آخر 10 مشاركات
قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          25 - تهربين إليه ! - شارلوت لامب ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree66Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-19, 09:33 AM   #31

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارت الصدمات والمفاجآت

أولا أنصدمت إن حسناء مطلقه وعندها ولد ربي يعوضها ويكون بدر
من نصيبها ويسعدها لكن ماعرفنا قصتها

وثانيا من طيف وإنها بهذا السوء معقوله ما انتبهت لها نجد من قبل

نجد موقفها صعب بعد مارشحتها لمساعد ترجع تشوه سمعتها وتحطم
مساعد وهي كانت بتقول لهم اللي عرفته لكن صدمها مساعد بخبر ملكته
وضعها يحير هل تترك مساعد ينخدع في زواجه أو تخرب عليه وهل راح
يصدقونها غير احتمال إن الكلام اللي سمعته عن طيف يكون كذب
لكن الأفضل مساعد يعرف والتراجع من قريب أفضل من الطلاق بعدين
ومساعد هو اللي يقرر يستمر أولا مع طيف

هديل كلام حسناء لها صح المفروض توقف حمود عند حده من أول مره
كل شيء ولا الكرامه ولو سكتت له ممكن يستسهل ضربها طالما شافها ساكته
مثل ماقالت حسناء بما إنها تحبه وتمدح فيه تعدي له هذه المره لكن لازم ماترجع له بالساهل
لازم تعطيه قرصة أذن حتى مايفكر يمد يده عليها


هيفاء ما أتصور وقفتها مع نوف ضد أم العريس لأنها حنت على نوف واضح إن قلبها مليان
عليها وحاقده بقوه على نوف لكن لغاية في نفسها الله العالم بها


عمر الله عليك وعلى حنيتك وأخلاقك أعجبني موقفه مع أخته كل واحد منهم يضحي من أجل
الآخر

أهل العريس شكل ولدهم عنده مشكله والا ليه عار فين من هيفاء وضع نوف وجايين يخطبونها
وواضح إنهم شايفين نفسهم عندي إحساس إن العريس متزوج ويمكن زوجته ماتنجب أو عنده
مشكله الله العالم بها لكن إن شاء الله عمر يعطينا علومه لما يسأل عنه وهو يرفضه ما ارتحت لأهله
وإن شاء الله تكون طيف من نصيب عاطف

وللآن ماعرفنا سبب الخلاف اللي من أجله يمنى طلبت الطلاق من عائض

تسلم يمينك يمنى منتظرين باقي الأحداث




نافذة أمل likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-10-19 الساعة 04:16 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-10-19, 12:45 PM   #32

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-19, 03:56 AM   #33

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





ملاحظة : أغلب القصص المذكورة في الرواية واقعية، استأذنت أصحابها في نقلها بروايتي، مع بعض التغييرات والتعديلات ( والإضافات من خيالي ) حفاظا على خصوصيتهم .
وتغيير أسماء الشخصيات الواقعية
لذا أرجوا احترام ذلك، واحترام رغبتي في عدم نقل الرواية إلى أي موقع آخر إلا بإذن، حتى ما أخلف وعدي لهم واحفظ خصوصيتهم


____

الفصل التاسع
___

تنهدت يُمنى بتوتر وهي تقف أمام حجرة المديرة .
لترفع يدها وتطرق الباب بخفة .
أتاها الرد / ادخلي .
فتحت الباب , وطلت برأسها بإبتسامة .
لتهديها المديرة إبتسامة أجمل / يا هلا يا يُمنى , تعالي يا بنتي ادخلي .
اقتربت منها يُمنى وصافحتها , ثم جلست على المقعد أمامها , تقول بتردد / بخصوص موضوع دراستي , إذا بكمل منتظمة أو أنتسب .
أومأت المديرة برأسها بأن اكملي .
يُمنى بجدية / صراحة أنا فكرت كثير خلال الأيام الماضية , ولقيت إنه كل الظروف ضدي وما تسمح إني أكمل بانتظام , من ناحية إني مو قادرة أتأقلم مع البنات , ومن ناحية المعلمات اللي مو متقبليني .. ومن ناحية المواصلات بعد , بنت أخوي كل يوم تضطر تجيبني الصباح من بدري , ثم تضطر تخرج من شغلها في الظهر عشان ترجعني , يعني باختصار قاعدة أتعب كل اللي حواليني , مع ذلك ما قدرت أتقبل فكرة إني أدرس وأنا قاعدة في البيت .. أنا تعبت كثير لين وصلت لهالمرحلة , صارت لي أشياء كثيرة في العشر سنوات الماضية , وأنا متأكدة وواثقة اني لو رجعت وحبست نفسي في البيت من جديد , راح أرجع أصير أضعف من قبل .. أنا أبي أصير قوية صراحة , أتأقلم مع كل الناس صغار وكبار , والمدرسة هي الوسيلة الوحيدة , حتى لو في مليون مشكلة , ودي أتجاوزها عشان أصير أقوى .
ابتسمت المديرة بإعجاب من كلامها , لترد بهدوء / يا يُمنى حبيبتي , ما تدرين كلامك كيف أثر فيني , أنا ما أدري بالضبط إيش اللي صار لك , بس أنا معك وبساعدك عشان تكونين أقوى مثل ما تبين , حتى لو كل المعلمات رفضوا يتقبلوك أنا بخليك هنا غصبا عنهم كلهم .
نظرت إليها يُمنى بذهول , قبل أن تضحك بصوتها وهي تضع كفها على فمها بتلقائية .
ضحكت معها المديرة وهي تتأملها .
يُمنى بإمتنان / والله ما أدري إيش أقول لك أستاذة أمل , بس أنا ممتنة لك جدا , الله يسعدك يارب ويحفظ لك أولادك .
اتسعت إبتسامة المديرة / آمين يارب , تدرين هذي أحب دعوة لقلبي , عندي اثنين بس طراد ولمياء , وأنا والله أخاف عليهم من نسمة الهواء , أي أحد يدعي لهم أحبهم على طول .
ضحكت يُمنى مرة أخرى وهي تشعر بالراحة / أجل بدعي لهم على طول على شانك .


سألت المديرة / إيش كنتي تقولين بشأن المواصلات ؟ بنت أخوك تجيك من نص الدوام ؟
عبست ملامحها فجأة / إيه , أسكن معاها بشقتها , عشان كذا مافي أحد غيرها .
أمل / وش تشتغل هي ؟
يُمنى / طبيبة أسنان .
أمل / ما شاء الله تبارك الرحمن , وين تعيشين يُمنى ؟ بأي حي ؟
يُمنى / حي الــ ….
أمل بدهشة / قولي سكن الأطباء جنب متجر الــ ….
هزت يُمنى رأسها .
أمل / أجل وشو له تتعبين بنت أخوك , خلاص من اليوم ورايح أنا بجيبك وأرجعك , أنا ساكنة جنب المتجر نفسه .
يُمنى باعتراض / لا يا أستاذة ما في داعي , والله مافي داعي ما أبي أتعبك معي .
أمل بابتسامة / أي تعب يا بنتي , السيارة هي اللي بتشيلك مو أنا , بس تطلعين عند باب العمارة ونجيك هناك .
يُمنى بارتباك / بس أحس يعني .. ما يصير كذا , مبالغة .
ضحكت أمل / لا يا يُمنى مو مبالغة , انتي صديقة بنتي , وبنت عم صديق ولدي , وبحسبة بنتي .. أبد لا تستحين ولا تتردين , كلمي بنت أخوك اليوم وقولي لها , تمام ؟
زمت شفتيها بعد رضى لما سمعت / بفكر قبل وأستخير .
ابتسمت أمل / تمام , خذي راحتك .
وقفت يُمنى تبتسم لها وتصافحها بإمتنان .
ثم تغادر المكتبة وهي محرجة بشدة .
لتقابل لمياء بالقرب من الباب , نظرت إليها الأخرى متسائلة / وش كنتي تسوين عند المديرة .
ضربتها يُمنى على كتفها بخفة / المديرة ولا أمك يا قليلة الحيا ؟ ليش ما تعلميني ؟
لمياء بصدمة / يعني هي قالت لك ؟
ضربتها مرة أخرى بمرح / أسمها أمي مو هي , وإيه .. هي اللي قالت لي , من عرفت قبل الأسبوع الماضي وأنا أنتظرك تعلميني .
ابتسمت لمياء / يلا عرفتي وخلاص .
سارتا بجانب بعضهما حتى جلستا في الساحة الخارجية , لتسأل يُمنى / لمياء انتوا مين يجيبكم ويرجعكم ؟ السايق ؟
هزت لمياء راسها نفيا / لا .. أخوي يوصلنا , لا أمي ولا اخوي ولا حتى أبوي يحبون يجبيون سايق .
تنهدت يُمنى بضيق , هذا لن يفلح .
كيف سترضى بذلك وشقيقها هو من يوصلهما .
لا تلومهم على عدم ثقتهم بالسائقين .
صحيح أنه ليس الجميع سيئون .
وليسوا جمعيهم مثل من حاول أن يعتدي عليها ذات يوم حين كانت في الصف الخامس .
إلا أنه أيضا من الأفضل أن لا يتم الإستعانة بواحد من الخارج .
هذا ما تظنه على الأرجح .


تنهدت براحة حين رن الجرس معلنا إنتهاء اليوم الدراسي .
وقفت لترتدي عباءتها , تولي ظهرها شطر الباب .
تأوهت فجأة وهي تشعر بإحداهن تقفز عليها وتتعلق بعنقها , حتى جعلتها تميل إلى الخلف قليلا .
تعرفت عليها على الفور من ضحكتها .
التفتت وهي تضحك متفاجئة / ضحى وش جابك ؟
عانقتها يضحى / جاية آخذك .
عقدت يُمنى أحد حاجبيها / وين ؟ وليش ؟
تخصرت ضحى / وين يعني بنوديك بيت حسناء , وليش ؟
يُمنى / قصدي ليش انتوا ؟ وين حسناء ؟
هزت الأخرى كتفيها بلا مبالاة / ما قدرت تطلع وكلمت نجد , نجد كلمت السايق , السايق راح ياخذ لينا , فجاني عايض .. وجيتك .
فغرت فاهها بذهول , واتسعت عيناها بدهشة .. لتمسك بذارع ضحى برجاء / تكفين قولي انك تمزحين , وانك جاية مع السايق مو مع عايض .
ابتسمت ضحى / للأسف يعني , مع عايض والله .
تأوهت يُمنى من شعورها بالإحراج , لتضرب برجلها الأرض / ياخي والله ما كان في داعي .
ضحى / إيش اللي ما كان في داعي , كنتي بترجعين مشي يعني ؟
عضت شفتها بقلة صبر .
ثم ارتدت عباءتها وسارت خلف ضحى .
وهي تتأفف وتتذمر من الوضع الذي وُضِعت به دون أن تعرف ذلك .
وقفت قليلا بجانب الباب , قبل أن تمد يدها بتردد وتفتح الباب , لتجلس خلف ضحى بصمت .
وتنظر إلى ناحية النافذة .
تحركت السيارة ببطء , حتى خرجت إلى الشارع العام .
وقلب يُمنى يخفق بسرعة .
في نفس الوقت , تشعر أنها تشتاق إليه .. وتريد أن ترفع عيناها لتراه , أو تلمح جانب وجهه على الأٌقل .
فزعت من صوت عايض حين تحدث فجأة , وأخرجها من شرودها / وش تبون تتغدون يا بنات ؟
ضحى بسعادة / أبي آكل برجر من مطعم ……. تكفى .
ابتسم عايض لحماسها , ليسأل يُمنى : وانتي يا يُمنى ؟
أجابت بعد صمت قصير / بتغدى في البيت .
عايض / لا اليوم راح تتغدين على حسابي , الرفض غير مقبول .. وأنا مُصِرّ , هيا .
يُمنى بهدوء / لا عايض صدق ما أبي شيء , ما أبي أخرب نظامي .
عايض / والله يا زين إسمي على لسانك , بالله قوليه مرة ثانية .
ابتسمت يُمنى بإحراج , بينما نظرت إليه ضحى بحدة / احترم نفسك .
ضحك عايض / نسيت إنه معانا بزر .
ضحى / وإذا ماني معكم يعني بتأخذ راحتك مرة وتقعد تتغزل انت ووجهك .
عايض / خلاص يا بنتي امزح وش فيك انفجرتي فجأة .
ضحكت يُمنى / كفو ضحى .


شعر عايض بعد أن سمع أن ضحكتها أنه هام تمام ولم يعد يسير على الأرض , بل يطير في السماء .. ليقول بهيام / يا زين حسناء والله إن شاء الله دايم تنشغل وما تقدر تخرج .
غضبت يُمنى التي توترت بحق / مو على كيفك , حتى لو هي ما جات ما برجع معك .
تفاجأ عايض من غضبها , إلا أنه ضحك ليسأل / مع مين طيب ؟ سمعت إنه بشرى رجعت لمدرستها القديمة بعد ما هاوشتيهم .. بترجعين مع مين ؟
تنهدت يُمنى بضيق / مع مديرتي , هي قالت إنها تقدر ترجعني .
رفع عايض حاجبه بإستغراب / صدق ؟
لم تجبه يُمنى وهي تتكتف وتشعر بضيق شديد .
هل حقا ستُجبر على العودة مع المديرة ؟ وتصبح ثقيلة على أناس غريبون عنها !
هل هذه الحياة التي أراد الآخرون أن يخرجوها إليها بعد أن حبست نفسها 10 سنوات !
تفاجأت حين أوقف عايض سيارته أمام مطعم مختص بالأكلات الصحية .
التفتت تنظر إليه متفاجئة , احمرّ وجهها حين سقطت عيناه بعينيها وأخفضتهما خجلا .
أما هو ..
فكان سعيدا حقا , ليضحك بصوته ويسأل / أجيب لك المنيو ولا تنزلين ؟
هزت رأسها نفيا / لا .
عايض / إيش اللي لا ؟
يُمنى / ما بنزل .
عايض / تمام , وانتي ضحى ؟
ضحى / قلت أبي من ……….. ما أتبع نظام غذائي يا اخوي .
ضحك عايض وهو يلمس الغيرة في صوتها / تمام نمرّ …… ونأخذ لك ولا تزعلين .
مرت ساعة إلا ربع , حين وصلت السيارة أمام العمارة أخيرا .. بعد أن اشترى عايض الطعام لها ولضحى ولنفسه , من نفس النوع الذي طلبت منه .
حين مدت يدها لتفتح الباب , تفاجأت به يقول / لحظة يُمنى انتظري شوي , ضحى لو سمحتي ممكن تنتظري برة ؟ بس دقيقتين ؟
ضحى لم تسمع ما قاله , كانت نائمة بل غارقة في النوم .
مد يده ولوح بها أمام عيناها فلم تتحرك / نامت البنت .
التفت إليها بوجهها , ليلمح نظرات التساؤل بعينيها .. ويتنهد / ممكن أسألك سؤال وتجاوبيني بصراحة ؟
ابتلعت ريقها بتوتر , وهي تقول بصوت منخفض / إذا عن شيء صار بالماضي .. أرجوك يا عايض لا تسأل .
كسى ملامحه شيء من الحزن والضيق .
نظر إلى ضحى مرة أخرى , ثم قال / خلينا نتكلم برة .


أغمضت عيناها وضاقت بها الأرض .
وهي تفهم من ملامحه أنه بالفعل يريد السؤال عن شيء حدث في الماضي .
وإلا لم يفضل الحديث بالخارج .
وضعت الحقيبة على كتفها , وخرجت .. تنظر إلى الأرض , تضم كفيها بقوة .
مرتبكة بشدة .
حين ترجل هو الآخر , ووقف على بعد خطوات منها , سأل بصراحة / علميني يا يُمنى , عن السبب الحقيقي اللي خلاك تطلبين الطلاق وتصرين عليه ؟ بالرغم من إني قلت لك ألف مرة إني راضي , بما إنه الموضوع ما كان بيدك ولا صار برضاك .
شعرت بالدموع تتجمع داخل محاجرها فورا وتحرقها .
وهي تشد على يدها أكثر .. وتعض شفتها بقوة .
ردت بصوت مبحوح / أرجوك عايض لا تذكر هالموضوع مرة ثانية لأنه منتهي , ولا أبي أسمع شيء عنه لأنه يضايقني حيل إلا يقتلني .
اقترب خطوة أخرى يسأل بقهر / في شيء يا يُمنى إنتي خبيتيه عن الكل صحيح ؟ في شيء ماحد يعرفه غيرك .. إنتي , وأمك .
رفعت عيناها متفاجئة .. لتختنق أنفاسها .. وصدرها يعلو ويهبط من الإنفعال / كيف تخمن هالشيء عايض ؟ إيش اللي بخيبه مثلا ؟ واللي ظهر ما كان هين عشان يكون في شيء أعظم منه وأخبيه عنكم .
نظر عايض إلى عينيها , ليشعر بهما ترتجفان بشدة .
ويفهم منها أنها تكذب .
قال بقسوة , علّها تخبره / سلمان وش سوى فيك بالضبط ؟
احمرّت عيناها على نحو مفاجيء , لترفع قبضتها وتوجهها إلى صدره دون أن تشعر بنفسها / ما سوى شيء يا عايض , وأنا هذي المرة الأخيرة اللي أحذرك فيها , ما أبي أسمع مثل هالأسئلة مرة ثانية مفهوم ؟
أمسك بقبضتها بغضب / لو ما سوى شيء مثل ما تقولين , ما عصبتي لهالدرجة , علميني يا يُمنى .
سحبت يدها بقوة وعيناها تدمعان أخيرا , لتشهق ببكاء مفاجيء / يكفي عايض حرام عليك , قايلة لك هالموضوع يتعبني حيل , ما صدقت قدرت أوقف على رجولي من جديد , لا تسوي فيني كذا .
لانت ملامحه أخيرا , ليعض شفته ويتنهد / مو قصدي يا يُمنى , بس ما يصير نعلق الموضوع على نقطة معينة وأنا أجهل إيش اللي صار بالضبط , يُمنى .. أنا أبيك , أبيك ترجعين لي , عطيني فرصة أبين لك قد إيش أنا أحبك .
هزت رأسها وأغمضت عيناها بألم .. تقول وهي على وشك الاختناق / فات الأوان يا عايض , للأسف .. أظن , وبعد هالكلام , إنك لازم تتزوج غيري وتسمع كلام أبوك , وتتركني أنا أبني حياتي بعيد عنك .


ولته ظهرها وابتعدت مسرعة , حتى اختفت من أمام عينيه .
تركته يقف في مكانه حائرا .
يشعر بالأرض تضيق به وتخنقه , بعد أن شعر أنه محمل على أجنحة السعادة قبل قليل .
ما الذي فعلته يا عايض بهذه المسكينة ؟
لقد استهنت بمشاعرها وهي طفلة .
هل تعتقد أنها ستعود إليك , وتصبح مثلما تريد وهي شابة !


________


نسائم الشتاء على الأبواب , والأجواء تصبح أجمل .. شيئا فشيئا .
منذ زمن طويل , لم تصنع الأجواء الخاصة بها في هذا الوقت من النهار .
قبيل المغرب بنصف ساعة .
نزلت إلى المطبخ , والمنزل هاديء جدا .
لتحضر لنفسها كوب القهوة المفضلة لديها , والمرّة جدا .
ورتبت شيء من الحلويات الموجودة في الثلاجة على صحن صغير .
وضعتهم على الصينية وصعدت إلى حجرتها مرة أخرى .
فتحت أبواب الشرفة البسيطة , والتي جعلت منها منظرا رائعا بلمساتها الخاصة .
وضعت الصينية على الطاولة البيضاء الصغيرة .
لتجلب هاتفها من الحجرة , وتلتقط بعض الصور بطريقة احترافية للغاية .
ثم تجلس وتشرب قهوتها قبل أن تبرد .
تنظر إلى الحي الميت والهاديء جدا في هذا الوقت , بل في كل الأوقات .
قبل أن تطرق هيفاء الباب , وتقطع تأملاتها وهدوءها .
سمحت لها بالدخول .
لتقترب هيفاء وتجلس على الكرسي الآخر , تأملتها قليلا .. ثم قالت / أهل العريس موافقين يا نوف , يبون يحددون موعد عشان يخطبونك رسمي .
وضعت نوف الكوب على الطاولة بصدمة , ونظرت إليها بذهول لعدة ثوان / كيف ؟ كيف وافقوا يا هيفا ؟ كان باين من نظراتهم إني مو عاجبتهم .
حركت هيفاء حاجبيها / وش دراني يا نوف , مو شرط تكون نظراتهم معبرة عن اللي فيهم .
تضايقت نوف بشدة وهي تتذكر كلام أم الشاب , ونظرات أخته .
وبكل صدق قالت / بس هم ما عجبوني يا هيفاء , وأنا مو موافقة .
ضربت هيفاء بيدها على الطاولة بغضب حتى سقطت بعض القطرات من القهوة على الطاولة / ما أسمح لك يا نوف , كفاية إني بساعدك , وجايب لك العريس لين عندك .
نوف / ما اختلفنا يا هيفا , وأنا موافقة أتزوج .. إلا مستعدة اليوم قبل بكرة , لكن مو على شاب أهله شايفين نفسهم كذا .
ضحكت هيفاء بسخرية / آسفة نوف صدق آسفة , لكن مين راح يرضى يتزوجك وانتي كذا ؟
ارتجفت حدقتيها بشيء من الألم , أخفته بأعجوبة خلف إبتسامة مزيفة / اللي راح يتقدم لي وهو عارف عن كل شيء , ورغم معرفته راح يكون راضي , مو واحد أهله يتعالون عليّ لأنهم أجمل مني أو أغنى مني , ويسخرون من عيوب أنا ما كان لي يد فيها .
وقفت هيفاء ووضعت كفيها على الطاولة , لتقرب وجهها من الأخرى بعينين محمرتين / عندك يوم واحد يا نوف , فكري كويس .. إذا صدق رفضتي , بكرة راح يكون آخر يوم لي مع أخوك .
أنهت عبارتها وغادرت بخطوات غاضبة .


بقيت عينا نوف معلقتان حيث كانت نوف .
حتى نبهها آذان المغرب , وشعرت بنفسها .
لتستوعب ما قالته هيفاء أخيرا .
وترتجف أطرافها , وهي تقف مغمضة عيناها من الضيق .
اجتاحها شعور قوي .
للهروب والإبتعاد عن المنزل وعن الجميع .
توضأت , وصلت فرضها ..
وتجهزت على وجه السرعة .
تعلم أن لينا مشغولة بدراستها , ولا ترغب بإزعاجها على الإطلاق .
ولكنها تحتاجها بشدة .
الجلوس بجانبها سيكون أكثر من كافِ .



نزلت إلى الأسفل وهي تتصل بعمر .
الذي أخبرها أنه في طريقه إلى المنزل , وسيصل في غضون عدة ثوان .
دخلت إلى حجرة أمها التي لم تنتهي من صلاتها بعد .
انتظرتها حتى سلمت .
جلست أمامها بعد قبلت يدها وجبينها / تقبل الله يا أمي .
والدتها / منا ومنك صالح الأعمال يا بنتي , وين رايحة ؟
نوف / بروح أقعد مع لينا شوي , تسمحين ؟ يعني كم مرة خليتها تجيني والبنت مضغوطة بدراستها , خليني أنا أروح لها هالمرة .
أومأت والدتها برأسها موافقة / تمام حبيبتي روحي وانبسطي .
قبلت جبينها مرة أخرى / مشكورة حبيبتي ما انحرم منك .
نظرت إلى شاشة هاتفها / يلا عمر وصل , مع السلامة .
خرجت إليه بعد أن ارتدت نقابها , وجلست بجانبه .
والرجفة تعود إليها فور ركوبها السيارة .
ربطت حزام الأمان سريعا وهي تبتلع ريقها .
فهم عمر حركتها على الفور , ومد يده نحو المسجل .. ليشغل شيئا من القرآن , علّها تهدأ ويخفّ توترها .
حتى وصلا إلى منزل خالتهما هنادي , التزما الصمت .
ليتحدث عمر أخيرا / اتصلي لما تقرري ترجعي , بس لا تقعدي كثير .. عندهم شباب يا نوف لا تضيقي عليهم .
نوف / أبشر , مشكور يا اخوي .
قالتها وخرجت مسرعة , وهي تعلم أنه غضب من شكرها .
لا يحب سماع كلمة الشكر من أي أحد , خاصة عائلته .
هو لا يقدم لهم سوى ما يستحقونه .
ابتعد عن المنزل , وفكره مشغول تماما بخطبة نوف المفاجئة .
توجه قبل قليل , وقبل أن يأتي لإيصال نوف إلى الحي الذي تسكن به عائلة الشاب .
سأل عنه , لم يسمع أي شيء غريب أو مريب بشأنه .
سمعته جيدة , ولكن عائلته ليست كذلك .
الجميع بلا استثناء , وصف تلك العائلة بالغنية والمتعالية على الجميع .
لا أحد من ذلك المنزل , يتعامل مع الآخرين وكأنهم بشرا مثلهم!
بل لا يرون الناس أساسا .
احتار جدا وهو يسمع ذلك الحديث .
ليتجه أخيرا إلى جامع الحيّ الكبير , والذي كان قريبا من منزل الشاب .
صلّى بها فرض المغرب , ثم جلس بجانب الإمام وسلّم عليه .
وسأل عن الشاب .
انصدم تماما , وأصابته الدهشة .. حين أخبره الإمام , أنه هو من يسأل عنه !
ضحك عمر محرجا , ولم يدرِ ماذا يقول / اعذرني يا اخوي , أهلك جو أمس يشوفون أختي , كان ضروري أمرّ على الحارة أسأل عنك , يعني ما ينفع أزوجها واحد ما أعرفه ولا أعرف عنه شيء , سألت الناس برة .. في الأخير قررت أسأل الإمام , إذا كان يصلي كويس , فأكيد إنه شاب طيب , ما توقعت تكون انت المقصود .
ابتسم الشاب واعتدل بجلسته , وانحرج هو الآخر / وإيش سمعت عني .
عمر / كل خير والله كل خير .
الشاب / لكن وجهك يقول العكس يا أخ …..
عمر / عمر .
الشاب / أنا حاس إنك سامع العكس .
هز عمر رأسه نفيا / لا والله مدحوك كثير وسمعتك طيبة , بس ماحد علمني إنك إمام الجامع .
ضحك الشاب / أجل أكيد ضايقتك سمعة أهلي ؟
تنهد عمر بضيق / صراحة إيه .


سكت الشاب قليلا , ليصدم عمر / ماهم أهلي يا عمر , أبوي وأمي ميتين من كنت صغير وعمري 10 سنين , هذا بيت عمي .. هم ربوني وكبروني لين صرت بهالعمر , لكن ما أسكن معهم من سنين طويلة , ومالي غيرهم يدورون لي عروس .
تفاجأ عمر بشدة / صدق , وماحد قال لي هالكلام بعد , وأنا أحسبك تقرب لزوجتي .
اكتفى الشاب بإبتسامة هادئة .
بينما عمر شعر بشيء من الحيرة .
هيفاء لم تخبره هو أو نوف أن الشاب ليس ابن عمة والدها , بل ابن أخ زوج عمة والدها !
غير أنه لم يذكر أحد ذلك الشيء .
يقصد ممن سأل منهم .
ولكنه بالمقابل , شعوره ناحية الشاب كان طيبا .
ماذا يريد لأخته أكثر من ارتباطها بشاب طيب , إمام جامع !
ابتسم له وهو ينهض , وينهض الشاب معه / الله يكتب اللي فيه الخير أخ ليث , إذا فعلا تبي تتقدم لأختي بشكل رسمي .. فكر زين واستخير , وهي بعد بخليها تستخير قبل , لكن … إنت أكيد عارف وضعها ؟
أومأ ليث برأسه بإيجاب / إيه عارف عمتي قالت لي .
غادر بعد أن صافحه وودعه .
يشعر أن هناك أمر غريب .
أو بالأصح , غير قادر على تحديد شعوره بالضبط ..!

_______


عند نوف ..

كان الباب مفتوحا حين اقتربت منه .
دفعته بخفة , ودخلت .
لتقف بجانب الباب وتتصل بلينا .
تخاف أن تدخل إلى الداخل وتصادف أحد الأخوين .
بالرغم من تمنيها الشديد أن ترى عايض .
إلا أنها لم تعد تفكر به .
لم تعد تهتم بمشاعرها نحوه .
لأنها بالتأكيد لا تريد أن تتزوجه وتستغله من أجل أن ترضي هيفاء .
فزعت وسقط الهاتف من يدها حين سمعت صوت صراخ وركض آت من المجلس الخارجي .
لتتفاجأ بعاطف يخرج مهرولا , ثم عايض خلفه وبيده عصا .
ضحكت على هذا المنظر .
هذان الأخوان بقدر حبهما لبعضهما يختلفان .
صرخت فجأة حين اندفع عاطف نحوها دون أن يلحظ وجودها أصلا .
لتسقط , ويسقط هو بجانبها .
اتسعت عينا عاطف بصدمة , وهو يحاول إستيعاب ما حصل للتو !
هل حقا نوف هنا ؟ في منزلهم ؟ بجانبه !
اعتدل بجلسته سريعا حين سمعها تتأوه بألم .
كانت تجلس وتوليهم ظهرها المنحني .
ابتلع ريقه ورفع عيناه إلى عايض الذي ينظر إليهما بدهشة , ثم ضحك بصمت وغادر .
أما هو فلم يدرِ ماذا عليه أن يفعل , توتر وارتبك بشدة .
تحدث أخيرا بهدوء / نوف انتي بخير ؟ صار لك شيء ؟
صمتت لعدة دقائق , قبل أن تلتفت إليه بغضب وهي تبكي / لا ما صار لي شيء , وانت طبعا أعمى ما تشوف .
استغرب غضبها وانفجارها بهذا الشكل / طيب اهدأي ليش عصبتي كذا ؟
رفعت كفها اليسرى , لتريه باطنها المخدوش .. والذي نزف القليل من الدم / أنا ناقصتني ندوب وجروح ثانية طبعا.
شعر عاطف بالذنب مع أنه لم يفعل شيئا , نظر إلى عينيها المليئتين بالدموع , ليقول بكل أسف / أنا آسف نوف , أنا صدق آسف .. ما شفتك والله , سامحيني .


هدأت نوف قليلا وهي تسمع هذه النبرة الصادقة منه , ورقت عيناها بشيء من التأثر .
نوف / حصل خير عاطف , بس مرة ثانية فتح عيونك كويس .
تنهد عاطف , يتألم من أجلها ومن حبها وهي لا تدري / يعورك شيء ؟
هزت رأسها نفيا .
وحاولت أن تقف .
ألمتها رجلها المركبة بها الطرف الصناعي , وأغمضت عيناها وهي تجد صعوبة في ذلك .
نهض عاطف بسرعة , ومدّ يده إليها دون أن يشعر .
هي أيضا من فرط الألم , أمسكت بكفه ووقفت .
ليستوعبان ما حصل للتو , ويسحبان كفيهما بنفس السرعة .
وينطقان في آن واحد / آسف – آسفة .
ارتبكت نوف بشدة واحمرّ وجهها , وعاطف أيضا .
لذا لم يجد شيئا لفعله سوى الخروج من الباب بسرعة .
أما هي فوقفت في مكانها للحظة , قبل أن تغمض عيناها وتسحب إلى رئتيها بعض الهواء .


دخلت إلى الداخل أخيرا .
واستقبلتها هنادي التي كانت تجلس في الصالة تتابع التلفاز .
وأخبرتها أن لينا في حجرتها , لتصعد إليها الأخرى .
وتتجه إلى دورة المياه على الفور بعد أن سلمت عليها .
غسلت يدها ووجهها .
ثم عادت إلى لينا التي كانت منشغلة بدراستها بالفعل .
لذا لم ترغب بإزعاجها وإشغالها بهمومها .
بالكاد تمكنت من إمساك نفسها عن التحدث .
فهي لا تعتبر لينا ابنة خالة , بل تعتبرها نفسها .
لشدة تعلقهما ببعضهما .
لا تتذكر أنها أخفت عن لينا شيئا ما , ولينا أيضا .. تخبرها بكل شيء .
إلا ما تنوي فعله الآن .
لم تخبرها بنية هيفاء , ولا عن تلك الخطة الخبيثة .. والتي ربما ستجعلها تتزوج رجلا من عائلة سيئة للغاية !


________


في الحجرة القريبة منها ..
استقبلت نجد بشرى التي أتت إليها دون أن تخبرها .
رفعت بشرى يدها على الفور ووضعتها على جبين حسناء بقلق / بسم الله عليك نجد , والله خفت من سمعت انك تعبانة .
ابتسمت نجد / يعني قاطعة كل المشوار عشان تتطمنين عليّ يا أم الكل .
ضحكت بشرى وهي تضع الأكياس التي كانت بيدها على السرير وتخلع عباءتها / صحيح , غير طبعا مساعد اللي ما خلاني أرتاح بمكان واحد , كل شوي يتصل يقول اسألي نجد ليش انصدمت وليش صديقتها ما علمتها وإيش كانت تبي تقول لك يوم اتصلت .
انصدمت نجد وارتبكت , لتجلس على السرير وتقول / يعني واضح السبب , انصدمت لأن طيف ما علمتني , عن طيف والله ما أدري يا بشرى , بس خليها براحتها .
تأملتها بشرى لعدة ثوان قبل أن تهز رأسها نفيا / لا يا نجد في شيء ثاني أنا متأكدة , حتى مساعد قال إنه حاس إلا متأكد إنه في شيء غلط .
ليت إحساسه الذي أصاب هذه المرة , حسّ بي يا بشرى .
عدم شعوره , وعدم إحساسه .. أوصل الحال إلى ما هو عليه الآن .
هزت كتفيها , لتتنهد بقلة حيلة .
ثم تفاجيء بشرى ببكاءها الغير متوقع .
وهي تغطي وجهها بكفيها .
ظلت بشرى تنظر إليها بذهول , قبل أن تقترب منها تماما وتضمها إلى صدرها .
وتمسح على ظهرها بحنان / بسم الله عليك نجد , اهدأي إيش فيك تبكين كذا , اهدأي إن شاء الله كل شيء تمام .
تحدثت نجد من بين شهقاتها / ساعديني بشرى , قولي لي إيش أسوي ؟ أحس إني بموت والله مو عارفة إيش أسوي .
حاوطت بشرى وجه نجد بكفيها ومسحت دموعها بسبابتيها / أهدأي أول وعلميني بهدوء عشان أقدر أساعدك .
كفكفت نجد دموعها بصعوبة , ثم ضمت كفيها وأخفضت بصرها وهي تقول / أنا غلطت بحق مساعد يا بشرى .
عقدت بشرى حاجبيها بإستغراب / كيف يعني ؟ إيش تقصدين نجد ؟
نجد بارتباك / طيف يا بشرى , ما تناسب مساعد .


سكتت بشرى بصدمة لبعض الوقت , قبل أن تضحك بغير تصديق / كيف يعني ما تناسبه يا نجد ؟ مو انتي اللي كلمتيه وكلمتيني عنها ؟ ومدحتيها قلتي لو مساعد لف الدنيا ودار مستحيل يلقى وحدة زيها .
هزت رأسها إيجابا ودموعها تنزل مرة أخرى / إيه قلت , قلت يا بشرى .. عشان كذا من أمس حاسة إني بموت من تأنيب الضمير .
بشرى / نجد تكفين اشرحي الموضوع زين , مو قادرة أفهم عليك .
عضت نجد شفتها بضيق , قبل أن تسرد عليها وتخبرها بما سمعت ورأت عن طيف .
هزت بشرى رأسها بغير تصديق / يا الله يا نجد , قولي انك تمزحين تكفين .
حركت نجد ذراعيها بقلة حيلة وصوتها بحّ من الإنفعال والعبرة / يا ليتني أمزح ولا أكذب يا بشرى , بس .. هذي الحقيقة للأسف .
تنهدت بشرى , وهي لا تعرف بماذا عليها أن ترد .
أمسكت نجد كفها برجاء / تكفين بشرى صدقيني , أنا ما كان قصدي والله ولا كنت لا أعرف إنها كذا , ثم يوم عرفت احترت صدق وما عرفت إيش لازم أسوي , خفت إذا علمت مساعد وكان اللي سمعته غلط أظلم طيف بغير حق , وإذا سكتت وكان الكلام اللي سمعته صحيح , بظلم مساعد .. وبخليه يكمل مع وحدة أساسا ما تناسبه , بشرى .. علميني إيش أسوي .
نظرت إليها بشرى بحزن .
فعلا ..
نجد لا تُحسد على الوضع الذي هي به الآن .
شدت على كفها / خلي الموضوع عليّ نجد ولا تشيلين هم , أنا بكلم مساعد .
نجد بلهفة / إيش بتقولين له بالضبط ؟
احتارت بشرى حقا / ما أدري يا نجد , بس … خلي الموضوع عليّ , يعني بقوله الصراحة , وهو يتصرف بكيفه , مساعد شخص عقلاني وما يتصرف إلا بالطريقة المناسبة .
أومأت نجد برأسها , وقد أزيح عنها بعض الهم .
كونها شاركت المشكلة مع إنسانة عاقلة وجيدة مثل بشرى .
وكون الأخرى قررت أن تساعدها .
رفعت رأسها حين قالت بشرى / أصلا الموضوع من بدايته كان غريب , يعني أبو البنت كان قايل لسعود إنه ما يبي يزوجها بسرعة لأنها بنته الصغيرة , وإنه لازم نصبر سنة على الأقل , والعقد ماراح يتم إلا قبل الزواج بشهرين كأكثر حد , لكن فجأة أمس في الصباح اتصل وقال انه تعبان , ويبي يتطمن على بنته , ويبي بس حمود ومساعد وكم واحد معاهم يروحون عشان يعقدون , كلنا استغربنا .. بس مساعد كان طاير من الفرح وما صدق , وحمود صدق الرجال .. الحين فهمت الموضوع زين , أكيد طيف سمعت إنك قاعدة تسألين عنها , عشان كذا استعجلت ؟ يمكن الموضوع يكون كذا ؟
هزت نجد كتفيها بحيرة , وقلبها يؤلمها على مساعد بشدة .
سينصدم بالتأكيد .
وسنيجرح , كونه أقدم على الخطوة بعد تردد كبير .
غير أن عبارة ( مساعد كان طاير من الفرح ) جرحتها كثيرا .
إلا أنها لم تهتم .
تجاهلت ألمها , واعتبرته لا شيء أمام ما سيشعر به مساعد إن علم أنه خُدِع ..!
والسبب هي .


زمت بشرى شفتيها بعدم رضى على كل ما يحصل .
وآلمها قلبها على أبناء زوجها , وزوجها الذي لم يهنأ ولم يرتح باله أبدا .
في السابق زوجته التي ماتت على حين غرة .
ثم ترك حسناء للبيت , وزواجها من أخ صديقتها الذي خذلها فيما بعد وطلقها بعد أن أنجبت منه إبنا .
كان مرتاح البال تجاه هديل .
التي لم تشتكِ من زوجها حمود قط .
ولكنها بالأمس وحين كانت في بيت حسناء , بدت وكأنها تخبيء أمرا يخص زوجها ,
ولكن بما أنها لم تأتِ إليها , ولم تبوح لها بنفسها .. لم ترغب بسؤالها .
تتمنى من قلبها أن يكون إحساسها خاطئا , وأن هديل مرتاحة تماما .
الآن مساعد ومشكلة طيف التي خرجت من تحت الآرض !
حين ظنت أن مساعد نال الثريا , انصدمت بها حقا .
قبل هذا كله , ما حدث مع يُمنى المسكينة .
فليكن الله بعون الجميع !

_________


قبل العصر بساعة ..

كانت هديل تجلس في صالة شقة حسناء بملل قاتل .
بعد أن تناولت غداءها , تنتظر عودة يُمنى .
التي تأخرت كثيرا حتى قلقت عليها .
ظلت تنتظرها حتى دخلت الأخرى بإندفاع استغربت منه .
لتقف وهي تسأل / يُمنى وش فيك تأخرتي ؟
تجاهلتها يُمنى وهي تسرع نحو حجرتها وتدخل حتى دون أن تخلع نقابها / لاحد يكلمني .
وقفت هديل في مكانها مذهولة .
خاصة بعد أن أقفلت يُمنى الباب بقوة .
اقتربت من الباب بتردد , رفعت يدها وطرقت بخفة / عمتي انتي بخير ؟
لم يأتيها أي رد .
عادت لتسأل مرة أخرى بقلق / عمتي , فيك شيء ؟ صار لك شيء ؟
ردت يُمنى بغضب / هديل أرجوك روحي وفكيني , ما فيني شيء بس اتركيني .
قطبت هديل جبينها بحيرة , ثم ابتعدت بعد أن قالت بهدوء / تمام عمتي , بس قولي لي تغديتي ؟
يُمنى / إيه أكلت سم هاري .
اتسعت عينا هديل بغرابة , لتبتعد وهي محتارة جدا .
وتخاف أن يكون قد أصاب يُمنى شيئا ما حقا .
جلست على الأريكة , وأخذت هاتفها من الطاولة .. تتأمل الشاشة مجددا .
تنتظر إتصالا أو رسالة إعتذار من حمود .
فهذه المرة الأولى التي تبتعد فيها عنه ولا تسمع صوته أكثر من يوم .
منذ أن تزوجته وحتى قبل الأمس , لم يضايقها حمود على الإطلاق .
حتى وإن تخاصما واختلفا , يبادر هو بالإعتذار .
ولكن هذه المرة .. يبدوا وأنه غاضب بحق , ويريد منها هي أن تبادر هذه المرة .
هي أيضا .. يبدوا وأنها سأمت , وصارت تفكر بالإتصال به
علّ قلبها يهدأ قليلا , ويخف قلقها عليه .
بيدّ أن كلام حسناء , صار يتردد في ذهنها آلاف المرات .
لكي لا يتكرر ما حدث معها مجددا , فتعاني !
نعم تحب حمود بجنون , ولكن كما قالت حسناء .. الحب وحده غير كافي .
إن تجرأ الرجل وضربها مرة واحدة , فقد يتجرأ ويفعلها مرة ثانية وثالثة إن سكتت عنه .


استلقت تضع يدها على بطنها بتعب .
الحمل جعلها كسولة طوال الوقت , إلا أنه أجمل ما حدث في حياتها بالتأكيد .
ابتسمت وهي تمسح عليه بحنان وكأنها تمسح على رأس طفلها .
تتذكر ما حصل قبل سنة .
حين تخرجت من الثانوية , أتاها والدها يسأل .. بل يخيرها ممازحا / بتكملين دراستك وتكملين جامعة ولا تتزوجين .
لتجيب هي بكل صراحة / طبعا بتزوج يا ابوي , انت عارف إني حتى الثانوية كملتها بالقوة .
ضحك سعود / مين بتتزوجين إذا ماحد تقدم لك .
هديل / مو شرط أتزوج الحين الحين , بنتظر لين يجي العريس , بس إني ما أبي أكمل دراسة خلاص .
ضربها مساعد على رأسها بخفة / وانتي ليش طايرة تبين تتزوجين بهالسرعة , توك صغيرة يا هديل , أحسن لك تكملين دراستك .. الزواج ما راح يجيب لك شهادة .
هديل بملل / يا مساعد مو كل الناس مثل بعض , أنا ما عندي أي هدف بهالحياة .. ما أبي أصير موظفة مستقبلا , يعني ما راح أستفيد من هالشهادة , أهم شيء إني أعرف أكتب وأقرأ وماني جاهلة .
اتسعت عينا مساعد بذهول / لهالدرجة ما عندك أي هدف تبين تحققينه ؟
هزت رأسه بالنفي / لا , بس أبي أًصير ربة بيت ناجحة .
ضحك مساعد بغير تصديق , ثم قال / حتى لو كذا يا هديل , أنا ما راح أسمح لك تتزوجين وانتي بهالعمر .. تعدي العشرين على الأقل , ما أبي اللي صار مع حسناء يتكرر معك , لا أحد يستغلك يا بنت .


قاطع سعود جدالهما / تقدم لها واحد معروف وما راح يستغلها يا مساعد .
اندهشا معا , ليسأل مساعد / مين يبه ؟
سعود / حمود ولد عمي .
لم تشعر هي بشيء , سوى الخجل الذي يراود كل فتاة حين يتحدث أحدهم عن شخص تقدم لها .
فهي لا تعرف شيئا عن حمود , غير أنه ابن عم أبيها .
ولكن مساعد غضب / لا يبه مستحيل , كيف تفكر حتى مجرد تفكير إنك تزوجه بنتك ؟ بعد اللي سواه أخوه في عمتي ؟
سعود بحدة / حمود ما هو سلمان ولا مثله .
مساعد بإعتراض / حتى لو مو مثله يبه , كيف تفكر تدخل بنتك في هذيك العايلة ؟ وتتقرب منهم لهالدرجة ؟
سعود / هديل بتتزوج حمود , ما راح تتزوج أهله .. وأنا بتشرط عليه قبل , إنه يسكنها في شقة مستقلة بعيدة عن أهله .
ونظر إلى هديل / إذا وافقت عليه هديل طبعا .
رفعت هديل عيناها إليه , ونظرت إليه بحيرة .
لم تعرف بماذا عليها أن تجيب , وهي ترى والدها وشقيقها مختلفين بسبب هذا الخاطب , والذي لم يكن سوى شقيق من آذى عمتها وجعلها تصل إلى هذا الحال .
هزت كتفيها بحيرة , وتجمعت الدموع في محاجرها فجأة وهي تقف / ما أدري يبه , خلني أفكر .
قالتها والتفتت تنظر إلى مساعد الذي شد بقبضتيه طرف الأريكة بقوة , حتى ابيضت مفاصل يده .
واحمرّ وجهه بشدة .
أسرعت نحو حجرتها وبكت بلا سبب .
يومها تمنت أن تكون والدتها بجانبها , حتى تفرق لها بين الصواب والخطأ .
وبشرى بالطبع , لم يكن قدرها عاديا .
إذ لجأت إليها على الفور , وطلبت منها أن تساعدها في اتخاذ القرار الصحيح التي لن تندم عليه مستقبلا .
أمرتها بشرى بأن تستخير أولا , إن شعرت بالراحة .. عليها المضي في الأمر .
مساعد ربما لم يعجبه الأمر , ولكنه سيرضى فيما بعد .
وحمود حقا ليس سلمان , ولا يشبهه .. وكونه أخيه ليس ذنبه .
وافقت فعلا ..
ولكن حسناء أيضا عارضت الأمر , إلا أنها لم تتدخل .
فقط اكتفت بتقديم النصيحة .
هديل ليست طفلة , وهي عاقلة أيضا .
لتتخذ قرارتها بنفسها .
عادت إلى الواقع وهي تتحدث إلى طفلها بإبتسامة / ما ندمت والله , لأنك صدق أجمل شيء راح يصير في حياتي , لكن خلّ أبوك يعتذر قبل .
نامت في مكانها دون أن تشعر .
حتى عادت حسناء من العمل , قبل المغرب بساعة .
واستغربت حين وجدتها تنام على الأريكة بصعوبة , أمسكت بكتفها وهزتها بخفة / هيي بنت , هديل وش منومك هنا ؟


فتحت عيناها وتأوهت من ألم ظهرها / أف كم الساعة الحين ؟
حسناء وهي تخلع عباءتها / خمسة , ليش من متى نايمة إنتي ؟
هديل / الساعة ثلاثة , المجنونة عمتك هذي رجعت متأخرة لا ومعصبة بعد , قفلت عليها الباب ونمت أنا هنا من دون ما أحس , أفف يا ظهري بينكسر .
اقتربت حسناء من غرفة يُمنى بقلق / لا يكون عصبت لأني ما رحت أرجعها .
قبل أن تطرق الباب أوقفتها هديل / لا تدقين ما راح تفتح لك , خليها جاتها الحالة .
قطبت حسناء جبينها بإنزعاج .
مما تكون قد انزعجت أو غضبت يُمنى ؟
حسنا ستسألها فيما بعد .
لأن يُمنى حقا , وكما قالت هديل .. إن ( جاتها الحالة ) لن تتحدث حتى ولو وضعوا السكين على عنقها .
تنهدت بصوت مسموع / تمام بروح أتروش وأصلي المغرب ثم أنام , هلكانة والله بموت من الصباح قاعدة أشتغل من دون ما أوقف , صحيح اطلبي العشا على الساعة تسعة وصحيني وقتها .
دخلت إلى حجرتها , لتستحم ثم تجفف شعرها .. انتهت على صوت الآذان .
لتصلي وتستلقِ بتعب .
متعبة بشدة , تشعر بأن مفاصلها تؤلمها بشدة .
فهي منذ الأمس , وبعد أن تحدث إليها بدر وقال ما قال .
تحاول نسيان كل شيء , بالعمل الكثير .. وبالنوم .
ورغم التعب الذي يكاد يقتلها , إلا أنها لم تتمكن من النوم فورا .



بعد ربع ساعة , فتحت عيناها وهي تتنهد بضيق العالمين .
وتجلس بملل .
كانت تبحث عن فراشها منذ أن انتهت ساعات عملها .
لمَ لا تتمكن من النوم الآن .
عضت شفتها حين سقطت عيناها على الصندوق الأسود فوق دولاب الملابس .
لا تتذكر حتى متى وضعته هناك , ربما منذ أن استقرت بهذه الشقة .
نسيت أمره , بل تناست .
يؤلمها قلبها كلما سقطت عيناها عليه .
وتقتل رغبتها يوميا , في فتحه ورؤية ما بداخله .
استندت بظهرها على المخدة بعد أن عدلتها خلفها , ورفعت ركبتيها إلى صدرها تضمهما .. وعيناها لا تتحركان من على الصندوق .
حين عادت بها ذاكرتها إلى الوراء , قبل سنوات .. وحين تزوج والدها بشرى .
حاولت جاهدا أن تتقبل الأمر , وأن تقبل بشرى كزوجة أب .. بعد أن كانت صديقة .
إلا أنها لم تتمكن أبدا .
كلما رأتها برفقة والدها شعرت بغيرة شديدة , وبقهر لسبب مجهول .
ربما لو كانت تلك الزوجة إمرأة أخرى غير بشرى , أو أخرى أصغر منها
لربما تمكنت من تقبل الأمر .
انتقلت على الفور لتسكن في سكن الجامعة .
رغم محاولات والدها الكثيرة في جعلها تعود عن ذلك الأمر , وتفكر أكثر
فهو ليس لديه الكثير من الأبناء , ليكون مرتاحا وبكره بعيدة عنه .
أقنعته بعد محاولات كثيرة , تعدت الألف ربما .
ليوافق على مضض .. ورغما عنه .
لم يتركها طوال تلك المدة , يأتيها كل يوم تقريبا .


منذ صغرها , كانت حسناء تلفت النظر .. بجمالها وقوة شخصيتها .
وأخلاقها الطيبة , وروحها المرحة بالتأكيد .
لذا كان الكثير من أهل الديرة , يريدونها لأبناءهم .
وكانت هي ترفض الزواج مبكرا , خشية أن يعيقها عن تحقيق حلمها في أن تصبح طبيبة أسنان .
خطتها لم تفلح بالتأكيد .
حين رأت والدها وكيف يتعب من أجلها يوميا , قررت أن تريحه من ذلك المشوار اليومي , لتوافق على قريب لوالدتها الراحلة .
ويا ليتها لم تقرر .
ليتها لم تفكر أن تخوض تلك التجربة , في بدايات مرحلة الماجستير .
كان ( فيصل ) شيطان من شياطين البشر .
منافق من الدرجة الأولى .
كان لطيفا للغاية في بداية ارتباطهما , أشعرها أنه أطيب إنسان على وجه الأرض , وأنها هي الأنثى الوحيدة في الكون كله .
لم تكن تدري أنه كان يخدعها فقط , ويوهمها بكل تلك الأشياء .. حتى يتمكن من قلبها .
صدمها تماما بعد زواجهما بخمسة أشهر تقريبا , وفي أول شهر لها في حملها .
وكأنه كان ينتظر تلك اللحظة , لكي يتأكد أنه فعلا .. تمكن منها تماما من كل النواحي .
حين طلب منها , مبلغا كبيرا .. مما ورثته من والدتها .
حين رفضت مستنكرة , قال أن ذلك المال من حقه , بما أنه أصبح زوجها !
ومالها ماله .
من نبرته وأسلوبه في الطلب , وكلامه السخيف .. عرفت على الفور أنه تزوجها طامعا بمالها .
لأنها بالفعل , لم ترث مبلغا عاديا .. بل كبيرا .
فهو بالتأكيد عرف ذلك , بما أنه يقرب عائلة والدتها الغنية .
ظلّ يطلب منها ويزعجها بذلك الطلب يوميا تقريبا .
حتى سأمت منه فعلا .
ولكنها رغم ذلك لم تخبر أحدا , سكتت .. من أجل الطفل الذي في داخلها .
لا تريد أن تخلق أي مشكلة وهو في طريقه للخروج إلى الدنيا .
كانت مثل هديل تماما , تحب فيصل .. ولم تتمكن من الغضب عليه .
قررت أن تعطيه فرصة , ربما يعود إلى صوابه , ويكف عن طلب ذلك المال .
لأنه حتى وإن هددها بحياتها لن تعطيه شيئا .
إن أعطته مرة , سيعتاد على ذلك .. سيطلب مرة ثانية , وثالثة .
حتى يعتاد على أن تعطيه هي المال , ويتقاعس هو عن العمل .
وهو أساسا إنسان كسول من الدرجة الأولى .
وعلمت أيضا من تشجيعه لها على إكمال الدراسة , أنه يريدها أن تتوظف سريعا , لكي يرتاح هو في المنزل , ويستلقِ طوال اليوم , فتصرف هي على المنزل وعليه وعلى الأطفال .
لم تكن حمقاء لكي تنطلي عليها خدعته أبدا .
وهو لم يملّ أبدا .. حتى أتى ذلك اليوم , حين غضب عليها بشدة , بسبب رفضها .
لرفع يده ويضربها , ضربا غير عاديا .. وهي حامل !
وكانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير بالفعل .
فهي صبرت على إزعاجه لها طوال فترة حملها , ثمانية أشهر .
ليأتي ويكملها في التاسع ..!
تركته فورا , وعادت إلى منزل والدها .
حتى أنجبت الطفل , وقضت فترة النفاس .


ترجاها فيصل أن تعود إلى منزلها .
حسناء لم تكن تلك الفتاة التي ترضى بمعاملة مثل تلك , ولا بزوج مثله .
عيناه على مالها , وضربها من أجل ذلك المال .. الذي ادخرته من أجل دراستها .
بالطبع لم يكن ذلك السبب الذي منعها من إعطائه البعض ..
ولكنه أحد الأسباب .
هددها بأن يطلقها ويأخذ منها الطفل , لترد بكل ثقة ( انت ما راح تطلقني , أنا اللي بخلعك بنفسي ) .
حسناء أيضا ليست من النوع الذي تؤثر عليهم العواطف وتجعلهم يعودون عن قرارتهم حتى وان اتخذوها وقت الغضب .
لم تصبر يوما واحد بعد انتهاء فترة النفاس , حتى اتجهت للمحكمة .
وتمكنت من خلعه بطريقة أو أخرى .
حتى هذا اليوم , وقد مرت 8 سنوات كاملات على ما حصل .
لم تندم على ما فعلت .
على تركها لذلك الطامع بمالها , وعلى من تجرأ ومدّ يده عليها .
ولكنها تندم كل يوم , تتألم كل يوم .. تعض أصابع الندم .
على تركها لوليدها , الذي لا ذنب له أبدا فيما حصل .
كان عمره 3 أشهر , حين تركته مع والده .
بقلب قاسٍ للغاية .
لم تذرف دمعة واحدة ذلك اليوم .
قائلة أنها ستتحمل فراقه , إن كان ذلك سيجعلها تسترد كرامتها المهدورة , وكبريائها أمام فيصل .
ولكنها بعد ذلك , قضت أغلب لياليها تبكي وتنوح شوقا وألما على ذلك الطفل .
لم تتحمل الأمر أبدا , لجأت إلى المحكمة .. لكي تكون الحضانة من نصيبها هي , بما أنه لا زال طفلا رضيعا .
ولكن الشيطان كما تراه حتى الآن ( فيصل ) لديه بعض الصلات مع القضاء من تلك المحكمة , والذي وقفوا بصفه .. ورفضوا أن تحتضن هي الطفل .. بما أنها من خلعت زوجها بنفسها , وتركت الطفل بكامل إراداتها !


بالتأكيد ( معاذ ) الصغير .. كبر الآن , كبر وهو يكرهها .
لأنها تركته وهو طفل لا يفقه شيئا .
نعم كانت آخر مرة رأته بها , في المحكمة وعمره سنة واحد فقط .
تتوق لرؤيته بشدة , تشتاق إليه في كل لحظة .
تود أن تراه ولو للحظة واحد , حتى ولو من بعيد .
ولكن فيصل حرمها حتى من تحقيق ذلك الحلم , حين أخذ إبنه وزوجته الجديدة واستقر في أبعد مدينة عنها .
يقصد بذلك إيلامها بالتأكيد .
وبين الفترة والأخرى يرسل إحدى شقيقاته , اللاتي يسألنها إن كانت ترغب بالعودة !
بعد كل ما حصل ؟
بعد أن فعل بها ما فعل ؟
بعد أن حرمها من إبنها بسبب رغبته الحيوانية في الإستيلاء على أموالها !
لن تفعل بالتأكيد .
والأمر غير جائز أساسا , بما أنها لم تتزوج بعده
_____

انتهى الفصل


أميرالز likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-11-19, 03:59 AM   #34

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل العاشر
_____


الماضي ..

مرت أيام العزاء كئيبة , ثقيلة على كل من كان يعز عبدالعزيز والد يُمنى .
ومن ذلك الذي لا يعز أو يحب ذلك الرجل الطيب ؟
كانت يُمنى تقضي طوال يومها بداخل حجرتها , لا تتوقف عن النواح والبكاء .
وكان عايض يمرّ بها كل يوم .
ليجدها نسيت كل ما حولها , ونسيت غضبها منه .. فتشكوا إليه حزنها وضيق صدرها .
وتبكي أمامه حتى تقطع قلبه .
ليحاول هو أن يخفف عنها بقدر ما يمكن .
حتى مرت فترة طويلة نوعا ما , عدة أشهر .. حين تمكنت يُمنى من الخروج من ذلك الجو الحزين
بمساعدة من هم حولها , عايض له الفضل الكبير بعد الله .
كل يوم .. تزداد جمالا وفتنة .
وكل يوم .. يتعلق بها أكثر عن اليوم الذي قبله .
حتى وهي تبكي , يجلس ويتأملها فيسبح الله ويذكره آلاف المرات .
الحزن والبكاء والضيق , كل تلك الأشياء لم تتمكن من جمال يُمنى على الإطلاق .
حتى تلك الندبة الطويلة , لم تشوهها أبدا .
بل انسجمت مع ملامح وجهها الرقيقة لتزداد فتنة , وكأنه لمّا يراها حين تبكي .. يصفها بما قاله نزار قباني في إحدى قصائده :
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا


ويُمنى أيضا بالتأكيد , كان قربه منها في تلك الفترة الحرجة , مؤثرا .
اعتادت عليه , على وجوده بجانبها طوال الوقت .
ونسيت خطتها في أن تعود وتختبيء عنه مجددا لتجعله يندم على ما قال قبل استقراره في المدينة .
حتى مرت سنة كاملة على وفاة والدها , وعلى اعتيادها على وجود عايض بجانبها .
تلك الفترة من حياتها , جعلتها تحب عايض أكثر .
ومن كل قلبها .
كانت تقول لنفسها أنها محظوظة بشدة .
لم يعد حب طفولتها حبا عاديا , أو من طرف واحد .
نعم تشعر به حين يتأملها , تفهم نظراته الهائمة عليها .
حتى أحاديثه التي صارت رقيقة للغاية .
يحضر لها الكثير من الهدايا بين الحين والآخر .
شعرت بأنها قد كبرت فعلا , وصارت ترى الحياة بطريقة أخرى .. بطريقة أجمل بالتأكيد .
بنفس الوقت , تشعر بأنها لا زالت صغيرة .
حين يدللها عايض وكأنها طفلة , ويحضر لها كل ما تتمناه .
بمعنى أدقّ , صار عايض كل شيء بالنسبة لها .
لم تتوقع أن كل تلك الأشياء كانت مؤقتة , حين أخبرها ذات يوم .. وبعد أن أحضر لها هاتفا , كهدية ليوم ميلادها السادس عشر .
جلس أمامها بكل هدوء , في المقعد الذي صار يخصهم .. خلف المنزل .
مكانهم المفضل منذ سنة .
مد إليها الكيس , وقبل جبينها .. ليحمرّ وجنتيها خجلا ككل مرة .
ثم حاوط وجهها الصغير بالنسبة إلى كفيه / كل عام وانتي بخير يا أجمل يُمنى .
ابتسمت يُمنى / وانت بخير .
مدّ يده خلف رأسها , ليفتح الربطة التي ترفع بها شعرها كله , لينسدل على ظهرها بنعومة / كم مرة أقول لك إني أحب أشوف شعرك ولا ترفعينه يوم أجي .
ضحكت يُمنى وهي تمسك بجزء من شعرها وتضعه على كتفها / كنت أنظف البيت وما توقعت بتجي بهالوقت .
تنهد عايض يحاول أن يخفي همه وحزنه , ليشير بعينيه إلى الهدية / ما بتفتحينها ؟
يُمنى / إلا أكيد .


أخرجت العلبة من الكيس , وفتحت التغليف بكل حماس , والإبتسامة مرسومة على شفاهها , وهو يتأملها بكل حزن .
لتغطي فمها وتتسع عيناها بسعادة / جوال !
ابتسم على ردة فعله .
لتقول بهمس وهي تضحك / بس تعرف إنه ممنوع , وأمي إذا درت بتذبحني وتخليك انت بعد تلحقني .
ضحك معها وهو يمسك بكفها / لا تخافين أنا أقنعتها قبل لا أجيبه , وافقت بالقوة .. بعد قلت لها خلاص راقبيها .
ضحكت يُمنى بسعادة وهي تنظر إلى العلبة , ثم إليه بإمتنان .. قبل أن تقترب منه وتعانقه / مرة شكرا عايض , ما تدري قد إيش أنا مبسوطة الحين والله وأحس إني بطير من الفرح , من زمان أتمنى يكون عندي جوال مثل غيري من البنات , أو أي شيء يسليني غير التلفزيون .
حاوط ذراعيه حولها وشدها إليه , وهو يغمض عيناه بألم عليها .
الآن هي سعيدة , سعيدة جدا .
كيف يخبرها بالأمر ويحزنها ؟
كيف سيتمكن من فعل ذلك ؟
كيف سيتجرأ وينطق بما سيجرح قلبها ويكسره بالتأكيد .
وكأن يُمنى شعرت به , حين سألت بهدوء / عايض فيك شيء ؟
نظرت إلى عينيه بعد أن ابتعدت عن حضنه / حاسة إنك مو على بعضك , صار شيء ؟
مدّ يده نحوها مرة أخرى , ومسح على شعرها بحنان , قبل أن ينظر إلى عينيها يقول بهدوء / في خبر بقوله لك , ويمكن يضايقك .
عضّ شفته بضيق حين تغيرت ملامحها , وسألت بقلق / إيش يا عايض ؟ قول لي .
صُعِقت تماما بعد أن أخبرها بالأمر , بل شعرت بأنها سقطت من السماء السابعة , بعد أن أصعدها ورفعها بهديته / أنا قعدت سنة كاملة بعد التخرج , والحين صار لازم أتوظف يا يُمنى , مثل ما تعرفين هنا ما في أي فرصة , عشان كذا مضطر أنقل للمدينة مرة ثانية .
فغرت فاهها بذهول ودهشة , وترقرت الدموع بداخل عينيها , وهي تضع الهاتف على المقعد وتقترب منه تسأل بصوت مبحوح / عايض قول انك تمزح .
تسارعت أنفاسه بضيق لم يتمكن من إخفائه وهو يرى ردة فعلها المتوقعة أساسا / ليتني كنت أمزح .
صمتت يُمنى ولم تعقب على كلامه .
بينما دموعها أخذت مجراها على وجنتيها .
وهي تنظر إليه , ترجوه أن يكذب نفسه .
وأن يخبرها أنها أخطأت السمع , أخطأت الفهم .
أي شيء يجعلها تطمئن , وترتاح لأنه سيبقى بجانبه من الآن إلى نهاية عمره أو عمرها هي .
أمسك بوجهها مرة أخرى , وقرب وجهه منها وكأنه يحاول شرح شيء صعب لطفل صغير / يُمنى حبيبتي .. صدقيني غصبا عني , لو كنت أقدر أقعد هنا وأبقى جنبك على طول كنت قعدت صدقيني , بس الحين أنا لازم أتوظف , ما أقدر أعتمد على أبوي طول عمري , أنا خلاص كبرت , ولازم أتعود على المسؤولية من الحين , عشان إذا تزوجنا أنا وانتي أكون قدها يا يُمنى , سامحيني .
زمت شفتيها وهي تشهق ببكاء صامت , دون أن تريحه بأي كلمة .
ليكمل بنبرة مختنقة للغاية / ما راح أبعد كثير , ولا راح أغيب عنك لفترات طويلة , بحاول أجي كل نهاية أسبوع , وأشوفك .. تمام ؟
هزت رأسها نفيا , ووجهها احمرّ تماما / بس أنا يا عايض كيف تتركني كذا ؟ لمين تتركني ؟ أبوي ما هو موجود الحين , أمي صحيح جنبي بس كبرت ومرضت يا عايض , وأنا احتاج من يساندني عشان أهتم فيها , بشرى كمان انشغلت هالسنة ونقلت للمدينة هي وسعود , لمين تتركني قول لي ؟


أغمض عيناه بألم / أنا ما راح أتركك يُمنى , أبدا .. هي بس فترة بسيطة , بعد كذا راح نتزوج وآخذك معي .
ابتلعت الطعم المر في حلقها , ثم هزت رأسها إيجابا / طيب يا عايض , بس تكفى .. لا تطول عليّ , والله بموت صدقني .
أمسك بكفيها ليقول برجاء / بسم الله عليك يُمنى لا تقولين مثل هالكلام .
تقوست شفتيها بزعل حقيقي , ليضحك عايض على تلك الملامح الطفولية , رغما عنه .
ثم يضمها إليه , لتبكي بكاء حقيقيا .
حتى جعلت قلبه يتقطع ألما عليها , ويندم على إخباره لها , وعلى القرار نفسه .
أدمعت عيناه هو الآخر .
حين نظرت إليه بعينين تطلبان الكثير .
ولكنه للأسف تجاهل .
وكأن يُمنى كانت تشعر بما سيحصل قريبا , بما سيجعله يندم طوال عمره.
وإنه إن عاد للبقاء مجددا بجانبها , لن يجدها كما تركها .. على الإطلاق .
كيف تجاهلها ؟ كيف تجاهل رسائل عيناها !


الآن ..
يجلس بداخل سيارته التي يدور بها منذ عدة ساعات بلا هوادة .
لا يدري أين يتجه بالضبط .
فقط يدور ويدور بداخل المدينة , يريد أن يختلي بنفسه ولا يقابل أي أحد .
يُمنى أخبرته قبل ذلك عدة مرات , أن ينساها ويتزوج بغيرها .
كان يعرف في كل مرة , أن حديثها ذلك ليس إلا هراء , وأنها لا تقصد ما تقول على الإطلاق .
ولكن اليوم , نبرتها كانت مختلفة تماما .
كانت جادة للمرة الأولى .
وقصدت ما قالته بالفعل .
زفر نفسا حارقا وهو يشعر بقلبه يريد الخروج من ضلوعه , من شوقه الشديد لها .
فقط .. يريد منها أن تصارحه بالحقيقة , وتخبره بما حصل بالضبط .
حتى يرتاح , ويريحها .
أتذكر يا يُمنى جيدا , أتذكر حديث عيناك في ذلك اللقاء وقبل أن أبتعد .
رجوتِني بأن لا أسافر , وأتركك بمفردك ( دوني ) .
ولكني تجاهلت .
لأظل بقية حياتي نادما .
لا أدري حتى كيف فكرت أن أهجرك إلى الأبد , وأفكر في إحتمال عودتي إلى ( الديرة ) بعد خروجك منها , برفقة زوجك !
وأنا أعرف أني إن سمعت عن أي أحد يتقدم إليك ويخطبك , سأقطع عنقه دون تردد .
أنتِ لي , لي أنا فقط .. وأنا لك .
نحن لبعضنا , ستحل الأمور ذات يوم .
وستنين ما حصل بالتأكيد .
لن أتركك أبدا , سأحرص على أن تنسين .

_______


هذه المرة لم تخرج من حجرتها متوترة من أجل هيفاء .
بل مترددة وخائفة مما ستمعه من عمر .
الذي أخبر والدته قبل الأمس أن سيسأل عن الشاب .
هو بالتأكيد سأل عنه , وأتى ليخبرهم بما سمع .
وأراد منها النزول ليسأل عن رأيها .
كانت مخفضة بصرها , تضم كفيها بارتباك .
لترتطم بأحدهم وهي في منتصف الدرج .
رفعت رأسها وانصدمت من نظرات هيفاء الحادة والمهددة ,والتي قالت بصوت أقرب للهمس / وافقي يا نوف , ولا راح تندمين .. انتي عارفة كويس إنه مستحيل أحد يتقدم لك أو يطالع فيك وانتي بهالحالة , يعني احمدي ربك قدرت أقنع عمة أبوي تجي تشوفك , اللي لو لفيتي الدنيا ودرتي ما حصلتي أحد مثله , غير إنك لو رفضتي عارفة إيش راح يصير .
نوف ببرود صدم هيفاء / لا تهددين يا هيفاء , لأن اللي قاعدة تسوينه فيني مو حبا لأخوي , يعني هالشيء مو عاجبني , تدرين لو علمته بتطيحين من عينه يا هيفاء .
ضحكت هيفاء بسخرية / يعني أنا ميتة الحين عشان أقعد ؟ ولا انتي اللي ترجيتيني ؟
كتمت نوف تنهيدتها , وهي تتحاشى النظر إليها .. لتنزل وتتعداها بصمت.
حتى وصلت إلى غرفة أمها .
ألقت السلام وجلست بجانب والدتها , تنظر إلى عمر بتساؤل .
ليبتسم الآخر ويقول / رحت أسأل عن الولد يا نوف , والحمدلله ما عليه أي كلام , إنسان طيب وعلاقته حلوة مع الكل , لا وإمام مسجد بعد .
رفعت نوف عيناها إليه متفاجئة بشدة , حتى أنها لم تتمكن من الرد إلى بعد عدة ثوانِ / صدق ؟ أنا أتزوج إمام مسجد ؟
ضحك عمر من ردة فعلها / إيه إمام مسجد , إيش فيك مصدومة ؟
حركت كتفيها بحيرة / ما أدري , ما توقعت عشان كذا انصدمت .
سألها عمر بحنان / إيش تقولين يا نوف ؟
ارتبكت نوف بشدة , وودت لو تستطيع الرفض .
ولكن نظرات هيفاء التحذيرية , ورغبتها في أن تسعد عمر مرة أخرى .. جعلها ترد بهدوء / بفكر يا عمر وأستخير , ما أحس إني أناسب إمام مسجد وأنا مو حافظة غير خمس أجزاء من القرآن .
ضحكت هيفاء الواقفة بجانب الباب / ما له دخل ترى , مو شرط إمام المسجد يتزوج حافظة قرآن .
نظرت إليها نوف بصمت وهي تتنهد , تقول في نفسها ( هذه ليست المشكلة , قد يكون ذلك الشاب طيبا , وأطهر من أن أتزوجه كي أنفذ خطتك الخبيثة ) .
تكتفت وهي تسأل / صراحة أنا انصدمت من إنه إمام لأنه مو باين من وجيه أهله إنه عندهم ولد ملتزم , لا من حركاتهم ولا لبسهم أو حتى أسلوبهم في الكلام .


رمق عمر هيفاء بنظرات غريبة , ليقول / ماهو ولدهم يا نوف , اللي جات هنا تصير زوجة عمه وبنتها .
فغرت نوف فاهها بذهول , ثم وقفت بغضب / أجل ما كان من حقها تقول لي الكلام اللي قالته , يوم تطلب مني أكشف رجولي لين ركبتي , أنا ماني موافقة يا عمر .
وأكملت موجهة حديثها لهيفا / وخلي اللي يصير يصير .
ابتعدت لتخرج من غرفة والدتها بغضب , ودقّت بكتفها كتف هيفاء متعمدة.
حتى استقرت بداخل غرفتها , وصارت تذرعها يمنة ويسرة .
تشعر بنار في صدرها , وهي تتذكر ما قالته تلك المرأة المغرورة , كلمة كلمة .
كانت ممتنة لهيفاء إذ دافعت عنها , للتو وحين تحدثت إليها هيفاء وهما على الدرج , علمت أنها كانت منافقة .
وأنها فعلت ذلك فقط من أجل صورتها أمام حماتها .
تبا , تبا لكل ما يحصل .
جلست على سريرها بغضب , أغمضت عيناها بقوة تمنع نفسها عن البكاء.
تشعر بأنها سئمت كل شيء , البكاء والدموع أول تلك الأشياء .
بكت كثيرا , الآن أتى الوقت الذي تقف فيه مجددا , بشخصية أخرى قوية.
موضوع هيفاء وعمر , ستحله بطريقة أو أخرى .
أخذت هاتفها لتتصل بلينا كما اعتادت عندما يضيق صدرها .
ولكنها تراجعت في النهاية , لن تشغل الفتاة .
ولن تزعجها وهي منشغلة بدراستها أساسا .
دخلت إلى حسابها في أحد مواقع التواصل , لتشارك متابعيها إحدى الصور التي صورتها بالأمس .
لديها من المتابعين والمهتمين بالصور الإحترافية , عدد لا يُستهان به .
وهي أيضا كانت تتفاعل مع الآخرين دائما , قبل أن يحصل ذلك الحادث الذي أفقدها لذة كل شيء في الحياة .
أرفقت الصورة ببعض أبيات رثاء , لروحها قبل روح الصغيرة رند .
سأبكي على ابنتي مدتي وحياتي
يبكيه عني الشعر بعد مماتي
وأقطع أيامي عليه بلوعة
تعبر عن مكنونها عبراتي


عضّت شفتها بقوة مرة أخرى , والشوق يعصف بها , ويحفز دموعها للنزول .
أغلقت خاصية التعليق سريعا .
فهي لا تريد من أحد يواسيها , أو يحاول التخفيف .
نعم ستخبرهم عن حزنها , ستبوح لهم .
ليس ليمدوا أياديهم , أو يشفقوا عليها .
هي فقط تريد التخفيف عن نفسها .


أميرالز likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-11-19, 04:00 AM   #35

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





استيقظت على صوت طرقات الباب , بعد أن صلت الفجر وعادت لتنام مرة أخرى .
فتحت الباب لحسناء / نعم .
نظرت إليها حسناء بدهشة / يا بنتي إنتي لسه ما تجهزتي ؟ بسرعة باقي شوي وتصير 7 .
ردت بملل / ما بداوم .
تأملتها حسناء للحظات .
وجهها المنتفخ والمحمر , وشعرها الغير مرتب .
استندت على طرف الباب / إيش فيك يُمنى ؟ من أمس مقفلة على نفسك الباب , حتى ما أكلتِ شيء .
ردت يُمنى بلا مبالاة / ما فيني شيء .
حسناء / زعلتِ إني ما جيت أرجعك أمس .
يُمنى / لا حسناء الموضوع مو كذا أبد .
حسناء / أجل زعلتي عشان عايض جا ؟ صدقيني أنا يوم كلمت نجد ما كنت أدري إنه ……..
قاطعتها يُمنى / خلاص حسناء قلت لك مو زعلانة من السالفة كلها , حاسة بتعب وأبي أنام .
حسناء / طيب براحتك , بس كلي شيء قبل لا ترجعي تنامي , أو راح تتعبي أكثر .
أومأت برأسها بصمت , قبل أن تقفل الباب وتعود إلى سريرها .
تستلقِ بجمود تام .
بعد أن ناحت وبكت الأمس بطوله .
تعبت كثيرا .
أصابها دوار شديد , وآلمتها وجنتيها .. أحرقتها عيناها , كما أن الدموع قد نفذت تماما .


لقاء الأمس , كان كالوداع ..
قبل عدة أيام , كانت تتمنى أن يتصل عايض بها أو بأي أحد يطلب رجوعها , لوافقت على الفور .. أو هكذا ظنت .
أما الآن , وبعد لقاء الأمس ..
والذي ربما هو الأخير , تجزم وبقوة .. أن ذلك لن يحصل .
لا تعتقد أنها ستتمكن من فعل ذلك , لن تستطيع .
نظراته وهو يسألها عما حدث بالضبط , الرجاء الذي لمسته في صوته , بأن تريحه وتريح قلبه المسكين .
تلك الأشياء لن تسمح لها بأن تظلمه معها , وأن تضيع هي عمره وتجعله يذهب هباء برفقة فتاة سيئة مثلها .
لن تسامح نفسها , إن إتى اليوم الذي تجد فيه نفسها تنجرف وراء أهوائها .. وقلبها الذي يريد قرب عايض بشدة , فتوافق على العودة .
وهو بالفعل .. يستحق فتاة جيدة , أفضل منها بمليون مرة .
لا تتجرأ على جرحه , على رسم تلك الملامح الكئيبة على وجهه .
على خلق الضيق في قلبه الطيب .
كما فعلت سابقا !
حتى جعلته يهجر أرضه ( وديرته ) خمس سنوات كاملات .
ثم حين عاد , نسيَ كل شيء .
نسي ما فعلت .
وأراد وبشدة أن يتقرب منها مجددا , ولكنه غير قادر !
غير قادر على أن ينطق تلك العبارة ( عودي إليّ ) .
قبل أن يعرف الحقيقة المرة , السر الذي لم يعرفه أحد سوى الله .
ثم هي ووالدتها .



ذلك اليوم , حين ودّعها بعد سنة من وفاة والدها .
كانت تبكي طوال الصباح , وكأنها ستودعه إلى الأبد .
حتى الهاتف لم تفتحه , وقد مرّ أسبوع كامل على إخباره لها بالأمر ..
بالرغم من لهفتها على رؤيته وإستخدامه .
ولكن ذلك الخبر , أفقدها الحماس تماما .
هنادي استغلت تلك الفرصة , لتقيم حفلا في منزلها .
حفل وداع ..
والذي كان سخيفا جدا بالنسبة ليُمنى .
كيف تحضر تلك المناسبة وإبنها يبتعد عنها ؟
حتى وإن كان من أجل العمل .
كانت مرغمة على الحضور .
أظهرت الرضا والموافقة أمام عايض , ولكنها أبدا ليست راضية .
تأنقت بمساعدة بُشرى التي وضعت لها مكياجا خفيفا لأول مرة .
فبدت يُمنى كشابة فاتنة الجمال حقا .
رغم اختيارها لفستان أسود , كأنها تريد من الجميع أن يعرف , أنها حزينة جدا .
حين التقت به في منزلهم , لتودعه .
أمر عايض الجميع أن يتركهما بمفردهما .
تقدمت هي منه بخطوات بطيئة , بعد أن أقفلت نجد الباب خلفها .
والتي كانت هي الأخرى غير راضية عن ذهابه .
وقفت يُمنى أمامه , تنظر إلى الأرض .. تضم ما بيدها بقوة , حتى برزت عروق يدها .
وغطى شعرها جزءا من وجهها .
تنهد عايض , قبل أن يمد يده ويبعد ذلك الشعر , ويضعه خلف أذنها .
ثم وضع كفه على وجهها , يتلمس تلك الندبة التي لم تشوه ملامحها , بل يُمنى جمّلت الندبة .
لتصبح ذات جمال آخاذ , نادر .
تأوه بضعف , وهو يرى احمرار أنفها وحاجبيها .
أمسك بذقنها ورفع وجهها , لم ينصدم ولم يندهش من إحمرار عينيها أبدا , بل أصابه الذهول .. وفغر فاهه مفتونا بها , وبعينيها المكحلتين .
مع أنها جميلة للغاية بدون أي شيء , ولكن كونه يراها لأول مرة هكذا , فهو قد فُتِن حقا .


شعر بأعضائه الداخلية تتلخبط , وأفكاره تتشابك .. لم يعرف ماذا يقول .
تنهد أخيرا يسيطر على نفسه ومشاعره , ليسأل بغباء / ليش لابسة أسود ؟
أجابت هي بعد أن تقوست شفتيها وهي على وشك البكاء / لأني حزينة .
ابتسم عايض بألم , وهو يقبل جبينها مطولا .
وكانت تلك الحركة كفيلة , لتنهار مجددا بين يديه .
وتقول بصوت متقطع / ودي أقول لا عاد تروح , بس لأنك وعدتني إنك راح تجيني أسبوعيا , وانك راح تكلمني على طول راح أسمح لك , يعني لو غبت أسبوع واحد راح أقاطعك , وبسوي مثل ما سويت قبل , لكن هالمرة راح أكون أقسى , بغيب عشر سنين مو بس ثلاث .
عانقها عايض بقوة وهو يضحك على إنفعالها , فضربته هي على ظهره بقهر / لا تضحك , أنا حزينة .
ضحك أكثر وهو يشد عليها , ودموعه أيضا أخذت مجراها على هذه الصغيرة , ومشاعرها العميقة والصادقة , التي أثرت به أيضا .
ابتعد عنها ونظر إلى عينيها , ثم مسح بأصبعه دموعها والكحل السائل / تمام ما راح أغيب , ترى ما أتحمل إني ما أشوفك يوم واحد , ولو ما كنت مجبور ما تركتك مثل ما قلت لك .
ابتعدت عنه لتضع الكيس الذي كان بيدها , وتخرج العلبة التي بداخله .
وعايض ينظر إليها من الخلف مبتسما , شاردا .
عادت إليه وبيدها ساعة سوداء أنيقة , أخذت يده بصمت , لتخلع الساعة التي يرتديها , وتلبسه التي بيدها , تقول بجدية / يا ويلك لو تجيني يوم وانت مو لابسها , مفهوم ؟
ابتسم لها موافقا / مفهوم , يا روح عايض انتي .
رفعت أنظارها إليه بخجل , وتوردت وجنتيها / ليش تقول هالكلام الحين , مو قلت إنك …. مستحيل تحبني .
اظلم وجهه بشدة , وهو يستوعب أنها لم تنسَ بعد .
ولا يبدوا أنها ستنسى .
أمسك بكفها واتجه نحو الآرائك , ليجلس ويجلسها بحجره , ثم يلمس شعرها الناعم / يُمنى يا قلبي , إنتي ليش مو راضية تنسين اللي قلته هذاك اليوم ؟ والله إني كنت غبي , وكنت زعلان لأن الموضوع صار بغير إرادتي , لكن خلاص أنا تغيرت الحين وتغيرت مشاعري تجاهك , أنا الحين ماني عايض اللي تزوجك غصبا عنه , أنا عايض اللي يبيك صدق , ويتمناك تكونين جنبه على طول .
نظرت إليه بصمت للحظات , قبل أن تقول بهدوء / ليش فجأة تغيرت مشاعرك ؟ وبعد موت أبوي ؟ أشفقت عليّ ؟ ولا عشان الكلام اللي قاله لك بأذنك قبل لا يموت ؟
شعر بقلبه يتحطم , وهو يسمع ذلك الكلام الموجع من صغيرته .
يُمنى تثبت له كل يوم .
أنها ليست فتاة عادية , كل يوم تثبت له أن عمرها العقلي , يفوق عمرها الحقيقي والذي لا يتعدى الـ 16 بكثير .
أي فتاة أخرى بعمرها , كانت لتكون ساذجة , وتطير من سعادتها كونها تتلقى من محبوبها الذي أحبته في الصغر , إهتماما .. وحبا .
ولكن يُمنى ليست كذلك .
فهي حقا تجاريه فيما يفعل , وتشعره أنها نسيت الماضي بما فيه .
ولكنها إن حان وقت الحق , تخبره بما في قلبها بكل صراحة ولا تبالي .
فتجعله يندم أشد الندم على ما قال وفعل .
شعر أن لسانه رُبِط , أو فقد قدرته على الكلام .


ابتسم بغباء , وهو يقول بصدق / مو كذا السالفة يا يُمنى , إنتي من لمّا غبتي عن عيوني , أو من رحت للمدينة وأنا حاس إني مشاعري تجاهك بدأت تتغير , أنا من زمان أحبك , بس مشاعري صارت أعمق صدقيني .. عشان كذا أرجوك انسي اللي صار قبل تمام ؟ وما أبيك تفكرين أبد بالطريقة اللي فكرتي فيها تو , إني أشفقت عليك أو عشان كلام أبوك .
أومأت يُمنى برأسها بصمت , ثم فاجأته بسؤالها / يعني تحبني الحين ؟
تأمل عيناها لثانيتين , ثم قال بنبرة صادقة , صادرة من أعماق قلبه / أحبك يا يُمنى , والله أحبك .
احمرت وجنتيها بشدة , وشعرت بجسمها يصبح ساخنا فجأة .
لتبتسم فجأة , أجمل إبتسامة رآها عايض على الإطلاق .
ثم تضحك , ويضحك هو معاها ويسأل / ليش تضحكين ؟
لو لم يحفظها وجهها , ولو لم يستشعر وجودها بقلبه أولا .. لتوقع أنها فتاة أخرى غير يُمنى , حين وضعت جبينها على جبينه , وقالت بهمس / مبسوطة يا عايض , يا زوجي وحبيبي .. لا مو من حقي ؟
ذاب عايض كالشمعة , وتصلبت عيناه على وجهها القريب جدا .
ليغمض عينيه من شدة التأثر , وهو يهمس مثلها / إلا من حقك , من حقك يا قلب زوجك .
تفجر الدم في وجه يُمنى , وندمت على جرأتها هي لمّا اقتربت منه هكذا , حين قبلها على شفاهها قبلة رقيقة , جعلت نبضات قلبها تتسارع .
ابتلعت ريقها تنهض من حضنه , وتبتسم بإحراج وهي تنظر إلى الأسفل .
ابتسم عايض على إحراجها , ليقف ويقترب منها قائلا بهيام / ترى صدق بتخليني أهون وما أروح .
التفتت إليه متكتفة / وأنا ما راح أٌقول لا تروح , بالعكس راح أنبسط كثير.
أمسك عايض بكفها , وألبسها خاتما لم ترَ أجمل منه قبل ذلك .
ثم قبل ظاهر كفها .
لتضحك مرة أخرى بسعادة وهي تقول / عايض ليش كلفت على نفسك ؟ مو قبل كم يوم أهديتني جوال .
عايض / ما يغلى عليك شيء يا بنت عمي .. وهالخاتم أبي أشوفه على يدك على طول , يا ويلك لو جيتك يوم وما شفته على أصبعك , مفهوم ؟
ضحكت يُمنى بصوت عالي وهي تهز رأسها .
لتقطع نجد لحظاتهما الحلوة , حين طرقت الباب تقول بصوتها العالي / لا والله يا عايض ياللي ما تستحي , مين سمح لك تأخذ يُمنى ساعتين هاااه ؟
ضحكت يُمنى بخجل , وفتح عايض الباب ليضربها على رأسها / انتي وش دخلك يا ملقوفة ؟
تأوهت نجد / آآآح وش فيك ؟ باين من ضربتك إنك من جد كنت داخل جو , ولا يا يُمنى تسوين قدامنا انك خجولة وتستحين من عايض , والحين لك دهر معاه , هين .
اقتربت يُمنى ووجهها محمر بشدة , وخرجت بصمت .
التفتت نجد إلى عايض حين تأوه واضعا يده على قلبه / آآه يا نجد ساعدي أخوك , الحين كيف قلبي يطاوعني أتركها وأروح .
ابتسمت له نجد / ما أقول غير الله يصبرك ويعينك , واضح إنك من جد هايم على وجهك .
عايض / والله هالبنت ماهي بسيطة ولا هينة .



بالفعل , يُمنى لم تكن هينة على الإطلاق .
إذ تمكنت من قلبه تماما , خلال السنتين التي عمل بهما في المدينة .
كان يتحدث إليها على الدوام , بالساعات دون ملل أو كلل .
يسمعها من كلمات الغزل ما يرضيها ويُرضي أنوثتها .
فتصمت أحيانا خجلا , وتصدمه أحيانا أخرى بعبارت الغزل هي الأخرى .
حتى ظنا أنهما سيبقيان هكذا طوال العمر .
لن يغيرهما شيء , لن يفرقهما شيء .
حبهما أقوى من كل شيء .
ولكن هيهات .
كانت الظروف أقوى من حبهما بالتأكيد .
إذ فرقتهما عنوة .
وفطر قلبيهما , حتى ابتعدا بالقدر الذي جعلهما محطمين تماما .
حتى وصلا إلى هذا الحد الموجع والمؤلم للغاية .
لدرجة أنها ترغب في جعله يتزوج فتاة أخرى , حتى ينساها هي .
وينسى تلك السنين الحلوة .

الآن ..
استلقت على السرير, تبكي مجددا .
الدموع لم تنفذ , ولن تنفذ .
حتى يخرج ألم قلبها والوجع مع تلك الدموع .



أميرالز likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-11-19, 04:01 AM   #36

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



ترجلت من سيارتها بعد أن عدلت حجابها ولثمتها .
ثم دخلت إلى العيادة وألقت السلام على موظفة الإستقبال التي قالت / ما شاء الله جاية بدري اليوم دكتورة حسناء .
حسناء / إيه يُمنى ما داومت اليوم , خرجت من البيت وجيت هنا على طول , أمانة قولي لي إنه ما في حجوزات كثيرة اليوم , والله ما عاد فيني حيل أطالع في أحد .
نظرت الموظفة إلى الشاشة للحظات قبل أن تقول متأسفة / للأسف , كالعادة يعني .
تأففت حسناء بصوت مسموع / يا ربي ليش كل أهل المدينة عندهم مشاكل بسنونهم .
سارت بملل حتى وصلت إلى الممر , لتقف في بدايته بدهشة .
وتتسارع دقات قلبها بتوتر .
تنفست بعمق لتخفف من توترها الذي لا داعي له .
ومشت تمثل عدم الإهتمام , حتى اقتربت من الباب .
لينهض هو بلهفة ويقول / ممكن نتكلم ؟
استغربت من نفسها ومن ارتباكها الزائد , لتلتفت قائلة بهدوء / أظن إني قلت لك اللي عندي أخ بدر , وقلت لك إني ما ودي أشوفك مرة ثانية .
بدر / عندي موعد اليوم على فكرة .
رفعت حاجبها / وإذا رفضت أعالجك مثلا ؟
ابتسم بدر / المرضى ما هم لعبة يا دكتورة , مو أنتظر الموعد ثم ترفضين من دون سابق إنذار .
رقت ملامحها لتقول / تمام , انتظر الممرضة تجي .. بسوي اللي عليّ , وهذا مكان شغل .. يعني لو سمحت ما ………
قاطعها بدر / أنا مصر إننا نتكلم عن الموضوع .
أشاحت بأنظارها عنه , لتقول / طيب .. عندك خمس دقايق بس , نتكلم في الكوفي تحت .
هز رأسه / تمام .
حسناء / اسبقني .


سبقها بدر إلى المقهى .
واستغربت هي ثقته , في أن تتبعه !
تبعته وهي ترتبك مجددا .
حتى وصلا إلى المقهى , وجلسا في ذات الطاولة .
تكتفت بصمت .. تنظر إلى الخارج من خلال الزجاج الشفاف .
حتى بادر هو بقوله / أنا ما عندي مشكلة حتى لو كنتِ مطلقة وعندك ولد .
نظرت إليه بصدمة , فاغرة فمها بذهول , لتقول بعد صمت من أثر الدهشة / تمزح .
هز رأسه نفيا , يقول بجدية / لا ما أمزح .
ارتجفت جفونها , وهي تعود وتنظر إلى الخارج .
ثم تقول / الموضوع مو سهل يا أخ بدر مثل ما تتوقع , مو هين أبد .
شبك بدر أصابعه فوق الطاولة / احكي لي وأنا أحكم إذا هين ولا لا .
نظرت إليه بدهشة مرة أخرى , ثم قالت بحزن حين لمست الصدق في صوته / راح تتغير نظرتك لي , ما أبي أحد يشوفني سيئة , مثل ما تعودت تشوفني الدكتورة حسناء من دون ما تعرف سيرتها الشخصية , أباك تستمر تشوفني بنفس الطريقة , أرجوك .
بدر / أجل خلاص لا تقولين شيء , أنا متقبلك مثل ما انتي , بس وافقي .
ردت عليه بقهر / انت ما تعرف شيء .
ابتلعت ريقها تكمل بنبرة مخنوقة / شوف يا اخوي انت لسه شاب صغير ما سبق وارتبطت بأي وحدة تمام ؟ غير إني أبدا ما أناسبك , أنا سيئة لدرجة ما تتخليها .
بدر بهدوء استفزها / برضوا أنا اللي أحكم بعد ما أسمع .


نزلت دمعة يتيمة على خدها , لتمسحها بطرف أصبعها بسرعة , ثم قالت / أنا تركت ولدي وهو عمره 3 شهور , الحين عمره 8 سنين .. آخر مرة شفته وهو عمره سنة , في المحكمة .. كنا قاعدين نتنازع عليه أنا وأبوه , قبلت خسارته وحرمته مني طول هالسنين , حرمت ولدي من أمه , تدري عشان إيش ؟ عشان الفلوس .. عشان كم فلس يا بدر أنا فضلت إني أعيش بعيدة عن ولدي , وأخليه يتيم أم وأنا عايشة .. على إني أعطي زوجي شوي من فلوسي .
أنهت حديثها بشهقة أوجعت قلبه قبل أن توجعها هي .
ثم سرعان ما غطت عينيها وهي تبكي بصوت منخفض .
لم يسبق وأن بكت أمام أحدهم بهذا الشكل .
حتى حين فقدت أمها لم تبكِ أمامهم .
دائما ما تحتفظ بألمها داخل نفسها .
حتى بكاءها على إبنها , كان بينها وبين نفسها .
ولكنها الآن متعبة إلى الحد الذي لا حد له .
حتى أنها بكت أمام الغريب دون أن تشعر .
رفعت رأسها حين سمعته يقول بهدوء / تفضلي .
وضع أمامها منديل وقارورة ماء .
مسحت دموعها وتوقفت عن البكاء , لتنظر إلى حجرها وهي ترمش بعينيها بسرعة .
وكأنها تبحث عن شيء ما .
سألها بدر / تدورين على شيء ؟
حسناء / عدستي خرجت .
رفعت عيناها لتنظر الطاولة , فاتسعت عينا بدر بذهول وهو يرى لون عيناها الأصلي !
الآن فقط عرف سر غرابة عيناها .
تخفي لونهما الجميل بعدسات سوداء .
قال دون أن يشعر / وأنا راضي فيك بكل عيوبك يا دكتورة .
رفعت رأسها بذهول تام , الآن انصدمت أكثر .
تأمل عيناها المذهولتين .. يفرق بين الخالية من العدسة , والتي بها عدسة سوداء .
فاتنة , فاتنة للغاية .
جيد أنها أخفت هاتان العينان الساحرتان , لكي لا تفتن غيره من الرجال .
انتبه حين سألت / إيش اللي يخليك تتمسك فيني لهالدرجة ؟ إيش اللي عاجبك فيني ؟ اللي قاعد تسويه مو منطقي أبد .
تكتف يقول بإبتسامة / اسألي قلبي .
نظرت إليه بحدة , ثم لفت وجهها وهي تضحك بغير تصديق .
نهض هو ليقول / ما بضايقك بوجودي أكثر , فكري يا دكتورة .. خذي الوقت اللي تبينه , بجيك بعد شهر .. ولو انه وقت طويل , بس نصبر ما عندنا مشكلة .
غادر وتركها حائرة , مذهولة .. وغير مصدقة كل ما حصل للتو .



_______


صُعِق تمامل , وأصابته الدهشة والذهول .
بل شعر برأسه يثقل فجأة .
بعد أن سمع ما قالته بشرى بتردد .
ظلّت تتأمل وجهه بخوف , ترى تأثير كلامها الصادم عليه .
ابتلعت ريقها وهي ترى جسده يتصلب , ولم يبدِ أي ردة فعل .
صار قلبها يخفق بشدة , تخاف أن تكون قد أخطأت بحقه أو بحق طيف .
ابتلعت ريقها , لتقول بتردد / مساعد !
التفت إليها فجأة وكأنه للتو انتبه وعاد إلى الواقع / هااه .
نظرت إليه بتساؤل .
ليقول بنبرة مرتجفة / بشرى إنتي صادقة ؟
تنهدت بحزن وضيق من أجله / للأسف يا مساعد هذا اللي سمعته من نجد , البنت مصدومة حيل لدرجة إنها تعبت .
زفر نفسا حارقا وهو يعود بظهره إلى الخلف , ويمسح وجهه بقوة .
عضت بشرى شفتها وأغمضت عيناها , لا تعرف ماذا عليها أن تفعل حتى تخفف عليه .
تعرف كم كان حذرا بشأن الزواج , وبشأن اختياره للفتاة التي سيرتبط بها.
لكي ينصدم بهذا الشكل .. المسكين .
تحدثت بتردد / لا تؤاخذ نجد يا مساعد , البنت ظنت خير بصاحبتها , وتمنت لك الخير عشان كذا كلمتنا عنها , صدقني ما كانت تعرف هالأشياء عنها , بس يوم راحت لها في بيتها استغربت من مظهر أخوها , ومن استقبالها الغريب عند الباب , عشان كذا سألت من صاحبات طيف , وانصدمت باللي سمعته , يوم اتصلت فيني عشان تعلمني باللي سمعته , صدمتها إنت يوم قلت إنه خلاص عقدت عليها , ومن يومها وهي منهارة .
استمع إليها مساعد بإهتمام , ولم يتمكن من الرد .
لتكمل بشرى / تقول لي هنادي إنه نجد لها فترة ما مرضت , هالمرة تعبت فجأة , لا أكلت ولا شربت .. حابسة نفسها بغرفتها طول اليوم , يعني من جد البنت مصدومة وما لها ذنب .


لاحت على شفاهه إبتسامة ألم , جعل بشرى تتوجع عليه أكثر .
وأكملت بما أنه صامت / خافت تعلمنا , ثم يطلع كلام صاحباتها غلط وتخرب بينكم , بنفس الوقت خافت تسكت وتخرب حياتك .
نظر إليها للحظات , قبل أن يضحك فجأة .
فتنظر هي إليه بذهول .
توقف عن الضحك , ليقول / وأنا مستغرب إنها ما استحت مني من أول مرة كلمتها فيه أمس بالليل , إلا ماخذة راحتها كأنها متعودة عليّ , صدق اللي قال إذا عرف السبب بطل العجب .
بشرى / برضوا يا مساعد إنت حاول تتأكد , نجد كانت خايفة تظلمك أو تظلمها , وأنا قاعدة أقول لك غصبا عني .. خايفة يكون اللي سمعته نجد غلط وإفتراء على طيف .
هز رأسه نفيا / وحدة ممكن تفتري عليها , لكن البقية ! ونجد بعد مستحيل تتكلم وتعلم إلا إذا كانت تبي تصلح الموضوع .
بشرى / يعني ما راح تزعل منها صح ؟ البنت خايفة كثير , وقاعدة تقول ألف مرة خلي مساعد يسامحني .
مساعد بشرود / طمنيها هي ما لها دخل , الغلط عليّ أنا اللي ما سألت كثير عنها ولا اهتميت بخلفية عايلتها , كنت واثق باختيارها لدرجة إني ما سألت كثير .
ضاق صدرها أكثر , وأكمل مساعد / ولا في أب يقول انه ما يبي يزوج بنته الصغيرة بسرعة , ثم يتصل بعد يومين يقول أنا تعبان تعالوا اعقدوا ؟ كيف ما حسينا يا بشرى ؟ كيف ما جانا ولو شك بسيط إنه في شيء غريب قاعد يصير ؟ تدرين لما كلمتني بجرأة ولا استحت استغربت , ثم قلت لنفسي مو كل البنات زي خواتك يا مساعد , يمكن هي شخصيتها غير .. احنا الغلط منا , ما اهتمينا ولا فكرنا .. مع اني كنت أكثر واحد خايف من اني ارتبط ببنت أظلمها , أو هي ما تناسبني .
بشرى بحنان / ما عليه مساعد , هونها على نفسك .. انتم لسه في البداية , يعني لو تأكدت أكثر وعرفت انها ما تناسبك تقدر تتركها بسهولة , أحسن من إنك تكتشف بعدين وتتورط .. يعني نجد بعد ما تأخرت كثير .
رفع رأسه يسأل بإهتمام / كيف حالها الحين ؟
هزت كتفيها / مدري والله , أمس لما طلعت من عندها كانت لسه تعبانة , بالقوة خلتني هنادي أأكلها , كسرت خاطري .. كل شوي تدمع عينها تقول خلي مساعد يسامحني وأنا السبب في كل شيء راح يصير .
زم الآخر شفتيه بإنزعاج , ثم قال / عطيني جوالك شوي .
مدت إليه بشر هاتفها بلا تردد .
هي أيضا ترغب بأن يخبرها بنفسه أنه غير منزعج منها .
حتى يخفف على تلك المسكينة , فيخف شعورها بالذنب .


وقف مساعد واتجه إلى الخارج / اسمحي لي .
أومأت بإيجاب , ليخرج هو ويجلس أمام الباب .
تنفس بعمق , لعلّ الصدمة تخف .. ويشعر بتحسن .
يشعر أنه ليس على الأرض , بل يسبح في فضاء مظلم .
كيف ارتبط بفتاة سيئة مثل طيف ؟
إن كان ما قالته نجد صحيحا فعلا , فهذا يعني أنه ارتبط ارتباطا فاشلا بالفعل !
حقا .. لا يرغب بأن ينهي الأمر هكذا , دون أن يتأكد كما قلت بشرى .
ولكنه كما أخبر بشرى , يثق بنجد .. لن تفعل ما قد يفسد علاقة زوجية في بدايته , أو تسيء إلى صورة صاحبتها .
انتبهت جميع حواسه , حين أتاه صوت نجد الواهن / هلا بشرى , سلام عليكم .
أغمض عيناه للحظات , وما قالته بشرى يتكرر على أسماعه بقسوة / وعليكم السلام .
يبدوا انها انصدمت حين سمعت صوته , إذ صمتت لعدة ثوانِ .. قبل أن تقول بتلعثم / مساعد !
تنهد / إيه مساعد , شخبارك نجد .
ازدرت ريقها نجد , وأغمضت عيناها والتوتر يسري بجسدها / بخير .
ساد الصمت للحظة , قبل أن تقول نجد / أنا آسفة مساعد , صدقني أنا …..
قاطعها مساعد / أص نجد .. ما أبي أسمع هالكلمة , كيف توقعتي إني بزعل منك ؟ أنا أدري إنك تتمنين لي الخير , وانك ما كنتي تدرين , عشان كذا اتصلت أقول لك لا تلومي نفسك , ما لك ذنب .
انصدم حين سمع شهقتها الخافتة / بموت يا مساعد من تأنيب الضمير , يعني ليش سويت كذا من دون ما أعرف عنها شيء ؟ الحين أنا قاعدة أخرب حياتك وحياتها , سامحني يا مساعد .
هز رأسه نفيا عدة مرات وكأنها تبصره / لا يا نجد , أبد ما لك ذنب , أرجوك لا تلومي نفسك , انتي جزاك الله خير فكرتي فيني وكلمتينا عن اللي ظنيتي فيها خير , وأنا ما راح أرضى إنك تلومين نفسك , إنتي مثل خواتي , وأنا ما أرضى لخواتي الوجع .
أغمضت نجد عيناها بقوة , وهي تشعر بألم قوي في قلبها .. ودموعها المالحة تنساب على خدها حتى شعرت بملوحته في فمها , كتمت شهقاتها بقوة / أتمنى إنك تتصرف بحكمة يا مساعد , وأنا عارفة ومتأكدة إنك ما راح تغلط , أتمنى لك الخير .
ابتسم بهدوء / إن شاء الله , يلا بقفل .. ومثل ما قلت لك يا نجد , لا تلومين نفسك أبد , وانسي الموضوع تماما , أنا بتصرف باللي أشوفه مناسب إن شاء الله .
نجد / إن شاء الله , مع السلامة .
أقفل مساعد الخط ليتنهد مرة أخرى بضيق أشد .
حتى لو تنهد إلى الغد , لن يكفي للتنفيس عن ضيق صدره .


هناك حيث تربي في الديرة , لم تكن البيوت كثيرة .
ولم يقابل الكثير في حياته أساسا .
كونه لعائلة محافظة .
لم يرَ في محيطه سوى بنات عمومته .. والتي لم يراهن إلا كأخوات له !
ويبدوا أن جميع من بالعائلة , يرى فتيات العائلة كلهن كأخواتهن لا أكثر .
مثله ومثل عايض .
بالرغم من أن أكثر الزيجات حصلت بين أبناء العمومة .
لم ينظر إلى أي فتاة شابة , غير طيف .. التي بدت في عينيه أجمل نساء الكون بعد شقيقاته بالطبع .
لذا لم يمنع نفسه من منحها بعضا من مشاعره الصادقة .
فهي قد أصبحت حلاله بالفعل .
ماذا سيفعل الآن ؟
حقا ماذا عليه أن يفعل !
وكيف سيتصرف ؟
ليكُن الله بعونه .. يشعر بالضياع حقا .
تتملكه الحيرة تماما .

____


انتهى الفصل

أتمنى تكونوا استمتعتوا بهالأحداث
وإني عوضت عن غيابي
حاولت أطول البارتات أكثر من كذا بعد ( زي العادة )
لكن للأسف
باين عقلي مبرمج على عدد معين من الصفحات
ومستحيل أقدر أتعدى العدد اللي تعودت عليه حتى لو حاولت بقوة
فجأة عقلي يتوقف هههههههه
أدري إنكم متلهفين تعرفون إيش اللي سواه سلمان
خلاص قربنا من الحدث
إحتمال راح يُذكر في الفصل الجاي
كونوا بخير
أنتظر تفاعلكم يا جميلات
نلتقي في الاسبوع القادم


أميرالز likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 11:40 AM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-19, 02:34 PM   #38

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr ألف ألف مبرووووووك










ألف ألف مبروووووك يمنى خالد التثبيت ووسام الروايه المميزة



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 11:09 PM   #39

Zaina zaina

? العضوٌ??? » 412027
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 690
?  نُقآطِيْ » Zaina zaina is on a distinguished road
افتراضي

روايه جميله ومتميزه
في انتظار للبقيه علي ناااااااااااااار


Zaina zaina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 05:30 AM   #40

Tay12

? العضوٌ??? » 457452
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » Tay12 is on a distinguished road
افتراضي

😱😱😱😱😱
والله انصدمت لما شفت ان هذا اخر بارت نزل يارب تنزلي البارتات الباقيه قريب جداً.
اتعب وانا اقول ان هذي القصه روووووووووعه بجد بالتوفيق


Tay12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.