آخر 10 مشاركات
عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          482-خفقات مجنونة -ميشيل ريد (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي القصص أكثر تأثيرا
كنان 1 100.00%
نبيل 0 0%
وسام 0 0%
سهيل 0 0%
المصوتون: 1. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-09-19, 02:11 PM   #21

ميمونة با
 
الصورة الرمزية ميمونة با

? العضوٌ??? » 445482
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 152
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ميمونة با is on a distinguished road
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع
دخل الغرفة و هو على يقين بأنها لا تزال على رأيها و لكن مع ذلك عليه المحاولة .... مايزعجه في الموضوع ليس مقارنة نفسها بنادين فهو يعلم أنها ترى نفسها أهم و افضل من نادين .... لكن ما يزعجه هو عدم ثقتها به و كأنها لم تعرفه سوى آنفا .... هذا يجعله يحس بالطعم الصدىء في حلقه .... لو أنه تهاون معها في ذلك قليلا لكانت إحدى الصفعتين من نصيبه.... هي صديقته و زوجته .... ربما لو لا حادثة الإغتصاب التي حدثت معها لما تزوجها و لكنه حقا قرر نسيان الأمر و المضي قدما و إسعادها فهي لطالما ... وقفت بجانبه و شجعته ربما لم يحتج ذلك الدعم فعلا فلم ينقصه شيء من قبل ..... ولكن فقط إصرارها على ملازمته جعل من موضوع الزواج ناجحا على الأقل من وجهة نظره .... فمؤخرا أصبح يحس بالثقل من تصرفاتها .... و ما يجعله يحس بالذنب أنه لم يعد يقوى على مصارحتها بذلك فمنذ تزوجا تغيرت تصرفاتهما مع بعض تماما فلم يعد هناك مرح و حتى المزاح المبالغ فيه لم يعد بينهما... أصبحت جادة جدا كل الأوقات و لكنها كانت سعيدة بالزواج منه و هو أيضا لن ينكر بأنه كان راضيا معها .... ولكن مايحدث الآن يجعله يحس بأنه غير صادق معها مع أنه لم يخنها أبدا ....
ينظر إليها الآن وهي مولية ظهرها له مستلقية على السرير و الشلال الأسود الكثيف الأملس يغطي الوسادة ......تنحنح علها تلقي له بالا و لكنها تصرفت و كأنها تمثال حجري و هذا الأمر يزعجه و لكنه إعتاد عليه منها لذلك جلس على السرير و أحاط خصرها بذراعه كي يجعلها تلتفت إليه و لم تقاوم حقا و لكنه يريدها جالسة لذا ببساطة أجلسها و أصبح يعيد شلالاتها للخلف أذنها إلا أنها لم تتجاوب معه ..... فقط تنظر للفراغ أمامها .... نظر إليها لوهلة ثم إنحنى إليها يتذوق كرزتيها الحمراء يحاول أن يبثها الأمان و الحب و حتى الإحترام حتى إنحرفت شفتاه لرقبتها و عنقها و لكنه تصلب حين سمعها تسأله ببساطة و بصوت جليدي
(هل تحبني يا كنان ؟) نظر إليها بإستغراب حقا لا يدري ما يقول عنها أو حتى لها هل هذا سؤال يطرح في حالة كحالتهما الآن ؟.... إبتعد عنها قليلا لينظر في عينيها البندقيتين و إستعاد رباطة جأشه و أجاب مستفسرا
(لما هذا السؤال .... ألا يبدو حبي لك واضحا علي وضوح الشمس ....؟) نظرت إليه قليلا ثم أشاحت بوجهها عنه لترفع ركبتيها إلى الأعلى و هي تقول
( أقصد هل لا تزال تفكر في ..... موضوع .... ال..) لم تستطع أن تكمل.... فقد علقت الكلمات في حلقها نظر إليها بتمعن كأنه يريد ان يقنع نفسه قبل ان يقنعها بأنها مخطئة و أنه لا يفكر في الموضوع تماما ....
أجلى صوته و هو يقول واضعا يديه على ذراعيها بكل هدوء
(ألم تعديني ألا تذكري الأمر ثانية .... لقد مضى زمن على هذا الأمر فلما تعذبين نفسك به حبيبتي ؟) نظرت إليه بنفس الهدوء الثابت .... هي حقا أحبته... لم تكن تلك الخطة أبدا لم ترد يوما أن تفقد صداقته و لكن كونها بدأت تلاحظ الشباك التي بدأت المترصدات برميها عليه لصيده بعيدا عنها جعلها تخاف من إبتعاده عنها إلى حدث و تم إغتصابها و إنتهاكها ظلما كانت تعاني كثيرا .... أكثر منه خائفة من ردة فعل المجتمع حيث الفتاة التي تغتصب تتعتبر مستحقة لما لحقها بجدارة لذا حين جاءت إلى كنان تودعه و هي تقول باكية (لقد أنتهى أمري يا كنان علي الرحيل سأرحل مع عائلتي ... لقد تسببت في جرح عائلتي ... أمي تبكي ليلا نهارا بأني أسأت إلى العائلة .... لن يتزوجني أحد الكل سيوجه أصابع الإتهام لي أنا ) لم يتحمل حينها رأيت إنهيارها الفظيع فغادر الغرفة تاركا إياها تبكي ما إن إنتبهت أنها أصبحت وحدها حتى غادرت هي الأخرى مكسروة الخاطر ظنا منها أن الشخص الوحيد الذي لجأت إليه ليواسيها قد تخلى عنها .... و حين عادت إلى بيتها كانت منهكة لا تكاد تقف على رجليها و لكنها فوجئت بوالدتها تضمها لصدرها بقوة .... و مهنئة لها على تلقيها عرض زواج من صديقها .... كنان الذي كان مقبولا بلا ريب .... ما إن دخلت غرفة الجلوس حتى فوجئت به و عائلته لذا هي ممتنة لهم .... و لكنها في الآونة الأخيرة تحس بإبتعادهم و إنحيازهم للمصيبة المسماة نادين .... كم تتمنى لو تحمل طفل كنان طفل يمحو مخاوفها يجعل من دوام زواجهما أمرا مفروغا منه ...... رفعت عينيها إليه بهدوء و كأنها ترى أنه قد كان هو الآخر مسافرا إلى نفس الذكرى لذا .... لم تجد نفسها إلا و هي تقترب منه بشفتيها ..... حتى أجفلته تماما فإن كان هناك شك بما كانت تظن فقد دمغ مصداقية ظنها باليقين .....
إلا أنه إستعاد هدوءه بلحظات و هو يمنحها حقها كما وعدها تماما بأن لا يقصر معها و لا يعاتبها على ما لم تقترفه و إن كانت قد ساهمت في الخطأ بطريقة أو أخرى ... مائلا بها إلى عالم غريب لا معالم له و لكنه لن ينسى ما إقترفته هي بحق الطفل الذي كان من الممكن يكون على قيد الحياة لو لا أن أجهضته سرين بكل برودة أعصاب دون حتى إعتبار له أو طلب رأيه كزوج لها..... أو لكون الطفل بريئا من هذا الذنب و أنه من كان من الممكن أن يكون طفلهما ..... و هو حين يرى إصرارها على الحمل الآن لا يستطيع التعاطف معها و لا حتى مشاركتها نفس الحماس..... فقد أجهضته و هي الشهر الثاني و قد عانت من نزيف حاد كاد يودي بحياتها متعللة بأنه لن يستطيع النظر إلى إبن ليس له و أنها لن تترك مجالا للشك في قلبها و إنتظار الولادة لمعرفة إلى من ينتمي و من ذلك الوقت تنازل عن التعاطف معها فيما يخص إشباع غريزة الأمومة لديها .... وأصبح يجمعه معها الواجب و الوفاء بالوعد ..... و الآن حيث هو الآن عليه أن يطمئنها بأنه لن يستبدلها بأحد لكي يضمن عدم أذيتها لنادين .... فأي منطق هذا؟ .... منطق بسيط "الغاية تبرر الوسيلة
.................................................. .................................................. .................................................. ...............................
تنظر إليه بهدوء و هو يدون الملاحظات .... تحب قضاء الوقت معه ..... و تدريسه تماما كما كانت تفعل مع أنيس ....
رفع نبيل رأسه و هو ينظر إلى شرودها المعتاد حين تدرسه تنحنح لتركز معه ليقول نفس الكلمات
(أنت تعودين للشرود ثانية ) لم تجبه كلما فعلته هو المعتاد ضربة قوية على الجبين بالقلم قائلة له
(لا تغير مجرى الدراسة مهما يكن السبب كي لا تتسلل منك المعلومات )أجابها مقربا الدفتر منها
(تتكلمين و كجندي في الخدمة .... خذي إشرحي لي هذا الفصل عن نقص الضرائب من الحسابات العامة و وضعه في الكتاب الكبير ) نظرت إليه بتفاجئ و هو يكمل كلامه بينما هي علقت عن كلمة "جندي " ليته يعلم وقعها سابقا عندها... نعم فقد كان تكوين حينها كما يتم مع العساكر حتى تم تنصيبها محققة جنائية كان حلما جميلا تحقق بسرعة بدلا من قضاء على الأقل سبعة سنوات إلا أنها إكتفت بثلاث ليتم توظيفها و عن جدارة مع أن الإستهانة بقدراتها في البداية كان واضحا وضوح الشمس في عيني زملائها اللذين قضوا سنوات طويلة في الدراسة .... أما هي فقد إستغلت الموهبة التي من بها الله عليها بسرعة الفهم و الحفظ و قلصت السنوات عليها كثيرا ..... أمر لا يصدق إلا أنها في فترة وجيزة كانت في المقدمة أمامهم حيث .... عينت الرائد عليهم و فوق ذلك كسبت إحترام زملائها قبل ودهم .... و مع ذلك كل التفاني و التضحيات التي قدمتها لم يمنع ذلك الوطن عن التخلي عنها و هي في أشد الحاجة إليها ..... أغمضت عينيها بقوة لترمي تلك السلبيات عنها علها تساعد المكروب الذي أمامها ..... حتى تخصصه يشبه تخصص الذي كان يحلم به أنيس...... المصرف و التأمين .... أخذت القلم و هي تشرح له بسلاسة الدرس و تدون له الملاحظات في دفتره .... مضى الوقت سريعا ساعتان من الشرح و التحفيظ في المطبخ كأنه طفل في الإبتدائية و هدى تأتي بالفواكه مرة و بالمخبوزات مرة أخرى و تعقب بالعصير فالحليب ..... لينضم إليهم سهيل مكملا فقرة الجلسة الطبية التي يقوم بها للكل تطوعا و بالمجان .... إلا أنها تعلم علم اليقين أنه ما يقوم بها ليغوص بأمورها هي بالذات و يحاول معالجتها حسب ظنه بأنها ليست طبيعية و هذا يزيد حنقها أكثر هي تكره المشافي و الأطباء .... وتكاد تفقد أعصابها حين تراه بالطقم الطبي إلا أنه في الآون الأخيرة توقف عن المجيء الى المنزل بها ..... و هي شبه متأكدة بأن لكنان دخل بالأمر ..... فهذا الأخير و إن كان قد وعدها بأن لا يبحث عنها إلا أنه لا يتوقف عن التحديق بها و كأنها مادة غريبة يجب إكتشاف كل شيء بها ..... و هذا يكاد يكون تعديا على خصوصياتها ..... لذا و ببساطة نهضت لتستعد للذهاب إلى مخبئها حبيبتها ..... غرفتها ...... التي خرجت منها مع ثلاثي العجب الذين رحلوا مع أميرة منذ مدة لابأس بها و الآن عليها الإختفاء أمام السيد سهيل المزعج ..... ولكنه كان كمن قرأ أفكارها شادا كم قميصها قائلا بمرح مزعج
(لما العجلة سيدة نادين أم أنك تفضلين التهرب لم أعهدك هكذا نادين إجلسي قليلا أريد أن أكلمك في أمر ) فهم نبيل أن سهيل يريد التكلم مع نادين لذا إستغل الفرص ليهرب من المعلمة نادين على كل هي تبدو متعبة .....
........................
(لما صفعتك سرين اليوم ..... ؟) نظرت إليه بهدوء متنهدة
(سأخبرك حين تخبرني عن الغبي الذي ينقل إليك أخبري اليومية لأكسر عظامه و أقدمها للكلاب ....) نظر إليها بجدية لم تخفى عليها و هو يكمل الحوار
(متى ستكونين حالتي ) سألته بهدوء كالعادة (لما هل أبدو لك كمن يحتاج .....)أجاب نفيا
(كلا .... و هذا ما يقلقني أكثر ) ضحكت بهدوء خال من المرح و هي تعلم أنه لن يتوقف عن عرضه هذا و هي لن تتوقف عن الرفض و الإنكار إلا أنها أجابت بهدوء
(لا تقلق يا صديقي سأجد طريقي بنفسي ..... حين أضل ) و لكنه أجابها بحدة
(إسمعي يا أغبى أغبياء زمانك أنا لا أعرف شيئا عنك .... و لكن حين أنظر لك أعرف تماما أنك تحتاجين مساعدة فلا تهيني ذكائي يا فتاة ) حاولت مباشرة إستغلال الوضع لتغير الموضوع... و تهتف بغضب مصطنع
(فتاة .... فتاة .... أنا و أنت تقريبا من نفس العمر و تقول لي فتاة ) نظر إلى وجهها بإبتسامة حانية
(حسنا يا جبانة ..... فالتهربي و لكن لن أستسلم حسنا ؟ ثم إني أكبرك بخمس سنوات لا تنسي ذلك...) مطت شفتيها بإمتعاض و هي تحاول أن تتخطاه لكنه أوقفها بكلامه (تعلمين.... أسمع الكل يتكلم عن شجاعتك و قوتك، صلابتك حتى انه متفق عليه من الكل أنك لا تبكين أبدا حتى إنك لم تخرجي من أي معركة إلا و انت الرابحة تواجهين القتلة والمدمنين و السفلة لم تنزل هامتك يوما في ارض المعركة ..... كل هذا لتتصرفي بجبن أمامي في النهاية ..... فقط لأني أحاول جعلك تواجهين أكبر أعدائك ... نفسك... أحاول جعلك تحاربين نفسك في معركة حقيقية ثم التصالح معها ..... و لكنك جبانة أمامها تعتريفين بالخسارة أمامها قبل حتى أن تنزلي لأرض المعركة ... حتى لو كان كذلك وحسب أعلميها أنها و إن ربحت المعركة يبقى الحرب قائما لأن الحرب لا تنتهي بمعركة واحدة بل بمعارك جمة و ضارية فلا تستلمي يا صغيرة " نظرت إليه و هو يخرج من المطبخ بهدوء و كأنه لم يفعل شيء و لم يقل شيء ثم تنفست محاولة إستعادة أنفاسها التي فطنت للتو بأنها كانت محبوسة و هي تتمتم بخفوت
(هو فعلا لم يقل أو يفعل شيء ...لا شيء أبدا) ثم خرجت متجهة لغرفتها لأخذ حمام ساخن
لم تدري أن هناك من كان ينظر إليهما بحزن عميق و هو يقول بهدوء
( و أنا الذي كنت أظن أنني أعرفك بما يكفي لأستطيع مساعدتك و ها هو أخي يثبت أن الثلاث السنوات الماضية لم تكن حتى فترة نقاهة ) أغمض كنان عينيه بهدوء و هو يضع يدخل يديه في جيبي بنطله متنهدا بتعب ...لم يظن يوما أن يطاله بل لم يظن يوما أن هناك نوع خاص من التعب ...يشعر الإنسان بأنه يكدح كي لا تنتزع منه روح ... و أي تعب هو ذاك التعب
.................................................. ......
تنهد بغضب و هو ينظر الى سهيل الذي ينظر إليه بتسلي و تشفي بينما قال سهيل بإستمتاع هادئ
(لابد انها نهاية العالم ....السيد كنان بنفسه يطلب مساعدتي يجب أن يوضع هذا الموقف في كتب التاريخ لأنه يستحق ليس لعظمك بل لتنازلك لمستواي و طلبك المساعدة مني أنا شخصيا ) رفع كنان رأسه للأعلى مردد بنفاذ صبر
(و الله توقعت هذا ما كان يجب أن أكلمك أصلا و الآن هيا أرني عرض أكتافك يا سهيل قلت لنفسي أن الفكرة غبية منذ البداية و شكرا لك لأنك اكدت لي هيا .... حرر المقعد من خفة دمك و أخرج ) ضحك سهيل بشدة و هو يرى أن كنان مسيطر على أعصابه دائما مع الكل إلا معه لا يجالسه لدقتين إلا و أنفجر فيهما بصراحة راهن نفسه على ذلك قبل دخوله المكتب .... حاول التحكم بضحكه و نجح و هو يتكلم معه بهدوء
(تريد التكلم عن نادين صحيح ...) زفر كنان بهدوء و هو يؤكد له
(نعم هي تحتاج مساعدة و لن تقبل بمساعدتك لها .... و لعلي أعرف السبب .... لا تدع ذكاءك يأخذك بعيدا فلست انت سبب ..... و لكن أظن أنه ستكون لك طريقة تساعدها بها مع أنني أعلم أنك تعلم بأني أعلم أنك تحتاجني و أني لن أتردد أو أتهاون فيما يخص نادين ) تكلم سهيل بهدوء مستفسرا
(بأي حق لن تتهاون فيما يخصها؟... لما لا تتواصل مع زوجها؟.... من قد يستطيع مساعدتها أكثر منه؟... كلما يثبت وجوده هو ذاك الخاتم الذي لا تنزعه من يدها أبدا بصراحة بدأت أظنها طريقة لإبعاد الخطاب و المعجبين و هذا يذكرني بفتاة في أحدى مواقع تواصل الإجتماع تضع في صفحتها انها مخطوبة بينما هي زميلتي في العمل إستفسرت منها الأمر فقالت أنها معلومة كاذبة تطرد به المتطفلين أمثالي ... فقط تصور هذا أخي ) إقترب كنان حتى إنتصفت ساعداه المكتب و هو يقول بحدة
(هذا ليس موضوعنا سهيل إعفني أنا لست مهتما بإهانات زميلاتك لك لأنك تستحق و نصف و ركز معي .... أنا أخذت مسؤوليتها منذ ثلاث سنوات .... و لم تعهدني أتراجع و الآن أخبرني ستساعدني أم أعتمد على نفسي ....؟) أومأ سهيل متفهما و هو يجيب
(حسنا انت أدرى سأساعدك..... و لكن أولا أبعد لسان و يدي سرين عنها.....تكون ساعدت في تسهيل الأمر ) أومأ كنان مؤكدا
(سأحرص على ذلك و الآن كيف سأساعدها ؟) قال سهيل بهدوء
(أول يجب أن أعرف عنها كل شيء و بالتفصيل علينا البحث عن كل ما يخصها...) قاطعه كنا و هو يقول
(إنسى الأمر وعدتها أن لا أفعل فقط أكتفي بملاحظتها أمامي هذا أقصى ما أستطيع ...) أجاب سهيل ضاحكا
(أنت من قطع لها ذلك الوعد و ليس أنا لذا .... سأبحث أنا عن ماضيها .... ثم أخي بعيدا عن كونها تحتاج لمساعدة ألا ترى أنها و رغم محاولاتها أن تبدو بخير و متكيفة ألا تجد أنها غامضة لا تتكلم عن نفسها أبدا و كأن كل شيء تفعله مدروس بإتقان حد شبهه بالحقيقة ....) أجابه كنان بإمتعاض متسائل
(ماذا تقصد ...؟هل تشك بأن ما تفعله تمثيل؟ إذا انت أحمق ) عقد سهيل حاجبيه و هو يقول متجهما
(أنا أثق بها أكثر من أي شخص هي بمثابة أختي و لكنها ليست طبيعية هي مثالية أكثر من اللازم لدرجة مؤذية لها حين تنهار فإنها ستتأذى كثيرا إدعائها المتقن باللامبالاة نتائجها ستكون عكسية تؤذيها بشدة .... و بصراحة زوجة أخي تزيد الطين بلة بتصرفاتها الصبيانية ..... انت قلتها نادين مسؤوليتك لذا إحرص عليها من الغير أولا ثم من نفسها ثانيا) نظر إليه كنان و هو يدرك أن سهيل على حق تماما و لكنه فضل سؤاله السؤال الأهم
(ماذا تقصد بأن أحرص عليها من نفسها هل من الممكن أن ...) قاطعه سهيل بهدوء
(لا هي مؤمنة لن تحاول خسارة آخرتها بتلك الأمور .... ولكنها تؤلم نفسها متأكد أنا أنها تملك ماض يكبلها يجعلها غير قادرة حتى على مواجهة شخصها في المرآة .... و أظنك تشاطرني الرأي ) همهم كنان كعادته لذا إسترسل سهيل في كلامه و هو يشرح له حالة نادين وخطته لمساعدتها و كنان ينصت إليه بكل ما يملك من إنتباه و جوارح ....
.................................................. .................................................. ........................
دخل كنان مكتبه بهدوء بينما نادين تتبعه هذه المرة فهذا الإجتماع كان فكرتها لجمع أكبر عمالقة رجال الأعمال علهم يصنعون أكبر و أكثر دور و ملاجئ للأطفال و المحتاجين و توفير أعمال مناسبة للمعاقين و المحتاجين حيث تفتح في بلدان عدة و ذلك عن طريق العمالقة الأغنياء الذين لن يحسوا بنقص في المال في حين هذا سيساعد أناس كثر..... لكنها تقف فوق رأسه كالعمود رافضة أخذ مقعد.... إلى أن سألها و هو يريها بعض التصاميم
(نادين ألق نظرة على هذه التصاميم قبل وصول الآخرين .... إخترتها لتكون للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ) إنحنت نادين وهي تسند كفها على طاولة الإجتماعات الكبيرة و هي تنظر إلى التصميمات بتمعن و تعطي رأيها بجدية كالعادة لكنها تجمدت تماما و هي تسمع صوتا -مألوفا بالإنجليزية لم تسمعه منذ سنين - قائلا
(يبدو أن الحياة أودعتك لكمات كما توقعت .... و الدليل أنك تحملين مسدسا خارج موقع التدريب تماما كما أخبرتك يوما ) بقيت على جمودها دون أن تستدير و كنان الذي لاحظ جمودها و صدمتها مال جانبا قليلا ليرى الرجل المتكلم دون أن يتعرف عليه رجل و لكنه متأكد بأنه أحد العمالقة المدعوين بسبب بطاقة التعريف الخاصة بهذا الإجتماع..... أجنبي أربعيني على الأرجح يزين رأسه بعض الرثاث الفضي واضعا نظارات طبية بنصف إطار حسن الملامح واثق بنفسه غارسا يديه بجيبيه ....و لكنه إنتفض و هو يرى نادين تحرك يدها بإرتجاف نحو مسدسها وقفت بإعتدال و هي تسترد رباطة جأشها ثم إستدارت بالكامل موجهة المسدس نحو الرجل الذي لم يتحرك ولو قدر مثقال ذرة بينما وقف كنان و هو ينظر إلى نادين التي تتصرف بغرابة إلى أن سمع الرجل يقول و هو يبتعد عن الباب مغلقا إياه بكل ثقة ثم متقدما منهما ( و أخبرتك من قبل أنك إن لُكِمتِ من قِبلِها بشدة فإنك ستحملين مسدسك خارج ساحة التدريب و حين تريني بعدها سترفعينه في وجهي ..... عليك الإعتراف بأني كنت و لا أزال على حق .....صغيرتي نادين ) كان العرق يتصبب حرفيا من جبين نادين التي أغمضت عينيها بشدة و كأنها تحاول الإستيقاظ لكن الرجل حاول نزع المسدس من يديها و هو يعلم علم يقين بأنها مصدومة و قد يفلت منها عيار لا إراديا إلا أن كنان منعه و هو يقول بحدة
(لا تلمسها... أنا سآخذه منها) وضع كنان يديه على يديها لتخفض هما مع المسدس آخذا إياه منها و هو يقول
(إهدئي نادين ما بك ... هذا أنا إفتحي عينيك ؟) فتحت نادين عينيها ببطء وقد تحولتا للون الدم و هي تسأله بعدم إتزان (كيف وجدني ... كيف وجدتني .... إسأله أرجوك كيف وجدني .... لا لا تسأله أنا سأسأله و لكن أنت لا تتركني ) أجاب كنان محاولا تهدئتها
(لن أتركك و فقط إهدئي ) حينها تخطت كنان متجهة إلى الرجل و كنان ينظر إليها بحزن و هي تسأل الرجل
(أخبرني بالور كيف عرفت مكاني .... هل عدت لعالم الإجرام ... هل انت هنا لأذيتي ...؟) كانت الصدمة الآن حظ المدعو بالور و هو يقترب منها متسائلا هو الآخر
(أنا يا صغيرة؟....هل آذوك لتلك الدرجة ...؟) فجأة صعد ضحكها الحزين و هي تهمس بإختناق
(إشتقت لك كثيرا أيها العجوز) إبتسم بالور بحزن واضح و هو يضمها إلى صدره قائلا وهو يربت على ظهرها
(و انا أيضا صغيرتي..... قلقت عليك كثيرا حين إنقطعت أخبارك عني و كان قلقي بمحله فقد أطفئوا بريق مقلتيك الجميلتين..... و لكن نحن لها سنتخطى الباقي معا .....آسف إذ لم أساعدك كما ساعدتني من قبل لكني كنت مشغولا بتحقيق الوعد الذي قطعته لك منذ سبع سنوات ....) ضحكت نادين مرة أخرى وهي تقول مازحة
( أرى ذلك لقد أصبحت كبيرا صديقي العجوز ..... لكنك تعلم أنه لا يحق لك ضمي هكذا شرحت لك الأمر أكثر من ألف مرة) ثم إبتعدت عنه و هي تنوي لكمه إلى أنه أمسك يدها بسهولة
(لا زلت فاشلة في فنون القتال .... منذ متى أصبحت تحملين مسدسك خارج قاعات التدريب؟!! )رفعت حاجبها بسخرية ساحبة يدها و هي تقول
(أصبحت أحمل معي المسدس خارجها منذ ثلاث سنوات تقريبا منذ إستلمت وظيفة الحارسة الشخصية للسيد كنان .... و تعلم لما لا أريد تعلم القتال )أجاب ضاحكا
(نعم .... نادين العظيمة تكره اللمس خصوصا من الرجال و أنا آسف يا صغيرة إذا لمستك و آسف أيضا أنك لم تعترضي و آسف أيضا لأنني لست آسف على ضمي لك و إن حدث و أعاد الزمن نفسه فإني سأعيدها .....) إلا أن كنان كان قد إكتفى منهما و تقدم ليقف بينهما دون ان يدخل بينهما فعلا ....و بفظاظة غريبة عليه قال بالإنجليزية
(نادين هلا عرفتني على السيد القادم من الماضي ....) عقد بالور حاجبيه و هو يستفهم بعينيه عن الرجل الواقف أمامه بلغة العيون المكشوفة مع نادين التي قالت و هي تنظر إلى المدعو بالور بإبتسامة تكاد تقسم وجهها نصفين .... و بعينيها نوع من ال...... الفخر ...
(هذا صديق عزيز علي إسمه آرثر بالور ..... شخص ساعدني في الغربة كثيرا حين كنت طالبة و متدربة ) ظل كنان متجهما و هو ينظر إليهما بعدم فهم و هو يتساءل إن كان هذا الشخص ساعدها في الغربة و هو صديق عزيز فمن يكون هو بالنسبة لها ...؟ و إن كان يقول ان نادين لم تكن تحمل خارج موقع التدريب ....فهذا يعني أنه يعرفها حق المعرفة ربما عليه أن يخبر سهيل عن هذا الأمر.... و لكنه آثر الصمت عن تلك الأفكار بينما سألت نادين آرثر بهدوء
(و لكن كيف وجدتني بالور ...؟) إبتسم آرثر بحنان و هو يجيب
( لم أكن أنا من قدم المساعدة بل أنت ...بعد أن سمعت ببعض ما حدث معك بحثت عنك حتى فقدت الأمل .... في إيجادك خصوصا أن أبحاثي كلها أسفرت عن نتيجة واحدة و هو أنك تعمدت إخفاء كل أثر قد يوصل أي شخص إليك ومن غيري يعرف ذلك عنك حين تريدين الإختباء ..... و لكن شيء واحد كنت أنا متأكد منه و هو أن الطبع أملك... و انت طبعك العدل و حب الخير الذي وصل للعالم أجمع لذا تسلحت بالإنتظار دون كلل ....حتى وصلتني تلك الدعوة عن إتحاد عمالقة رجال الأعمال للدور و الملاجئ وتوفير لذوي الإحتياجات الخاصة ما يسمح لهم بالإحساس بأنهم مفيدين لا عالة ... حلم أخبرتني عنه من قبل.... حينها تأكدت أن إنتظاري لم يذهب سدا و أنه لابد أن يكون لك دخل بالأمر لذا جئت قبل الكل بمدة و أنا أقول لنفسي أن تلك الصغيرة تحقق حلمها عن طريق مدللي المجتمعات الراقية ..... ) صمت و هو يشاهد نظرات نادين و كنان التي تطلق الشرر و كأنه أطلق إشارة حرب فكانت نادين أول من تكلمت و هي تقول بإتزان مشبوه
(كان هذا قبل سبع سنوات ..... ) إلا أن كنان أجاب بسخرية
(بل من ثلاث سنوات فقد وصفتني بمدلل المجتمعات الراقية هل مازلت تريني هكذا ...يا نادين؟) هزت رأسها نفيا ثم نظرت نادين إلى آرثر و هي تمط شفتيها بغضب
(نعم هذا بالور أينما حل .... حلت لعنته علي ..... ألم تعدني أن لا توقعني في المشاكل أبدا ) ساد صمت غريب بين الكل حتى قال كل من آرثر و كنان بتساؤل
(مشاكل ...؟ أي مشاكل ....؟) وزعت عينيها عليهما بإستغراب و هي تقول لكنان بهدوء
(ليس هناك مشاكل سيدي فقط لا أريدك ان تظن أنني أراك أحدهم فأنت أنت .... أما هو فسليط اللسان )إبتسم كنان لها و هو يقول بهدوء
( و من الماضي ) ضحكت نادين قليلا و هي تقول
(نعم من الماضي) لم يعجب الأمر آرثر لذا قال مفسرا
(أنا هنا على فكرة و أسمعكما و أنا لست من الماضي بل مجرم سابق ..... و انت أخبريني ألم تقولي أنك تكرهين كلمة سيدي تلك افهمها جيدا فقد شرحت لي معناها و قلتي أن لم يولد بعد من ستلقبينه به فلما تقولينها له ؟ ثم إنك تبدين غبية و انت تتكلمين الإنجليزية لتقولي سيدي بالعربية ... ) رفعت نادين عينيها إلى الأعلى بنفاذ صبر و لسان حالها يقول "بالور لن يرحل قبل أن ينشر كلما يعرفه عنها .....في نهاية الأربعينيات و مع ذلك عقله بقدر حبة فستق ...الرحمة يا رب" بينما كان آرثر يكمل كلامه و كأنه يتكلم عن شخص غائب
( على ما أعتقد أن إسمه كنان راشد إبن المحامي المشهور عادل راشد ... عربي إكتسح عالم الأعمال بضراوة و قد نفذ بريشه قبل بجلده من المجرمين الراغبين بالشراكة معه و إزداد الأمر آخر ثلاث سنوات... حتى أنهم توقفوا عن عروضهم بقي يتعرض لبعض الهجومات الطفيفة عن قصد .... هل يستعبدك ؟) نظر إليه كنان بغضب يكاد يهدد بالإنفجار إلا أن نادين سارعت بالكلام و هي تقول
(كلا بل هو من أنقذ حياتي و قد كان حينها غريبا بينما تخلى الآخرين عني مع أنني من طلبت منهم عدم التدخل إلا أنني لا أملك منع نفسي عن الإحساس بالخيانة... و أرجوك هلا أمرت عقلك الفذ بأن يتفتق بفكرة رهيبة عجيبة ألا و هي إرسال رسالة غبية إلى لسانك مفادها إنقطع كي لا أتولى أنا المهمة و صدقني سأسر ... و أنا أفعل ذلك) توقفت قليلا عن الكلام و هي تتنفس بسرعة بينما أصيب كنان بالذهول منها و هي كلم هذا الرجل هكذا بعفوية صادقة بينما ينظر إليها الآخر بلامبالاة كمن إعتاد تلك النبرة منها الا أنه صدم أكثر و هو يستمع إلى إعترافات نادين الجدية و الصادقة
(لأني متأكدة أن السيد كنان لن يتخلى عني حتى لو طلبت أنا ذلك لذا لم أجد رمز إحترام أهبها له غير هذا اللقب ... و غير ذلك أنا مدينة له بحياتي ) تجهم آرثر و هو يقول (إسمعي نحن ممتنون له لكن دوره ينتهي هنا عليك المجيء معي الآن .... فأنا لا أعتبرك كفرد من عائلتي لأنك بالفعل فرد منها سارا تكاد تموت شوقا لرؤيتك و كذلك جيمس و زارين و تخيلي ماذا ؟أنجبت و سارا فتاة عمرها خمس سنوات و أصر الكل على أن يكون إسمها نادين على إسم الفتاة الصغيرة التي كانت في الثامنة عشر و قد أنقذت رجلا أحمق مجرم.... كانوا يريدون رأيتك و قد أصروا على المجيء معي حين أخبرتهم عن ظني بأنني قد وجدتك إلا أنني إستطعت بصعوبة إقناعهم بالعكس ) كانت تنظر إليه بإبتسامة متزنة و الفخر يزداد بعينيها أكثر فأكثر بينما ينتظر كنان جوابها بفارغ الصبر قالت نادين بهدوء
(حين ساعدتك حينها كنت متأكدة بأنني لن أندم و شكرا لأنك أثبت لي أنني كنت على حق أنا فعلا فخورة بك و بكل ما أنجرته كنت أتابع كل إنجازاتك من بعيد و أتابع كل الأعمال و الجهود التي تقوم بها و لكني كنت مشغولة .... إنشغلت بأمور عدة خصوصا في الخمس سنين التي مضت و صدقني لو كنت إلتقيتك بظروف غير هذه لما إنتظرت دعوتك و لكنت حملت نفسي و أتيت اليك إلى عائلتي... لكني الآن مع عائلة لطيفة أستطيع أن أؤكد لك أنهم يحبونني كثيرا و الأهم يحترمونني إنهم عائلة السيد كنان ..... و انا آسفة على رفع السلاح في وجهك للتو لقد تفاجأت بك و ظننت أنك هنا لأذيتي )أومأ لها بهدوء و هو يؤكد لها مساندته لها لذا قال
(حسنا يا صغيرة كما تريدين و تعلمين كيف تجديني حين تحتاجيني و مازال هناك كلام كثير بيننا عليك شرحه بالتفصيل الممل الذي لدي له الوقت كله ..... لكن الأهم أن العائلة كلها هنا سافرت خصيصا لرؤيتك فقد نجحت فقط في ثنيهم عن دخول قاعة الإجتماع و ليس البلد خصوصا و أن سارا تساندهم ضدي لذا سيكون عليك المجيء لرؤيتهم..... فهم لم يروك من قبل إلا في الصور و باقون هنا لأسبوعان فقط ) نظرت إلى كنان و هي تقول (سيدي هل تذهب معي إلى عائلة بالور أريد التعرف عليهم ) إبتسم كنان بهدوء و هو يفكر و أخيرا نادين تدخله دائرتها و إن كانت ترسم له حدودا داخل تلك الدائرة إنها ممتنة لكل ما تظن أنه قدمه لها ... و الحقيقة أنه لم يقدم لها أي شيء كل شيء جميل حدث و يحدث و سيحدث لها يحدث لطيبتها... لا يملك منع الماضي عنها و علته الجهل و لكنه موجود في حاضرها و ذلك أكثر من كاف ...أجابها بقناعة نابعة من ثقاتها به التي تجهل حقا بأنها تمنحه إياها رغم البعاد و الجفاء الذي تكيله له ... (انت لست مدينة لي بشيء و هذا ليس السبب الذي يبقيك معنا ... إذ ان السبب هو أني لن أسمح لك بالإبتعاد .... و سيكون لنا حديث عن هذا الصديق ) سكت قليلا ثم تنهد و هو يقول (إن وعدتني أنك ستنادينني كنان بدل سيدي سأفكر في الأمر ) أجابت نادين بمرح
(كنت تنتظر فرصة كهذه صحيح ؟ كل هذا تحت رأس المدعو بالور.... و لكني سأدعوك سيد كنان كي لا تعلق مشنقتي )ضحك كل منهما بينما ظل آرثر ينظر إليها بعمق و هو يرى مدى تغيرها و تأذيها الواضح وخاتم الزواج بإصبعها .... ما يعرفه عنها هو أنها مطلقة منذ ثلاث سنوات فهل تزوجت مرة أخرى؟ أم أنها طريقة أخرى لتضليل الآخرين و لكنه يعرفها حق المعرفة و لا يمكن أن تلجأ أمر رخيص كهذا مهما قست عليها الأيام ....الرب وحده يعلم مالذي عانته تلك الصغيرة.... لكنه متأكد أنها تبحث عن أمان هي به أصلا لكنه ببساطة لا تدركه.... أراد التكلم إلا أن العمالقة كانوا قد وصلوا لذا قرر إستأناف الكلام معهما لما بعد




ميمونة با غير متواجد حالياً  
قديم 24-09-19, 03:52 PM   #22

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اكملت الفصول التي نزلت

بدأ الماضي ينكشف

وبالتاكيد سهيل بمساعدة المعلومات الجديده من كنان سيصل لكل شيء

ياترى هل نادين مطلقه او ارمله او لها زوج بمكان ما

هل هو وسام ؟؟
سيرين غبيه اذا كان كنان لم ينتبه لنادين كامرأة هي ستنبهه
ياترى ماهو موضوع الاغتصاب .. كان يمكن لكنان ان يساعدها بالزواج والطلاق بعد مده ولكن يبدو انه فعلا يحمل لها مشاعر

ماذا ينتظرنا من مفاجأت




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 24-09-19, 03:54 PM   #23

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

حذفت لك عدد من الفصول التي نزلت مكرره

ارجو منك تدقيق الفصل قبل تنزيله لان عندك كلمات غلط طباعي

وتكرار بالكلمات في الجمل

عندما تقرأئين كقارئه بعد الانتهاء ستجدين مااقصده من سقطات

تحياتي


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 24-09-19, 03:55 PM   #24

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمونة با مشاهدة المشاركة
مرحبا مجددا
أنا قد وضعت أربع خانات للتوصويت و أريد أن أمحوه و لا أستطيع.... فماذا أفعل ؟ آسفة أتعبتك معي
الاستطلاع لايمكن حذفه ولكن يمكن تغييره

الاشراف فقط من يغير

ارسلي اي استطلاع جديد نبدله لك


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 25-09-19, 10:50 AM   #25

ميمونة با
 
الصورة الرمزية ميمونة با

? العضوٌ??? » 445482
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 152
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ميمونة با is on a distinguished road
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
الاستطلاع لايمكن حذفه ولكن يمكن تغييره

الاشراف فقط من يغير

ارسلي اي استطلاع جديد نبدله لك
صباح الورود يا سيدة ام سوسو
شكرا على الاجابة
اريد بدل الاربع خانات خانة واحدة تكون بها جملة واحدة
#من متشوق للفصل القادم #
و اتمنى لك نهارا سعيدا


ميمونة با غير متواجد حالياً  
قديم 25-09-19, 11:04 AM   #26

ميمونة با
 
الصورة الرمزية ميمونة با

? العضوٌ??? » 445482
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 152
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ميمونة با is on a distinguished road
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
حذفت لك عدد من الفصول التي نزلت مكرره

ارجو منك تدقيق الفصل قبل تنزيله لان عندك كلمات غلط طباعي

وتكرار بالكلمات في الجمل

عندما تقرأئين كقارئه بعد الانتهاء ستجدين مااقصده من سقطات

تحياتي
حسنا سأكون اكثر انتباها في المرات القادمة


ميمونة با غير متواجد حالياً  
قديم 25-09-19, 11:40 AM   #27

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمونة با مشاهدة المشاركة
صباح الورود يا سيدة ام سوسو
شكرا على الاجابة
اريد بدل الاربع خانات خانة واحدة تكون بها جملة واحدة
#من متشوق للفصل القادم #
و اتمنى لك نهارا سعيدا
صباح الخيرات

الاستطلاع يجب ان يكون على الاقل خياران

ودائما يكون سؤال عن احداث الروايه او الشخصيات او الثنائيات او تصل الكاتبه لنقطه تريد رأي القراء

ممكن اعمل استطلاع هل انت متشوق للفصل القادم

واضع خيارين نعم ولا

ولكن هذا السؤال ممكن لو كنت كاتبه قديمه لديك متابعين لكن انت جديده وقد يحبطك عدم الرد او هناك من يتنمر ويقول لا

نصيحتي لاتجازفي هكذا وانت جديده

ابقي على الاستطلاع الى ان تتقدم الاحداث يمكن تجدي موضوع تاخذين به رأي القراء بالروايه


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 25-09-19, 02:21 PM   #28

ميمونة با
 
الصورة الرمزية ميمونة با

? العضوٌ??? » 445482
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 152
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ميمونة با is on a distinguished road
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
صباح الخيرات

الاستطلاع يجب ان يكون على الاقل خياران

ودائما يكون سؤال عن احداث الروايه او الشخصيات او الثنائيات او تصل الكاتبه لنقطه تريد رأي القراء

ممكن اعمل استطلاع هل انت متشوق للفصل القادم

واضع خيارين نعم ولا

ولكن هذا السؤال ممكن لو كنت كاتبه قديمه لديك متابعين لكن انت جديده وقد يحبطك عدم الرد او هناك من يتنمر ويقول لا

نصيحتي لاتجازفي هكذا وانت جديده

ابقي على الاستطلاع الى ان تتقدم الاحداث يمكن تجدي موضوع تاخذين به رأي القراء بالروايه
حسنا لقد فهمت القصة ستكون من أربعة اجزاء و الجزء الأول هو نادين و كنان


ميمونة با غير متواجد حالياً  
قديم 30-09-19, 10:42 AM   #29

ميمونة با
 
الصورة الرمزية ميمونة با

? العضوٌ??? » 445482
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 152
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ميمونة با is on a distinguished road
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
أنتهى الإجتماع بنجاح متوقع .... ففي النهاية الفكرة لنادين ... لقد لاحظ صمتها و تأثرها بالمدعو بالور .... لقد كانت على شفى البكاء و صوتها المختقن أكبر دليل و الآخر يعرف عنها أكثر من غيره و يبدو أنها قد أسدت إليه خدمة إن لم تكن أكثر من ذلك خدمة العمر و لن ينكر أنه متشوق جدا لتلك الزيارة التي تحمست لها نادين .... و هو متأكد بأنها تفضل لو جاءت لوحدها و لكنها على يقين بأنه لن يقبل و هو يريد ان يدعو .... سهيل أكثر الكوارث البشرية على وجه الأرض..... لا يصدق أنه سيفعل ذلك بنادين و لكنه يفعل ذلك لمصلحتها .... و إن كان متأكد بأنه لن يحصل على ما قد يفيده من المدعو بالور الذي حتما ستنبهه نادين على لسانه الطويل ....

أخرج كنان هاتفه يتصل بنادين -التي ذهبت منذ قليل إلى مطعم الشركة- يأمرها أن تأتي إليه لأنه يريد العودة للمنزل كي يستعدوا للذهاب ... لربما تخلت عن إرتداء البنطال و الذي يبدو أبعد من النجوم أو على أقل تخلت عن إرتداء الجينز ...
هو يعرف مجتمعه حق المعرفة نادين فتاة متحفظة محبة لدينها و عطوفة و ثيابها ليست للإغراء أبدا بل هو نوع من العند و الحداد و الإصرار و كأنها تقنع نفسها بالقوة عن طريق بنطال رغم رقيها و تصرفاتها المدروسة إلا أن البناطيل مازالت عقدة تتوقف عندها نادين مبهوتة من نفسها ....
و هو متأكد من ذلك و طبعا كلام بالور عن تغيرها كان خير دليل .... آه لقد أصبحت تشغل باله كثيرا في الفترة الأخيرة متجاهلا عن قصد مشكلة سيرين تماما لأن نادين تهتم بكل تفاصيل سرين..... هو غير مقصر بحقها بل يحس بالتقصير تجاه نادين الفتاة التي عيناها تحكي آية لكل أنواع الأحزان و مرة أخرى السيد بالور أكد ذلك حين علق على عينيها ....

تدخل مكتبه برسميتها المعتادة ... قائلة كالعادة
(سيد كنان السيارة جاهزة )
خرجا من مكتبه إلى السيارة ......إبتسامتها تلك ليست مفتعلة و الفخر الظاهر بعينيها لا يمكن إغفاله و كأنها ......أم تبنت إبنا منبوذا فأثبت هذا الطفل أن تبنيها له كان أكثر من صائب....
سألها بهدوء و هو يرى أن إبتسامتها بدأت تتبدد تماما كما الغيث بعد العاصفة ....
(نادين انا لا أرى التمر اليوم ... مالقصة ..؟)
إجفلت من سؤاله تماما ..... كانت متأكدة بأنه يراقب تصرفاتها و هذا بالفعل بدأ يزعجها لذا أجابت بفتور على غير العادة
(نفذ من عندي ....) نظر إلى إجفالها السابق و فتورها اللاحق ... و كأنها قد تصدم السيارة في أقرب حائط دون تردد و عن عمد....لذا قرر الإسترسال في الحديث
(و لما لم تبتاعي منه بعد ....؟؟)
أجابت بهدوء و هي تفكر موضوع التمر هذا الذي يعتبرونه أهم مادة في حياتها ... ليس كذلك هي حتى لا تحبه و لكنها مضطرة عليه ....
( خالتي لميس تشتري لي منه دائما و عمي عادل لم يسافر إلا و أحضر لي منها مأونة شهر ... حتى سراج و أميرة لا يقصران ... و نانا لم تعد تقدم لي الفطور إلا و هو معه .... آه نسيت رخو الهممة ضخم الجثة ..... يستفزني بها .... تصور أن العم هتان و نبيل إنضما إلى الكل ....)
أفلتت ضحكة غير مقتصدة من كنان الذي كان مذهولا من إنفجارها الذي كان هادئا في بدايتها ثم ثائرا .... هي حقا كارثة أكيد سهيل لا يعلم بالألقاب التي تلقبه بها و إلا لكان عذبها بأفظع الطرق الطرق ... و لا يرتاح حتى يعلقها برموش عينيها
لم يدرك أن ضحكه كان متواصلا بحيث عقدت نادين حاجبيها و هي تنظر إليه من مرآة السيارة .... هل يسخر منها ؟؟؟.... هي لا تحب التمر .... و تهافت الكل لجلبه لها يخنقها ... هل هذا يدعو للسخرية ..؟؟؟؟.. آه صحيح الكل طيب القلب يعتبرون أن التمر هو أفضل وجبة تفضلها هذا لو صح تسميته وجبة أصلا ....
قال كنان مازحا بعد أن لاحظ تجهمها
(هكذا إذا ...!! لذا قررت الإنتقام منها ... بعدم إقتنائها ...صدقيني خسارة للتمر ...) سألته دون مواربة حادة
(هل تسخر مني سيد كنان )
أجاب بجدية و البسمة ترسم محياه
(لا بل أمزح معك ... هل هذا ممنوع ...؟)
إبتسمت .... هذا فقط .... إبتسمت .... إبتسامة مهتزة ....
قالت له بهودء مغيرة الموضوع
(سيد كنان أريد أن أمر بالسوق لأبتاع بعض المواد لأني أنوي الطبخ لنأخذه معنا .... فهل تفضل أن تنتظرني في السيارة أم أوصلك أولا ثم أعود لأبتاع الحاجيات ...؟) كانت علامات التعجب تكاد تظهر فوق رأسه لدرجة أن ضحكة قصيرة أفلتت من نادين و هي تنظر إلى ذهوله متأكدة أنه لو كان من يسوق السيارة لقتل كلبا حتما دون أن يراه أجلى صوته قليلا ثم قال
( بل لنذهب إلى السوق أولا .... لم أكن أعلم أنك تطبخين ...!!!!.)أجابت دون تفكير واضح للأعمى
( أمي و مربيتي كانتا تجبرانني على ....) توقفت ما إن لاحظت أنه متفاجأ و لكن ليس لأجل الطبخ بل لأجل ذكر موضوع أمها و الأكثر غباءا مربيتها .... الآن لو كانت له دوائر كثيرة يفكر فيها بما يخصها فقد قلصت عليه الدوائر .... هي ليست مغيبة ... بل متجاهلة عن كل ما يدور حولها .... هو لا يخلف وعدا و لكن إهتمامه بها يقيدها و يغيرها و يجعلها متساهلة و معترفة أن لها سند و ملجأ و...... حق ... كل هذا ينتمي لفتاة تستحق و ليس لفتاة مخطئة .......

.................................................. .................................................. ..........................

ساد صمت مقيت بينهما و هما في السوق تشتري المواد الغذائية .... هي تتجاهله و هو أيضا لم يقصر .... محاولا عدم التطرق للموضوع كي لا يحرجها و الأهم وعد نفسه أن لا يخبر سهيل عن هذا المقطع .....
كان الصمت خانقا بينهما رغم أن السوق كان مكتظا لا يذكر أنه نزل إلى السوق من قبل ليس لأجل المواد الغذائية كان من المفترض أن يبقى في السيارة لكنه لم يمتثل و هي أصلا لم تعترض ....
و ها هو خلفها يأخذ أكياس المشتريات قسرا و هي لا تعترض إلا بتجهمها و هو يتجاهلها بلامبالاته .... حتى عند الدفع تنزعج لأنه يدفع .... ماذا هل تظنه عديم الرجولة حتى تتفضل هي مشكورة بدفع الثمن....؟؟؟؟!!!!

قال بعد فترة
( أريد أن نأخذ سهيل معنا .... ما رأيك....؟؟؟ ) لم تصدم و لم تجفل و لم تعترض هزت كتفيها بهدوء و هي تقول بنفس الهدوء
(حسنا و لكن بشرط ..... ان نحضر معنا السيدة سيرين ) إتسعت عيناه من الصدمة و هو يسمع كلامها الهادئ و المتحدي و كأنها تتحداه أن يجرؤ ..... و يحضر سيرين التي تتحيل الفرص لها .....لذا قال بهدوء متسل
(حسنا موافق سنحضرها معنا .... ) إن كانت تهيئ إبتسامة لذكرى إنتصارها عليه فقد مات الحلم في المهد .....
تمتمت بشيء هي نفسها لم تتبينه ثم قالت بفتور
(حسنا إذا سأزيد الكمية ) إلا أنه قال متساءلا
(ألا يجب أن تعلمي آرثر أولا .؟؟؟؟..) هزت رأسها نفيا ثم قالت بهدوء
(أنا لا أعلم بالور بشيء أبدا ...) سألها متجهما غير متساهلا
(تمننا أم تفضلا .....؟؟؟) كان كلامه معها حادا و لكنها كانت تجيبه و كأنها لم تسمعه دون أن يجلى على ملامحها أنها قد سمعته
(لا هذا و لا ذاك ..... لأنه لو أراد هو أيضا نفس الشيء لفعل مثلي ... لا نضع بيننا العظام ....) حسنا هذه ضربة تعمدت نادين توجهها لو .... فهي رغم حبها للعائلة إلا أنها لا تفعل شيئا دون إعلام أحد ... كأنها تخشى الإتهام مستقبلا حتى أولاد أميرة لم تأخذهم يوما إلا بعد أن تخبر أمهم ..... في حين ان دعوة شخصين إلى منزل شخص غريب صديق لها دون إعلامه يعتبر أمرا بسيطا كبساطة شرب الماء أو إشعال شمعة بوضح النهار أي لا فرق .....
رمقها بنظرة أجلت النقاب عن أفكاره لذا تجاهلته عن عمد لأنها ببساطة بدأت تعي لما يحاول الوصول إليه ....
بعد أن لاحظ أنها تتقوقع مجددا قال مستفهما ( عفوا ماذا تعنين بالعظام ....ها هنا ؟!) إبتسمت هذه المرة إبتسامة مفتعلة و هي تقول
(تعني الحرج )
آه تماما أليس هذا نفس ما كان يفكر به .... نادين هي العاصفة التي لا تخجل من نفسها و لا تداريها حتى..... فقط تخشى مواجهتها...
تكلمت بعد وقت قصير و هي تنتقي الفلفل الأصفر بينما هو يساعدها كأنهما معتادان على ذلك
( سيد كنان أنا لست معتادة على الثقة ..... على الأقل ليس بعد الثلاث سنوات الأخيرة .... و لكن خبرتي تقول أن التعميم سيكون جهلا و ظلما مني .... و أعرف أنك و سهيل تحاولان مساعدتي و أنا مقدرة لذلك ... لكن أنا لا أريد ذلك .... انت أنقذت حياتي .... و لم أشكرك ... أبدا حتى يومنا هذا .... و لن أفعل .... لكني كرست كل خلية بي لخدمتك و عائلتك ..... و أعلم أنني حتى بذلك مقصرة ....و أحاول جاهدة لأكون عند حسن ظنك ... فأنت أنقذتني .... دون حتى أن تدري مما أنقذتني .... و أنا أنوي الثقة بك .... بل أحاول التعلم الثقة من جديد بك أنت ..... فهل تمنحني فرصة دون أن تدخل أحدا في الموضوع .....؟)
كانت تتكلم و هي تتدعي التعمق في إختيار الأفضل بين المواد الغذائية و كأنها تتكلم عن أخبار جوية أو طبخات جديدة او حتى موضة قديمة .....
لم يجبها كلما فعله هو أن إبتعد عنها ليتوجه إلى قسم الحلويات ....
نظرت حولها و لم تره .... دارت بعينيها قليلا حولها لترى المشتريات في سلة حديدية .... كان عليه التفكير بهذا من قبل بدلا من حمل الأكياس و التجول في الدكان بها و كأنه نديم مطيع لها....
تبعته حيث هو يمسك عدة علب للشوكولا و هو ينظر إليها بإهتمام .... ربتت بقدمها على الأرض بنفاذ صبر منتظرة الجواب.... عليه أن يجيب و أن يبتعد عن كل ما يخصها ... و هو أخاه .... فأخاه الغبي قد بدأ في البحث عنها ... و هذا لن يتسبب إلا في أذيته .... تبا ... لما الكل يحب تعقيد الأمور ...
لاحظ تجهمها الشارد فأجفلها بسؤال مستفز خارج عن موضوع الإمتحان تماما
(ماذا ستعدين كحلوى ...؟) إتسعت عينيها فغرت شفتيها بشكل مفاجئ و ... مضحك ... في موقف آخر لكان اأمسك بطنه وجعا من الضحك ..... و لكن ليس الآن ... إن كان هو معروف بالوفاء ... فنادين الإسم الثاني للوفاء ... لذا يحتاج منها وعدا .... و لن يستسلم أبدا ..... لقد كان توقعه صائبا تماما .... هي ليست بأي شخص مسكين .... لديها من القوة بحيث أحاطت بنفسها علما ببحث سهيل عنها و في فترة وجيزة و تقول أنها تريد أن تثق به و هو الذي ظن أنهما تخطيا تلك المرحلة...... رهيبة بكسر كبرياء رجل ...
سمع تنهيدة منزعجة منها و هي تقول
(سيد كنان هل سمعت ما كنت أقوله لك أم أنك تتعمد ... تجاهلي ..؟)
إبتسم إبتسامة باهتة و هو يقول
(أرى انك تتعودين بسرعة .... فمنذ أن قررت مناداتي بسيد كنان ... لم تخطئي و لا مرة حتى ...!)
زفرت مرة أخرى و هي تقول
(سيد كنان هلا أخبرتني إن كنت قد سمعتني ...؟)
أجاب بهدوء و هو يكمل إختيار الحلويات
(بلى نادين سمعتك )
سألت هي الأخرى بهدوء أكبر
(إذا ...؟)
سأل كنان ببراءة مزيفة ....
(إذا ماذا نادين ....؟؟)
زفرت بنفاذ صبر ... هذا الرجل يظن الأمر لعبة أطفال ....لذا قالت بإنزعاج
(سيد كنان هلا أجبتني .... من فضلك أم أنك ترفض ...؟)
أجاب بحدة واضحة لم يحاول مدارتها
(ماذا نادين ..؟.. ماذا هل تريدين وعدا آخر ...؟؟ إذا تخيلي ماذا ... لن أفعل ) تراجعت نادين خطوة للخلف و هي ترى حدته الغير مبررة ....
بينما هو يتقدم إليها .... قائلا بحدة أكبر
( هل تعرفين من أنا ؟؟؟ .... أنا كنان فقط مجرد كنان أحمق ... تظنني مغيبا عن حقيقة أنك هنا مختبئة......؟؟؟ و أعرف أن هروبك ليس من مجرد مصح عقلي مهما كان الذي واجهته هناك .... و أنا لا يزعجني أني لا أبحث عنك .... لأني لا أقطع وعودا لا طاقة لي بها .... و أعرف أيضا أنك قوية و لكن أنت من تنسين أن القوة لا تعني التجرد من الإنسانية .... انت فرد من عائلتي شيئت أم أبيت ... ثم ماذا قلت ؟؟.... تريدين تعلم الثقة بي ... أنت مخطئة نادين فأنت تثقين في كل فرد من عائلتي ... و أكثر من تثقين به هو أنا .... لأني أعرف كيف تتعاملين مع من لا تثقين به .... و لكني ظننت أنك ستأتين لي مقرة بأنك تحتاجين مساعدة من عائلتك..... فكل مشكلة و لها حل..... لا ... تظنين أنني لا أدري كيف تحلين الأمور مع المافيا ..... أليس كذلك ؟؟؟)
نظرت إليه بصدمة واضحة ... كيف حدث كل هذا ؟ و هي التي فكرت أنها تسيطر على الوضع...
كانت قد توقفت عن التراجع بسبب الجدار المليء بالمكونات و هي تتنفس بسرعة ... لا يجب أن تفقد السيطرة على نفسها .... لكن قربه منها هكذا ...... يخيفها ....
سألته محاولة تجاوز هذا الخوف
(ماذا ..... تقصد ....بتعرف ...؟)
مسح على وجهه بغضب و هو ينظر إلى خوفها لأول مرة حتى مع وقع السلاح لم تكن تخاف لكنها خائفة الآن منه هكذا ... لكنه كان غاضبا منها بحيث تجاهل الأمر ....
(تدفعين لهم أموالا طائلة .... توصلينها بنفسك في كل ستت أشهر تسافرين بها إلى الخارج آخدة الإذن مني .... و لن أتهمك بالكذب ... فلطالما قلت أنك لا تستطيعين الإفصاح عن الأمر ... و لم أبحث عنك ... بل علمت بالصدفة .... بأن هناك إمرأة وحيدة تعقد إجتماعا شديد السرية مع خمسة عشرة رجل مختفية خلف قناع لبوة دون خوف .... لم أحتج للتفكير كثيرا فظهور تلك المرأة يوافق توقف التهديدات التي كانت تنهمر علي .... و معها أيضا ظهورك انت بحياتي .... مع أنك أردت تضليل الكل بإضافة شركات أخرى ... تكاد تكون أكبر من شركاتي .... كلما أريد معرفته الآن أنه طالما لديك كل تلك النفوذ فلما تحتمين بأسرتي .... انت لا تعرفين أحدا منا .... أو أتدرين ماذا لا أريد أن أعرف ... و لا تقلقي فلا أحد يعرف بهذا الأمر ... و لا أنوي ترك أحدا يعلم بالأمر )
صمت و هو ينظر إلى شحوب وجهها المفاجئ هذه أول مرة يحتد عليها بهذا الشكل .... تنهد بعمق مكملا
( أمنعك منعا باتا من اللقاء بأولائك البشر مجددا....و إن كان السبب هو تلك الشركات فأنا سأتخلى عن نسبة تسعين بالمئة من شركاتي..... أبيعها كلها و أضع مالها فيما يخص المشروع الذي رسمته .... فشركة واحدة ستكفينا ....)
قالت و هي تعقد حاجبيها بشدة بأنفاس ذاهبة
(هل تتخلى عن كل ما كدحت لأجله بسببي ؟؟!!..)
إبتعد عنها تمام مستديرا إلى ما كان يفعل و هو بجيب بهدوء
( بل لحماية أسرتي ... ثم إنه مجرد مادة ليست أهم من حياة أي شخص...)
أستندت إلى الجدار أكثر و هي تحس أن قدماها لم تعد تقوى على حملها و هي تقول بتعب تحاول تحمله
( مني...؟؟ هل تحاول حماية أسرتك مني ؟؟؟) أجاب بهدوء دون ان يستدير إليها
( لا .....فأنت جزء منها و ظننتك على علم بذلك ...) أغمضت عينيها بشدة ثم فتحتهما تحاول التماسك قدر الإمكان ثم قالت
(هلا حاسبتهم لنذهب؟؟ ... فقد إنتهيت)أومأ برأسه دون أن يلتفت إليها ثم ذهب إلى المحاسب ليدفع آخر ما أخذت.... و أخذ الأكياس ليضعها في السيارة ظننا منه بأنها قد سبقته إليها ... لكنها لم تكن كذلك .... عاد إلى المتجر الأخير الذي كانا به علها تكون أرادت شراء شيء آخر و لكنه لم يجدها .... تجول في المتجر كثير حتى عاد إلى المكان الذي إحتد فيه عليها .... لتتسع عيناه من الذهول و هو يراها تمسك بركبتيها بتعب غير واعية تماما .... لكنها ترفض الإستسلام للإغماء .... شتم بلغة غريبة كثيرا تحت أنفاسه و هو ينحني ليضع يده على ظهرها مربتا و هو يألها إن كانت بخير ؟؟؟ لكنها هزت رأسها نفيا فإنحى أكثر ليضع يده أسفل ركبتيها و هي تتمسك بعنقه بشدة .... إضافة إلى إرتجافها الواضح أسرع إلى السيارة ليذهب بها إلى المشفى و أعين الناس تتابعهما بإستغراب .......
.................................................. .................................................. ..........................
ينظر إليها و هي نائمة يمسك يبن كفيه كفها الصغير الأسمر و الدافئ و التعب يبدو جليا على ملامحها هذا الشحوب طارئ... لم تكن كذلك عند دخولهم المتجر الشعور بالذنب يتزايد بداخله .... تجاهها هي أكثر من أي كان .... هي تستحق الأفضل لقد ضغط عليها أكثر من اللازم قال الطبيب بأن ضغطها قد إنخفض و أن عليها الإبتعاد عن التوتر .... و لكن أليست كل حياتها متوترة هي لا تتعامل إلا بالسلاح مع ذلك لم يهبط لها ضغط من قبل فهل الكلام معه سبب لها ذلك .....؟

تململت قليلا و هي تحس أن أحدا بجانبها و يديه تحتضن يدها .... إبتسمت قليلا و هي تحس بالدفء الذي كان حين كان يهتم بها والدها ساهرا بجانبها دون أن يتعب لذا قالت كلماتها المعتادة معه دون أن تفتح عينيها
( هل تسهر على رعايتي هكذا .... حتى تمرض و أضطر لرد الدين .... و أسهر معك ؟؟..)لم تلقى سوى تربيتة خفيفة على يدها .... فأفلتت منها ضحكة صغيرة و هي تكمل كلامها بإبتسامة
( لا تطمع كثيرا ... لأن أمي تتحول غولا حين ... تمرض فلا يستطيع أحدا تمني لك حتى الشفاء .... إلا أنيس في سبيل إستفزازها ... ليس إلا )
كان صوتها قد بدأ يختنق و كأنها تدرك فجأة بأنها تحلم فأفلتت منها شهقة بكاء مرة .... دون أن تستيقظ و هي تقول بغصة خانقة
( إشتقت لك ... كثيرا أبي .... )
أحست فجأة بأحد يربت على خدها بخفة مناديا إسمها ....
(نادين .... نادين .... إستيقظي ...)
هذا الصوت مألوف جدا عليها .... إنه صوت كنان الذي إعتاد إنقاذها و لا يزال ....
إنتفضت فجأة و هي تفتح عينيها
( لقد أفقت .... )
كان العرق يتصبب منها لقد كانت تحلم و هي تتكلم عن والدها ربما يكون والدها هو المفتاح و لكن أين يمكن أن يبحث .... نادين تحتاج مساعدة .... و اليوم قبل الغد ....
نظر إليها و هو يسألها إن كانت بخير وقائلا بأسف رجولي
(هل انت بخير ..... آسف أني وترتك )
همت أن تقوم و هي تقول
(لا لم توترني أنا ....) ماتت الكلمات في لسانها و هي تعي أنها بالمشفى و للتتسعة عينيها .... من الذهول قائلة بتوتر و هي تعود لإغماض عينيها بشدة
( أخرجني من هنا سيد كنان أرجوك ..... أخرجني من هنا .... لا أريد البقاء هنا .... أرجوك أخرجني من هنا )
كنا قد فهم تماما ما يحصل و من دون تأخر حملها ليخرجها من هناك و هو يعي أن نادين منذ أن جائت معه لم تدخل مشفى يوما .....
.

.................................................. .................................................. .........................
كانت قد إسترجعت جزئا من قوتها .... و هي في المطبخ مع هدى منذ أن عادت إلى هنا و هي تتهرب من كنان لا تريد تلك النظرة بعينيه فقد هربت منه بسرعة ما إن أوقف السيارة و ها هو يدخل الأغراض خالفها ....
توقف و هو ينظر إلى هروبها منه متشاغلة بالسيدة الهدى ... التي لا تستمع إلى حديثها أبدا ....مذهولة بدخوله المطبخ مع تلك المشتريات ....
فرقعت نادين يدها أمام وجه هدى و هي تقول ( أفيقي يا نانا .... أنا أسألك منذ ساعة
هل في أدراجك تمر ...؟)
أومأت لها هدى دون إنتباه تام ....مما جعل نادين تتذمر و هي تمسك بذراعها
(نانا كلميني انا أريد التمر الآن ....و أريد أن تخلي المطبخ لأني سأطبخ به لوحدي ....) الآن نالت إهتمام حواس هدى لابد أن اليوم هو اليوم العالمي للمفاجآت الصادمة .... بينما أظلمت مقلتي كنان قائلا ....
(بالطبع ستطبخين .... و لكن بأحلامك ..... هل نسيت أنك قادمة من المشفى للتو ؟؟؟...)
تلك كانت القشة الأخير التي جعلت هدى تلتفت إليها و هي تتحس نادين كلها حتى إنحنت إلى ركبتيها تطمئن أنها بخير بقلق حقيقي .... متسائلة
( ماذا حصل لها ؟؟؟.... لماذا وجهها شاحب هكذا ....؟؟؟ أخبرني بالله عليك ما بها إبنتي ؟؟؟.... ) كان كنان ينظر إلى هدى التي إغروقت عيناها بسبب نادين .... هي تحبها ...لم يكن مخطئا حين قال أنهم عائلة نادين .....
( لقد إنخفض ضغطها ... و أصيبت بالإغماء ...)
شهقت هدى بقوة و هي تجلس نادين على احدى المقاعد المحيطة برخام المطبخ ..... تقرأ عليها بعض الآيات بقلق حقيقي .....
نظرت إليها نادين بإبتسامة جميلة ثم نزعت يد هدى عن وجنتها بهدوء و طبعت شفتيها على راحة يدها برفق ...... ثم قالت و هي تحضن وجه هدى بحنان ماسحة دموعها
( لا تخافي علي هكذا .... فأنا بخير .... لم يغمى علي تماما .... تعبت و حسب .... و لكني سأتحسن أكثر إن أعطيتني بعض التمر و صنعت لي بعض الفطائر و مع اللحم ....)صمتت قليلا ثم رفعت سبابتها إلى ثقنها مدعية التفكير....
( و لا بأس إن صنعت لي بعض الأرز مع الدجاج و فطائر محلاة بدون فواكه .... أتركِ الفواكه للعصير لأني أحبه طازجا ....) إبتسم كنان بتعاطف بينما أفلتت ضحكة هدى و هي تقول بإختناق
(و الله ميؤوس منك ... مستغلة .... هل أنت بخير .... إسمعي إن مرضت .... سأعلق ملابسك الداخلية على ..... )
سارعت نادين بوضع يدها على فم هدى و هي تميل برأسها لترى كنان الذي إرتفع حاجبه بشدة و تفاجئ
بينما أغلقت هي عينيها بشدة من الإحراج الذي تتلقاه الآن ... نظرت إليها هدى بأسف و هي تعتذر لها بصمت
تنحنح كنان فأنتبهتا له
(هدى لا تسمحِ لها بالطبخ ... أو أي شيء .... و أنت ألغ العشاء من عندهم غدا إدعه هو عائلته إلى هنا ... و يمكنك الطبخ حينها إن لاحظت تحسنك ... واضح؟؟ )
هزت رأسها نفيا قائلة
( سيد كنان انها الثانية عشر زوالا ... أستطيع الطبخ الآن سأنتهي منه بسرعة حتى أن نانا ستساعدني بما أننا سنذهب في السادسة ... من فضلك ... أنا بخير .... صدقني ....)
أمعن نظر إليها و هي تأخذ التمر من هدى التي لم تفعل سوى مد يدها للدرج و أخراجه لها لتأكلها بسرعة
أومأ لها كنان بهدوء ...
(سأساعدك ... سأغير ثيابي و آتِ .... )
ثم خرج دون أن ينتظر جوابها بينما نظرت إليها هدى بتفحص و هي تتهرب من عينيها متشاغلة بالمشتريات .... لذا جذبتها من يدها بقوة و هي تقول
( ما هذا يا فتاة ؟ ماذا يجب ان أفهم من هذا التصرف... ؟ ماذا يعني بأنه سيساعدك و لما تطبخين أصلا و إلى أين ستذهبان ؟)
زفرت ناظين و هي تجيب بهدوء ...
( عائلة أجنبية صديقة لي و قد دعونا إلى العشاء معهم و أنا قررت الطبخ لهم و السيد كنان لن يقبل أن أذهب وحدي لذا سيرافقني ... و الذي يجب ان تفهميه من هذا التصرف أنه شهم و أحب مساعدتي حين مرضت .... و بالدليل سهيل و السيدة سرين سيرافقاننا ...)
مطت هدى شفتيها بعدم إقتناع و هي تقول (أخبريني ماذا ستطبخين لأساعدك )
إبتسمت نادين قائلة
( أريد تحضير طبق الملوكية و الكسكسي و المسقوف .... و من أجل التحلية أريد تحضير ... أصابع زينب و حلوى المشبك و العوامة ....)
نظرت إليها و هي تظن أن نادين قد سمعت عن هذه الأطباق فقررت جعل هدى فأر تجارب لذا زمت شفتيها بشدة هي تقول
( أريد أن أسألك هل تعرفين معنى هذه الأكلات الأثرية و التاريخية .... لا لا دعك منها إنها كثيرة .... فقط أريد أن تخبريني ماذا أحضرت من أجل المسقوف .... ؟)
أجابت نادين بهدوء
(لقد تعبت كثيرا و أنا أبحث عن سمك نهري طازج حتى أنني من إخترت فتحاته و طريقة تنظيفه .... لا تقلقي أنا على دراية بما أفعل أعرف هذه الأطباق جيدا و قد طبختها منذ نعومة أظافري ...)
تلك ليست هي المشكلة .... المشكلة هو الوقت و ستكون أي مساعدة في صالحها لذا هتفت برجاء
( نانا أرجوك لا تطبخي الغداء للمنزل و أنا سأعد ما يكفي لكم أيضا... أحتاج مساعدتك و مساحة أكبر...)
أجابت هدى و هي تقول
(لا بأس و لكني سأعلم لميس أولا .... إذهبي أنت و خذي حماما و غيري ثيابك )
خرجتا معا لتقوم كل واحدة بما عليها
.................................................. .................................................. ........................................
بعد ربع ساعة كان الكل مشغولا بشء ما في المطبخ حتى السيدة سيرين تطوعت و كم هي جميلة ثوبها الشمندري الغامق و الذي يقيس قوامها بتفان متقن و هي تضع مريولة بيضاء عليها .... و أكثر من سعد بالأمر كان سهيل و قد سعدت نادين كثيرا برؤيته يحضر الشواية لشي السمك و إعداد الفحم حتى أنه هو من سيشوي السمك لا شيء سيسعدها أكثر من ذلك .... و حين ينتهي ستطلب منه أن يعد الكسكسي بالبخار عله يتعرق بعد ان تشعل النار أصابعه.... أما هدى و لميس فقد إهتمتا بإعداد الحلوى حسب تعليمات نادين في حين كان كنان و زوجته يهتمان بالخضار... تنظيفه و تقطيعه... بينما تولت نادين الباقي مع باقي الخدم ...
بعد أربع ساعات كان الكل قد إنتهى و ذهبوا ليغتسلوا و قد أخذوا منه الغداء ليتغدوا وقد نال الطعام إعجاب الكل حتى أنهم إحتفظوا ببعضه لأجل منزل أميرة لم يبقى سوى طبق الملوكية و قد أصرت نادين على إعداده بعد الغداء ... لوحدها إلا أن كنان رفض تركها لذا بقي معها و هدى ترمق نادين شزرا و هي تشير إلى الإبتعاد عن كنان ....
يراقبها دون أن يخفي ذلك عنها ما إن تهم بحمل شيء ثقيل حتى يأخذه منها حتى باتت تتأفف دون حرج و هو غير مهتم و لكنه إستأنف الكلام موجزا دون مراوغة
( بعد أن ننتهي من الزيارة... ستتلقين العلاج النفسي من سهيل و هذا أمر لا نقاش فيه ...)
فوجئت كثيرا بكلامه إنه يتخطى الحدود معها هذا لم يكن الإتفاق بينهما لذا هتفت بحدة
( لماذا هل فعلت ما يدينني بالجنون ...؟ )
أجاب بهدوء و هو منشغل عنها بالثلاجة يخرج منها بعض الفوكه
( حافظيِ على هذا الدور لشخص آخر لأني لن أتراجع .... و لن أنخدع به .... أصلا لا يلائمك التحجج بتلك الحجج الواهية )
قالت بغضب تحاول كبته كي لا تخطئ بالكلام
( و إن رفضت ... هل ستطردني ... ؟)
رمى إليها بنظرة أجبرتها على إسبال جفنيها توترا .... أجاب بهدوء
( ألم أطلب إليك منك جمع الدور و تبقيه لغيري ....)
قالت بهدوء كاذب
(سيد كنان أخبرني لماذا ... هل أخطأت في شيء أنا أحسب كل خطوة أقوم بها خوفا من الأخطاء ....)
أومأ مؤكدا و هو يشير إليها بسبابته
(تماما لأجل ذلك تحتاجين للعلاج )
كلماته المختصرة تصيبها بالجنون هدوءه هذا .... يوتر أعصابها و أن يكون على علم تام بطريقة إبعادها للمجرمين عنه و عن نفوذها و الإستنتاج بسهولة أنها هي في حين أن الكل قد عجز يثير رهبتها .... ربما حان وقت الصراحة فإن كان هناك من يستحق منها شرحا فهو كنان
كان يقرأ أفكارها بكل شفافية لذا قال قبل حتى أن تتفوه بكلمة
( لا داعي للمحاولة لأني لو كنت أريد أن أعرف لكنت عرفت بسهولة و ما قطعت لك وعدا .... لست ممن يقتلهم الفضول .... ما أريده هو أن تحظي بحياه طبيعية .... هذه الهالة المثالية المحيطة بك ليست ما أسميه بالحياة الطبيعية .... لذا ستخضعين للعلاج مهما كان الثمن .... حتى لو توجب علي محاربتك أنت شخصيا فلن أتردد ظننتك قوية لدرجة تجعلك تعترفين بحاجتك للعلاج إلا أنك ترفضين بتعنت و لمجرد الرفض.... و عندما تكونين مستعدة للبكاء من كل قلبك و التكلم عما يقرح قلبك حينها ستجديني بجوارك .... أستمع إليك و أحتويك )
قالت بإختناق و دموع تخز عينيها بينما هي تمنعها بإصرار موجع للقلب
( أنا أخاف الأطباء و المستشفيات .... لذا أرجوك لا تجبرني أنا لن أستطيع أن أرفض لك طلبك و سأنفذه متى شئت .... و لكن لأحيطك علما بما أخشى أرجوك لا تأخذني إليهم أنا ..... أنا لا أريد العودة فقد .... فقد ....)
أوقفها بإبتسامة و هو يضع إصبعه على شفتيها برفق
( هشششششش أعرف أنك تخافين لذا العلاج سيكون هنا حيث يطمئن قلبك .... ثم أني لم أختر أي طبيب إخترت فردا من عائلتك .... سهيل .... و لو لم أكن أثق به لما تركتك بين يديه ..... فقط عديني أن تلتزم معه و ان تنفذي ما يطلبه ....)
أومأت برأسها بهدوء و هي تبتعد عنه متشاغلة بإنهاء الأعمال بينما هو يحس بأنه يفضل إنزعاجها هذا على تعاستها تلك التي تأخذ النوم من جفنيه لقد قرر تولي مسؤوليتها من اللحظة التي إتخذها مسؤولة منه و عليه الحفاظ عليها .....
راقبها بهدوء و هي تخرج من المطبخ متجهة إلى غرفتها و لكنها ما إن كادت تدخل غرفتها حتى رأته يمر إلى غرفته هو أيضا حتى أوقفته قائلة
( سيد كنان ..... هل طلبت مرافقة سهيل لنا ليستعلم عني )
أجاب بصراحة
(نعم ....)
هزت رأسها متفهمة ثم قالت
( لا داعي .... لأني سأعلمه بما يجب أن يعلمه ...)
هز الآخر رأسه إيجابا
( أبي قد وصل للتو و يقول أنه يريد أن يراك .... و لكني أخبرته أن يؤجل الأمر حتى نعود ....)
هزت رأسها موافقة ثم دخلت غرفتها ..... متجاهلة نظرات كنان التي تأكل ظهرها ....
زفر بتعب عليه الذهاب و ليرتاح قليلا اليوم كان طويلا .... عليهما معا
.................................................. .................................................. .......................................
إبتسمت بشرود و هي تنظر إليه يرتدي ثيابه ....كم هو وسيم مفتول العضلات شعره الناعم يفتن أي أنثى طريقة لبس ثيابه ... مجرد قميص بأكمام قصيرة تظهر عضلاته أكثر ثم يضع عليها سترة بلا أكمام ... و عطره أخاذ يكاد يجعل اي أمرأة تتبعه معمية ، طائرة خلفه بلا إدراك .... كيف لا تخاف عليه من هن ؟؟؟!!! كيف لا تغار عليه و هو زوجها أي إمرأة قد تتمناه لنفسها .... و نادين ليست إستثناء .....
تنهدت دون أن تعي أنه قد لاحظ شرودها ...لذا باغتها قائلة
( كنت رائعة اليوم .... لم أظنك تجيدين تقطيع الخضار )
إبتسمت بدلال و هي تقول
(شكرا .... حتى أنا كنت أجهل ذلك .... يبدو أن التغيير ليس بالشيء السيء ....)
إقترب منها و وضع يديه على خصرها قائلا ...
( بل الشكر لك فقد لبيت طلبي دون تردد ...)
بالطبع كيف كانت ستتركه يعمل مع تلك الحية ... التي تتحيل له الفرص ... فاجرة بلا خجل متزوجة مع ذلك تجلس مع من لا يقربونها و لو قليلا ....
حين لاحظ شرودها أدرك أنها تفكر في نادين .... لذا إبتعد عنها بوجوم و هو يلتقط هاتفه
( هيا بنا حان الوقت .... )

.................................................. .................................................. .......................................



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


ميمونة با غير متواجد حالياً  
قديم 02-10-19, 05:06 PM   #30

ميمونة با
 
الصورة الرمزية ميمونة با

? العضوٌ??? » 445482
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 152
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ميمونة با is on a distinguished road
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

من كل قلبي أشكر سيداتي الرائعات و شكرا على الغلاف أحببته كثيرا شكرا لكن كثيرا

ميمونة با غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.