آخر 10 مشاركات
واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-19, 12:35 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 لعنة العشق ،للكاتبه / همس يوسف "فصحى" ( مكتملة )






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( لعنة العشق ))

للكاتبة/ همس يوسف



قراءة ممتعة للجميع ...

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 15-09-19 الساعة 09:38 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-09-19, 12:38 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الرواية هنــــــــــــــــــــا







الرواية سردها بين الماضي والحاضر
تروي عن سيدة ثرية تسترجع ماضيها مع ممرضتها الشابة، لتُخبرها عن حب حياتها الأول أيام الحرب

حقبة الرواية الزمنية بين 1945 و 1955

مشاعر متضاربة بين حب و كره ..غيرة و حسد
و وفاء عاشتها بطلة الرواية

الرواية من تأليفي كتبتها سنة 2015
و قد لاقت استحساناً كبيراً من قُرّائي على انستغرام

🌸 قراءة ممتعة 🌸

علقو و صوتو أعزائي فبدعمكم لي أستمر




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 12-12-19 الساعة 09:53 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-09-19, 12:40 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الأول

ولجتِ الطبيبة المسؤولة غرفة الممرضات لتجدهن جالسات لاحتساء القهوة ولتبادل أطراف الحديث، فرفعت حاجبها باِنزعاج قائلة:

"هيا جميعاً فلتتوجهن لجناح السيدة نازك حالاً، فهي ستقوم باختيار ممرضتها بنفسها"

"لقد وصلت لتوها، فلترتح قليلاً قبل ان تبدأ في تسلطها!"

قالت احداهن بازدراءٍ ، لتوافقها أخرى القول:

"هذا صحيح! هل ورثت المشفى لتأمر من فيه؟"

"أولاً لتزم كلٌ ما كُلّفت به لتوها، و لتتحدث باحترام! ثانياً المشفى فعلاً كان احد الاشياء التي ورثتها عن والدها، لذا فلتمتثل من أرادت الحفاظ على عملها"

أجابت الطبيبة المشرفة بجدية، عاقدةً حاجبيها لتنفذ لاحقاً جميع الممرضات ما قيل و خرجن الواحدة تلو الأخرى، إلا ممرضة واحدة اسمها سما التي استمرت في تجرع فنجانها لامبالية.

" انتِ أيضاً يا سما "

أخبرتها الطبيبة، فأجابت مستغربة:

"و لكني رفيقة السيّد علي، لا أظن ان رجلا مسناً مثله سيقبل باستبدالي بعد ان اعتاد أخيراً على اهتمامي به"

"هذا غير مقبول عزيزتي فالسيدة نازك طلبت رؤية الجميع"

أخبرتها الطبيبة بحزم، مما أثار حفيظتها ولكنها لم تنبس بكلمة بل وضعت فنجانها جانباً واستجابت في هدوء مصطنع مخافة أن تخسر عملها.

دخلت الممرضات بالترتيب لجناح السيدة نازك المُعد بإتقان لاِستقبالها، وكانت كل واحدة منهن تلبث بعض الوقت أمامها ثم تخرج بعد أن تشيح السيدة العجوز بنظرها بعيدها، معبّرة بذلك عن عدم رضاها بأي منهن.

كانت السيدة نازك انتقائية ومنظمة وتبذل قصارى جهدها لتحصل على ما تريد في حياتها ولربما كان الثراء والدلال هما السبب الرئيسي لذلك.

حان دور سما فقد كانت آخر الوافدات، ولمحت فور دخولها شاباً وسيماً ذو نظرة جدية وبدا لها أنه حفيد السيدة المذكورة

بدت الأخيرة متعبة وقد اغشاها الملل من كثرة وجوه الممرضات التي رأتهن، ولكن ما أن رأت سما حتى لمعت عيناها بشكل غريب وارتسم طيف اِبتسامة على شفتيها الشاحبتين وعُقدة أظهرت التجاعيد بين حاجبيها الرقيقين، ثم أحنت رأسها نحو حفيدها هامسة:

"ألم أقل لك؟.. وكأنها هي!"

رفعت سما حاجبيها باِستغراب ما إن سمعت همسهما دون قصد وأحسّت ببعض التوتر والريبة جهلت مصدرهما، بينما أصرّ حفيدها منزعجاً بعكس ذلك



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-09-19, 12:44 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني


إنتهى الحفل، ولم أنم طوال تلك الليلة الرائعة فقد كنت أفكر في كل تفاصيله وفي عينيه اللتين كانتا بزرقة البحر وقد بدا جليًّا أنني غرقت في موجهما دون أن أُدرك أو أنني كنت مدركة ولكني لم أرغب بالِاعتراف لنفسي آنذاك

كان غروراً غريبا اِجتاحني فلم أحتمل فكرة سيطرة هذا الإحساس الذي لم أعهده من قبل عليّ

ومرت بضع أيام على حالي تلك، حتى أخبرني والدي أنه يرغب في زيارة بيت جدي وسألني مُرافَقَتَه فوافقتْ، ولكننا عبرنا في طريقنا على قاعدة عسكرية فترجل أبي من السيارة و تركني فيها قائلاً أنه لن يتأخر، فأخرجت كتاباً من حقيبتي الصغيرة وشرعت في قرائته حتى لا أشعر بالملل

وبعد لحظات سمعت طرقاً خفيفًا على نافذتي وحين رفعت رأسي رأيت نورس مبتسما يلوّح لي بيده، فأنزلت الزجاج في سعادة ملأت قلبي

" هل أتيتِ لزيارتي؟ "

سألني بمرح وكم تمنيتُ أن يكون هذا حقيقياً، وأجبته:

" لقد مررنا من هنا وكان لأبي عمل ما "

ثم لاحظتُ بعض الجنود الذين يتدربون في نظام وتناسق، فقلتُ مقلدة طريقة قول القادة:

" إسترح أيها الجندي! "

فضحك نورس وقد بلغتْ سعادتي عنان السماء إذ رأيته يضحك لي، ثم سألته بحماس:

" هل يوجد هنا طائرات عسكرية؟ "

" نعم، يوجد لدينا طائرات عسكرية "

قالها بتهذيب مقدراً الحماس الذي كنت فيه، ولكنه فوجئ عندما ترجلت من السيارة قائلة بحماس طفلة صغيرة:

" أرغب في رؤيتها إنه حلم بالنسبة إليّ "

" حسناً! يمكنني ذلك ...ولكن والدك؟ "

قاطعته وأنا أسبقه بخطوات:

" أبي لن يمانع بالطبع! "

ثم مشينا معاً وقلبي سعيدٌ جدًا بقربه مني، ثم مررنا بجانب أولئك الجنود الذين يتدربون، فوضع نورس يديه خلف ظهره ثم صاح فيهم بصوت صارم أفزعني:

" إستعد! "

فامتثل جميعهم ووقفوا مستقيمن كالتماثيل، أصابتني الدهشة وشعرت برهبة من انضباطهم وانصياعهم للأوامر العسكرية وحين لاحظ اندهاشي غمز إليّ قائلاً:

" فليبقوا كذلك لبعض الوقت "

فكتمتُ ضحكة أرادت التحرر:

" يا لهم من مساكين "

ضحك بخفوت لقولي ثم طمأنني:

" سآمرهم بالاستراحة عند عودتنا "

تجولنا في أرجاء القاعدة جميعاً، رأيتُ الطائرات العسكرية عن قرب ولمستها وأنا أفكر أنها ستطير في الجو بعد حين، كان شعوراً جامحاً



ورأيتُ الدبابات والسيارات العسكرية الحاملة للجنود وسيارات الاسعاف العسكرية، لقد دللني نورس كثيراً باِستجابته لكل مطالبي وكانت هنالك أُمنية لم أستطع طلبها منه وهي بأن نسير وتتشابك أيدينا أمام الجميع، وكم أمِلتُ أن تتحقق قريبًا.

حين عودتنا رأيتُ والدي ينتظرني قرب السيارة، فركضت نحوه بسعادة أقول:

" أبي لقد رأيت الطائرات الحربية "

فضحك وقال لنورس :

" شكرًا لك يا بني لقد أرحتني عناء ذلك "

فأحنى نورس برأسه في اِحترام لوالدي ثم فتح باب السيارة لي وركبتُ وأنا أشعر بأنني أميرة، ثم أغلق الباب ووقف باِستقامة ورفع يده وقام بالتحية العسكرية لنا بينما نبتعد بالسيارة، شعرت بموجة من الحب والإعجاب تعتريني بسبب هذه التحية وظللتُ مبتسمة طوال الطريق.

مرت على علاقتنا فترة لا بأس بها، وكان حبي يزداد يوماً بعد يوم، كنا نتحدث بشكل مطول عندما نلتقي، كان كلٌ منّا كتابًا مفتوحًا للآخر.

بدأتُ أختلق الأعذار لأذهب لرؤيته، أما هو فقد كان يأتي لبيتنا مع بعض الجنرالات كحُجّة ليراني ويتحدث إليّ، أو هذا ما شعرتُ به حينها.

في إحدى الزيارات التي قام بها لنا مع جنرال صديق لوالدي، كانو جالسين في الحديقة خارجاً يتحدثون في أمور الحرب والأسلحة، وكنت أراهم من نافذة غرفتي في الطابق العلوي أفكر في طريقة أجلس فيها معه لنتحدث، فطلبتُ لإحدى الخادمات لدينا بتحضير الشاي ونزلت لهم لأخبرهم بأن يتناولوه في الداخل.

فنهض كل من والدي وصديقه وعندما أراد نورس اللحاق بهما منعتُه هامسةً:

" أريد إخبارك بأمر ما "

فتوقف ليسمع ما سأقول، وكم تمنيتُ أحياناً أنني لم أخبره أبداً بذلك!

" هنالك حفل كبير سيُقام لأحد أبناء أصدقاء العائلة، لقد تخرّج اِبنهم للتو وقاموا بدعوة العديد من الجنرالات والضُّبّاط فهل ستأتي؟ "

تحدثتُ بسرعة فأمسك بأنفي بسبابته والوسطى:

" خذِ نفسًا عميقاً أولاً "

أبعدتُ يده عني وأخذت شهيقاً كما طلب وزفرته، ثم ألححت في سؤالي مجدداً:

" هل أنت آتٍ؟ "

فأجابني بـ لا، مما أثار حزني كنت أعلم أنه لا يحب الحفلات ويعتبرها أمراً غير محبب خلال الظروف التي كنا فيها.

" أرجوك تعال، على الأقل أجد شخصاً أتحدث إليه هناك فليست لي رغبة في الذهاب بمفردي "

" هاقد وجدتِ الحل لا تذهبي أيضًا "

زفرتُ بقوة وتصرفتُ بدلال مفرط، جلستُ على الكرسي الذي كان والدي يجلس عليه وبدأتُ بالتذمر، فجلس قربي وعلِمت أنه لم يرغب في جعلي أغضب أو أحزن:



" حسناً حسناً، سآتي ولكنّي لن أمكث طويلًا "

نظرت إليه بسعادة وكنت أود معانقته لولا خجلي الذي حال دون ذلك، فضممتُ يدي لبعضهما

" اتفقنا، سأذهب لأختار أجمل فستان لديّ "

وصرت أدور حول نفسي أمامه ممسكة بطرفيّ فستاني، فضحك حتى أنار وجهي باِبتسامة خجولة ثم استأذنته لينضم أخيرًا لوالدي ومن معه.

صعدت لغرفتي وبدأتُ برمي كل ما لا يعجبني من ملابس على سريري، وأتبختر أمام مرآتي في كل فستان أجربه]

ضحكتْ سما بوِدٍّ لذلك:

" كان لا يزال هنالك أسبوع طويل على الحفل لما هذا الاِستعجال؟ "

فضحكتْ السيدة نازك بدورها قائلة:

" لم يكن الصبر من شيمي فقد وافق الشاب الذي أعجبتُ به بالذهاب كرفيق لي "

" إذًا فقد كان حبك الأول؟ "

" بالنسبة إليّ نعم، ولكنه لم يخبرني بشيء فقد فهمت ذلك من تصرفاته معي "

فسألتها سما في حماس:

" حسناً و هل جاء للحفل؟ "

أخرجت المُخاطبة تنهيدة صغيرة وقد بدا عليها التعب:

" غدًا أخبرك ما إن أتى أم لا، أما الآن فأحتاج لقسطٍ من الراحة "

فشعرت سما بالإحباط، ولكنها أكثر من يعلم أنها يجب أن تمنح الراحة للسيدة نازك.

في اليوم التالي قامت سما بواجباتها باِهتمام وصبر كبيرين، بالرغم من حماسها الذي جعل نورس يشغل بالها في الليلة السابقة أكثر من خطيبها الذي أحبته .

وحين حان وقت النزهة في الحديقة سألت السيدةَ بتلهف:

" ماذا حدث بعد ذلك؟ هل أتى نورس للحفل؟ "

شردت نازك بنظرها في الحديقة المزدهرة بألوانها الجميلة لثوان، ثم أكملت سرد قصتها:

[ " مر الأسبوع الذي سبق ذلك الحفل ببطء قاتل، وكاد الحماس أن يقتلني وأنا أتخيل نفسي أتمايل بين ذراعيّ نورس وكل الفتيات اللائي أعرفهن تحترقن من الغيرة.

حين أتى اليوم الموعود إرتديت أجمل فساتيني ورششت أغلى العطور لدي وانطلقت لقدري الجميل، وكما توقعت كان الحفل رائعًا من حيث التصميم والتنسيق، كما أحضروا فرقة موسيقية لتعزف أحلى المقطوعات الموسيقية

صاحب الحفل السيد عبّاس وزوجته واِبنهما المتفوق، كانوا في اِستقبال ضيوفهم؛ واِلتقيتُ مع مجموعة من الفتيات اللواتي أعرفهن وتحدثنا لبعض الوقت وأنا أجول بعينيّ باحثة عن نورس

في ذلك الحين دخلتْ مجموعة من الجنرالات والضباط المحترمين، وكان هو من بينهم لوحت له بيدي فاِبتسم وتقدم كلانا نحو الآخر، وحين صافحني فاجأني بتقبيله على يدي برقيّ وأثنى على مظهري مما جعلني أكاد أذوب في عينيه اللتان كانتا بلون السماء




وبينما كنتُ أتحدث إليه ظللتُ ألتفتُ لمجموعة الفتيات التي كانت الغيرة تحرقهن وطلبتُ منه أن يأتي لأُعرّفه عليهن

وبينما نسير نحوهن وضعت كفي الصغير على ذراعه الصلبة، وأظهرتُ الكثير من غروري في تلك اللحظة، لقد كانت حتماً لحظة انتصار لي

قمت بتقديمه لهن، فباشرتْ كل واحدة منهن بتعريف نفسها وإظهار دلالها مما أثار غيرتي فأمسكته من ذراعه وسحبته بعيداً عنهن، ولكن أعينهن لحقت بنا

وقفنا معاً قرب الفرقة الموسيقية نستمع بإعجاب لما يعزفونه وكلي أمل في أن يقوم بدعوتي إلىٰ الرقص، ولكن توترته أزعجني فقررتُ التخفيف من حدته فأمسكتُ بقبعته ونزعتُها عن رأسه بحركة لطيفة وقلت ممازحة:

" يكفي! صرتُ أكره قبعتك هذه! سوف تظن صديقاتي بأنك رجل أصلع! "

فضحكنا سويًا وحاول أخذها مني، فأخرجتُ لساني وخبأتها خلف ظهري ثم قلت له وأنا أستمر في ضحكي:

" لن أسلمك إيّاها إلا بعد انتهاء الحفل "

فعقد حاجبيه الكثيفين في عتاب ثم مرر يده على شعره الأشقر المائل للبنّي، ووافق على طلبي بإيماءة من رأسه

كان في منتصف قاعة الحفل في قصر السيد عباس درج يقود للطابق الثاني، سمعنا صوت تصفيق وتهليل وكل الحضور كانو ينظرون لأعلى الدرج فنظرنا بدورنا لأعلى، ورأيتُ فريدة تنزل الدرج وتلوّح للجميع في تحية خجولة واِبتسامة عريضة زادت من جمالها

كانت الفتيات اللواتي كُنّ برفقتي يُحيِّينها ويعانقنها، أما أنا فتسمرتُ في مكاني وقد أُصبتُ بالغيرة؛ في الماضي كان الجميع يعلم بوجود نفور بيني وبينها ولكن لم يكن أحد يعرف السبب، ولهذا الأمر لم أرغب بالمجيء ولكنّي بعد أن حظيتُ برفقة نورس شجَّعني ذلك على القدوم

سبب تحيّتهم لها هو أنها كانت غائبة لفترة قبل تَخَرُّج أخيها، لم تَخْرُج من منزلها ولم يكن يُسمح لأحد بزيارتها

شرعتْ بعد ذلك في تقديم التّحية لكل الزوار تمُرُّ عليهم بالترتيب وكم كانت في منتهى التهذيب و الرقيّ مما جعل من نورس يلاحقها بعينين معجبتين وكان جليًّا أنّه مفتون بجمالها

عندما قدِمت إلينا كنت أحاول تجاهلها، مشاعر نفور قويّة بداخلي تجاهها كانت الغيرة أقواها، كنت أحاول بكل طاقتي لأن أكون أكثر أناقة وجمالًا وثقة منها وكلما رأيتُها ضاع كل ما ذكرتُ وشعرت بنفسي أقل منها بكثير، كانت دائما أفضل مني في كل شيء

دون أن تُغالي في تحيتي اِبتسمت بعدم مصافحة قائلة بلطف:

" نازك، كيف حالك؟ "

" بخير "

أجبتُها بغرور فابتسمت بتأسف:

" لم تتغيّري البتة! "




فأزحتُ بعيني بعيداً عنها متظاهرة أنني أشاهد رقصات بعض الحضور، ولم تعرني اِهتمامًا بدورها، ألقتْ التحية على نورس ورحبتْ به وغادرتنا فلحِق بها بعينيه

وكم كرهتُ نظراته لها كان قلبي يحترق كان من المفترض أن تكون هذه النظرات من نصيبي أنا، لقد أصبح كرادار يرصد حركاتها أينما ذهبتْ وأهملني كليا مما أثار غيظي]

فضحكت سما:

" رادار! "

فأومأت السيدة نازك برأسها:

" واكثر من ذلك "

" وما الذي فعلتِه حيال ذلك "

السيدة نازك في تنهيدة:

[ كنتُ على وشك القيام بما يصرف عنه الاِهتمام بها، ولكنه سبقني بسؤال مزق قلبي وأشغل غيرتي أكثر فأكثر:

" يبدو أنكِ تعرفينها جيداً "

" غير مهم "

" هلّا عرفتني عليها؟ "

صعقتُ، ونظرتُ إليه لأتأكد، هل حقاً يرغب في ذلك أم أنه يمتحِن غيرتي؟ أجبتُه بخفوت وحزن وكدتُ لا أسمع صوتي:

" لماذا؟ "

" لقد أعجبتني كثيراً "

قالها ولا يزال يراقبها، لم يكثرت حتى لتغير نبرة صوتي لذا أجبتُه بجفاء:

" إفعل ذلك بمفردك! "

وسلمتُه قبعته بغضب مما أثار اِستغرابه وحِنقه فعقد حاجبيه وارتدى قبعته وذهب بعد أن رمقني بنظرة قاتلة، لم أستطع مناداته وبقيت في بقعتي أتصنّع كبريائي من الخارج أمّا من الداخل فقد كنت أتألم و أتجرّع القهر والمرارة في كل ريق أبلعه، فذلك الشاب الخجول الذي لا يكاد يُحدِّثُ أحدًا ذهب وكله ثقة لفريدة، صافحها ونزع قبعته اِحتراما وتحدثا لوقت طويل، ولم أعلم حينها هل يقصد ما يفعله ليثير غيرتي أم أنه لا يعير إهتمامًا لشخصي منذ الأساس

والمفاجاة الأكثر إيلامًا هي رؤيتي له يطلبها لرقصة معه، و بدآ يرقصان بكل سحر وعاطفية، بينما قلبي المكسور يصرخ بقوة: - كان يجب أن تكوني أنتِ مكانها يا نازك! ]

شعرتْ سما بالضيق وزفرت بحرقة:

" آه! يا إلٰهي، لو كنت مكانك لجررتها من شعرها من شدة غيرتي "

فتبسّمت السيدة نازك ضاحكة من قولها، ثم أضافت سما متسائلة:

" وبعد؟ ماذا حدث؟ "

[ إنضمّت إليّ صديقتي زينب والتي زادت حالتي سواءً بحديثها

" يا لا جمالهما! "

قالتها بعينين حالمتين تصف كُلًّا من نورس وفريدة، بينما رميتُها أنا بنظرة ملؤها حقد وغضب، ولكنني في الوقت ذاته لم أحب اظهار غيرتي من فريدة لأي شخص وإن كان صديقتي زينب، فقلت متصنعة اللطافة:

" أجل عزيزتي! "

" ولكن مسكينة هي فريدة، لقد عادت لتوها من رحلة علاج طويلة "

قالت زينب بتأسف وشفقة، فقلت لها بصرامة:

" لست في مزاج يدعوني للشفقة، لقد جئنا للمتعة لا غير "

فنظرت إليّ تُعاتبُني:

" أعلم أنّكما تتنافران ولكن هذا مرض السُّل ولقد قتل الكثير مؤخراً وخاصة في هذا الوقت العصيب والحرب "

أحسستُ بالضيق من أجلها رغمًا عنّي، وهمستُ:

" سُل! "

فأشارت لي زينب بيدها:

" صه! حذاري أن يعرف أحدهم فعائلتها تخفي الأمر عن الجميع "

فقلتُ لها بطيشٍ أُخفي قلقي بين ثناياه:

" فريدة فتاة سطحية! وأنا متأكدة أنها خلقت هذه القصة لتجلب إهتمام الآخرين "

" لا يمكن يا نازك! فهذا مرض خطير وقتل الكثرين مؤخرًا ، قد يُنفر الجميع منها خوفًا كما أنني أخبرتكِ أن الأمر سر، فكيف يمكنها جذب الاِنتباه بأمر مخفي؟! "

زفرتُ بقوة وضيق، ثم طرأت فكرة مجنونة ببالي، وهي إخبار نورس بالأمر حتى يتسبب ذلك في نفوره منها من البداية.


يتبع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 08:38 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




البارت الثالث

في اليوم الذي يليه زارتني زينب منذ الصباح، وهذا ما تفعله في العادة عقب كل حفل نرتاده سويًّا

جلسنا معاً في الحديقة فكان الجو مشمسًا، وباشرت في حديثها عن كل ما جرى في الليلة السابقة وأنا أستمع لها بملل وحنق شديدين

" فيما حماسك يا زينب لم يكن الحفل بهذه الروعة على كل حال "

" انتِ لست نازك التي أعرفها! ما سبب فتورك، أم أن غيرتك على نورس منعتك من الاستمتاع البارحة "

قالت ذلك واعطتني نظرة جانبية شقية، فاحمرت وجنتاي وزفرت بحرقة:

" ما بك ترمين بحديث ساذج منذ الصباح؟ "

" نازك عزيزتي أنتِ تحبينه "

فانتفض جسدي رافضاً الاعتراف بالامر، أما هي فضحكت وتابعت:

" وأخيرًا أعجبتِ بأحدهم يا بنت الباشا! ولكن بصراحة وكأنكما خلقتما لبعضكما "

فنظرت لها بنظرة تأمل واهٍ:

" حقاً ؟ "

" طبعاً عزيزتي "

طمأنني كلامها ولكن غصة في قلبي لا تشفى، فقلت هامسة وكأني أحدث نفسي:

" ولكن فريدة..! "

فقاطعتني بحماسها الذي أراحني كل مازادت فيه:

" لا يمكنها التغلب عليكِ، أخبريني الآن هل اعترف لكِ بحبه؟ "

" لا، لكنه يهتم بي كثيراً، ونتشارك كل شيء "

" حسناً إذاً، ليس أمامك الآن سوى الانتظار فقد يأتيكِ العاشق نورس معترفا في اي لحظة "

رمقتها بنظرة خجولة آملة ان يتحقق ما قالته لي ]

" ولكنه غضب منك، فماذا فعلتةحيال ذلك "

سألت سما في حيرة وحماس اعتادت عليه السيدة نازك وأحبته كثيرا، وكم أحبت أيضا ان تجعله يكبر لديها بجعلها تنتظر بين الحين والآخر.

" آه! دعيني اتناول غذائي أولا "

" مازالت أمامك عشر، هذا ما يشير اليه موعد دوائك "

" لن أتحدث بمعدة فارغة عليك تعلم الصبر يا سما "

ضحكت سما ثم قالت في تحدي:

" اتفقنا سأريك كم انا صبورة، ستتناولين غذائك ثم تأخدين دوائك وانا سأغادر لمحنك الراحة التي تحتاجين، ولن آتي إلا اذا طلبتِ مني"

قبلت السيدة نازك التحدي بابتسامة ودودة:

" حسنا لنرى أيتها الصبورة".

دخلت سما غرفة استراحة الممرضات في المستشفى شاردة الذهن، تشغلها قصة السيدة نازك، فهي لم تتوقع ان تكون بهذه الرقة و الجاذبية وان لها قصة تسلب الحواس، وكم تمنت ان تعيش عدة مغامرات في حياتها تستحق ان تُروى في الغد لمن يرغب في الاستماع.



" أهلاً سما، واخيرا طل القمر! "

قالت احدى زميلاتها ساخرة، أيقظتها من شرودها فابتسمت بلطف غير مكترثة للهجتها القاسية، لتضيف:

" هل حكمت عليك السيدة نازك بالمؤبد في جناحها؟ "

فضحكت سما بذات حالها قائلة:

" و أجمل حكمٍ مؤبد "

" هل هي لطيفة الى هذا الحد؟ فيما تتحدثان؟ "

سندت سما خدها الى يدها كفتاة حالمة بعد ان جلست قرب زميلتها:

" تخبرني بقصة حياتها "

فصاحت في تعحب واشتمئزاز:

" آه يا إلٰهي! ياله من ملل! "

فابتسمت سما في تحفظ ولم تنبس بكلمة أخرى، وفي قرارة نفسها كانت تنتظر مرور الدقائق والساعات الذي بدا بطيئا للغاية

كانت لا ترغب في خسارة التحدي، لذا ظلت تسير جيئة وذهابا أمام جناح السيدة نازك، ولكن صبرها نفذ، فوَجلت أخيرا داخل الجناح ودخلت الغرفة معلنة استسلامها، لكنها فوجئت بوجود أنور حفيد السيدة نازك، وكانا يتحدثان.

" اهلا "

قالت محرجة عندما ألقت السيدة نازك نظرة جانبية لها معلنة من خلالها انتصارها في تحديهما الصغير

" آنسة سما أنا اشكرك على اهتمامك بجدتي فهي تبدو في مزاج جيد "

قالها مصافحاً سما، وقد بدا لها أن زيارته انتهت، ابتسمت وأومأت له في امتنان ثم طلب منها ان تحدثه على انفراد خارجاً بحركة من رأسه، فلحقت به متظاهرة أنها تريد توديعه حتى لا يُشعرا السيدة نازك بأي خطب

بعد خروجهما سأل أنور سما في قلق:

" هل تتعبك جدتي كثيراً "

" لا في الحقيقة انها كأي مريض آخر اهتممت به "

" هذا يعني انها لم تقم بطلب أمر ما منك "

" مثل ماذا؟ "

سألته في توجس، فقال بإيجاز :

" عندما تكون جدتي في مزاج جيد فهذا يعني انها تحدث عن ماضيها ووجدت مستمعا جيدا "

فابتسمت :

" نعم اخبرتني القليل عن حياتها "

" اذا من واجبي تحذيرك، ان طلبت منك جدتي الذهاب الى الميناء فلا توافقي! فقد ترغب في التواصل مع احد اقرباء أبطال قصتها "

قال هامساً بلهجة جدية حذرة أرفقها بضحكة خجولة في النهاية، مما أقلق سما وأثار حماسها في الوقت عينه

" انها لم تطلب ذلك بعد، ولكن هل هم موجودون حقاً ! "

" نعم وهم أناس بسطاء يأبون اقتحام الاخرين لحياتهم "



اومأت سما متفهمة رغم فضولها الشديد ورغبتها في طرح العديد من الأسئلة ولكنها لم تشأ ازعاج أنور بهذا فهنالك من سيجيبها على كل اسألتها ان رغبت.

شكرها أنور مجددا وصافحها مغادراً، اما هي فدخلت للسيدة نازك مشجعة اياها

" سيدة نازك لقد ازداد وجهك نورا بعد زيارة حفيدك لكِ"

" نعم فهو حفيد وصديق أيضاً "

ضمت سما يديها لبعضهما قائلة

" آه كم هذا جميل "

ثم اقتربت من السيدة وجلست على طرف سريرها متسائلة عما تبقى من قصتها بحماس

" والآن اكملي لي هل تحدثتما انتِ ونورس؟ "

" بالطبع، فكرت في مئة طريقة وحل حتى ترجع صداقتنا كالسابق لذا قررت الذهاب لمنزل عائلته فكلفت بعضاً من رجال ابي بايجاد منزله سراً، ووصلني العنوان بعد يومين"

" اف يومان كاملين! الحمد لله على وجود خاصية الـ gps في عصرنا هذا والا كنت أجن "

قالت سما ممتنة، مما أضحك السيدة نازك على جنونها وعدم صبرها

[ "وانا كنت متوترة جدًا حينها، وحين حصلت على العنوان قررتُ الذهاب لمنزله وحدي ولم اخبر أبي ولا حتى صديقتي زينب

كان لديهم منزل بسيط قرب الميناء، اقتربتُ من الباب و بتوتر طرقت، ففتحته امرأة لفتتي زرقة عينيها الثاقبة كزرقة البحر الذي يقتنون بقربه، ومن تلك العينين الواسعتين عرفت بأنها والدة نورس

ألقيتُ التحية وسألتها عنه فرفعت حاجبيها ورمقتني بنظرة حامية وباتت تعاين مظهري من اسفل قدمي الى اعلى رأسي

ثم طلبت من حفيدها الصغير و الفطن ذو السبع سنوات الذي كان خلفها بإيصالي اليه، لم تكن المسافة بعيدة على اي حال، ما ان اقترب كلينا من المكان المقصود حتى أشار لي الطفل على مكان نورس وعاد مسرعا الى البيت

احسستُ بعلو ضربات قلبي واضطرابها، صارت خطواتي ثقيلة و نفسي بطيئا حين رأيته، كان يتحدث لِما تبين لاحقا انهما اخوه ووالده

والده رآني اولًا فأشار إليّ محدثا اياه، اِلتفت نورس واستغرب زيارتي بنظراته التي فهمتها، ثم اقبل نحوي ومعه رفيقاه

تصافحنا وألقيتُ التحية على والده واخيه، وقال الأول ممازحًا:

" الزيارات تتوالى لك يا بني"

فضحك أخوه وشعر نورس بالخجل، وأمّا والده فأضاف لي :

" يا ابنتي تعلمين ان الحرب لا تضع اوزارها، لما تكبدت عناء المجيء وحدك "

إزداد توتري وخجلي ولم استطع الرد على ما قاله، فقال لنورس قبل ان يتركنا وحدنا على حافة الميناء





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 08:39 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



" انها مسؤوليتك، عليك ارجاعها بسلام لبيتها "

أومأ نورس في خجل وهدوء ايجاباً

بقينا ننظر للبحر وتقلب موجه لبعض الوقت في سكون، حتى قلت لأطرد وحشتي

" قال ابي انكم ستعودون لساحات الحرب! "

" لهذا قدومك اذًا، تقولين لأراه قبل ان يموت "

قال ذلك ضاحكا ، مما أثار ضيقي وتأففت قائلة:

" أُف، مجيئي كان من أجلك، كنت اظن انك غاضب مني لسبب ما"

فقال بعدم اكتراث:

" لا لم اغضب منك "

فأصابتني الغيرة فقد أحسست ان فريدة كانت هنا قبلي

" كنت اعلم ان امري لا يهمك، وقد اثبت ذلك قول والدك بأنك تحظى بالزوار "

ولكنه كان غبياً فأضاف بجدية:

" بالفعل لم اكن غاضبا منك يا نازك "

مما زاد إصراري على سؤالي

" لا تتجاهل مقصدي، ألم تقم فريدة بزيارتك هنا؟ "

فأجابني محاولا اخفاء ابتسامته لتذكره لقائهما

" بلى لقد أتت بالأمس "

مما أثار جنوني، فقررت التلميح عن مرضها لاستفزازه وتنفيره منها

" اممم! .لا بأس فالهواء النقي يساعدها على الشفاء بسرعة "

فأوما موافقا لِما قلت دونما رد، فقلت:

" هل علمت؟ "

" نعم لقد اخبرتني، لم ترغب في اخفاء الامر "

ظهر بعض الأسف في صوته فأردتُ التأكد من قبوله لها:

" حسنا! وما رأيك ؟ ما ردك على ذلك ؟"

اخرج تنهيدة طويلة ووضع كلتا يديه على خصره في حيرة

" لا أعلم يا نازك! انتِ مدركة لوضعي ... ويبدو أنني وقعتُ في حبها "

وكأن صاعقة قوية ضربت رأسي لسماعي قوله، وكأن كلماته كانت خنجرا وغزره في صدري، قلت في قلة حيلة بصوت لا يُكاد يُسمع:

" وأنا "

ولكن صوت الامواج العاتية ومشاعر حبه القوية حالت بينه وبين صوتي، كان ينظر للبحر وحينما ادرك انه سمع طيف كلمة ما، سألني بحركة اثارها بحاجبيه، فأومأت بالنفي مع ابتسامة اصطنعتها لاخفي انهيار احلام بينتُها في عقلي الساذج

ثم رفع عينيه للسماء في دعاء بدا خفيا بينه و بين خالقه، ولكنني اظن انني فهمت مغزاه

كان شعري يتطاير مع نسمات البحر القوية يصارع وجهي وكلما ازلته ابىٰ ورجع يلتصق به مرارا مما أثار حفيظتي وصرت اتذمر



" اف! اف! "

فاِلتفت اليّ وقام بتعديله بوضعه خلف اذني

" نازك اهدئي، هل هو جيد هكذا! "

كادت عيناي تغرقان في دمعهمها حين اِلتقائها بعينيه لولا القوة التي تظاهرتُ بها، ابتسمت و اومأت ايجابا، وكم كانت الايماءات كثيرة وخانقة في ذلك اللقاء

اردت الهرب بكل ما حملت في قلبي وسبقته بخطوات بسيطة

" نورس علي العودة المنزل لا ارغب ان اشغل ابي على سلامتي "

وكم أغضبني غباؤه حين لحقني قائلاً

" حسنا دعيني اوصلك"

هل هو لم يفهم ما احسستُ به، هل هو يتجاهل توتري ازاء ما قالت آنفاً ام انه ببساطة لا يراه؟

" لا "

قلت بلهجة قاسية، فألح باستمرار

" سأمشي خلفك او امامك! "

" لا "

" سأوصلك حتى منتصف المسافة عل الاقل "

" لا لا، قلت لا"

تواصلت اللاأات من طرفي حتى صرخ في وجهي

"لماذا؟ ماذا أصابك ؟"

" لا أحب الوداع! قد تموت في هذه الحرب ولا اريد وداعك هكذا!"

صرخت بدوري في وجهه وجرت دمعة ساخنة على خدي، فعقد حاجبيه وخفتت تعابيره الغاضبة وتحولت الى حزينة ما ان لاحظ دمعتي

" تعالي لأوصلك "

أمسك بيدي وسحبني خلفه، لم اتفوه بكلمة، ورضخت كليا لمطلبه، ولم يتركني حتى اعادني الى بيتي بسلام ]

" كان الامر صعبا على كليكما "

قالت سما في فتور، فأجابتها نازك

" بامتياز! كنت اودع حب حياتي الذي لم أكن الا صديقة فقط بالنسبة اليه، ولم اعلم في ذلك الحين ايهما كان اقصى ذهابه الى الموت ام اعترافه لي بحبه لعدوتي اللدودة؟ "

[ كانت تلك اطول ليلة مرت عليّ في حياتي كلها، افكر في ما قاله لي نورس، واسمع صوت صفارات الانذار المدوية على طول المدينة، والذي كان مخيفا جدا

خرجت من غرفتي خائفة ارتعش من هول الاصوات، ذهبت لغرفة الجلوس فوجدت والدي لايزال مستيقظاً

" أبي ألم تنم بعد؟"

" لا يا ابنتي، وانت فيما سهرك! "

فجلست قربه

" لم استطع النوم بسبب صفارة الانذار "

اخرج ابي تنهيدة قال بعدها

" يبدو انهم يتوقعون ان يضرب العدو بالطائرات "

هل أحسستِ يوماً بسقوط قلبك من الخوف يا سما، انا شعرت بذلك في تلك اللحظة،

" و عناصر الجيش يحضرون انفسهم للانطلاق للجبهات، فلينصرهم الله "

أضاف ابي في توجس، وتذكرت انا نورس شعرت انه لم ينم الليل ايضا يجهز نفسه و يودع عائلته، ثم ضمني ابي اليه بقوة لشعوري بالخوف

انطلق الجيش للجبهات، وقلّت حركة الناس في الشوارع لحظر التجوال الذي فرض آنذاك ]

" وهل سمعتهم اخباراً عن نورس و الجنود "

سألتها سما، فأجابت السيدة نازك

" كانت تلك الايام ككابوس لا ينتهي، لم نستطع التواصل مع من نعرفهم، ولم يأتنا خبر من احد، كل ما نعرفه كنا نسمعه عبر المذياع او نقرأه في الجرائد ، اخبار كان بعضها جيد واكثرها مقلق، كان الخوف مسيطرًا علينا جميعاً كبارا و صغارا، وكانت المستشفيات تمتلىء بالجرحى اكثر واكثر "

" سمعت ان الكثير من الفتيات تتطوعن للخدمة كممرضات، فهل تطوعت ايضا؟ "

" في يوم ما سمعت ان احد اصدقاء نورس اصيب، فقررت الذهاب لزيارته في المستشفى وسؤاله عن نورس، ففوجئتُ بزينب هناك كانت ترتدي زيّ ممرضات فاستغربتُ بشدة، ولكني اشتقت لها فقد مر وقت طويل بدونها "

يتبع
تفاعلو ❤



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 08:51 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع


[ عانقتُها بشدة وفرحت انها كانت بخير، ثم سألتُها:

" هل تطوعتِ أيضا ؟ "

" بالطبع منذ البداية، وانتِ يا نازك؟"

نظرتُ بريبة للجرحى ودمائهم:

" لا، لا استطيع انا خائفة "

فأمسكت زينب بيديّ وشدت عليهما

" هل تخشين أن تجدي نورس بينهم يومًا ما "

فوسعت عيناي من هول ما سمعتُ وعقدتُ حاجبيّ بشدة

" لا أعلم يا زينب انا خايفة، وأهاب رؤية الدماء"

" ستعتادين على الامر فقد كنت كذلك ايضًا "

ابتسمت لها واستطردت

" هل هناك فتاة نعرفها تعمل هنا أيضًا ؟"

" هناك الكثير، حتى فريدة تعمل هنا "

أحسستُ بالغيرة فور سماعي لاِسمها وأضافت زينب:

" المسكينة كانت تبكي كثيراً في بادىء الأمر "

اخرجتُ تنهيدة طويلة ولم اقل شيئا، كنت امنع نفسي من الشعور بالتأثر تجاهها بأي شكل ]

" هل لي اعرف لما كل هذا الكره تجاهها ؟"

" في بادىء الأمر لم يكن ذلك إلا منافسة بين أي بنتين من عائلتين غنيتين، ولكن الامر كان يكبر مع كلينا ولم نستطع السيطرة عليه"

نظرتْ لسما ثم اضافت

" كانت فريدة ووالدتها تظنان انني انا سبب مرضها بالسل، وبعد فترة اغلقتا الحديث عن الأمر وهذا ما زاد كرهي لها"

عقدت سما حاجبيها في حيرة:

" ولكن لماذا تتهمانك بالامر؟ "

" في الماضي كانت لدي خادمة يهودية اكتسبت المرض، وحين اكتشفتُ أمرها طردتُها من المنزل، اي شخص في العالم كان سيفعل ما فعلت حينها، ولكنها أرادت الانتقام مني، فذهبتْ للعمل لدى منزل فريدة دون اخبارهم بأمر مرضها، وتقربت من فريدة لأنها كانت تعلم اننا متنافستان، فمرضت فريدة واكتُشف امرها وحين طُردت اخبرتهم انني انا من ارسلتها الى فريدة لشدة غيرتي منها، وقالت أنني انشر الاحاديث حولها كونها فتاة ساذجة و سطحية وغير مثقفة! أتذكر حدوث مشكلة كبيرة بين عائلتينا وعشت اسوأ ايام حياتي حينها بسببها "

شهقتْ سما بقوة واضعة يدها على فمها ثم قالت

" هذا غير معقول!... والخادمة هل اعترفت لاحقا بذنبها أم ماذا ؟ "

" لا، لقد ماتت ودُفن سرها معها، او ثمن برائتي! حاولت الدفاع عن نفسي لفريدة ووالدتها ولكنهما رفضتا الحديث عن الامر اكثر بسبب صداقة والدي القوية مع والدها "

" آه يا إلٰهي ، كم هذا امر خطير، ولكن برأيي هم مؤمنون ببرائتك، لأن السل مرض ليس بهيّن، اظنهم فعلوا ما فعلوه ليقوموا بتعذيبك لا غير "



ابتسمت السيدة نازك في حسرة

" نعم لقد عرفت ذلك بعد سنوات طويلة من عذاب الضمير رغم كوني مظلومة "

احست سما بالأسىٰ تجاهها، ولكنها أضافت مستطردة حتى لا تقفد السيدة نازك حماسها:

" حسنا اكملي لي، هل رأيت فريدة في ذلك اليوم ؟ "

" لا ففي الحقيقة لم أبقى طويلا في المستشفى وصديق نورس الذي رغبت بزيارته لم يسمحو لي برؤيته"

[ عدتُ للمنزل فرأيتُ والدي حاملاً حزمة من الرسائل في يده فسألته بغرابة

" هل هذه رسائل للجنود في صفوف الجيش ؟ "

" نعم طلب مني بعض الاشخاص ارسالها لذويهم في الجبهات "

قال ابي يلملمها، ففرحتُ بشدة وسألته بعفوية

" تقصد هل يمكنني ارسال رسالة ايضا؟ "

فرفع حاجبيه باستغراب:

" و لمن يا ابنتي ؟ "

مما اصابتي بالتوتر و لكن كذبة صغيرة كانت جاهزة لدي :

" بالطبع لمن ؟؟ ولكن صديقتي زينب سألتني!... تريد ارسال رسالة ولكنها لا تعلم ان كانت رسالتها ستصل ام لا !"

" الرسائل تتأخر كثيراً، بسبب طول الطريق وقلة امانها "

وانا واقفة مكاني كمسمار ينتظر طرقة أخرى!

" اين هي رسالتها ؟ سأذهب الآن لشخص يسلم الرسائل للجنود في ايديهم وهو موثوق جدا "

" ااا.. انها ... انها في غرفتي ، سأجلبها حالاً"

" حسنا سأنتظر في السيارة لا تتأخري "

انطلقتُ بسرعة وكنت أطير من السعادة، كتبتُ رسالة لنورس بسرعة البرق، ووضعتُها في ظرف واعطيتها لأبي، لم اعرف كيف كتبت تلك الحروف، وظللتُ أفكر لأيامٍ وليالٍ متسائلة هل وصلتهُ أم لا ؟ هل قرأها وكيف قرأها ؟ ]

" كان الأمر كالافلام إذًا؟ "

قالت سما بصوت حالمٍ فأجابتها نازك بذات العذوبة مع ضحكة خافتة:

" وأكثر! ، ومن ثم أرسلتُ العديد من الرسائل عبر والدي، وكلها بالطبع كانت لزينب "

فضحكت سما بشدة ...

[ عندما اِزداد خوفي و قلقي قررتُ التطوع أيضًا كباقي الفتيات كممرضة لجرحى الحرب، رغم خوفي آنذاك إلا أنّ غروري لم يسمح ان تسبقني زينب وفريدة وغيرهما لأمر سامٍ كهذا

كنا نذهب يوميًا نلتقي و نهتم بالجنود ونستمع لقصصهم البطولية المحزنة منها والمؤثرة، ولكن بعضهم كان يأخذ الامر بشكل هزلي، ليُخفّف عن نفسه وعن من حوله عبء ما رأى

وفي يوم ما أُحضر شخص مصاب بشدة، ومن ملابسه ورتبته العسكرية عرفت انه ضابط، كنت خائفةً جدًا وقلبي يكاد يخرج من قفصه



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 08:54 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



كانت فريدة قربي حينها فساعدتني في تنظيف حراجه ومحاولة تطبيبها، وكم كانت حالتها غريبة، ارتعشت يداها بشدة وخف تنفسها، ومُلئَت عيناها بالدموع، يستحيل أن أنسىٰ حالتها ذلك اليوم .

حاولت إيقاظها من نوبتها بمناداتها، ولكنها أبت الاستجابة، وضعت يدها على قلبها ونظراتها الخائفة جعلتني افهم ما جرى ، حتما تذكرت نورس او تخيلته مكان هذا الضابط

أتىٰ طبيبنا المسؤول حينها ليمسكها من ذراعها و يطردها خارج الغرفة ثم بدأ في تأنيبها مما جعلني أُشفق عليها

كل هذا جعلني أرتبك أكثر ولكنني استجمعت قوتي وحبست دمعي وعبرتي، وسألتُ ذلك الضابط الذي كان بنصف وعيه عن اسمه مرارًا وتكرارًا، كنت لا أريد موته بين ذراعيّ، حتى نطق اخيرًا بخفوت ودون وعي

" بكر !"

بعد ذلك خرجتُ من الغرفة، فرأيتُ فريدة جالسة لوحدها شاردة الذهن على درجات داخل المشفى، فتوجهت نحوها بتردد لم أرغب في مواساتها ولكني فعلت

" مرحبا فريدة كيف حالك الآن ؟ "

رفعت رأسها عاقدة حاجبيها باستغراب

" انا بخير شكرا ! "

جلستُ بقربها مما زاد استغرابها أكثر، وقلت:

" سيعودون جميعًا وستنجلي هذه الأيام "

أخرجت هي تنهيدة واستمرت في النظر للفراغ، فقلتُ ألمح لها

" هل قمت بإرسال مكتوبٍ لأحدهم ؟ "

فقالت بحزن:

" لا، على كل حال لا أستطيع فوالدي صعب المراس "

أحسست بالأسى لأجلها، ولم أرغب في مساعدتها ولكن قلبي لم يتحمل رؤيتها بهذا الحزن

" فريدة ... يمكنني مساعدتك! ان رغبت في ارسال رسالة لشخص ما"

كنت اعلم جيدًا انها ترغب في ارسال رسالة إلى نورس ولم تستطع ذلك، ولم يكن يجب عليّا مساعدتها ولكني لم استطع سوى ان افعل]

" لو كنت مكانك لما مساعدتها "

قالت سما ممازحة ثم ضحكت بخفة

" لم اتمكن من ذلك، وقلت لنفسي هو أيضا يفكر فيها، وبعد ان رأيت الضابط المصاب خفت ان يموت دون ان يسمع منها شيئا ما، لم أرغب في حمل ذنب آخر بسبب فريدة"

[ " لقد كانت في قمة السعادة و رغم توجسها تجاهي إلا انها رغبت أن ترسل أي شيء لنورس حتى وإن كنت أنا حلقة الوصل بينهما

" أبي يقوم بتوصيلها لأشخاص يتواصلون مع الجنود، لو أردتِ اُكتبي واحدة الآن وسأُعطيها لأبي اليوم "

عند سماعها لما قلت أمسكت بيدي، وكم أحسست بصفاء نيتها وقلبها الأبيض، دمعت عيناها وشدت على يديّ:




" لا أعلم كيف اشكرك، رغم انني لا أعلم لما تساعدينني "

رسمتُ ابتسامة مزيفة على شفتيّ:

" العفو! "

حينها أحسّت بنفوري منها، وضمت يديها لبعضهما وغادرت دون ان تنبس بكلمة، وانا أقلب الافكار في رأسي هل ما فعلته صحيح ام لا؟ ]

" وهل اعطتكِ رسالةً ذلك اليوم "

سألت سما فأجابتها نازك بسخرية:

" الرسالة تحولت لرسائل كثر بعدها "

" اممم! وهل قمت بقراءة إحداها ؟ "

" للأسف فعلت وندمت ندماً شديداً "

رفعت سما حاجبيها فلم تتوقع ان تجرأ السيدة نازك على قراءة كلمات كتبت لشخص أحبته،

" كيف كانت؟ "

" كانت كلماتها جميلة ولكن قاسية عليّ ..( أيامي تمر كسنواتٍ طوال من دونك) ..(ادعو لك كل ليلة ان تعود سالماً لي) ..(انتظرك وأحبك ) ... "

أحست سما بضيق نازك وصارت تهز رأسها بينما تأخذ شهيقاً عميقاً وتطلقه

" كيف أرسلتها؟ كان كلامها قوياً وقاسياً حقاً "

اخرجت السيدة نازك تنهيدة طويلة بدورها

" كان ذلك صعبًا عليّ، اتذكر اني بكيت بحرقة تلك الليلة لاني كنت احبه ولم استطع كتابة تلك الكلمات له، كما انني قررت عدم ارسالها واتلافها حتى، ولكني لم اقدر، لانه لم يجب على رسائلي التي ارسلتها قبلا وخفت ان حدث له مكروه ما دون ان يصبه امل محفز من محبيه "

تأملت سما نازك بهدوء، وكم ادركت انها ذات قلب رحب، ثم سألتها:

" ولكن كيف كنتم تعرفون ان مات شخص ما او فقد في تلك الظروف "

[ " بين كل فترة وأخرى كانت تأتي قوائم تعلق في ساحات المدينة، تحمل أسماء المفقودين والقتلى من الجنود

وبقينا على تلك الحال، نقرأ الجرائد ونقوه بإسعاف الجرحى، ثم تصلنا تلك القوائم المشؤومة، بين ترقب وخوف منا نعيش كابوساً حقيقياً

كان الضابط بكر يتماثل للشفاء، ومع كل يوم يمر تعرف كل منا على الآخر، كان مستعداً للعودة لساحة القتال بمجرد تماثله للشفاء التام

وفي احد الأيام وبينما كنت أغير له ضمادة في ساقه، قاطعتني زينب قائلة ان هناك سيدة تبحث عني، ولكني لم أكترث

" لست متفرغة يا زينب اذهبي إليها انتِ "

" ولكنها تريدك انتِ، أنهِ عملك واذهبي "

أغضبتني بقولها فضغطتُ على جرحه دون قصد فصاح:

" آخ!! .. لا بأس يمكنها الدخول للغرفة فحالي ليست بسيئة "

شعرت بالارتباك واعتذرت له فوراً، واما زينب فخرجت لمناداتها، وحين وجلت الغرفة كانت والدة نورس، فاجاني وجودها وأربكني وحين راتني قالت بتوتر :

" هل تذكرتني؟ "

فاقتربت منها واحتضنتها

" بالطبع اتذكرك، كيف حالك ؟ "

" لستُ بخير، فلم يصلني اي خبر عن ابني منذ مغادرته لنا، لذا قررت أخيراً ان آتي إليك حتى تساعديني "

أعطيتها كرسياً كي تستريح من توترها، كما انها عبرت مسافة طويلة حتى وصلت الى هنا، ثم قلت لها بحزن:

" حتى اني لا اعلم شيئا عنه يا خالة وقد قمت بارسال رسائل له ولكنه لم يحبني بعد"

فقال بكر:

" ليس الأمر كما تتوقعون، ارسال رسالة من ذلك المكان امر شبه مستحيل "

" اتمنى لك الشفاء يا بني، وليرجع لي الله نورس سالماً "

قالت هي، فرفع بكر حاجبيه بعد سماعه اسم نورس:

" نورس؟ أنا أعرفه لقد كنا معاً كل يوم "

صعقت لسماعي ما قال كيف لم يخطر ببالي سؤاله عن نورس؟ وتابع قائلا بلطف:

" لا تقلقي يا سيدتي، فاِبنك بخير منذ آخر مرة رأيته فيها، لذا عليك بالراحة "

انهمرت والدة نورس بالبكاء وصارت تحمد الله مراراً على هذه الاخبار المريحة، اما انا فلم أعلم هل يجب ان اظهر مشاعري واسمح لدموعي بالانهمار ام أضحك وأسعد، وحمدت الله في قلبي، ثم شكرت بكر وسرت مع والدة نورس الى الخارج، فأقبلت فريدة نحونا مما أثار غيرتي، ولكني استغربت عدم اهتمامها فقد حدثتني عن امر ما وغادرت دونما اهتمام

ربما لم تكونا على معرفة ببعضهما، وأنا لم أرغب في ذلك أيضا، فتركت فريدة تذهب دون ان أوضح لها من هذه السيدة التي ترافقني، ربما كان ذلك الاحساس حقداً، المهم انني لم أرغب ان تعلم فريدة اي شيء عن نورس.

وحين انتهى عملي، عدت للمنزل متعبة جدا ولكنني سعيدة، رأيتُ سيارة غريبة وقفة امام منزلنا، فدخلت الى غرفة الجلوس لاعرف متن هو ضيفنا، والمفاجاة ان هذا الضيف كان نورس، ولقد أبدل زيه العسكري بآخر مدني بسيط وبدا لي انه كان في انتظار والدي .




يتبع 😍

تعليق حلو يشجعني ومنشن لأصدقائكم حبايبي ❤❤




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 08:56 AM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الخامس


عندما رآني فتح كلتا ذراعيه وابتسم، ولم أشعر الا بقدميّ تركضان نحوه عانقته بشدة، وبدأت في البكاء فضمني أكثر إليه، ثم انفصلنا ولم أتوقف عن البكاء، فمسح دمعي بيديه:

" نازك، توقفي عن البكاء "

ولكني بدأت بأسئلتي التي خرجت بين عبراتي:

" كيف تمكنت من القدوم؟ .. لماذا ترتدي لباساً مدنياً؟ ..هل تصلك رسائلي كلها ؟ ..ولماذا لا تجيـ ... ؟ "

فقاطعني بإمساكه لأنفي بسبابته وابهامه بلطف وضخك ثم قال :

" خذي نفساً عميقاً اولاً "

فأخذت نفساً عميقاً من فمي ومسحت دمعي، وانا أنظر اليه غير مصدقة انه معي

" أجبني اذا "

" لدي مهمة ولن اتأخر سأعود فوراً للجبهة "

" ولما لا تجيب على رسائلي "

" وكيف ذلك يا نازك؟ من خلف الصواريخ ؟ علاوة على عددها انها كثيرة، أرسلت رسالة لوالدتي ولا أعلم ان وصلت أم لا "

قال بقلق فطمأنته

" رسالتك لم تصل ولكن والدتك بخير لقد أتت تسأل عنك في المستشفى "

فتلهف لسماع أخبارها

" هل هي بخير؟ هل انت ظنا منها ان مكروها اصابني "

" انها بخير لا تقلق "

فتنهد وأضفت أنا بفخر:

" لدينا ضابط يعرفك اسمه بكر، لقد عالجته انا "

" حقاً! كنت أظنه سينوت لكثرة جروحه، هذا ممتاز يا نازك، ربما تضطرين لمعاينتي أنا أيضاً يوما ما "

فضحك بخفوت، واما انا فقتمت تعابيري لم أتمنى ان اراه بهذا الشكل فشعر بضيقي

" لا تحزني، دعيني أسألك عن فريدة هل ترينها ؟ "

فأصابتني الغيرة

" ألم تصلك رسائلها بعد؟ "

" بلى! ولكني أسألك عنها كيف تبدو في هذه الايام "

فقلت بتسرع
" كالحصان ! "

ثم تداركت ما قلته:

" اقصد انها بأفضل حال !"

فقاطعنا والدي بقدومه واستعجل نورس معه، فأصابني القلق

" الى أين؟ "

فأشار ابي لنورس بالمغادرة، فخرج وأخذ قلبي معه، واقترب مني ابي قائلا يحذرني

" ايام ان تخبري أحدهم ان نورس أتى لزيارتنا "

ابتسمت وزاد قلقي ثم اومات بالموافقة، ثم لحقت بهما خارجا ركبا السيارة وصرت أولح بيدي لهما حتى غابا عن ناظريّ " ]

فتأثرت سما لهذا اللقاء الجميل:

" كان قصيراً ولكنه مثالي لولا فريدة التي تفسد كل شيء، يبدو أنني سأكرهها "




" بالعكس تماماً، رغم انني كنت على خلاف دائم معها الا انني اعترف انها كانت فتاة كالنسيم بسيطة ومحبوبة ورقيقة، كانت مثالية لهذا كنت أغار منها على الدوام "

رفعت سما حاجبيها بإعجاب للسيدة نازك:

" يالها من شجاعة تمتلكينها "

" هذه هي الحقيقة يا عزيزتي سما "

ابتسمت سما وكم زاد حبها واحترامها اكثر واكثر لهذه السيدة التي يصفها الجميع بالشمطاء والمغرورة، لقد كانت عكس ذلك كليا.

[ " لم أخبر أحداً عن زيارة نورس لنا، بل أحببتُ معرفتي بهذا العمل السري الذي يجمعهما

مرت الأيام وكنت على وشك الدخول للمستشفى مع بعض الصديقات، فرأيت الضابط بكر واقفاً بالخارج مرتديا زيّه العسكري الانيق حاملاً وردة حمراء في يده، وحين رؤيته لي هتف باِسمي.

لقد بدا وسيماً جداً، وقفت ابتسمت له وصارت صديقاتي تتغزلن به بينهن، وقمن بتحفيزي بالذهاب إليه

ملأني التوتر والخجل وذهبت نحوه كما اقترب هو ايضا نحوي، تصافحنا وابتسم ولم ألحظ من قبل هذه الابتسامة الجميلة الا الآن

خلع قبعته في احترام وبدأ في القاء التحية حتى ينجلي توتري الذي وصل اليه قبلي:

" مرحبا نازك "

" مرحبا بك تبدو في حال جيدة "

" هذا بفضل الله ثم لمستك الناعمة ، انا حقاً اشكرك "

ثم اعطاني الوردة بخجل واضاف:

" اريدك ان تعديني بامر "

" لا يمكنني ذلك أنا سيئة جدا في ذلك "

كنت محرجة جدا ولم ارغب في عهود بيننا، ولكنه أصر متأثراً

" عليك ذلك فستكونين الامل الذي سأعيش من أجله في ساحة الحرب "

شعرت بالالم من اجله، كل منا يريد شيئا يعيش من اجله فوافقت بإيماءة مني

فسعد بذلك وقال

" عديني ان نرقص سوياً بعد انتهاء الحرب، وان تحتفظي بهذه الوردة لحين عودتي "

" حسنا أنا اعدك "

ابتسم بسعادة وكان وجهه مشرقا لموافقتي، ثم اتجه الى سيارة عسكرية تحمل جنوداً كانت في انتظاره

رجعت لصديقاتي بخطىً بطيئة أشتم وردتي، وهن تضحكن وتتسائلن عما دار بيننا " ]

" يا له من رومانسي "

علقت سما بينما كانت ابتسامتها تشق وجهها، ثم سألتها:

" وماذا عن فريدة، هل اعطتك المزيد من الرسائل "

[ " لا، ولقد عرفت السبب لاحقاً؛ كنت في المستشفى حين مررت بقرب احدى الغرف الفارغة ورأيتها داخلها وكأنها مختبئة، وكانت تسعل بشدة، دخلت إليها وسألتها ما الامر، ولكنها غضبت وحاولت اخراجي من الغرفة، فعرضت عليها ان أخبر الطبيب ليرى ما بها، فصرخت بي وطردتني




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 08:57 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



استفزني تصرفها، لهذا قررتُ الذهاب للطبيب حتى أخبره بالأمر، فإن كان هذا السعال نتيجة لمرض السل، فهي اذا تشكل خطراً علينا وعلى المرضى والجرحى داخل المستشفى

كان يبدو انها لم تشفى أبداً منه، تألمت لأجلها رغم غضبي منها في ذلك الحين وكنت اتمنى ان تحظى بالعناية الطبية اللازمة

لكن الطبيب المسؤول طردها من الخدمة وعرض عليها غرفة للراحة مما أثار حنقها عليّ، فقد جاءت اليّ عندما كنت اعالج احد جرحى الحرب، وبدأت في الصراخ عليّ أمام الجميع

كانت متعبة جداً وصوتها مبحوح وبدا لي انها كانت ترغب في ان تبرحني ضرباً، ولكنها تعلم انها لا تتمتع بالصحة الكافية لذلك! ]

" ما الذي قالته لك ؟ "

[ " افرغت مافي جعبتها! دفعت الباب بقوة حتى التفت لها الجميع وتوجهت الي قائلة:

" لما تكرهينني الى هذا الحد يا نازك؟ ما الذي اذنبته؟ "

شعرت بالاحراج فقد كان كل من في الغرفة ينظرون اليّ كما ان من في الخارج بدؤوا في القدوم، ولكنني حافظت على هدوئي تقديراً لحالتها الصحية

" فريدة لنتحدث خارجاً "

وهي لم تكترث لما قلت بل استمرت في صراخها:

" أصبتني بهذا المرض، ونشرتِ الأقاويل عني، والآن تريدين أن أطرد من التطوع!؟ لماذا يا نازك لماذا ؟ "

صرت أنظر حولي وزاد احراجي وقلت مدافعة عن نفسي في خفوت:

" لم أصبكِ بأي شيء تعلمين أن الخادمة كانت تكذب! "

" ربما لو قدمت لخادمتك يد المساعدة لما فعلت ذلك بك! كم امت قاسية بل وتكررين ما فعلته بها معي اني، انتي داىمة هكذا أنانية وترفضين مساعدة الآخرين ! "

توقفت الكلمات في حلقي، لم استطع الدفاع عن نفسي أكثر فقد كانت على حق! ربما لو قمت بمساعدة خادمتي لما حدث كل هذا الآن!

ثم قالت وازدادت بحة صوتها:

" لن أسامحك أبداً، حتى وان مت! "

وغادرت تركض باكية، أحسست بنبضات قلبي تتوقف، وشعرت بالذعر، كل ما اردته هو المساعدة فانقلب الامر عليّ

ظللتُ واقفة في مكاني لبعض الوقت من هول الصدمة ونظرات الجميع تراقبني، خرجت من المستشفى محاولة اللحاق بها ولكني لم أجدها في اي مكان، لذا قررت اللحاق بها الى بيتها

وانا في طريقي الى هناك لاحظتها تقف قرب سيارة ركنت على جانب الطريق، فأصبت بالهلع اعتقدتُ ان امراة ما أصابها، ولكن مع تقدم خطواتي السريعة ترائى لي شخص آخر معها وحينما أمعنت النظر فيه وحدت انه نورس، يواسيها ويسمح دمعها بلطف

أصابتني موجة من المشاعر المختلطة حينها، فشعرت بالخوف ان تخبره عني، والغيرة والحسد على وجوده معها، وقهر سكن كياني لعدم قدرتي على التقدم نحوهم او الرجوع من حيث أتيت

صارت الأفكار تاخذني، ما الذي تقوله له الآن، هل تخبره بما حدث بيننا أم انها تعبر له عن مدى شوقها " ]

كانت سما متأثرة جدا وحين أرادت قول أمر ما، دخلت الطبيبة للغرفة:

" مرحباً سيدة نازك، لديك زائر! "

ثم دخل أنور حاملاً باقة من الورود الجميلة والمنسقة بعناية، فاستأذنت كل من سما والطبيبة للمغادرة

وبعد انتهاء الزيارة أتى أنور الطبيبة ليسألها هن وضع جدته، فقالت بأسف:

" في الحقيقة وضعها سيء جدا يا سيد أنور جسدها لا يتحسن، والدواء لا يعطي مفعوله بشكل كبير "

احنى انور رأسه في حزن وعقد حاجبيه، فأضاف الطبيبة لمواساته

" ان الكبر في السن أحد اسباب فشل الدواء أحياناً، ولكن لا تيأس فهي سعيدة بوجود ممرضة كسما الى جانبها "

فرفع رأسه :

" اذاً فالامر مربوط بالوقت فقط! "

" للأسف نعم! "

قالت له الطبيبة واستأذنته بالذهاب الى باقي عملها، أما هو فصار يتأمل جدته المسكينة من الخارج، وهي تتحدث الى سما وتخبرها عن حياتها في الماضي، فأحس بالراحة نسبياً وغادر دون ان يقاطع حديثهما.

كانت سما منتبهة لتكملة القصة، والسيدة نازك تسرد بهدوء:

[ " بعد ذلك الموقف بأيام وصلتني رسالة من نورس، فرحت في باديء الامر، ولكنني عرفت انها لفريدة، فانتابني غضب شديد، لذا كتبت له رسالة شديدة اللهجة!

وكتبتُ فيها ما يلي:
( لا ترسل رسائل لحبيبتك عن طريقي... لماذا لا تشعر بقلبي .. الم تعلم بعد انني أحبك ...)

تبعه كلام كثير نسته"

صعقت سما:

" يا الهي، ماذا قال حيال ذلك؟! "

فضحكت السيدة نازك:

" لم يقرأها، فلم أرسلها له بل مزقتها وأحرقت أشلائها "


يتبع 💔

كوووومنت + ما رأيكم في الاحداث 🤔



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.