آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لمن يهتف القلب -قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          [تحميل] أعشق آنانيتك عندما تتمناني لك وحدك ، للكاتبة/ &نوني بنت الجنوب& (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          لورا والدوق الأسباني (12) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree214Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-19, 10:59 PM   #141

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
ليلة جمعة طيبة للجميع
هذا الأسبوع انشغلت بالدراسة و لم أكتب شيئا من الفصل السادس
موعدنا الاسبوع القادم 😍

زهر رمان likes this.

bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 22-11-19, 11:03 AM   #142

ياسمين78

? العضوٌ??? » 433181
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 128
?  نُقآطِيْ » ياسمين78 is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل شو صار لاكرم ونسيم.. ماريا معقول تدخل عرين أيوب وشو ب ينتظرها بالمستقبل يعقوب لازم يفتح صفحة جديدة بحياته و يغلق صفحة لينا . تسلم ايدك ♥️
زهر رمان likes this.

ياسمين78 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-19, 06:32 PM   #143

البندري 1

? العضوٌ??? » 448351
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » البندري 1 is on a distinguished road
افتراضي

ماشاءالله لاقوة إلا بالله الكاتبه دائما مبدعه الله يسعدها
زهر رمان likes this.

البندري 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 12:29 AM   #144

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله
ليلة طيبة للجميع
اود الاعتذار على عدم ردي عن التعليقات الخاصة بالفصل الماضي ، انشغلت بظروفي الدراسية و العائلية ..و كذلك وفاة خالي رحمه الله .. و كتبت الفصل السادس بصعوبة ..
سيتم تنزيل الفصل حالا !!

زهر رمان likes this.

bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 12:32 AM   #145

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
B10

الـــفــصــل الــســادس

"البدايات الجديدة ، قد تأتي بخسائر أفظع"


وهران ..إحدى المستشفيات الخاصة


حينما يظلل طيف الموت حياة من نحبهم فإننا نرى أن كل العالم قد أظلم و اسوّد أمام ناظرينا ، و أن الارض ضاقت علينا بما رحبت ، فأمسينا مشردين و ضائعين نتخبط داخل أروقة أرواحنا التي أخذت تصغر شيئا فشيئا حتى تكاد تطبق على أنفاسنا، فلا نتقن فنا بعدها غير الوجع .
فلمّا تلقّى "خليل" خبر تواجد ابنته في المستشفى بعد تعرضها لطلق ناري ،ضاعت منه الكلمات و لم يتذكر كيف بلغ وجهته ، يسير في الرواق الطويل و الرؤيا أمامه تتحول لضبابية ، يشعر بضغط رهيب على صدره يمنعه التنفس ، فحاول جاهدا الحفاظ على توازنه ففشل و آخر ما أدركه هو سقوطه أرضا .
و في اللحظة التالية التي فتح فيها عينيه ،وجد زوجته الباكية بجانبه و على يمينها يقف شقيقه الأكبر "هشام"
- نـ..نسيم .
أقبلت عليه منى تتنفس الصعداء و تمسح دموعها قائلة :- الحمدلله ، لقد أخفتنا عليك.
تكلم شقيقه :- نسيم بخير ، الرصاصة لم تُصب أعضاءً حيوية ، وها هي ترتاح في غرفتها .
لم يطمئن ، و لن يفعل حتى تتكحل عيناه برؤية ملامحها ، و لن يتنفس براحة حتى يضمها إلى صدره ، بل يشقه و يدخلها وسطه حيث لن يمسها مكروه قط .
نسيم هي القاعدة التي يرتكز عليها ، رغم هشاشتها فإنها صلبة تسنده
و لم ينل ما ابتغاه فاضطر للانتظار حتى اليوم الموالي ليراها و لما نال الإذن ،لم يكترث بالاعتراضات التي لاقاها من شقيقه و زوجته يحثانه على التريث
- خليل مهلك! الطبيب أمرك بأن تبتعد عن أي ضغوطات.
- أنا بخير يا منى ، سأرى ابنتي ، و سوف أكون بخير .
دخل الغرفة دون إذن أو استئذان ، و لم يتمالك نفسه و فؤاده يفيض ألما و سخطا ما أن قابله وجهها المتعب الذي بان عليه الألم لما رأته ، و جيوش أدمعها احتشدت عند جفنيها تتجهز لفتك قلبه و بهره
و هو كان ضعيفا أمامها رغم قوته
كان عاجزا ، خائفا و شكورًا
- أبي.
تجاهل الممرضة التي الذي كانت أمامها و سارع الخطى نحوها ليجلس بجانبها على طرف السرير ، يقبّل كل جزء من بشرة وجهها المليح ، يتشرب نظرات عينيها و يهمس بتحشرج :
- أخفتني عليكِ يا حبيبتي .. حمدا لله ..حمدا لله .
تأوهت بألم عندما مدت ذراعيها تحتضنه بقوة واهية ،بل تتمسك به رغم ضعفها
الأب هو من يمنح التوازن و الثبات و إن كان هو أعوجا
يداوي و إن كان هو المجروح
فأسند خليل جبينه على جبينها ، يتلمس خديها بأنامله هامسا بصوت يرتجف من البكاء الذي يكتمه :
-أوجعت قلبي عليك يا سمسم .. والدك لا حياة له بدونك يا صغيرة ، ما كان يجب أن تتأذي ، كان يجب أن أحميك ، أن أبقيكِ داخل أضلعي فلا يمسك أي أذى يا أميرتي ..
بأصابعها المرتجفة أخذت تمسح دمعته التي فرت من أسر جفنيه :
- أبي ، لا تبكِ ..أنا آسفة ..لا تحزن .
- أنا لا أعيش بدونك يا سمسم ، أنتِ حياتي و كل عمري.
تبسمت بوهن و قبلته تداعب وجنته بأناملها ، تسمعه يغمغم بكلمات حنونة و مهدئة في حين تنتقل أصابعه إلى منابت شعرها بحركات مداعبة ، حتى جرفها النوم دون شعور منها
و لم يوقظها من غفوتها القصيرة سوى صوت أمها الذي يعكس تذمرها :
- لقد نامت بسببك ، لم أتحدث معها ، لم أطمئن عليها .
- ستستيقظ مجددا .
- و الشرطة هنا ، يريدون أخذ إفادتها ، حتى الدرك الوطني .
بصوت ناعس متعب نادتها :- ماما .
فأقبلت عليها الأخيرة تتتفس الصعداء و على وجهها ابتسامة فرحة غسلت عنها كل أوجاعها فشعرت كأن كل الدنيا بخير
- حبيبتي ، هل كل شيء بخير ؟ أتتألمين؟ .
هزت رأسها بلا معنى ، تستمتع لوالدتها و هي تلقي على مسامعها وصايا و تحذيرات الطبيب ، بينما ينشغل تفكيرها بأكرم الذي سألت عنه فلاقت الصمت و إجابات نافية .
فقيل لها بأنه قد نُقِل إلى مستشفى ثانية ، و أن حاله كان غير مستقر حينما أحضروه
أهو حي أم لا ؟ ..لا تعلم و تكاد تموت خوفا و قلقا عليه
نظرت لعمها هشام الذي لثم جبينها و ابتسمت تفهم نظرات الدعم التي يبثها إياها ، فالعاصفة ستضرب سواحلها ما أن يشرع والدها في استفساراته ، و التي تأجلت ما أن دخل جنديان من الدرك الوطني و باشرا بطرح أسئلتهما ، و ما أثار استغرابها عدم تطرقهما بتاتا لأمر "أكرم " ..أتراه مات ؟
انقبض قلبها بألم عند ذاك الخاطر و فضلت دفعه خارج أفكارها ، و التحلي ببعض الأمل
بعدما أن وقعت على الورقة التي تحمل أقوالها حتى عاجلها خليل بالسؤال :
- من هذا الذي كان معك ؟ ، و من هو عدنان ؟ .
ازدردت ريقها تتكلم بحذر :
- أبي ، لا تغضب ،حسنا؟ .
- تكلمي يا نسيم .
فباحت بكل الحقائق دون مواربة أو إنقاص ، بكت قليلا ، حزنت ، و خافت لما رأت تبدّل ملامحه ، أما نظرة "خيبة الامل" التي ألقاها عليها فقد بهرت روحها و شقت فؤادها لقطع غير متساوية
أخطأت ..و ستتحمل التبعات أيا كان مقدار الألم
التقط والدها هاتفه من جيب بنطاله العسكري و غادر الغرفة بعدما قال :
- حسابي معك سيكون لاحقا .

*
*
*

بعد أسبوع في المنزل

عاصفة الحب لا يسبقها هدوء بل صخب ، و لا يعقبها سوى دمار شامل يخلفه هدوء قاتل ، مضني و مدمر للأعصاب
حينما طرق الحب أبواب قلبها ،لم تحتمِ ،أو تختبئ ،بل فتحت له ذراعيها مرحبة و على وجهها ابتسامة سعيدة ،بعدما وثقت بالشخص الخطأ
طورت مشاعرا نحو رجل لم تعرف عنه شيئا غير اسمه ، و لم يبق لها منه غير ذكريات ترسو سفنها على مرافئ أفكارها فتزيدها تعلقا و حنينا بعدما ِرحل و تركها بعين مسهدة ، نفس مضعضعة ، روح مثقلة بالندم و قلب غبي يخفق بالعشق!!
أمسكت القلادة الفضية و عليها مجسم صغير لأفعى بين أصابعها تنظر إليها مليا و لوهلة تبتسم و قد لاح لها وجه أكرم لما أعطاها إياها و قد رأى صدمتها فعلّق ساخرا :
- أردت فراشة لكن لم أجد فاخترت ثاني أفضل حل .
- أفعى صفراء تعضك إن شاء الله .
فيرد :- لن أموت و أتركك لوحدك هنا .
- دغدغت مشاعري حقا ! ..
بافتتان راقبت تدلي بسمته الآخذة للأنفاس على شفتيه فأضاء كل وجهه كأن الشمس قد ألقت بظلالها عليه ، و كم تمنت لو أن قلبها يوقف صخبه العنيف فلا يفضحها
فانكسرت _دون تحذير _ اللحظة التي كانت تود حفظها داخلها عندما نطق أكرم متهكما :
- يا بلهاء ، كنت سأقول بأنني سآخذك معي إلى العالم الآخر في حال مت .
- مت لوحدك يا بائس .
أمال رأسه إلى الجانب قليلا و همس :
-الموت معكِ هو الجنة .
تلعثمت :- شـ..شكرا ..أقصد دعابة جيدة ..—لا يهم ..سأصمت خيرا لي .
فلم يرحمها ، بل اتخذ خطوة إلى الأمام ،فزاد من توترها أضعافا ، و صوته استوطنته نبرة مميزة دفعت برعشة لتسير على طول ظهرها
- كلماتك المتعثرة مع هاتين الغمازتين تجعلك لطيفة جدا .
- أكرم .
- نعم .
أمعنت النظر في عينيه و نطقت بأول كلمة خطرت على ذهنها
- أنا جائعة .
فهز رأسه بلا معنى و علّق :
- دوما معدتكِ تسيطر .
- لا شيء أفضل من الطعام خاصة حينما يكون من حسابكَ أنت .
- بخيلة و طماعة .
على حين غرة التقط يدها يضع القلادة على كفها دون أن يأتي بحركة أخرى ،ثم التفت نحو الأمام حيث تبدو لهما مدينة وهران "الباهية" كاملة و بنيانها يعانق مياه البحر الأبيض المتوسط
- وهران تشهد ، و قلعة سانتا كروز تشهد أيضا بأنني سأصاب بالجنون بسببك يوما ما .
ضحكت :- أنت مجنون من الأصل ،فلا تخف .

غادرت شطآن الذكريات ، بعينين حزينتين و تنهيدة حارة تسكن صدرها ، لا إخراجها يريح و لا كتمها ينفع
فحتى لحظتها تلك لم تكن تعرف عنه شيئا ، أتراه حي أم مات ؟
أين ذهب ؟ ..و لمَ لم يأتِ لزيارتها، فيطمئن و يطمئنُها ؟
وقفت من مكانها على السرير بسرعة _فتأوهت بوجع تضع يدها على مكان الجرح_لما بلغ مسامعها صوت باب المنزل و هو يُصفق بعنف ثم والدها الذي يصرخ باسمها و قبل أن تبلغ الباب كان يدخل عليها و شياطين الغضب تتقافز أمامه
- ما محلي أنا من الإعراب ؟ ، كيف تتعرضين للاختطاف؟ ، تهددين بالقتل و الاغتصاب و أنا لا علم لي!!
- أبي ..أنا .
صرخ :- اخرسي! ، لقد تركت لكِ حرية التصرف ظنا مني بأنني أفلحتُ في تربيتك ، فأتركك تعتمدين على نفسك ، و بدل ذلك تخفين عني أمورا عظيمة ،أضطر بمعرفتها من قادة في الجيش لأن ابنتي الغبية تظن نفسها خارقة القوى ! .
دخل الحجرة عمها هشام و وقف على مسافة صغيرة منها بينما استقرت والدتها خلف خليل ، الذي أخذ يضغط بسبابته على رأس نسيم بشكل متكرر و يقول بانفعال :
- بأي عقل تفكرين ؟ ..ما شأنك أنتِ بمسائل كهذه؟ ..أرسلكِ لتدرسي لا للتورط مع ضابط أمن عسكري في مهمته اللعينة !! .. ما شأنكِ أنتِ؟ .
تدخل هشام يقف حائلا بين الأب و ابنته ،قائلا :
- يكفي هذا ! .. ألا ترى حالها ؟
- هي ابنتي فلا تتدخل يا هشام .
- و هي ابنتي كذلك بالرضاعة ، فما لك عليها ،لي أنا أيضا ، كما أنني شقيقك الأكبر فاحترمني .
تأفف خليل بصوت مرتفع ، ثم مسح بيده على وجهه ، يود لو يحطم الدنيا قهرا بعد الفوضى التي وقعت على رأسه
فلا تمكن من إيجاد ذاك الضابط و لا استطاع فهم المسألة من كل جوانبها ، فالكل يتكتم .
قال مخاطبا زوجته :
- ستذهبان مع هشام يا منى ، لديه منزل آخر في العاصمة سنمكث فيه ، و بعدما أتمم أموري هنا سأنضم إليكما .
سألت نسيم بتردد :
- هل سننتقل إلى العيش في العاصمة ؟ ، لا أريد ذلك ..وهران أفضل .
فيهتف :- و هل تركتِ لنا حلا ؟ ..بسبب سخافتك تم نقلي إلى" بومرداس " من أجل سلامتنا .
اقتربت خطوتين منه ، تحبس دموعها داخل جفنيها و الرؤيا تتحول إلى ضبابية ، قد كانت تسمع صوتها دون أن تفهمه و آخر ما أدركته هو والدها الذي التقطها قبل أن يبلغ جسدها الأرض .
- سمسم ، صغيرتي ،افتحي عينيك .
رمشت لبضع مرات ثم غمغمت :
- أبي ؟ .
فمال يقبّل جبينها و خديها ثم أنفها و يهمس :- أخفتِني عليكِ أميرتي ، أتشعرين بأي ألم ؟
- أنا آسفة ، آسفة جدا .
مسح دموعها التي سقطت ثم ضمها إلى صدره بحنان
- لا بأس حبيبتي ، كل شيء سيكون على ما يرام .
بعد مدة قصيرة كان خليل في غرفته ينزع قميصه و حذاءه العسكريين ، ثم يستقر على طرف سريره و يبقي رأسه بين كفيه
كان حائرا ، مشتتا ، و خائفا على عائلته
فدخلت عليه زوجته تبتسم برقة ثم تتخذ لها مكانا فوق ساقه ،في حين تداعب أناملها الحنونة فكه الخشن
- ابتسامتك هذه تزيح عني همومي .
فنال على قوله عناقا من شفتيها الكريمتين فيهمس لها بعشق يتقنه بين أحضانها
- آه يا منى الروح لو تعلمين! .
عنقها بدا كجنة شُرِّعت أبوابها فأقبل عليها يستسقي القليل من نعيمها ،يشم رائحتها ، يقبّل بشرتها فيزداد احتضانه لجسدها ما أن همست له :
- أنا أحبك أكثر من أي شيء في هذه الدنيا .
- الوقت ليس مناسبا ، لكن سحقا كم أن الشوق قاتل ! ..أنتِ الكريمة فلا تبخلي يا مناي .
فتبتسم تفضح غرامها :
- لك مني كل العشق يا عمري .



يتبع....



التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 29-11-19 الساعة 12:47 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 12:34 AM   #146

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

العاصمة .. منزل الإخوة بلقاسم


لعل أفظع شعور قد يستوطن روح المرء هو كره الذات
أن لا تطيق النظر لانعكاسك في المرآة
أن ترى عيوبا فيك ينكرها الآخرون
ذاك كان ما تملّكها و هي تلامس جرحا دمغ أثره أعلى صدرها ، و ذكرى الموقف ما تزال محفورة داخل ذاكرتها ، فلم تنس كيف ابتسم "خاطفها " ينتهك عري جسدها بنظراته و تعلو عينيه نظرة "عدم رضا" كأن ما يراه لا يعجبه
فقال :- في البشاعة ، و الظلام و الألم جمال يغفل عنه الكثيرون .
وقتها كانت منهكة القوى ، فاقدة لإدراكها بما حولها و كي لا تكذب فقد كانت سعيدة ، فأن يجرحها كان أهون من التعذيب النفسي الذي يلحقه بها كي يكسر عزيمتها
نعم ، كانت تتحول إلى "شيء" مختلف عن ذاتها و ما كان لها من سبيل للنجاة
أغمضت عينيها لما قرّب نصل الخنجر من خدها و همس :
- سأجعلكِ جميلة جدا ، كموناليزا خاصة بي .
ثم غرز النصل في بشرة كتفها ثم أخذ يجره نحو الأسفل ليتوقف عن عند صدرها ، ذاك الوجع كان لها راحة ، بعد ساعات أو آيام أو حتى أسابيع _تجهل مقدارها_ من لا شيء .

هزت رأسها تنفض الذكريات بعيدا ثم ارتدت قميصها قبل أن تلتقط هاتفها فتقرأ رسالة من أيوب الذي لا ينفك يلاحقها باتصالاته ، رسائله و حتى حضوره المتكرر للجامعة
أن يهتم بها لهو أمر يسرها ، فمثلها من عانق الوحدة و آنس الوجع يجوع و يشتاق لاهتمام من شخص آخر "غريب"
لكن "أيوب" لا يرى تشوهات روحها و لا جروح جسدها ، فهو يحكم على بدا و لا يرى ما تخفيه خلف جمال وجهها و أسفل ملابسها
مشوهة ، ممزقة و تعيسة
الارتباط بها سيكون حربا خاسرة ، و تحديا لا تظنه قد يتجاوزه ، لذا وجب عليها حماية نفسها و ما تبقى لها من كرامة و العيش وحيدة
فحتى "مصطفى" رحل و لن يعود لأنه رأى أي خسارة سيتكبدها إن تطورت الأمور بينهما
غادرت غرفتها نحو غرفة المعيشة حيث يقبع "يعقوب" ، و ما أن جلست على مقربة منه حتى تكلم :
- منذ يومين أتى رجل ما يطلب يدك مني.
سارعت تقول باندفاع :
- أنا لم أفعل شيئا خاطئا يا أخي ، صدقني هو من أتى ليتكلم معي ، أقسم لك.
تفاجأ !
سارع يعقوب نحوها ، يركع بجانبها و يمسك بيديها بين كفيه ، و قد فاجأته بكلماتها كأنها تخشى أن يتهمها بشيء ما أو يحاسبها
- صغيرتي اهدئي، و دعيني أكمل كلامي ،حسنا؟
أومأت فتابع :- أظنك تعرفينه ، و قد بدا مصرا للغاية ، أنا وددت رفضه لكونه مطلقا و أنتِ ما زلتِ صغيرة و الحياة أمامكِ ،لكن يبقى القرار لكِ .
إن كان كونه مطلقا عيبا ، فما بها هي يتجاوزه بأضعاف
لذا فدون تررد أو تفكير ردت :
- لا أريد.
- لأنه مطلق؟
- بل لأنني لا أناسبه ،لا هو ،و لا أي شخص آخر.
رفع يديها نحو شفتيه يقبلهما بعمق ، ثم داعب خدها بظهر أصابعه ، عيناه تعكسان حبا و حنانا كبيرين
فكم أحزنه تفكيرها السيء إتجاه نفسها ،كأنها معطوبة أو بشعة
و هي التي يُشرق العالم بابتسامة معها ، بل تزهر الورود حينما تفتح عينيها البهيتين كل صباح
- لا يمكنكِ أن تحبي أحدا إن لم تحبي نفسكِ يا ماريا ، و اعلمي بأنكِ أكمل ما في هذه الدنيا في نظري .
بنبرة حزينة قالت :
- تقول هذا لأنك شقيقي .
- بل هذه هي الحقيقة ، و حينما تجدين رجلا يحبك كما أحبك و أكثر سيقول لكِ نفس الشيء .
أومات و إن لم تصدق كلمة مما قيل لها
هي محطمة و منكسرة
و كل ما هو منكسر غير قابل للحب .



يتبع....


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 12:39 AM   #147

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد سبعة أشهر ..
على شاطئ البحر

الاسوأ من الكره هو التجاهل ، و قد بات فنا تجيده المرأة التي كان مستعدا لمنحها الدنيا و وضعها أسفل قدميها
ذات المرأة التي هوى ، كسرت قلبه و خذلته و وجهت له أقوى صفعة أبقظته بها من الأحلام التي كانت تغشاه
منحها قلبه فجازته بأن عصفت بمشاعره عصفا و كانت أول من نكث و أخلف الوعد و استسلم عند أول منعطف و كلما اقترب منها عنه ابتعدت
فخلال الأشهر الماضية رآها لمرات تحسب على أصابع اليد الواحدة و في كل مرة كانت تبدو مختلفة عن تلك التي عرفها،فلينا التي كانت تصبو إلى نظرة غزل أو ابتسامة منه باتت تساويه بالجدار ، تراه دون أن تبصره ، تمر بجانبه كأنها ليست الأقرب إلى روحه رغم البعد
و عند تلك النقطة أدرك عِظم الظلم الذي يقترفه ضد نفسه ، يُغرقها في بحار من الوجع و الحسرة ، و بدل أن يسير إلى الأمام كان يرجع إلى الخلف ..فأفاق ، و أقسم على المضي قدما
ربما سواد واقعها كان نقابا لحبهما
ربما لم يك حبها كافيا
لعلها طاب لها تعذيبه
لعل حبه لها حلل لها قتله ..بالوجع .

تتضارب الأفكار داخله و تلتعج نيران أسقامه ، فلا يجد تفسيرا منطقيا و لا رأيا يرتكز عليه ، فقرر ترك كل شيء و ابتلاع مرارة حاضره .
فابتعد بدوره ، و اتخذ له دربا مغايرا ،أكثر أمانا ، مع امرأة أخرى ، نظراته ، حركاتها و ابتساماتها توحي بحبها له
حادثها ، عرفها ، سمح لها بالاقتراب أكثر و فهمه أكثر ، فتناسبا ، تماثلا رغم اختلافهما
و اليوم ها قد قرر أخيرا بعد ما يقارب 220 يوما ليتخذ خطوة جادة نحو الأمام
يشعر بالخوف من الفشل ، يتردد قليلا و مع ذلك يصرّ
قد خسر بالفعل و ما بقي له شيء آخر
و العجيب في الخسارة أنها تدفعك لترى غباء حركاتك و أفعالك
أحيانا التصديق و التسليم دون ضمانات يسبب لك أفظع الخسائر
قد آمن بوهم الحب ، و استثمر مشاعره و قلبه فيه
ود لو يغترف من نهر السعادة فخيبة و سقما لقى
إن الحب دون "محاربة" مجرد بناء هش ، صلابة دعائمته كمثل جذع متدل من شجرة بالية ، مهما تحاملت فمآلها السقوط فتصير كهشيم تذروه الرياح
لعل نقطة الضعف التي تضرب العلاقة بين الثنائي هو التصديق الحتمي بأبدية وجود الطرف الآخر ، حتى إذا ما بلغت الحياة بينهما أعلى مراتبها و ازّيّنت أتاها أمر من القدر شل أطرافا و بتر أخرى ، فتدمرت كأن لم تقو بالأمس.

ذاك كان حاله و لينا ، هو سلّم بحقيقة وجودها بجانبه على الدوام فخاب ظنه
و هي توقعت أن يستمر في سعيه فخاب توقعها
هي اختارت و هو اختار
كل مضى في درب مختلف
نعم ، يشتاق ..و شوقه مختلف
فالمشتاق بأمل ليس كالمشتاق بلا أمل،
الأول يزرع غرسا يسقيه مع الأيام حتى يزهر حين اللقا ،أما الثاني فداخله نار الجوى لا تبرد ، بل تستعر مع الأيام حتى تحرق الفؤاد و الكيان
أفقدته توازنه برفضها ، و صار ليله كليل العاشقين طويل ، محمل بالأهات ، بدايته آهة ألم ، أوسطه أمنية و حلم و آخره وجع و سهاد
و في كل ليلة تزوره فبات يبغض طيفها ما أن يطرق باب أفكاره في هدأة ليل حالك السماء ، يلعنها و يلعن عشقها الذي يستوطن فؤاده
عشقها أنهكه ، أخسره ، بل ظلمه
و ها هو ينصثر لنفسه و يختار مرفأ آخرا يرس عليه سفنه ، يبتغي شريكة أخرى
ربما لا تشبهها ..لكنها بقوتها و يزيد
التفت ليمينه فيرى جانب وجه "نهى" التي تسرح بنظراتها في الأفق البعيد ثم تقول دون أن تنظر إليه :
- المكان جميل هنا ، هادئ و خيالي .
غايته كانت طمس خيال" لينا" و دحضه ،أن يمحو كل ذكرياتهما و يزرع أخرى لعله يحصد القليل من القوة و الصبر
- ما الذي دفعك لتجلبني لهذا المكان يا يعقوب؟
- لدي ما أريد قوله .
هذه المرة حدقت فيه مطولا ، بعينيها العسليتين الكبيرتين ثم أومأت ،فاستهل حديثه الجاد بقوله :
- أنا أقف على عتبة الأربعين ، ربما لم يبق من عمري الكثير و أنا لا أود أن أقضيه وحيدا ، قد حان الوقت لأؤسس عائلة .
ابتسمت :- تريد القول بأنك عجوز؟
فيرد ضاحكا :- ربما .
- أطال الله عمرك و حفظك لأهلك و أحبابك .
تنفس بعمق يجمّع كلماته وفق نسق صحيح ثم قال :
- إن لم يكن لديك إعتراض ، أريدك كزوجة لي .
لم يبد عليها المفاجأة ، و كأنها توقعت طلبه ، فبدا عليها التفهم بدل التوتر أو الارتباك ، لحظات من الصمت طالت و امتدت بينهما يتخللها صوت أمواج البحرx و مع كل ثانية تمضي كان يزداد توترا
- هل أنت جاهز لخطوة كهذه؟
- ما قصدك؟
- أنت لا تملك مقاليد قلبك يا يعقوب ، و ارتباط كهذا يعني لا رجعة ، و أنا لا أريد دخول متاهة أضيع وسطها .
تبسم ساخرا ، فعشقه للينا يبدو واضحا للجميع إلاها
كان حبها أظلم لقلبه
و الهجر أقتل له
و الوجع أحرق له
و النسيان سيكون أصعب عليه

فإن كان خسر معركة القرب ،فمعركة البعد و النسيان لن ينهزم فيها ، لهذا استغرقه أكثر من نصف عام كي يخطو خطوة كالارتباط ..و هو جاهز لها مهما بلغت صعوبتها .
- اسمعيني ، غايتي من الزواج هي الاستقرار ، و الديمومة ، أنتِ قد عشتِ فصلا من حياتك انتهى بالطلاق ، و الفصل الذي عشتُه كان الفراق نهايته ..لذا ما بيننا سيكون فصلا جديدا لكلينا .
- بعض الصفحات قد تتشابك ، قد يطرق الماضي أبوابك مجددا .
يركل قليلا من الرمل بقدمه ثم يعانق نظراتها بعينيه
- ما عاد هناك باب و لا أبواب ، بل مجرد جدار .
تبتسم بغرور تتحداه
- لربما سوف أكسره .
- لن تفعلي .
- و ما أدراك ؟ .
- أنتِ تفضلين الطرق الملتوية ، فبدل التحطيم ستحفرين أسفل الأرض لتصنعي نفقا تعبرين منه .
اتسعت الابتسامة المتدلية على شفتيها ، و رغما عنه كان يرى جمالها "كامرأة " يجذبه إليها
ربما ليست أجمل من الأخرى
و لا أقوى منها
و لا أرق منها
إلا أنها الأشجع ، و الأمكن .
سألت :- لماذا أنا ؟
- أثق بكِ ، و تناسبينني .
ليته يعلم بأنها قد خانت ثقته من أجله ، فلو علم فلن يتفهـمها
لا ضرر في الأمور التي نجهلها ، أليس كذلك ؟
و ما لا يعلمه لن يؤذيه
تلك هي الكذبة التي تخرس بها "ضميرها"
- ما ردك ؟
- موافقة .
هي في حروبها تبيح كل السبل ، و في سبيل الفوز قد تعبر الجحيم
الصواب و الخطأ ليسا عائقا أمام مصالحها
أحب -و يحب - امرأة أخرى ففقدها ..لا يهم
الآن سيبدأ معها فصلا جديدا تكون هي بطلته الوحيدة ، و ستحرص على ذلك .



يتبع.....


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 12:43 AM   #148

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اليوم الموالي
الجامعة

يقولون بأن الزمن يُغيّر ،يداوي ، يُنسي
كذبوا .
..
فلو كان كذلك ، فمال ما بها من أوجاع لا تزداد سوى تفاقما و تأزّما
و الذكريات باتت اكثر وضوحا و أشد قسوة فدفعتها لتتراجع مئات الخطوات للخلف
ازداد صمتها ، ازداد تباعدها ،و ابتلعها الحزن
ترى الكل يمضي قدما ، نحو مستقبل أوضح و أجمل ، إلا هي ،ما تزال تجهل خطوتها التالية بل ترهبها
ها هو "يعقوب" يقرر الارتباط بـ"نهى" ، و يبدو متسرعا فقد حدد الموعد بعد بضعة أسابيع
"قاسم" انهى تدريبه العسكري في روسيا و تم نقله إلى مدينة أخرى
و هي نالت شهادة الدكتوراه في "أمن المعلومات " و رفضت عروض عمل خارج البلاد ، و منحة دراسية لدراسات عليا ما بعد الدكتوراه ببساطة لأنها تخاف .
تنهدت تغادر بوابة الجامعة فتتوقف خطواتها ما أن رأت "أيوب" يقف أمامها ،عابس المحيا ، ككل مرة رأته فيها خلال الأشهر الماضية ، فلم يستسلم لرفضها و ظل يكرر زياراته ليعقوب و لها كذلك
- ألن تيأس ؟
- لا ، ليس قبل أن تمنحيني إجابة واضحة .
كلما ازدادت رفضا ازداد تمسكا ، و يرفض تقبل "لا" كإجابة
لا تريد أن تفسرx أو تشرح
لا تريد شفقة منه .
قال بهدوء:- هل لأنني مطلق ترفضين؟ ، زواجي الأول لم يدم سوى لتسعة أشهر فحسب ..كنت صغيرا و طائشا و غبيا قليلا .
ردت :- العيب ليس فيك ، بل فيّ أنا .
ظل يناظرها كأنه ينتظر تكملة لكلامها ، فتوترت بل اضطربت حواسها و زار الخوف قلبها ، فإن تكلمت فستعري نفسها و عيوبها أمامه فيرى أنها لا تناسبه
- حينما كنت في الخامسة عشر من عمري تعرضت للاختطاف من قبل مختل نفسي و احتجزني لمدة ثلاثة أسابيع ، مارس عليّ تعذيبا نفسيا و جسديا بأشكال مختلفة .
رأت الصدمة تسكن عينيه فتراجعت خطوة للخلف و ارتجف صوتها :
- جرحني ، كسر عظامي ، عرّى جسدي ، جلدني ، حبسني في قفص و مارس عليّ كل جنونه .
مسحت الدمعة التي خانت جفنيها و تابعت :
- لا أنام سوى بالدواء ، ليلي كله كوابيس ، و لا أطيق أن يتم لمسي حتى من طرف أشقائي و أكره اللون الأبيض جدا ، أرأيت كم أننا لا نتناسب ؟ .
صمت و غابت عنه الكلمات أمام ثقل ما روته على مسامعه ، فأي كلام سيقوله ليهون عن نفسه صدمته و عنها وجعها ؟
فأساءت فهم سكوته و غادرت مسرعة تستقل أول سيارة للأجرة و لم يحاول منعها.


*
*
*


بعد أسبوعين ..
شقة لينا

دقات على الباب دفعتها لتفتحه و قلبها ينبئها بهوية الزائر ، فلا غيره يجرؤ على زيارة شقتها في وقت كهذا ، نظرت إليه بحاله المرهق ، بعينيه المتعبتين من سقم الحب و الانتظار ، كان يبدو كفارس شديد الكبرياء يرفع سيفه لآخر مرة رغم يقينه بعدم جدوى ذلك
أفسحت له المجال ليلج فتستر ما سيدور بينهما بعيدا عن أعين المتطفلين ، و أمامها وقف ، يطالعها بتركيز قبل أن يقترب منها فتصبح على بعد ذراع رغم أنها تبدو صعبة البلوغ
تقدم فتراجعت للخلف حتى احتضنتها صلابة الجدار ، فاقترب يعقوب و اقترب حتى بات كل ما تراه و تتنفسه
الحب قاتل ، مهلك ، مضني
صوته الخشن عانق أذنيها المتلهفتين :
- لمَ تهربين مني؟ ..لماذا ترفضينني؟
-لأنني لا أناسبك
- من قال هذا؟
-لا داعي لأن يقوله أحد ، أنا مقتنعة .
عضلة فكه انقبضت ، وكم اشتهت رفع أصابعها للمسها ، كل ما في تفاصيله كان يصرخ رجولة و اعتزازا ، كأنه ولد من رحم الرجولة
- لماذا تفعلين هذا بنا ؟
- هذا هو الأفضل
-الأفضل لمن؟
- للجميع .
أغمض عينيه و جبينه يستند على جبينها في موقف ضعف لم يختبره مسبقا ،
و همس:- غدا سأعقد قراني يا لينا ، بالله عليكِ ها أنا أسألك لمرة أخيرة ، أحقا لا تريدينني في حياتك؟
حاربت كل خلية فيها تتمزق وجعا و احتفظت بثباتها ، ستبكي و تنهار لاحقا أما الآن فعليها دفعه بعيدا عنها
قالت :- لا يوجد شيء أقدمه لك ، لا يوجد مستقبل لنا يا يعقوب ، أنا لست امرأة تصلح لتأسس عائلة معها ، أنا كبرت لأحمل السلاح لا الأطفال ..أنا آسفة.
- آسفة؟!! ..آسفة على ماذا بالضبط؟!
- بتصرفاتك أنت تضع مهامنا في خطر ، غضبك في الفترة الماضية الذي لا مبرر له سيتسبب في خسارتنا لعملنا ..
فقد صبره و حلمه فنطق بانفعال:
- لماذا بت اعرض مهامي و عملي للخطر ، ؟ ..حقا تريدين معرفة ذلك؟ ..لأنك كل ما أفكر فيه ، لأنك حينما تقفين معي في غرفة مليئة بالأشخاص لا أرى سواكِ ، أتنفسك مع الهواء .
تابع:-تريدين فهم غضبي ؟ ..أنا غاضب منك ، لأنك قلبت عالي حياتي سافلها ، تلاعبت بي و بمشاعري ، و في اللحظة التي ظننت فيها بأن كل شيء سيكون كما أتمنى ، رفضتني ،أنت السبب ، أنت من جعلتني أقع في غرامك ثم انسحبت دون أدنى ذرة اهتمام ، لذا اخرسي و تحملي عواقب ما جنيته .
كان غاضبا و هي تواري حزنها ، تفترض أن قرارها هو الأصوب رغم ما يسببه لكليهما من وجع
-أنا لم أعدك بشيء.
انتفضت حينما لكم الجدار من خلفها و هتف :- سحقا لك!! ..ماذا عن اعترافك!! ؟
- كانت لحظة غباء.
عجز عن النطق للحظات ظل فيها يناظرها كأنها غريبة عنه
-غباء ها! ..أحقا هذا ما تريدينه يا لينا؟ ..أن لا أكون جزءًً من حياتك ؟ .
كتمت أنفاسها وقاومت دموعها …لملمت شتات نفسها و خنقت قلبها
في لحظة سكت في الزمن و نطق الوجع ، كان الحب هو القربان
- نعم ، أريدك بعيدا عني..عش حياتك .
هز رأسه و غمغم :
- فقط لا تندمي على قرارك .
- لن أفعل .
مضى في طريقه ،يغادر شقتها فيتركها هناك ، متصلبة مكانها ،شاخصة البصر ، رغم الوجع ما كانت نادمة ، ترى أنها فعلت الصواب
في سبيل طموحها ضحت بالحب ، الحب الذي كان سيضمحل يوما ما حينما يكتشف يعقوب أنها فعلا لا تصلح له ، لذا سهّلت الأمور عليه و عتقت قلبيهما من الوجع لاحقا
سيتوجع الآن و سينساها ، ألم يقرر الارتباط بامرأة أخرى ؟ .
فليكن سعيدا بزواجه ،مثلما ستكون هي سعيدة بمهمتها الجديدة و مهامها الأخرى .



يتبع...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 12:46 AM   #149

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد بضعة أيام

في جناح أحد الفنادق

الوجع يأتيك ممن تحب ..سنة بني عليها الحب
فالوجع هو الأساس الذي يقوم عليه الحب ، لو كان سهلا أو خاليا من الألم ما كان حبا
و أمام الحب أنت خاسر منهزم و إن ارتديت حلة الفوز ..
تخسر نفسك ..قلبك ..مشاعرك ..
ففي الحب ، الخسارة حتم مقضي .

و هو فقد كل أحلامه التي عاش عليها لسنوات
و قد حان الوقت ليطوي الكتاب القديم ليبدأ بآخر جديد لعل الحياة تبتسم له و السعادة تطرق بابه و إن لم يك قلبه طرفا في الحكاية
الأيام مضت مسرعة ، بين انشغاله بزفافه و بين ماريا ،تناسى نفسه كليا ما جعله يخطئ و يزور لينا .
أخطأ و ندم و ها هو قد صار رجلَ أخرى كانت تقف على بعد خطوات منه تناظره بدقة كأنها تقرأ ما يحجبه عن أعين الناظرين و يكتمه داخل صدره و الغريب أنها ..تتفهمه !
و هو لا يستطيع حتى أن يخمن ما تفكر به ، و هذا شيء اعتاد على اتقانه فهو ما منحه الأفضلية في عمله ،إلا انه أمامها كان منهزما ،فاقدا لنفسه بعدما فقد ما ظن أنه امتلكه سابقا
تنهدت تقترب منه حتى محت المسافة بينهما و دون تردد كسرت حدود اللمس التي ظل محافظا عليها بأن وضعت يدها على قلبه قائلة بهدوء أزعجه و هو الذي يشعر بنفسه يتقلب على صفيح ساخن :
- أعلم بأن قلبك ليس ملكك ، و أنا لست مراهقة ساذجة لأنتظر ان تقع في غرامي بسرعة ، قد خضتُ تجربة فاشلة و أعلم أن الزواج لا يبنى على الحب فحسب .
أمام صمته و ثقل نظراته تابعت و يدها ترتفع نحو وجنته :
- قد لا آخذ قلبك لكنني حتما يجب أن امتلك وفائك و إخلاصك .
لامست خده بخدها فسحب نفسا عميقا إلى صدره المحمّل بالأوجاع و صوتها الهامس يغزو مسامعه :
- أنا زوجتك ، لي كل الحقوق عليك ، و أنا المرأة الوحيدة التي تسكن بيتك و أفكارك و ..حضنك .
لا ينكر بأنها امرأة قوية ، ترسم الحدود منذ البداية و تؤكد له بأنها قد امتلكته و ليذهب قلبه إلى الجحيم
لا تسعى لخوض حرب لأنها ترى نفسها قد فازت بالفعل ..و يقدّر لها ذلك
ربما هي التي يحتاجها كي ينسى
بعيدا عن قلبه و عن وجع المشاعر ،يمكن لسفينة زواجهما أن ترسو في أمان .
أناملها داعبت ذقنه بينما تبقي عينيها مسيطرتين على نظراته قبل أن تنتقل بهما نحو شفتيه و تهمس :
- ما بيننا لا يجب أن يكون قلبيا كي ينجح ، يكفي أن يكون حسيا ..و لنترك القلب للزمن ..ما رأيك؟
لعلها على حق .. فمعارك القلوب خاسرة .
لوهلة ظنها ستبادر و ما كان ليتفاجأ ، فامرأة مثلها لا تتردد ؛لكنها أخذت تنتظره بصبر رغم الارتعاش الذي سكن أنفاسها فزادها اضطرابا
يدرك يقينا أن لا رجوع بعد هذه الخطوة
و باب ماضيه سيُغلق إلى الأبد
أمام الحب انهزم ..
أمام لينا ..خسر ..
لكن أمام مشاعره سينتصر بأن يرميها خلفه و يمضي قدما
بعدها لم يتردد في التقاط شفتي نهى بين خاصتيه ، يضع أول لبنة في بناء زواجهما و ذراعه تلتف حول جسدها تضمها إليه
هي حقيقته الحالية و ما مضى ..قد مضى.


انتهى الفصل
قراءة ممتعة
نلتقي الاسبوع القادم بإذن الله


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 29-11-19, 01:11 AM   #150

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

عظم الله اجرك ..ربي يجعله اخر الاحزان🙏
والله يكون بعونك ويوفقك بدراستك 🙏
تسلم ايدك ..❤❤
لي عودة ان شاء الله للقراءة والتعليق ✋


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.