12-12-19, 09:29 AM | #21 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| الفصل الأخير لحقت بها الطبيبة ، وعندما أحست سما بخطواتها سألتها بقلق: " ما الذي حدث؟ أين هي؟ " " لقد تعرضت لجلطة دماغية، وهي في العناية المشددة الآن، كان هذا الأمر متوقعًا يا سما، وانت كنت على علم بأن هذا سيحدث عاجلا ام اجلا " قالت الطبيبة في محاولة لها لمواساة سما، فقعدت الاخيرة حاجبيها بحزن وحاولت البقاء قوية ولكن دمعها خانها وخرت باكية على سرير السيدة نازك فتركتها الطبيبة تفرغ أحزانها، وخرجت من الجناح ثم أتى نورس خلف سما، وعندما رآها بتلك الخال تأسف للأمر قدم لها بعض المناديل، فقالت له معتذرة: " أنا آسفة، أحضرتك معي بلا جدوى السيدة نازك غير موجودة " " ولكن لازال بانكاننا تحقيقي أمنيتها، يقال ان المريض في الغيبوبة يسمع ويتواصل مع محيطه الخارجي " قدرت سما مساعدته لها ولكنها ابتسمت وشكرته: " شكراً لك يا نورس، ولكن علمياً اذا توقف الدماغ عن العمل فلا فائدة ترجى من الحديث " " قد يكون عقلها متوقفاً الآن لكن قلبها لا يزال يعمل، انا ارغب في مساعدتها واريد ان أُسمعها الكلمة التي تمنتها، ربما يستجيب قلبها بشكل ما! " أصر نورس مما جعل سما تفكر في الامر بجدية، فكم أحست ان حديثه جميل ومقنع الى حد ما، لذا قررت أخذه لغرفة العناية، فوجدت أنور وبعضاً من افراد عائلتها يقفون قبالتها، فهمست له: " انت ممنوع من دخول العناية لانك لست من افراد عائلتها، ولكني سأجد طريقة ما، المهم الآن ألا تقترب من عائلتها " " اتفقنا " اقتربت سما من الزجاج العازل وظلت تراقب نازك بحزن وألم، فاقترب منها أنور " لا أمل أليس كذلك " سألها فالتفتت اليه بحزن : " أنا آسفة " " لم أسمح لها بإنهاء قصتها لي، شعرتُ بالملل ولم أحتمل فكرة حديثها بكل ذلك الشغف عن رجل آخر غير جدي " قال بينما ينظر إليها من خلال الزجاج العازل، فأحست سما بالضيق " انت تعلم انك تظلمها بهذا الشكل فأنت لم تستمع بقصتها كاملة، وجدك بكر كان له الجزء الأجمل من قصتها " " هل تقصدين ان جدي موجود في قصتها؟ " " بالطبع! انا لم اسمع في حياتي كلها امرأة أحبتك رجلاً في الدنيا كما أحبت جدتك جدك " ظهرت على أنور تعابير الحسرة، وأما سما فتركته مع خيبته لتتوجه الى خزائن المستشفى لتحضر اللباس الذي يرتديه الاطباء في غرفة العناية والعمليات، وكان أخضر اللون اعطته لنورس وارتداه وظل ينتظر مغادرة العائلة حتى يدخل دون ان يراه أحد وبعد مغادرتهم أتت إليه سما وادخلته لغرفة العناية وظلت هي خارجاً تنظر من الزجاج أحس نورس بريبة غريبة وكأن صلة ما جمعته بهذه السيدة التي لم يعرفها في حياته، انحنى وهمس في اذنها: " سامحتك " رغم عدم اقتناعه انها ظلمت نورس وفريدة، ثم اعتدل واقفاً وأضاف يحدثها: " لا أرى أنكِ أخطاتِ، بل نورس هو الذي أخطأ في حقك اتمنى ان تسامحيه! " ثم لمس يدها التي ملأتها التجاعيد بلطف وضغط عليها، وفي تلك اللحظة فتحت السيدة نازك عينيها جزئيا، وخط تخطيط القلب المتعرج أصبح مستقيما وعلا صفير الانذار في الغرفة، مما أخاف نورس وأصاب سما بالتوتر التي أشارت لنورس المذهول بالخروج قبل قدوم الأطباء خرج مسرعاً يرتعش من هول الصدمة ثم شكرته سما وكانت تبكي بحرقة، وما هي الا لحظات حتى اتى الاطباء يحاولون انعاشها ولكن بلا فائدة، كرروا الصدمات الكهربائية أكثر من مرة ولكنها لا تستجيب، فسجل أحدهم تاريخ وزمن الوفاة، وذهب آخر لإعلام عائلتها بوفاتها. " ما الذي حدث؟ " سأل نورس سما بذهول فأجابته بينما تمسح دموعها: " بعد ان حققت لها رغبتها لم يعد لها سبب آخر لتعيش من أجله " " هل تظنين حقاً أنها سمعتني؟ " " لا يوجد تفسير علمي لما حدث، ولكني أشعر أنها فعلت " بعد أيام أقيمت مراسم جنازة السيدة نازك وكانت سما حاضرة بين أفراد أصدقائها، تذكرت كل كلمة قالتها وكل إلتفاتة لها لم تتصور أنها سترحل بهذه السرعة وهذا ما أحزنها، ولكنها بالمقابل شعرت بالراحة لأنها اِنضمت أخيرًا إلى من رحلو من أحبائها، زوجها بكر وصديقيها نورس وفريدة. في اليوم التالي قررت سما أخذ إجازة لها فذهبت للمستشفى، وتقابلت مع طبيبة السيدة نازك فألقت عليها التحية ثم تتحدثتا لبعض، ولاحقاً أعطتها الطبيبة صندوقاً صغيراً يحوي كتاباً وبعض الصور ودفتر مذكراتها يخص نازك قائلة: " لقد أوصتني أن أُعطيها لكِ بعد وفاتها، اِمتناناً منها على صبرك ولطلفك طوال فترة علاجها " إستلمت سما الصندوق مدمعة العينين، فسألتها الطبيبة: " هل ستقرئين مذكراتها حالاً؟ " فابتسمت سما: " لا أظن أن هنالك تفصيل لا أعلمه عن حياتها، ولكني سأحتفظ بها لتكون أجمل ذكرى " بعد خروج سما من المستشفى توجهت إلى المطار لتستقبل خطيبها زياد الذي كان مشتاقاً لها وبشدة، قال بعد اِحتضنها: " لا يمكنني الإنتظار حتى أستسلم للنوم فأنا متعب جدًا " " علينا أن نذهب سويًا إلى أحدهم أولاً " " إلى أين؟ " سأل زياد في حيرة بينما يصعدان معًا إلى السيارة ولكنها فضّلت عدم إخباره على الفور، حتى وصلا أمام المقبرة التي ترقد فيها نازك " هيا تعال! " قالت سما حاملة في يدها بعض الزهور بعد ان ترجلت من سيارتها، ولكن زياد أبىٰ وقال ساخراً: " أيّ اِستقبال هذا؟ ...لن أرافقك فحاولي ألّا تتأخري " فأسرعت سما في خطواتها وما أن اقتربت من القبر حتى وجدت نورس يقف بقربه " لم أتوقع رؤيتك هنا " قالت له فأجاب بعد أن وضع زهرة فوقه: " أظن أن رابط ما جذبني إليها، شعور غريب يعتريني بين الحين والآخر منذ وفاتها " فاْبتسمت سما وأما زياد فلم يستطع الإنتظار أكثر فلحقها وعندما رأها تتحدث لنورس أثار الأمر إستغرابه ألقى التحية على نورس حين وصل إليهما، فباشرت سما في تقديمهما لبعضهما بالقول: " هذا زياد خطيبي، ... وهذا نورس أا.. " ثم ضحكت بخفوت قائلة لزياد: " قصته طويلة..! " فتصافحا وقال نورس بابتسامة مشيراً الى القبر: " ليست قصتي بل قصتها! " ثم وضع يده في جيبه وأخرج منه صورة لعم والده الضابط نورس وسلمها إيّاها قائلاً: " لقد أحضرتُ لكِ هذه الصورة ظننتُ أنك يجب أن تحتفظي بصورة له " شعرت سما بالإمتنان وشكرته على لطفه، ثم قالت بعد أن أقلت نظرة على الصورة: " يا إلٰهي! هناك شبه كبير بينكما " " كثر هم من يقولون ذلك لي " قال ذلك ثم اِستأذنهما بالمغادرة معبرًا عن سعادته بالتعرف على سما والسيدة نازك والآن على زياد أمّا الأخير فقد بقي حائراً طوال الوقت فسأل أخيرًا بعد انصراف نورس: " ماذا جرى؟ ومن هذا نورس؟! " " هل أُصبت بالغيرة؟ " سألته سما بدلال فأجابها ضاحكًا: " أظنني فعلت يا حبيبتي " فأمسكت سما بيده بقوة بعد وضعت أزهارها على قبر نازك وقالت: " تعال لأخبرك عن أجمل قصة سمعتها في حياتي! " ثم ذهبا لأحد المقاهي القريبة، وأخرجت سما صندوق نازك الصغير من حقيبتها وأخرجت محتوياته من صور ومذكرات لتريها له، ثم بدأت بالسرد عن لعنة العشق التي أصابت أجمل مثلث حب سمعت عنه وعرفته، وأما زياد فنسي تعب سفره وظل يستمع بإمعان لتلك الأحداث الآسرة. النهاية رأيكم في الرواية ؟ و من أكثر شخصية حبيتوها؟ ارجو منكم الاطلاع على باقي رواياتي 🌸 ارجوكم صوتوا و علقوا حتى تدعموني و تساهموا في انتشار روايتي اكثر ❤️❤️ اي لوبيوو همس™ | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|