آخر 10 مشاركات
318- وعد... بالزواج - ديبورا هوبر - (م.د)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          301- موعد مع القدر-شارلوت بيكر - عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree66Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-19, 03:32 PM   #21

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيرا قرأت البارتين الأخيرهى مع بعض
ماشاء الله يايمنى خالد ماهذا الإبداع روايتك مميزه في كل شيء وأتمنى ماتحبطين من قلة الردود
هذا شيء طبيعي لأن انت في البدايه وممكن االبعض ماقرأ الروايه وزيدي عليه انشغال البعض
بالدراسه غير إن أغلب الأعضاء فقدوا الثقه في الكاتبات لكثرة الروايات المهجوره بدون تكمله
حتى إن بعضها عليها اقبال وردود حلوه ومع هذا لم تكتمل بعد تعب الأعضاء في القراءه والرد
أغلب الأعضاء ابتعدوا عن قراءة الروايات غيرالمكتمله واكتفىوا بقراءة المكتمله
لهذا كثير من الروايات المشاهدات ترتفع والمشاركات تزيد بعد ماتكتمل الروايه
المهم خليك واثقه من قلمك واستمري وياليت ماتكون الفترات طويله بين البارتات حتى ماينسى
المتابعين الأحداث ويفتر حماسهم وإن شاء الله تلاقي مع استمرارك التفاعل اللي يسرك
أتمنى إنك تكملين الروايه لأن خساره مثلها ماتكتمل

نأتي للرواية وأبطالها

مثل ماتوقعت سابقا عائض جزء من معانات يمنى وكنت شاكه إنه أساء لها بالكلام بسبب الحرق
لكن كان عنده سبب آخر
يمنى هل طلبها الطلاق ورفضها العوده لعائض بسبب ماقاله لها أو هناك سبب آخر لم يظهر بعد
لكن معها حق تطلب الطلاق حتى لو كان بسبب كلامه رغم أني أشك إن فيه سبب آخر وممكن يكون
متعلق بسلمان اللي يكرهه عائض شكي بسبب كلام نجد

نجد شخصيه رااائعه إن شاء الله تجد الرجل المناسب لها
عاطف مثل مايقال وعين الرضا عن كل عيب كليله حبه لنوف خلاه مايشوف عيوبها وأعتقد
أبوه ماراح يزوجها لعائض بعد ماعرف حب عاطف لها
نوف حبها لعائض وغيرتها أعمتها وأخطأت مع يمنى لكن ما أظنها سيئه بدرجه كبيره بدليل
أنها لامت نفسها على تصرفها

مساعد ألف مبروووك وجاك الفرج يمنى بيسامحك العروس أعجبته
راشد المفروض يتعلم من أخطائه لكن هو لا بيعيد نفس الخطأ وبيجبر عائض على الزواج

تسلم يمينك يمنى ومنتظرين باقي الأحداث
يعطيك العافيه ولا خلا ولا عدم منك يارب




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-10-19, 03:56 AM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السادس

______

قبل عشر سنوات ..

لم يتمكن عايض من تحمل الأمر أكثر , كل ما اضطر للذهاب إلى عمه لسبب أو آخر , قابلها بالصدفة .
كانت تبدوا مختلفة كل مرة .
البريق في عينيها , اختفى تماما .
ليحلّ محله غموض لم يتمكن من فهمه إطلاقا .
حتى النور غاب عن وجهها .
بعد أن كانت تقابله بابتسامة واسعة , صارت لا تبتسم إلا قليلا .
من فتاة تحب التحدث كثيرا , والبوح عما تشعر به .
صارت فتاة انطوائية , صامتة .
تشغل نفسها بأعمال المنزل .
بالرغم من كونها طفلة !
أصبح عاجزا , وبين نارين .
لا يستطيع أن يمنحها المزيد من الاهتمام , كي لا تتعلق به .
فهو لم يقتنع يوما , بفكرة الزواج بها .. أبدا .
ولا يستطيع أيضا أن يتجاهل هذا الحزن العميق بعينيها .
لذا ..
قرر أن يبتعد .
عنها , وعن المشاعر المضطربة التي تراوده كل ما لمح ظلها .
ليستقر في المدينة .
بعد أن كان يذهب إليها يوميا ويعود منها , من أجل الجامعة .


لم يخبر يمنى بالأمر , ولم يكن لديها أي معرفة .
حتى غاب أسبوعا كاملا , ولم يمر من أجل مساعد حتى .
استغربت ذلك , وظلت مرتبكة .
حتى أتت نجد ذات يوم , وسألتها عنه
لتجيبها وهي مستغربة / تمزحين يُمنى ؟ عايض له أكثر من أسبوع راح للمدينة ولا رجع , استقر هناك خلاص , ما راح يرجع إلا بعد ما يتخرج إن شاء الله .
نظرت إليها يُمنى بذهول , بعينين متسعتين , لتزدرد نجد ريقها بخوف من هذه الملامح / لا صدق ما تعرفين ؟
هزت يُمنى رأسها نفيا , وأكملت ما بيدها بصمت , حيث كانت تصنع شيئا ما بالصوف .
دون أن تعلق على ما سمعت .
تنهدت نجد بضيق وأمسكت بكف يُمنى / معليش يمنى , هو أساسا راح مستعجل , وما قرر إلا قبل لا يروح بكم ساعة , تدرين الطريق من المدينة للديرة قد إيش يخوف ومو ممهد أبد , يعني صعب يجي و ……
قاطعتها يُمنى / طيب خلاص يسوي اللي يبيه بكفيه , ليش قاعدة تبررين نجد ؟
نجد باستغراب / يعني مو زعلانة ؟
هزت كتفيها بلا مبالاة / لا .
نجد براحة / كويس أجل .
ساد الصمت لفترة , قبل أن تسأل يُمنى بهدوء .
بعد أن حاولت أن ترغم نفسها على السكوت ولم تتمكن / ما راح يجي حتى بالإجازات ؟
نجد / إلا أكيد راح يجي .
ابتلعت يُمنى الغصة الحارقة بحلقها , وأرغمت نفسها على التحمل .
ولا تبكي .
نجحت في ذلك .
لدرجة أنها فقدت القدرة على الشعور بأي ألم .
الصدمات بسنها الصغير , كانت كافية لجعلها تفهم الأمور بوعي أكثر .
وتصبح أكثر نضجا من عمرها الحقيقي .
حتى أنها كلما قدِم عايض من المدينة , تختفي تماما .
تحبس نفسها في حجرتها , ولا تنزل منها أبدا .
حتى تسمع عن مغادرته .
لم يكن ذلك الشيء جيدا بالنسبة لعايض بالتأكيد , كان يبحث عنها دائما ولا يجدها .
حتى أصبح يتضايق من ذلك الشيء .
إلا أنه لم يسأل عنها أبدا .
يُمنى كانت أكثر قوة منه , لم تفكر يوما بالنظر إليه ولو من بعيد .
لم تكن تلك المصيبة العظمى بالنسبة لعايض .
بل معرفته بحقيقة أحرقته قهرا وغيظا .
لم تكن تلك الحقيقة سوى تكرار سلمان الذهاب إلى منزل عمه , وعلى الدوام .
حتى أنه يلازمهم لأوقات وساعات طويلة ..
ويُمنى بالتأكيد , تأمن جانبه !
فهو بطلها , ومنقذها من مصيبتها العظمى !


_______

الآن ..


استيقظت يُمنى من نومها منزعجة من صوت شيء قوي .
ربطت شعرها بمطاط , لتتجه إلى الخارج .
فتحت الباب , لتتسع عيناها باستغراب وهي ترى هذه الفوضى .
ألواح خشبية في كل مكان , وحسناء هناك تجلس متربعة , تنظر إلى ورقة على الأرض .
بيدها مسمار ومفك , بجانبها مطرقة !
اتجهت إليها متسائلة / وش قاعدة تسوين ؟
حسناء / يا أهلا صباح الخير , أبد شوفة عينك , قاعدة أحاول أركب هالطاولة .
يُمنى / بهالوقت ؟ ما دام اليوم إجازتك ريحي شوي ونامي بدال هالشغلات , بعدين ليش ما خليتي اللي جابوا يركبون ؟
حسناء وهي تحاول التركيز على ما بالورقة / هذي طلبية والمندوب جابها , تخيلي أدخله عشان يركبها .
اقتربت يُمنى لتنظر إلى الكرتون / يا ويلي هذي طاولة كبيرة المفروض إنه شغل رجال , سيبيه وخلي مساعد يركبها إذا جا .
حسناء / لا والله ما طلبتها بسرعة عشان أنتظر مساعد , بموت وأشوف الطاولة كاملة .
ابتسمت يُمنى وهي تجلس / بساعدك .
حسناء تصطنع الصدمة / إيه صدق ؟ لو مو الطاولة هي اللي تركبك !
يُمنى بغضب / يا الله يا حسناء , خلاص لا عاد تحسسيني طفلة .
وضعت حسناء كتيب التعليمات جانبا ثم أمسكت بالمفك مجددا / تمام مانتي طفلة , يلا وريني إيش تقدرين تسوين .
نظرت إليها يُمنى بحنق , لتمسك بأحد أعمدة الطاولة .
مر وقت طويل , قبل أن تتكتف وتنظر إلى الطاولة .
بينما يُمنى تكاد تموت من الضحك على الأرض وهي تمسك ببطنها , تقول بصعوبة / يا الله مو قادرة أوقف , كيف صارت العواميد فوق ؟ ههههههههه وتقولين أنا ما أعرف ؟ إنتي سويتي كذا ؟
صرخت حسناء بغيظ , وجلست على الأرض بتعب / والله بموت ظهري انكسر في الأخير يطلع الشغل كله غلط .
يُمنى بعد أن هدأت / مو مشكلة حسناء , خلاص انتي الحين مضطرة تنتظرين مساعد .
استلقت في مكانها بوهن , وأخرجت هاتفها من جيب بنطالها , وضعته على اذنها بعد اتصلت به / هلا مساعد , متى بتجي هنا ؟ … طيب .
تأففت وهي تقفل الخط / ما راح يجي قريب , وبشرى بيوصلها أبوي هالأسبوع , وانتي تدرين مستحيل أخلي أبوي يسويها , أنا مصرة أتعشى على هالطاولة في أقرب وقت .
ابتسمت يُمنى وهي تقف وتمد يدها حتى تنهض / تمام نشوف عامل يسويها , قومي خلينا نسوي الفطور مع بعض .


نهضت حسناء بمساعدتها وهي تتنهد .
دخلتا إلى المطبخ وبدأتا بإحضار الفطور .
وعلى السفرة , قالت حسناء بتردد / يُمنى , أبي أسألك سؤال وجاوبيني بصراحة , إجابة طالعة من قلبك مو كذب , مافي غيرنا هنا أنا وانتي وربي شاهد علينا لذك قولي الصدق , وأنا أوعدك بيكون هالكلام بيننا .
نظرت إليها يُمنى باستغراب / خوفتيني وش هالمقدمة ؟ إيه اسألي وإن شاء الله أقول الصدق .
حسناء بهدوء / أبد ما عندك نية ترجعين لعايض ؟ لو رجع وطلب يدك ؟
رفعت يُمنى عيناها إليها بذهول , وبعد صمت قصير / ليش تسألين ؟
تأففت حسناء / يووه يا يُمنى , أنا أكثر شيء أكرهه لما أحد يجاوب على سؤالي بسؤال , بس بكون أحسن منك وبجاوب .. لأني سمعت شيء عن عايض , وتضايقت حيل .. حابة أعرف رأيك .
يُمنى بشيء من الضيق / إيش سمعتي يا حسنا ؟
عضت حسناء شفتها بإنزعاج / عمك راشد يبيه يتزوج , وفي أقرب وقت .
شعرت يُمنى بقلبها يهوي ويسقط على الأرض من هول الصدمة .
ولم تجب على سؤال الأخرى .
نظرت إليها حسناء بحزن / إيش اللي يخليك تأذين نفسك وتأذينه يا يُمنى ؟ ما دام تحبينه ومجرد ما تسمعين أو تفكرين إنه ممكن يرتبط بغيرك تنزعجين لهالدرجة ؟ صارحيني .
أكملت يُمنى تناول ما بيدها بصمت .
وظلت حسناء ترقب إجابتها .
إلا أنها استغربت حين رأت الأخرى تقف وتدخل إلى حجرتها , لتغلق الباب خلفها بهدوء .
صرخت حسناء بغيظ / والله يا يُمنى بعلمك كيف تحترمين الكبار ولا تعطيهم ظهرك وهم يكلموك .


بداخل الحجرة ..

جلست يُمنى على السرير بغير تصديق .
هل حقا , سيتزوج غيرها ؟
ألم يقُل سابقا أنه إن طلقها , فسيكون ذلك رغما عنه , وأنها سيحاول إعادتها إليه يوما ما , فقط . لتنسى ما حصل , وليشفى من جراحها ولو القليل , حينها سيعود لأخذها بالتأكيد .
صحيح .. لم تنسَ ما حصل , ولم يشفى جراحها أبدا .
إلا أنها تمنت عودته دائما , في كل لحظة وكل حين .
لكَم أوجعها غيابه طيلة الخمس سنوات !
نعم طلبت الطلاق , ورغبت بالإنفصال بشدة
إلا أنها كانت أيضا ترغب ببقائه بالقرب منها
يا له من قاسِ .
ألم تأتِ إلى المدينة ؟
ألم تنسى ( القليل ) ..!
لذا تمكنت من مواصلة حياتها .
تحدث إليها مرتين , لم يقل في أيّ من تلك المرات أنها يريد أن يعيدها إليه .
فقط أخبرها أنه مشتاق , وأنه لا زال يحبها .. ثم لامها وعاتبها.
أين وعودك يا عايض ؟ أنا لا زلت أنتظر .
قلبي الملتاع ينتظر منك كلمة واحدة فقط ( عودي ) .
وعمي راشد , ما باله هو الآخر ؟
ألا يعرف غير هذا الأسلوب لتزويج عايض ؟
أرغمه بالزواج منها , فاضطر الآخر أن يتقبل الأمر رغما عنه .
ليجرحها , دن وعي وقصد ربما , أو متعمد !
لا يهم , طالما كانت تلك الكلمات خارجة من فاه عايض .
فهي أشد وقعا من السهم على قلبها .
ظلت عبارة عايض تتردد بأذنها على حين غرة ( هالعقد تم غصبا عني وأنا مو راضي , يعني لا تتوقعين إني بتزوجك بيوم من الأيام , وافقت غصبا عني عشان أبوي وأبوك اللي خايف عليك من بعد اللي صار العام الماضي , بس ينسون السالفة بتركك , فاهمة ؟ )
أغمضت عيناها بألم , لتنحدر على وجنتها دمعة يتيمة .
أوجعت قلبها بشدة .
ثم ما لبثت أن صارت تشهق وتبكي بقوة , وهي تتدثر ببطانيتها .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-10-19, 03:56 AM   #23

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




خرجت نوف من حجرتها , ونزلت إلى الأسفل بصعوبة .
للمرة الأولى بعد ما حصل .
حتى وصلت إلى حجرة أمها , لتجد عمر يستلقي على الأريكة الطويلة , يتحدث إلى والدته التي تجلس على أريكة أخرى .
يبدوا متعبا وواهنا .
لا بد من أنه عاد من العمل للتو .
ابتسمت وهي تلقي السلام .
ردت عليها أمها , وجلس عمر عاقدا حاجبيه باستغراب / ليش نزلتي ؟
نوف وهي تقترب من والدتها / اختنقت بالغرفة , صباح الخير أمي .
أمها وهي تمسح على ذراعها بحنان / صباح النور يا قرة عيني , تعشيتي ؟
هزت رأسها نفيا / لا , ما لي نفس .
جلست بجانبها , ورفعت نظرها إلى عمر بتردد , وكأنها لا تعرف شيئا عن فكرة الإنفصال / عمر , هيفاء متى راح ترجع , صار لها أسبوعين في بيت أهلها .
ابتسم / ما ادري , بس خليها متى بغت ترجع تكلمني وأروح أخذها .
استغربت نوف من إجابته , ونظرت إلى أمها بغرابة , ثم إليه .
لتبتلع ريقها وتسأل بارتباك / بس أنا … كأني سمعت إنها , تبي تتطلق .
اتسعت عينا عمر بصدمة / مين قال لك ؟
هزت كتفيها / أنا سمعت ذاك اليوم , لما طاح عليّ الشاي .
فغر عمر فاهه بذهول , ثم تنهد بضيق .
ولم يرد .
لتخفض نوف بصرها بحزن / أنا آسفة عمر , كل اللي قاعد يصير لك بسببي .
وقف عمر وابتسم رغما عنه / ما صار ولا راح يصير إلا اللي ربي كاتبه , تصبحون على خير .


قالها وابتعد خارجا من غرفة والدته .
لتعض نوف شفتها تمنع خروج تنهيدة الضيق من أجل أمها .
إلا أن الأخرى شعرت بها , لتمسح على ذراعها بحنان وتقول / لا تقولين إنه بسببك يا نوف , كل شيء مكتوب ومقدر , وعمر ربي يعوضه خير .
أومأت برأسها موافقة , وعلى محياها إبتسامة باهتة .
لتقف / يلا بطلع , صار وقت نومك أساسا , تصبحين على خير .
قالته وقبلت يدها وجبينها , ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها .
لتصعد بصعوبة كما نزلت .
حين استقرت داخل غرفتها , وأغلقت الباب بالمفتاح .
جلست على السرير وصدرها ضائق بشدة .
عمر أصبح شخص غير مباليا بعلاقته مع هيفاء , سابقا تمسك بها بشدة .
وهي أيضا فعلت المثل .
تمسكت به رغم عيبه , وبعد أن علمت أن فرصتهما في الإنجاب ضعيفة للغاية .
والآن ..
يتخليان عن بعضهما بهذه السهولة ؟
إذا لا بد أن الشعور بعد فقد رند أبدا غير عاديا أو معقولا .
بالتأكيد , مؤلم إلى حد لا حد له .
عضّت شفتها بقوة , وهي تتذكر منظر عمر مجددا .
يبدوا أنها عليها أن تتحمل ذنب موت رند إلى الآبد .
عليها أن تحمل ذلك الذنب على عاتقها حتى تموت .
ستتحمل ذلك , نعم .
أخطأت , عليها التحمل .
ولكن رؤية عمر بذلك المنظر , لا يرضيها أبدا .


سقطت عيناها على هاتفها , لتواتيها فكرة غريبة على حين غرة .
مدت يدها نحوه بتردد , لتأخذه وهي تبتلع ريقها .
صار قلبها يخفق بشدة , وهي تدخل إلى قائمة الأسماء وتكتب إسم هيفاء .
أغمضت عيناها من الإرتباك , ثم فتحتهما .. لتسحب إلى رئتيها هواء عميقا , وتضع الهاتف على أذنها بعد ان طلبت رقمها .
رنّ لبعض الوقت , قبل أن يصلها صوت هيفاء الهاديء / مرحبا .
ارتبكت نوف أكثر , كأنها غريبة عنها / السلام عليكم .
هيفاء / وعليكم السلام .
نوف / شخبارك هيفاء ؟
هيفاء / بخير الحمدلله , إيش اللي ذكرك فيني وخلاكِ تتصلين بهالوقت .
نوف / بس كذا .. حبيت أتطمن عليك .
هيفاء بسخرية / والله ! ويوم كنتي تحبسين نفسك في غرفتك أربع وعشرين ساعة , ولا تعرفين عني ولا عن عمتي ولا عمر .
تنهدت نوف بضيق / ما كنت أبي أضايق أمي , ولا أضايقكم .. قلتوا إنه وجهي يذكركم برند .
هيفاء / ما كنا محتاجين نشوف وجهك عشان نتذكر رند , لأنها في بالنا على طول يا نوف .
عضت شفتها بألم / ما قدرت أتحمل نظراتكم , اللي تخليني أفكر إني كنت متعمدة أسوي الحادث , وإنها ما ماتت منه وأنا قتلتها .
صرخت هيفاء بغيظ / كان لا زم تتحملين , تتحملين وتسكتين لأنك إيه , حتى لو متعمدة إنتي السبب في إني فقدت البنت الوحيدة اللي انتظرناها أنا وعمر عشر سنين .
بكت نوف / وأنا بعد انتظرتها مثلكم , أنا أتوجع أكثر منكم , لأني السبب زي ما تقولين , بس إيش بيدي أسوي يا هيفاء ؟ إيش أقدر أسوي لكم عشان تسامحوني وتريحوني شوي من هالذنب .
لم تجب هيفاء إلا بعد عدة دقائق , يبدوا أنها هي أيضا بكت / رجعي لي بنتي , هالشيء الوحيد اللي راح يخليني أسامحك .
نوف / إيش هالكلام يا هيفاء ؟
هيفاء / أقصد بكلامي إنه مثل ما رجعتها للحياة مستحيل , مسامحتي لك بعد مستحيلة .
تأوهت نوف بألم / هيفاء تكفين , بسوي أي شيء عشانك والله أي شيء , بس تكفين .. ارجعي , عمر ما هو عمر من دونك , لا تتطلقين منه .
ضحكت هيفاء بسخرية / أنانية يا نوف , تبين أسامحك عشان ترتاحين من الذنب , وتبين أرجع لأخوك بعد عشان ترتاحين ؟ وأنا ؟ ما فكرتي فيني صح ؟ لا أنا ولا أخوك .. إذا رجعت له عمري ما راح أرجع أصير أم , وما راح أحضن أي طفل غير رند ينسيني الوجع , يعني عادي أنا لوحدي أبقى الخسرانة في هالعلاقة ؟
نوف / لا والله يا هيفاء ما فكرت بهالطريقة أبد .
هيفاء بقهر / أجل اسمعيني يا نوف , إذا كنتي فعلا تبين تشوفين أخوك مبسوط , وتبيني أرجع له , سوي اللي أقول لك عليه .
نوف بلهفة / وشوو ؟
صعقت بعد ذلك تماما , وهي تستمع إلى طلب هيفاء الغريب والصادم .
لتقفل الخط بعد أن ودعتها بكلمات قصيرة مقتضبة .
وأنزلت الهاتف من أذنها بصدمة .


_____


دخل إلى صفحته على أحد مواقع التواصل .
بعد أن تركها لفترة طويلة جدا , بعد أن حصل ذلك الحادث .
ليجد كمّا هائلا من الرسائل , والتعليقات المطالبة بعودته .
والسؤال عن سبب غيابه بالطبع .
حيث غاب ما يقارب السنة !
أخذ يقرأ بعضها , ويتجاهل الكثير .
إلا أن تلك الرسائل حركت فيه شيئا .
ليتنهد بضيق , ويغمض عيناه بألم .
كيف له أن يعود بهذه السهولة ؟
كيف سيتمكن من نسيانه .
من كان السبب في شهرته أصلا ؟
صديقه العزيز , والذي مات قبل سنة .
بسبب حادثة حريق حصلت داخل الإستراحة التي كانوا يتجمعون بها .
كان صديقه المقرب , والذي لا يفارقه إلا قليلا .
حين دعاه ذات مرة , هو وباقي أصدقائه .
وسبقهم جميعا , ليعد لهم ما يحبونه من الطعام .
ومن المفترض أيضا أن يذهب عاطف برفقته ليساعده , إلا أن الآخر نام ولم يستيقظ , إلا بعد مرور نصف ساعة على ذهاب صديقه ( فايز ) .
والذي اتصل به مرارا وتكرارا , ولكن عاطف نومه ثقيل جدا .
فلم ينتبه إلى هاتفه .
حتى أيقظته إحدى شقيقاته بعد أن ظلّ الهاتف يرن دون توقف .
تأفف وهو يقوم بسرعة , ويبدل ملابسه وينزل .
ليركب سيارته ويتجه إلى الإستراحة , يحاول الإتصال بفايز .
ليعتذر على التأخير .
إلا أنه لم يرد .
كان مستغربا بذات الوقت من اتصال أصدقائه الآخرين , ولكنه لم يعاود الإتصال بهم حتى يصل بسرعة .

رمى عاطف الهاتف على المقعد الآخر متذمرا .
خشية أن يكون فايز قد غضب منه !
ولكنه ما إن اقترب من الإستراحة , استغرب من التجمهر بالقرب من منطقة الإستراحات .
اتسعت عيناه بخوف ودهشة , وهو يرى بعض الدخان يتصاعد من جهة إستراحتهم .
أسرع بسيارته حتى تمكن من إيقافها على بعد عدة أمتار من المبنى .
ترجل بسرعة , ليركض ناحيتها .
وجد جميع أصدقائه هناك .
مذعورين وخائفين , على أوجههم الهم والضيق الشديد .
أحدهم كان يبكي بالفعل .
ورجال الإطفاء يدخلون ويحاولون إطفاء النيران .
ابتلع ريقه وهو يقترب من أصدقائه , ويبحث بعينيه عنه .
عن فايز .
شعر بقلبه يهوي ويسقط على الأرض , حين لم يجده !
وقف أمام واحد منهم , وسأل بهلع / وين فايز ؟
ظلوا صامتين وهم ينظرون إليه بحزن , ليصرخ بهم مرة أخرى / قلت لكم وين فايز .
هز أحدهم رأسه بأسى / سمعنا صوته داخل .


اتسعت عيناه أقصى اتساع .
وصار قلبه يخفق بشدة .
ليرفع كفه ويمسك برأسه من هول الصدمة .
قبل أن يلتفت عنهم , ويركض ناحية المدخل .
أوقفوه بقوة , وهو يصرخ بهم ويشتمهم بغضب .
منهارا بشدة , لا يعرف الفرق بين الخطأ والصواب .
إلا حين ضربه أحد أصدقائه على كفه بقوة , وهدر فيه / يعني الحين لو دخلت بتقدر تنقذه ؟ جوة في ناس يحاولون يا عاطف , لا تتهور وتصير إنت الثاني بمصيبة .
أعادته تلك الضربة إلى وعيه فعلا .
لينهار على الأرض جالسا .
عيناه على مدخل الإستراحة .
ينتظر خروج صديقه وأخ قلبه .
متأكد أنه بخير , وأنه لم يصبه أي أذى .
نعم بالتأكيد سيكون بخير .


انتظروا لبعض الوقت , قبل أن يروا صديقهم محمل على النقالة .
وقف عاطف بلهفة , وهرع ناحيتهم .
ليقف بذهول , هو والآخرين .
تسمرت أعينهم على هذا المنظر الذي لم يتخيلوه ولم يتمنوه أبدا .
لم يكن ذلك صديقهم فايز , بل ( جثة ) محترقة .
عاطف الذي كاد أن يفقد وعيه من الصدمة , أمسكوا به بسرعة .
ثم ساعدوه ليركب معهم , ويلحقوا بسيارة الإسعاف .
فهو بالتأكيد لن يتمكن من القيادة بحاله هذا .
وصلوا إلى المستشفى , الجميع يدعوا له ويتمنى أن يكون بخير .
ولكن للأسف , ما إن وصلوا حتى أفجعهم خبر وفاته , في طريقهم إلى المستشفى !
وكان سبب الوفاة الأساسي , استنشاقه الغاز , وتضرر جهازه التنفسي بشدة .
والحروق بجميع أجزاء جسده , لم تكن سوى ( أسباب ثانوية ) !
ما حصل بداخل الإستراحة , أنه ما إن بدأ فايز بالطبخ , اكتشف أن اسطوانة الغاز كانت خالية .
لذا اتصل بأحد العمال ليأتي بأخرى .
لم يكن المحل بعيدا , لذا وصل الآخر سريعا .
وركبها ثم ذهب .
دون أن يكتشف أن هناك تسرب , بسبب ربط الخرطوم بقوة .
مما أدى إلى تلفه , فبالتالي تسرب الغاز .
واستمر فايز بالعمل , لتنفجر الإسطوانة .. وهو قريب من الموقد !
اشتعلت النار به , فلم يتمكن من التصرف .

منذ ذلك اليوم , أصبح عاطف شخصا آخر .
غير الذي عرفه أصدقائه وعائلته .
منطويا داخل حجرته , صامتا على الدوام .
أخذ إجازة طويلة , حتى تمكن من الوقوف على رجليه مجددا .
ونسيان القليل من ألمه على صديقه .
يلوم نفسه على تأخيره في الذهاب إليه .
يعني لو أنه ذهب في الوقت المحدد , لم يكن فايز ليتألم بمفرده .
ولم يمت لوحده أيضا .
اللهم لا إعتراض على حكمك .
تنهد بضيق وهو يمسح وجهه بقوة .
قبل أن تقوده أشواقه إلى حساب ( فايز ) .
ابتلع ريقه وهو يضغط على ملفه الشخصي .
كانت هناك صور مليئة لفايز برفقة أصدقائه , أكثرها برفقته هو بالطبع .
ومقاطع فيديو قصيرة , لإنشاد عاطف !
كون فايز الممنتج والمصور له .
أي وجع ذلك الذي شعر به وهو يتذكر كل تلك المواقف التي جمعتهما !
لم يشعر إلا بضحى تجلس بجانبه بقوة .
ليلتفت إليها عاقدا حاجبيه بتساؤل .
ضحى / ممكن أسألك سؤال ؟
لفتت نظرها الصفحة على هاتفه , وصمتت بحزن .
تنحنح عاطف وهو يغلق الشاشة ويضع الهاتف على الطاولة أمامه / إسألي .
زمت ضحى شفتيها , الوقت غير مناسب / خلاص ولا شيء , بسألك بعدين .
عاطف بابتسامة / لا عادي اسألي .
سرعان ما عاد إليها حماسها وهي تلتفت إليه بكامل جسدها / الحين انت ليش تحب نوف ؟
اتسعت عيناه بغرابة / نعم ؟
ضحى بمكر / أهاا بتحاول تلف وتدور وتقول لا ما أحبها ومن هالكلام , تقدر تخدع الكل إلا أنا , تعرف ولا لا .
ضحك عاطف / إلا أعرف .
تكتفت ضحى تحرك حاجبها / هيا جاوب , ليش تحبها ؟
ابتسم عاطف / يعني لازم يكون في سبب يا ضحى ؟ الحب يجي من الله .
ضحى / أهاا ؟ يعني صراحة مستغربة منك , نوف صح جميلة وكذا ومعروف عنها هادية وطيبة , بس والله يا ما تحت السواهي والدواهي يا عاطف .
عقد حاجبيه باستغراب / وش قصدك ؟
تنهدت ضحى / شوف يا حبيبي ياخوي والله إني ما أبي أخرب عليك , بس .. يعني , والله ما تناسبك .
وضع عاطف قبضته تحت ذقنه يمثل التركيز / أهاا وليش ؟
ضحى / شوف أنا بكون صريحة , انت إنسان طيب جدا ودايم عسل وذوق مع الناس , لكن نوف عكسك تماما , جريئة وما تعرف تجامل وتعطي في الوجه من دون ما تفكر .
عاطف / إيه عادي , ليش تشوفين هالشيء مشكلة ؟ بالعكس أحب الإنسان الواضح والصريح أنا .
ضحى بغيظ / حتى لو كانت هالصراحة تجرح الناس ؟
هز عاطف رأسه نفيا / ما أتوقع نوف صريحة لهالدرجة ؟
تكتفت ضحى / والله ؟ وإنت من متى تعرفها يا عاطف ؟ أقصد متى آخر مرة شفتها ولا تعاملت معاها ؟ أكيد قبل لا تتغطى عنك , تدري حتى وهي تعبانة وبتموت أطلقت السم الزعاف على يُمنى أمس , وذكرتها بموت عمتي , وانت تعرف قد إيش الموضوع حساس بالنسبة ليُمنى .
اتسعت عينا عاطف بصدمة / لا مو من جدك , كيف يعني ؟ وش قالت لها ؟
تنهدت ضحى بضيق , لا تحب أن تنقل كلام أحدهم إلى آخر .
ولم تكن لتتحدث عن نوف بالسوء أبدا .
ولكن لمعرفتها أن عاطف يحبها بصدق , وأنه سيصرّ على الإرتباط بها دون معرفة شخصيتها الحقيقية أجبرتها على ذلك .
لا تريد من أخيها ( الغيمة ) أن ينجرح من فتاة مثل نوف .
عضت شفتها لتخبره بالحرف , عما قالته نوف .
فغر الآخر فمه بذهول وغير تصديق .
لم تكن نوف هكذا .
نعم عهدها صريحة وواضحة منذ الصغر .
إلا أنها لم تجرح يوما أحدا قط .
هل تغيرت إلى هذه الدرجة بعد أن كبرت ؟
كيف استكطاعت أن تؤذي تلك النسمة الرقيقة ( يُمنى ) !
وقفت ضحى بعد أن رأت تلك الملامح على وجهه / عاطف يا حبيبي والله إني أحبك أكثر مما تتخيل , وأتمنى لك الخير , صح يمكن تشوفني أصغر من إني أقدم مثل هالنصيحة , بس صدق .. ما ودي قلبك ينكسر ومن البنت الوحيدة اللي حبيتها بحياتك , عشان كذا رجاء حاول تفكر أكثر قبل لا تقرر تخطبها مثلا .
غادرت بعد أن أنهت عبارتها , وتركت خلفها عاطف حائرا .
نعم ..
ضحى أصغر من أن تقدم مثل هذه النصيحة .
إلا أنها محقة بالفعل
ولو لم يكن عليه أن يحكم على نوف من مجرد كلام .
أو بسبب خطأ واحد .
إلا أن شعوره لا يوصف , وهو يتخيلها تنطق بمثل تلك العبارات الجارحة , والقاتلة لإبنة عمه يُمنى .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-10-19, 03:58 AM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


عضّت شفتها بقوة وقهر , وهي تنظر إلى شريط إختبار الحمل .
وتأوهت بيأس وحزن وهي تجد خطا واحدا فقط .
قبل أن ترميه بقسوة داخل حاوية النفايات .
أمسكت حافتي المغسلة الصغيرة بداخل الحمام , وقبضت عليهما بقوة .
مغمضة عينيها , رأسها إلى الأسفل .
حتى شعرت بملوحة دموعها بداخل فمها .
غطت فمها بكفها بقوة , حتى تكتم شهقاتها , ولا يسمعها زوجها إن أتى من الخارج فجأة .
رفعت شعرها بيديها بعدة عدة دقائق , وغسلت وجهها بقوة .
حتى لا تتضح آثار البكاء .
لتخرج من دورة المياه , وتتجه إلى سريرها .
تستلقِ وتتدثر بغطاءها بحزن .
في صدرها ضيق لا يعلمه إلا الله .
هي ليست معترضة أبدا على قضاءه , بل راضية تماما .
ولكن أحيانا , تمر بها حالات يأس وضيق .
لا تتمكن حينها من السيطرة على نفسها .
فمدة زواجها بسعود قد طالت فعلا , ويبدوا أنه لا توجد أي فرصة للإنجاب بالفعل !
ولكن لا , لن تيأس أبدا .
تعرضت للكثير من الإنتقادات , وكثير من الطعن بشرفها حين تزوجت ابن خالتها سعود , الذي يكبرها بكثير .
حين تزوجته كانت في السابعة والعشرون تقريبا , وهو في الخامسة والأربعون .
أرمل , لديه من الأبناء ثلاثة .. من زوجته الأولى .
حسناء البالغة 22 سنة , مساعد 20 سنة , أما هديل فكانت تبلغ 9 سنوات .
تشبث يُمنى الشديد بها بعد حادثة التحرش , جعلها تقضي أكثر أوقاتها في منزل خالتها .
مما جعل الناس تتحدث عنها بالسوء .
تحسنت يُمنى قليلا , وصارت حالتها النفسية أفضل .
إلا أن صدمتها من عايض , جعلها تتنكس مرة أخرى .
حزنت على الصغيرة كثيرا .
تجاهلت أحاديث الناس , وصارت تتردد إلى بيت خالتها على الدوام .
فعادت الناس تتحدث مرة أخرى , لأن سعود الأرمل وأبناءه يسكنون في منزل والده .
يعني ..
ما الذي يجعل فتاة عزباء , متأخرة في الزواج , ( عانس ) في نظر الجاهلين , تتردد إلى منزل به رجل أرمل !


بالطبع , ليست لديهم أي معرفة بالظروف داخل المنزل .
لذا لم يتوقفوا يوما عن الخوض في عرضها , حتى وصلت تلك الأحاديث والأقاويل إلى أسماع أهلها .
فغضبوا بشدة , وحاولوا منعها من الذهاب .
يُمنى كانت أنانية , أو ربما لا تفهم تلك الأشياء .
يهمها فقط أن يكون لديها أحدا بجانبها يساندها ويساعدها , ويبعد أعين والدتها القوية عنها .
لذا كانت تغضب كثيرا إن غابت بشرى يوما أو تأخرت عليها .
فلم يكن من سعود إلا أن يرشح لنفسه هذه الفتاة , الطيبة والجميلة والمثقفة بذات الآن .
لم يكن متأكدا من رأيها تجاهه , إلا أنه حاول .
لتوافق بشرى منذ المرة الأولى .
ويتم الزواج .
لم تندم أبدا .
رغم معارضة الكثيرون , ورغم الأقاويل والإشاعات التي تعمقت أكثر وأكثر , حتى وصلت إلى الطعن في شرفها , قائلين أنها ربما كانت على علاقة مع حمود !
وإلا لماذا قد تتزوج شابة عزباء برجل أرمل لديه ابنة لا تصغرها إلا بعدة سنوات !
يا للعجب , كانت عزباء عانس , والآن أصبحت شابة عزباء فقط ؟
صبرت على ذلك الأذى , حتى نسيَ الناس ما حصل .
كانت العائلة بأكملها سعيدة بهذا الزواج .
إلا حسناء التي لم ترغب أبدا أن يتزوج والدها بأخرى غير أمها .
كيف إن كانت شابة وجميلة وملفتة للنظر مثل بشرى !
أرغمت نفسها على تقبلها , وسرعان ما انتقلت من الديرة إلى المدينة , واستقرت في سكن الطالبات .
حتى لا يحزن والدها على معارضتها للأمر .
ولا تجبر نفسها على تقبل بشرى .


مرت الأيام والسنين , أصبحت فيها أم وأكثر .. ليُمنى وهديل الصغيرة .
وأخت كبرى لمساعد ..
زوجة صالحة لسعود .
وكنة مطيعة لخالتها وزوجها , حتى توفيا .
بيدَ أنها لم تتمكن يوما من كسب ودّ حسناء .
وهذا ما يجعلها تحزن كثيرا , ويشعرها بشيء من الذنب .
سعود حملها على كفوف الراحة , جعل منها إنسانة سعيدة .
رغم فارق العمر بينهما .
إلا أنها لم تشعر بذلك أبدا .
ولكن مع مرور السنوات بعدم حملها طوال تلك الفترة , أصبحت تتضايق شيئا فشيئا .
خاصة حين تسمع نغزات من حولها بين الحين والآخر .
حتى سعود يحاول معها , ولكن دون جدوى .
تحزن كثيرا نعم , ولكن الأمر كله بيد الله .
إن كتب لها الحمل ستحمل بالتأكيد , والقلب يحزن .. الأمر ليس بيد البشر !
تنتظر قدوم مولود هديل بفارغ الصبر , لن يكون ابن هديل فقط .
سيكون إبنها هي أيضا .
متشوقة جدا لرؤيته .


تنهدت وهي تجلس , بعد أن اكتفت من الإستلقاء .
لتجمع شعرها فوق رأسها .
ثم تخرج .
صادف خروجها دخول مساعد , وهو يحمل بيده أكياسا بها عصيرات وبعض الشوكولاتات , ضحكت بشرى / باين مبسوط بزيادة يا مساعد , أمس واليوم جايب لنا شوكولاتات .
ضحك مساعد وهو يضع الأكياس على الطاولة / إيه والله يا بشرى , أحس إني حبيتها من أول نظرة .
بشرى / الله يسعدك ويوفقك يارب .
مساعد / بالله كلمي نجد مرة ثانية , شوفي البنت صدق موافقة ولا لا .
استغربت بشرى / هذي المرة الرابعة اللي تخليني أتصل فيها عشان أسأل , فيك شيء ؟
تنهد مساعد / ما فيني شيء , بس مدري ليش خايف تكون مغصوبة مثلا ؟
بشرى بضحكة / مين هالمجنونة اللي تلقى مساعد وما توافق ؟ مغصوبة ؟
هههههههههه .
ابتسم / يمكن الناس ما تشوفني مثل ما تشوفوني إنتوا .
بشرى / صدقني البنت محظوظة كثير , لو دارت الدنيا ما لقت واحد زيك , وين أبوك ؟
مساعد / برة الحين يدخل , يتكلم مع واحد من الجيران , بس تكفين بشرى خليها تسأل , أبي أتطمن .
أومأت له بشرة بإيجاب / أبشر بسألها إن شاء الله بعد ما أحط لكم العشا .
دخلت إلى المطبخ وهي تدعوا الله من قلبها أن يوفق ويسعد ابن زوجها المحبوب .
الذي يبر بها كما لو أنه ليس قريبا من عمرها أبدا .
يحترمها ويقدرها كثيرا .
بالرغم من عيشه خارج منزل والده حتى لا يضايق بشرى , إلا أنه يمر عليها دائما ويسألها إن كانت بحاجة إلى شيء , هي أو والده .
حقا , الفتاة ( طيف ) ستكون محظوظة جدا إن تمّ هذا الزواج .
مساعد شخص نادر بالفعل .


______


استيقظت من نومها على صوت المطرقة على الخشب مثل الأمس .
الساعة تشير إلى الحادية عشر إلا ربع مساء , وهي تحب أن تنام مبكرا .
خاصة وأن الغد أحد .
تجاهلت الأمر لعدة دقائق , إلا أنها لم تتمكن من التحمل أكثر من 5 دقائق .
لتقوم من سريرها بغضب , تضرب الأرض برجلها بغيظ , وهي تتجه ناحية الباب .
لتفتحه بشعرها الأشعث , وتصرخ بغيظ / حسون وبعدين معك , أنا توني ………
تطايرت باقي الكلمات من لسانها , وهي تراه واقفا أمامها .
بعد أن كان منحنيا يعمل على الطاولة الخاصة بحسناء .
وقف بعينين متسعتين مذهولتين .
شعرها الطويل من الجانبين , يغطي معظم جسدها .
ووجهها المحمر من الغضب , وعيناها المصدومتين منه .
استطاع أن يلمح كل تلك الأشياء خلال الدقيقة التي وقفت فيها تنظر إليه متفاجئة .
قبل أن تختفي وراء الباب وتغلقه بقوة .
أغمضت عيناها تستند بظهرها على الباب , تضع يدها فوق قلبها الذي يخفق بقوة .
ثم تعض شفتها بحرج .
فتحت الأنوار لتركض ناحية المرآة , تنظر إلى نفسها .
تعلم أنها إن نامت تتحرك كثيرا , ويصبح مظهرها في فوضى تامة .
تأوهت بإحراج , وهي ترفع كفيها وتلطم خديها بقوة , تقفز في مكانها ووجهها يحمر أكثر في أكثر / يارب ليش شافني ليش ؟ لا وكمان وأنا توني قايمة من النوم , مالت عليك يا حسناء مالت عليك وعليه .
أطفأت الأنوار لتتجه إلى السرير وتسقط جسدها عليه , ثم تغطي وجهها بالمخدة وتصرخ من الإحراج .


في الخارج ..
كان عايض لا زال واقفا في مكانه مذهولا , عيناه على الباب حيث اختفت يُمنى قبل قليل .
هذه الفتاة , يبدوا أنها لا تكبر إطلاقا .
بقيت كما تركها قبل خمس سنوات !
لم يتغير بها أي شيء ’ سوى شعرها الذي طال أكثر بالطبع .
وبدت أكثر جمالا وفتنة .
ابتسم وهو يتذكر ملامحها مجددا , قبل أن تفاجئه نجد من الخلف / عايض .
التفت إليها / هااه .
نجد / وش هااه ؟ إيش فيك تناظر هناك ؟ لحظة .. أنا كأني سمعت صوت صراخ من شوي , لا تقول يُمنى خرجت وشفتها .
ابتسم عايض وهو يضع يده على قلبه / إيه شفتها .
اتسعت عيناها بصدمة , قبل أن تضربه على كتفه / لا ومبسوط كمان يا قليل الحيا ؟
عايض بضحكة / اللي يسمعك يقول أنا دخلت عندها مو هي اللي طلعت لي .
نجد / يا فشلتي , اسكت يا عايض اسكت .
ابتسم عايض أكثر , وهو يرفع صوته مغنيا بأبيات فصيحة :
وَبَديعِ الحُسنِ قَد فاقَ الرَشا حُسناً وَلينا
تَحسَبُ الوَردَ بِخَدَّيهِ يُناغي الياسَمينا
كُلَّما اِزدَدتُ إِلَيهِ نَظَراً زِدتُ جُنونا
عضّت نجد شفتها تمنع نفسها من الضحك وهي تهز رأسها بأسى , ثم مدت له كأس العصير الذي أتت به / خذ أشغلتني حتى نسيت أعطيك إياه , والله يعين قلبك .
ضحك وهو يشرب من العصير , ثم يكمل عمله ومزاجه عالِ جدا .
يغني بين اللحظة والأخرى .
ويُمنى تستمتع إليه من الداخل , تضحك حينا .. وتعبس حينا آخر .
وقلبها يؤلمها .
لم لا يقولها ؟ لم لا يطلب منها العودة ؟
حقا هذا ما يشغل بالها , وتريد أن تعرف الإجابة حتى ترتاح .
نعم قالت له تلك المرة حين أتاها وهي في سيارة حسناء أن ينساها لأنه يستحق من هي أفضل منها .
كانت تقصد ذلك بالفعل , إلا أنها تتمنى وبشدة .. أن تعود إليه .
ياااه .. ما هذا التناقض يُمنى .



في غرفة حسناء ..
حين كانت تتحدث حسناء إلى نجد في وقت مبكر من مساء اليوم , وأخبرتها بأمر الطاولة .
اقترحت نجد أن تأتي إليها برفقة عايض لكي يساعدها .
بما أن لديهما الكثير من الأحاديث .
جلست نجد أمام حسناء بعد أن عادت من عند عايض وهي تضحك , لتسأل / ما سألتيها يا حسنا ؟
تنهدت حسناء وهي تعتدل بجلستها / مو أنا من حاولت أفتح الموضوع تركتني ودخلت الغرفة , خرجت سوت لها أكل ودخلت مرة ثانية .
نجد / إيش قلتي لها بالضبط ؟
حسناء / قلت لها ما عندك نية ترجعين لعايض أبد لو طلب يدك .
اتسعت عينا نجد / يا حمارة وش هالسؤال الغبي ؟ يعني بتقول إلا خليه يجي ؟ أنا قلت لك تسأليها إذا في شيء ثاني صار ذاك الوقت ولا إيش اللي مخليها تتغير لهالدرجة ؟
هزت كتفيها / كنت أعتقد إني أقدر أستدرجها بالكلام لين نوصل للنقطة اللي ذكرتيها .
تأففت نجد / آآآخ منك يا غبية , المفروض يكون هو آخر سؤال .
حسناء / والله ما الغبي غيرك , يعني لو في شيء مخبيته من خمس سنين بتجي تقوله لي باردة مبردة وبسهولة ماشاء الله .
نجد بيأس / شكله أصلا ما في أمل , حاولت أفهم هالشيء لعايض وعصب عليّ , الولد مصر يرجعها والله .
حسناء بلا مبالاة / الكلام لوحده مو كافي , وأنا بالنسبة لي بعد ما شفت ردود أفعال يُمنى على الموضوع , أحس تبي ترجع له .
تفاجئت نجد / صدق ! والله يا ليت , محزنني هالعايض حيل وكاسر خاطري , يارب أسألك في هالوقت الفضيل إنك ترجعهم لبعض وتوفقهم وتسعدهم يارب .
حسناء / آمين .
أخذت نجد هاتفها حين وصلتها رسالة بشرى , لتتذمر / أخوك إنسان غريب صراحة , الحين هذي المرة الرابعة اللي يخليني فيها أسأل طيف إذا صدق موافقة ولا لا .
ضحكت حسناء / لا تلوميه , الولد سامع قصص غريبة من أصحابه عن الزواج , وشاف نماذج حقيقية قدام عيونه , صار يخاف على نفسه من الصدمة .
زمت نجد شفتيها , وهي تكتب لطيف / طيف يا بنت إنتي موفقة على مساعد ؟ يعني مرتاحة تماما ولا ؟
أرسلتها لتقول /بتحظرني البنت بعد شوي بتشوفين .


____


انتهى الفصل

وأعتذر على التأخير
قراءة ممتعة للجميع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-10-19, 02:50 PM   #25

Jijel

? العضوٌ??? » 411565
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 262
?  نُقآطِيْ » Jijel is on a distinguished road
افتراضي

الله يوفقك حبيبتي في انتظار ابداعك

Jijel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 02:17 AM   #26

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل السابع

____


لم يكف عايض عن الضحك منذ الأمس .
ينشغل قليلا , ثم ما إن يتذكر ما حصل ليلة الأمس , يعاود الضحك .
يشعر بروحه ترفرف من شدة السعادة .
كيف لا , وهو قد رآها بالأمس ولو لعدة دقائق قليلة .
وسمع صوتها .
يشعر أنه أسعد إنسان في الكون .
دخل إلى الاستديو بعد أن فتح الباب بمفتاحه , شغّل الأنوار وجلس على المقعد .
فتح جهاز الحاسب , يبحث عن أبيات تليق بيُمنى , ليلحنها ويغنيها لها .
بالأمس وقبل أن ينتهي تماما من تركيب الطاولة , واستمر بالغناء .
أتاه صوت صراخ يُمنى من الداخل وهي تقول بغضب ( بنام يا ببغاء اسكت ) .
انفجر ضاحكا هو ونجد وحتى حسناء اللاتي وصل صوتها إليهن .
رفع هو صوته ( ابشري خلاص ما عاد بغني , بعتزل الغناء ) .
أتاه ردها ( أحسن , تريح البشر وكل الكائنات الحية من صوتك الخايس ) .


رفع رأسه حين دخل طراد ونظر إليه بإستغراب / مع مين تضحك .
عايض بابتسامة / الناس تسلم أول .
طراد / مو أنا كنت بسلم أصلا , انفجعت من شفتك تضحك لوحدك .
وقف عايض واقترب منه وهو يضحك ويعانقه / حبيبي يا طراد , عندنا تسجيل بس شيء خاص مو طلب .
أبعده طراد بقوة / لا والله انقلع , انت حتى من فلوس الطلبات يا الله يا الله تعطيني حقي .
أمسك بكفه / تكفى يا طراد يا صديقي الحنون والله بعطيك أكثر من حق الطلبات , بس سجل .
استغرب طراد أكثر , ليرفع كفه ويلمس جبين عايض / انت بخير ؟ اليوم مزاجك عال العال ما شاء الله , غير طول الأسبوع كنت كأنك عانس .
عايض بابتسامة / أف لا تقول , صار اللي نساني كل الهموم , يلا عاد سجل لا تخيليني أترجاك كأنك انت مديري وأنا موظف عندك .
طراد بمكر / تعلمني إيش صار وخلاك مبسوط لهالدرجة ؟ أسجل لك ببلاش .
ضربه عايض بحنق / من متى ياخي صاير كذا ؟ خلاص ما أبي .
طراد / أنا صديقك ليش تخبي عني ؟ ولا خايف أحسدك .
عايض بغيظ / خلاص بعلمك , شفت حبيبتي أمس بالصدفة .
ضحك طراد / ههههههههه وهذا اللي مطيرك من الفرح ؟ طبعا مو أبوك يبي يزوجك بالغصب عشانها ؟ خلاص بسجل .
اقترب من الكرسي ليجلس , إلا أنه عاد والتفت مرة أخرى / لحظة تحب وحدة ثانية غير طليقتك ؟
ضربه عايض على كتفه مرة أخرى / ياخي بلاه هالتسجيل لو يخليني أقول لك أسراري كلها , لا يا ملقوف ما عندي وحدة ثانية , هي نفسها .
عقد طراد حاجبيه / ومتأكد إنها بترجع لك مثلا ؟ عشان تقعد تحبها إلى الآن ؟
تغير مزاج عايض تماما , واسودّ وجهه عند هذا السؤال .
هل ستقبل بالعودة ؟
تنهد بضيق / ما أدري , بس خليني أنبسط بهاللحظة على الأقل , وما راح يصير غير اللي كاتبه ربي .


_____


خلف كتاب الرياضيات , تكتب هنا وهناك وبلا توقف .
منذ أن دخلت المعلمة .
لم تتمكن من التركيز معها أبدا .
بل ذهنها شارد تماما .
يوم الأمس بطوله كان مختلفا تماما , عن أي يوم آخر .
في بدايته بعثرت حسناء كيانها بسؤالها , ثم إلقاء الخبر الصادم عليها .
في نهايته شعرت بالحياة فجأة , حين أبصرت عيناها عايض دون سابق إنذار , ثم سماع صوته العذب وهو يغني لها .
ضحكت فجأة وهي تتذكر الموقف , وخروجها إليه بمظهرها المضحك .
لتبصر بطرف عينها رداء أحمر , تركت القلم وأقفلت الكتاب سريعا بارتباك وهي ترفع عيناها إلى المعلمة .
التي نظرت إليها بحدة , ثم سحبت منها الكتاب رغم محاولات يُمنى في ألّا تستطيع أخذه .
لتجلس أخيرا باستسلام ودقات قلبها تتسارع بارتباك .
رفعت المعلمة صوتها بحدة / ماشاء الله إنتي جاية تدرسين ولا تلعبين ؟ أنا هنا قاعدة أشرح وانتي ماشاء الله تكتبين غراميات وعايض ومدري وشو ؟
وضعت الكتاب على الطاولة بقوة حتى انتفضت يُمنى عائدة إلى الخلف / أصلا من زمان وأنا عارفة إنه مكانك غلط في المدرسة , ولازم تدرسين منازل , لكن الحمد لله الحين لقيت لي حجة أحتج بها في الإدارة , يلا قدامي .
ازدردت يُمنى ريقها بارتباك / ليش ؟
تكتفت المعلمة وصوتها يعلوا أكثر / ليش ؟ وتسأل ليش كمان ماشاء الله , يلا .
وقفت يُمنى وعيناها على الأرض , تسير خلف المعلمة .
حتى خرجتا وتوجهتا إلى مكتب المديرة , هناك أطلقت المعلمة لسانها , وأخبرتها بكل شيء .
لتهز المديرة رأسها بإيجاب وتأمرها بالعودة إلى الصف .
بينما تقف يُمنى بالقرب من الباب , تنظر إلى الأسفل .
تفرك يديها بتوتر .
تدعوا الله أن لا تفتح المديرة الكتاب , فتُفضَح أمامها أيضا .



نظرت إلى المديرة حين قالت / تعالي يا يُمنى اجلسي .
أومأت بإيجاب وهي تسير نحوها ببطء وتجلس على الكرسي أمامها .
استغربت حين ابتسمت المديرة وهي تقرأ إسمها / إنتي صديقة لميا صح ؟
هزت يُمنى رأسها دون أن تجيب .
لتكمل المديرة / لمياء بنتي , اللي ما عندها سالفة في البيت غير يُمنى , يُمنى سوّت ويُمنى قالت ويُمنى لبست .
يُمنى بذهول / صدق ؟ لمياء بنتك ؟ ما قالت لي إنه المديرة أمها .
ضحكت المديرة / هي حتى أنا منعتني وقالت لي لا أعلّم أحد , تقول تخاف أحد يعتقد إني أميزها عن غيرها من الطالبات .
ابتسمت يُمنى / الله يحفظها لك يارب .
المديرة / وانتي كمان تقربين لعايض بن راشد الــ ….. على ما أعتقد .
نظرت إليها متفاجئة , وخفق قلبها بشكل مختلف بمجرد سماعها إسمه / كيف تعرفينه ؟
المديرة / عايض معروف , والصراحة ولدي يشتغل عند في الاستوديو , ولد طيب ومحبوب ماشاء الله .
احمرت وجنتي يُمنى بلا سبب , واكتفت بإبتسامة .
لتكمل المديرة بإرتباك / وو بخصوص شكوى المدرّسة , صراحة يا يُمنى .. ما كانت الأولى .
نظرت إليها يُمنى بضيق .
ولم تنفِ ما قالته , هي أكثر من يعرف نفسها بالتأكيد .
تعلم جيدا أنها تكون شاردة كثيرا , وفي أغلب الحصص .
تجدها جميعها مملة .
كونها تعلمت هذه الأشياء سابقا على يد مساعد .
لا تشدها سوى المواد الدينية .
التي مهما درستها من قبل وحفظتها , إلا أنها تنتبه إليها بكل حواسها .
خاصة وأن معلمة المواد الدينية جيدة جدا .
المديرة / في أكثر من مدرّسة اشتكت لي , قالوا لي إنك ما تكوني منتبهة معاهم في شيء شاغل بالك يا بنتي ؟
هزت يُمنى رأسها نفيا بصمت .
المديرة / أو مثل ما توقعت , موعاجبك الوضع صحيح ؟ وانتي تدرسين مع بنات أصغر منك بكثير ؟
تنهدت يُمنى بضيق / بالضبط , حاولت أتقبل الموضوع كثير وأرضى بالواقع , بس أبد ما ني قادرة يا أستاذة .
هزت المديرة رأسها بتفهم / طيب ليش ما تدرسين منازل , هالشيء اللي المفروض تسوينه من البداية .
يُمنى / فكرت , بس أحس ما يصير , أبي أدرس وأتعب وأنجح مثلي مثل باقي الطالبات , لو درست منازل بكون نايمة طول السنة , وآخر الترم أجي أختبر بس ؟ والواجبات اليومية والمشاريع والملفات , ليش هم يسوونها وأنا لا .
ابتسمت المديرة / يا يُمنى ترى بنات المنازل مو بس يختبرون , يسوون كل شيء تسويه الطالبة المنتظمة عندنا , بس أقل منها أكيد بما إنه مدة دوامها أقل من أنه يسمح لها تسوي كل شيء .
سكتت يُمنى بحيرة .
المديرة بهدوء / أنا ما راح أضغط عليك أبد ولا راح أجبرك تسوين شيء ما يعجبك , عندك الوقت فكري وقرري وسوي اللي يريحك , إنتي من حقك تدرسين وتكملين تعليم بالطريقة اللي تبينها , لكن إذا قررتي تكملين منتظمة , إنتي واجب عليك تكوني مركزة مع الكل , حتى لو الوضع مو عاجبك , وإذا قررتي تدرسين منازل , أبد كلنا بنساعدك يا يُمنى .
ابتسمت يُمنى بامتنان / شكرا , بفكر وأرد عليك .


خرجت بخاطر ضائق وقلب مهموم .
لقد أرادت الهروب , من واقعها المؤلم بعد أن غُيّبت عن الوعي خمس سنوات .
وصارت الذكرى تؤلمها في كل حين .
قررت أن تفعل شيئا يسمح لها بالنسيان قليلا .
ولكن هيهات .. صار ذهنها أكثر إنشغالا عن السابق , بما إنها في المدينة , تقطن بجانب عايض .
على بعدة عدة أحياء .
جلست على عتبة أحد السلالم , وأسندت رأسها على الحاجز الحديدي .
ابتسمت حين رأت بضع قطرات من المطر تسقط وتستقر على الأرض أمامها .
مدت يدها لتسقط عليها المطر , وهي تتذكر ذلك الموقف .
بعد أن غابت عن أعين عايض 3 سنوات كاملات .
لا تدري كيف أطاعها قلبها في فعل ذلك .
وكيف تمكنت طوال هذا الوقت من عدم الظهور أمامه .
بلغت حينها الرابعة عشر من عمرها , العام الذي اشتد به مرض والدها بسبب الكبر .
كان ذلك في الإجازة ما بين الفصلين , بعد الإختبارات النهائية .
حيث قرر جميع إخوتها الإتيان , لزيارة والدهم .
استيقظت باكرا , هي ووالدتها وبُشرى وسمية , ليبدأوا بالتجهيز .
هطل المطر فجأة , لتترك ما بيدها من أعمال .
وتركض إلى الساحة الخلفية للمنزل .
وضعت وشاحها جانبا , وفتحت شعرها الطويل .
لتقف تحت المطر الغزير وهي تضحك وتركض هنا وهناك .
بما أنها المرة التي ينزل بها المطر بعد شهور طويلة من الأجواء الحارة والشمس الحارقة .
كان هناك عايض , الذي يقف جانبا .
ينظر إليها بذهول وإعجاب .
كعادته فور إتيانه إلى المدينة , بعد أن يسلم على والديه وإخوته .
يسير إلى منازل أعمامه واحدا تلو الآخر , يبدأ بمنزل والد يُمنى بالتأكيد .
فهو أكبرهم , ثم إنه ربما يبصرها بالصدفة .
الآن وقد تخرج من الجامعة , ومرت ثلاث سنوات .
كانت لهفته أشد من قبل .
وشوقه لها فاق كل الحدود .
الجو الجميل منذ الصباح , جعله يشعر أن شيئا ما ( جميلا ) سيحدث بالتأكيد .
كان ظنه صحيحا , لأنه ما إن دخل إلى المنزل , سمع صرخاتها الآتية من خلف المنزل .
سأل مساعد الذي استقبله بالقرب من الباب , وأراد أن يدخله إلى الداخل بسرعة حتى لا يبلله المطر / في أحد ورى البيت ؟
مساعد , مثله مثل غيره .. لا يعرف شيئا عن خلافه هو ويُمنى .
ولا يعرف أنها تتوارى عن أنظاره منذ ثلاث سنوات / لا بس يُمنى اللي انجنت من نزل المطر .
ابتسم عايض / طيب بروح هناك أول .
مساعد / وين ياخي راح تتبلل .
تجاهله عايض ليركض حيث يُمنى .
التي أغمضت عيناها , وفتحت يديها تدور حول نفسها .
يدور حولها فستانها الوردي القصير , والذي وصل إلى نصف ساقها .
بتصميم كلاسيكي راقي , وأكمام قصيرة إلى الكوع .
وشعرها الطويل أيضا , يدور حولها .
سرعان ما تبلل الفستان , والشعر .
وبدت يُمنى غاية في الجمال .
حتى أنه لم يشعر بنفسها وهو يقترب منها , وتطرب أسماعه بضحكاتها .
كلما اقترب كلما ذُهِل أكثر من جمالها .
بدت أكثر نضجا , أكثر جمالا , أكثر أنوثة .
نطق وهو شبه مغيّب عما حوله / يُمنى .
صرخت يُمنى بفزع متفاجئة من الصوت الذي أتى فجأة بعد سكون المكان سوى من صوت المطر , والتوى كاحلها حين توقفت عن الدوران فجأة .
ليصيبها الدوار وهي تسقط على الأرض .
اتسعت عينا عايض وهو يجلس على ركبتيه ينظر إليها / بسم الله عليك صار لك شيء ؟ تعورتي ؟
أخفضت يُمنى رأسها حتى غطى شعرها المبلل وجهها من الجانبين , تمسك بكاحلها بقوة , بيد مرتجفة .. وقلبها يخفق بشدة .
تسارعت دقات قلبه هو الآخر , حين مدّ يده , ليزيح شعرها عن وجهها .
حتى بان له جانب وجهها المحمرّ من الإحراج .
وضع كفها تحت ذقنها , ليرفع وجهها إليه .
فتنظر هي إليه بعينين دامعتين .
لم يتمكن من التركيز جيدا , ولم يعرف هل هي دموع فعلا .
أم ماء المطر !


عضّ شفته بقلة حيلة , وهو يرى هذه الملامح الفاتنة تحت المطر , والضيق المرتسم عليها آلم قلبه بشدة .
ليبعد شعرها كله , ويحاوط وجهها الصغير بالنسبة لكفيه الضخمتين , ويقبل جبينها .
ثم يضمها إليه .
تحت ذهولها وصدمتها , وعدم إستيعابها للأمر .
تأكد من أن ما كان بعينيها دموع , حين تأوهت وشهقت وهي تبكي .
ليبعدها عن حضنه بلطف , وينظر إليها بخوف .
حينها نظرت هي إلى رجلها / تعورني .
ابتعد قليلا لينظر إلى رجلها / عورتك يوم طحتي .
أومأت برأسها بإيجاب / إيه التوت , تعورني حيل .
قبل أن يقول هو شيء آخر , أتاهم صوت والدة يُمنى / يُمنى يا بنت خلاص ادخلي بتمرضين .
ارتفع صوت بكاءها الطفولي أكثر / يمه .
وقف عايض ويده على خصره , ينظر إليها بحيرة .
حتى وقفت والدة يُمنى بالقرب من الباب / إيش فيك ليش تبكين ؟ عايض من متى جيت ؟ عمك يدور عليك .
عايض بارتباك / توني جاي , بروح البيت أبدل ثم أرجع له .
التفت إلى يُمنى التي لا زالت تبكي / يُمنى كيف حاسة بالضبط ؟ أوديك المستشفى ؟
هزت رأسها نفيا وهي تغطي وجهها بكفيها .
سألت والدتها بخوف / وش صار لها يا عايض ليش تبكي ؟
عايض بارتباك / طاحت والتوَت رجلها .
شهقت والدتها / تعالي يا يُمنى ادخلي خليني أشوفها .
حاولت يُمنى أن تقف بمساعدة عايض , إلا أنها لم تتمكن .
خاصة وأن المطر لا زال يهطل , وصار أقوى من قبل .
لم يتردد عايض لحظة واحدة قبل أن ينحني ويحملها بين يديه .
ثم يدخل ويضعها على أقرب أريكة في الصالة .
أسرعت والدة يُمنى إلى الداخل , لتعود ومعها دهان رجل .
تصرخ بمساعد , الذي أتاها مهرولا .
ليندهش من هذا المنظر .
عايض يقف على جانب الصالة , مبلل بالكامل .
ويُمنى مستلقية على الأريكة , هي الأخرى مبللة من أقصاها إلى أخمص قدميها .
تغطي وجهها بكفيها وتبكي / بسم الله وش صاير ؟
أمرته جدته بإحضار غطاء ومنشفة .
ليحضرها بأقصى سرعة .
غطت جسد يُمنى بالبطانية جيدا , ورأسها بالمنشفة .
ثم أخذت رجلها , لتضع عليها بعض الدهان وتمسدها بقوة .
فتعلوا صرخات يُمنى وتأوهاتها .
ويعض عايض شفته بحيرة وقلة حيلة .
لم يبرح مكانه من منزل عمه , إلا بعد أن انتهت زوجة عمه من تطبيب رجل يُمنى التي أساسا لم يصبها شيء سوى التواء بسيط غير مضر .
وبعد أن نامت هي في مكانها وهي تبكي .


عادت يُمنى إلى واقعها حين سمعت صوت جرس إنتهاء الحصة .
لتقف وهي تبتسم على واحدة من أجمل ذكرياتها .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 19-10-19, 03:12 AM   #27

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


التوتر لازمها طوال اليوم , منذ إستيقاظها في الصباح الباكر .
حين أخبرتها والدتها أن هيفاء ستعود ..!
وأنها استغربت حين أخبرها عمر بذلك , وهو بنفسه استغرب .
لا يعرفون سبب تغيير قرارها فجأة .
هي بمفردها , أو هي وهيفاء فقط من تعلمان السبب .
بعد أن أرسلت لها رسالة تقول أنها موافقة على شرطها .
المهم أن تعود إلى عمر !
قرأت بعض الأذكار ونفثت على نفسها , علّها تخفف من توترها وارتباكها .
كأنها ستقابل هيفاء للمرة الأولى منذ زمن طويل .
نعم مضت فترة ليست بسيطة على عدم رؤيتها , ولكنها متوترة أكثر من اللازم .
خرجت من حجرتها , ونزلت إلى الأسفل .
وهي تسمع ترحيب والدتها الحار بهيفاء , بعباراتها المعتادة ( نور البيت – قرة عيون عمر – بنتي الغالية ) .. وعبارات أخرى من لسان أمها الجميل .
شعرت بقلبها تتسارع دقاته , وهي تجلس في منتصف السلم , تغالب دمعتها , وتشعر بكرامتها تُهدَر .
ولكنها تستحق , تستحق أكثر من هذا .
لم تكن رند الصغيرة تستحق مثل هذه الموتة الشنيعة .
نعم ما حصل كان قضاء وقدر , ولكنها السبب .
لولا تهورها لما حصل ما حصل .
سابقا كانت تتضايق بشدة إن رأت نظراتهم اللائمة تجاهها , وكانت تظن أو تؤكد لنفسها أنهم لا يملكون الحق في لومها أبدا .
ولكن كلما مرّ يوم , وكلما كبر فيها شعور فقد رند .
كلما شعرت أكثر بالذنب .
وكلما رأت عمر وملامحه , وحزنه الذي صار يحاول إخفائه منذ خروجها من منزلهم , كلما شعرت أنها بالفعل قاتلة .
مسحت دمعتها اليتيمة , لتنهض من السلم .
وتكمل النزول .
لتتجه إلى غرفة والدتها .
المكان المفضل للجميع .
خطت خطواتها نحوها بتردد , حتى وقفت بالقرب من الباب .
وألقت السلام بصوت منخفض .
لتتجه الأنظار إليها .
وتسقط عيناها هي إلى هيفاء .
ظلّت واقفة في مكانها , تنظر إليها بصمت .
حتى وقفت الأخرى واقتربت منها ببشاشة / نوف يا حبيبتي اشتقت لك .
ارتجفت أطرافها من الإرتباك , وهي تبتسم .. وتتسع عيناها حين عانقتها هيفاء / شخبارك ؟ وكيف رجلك الحين ؟
ردت باقتضاب / أحسن الحمدلله .
همست لها هيفاء / لا تكوني مصدومة كذا عشان لا يحسون إنه في شيء غريب يا نوف , هذا مو أكثر من تمثيل .
أومأت بإيجاب .
وجلست بجانب أمها , وهي تسمع ما يقوله عمر بابتسامة واسعة / خلاص هيفاء رجعت الحين يا نوف , أبيكم ترجعون نفس قبل , مثل الأخوات وأكثر .
ابتسمت نوف وهي ترى ملامح عمر الناطقة بسعادته .
والتي تغيرت 180 درجة عن الأمس !
هزت رأسها بإيجاب وهي تضحك تلقائيا / أكيد , إن شاء الله .


بعد نصف ساعة من الأحاديث التي دارت بين الثلاثة , والدتها وعمر وهيفاء .
وكانت هي تستمع إليهم بصمت , تشارك ببعض التعليقات القصيرة .
وهي تراقب وتتأمل هيفاء .
اتجهتا الإثنتان إلى المطبخ , لتسألها هيفاء بعفوية / ليش ما بدايتي تداومين ؟
نوف بهدوء / ما راح أدرس هالترم , رجلي الصناعية لسه ما ثبتت وما أقدر أمشي مسافات طويلة .
مررت هيفاء أنظارها عليها بشيء من الضيق , ثم تنهدت وهي تلتفت عنها وتقول / لا تعتقدي إنه مجرد الكلام بينفع يا نوف , أبيك من الحين تتصرفين , قدامك سنة وحدة بس , سنة ونص بالكثير , بعدها صدقيني ما بقعد دقيقة وحدة في هالبيت .
عضت نوف شفتها بضيق , وهي تقترب من هيفاء وتقول / أنا كنت صادقة بكلامي يا هيفاء وبنفذ اللي قلتيه صدقيني ما راح أتهرب , بس الموضوع مو بهالسهولة , ما أقدر أسوي هالشيء بنفسي تمام ؟ بس يصير صدقيني راح أوفي بوعدي , يعني لا تحطين مدة معينة .
نظرت إليها هيفاء بحدة / يعني إلى متى تبين قلبي يحترق على بنتي يا نوف ؟
بعد صمت قصير / ما أظن في شيء راح يطفي هالنار اللي بصدرك مثل ما تقولين .
تركت هيفاء ما بيدها بقوة / بالضبط , عشان كذا حددت الوقت يا نوف , وأنا مالي شغل ولا لي دخل باللي راح تضطري تسوينه عشان توفين بوعدك .
نظرت نوف إلى عينيها / يعني عمر ما عاد له خاطر عندك ؟ ما يصير تقعدين عشانه ؟
ضحكت هيفاء بسخرية ووجهها يحمر من الغيظ / لو ما حبيت عمر ما صبرت على علته عشر سنين , لكن الحين حتى هو حس إن السالفة طولت , وهو بنفسه اقترح الإنفصال عشان أشوف حياتي مع غيره وأصير أم .
ارتجفت شفتي نوف , واغرورقت عيناها بالدموع .
ثم هزت رأسها بإيجاب / تمام , بشوف إيش أقدر أسوي .
أمسكت هيفاء بعضدها بقوة / ما أبي أسمع مثل هالكلام يا نوف , بشوف ! معناته ما عندك نية تسوينها في وقت قريب صحيح ؟
هزت نوف رأسها نفيا , لتكمل هيفاء بحدة / أنا كنت عارفة إني بس أرجع راح تكوني متطمنة وترتاحين من الهم , عشان كذا فكرت أساعدك .
نوف بدهشة / إيش قصدك ؟
تركت هيفاء يدها / خليك متجهزة بكرة وكاشخة , بتعرفين إيش قصدي .
قبل أن ترد نوف بشيء , أتاهم صوت عمر / إيش تسوون ؟
مسحت نوف دموعها بسرعة وتظاهرت بالإنشغال بما أمامها .
لتلتفت هيفاء إلى عمر بإبتسامة واسعة / ولا شيء حبيبي , قاعدين نجهز العشا .
ابتسم لها عمر وغادر المطبخ , وهو يشعر أن هناك شيء غريب يحصل بين زوجته وأخته .
تغيير هيفاء رأيها فجأة , ثم استعجالها للعودة إلى منزلها بعد رفضها الصريح , ثم الآن تغيير معاملتها مع نوف !
حتى قبل أن تموت رند , لم تبتسم هيفاء بهذه الطريقة لنوف .
حقا .. هناك شيء غريب بالتأكيد .

__________

في غرفة شقيقتيها ..

تجلس بالقرب من النافذة , على الأريكة الصوفية الكبيرة .
رجليها على الطاولة الصغيرة أمامها .
وفي يدها قلم رصاص , وكراسة رسم .
تضع السماعات على أذنيها .
بينما لينا تجلس على الأرض بالقرب من خزانتها الخاصة .
أمامها جهازها الحاسوب , وكومة من الأوراق والكتب الجامعية .
فهي مجدّة ومجتهدة جدا , ونادرا ما تنقص القليل فقط من الدرجات التي تصيبها بالإنهيار .
تحلم أن تصبح طبيبة .
عكس نجد التي لم تهتم كثيرا بدراستها .
لذا درست اللغة الإنجليزية , ثم جلست - ترتاح - في المنزل لأكثر من أربع سنوات .
تحب أن تصمم الأزياء , لذا صممت الكثير خلال سنوات حياتها .
وأملأت خزائنها بالكراسات التي رسمت فيها تصاميم بسيطة في البدايات , ثم تطورت وأصبحت تصمم أزياء غاية في الروعة .
غير أنها لم تفكر يوما في عرضها على الناس .
ولا يعرف أحد سبب ذلك .
أما ضحى ..
فكانت كالعادة , تجلس على سريرها بكل راحة .
وبحضنها جهازها الآيباد .
تتفرج على مسلسل ( أنمي ) .
تستيقظ وتبدأ بالمشاهدة , تنام وهي تشاهد , تتنفس الأنمي .. تعيش مع الأنمي .
هذه حياتها بإختصار .


قاطع تركيز نجد على رسمها صوت رنين الهاتف , لتنزل السماعات وتجيب / هلا بشرى … لا والله , سألتها أمس وما ردت إلى الآن , شكلها طفشت وانتي مساعد طفشك … حاضر بحاول أكلمها , بس ياخي أخاف تزعل ما صارت كل شوي أسألها , يعني كفاية أبوها رد عليكم وقال إنها موافقة , إيش فيه مساعد ليش موسوس كذا ؟
تنهدت وهي تقول / طيب طيب ما يصير خاطره إلا طيب , لو ماردت بروح لها البيت , يلا مع السلامة .
أقفلت وهي تتذمر / هذا إيش فيه ؟ إذا ما يثق ببنت الناس قد كذا ليش يبي يتزوج ؟
لينا / والله ما ألومه صراحة , بعدين طيف أنا ما أحبها .
عقدت نجد حاجبيها / ليش ؟
هزت لينا كتفيها بلا مبالاة / مدري , ما ارتحت لها يوم جات عندنا , يعني مجرد إحساس يمكن يكون غلط , يجوز مساعد بعد ما ارتاح ولا ما أزعجك لهالدرجة .
سكتت نجد بحيرة .
ما الذي جلعها لا ترتاح لطيف ؟
تعرفت عليها في آخر سنة جامعية لها .
كانت جيدة , ولو أنها لم تكن قريبة منها أبدا .
بل كانت مجرد زميلة , ظلت على تواصل معاها حتى الآن .
تلفت النظر بجمالها , وأناقتها .
وما إن سمعت بأن مساعد ينوي الزواج , أتت في عقلها هذه الفتاة .
فمساعد يستحق فتاة جملة وأنيقة مثلها , غير أنها سألت عنها من زميلاتها , فلم تسمع شيئا سيئا .
ولكن من يدري عما في الصدور سوى الله !
تنهدت بحيرة وهي تأخذ أغراضها وتنهض , لتخرج من غرفة شقيقتيها وتعود إلى غرفتها .
وقفت بالقرب من النافذة , أزاحت الستارة قليلا .
تتأمل منظر الغروب , والهاتف بأذنها .
تحاول الإتصال بطيف .
مرة , مرتين , ثلاث !
لا رد .
عضت شفتها بحيرة , ما بالها هذه الفتاة ؟
هل غضبت ؟
أم مالذي يحصل معها لكي تتجاهلها هكذا ؟


اتجهت أنظارها إلى الأسفل , أمام منزلهم .
لتجد سيارة مساعد !
كما يقولون ( الطيب عند ذكره ) .
يقف أمام السيارة , بجانبه عايض .
يتحدثان ويضحكان .
لم ترَ يوما أجمل من صداقة هذين الإثنين .
بالرغم من أن عايض قاطعه هو الآخر خمس سنوات , إلا أنه من إن ذهب إلى الديرة , حتى عادا مثلما كانا سابقا , بل أفضل ربما .
ظلّت تنظر إلى مساعد وتتأمله دون أن تشعر , حتى انتبهت على صوت آذان المغرب , لينتهي هذا التأمل بآهة صادرة من أعماق قلبها .
ثم استغفرت وهي تبتعد عن النافذة وتمسح وجهها , قبل أن تردد مع المؤذن .
صلّت فرضها , وتجهزت على وجه السرعة .
ارتدت عبائتها ونزلت إلى الأسفل .
لتقابل عاطف في طريقها / جابك الله يا عاطف , تعال وصلني بيت صديقتي .
عاطف العائد من الخارج للتو / مو وقتك يا نجد , والله تعبان وأبي أرتاح , تراني برة من الصباح .
زمت شفتيها بعدم رضى / عايض موجود ولا راح .
عاطف / عايض عنده ضيف , روحي مع السواق .
أومأت بإيجاب , لتركض إلى الأعلى مرة أخرى .
وتدخل إلى غرفة البنات .
كانتا تصليان , انتظرت حتى انتهت ضحى / ضحى تجين معي ؟
خلعت رداء الصلاة وارتدت عبائتها في غضون دقيقة واحدة .
ونجد تنظر إليها بذهول .
لتقف ضحى أمامها وهي تضع الحقيبة على كتفها / يلا .
نجد بدهشة / على وين ؟
ضحى بدهشة أكبر / ما أدري , إنتي قلتي لي أروح معك .
نجد / إيه بس ما سألتيني حتى وين بروح , المهم يلا مشينا .
قبل أن يخرجا من الغرفة , أوقفتهما لينا بعد أن سلمت من صلاتها / لحظة وين بتروحون خذوني معاكم .
ضحى / شوفوا اللي خلصت صلاتها بسرعة عشان تجي .
نجد / مو زيك غمضت عيوني وفتحتها لقيتك واقفة قدامي بعبايتك .
لينا / نجد خذيني تكفين .
نجد / ادرسي أحسن لك , بكرة بتنقصين نص من درجة وتجيني تبكين تقولين انتي السبب .
لينا برجاء / لا ما بقول تكفين انخنقت .
ترددت نجد , كيف تأخذ جميع اخواتها وهي ذاهبة للتحدث مع طيف في حديث مهم هكذا ؟
حسنا لا توجد مشكلة , جميعهم يعرفون ما تعرفه هي .
نجد / يلا طيب بسرعة .


خلال نصف ساعة , كانت السيارة تقف أمام منزل طيف .
توترت نجد فجأة , ولكنها تجاهلت شعورها وهي تنزل وتتجه نحو الباب .
وشقيقاتها ينتظرون بداخل السيارة .
قائلين أنهم لم يضعوا شيئا من المكياج على وجوههم !
ولم يتأنقن .
ترجلت من السيارة بإرتباك , لم تأتِ إليها أبدا قبل هذه المرة .
ولم تزرها قط , حتى الآن لم تخبرها بأمر مجيئها .
رفعت يدها بتوتر , لتضغط على الجرس .
فتح لها شاب , يبدوا أنه شقيق طيف .
كان منظره غريبا , بشعره الطويل والغير مرتب .
ولباسه الذي تعجبت منه , بنطال مشقوق من عدة جوانب , وقميص واسع , ضاع بداخله ..!
يضع على عنقه عدة سلاسل , بيده علبة مشروب غازي , تكتف على جانب الباب , ليمرر أنظاره عليها بطريقة مقززة / مين الحلوة ؟
عقدت حاجبها بصدمة , وقلبها يخفق من التوتر والخوف / طيف موجودة ؟
ظل صامتا يتأمل عيناها , قبل أن يقول / إيه موجودة , ادخلي .
هزت رأسها بسرعة / لا لا بس بقول لها كم كلمة وأمشي , لو تعلمها إني هنا وتجيني هي .
أومأ بإيجاب / حاضر .
اختفى من أمامها لتتنهد براحة وهي تضع يدها على قلبها , كادت تصاب بالإغماء من شدة الخوف .
لم يسبق وأن وقفت بمفردها أمام شاب غريب ومخيف مثل هذا !
هل يعقل أن يكون شقيق طيف ؟
انتظرت لعدة دقائق قبل أن تخرج إليها طيف وهي ترتدي عبائتها وتتلثم بطرحتها , سألتها بإستغراب / نجد ؟ وش جابك هنا ؟
نجد / أنا كم صار لي أدق عليك وأرسل لك ليش ما تردين ؟
طيف / تعالي ادخلي نتكلم جوة .
نجد / لا تكفين أنا مستعجلة بمشي , بس جاية أسألك ليش ما تردين خفت والله يكون صاير فيك شيء .
تكتفت طيف بغيظ / اسمعي نجد أنا صراحة استغربت , ليش تسألين أكثر من مرة ؟ ليش مو مصدقة إني موافقة ؟
حركت نجد كتفيها / هو العريس يبي يتأكد ما لي دخل .
تنهدت طيف بغيظ / لو مرة ثانية أرسلتي أو سألتي هالسؤال صدقيني راح تندمين , قلت موافقة خلاص .
استغربت نجد من نبرتها الغير مبالية , وسألتها بشك وهي تمسك بذراعها / طيب ليش عصبتي ؟ وانتي صدق موافقة ؟
صرخت طيف / إيه يا نجد وش قاعد يصير ؟ إذا ما تبوني قولوها بصراحة , يعني ما في بالدنيا غير مساعد مثلا وبموت إذا ما أخذني ؟ والله مو مصدقة إنك قاطعة كل هالمشوار عشان تسألين هالسؤال السخيف يا نجد .
سحبت ذراعها من نجد بغضب , ودخلت لتغلق الباب بقوة .
حتى أن نجد خافت من صوته .

عادت إلى السيارة مذهولة , سألتها لينا / بسم الله وش صار صوت صراخها وصل لهنا .
نجد / مدري والله , أنا انصدمت منها .. بس حسيت في شيء غريب تصدقين ؟
ضحى / شيء غريب مثل إيش ؟
هزت نجد رأسها تنفض الأفكار من رأسها / مدري مدري , يلا نمشي يا حسين .
حرك السائق السيارة , ليتجه إلى المطعم الذي أخبرته نجد بإسمه .وظلت طوال الوقت شاردة الذهن .
تفكر في طيف , ومساعد .
لا تشعر بالراحة مطلقا .



في مجلس منزل راشد ..

كان مساعد لا زال موجودا , إذ أصرّ عليه عايض أن يبقى حتى يتناول العشاء لديهم .
دخل إليهما عاطف المستيقظ من النوم لتوه , ليجدهما يلعبان البلايستيشن بكل حماس .
جلس بجانبهم بعد أن سلم , ليقول لعايض / عايض وين البنات لسه ما رجعوا ؟ أمي قاعدة تطبخ لوحدها .
عايض ينظر إلى ساعته / مو معقولة , الحين تسعة متى بيجون ؟ كلم نجد وشوف وينهم .
اتصل عاطف بنجد , ليقفل بعد لحظات وهو يقول / تقول قربوا خلاص , وين كانوا أصلا ؟
ضحك عايض وهو ينظر إلى مساعد / هذا الولد خطب وما صدق إنه لقى بنت حلوة , تقول نجد بشرى كل شوي ترسل لها تبيها تسأل البنت صدق موافقة ولا لا .
ضحك عاطف / طيب وش دخل خرجتهم بالموضوع .
عايض / شكلها البنت طفشت من كثر ما تسألها نجد , صار لها يوم ما ترد لا على الرسايل ولا على الإتصالات , راحت لبيتها مرة وحدة .
اعتدل مساعد بجلسته متفاجئا , ووضع ما بيده على الأرض / مو من جدك عايض .
عايض / إلا من جدي .
تأفف مساعد / والله لو كنت ادري ما خليتهم , أقصد ما خليت بشرى تسأل .
سأل عايض بإهتمام / بس صدق يا مساعد إنت إيش فيك موسوس كذا ؟
مساعد بضيق / كأنك ما تدري ؟ اللي حواليني كلهم مارين بتجارب زواج فاشلة , صرت كل ما فكرت بالزواج أخاف ما أتوفق وأظلم بنت الناس , أو تطلع هي غير عن اللي أبيها وتصدمني .
ابتسم عايض/ ما ألومك يا مساعد إنت زي الغيمة وتستاهل بنت طاهرة وشريفة , إن شاء الله ما راح يصير إلا كل خير .
ضحك مساعد من إطرائه المبالغ فيه / إن شاء الله .
نهض عايض واتجه إلى المطبخ , ليساعد والدته في إعداد الطعام .
على الأقل حتى عودة الفتيات .


ذلك اليوم ..

وبعد أن ذهب إلى المنزل , ثم عاد مع والده .
حين توقف المطر وبدّل هو ملابسه .
تفاجأ بسلمان في مجلس عمه .
نظر إليه بحدة قبل أن يصافحه رغما عنه .
فهو حتى الآن لا يعرف سبب إتيانه إلى منزل عمه كثيرا .
وحين جلس بالقرب منه , همس له الآخر بخبث / عايض دامك مو ناوي تتزوج يُمنى , ليش معلق البنت فيك على الفاضي ؟
التفت إليه بقوة , ونظراته تكاد تحرق سلمان / نعم ؟ وش قصدك ؟
سلمان يدّعي البراءة / ما أقصد شيء , بس يعني زي ما انت شايف عمي مريض وعلى فراش الموت , وأكيد إنه شايل هم بنته ووده يأمنها على أحد يثق فيه .
عايض بهمس غاضب / ولأنه وثق فيني زوجني إياها , إنت وش دخلك بالموضوع ؟
حرك سلمان كتفيه / أبد يا عايض , بس أنا حاس إنك قاعد تحاول تتهرب من الموضوع , يعني .. أذكر يُمنى قالت لي إنك متزوجها غصبا عنك , غير إنك بعد ما ملكت عليها استقريت في المدينة , يعني واضح إنك من جد ما تبيها .


اتسعت عينا عايض واحمرت , وهو يمسك بذراع سلمان بقوة / ويُمني ليش تقول لك هالكلام ؟ اسمعني يا سلمان , إياك تقرب من زوجتي ولا تطيح قدامها حتى بالصدفة مفهوم ؟ وموضوع زواجنا ما يخصك , لذلك مرة ثانية لا تتدخل .
سحب سلمان ذراعه وهو يضحك بسخرية / يُمنى ليش تقول لي هالكلام ؟ نسيت إني أنقذتها هذاك اليوم ؟ يعني إنها تثق فيني أكثر منك إنت ياللي عصبت عليها من دون سبب وقلت اللي قلت , وصارت تكرهك .
شعر عايض بدمه يفور من شدة الغيظ والقهر / اسكت يا سلمان .
سلمان بنبرة مستفزة أكثر عن سابقتها / ياخي عايض إيش فيك ؟ ليش معصب عليّ لهالدرجة ؟ ما قلت شيء غلط , غير إني والله حاس فيك , عشان كذا عندي اقتراح , إيش رايك تفك نفسك منها وترتاح , وتخليها لي .
لم يستوعب سلمان بعد ذلك شيئا , حين انقضّ عليه عايض فجأة .
وصار يضربه على وجهه بقبضته ويلكمه .
حتى اقترب منه أعمامه متفاجئين ومصدومين منه .
بالكاد تمكنوا من إبعاده عن سلمان .
ضربه والده على خده بقوة / إيش فيك إيش هذا اللي قاعد تسويه في ولد عمك ؟
صرخ عايض بغضب / خلوه يبعد عن زوجتي , ولا الله إني ما راح أرتاح إلا بعد ما أشرب من دمه .
ابتعد عنهم حتى خرج من المجلس وهو يرتجف من شدة القهر .
ليصطدم بمساعد الآت من الداخل حين سمع الأصوات .
أمسكه عايض من يده / وين يُمنى .
استغرب مساعد غضبه / في غرفتها , ليش تسأل ؟
عايض / أبي أشوفها الحين .
مساعد / البنت سخنت من المطر ورجلها , إيش تبي منها ؟
عايض بقلة صبر / أبي أشوفها وبس ولا مو من حقي ؟ شوف لي طريق لو سمحت .
هز مساعد رأسه مستغربا , ثم ذهب وعاد ليقود عايض إلى حجرة يُمنى .
وقف بالقرب من الباب بتردد / يعني ضروري يا عايض ؟ والله انها تعبانة ونايمة خلها , كلمها بعدين .
هدأ عايض قليلا / بس شوي يا مساعد ما بطول .
تركه مساعد , ليدخل عايض إلى غرفة يُمنى .
هاله الهدوء والسكون في الغرفة .
وتسارعت دقات قلبه وهو يرى هيئتها الضعيفة من خلال نور المصباح الصغير بجانبها .
اقترب ليرى وجهها الملائكي النائم بهدوء .
والتعب باديا عليه بشدة .
آلمه قلبه عليها , وهو يتذكر سقوطها بسبب مفاجأتها من صوته .
جلس على طرف السرير , ومدّ يده إلى رأسها بتردد .
ليلمس شعرها الناعم .
ودون أن يشعر صار يمررها عليه مستمتعا برؤية ملامحها التي اشتاق إليها كثيرا , وملمس شعرها الساحر .


تفاجأ حين فتحت يُمنى عيناها , ونظرت إليه بعينين متسعتين .
كأنها تحاول إستيعاب ما ترى .
ثم حاولت أن تجلس بسرعة , ليمنعها عايض / خليك لا تقومين .
استلقت مرة أخرى , وهي تنظر إليه بخجل وخوف .
ارتجفت أطرافها وهي تشد على طرف البطانية .
وتبعد عيناها عنه .
ليقول هو بهدوء / أنا آسف إني خوفتك , وكنت السبب في طيحتك يُمنى .
لم تجيب يُمنى , وهي تشعر بقلبها يرتجف .
أكمل عايض بابتسامة / بس صدق اشتقت لك , كبرتي واحلويتي كثير يا يُمنى .
نظرت إليه نظرة خاطفة , ثم أبعدت عيناها مرة أخرى .
عايض / ليش غبتي عن عيوني كل هالسنين يا يُمنى ؟
تكلمت أخيرا بنبرة هادئة جدا / انت ما تبي تشوفني , عشان كذا استقريت في المدينة , يعني كفاية تزوجتني غصب , قلت أريحك من شوفتي على الأقل , بما إنه أهلي إلى الآن ما نسوا سالفة التحرش , يعني الظاهر بتطول السالفة .
أدهشته يُمنى بحق , ليقول بتعجب / إنتي من وين جايبة كل هالحساسية يُمنى ؟ وهالكلام ؟
يُمنى / يعني كنت متوقع إني ما بنجرح من كلامك مثلا ؟ أو ما أحس ؟
ارتبك عايض , ليقول بعد ان ازدرد ريقه / هذا كان قبل , أنا كنت متأكد إنه في شيء راح يتغير أكيد , وغيابك عني كان له أثر كبير فيني تعرفين ؟
نظرت إليه يُمنى / كيف يعني ؟
ابتسم لها عايض / ما أدري كيف , بس إني من استقريت في المدينة وانتي دايم في بالي , صدقيني لو ما شفتك هالمرة كنت بموت .



ابتسمت هي الأخرى بألم / بس مستحيل تحبني بيوم من الأيام , أو تتقبلني كزوجة , هذا اللي قلته لي قبل لا تروح .
ألجمته الصدمة , وهو يتذكر ما نسيَه .
هل جرح هذه النسمة إلى هذا الحد ؟
إلى حد أنها حفظت ما قاله قبل 3 سنوات ؟
دون أن تنسى شيء !
سأل دون أن يشعر / تروحين قدام سلمان ؟
أجابته بعفوية / إيه .
اتسعت عيناه بغير تصديق / ليش ؟
يُمنى / ليش يعني ؟ إيش فيها ؟
عايض بحدة / ما يصير يا يُمنى , سلمان ما يحرم لك .
يُمنى / ما أروح قدامه بدون غطا .
عايض / حتى بغطا ما تروحين يا يُمنى .
خافت يُمنى ما تكراره لإسمها بذات النبرة الحادة , لتقول بارتباك / بس يعني , هو مثل اخواني بالضبط .
عايض بسخرية / يعني تقولين لأخوانك عن اللي قلته ؟ مو أنا قايل لك الكلام اللي بيننا ما يسمعه أحد ؟ ليش تقولين لسلمان ؟
ازدردت ريقها بتوتر من نبرته / انت ليش معصب كذا ؟ قلت لك إنه مثل اخواني .
عايض / بس هو ما يشوفك مثل أخته .


يُمنى بحيرة / إيش قصدك مو فاهمة عليك ؟
عض عايض شفته بقوة , ثم قال / مو مهم يا يُمنى , بس اسمعي اللي بقوله , لا تروحين قدامه مرة ثانية , من اليوم ورايح ما تطلعين له حتى بحجابك الكامل , مفهوم ؟
يُمنى بعناد / لا مو بكيفك , انت قلت لي إني ما أتصرف معاك كزوجة , معناته مو من حقك تمنعني أكلم أو أروح قدام أحد , وسلمان أنا أحبه زي أخواني وأثق فيه ومتعودة عليه , عشان كذا بروح قدامه متى ما أبي .
نظر إليها بذهول وصمت لعدة دقائق .
وسيطر على غضبه بأعجوبة , وهو يبتسم لها بهدوء / يُمنى أنا كنت غلطان قبل وأعتذر منك , عادي خليك زعلانة مني ولا تكلميني أبد , بس سلمان بعد , لا تثقين فيه ولا تروحين قدامه لو إيش ما صار يا يُمنى .
تجاهلته يُمنى وهي تبعد أنظارها عنه بعناد .
ليتنهد عايض بقلة حيلة وهو يقف .
ويهز رأسه بأسى وغير تصديق .
أخطأ خطأ لم يحسب حسابه .
كان عليه أن يتصرف في وقت أبكر .
قبل أن تتعلق يُمنى بسلمان إلى هذا الحد .
بما أنه علم عن إتيانه الدائم إلى منزل عمه .
والآن قد فات الفوت فعلا , ويُمنى .. لم تعد يُمنى .


غادر غرفتها نادما وخائفا .
لم يعد إلى مجلس عمه .
خشية أن يبطش بسلمان دون أن يشعر .
يبدوا أن يُمنى غاضبة منه بحق .
ولن تستمتع إليه .
لذا عليه أن يراقبها على الأقل .
ولكن كيف وهو ينوي أن يتوظف ويستقر في المدينة مرة أخرى !

_____


انتهى البارت


أعتذر على التأخير
والله كنت ناوية أنزل بارت أطول
لكن ما قدرت
إن شاء الله الجايات أفضل
وجدا جدا جدا مبسوطة من ردودكم وتفاعلكم
برد على الكل إذا رجعت البيت بإذن الله
أتمنى من قلبي يعجبكم البارت
كل ما زادوا عدد القراء , كل ما حسيت بمسؤولية والله هههههههه
عشان كذا راح أبذل جهدي حتى تطلع الرواية بصورة حلوة , مرضية للجميع بإذن الله
شكرا لكم .




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 03:07 PM   #28

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير على يمنى ومتابعاتها الحلوات

الحمد لله قدرت أقرأ البارت وألحق أرد عليه قبل ماينزل اللي بعده

كما تعودنا منك يمنى بارت في منتهى الروعه تسلم يمينك حبيبتي

عائض & يمنى

عائض كما يقال الضرب يروح والكلام يعقب جروح وأنت رميت
كلام على يمنى مثل السم وصدمتها لأنها ماكانت تتوقع مثل هالكلام اللي قلته لها ورحت ونسيت كلامك لكن يمنى صعب تنساه صعب تنسى الإهانه والصدمه اللي جاتها منك

يمنى رغم صغر سنها إلا انها تصرفت صح بمنع عايض من رؤيتها وتذكيره بكلامه لها لما قال لها ماتظهر عند سالم
وأحرجته بكلامها وعقلها
يمنى بما انها بهذا العقل والذكاء مالذي حدث لها وغيرها
فالحادثه الأولى يبدو أنها ماهي التي تركت هذا الأثر النفسي
عليها إذن هي الحادثه الثانيه
وأتوقع أن المتحرش أو المعتدي على يمنى هو سالم واضح
أن سبب كره عايض لسالم وراه شيء أقوى من كلام سالم لعايض
فما الذي فعله سالم ربما فعل شيء غير التحرش أو الإعتداء على يمنى ربما حاول يفرق بينهما ليخلو له الجو
وربما حاول التحرش أو الإعتداء على يمنى وأتمنى أن لا يكون
اعتدى عليها بالفعل

مساعد & طيف
أنا مثل لينا ما ارتحت لطيف كيف ضيفه جاءت لها تستقبلها
بعباءتها وتتركها عند الباب الموضوع فيه إن وأخواتها
ومن هالحين أقول طيف ماتصلح لمساعد طيف وراها حكايه
ماهي مطمنه والظاهر العائله كلها ماتطمن هذا أخوها شكله
ماهو صاحي من شكله وكلامه مع نجد سلامات مهما كان
ضيفه جاءت لأختك وفي بيتك تتغزل فيها

أن شاء الله مايتورط مساعد في زواجه من طيف وياليت
يدور في اللي حواليه بدل ما يدور من بعيد وينه عن نجد


هيفاء & نوف & عمر

كرهت هيفاء وماتعاطفت معها ورجعتها والشرط اللي طلبته
مقابل رجعتها من نوف ماقدرت أوصل له وش اللي ممكن
تنفذه لها نوف ويرضيها

نوف احساسها بالذنب وحبها لأخوها حبت تريحه ولو على حساب راحتها لأن شكل اللي طالبته هيفاء ماهو سهل على نوف

عمر شاك في اللي بين هيفاء ونوف وأتوقع لو عرف أكيد
بينتهي اللي بينه وبين هيفاء

منتظرين باقي الأحداث يمنى لا تتأخرين علينا





التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 23-10-19 الساعة 01:13 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-10-19, 01:21 AM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثامن
____

أمضت اليومين السابقين وهي تدخل إلى حسابات طيف في جميع مواقع التواصل .
وتتواصل مع زميلاتها في آخر سنة جامعية .
هي بطبيعتها لا تحب التحدث مع أي شخص .
لذا اقتصرت جميع صداقاتها في أيام الجامعة على مصالح الدراسة .
تساعدهم ويساعدونها , تدرس معهم .. إن رأت إحداهن متعبة ساعدتها لتتحمس من جديد .
يعني أن من رآها برفقتهن أيام الجامعة , يظن أنها ستتواصل معاهم إلى نهاية عمرها ربما .
لشدة ما كانت لطيفة ومهتمة بالجميع .
لا يعلمون أنها ما إن تغادر مكانا أو أناسا , تأخذ معها كل شيء , ولا تترك سوى الذكرى الطيبة .
لذا استغرب البعض من تواصلها معهم بعد هذه الفترة الطويلة .
إلا أنهم لم يبخلوا عليها بشيء .
حيث أخبروها بكل ما يعرفونه عن طيف .
لم يكن هناك شيء غريبا , بل أشياء صادمة .
آلمها قلبها بشدة وهي تسمعها من إحدى صديقات طيف المقربات أيام الجامعة , ثم تركتها بعد ذلك , ما إن اكتشفت أن طيف ليست فتاة جيدة على الإطلاق .
تظهر بمظهر حسن أمام الجميع .
ولكنها من الداخل , خبيثة للغاية .
لذا ..
لا تستغرب بعد الآن , من كون ذلك الغريب شقيقها .
طيف لديها العديد من العلاقات العاطفية .
منذ أن دخلت الجامعة , وحتى الآن .
تتحدث إلى أكثر من شاب .
ولكنها بالمقابل , ترغب بالزواج من شاب طيب .
لم يسبق وأن تحدث إلى إحداهن , أو كان في علاقة غرامية !
شعرت بالدم يفور في رأسها غضبا وقهرا .
كيف استطاعت أن تخدعها تلك الــ طيف ؟
كيف تمكنت من جعلها تشعر وأنها أشرف فتاة على وجه الأرض .
بل وتخبرها بكل سرور , أنها سعيدة جدا , بما أن العريس وافق عليها !
وأنها لم تتوقع ذلك .
بالطبع لم يكن عليها أن تتوقع , تلك الخبيثة المخادعة .
مهلا ..
طيف لم تخدعها , بل هي رأتها كذلك .
مثلما تحسن الظن بالجميع , أحسنت الظن بها .
وأرادت أن تربطها بإبن إبن عمها الذي تعزه كثيرا .


تنفست الصعداء حين أشارت الساعة إلى السادسة مساءً .
يعني أن بشرى ستكون مستيقظة الآن .
اتصلت بها وهي مستلقية على سريرها , انتظرت ردها .
لتجلس فجأة بقوة , وهي تسمع صوت مساعد / أهلين نجد .
ارتبكت فجأة , وهي تتذكر ما تنوي قوله لبشرى / هلا مساعد , وين بشرى ؟
مساعد بمزح / أفاا باركي لي على الأقل بما إني رديت .
قطبت جبينها بإستغراب / أبارك لك على إيش ؟
لمست الاستغراب في صوته هو أيضا / ليش زميلتك ما علمتك ؟ قبل شوي عقدنا القران .
تسارعت دقات قلبها , حتى ظنت أنها اختنقت .
أغمضت عيناها وهي ترتجف .
وعضت شفتها بقوة / من جدك مساعد ؟
ضحك مساعد من نبرتها / إيه إيش فيك انصدمتي ؟
مسحت وجهها بيدها الخالية من الهاتف بقوة , وهي تكاد تفقد وعيها من الصدمة / لا ولا شيء , خلاص بكلم بشرى بعدين .
أقفلت الخط , ودقات قلبها لا زالت متسارعة .
ظلت جالسه بذهول وغير تصديق , قبل أن تستلقِ وتغطي وجهها بالمخدة .
تحاول أن تتماسك ولا تبكي .
ما الذي فعلته ؟
ومالذي حصل !
هل حقا كانت السبب في ارتباط مساعد بطيف التي لا تستحقه !
صرخت بقوة تحت المخدة , ثم بكت دون شعور .
ماذا تفعل الآن ؟
هل تخبره بالحقيقة ؟
لينهي الموضوع باكرا ؟ قبل أن يتعلق بها ربما , ويتم الزواج !
أم سيكون ذلك بمثابة تخريب علاقة !

_____


عادت من المدرسة لتجد هديل تنام في حجرتها .
استغربت ذلك .
فهديل لم تأتِ لزيارة أختها منذ أن انتقلت هي إلى منزلها .
تركتها نائمة , الوهن بادٍ عليها بشدة .
يبدوا أن الحمل متعبها حقا .. فهي في نهاية الشهر التاسع الآن .
ظلت هديل نائمة حتى بعد العصر , ونامت هي أيضا .
لتوقظهما حسناء بعد عودتها من العمل .
خرجت إلى الصالة بعد أن صلّت العصر .
وانصدمت وهي ترى هديل تحتضن حسناء وتبكي .
اتجهت ناحيتهما وجلست وهي تنظر إلى حسناء بتساؤل .
لتأمرها الأخرى بالصمت .
حتى أفرغت هديل ما بها من دموع .
واعتدلت بجلستها وهي تمسح دموعها , ابتسمت لها يُمنى / متى جيتي ؟ لما رجعت من المدرسة كنتي نايمة .
هديل / جيت بعد ما خرجتوا انتوا في الصباح .
سألتها بتردد / فيك شيء ؟ ليش تبكين ؟
زمت هديل شفتيها وابتلعت غصتها , لتقول بضعف / تعبت منهم يا يُمنى , مو قادرة أتحمل أكثر .
حسناء بحدة / مين هم ؟ أهل حمود ؟
يُمنى بضيق / وش سووا لك ؟
نظرت إليها هديل لبعض الوقت , إن باحت لهم ما بخاطرها .
ستتضايق يُمنى بالتأكيد .
يُمنى بإصرار / أنا عارفة إنه الموضوع متعلق فيني يا هديل وما ودك تتكلمين عشان لا تضايقيني صحيح ؟
صمتت هديل ولم تجبها .
يُمنى / لا تخافين ما بتضايق , قولي يا هديل .
عضت شفتها بحيرة , قبل أن تغمض عيناها بحزن وتقول / يضايقوني بكلامهم , مو مرة ولا مرتين .. لا , كل ما شافوني , خاصة عمتي , دايم تقول لي إنه أخوي وعمتي السبب في انها محرومة من ولدها الحين , يعني أنا إيش دخلني ما أدري , أمس صارت مشكلة في بيتهم , ورحت أسلم عليهم , فجأة عصبت عليّ تقول انقلعي انتي جاية تتشمتين ؟ وانتي وأهلك أساس البلا , ومدري حمود إيش شاف فيك عشان يتزوجك , تعايرني بأمي اللي ماتت وهي تولدني , وتعايرني بأمي بشرى , تقول إنها كانت على علاقة مع أبوي قبل الزواج , وإنها لفت مخه وخلته يتزوجها عشان فلوسه , وكثير كثير كلام ما قدرت أتحمله .. عادي تقول عني أي شيء بس ما تكلم عنك انتي يا عمتي ولا عن مساعد وبشرى , ما تقذفها وتتهمها بشيء ما سوته , ما تحملت كلامها , حاولت أدافع عنكم , ما انتبهت لنفسي ولا صوتي اللي ارتفع غصبا عني من القهر , وما حسيت إلا بكف حمود على خدي .. مقهورة يا حسناء والله بموت من القهر .
أجهشت بالبكاء مرة أخرى .
لتكمل حسناء بهدوء / ما كان هذا كل شيء أن أدري , تكلمت عني بعد صحيح ؟
أغمضت هديل عيناها بضيق , وأومأت برأسها بإيجاب رغما عنها .
لتتنهد حسناء وتقول / وتقولين دايم يتكلمون ويضايقونك , ليش كنتي ساكتة ؟ ليش تحملتي كل هالوقت .


بالكاد تمكنت من أن تهديء نفسها من موجة البكاء العنيف / حسناء إنتي عارفة حمود قد إيش طيب , واني ما تزوجته إلا لأني كنت عارفة إنه غير عن أهله كلهم , حتى أبوي يحبه ويثق فيه ولا ما خلاني أرتبط بأحد يقرب سلمان لهالدرجة , غير كذا أنا حملت بأول شهر , كيف تبيني أشتكي على طول ؟ قلت يمكن إذا تحملت مرة ولا مرتين وطنشت يمكن ينسون ويتركوني بحالي , حتى لو ما تركوني كنت أقدر أتحمل , بس لما السالفة توصل إنهم يقذفونك ويقذفون بشرى , ما قدرت أتحمل .
نظرت إليها حسناء بأسى , لتعانقها وتتركها تكمل بكاءها .
انتبهوا إلى يُمنى حين قالت فجأة بهدوء / قلتي إنه حمود ضربك ؟ صراحة ما أستغرب هالشيء من أخ سلمان .
غضبت هديل / ما أسمح لك يُمنى , حمود مو مثل أخوه , أنا كنت غلطانة لما رفعت صوتي على أمه , يعني معاه حق .
صرخت حسناء بغيظ / كان سمع السالفة منك أو من أي أحد عشان يعرف الحق قبل يمد يده , انتي كيف ترضين بهالشيء يا غبية ؟ كيف تقولين إنه معاه الحق في إنه يضربك ؟ حمارة إنتي حمارة ؟ مافي أي شيء بهالدنيا يسمح للرجال إنه يمد يده على حرمة إلا إذا كان السبب قوي , وإنتي يوم رفعتي صوتك كمان معاك حق بعد .
عضت هديل شفتها بضيق , وتمنت لو أنها لم تتحدث بهذا الهراء .
فهي تحب حمود بشكل لا يصدق .
ولم ترغب بأن تسيء صورته أمام أي أحد .
لأنه أساسا لم يؤذيها أبدا , بيدّ أنه لا يوقف ألسنة أمه وإخوته إن أطلقوها لأذيتها .
نبهتها من شرودها حسناء وهي تسأل بحدة / وش جابك هنا ؟
هديل / ما قدرت أقعد معاه وأنا زعلانة منه , قلت له يوصلني بيت أهلي , بس بعدين قررت أجي هنا لأنه أساسا هم كلهم بيجون هنا عشان ملكة مساعد .
حسناء / شفتي يا هديل ؟ ما قدرتي تقعدين معاه لأن الضرب مو هين .. نفسك ما رضت هالشيء , بس انتي غبية وتقولين عادي معاه حق ؟
صرخت هديل بغيظ / يعني قصدك أتركه لأنه ضربني مرة وحدة وأنا في بطني ولده ؟ أسيبه وأشتت ولدي ؟ تبين مصيرنا كلنا يتشابه يا حسناء ؟
كتمت يُمنى شهقة الصدمة من حديث هديل , وظلت تنظر إليها بعينين متسعتين .


تجاهلت حسناء شعورها بالألم وهي تقول / لما الموضوع يكون متعلق بكرامتك يا هديل , لا تفكرين بـأي شيء غير نفسك , ولا …..
قاطعتها هديل بإصرار / أنا عندي ولدي وزوجي اللي بعمره ما أذاني إلا مرة وحدة , وجيت أفضفض لك عشان أرتاح شوي , أهم من شوية زعل يا حسناء .
أخفت حسناء قبضتها التي ترتجف من الغيظ والقهر , وادّعت الهدوء .
وهي تستمع إلى كلام أختها الجارح .
ولم ترد هذه المرة بشيء .
كانت الغصة في حلقها هذه المرة , أكبر من أن تُبتلع بسهولة .
ويبدوا أن صمتها نبّه هديل .
لتقول بنبرة معتذرة / أنا آسفة حسناء مو قصدي أجرحك , بس صدق حمود ما له ذنب , أنا زعلانة منه شوي بس بعدين راح نتراضى , صدقيني والله حمود طيب وما في منه , أنا أدري إنك خايفة عليّ ومقهورة , بس من جد حمود ما له دخل .
أومأت برأسها بإيجاب وقالت بإبتسامة مقتضبة / تمام وأنا آسفة بعد , الله يحفظكم لبعض , إذا تبين عديها هذي المرة لكن لا تسامحيه بسهولة , ترى لو سامحتي بسهولة بيرجع يكرر غلطه من دون ما يحس بالذنب .
ابتسمت هديل / إن شاء الله .
وقفت يُمنى تقول بصوت عالٍ / يا ربي من هالجو الكئيب , بروح أسوي لكم قهوة .
وقفت حسناء / اجلسي أدري إنك ما تعرفين تضبطينها .
غادرت حسناء المكان , ونظرت إليها يُمنى بضيق .
علمت أنها تريد أن تبتعد عن هديل قليلا , بعد أن قالت الأخرى ما قالت .
جلست وعيناها على هديل .
ظلت صامتة لبعض الوقت , قبل أن تسأل بهدوء / فهمت من كلامك إنه ما في أي أخبار عن سلمان .
هديل / لا , عساه بجهنم الله يأخذه .
لم تؤمن يُمنى ولم تعترض على دعوتها .
وهي تنظر إلى كفها , بذهن شارد .


عادت بذاكرتها إلى الخلف , إلى ما قبل 8 سنوات .
لمّا قابلت عائض لأول مرة بعد غيابها عنه 3 سنوات .
وبالصدفة .
اللقاء الآخر كان بإرادته هو .
حين أتاها في الغرفة .
استغربت إصراره في ألّا تقابل سلمان !
ولم تتمكن من تفسير الأمر , سوى أنه ربما يغار عليها .
حين خرج وتركها بمفردها .
وضعت يدها على قلبها , لتتنفس براحة .
بعد أن أصابها ذلك التوتر .
نهضت واتجهت ناحية النافذة .
تريد تأمل الجو بعد المطر .
لتسقط عيناها عليه وهو يخرج من منزلهم , عائدا إلى منزله ربما .
ضحكت بسعادة وهي تتذكر كلامه قبل قليل , هل حقا يغار عليها !
إذا هي محظوظة .
سرعان ما تضايقت وهي تتذكر أن خطتها فشلت , ولم تتمكن من الغياب عنه خمس سنوات على الأقل .
أحبطها الأمر جدا .
كونها لا زالت تتذكر حديثه كأنه قاله بالأمس .
أحبته وأعجبت به منذ الصغر , ولا زالت كذلك .. وستظل تحبه حتى الممات , ولكن .. هو أيضا عليه أن يشعر بها .
ويحبها كما تحبه .
لا ترغب بحب من طرف واحد على الإطلاق .
التفتت ناحية الباب , لتدخل بشرى وتقترب منها بقلق , رفعت يدها ووضعتها على جبينها / حرارتك لسه ما نزلت ليش قمتي من السرير ؟
يُمنى بإحباط / ما نجحت خطتي يا بشرى , عايض شافني لا وبأسوأ حالاتي .
ضحكت بشرى وهي تتذكر ما قالته يُمنى سابقا .
أنها ستجعل عايض يندم على حديثه .
ستغيب عنه حتى تكبر أكثر , وتصبح أجمل .
وتنوي الغياب عنه حتى تبلغ الثامنة عشر .
حتى تصبح أكثر جمالا وفتنة .
مسحت على ذراعها / لا أبشرك نجحت , لأنه عايض كان صدق خاق عليك , وجدا ندمان .
يُمنى / إيش دراك ؟
ابتسمت بشرى / شفته من الشباك أول ما راح ورى البيت , ما شفتي نظراته وهو يراقبك , عيونه كانت بتطلع من كثر ما هو خاق ههههههههه.
خجلت يُمنى / صدق كان يطالع فيني بإعجاب ؟
ضحكت بشرى من مشاعر هذه الصغيرة العجيبة / إيه والله .
ابتسمت يُمنى بخجل , واحمرّ وجهها .
لتمسك بشرى بيدها وتقودها إلى السرير / ارقدي الحين وارتاحي , نامي شوي لين يجون اخوانك ويمتلي البيت , بصحيك إذا وصلوا .
ولكنها لم توقظها حين وصلوا إخوتها .


بل ..
بعد وصولهم بساعات , حين طلب والدها رؤيتها فجأة .
فتحت عيناها لترى ملامح بشرى الوجلة , والوجه المحمر .
جلست بخوف / إيش فيك بشرى ؟
هزت بشرى رأسها نفيا / ما فيني شيء , بس البسي عبايتك وانزلي , أبوك يبي يشوفك والكل هناك الحين , عشان كذا البسي عبايتك بسرعة .
تساعرت دقات قلبها فجأة , وتجمعت الدموع في محاجرها .
كأنها شعرت بوالدها .
ظلت جالسة في مكانها دون حراك , وحرارتها ترتفع أكثر بمجرد التفكير .
لتنهض بشرى وتجلب عبائتها , وتجعلها ترتديها , لتبدأ يُمنى بالبكاء / بشرى أبوي إيش فيه ؟ ليش الكل عنده ؟ ليش يبي يشوفني الحين وقدام الكل ؟
تمالكت بشرى نفسها بقوة , وهي تساعد يُمنى على النهوض / ما أدري يُمنى إنتي روحي له وبس , لا تبكين .


شهقت يُمنى وهي تمسح دموعها بكفها .
وتتجه إلى الخارج بمساعدة بشرى , وهي تعرج بسبب ألم رجلها الذي لم يختفي تماما .
حتى وصلت إلى الأسفل .
لتجد جميع النساء من عائلتها تجلسن وعلى وجوههن ضيق وهم .
بل أن بعض شقيقاتها تبكين !
تركتها بشرى بالقرب من المجلس , ليمسك بها مساعد .
ويدخل إلى الداخل , متجه بها حيث والدها .
كان المجلس ممتلئا فعلا بالرجال , أعمامها وأبنائهم ربما .
وبالقرب من والدها بعض إخوتها , والدتها وشقيقاتها .. اقتربت منها وهي تجهش بالبكاء , من منظره وقد أصبح ضعيفا تماما .
جلست بجانبه على طرف السرير , وأمسكت بكفه تقبلها بعد أن أنزلت الغطاء عن وجهها / فديتك يبه وسلامتك من كل شر .
ابتسم لها بألم , وهو يضغط على كفها .. والدموع تنزل من عينيه أخيرا .
ليمد كفه الأخرى ويلمس بها تلك الندبة , يقول بصوت مبحوح من الألم / سامحيني يا بنتي , أدري إني زوجتك عايض غصبا عنك , يمكن تشوفيني ظلمتك لأني زوجتك وانتي صغيرة , بس ترى كله لمصلحتك , وماحد يستاهلك بهالدنيا يا بنتي , بس عايض الوحيد اللي قدرت أثق فيه .
قبلت جبينه ودموعها تهطل كالمطر / إيش هالكلام يا يبه لا تقول كذا , أنا ما عمري حسيت بهالشيء , بالعكس أنا راضية وعارفة إنك ما سويت هالشيء إلا لمصلحتي .
مسح على رأسها بحنان / الله يرضى عليك يا بنتي .
رفع صوته قليلا / وين عايض ؟
ظهر عايض من العدم فجأة , واقترب قائلا / أنا هنا يا عمي .
أشار عمه إلى جانبه , ليقترب ويجلس .
فيصبح أمام يمنى , مواجها لها .
ووجهه إلى عمه , الذي جعله يقترب بأكثر , ويهمس ببعض الكلام بأذنه .
فيوميء عايض برأسه , قبل أن يرفعه وينظر إلى يُمنى المنهارة ببكاء حزين .
ويقول بنبرة صادقة للغاية / أوعدك يا عمي إني ما أزعلها بيوم أو أضايقها .
سقطت عيناها بعينيه , لتنظر إليهما وتبحث عن الحقيقة فيهما .
هل يعني ما يقول حقا أم لا .
لم يسعها إيجاد الإجابة , حين شد والدها على يدها فجأة بقوة .
وصار جسده كله يشتد , كأن روحه تُنزع .
كان كذلك بالفعل .
بدأ إخوتها بالمحاولة في تلقينه الشهادة , حتى تمكن ولله الحمد .
ولا تدري ماذا حصل بعد نطقه للشهادة , حين اقترب منها عايض واحتضنها ليخبيء وجهها في حضنه .
وعيناها متسعتان بذهول وخوف .
حتى أن الدموع توقفت عن النزول .
وهي تشعر بيد والدها التي تمسك بكفها تتراخى وتضعف شيئا فشيئا , حتى تركت يدها وسقطت منها .
بقيت على ذلك الحال لبضع ثواني , قبل أن تسمع نحيب والدتها وإخوتها , بل الجميع ممن كان في المجلس .
وعايض لا زال يحتضنها .
حتى أبعدته عنها ببطء , وتنظر إلى والدها .
لتجده قد فارق الحياة بالفعل .
بوجه مطمئن .
بالرغم من أن ذلك كان واضحا وحقيقيا منذ أيام عدة , حين اشتد ضعفه .
إلا أنها شعرت بأنفاسها تختنق , وتصاب بدوار شديد .
حتى صوتها الذي أرادت أن تصيح به بقوة معلنة خسارتها وفقدها لأبيها , اختنق داخل جوفها .
ومنعها من إبداء أي ردة فعل .
لتتراخى عضلات جسمها , وتفقد الوعي .


تنهدت حين عادت إلى الواقع , وهي تأخذ كوب الشاي من يد حسناء .
جلست الأخرى بجانب أختها بعد أن وضعت الصينية على الطاولة الزجاجية , وسكبت لها القهوة .
نظرت إليها حسناء فجأة / إيش فيك تبكين ؟
رفعت رأسها بصمت , ثم ابتلعت ريقها وابتسمت رغما عنها / ما فيني شيء .
قالتها ومسحت دمعتها التي نزلت دون أن تشعر .
هديل / لا يكون زعلتي من كلامي عن سلمان , مو قصدي والله .
ابتسمت يُمنى وهي تقف وتقترب منها , عانقتها / لا حبيبتي ما زعلت ليش أزعل , غير إني عارفة إنه ما لي ذنب , تذكرت أبوي الله يرحمه .
أخذت كوبها من على الطاولة / يلا بروح أحل واجباتي قبل لا يجون البقية وأنشغل .
قالتها واختفت وراء باب غرفتها .
لتتنهد الأختان بالضيق .
وتريح حسناء ظهرها على الأريكة وهي تدعوا الله أن يوفق أخيها , وينجح زواجه هو على الأقل .
فشل زواج يُمنى أولا , ثم زواجها هي ..
والآن أتت هديل تشكو من زوجها الذي مدّ يده عليها !
لم يبقى سوى مساعد الغيمة , فليوفقه الله .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-10-19, 01:23 AM   #30

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


قبل يومين …
تزينت بالفعل , و( تكشخت ) كما أمرتها هيفاء !
وهي تدرك تماما ما تنوي هيفاء فعله .
تركت شعرها على طبيعته .
ووضعت مكياجا خفيفا .
كانت ترتدي فستانا باللون الأزرق الغامق , ضيقا من الأعلى , ويتسع من الأسفل .
فضلت ارتداء ذلك الفستان الواسع حتى لا تتألم في فخذها .
بالرغم من الحرق والألم بدآ بالإختفاء شيئا فشيئا , إلا أنه لا زال يضايقها .
كانت الأكمام قصيرة نوعا ما .
وذراعيها المليئتين بالخدوش ظاهرين .
فــ هيفاء جلبت لها بالأسفل عائلة شاب يريد الزواج .
وهي بالتأكيد لن تخدع أحدا .
إن تزوجت , ستتزوج من يعرف كل عيوبها .
وليت ذلك كان عايض ..!
لو لم ترغمها هيفاء , لانتظرته حتى آخر العمر ربما , دون أن تمل .
ولكنها مجبرة , من أجل سعادة عمر .
جلست على كرسي طاولة الزينة , وأغمضت عيناها تتنفس بعمق لتهديء نفسها .
دائما , دائما وأبدا ..
عليها فعل ذلك .
قبل خروجها من غرفتها .
تكون مذعورة , مرتبكة , متوترة .
وكأنها ليست تخرج إلى منزل والدها , بل إلى أناس غريبون عنها .
وقد تعبت من ذلك .
ظنت أنها ستكون مرتاحة بمجرد خلو المنزل من هيفاء .
إلا أنه العكس تماما , لم تظفر بدقيقة واحدة ترتاح بها , فور رؤيتها لملامح عمر .
حتى وإن نفذت ما قالته هيفاء , لن ترتاح ..
نعم هي تدرك ذلك جيدا , ولكن ..
عليها أن تتحمل .
تبرئة لذنبها بقتل الصغيرة , وإسعادا لعمر .


على ذكرها له في عقلها , فتح الباب ..
لترفع رأسها وتنظر إليه بإبتسامة .
بادلها عمر الإبتسام , ليقترب منها بعد أن أقفل الباب خلفه .
جلس على السرير , والتفتت هي إليه بتساؤل .
وجدته يتأمل وجهها , وكأنه يحاول قراءة شيئا ما .
ارتبكت وهي تسأل بهدوء / في شيء ؟
عقد عمر حاجبيه / أنا اللي المفروض أسأل , من وين طلعت سالفة العريس هذي يا نوف ؟
حركت كتفيها تدعي الاستغراب , لتضحك / مدري , زوجتك اللي جابت أهله ليش تسألني ؟
عمر يدقق النظر إليها / نوف جاوبيني بصراحة , في شيء صار بينكم انتي وهيفاء ؟ تصرفاتكم أبدا ماهي معقولة , فجأة قالت يا عمر تعال رجعني , وفجأة صرتوا طيبات مع بعض , وفجأة يجيك عرس من طرفها وفي اليوم الثاني بعد جيتها ؟
ارتبكت نوف بشدة , إلا إنها استطاعت أن تحافظ على هدوءها / بالعكس كلها أشياء زينة يا عمر , ليش زعلان إنت ؟
تأفف عمر / ماني زعلان يا نوف , بس الموضوع صدق غريب , قولي لي الصراحة يا بنت , في شيء صاير بينكم ؟
هزت رأسها نفيا , وقالت بكل ثقة / صدقني ما في شيء , كل اللي سويته اني كلمتها واعتذرت لها أكثر من مرة , وهيفاء ما هي سيئة عشان تحمل بقلبها عليّ لفترة طويلة , واحنا أساسا من زمان مثل الصديقات .
ظل عمر يحدق إليها بغير اقتناع .
لتضحك نوف مرة أخرى / عمر إيش فيك ؟ يعني ما كانت تبى هيفاء ترجع لك مثلا ؟ ولا علاقتنا ترجع حلوة مثل قبل ؟ أو أتزوج ؟
عمر / إيه .
اتسعت عيناها بدهشة / إيش اللي إيه ؟
عمر / ما أبيك تتزوجين , أنا فاهمك يا نوف , وعارفك زين .. كيف لا وانتي كبرتي قدام عيوني ؟ ربيتك بنفسي يا نوف , أوكي زعلت منك لفترة وغصبا عني والله , كان الموضوع صعب عليّ حيل , بس حاولت قد ما أقدر لين خف الوجع وما غاب , أنا أدري إنك تبين تجلسين فترة في البيت ترتاحين فيها من كل اللي مريتي فيه , عشان كذا وقفتي دراستك , لكن لما فجأة ألاقيك موافقة على عريس جاي من طرف هيفاء , يعني لا تعرفينه ولا احنا نعرفه , كأنك يعني تقدرين تتأقلمين وتعيشين مع شخص غريب وجديد وأوجاعك بعدها ما شفيت .

أجفلها تماما ما قاله عمر .
ولم تتمكن من الرد .
فغرت فاهها تنظر إليه بقلة حيلة .
قبل أن ينهض عمر ويقترب منها , وتنهض هي .
حاوط وجهها بكفيه بحنان بالغ , وبنبرة مؤثرة للغاية , جعلت عيناها تدمع / تمام نوف ما راح أجبرك تعلميني عن السبب اللي خلاك تقابلين أهل العريس , بس أرجوك .. لا تسوين شيء راح تندمين عليه بعدين , انتي بنتي وأنا ما أرضى إنك تعيشين مقهورة طول عمرك وتندمين على قرار اتخذتيه من دون تفكير , أنا لسه شايف فيك تأثير الحادث , نفسيتك لسه تعبانة , ومانتي مستعدة للزواج أبد , لكن لو انتي موافقة وشفت الولد طيب ويناسبك , أبد ما راح أعترض .
أنهى حديثه وقبل جبينها بحنان , ثم غادر تاركا إياها في حالة من الحزن والشعور بالذنب وتأنيب الضمير .
كادت أن تجهش بالبكاء , وتطلق دموعها المحبوسة داخل محاجرها .
لتمنعها هيفاء بدخولها .
عضت شفتها بقوة وأغمضت عيناها , حتى شعرت أنها أفضل .
وأنها لن تبكي .
وقفت هيفاء أمامها , وتأملتها لبعض الوقت بصمت / جاهزة تنزلين .
أومأت بإيجاب , وهي تنظر إلى الأسفل .
أخذت عطرها من طاولة الزينة , ورشت على فستانها .
ثم نظرت إلى المرآة نظرة أخيرة , لتعدل شعرها .


التفتت إلى هيفاء / يلا ؟
أومأت الأخرى موفقة , ثم أمسكت بذراعها / ليش لابسة فستان أكمامه قصيرة يا نوف ؟ ولا تبينهم يشوفون هالندوب ويروحون ؟
نوف بهدوء / من حقهم يا نوف يشوفوني بكل عيوبي , ومن حقي أنا بعد .. عشان لا ينخدع العريس ويشوفني بكل حلاوتي من برة , ثم بعد الزواج ينصدم بكل هالأشياء على جسمي , ولا إيش رايك يا هيفاء ؟ هذا من أبسط حقوقي , يكفي إني بتزوج شخص ما أعرفه ولا قد سمعت عنه , يعني ما في داعي أنجرح بعد الزواج بعد .
هزت هيفاء رأسها متفهمة وهي تتنهد بضيق .
لا يعجبها الأمر هي أيضا .
ولكن .. ليس هناك حل آخر .
لتنسى هي شيء من الوجع , وتُنسي عمر .
ضغطت على ذارع نوف / لا تنسي يا نوف , كله عشان عمر .
نوف / أكيد .
نزلت إلى الأسفل , تمسك بكف هيفاء .
حتى اقتربتا من مجلس النساء .
تركتها هيفاء , ودخلت .
لتسمي نوف وتذكر الله , ثم تخطو إلى داخل المجلس .
تشعر بقلبها يرتجف داخل صدرها .
وأن قدميها غير ثابتتين على الأرض , بل تشعر كأنها تمشي على طرف خيط , وستسقط في أي لحظة .
اقتربت من والدة العريس , والتي كانت عمة والد هيفاء !
نظرت إليها نوف بإعجاب , تبا ..!
لقد كانت أجمل منها بكثير , وتبدوا صغيرة .
كما لو أنها شابة , وليست أم لشاب يريد الزواج !
ابتسمت لها بإرتباك بعد أن صافحتها , لتبتعد عنها وتقترب من شابة أخرى , لم تقف لها !
بل رفعت يدها بطرقة غريبة , وكأنها لا ترى نوف !
امتعضت منها نوف , وتجاهلت شعورها بالغضب , خاصة وأن الفتاة لم تلمس سوى أصابعها .
لتبتعد عنها وتسلم على والدتها وتقبل يدها وجبينها , ثم تجلس بجانبها .
لتصبح على يمين الفتاة , على بعد كرسيين .
أنزلت رأسها تنظر إلى يدها وهي تشعر بالتوتر الشديد .
رفعته حين قالت الأم بنبرة كانت غريبة هي الأخرى / احنا جايين نشوفك ليش تخبين وجهك ؟
نظرت إليها بإبتسامة , ولكنها لم ترد الإبتسامة .


التفتت إلى هيفاء تلقائيا , وكأنها تستفسر عن سبب تصرفاتهم الغريبة !
خاصة وأن الفتاة لا تنظر إليها أبدا !
بل منشغلة بهاتفها , تضع رجلا على الأخرى .
هزت هيفاء كتفيها بلا مبالاة , لتباغتها المرأة الأنيقة بسؤال / بأي سنة الحين انتي يا نوف ؟
أجابت نوف بهدوء / المفروض تكون هذي آخر سنة لي , بس أجلت ترم .
عقدت حاجبيها / ليش ؟ عشان الحادث ؟
ارتبكت نوف قليلا / إيه ؟
المرآة / قد إيش تضررتي مثلا ؟ غير الآثار على يدينك وحتى وجهك , ورجلك الصناعية ؟
شعرت نوف بالإستفزاز من نبرتها القريبة من السخرية , لتقول بإبتسامة مصطنعة / أعتقد هيفاء قالت لكم , يعني اللي ذكرتيه كل شيء .
أكملت الأخرى بابتسامة / إيه صحيح , أنا أقصد جسمك كله , ما أعتقد إنه سلم من التشوهات , الحادث كان جدا سيء على حد علمي , يعني لدرجة إنه بنت أخوك ماتت , وانتي بتروا رجلك وركبتي غيرها صناعية .
لم تتمكن من نوف من الإجابة ولا الرد .
من شدة صدمتها ودهشتها .
كيف تمكنت من التفوه بأشياء كهذه بغاية البرود والوقاحة ؟
قالت المرأة حين طال صمتها / ممكن تورينا رجولك لركبتك على الأقل , يعني بالنهاية ولدي من حقه يعرف عيوب زوجته الجسدية ولا ينصدم .
اتسعت عيناها بغير تصديق .
وتجمعت الدموع بعينيها وهي تشعر بالإهانة .
فتحت فمها تنوي الرد وتدافع عن نفسها .
ولكن ما حصل غير متوقع , حين وقفت هيفاء تقول بنبرة حادة / اعذريني يا عمتي , بس نوف ما تقدر تسوي هالشيء , لو كانت تبي توريك كان لبست قصير من البداية , ومثل ما قلتي .. هذا من حقه , معناته لو هي يبي يشوفها قبل لا يقرر يشوفها .
وقفت نوف بغيظ , حين سمعت ضحكة الفتاة المغرورة الساخرة .
ورفعت طرف فستانها قليلا , لتخرج من الغرفة بخطوات عرجاء سريعة بذات الوقت .
تسمع والدتها أيضا تدافع عنها بطريقة مهذبة .
صعدت إلى الأعلى , تتجاهل ألم رجلها .
حتى وصلت إلى غرفتها , لتدخل وتغلق الباب خلفها وتوصده .
ثم خلعت فستانها ورمته على الأرض بقوة .
رفعت شعرها عن جبينها , ووقفت أمام المرآة .. تنظر إلى جسدها المشوه .
غير البقعة الكبيرة من أعلى فخذها حتى ركبتها .
ندوب كثيرة , لا تعد ولا تحصى .
بأحجام وألوان مختلفة .
بعضها جروح غائرة .
والأخرى بسيطة , غير أنها واضحة .
وغرز خياطات هنا وهناك .
جلست على الأرض بقلة حيلة , بعد أن ارتدت قميص منزلي .
وضمت ركبتيها إلى صدرها , لتغمض عينيها وهي تضع رأسها على ركبتيها , وتبكي بصمت .
منذ أن حصل ما حصل , بل منذ أن ولدت .
لم يهينها أحد كما أهانتها هذا المرأة وإبنتها للتو !
ولكن ما لم تتوقعه حقا , أن هيفاء تدافع عنها !
هل كان دفاعا أم تمثيل , أم كانت خطة وقحة للغاية منذ البداية .
بما أنها تقرب هاتان المرأتان , فلم تهتم .
وأحضرتها إليها وهي تعرف أطباعهم السيئة .
ثم حين أساءت إليها أمام حماتها , مثلت دور الكنة الصالحة التي لم يغيرها شيء !
لا يهم , لا يهم كل ذلك .
بما أنها لم تصمت , وجعلتها تشعر بشيء جميل في قلبها .
لن تنسى هذا المعروف لهيفاء .

_____


لقد انتهى الأٍسبوعين بالفعل .
وأتى يوم مراجعته .
الذي انتظره بشوق , لشيء غريب يحدث بداخله ولا يعرف ما هو بالضبط .
جلس بالخارج على كراسي الإنتظار , حتى أتى دوره أخيرا .
دخل وألقى السلام , لترد هي والممرضة .
ولكنها كانت غريبة للغاية ومختلفة .
عيناها لا تشعان حماسا ونشاطا مثل المرتين السابقتين اللتين رآها فيهما .
بل كانتا مظلمتين , كأن عليهما سحابة سوداء قاتمة .
جلس على المقعد أمامها , لتنظر هي إلى شاشة الحاسوب .
وتسجل بعض الملاحظات السريعة .
لتلتفت إليه بعد عدة دقائق / إيه يا أخ بدر ؟ أخبارك وأخبار السن ؟
بدر / أنا بخير الحمدلله , والسن خلعتيه شلون تسألين عنه ؟
حسناء / لا إله إلا الله أنا لما أقول سن مو شرط أقصد السن نفسه , كيف الألم الحين أكيد إنه اختفى .
بدر باستغراب / طبعا .
حسناء / كويس , ممكن ترقد هناك ؟
أومأ برأسه بإيجاب , وهو مستغرب من هدوءها وأسلوبها المهذب الذي لم يعهده , ليستلقى .
وقفت حسناء على يمينه بعد أن ارتدت القفازات , لتوجه المصباح إليه , وتفتح فمه تنظر إلى مكان الضرس المخلوع .
عادت إلى مكانها بعد أن انتهت , وهي تقول بهدوء / ماشاء الله خلاص ما عاد في أي مشكلة يا أخ بدر , وأعتقد حتى المراجعة ما كان لها داعي , شكلك انتبهت لنفسك كويس بعد الخلع .
جلس بدر ليقول ضاحكا / طبعا اللي عنده أب مثل أبوي غصبا عنه ينتبه عشان يرجع للدوام بسرعة .
ابتسمت وهي تتذكر ذلك اليوم / الله يعينك أجل , ومشكور على هذاك اليوم .
عاد ليجلس على الكرسي أمامها / عادي ما سويت شيء , يعني خلاص هذي آخر مراجعة ؟
استغربت من نبرته لتقول / طبعا , إلا إذا ودك أخلع لك باقي ضروسك .
ضحك بدر / لا , إيش عندكم خدمات ؟
ازداد تعجبها لتلتفت إلى مساعدتها / عطيه المنيو .
ضحكت الممرضة باستغراب , وضحك هو .
لتكمل حسناء / لا جد إيش هالسؤال ؟ قصدك إيش تنظيف مثلا ولا تبييض أو شيء ثاني ؟ تقويم ؟
بدر / مدري إنتي شايفة أسناني , إيش أحتاج ؟
حسناء / لا أسنانك كويسة ماشاء الله , بس يمكن تحتاج شوية تنظيف وتبييض .
بدر / تمام سوي لي .
نظرت إليه حسناء بذهول لعدة دقائق قبل أن تضحك / الحين ؟ طبعا لا إنت جاي على أساس إنها مراجعة لضرسك المخلوع , لازم موعد ثاني .. عندي مرضى كثير ينتظرون برة .
بدر / تمام , بأخذ لي موعد .
حسناء / أوكي , تروح الإستقبال وتشوف المواعيد .. خذ اللي يناسبك , بعد أسبوع أسبوعين , براحتك .

أومأ بإيجاب , وقبل أن يهم بالمغادرة قال / ممكن أسألك سؤال بس ما تعتبرينه تطفل ؟
حسناء / تفضل .
بدر / فيك شيء اليوم ؟ متضايقة ؟
صمتت من الدهشة , ثم هزت رأسها نفيا تجيبه / لا , ليش تسأل ؟
بدر / مدري بس حسيتك مو مثل المرة الماضية ولا اللي قبلها , يعني .. كأنك هادئة اليوم وحزينة .
ضحكت بغير تصديق / لا ما فيني شيء , شوية مشاكل عائلية .
نظر إليها لبعض الوقت , قبل أن يقف مبتسما ويلقي السلام ويغادر .
تنهدت حسناء بضيق ..
هي فعلا بها شيء .
ولكن من يسأل ؟
غريب لا تتمكن من البوح إليه ؟
قبل أن تفتح الممرضة الباب لتسمح للمريض التالي بالدخول قالت / معليش خليه ينتظر شوي , بأخذ بريك .
نهضت من مكانها وخرجت بعد أن عدلت حجابها ولثمتها , لتعتذر من المرضى بطريقة لبقة .. قائلة أنها تعمل منذ الصباح , وتحتاج إلى القليل من الوقت فقط لتستعيد تركيزها ونشاطها .
أوماؤا لها متفهمين .
لتتجه إلى المصعد , تستقله وتنزل إلى الدور الأرضي .
حيث الكافتيريا بداخل العيادة .
طلبت لها قهوة سوداء , واتجهت إلى الطاولة فالركن ننتظر .
كان الوقت قبيل الظهر .
يعني ليس الوقت المناسب لشرب القهوة , إلا أن ادمانها الشديد لا يجعلها تعرف الوقت المناسب أساسا .
وضعت مرفقيها على الطاولة , وأغمضت عيناها لتضع قبضتيها على منتصف جبينها .
وهي تبحر بذكرياتها بعيدا .
كانت مرتاحة جدا في الفترة السابقة .
نسيت , أو تناست .. لا يهم , المهم أنها كانت سليمة من أوجاع الرأس هذه التي تلازمها ما إن يخطر على بالها ذلك الموضوع من الماضي .
أتت هديل , وقالت من الكلام ما جعلها تشعر أنه لم يمضِ شيء على فراقها لذلك الوغد الحقير .
بل صارت تتذكره وكأنه بالأمس كان الفراق !
قبل أن تتعمق أكثر , فتحت عيناها على صوت الكوب على الطاولة .
لتعتدل بجلستها متفاجئة , وتقول / إنت لسه هنا ؟
بدر / تسمحي لي أجلس ؟


هزت رأسها بتردد وهي تمسك بكوب القهوة .
بدر بتردد / أنا آسف على التطفل , بس صدق من دخلت عندك وشفتك عرفت إنك متضايقة وفيك شيء كبير .
ابتسمت حسناء / كنت عارف إني بجي هنا ولا كيف ؟ فاجأتني .
بدر / لا كنت قاعد أفطر , ما أكلت شيء من الصباح وجعت , شفتك وانتي داخلة , ما قدرت أمشي من دون ما أسأل .
حسناء بصدق / أعتذر على الصراحة أخ بدر , بس من جد ما في داعي تسأل , ولا حتى جلستك هذي لها داعي , مثلك مثل أي مريض عندي , كيف تسألني عن اللي مضايقني وتتوقع مني أجاوب مثلا ؟
بدر بصدق هو الآخر / أنا أدري , بس إذا تبين أنا بعد أكون صريح , أنا مهتم فيك .
أجفلت حسناء وتلعثمت / إيش قصدك ؟ كيف مهتم ؟


ضحك بدر / ما أدري كيف ينقال هالشيء , ومدري كيف صار , بس صدقيني من جيت عندك أول مرة وأنا دايم أفكر فيك , وبعد ما شفتك في المكتبة صرت أفكر أكثر , كنت أظن إنه هالشيء يصير بالمسلسلات والأفلام بس , لين صار معي وتأكدت إنه حتى البشر العاديين مثلنا يحسون بهالشعور .
نظرت إليه بغير تصديق لعدة دقائق , قبل أن تهز رأسها كأنها تنفض شيئا من رأسها / لا لحظة وش قاعد تقول إنت ؟ قاعد تسمع لنفسك ؟
بدر / طبعا .
ضحكت بسخرية / شلون شلون , لا ترى صدق قاعد تمزح إنت أكيد , ولا مانت مستوعب إني أكبر منك بكثير .
بدر / عادي وين المشكلة ؟
عضت شفتها بإحراج , وتنهدت بضيق / أتمنى إني ما عاد أسمع هالكلام أخ بدر و إنت مريضي وأنا طبيبتك وانتهى , اهتمام ما إهتمام هذي بس بالأفلام وفي أحلامك .
ابتسم بدر / تمام ما قلت شيء غلط , أنا مريضك وانتِ طبيبتي يا أم عيون حلوة .
اتسعت عيناها بحدة / يا قليل الحيا , انسى .. حتى الموعد راح تلغيه , ما أعالج ناس ما تستحي وتتغزل بناس أكبر منها .
ضحك أكثر وهو يقول / بالضبط هذي الدكتورة حسناء اللي شفتها قبل أسبوعين .
أجفلت مرة أخرى / يعني كنت تضحك عشان تضحكني ؟
هز رأسه نفيا / لا طبعا , أنا صادق .
أدارت عيناها بملل / أنصحك ما تجيني مرة ثانية , لأني من جد معصبة منك وما أعجبني هالكلام أبد , سوالف الحب هذي ما تمشي عندي , ماني مراهقة ولا صغيرة عشان تلعب علي .
بدر بجدية / بس أنا ما أمزح ولا أبي ألعب .
تنهدت حسناء بقلة صبر / يعني بتتزوجني مثلا ؟
بدر / طبعا , إذا قبلتي .
لا تعلم بماذا شعرت بالضبط .
كأن الكون توقف للحظات , شيء من الخجل .. غضب وقهر بذات الوقت .
سألته بشيء من الغضب / بسألك يا أخ بدر , إنتي كيف تفكرفي بنت أو تنوي تتزوجها مثلا وانت ما تعرف عنها شيء ؟ غير إنها طبيبة أسنان ؟
بدر / عادي مو لازم أعرف شيء , هالشيء أكثر من كافي , أعرف عمرك بعد , لكن مو مهم .
حسناء بصدمة / طيب لو كنت متزوجة مثلا أو مرتبطة ؟
بدر / مانتي متزوجة , ولا مخطوبة .. مو لابسة خاتم .
ضحكت بغير تصديق / مين قال لك إنه ضروري المخطوبة ولا المتزوجة ضروري تكون لابسة خاتم ؟
بدر / إنتي ليش معصبة الحين ؟ كل اللي قلته إني مهتم فيك , وإذا رضيتي تتزوجيني بتقدم لك وأطلبك من أهلك .
وقفت بعينين محمرتين من الغيظ / ماني راضية , وأنا صدق ما أبي أشوفك مرة ثانية , لو سمحت .
أوقفها بسؤاله / طيب ليش قولي لي , خليني أعرف سبب رفضك على الأقل , وصدقيني إني ما بزعجك ولا بتشوفين وجهي مرة ثانية .
رمشت بعينيها عدة مرات , توقف دموعها عن النزول وهي توليه ظهرها , قبل أن تلتفت إليه وتقول / ماني متزوجة ولا مخطوبة , لكن مطلقة وعندي ولد , أظن هذا سبب مقنع وكافي , عشان تبعد عني وتنسى هالسخافات .

اختفت عن عينيه بلمح البصر .
ليقف هو في مكانه مذهولا مصدوما وغير مصدق ما سمع !
لم يصدق يوما ما يسمونه بالحب من أول نظرة .
ولا الإعجاب بشخص غريب , لمجرد التعامل معه لمرة واحدة ,
قبل أن يقابل حسناء بالتأكيد .
ذلك اليوم بعد أن غادر العيادة , لم تغادر هي عقله .
ظل يفكر فيها بشكل غريب جدا .
جرأتها وقوتها , وشخصيتها العجيبة .
حتى غضبها وفقدانها السيطرة على نفسها , أعجبه !
والشيء الآخر , بالتأكيد .. عيناها .
الساحرتان والجميلتان بطريقة غريبة للغاية .
منذ أن رآهما تعلق بهما , لا يعرف بالضبط ماذا يحصل معه .
كل ما يعرفه أنه أُعجِب بها , وأراد بشدة أن يتعرف عليها ويعرفها .
لذا عاد إلى العيادة مرة أخرى وتحدث إلى موظفة الإستقبال .
ويسألها عن حسناء , كما لو أنه يريد الإستفسار عن طبيب جيد .
إسمها بالكامل , عمرها , حالتها الإجتماعية .
كان متأكدا من أنها لو علمت عن ذلك ..
ستغضب بشدة .
لذا تظاهر بأنه مريض ليس أكثر .
ولكن ما سمعه للتو صدمه بشدة .
كيف لشابة حسناء مثل ( حسناء ) أن تكون مطلقة ؟
وأم لولد !


_____


منذ عدة أيام , وبعد أن أخبر والده أن عاطف معجب بنوف .
لم يفاتحه راشد بموضوع الخطبة على الإطلاق .
ما جعله يطمئن ويرتاح , ويستغرب بنفس الوقت .
هل يعقل وأن يكون والده ينوي تزويجه بنوف منذ البداية ؟
ثم حين علم أن الأمر لن يتم , ولا يتمكن هو الزواج بها .. صمت ؟
أم ما الذي حصل بالضبط ؟
نزل من غرفته ونزل متجها إلى الصالة .
حيث يجلس الجميع حول طعام العشاء .
ألقى السلام وجلس في مكانه المعتاد .
كانوا يتناولون طعامهم بصمت كالعادة , ولينا تضع المذكرة بجانب الصحن , تأكل وعيناها عليها , ليقول / بنت ريحي نفسك شوي من المذاكرة , في أحد يذاكر على طاولة الأكل ؟
رفعت عيناها متفاجئة لتقول / والله ما عندي وقت يا عايض أحسني مو مثبتة اللي ذاكرته وخايفة مرة .
ابتسم وهو يمدّ يده ويأخذ المذكرة / ذاكري بعد ما تاكلين , ما راح تستفيدي شيء إذا نجحتي ثم متي من الجوع .
نظرت إليه بحنق , لتكمل طعامها سريعا حتى تعود إلى المذاكرة .
سأل عايض / وين نجد ؟
تجيبه ضحى / نايمة البنت تقول تعبانة وما لها نفس تأكل .
هنادي بقلق / هذي لها دهر ما تعبت ماشاء الله , إيش فيها اليوم فجأة ؟ حتى ما أكلت شيء من الصبح .
استغرب عايض , لينهض ويأخذ صحنا / أجل باطلع لها الأكل فوق أنا , لا تنام جوعانة .
هنادي / إيه أحسن , خليها تأكل بالقوة .


صعد عايض إلى حجرتها يحمل بيده الصينية .
ليضعها على الأرض ثم يفتح الباب بعد أن طرقه وأذنت له نجد بالدخول .
كانت الغرفة مظلمة , ودافئة نوعا ما .
فتح الأنوار مستغربا , ليقترب منها ويضع الصينية على المنضدة .
جلس على طرف السرير , وأمسك بطرف الغطاء ليكشف وجهها .
انصدم حين وجده محمرا ومنتفخا , من أثر البكاء !
مد يده يلمس جبينها , لينصدم من حرارتها المرتفعة أيضا .
سأل بخوف / بسم الله عليك نجد , إيش فيك ؟
فتحت عيناها المحمرتان , ونظرت إليه بجمود .
ثم هزت رأسها / ولا شيء , بس سخنت .
عايض / انتي ما تمرضين ما شاء الله , وش صار لك فجأة , متضايقة ولا زعلانة من شيء ؟
هزت رأسها نفيا مرة أخرى , دون أن تتفوه بشيء .
أمسك بذارعها ليساعدها على الجلوس بإعتدال , ووضع خلفها مخدة / كلي وخذي مخفض حرارة , انتي لو تشوفين وجهك راح تنفجعين .
نجد بإعتراض وبصوت مبحوح / ما أبي عايض تكفى والله مالي نفس .
أخذ عايض صحن الرز والملعقة , ليطعمها بنفسه / بس كم لقمة , موعاجبني شكلك كذا .
ابتسمت نجد وهي تنظر إليه , وتسند رأسها إلى الخلف , ثم تأكل اللقمة رغما عنها .


لم تتمكن من إنهاء الصحن كله .
أبعدته وهي تترجى عايض أن يكف عن إطعامها .
نهض واتجه إلى غرفته , ليعود وبيده حبة دواء مخفضة للحرارة .
جلس / هيا أشوف ابلعيها , وقولي لي إيش فيك .
ابتلعت الحبة , وابتلعت معها تلك الغصة .
قلبها يؤلمها بشدة .
لا تتعرف كيف تتصرف .
لا تريد أن تخبر أحد بالأمر .
إن فعلت ستفسد الأمر أكثر , وهي لا تعلم حقا هل سيصدقونها ويعذرونها على الفور .
ربما طيف ستتغير , يعني إن فعلت وأعلمت مساعد .
ستفسد بين زوجين منذ بداية علاقتهما .
ولكن أليس ذلك أفضل ؟
أن ينتهي الأمر منذ البداية !
أفضل من أن يتعلق بها ثم ينصدم أكثر ؟
يا إلهي .. سأُصاب بالجنون حقا .
مساعد بعد أن كان متخوفا جدا من الإرتباط , ووثق بإختيارها .. تكون تلك الفتاة هي أسوأ فتاة عرفتها يوما !


تنهدت أخيرا , لتسأل / عايض لو تبي ترجع يُمنى , ليش ما تسألها أول ؟ يعني .. ترضى ولا لا ؟
أجفلته بسؤالها الغير متوقع , ليرد بهدوء / أبوي رافض يا نجد , كيف أفتح الموضوع معاها قبل وأنا عارف إنه أبوي مو راضي ؟
نجد / يا عايض أبوي رافض لأنه متوقع إنه هي بعد بتزعل من الموضوع , لو نعرف رأيها تقدر تكلم أبوي بالراحة .
تنهد بهم وهو يتذكر محادثتهما في المحطة , وهما في طريقهما إلى المدينة .
ليهز رأسه نفيا / أحتاج شوية وقت , خلي يُمنى ترتاح شوي وتتأقلم في المدينة , ثم أفتح الموضوع من جديد , بما إنه حتى أبوي ساكت هالأيام .
نجد / غريب أمرك يا عايض , ميت تبي ترجعها والحين تقول ننتظر شوي ؟ والله أخاف البنت تطير من يدك .
قطب جبينه بإنزعاج / تطير من يدي لمين ؟
هزت كتفيها / ما أدري , بس يُمنى بنت ما تتفوت صراحة , راح تتزوج بغمضة عين ومن دون ما احد يحس .
احمرّ وجهه من الغضب ومن مجرد التفكير بالأمر / خليهم بس يحاولون يقربون منها شبر , والله إني لأذبحهم .
ضحكت نجد / اهدأ يا حبيبي ولا تحلف , بس إذا تبي نصيحتي .. وإذا صدق تبي ترجعها , لا تماطل , لأني صدق خايفة تروح من يدك يا عايض , ثم تندم .
نظر إليها لبعض الوقت / تغير رايك يا نجد , قبل كنتي ضد إني أرجعها .
ارتبكت قليلا وهي تقول داخل ( جربت اليوم ذلك الشعور المر , أن يصبح من تتمناه من نصيب شخص آخر ) .
ابتسمت / أبيك تنبسط وتعيش حياتك مع الشخص اللي تحبه , كنت أفكر بيُمنى .. بس مدري ليه حاسة إنها حتى هي ما راح تنبسط إلا معاك , مجرد إحساس .
ضحك عايض , قبل أن يخرج هاتفه الذي يرن من جيبه .

لا تدري ما الذي جعلها تنظر إلى الهاتف , وتشعر بأنه هو …
فعلا , كان هو .
مساعد !
شعرت بقلبها ينقبض فجأة وصدرها يضيق .
ازدردت ريقها وهي تسمع ما يقوله / هلا مساعد , وينك الحين ؟
تمام بجيك , ربع ساعة وأكون عندك .
نهض وأخذ الصينية / نامي يا نجد وارتاحي , أنا أدري في شيء مضايقك , لكن ما ضغطت عليك الحين , وانتي ماشاء الله غيرتي الموضوع بسرعة , هين بجيك بكرة , العريس ينتظرني .
قالها وخرج .
لتبقى نجد في مكانها , تجلس بجمود .
ثم تعض شفتها بقوة .
حائرة تماما .

_____

انتهى البارت

إن شاء الله أعجبكم واستمتعوا
نلتقي في الأٍسبوع القادم إن شاء الله





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.