها فنجان قهوة خلال سكبي للقهوة أفلتُ الفنجان ليسقط بين فخذيها , ادعيت بأنه سقط في لحظة سهو مني اعتذرت منها وهي تولول من شدة ألم , شعرت بأن الفوهة التي كانت في صدري قد ذهبت وأن عظام صدري قد تباعدت لقد أظهرت إخلاصي لرغد الآن مما سبب لي السكينة قليلا , جلست على الأريكة وأنا عابسة الوجه , كان علي يمسح تنوره نجلاء ويقرأ المعوذات عليها وكأنه يخبر أمي بأنها قد حسدت زوجته , التفت علي نحوي وأحس بعبوسي فسألني :
هل هناك شيء ما يا خلود .
أجبته بنبرة خافته تكاد لا تسمع : رأسي يؤلمني قليلا .
علي : تناولي بعض المسكنات وذهبي للاستلقاء في السرير .
نهضت وودعتهم معتذرة بصداعي المزيف .
عندما هممت بالخروج من الغرفة رن هاتف علي فأجاب وهو مرتبك ومن ثم لوح بيده أنه سوف يخرج قليلا أدعيت أنني أصعد السلالم ولكن ما أن خرج علي من باب متوجها للخارج تبعته لأتنصت لمكالمته فبداخلي شعوراً يقول بأنها رغد .
سمعت نبرته الحادة وهو يزجرها قائلا : نعم لقد تزوجت ولن أعود قبل أسبوعان فأن أعزم قضاء أسبوعان شهر عسل في ماليزيا.
سكت لبرهة ومن ثم نعتها بأبشع الكلمات وثم أغلق الخط وعاد لداخل. أسرعت الخطى وصعدت السلالم وأنا أذرف الدموع أليس من المفترض أن يواسيها يعتذر منها ويبرر موقفه ياله من حقير هل فعل ذلك ليتحاشى عقدة الذنب ؟؟؟
دخلت لغرفتي وغرقت في رحلة بكاء طويلة وأقسمت بداخلي على ألا أتزوج مطلقا , هاجمني النوم أشفقاً على جسدي المنهك ليريحه من تعبه .
***
السيارات مصطفة بجانب بعضها البعض مشكله دائرة استعداد لعرض ( التفحيط)
يتزاحم الشبان ويضربون بعضهم البعض بمرافقهم والبعض قرر الصعود فوق السيارات ليروا العرض بشكل أفضل تعالت الأصوات وبدء الشبان بالتذمر لتأخر بدء العرض .
كان فهد يحدق بالشباب متأملهم ويقول لنفسه : ما أسخفهم يتجمعون هنا حتى يشاهدوني أقوم ببعض الحركات بالسيارة يعرضون أرواحهم للخطر من أجل متعة لحظات , لمس كتفي أحدهم وهمس بأذني قائلا :حان الوقت .
سار أمامي وتبعته حتى وصلت لسيارة كامري فضية اللون ذهبت للسيارة كعادتي قبل كل عرض وتفحصت الفرامل (الفحمات) فوجدتها شبه معدومة ألتفت لهشام قائلا بغضب :
هشام الفرامل تالفة كيف لي (بالتفحيط) بها.
هشام : أسمع يا فهد أنك لا تقوم بهذا العمل مجاناً نحن نقوم بدفع المال لك .
فكرت بتلك اللحظة بمها كيف لي بإحضار ألواح الشوكلاتة لها وإعطائها قليلا المال لتتدبر شؤونها في المكان القذر الذي تتواجد به و بثينة علي أقامة حفلة صغيرة بالمنزل لها حتى تبتهج قليلا بعقد قرآنها على القذر ناصر تداخلت الأفكار ببعضها البعض مسببة الصداع لي رفعت رأسي معلنا لهشام موافقتي لتنفيذ المهمة دون تذمر أنا مستعد أن أموت من أجل أن ترتسم البسمة على شفاه مها .
بتلك اللحظة أحسست بالشوق أتمنى أن أرى ابتسامتها المشرقة وعيناها البريئتان تنهدت متوجها لسيارة صعدتها وقمت بالعرض بكل براعة صفق الجمهور لي وهتفوا بلقبي بصوت عالي وهم يصفرون قائلين :رعد , رعد , رعد .
كان هشام سعيد بنجاحي وشقي لأضواء الشهرة بسرعة في عالم (التفحيط) أما أنا فكنت حزين ولكن الحاجة دفعتني وأكره شهرتي ولقبي أيضا .


الفصل الحادي عشر

(السوق السوداء )

حان موعد تجمع البائعات في الساحة الخارجية لإقامة السوق السوداء ، توجهنا أنا وفهد للساحة الخارجية وعند وصولنا بحثت بعيني عن أي شيء يوحي بمنظر السوق فلم أجد أكشاك أو أي شيء يدل على قيام أية سوق هنا همست لفهده :أين السوق؟؟
نظرت لي فهده بتعجب قائله :أيتها الحمقاء ولما سمي بالسوق السوداء ؟
حاولت لملمت نفسي وقلت لها مغيرة الموضوع حتى لا تسخر مني وأنا ابحث بعيني : أين جهير ؟
أجابتني فهده : سنذهب لها الآن .
وصلنا لجهير فدنت فهده منها وهمست بأذنها بكلمات ، حاولت أن أسترق السمع لكن لم أستطع ولم احصل ولا على كلمة واحده ، أخرجت جهير ورقة ودستها في جيب فهده ، أدخلت فهده يدها في جيبها لتطمئن أو ما شابه ثم ودعنا جهير وأخذتني فهده جانباً إلى زاوية وأخرجت الورقة وهي تقول لي بعجله: هيا اختاري ما يعجبك بسرعة ؟
كانت الورقة بحجم a4 والصور محشورة بجانب بعضها البعض لم أستطع الرؤية جيداً ، طلبت المساعدة من فهده في الانتقاء فاختارت لي قمصاناً من القماش الشفاف وأكثرت من اللونان الأبيض والوردي .
أعادت فهده الورقة لجهير وعادت إلي قائله :حسابك خمسة آلاف ريال .
قلت بداخلي "أوه يا إلهي كم قميصاً لا يساوي الواحد ستون ريالاً ادفع لها ثمناً يساوي قيمة الحمولة كاملة ، يا لهم من جشعين ؟! "
لكزتني فهده بجانبي وقالت : أين سرحتِ ؟
أجبتها وأنا موكلة أمري لله : سأحاسبك إذا عدنا للزنزانة.
فهده: حسناً , الآن سنفترق حظاً موفقاً في بيع بضاعتك ولا تنسي الدفع أولاً ، ولا تتحامقين وتسلميهن البضاعة مباشرة ادفني البضاعة في مكان ما وأخبري الشارية بمكانها ، أشارت بيدها لعمود الإنارة أنصحكِ بمثل هذه الأماكن .
تركتني فهده وأخذت أتجول بين السجينات وقلبي يقصف رعباً فأنا لم اعتد على بيع البضاعة بدون فهده ولا اعرف كيف سأتصرف حدثت نفسي قائله : من أن تنتهي الكمية التي لدي سوف أسلك طريق آخر ولن أعود لهذه التجارة مطلقاً ، أخذت بتأمل وجوه البائعات كانت تخلو ملامحهم من البراءة وتتطاير من أعينهم الشرر ، قلت لنفسي بسخرية :وأيُ برائه تبحثين عنها هنا يا لكِ من حمقاء .
بينما أنا أمشي بين البائعات حدثتني إحدى البائعات قائله : هل ترغبين بتذاكر.
تعجبت منها قائله : تذاكر ؟؟؟
البائعة : ستقام مسرحية بعد شهر بعنوان سمر والسجانة هل تريدين ابتياع تذاكر .
مها : نعم أريد ثلاثة تذاكر .
البائعة : حسابكِ 300 ريال .
أعطيتها ال300 ريال وأنا أتخيل وجه عائشة وأنا أعطيها التذاكر وأتخيل فهد وهي تقفز فرحاً كنت أريد ابتياع التذاكر لجميع الفتيات ولكنني بخلت واكتفيت بتذكرتان لفهده وعائشة .
وأنا أمحص وجوه الفتيات اللاتي بجانب البائعة تلاقت عيني بعين إحدى السجينات فأشارت لي بعينها بالقدوم فذهبت لها ، ارتعشت أطرافي وأخذت قلبي يدق بسرعة عند وصولي وضعت بيدي نقوداً فذهبت بعيداً وتوجهت للحائط ولقيت وجهي للزاوية وعددت المال فكان المبلغ ستمائة ريال.
أمسكتني أحدهم من كتفي من الخلف هامساً بأذني قائلا : أين ستدفنين البضاعة .
التفتت نحوها فكانت هي الفتاة التي أعطتني النقود منذ قليل أجبتها بربكة : عند عا ...مود الإ..نار..ة .
نظرت لنفسي بتعجب وأنا اكلمها : هه ها ها قد أنجزتِ بيعه واحده لوحدك إنك شجاعة يا مها .
ولكن ما أن التفت حولي حتى أرى كم أصبح الوضع مخيفاً ، الجميع يحملق بي وتوجد فتاة تلاحقني كظلي منذ أن افترقت عن فهده أوجست منها خيفة , ماذا يعقل أن تريد ؟! أشارت لي الفتاة التي تلاحقني بيدها فقدمت لها فوضعت قلماً بيدي وأخبرتني بأن أعطيه لفهد حالاً , توجهت لفهد وأعطيتها القلم وسألتها عنه فأخبرتني بأنها سوف تعلمني بالأمر لاحقاً ، عدت للتجول من جديد ، شاهدت الفتيات متجمعات فقدمت نحوهم وألقيت التحية تحدثنا سويا وأخذنا بالضحك وتجاذب أطراف الحديث فجأة تغيرت ملامح الفتيات وعقدن حواجبهن ، سألتهم عن سبب تضايقهن أخبروني بأن قدوم سمر للسوق هو ما أربكهم وأشارت لي ود بعينها بالنظر للخلف ، التفتت للخلف فوجدت سمر تتحدث مع إحدى الفتيات وفجأة تعالت أصواتهما وشتمتها الفتاة قائله قاتله الرضع , لكمتها سمر بقوة فتناثر الدم بالأجواء وتسخ قميصها بقطرات الدم تعاركتا معا وسددت كل منهن للأخرى أقوى اللكمات بلا رحمة أخذ الدم يتناثر بالأنحاء أكثر من ذي وأجسادهن ظهرت عليها الكدمات , تدخلت الفتيات محاولين إنهاء العراك لكن سمر والفتاة كانتا كالأسود يتعاركون بلا رحمة مما أدى أن تتوقف محاولات إنهاء العراك فتجمهرت الفتيات آملين أن تخور قواهم قبل وصول السجانات .
سألت لمياء بصوت مرتعش : لماذا تخافين منها ؟
أجابتني بخوف : إنها خبيثة جداً ومتوحشة أيضاً وقاتله .
رددت عليها : قاتله .
فركت لمياء حواجبها قائله : لا أريد الحديث بهذا الموضوع.
سألتها وأنا أرجوها بعيني : ما قصة قتل الرضع هذه ؟؟؟
أجابتني بصوت منخفض وهي تلتفت من حولها وجذبتني بعيدا :
كانت سمر تشترك مع عصابة لتهريب المخدرات قاموا بالتخطيط لتهريب المخدرات من سوريا إلى السعودية عن طريق البر بالحافلة ، فأحضروا طفلا رضيعاً وافرغوا أحشائه ووضعوا المخدرات بداخله وعند الحدود الفاصلة نزل الجميع من الحافلة للتفتيش كالعادة كانت سمر تحمل الطفل بقوه لصدرها وكأنها تخفي شيئاً نظر لها احد المفتشين باستغراب لأن الطفل لم يتحرك أبداً طوال فترة التفتيش تقدم نحوها ليرى الطفل فرآه شاحب اللون اقترب أكثر فلمسه وأحس ببرودته وتبين له شحوبه أكثر فأحس بأنه ميت احضر المفتشين الآخرين وأخذوه منها بالقوة فتبين له بأنه ميت لقد قتلوه المجرمين المتوحشين وحشوا بطنه بالمخدرات .
أجبتها وأنا أشعر بأني أريد أفراغ ما بجوفي تقززاً : يا لقسوة قلبها كانت تحمل طفلاً ميتاً بين ذراعيها.
ردت علي بسخرية : إنها تنعم بالخيرات هنا من وراء جرمها أنها تفتقر للمشاعر أنها أكبر مخبئة ممنوعات هنا .
سألتها وأنا مقطبة جبيني : وأين تخبئ الممنوعات ؟
أجابتني بصوت غاضب: لماذا تسألين الأسئلة الأكثر سرية ؟؟؟
مها : يعتبر مكان التخبئة سراً ؟؟؟
لمياء : أنتِ فتاة ساذجة .
ذهبت لمياء وهي تتمتم بكلمات وبدا عليها الاستياء .
عدت للتجول حتى بعت جميع الأكياس المتبقية لدي , قررت العودة لزنزانة ولكن لفتت نظري إحدى السجينات كان أمامها مجموعة من الفواكه عرفت بأنها تبيعها توجهت نحوها وضعت بيدها 100 ريال وأخذت عنقود موز أعادت لي خمسة ريالات قائلة: أنكِ جنسية .
وضعت النقود في جيبي ونظرت لها بتعجب وقلت :ماذا ؟
نظرت لي البائعة نظره لم افهمها وقالت : لقد سمعتني .
سألتها : وما أدراك ؟؟
أتت فهده وألقت علي التحية مبتسمة وتفحصت بعض الفواكه
البائعة :لقد انتقيتِ الموز وهذا يعني بأنكِ جنسية ، التفتت لفهده لأحذرها لكي لا تبتاع شيئا فوجدتها تحمل بيدها عنباً متوجهة نحو البائعة .
قالت البائعة :أنكِ فتاة شريرة يا فهد .
نظرت لها فهده بغضب وقالت : أعيدي ما قلتي أيتها القذرة .
ردت عليها البائعة: أنا قذرة أيتها الساقطة الماجنة .
هجمت فهد على البائعة وأخذت بلطمها سارعت البائعة بعض فهده من كتفها فقمت أنا بدوري بسحب البائعة من شعرها ، تلقت البائعة من فهده عدة لكمات وأنا أحاول تهدئة فهده وأبعدها عنها ، قاموا الفتيات بفصل فهده والبائعة عن بعضهم البعض من ثم أخذوا بمسح معالم القتال فقدوم السجانات حالياً مصيبة .
عدنا للزنزانة بأمر من العلقة وأخبرتنا بأن حسابنا عسير ولكنها ليست متفرغة الآن لمحاسبتنا , فهده كانت سعيدة بالمعركة فهي تعشق القتال صدقت البائعة أنها فتاة شريرة ولكنها طيبة من الداخل .
ما أن دخلت الزنزانة حتى شاهدت صندوق أحمر مزين بشريط ذهبي يفوح منه رائحة اللآفندر سارعت بفتح الصندوق ، كان بداخله مصحف وبعض الشموع والورد المجفف وأقراط على شكل الحرف الأول من اسمي من الذهب الأصفر دققت النظر به فاكتشفت أنه تكملة العقد الذي أهداني إياه فهد في عيد الأضحى الفائت أي أنه الآن أصبح لدي الطقم كاملا وجدت برواز بداخله صورة تجمعنا أنا وفهد بعيد الأضحى الفائت ونحن نعاق بعضنا البعض ، دمعت عيني فسارعت فهده بمسحها قائله: لقد قدمت الهدية لكِ لتفرحي .
هززت جسدي ومسحت وجهي محاولة تجاوز الأسى وشعور الشوق الذي يشتعل بداخلي أخذت بتأمل الهدايا وجمعت حفنه من الورد المجفف التي خالطتها دموعي ففاحت الرائحة بشدة بسبب تبللها بدموعي , عندما أزحت الورد بيدي لأخذ حفنة أكبر لأشتمها وجدت رسالة , ألقيت الورد المجفف جانباً وأسرعت بفتح الرسالة التي كتب بدخلها .
((بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فهد السواني
إلى مها السواني
لقد من الله عليك في هذا اليوم الكريم بحفظ القرآن الكريم
تمنيت بأن أراكِ اليوم حتى أهنئك شخصياً
اشتقت لكِ كثيرا يا حافظة كتاب الله
…. ))

عند قراءة تلك الكلمة أحسست بدوار ، بذلك الشعور الذي كان يتملكني عندما كنت أرى فهد ، أحسست به يجتاح جميع خلايا جسمي من جديد ، ترقص قلبي فرحا بكلمته ، وعبرتي تخنقني ، لم استطع أكمل قراءة الرسالة فالكلمة لامست شغاف قلبي بل اقتحمته .
ألقيت الرسالة وسجدت لله شكراً وقلت بداخلي
لن أعود لبيع المخدرات مجدداً فالله قد سهل أمري وفرج كربي بهذه الرسالة
سأتوب إلى الله ولن أعود لبيع الخبائث ثانية .
أخذت بالبكاء فاستلقيت على السرير محتضنة الوسادة .
فهده :ماذا يوجد بداخل الرسالة حتى جعلتكِ حزينة .
نظرت لها وعيني مليئة بالدموع ومن بين دموعي ابتسامتي كانت مرسومه على وجهي وقلت لها بفرح شديد : لقد قالها أخيراً .
نظرت لي فهده بتعجب من كلماتي وحالي: ماذا قال ؟
أجبتها والأحاسيس تملئني من الداخل وكأنها بحر هائج ونظرت لها : أحبك .
أخذت الرسالة من الأرض وقرأتها ، خنقتها العبرة فقالت : ليت لي حبيب مجنون بحبي مثلك .
رأيت في عينيها الغبن ضممتها وقلت :سيأتي يوم وتجدين عاشق يحبكِ وينسيكِ كل الليالي السوداء .
أجابتني وهي تتصنع الغضب بصوتها : أين هو فليأتي بسرعة .
ضحكت عليها وأخذنا أنا وفهده نبكي طوال الليل ونشتكي حالنا للقضبان لعلها تذوب حزناً على حالنا فنلوذ بالفرار ، لماذا قالها الآن كنت أمامه طول تلك الفترة هل يريد تعذيبي؟
أردت رؤيته بشدة ، شوقي له ، لرؤية وجهه الجميل أمامي ، لسماع صوته الحنون ، للإحساس بدفئه بجانبي ، أحاسيسي كانت تجعلني احلق عالياً، أهيم بعيداً ، كنت طوال الليل أدعوا الله بأن يجمعنا قريبا .
***
عادت بثينة من المستشفي بعد أن نجح الأطباء في خفض درجة حرارتها
عند دخولها للمنزل استقبلتها أم إبراهيم بوجه مبتسم وهي تقول : أهلا وسهلا بكِ حمد لله على سلامتك .
نظرت بثينة لها بنظرة احتقار وكأنها تخبرها بأنها أسوأ أم على وجه الأرض .
همت بثينة لصعود السلالم فسمعت صوت أمها يقول : بثينة حفل زفافك الأسبوع القادم .
التفتت بثينة نحو والدتها قائله بغضب : أماه لقد عقد قرآني منذ يومان كيف يكون حفل زفافي الأسبوع المقبل لا أستطيع ...
أولا أنا لم أقوم بتجهيز أي شيء ثانيا ماذا عن دراستي كيف ...
قاطعتها أم إبراهيم قائله : أسمعي يا بثينة العريس الذهبي لا يتكرر وناصر رجل شهم ولا تريدين أضاعته من بين يديك من أجل دراستك اعتذري هذا الفصل .
أجبتها بثينة بصوت يتوسل الرحمة : أماه لم يتبقى ألا شهراً وحداً وينتهي الفصل دعيه ينتظرني شهراً فقط .
أجبتها أم إبراهيم بكل برود : لا أريد نقاشاً هيا أذهبي لغرفتك فلديك اليوم أعمال كثيرة فقد حجزت موعداً لكٍ عند المصممة حتى نجد لكِ فستان زفاف يليق بحرم ناصر الماجد .
حاولت بثينة أكمال النقاش ولكن أم إبراهيم ذهبت لغرفة المعيشة قائله : إياك أن تحلقيني وألا سوف يحدث مالا يحمد عقباه .
استسلمت بثينة للواقع فصعدت السلالم وتوجهت لغرفتها وهي ثقيلة الخطى عند دخولها لغرفتها فوجئت بالزينة والبالونات وقالب كعكة كبير وفهد يحمل صندوقاً أحمراً كبيراً مزيناً بشريط ذهبي تسمرت بمكانها وسارع فهد بضمها من ثم ضمتها خلود ابتسمت بثينة قائله : حمد لله أنكم هنا حولي .
فهد : بثينة لا يستطيع أحداً أن يجبرك على شيء لا تريدينه .
بثينة : أنكم تعلمون بموعد زفافي .
أطرق فهد رأسه وخلود تملئ عيونها الدموع
فهد : إذا كنتِ لا تريدين ناصر لن تتزوجيه بثينة هل تريدين الزواج به ؟؟؟
أجبته كاذبة : أنا أريد الزواج به .
عقد فهد حاجبيه قائلا : ولكنك كنتِ رافضه في بادئ الأمر .
بثينة : هل تريد أن أحمل لقب المطلقة لقد تم عقد قرآني ربما بعد زواجه مني يغيره .
أجبها فهد بنبره حزينة : كما تشائين .
أثناء محادثة فهد وبثينة كانت خلود تنظر من النافذة وهي تبتسم .
سألتها بثينة باستغراب: ماذا تفعلين خلود ؟؟؟
التفتت خلود لها وهي تبلع ريقها وتقاسيم وجهها يملئها الرعب أغلقت النافذة وقالت : لاشيء , بثينة حمد لله على سلامتك كنت أريد زيارتك ولكن ... قاطعتها بثينة قائله : هيا لنحتفل .
أمضت بثينة الليلة بأكملها وهي تدعى الفرح وبأنها سعيدة بالحفلة ولكنها كنت حزينة ولم ترد أن يشعر فهد بالذنب فوجدت بان أدعاء السعادة أفضل حل .
***
بعد مضي أسبوعان

كانت رغد تجلس على الكرسي في أحدى زوايا غرفة النوم
كانت عيناها منتفختان ويداها تحتضن الوسادة وهي تدس وجهها بها
سمعت صوت خطى تتجه نحوها فرفعت رأسها فوجدت علي أمامها
تبادلا نظرات العتاب
قال علي بسخرية : هل أنهيتِ مسرحيك ؟؟؟
أجابته رغد بنبرة حادة : لم تنهي أيه الدنيء فقد تبقي فصل القتل .
نهضت رغد وقذفته بالوسادة فارتطمت برأسه
نظر لها بعينان شرستان وأم***ا فألقاها أرضا وأخذ بركلها ودهسها
وهي تبكي وتشهق ولكنه تناسى الحب الذي جمعهما وأخذ بضربها حتى توقفت عن البكاء وتصلب جسدها الهزيل
اقترب منها علي ليطمأن على حالها
فوجدها ساكنة لا تتحرك
أراد أن يتأكد من أنها حية فقال لها مستفزاً : أن نجلاء حامل .
فتحت رغد فمها وصرخت بأعلى صوتها قائله : حقير أخرج من هنا.
خرج علي وهو يقول : لقد استطاعت نجلاء في أسبوعان فعل ما لم تستطيعين فعله منذ أربع سنوات .
نظرت رغد له بعينان متوعدتان قائله : سأجعلك لا تنام الليل من الخوف
وتتمنى أنك لم تتزوج بي .
أجابها بسخرية : يا إلهي أرحمني .
أخذ علي بقضم أظافره متصنع الخوف هزواً ومن ثم خرج من المنزل.
***
كانت أم إبراهيم جالسة في غرفة المعيشة تتحدث بالهاتف بغطرسة وتقول : لقد كان الزفاف أسطورياً وناصر منبهر جداً بجمال بثينة لا يكاد يصدق بأنها أصبحت زوجته .
نظر فهد وخلود لأمهم باحتقار فهي منذ حفل زفاف بثينة وهي لا تنفك
عن المحادثات الهاتفية وإخبار الجميع عن مدى روعة حفل الزفاف ومتغافلة عن ذكر حادثة انقطاع الكهرباء المفاجئ في صالة الطعام وفساد بعض المقبلات في (البوفيه) وتعثر بثينة بفستان أحدى الحاضرات .
رن جرس المنزل فذهب فهد ليرى من الطارق
عندما فتح الباب وجد بثينة وهي ترتدي عباءة على الرأس والقفازات والنقاب الأفغاني رحب بها وأدخلها لغرفة المعيشة وهو متعجب كان يذكر بأن بثينة ترتدي عباءة على الكتف ونقاب عادياً , ما أن رأتها أم إبراهيم حتى أقفلت السماعة وتوجهت نحوها نزعت بثينة عباءتها
فظهرت الكدمات التي تملئ جسدها وإحدى عيناها أرجوانية اللون
وتمشي وهي مباعدة بين رجليها كالبطة .
سألتها خلود : ماذا حدث لك ؟؟
ألتفتت لها بثينة وهي تضحك قائله : وماذا يبدوا لكِ.
أم إبراهيم : هل فعل هذا في ليلة الزفاف .
أجبتها بثينة وهي تذرف الدموع : نعم وكان مخموراً .
أم إبراهيم : الدنيء .
فهد : أنتِ من زوجها هذا السكير العربيد .
نشب عراك بين فهد ووالدتي وأقسم فهد بأن لا تخرج بثينة من المنزل وأنه سوف يقوم بإجراءات الطلاق من صباح اليوم التالي .
صاحت بثينة قائله : أنا حامل .
صمت الجميع وهم محدقين بها .
تحدثت بثينة وهي تجهش بالبكاء : اللهم رحمتك , أماه أنا أعاني من نزيف لهذا أحضرني ناصر إليكم .
عض فهد على شفتيه قائلا : هذا الحقير سأقتله .
أم إبراهيم : خلود ساعدي أختك بارتداء عباءتها علينا بالذهاب للمستشفي فهد أحضر السيارة وجعلها على مقربة من باب المنزل فبثينة بالكاد تستطيع المشي .
أقترب فهد من بثينة وساعدها في ارتداء عباءتها ثم حملها قائلا : لا داعي بأن تمشي الآن .


روائية طموحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-10, 11:57 PM   #5

روائية طموحة

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 116829
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » روائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني عشر

( طبيب الأسنان )

صوتها الناعم الرقيق صاحب النغمة المتميزة يخترق غشاء طبلة أذني ليمتع حاسة سمعي بهدهدتها , لم أفهم ولا كلمة مما نطقت بها شفتيها ولكن عذوبة صوتها كانت كفيلة بأن تروي عطشي من ينبوع حنجرتها , طرقت إحدى الفتيات الزنزانة بهمجية ثم قالت بصوت نكير : فهده , فهده
تعكر مزاجي لسماع صوتها البشع فقد قاطعت جلسة استماعي لعصفورتي المغردة فهده .
أجبتها فهده بصوتها الناعم: لقد سمعتك يا حمقاء , مها خذي منها الدلو .
نهضت من فراشي فوجدت خلف القضبان فتاة سمراء شديدة النحافة متوسطة الجمال , تحمل دلو أصفر اللون تسلمت منها الدلو وأنا عابسة كما أن برودة الماء كادت تشل أصابعي يدي , بادلت الفتاة عبوسي بابتسامة أخذت بالأتساع حتى ظهر نبآها من ثم مسكت يدي وأخذت تضغط بقوة وعيناها تمطرني بنظرات قذرة , كانت تنظر لي كالذئب فأوقعت الوعاء خوفاً فتبللت ملابسي بالكامل أبعدت قميصي عن جسدي فشهقت الفتاة فرحاً , نهضت فهده من سريرها لتطمأن علي لكنها هي أيضا وقفت بدورها متسمرة تمحص جسدي بنظرات لم ترقني , قررت عدم خلع قميصي أمام هاتان الذائبتان , وجهت وجهي نحو القضبان للخلاص من نظرات عصفورتي أو بالأحرى صقرتي , وجدت الفتاة متسمرة في مكانها من خلف القضبان وعينها الذئبيتان تستمر على نفس نهج النظرات السابقة , صرخت بوجهها قائله : خذي دلوك ... قذفتها بالدلو ومددت يدي من خلف القضبان دافعتاً إياها للخلف .
قالت وهي تضحك بكل برود : لا يلق على الجميلات الغضب .
أخذت أضرب الأرض بأخمص قدمي من شدة الغضب والقهر ما بهم هؤلاء القذرات في تلك اللحظة طوقتني فهد من الخلف قائله : ستملئ الدلو الآن لا داعي للغضب لهذه الدرجة أنتِ عطشى .
دفعت فهد للخلف وأنا غاضبة ورمقتها باحتقار .
فهده : ما بكِ ؟؟ لما أنتِ غاضبة ؟؟؟
أجبتها وعيني يتطاير منها الشرر قائله : أسمعي فهده لا تعيدين الكرة وألا سوف أقتلك .
فهده: الآن لم تعد تعجبك تصرفاتي .
مها: أريد العودة لزنزانة عائشة .
فهده : لم أعلمك الرقص بعد أيتها الفاتنة .
مها: لا أريد التعلم لقد طابت نفسي .
فهده : أسمعي يا جميلة لست بموقف يسمح لكِ بمطالبة بشيء .
مها : بلى إنني بأفضل موقف سوف تعدينني لزنزانتي .
نظرت لي فهده بنظرة أوجست فيني خيفة وقالت : هذه زنزانتك ولن تنبسين ببنت شفة وألا قطعت لك لسانك .
صفعتها فبادلتني بصفعة أقوى منها , شددت لها شعرها فأفلت شعرها من بين يدي بسرعة لم أتوقع أن يكون بكل تلك النعومة لدرجة أن تنزلق أصابعي من خلاله بسهولة , مسكتني فهده من عنقي وأسقطتني أرضا وأدخلت أصابعها بين خصلات شعري وأخذ بالشد بأقوى ما بي وسعها فأخذت أتخبط بالأرض ألما وكنت أسمع صوت تقطع بعض خصلات شعري , حاولت الدفاع عن نفسي ولكن بلا جدوى فقد خارت قواي ولكنني حاولت استجماع القليل من قواي مكملة العراك كانت السجينات المجاورات لزنزانتنا يضحكون يهتفون باسم فهده مشجعيها لكي تدكني دكا , كانوا يصفقون ويصفرون استمتاعاً على حالنا التي من شأنها أن تبكيهم ولكن ماذا أنتظر من نساء سافلات و مجرمات , تتمتع فهده بقبضتان قويتان ولكنني كنت أسدد اللكمات لوجهها فلكمة الوجه هي القاضية كان النصر محسوم لها ومقاومتي لها بجسدي النحيل مستحيلة ولكنها ثبتتني بالأرض معلنة بذلك الظفر بالمعركة بابتسامتها .
همست بأذني قائله : من تحاولين هزمه أيتها الجميلة .
أجبتها بنبرة حادة : أنا أكرهك وأكره هذه الحياة لا أريد أن أتحول لمجرمة ساقطة مثلكِ , كما إنني لم أعد أطيق نظراتك القذرة أيتها الدنيئة , ما أن تلفظت بهذه الكلمة حتى ضربت رأسي بالأرضية فملئ دوي الضربة الزنزانة فأخذ السجينات المجاورات بالضحك والسخرية مني قائلين : ماذا حدث هل وقعت قبعة بالأرض وكان رأسك بداخلها .
رن الجرس معلنا ً بداية فترة الغداء .
اقتربت مني فهده قائله : حان موعد الغداء لنأكل من ثم نتابع العراك يا حلوتي .
ابتعدت عني فجلست في زاوية الزنزانة محدقة بالسقف .
فهده : ما بك ِ ؟؟
مها: لا أريد هذه الحياة المقرفة .
فهده : ما الذي لا يعجبك ؟؟؟
مها : لا يعجبني .... ولا أريد أن أبيع المخدرات .
فهده : حسنا لكِ ما تريدين ولكن إن لم تبيعين المخدرات لن تستطيعين العيش هنا ولا تتوقعين مني أن أدفع نفقاتك فأنت لا تحبين ... .
مها : سأجني المال بأي طريقة ألا عن طريق المخدرات .
فهده : يوجد طريقة أخرى ولكن أخبرتني قبل قليل بأن ... لا يعجبك بناء على ذلك لن تعجبك هذه الطريقة أيضاً .
مها : وما هي ؟؟
نظرت لي بعينان نصف مغمضتان قائله : صدقيني لن تعجبك أيتها الجميلة .
مها : لا تتبعي معي أسلوب الأطفال ما هي أخبريني .
فهده : كوني راقصة ولكن سيترتب على الرقص أشياء لن تعجبك أيضاً .
مها : قذرة وستظلين طوال حياتك قذرة .
فهده : احترمي ألفاظك وألا وضعت أسلاك الكهرباء في عينيك الجميلتان .
أجبتها بسخرية : ومن أين ستتدبرين الأسلاك .
فهده : استفزيني أكثر وسترين من أين سأجلبها .
مها : لا أريد هذه الحياة ... .
حضرت السجانة قائله : كفوا عن الصراخ حان موعد الغداء فتحت باب الزنزانة , خرجت فهده دون التأكد من أناقتها والجلوس أمام المرآة خمس دقائق وهي تعدل ياقة قميصها كعادتها يبدوا لي بأنني أغضبتها .
توجهت نحو المرآة وأخذت بالنظر كانت المرآة مكسورة وحالتها يرثى لها ومتسخة تأملت وجهي فسقطت دمعتي لم أعد أرى نفسي بل أرى مسخاً أخرجت الكحل ومرطب الشفاه من جيبي وأخذت بالتزين من ثم لبست من ملابسي الجديدة وأخرجت عطر فهده من تحت وسادتها وتعطرت به وذهبت لصالة الطعام , عند دخولي لصالة الطعام عم الصمت وأصبح الجميع يحدق بي وعند مروري عند بعض الفتيات أخذوا بقول كلمات والضحك لم أستطع سماعهم فكانوا يتحدثون جميعا في آن واحدة مما جعل استيعابي لا يستطيع تميز الكلمات فقد أختلط حروفهم ببعضها البعض , فرحت جداً فقد أشبعن ثقتي بكلماتهم المعسولة التي لم أستطع تمييزها .
صاحت إحدى الفتيات من طاولة تبعدني بضع أمتار قائله : وأخيراً أكحلتِ عيناك أقسم بالله بأنني لم أندم على ابتياع قلم الكحل تستحقينه وبجدارة .
عندما رأيتها فرحت جداً فقد كنت أتوق للقاء بصاحبة الكحل , أخذت بالتلذذ بنظراتهم وفرحهم بطلتي الجديدة متسائلة بداخلي هل أنا فاتنة لهذه الدرجة .
جلست بجانب الحيزبون ألقيت عليها التحية ولم ترد علي يبدوا بأن جمالي قد سبب لها الغيرة وجعل لسانها لا يستطيع رد السلام , كانت سعادتي لا توصف ولن تستطيع هذه العلقة أن تبدد سعادتي بعدم ردها للسلام .
بينما أنا ألتهم الطعام متجاهله العلقة التفت نحوي الحيزبون قائله : لقد تزوج علي على أختك رغد .
اتسعت عيني وعجزت عن أكمال اللقمة فأخرجت منديلاً من جيبي واضعة اللقمة بها تباً لها ما أن تراني مبتهجة حتى تقتل فرحتي يا إلهي هل سمعت ما قلت بداخلي , التفت للعلقة قائله : أرجوكِ أخبريني بأنكِ تمزحين .
الملكة دودو : منذ متى وأنا أجيد المزاح .
مها : كيف حدث ذلك .
الملكة دودو : تريدين التفاصيل عليك بمعرفة معلومة من أجلي .
مها : وما هي تلك المعلومة ؟؟؟
الملكة دودو : أريد معرفة موعد الحفلة التي تخطط لها فهده ولما تخطط لإقامة حفلة بدون علمي .
مها : ولكنها ... , دعي أخلاقياتك جانباً وفعلي ما أمرتك به .
لم أكن سأخبرها بأنني لا أعتزم الوشاية برفيقة زنزانتي و لكنني أنا أيضاً لا أعلم عن الحفلة شيئاً .
الملكة دودو : عندما تأتين بالإجابة سأعلمك بالتفاصيل .
انتهت فترة الغداء وأنا محدقة بالعدم لا أفكر بشيء فجأة أخترق عقلي فوج من الأسئلة في آن واحد .
رغد ما شعوركِ الآن ؟؟؟
هل تبكين الآن ؟؟؟
هل تريدينني بجانبك حاليا ؟؟؟
بعد ما حدث لك هل ستأتي لزيارتي ؟؟؟
***
عزيز : أهلا وسهلا .
الملكة دودو : كيف حالك ؟؟؟
عزيز : بخير وأنتِ كيف حالك ؟؟؟
الملكة دودو : لست بخير فعندما أريد شيئاً ولا أحصل عليه أشعر بالكآبة .
عزيز : أنا لا دخل لي ... قاطعته الملكة دودو قائله بصوت حاد : أنها مجرد صورة هل تعجز عن إحضارها .
عزيز : أنه يرفض أن يعطيني واحدة .
الملكة دودو : إذن ألتقط له صورة بدون علمه .
عزيز : لكن ... قاطعته مرة أخرى قائله : لن أتحدث معك مجدداً ألا بعد أن تصلني رسالة تحمل صورته .
أغلقت الملكة دودو الخط بوجه فور الانتهاء من جملتها تلك , كان فهد على مقربة من سيارة عزيز لتسليمه الظرفان الذي اتفق أن يسلمه له اليوم ,أخرج عزيز هاتفه الخلوي وألتقط له عدة صورة من ثم أرسلها للملكة دودو .
أنزل الهاتف الخلوي عندما أصبح فهد على بعد عدة أمتار منه , أنزل عزيز نافذة السيارة لوصول فهد فناوله ظرفين قائلا : الظرف الأول هو ثمن التوصيلة والآخر لمها , ودع فهد عزيز بعجلة وذهب مبتعداً, سمع عزيز صوت التنبيه من هاتفه الخلوي لوصل رسالة له , فتح هاتفه وشاهد رسالة من الملكة دودو .

((أحسنت وأخيراً أثبت لي بأنك
أهل للثقة ولكن الصور غير واضحة , أأمل بأن تدبر صور أكثر
وضوحاً )) .
***
قدمت فهده نحو السجانة مريم وهي تعتذر عن الإزعاج الذي سببناه قبل فترة الغداء .
فتحت السجانة باب الزنزانة قائله : لا أريد أية جلبة هيا فقد حان موعد ذهابكن للطبيب فأسنانكم ال... تسببت لي بصعود السلالم وإنهاك جسدي الرشيق .
نظرت لكرشها واللحم المتدلي من فوق تنورتها السوداء وقلت في نفسي : أي جسد رشيق تتكلم عنه .
ألقت علينا السجانة بعباءات قائله : هيا أسرعن بارتدائها .
أتردينها بسرعة من ثم قيدت يدانا السجانة بالأصفاد التي تتدلى منها سلاسل حديدية مرتبطة بحلقة متصلة بحزام ملتف حول خصرها , أخذنا باللحاق بها حتى وصلنا إلى الساحة الخارجية من ثم سرنا في زقاق طويل وبعد أن بلغنا نهاية الزقاق أدخلتنا مع باب صدئ ما أن دخلنا حتى فاحت رائحة المنظفات فتقلصت معدتي فنظرت لي فهده فأحست بتوعكي أوقفت فهده السجانة مريم قائله : تبدوا لي مها متعبة هل لنا بالجلوس لترتاح قليلا .
السجانة مريم : بضع خطوات ونصل لغرفة الاستقبال بإمكانكنَ أخذ استراحة قصيرة وبعدها تدخلن لدى الطبيب , سرنا ورائها حتى وصلنا للاستراحة اشتممت رائحة القرنفل فشعرت بالغثيان الشديد فأمسكت بقميص السجانة مريم من الخلف قائله : سوف أتقيء .
جذبتني مع قميصي بسرعة ووضعت وجهي في أقرب قمامة وأخذت بتفريع ما بداخل معدتي , مسحت فهده بحنان على رأسي حتى وصلت لأسفل ظهري قائله : ذهب البأس إن شاء الله .
نظرت لها بعيني فبادلتني نظرتي بابتسامتها المشرقة مطالبة بعينها بعقد هدنة , فأجابتها بإمائه عن قبولي لعرضها .
أمرتنا السجانة مريم بالجلوس في الاستراحة من ثم وضعت الحلقة الحديدية في أرجل المقاعد التي نجلس عليها وأحكمت عليها بالقفل .
توجهت السجانة مريم لعاملة الاستقبال وتحدثت معها من ثم عادت إلينا وهي تتصبب عرقاً من شدة الحر قائله : عشر دقائق وتدخلون لطبيب الأسنان وإياكم أن تحدثوا شغباً .
جلسنا أنا وفهده صامتين حتى كسر الصمت من قبل فهده قائله : هل تحسنتِ الآن ؟؟؟
مها : نعم ولله الحمد .
نظرت لي بعينان متسائلتان : ما الذي غيرك اتجاهي ؟؟؟
أجبتها وأنا انظر للأرض : لم أتغير أنها الصحوة من السبات .
أجابتني وهي تضحك: صحوت من ماذا ؟
مها : لن يرضى الله عني أن جاريتك في ... وسأكون آثمة أن بعت المخدرات للسجينات سيحاسبني الله يوم القيامة .
فهده : تذكرتِ الآن أن ما تقومين به محرم .
مها : أنتِ لا تعرفين الإسلام حق المعرفة منذ أن نقلت لزنزانتك لم أشاهدكِ يوما تصلين .
فهده : الله غفور رحيم .
مها : أستغفرك الله وأتوب إليك أسأل الله لكِ الهداية .
فهده : ماذا تريدين الآن؟؟؟
مها: أبحثي لي عن عمل آخر .
فهده : وهل أبدو لكِ بأأني أدير الموارد البشرية داخل السجن .
مها : أرجوكِ لا تلعبين دور البريئة علي فأنا أعرفك جيداً .
فهده : يوجد عدة وظائف ولكن كلها لن تجنين منها ثمن عملك الحالي .
مها : لا أريد سوى لقمة الحلال .
فهده : عودي للعمل بالمكتبة .
مها : هل تتلاعبين بي أعود لتوزيع المخدرات .
فهده : كنتِ توزعينها سابقاً ما الذي حدث الآن .
مها: أريد عملا آخر .
فهده : سأخبرك ما هو العمل الآخر .
أخذت فهده بتحسس جسدي فدهست قدمها بقوة فأغلقت عيناها من الألم عضاضتاً على شفتاها .
مها : لقد حذرتك مسبقاً .
أجابتني بصوت متوعد : سأريك ِ مها دعينا نعود لزنزانة من ثم سوف أريك , التفت نحوها فوجدتها تخبرني بعينها أن الهدنة تم خرقها .
نادت الممرضة بأسمائنا فالحقنا بها , أدخلتنا لغرفة الطبيب ثم غادرت الغرفة وهي مشيرة إلى أحدى المقاعد قائلة : أجلسوا هنا حتى أعود جلسنا في الكراسي حتى أقبل علينا شاب وسيم عريض المنكبين أهدابه كثيفة وشعره شديد السواد , أبيض البشرة .
ألقى التحية بصوته الرخامي من ثم قال : أنا طبيب الأسنان خالد .
لشدة دهشتنا بجماله لجم لساننا ولم نرد له التحية .
الطبيب خالد : من سأبدأ بعلاجها أولا .
وقفت فهده بجسدها الرشيق قائله : أنا .
أمرها الطبيب بأن تستلقي على كرسي العلاج وأن تخلع نقابها ليتمكن من علاجها .
أخذ بالنظر لأشعتها التي قامت بأخذها الأسبوع الفائت وقال : يوجد الكثير من التسويس لديك يبدوا بأنك تهملين تنظيف أسنانك .
لم تجب فهده خجلا لجماله وحرجاً من إهمالها ولكشف وجهها .
استقلت فهده على الكرسي ببطء وخدودها متوردة وهي تحتضن يدها ,أخذ الطبيب بطرح الأسئلة عن صحتها وتاريخ شجرة العائلة المرضي وهي تجيب بصوت خفيض حياءً , من ثم ملئ استمارتها الطبية , حضرت الممرضة وألقت على الطبيب التحية , أمرها الطبيب بأن تحضر الأدوات حتى يبدأ العلاج .
عم الصمت علينا حتى أحضرت الممرضة إبرة التخدير التي بدت وكأنها سلاح قاتل ما أن رأتها فهده حتى ذعرت وأغلقت فمها بيدها .
أخذت بالضحك عليها فهذه الإبرة كفيلة بالانتقام بدلا عني الله يمهل ولا يهمل .
شهر الطبيب عن ساعديه وأمرها بأن تفتح فمها وأن لا تتحرك ساكنة رفضت في بادئ الأمر ولكنه نجح في إقناعها في النهاية الأمر فوسامته كانت كفيلة بأن تروض هذه المهرة العنيدة , عندما هم بحقنها واقترب بالإبرة من لثتها دفعت فهده يده فحقن نفسه عن طريق الخطأ بسبب حركتها المفاجئة أخذ الطبيب بالولوله وأصبح يخبط بالحائط وهو يقول لماذا تحركتِ ؟؟؟
ألم أخبرك بأن لا تتحركين وتبقين ساكنة .
أجابته فهده وهي تسمك رأسها خوفاً : آسفة ولكنني الإبرة أخافتني .
أمر الطبيب الممرضة بإخراجنا وهو لا يستطيع تحريك يده فقد خدرت .
أخرجتنا الممرضة وفهده تجهش بالبكاء لحماقتها , حضرت السجانة مريم بعد أن أخبرتها عاملة الاستقبال بالحضور على الفور , عندما قدمت و رأت فهده تبكي سألتها مستفسرة : ما الذي حدث ؟؟؟
أجبتها بصوت حانق : دعينا نعود لزنزانة الآن أرجوكِ .
السجانة مريم : حسناً كما تريدون ولكنك يا مها لن تعودي معي ففوزية هي من ستأخذكِ .
مها : لماذا ؟؟؟
السجانة مريم : لديك زيارة ولا تخلعين عباءتك فالزائر رجل .
أجبتها بصوت سعيد : حسناً , جلست على الكراسي أنتظر السجانة فوزية وأنا أحرك ساقيا بحركة دائرية فرحاً , أفكر بهذا الزائر أيعقل بأنه فهد مجرد التخيل بأنه هو جعلني كالمخمورة عاجزة عن الحركة والتنفس وعقلي مشوش , أقلبت السجانة فوزية نحوي واصطحبتني لغرفة الزيارة عندما وصلنا هممت بخلع عباءتي فقالت السجانة فوزية : مها أن الزائر رجل دعي عباءتك حولك .
تناسيت بأن السجانة لا تعلم بأأني لا أتحجب عن فهد .
فتحت الباب وكنت أنظر للأرضية وأخطو بخطوات الهرة نحو الكرسي , جذبت الكرسي بخفة لأجلس , سمعت صوت أنفاس الزائر فرفعت نظري لأراه , كان رجل كهل وتقاسيم وجهه مليئة بالتجاعيد وبشرته بيضاء .
الرجل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
رددت عليه بخيبة أمل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الرجل : أعرفكِ علي أنا المحامي عصام الحمد .
أطرقت رأسي وجعلت نظري نحو الطاولة من هول الصدمة , محامي ما الذي حدث ؟؟؟.
المحامي عصام الحمد : مها لا أعرف كيف أنقل لكٍ الخبر ولكن , أخذ بحك خده ثم تلا آية من القرآن الكريم ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) مها ... لقد ... توفي عمك .
أرجعت رأسي للخلف وعينتاي متسعتان وأنا أبلع ريقي قائله : متى حدث ذلك ؟؟؟
المحامي عصام الحمد : مساء أمس , مها ستعقد جلسة الأسبوع المقبل من أجل إصدار حكم بحق قضيتك .
حدقت بوجه المحامي لمدة دقيقتان بدون أن أطرف عيني فقال لي محاولا تخفيف الصدمة : إن شاء الله سيتنازلون عائلتك عن حق الدم .
أجبته بيأس : لا أريدهم أن يتنازلون أريد أن أموت .
اتسعت عينا المحامي عصام الحمد ثم قال : أستهدي بالله يا بنتي ولا تعيدين ما قلته .
أجبته بنبرة حزينة : أنا أكيده مما أريد .
تجاهلني المحامي قائلا : سأذهب اليوم لتفاوض معهم ومعرفة رأيهم حول التنازل .
مها : دعني أموت لا تفاوضهم على شيء .
نهض المحامي وهو يدعو لي بتيسير أمري وودعني قائلا : أنه سوف يعود عما قريب ليخبرني بموقف أصحاب الدم .
أتت السجانة وأعادتني لزنزانتي , و أنا ثقيلة الخطي متسحبة الأقدام ويعلوا على وجهي ملامح البؤس .





***
يتكئ فهد على مكتب الطبيب منتظراً الطبيب وأم إبراهيم وخلود يبكون حزناً وإشفاقاً على حال بثينة .
دخل الطبيب وهو يتحدث في هاتفه الخلوي عندما رآهم أنهى المحادثة وجلس خلف مكتبه قائلا :
أعتذر عن تأخري .
فهد : كيف حالها .
الطبيب : الحمد لله استقرت حالتها ولكنها خسرت الجنين .
عندما سمعت النبأ أم إبراهيم صاحت قائله : حسبي الله ونعم الوكيل .
وأصبحت خلود تذرف الدموع وهي تكتم شهقاتها .
الطبيب : لا حول ولا قوة إلا بالله .
فهد : هل سيطول مكوثها هنا .
الطبيب سنكتب لها الخروج غداً بإذن الله .
***
عندما عدت للزنزانة وجدت فهده غارقة بدمعها حاولت تهدئتها ولكنها كانت طوال الوقت تشتم نفسها وتمتم ببعض الكلمات أردت من يهدئ من روعي كانت أنفاسي متقطعة وقلبي يخفق بسرعة وعياني ممتلئة بالدموع ولكنني قررت جعلها حبيسة في سجن جفوني لن أطلق سراحها الآن لابد لعيني أن تتعذب معي , عاودت فهده للبكاء بصوت أعلى من ذي قبل , ألتفت فهده نحوي فوجدتني عابسة الوجه متراخية العضلات وعينتاي محمرة تسجن كم هائلا من الدموع .
فهده : ما بكِ ؟؟؟
أجبتها بصوت متهدج : توفي عمي .
فوجئت فهده بالنبأ فسقط من أعلى السرير واقعة على الأرض وانتصبت واقفة بسرعة وقدمت نحوي متناسية ألم السقوط وقالت : عظم الله أجرك .
أجبتها بحزن : بات موتي قريب .
وضعت يدها على فمي قائله : لا تقولي ذلك .
أجبتها بعد أن ذرفت الدموع : أنا محظوظة فالموت أرحم من المكوث هنا و انتظار المجهول .
أخذت بالضحك وبدأت الهستيرية تصيبني لا أعلم ولكنني رغبت بالضحك بلا توقف .
نظرت لها بعين كسيرة : فهده أنا قاتلة .
فهده : ( كل ابن آدم خطاء وخير , الخطائين التوابون ) .
مها : أسأل الله أن يغفر لي .
فهده : كنتِ تدافعين عن نفسك .
حدثتها بنبرة حزينة : فهده أدعي لي دائما وتصدقي عني .
قالت فهده محاولة لتغيير سياق الحديث : سيكرهني بعد ما فعلته به بالتأكيد .
نظرت لها بعينين نصف مغمضتين قائله : هل أعجبك الطبيب ؟؟؟
فهده : أعجبني آه لقد عشقته .
قهقهت ضاحكة وأخذت بمسك بطني من شدة الألم لقوة اهتزاز جسدي من الضحك قائله : يا إلهي يا فهده عشقته مرة واحدة , ثم أخذت بالبكاء لا أعلم ولكنني أحسست بأن أنني أختنق لهذا بكيت شعرت وكما أن جرحا كان مغلقاً وقد فتح من جديد .
فهده : أنا غبية وخرقاء .
مها : لم تأتي بجديد , وعدت لضحك من جديد .
, أخذت فهده بشتم نفسها بلا توقف عندما رأتني أضحك توالت بإطلاق الشتائم على نفسها لم تستطيع عن التوقف عن شتم نفسها تريدني أن أنسى ما حدث اليوم ولكن وهي تشتم نفسها , عاودت للبكاء من جديد .
حاولت فهده تغير سياق الحديث من جديد : علي بالعودة و الاعتذار منه .
توقفت عن البكاء وأجبتها وأنا أبلع نصف حروف مفرداتِ : ليس الآن فهو مشغول بتضميد جرحه بسبب حماقتك .
أجابتني وهي تضحك : مها كفي عن السخرية .
حدثتها بجدية قائله : هل هو مثير ؟؟؟
طأطأت برأسها خجلاً , فأخذت بالضحك وأنا أذرف الدموع حتى نهضت مسرعة أطرق باب الزنزانة لتحضر السجانة لتذهب بي لدورات المياه .
لم تحضر السجانة بسرعة وأنا كدت أتبول على سروالي من شدة الضحك فأخذت بالطرق مجدداً بقوة وبسرعة .
حضرت السجانة وهي تصيح قائله : حسناً أنا قادمة كفي عن الطرق .
فتحت باب الزنزانة فأسرعت بالذهاب لدورة المياه ما أن خرجت من دورة المياه حتى استقبلتني السجانة مريم قائله : أتبعيني .
سرت ورائها حتى وصلت للمكتبة خفق قلبي وأخذت بالارتعاش هل سأعود لعملي القديم أغلقت عيني ودعوت الله أن يفرج كربي وأن يكون ظني في غير محله .
السجانة مريم : أريد منك تنظيف المكتبة من جديد فلا يوجد بالسجن فتاة أبرع منك أنتِ الأفضل .
عضضت على شفتاي قائله : بالتأكيد أنا الأفضل .
حمد الله كثيراً بأن ظني لم يكن في محله , توقفت لبعض دقائق وأنا مغمضة عيني وأتخيل السجانات يقومون بسحبي حتى يقومن بإيصالي لساحة القصاص فتحررت دموعي السجينة .
فتحت عيني وعدت لواقعي ومسحت دموعي مرددة بداخلي الموت أرحم الموت أرحم .
أخذت بترتيب المكتبة ومسح الغبار ودعك الأرضية وأخذت بجمع الأوراق الملاقاة وأنا أبكي حتى وصلت للصحائف لفت نظري خبر في الصفحة الأولى مسحت دموعي وأخذت بالشهيق والزفير بقوة حتى أستطيع التوقف عن البكاء , عندما قرأت الخبر توقفت عن البكاء , أحرقت أحلامي , ألقيت بالجريدة خلفي كان الخبر يفيد بأن العام الدراسي قد انتهى , أضاف هذا النبأ فشلا جديداً في حياتي ولكني سرعان ما عدت وأخذتها ووضعتها في حاوية الورق خوفاً من السجانة مريم فلن يروق لها أن أرمي الصحيفة على الأرضية .
عندما انتهيت من العمل أخذت بجمع أدوات التنظيف , عندما استدرت شاهدت امرأة شابة بدا عليها النضج أطلت النظر بها حتى رفعت رأسها فتلاقت أعيننا , أخذت بتلمس خصلات شعري خجلا وحك حاجبي محاولة اصطناع التفكير , تقدمت نحوي قائله : السلام عليكم .
مها : وعليكم السلام .
المرأة الناضجة : أعرفك على نفسي أنا جنان المشرفة الاجتماعية هنا .
مها : أهلا بكِ .
جنان : رأيتكِ تبكين منذ قليل هل لي بمعرفة ما أزعجك ؟؟؟
أخبرتها بسبب انزعاجي فوضعت يدها حول كتفي قائله : اصنعي شيئا ً تمنيت فعله طوال حياتك قبل فوات الأوان .
عندما قالت تلك الجملة اخترقت جسدي سهام حروفها فأردت حزني قتيلاً , حدثت نفسي قائله و فوق رأسي لمبة مضاءة بفكرة ذهبية : سأفعل ما لم أستطيع فعله طوال حياتي سأصبح محامية وأرفع قضية على سجن الأحداث .
عندما انتهيت من العمل أعادتني السجانة مريم لزنزانة الحيزبون عندما دخلت لزنزانتها وجدت فهده جالسة على الأرضية , وقفت وأنا أحملق بوجه فهده متسائلة لماذا نحن هنا ؟؟
تحدثت الملكة دودو بغضب قائله : أيتها الحقيرتان كدتما تسببان لنا مصيبة بعراككم .
فهده : وكأن سمر لم تفتعل عراك قبلنا .
الملكة دودو : لقد أخذت عقابها .
يطوف في صدري كم هائل من الغضب إنني تحت ضغط كبير لما لا أخرج بعض منه على هذه العلقة التفت من حولي فلم يكن بالزنزانة سوى أنا وفهده هجمت على العلقة و أبرحتها ضرباً , حاولت فهده التفريق بيننا ولكنها عجزت فقد كنت ثائرة وضرباتي قوية , دفعتني الملكة للخلف وأشهرت موس الحلاقة نحوي هجمت علي فوقفت فهده أمامي دفعاً عني فتلقت الضربة بدلا مني , سمعت صرختها المتألمة , من ثم رأيتها تضع يدها حول وجهها الدامي ثم هجمت علي العلقة فهرعت بالهرب فشقت لي ظهري بالموس بطول 10 سم بعمق 2سم وقعت بالأرض وأنا أصرخ متخبطة ألماً .
سمعت العلقة تقول : لا تلعبن مع الكبار مجدداً .
بدئت بالهذيان لشدة الألم , سمعت الحيزبون تقول : أحضروا النقالة يوجد جريحتان , انتظرت لعدة دقائق فحضروا السجانات وحملونا للمستشفي , عند وصولي قاموا بحقني بالمورفين ففقدت الوعي .
ما أن استيقظت حتى أحسست بلهيب في ظهري عندما جلت ببصري في الغرفة وجدت رغد بالسرير الذي بجواري تشاهد التلفاز فقلت لها : رغد حمد لله على سلامتك كيف حالكِ ؟؟؟
رغد : حمد لله , أنتِ كيفك الآن ؟؟؟
مها : أشعر بحريق مشتعل في ظهري .
رغد : طهوراً إن شاء الله .
مها : متى سوف تخرجين من هنا .
رغد : لقد أصبت بشلل بعد الحادثة .
مسكت رأسي من هول الصدمة قائله بصوت عالي : لقد أصبتِ بالشلل .
رغد : نعم , الحمد لله .
مها : آسفة ... قاطعتني قائله : أنه قدر الله وأنا راضية به .
تعجبت لأمرها هل يعقل لسجينة كل هذا الأيمان سبحان الله ليس كل من بالسجن فساق .
مها : أين فهده ؟؟؟
نظرت لي وهي ترتعش قائله : لا تريدين رؤيتها .
أخذت أنادي على السجانات حتى حضروا .
السجانة مريم : حمد لله على سلامتك .
مها : أين فهده ؟؟؟
السجانة مريم : ما أن تخرجي سوف ترينها ثم ذهبت تاركتني خلفها وأنا أصيح بها مطالبة برؤية فهده ولكنها تجاهلتني.
خرجت من المستشفي بعد يومان عند عودتي للزنزانة كنت أسرع الخطى فقلبي يريد الاطمئنان على فهده لدى دخولي لزنزانة وجدت فهده منكسة رأسها صحت قائله : فهده كيف حالك ؟؟؟
رفعت رأسها فظهر لي وجهها المشوه توجه حوالي 10 قطب في وجهها والضمادة تلف نصف وجهها وهي غير محكمة التضميد لقد تسببت العلقة في جرح يمتد على طول خدها .
مها : الحقيرة سأطيح بها.
ردت فهده علي بسخرية وهي تبكي : أنه بحلم صعب المنال .
مها : لا أخشى شيئا سأجعل هذه الحقيرة تتنحى عن العرش وسأهرب عائشة أثناء عرض المسرحية وسأدعها هنا تقبع للأبد .
فهده : وأنا أريد الهرب مع عائشة .
مها : حسناً , ولكنني لن اهرب معكم .
فهده : ولما ؟؟؟
مها : سأبقى هنا لأحرر السجينات من حكم الحيزبون فقد دبرت مكيدة لها ستمنعها من الهروب معكم .
فهده : مها أنتِ أفضل شيء حدث في حياتي .
تأملت وجهها الجميل الذي شوهته القذرة أحسست بغصة بحلقي صديقتي وعصفورتي مشوهة بسببي ليتني تلقيت الضربة بدلا عنها لما وقفت أمامي أنا لا أستحق .

***
بعد مرور شهر

غسان : عظم الله أجرك .
فهد : أحسن الله عزاك .
غسان : أعلم بان الوقت غير مناسب ولكنني لدي موضوع أرغب بمناقشته معك الآن .
فهد : ما الأمر .
غسان : هل تذكر ما قلته لك قبل أسبوعان لقد تم الأمر والحمد لله .
فهد : لم أعد أرغب بذلك بعد الآن .
غسان : أنها فرصة لا تعوض عليك أخذ الأمر بجدية .
فهد : ولمن سأترك عائلتي ؟؟؟
غسان : أخوك علي سيتكفل بهم .
فهد : علي رجل بلا مروه وشهامة , لن يتكفل بهم بشكل لائق .
غسان : لا تتعجل بقرارك فكر بالأمر ملياً .
فهد : حسناً .
***
بثينة : ناصر هيا قم لصلاة الجمعة هيا , رفسها ناصر قائلا : أيتها البومة أبتعدي عن وجهي .
بثينة : أن كنت أنا بومة فأنت غراب .
ناصر : ما الذي جعلني أتزوجك أنكِ صفقة خاسرة .
بثينة : جيد أنك تعلم بأن زواجنا صفقة .
ناصر : ولا تنسين البضاعة فاسدة .
بثينة : ناصر تعجل بالنهوض فلم يتبقى شيء على أقامة الصلاة .
ناصر : أحضري لي كوباً من الشاي بدال وقوفك أمام وجهي وتعكير صباحي .
بثينة : سأحضر كوب الشاي لعله يدفعك لنهوض والصلاة .
ذهب بثينة لأعداد كوب الشاي وحضرت بعض الشطائر عندما دخلت لغرفة النوم وجدت ناصر يدخن السجائر فوضعت كوب الشاي وطبق الشطائر على السرير .
ناصر : أحضري كوب ماء فأنا عطش إلي متى وأنا سوف أعلمك الأصول.
ذهبت بثينة وأحضرت كوب الماء عند عودتها طوقها ناصر بذراعيه وجذبها بجانبه ليحتضنها على السرير آمرها بأن تقضم من الشطائر بعد أن قضمت الشطائر جعل كوب الشاي على مقربة من شفتيها قائلا : أشربي .
تعجبت بثينة لتصرف ناصر الحنون و الرومانسي فهو بالعادة يكون غالباً لا يريدها بجانبه ودائماً يردد على مسامعها بأنه يتمنى موتها .
حمد الله ودعت الله أن تكون بداية نمو بذور التوبة في حقول فساده .
***
أقرأ بعض الصفحات لرواية العشق المكتوم كنت منسجمة جداً بالقراءة بل أصبحت مولعة بها فهي تقطع الوقت وتجعلني على صلة بالأحداث الخارجية , حضرت السجانة فوزية قائله : أنهضي هيا و تبعيني .
نهضت وتبعتها أثناء السير سألتها : ما الأمر ؟؟؟
السجانة فوزية : لديك زيارة .
اتسعت عيني وأخذت بتسريع خطواتي وأنا أتمايل بجسدي فرحا , بالتأكيد أنها رغد أتت لتزورني بعدما عرفت حقيقة علي وسماع نبأ موت عمنا.
دخلت غرفة الزيارة فأمرتني السجانة بارتداء عباءتي تباً أنه المحامي مجدداً كيف نسيت ذلك لقد أخبرني بأنه سوف يفاوضهم لقد قدم ليعلمني بردهم , ارتديت عباءتي ودخلت غرفة الزيارة خائبة الأمل , رفعت رأسي لأصعق تسمرت في مكاني وتصلبت عروقي
أنه ....
فهد : أهلا مها , أسرع نحوي وعانقي وأخذ بتفحص يدي وجسدي قائلا : هل يؤذنوك هنا ؟؟؟
لم أجبه وبقيت صامته .
فهد : لقد كبرتِ , تغيرتِ كثيراً .
نظرت له بحياء محدثة نفسي قائله : حتى أنت كبرت كان شارباك خفيفان الآن بات لك ذقن وذا جسم ضخم لقد تغيرت كثيراً أصبحت رجلا عهدتك صبيا أصبحت الآن رجلا أكثر وسامة .
قاطع فهد شرودي قائلا: مها هل أزعجكِ قدومي ؟؟؟
أجبته بنبرة حزينة : لم يزعجني حضورك ولكنني كنت أتوقع أن تأتي رغد لزيارتي لا أنت .
رفع حاجبيه وزم شفتيه قائلا : هل أسعدكِ قدومي .
نظرت له وعيني توشك على ذرف الدموع قائله : لا تعلم كم أدخلت السرور على قلبي الآن .
تبادلنا ابتسامات الحب وتغزلت عيناه بي .
فهد : مها أريد أن أعقد قرآني بك .
أخذت نفساً عميقاً ومسكت أرنبة أنفي فبعد القنبلة التي ألقاها عجز لساني عن التحدث
فهد : مها ما بكِ ؟؟
رددت بسخرية : كيف ستتزوج بي وأنا سجينة ؟؟؟
فهد : أريد أن تكونين ملكي وحدي حتى ولو تم الزواج بيننا على الورق فقط .
ذرفت الدموع ورحت أجهش كالخرقاء , أقترب مني وهمس قائلا أنت أجمل إنسانة التقيت بها وأكثر فتاة خلوقة قابلتها أريد بأن تكوني زوجتي أخرج من جيبه علبة سوداء وفتحها شاهدت خاتم من ذهب تنصفه ألماسة ألبسني فهد الخاتم ومن ثم جلس على الكرسي قائلا :
قبل أن أعرف ردك سأخبرك شيئا , أن أردتِ الزواج بي سنعقد القرآن حالا فالمأذون بالخارج ولكن هذه أول وأخر زيارة لأنني بعد غد سأسافر لبريطانيا فقد قبلت في جامعة أكسفورد وقد أعطيت منحة عن طريق غسان إن كنتِ تذكرينه فعمه قد سعى في أمر أبتعاثي .
تبددت أحلامي وتخلل السواد أمالي عندما يخبرني برغبته بالزواج بي تقف البعثة عائقا بيننا , هدئت نفسي بالقول لها : أنتِ سجينة لماذا أنتِ حزينة كان في سفر أو كان بجانبك لن تشعرين بالفقد فأنتِ سجينة .
رفعت ناظري له فتشابكت نظرتنا حركت شفاهي ببطء قائله : موافقة .
مسك يدي ووضع الختم بأصبعي وطبع قبلة حارة على يدي وأخذ يصيح باسم السجانة فوزية , عندما قدمت قالت : بشرني يا فهد هل قلبت .
هزا رأسه وقال : أبشركِ لقد وافقت .
اقتربت مني السجانة فوزية وقبلتني وأخذت بالمباركة وأحضروا المأذون وجدي وعقدوا القرآن بارك جدي لي والسجانات وتركونا أنا وفهد لوحدنا بضعة دقائق , لم يضع فهد الفرصة ألقي بجميع كلمات الغزل التي بجعبته وجرفني بسيول نظراته المتغزلة انتهى وقت الزيارة فودعني بقبلة طبعها على جبيني قائلا : سأتنازل عن حقي بالدم وستخرجين قريباً وتسافرين معي مها عليك بالصبر مجرد فترة زمنية بسيطة وتفرج .
عندما خرج وأغلق الباب أحسست بدوران فتكأة على الكرسي أمسكت بيدي السجانة فوزية لتعيدني لزنزانتي .
أثناء سيري للعودة لزنزانتي أخذت بالتفكير برغد لما لم تزرني أريدها بجانبي ألان أريدها بأن تبارك لي يا إلهي أتمنى محادثتها .
عند دخولي لزنزانة سمعت عدة أصوات تقول :
Spares ( مفاجأة )
تملئ البالونات والزينة المكان .
عطرنني الفتيات ووضعوا لي الحلي البراقة وأحضرت دينا طبق حلويات وود باقة ورد و لمياء فستان أبيض بسيط وفهد أحضرت تاج صغير
باركن لي وأخذوا بوضع مساحيق الزينة لي , دعت فهده جميع السجينات للحفل الذي ستقيمه بناسبة عقد قرآني الليلة كان هذا سبب تكتم فهده عن الحفل وعدم إخباري يالها من صديقة رائعة أخذت بالبكاء لشدة سعادتي بتجمعهم حولي فطوقنني الفتيات ومسحن دمعي وأخذنا بالرقص وتوجهنا للساحة الخارجية للاحتفال .

الفصل الثالث عشر

( الرجل )

نظر عزيز إلى الطاولة الواقعة في زاوية المقهى فوجد رجلا مفتول العضلات شديد الجاذبية يرتدي ثوبا بني اللون متقن الخياطة , يداعب بأصابعه مسبحة من الحجر الكهرماني مستنداً بظهره بالكامل على الكرسي , توجه عزيز نحو الطاولة التي يجلس عليها هذا الشاب الوسيم ألقى عليه التحية من ثم جذب الكرسي وجلس , عندما هم عزيز بالتحدث دفع هذا الشاب الوسيم بأصابعه الطويلة ظرفا نحو عزيز , أمسك عزيز بالظرف بسرعة وجعله بمقربة منه لم يستطع عزيز مقاومة الأغراء ففتح الظرف فوجد عدة أوراق نقدية من فئة 500 أغلق عزيز الظرف وعيناه متسعتان وهو يبلع ريقه بصعوبة فهذا المبلغ الكبير يدل على أنه رجل ذا نفوذ وسيتسبب له بالمشاكل لو حاول التلاعب معه .
كان الرجل الوسيم يحتسى فنجان قهوة على مهل , رفع يده مشيراً لنادل بأن يحضر لعزيز الضيافة من ثم تحدث بدماثة قائلا: أريد معرفة كل ما يحدث بالسجن بالتفصيل وبدون خداع , ثم رفع نظره ورمق عزيز بنظرات أرعدت قلبه .
عزيز : حسناً كما تريد .
تحدث الرجل قائلا وعزيز يحدق بشفاه الوردية الرفيعة الممتلئة : كيف حالها الآن؟؟؟
أجابه عزيز بنبرة ساخرة : بات الآن متمرده ومنحرفة .
رمقه الرجل بعيناه الواسعتان بنظرة من شأنها أن تعلم عزيز بألا يتحدث بالسوء عنها مجدداً .
حاول عزيز تهدئة الوضع قائلا : ولكن معدنها نفيس أعتقد أن تمردها ناجم عن الضغط النفسي الذي تعيشه بداخل السجن .
الرجل : ما الذي يسبب لها الضغط ؟؟؟
عزيز : السجينات أنهن يضايقنها .
نظر الرجل لعزيز بنظرات جعلت من فكيه يرتخيان أعجاباً لجماله فقال الرجل : إذن دع السجينات لا يزعجنها .
عزيز : هذا يكلف كثيراً .
أبتسم الرجل قائلا : لا يهمني كم تكلف سعادتها ما يهمني هو أن لا تضع رأسها يوما على وسادتها وهي حزينة .
عزيز : أنها تعنى لك الكثير .
تنهد الرجل قائلا : تشغل تفكيري على الدوام عزيز هل لي بصورة لها .
ضحك عزيز محدث نفسه قائلا : الجميع هذه الأيام يطالب بالصور .
أجابه عزيز قائلا : بالتأكيد , ولكن لكل شيء ثمنه .
حملق به الرجل بجمود قائلا : أحضر الصورة وسأكرمك ولكن أريدها أن تكون مبتسمة فأنا لا أريد أن ترسخ صورتها برأسي وهي حزينة .
عزيز : حسناً لك ما أردت .
أطلق الر جل تنهدية وفتح أزارير ياقته المقفلة قائلا : هل لي بالحصول على صورة لها اليوم .
عزيز : نعم , ولكن سيتضاعف المبلغ .
الرجل : لا يهم أريد رؤيتها بأسرع وقت ممكن .
***
تستخدم فهده دلو الماء في التطبيل لتروح عن نفسها حذون السجينات حذوها مقلدين تصرفها الأرعن وأخذن بالتطبيل معها .
التفتت نحوي فهده قائله : مها هيا ارقصي يا جميلة .
أشحت بنظري عنها قائله : لا أرغب بالرقص الآن .
نهضت فهده مسرعة من ثم طوقت خصري بحزام الرقص وأنا موجهة وجهي للحائط وأنا عابسة شاعرة بفجوة بصدري فأنا سبب هذه القطب التي شوهت وجهها الجميل لا أستطيع أجعل عيني تلاقي عينها .
تحدث فهده بنبرة منخفضة : لهذه الدرجة أنا قبيحة .
حدث نفسي يا إلهي لقد شعرت اللهم أرحمني .
بللت شفتي من ثم قلت : ليس الأمر كما تظنين .
فهده : أخبريني إذا لماذا ما عدتي تستطيعين النظر إلي .
حدثتها والعبرة تخنقني : فهده أنا التي ... أجهشت بالبكاء فاقتربت مني فهده وعانقتني قائله : لا ذنب لكِ الحقيرة كانت تريد أن تشوهكِ كانت السجينات يرددون دائماً على مسامعها أنكِ أجمل منها أرادت تشويهك فهي لم تتحمل فكرة وجود فتاة أجمل منها , مسكت فهده وجهي واعتصرته بين يديها ونظرت لي بنظرات ترسل أموجاً من الحب قائله : لم أكن سأسمح لها أن تشوه هذا الوجه الجميل .
عانقت فهده وأخذت بالبكاء وشهقاتي تتعالى بأرجاء الزنزانة فوضعت فهده أصابعها على فمي قائله : لا داعي أن يسمعوا السجينات صوت بكائك لا تجعلين الأعداء يشمتون بنا .
قدمت السجانة مريم فشاهدتني أبكي حدثت فهده قائله : هل الوقت غير مناسب .
فهده : لا عليك نحن جاهزتان .
نظرت لفهده بعيني مستفسرة .
فأجابتني قائله : حان موعد ذهابنا لطبيب الأسنان .
***
من شق النافذة الصغير تسترق خلود النظر لعشيقها الذي يحتل تفكيرها أخذت تتأمله هو و الأطفال التي تلعب من حوله يغمض عينيه فيهرعون للاختباء كأنهم حبات رمل متناثرة من ثم يفتح عينيه ليلحق بهم , أرهق خلود الوقوف فقررت إغلاق النافذة و الاستلقاء على سريرها عندما همت على أن تضم وسادتها أصدر بطنها صوت خرير ينذر عن بدء فقدان بطنها للصبر لشدة جوعه , ذهبت للمطبخ لتعد شيئا يسكت خرير بطنها , عندما أخذت بأعداد الشطائر وكوباً من الشاي أحسست بأصابع تسحب خصلات شعرها للخلف بقوة , صرخت خلود طلباً للنجدة حتى يأتي علي لمساعدتها لحسن حظها أنه قدم اليوم لزيارتهم , قدم علي فشاهد أمه تنهل بالضرب على خلود .
سأل علي والدته بغضب : ماذا فعلت خلود هذه المرة ؟؟
أم إبراهيم : الحقيرة تتغزل بابن جارنا أبو عصام لقد جعلتنا حديث أهل الحي .
نظر علي لخلود بغضب قائلا : هل صحيح ما تقوله ؟؟؟
أجابت خلود ووجنتيها غارقة بالدمع : كنت أسلي نفسي بمتابعة الصغار من حوله يلعبون .
أنهل بالضرب على خلود حتى أصبحت عاجزة عن الصراخ لقوة شهقاتها التي ارتفعت لشدة لهيب ألمها أرادته أن ينقذها فكان مهلكها .
***
بعد أن أخرج علي جام غضبه وقهره من الحياة على جسد خلود الضعيفة قرر أن يذهب لزوجته رغد حيث سيكون هذا أول لقاء لهما بعد تهديها له بأنه سوف يندم على اليوم الذي تزوجها به .
عند دخوله للمنزل كان الصمت والسكون يلف المكان بأسره و السكينة تعم أرجاء المنزل وطبقة سميكة من الغبار تغطى المنزل بالكامل وكأنه منزل أشباح بدا له بأنه مهجور منذ فترة , صاح علي بجميع أنحاء المنزل منادياً على رغد ولكنها لم تجبه , توجه لغرفة النوم فقد سمع صوت خشخشة يصدر منها صاح من جديد على رغد ولكنها لم تجب فتوقع بأنها لا تجبه لأنها غاضبة منه عندما فتح الباب وجد جرذا يدور في الغرفة فعاد للخلف من الفزع , أسرع وفتح الخزانة فلم يجد ألا القليل من ثيابها ولكن عباءتها غير موجودة , تأكد علي بأنها ليست بالمنزل ولكنه تساءل بداخله أين يعقل بأن تكون ذهبت فهي لا تعرف أحد هنا وليس لها أقارب أين ذهبت هذه المجنونة .
***
أم إبراهيم : ياله من دنيء .
غالية : لم أتوقع منه أن يفعل ذلك بي ولو للحظة .
أم إبراهيم : الخسيس , غالية ماذا تعزمين فعله الآن .
غالية : سأبيت عندك حتى أتوصل لحل ما .
بنبرة محرضه قالت : اطلبي الطلاق منه .
غالية : يشيع بأنها بالعشرين من عمرها .
أم إبراهيم : الحقير يتزوج عليك فتاة بعمر أبنه لا يتحلى بالمروة .
غالية : لقد نسى العشرة يا نورة .
أم إبراهيم : أغلقي هاتفك الخلوي حتى لا يستطيع مكالمتك أو مراسلتك .
غالية : لقد أغلقته مسبقاٌ فقد أزعجني برسائله التي يطلب مني مسامحته .
أم إبراهيم : تسامحينه هل يمازحك .
***

تستلقي فهده على كرسي العلاج وهي مغمضة عينها لم ترد مشاهدة ردة فعل طبيب الأسنان على التشوه الذي أصاب وجهها , عندما قدم الطبيب ألقى التحية بعد ذلك سئلنا عن حالتنا الصحية من ثم جلس على كرسيه وهم بعلاج فهده شاهد الطبيب الشق الذي يمتد على خدها فصعق جعلته الصدمة صامتاً لفترة ثم قال : سلامتك يا فهده ما الذي أصابك ؟؟؟
تلعثمت فهده وحمرت وجنتها وهي مازالت مغلقة عينها ولكنها في نهاية الأمر قررت الصمت .
لامس الطبيب وجهها بأنامله الحنونة وقال بصوت منخفض : حمد لله على سلامتك , وكأنه يخبرها بأن ما يهمه الآن بأنها بخير.
باشر الطبيب بالعمل حتى أنهى علاج سن واحد فقط , أخبر الطبيب فهده بأن عدد الجلسات المتبقية لها تقارب العشرة برقت عيناها وعلت تقاسيم وجهها الفرح , فهذا العدد كبير وسيجعلها تردد كثيراً لعيادته وتكحيل عيناها برؤيته , أعادت السجانة فهده لزنزانتها من ثم أخذ الطبيب بعلاجي وعندما انتهى نظر لي بعيناه الفضوليتان قائلا: ماذا حدث لفهده؟؟
بدا من نبرة صوته بأنه مهتم بها جداً .
أجبته بحزن : شوهت إحدى السجينات وجهها , صمت لولهة ثم قلت : فالحقيقة كانت تعتزم السجينة تشويهي ولكن فهده قامت بالدفاع عني فتلقت الضربة بدلا مني .
أندهش الطبيب قائلا : ضحت بنفسها من أجلك .
مها : إنها رائعة لقد ... ذرفت الدموع فناولي الطبيب المناديل وخرجت وأنا أجهش بالبكاء ودعني الطبيب وأخبري بأن عدد الجلسات المتبقي لي هي ثلاثة أعادتني السجانة مريم لزنزانتي فوجدت فهده تكتب في دفتر صغير , عندما شاهدتني فهده رأيت عينتاي المحمرتان أسرعت نحوي قائله : هل كنتِ تبكين .
أجبتها وأنا أشعر بغصة في حلقي : نعم .
فهده : لما ؟؟؟
مها : يبدوا بأن الطبيب يهتم لأمرك كثيراً لقد سألني عن ... لم أستطع أكمال جملتي .
فتداركت فهده الأمر قائله : هل أخبرته .
مها : نعم وقد أندهش ويبدوا بأنه أعجب بتصرفكِ فقد وصف تصرفك بالتضحية .
ابتسمت فهده قائله : أرأيت يا مها هذا التشوه جعل هذا الطبيب يحبني مسكت فهده بطنها قائله : لا أعلم كلما جاء ذكره أشعر بألم في بطني .
أجبتها وأنا أضحك : أيتها المغفلة هذا هو الحب تشعرين بألم في بطنك عندما يذكر أسم من تحبين .
نظرت بعينان متعجبتان قائله : حقاً.
لوحت لها بيدي قائله : لم ترين من حب شيئا بعد .
فهده : هذه الأيام تجتاحني مشاعر غريبة .
نظرت لدفتر الواقع بجانبها , الذي كانت تكتب به منذ قليل, أشرت له بسبابتي قائله : ما هذا الدفتر ؟؟؟
أخذت فهده بحك رأسها قائله بخجل : إنني أكتب الشعر .
مها: لمن ؟؟؟
لكزتني بمرفقها وخدها محمران .
مها : يا إلهي لقد أكل لك عقلك .
سمعت صوت طرق على قضبان باب الزنزانة فاستدرت لأرى الطارق فوجدتها العلقة صعقت وتجمع الدم بوجهي.
الملكة دودو : أيتها الغبية ستأتي السجانة مريم بكِ لزنزانتي بعد العشاء أريدك في أمر هام , ألقت بظرفِ على الأرضية من ثم غادرت .
مسكتني فهده من كتفي قائله : لا تجعليها تغضبك كان بمقدورها أن ترسل نورة لتسلمك الرسالة ولكنها أرادت تسلميها لكِ حتى تثير غضبك لا تجعليها تنجح بمسعاها .
التفتت نحو فهده وأنا حزينة انحنيت والتقطت الرسالة من ثم جلست على سريري , شققت طرف الرسالة وفتحتها لأرى محتواها :
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من زوجك المحب فهد السواني
إلى غاليتي زوجتي مها السواني
أموري مسيرة هنا في بريطانيا ولكنني أريدك معي هنا بأقرب وقت , لقد تحدثت مع المحامي وأخبرته بأأني سأتنازل عن حق الدم لكن تواجه المحامي مشكلة وهي بأأني قاصر ولم أبلغ سن الرشد بعد يتبقى على دخولي للثامنة عشر أربعة أشهر, حبي تحلى بالصبر بأذن الله بعد أربعة أشهر سوف تخرجين أسأل الله لكِ الصبر والسلوان
أربعة أشهر ونعيش سوياً بأذن الله لن يفرقنا سوى الموت
محبك زوجك فهد )).
أخذت بالبكاء محتضنة الرسالة , جعلت الرسالة بمقربة من أنفي لأشتمها لعلني أجد رائحة أنامل زوجي الحبيب بها , ضمتني فهده وهي تقول :
أن مع العسر يسرا
أن مع العسر يسرا
مسحت رأسي قائله : علينا الآن بالانتقام من تلك الحقيرة .
مسحت الدموع عن عيني قائله : فهده من أين تتدبر أمورها.
فهده : من بيع المخدرات .
مها : أعلم ذلك أيتها الحمقاء ولكن كيف تهربها لداخل السجن .
فهده : بين الحين والآخر تأتي باخرة لزيارتها تحمل بداخلها المخدرات وكما أن السجانة مريم تتواطأ مع العلقة , فالحيزبون تدفع لها راتب شهريا مقابل صمتها .
مها : ماذا لو أصبحنا نحن المروجين للمخدرات بداخل السجن .
نهضت فهده من جانبي وأخرجت من تحت وسادتها سجادة صلاة وممدتها قائله : سأصلي الآن , نظرت لي بجدية قائله : مها لا تعودي لهذا الطريق مجدداً .
أخذت أتأمل فهده وهي تصلي فأنا لم أرها تصلي قبلا أنها المرة الأولى التي أشاهدها تؤدي فريضة الصلاة , كانت خاشعة ومطمأنة حمدت الله في سري بأنها عاد لطريق القيم قبل فوات الأوان .
عندما أنهت صلاتها قلت : تقبل الله .
فهده : منا ومنكم .
مها : أنا لا أنوي العودة لهذا الطريق ولكنه السبيل الوحيد للإطاحة بها .
فهده : أنها الملكة هنا , مها كوني واقعية وأسعى للانتقام فقط لا بإزاحتها عن العرش لأنك لن تستطيعين ذلك .
مها : أسمعي عليك بإخباري بجميع الطرق التي تجلب النقود هنا ومن يمتهن هذه الطرق .
فهده : المخدرات وتمتهنها العلقة , تنظيف دورات المياه وتمتهنا سمر ولكن ما تجنيه ليس من تنظيفها أنما من تخبئتها للممنوعات في دورات المياه ولكن لا أحد يعلم أين تخبئها بالتحديد , تنظيف مكانة أقامة السجانات .
قاطعتها قائله : السجانات يعيشون هنا .
فهده : نعم يوجد مبنى خلفي وراء مبنانا يسكن فيه .
مها : لم أره قبلا .
فهده يوجد زقاق ينتهي باب يؤدي لمسكنهم .


***
رن هاتف المنزل فأجابت أم إبراهيم : ألو.
تحدث علي بسرعة بصوت مرتجف قائلا : أماه رغد ليست بالمنزل .
أجابته أم إبراهيم بتعجب قائله : ماذا تقول يا ولدي ؟؟؟ هل أنت جاد .
علي : لا تعلمين أين هي يا أماه ؟؟؟
أم إبراهيم : وما يدريني يا ولدي .
علي : أين ذهبت هذه الحقيرة ؟؟؟
أم إبراهيم : متى شعرت باختفائها ؟؟؟
علي : لم أزرها لمدة شهران تقريباً .
أم إبراهيم : منذ شهران هذا يعنى بأنها مختفية منذ فترة .
علي : لا أعلم بالتحديد منذ متى وهي ليست بالمنزل ولكن المنزل تكسوه طبقة سميكة من الغبار والجرذان تتجول فيه , هذا يعني بأنها خرجت من المنزل ولم تعد منذ فترة طويلة.
أم إبراهيم : ربما هربت مع رجل .
أجبها علي بصوت متهدج : هل تتوقعين ذلك .
أم إبراهيم : أين تظن أنها الآن ليس لديها أقارب ولا أحد تلجأ له .
علي : ماذا أفعل الآن .
أم إبراهيم : أبلغ الشرطة .
علي : حسنا أماه سأذهب لقسم الشرطة مع السلامة .
أم إبراهيم : مع السلامة .
***
يتكئ فهد على الحائط وهو يجلس على العشب الأخضر , يحلم باليوم الذي سيعود به لبلاده ليحرر حبه من قضبان السجن عائداً بها لبريطانيا لتكمل مشواره الدراسي معه , تقاطع أحلام اليقظة فتاة محجبة قائله : السلام عليكم .
فهد : وعليكم السلام .
الفتاة : تبدوا لي بأنك طالب سعودي مثلي .
نظر لها فهد بتعجب من أمرها ويحدث نفسه قائلا : ياله من أسلوب رخيص ما بالهم الفتيات هذه الأيام يفتقرن للأخلاقيات .
الفتاة : آسفة لتطفلي ولكنك تجلس على العشب والمعهد لا يسمح بذلك .
نهض فهد بسرعة وأخذ بحك حجباه حرجاً فقد أساء الظن بها .
حدثته الفتاة وهي تبتسم : لا تزال واقفاً على المرج وذلك غير مسموح به.
أبتعد فهد عن المرج وقرر التوجه للداخل للهرب من الموقف المحرج ولكنه قرر اللحاق بالفتاة وشكرها , عندما شكرها .
قالت الفتاة : لا شكر على واجب , أنت جديد هنا أليس كذلك ؟؟؟
تنهد فهد وبدء يتضجر فهذه الفتاة تحاول فتح باب الحديث معه بشتى السبل وهو لا يرغب بذلك فليس من الصحيح أن يتحدث مع فتاة أجنبية ولكنه لا يريد إساءة الظن بها من جديد .
فهد : نعم أنا جديد لم يمض على قدومي سوى شهر واحد .
الفتاة : أهلا بك اقتربت الفتاة منه ومدت يدها لمصافحته ولكن فهد لم يمد يده لمصافحتها .
سحبت الفتاة يدها حفاظاً على كرامتها وهي ترص على أسنانها غيظاً من تصرفه تقول في نفسها : ياله من متكبر .
فهد : لا تفهميني بشكل خاطئ ولكن لا يجوز لكِ مصافحة الرجال الأجانب .
أومأت الفتاة برأسها معلنة تفهمها للموقف قائله : جزاك الله خيراً لقد غاب عن ذهني ذلك .
سعد فهد بتفهمها للموقف فقد فاح من تصرفاتها رائحة الخير .
الفتاة : أعرفك على نفسي أنا غسق لو احتجت لأي شيء بإمكانك الاستعانة بي.
فهد : أنا فهد , صمت فهد وهو يعاتب نفسه قائلا : كيف لي بمحادثة فتاة أجنبية أستغفر الله في سره وقرر توديعها .
غسق : أسمك جميل فهو يحمل كل معنى الرجولة .
رمقها فهد بنظرة احتقار وهو يقول في نفسه عندما بدأت في لوم نفسي بأأني أسأت الظن بك تثبتين لي من جديد بأنك فتاة لعوب .
غسق : أنا مضطرة الآن للذهاب فلدي محاضرة ودعتني وذهبت تاركتني خلفها وأنا متعجب لشدة جرأتها .

دخل ناصر وبيد باقة ورود حمراء كبيرة قدمها لبثينة وقبل خدها
في الآونة الأخيرة بات يقدم لها الكثير من الهدايا
سعدت بثينة بهذا التغير وأخيراً ابتسمت لها الدنيا .
***
نهضت من سريري بسبب طرق أحدهم على القضبان ما أن شاهدتها حتى اتسعت عيني ونفر عرق في جبيني واتسعت فتحات أنفي .


الفصل الرابع عشر

(رغد )

في منتصف الليل ونحن نيام طرقت أحداهن على قضبان الزنزانة بطريقة همجية مما تسبب بثوران براكين غضبنا أنا و فهده , نهضت من على سريري وأنا أعض على شفتاي غضباً , عاقدة العزم على أن أسدد لكمة قوية لوجه هذه الحقيرة التي تفتقر للذوق حتى تتعلم السلوك المهذب ولا تعيد الكرة مرة أخرى , عندما نهضت واقفة أمام القضبان و شاهدت الطارقة فغرت فاهي لشدة دهشتي وذعري , اتسعت عيني ونفر عرقاً في جبيني واتسعت فتحات أنفي واضطربت أمعائي بدوت للولهة الأولى مصدومة وعاجزة كليا عن الكلام , ما أن رأت فهده تقاسيم وجهي المذعورة وشدة الذهول في بريق عيوني حتى هبطت من سريرها مسرعة قائله بصوت منخفض أقرب للهمس : ماذا بك ؟؟؟
مازلت لا أتحرك ساكنا متسمرة في مكاني وأثار الدهشة تعلو ملامحي .
التفت فهده لتشاهد الفتاة التي تقف خلف القضبان لترى السجانة وهي تبتسم وعينها تنذر ببدء مشهد درامي حزين .
التفتت فهده نحوي قائله بسخرية : ما الذي أذهلك , هل هي جميلة لهذا الحد أنها تمتلك حظاً طيباً من الجمال ولكنها لا تصيبني بالذهول أنها سجانة جديدة لقد تم توظيفها هنا منذ قرابة الشهر هل تنوين أن تكوني من إحدى صفوف المعجبات بها كما فعلت سمر سابقاً معها.
نظرت لي فهده بنظرة تحكي أسطراً وصفحات من خيبات الأمل قائله : ألم تقولي بأنك طاهرة .
ابتسمت الفتاة من خلف القضبان عند سماع حديث فهده لي فرغم أن صوت فهده كان منخفضاً يبدوا بأن أذنين السجانة عبارة عن رادارات , أخرجت السجانة مفاتيحها لتفتح البوابة .
دهشت فهده لتصرفها فقالت : ماذا تريدين؟؟؟
لم تجبها السجانة ووضعت المفتاح بالقفل وأدارته حتى فتح الباب .
حدثتها فهده بصوت رقيق وهي تتمايل : على ماذا تنوين يا قطعة السكر ؟؟؟
***
أم إبراهيم وغالية ينحبن قائلين : حسبي الله ونعم الوكيل .
تصيح أم إبراهيم قائله : هل عاد من شهر العسل الحقير ؟؟؟ اللهم اجعله شهر بئس وعذاب عليهم .
أجبتها غالية بصوت حزين : لم يعد بعد النذل , ولكن ناصر وعدني بالذهاب إليه ليتفاهم معه من أجل إجراءات الطلاق .
بنبرة حادة قالت أم إبراهيم : هل تنوين أن تسلمينه لها هكذا بكل برود على طبق من ذهب .
رفعت غالية أنفها للأعلى باعتزاز قائله : دعيها تشبع به فقد طابت نفسي منه .
لم ترد خلود بدء حديث معهن فقررت قراءة الجرائد عوضاً عن سماع أحاديثهن المقرفة , عندما فتحت الصفحة الأولى وجدت خبراً بعنوان
انتحار فتاة مجهولة من على الجسر المعلق .
أخذت خلود بقراءة الخبر كاملا كان بمفاده (أن فتاة انتحرت منذ مدة زمنية بعيدة وتم العثور على جثتها ولكن السباع قد نهشت لحمها فلم يتبقى ألا عظامها فبقيت الفتاة مجهولة الهوية يطلب كاتب الخبر من جميع القراء اللذين فقدوا أحد من عائلته بالاتصال على الرقم التالي ******* فقد تكون الفتاة هي الشخص المجهول الذي ينشدونه ) .
دخل علي وهو مكفهر الوجه قائلا بصوت حزين : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
رد الجميع السلام وأعينهم يملئوها التساؤل فوجه علي ينبأ عن أخبار سيئة .
أم إبراهيم : بشرني يا ولدي عن من أنباء عن رغد .
هز علي رأسه نافيا .
أطلقت خلود تنهيدة خيبة أمل طويلة فقد كانت تأمل بأن يأتي علي بنبأ عنها .
تحدث علي بنبرة حزينة : لقد طلقت نجلاء .
توقف الجميع عن الحراك وأعينهم متسمرة نحو علي تطالب بتبرير لفعلته .
أخذت أم إبراهيم تنحب من جديد قائله : لا حول ولا قوة إلا بالله ماذا أصابنا أنه الحسد بالتأكيد , التفتت أم إبراهيم نحو خلود قائله : خلود بخري المنزل هيا أحضري المبخرة بسرعة .
غالية : ما الذي حدث يا ولدي .
وضع علي يديه على جبينه قائلا : لقد كانت تكذب علي نجلاء لم تكن بحامل .
في تلك اللحظة دهشت الأختان وسرت الدماء في عروقهن بسرعة لهول ما سمعن .
أم إبراهيم : كيف ذلك ؟؟
علي : لقد طلبت منها أن تذهب لطبيب لتأخذ أشعة لجنين لمعرفة جنسه ولكنها ارتبكت وبدت مرعوبة فقررت أخذها وعندما قام الطبيب بفحصها تبين لي كذبها لم يوجد أية جنين في بطنها وعندما واجهتها مطالباً بالحقيقة تحججت بأنه ربما كان حمل كاذب أنه منافقة ومخادعة تباً لها ضرب علي الجدار بقوة وأخذ بطحن أسنانه غضباً .
أم إبراهيم : الخسيسة .
تحدث علي والغصة تخنقه : لقد قمت ببعض التحاليل والفحوصات . توقف لبرهة ثم أستطرد قائلا : تبين بأأني من الرجال الصفر أنا ... أنا ... أنا عقيم .
أم إبراهيم : خسئت لا يوجد رجل عقيم في هذه الدنيا النساء وحدهن من يصبن بالعقم .
ذهب علي تاركاً والدته غريقة في حزنها خلفه , يجر خيبة الأمل والهم يأكله قطعة قطعة ويتلذذ في سرقة بريق عينيه وصفاء بشرته و إنزال وزنه في مدة زمنية قصيرة جداً.

***
يحدثها ناصر بكل لطف مداعباً خصل شعرها الأسود المسترسل قائلا : ماذا تشتهين أن تأكلين اليوم يا حلوتي .
بنظرة خجولة تجبه بثينة : الذي تشتهيه أنت يا قلبي .
يمسح ناصر على رأس بثينة بحنان قائلا : أحبك .
فتطرق رأسها بثينة خجلا قائله : أنا أيضاً أحبك .
ناصر : لدي لك مفاجأة .
ابتسمت بثينة قائله : وما هي ؟
ناصر : سأصطحبك برحلة لشرم الشيخ .
دهشت بثينة وأخذت بالضحك بشكل هستيري لشدة فرحها قائله : هل أنت جاد ؟؟؟
ناصر : يا ليتني اصطحبتك لشهر عسلنا لشرم الشيخ ولكنني أنوي تعويضك عما سبق سامحين....
قاطعته بثينة قائله : ما يهمني الآن أنك الآن أصبحت رجلا جديداً الماضي أنقضي دعنا نهتم لأمر المستقبل .
اقتربا من بعضها البعض ليعانقا بعضها معلنين لبعضهم البعض نهاية حكاية البئس التي كانت يسطر حروفها ناصر وبداية رواية جديدة عنوانها عاشق ومولع بحب زوجتي بثينة .
***
فتحت السجانة الباب وهرعت نحو مها وعانقتها بكل قوة
قالت فهده باشمئزاز وقرف : مها ما هذا الانحطاط السريع .
رفعت مها يدها الناعمتان نحو وجه السجانة لتعتصر وجهها قائله : رغد وأخيراً لقد جئتِ لزيارتي .
مسكت رغد مها من كتفيها بقوة وهي تبكي من شدة الفرح قائله :
أيتها الغبية أنا أعمل الآن هنا لن أفارق بعد الآن مطلقاً .
تحدثت مها وكلمتها غير مفهومة فقد كانت في حالة من الهذيان لشدة الصدمة : رغد لا أصدق ذلك هذا يعني بأنك لن تفارقني بعد الآن .
فجأة أجهشتا الفتاتان بالبكاء وفهد تنظر إليهم وهي تضحك قائله : أجمل مشهد درامي رأيته بحياتي تستحقون جائز إيمي , أخذت فهده بالتصفيق لهما أعجاباً بما رأته .
تجاهلتا وجودها وأخذتا بالاستفسار عن أحولهما وكل واحدتن منهن تمحص وجه الأخر غير مصدقة ما تراه .
بصوت خفيض قالت مها : منذ متى وأنتٍ تعملين هنا .
نظرة رغد لفهده قائله : كما أخبرتك فهده منذ شهر تقريباً .
رفعت مها يديها للسماء قائله : يا إلهي , الحمد لله وأخيرا لم شملنا .
رغد : كنت أعتزم ذلك منذ لحظة دخولك للسجن فقد رأيت إعلان بالصحيفة يطلب ممن تجد بنفسها الكفاءة بأن تكون سجانة بأن ترسل سيرتها الذاتية لهم عن طريق الفاكس ولكنني جبانة ولم أقوى على فعل ذلك في تلك اللحظة ولكن بعد ما فعله علي شعرت بأن الله سهل الطريق أمامي وقمت بهذه الخطوة وها أنا هنا بجانبك الآن مها أنا آسفة .
تعانقتا الأختان من جديد وهن يبكين حسرة على حالهن
مها : حمد لله .
رغد : حزنت جداً عندما علمت بما فعلته العلقة أردت زيارتك بالمستشفي ولكن لم أخبر السجانات بعد بأنك أختي وأعتزم عدم أخبارهن والتكم بالأمر .
التفتت رغد لفهده قائله بنبرة حاسمة : فهده عليك أنتِ أيضا بكتمان هذا السر معنا .
رفعت فهده حاجبها قائله : من أنتِ ولم أنتِ هنا ؟؟
هل أعرفك ؟؟؟
ضحكنا سوياً على براعة المشهد التمثيلي لفهده فقد كانت بارعة بكل شيء ليس فقط بالتمثيل , أخذنا بتجاذب أطراف الحديث من ثم قالت رغد : علي بالذهاب الآن مها .
مسكتها من قميصها وجذبتها نحوي قائله : ألم تقولي بأنك لن تفارقيني .
عانقتني رغد هامسة بأذني قائله : لن أفارقك أبداً يا أختي الغالية .
تدخلت فهده بيننا قائله : مها عليها بالذهاب الآن حتى لا يشكون بأمرها لا تريدينهم مشاهدتها داخل الزنزانة .
مها : حسنا أذهبي .
رغد : ستأتي مريم بعد قليل لأخذك للعلقة , مها ثقي بأأنا سوف ننتقم شر انتقام من هذه الحقيرة .
بتلك اللحظة شعرت بحرقة بظهري أججت من الحقد الذي أكنه بداخلي لهذه العلقة تباً لها فجرحي لم يتألم بعد فكيف لعيني ملاقاة عيناها .
***
أثناء تقليبي لصفحات كتابي منتظراً قدوم البروفسور ليلقى المحاضرة جلست بجانبي غسق ويملؤها النشاط والفرح .
أطلقت تنهيدة بصوت عالي لتشعر بعد ترحابي بها وحتى لتكرر تصرفها هذا من جديد .
ألتفتت غسق إلي ويرتسم على وجهها ابتسامة مشرقة .
أشحت نظري عنها وأنا أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم يا لجمال هذه الفتاة ما أن أرها حتى أفقد صوابي كل شيء بها جذاب ابتسامتها صوتها حركاتها العفوية غفرانك يا ربي .
أطلق هاتفي الخلوي رنين تنبيه فأدخل يدي بجيبي لأرى لماذا أطلق جهازي صوت تنبيه عندما فتحت غطاء هاتفي الخلوي وشاهدت الشاشة وجدت رسالة مبعوثة من شخص مجهول من البلوتوث تردد في قبول الرسالة ولكنني قبلتها في نهاية المطاف عندما فتحت الرسالة وجدت التالي :
((ألن تلقي علي التحية أيها المغرور )).
ألتفت نحو غسق فوجدت هاتفها المحمول بين يديها وهي تضحك , فتحت فمي وأنا اعتزم شتمها بوابل من الكلمات النابية ولكنني أشفقت عليها تبدوا لي فتاة بريئة ولكنها شقية اقتربت منها قائلا : غسق أنا رجل ولا يجوز لك محادثة الرجال الأجانب هل تعلمين ذلك .
اقتربت مني هي بدورها فابتعدت عنها وأنا مشمئز من جرأتها مقطباً جبيني .
عادت أدراجها و ألصقت ظهرها بمحاذاة كرسيها وهي تطلق تنهيدة قائله : لم أقل بأأني أنوي مصاحبتك أنما أريد مساعدتك في الأمور الدراسية وأعرفك على أماكن التجمع العربية ومن أين تبتاع الأطعمة الحلال .
قلت لها بنبرة حادة : أبحثي عن فتاة لتساعديها ولا تبحثي عن الرجال .
قالت لي وهي تجعل من صوتها رفيعاً استفزازا : ما مشكلتك مع النساء .
فهد : لا أعاني من أية مشاكل يهيئ لك ذلك .
بعينين نصف مغمضتين قالت : هل أقمت محادثة مع فتاة من قبل فأنت تبدوا لي شاب أخرق لا أعتقد بأنه يوجد على هذه الكرة الأرضية فتاة قد تقبل بمحادثتك .
أجبتها بتعالي : لعلمك هذا الأخرق الذي لم يحز على إعجابك متزوج بفتاة تفوقك جملاً وأخلاقا و زوجته لا تتحدث مع الرجال الأجانب فهي شريفة .
نهضت غسق من مقعدها وهي تضحك قائله : صبي مثلك متزوج . أخذت بالضحك فثار فهد غضباً فهو لم يتوقع منها السخرية أراد مضايقتها ولكنها خالفت جميع توقعاته ولم تصدق ما قاله .
فهد : لو أنك رجلا لأعلمتك من هو الصبي .
أجابته بسخرية : صبي رغم أنفك .
ذهبت غسق نحو فتى له ملامح الشاب خليجي وقفا يتحادثا مع بعضهما البعض لفترة من ثم جلسا بجانب بعضهم في مقاعد بعيدة عن كل الطلبة أنها فتاة اللعوب ولسانها سليط ما الذي جعلني أتعلق بها ولدي أفضل منها .
***
دخلت لزنزانة الحيزبون وأنا متمالكة نفسي فصدري يطوف به الحقد والغل منها .
عند دخولي أغلقت العلقة أنفها قائله : ما هذه الرائحة .
أجبتها بنبرة حادة : أنها رائحتك العفنة .
وقفت العلقة أمام وجهي ورفعت يدها من ثم أنزلتها قائله : لدينا عمل هنا سأنهيه من بعدها نسوي خلفتنا , أجلسي أيتها الحمقاء .
أجبتها بحزم : أنا لا أعمل مع أمثالك .
الملكة دودو : لا تدعي الطهارة يا ساذجة , ألقت بالهاتف الخلوي فالتقطته قائله بتعجب : لديك هاتف خلوي خاص بك ... قاطعتني قائله : تحدثي هيا ولا تستفسرين عن أشياء لا تخصك .
وضعت الهاتف على أذني قائله : ألو .
فهد : ألو مها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
رددت عليه السلام وأنا أوشك البكاء من شدة الفرح .
فهد : كيف حالك يا عسل ؟؟؟
مها : بخير وأنت كيف حالك هل أنت سعيد هل أنت مرتاح ؟؟
فهد : مها أنا أحبك .
تلك اللحظة لم أعد أرى ولا أسمع شيئا حدقت بالعدم واغرورقت عيني بالدموع أنها أول مرة يقولها ليا مباشرة اللهم رحمتك ما هذه المفاجآت السعيدة التي توالت علي .
فهد : مها , مها هل ما زلتي على الخط .
مها : نعم مازلت على الخط .
فهد : هل تبكين ؟؟؟
مها : لا تقلق أنها دموع الفرح .
أخذت العلقة الهاتف مني قائله انتهى العمل الذي لم ترغبين به هيا عودي لزانتك يا وقحة .

***
دخلت فهده لعيادة طبيب الأسنان وهي مبتهجة تستبشر خيراً
أستقبلها الطبيب بأجمل عبارات الترحيب الموحية باستلطافه لها ,
ما أن تلتقي عيناها بعينا معشوقها حتى تنسى ماضيها المرير وتنسى أثار القطب التي تحتل نصف وجهها الأيمن لترسم تشوها على لوحة جمالها الفاني للأبد لتجعل لوحة جمالها الفني تصبح ببخس الثمن, حتى المشرد لا يرغب باقتناء تلك اللوحة , جلست فهده على كرسي العلاج وقلبها يخفق بقوة وتصبب عرقاً من التوتر شاده على قبضتها بقوة , أزالت نقابها فاحمرت وجنتيها خجلا لرؤية محبوبها لملامحها , باشر سارق عقلها عمله وأقترب منها قائلا : كيف حالك أسنانك التي قمت بعلاجها سابقاً ؟؟؟
أجابت فهده بسرعة الضوء : ممتازة لم أعد أشعر بالأم كالسابق .
بعد أن أنهى الطبيب من علاج سنها , أدخل يده في جيبه ليخرج ثلاث ياسمينات وقدمها إليها قائلا : لقد زرع تلك الياسمينات جدي كان كل سنة يقطف جميع الياسمينات المزهرات ويقدمها لجدتي ولكن هذه السنة ماتت جدتي فلم يقطف أية ياسمينة حتى أن بعضها ذبل وجف ووقع أرضاً قبل أن يقطفه أحد .
قلت له بصوت حزين : رحم الله جدتك وأسكنها فسيح جناته , كرم منك أن تقدم لي هذه الزهور .
الطبيب : لا تنسبي هذا التصرف الكريم لي فزوجتي هي من قطفتها وأمرتني بأن أعطيكِ إياها .
في تلك اللحظة تعكر صفو مزاجي وأصفر وجهي وتبدلت ملامح فرحي للعبوس وارتخت قبضتي , لم يكن يبادلني شعور الحب بل أنه يشفق علي حتى أنه حكى لزوجته عني يخبر الجميع عن مدى أشفاقه علي يا لبؤسي .
***
أخذت بثينة بطي الملابس ووضعها بخزائن كانت تنبعث من الغرفة رائحة زهور الأوركيد فالفندق الذي ينزلون به بمستوى أربعة نجوم الغرفة صغيرة ولكنها نظيفة وأثاثها بسيط .
أمرها ناصر بأن تجهز بالساعة الخامسة عصراً ليذهبان لحديقة الحيوان من ثمة يذهبان للشاطئ . أعدت بثينة كل شيء ورتبت الغرفة دخل ناصر عليها حاملا بين يديه طعاما تنبعث منه رائحة زكية , ابتسمت بثينة له قائله : الرائحة زكية جداً .
أخذت من بين يديه الطعام وحضرت المائدة من ثمة صاحت به ليحضر ليتناولا الطعام سوياً . جلسا ككناري الحب حول المائدة يتناولون الطعام ويتبادلون أحاديث الحب انتهيا من تناول الطعام فنهضت بثينة لأعداد الشاي أثناء أعدادها لشاي شعرت بالدوار فصاحت مستنجدة بناصر , أسرع بالقدوم فمسكت ذراعه قائله : دعني أستلقي بالسرير .
حملها واضعاً إياها بالسرير قائلا : ما بكِ ؟؟ هل أنتِ بخير ؟؟
رددت عليه وجبينها يتصبب عرقاً : لا أعلم ولكنني أشعر بالإعياء والتعب .
ذهب ناصر وعاد إليها وبيده عباءتها وأمرها أن ترتديها ليذهب بها للمستشفي على الفور .
وهم يسيرون في رواق الفندق متجهين للمصعد قالت بثينة : آسفة ناصر لقد أفسدت عليك الرحلة .
ناصر : لا تتأسفين ليس بخطئك ما كان علي أن أحضر السمك من ذاك المطعم يبدوا بأنك تسممت من هذا السمك الفاسد .
بثينة : لا أعلم ولكنني أشعر بالإعياء و غثيان شديد .
أوقف ناصر سيارة الأجرة بعد أن أطلق صوت تصفير عالي صعدت سيارة الأجرة و أخبر ناصر السائق بأنه لو ضاعف سرعته سوف يعطيه ضعف أجره فانطلق السائق بأقصى سرعته للمستشفى موشكاً أن يصطدم بكل سيارة يمر بمحاذاتها ما أن وصلوا للمستشفي حتى أسرعن الممرضات بحمل بثينة ووضعها على كرسي مدولب وأخذوا بأجراء الفحوصات والتحاليل , قرر الطبيب دخول بثينة لغرفة العمليات بسرعة فائقة للخضوع لغسيل المعدة , أقررت بثينة بالموافقة ووقعت على الأوراق اللازمة .
كان ناصر متوتراً ويدعى الله بـأن لا يصيبها مكروه شعرت بثينة بتلك اللحظة بأنها محسودة ما أن ابتسمت الدنيا لها حتى تسممت بذلك السمك الفاسد أخذنها الممرضات لغرفة العمليات وودعها ناصر وعيناه مرقرقه بالدمع.
***
مجتمعين حول مائدة الطعام نلتهم الطعام بشراهة وأنا أتناول طعامي شاهدت مجموعة من السجانات يتجهون لطاولة في زاوية في أقصى شمال صالة الطعام تجلس عليها الفتاة التي تعجبت لكونها أما لصبي في الثانية من عمره , تقدمن نحوها السجانات فجن جنونها وأخذت بالصراخ لم أعلم سبب كل هذه الجلبة ما بها أخذت بالولوله والبكاء والنحيب ولطم خدودها والاستنجاد بالسجينات من حولها كن السجانات ملتفين حولها.
ماذا يريدن منها ؟؟ بعد عدة دقائق من أصوات الصراخ و والبكاء والعراك وتطاير أطباق الطعام والملاعق والسكاكين على السجانات تفرقن وشاهدت الصبي بين يدي السجانة مريم.
أطلقت الأم تنهيدة حسرة وألم عصرت قلبي وحطمت فؤادي اغرورقت عيني بالدموع فلم استطع حبس دموعي فانهمرت وجنتاي بالدموع تلتني السجينات بالبكاء , جثت ألام على ركبتيها تنعي أبنها الذي خسرته منذ دقائق .
تلعن نفسها وتسحب خصلات شعرها حتى تتقطعت كأنها بهذا العذاب تريح ضميرها , اقتربن منها السجانات وطلبن منها الاستغفار والدعوة لبنها ولكنها اقتربت من حذاء السجانة مريم وقلبته راجية منها أن تعيد صغيرها لحضنها الدافئ ولكنها أبت وقالت لها : لو كان بمقدوري أن أعيده لك لفعلت ولكن القانون يفيد بأن أي طفل يتعدى العامان عليه بالخروج منها وأعادته لعائلته لقد تغاضينا عنك كثيراً لقد بلغ الثالثة من العمر وهو لا يزال هنا .
حدثتها الأم بصوت مهزوز متوجع : ليس لدي عائله رجاءاً أعيديه إلي .
السجانة مريم : لا تقلقين سوف يرحل لدار الأيتام .
في تلك اللحظة أطلقت الأم صيحات الحسرة وسلخت دموعها جلد خديها تفجر الحليب من صدرها متدفقاً بغزارة , هكذا أراد أن يعبر جسدها عن حزنه الحنان يخرج من صدرها لينسكب بين ثنيات جسدها حتى تبللت ملابسها بالكامل , عادت الأم اليائسة للاستنجاد من جديد بالسجينات من حولها ولكننا وقفنا صامتين والخزي ينهش بأجسادنا لم نستطع التحدث والدفاع عنها خرجن السجانات والأم تهذي وهي أشبه بالمجنونة أكاد اجزم بأنه دقائق معدودة وستفقد عقلها , خرجن السجانات وتاركين تلك الأم المعذبة ورائهم وهن قد ذرفن القليل من الدمع فقد كان شكلها حزينا .
تلك الليلة عزفت الأم لحن فراق بنحيبها سيمفونية خاصة بابنها , تأثرت جميع السجينات تأثراً عميقاً فقد بدت الشفقة على وجههم بجلاء , بسط الحزن هيبته على المكان فحلت السكينة وترك الجميع طعامه حداداً على هذا الصغير .
عدت لزنزانتي أنا وفهده ويعترينا الأسى والهم متهادين الخطى عيوننا كسيرة , يالا جبني وقفت هكذا جامدة كأنني صخرة لما لم أمد يد العون لها .
سألت فهده عن سبب حزنها فأخبرتني بما حدث مع الطبيب فعاد السكين ليغرس في صدري من جديد ويذكرني بتلك العلقة .
نظرت لفهده بعينان خبيثتان قائله : لو أخبرتك بأنني وجدت خطة للهرب ولكن الطبيب سيكون الضحية ماذا ستقولين ؟؟؟
أطلقت فهده ضحكة شريرة قائله : هذا ما أتمناه حالياً .
حسناً لدينا موعد معه غداً المحاولة ستكون غداً نعلم عائشة والعلقة الحقيرة لتكونا على أتم استعداد .
فهده : لقد تمت قلب الموازين .
نظرت لها باستغراب قائله : ماذا تقصدين ؟؟؟
فهده : لم تدفع العلقة بعض ديونها فقلبت الموازين رأسا على عقب فسمر تنوي أن تسحب البساط من تحت أرجل الحيزبون أنها تعتزم اعتلاء كرسي العرش.
ابتسمت ابتسامة خبيثة وهززت برأسي فرحاً .
فهده : لا تفرحي كثيراً أيتها الجميلة أن العلقة قذرة ولكن سمر أشد قذارة أن العلقة عبارة عن بالوعة أما سمر فهي أشبه بصرف صحي .
مها : فهده أشعر أحيانا بأنك تساندين العلقة وتحبينها .
فهده : لا أكن أية ضغينة نحوها كما أنني سامحتها .
بعينان جاحظتان قلت : سامحتها .
فهده : الدنية قصيرة ولا أملك سوى عملي الصالح سامحتها لوجه الله .
مها : هل جننتِ ؟؟؟
فهده : ما سأقوله الآن أكثر جنوناً , علينا بالوقوف إلا جانب الملكة دودو لن نسمح لسمر بأن تأخذ كرسي العرش منها .
مها : حلت علينا النعمة وأنتِ تريدين رفسها .
فهده : أن أخذت سمر سلطة العلقة فلن نفر من هنا .
مها : ما المطلوب مني إذن ؟؟؟
أخرجت فهده من جيبها قنينة وناولتني إياها قائله : أشربيها .
مها : ما هذا المحلول ؟؟؟
فهده : سيتسبب لكِ بوعكة , أشربيه دفعة واحدة فطعمه مر , عليك بالتردد لدورات المياه كثيراً حتى تستطيعين معرفة المكان الذي تخبأ سمر به الممنوعات أبحثي جيداّ هذه بداية الطريق للخلاص من سمر علينا معرفة مخبئها السري داخل دورات المياه .
مها : ليس من الصعب المعرفة أتوقع بأنه في خزان مياه المراحيض .
ضحكت فهده قائله : هذه الأماكن يتم تفتيشها يومياً .
مها : أكره العلقة أتمنى أن تموت .
فهده : عليك بمساحتها .
مها : أنت حرة باتخاذ قراراتك ومنح غفرانك لمن تشائين ولكنني لن أسامحها سأوهمها لآخر لحظة بأنها ستهرب معنا ولكن ما أن تحين لحظة الهروب سأحرمها من الهروب سأجعلها تندم لما فعلته بنا .
فتحت القارورة وتناولها دفعة واحدة كان طعمها مراً ولكن في سبيل الوفاء في وعدي سألعق السم والعلقم , استلقيت على ظهري وبعد هنيهة شعرت باضطراب أمعائي تعجبت في داخلي لسرعة مفعول هذا الشراب , نهضت مسرعة اطرق باب الزنزانة على عجل , حضرت السجانة فوزية على الفور قائله : ما بك تطرقين القضبان بهمجية ؟؟؟
أجبتها وأنا ما*** بطني ألما : أسرعي أريد دورات المياه .
ضحكت السجانة فوزية : تبدين لي في حالة مزرية .
فتحة السجانة فوزية بوابة الزنزانة مصطحبة إياي لدورات المياه دخلت دورة المياه بسرعة , وقفت السجانة فوزية لدى باب دورة المياه تنتظرني ولكنني كنت أطلق أصوات وروائح كريهة , أطلت المكوث في الداخل فغادرت السجانة فوزية قائله : سأعود لأصطحبك بعد ربع ساعة وخرجت من دورات المياه قافلة الباب ورائها بالمفتاح لتضمن عدم تجولي في الأروقة لدى خروجي فهذا الأمر يثير جنون السجانات عندما يشاهدنا نجول في أرجاء السجن , بعد قضاء حاجتي أخذت بالبحث في أرجاء دورات المياه بأريحية فلا أحد سواي هنا والباب مغلق بحثت في أحواض غسيل اليدين وصنابيرها والقمامة والزوايا والمراحيض ولكن بلا جدوى , بعد فترة تمكن اليأس مني وفشلت أمام أول تحد في سبيل نجاح خطة فهده , حضرت السجانة فوزية وأعادتني لزنزانتي عند عودتي استفسرت مني فهده مستبشرة أن كنت وجدت شيئا ولكن كانت إجابتي من وقعها أن جعلت فهده تصبح شاحبة الوجه قائله : سمر أن أمكنتها السرية يعجز الجن الأزرق على العثور عليها .
***
بعد انتهاء المحاضرة قرر فهد الذهاب لمقهى المعهد لشراء كوباً من القهوة فقد أمضى ليله بالأمس يستذكر دروسه لاختبار اليوم عندما ذهب ليبتاع القهوة وجد المقهى مزدحم بالزبائن وغسق تقف بعيداً تنتظر أن يخلو المقهى من الرجال تعجب فهد لأمرها تارة تكون جريئة وتتعدى الخطوط الحمراء وتارة تكون خجولة ولا تخالط الرجال وتدعى الطهر .
قرر فهد أن يقوم بتصرفه الرجولي وأن يبتاع لها كوب قهوة وقطعة من معجنات من لفائف الدراسين , فاجأها فهد بنبله فشكرته غسق وابتسمت له بابتسامه كان من وقعها أن تجعل قلب فهد يدق بسرعة وتدق مسامير صورتها في ذاكرته صورة تلك الفتاة الحسناء الجذابة ودعته غسق شاكرة له ملوحة لها بيدها كأنها طفلة بريئة تودع والديها في أول يوم دراسي لها . أثناء سيرها مبتعدة عن فهد طوقها من ذرعها الشاب صاحب الملامح الخليجية الذي شاهدها معه في القاعة مسبقاً , شعر فهد بسكين يغرز في صدره فتسائل في نفسه ما دخله هو في شؤونها تصاحب من تصاحب ولكنه تندم في قرارة نفسه لشرائه لكوب القهوة ولفافة الدراسين .
***
استيقظت بثينة لتجد غرفتها مليئة بالأزهار الحمراء وشذا رائحة الطبيعة تكتنف المكان , التفتت من حولها باحثة عن ناصر فوجدته غارق في النوم على كرسي بجوارها ابتهجت لرؤيته ودمعت عينها لسعادتها , استيقظ ناصر بسبب الضجيج الذي أصدرته بثينة لدى نهوضها , أقترب منها وقبل جبينها قائلا : طهوراً إن شاء الله .
قلت بحياء : أنا خجلة منك لقد قمت بالكثير من أجلي .
مسد ناصر شعرها قائلا : حمد لله على سلامتك .
وخزها شيئا في خاصرتها فوضعت يديها على خاصرتها فوضع ناصر يديه على يديها قائلا : هل تشعرين بألم هنا لقد أجروا عملية غسيل كلي لك .
أومأت بثينة برأسها فصاح ناصر بالممرضة لتحضر لها مسكنناً , عندما رفعت الممرضة ردائها شاهدت بثينة ضمادة ملتفة على خاصرتها بالكامل ممتلئة بالدم فأشاحت نظرها بعيداً , أعطتها الممرضة الحقنة على عجل فغططت في سبات عميق , عندما استيقظت أخبرها ناصر بأنه يتوجب عليهم العودة وقضاء فترة نقاهتها لدى والدتها فهو لن يستطيع خدمتها بسبب دوام عمله الطويل وافقته بثينة وهي تشعر بحرقة في صدرها فهي لا ترغب بالعودة لجحيم والدتها , عادوا ولله الحمد واستقبلت أم إبراهيم أبنتها بترحاب وهي تنظر لحقائبها آملة بوجد العديد من الهدايا لها أبنتها مريضة وهي تنتظر الهدايا ونعم الأم , أحضرت خلود أصناف شتى من الأطعمة ترحيباً بقدوم أختها , عندما جعلت طبق الدجاج المقلي على مقربة من بثينة لتطعمها شعرت بالغثيان فأسرعت لدوارة المياه لأخرج ما في بطنها عند عودتها لغرفة المعيشة ألقت أم إبراهيم بسؤلها الذي كان كالقنبلة الموقوتة : هل أنتِ حامل ؟؟
شعرت بثينة بالارتباك ولم تستطيع الإجابة .
أم إبراهيم : دعينا نذهب للمستوصف لتأكد من ذلك .
علت تقاسيم وجه بثينة الفرحة فهي ترغب بأن تكون أما فناصر أصبح رجلا جديد وحان وقت تكوين أسرة لها لتعوض حرمان السنين , ذهبوا للمستوصف وقماموا بتحاليل الدم وتأكدن من الحمل كادت بثينة أن تطير فرحاً بهذا الخبر ولكنهم يجهلون عمر الجنين فأشاروا عليها بأخذ أشعة له , وافقت وأخذت الأشعة على عجل , عندما كانت الطبيبة تأخذ لها الأشعة .
أثناء التقاط صوراً لجنينها قطبت الطبيبة جبينها قائله : هل قمتي بعملية مؤخراً ؟؟
أجبتها مستنكرة سؤالها : نعم غسيل كلي .
سألتها وهي مازالت مقطبة جبينها : ولكن هذا ليس ما يتبين لي , لم تقومين باستئصال إحدى كليتيك .
فجأة راجعت بثينة الأحداث التي حدثت مؤخراً
تغير معاملة ناصر لها ورغبة ببدء علاقتنا من جديد واختياره لمصر دولة سرقة الأعضاء الكبرى وتسممها المفاجئ من السمك المشوي والضمادة التي تلف خاصرتي .
نزلت دمعة حارقة على خدها و أنهت روايتها التي كانت للتو بادئة في كتابة حروفها , قاطعت لحظة انهيارها الطبيبة قائله : لديك نزيف داخلي في منطقة كليتك المستأصلة عليك بمراجعة المستشفي حالا لا يمكن تطبيبك هنا فالمستوصف لا يمتلك المعدات اللازمة .
دخلت أم إبراهيم ورأت على سحنة أبنتها هيئة الموت فقالت باستهجان : ما بك يا بنتي ؟؟؟
أخبرتها بالقصة فوضعت يدها على رأسها وأخذت تولول وتدعو الله على ناصر متحسبة , هاتفت أم إبراهيم علي ليصطحبهم للمستشفي وشرحت له جميع الأحداث التي حصلت لهم .
***
أخذت بالتردد لدورات المياه كثيراً حتى أن السجانة فوزية لم تعد تقوم بإحصاء عدد مرات دخولي لدورات المياه , لقد قلب هذا الشراب حالتي وأصبت بوعكة صحية وأصبح وجهي شاحباً وبطني مقعراً وحول عيني هالة من السواد وظهري يؤلمني , سولت لي نفسي بـأن أخبرهم بما شربت ليذهبوا بي للمستشفي ليجدوا لي حلا فقد كنت على شك بأني سوف أموت ولكنني عدت لصوابي وقررت تمضية يومي كله في دورت المياه ومما زاد هلاكي أبواب المراحيض كانت ثقيلة فكنت أجد صعوبة في دفعها ألا الباب الثاني والأخير فاستقريت في أخر دورة المياه الثالثة , عند جلوسي على المرحاض أصدرت تأوهات الألم كان تأملي للسقف يخفف إحساسي بالأوجاع لكن هذه الخطة لم تعد ناجحة بعد مدة زمنية , انتهيت من عذابي فخرجت لأغسل يدي ولكن عاود الألم لي فعدت من جديد للعذاب عند دفعي للباب لدخول المرحاض لاحظت شيئا دورات المياه مكونة من ثلاث أبواب جميعها أعاني في دفعها عند دخول للمرحاض ألا الباب الأول توجهت للباب الأول وطرقت عليه فظهر صوتاً عالياً يدل على وجود فراغ من ثم طرقت الباب الثاني ولم يصدر صوتاً واضحاً عند طرقي للباب الثالث لم يصدر صوتاً واضحاً أيضاً , قهقهت بداخلي قائله : لقد غلبت الجن الأزرق .
صعدت فوق المرحاض لأشاهد الباب الأول من فوق , شاهدت ما كنت أتمنى رأيته وجدت غطاء من الألمنيوم مثبتاً بأربعة مسامير لولبية كبيرة جداً حاولت انتزاعها بيدي والحمد لله نجحت بذلك فوجدت أكياساً من المخدرات اجتاحت خلايا جسدي السعادة واتسعت عيوني غير مصدقة لعثوري على مكان مخبئ سمر , أخذت بتخيل وجه فهده وأنا أخبرها بالخبر السار يا لذكاء هذه الفتاة الباب مكون من أربعة صفائح معدنية محشوة بالداخل بالفلين أفرغت الفلين واستبدلته ببضائعها , أعدت كل شيء لمكانه عندما سمعت السجانة فوزية تفتح الباب عدت مع السجانة فوزية لزنزانتي بخطى واسعة أشبه بالهرولة لدى دخولي للزنزانة انتظرت مغادرة السجانة فوزية عندما رحلت السجانة أسرعت نحو فهده قائله بفخر : استحق جائزة نوبل للأعمال الشريرة .
نظرت لي فهده قائله : وماذا فعلتِ .
أجبتها بسرور: عثرت على ما لم يستطع الجن الأزرق إيجاده .
قهقهت فهده قائله : أرجوكِ أخبرني بأنكِ لا تمزحين .
أخبرتها بالمكان وملاحظتي لأوزان الأبواب أخذنا نقهقه فرحاً لنجاح أول خطوة لنا سوية .
فهده : الآن علينا بابتزاز سمر .
مها : حسناً , ولكن متى تنوين البدء بابتزازها .
فهده : معرفتنا بمخبئها السري سيكون الضربة القاضية لها ولن تكون بعد الآن في حالة قوية تخيلها لإنزال العلقة من عرشها سقطت ولله الحمد من عداد المنافسات .
مها : مع أأني أتمنى وقوع الحيزبون اليوم قبل غد .
فهده : ما أن يرن الجرس سأذهب لسمر لأصعقها من ثم أخذنا بالقهقهة .
***
أقبلت فهده نحوي شاحبة الوجه خافضة الكتفين عينها ذابلة بشدة , سألتها عن سبب حزنها .
فأجابت بصوت خفيض : نواجه مشكلة كبيرة أن العلقة غارقة بالديون كما أنها تأخرت في دفع مستحقات السجانات وهن ثائرات بسبب مماطلتها أنها في أزمة مالية لقد أنقلب عزيز وفاطمة ضدها بشكل مفاجئ متعاونين مع سمر أي أن كل خططنا باءت بالفشل .
مها : ولما تمر العلقة بأزمة كهذه .
فهده : يقال بأن المروجين الذين يمولونها ألقي القبض عليهم .
مها : وسمر من أين تتدبر شؤونها .
فهده : سمر تتعامل مع عصابة خطيرة لن تستطيع الدولة القبض على مجموعة أفرادها جميعاً كما أن رئيس العصابة عصام يعشقها ويفضلها وقد خصص مكانة لها لم تطلها فتاة مروجة من قبل .
مها : يا إلهي وما العمل الآن .
فهده : علينا بالتقرب من سمر وإشراكها في خطة الهروب بدلا من العلقة .
مها : الآن بتِ تتكلمين بعقلانية .
فهده : كوني على أتم الاستعداد لصدمة العمر فربما تهرب هي ونبقى نحن هنا قابعين في هذا الوحل القذر .
مها : حاليا لدي خطة لا تتوجب أشراك أحد بها .
فهده : وما هي ؟؟
مها : لدينا موعد لدى طبيب الأسنان والتجربة سأقوم بها اليوم .
***
عند ذهابنا لطبيب الأسنان استغليت فترة انشغاله في علاج فهده
فانسليت من الكرسي متقدمة نحو أحد قوابس الكهرباء منحنية أمامه مدخلة به أداة من أدوات تنظيف الأسنان التي سرقتها عند دخولي للعيادة من ثمة سكبت ماءاً كنت قد أحضرته معي في زجاجة خبأتها بحمالة صدري , أخرج القابس الكهربائي شرراً وفجأة توقف الشرر عن التطاير تعجب للأمر فأخذ بحشر الأداة أكثر فأكثر ولكن ذهبت محاولاتي عبثاً فقد تعطل القابس بالكامل , انتبه الطبيب لمحاولتي لافتعال الحريق صاح الطبيب على السجانات فحضرن بلمح البصر . كبلوني من ثم أخذن بركلي وشتمي بأفظع الكلمات , ألقوني جانباً وأخذوا باستجواب الطبيب فأخبرهم بما حدث بالضبط , ضحكت أحدى السجانات قائله للطبيب : الحمقاء لا تعلم بأن جميع القوابس مزودة بسلك تأريض .
صعقت لدى سماعي ما قالت كيف لي بنسيان تلك المعلومة ولكن كانت تلك مشيئة الله أن يشجب هذا الأمر عن بالي .
كبلوا فهده أيضا واتهموها بمحاولة افتعال الحريق معي وأنها المحرضة الأولى لي , مسكتانا السجانتان وجرتنا كالكلاب وأخذن بضربنا بعصيهم بلا رحمة بكل ما أوتين من قوة وشتمنا أخبرتنا السجانتان أن نلزم الصمت وألا سوف يبرحناً ضرباً وكأنهم حاليا لا يقوم بأية عملية ضرب .
جرتنا الساجنتان من شعرنا ونحن نصيح ألما ونتخبط بالأرض , تجاهلن صرخاتنا ولم تبد على أوجهم أية رحمة لنا بل كانت القسوة والجفاف بادية على وجههم بجلاء , أخذن بضربنا وشدنا من شعرنا جارينا إلى رواق لم نشاهده من قبل وصلنا لباب حديدي متآكل من الصدأ فتحته السجانة مريم فانهلت علينا أعداد كبيرة من الفئران فأخذت بالصراخ والولولة من شدة الهلع والذعر فأنا لا أطيق هذا الكائن , ألقتني السجانة مريم بالأرض وأخذت بركلي وصفعي عدة صفعات وضربتي بطرف عصاها على رأسي ففقدت الوعي .
استيقظت فوجدت نفسي ممدة على أرضية موحلة بسائل لزج ورائحة المجارير تفوح في المكان بأسره جلت بنظري في الزنزانة فشاهدت سيل يجري من سائل عكر اللون من ثقب في أسفل الحائط مشكلا سيلا يمتد بين الزنزانات السجن الانفرادي , يدي مكبلة بقيود تشد على رسغي بقوة مما جعلني أشعر برغبة بالحكة ولكنني لا أستطيع الحراك فأنا اشعر بأنني قد وقعت من الطابق العاشر , عنقي مطوق بأغلال صدئة رذاذه صداه منتشر على كامل جسدي , حاولت الصراخ لمنداة السجانات لأنني أرغب بالذهاب لدورة المياه ولكن حلقي كان جافاً وأشعر بغثيان شديد وبطني يؤلمني بشدة , فتح باب السجانة فشاهدت رغد حمد الله بأن رغد هنا اقتربت نحوي رغد وأخرجت من صدرها لوح شوكلاتة وسارعت في فتحته جاعلتن إياه على مقربة من فمي فقضمته بسرعة , عضضت على لساني لسرعة مضغي من الجوع فأخذت بالبكاء فحالتي مزرية همست رغد بأذني قائله : علي بالذهاب مها تجلدي كان الله في عونك , أخرجت من جيبها قارورة الماء وسقتني الماء من ثم خرجت رغد مسرعة مغلقة الباب ورائها . بعد بضعة دقائق أنطفئ النور فذعرت وأخذت بالصياح على السجانات ولكن لم تستجيب أية سجانة لندائي , خطرت على بالي فكرة ما أن كنت أنا وفهده قد سجنا سوياً فهي بالتأكيد معي في هذه العنابر لسجن الانفرادي صحت باسم فهده ولكنها هي أيضا لم تجيب أخذت بالبكاء من شدة الرعب والظلام الدامس الذي يكتنف المكان , لم استطع النوم وأخذت الوقت يمر بشكل بطيء جداً ولكن بعد مدة زمنية طويلة وبعد أن جف دموعي وجف حلقي و تيبست شفتاي فتح باب الزنزانة فشاهدت السجانة مريم تلقي بطعام الإفطار مغادرة صحت بها قائله : أريد أن أصلي الفجر .
التفتت نحوي قائله : الآن تذكرتي الله .
مها : أنتِ صاحبة خلق ذميم .
عادت نحوي ولكمتني على وجهي فسال الدم من أنفي وأخذت بالبكاء فخرجت مغلقة الباب ورائها وهي تقول: قبل أن تحاولين افتعال أي حريق مرة أخرى أعدي خطة محكمة وذكية .
صحت بها قائله : أريد الذهاب لدورة المياه حدثتني من فتحه في الباب بالحديدي الصدئ قائله : أترين هذا السيل الجاري من القاذورات أقضي حاجتك هنا .
لم اصدق ما تفوهت به هل يعقل بأن اقضي حاجتني هنا عندما دققت النظر كان ما قد قالته صحيحاً فالسائل مليء بالقاذورات ثار القرف بداخلي فسارعت بالتقيؤ وتفريغ ما بي جوفي لم أستطع التحمل زيادة فتبولت في بنطالي شعرت براحة ولكنني بت الآن مبللة بالنجاسة حالي يرثى لها .
أمضيت أيام في العتمة واشتمام الروائح الكريهة والقيء المستمر كان الطعام سيء جداً حتى أأني حاولت ابتلاعه مرة ولكنني وجدته فاسداً ورائحة الزخم تنبعث منه فأخرجت اللقمة من فمي وتقيأت بعدها ما يقارب 15 مرة فيبدوا بأنها قد سممتني أو شيء من هذا القبيل وكأن السجن يصب غصبه علي فيدي قد تقرحت بسبب الحديد الصدئ الذي يلف معصمي.

الفصل الخامس عشر

( المسرحية )

بعد عدة أيام قررن السجانات إخراجي فقد قارب شهر رمضان على الانتهاء والعيد مقبل على الأبواب قررن إعادتي لزنزانتي , عندما فتحن باب الزنزانة وجدوني ممدة أرضا متسخة أمرني بالنهوض ولكنني عجزت عن تنفيذ أمرهن فحملنني .

***
قبل أن يعددني السجانات لزنزانتي جعلوني استحم وادعك جسدي جيداً لولهة ظننت أن الأوساخ لن تزول فقد كان السواد يتلبسني رافض أن يزول ولكنني في نهاية المطاف نزعت السواد عن جسدي بقوة الدعك والإصرار , عند العودة صفقن السجينات لي وصفروا قائلين :مايكل سكوفليد المستقبلي .
استغلوا الفرصة وأخذ كل من يستطيع الشماتة الضحك و الهزو لحالي .
لم يعدوني لزنزانة فهده فقد أصدروا قرار آخر فما بما أننا قد كنا نهم بالهرب سويا فعليهم تغير الزنزانة أعادوني إلى زنزانة عائشة فرحت بهذا القرار فقد اشتقت لرفيقتي , عند دخولي رحبت بي عائشة وضمتني وأخذت بالبكاء قائله وهي تتفحصني : يا للهول ماذا حدث لك؟؟
لما تبدوا على سحنتك الموت ؟؟
أجهشت بالبكاء قائله : حسبي الله ونعم الوكيل لقد عذبني بكل وسائل المتاحة حسبي الله .
عائشة : الحمد لله ها أنت الآن حرة .
مها : ما بالهم لا رحمة في قلوبهم .
فجأة أضطرب السجن بالكامل وأخذن السجينات بالدعاء مع بعضهن البعض قائلين : يا رب أن نكون ممن قد نلن العفو .
رج السجن رجاً وأخذت الأرضية بالاهتزاز والجو مفعم بالنشاط والحيوية والبهجة والأصوات تتعالى أكثر فأكثر التفتت نحو عائشة قائله : هل ضرب السجن هزة أرضية .
أمسكت عائشة بيدي وجعلتني أقف بجانبها من وراء القضبان وهي تحمل بيدها جميع أغراضها كسائر السجينات الأخريات جميعهن يحملن أغراضهن بين أيديهن .
مها : هل صدر عفو جماعي .
عائشة : اليوم يتم الإعلان عن أسماء الفتيات اللاتي أستحقن العفو بمناسبة العيد تصدر المكرمة كل سنة قبل العيد بعدة أيام.
مها : هل سأنال واحد برأيك .
عائشة : المتهمات بالقتل لا يصدر أمر كهذا لهم.
خاب أملي وتجمع الدمع في محجري .
مرت السجانات على الفوج الأول وبدئن بإخراج أول دفعات الفتيات.
أصبن كثيراً من الفتيات بالإحباط لعدم نيلهم لتلك الجائزة المقدسة مرت السجانة من رواقنا ولكنها لم تخبر بعائشة بأنها قد نالت العفو فانهارت عائشة باكية وهي تنحب قائله : سيحدث لي كما حدث مع ندى سيأخذون صغيري مني .
ضممتها قائله : غداً هو اليوم الموعد .
استمرت عائشة بالبكاء
مها : أعدك عائشة فالتجربة للمسرحية غداً .
صمتت عائشة ولكنها مازالت تذرف الدمع .
***
اعتلت السجينات خشبة المسرح الكبيرة المسندة على أربع أحجار مغطاة بعشب أخضر صناعي , توجد سماعات كبيرة موزعة بين مقاعد المسرح , أحضرن السجينات أوعية الفشار وأكواب المشروبات الغازية وكأنهن في قاعة سينما يا للعجب يجدن المتعة في أي شيء ويسعدن لأي أمر وشهيتهم دائما شرهة , كانت المسرحية تتألف من شخصيتين رئيسين الأولى فتاة سمينة تمثل دور السجانة مريم تحرك يدها بحركات عشوائية كالبلهاء وتحك جلدها باستمرار مما سبب لها الحمرة .
والثانية تتقمص شخصية فهد الحالية حيث أنها ترقق صوتها وترتدي قميصا قطنيا وردي اللون وتتمايل بخطواتها وشعرها مسدول على كتفيها .
كانت المسرحية بالغة السخرية فقد تعدت الحد المسموح , الغريب بالأمر بأن السجانة مريم تسمح لهم بذلك وتشاهد العرض المسرحي وتضحك مع رفيقاتها السجانات غير آبهة من سخريتهن بها .
أثناء العرض المسرحي أشارت لي رغد بعينها فعلمت بأنه حان الوقت التنفيذ أشرت بعيني لفهد فأخذنا ثلاثتنا بتبادل النظرات معلنين بأعيننا لبعضنا البعض بأن ساعة الهروب قد أزفت .
جعلت رغد لحظة نهوضنا متزامنة مع مشهد من مشاهد المسرحية الصاخب حتى نذهب بدون لفت الأنظار, ما أن بدء المشهد الصاخب وتعالت أصوات السجينات بالضحك , أسرعنا بالرحيل حتى تورينا عن الأنظار , ذهبنا للزقاق الذي أمرتنا رغد بالاختباء به حتى تأتي إلينا بعد خمس دقائق من نهوضنا .
لم تحضر رغد بالموعد المحدد فأثار ذلك الريبة والخوف في نفسي ولكنها ظهرت بعد عدة دقائق وبيدها المصبحان فتنفست الصعداء وطمأنيت .
كانت عائشة مشوشة تطوف الزقاق ذهابا إيابا وهي تردد سؤالها ؟؟؟
ما هي الخطة ؟؟؟ ماذا تنوين ؟؟؟
, قدمت رغد نحوي وأعطتني المصباحان ودعت الله لنا بنجاح الخطة وغادرت رغد بسرعة وحذر شديدين تاركتنا خلفها وروحها معنا , فور استلامي للمصباحين أعطيت المصباح الأول لعائشة قائلة : عضي به على أسنانك فهو سبيل خروجك من هنا .
سألتني عائشة بربكة وخوف : كيف ذلك ؟؟؟
تجاهلتها و استدرت لأعطي المصباح الآخر لفهده فوجدتها تفتح غطاء الصرف الصحي بدون أمر مني فأثارت عجلتها حنقي .
أمسكت بعائشة وجررتها نحو فتحة الصرف الصحي أشرت بيدي للحبل الذي وضعته مسبقا بالصرف الصحي قائله : أشعلي المصباح ومحمد زوجكِ سيعثر عليكِ هيا أشعليه بسرعة .
حاولت عائشة إشعال المصباح ولكنها لم تنجح لشدة رعشة يديها من الرعب , فأخذته من بين يديها وأشعلته وأعدته لها من ثم نزلت عائشة بسرعة من الحبل وهي تقول : لا يوجد تماسيح هنا أليس كذلك مها .
قهقهت ضاحكة قائله : يا لخصوبة مخيلتك يا عائشة سعيد التمساح الذي سيتناولك فبداخلك تحلية .
أغلقت فتحة الصرف الصحي وأنا أطلب من فهده مساعدتي ولكنها لم تلبي طلبي أخبرتها بأن عليها أن تساعدني حتى نتمكن للوصول لفتحة الصرف الأخرى بسرعة .
قلت لها بصوت مرتعش : أسمعي احتياطي السلامة حتى ما إذا قبض على أحداكن سوف أهرب كل واحدة منكن في فتحة صرف صحي مختلفة
لم تجبني فهده فثار حنقي فالتفت للخلف .
فتحت فمي من شدة هول الموقف واغرورقت عيني بالدموع فسال دمع حار على وجنتي كاد يشوي جلدي , أخذت بالانتفاض وكأنما سلك كهربائي قد صعق جسدي الهزيل فقد أخذت الرعشة تقصف جسدي قصفاً فقدت الشعور بالأشياء من حولي وأحسست بالصمت يعم الأجواء .
سال خيط من الدم من خاصرتي فوقعت أرضا بلا حراك .
سمعت صوت العلقة دودو تقول : سأذهب أنا وستبقين أنتِ هنا لتتعفنين هنا .
أثناء تلك اللحظة وقعت الملكة دودو أرضا , لتظهر من خلفها سمر وقد طعنتها حوالي ثلاث مرات , حاولت مقاومة شعوري بالنعاس وبحثت بعيني عن فهده فوجدتها مستلقية أرضا ما الذي حدث لها هل طعنوها أيضاً ؟؟؟
من فعل بها ذلك ؟؟؟
غلبني النعاس فأغمضت عيني مرغمة , جاهدت نفسي وعدت لوعي من جديد وجدت سمر تتجه نحو فهده وهي مشهرة السكين نحوها تهم بطعنها , عرفت بأن سمر تنوي سفك دمائنا والفرار بعد ذلك نهضت وأنا أمسك جرحي والأنين مكتوم لمحاولة مباغتة سمر أخرجت سكيننا من جيبي وبخطى خفيفة الوقع لا يكاد يسمع صوتها وصلت وراء سمر وباغتها فالتفت بسرعة نحوي فطعنا بعضنا البعض في نفس اللحظة وقعنا أرضا سويا وكانت فهده شبه عاجزة عن الحراك لا أعلم ما حدث لها بالضبط شاء الله أن تصل رغد في الموعد المحدد فقد واعدتها بعد خمس دقائق من دخول عائشة وفهده لفتحات الصرف الصحي أن تأتي لإعادتي لمسرحية , عندما وجدتنا نحن الأربعة مستلقين أرضا وتنبعث بالأجواء رائحة الموت صاحت بالسجانات حتى يحضرن أتين السجانات مسرعات وتوقفت تجربة المسرحية ولحقن السجينات بالسجانات لمعرفة سبب صراخ رغد ونحيبها
وجدونا أربعتنا ممدين على الأرض
اقتربت مريم من فهده فرأت منديل يقع بجانبها أشتمته فعرفت بأنه تم تخديرها , أخذت مريم تصفع فهده حتى تستيقظ ولكنها لم تنجح بذلك فبصقت بوجهها فاستيقظت فهده , عندما رأتني فهده ممدة والدماء تلطخ جسدي بالكامل حبت نحوي لعدم قدرتها على المشي واستلقت بجانبي جاعلة من أرنبة أنفها ملتحمة بأرنبة أنفي .
نظرنا لبعضنا عدة لحظات من ثم قالت فهده بصوت رقيق ومعاتب :
لماذا يا مها ؟؟؟
رددت عليها بوهن وتعب : لقد ضحيتي من قبل من أجلي وقد حان دوري .
***

أخذت مها بالتمتمة ولم أستطع سماع شيئا ولكن بعد عدة ثواني استكان جسدها وتوقفت عن التنفس في تلك اللحظة نزلت دموعي على جسدها وأخذت بالنحب حملن السجانات أربعتنا وضعونا في الحملات
حتى وصلنا للمستشفي


روائية طموحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-10, 11:58 PM   #6

روائية طموحة

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 116829
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » روائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond reputeروائية طموحة has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر
(النهاية )


بعد أن فارقت مها الحياة لم يغمض لي جفن لمدة ثلاث أيام مجرد غفوات تباغت جسدي المصدوم لتريحه قليلا من عذابه المحتم فقد توعد لي الحزن بأن ينهش الراحة من جسدي نهشا ليتركني كالخرقة المتهرئة بالية بلا لون ولا رائحة ولا أحاسيس , لم أستلذ بالنوم أبدا بعد موت حبيبتي ولن أستلذ مجدداً فقد ضحيت بالراحة من أجل أن يستكن وجداني ويهدئ هكذا قررت أن يكون حدادها , وكأنه مقدر لي بالعذاب طوال حياتي لقد كتب الله بموتها ابتلاء عظيماً لي , عندما حظيت بأخلص الفتيات وأصدقهن قولا تموت هكذا بعد أن أمسكت بين يدي وردة ندية هبت رياح عاتية تلاعبت بأوراقها فجعلتها تتناثر في الأجواء راحلة عني , أحرم من شذها طوال عمري أيتها الوردة الغالية عودي رجاءاً أريد أن اشتمك لمرة أخيرة ولكن ما نفع رجائي فقد رحلت الرياح وهي محملة بأوراقها الطاهرة الندية .
أضربت عن الطعام لمدة شهرين وصمت عن الكلام أيضاً فقد كنت أتقوقع في زاوية صالة الطعام ولا أتحرك ساكناً , لم أتناول لقمة واحدة منذ وفاة حبيبتي كان مطلبي أن تتم محاكمة سمر في أقرب وقت وفعلا لقد تم الاستجابة لطلبي بعد أن أدخلت للمستشفي وبعد أن أخبر الطبيب بأن إذا لم أأكل سوف أموت بسبب فشل الكلوي وعدم قدرة عضلة القلب لضخ الدم لجسدي الضعيف الحزين , أمر القاضي الطبيب بإعطائي محاليل التغذية عوضا عن الطعام فأخبره الطبيب بأنه يعطيني المحاليل منذ شهرين ولكن أن أستمر حالي على ما هو عليه فسأفارق الحياة بعد أسبوعان , وهكذا أستجيب لطلبي وحكم على سمر بالإعدام بعد أن تبلغ سن الرشد .
لم يتنازل فهد عن حق الدم مع أن عصام قد عرض على فهد ثلاثة مليون ريال سعودي ولكن فهد أبى ورفض التنازل عن دم زوجته الغالية وعشقه المكتوم منذ الصغر , وقد باءت محاولات عصام بالفشل كانت آخر محاولة قام بها عصام إرسال شيك مفتوح بعدد الخانات ليضع فهد المبلغ الذي يناسبه ولكن فهد رفض وتمسك بحق الدم وأعدمت سمر عندما بلغت سن الرشد وهكذا أرتاح ضمير فهد وأخذ بالثأر لعشقه المكتوم .
تزوج فهد من غسق بعد معرفته بحقيقة علاقتها بالشاب الخليجي فقد تبين له بأنه أخيها من الرضاع وأنجبا ثلاثة إناث وذكران أسمى أول فتاة رزق بها مها تيمناً بزوجته الأولى وتكريماً لذكرها وليعيد أسمها ذكرياتهم الجميلة باستمرار .
***
بثينة توفيت بعد أن وضعت طفلها فقد استنزفت مولدتها كل دمائها وفقدنها لأحدى كليتها ومعاناتها المرضية التي أحطتم بها علماً سابقاً جعلتها تموت وهي برعيان الشباب .
تزوجت خلود بناصر من أجل أن تقوم بتربية ابنة أختها الراحلة فكان من شأن ذلك أن تضحي بعذريتها للأبد حيث أنها لم تسمح لناصر بمسها فقد كان زوجها على ورق فقط وأعلنت بعدها أنها الأم العذراء للأبد لابنة أختها الراحلة التي سميت بمها .
***
أم إبراهيم لازالت تضايق الجميع وتثرثر لساعات وساعات على الهاتف وتتصدر المرتبة الأولى في قوائم النساء النمامات ولكن الله يمهل ولا يهمل .
***
رغد أصبحت الزوجة الثانية لطبيب الأسنان خالد وأنجبت عشرة أطفال وكتب الله أن لا ترزق بفتاة فحزنت حزنا شديداً كانت ترغب بأن ترزق فتاة وتسميها مها ولكن مشيئة الله جاءت عكس رغبتها .
***
الملكة دودو انتقلت لسجن الراشدين وحكم القاضي عليها بعد عدم وجود أربعة شهود على حادثة طعن مها بالسجن عشرة أعوام مع ستون جلدة , توجت ملكة من جديد في سجن الفتيات الراشدات ومازالت تستمر في عمليات الأجرام وترويج للمخدرات سائلين السجينات من المولى أن تزاح من كرسي العرش لينعمن بحياة شريفة ولو قليلا ولكن عندما تأمن أمثلها العقوبة يسئن الأدب .
***
عائشة وضعت مولدها بالسلامة خارج السجن كما وعدتها مها وأسمته محمد تيمنناً برسول الله , عادت عائشة لحياة الأجرام سارقة متجر للذهب من جديد , عادت لسجن الراشدات للتشارك مع الملكة دودو في أجرامها متناسية أن من أخرجها في المرة الأولى من السجن ماتت مصروعة على يدين حليفتها الحالية .
***

أما أنا فهده فقد كتب علي الشقاء ولم أهنئ في نومي بعد موت حبيبتي ولم أعرف طعم للصداقة بعدها وفي محاولة تطهير الضمير و إيجاد السكينة لكياني بعد خروجي من السجن أكملت دراستي وتم ابتعاثي للخارج في تخصص المحاماة وبعد أنهائي لمشواري الدراسي عدت ورفعت قضية على سجن الأحداث وتغيرت الأمور هنالك كثيرا فقد غير طاقم السجانات بالكامل وفصل السجينات المرتكبات للجرائم الشنيعة عن السجينات التي دخلن للسجن لجرائم من النوع الإجرامي الأولي وهكذا حققت ما كانت حبيبتي تصبوا له .
ولكن حبيبتي مها معي أينما ذهبت
لا تتعجبون من كلامي فهي تعيش بجسدي كيف ذلك ؟؟؟
هل تعتقدون بأأني جننت أنها هنا بجسدي ألم تشاهدوها
تسكن ندبتي ترافقني أينما ذهبت مها هي ذلك الخط الرفيع الذي يحتل الجزء الأيمن من وجهي الذي أبي أن يمحيه الزمان .
أحمد الله ليل نهار بأنني قد توسم على وجهي ولم يستطع الزمن محوه أثره فهو يذكرني بها دائما .
مها غاليتي أنا أحملك معي أينما ذهبت
محبتك فهده .


تمت وبحمد الله

تمنياتي لكم بالاستمتاع بمعجناتي
سألتن المولى ألا تكون قد سببت لكم عسر الهضم

محبتكم كاتبتكم المبتدئة
روائية طموحة


روائية طموحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-10, 12:13 AM   #7

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
B11

شكراً روائية طموحة على تلك اللفتة في تجميع الرواية بمكان واحد
لي عودة قريبة بعد القراءة
في أمان الله ورعايته


فاطمة كرم غير متواجد حالياً  
التوقيع


لقراءة أعمالي (روايات- قصص- مقالات- جوابات :D ) انقر هنــــا
رد مع اقتباس
قديم 08-07-10, 12:41 AM   #8

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

هلا روائية طموحة ... شكراً لك لتنفيذك لوعدك بأن تكملى الرواية و أن تنزليها فى روايتى ... و أعدك أن أقرأها و أعود لأضع رأيى و بكل صراحة كما تحبين ...



روائية ربى يوفقك و يسعدك ...


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 08-07-10, 10:37 PM   #9

منبع الجود

? العضوٌ??? » 131274
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » منبع الجود has a spectacular aura aboutمنبع الجود has a spectacular aura about
افتراضي

روائية طموحة

لك أروع وأرقى التحايا لما سطره قلمك المصون , فقد أجدت في الكثير من روايتك وإن كنت أعتقد بأنها خربشات سيتلوها الكثير من الروايات التي أتمنى أن تملأ رفوف المكتبات ودور النشر في المستقبل القريب ...

لديك خيال واسع اتضح في كثير من الأحداث , ولكن يجب أن تراعى الواقعية في بعضها , الصور البلاغية واختيار المفردات كان أيضا متميز ولكن لم تنسق بالصورة التي نتطلع لروائية طموحة مثلك ...

أعتذر لأني قرأت الرواية بشكل سريع لعلي أعود اليها قريبا لأتفحصها عن كثب ولكن لا أخفيك بأن أحداثها وشخصياتها قد علقت بمخيلتي مما استثارني لأن أسجل في هذا المنتدى الرائع وأسطر ردي الأول لك ...



تحياتي
منبع الجود


منبع الجود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-10, 11:05 PM   #10

نسيم الغروب

نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية نسيم الغروب

? العضوٌ??? » 102266
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,407
?  نُقآطِيْ » نسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلمو روائية على اكمال القصة
لم يقدر لمها ان تعيش حياة الرفاهية والراحة في اي مرحلة من مراحل حياتها
ولكن الطريقة التي ماتت بها اثرت بي كثيراً ضحت بحياتها من اجل صديقتها
اما فهد عاد ليزاول حياته من جديد فأوله واخره حبه لمها كان حب مراهقة استطاع ان يتعايش بعده
عائشة لماذا عدتِ الى ذلك الطريق بعد ان ابتعدتِ عنه
خلود ضحيتي بحبكِ المكتوم في قلبكِ من اجل صغير اختكِ
ناصر انسان دنيء لاقصى درجة وهذا واضح ولم تكن تصرفاتك الحنونة تجاه بثينة بلا ثمن
ام ابراهيم ... الى اين ستصل بكٍ انانيتكِ وشركٍ
الحيزبونة ...دودو يبدو انكِ لن تتوقفي عن تصرفاتكِ الشريرة
سمر .. اثلج قلبي قرار اعدامها
فهده ... ايتها الانسانة الرائعة حققتِ حلم صديقتكِ بالمحاماة فعلاً نعم الصديقة

سلامي


نسيم الغروب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.