آخر 10 مشاركات
30-المريضة العنيدة -مارغو أمالفي -سوفنير (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحب الذي لا يموت - باربارا كارتلاند -روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          اللقاء الغامض - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          حصريا .. رواية وجدتك للكاتب مارك ليفي** (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          سجن العصفورة-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حب في الأدغال - ساره كريفن - روايات ناتالي** (الكاتـب : angel08 - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree66Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-19, 05:32 AM   #41

she was

? العضوٌ??? » 387979
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » she was is on a distinguished road
افتراضي


هل الرواية مكتملة أم لا .... اتمنى تكون مكتملة

she was غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-19, 06:39 AM   #42

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة she was مشاهدة المشاركة
هل الرواية مكتملة أم لا .... اتمنى تكون مكتملة

الروايه غير مكتملة مازالت قيد الكتابه وإن شاء الله تكتمل


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 11:49 PM   #43

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الحادي عشر
______

صلّت الفجر , وقرأت وردها من القرآن .
ثم نزلت إلى الأسفل لتعد الفطور , فهي لم تتناول شيئا منذ الأمس .
وستموت من الجوع .
استغربت من الظلام والهدوء اللذان يعمان المنزل .
ليس هناك أي صوت أو حركة آتية من المطبخ .
ألم تستيقظ هيفاء بعد ؟
تجاهلت ذلك لتفتح الأنوار , وتبدأ بإعداد الإفطار على مهلها .
حتى سمعت صوت الباب الخارجي يُفتح .
انتظرت عمر يمرّ ويسلم على الأقل , أو يمرّ على والدتها .
استغربت حين صعد إلى حجرته بصمت .
هزت كتفيها بتعجب , قبل أن تكمل إعداد الطعام .
اتجهت إلى حجرة والدتها , لتفتح الباب .. وتستغرب للمرة الثالثة منذ استيقاظها , وهي تجد والدتها نائمة .
أضاءت النور الخافت , ثم اقتربت من والدتها , تهزها بخفة وتنادي / يمه
فتحت والدتها عيناها , لتنظر إليها بوهن .
قلقت نوف , خاصة حين لمست يدها ووجدت حرارتها مرتفعة / بسم الله عليك يا أمي , فيك شيء تعبانة ؟
أجابتها بتعب / لا حبيبتي بس شوية إرهاق , راح يزول إن شاء الله .
قبلت جبينها / إن شاء الله , ألف لا بأس عليك يا روحي , صليتي ؟
والدتها / إيه صليت ورديت رقدت .
ضاق صدرها وهي تسمع هذه النبرة الضعيفة , سألت / طيب ما تبين تفطرين ؟
هزت رأسها نفيا وهي صامتة .
تعجبت نوف تماما , والدتها لم تفوّت يوما طعام الإفطار .
شيء ما حدث بالفعل , وجعلت أحوالهم تتبدل هكذا !
قبلت نوف جبين والدتها مرة أخرى , وخرجت قائلة / أنا بفطر وأجي أجلس عندك الحين .


صعدت إلى حجرة عمر , طرقت الباب بتردد .. أتاها صوته من الداخل / نوف بغيتي شيء ؟
نوف / ما تبون تفطرون ؟ إنت وهيفاء ؟
صدمها بما قال / هيفاء مو موجودة , وأنا ما أبي شبعان .
اتسعت عيناها بدهشة , وتسارعت دقات قلبها بخوف .
هل غادرت هيفاء ؟
هل نفذت ما قالته وذهبت لأنها رفضت ؟
يا إلهي هل يتغير أحدهم بهذا الشكل !
بعد أن أحبت عمر بجنون , وصبرت عليه .. الآن تتركه بهذه السهولة لأنها لم تتمكن من تنفيذ خطتها الخبيثة ؟
كيف تغيرت هيفاء الطيبة هكذا ؟
لتصبح مشمئزة إلى هذه الدرجة !
أغمضت عيناها بقهر , وعضت على شفتها وهي تسرع نحو حجرتها .
دخلت وأقفلت الباب خلفها , لتتصل بهيفاء وهي لا ترى شيئا من الغضب .
حتى ردت الأخرى ببرود / صباح الخير .
نوف بغضب / أي خير إنتي ووجهك ؟ يوم تتركين أخوي كذا وتمشين .
هيفاء / كذا كانت خطتنا يا نوف , تزوجي واتركي البيت .. وإذا ما وافقتي على العريس اللي جبته ولا جاك أي عريس خلال هالأيام , أنا بترك أخوك .
أدمعت عينا نوف من القهر الشديد / بس يا هيفاء عمر ما له ذنب , ليش تسوين فيه كذا حرام عليك .
هيفاء / ما عليك انتي أخوك متفهم جدا , ومستعد يتركني لو أنا طلبت منه هالشيء , لأني حاليا وصلت لعمر ما يخليني أفكر إلا بالضنا يا نوف , لو العيب مني كنتي شفتي بزارين أخوك ماليين بيتكم الفاضي من زوجة ثانية , بس أنا صبرت لين جبت رند , وصار اللي صار ما أبي أوجعك أكثر .
صارت نوف ترتجف من شدة انفعالها لتقول / كيف كذا قدرتي تتغيرين على أخوي يا هيفاء , والله قاعدة أنصدم منك يوم عن يوم .
صمتت هيفاء لبعض الوقت , قبل أن ترد / إنتي ما تعرفين شيء يا نوف , ما تعرفين إيش يصير بيننا أنا وعمر , وكيف علاقتنا تغيرت بعد وفاة رند
شهقت نوف تبكي بوجع / أنا أدري إني السبب في كل شيء , بس أخوي ما يستاهل يا هيفاء , إنتي كل شيء بالنسبة له بعد أمي , تكفين لا تعذبيه كذا وارجعي , وسوي فيني أي شيء تبينه أنا راضية , بس أخوي ما يستاهل .
هيفاء / تركته لأنه ما يستاهل , أنا صبرت كثير .. شفتي باقي اخوانك كيف تركوا البيت وبعدوا عن أمك , وما يجون بالسنة إلا مرة ؟ لكن عمر لا .. هو أحسن واحد فيهم , حتى وظروفه المادية صعبة وجاته وظايف وفرص ذهبية لكن هالفرص بتبعده عن عمتي وعنك , هالشيء خلاني أحس إني فزت بأحسن وأفضل رجل في العالم , وصدق أنا فزت , هذا كان أكثر سبب خلاني أتحمل مشاعري اللي دايم تقتلني في إني أحمل بين يديني طفل من بطني , لكن حرمتينا يا نوف , وطارت كل هالسنين من دون فايدة , يوم يجيني أخوك يوميا يقول أنا ما أبي أظلمك معي , إذا تبين تتزوجين غيري عشان تنجبين الولد أنا ما عندي مانع , تدرين هالكلام قد إيش يكسرني ويحطمني , أدري إنه يقول كذا عشان يتمنى لي الخير , بس أبد مو هذا الكلام اللي كنت أنتظره منه بعد عشر سنين من زواجنا , علمته هالشيء وقلت له لا يضايقني , بس هو مصر يا نوف .. وكانت هذي آخر فرصة بالنسبة لي , عشان أصبر شوي بعد , لكن إنتي .. ما تبين تضحين بنفسك شوي بس عشان اللي تعب كل هالسنين لعيونك يا نوف .


احمرّ وجهها تماما , وتبلل بالكامل وهي تجلس على الأرض بهدوء وتقول / طيب عطيني فرصة ثانية يا نوف , بصلح كل شيء .
سألت بسخرية / شلون ؟
نوف / يمكن خلال هالشهر أحد يخطبني يا هيفاء , لا تستعجلين كذا أرجوك .
هيفاء / بالمنطق يا نوف , وآسفة إذا كلامي بيجرحك , لكن صدق مين بيرضى فيك مثل ما رضى ليث حتى بعد ما عرف كل شيء عنك .

أنتِ لم تجرحيني يا هيفاء , بل قطعتي قلبي إلى أشلاء .
مثل هذا الحديث لا يُقال أبدا , لفتاة تضررت وضرّت غيرها ( دون إرادة ) , أجابت بصوت مبحوح / طيب انتي ارجعي , وأنا .. موافقة .
ضحكت هيفاء , لتؤلم قلب نوف أكثر / لا يا روحي ما حزرتي , ما راح يتكرر اللي سويتيه المرة الماضية , ماني راجعة إلا بعد ما يتم كل شيء , عشان أضمن إنه جيتي راح تفيدني يا نوف .
أغمضت عيناها وزفرت بضيق / طيب .


أقفلت منها وقد أصابها دوار فظيع .
حديث هيفاء عن نفسها وعمر , وعنها هي .. مؤلم إلى حد لا يطاق .
ولكن عليها أن تتحمل .
حتى ينتهي هذا الأمر .
ربما سيكون ( ليث ) إنسانا جيدا .
والحمد لله أن تلك المرأتين البغيضتين لم تكونا سوى زوجة عمه وابنته .
نزلت إلى الأسفل مجددا , وتناولت طعامها غصبا .
حين انتهت دخلت إلى حجرة والدتها , أقفلت الباب خلفها واقتربت منها .
لتستلقي على السرير بجانبها , تبكي بصمت .
حتى لا تشعر بها والدتها النائمة .
لا بد من أن المسكينة تأثرت بمغادرة هيفاء المفاجئة , وحزنت على إبنها المحبوب .


______


لم تذهب إلى المدرسة في اليومين الماضيين .
تشعر بأنها محطمة تماما .
قضت طوال اليومين على سريرها , إذ أصابتها حمى خفيفة .
تنام حينا .. وتستيقظ في الحين الآخر فزِعة .
ترى والديها في المنام , تراه هو ( عايض ) .
ترى سلمان , ويتراءى أمامها كل ما حصل وكأنه يحصل للتو .
فتستمر بالبكاء , حتى يؤلمها رأسها بقوة .
لم تسمح لأي أي أحد بالدخول , لا حسناء ولا هديل التي لم تعد إلى منزلها بعد .
تخرج للحظات , لتتناول القليل من الطعام وتعود إلى سريرها بعد أن تقفل الباب بالمفتاح .
ما جعل حسناء تغضب بشدة , وتتصل بعايض بعد أن عادت من العمل يوم الخميس , انتظرت رده لثواني , قبل أن يرد / ألو .
أغمضت عيناها تهدئ نفسها , وهي أساسا صارت تنفعل من أي شيء بسبب تفكيرها المتواصل ببدر وعرضه الغريب , وغرابته هو شخصيا / هلا عايض شلونك ؟
عايض / أهلين حسناء أنا بخير شلونك وشلون يُمنى ؟
حسناء بغيظ / اتصلت عشان أسألك عنها , وش صاير يا عايض ؟ هاا .. البنت لها يومين حابسة نفسها بغرفتها وما تخرج إلا عشان تأكل لها كم لقمة ما تشبع العصفور حتى , من رجعتها ذاك اليوم من المدرسة , ياخي أنا ندمت إني كلمت نجد .
استغرب عايض من اندفاعها , وخاف على يُمنى ليقول / طيب هدّي انتي شوي شوي , وعلميني كيف حالها الحين ؟
حسناء / هي فتحت لنا الباب عشان نعرف كيف حالها ؟ حتى انها ما داومت يومين تصدق ؟
زفر عايض بضيق , لم يتوقع أن سؤاله يؤثر بها إلى تلك الدرجة , كان عليه أن يستمع إليها حين قالت أنها لا ترغب بأن يسألها عن أي شيء متعلق بالماضي / سألتها وش سوى فيها سلمان , وقلت لها إني أبيها ترجع.


تنهدت حسناء بحزن وهمّ / على الأغلب أسلوبك ما كان تمام عايض , في أحد يسأل مثل هالسؤال بطريقة مباشرة ؟ من ماتت جدتي ماحد فتح فمه وسألها يا عايض , لأن الكل عارف إنها ما راح تتكلم , كيف لو كان اللي سألها إنت عايض ؟ حبيبها وطليقها .
عايض / طيب إيش أسوي ؟ علميني يا حسناء إيش أسوي ؟ أنا والله تعبت , ظنيت اني بقدر أنساها بسهولة , لكن بس رجعت للديرة بعد خمس سنين عورني قلبي , كيف رحت لها وهي مو حلالي , أحس بقلبي يتقطع كل ما سمعت طاريها أو شفتها يا حسناء .
آلمها قلبها وهي تسمع هذه النبرة , وتشعر بعجزه / والله ما أدري يا عايض , وأنا ودي ترجعون لبعض , وهالموضوع ينحل , لأنه واضح يُمنى ما هي قادرة تتجاوزه , ولا انت قادر تنساها .
أغمض عايض عيناه بألم , من ( ما هي قادرة تتجاوزه ) .
أكملت حسناء / أنا آسفة عايض إني عصبت عليك بس والله احترت من أمر هالبنت وما عرفت إيش أسوي , خايفة عليها بقوة .. قلت على الأقل أعرف إيش اللي صار بالضبط عشان أعرف أتصرف معاها .
عايض / حصل خير , وكويس علمتيني .. عشان أعرف أمسك لساني الزفت هذا ولا أخليها تعاني مني .
ضحكت حسناء / ههههههههههه لا ما عليك هي أصلا حساسة , اسمع عايض لا تشيل هم , بما إنه أبوك الحين ما عاد يضغط عليك بموضوع الزواج , اصبر شوي .. بنحاول نحل الموضوع إن شاء الله , تمام ؟
عايض بهدوء / تمام , طمنيني على يُمنى .
حسناء / أبشر .


أغلقت الخط لتعض على شفتها بحيرة , إن كان الموضوع هكذا .
فكيف ستتمكن من التخفيف على يُمنى أو التحدث إليها ؟
الأمر صعب للغاية .
خرجت من حجرتها , لتجد هديل تجلس أمام التلفاز كعادتها , وأمامها بعض الطعام .
تفاجأتا حين فتحت يُمنى الباب وخرجت , نظرتا إليها من رأسها حتى أخمص قدميها .
ترفع شعرها بإهمال , ووجهها محمر وشاحب بنفس الوقت , حتى البيجامة التي ترتديها جعلتها تبدوا فوضوية للغاية / وأخير خرجتي يا سندريلا ؟ قاعدة أشم ريحة النوم من هنا , تغديتي أكلتي شيء ؟
هزت رأسها نفيا بصمت , ثم قالت وهي تضم كفيها / أبي أروح الديرة .
حسناء بإستغراب / ليش ؟
يُمنى / ليش يعني بروح لبيتي , أبي أشم هوا الديرة ولا ممنوع ؟
حسناء / لا طبعا مو ممنوع , بس ليش فجأة الحين ؟
هزت كتفيها / ما أدري , متضايقة وقلت يمكن أرتاح شوي هناك .
قبل أن تجيب حسناء بالإيجاب أو الرفض , وصلتهم جميعا رسالة بذات الوقت , لينظروا إلى بعضهم باستغراب .
ثم يفتحوها , كانت من عمهم , شقيق يُمنى الكبير .
يخبرهم فيها أنه في الغد يوجد إجتماع مهم لجميع أفراد العائلة , في منزل والدهم في الديرة .
ابتسمت حسناء / جات من ربي يُمنى , خلاص نروح بكرة الصباح , تمام ؟ أو إذا تبين الحين عادي نمشي .
يُمنى / لا ما أبيك تسوقين بالليل .
التفتت إلى هديل / وانتي يا بطريق , الين متى ناوية تقعدين هنا ماشاء الله زوجك ما اتصل ؟
هديل / أفاا صرت ثقيلة يا حسناء ؟ وأنا مالي إلا كم يوم !
حسناء / مو كذا السالفة لا تستهبلين , اتصل ولا لا ؟
ابتسمت هديل , واحمرت وجنتيها فجأة لتقول / إلا اتصل من أمس .
تكتفت حسناء ورفعت حاجبها / لا والله , وأنا اللي شايلة همكم وقاعدة أفكر ليل ونهار ليش ما تعلميني ؟
هديل / إلا كنت بعلمك , بس قلت اصبر شوي .
حسناء / إيه وليش ما رحتي ؟
ضحكت هديل / قاعدة أتدلل , يوم اتصل ندمان وقاعد يعتذر قلت له ما أبي أرجع لأنه جرحني مرة , قاعد يترجى يقول آخر مرة وعرف إنه صدق غلطان , قلت عطني كم يوم عشان أنسى هههههههه .
ابتسمت يُمنى حين اقتربت حسناء ومدت كفها لتضرب الأخرى بكفها , وتقول حسناء / كفو والله تربيتي .
هديل / بس كسر خاطري والله , وكنت برجع بنفس اللحظة , بس قلت خلني أسمع كلام حسناء وأجرب .. خليه يشتاق لي شوي ويندم كويس .
ابتسمت حسناء / الله يحفظكم لبعض إن شاء الله , وإن شاء الله يتأدب صدق ولا عاد يكررها , كيف عرف إنه غلطان ؟
هديل / أخته أسيل طلع فيها خير تبارك الله , علمته باللي صار .
حسناء / كويس .
نظرت إلى يُمنى الواقفة بالقرب من الباب , وتسمع حديث هديل بإهتمام , لتقول بحماس علّ ما بيُمنى يخف / بنات بقول لكم شيء مجنون صار لي قبل يومين , وأبي رايكم صراحة .



اعتدلت هديل بجلستها بإهتمام , بينما يُمنى بقيت في مكانها .
لتقول حسناء / هيا يُمنى تعالي هنا .
اقتربت يُمنى وجلست .
توردت وجنتي حسناء على حين غرة , لتضحك هديل / يمه واضح السالفة فيها حب , صحيح ؟
أعادت حسناء خصلة شعرها إلى خلف أذنها لتقول بخجل / الظاهر كذا .
ضحكت هديل مرة أخرى , لتضربها حسناء على فخذها / طيب اسمعيني قبل .
ابتسمت يُمنى / نسمعك .
حسناء / اممم صراحة في واحد تقدم لي , ويبي يتزوجني .
اتسعت عيناهما بدهشة وسعادة .
هديل / صدق ؟ ومين هو ؟
حسناء / اسمعوا السالفة قبل , تذكرين يُمنى الولد اللي ساعدنا في المكتبة يوم رحنا نشتري أغراض المدرسة .
تذكرته يُمنى على الفور / كيف ما أتذكره .
قصّت عليهما حسناء القصة من بدايتها , دون أن تخفي عنهما شيء .
لتقول هديل بحماس / يا ويلي باين الولد طاح من جد , ويحبك .
رمقتها حسناء بحدة / ما في شيء اسمه حب بهالشكل يا هديل , أو كيف أصدقه أو أعرف إنه من جد يحبني وهو ما يعرفني كويس ؟ ولا شاف وجهي حتى ؟
ردت يُمنى بهدوء / مو تقولين علمتيه بكل شيء عنك ؟ ومع ذلك راضي ويبي يتزوجك , حتى أعطاك فرصة شهر كامل , معناته هو من جد يبيك , وعمره الحب ما كان بسبب الجمال , لذلك ما اهتم .. وانتي أصلا مو لازم تشيلين هم , لأنه إذا شافك راح ينجن من جمالك .
ابتسمت حسناء / لا تبالغين أنا مو جميلة مثلك .
هديل / يا غبية الجمال ما له مقاييس معينة , ولا كل الناس أذواقهم متشابهة , يعني يمكن أنا يعجبني نوع معين من الملامح , ويُمنى وانتي يعجبكم اللي ما يعجبني , واذا مو مرة واثقة من نفسك , وريه عيونك راح يطيح من طوله .
ضحكت حسناء / أصلا أنا عدستي طاحت ذاك اليوم في المقهى , وشافها بدون عدسة .
يُمنى / أجل توكلي على الله واستخيري , قبل لا تندمي على هالشيء , وانك فوتتي شخص مثله , راضي فيك مثل ما انتي , وما يهمه ماضيك .
زمت شفتيها بحيرة / بس هو أصغر مني بكثير , وما قد ارتبط .. أحس إني بظلمه .
هديل / أي ظلم يا غبية ؟ انتي مو قاعدة تجبري نفسك عليه , وإذا أصغر منك ؟ عادي مو عيب , أصلا كم عمره ؟ يعني كم الفرق بينكم ؟
حسناء / عمره خمس وعشرين , وأنا قريب بدخل الاثنين وثلاثين .. يعني بيننا حول الست سنين .
هديل / مو كثير والله مو كثير , الرسول تزوج خديجة وهم بينهم 20 سنة .
حسناء ويُمنى / عليه الصلاة والسلام .
حسناء بجدية / أنا صار لي فترة أفكر في موضوع معاذ أكثر من قبل , ودي أفتح القضية من جديد .
عمّ الصمت للحظات , قبل أن تقول هديل بحذر / ما كسبتيها وعمره سنة , بتقدرين الحين ؟
ضاق صدر حسناء بشدة / ما أدري , بحاول .. مو كل القضاة ظالمين مثل اللي كانوا قبل , وأنا .. ما ودي ولدي يكرهني أكثر من كذا .
هديل ويُمنى تبادلتا النظرات الحزينة عليها .
يُمنى / صح كلامك , مو كلهم مثل بعض , والحين الأوضاع ماهي مثل قبل , جربي .. وأنا متأكدة إنك راح تكسبيها .
حسناء بضيق / بس خايفة , والله خايفة كثير , كيف راح أقابله وأطالع في وجهه بعد كل هالسنين ؟ أساسا ما أتوقع إنه راح يرضى , كيف راح يثق بأم تركته وهو طفل ؟ حتى ما أظن إنه يتذكرني .. بزيد الموضوع تعقيد بزواج بعد ؟ يعني فيصل اللي ما سمح لي آخذه وهو طفل عشان الفلوس , راح يرضى وأنا متزوجة ؟ والطفل كبر ؟
وضعت يُمنى يدها على كتف حسناء / لا تتشائمين حبيبتي , صدقيني الموضوع راح ينحل بأي طريقة , توكلي على ربك .


ابتسمت حسناء وهي توميء برأسها بإيجاب , قبل أن تنهض من مكانها وتتنهد بصوت مسموع / يلا أذن بروح أصلي , وانتي يُمنى تكفين لا عاد تقفلي الباب عليك , بدلي ملابسك واخرجي ودي نطلع نتمشى , إيش رايكم ؟
هديل / إيه تكفين انكتمت بهالمكان اللي ما تحركت منه من يوم جيت , خلينا نروح السوق .
حسناء / إيش رايك يُمنى ؟
يُمنى / تمام .
دخلت حسناء إلى حجرتها , لتقول في نفسها ( الكلام سهل جدا , لكن الفعل صعب .. أدري إنه فيصل راح يعاند ولا راح يخليني آخذ معاذ , خاصة إذا تزوجت , الله يصلحك يا بدر , الوقت غير مناسب أبدا ) .


أميرالز likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 11:50 PM   #44

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



مساعد الذي كان يفكر طوال اليومين السابقين , ولم يرتَح فيهما أبدا .
لا يستطيع التفكير أو الإهتداء إلى حلّ يريحه ولا يؤذي طيف .
حتى لو كانت غير جيدة , فذلك لنفسها .
سيحاسبها الله على أخطائها , وعائلتها التي لم تراقبها جيدا هي المسؤولة عنها بالطبع .
أما هو فلن يتمكن من الإكمال معها .
لم يحذر بشدة إلا كي لا يرتبط بمثلها من الفتيات .
ومنذ يومين , لم يتصل بها أو يرسل شيئا .
بل كانت هي المبادرة !
يريد أن ينهي هذا الموضوع في أقرب وقت , ولكن كيف ؟
أخبرته بشرى أن يتأكد من الأمر أولا , وهو فعلا يريد ذلك .
ولكن كيف !
خطرت عليه فكرة خبيثة , ولكن الحاجة تجبره .
لا حلّ آخر لديه سوى هذه .
ابتلع ريقه بتوتر , وكأنه على وشك إجراء إختبار صعب .
وهو كذلك بالفعل !
التأكد من سوء من على ذمته الآن .

بعد مضي بعد الوقت , دخل إلى سيارته حاملا بيده بطاقة شريحة جديدة , أدخله في هاتفه الثانوي ويده ترجف من التوتر .
لم يسبق وأن فعل شيئا كاذبا ومخادعا مثل هذا الأمر .
ولكنه مجبر .
ولا يعجبه ذلك إطلاقا , أن يتحرى عن الأمر بهذه الطريقة .
ولكن فعلا , هل من حيلة أخرى غير هذه ؟
ان اتصل أو أرسل , ثم سألته من أي أتى برقمها ماذا سيقول ؟
ليحصل ما يحصل , فليجرب الأمر أولا .
مهلا .. الإتصال فورا , أو إرسال رسالة نصية من رقمه ستجعلها تشك به.
دخل إلى أحد برامج مواقع التواصل , وأنشأ حسابا جديدا لنفسه .
وضع إسما آخر غير إسمه , وصورة لشاب وسيم .
كتب رسالة قصيرة بتردد , وأرسلها إليها .
ثم زفر بصوت مسموع وهو يعيد رأسه إلى الخلف , كأنه خاض حربا كبيرا للتو .


______


كالعادة حين يتجهون إلى الديرة .
والده يسبقهم جميعا بسيارته هو ووالدته .
أما شقيقاته فيذهبن بسيارة عاطف .
الآن صار يقود بدل عاطف , والآخر كعادته في الطريق .. يغط في نوم عميق .
بما أنه تحدث إلى يُمنى قبل يومين عن ذلك الموضوع , وسأل عما بها فحصل ما حصل .
كلما اقترب من الديرة , كلما ضاق صدره أكثر .
يتذكر ما حصل وكأنه بالأمس .
عمل في المدينة سنتين بالفعل , كان يأتي من أجلها كل نهاية أسبوع .
يجلب لها في كل مرة شيئا يجعلها تفرح وتسعد .
وإن غاب عنها رغما عنه , يراضيها بأي طريقة .
حين أكمل السنتين , عاد يحمل معه البشارة .
يشعر بأن الكون لا يسعه من شدة الفرح .
أجمع المبلغ المطلوب .
لن يصبر أكثر .
سيتزوج بيُمنى , سيأخذها معه إلى المدينة .
تلك الأيام وهو يعمل في المدينة , والتي كان يتواصل فيها مع يُمنى خلالها بشكل يومي .
جعلته يهيم بها عشقا .
بيدَ أنه لم يبوح لها بذلك , لم يشعرها بذلك بالطريقة المناسبة .
لم يخبرها أنه يحبها من كل قلبه , وأنه يراها كإمرأة .. ليست فقط خطيبة وزوجة !
الإبتسامة لم تفارقه منذ أن ركب سيارته , حتى أوقفها أمام منزل والده .
عائلته كانت تستعد في ذلك الوقت , للإنتقال إلى المدينة أيضا .
الحياة لم تعد سهلة في تلك الأماكن النائية والبعيدة .
لم يبقى أحد أصلا !
الجميع انتقل .


دخل إلى المنزل , ليلقي السلام بصوت عالِ .
فتستقبله والدته كالعادة .
إلا أن ملامح وجهها لم تكن مشرقة ككل مرة .
كذلك والده , وشقيقاته .
حين جلس برفقتهم على مائدة العشاء , سأل عن سبب وجومهم بتردد .
لم يجبه أحدا , فكرر السؤال بقلق / أحد صاير له شيء ؟ يُمنى بخير ؟
أيضا لم يصله الرد .. ليقول هو / قولوا لي يُمنى فيها شيء ؟ أنا ما كلمتها من أمس .
تحدثت نجد أخيرا / تعشى وروح شوفها .
تسارعت دقات قلبه وهو يسمع تلك العبارة التي أقلقته أكثر .
ليعيد النظر إلى وجوههم المسودة من الهم .
كيف يصبر حتى ينتهي من تناول طعامه !
ترك ما بيده ونهض على الفور .
للمرة الأولى في حياته , لم يغضب عليه والده بسبب تلك الحركة ,
من نهوضه من سفرة الطعام دون أن ينهي طعامه .
ما جعله يقلق أكثر .
خرج من المنزل , واتجه إلى منزل يُمنى راكضا .
حتى وصل , وتوقف أمام الباب يلهث .
قبل أن يرفع يده ليطرق الباب , استغرب من نظرات الجيران الغريبة نحوه , ومن بعض الهمسات من الشباب .
يا إلهي .. لا بد من أنه أمر عظيم !
رفع يده وطرق الباب .
فتح له مساعد , ليزداد قلقه .
حتى مساعد أتى من المدينة , ما الذي يحصل !
دخل والتفت إليه , سأل / عسى ماشر يا مساعد ؟ صاير شيء ؟
صمت مساعد ولم يجبه على الفور , ليمسك عايض بيده برجاء / تكفى يا مساعد ريحني , يُمنى فيها شيء ؟ أهلي بعد حالتهم غريبة , والجيران يناظروني بطريقة غريبة , وانت هنا ؟ إيش صاير ؟
تنهد مساعد يحاول أن يخرج الضيق من صدره / سلمان الزفت .
اتسعت عينا عايض بدهشة , وهو يترك ذراع مساعد ويٍسأل / وش مسوي ؟
تنهد مساعد بقلة حيلة / ما أدري , يُمنى مو راضية تتكلم .. من أمس مقفلة على نفسها الباب ولا فتحت إلا لجدتي , كل الحارة تتكلم عنها الحين .
احتار عايض أكثر , مساعد يقتله ببطء , صرخ به غاضبا / ليش طيب ؟ كيف يتكلمون عنها إيش اللي صاير بالضبط ؟
تضايق مساعد أكثر من ردة فعل عايض / وحدة من الحريم شافت يُمنى تدخل بيت عمك أبو سلمان , واللي كان خالي إلا منه , وعاد نشرت الكلام وسوت فضيحة .
شعر بأنفاسه تنحبس في داخله من شدة الصدمة , ليسأل بلسان ثقيل / إيش قالت ؟
عض مساعد شفته وهو يمرر يده على شعره / إنها على علاقة مع سلمان , وليش راحت لبيتهم وماحد فيه غيره , أكيد صار بينهم شيء .
توقف قليلا ثم أكمل / قالت بعد إنها شافته يمسكها من ايدها ويسحبها .



احمرت عينا عايض تماما , وبدا كوحش هائج , مستعد للهجوم على فريسته .
توقف في مكانه عدة دقائق , يحاول أن يستوعب ما سمع .
يلتقط أنفاسه , ليشعر أنه لا زال على واقفا على سطح الأرض .
رجلاه مستقرتان عليهما , ولم يسقط في قاع بئر ما .
اقترب منه مساعد بقلق , ووضع كفه على كتفه / عايض , لا تقول انك بتصدق هالكلام وتسيء الظن بيُمنى مثلك مثل الباقين .
هز رأسه نفيا مرارا وتكرار , وكأنه يحاول إسقاط شيء ما من رأسه .
شيء مزعج ومتعب للغاية / لا يا مساعد مستحيل , أنا أثق فيها .. أثق في يُمنى أكثر من نفسي , أعرفها زين .. بس … سلمان .
أغمض عيناه بقوة , منزعجا من مجرد التفكير بما قد يفعله ذلك الــ ……
شد على شعره الأمامي بقلة صبر , وهو يرى ردة فعل مساعد , حين وجمت ملامحه وأظلمت .
ليقول / وين يُمنى ؟ أبي أشوفها .
هز مساعد رأسه نفيا / لا تحاول يا عايض , ما راح تسمح لك , ما فتحت الباب لأحد من أمس .
عايض بإصرار / شوف لي طريق بطلع لها .
دخل مساعد إلى الداخل وهو يعلم أن عايض لن يتزحزح من مكانه قبل أن يراها .
ليعود إليه بعد قليل ويسمح له بالذهاب إلى يُمنى .
اتجه الآخر إلى الداخل , وصعد إلى حجرة يُمنى مسرعا .
مرّ به شعور غريب للغاية , إحساس لم يمرّ بقلبه مسبقا .
وهو يقف أمام الباب حائرا , خائفا , قلقا .. بل ضائعا ومشتتا .
رفع يده وطرق الباب بتردد .
لم يأتيه أي رد .
أي صوت يجعله يتأكد من وجود يُمنى بالداخل .
ظل يطرقه مصرا , حتى اضطر أن يناديها بصوته / يُمنى تكفين افتحي الباب , لا تسوين كذا .
لا يدري كم مر من الوقت , وهو يناديها ويرجوها أن تفتح .
لم يسأم ولم يمل أبدا من الإنتظار .
كان واثقا من أنها ستفتح .
لم تخيب ظنه , حين فتحته ببطء .
ورفع هو رأسه , لينصدم من منظرها ذلك .
حتى تدلت كتفيه .
ما الذي فعلوه ؟ حقا ما الذي فعلوه بك لتصبحي هكذا .
كانت تنظر إلى الأرض مخفضة رأسها , وشعرها كعادته يغطي وجهها .
إلا أنه لم يكن يغطيه مثل كل مرة , بما أنه .. أصبح قصيرا .
قصيرا للغاية .
حتى أنه حدق إليها يريد التأكد , إن كانت فعلا يُمنى أم لا !



همس بإسمها بألم / يُمنى .
لم تبدي أي ردة فعل .
بل ظلت كما هي , مخفضة رأسها .. تمسك ذراعها اليسرى بيدها اليمنى .
دخل إلى الغرفة بخطواته البطيئة , حتى استقر بداخلها وأقفل الباب وراءه.
وعادت هي إلى الخلغ بضعة خطوات .
اقترب منها , لتعود هي إلى الوراء أكثر فأكثر .. حتى التصق ظهرها بالحائط خلفها .
وهو ينظر إليها بذهول .
مد يده نحو وجهها , فأبعدته توليه جانبها .
تغمض عينيها بشدة .
تأوه من شدة ما يشعر به من الضيق .
أمسك بذقنها رغما عنها , وجعلها تنظر إليه .
كان وجهها منتفخا ومحمرا بطريقة مفجعة للغاية .
وشعرها الذي كان يصل إلى نصف فخذها , صار قصيرا جدا , بالكاد يصل إلى كتفيها .
يبدوا أنها قصته بنفسها , بطريقة عشوائية .
الخصلات غير مرتبة , غير متساوية الطول .
بالتأكيد سيلاحظ ذلك , بما أنه يعشق ذلك الشعر .
سأل بخفوت / ليش سويتي بنفسك كذا يُمنى ؟
لم تجبه , بل ظلت صامتة .. تنظر إليه بطريقة غريبة وغامضة .
لاحظ ارتجاف جسدها , حين أمسكت بيده وأبعدتها عن وجهها .
وعادت لتمسك بذراعها اليمنى , وتخفض رأسها .
اقترب أكثر , فأغمضت هي عيناها , تحاول أن تخبيء وجهها .
حركاتها تلك جعلت الشك يدب في قلبه .
حتى شعر بوجع عظيم .
سأل / يُمنى علميني إيش صاير , أرجوك .
رفعت وجهها فجأة , لتتقابل عينيه اللتان ترجوانها أن تريحه , بعينيها الممتلئتين بالدموع , لتقول كلمة واحدة فقط , بصوتها المبحوح والمختنق , كانت كلمة .. ولكنها قتلته / طلقني .
اتسعت عيناه بدهشة وغرابة , وظل ينظر إليها بغير تصديق .
ليضحك بعد ذلك بسخرية ويقول / إيش تقولين ؟
نظرت إليه لبعض الوقت , قبل أن تكررها بنفس النبرة / طلقني يا عايض.
صار صدرها يعلو ويهبط من تنفسها السريع , وإنفعالها الغريب والمفاجيء , وعايض يحدق إليها بذهول .
حين رفعت يديها فجأة , وصارت تصرخ وهي تبعده عنها / لا تطالع فيني كذا , قلت لك طلقني .
صارت تضربه على صدره وتبكي بإنهيار تام , تردد ذات الكلمة ( طلقني ) .
حتى شعر أنه بدأ يستوعب ما يحصل حوله , ليمسك بذراعيها بقوة , ويرغمها على النظر إليه , بعد أن أجلسها على السرير , وجلس هو أمامها على ركبتيه / إيش هالجنون يُمنى ؟ إيش قاعدة تقولين ؟ تسمعين نفسك ؟
هزت رأسها عدة مرات وهي تمسك بيديه وتبعدهما عنه / أسمع نفسي , مستوعبة كل شيء .. طلقني يا عايض , طلقني لو تباني أكون بخير .
كان الموقف بأكمله ضبابيا .
يشعر بنفسه محاطا بكم من الغيوم والسحب المظلمة .


وقف واتجه ناحية المنضدة , ليصب الماء على الكوب , ويشربه دفعة واحدة , ويمنى تترقبه .. وقلبها يخفق بقوة .
حتى شعرت بألم قوي , جعلها ترفع كفها لا إراديا وتضعها على صدرها .
جلس بجانبها , ومد إليها الماء / اشربي واهدئي , بعد كذا علميني اللي صار بالتفصيل .
اندفع الدم إلى عقلها فجأة , وشعرت بغضب قوي يسري بدمها , لتأخذ الكوب منه وترميه على الأرض , ليتكسر وتتناثر أجزاؤه على أرضية الحجرة .
لم يصدق عايض ما رآه .
نظر إلى الأرض , ثم إليها بذهول تام .
قبل أن يٍسألها مجددا , وقفت بذات الإنفعال / ما بقول لك شيء يا عايض , إنت أكيد إنك ما جيتني إلا بعد ما سمعت اللي قاعد ينقال في الحي , يُمنى كانت مع سلمان لوحدها في بيتهم , وبينهم علاقة .. صح هذا اللي سمعته ؟ صحيح عايض مو قاعدين يكذبون , كنا لوحدنا في البيت , أعتقد إنه سبب كافي عشان تطلقني , إلا أكثر من كافي عشان تذبحني يا عايض , لأنك أساسا من زمان قاعد تحذرني منه بس أنا ما سمعت كلامك , ظليت واثقة فيه لين صار اللي صار , عشان كذا أباك تطلقني وتفك نفسك مني .
عمّ السكون أرجاء الغرفة , ولم يشغلها سوى صوت شهقات يُمنى , وتنفسها السريع .
حتى سأل عايض ببطء / وش سوى فيك ؟
أجابته بوهن من بين شهقاتها / تحرش فيني يا عايض , بعد ما وثقت فيه وعاملته كأنه واحد من أخواني , سوى فيني كذا يا عايض .
هذه المرة لم يكن مجرد شك , بل حقيقة نطقتها ملامح يُمنى , عيون يُمنى , شعرها .. ولباسها الأسود الذي غطى كل شيء سوى كفيها ووجهها المتعب .
شعر بالدم يفور في جسمه , واتجه نحو الباب بخطوات غاضبة .
وكأنه ثور هائج , لتوقفه هي بصراخها / لا تروح تدور عليه لأنه هرب .
التفت ينظر إليها بعينيه المشتعلتين , وأكملت هي / طلقني .
من نبرتها تلك , علم أنها لن تهدأ قريبا .
ولن تستوعب ما تنطقه .
لذا فضل أن يتركها بمفردها لبعض الوقت .
ربما تعود إلى صوابها , وتفكر بمنطقية .
لكم آلمته تلك الكلمة !
( طلقني ) ..!
هل الطلاق سيكون حلا لمشكلتها !
وهل هي مخطئة ؟ لتقول أنها تريد أن تريحه منها ؟


الأيام التالية لذلك اليوم , لم تكن عادية مطلقا .
الناس لم تتوقف عن الخوض في عرض يُمنى .
ولأنها منطقة صغيرة للغاية , كان إنتشار الفضيحة سهلا جدا .
طعن وقذف وسباب وشتم .
بما أنها شوهت سمعة فتيات تلك الحارة البائسة .
وتشجع غيرها من الفتيات بسنها , على الإختلاء بأبناء عمومتهم !
لم يكن ذلك ما حصل فقط , وأوجع عايض .. وحطم قلبه تماما .
بل ما سمعه من والده , صباح اليوم الثاني من مقابلته ليُمنى ( طلق يُمنى )
جنّ جنونه , وفقد أعصابه وهو يسأل والده عن السبب .
سبب إصراره بالضبط !
إلا أنه لم يسمح له بسؤال المزيد , لم يسمح له بالجدال .
بل أرغمه على الطلاق , في نفس اليوم .
بما أنها كانت رغبة يُمنى !!
حاول بعد ذلك أن يقابل يُمنى مرة أخرى , ويسألها عن السبب الذي جعلها تفعل ذلك , بما أنه ليس غاضبا منها أصلا .
لم تكن مخطئة .
هو يعرفها جيدا , كما يعرف سلمان الذي ولى هاربا , واختفى وكأنه لم يكن يوما .
سئم من كل تلك المحاولات التي باءت بالفشل .
ليغادر أرض الديرة غاضبا .
بعد أن أقسم أنه لن يأتيها مجددا , ولن يلتقي بيُمنى .


وصل أخيرا , ليوقف السيارة وهو يتنهد من تلك الذكريات الموجعة .
التي لا يعلم كيف عاشتها يُمنى بمفردها , وكيف واجهت كل تلك الأشياء .
لا .. يُمنى لم تواجه تلك المصاعب , لم تعشها .. بل ضعفت , حتى أصبحت فتاة أخرى غير التي عهدها .


_______


بمجرد اقتراب موسم الشتاء , بدأت تشعر بالبرد .. من مجرد مرور بعض الهواء والنسمات الخفيفة , ترتجف .
أصبحت كذلك بعد أن مرضت بشدة قبل ثلاث سنوات .
الآن هي تشعر بذات الشعور , تعيش الأحاسيس ذاتها .
وكأنه لم يمرشيئا على ما حصل .
منذ أن استقبلت رسالة شقيقها الكبير , الذي أمر بالإجتماع .
راودها شعور غريب .
كأنها علمت عما يريد التحدث بالضبط .
وما هو موضوع هذا الإجتماع العاجل .
وصلت على الساعة التاسعة صباحا , برفقة حسناء .
أما هديل فقد غادرت مع حمود وعادت إلى منزلها .
فهي لن تتمكن من ركوب السيارة لمدة ساعتين .
وحمود اعتذر منها بالفعل .


افتقدت سمية كثيرا .
والتي سافرت إلى بلادها .
صعدت إلى غرفتها على الفور , ونامت حتى الآن .. والساعة تشير إلى الرابعة عصرا .
كانت تجلس على كرسي التسريحة , تمشط شعرها بشرود .
والذكريات برفقة عايض بداخل هذه الغرفة تتوالى على ذهنها واحدا تلو الآخر , بالتأكيد .. الموقف الأخير كان الأقسى .
حين أتى لزيارتها ذات يوم , في أسوأ مرحلة من حياتها .
كانت إنسانة أخرى غير يُمنى .
متأثرة مما حصل بشدة , وكيف لا ..!
الأمر لم يكن هينا على الإطلاق .
لم تطلب الطلاق لأنها غاضبة , أو لأنها لم تكن على طبيعتها .
بل طلبته بإصرار , وتخطيط مسبق .
منذ الليلة التي عادت بها إلى المنزل .
يعني قبل إتيانه إليها .
كانت متأكدة أنه سيأتي , وكانت تتنظره كعادتها .
بل كانت متلهفة أكثر من أي وقت مضى .
لأنه أخبرها أنه لديه مفاجأة , ستفرحها كثيرا .
ولكن ما حصل , غير كل شيء .. غير حياتها وحياته .
خرج رافضا فكرة الطلاق تماما , إلا أنه اضطر لفعل ذلك .
بعد أن لجأت إلى عمها , وترجته أن يفعل ذلك .. أن يقنع عايض حتى يطلقها .
فهو حقا .. لا يستحق فتاة مثلها .


التفتت ناحية الباب , حين طُرِق برفق .
لتجد إحدى شقيقاتها / يلا يُمنى , كلهم تحت .
هزت رأسها بصمت , لتنهض بعد أن ربطت شعرها .
هبطت إلى الأسفل وقلبها يخفق بعنف .
متوترة للغاية .
اتجهت ناحية المجلس , لتقف بالقرب من الباب وتسلم بصوتها المنخفض .
ارتفعت الأعين نحوها , فارتبكت أكثر .
كأنها تقابل أناسا جدد .
لن تنسى غضبهم منها قبل خمس سنوات , وتحميلهم الذنب لها .
ليس الجميع .. ولكن أغلبهم غضبوا منها ذلك الوقت , خاصة بعد أن توفت والدتهم .
صحيح أنها قابلتهم كثيرا خلال تلك السنوات , ولكن لم تجلس معهم أبدا , لم تتحدث إليهم , فقط سلام وأسئلة اعتيادية بديهية .
اقتربت منهم بخطوات بطيئة مترددة .
صافحت الجميع وهي تشعر بالخجل الشديد والخوف في وقت واحد ، وكأنهم ليسوا أشقائها .
لم يكن الخجل هو ما جعل وجهها يحمر ويتلون ، بل ونظرات أشقائها اللائمة لها حتى الآن !
وكأنها بالفعل كانت سببا في وفاة والدتها .
جلست في صدر المجلس حين أشار شقيقها الكبير حامد إلى مكان بجانبه .
ليسألها بنبرته الثقيلة / كيف دراستك يا يُمنى؟
أجابته بصوت منخفض / كويسة الحمدلله.
حامد / مرتاحة مع حسناء؟
أومأت برأسها دون أن تجيب.
لتسأل بتردد وهي تنظر إلى عينيه / ليش مجمعنا اليوم ؟ مو من عادتكم تجون بمثل هالأيام.
هز رأسه موافق / صحيح يا يُمنى ، عندي موضوع مهم وأبي الكل يكون حاضر .
نظرت إليه بفضول ، وقلبها يخفق بعنف .
تتمنى وبشدة أن لا يتحدث بما فكرت به .
إلا أنه صدمها تماما / احنا بنبيع هالبيت يا يُمنى ، ونبدأ نوزع الميراث .
حُبِسَت أنفاسها ، وارتجفت حدقتاها من شدة الغضب .
قبضت يدها حتى بانت عروق يدها ، إلا أنها تمكنت من أن تتظاهر بالهدوء وهي تسأل / وليش تبيعونه يا حامد ؟
حامد / قلت لك عشان نوزع الميراث ، أبوي الله يرحمه ميت من أكثر من سبع سنين ، وأمي لها قريب الخمس سنين ، تأخرنا أساسا .
شعرت بأنها مغيبة عن الواقع وهي تنظر إلى ملامحه التي تغيظها بشدة ، وتستمع إلى أصوات بقية إخوتها الذي يؤيدون حامد .
لتنهض فجأة من مكانها وهي تصرخ وتصدمهم بردة فعلها الغير متوقعة / على جثتي ، ما راح تبيعون هالبيت إلا بعد ما أنا أتوفى تفهمون ؟ هذا الشيء الوحيد الباقي لي من أمي وأبوي ، ما راح أسمح لكم تحرموني منه.
نهض أحد إخوتها ، طارق .. وهو يصرخ بها / اسكتي يا بزر صبرنا وسكتنا عشانك طول هالسنين ، خلاص انتي الحين قررتي تشوفين حياتك وتستقرين في المدينة مع حسنا ، ليش تحرمينا من ورث أبوي وأمي بكلامك الفارغ .
أجابته بصوتها المبحوح / أنا ما استقريت في أي مكان بس رحت أسكن مع حسنا عشان الدراسة ، يعني بس أخلص راح أرجع و ….
قاطعها وهو يضحك بسخرية / واحنا نقعد ننتظرك لين تتخرجين وانتي توك تدرسين بأول متوسط ؟ ولا تظنين انك راح تبقين مطلقة طول عمرك ؟ لا يا روحي ما حزرتي ، راح نبيع البيت ونوزع الورث وانتي راح يجيك نصيبك ، وبتتزوجين وتستقرين في بيت زوجك مفهوم ؟



لا تعلم يمنى حقا من أين واتتها تلك القوة التي صدمت بها الجميع ، حين اقتربت منها حتى وقفت أمامه ، تنظر إليه بتحدي / أولا أنا برجع هنا بكل عطلة يعني مو شرط أستنى لين أتخرج ، ثانيا إيه راح أظل مطلقة طول عمري عندك مشكلة ؟ ثالثا انتوا تقريبا أخذتوا فلوس أبوي كله واستحوذتوا على كل شيء يخصه سواء أعمال تجارة ولا xxxxات ولا غيره ، ما بقيتوا لي غير هالبيت تبون تأخذونه بعد ؟ على رقبتي يا طارق والله تخسون ما تاخذون فلس واحد .
غضب طارق بشدة حتى احمرّ وجهه , ورفع يده ليضربها ، إلا أنها كانت أسرع حين أمسكت بها بقوة وهي تصرخ / لا تتجرأ وتمد يدك عليّ ، سكتت لكم قبل أربع سنين لكن هالمرة ما راح أسكت .
دفعت بيده بعيدا وهي تلتفت وتنظر إلى أوجه الجميع بتحدي ، تصرخ بهم حتى تكاد أحبالها الصوت تنفجر / تسمعون ؟ هذا البيت لي أنا ، أبوي كاتبه لي يعني مو مسموح لكم تبيعونه إلا بإذني وأنا ما راح أسمح بهالشيء لو تموتون ، ولا مسموح لكم تلمسون قرش واحد من فلوس البيت .
قالتها وغادرت المجلس بخطوات غاضبة , تشعر بالنيران تخرج من أذنيها من شدة غضبها وقهرها .


أما طارق فعاد ليجلس في مكانه وهو ينتفض من شدة الغضب .
بينما الآخرون تبادلوا النظرات المستغربة بينهم .
ليتحدث حامد بهدوء رغم غضبه / خلوها أنا كنت متأكد إنها بتعارض ، نعطيها شوية وقت ونحاول نقنعها بهدوء .
تدخل سعود أخيرا / أنا أشوف كلامها صحيح ، مو من حق أحد يتصرف بهالبيت غيرها ، لو أبوي كان يبي يعطينا شيء من فلوس البيت ما سجله بإسمها من البداية .
التفت إليه طارق بعينيه المحمرتين / انت آخر واحد تتكلم يا سعود ، ماحد دلع هالبنت وكبر راسها غيرك انت وزوجتك وعيالك ، هذي اللي عمرها ما سمعنا صوتها ولا عارضت أي شيء نقوله ، اليوم ترفع صوتها عليّ وتعاملني بهالطريقة ؟ أكيد كله من بنتك حسنا اللي عاشت معها كم يوم وتغيرت .
غضب سعود بشدة ، إلا أنها رد بهدوء لأنه يعلم أن نهاية هذا الجدال العقيم سيكون خلافا بين أخوين ، ومن أجل ماذا ؟ من أجل المال ؟ / يُمنى ما غلطت يا طارق ، انت رفعت صوتك عليها وهي ردت عليك .
ضحك بغيظ وسخرية / أنا أصلا إيش أرتجي منك وانت تارك بنتك تعيش لوحدها بعيدة عنك بس عشان ما تعطي لزوجها كم فلس ؟ لا انت سائل عنها ولا تدري وش تسوي من وراك ، عشان كذا أكيد بتشجع يُمنى إذا تمردت على اخوانها .
صرخ به حامد بغضب / اسكت يا طارق .
نهض سعود من مكانه وقد فقد كل صبره وحكمته وهو يستمع إلى هذا الحديث الفارغ ، يستمع إلى أخيه وهو يشكك بشرف ابنته ، ليوجه إلى جانب خده لكمة قوية .
ثم يمسك بياقة قميصه / أقسم بالله يا طارق لو سمعتك تتكلم عن حسناء بنتي ولا يُمنى بالسوء إني لا أذبحك وأشرب من دمك ، لأنهم أشرف منك بمليون مرة يا الخسيس .
دفعه إلى الخلف بقوة ثم غادر المجلس بعد أن قال بغضب / لا عادها الله من جمعة .
لامَ الجميع طارق على ما قال وفعل .
فهو دائما ما يفقد أعصابه سريعا ويلقي الكلام دون أن يفكر .



أميرالز likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 08-12-19 الساعة 01:08 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 11:52 PM   #45

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



شارفت الشمس على المغيب .
والجو أصبح لطيفا للغاية .
منذ ساعة ، وبعد الجو المشحون الذي ساد المنزل بسبب ما قالته يُمنى .
وغضب الجميع عليها .
صعدت إلى حجرتها لبعض الوقت .
ثم نزلت وهي ترتدي عباءتها وتضع الطرحة على عنقها ، لتدخل إلى الصالة التي يجلس بها شقيقاتها ، وبعض الفتيات .
أغلب البنات لم يَحضُرن ، بسبب اقترب موعد إختبارات الفترة الأولى .
رمقنها شقيقاتها بغيظ واستغراب بنفس الوقت ، إلا أنها تجاهلتهم لتقول قاصدة / بطلع أتمشى يا بنات أحسني مكتومة ، في أحد يبي يجي معي ؟
كانت نجد أول من تنهض / إيه تكفين ما بفوت الجو الحلو بالديرة .
ارتدت عباءتها وخرجت برفقة يُمنى ، تبعتهم حسناء ثم بُشرى .
أما البقية فلم يرغبن بالخروج قبل المغيب .
خاصة لينا المشغولة بالمذاكرة بالتأكيد .
كانت نجد تتحدث مع بشرى ، تسألها عن المستجدات .
لتجيبها بشرى / ما شفت مساعد من أمس ، بس كلمته على الواتس وسألته ، يقول لسه ما سوى شيء .
زمت نجد شفتيها بعد أن تنهدت بضيق ، لتقول بشرى / هيي بنت يكفي خلاص لا تلومين نفسك ، هو بنفسه اتصل فيك وكلمك عشان ما تتضايقين ، مو ذنبك .
نجد / أدري مو ذنبي ، بس مجرد ما أفكر إني السبب في ارتباطهم يخليني أختنق ، يارب كيف قدرت تخدعني هالطيف .
أمسكت بشرى بكفها وضغطت عليها / لا تحملي نفسك الذنب يا نجد أرجوك ، الموضوع راح ينحل بإذن الله .
هزت نجد رأسها بشرود / بإذن الله .
أما حسناء فلحقت بيُمنى حتى تسألها بفضول / يُمنى إيش هذا اللي سمعته ؟ أمانة للحين ماني مصدقة كيف وقفتي قدام عمي طارق ؟
ردت يُمنى بعد صمت قصير / وأي أحد راح يحاول يأخذ حقي .
ضحكت حسناء / تعجبيني .
يُمنى / بس واضح إنهم مصرين ، ياخي كيف فكروا بالموضوع أصلا ؟ كيف تجرأو يقولون هالكلام ؟ هذا بيتي أنا وما لهم نصيب فيه ، كل حلال أبوي بيدهم يبون البيت بعد ؟
حسناء / اهدأي يُمنى إن شاء الله ما حيصير هالشيء ، ما أتوقع راح يرجعوا يفتحوا الموضوع بعد ما سكتتيهم هالمرة .
يُمنى / إن شاء الله .


على آذان المغرب توقفن أمام منزل إحدى نساء الديرة الطاعنات في السن.
والتي لم تغادر ذلك المنزل منذ أن ولدت ربما .
وكل يوم جمعة تتجمع بعض النساء لديها .
تحضرن الطعام من منازلهن ، وتجلسن لتبادل الأخبار .
حين سمعت حسناء أصوات النساء من الداخل / بنات إيش رايكم ندخل ؟ من زمان ودي أحضر مجلسهم وأسمع سواليفهم ، بس على بال ما أكبر خرجت وما مداني أحضر ولا مرة ، تدخلون ؟ نصلي المغرب مرة وحدة.
وافقت بشرى ونجد على الفور ، إلا يُمنى بدت مترددة .
كعادتها ، لا تحب الجلوس مع الغرباء .
ولكنها مستحيل أن تعود إلى المنزل بمفردها .
لذا وافقت على مضض ودخلت .
كانت أغلب النساء تقف في صفوف تصلين .
اتجهن هن الأربعة نحو المغسلة على الفور وتوضأن .
ثم وقفن ليصلين .
حين انتهين اتجهن نحو الجلسة التي امتلأت بعد الصلاة .
رحبن بهن نساء الديرة اللاتي تعرفن على بشرى ونجد بما أن الديرة صغيرة أساسا ، وكل واحد فيها يعرف الآخر .
لم يتعرفوا على حسناء لأنها غادرت الديرة مبكرا ، أما يُمنى فهي لم تخرج من المنزل منذ مدة طويلة .
ولكن وجهها كان مألوفا ، لتشهق إحدى النساء حين تذكرتها بعد جلوسهن / انتي يُمنى صحيح ؟ بنت حماكِ يا بشرى ؟
أومأت بشرى رأسها بخفة ونظرات النساء عليها ، ارتبكت وهي تشعر بيد يُمنى التي تشد على طرف عباءتها .
ثم حين سمعت همهمات النساء أخفضت بصرها وظلت تنظر إلى الأرض.
ارتفع صوت إحدى النساء فجأة / تزوجتي بعد طلاقك من عايض ولد عمك ولا باقي؟
ازدردت يُمنى ريقها بتوتر وهي ترفع رأسها وتنظر إلى المرأة ، لتهز رأسها نفيا بصمت .
تحدثت امرأة أخرى / يا حسرتي على هالمسكين ، تركك وراح ثم يوم رجع لقى سالفتك على كل لسان .
اتسعت عينا حسناء بصدمة ، لتنهض فجأة وهي تعلي صوتها وتقول / بما إننا أول مرة نحضر هالجمعة وأيادينا خالية ، اسمحوا لي أقهويكم على الأقل .
سألتها إحداهن / ومين تكونين إنتي ؟
ابتسمت لها / حسناء بنت سعود أخو يُمنى .
قالتها وابتعدت متجهة إلى دلال القهوة ، متجاهلة الهمهات التي ملأت المجلس مرة أخرى .
بدأت تصب القهوة للجميع .
حين اقتربت من مرأتين تهمسان لبعضهما سمعت / هذولا وش جابهم هنا ؟ وش رجعهم للديرة ؟ وحدة تطلقت بعد ما اغتصبها ولد عمها , والثانية بعد تطلقت وتركت ولدها وهو طفل ، الله يستر لا يدورون في بيوتنا ويخربون بناتنا.
ردت عليها من بجانبها / إيه صدق الله يستر منهن ، بنات المدينة ما فيهم خير ، ناقصتنا هاليُمنى بعد ، أنا ما أدري كيف حامد واخوانه تاركين أختهم الصغيرة تروح تسكن مع وحدة مثل هالبنت اللي ما فكرت إلا بنفسها يوم تطلقت .
الأخرى / أساسا كل العيلة فيهم بلا ، ما تذكرين بشرى كيف كانت تتلصق في سعود لين خذته .
شعرت حسناء بالدم يفور بجسمها ، حين اقتربت منهما وصبت القهوة وابتسمت لهما , رددن لها الإبتسامة بكل نفاق وكذب .
صرختا فجأة حين مال الفنجان وسُكِبت عليهما القهوة الساخنة .
عادت حسناء إلى الخلف عدة خطوات حين نهضتا .
لتمثل الصدمة / أووه أنا آسفة ما انتبهت .
جلست بعد ذلك بجانب نجد التي تنظر إلى النساء بذهول .
تشعر بأنها تجلس على النيران .
كل واحدة تهمس للأخرى وتتحدث إليها .
ولا شيء سوى اسم يُمنى ثم حسناء يُسمع !


ندمت حسناء على قرارها بالدخول وهي ترى وجه يُمنى المحمر تماما .
التفتن جميعا ناحية الباب حين دخلت شابة وسلمت .
كانت جميلة للغاية .
حتى أن الأربعة نظرن إليها بإعجاب .
لم يكن هناك أي مكان سوى بجانب حسناء .
جلست بجانبها وابتسمت لها .
لتسأل حسناء / مين الحلوة ؟
استغربت الشابة ، ولكنها بادلتها الإبتسام وهي تقول / عهود ، وانتي مين أول مرة أشوفك .
حسناء / أنا حسناء وهذي نجد أبوها عم أبوي ، هذي يُمنى عمتي ، وبشرى زوجة أبوي .
نظرت إليهم عهود بإعجاب / ماشاء الله وش هالعايلة ليش كلكم صغار العمة وزوجة الأب وبنت عم الأب ؟
ضحكن وهن ينظرن إليها .
لتسقط عيني عهود على يُمنى وترى ندبتها , ثم تشهق وكأنها تذكرت شيء / لحظة قلتي إسمها يُمنى ؟
تعجبن من ردة فعلها لتجيبها حسناء / إيه يُمنى , ليش ؟
عهود ولا زالت الدهشة تسيطر عليها / يُمنى بنت عبدالعزيز ؟
أجابت يُمنى / إيه ، تعرفيني ؟
هزت عهود رأسها بإرتباك ثم نهضت / أووه سوري ، برجع بعد شوي نسيت الرز على النار .
قالتها واختفت من أمام أعينهن بلمح البصر .
تبادلن الأربعة النظرات المستغربة .
لتسأل بشرى من بجانبها / مين تكون اللي طلعت تو ؟
أجابتها الأخرى / هذي عروس جديدة توها جات تسكن هنا من 3 شهور تقريبا هي وزوجها ، ما نعرف عنها شيء لا هي ولا زوجها ، يسكنون في أبعد بيت في الديرة .
نجد / وشكلها من بنات المدينة صحيح ؟
أجابتها بنعم .
لتعلوا رأسهن علامات الاستفهام .
كيف تعرفت على يُمنى ؟ تعرفت عليها هي فقط دون غيرها !
أما يُمنى فتضايقت بشدة من نظرات النساء لها حتى الآن .
ثم أنها فهمت من ردة فعل الفتاة أنها سمعت عنها نفس الشائعة التي يتم تداولها حتى الآن ، لذلك عرفتها من إسمها فورا .
نهضت بوجه غائم وحزين / يلا نرجع ؟
نهضن دون تردد .


______


تشعر بأن التبلد أصابها من كل جانب .
لا تشعر بأي شيء .
سوى الجمود .
منذ الأمس وبعد أن أخبرت عمر بأنها موافقة على العريس ليث .
استغرب من تغييرها لرأيها , وسألها عدة مرات عن السبب .
إلا أنها لم تخبره بالسبب الحقيقي , فقط اكتفت بقول ( لما قلت إني موموافقة كنت معصبة من سالفة زوجة عمه ولا فكرت كويس ، الحين فكرت واستخرت وحسيت إني مرتاحة ) .
أقنعته إجابتها .
غير أن الشعور الغريب الذي يحس به لم يغادره .
ولكنه تجاهل ذلك .
واتصل بعم ليث يخبره أن شقيقته موافقة .
ليأتي ذلك الـ ( ليث ) اليوم , من أجل النظرة الشرعية .
لم ترغب برؤية أي واحدة من تلك الكريهات اللاتي أتين ذلك اليوم .
جعلت عمر يطلب من ليث أن يأتي بمفرده .
حصل ما أرادت ، وأتى بمفرده بالفعل .
وها هي الآن تقف أمام باب المجلس متوترة , وعمر ينظر إليها يوميء برأسه .
لتتنفس بعمق وتضع يدها على المقبض .
ثم تدخل بخطوات بطيئة مترددة ، وتلقي السلام بصوت منخفض .
وهي تشعر بالحرارة تعلو جسدها كله .
حين جلس عمر على أحد المقاعد وأشار لها بأن تجلس بجانبه .
ليث الذي كان يترقب رؤية الفتاة التي رشحتها له زوجة عمه .
وظن أنها ستكون بشعة وسيئة للغاية ، بما أن زوجة عمه تلك أصبحت تحقد عليه لسبب مجهول .
ومستحيل أن تخطب له فتاة جميلة .
تفاجأ جدا بل انبهر حين دخلت وألقت السلام بخجل ثم جلست بجانب أخيها.
ربما نوف ، أجمل إمرأة رآها في حياته .
وهو لم يرى الكثيرات أصلا .
ولكن فعلا .. نوف كانت جميلة جدا .
بفستانها الكحلي الطويل ، الضيق نوعا ما على جسدها .
والكاشف لذراعيها حتى المرفق .
شعرها الأسود الطويل ، وملامحها الفاتنة .
غير أنها ليست نحيلة تماما ، بل لديها قواما رائعا .
نظر إليها بانبهار لمدة دقيقة تقريبا ، قبل أن يتنحنح بإرتباك ويسأل / كيف حالك يا نوف ؟
أجابته بصوت منخفض للغاية ، وهي تكاد تختفي وراء أخيها / الحمدلله .
نوف كانت متوترة تماما .
لم تشعر بمثل هذا الشعور يوما .
لذلك لم تتمكن من البقاء أكثر ، نهضت بسرعة واتجهت إلى الباب .
ولكنه فاجأها وهو ينادي بإسمها / لحظة نوف .
التفتت ببطء وهي تكاد تنهار في مكانها من شدة التوتر وارتباك ، وسرت رعشة بجسدها حين التقت عيناها بعينيه .
نهض وأخذ ما كان بجانبه على الأريكة ، ومده نحوها وهو يقول بابتسامة هادئة / أتمنى ربي يكتب لنا نصيب ببعض .
أخذت الكيس بيدها المرتجفة ، وعبارته القصيرة جعلتها ترتجف أكثر .
لتخرج مسرعة وهي تبتلع ريقها .


ركضت إلى حجرة والدتها التي تنتظرها .
رفعت رأسها حين دخلت الأخرى راكضة .
وخلعت حذاءها عند الباب ثم اندفعت إلى والدتها الجالسة على الجلسة الأرضية .
ودفنت وجهها بصدرها وهي تضمها / بغيت أموت يمه .
ضحكت والدتها وهي تمسح على شعرها / بسم الله عليك يا روح أمك ، هاا شفتيه ؟
نوف وهي لا تزال تدفن وجهها بحضنها / إيه شفته ، بس توترت بشكل مو طبيعي ، أحس حرارتي ارتفعت مرة وحدة .
جلست فجأة وهي تقول / يجنن يمه ، عمر يوم قال انه إمام مسجد حسبته واحد ضخم ولحيته مالية وجهه هههههههه طلع وسيم ووجهه منور وأحلى من أي شاب شفته بحياتي كلها .
اتسعت عيناها وزمت شفتيها بإحراج وهي تسمع صوت عمر الذي وقف بجانب الباب وتنحنح .
تلون وجهها حين قال / الظاهر كل واحد فيكم حب الثاني على طول هههههههه ، مبارك مقدما يا نوف .
وقفت من مكانها ببطء وهي تنظر إلى الأسفل ، لتتجه إلى الباب ثم تطلق ساقيها للرياح دون أن ترد على عمر الذي ضحك من ردة فعلها .
جلس عمر بجانب أمه وسكب لنفسه القهوة ليقول / أنا متطمن كثير من ناحية الولد ، باين طيب وولد حلال ، إن شاء الله ربي يوفقهم .
أمنت والدته من قلبها ، تتمنى أن تكون نوف سعيدة إلى الأبد ، ولا يكدر تلك السعادة أي شيء .


أما نوف فأغلقت الباب خلفها وهي متعجبة من تغيير مزاجها .
لتجلس على السرير وتفتح العلبة الكبيرة الموجودة بداخل الكيس ، وتتسع إبتسامتها وهي تنظر إلى تلك الساعة الراقية والجميلة جدا .
ارتدتها على الفور تنظر إلى يدها .
ثم فتحت العلبة الصغيرة ، لتجد خاتما أجمل من الساعة .
ضحكت وهي ترتديه / والله طلع ذوقه حلو بعد وأنا أحسبه رجال كبير وقديم ، أثاريني شايلة فكرة غلط عن الملتزمين .
تنهدت فجأة بضيق وعيناها على الخاتم .
يبدوا أنه يريد أن يبدأ بداية جيدة ، بينما تخطط هي لشيء خبيث بحقه هو قبل أن يكون بحقها.
أخذت هاتفها لتصور يدها التي بها الساعة والخاتم .
وأرسلتها إلى هيفاء ، أرفقت الصورة بعبارة ( أظن هالأشياء كافية عشان تثبت لك إني وافقت على قريبك ، أتمنى ترجعين بسرعة , ننتظرك ) .
بدلت ملابسها واستلقت على السرير لتشغل نفسها بهاتفها قليلا قبل أن تنام.


_______


كانت رسالته كالتالي ( مرحبا طيف ، أنا من زمان أتابع حسابك ومعجب جدا بالمحتوى اللي تقدميه ، ودايم أفكر مين تكون صاحبة هالحساب الراقي ، لو ما عندك مانع ، حاب أتعرف عليك شخصيا ، ممكن ؟ ) .
وصله الرد بعد ساعتين إنتظار تقريبا .
( أهلا وليد ، أتشرف فيك ومبسوطة إنه حسابي أعجبك ، طبعا عادي ..
عرفني عليك قبل ) .
أغلق شاشة الهاتف وشعر بأذنيه تصفران من شدة صدمته ، هل حقا أرسلت ما قرأ للتو ؟
غطى وجهه بكفيه ومسحه بقوة .
لو كانت فتاة عادية حقا ، لكان ردها أرقى من هذا .
ولأوضحت أنها تضع حدودا بينها وبين من يحبون حسابها كما قالت .
ولكن ردها الآن ، أوضح شخصيتها .. وجعله يصدق إدعاءات نجد وصديقاتها .
حسنا ربما كانت سيئة في السابق .
ولكن عليها أن تعتدل الآن !
أن تبتعد عن تلك الأشياء بما أنها أصبحت زوجة لشخص ما .
أمسك هاتفه بيد مرتجفة من شدة الإنفعال ، ليكتب ( معك وليد من الرياض عمري 28 سنة ، وانتي ؟ ) .
أرسلها ليقفل الهاتف تماما ويضعه بداخل جيبه .
ثم نزل من على التلة التي كان يجلس عليها .
يتجه حيث يجلس الأخرون حول النار .
خلف منزل جده وعلى بعد عدة أمتار .
يتسامرون ويضحكون ، ويغصبون عاطف على الغناء كالعادة .
اقترب منهم ليقول / تحتاجون شيء من البيت ؟ بروح شوي وأرجع .
أعلموه بما يحتاجوه ليبتعد بذهن شارد .
اقترب من المنزل , وضحك وهو يرى الشباب المراهقين يجلسون على بساط بقرب المنزل تماما .
ويشوون بعض اللحم .
رفع راسه ونظر إلى يمين المنزل , حين سمع صوت حسناء / الله قاعدين تشوون من دون ما تعزمونا ؟
رفع أحد المراهقين صوته / تعالوا انتوا بس لا تسمعوا الجيش اللي جوة ما راح يكفينا كلنا .
اقتربن منهم وجلسوا على البساط ، كانوا أربعة .
تمكن من التعرف على أخته وبشرى ويُمنى بالتأكيد .. الرابعة كانت غير معروفة .
ليقترب هو الآخر ويقول / وين كنتوا حسناء ؟
حسناء التي ذهبت لتساعدهم على الفور ، أجابت / رحنا نتمشى في الديرة ودخلنا شوي عند العجوز أم سعيد ، حريم الديرة كلهم عندها .
سأل / ومين انتوا ؟
حسناء / أنا وبشرى ويُمنى ونجد ، أف يا هالحريم فظيعين بشكل ، تمنيت أقطع ألسنتهم آآآخ بس .
جلس بجانبها يسأل بفضول / ليه وش صار ؟
نظرت إليه بغيظ / تخيل من دخلنا وعرفوا ان هذي يُمنى واني حسنا ومعانا بشرى كل وحدة تهمس للثانية تتكلم عنا وتقذف !
مساعد / وش يقولون ؟
تأففت حسناء / إيش بيقولون يعني ؟ نفس اللي انقال يوم أبوي تزوج بشرى , ثم أنا بخرب يُمنى طبعا وانه سعود ما يدري عن بنته ، الله يأخذهم .
غضب مساعد من غضبها ، ليقول / سكتتي لهم ؟
حسناء / كيف تباني أرد عليهم ؟ بكون قليلة حيا وأأكد لهم اللي يقولونه طبعا ، بس لا تخاف حرقت رجول الحرمتين اللي تكلموا عني وعن بشرى .
ضحك ليقول / كفوا اخت مساعد .
أكملت حسناء بغيظ / طول الوقت يطالعوا فينا مالت عليهم ، متأكدة كانوا يدورون شيء عن نجد عشان يتكلمون فيها بعد ، تدري مساعد طلعت عايلتنا شغلهم الشاغل ، واكتشفت اننا ضاغطين عليهم بقوة ، مقهورين والله ليش سمعتنا كانت طيبة ، وعبدالعزيز الله يرحمه هو وعياله أحسن وأغنى ناس بالديرة ، عشان كذا كل ما صار شيء الصغير والكبير يقعد يتكلم ، بزعل صراحة لو اعمامك باعوا البيت وتركوا الديرة للأبد ، حرام ما عاد راح يكون فيه عايلة عبدالعزيز الــ ……. ولا عياله وأحفاده ، ثم إيش ؟؟ ما في حديث رئيسي في المجالس طبعا .
ضحك مساعد من أسلوبها / مو لهالدرجة .
نظرت إليه بإهتمام / إيه ما قلت لي ، شخبار عروسنا الحلوة ؟ عاد لا تواخذني مساعد من زمان أبي أسأل بس تدري إني دايم مشغولة ، آآخ من حياة المشاهير الصعبة .
ارتفع صوت ضحكاته ، وهو يحاول إخفاء ضيقة عن أخته / بخير الحمدلله تسلم عليكم .
نظرت إليه حسناء وكأنه تتفحصه / هممم في شيء غريب أنا حاسة .
قبل أن يجيب بشيء قاطعه صوت عايض / مساعد يا اللي ما تستحي ، قلنا لك تجيب أشياء وانت جاي تسامر معاهم ؟
نهض مساعد وكأنه انتبه للتو / أوف آسف نسيت والله .
قالها ودخل إلى المنزل بسرعة .
أما هو فحين نوى الإبتعاد والعودة إلى حيث أتى منه .
وقعت عيناه بعيني يُمنى التي كانت تنظر إليه .
لمعت عيناها حين نظر إليها .
ثم ازدردت ريقها وهي تنظر إلى الأسفل .
تنهد بضيق والتفت عائدا إلا أبناء عمه .


______


بعد منتصف الليل ..
حين نام الجميع ودخلت هي إلى حجرتها منهكة للغاية .
كان اليوم طويلا جدا .
وأحداثها غير عادية .
لم تعد إلى المنزل بعد أن خرجت قبيل المغرب .
ظلت في الخارج مع أبناء إخوتها ، تتحدث إليهم وتسأل عن أحوالهم وتلعب معهم وتتناول الطعام .
ولم تكن بمفردها .
بل حتى شقيقاتها وبناتهن خرجن للجلوس في الخارج .
جميعهن تجنبن الحديث عن المنزل .
لذا تستطيع القول أن هذا أجمل إجتماع حصل منذ زمن طويل .
بسبب إبتعادها عنهن منذ زمن طويل ، وبسبب فرق السن بينها وبينهن .. تجزم أنها لا تعرفهن جيدا .
ولا تعرف الطيبة من الخبيثة منهن .
لذلك لم تسمح لأي شيء أن يكدر تلك اللحظات الجميلة ، ضحكت من قلبها .
تحاول نسيان حزنها وضيقها .
حتى انتهى اليوم بطوله ، بعد قضاء وقت ممتع جدا .
صعدت إلى حجرتها تبحث عن راحة جسدها .
ولكن هيهات ..
بعد أن بدلت ملابسها واستلقت ، طُرِق الباب ، لتفتحه وتجد حامد .
سمحت له بالدخول .
وجلست بجانبه على السرير ، ليصدمها بما قال / ولد عمك عايض يبي يرجعك ، إيش تقولين ؟


_____

انتهى الفصل


إن شاء الله أعجبكم الفصل واستمتعتوا يا جميلات
يارب يارب يارب نلتقي في الأسبوع القادم
قولوا آمين ما عاد أبي أعتذر ههههههه


أميرالز likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 08-12-19 الساعة 01:10 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 08-12-19, 01:12 AM   #46

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 5 والزوار 7)
‏فيتامين سي*, ‏سجى الإحساس, ‏MeEm.M, ‏صمت الهجير, ‏Lazy4x


قراءة ممتعة لكم ...... وردود ممتعة لنا ....... وللغاليه يمنى .......


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 08-12-19, 11:05 PM   #47

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-19, 01:12 AM   #48

زهرة٢٠١٨

? العضوٌ??? » 421501
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » زهرة٢٠١٨ is on a distinguished road
افتراضي

رواية تجنن بالله عليكي ارجعي وكمليها نفسي اعرف النهاية

زهرة٢٠١٨ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 05:45 PM   #49

زهرة٢٠١٨

? العضوٌ??? » 421501
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » زهرة٢٠١٨ is on a distinguished road
افتراضي

اسلوب جميل وحكاية اجمل ربي يسعدك كمليها

زهرة٢٠١٨ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-19, 02:03 PM   #50

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثاني عشر

______

نهضت من سجادتها بعد أن انتهت من قراءة وردها لتتجه ناحية النافذة .
ابتسمت وهي ترى الجو جميلا والسماء غائمة .
إذا هل المطر على وشك الهطول ؟
رائع إذا .
ستكون هذه أجمل رحلة منذ زمن طويل .
التفتت لتنظر إلى البنات ، تريد النزول ولكن لن تنزل بمفردها بالتأكيد .
اقتربت منهن بعد أن خلعت إسدال الصلاة ، وبدأت تنادي بأسمائهن واحدة تلو الأخرى بخفوت .
حسناء لينا ضحى سمر عفاف !
جميعهن دخلن في سبات عميق.
بعد السهر الطويل تحت ضوء القمر كما يقولون.
هي أيضا سهرت ، ولكنها لن تفوت مثل هذه الأجواء أبدا .
لا بد من أن يُمنى التي نامت مبكرا ستكون مستيقظة .
ارتدت عباءتها وخرجت لتتجه إلى غرفة يُمنى ، طرقت الباب بخفة وهي تنادي بإسمها ، حتى فتحت لها يُمنى .
لتنصدم من وجهها الذي بان عليه أثر السهر .
سألت بإستغراب / ما نمتي ؟ وش هالهالات ؟
دخلت يُمنى وتركتها خلفها ، لتجلس على المقعد بجانب النافذة وتنظر إلى الخارج بشرود ، وهي ترفع رجليها وتضع ذقنها فوق ركبتيها .
جلست نجد أمامها ، لتسأل بفضول / فيك شيء ؟
ظلت يُمنى صامتة لمدة دقيقة ، ونجد تنتظر الإجابة .
لتتنهد أخيرا وتعتدل بجلستها / ممكن تتصلي بعايض ؟ أبي أشوفه شوي ، لو سمحتي نجد .
اتسعت عينا نجد بإستغراب ، قبل أن تسأل قاطعتها يُمنى برجاء / أرجوك نجد لا تقولين شيء ولا تسألين ، اتصلي الحين أبي أكلمه .
هزت نجد رأسها فاغرة فمها بذهول .
لم تتمكن من الإعتراض أمام ملامح يُمنى التي تنبئ بأن شيئا ما قد حصل وأزعجها بشدة ، حتى أنه حرمها من النوم !
يُمنى تقدس النوم في وقته !
بما أنها لم تنم طوال الليل يعني أن الأمر لم يكن عاديا .
كانت شاردة وهي تضع الهاتف على أذنها وتنظر إلى يُمنى الشاردة أيضا وهي تنظر ناحية النافذة .
حتى أتاها صوت عايض الناعس / هلا نجد وش بغيتي ؟
أجابته بصوت منخفض / وينك نايم ؟
عايض / إيه بنام ، في شيء ؟
ترددت وهي تقول / يُمنى تبي تشوفك .
يبدوا أنه فزّ من مكانه وهو مندهش مما سمع / صدق ؟
حزنت عليه بشدة ، يبدوا أنه فرح وظن أن الأمر مثلما يتمنى .
لا يدري عن البركان الذي سيثور بعد قليل / إيه .
رد بلهفة / تمام بنتظرها برة .
أغلقت الخط وهي تزم شفتيها بضيق ، وتنظر إلى يُمنى التي تنتظر الإجابة / وش قال ؟
نجد / ينتظرك برة .
نهضت يُمنى على الفور تحت أنظارها التي لا تزال مستغربة منها وغير مصدقة ما يحصل .
حتى التفتت إليها يُمنى بعد أن انتهت / يلا ؟
اقتربت منها نجد / يُمنى أمانة قولي لي إيش صاير ؟ ليش تبين تشوفينه كذا فجأة ؟
ردت يُمنى ببرود / ممكن شوية خصوصية نجد ؟ هو صحيح الموضوع متعلق بي وبأخوك ، بس اسمحي لي ما أقدر أقول لك شيء ، خليه هو يعلمك بعدين .

حقا .. الأمر غير عاديا على الإطلاق .
أومأت بإيجاب لتلف طرحتها وتسير خلف يُمنى ، حتى استقروا بالخارج ، خلف المنزل كالعادة .
تركتهما وابتعدت حتى يأخذا راحتهما .
ولكنها كانت تترقبهما من بعيد ، والقلق والفضول يكادان يقتلاها .
الطف يارب .
لا تجعل قلب أخي ينكسر مجددا .


عند عايض ..
كان هو الآخر يفكر طوال الليل .
كيف ستكون ردة فعل يُمنى ؟
ماذا ستكون إجابتها ؟
هل ستوافق الأميرة !
نام واستيقظ ولا زال فكره مشغولا بها .
حين ذهب لينام مجددا بعد صلاة الفجر ، أتاه إتصال نجد الغير منتظر .
بما أنها لا تعلم شيئا عن تحدثه إلى شقيق يُمنى .
تفاجأ للغاية وشعر ببعض السعادة ، ولكنه أيضا قلق للغاية .
أسرع إلى الخارج ووقف ينتظر .
حتى خرجت نجد وألقت نظرة غريبة ، جعلته يقلق أكثر .
ثم خرجت من وراءه يُمنى .
عيناها أيضا جعلته يخاف مما سيسمعه .
وقفت أمامه ، نظرت إليه بعينين محمرتين .
ابتسم غصبا عنه يقول / صباح الخير .
لم ترد على الفور ، بل بعد عدة ثوان .. تكتفت وقالت / ممكن أعرف يا عايض إنت إيش تبي مني بالضبط ؟
أدخل هاتفه بداخل جيبه ونظر إليها باستغراب / ما فهمت .
ردت بحدة / قلت لك يا عايض إني ما عاد أبيك وشوف حياتك مع واحدة غيري ، ليش مصر تزعجني وترجع تفتح الموضوع ؟ لا وهالمرة وصل عند أخوي ؟
غضب عايض من إصرارها هي على عدم العودة إليه .
بالرغم من تصرفاته الواضحة فيها أنه لا مشكلة لديه أبدا ، لم ينسى ما حصل ولكنه يحبها بشدة .
يعرف أنها لم تخطيء ، لن يتمكن من تركها لغيره / وأنا مو قادر أفهم سبب رفضك ، عطيني سبب واحد مقنع ، خليني أبعد عنك وقلبي مقتنع بالسبب اللي يخليني أتركك وراي وأروح .
يُمنى وقد بدأت دموعها تتجمع ، إلا أنها تمالكت نفسها لتقول بنبرة قوية / نفس السبب اللي خلاك تهدني والديرة خمس سنين .
نظر إليها بغير تصديق / إنتي طلبتي هالشيء ، طلبتي إني أتركك ، ليش زعلانة من هالشيء ؟
يُمنى / ماني زعلانة ، بس ليش وقتها سمعت كلامي ورحت ؟ والحين لا ؟
ضحك بسخرية / وانتي تقارنين هذيك الفترة باليوم ؟ يُمنى كنا أصغر , وكنتي توك تخرجين من مصيبة وتخرجين بغيرها ، وأنا كنت جدا زعلان من اللي سويتيه فيني ، يوم كلمتي أبوي وخليتيه يجبرني أطلقك ، زعلي كان طويل ومبالغ فيه ، المفروض أغيب سنة ولا سنتين ثم أرجع أنا أدري ، بس صدق الموضوع زعلني ، إنك ما وثقتي فيني ولا وثقتي بحبي لك .
مستح يُمنى دمعتها بسرعة لتكمل / واعتبر لسه الموضوع جديد ، تعامل معاه وكأني توني متأذية من اللي سواه فيني سليمان ، وكأنه لسه ما مر على السالفة شيء يا عايض ، أرجوك .
حقا لماذا هي مصرة إلى هذه الدرجة ؟
لمَ تريد أن تكسر قلبه هكذا ؟
لم تمنحه يوما حتى أملا صغيرا ، أملا كاذبا على الأقل .
دائما كانت صريحة ، جارحة .
منذ أن أصبحت على ذمته .
باحت له بحبها ، كانت صادقة !
ثم بعد ذلك ظلت تجرحه وتؤذيه ، تذكره كل حين بما فعله دون إرادة .
اقترب منها خطوة ، وعادت هي إلى الخلف خطوتين / ما اقتنعت .
صاحت بغضب / وش تبي تسمع أكثر من اللي سمعته يا عايض ؟ أنا ما عاد أبي أجرحك ولا أزعلك مني رجاء ، خلنا هالمرة على الأقل نفترق وخواطرنا طيبة من بعض .
نظر إليها بذهول ، قبل أن يقول بصدمة / متى التقينا يا يُمنى عشان نفترق ؟ ليش تسوين فيني كذا ؟ ولا حبك لي ما كان حقيقي ؟
اتسعت حدقتيها قبل أن تضحك بسخرية وهي تبكي من ألم قلبها عليه ، تدري أنه لا يريد تركها ، وهي أيضا تريد العودة إليه .
ولكنها لن تؤلمه أكثر من ذلك بالحقيقة الموجعة / وحقيقة إني رحت لعند سلمان ؟ وانه تحرش فيني ؟ وإني ما سمعت كلامك ووثقت فيه بعد كل شيء قلته لي ؟ كل هالأشياء مو مقنعة ؟
احمرّ وجهه من شدة الغضب ، إلا أنه قال بكل هدوء / لا ، كل هالأشياء أنا عارفها من زمان ، وما وقفتني من قبل بتوقفني الحين ؟
شدت قبضتها بقوة وهي تغمض عينيها مجددا ، تبكي بصمت / طيب أنا ما أبيك ، هالشيء مو كافي ؟
نظر إليها بألم ، وهز رأسه نفيا / أنا طول عمري أناني فيك ، حتى لو قلتي لي مليون مرة إنك ما تبيني ، راح أظل مصر .
التفتت عنه وولته جانبها ، قبل أن تتنهد بقوة وتسمعه وهو يقول / مو قبل ما أعرف ليش كنتي انتي مصرة على الطلاق .
غضبت يُمنى مجددا ، لتصرخ وتصدمه بأكثر عبارة ألمت قلبه وجرحته .
ثم غادرت لتتركه واقفا في مكانه بصدمة وهول ودهشة ، أو لا يدري كيف يصف شعوره ذلك الوقت ، بعد أن سمع ما سمع .
كأنه يهوي من السماء السابعة ويسقط على قاع لا قرار له .
لينتبه على صوت نجد التي هرعت نحوه بعد أن رأت يُمنى تدخل .
نظر إليها ، ثم ذهب عنها متجاهلا نداءاتها .


ركضت نجد خلفه تريد معرفة ما حصل ، إلا أنه اختفى في غضون ثواني بعد أن ركب سيارته .
وقفت في مكانها لبعض الوقت ، قبل أن تلتفت بحيرة .
ثم تصرخ متفاجئة حين رأت ثوبا أبيضا .
وشخص يقف بصمت على بعدة عدة خطوات منها .
لتضع يدها على صدرها ثم تتنهد براحة / فجعتني مساعد ، وش تسوي هنا ؟
حرك حاجبه وهو يسأل / إنتي وش تسوين لوحدك ؟ شفتك تجرين .
تنهدت بضيق / ولا شيء كنت مع عايض ، زعل وراح مدري على وين .
مساعد / ليش ؟
حركت كتفيها بحيرة ، ثم نظرت إليه بلهفة .
لتزدرد ريقها حين التقت عيناها بعينيه .
أخفضت بصرها بإحراج ، حين سأل / شخبارك نجد ؟
زمت شفتيها بتوتر / حمد الله ، وانت ؟
ألمتها إبتسامته تلك ، حين قال / يعني .
قالت بخفوت / آسفة .
غضب مساعد ليقول بحدة / نجد وبعدين معك ؟ كم مرة لازم أقول لك ما لك ذنب اللي صار ؟ انتهينا , ولا تحتاجين ضرب عشان تفهمين ؟
ضحكت نجد متفاجئة من أسلوبه .
وابتسم هو / دوم إن شاء الله ، عاد لو كنتي صدق وحدة من خواتي ضربتك عشان تفهمين ، ترفعين الضغط .
رفعت عيناها تحبس تلك التنهيدة الموجعة في قلبها / يكفي مساعد ، لا عاد تعاملني كأني واحدة من خواتك لأني مو أختك ، متى بتحس فيني يا غبي ؟ إلى متى بتقعد تجرحني ؟ أنا أحبك ليش مو راضي تفهم وتحس ؟
انتبهت إلى نفسها حين قال مساعد / في شيء نجد ؟
ابتلعت ريقها وهي تهز رأسها نفيا ، وتحمد الله أن ذلك الحديث الغبي كان بداخل نفسها .
وإلا تبرأت منها عائلتها إن علمت بما فعلت .
وظهرت أمام مساعد بمظهر الحمقاء الوقحة تماما .
سألت بإرتباك / ما سويت شيء ؟ يعني .. على إيش ناوي بالضبط ؟
قبل أن يجيب قاطعه رنين الهاتف المنبه بوصول رسالة .
ليفتحه ويرفع الهاتف ناحيتها / إلا , ووصلني الرد .
قرأه بصمت ، وملامحه تتغير أمام نظراتها .
حتى انتهى تنهد بضيق , ورفع عيناه لتقع بعينيها مجددا .
عضت شفتها لتقول / الله يعوضك خير مساعد .
هزز رأسه بإيجاب وهو يعيد هاتفه إلى جيبه .
شهقت نجد بفرحة حين هطل المطر فجأة ، لتصرخ / الله وأخيرا ، أساسا أنا نزلت عشان المطر .
رفعت يديها ودارت حول نفسها مرة واحدة وهي تضحك .
ضحك معها مساعد بصوت عالي .
كأنها طفلة !
شعرت بالخجل وتدلت كتفيها بإحباط .
ابتسم لها / بدخل خذي راحتك ، بس تعالي جوة في الساحة كلهم نايمين ، لا يشوفك أحد من الديرة وتطلع لك فضايح من حيث لا تعلمين .
قالها ودخل .
لتتبعه هي وتغلق باب المنزل خلفها .
ثم تقف تحت المطر بسعادة , وقد نسيت ضيقها من مساعد الذي اختفى من أمام عينيها .


______


مرّ أسبوع كامل على ما حدث .
وعلى إتيان ليث لرؤيتها .
قبل أن يغادر أخبر عمر أنه لا يريد إطالة الأمر ، لذا حدد موعد عقد القرآن على الفور ، والذي سيكون بعد أسبوع .
هيفاء لم تعد بعد .
بالرغم من إتصالاتها المتكررة .
إلا أنها لم تفعل .
ساور نوف القلق ، وخافت كثيرا .
بأن لا تستفيد مما تفعله .
تقصد الزواج من ليث من أجل مصلحتها هي وهيفاء .
ولكنها أخبرتها قبل قليل برسالة نصية ، أنها ستعود في الغد .
بعد أن سمعت خبر حفل عقد القران من أهل العريس ، أختمت رسالته بـ ( لا يكون توقعتي مني أثق فيك وأرجع على طول ؟ )
يا لها من إنسانة خبيثة .
رمت هاتفها جانبا بغضب ، لتسحب عباءتها من على الشماعة وترتديها .
ثم تخرج من حجرتها بعد أن حملت حقيبتها الصغيرة .
نزلت إلى الأسفل واتجهت إلى غرفة والدتها .
ألقت السلام ووقفت بجانب الباب ، تنتظر شقيقتها تنهض من جانب والدتها / يلا نروح ؟ لأني بمر لينا شوي قبل لا أرجع البيت .
وقفت آلاء التي تكبر نوف بثلاث سنوات ، متزوجة ولديها ابن وابنة / يلا أمي إن شاء الله برجع لك في الليل .
قبلت رأسها ويدها وخرجت برفقة نوف .
لتركبا سيارة سائق آلاء ، متجهات إلى السوق للتجهيز لحفل نوف .
بعد أن انتهيا توجها إلى منزل هنادي بالفعل .
جلست آلاء بالأسفل مع هنادي ، أما نوف فصعدت إلى الأسفل .
لتنصدم حين وجدت لينا ترقد على الفراش بسبب حمى شديدة .
هرعت نحوها بخطوات سريعة / بسم الله لينا يا عمري إيش فيك ؟
شهقت بعد أن تلمست جبينها / لا إله إلا الله وش هالسخونة قاعدة تحترقين ، ليش ما علمتيني ؟
أجابتها لينا بوهن وهي تبتسم / وليش أعلمك ، تراها سخونة بس راح تنزل بكرة .
رفعت ضحى صوتها من خلف نوف / إيه بتنزل بكرة عشان ترجع تذاكر ، يا بنت ف أحد يحب الدراسة لهالدرجة ؟ انتي على الأرجح راح تكوني شهيدة ، ماتت في سبيل العلم .
ضحكت نوف / بسم الله عليها الله يطول بعمرها .
ابتسمت ضحى تجامل وهي تنظر إلى الأكياس بيد نوف / إيه وش هذا اللي جبتيه للينا وما جبتي لبنت البطة السودا اللي هي أنا .
نهضت نوف وخلعت عباءتها وهي تقول / ماني بخيلة عشان أجيب للينا وما أجيب لكم ، آلاء تحت جايبة للكل بعد .
أخرجت كوب قهوة باردة وصحن حلا لتعطي لضحى التي ضحكت ، وآخر للينا .
ضحى / ياخي تسلمين إيه الحين أقدر أحبك كويس .
هزت نوف رأسها بأسى ، قبل أن تساعد لينا على النهوض / يلا قومي كلي الحلى على الأقل ، موعاجبني وضعك كذا ، ضروري تتعافين بسرعة عشاني .
سألت ضحى / ما قلتي وش المناسبة يا نوف عشان تجيبين لنا قهوة وحلى ؟
نوف / الجاحدة ، كأني قبل كذا ما جبت لكم .
أكملت وهي تبتسم / بس فعلا هالمرة في مناسبة ، توني كنت في السوق مع آلاء ، قاعدة أجهز لملكتي .



سقط كوب القهوة من يد ضحى ، وصارت تكح فجأة بعد أن شرقت بالقهوة .
اقتربت منها نوف مفجوعة ، تضرب بيدها على ظهرها بخفة / وش صاير ؟
ضحى بعد أن اعتدلت ، نظرت إلى نوف بدهشة / ملكة مين وش السالفة ؟
خجلت نوف / ملكتي ، نهاية الأسبوع الجاي .
نظرت ضحى إلى لينا بصدمة ، بادلتها الأخرى ذات النظرة .
ظنت نوف أنهما انصدما لأنهما لم يسمعا عن الموضوع سابقا ، لتقول / أنا آسفة إني ما علمتكم من قبل ، بس صدق كل شيء صار بسرعة ، توه جا يشوفني بداية هالأسبوع ، وعلى طول حدد موعد الملكة .
لم تتمكن ضحى من الرد من شدة صدمتها وألمها على شقيقها المسكين .
سألت لينا بهدوء / ومين هو ؟
ابتسمت نوف / قريب هيفاء ، اسمه ليث .
ضحى / واضح من ابتسامتك إنك جدا مبسوطة .
ضحكت بخجل / صراحة إيه ، عجبني مرة .. تخيلوا وش يكون بعد ؟ إمام مسجد .
نهضت ضحى وقالت رغما عنها / مبروك مقدما ، الله يوفقك .. بروح أجيب مويا عشان أنظف .
خرجت مسرعة وهي لا تكاد تصدق ما سمعت للتو .
أما لينا فنظرت إليها بعتاب / أسبوع وما تقولين شيء ؟
اقتربت منها نوف تقول بنبرة آسفة / آسفة لينا بس والله ما حبيت أشغلك وانتي مشغولة بدراستك ، وكإعتذار جايبة لك هالفستان تلبسينه بالحفل ، تمام ؟
أومأت لينا برأسها بإيجاب وهي تبتسم / مشكورة يا نوف ، ومبروك ربي يوفقك .


لم تكن لينا قريبة من أخويها إلى ذلك الحد .
ليس مثل نجد أو ضحى .
ولا تعرف عن حب عاطف العميق لنوف .
لذا لم تشعر بما شعرت به ضحى .
التي هرعت إلى غرفة عاطف وفتحت الباب بقوة .
حتى فزع الآخر من مداهمتها بتلك الطريقة / الله يأخذ العدو وش فيك ؟
جلست أمامه بملامحها الواجمة .
ليسأل بقلق / وش صاير ؟
ضحى / عاطف إنت لو تحب نوف ليش ما تقدمت لها وطلبت يدها ؟
ضحك وهو يضربها على رأسها بخفة / ما لك شغل انتي ، بس ليش تسألين ؟
صرخت بغضب / يعني عادي عندك تحط يدك على خدك وتنتظر ثم هي تطير من يدك ؟
عاطف ببرود / روقي ضحى ما أظن إنها راح تتزوج قريب ، لأنها لسه متأثرة بالحادث .
ضحكت ضحى بسخرية لينظر إليها بإستغراب / ليش تضحكين ؟
ضحى / لأنك غبي وما تعرف نوف ولا تعرف وش صاير ، نهاية الأسبوع ملكتها .
أسقط عاطف القلم من يده وعينيه متسعتين تماما / كيف ؟
حزنت عليه ضحى ، ولكن عليه أن يتقبل الصدمة مرة واحدة / إيه خطبها واحد من أقارب هيفاء زوجة عمر ، والبنت طايرة من الوناسة ، جايبة لنا حلى وقهوة عشان تبشرنا .
وقف عاطف والذهول مسيطر عليه تماما / ضحى إنتي أكيد تمزحين ولا سامعتها غلط ؟
وقفت هي الأخرى / للأسف إنه الكلام صحيح ، ليتك يا عاطف ما أجلت الموضوع وخطبتها على طول .
ظل عاطف ينظر إليها بغير تصديق ، لتغادر ضحى بعد أن عانقته / الله يعوضك خير يا اخوي والله تستاهل اللي أحسن منها صدقني .
تعلقت عيناه بالباب حيث اختفت ضحى .
ينتظر منها أن تعود وتفتح الباب لتضحك وتصرخ قائلة ( كان مقلب ) .
ولكنها لم تعد !
ليجلس على سريره ببطء .
يشعر بضيق شديد .
لم يكن حبه لنوف حديثا ولا عاديا .
يحبها منذ زمن بعيد .
كان معجبا بها منذ الصغر ، إلا أنه لم يعترف بذلك على الإطلاق .
لأنها كانت تبدوا وكأنها لا تراه ، أو تتعالى عليه لسبب مجهول .
نعم كان ذلك السبب الأساسي الذي لم يمكّنه من التقدم لخطبتها .
كلما فكر بالأمر ، كلما نوى أن يتشجع ، كلما شعر بالتوتر والخوف من ردها يقيده تماما ، فلا يجرؤ على فتح الموضوع مع والده .
الآن وبعد أن سمع ما سمع من ضحى ، وأنها بالفعل ستتزوج ..
شعر بقلبه يتحطم ويؤلمه للغاية .
كأنه فقد جزءا من حياته .
يندم على تأجيله للموضوع مرارا وتكرارا .
كان يفكر بها كل يوم ، يحبها بينه وبين نفسه .
يهيم بها وهي لا تدري عنه .
لم يعش ذلك الحب مثل أي معشوقين ، لم يرسل إليها أي رسالة ، لم يكتب أي كلمة أو عبارة يعبر بها عن حبه لها ، لم ينطق لها شيئا .
بل لم يعترف لها أساسا .
لم يرغب ببدء تلك العلاقة بأي شيء خطأ .
لا يندم على أي شيء من تلك الأشياء .
ولكنه يندم على عدم طرق باب منزلها برفقة أبيه ، طالبا ليدها !
الآن هي ستصبح لغيره ، و ( البنت طايرة من الوناسة ) !
ما يؤكد له هذا الشيء أنها بالفعل لم تراه يوما !
لم تبصره ، ناهيه عن شعورها به .


أميرالز likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.