آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-19, 10:18 PM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل التاسع


روح

١٣ يناير ٢٠٠٦

كنت صباحا قد ارتديت ثيابي المدرسة وارتديت معطف سميك يقيني من برد هذا الشهر، وقفت في الحديقة اُحدق بها احب منظرها في هذه الساعة المبكرة حيث تتجمع قطرات الندى على أوراق الورود والمزروعات. كانت اختي لم تكمل فطورها الى الان فبقيت انتظرها لنخرج معا كالعادة. نفخت في الهواء لأرى انفاسي امامي تتطاير فأبتسم، كان كل شيء كامل. أصوات السيارات المتجهة للمدارس والعمل، صوت فيروز الذي ينبعث من هنا وهناك، الا صوت واحد عكر صفو هذه الصبيحة، صوت صراخ يصدر من منزل جيراننا، اندفعت للخارج لأفتح الباب لأقف مصدومة أرى جارتنا ام ماري المسيحية تصرخ وتبكي في الشارع مع بناتها، رأيت امي وابي يخرجان من خلفي وجميع الجيران يجتمعون حولها، اقتربنا منها لنفهم ما المصيبة التي حلت بهم، قالت وهي تحاول ان تلتقط أنفاسها من بين نحيبها المستمر: لقد، خُطف.
ارتعب الجميع بينما توقفت خلايا جلدي خوفاً، قالت ان ابنها قد خُطف اثناء ذهابه للمدرسة. رأيتها والنساء حولها يحاولون تهدئتها واخوات الصبي يبكين وقد تلونت بشرتهن البيضاء باللون الأحمر تماما، طلبت امي منا انا واختي بالدخول للداخل، بقيت جالسة مرتعبة اُفكر بما سيحدث له، هو أكبر مني لكنني يمكنني الشعور بخوفه اتخيل انهم قد عصبوا عينيه الزرقاء، يجد نفسه الان تائه وحيد وبعيد عن عالمه، يفكر في كل لحظة ان موته يقترب منه او قد يعذبوه، يشعر بالبرد يصلي ويدعو ان ينقذه أحدهم، يفكر بالفترة التي سيقضيها ويتمنى ان يكون هذا كابوس يفيق منه بعد قليل ليذهب لمدرسته. بقيت انا واختي ننتظر عودة امي لتسرد لنا تفاصيل الحكاية المخيفة، فور سماعنا لصوت باب المنزل انطلقنا لنستقبلها وننثر عليها اسئلتنا، انتظرت هي لتجلس وتقل: الحمد لله انهم خطفوه هو ولم يخطفوا احدى اخواته.
سألتها وانا مستغربة لقولها هذا: لم؟
اجابت اختي: لأنهم قد يفعلوا لها شيئا.
لم افهم حينها ما الممكن ان يفعلوه ان خطفوا فتاة؟ كانت مجرد فكرة الاختطاف تعني الرعب او ان يحبس أحدهم في غرفة وحيدا باردة، لم تذهب اخواته للمدرسة لأيام ولم يغادروا منزلهم بل زرعوا بجانب هاتفهم ينتظرون مكالمة من الخاطفين، كانت الأحاديث في المدرسة تتمحور أيضا في فضاء الخطف أيضاً، فقد كانت وكأنها موضة الإرهاب حينها، فالعراقيين يعلمون جيدا اننا في كل فترة نواجه موضة جديدة للإرهاب، اخبرتني احدى صديقاتي ان هناك فتاة تكبرنا بعدة أعوام خُطفت فلما قرروا الخاطفين ان يتفاوضوا مع والد الفتاة اُخبرهم انه لا يرغب بها.
تساءلت لم هل يفعل اب شيئا كهذا؟ يتركهم ليقتلوها؟ لكنها اخبرتني انه لا يضمن ان كانوا قد اغتصبوا ام لا بعد اعطائهم النقود وبالتالي ستجلب له العار سيكون موتها أفضل من هذه الفضيحة، هذه المعلومة ضاعفت تركيز الرعب بداخلي، لم أكن أستطيع ان انام حينها وانا اتخيل انني قد اُخطف ويتخلى ابي عني! وينتهي بي المطاف كجثة ملقاة بجانب القمامة في احدى الشوارع، كما كان يحدث يومياِ كما نسمع عن اشخاص مجهولين قد تم العثور على جثثهم في القمامة.
اضطرت عائلة ام ماري لبيع بعض املاكهم ليغطوا المبلغ الذي اتفقوا عليه مع العصابة عليه، وعاد ابنهم لأحضانهم وذهبنا حاملين بعض الهدايا لنحمد الله لعودته، جلسنا جميعنا وهو بين أحضان والديه يجلس مرعوبا خسرت بعض الكيلو غرامات من وزنه، تلونت اسفل عيناه بالسواد لقلة النوم، اخبرنا انه اشتاق للنور لم يكد يراه في تلك الايام بل نسي حتى كيفية الابصار، نسى الألوان فقد طغى اللون الأسود على كل محيطه، ضاع منه الوقت وضاعت الايام، عاد لكنه لم يعد كما كان ولم اعد انا كما كنت، تغيرنا وفقدنا الأمان الذي كان مزروعا بداخلنا، بأننا ما دمنا بين أحضان والدينا قد نخطف، بأننا جميعا دون استثناء معرضين لهذا.
فترة بسيطة واتت ام ماري لتودعنا مع فتياتها، اخبرتنا انهم سيتركون البلاد برغم ان حياتهم كلها كانت هنا، وان منزلهم هذا قد توارثوه من اجدادهم الا ان ما حدث قد يتكرر مراراً، ورحلوا وتركوا منزلهم يبكي وحيدا بعد ان بقي نوره لعقود مضاء، وانطفأت الشمعة التي كانت تقف امامي لوحة العذراء في منزلهم، وسكنت أصوات صلاتهم.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 10:20 PM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل العاشر


عبدالله

٨ ابريل ٢٠٠٦

قبل هذا التاريخ كنت حقا (عبد الله) كنت رجلا عادياً، أعيش مع اسرتي ولا اُفكر بشيء سوى اقبالي على الحياة الجامعية وحماسي تجاهها، لم أكن حينها انظر للحياة بهذه الطريقة كانت طموحي محدودة وهو ان ادرس واتخرج لأعمل واساعد والدي، كان اخي حينها يعمل عملان في الصباح والمساء محاولا جمع المال ليتزوج، لم يكن لي صديق مثله ولم يكن لي صندوق اسرار كما كان هو، اخي يشبه ابي رجل عادي يؤدي يومه بروتين سقف أحلامه منخفض لا يطلب شيئا من الله سوى الستر والعافية، فقط. قررنا في ذاك اليوم ان نخرج نحن الثلاث كرجال بيننا، كان ابي يحاول ان يكون صديق لي ولأخي يهبط بمستواه ليلقي دعابات أيامنا تلك، يعلق ساخرا على بعض المصطلحات الجديدة التي بدأت تتفشى، يخبرنا اننا محظوظان وانه محظوظ بنا لأنه لم يملك اخ او اخت وانه بوجودنا بات يملك اخوان رائعين. ذهبنا لأحد المقاهي التي تنتشر على ضفة نهر دجلة، الهواء كان عليلا يخترق صدورنا رويدا رويداً. تعشينا ونحن نتسامر ونتناقش بحفاوة، قضينا ليلة رائعة حتى ان ابي أخبرنا انه يجب ان نجعل مثل هذه الليالي روتينً أسبوعياً، عدنا في سيارة اخي التي اشتراها منذ فترة عله يبهر بها خطيبته، كان الليل قد غطى بغداد داخل بعباءته السوداء، في طريقنا توقف اخي عن الضحك ليصمت لثواني ثم يلتفت الينا قائلاً: هناك مجموعة تقطع طريقنا.
ركزت النظر تجاههم كانوا ملثمين يحملون أسلحة ويصوبونها تجاهنا لنوقف السيارة، قلت له برعب: لا تتوقف.
لكنه أوقف السيارة بسذاجة ليهرع اثنان ويفتحا بابه وباب الجهة التي يسكن بها أبي، ترجلت انا أيضا معهم، حاول اخي ان يفهم منهم ما يريدونه فطلب منا أحدهم ان نخرج هوايتنا، رمقنا ابي بنظرة لنفعل ما يرغبون فاصفحنا عنها ليتجمعوا هم حول الذي بات يدقق بها وينظر الينا، قال أحدهم وهو يصوب سلاحه ضدنا: ماذا ننتظر معروف ماهي طائفتهم.
أنهى جملته ليندفع الرصاص ويخترق اجسادنا، ثوان كانت سريعة لم تمهلني فرصة التفكير او إدراك ما حدث للتو، ليسقط جسدي ارضا وارتطم بالأسفلت، لم اسمع شيئا غير صوت الرصاص ورائحته، لم أرى امامي سوى سماء سوداء معتمة لا نجوم فيها، ثم عتمة لم أستطع الاستيقاظ بعدها الا على صفعة تلقيتها من الحياة.
فتحت عيني عيناها لأجد سقف ابيض به انوار دائرية، صوت رنين يصدر من جهاز وخدر يسيطر على اناملي كلها، رمشت مرات عدة وانا اُفكر اين انا؟ هذه ليست غرفتي، فجأة تذكرت ابي وأخي، التفت لأرى امي تجلس على كرسي ترتدي السواد ووجهها ملجم، امسكت بقوة بالفراش أحاول النهوض فانتبهت هي لحركتي لتنهض بلهفة تجاهي وهي تبكي، بقيت انظر لها لعيناها اسألها دون ان انطق اين هما؟ مددت يدي تجاهه لتتلقاها وتمسحها بهدوء، قالت والدموع تتناثر من عيناها: الحمد الله أنك بخير.
حاولت تحريك لساني بصعوبة وانا لأسأل: أأأ..بي، أأخي.
لثمت وجهها بحجابها الأسود لتزداد نحيبً، لا لا لا يمكن حدوث هذا! كان في الامس معي، كم مضى وانا هنا؟ كنا نضحك وقد امضينا أمسية رائعة معاً! اين ذهبا؟ لم لم ارحل برفقتهما؟ لم ما زلت على قيد الحياة لم الحياة تمسكت بي بهذه القوة بينما تركت يدي اخي الذي كان سيبني عليها منزلا واسرة.
وجدت دموعي تتدحرج دون إدراك مني لتسقي وسادتي لأترك يد امي واحاول النهوض وانا اجز على اسناني بقوة، نهضت قليلا لأدرك اني عاري الصدر وقد لف حول بطني بلفافات طبية عند تحركي كانت تمزقني من الألم، لكنني تجاهلتها وانا اكذب ما يحدث حلو وادوس على كل شيء لأنهض، حاولت هي منعي بينما لامست قدماي العاريتان الأرض الباردة لأسير بخطوات متهاوية لأسقط ارضا وتأتي الممرضات وهن يحاولن انهاضي بينما تصرخ احداهن بالاُخرى ان جرح المريض قد بدأ ينزف، أخيرا نطق لساني اللعين لأصرخ منادياً ابي واخي، ناديتهما ولكن لم يجبني أحد سوى صوت بكاء امي الذي ارتفع اكثر.. علمت بعد ذلك من خلال زيارات أصدقائي لي في المشفى انني بقيت اسبوعان في غيبوبة لحسن الحظ من جهة نظرهم ان الرصاصة قد اخترق بطني لم تقترب من قلبي لكن النزيف المستمر جعلني ادخل في غيوبة ليتني لم افق منها وليتني لم ابق على قيد الحياة.
عدت للمنزل بعد أسابيع كان مظلما رغم كثرة الانوار التي به، باردا وتبكي كل اركانه، غرفة اخي مقفولة ثياب ابي باردة، منزل موحش مات عامدان من اعمدته، انزويت في غرفتي لأيام وانا أتساءل بأي ذنب قتلا؟ أي دين ذاك الذي يسمح بمقتل أحدهم فقط لإنتماءه لطائفه معينة؟ اي دين هذا الذي يبيح القتل؟ يقتل المرء لأن اسمه يشير لقوميته، يقتل لأنه سلك طريقا مختلفا في العبادة! اين الله من كل ما يحدث! بأي ذنب يقتل شاب مقبل على الزواج ورجل عجوز لا يريد من الحياة سوى الستر والعافية لم يطلب ثروة ولا امنيات خارقة، لم عائه لم يستجب؟ لم دعاء امي بأن يحفظ اسرتها لم يجب؟ لم ندعوه ان يجبنا؟ لم علي عبادته؟
لأشهر وانا في غرفتي لا اغادرها، كانت السجائر رفيقتي، نمى شعر ذقني بشكل كبير واهملت نفسي ومحيطي، محاولات امي لم تكن تفلح معي توسلاتها لي لم تكن كافية، انا غاضب من العالم ومن خالقي ومن نفسي حتى.
مرت أشهر ولم يتغير شيء، حتى ذاك اليوم حيث مرت امي صباحا لتدخل غرفتي لم أكن نائما بل واصلت سهري طوال الليل ليلي كان نهارا ونهاري ليل، اقتربت من سريري وهي تقول بعتاب: لم تنم أيضا؟
لم اجبها وبقيت اشاهد التلفاز امامي، سارت تجاه النافذة لتفتح الستائر لكنني صرخت: لا تفتحيها دعيها.
التفت وهي تتأفف لتقل بجزع: الله يهديك، سأذهب للسوق.
بقيت تحدق بي لدقائق بينما اهملت انا النظر اليها، حتى غادرت غرفتي والمنزل. نمت بعد ذلك وانا لم اشعر بالوقت حتى استيقظت على صوت جرس المنزل وهو يرن بإزعاج نهضت وانا اتأفف لأنزل للطابق السفلي وقد بدى المنزل مظلما لا اعلم متى حل المساء ولم لم تنير امي الأضواء، وصلت للباب الخارجية لأفتح الباب واجد جيراننا متجمعين ومفزوعين ينظرون الي، اتسعت عيناي وانا أتساءل ما بهما، حتى نظر لجاري وهو يمسك بعباءة امي السوداء!
- لقد حدث انفجار في سوق الخضار صباح اليوم، وقد عثر على اغراضها مع جثتها، أبلغني أحد الأصدقاء وعلم انها جارتي لما رأها بين الجثث.
!!!..
لم ابك يومها بل ازداد مقتي لهذه الحياة ازداد كرهي لهذه الأرض وقرفي انني ولدت وعشت بها، اضيف سؤال جديد لتلك التساؤلات، ما ذنب امرأة عجوز ذهبت لسوق الخضار ان تقتل، اين العدالة الإلهية التي تحدث عنها الجميع! اين العدل في هذا العالم القذر.
بعت المنزل بذكرياته، ظلمته وبروده، واشتريت منزل صغير لأبدأ منه، لم ادرس في الجامعة بل قررت ان اصاحب الكاميرا كما أيضا بدأت حينها قصة حبي لتلك الزجاجة الخضراء بت اشربها بشكل مستمر يومياً، حلقت شعري وطليت جسدي كله بوشوم معتقداتي الجديدة، لأسلك طريقا بعيدا عن الله، بعيدا عن الناس.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 10:22 PM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الحادي عشر

روح

الحاضر


نهض هو ليقف بعد ان كان جلسا ينصت الي، نفض يداه وجهه مبتسم وعيناه تلمعان من الحماس لا اعلم لو هكذا متحمس لشيء انا نفسي لا اعطيه أي أهمية، قال لي مشيراً: أتعلمين شيء، علينا الذهاب لمدينة أخرى للمشفى الذي اخبرتكِ عنه، متأكد من اننا سنجد شيئا.
سألته وانا متوقفة في مكاني تدور عيناي في المكان الذي ينتعش باللون الأخضر ورائحة أوراق الشجر: وان كنت في غيبوبة ما الذي سيحدث؟
اقترب ليضع يداه في جيبي معطفه الرمادي الرياضي ابتسم بمزاح: اذن حينها سأفعل أي شيء لإيقاظكِ.
ركزت النظر اليه وقد تحرك شيء من الفضول بداخلي، اشعر بالتردد عن سؤاله لا ارغب ان يدب بداخلي أي إحساس تجاه أي شيء، لكنه ضيق عيناه وكأنه فهم ما اُفكر به حتى قال: سأجعلكِ تحبين الحياة، قرأت ان في حالات الغيبوبة كهذه رغبة المريض هي من تجعله يفيق ام لا.
مطيت شفتي لأسأله: وان افقت لمن سأعيش؟
أشار بيده تجاهي ليجيبني: لنفسكِ.
هم بالسير لأتبعه ونحن نسير بين الأشجار انظر للطبيعة من حولي، للفراغ ثم نظرت له لم يفعل هذا ويساعدني؟ ماذا ان كانت عائلتي مثلي عالقين في مكان اخر. لم روحي انا فقط التي علقت هنا؟ عدنا للفندق لغرفته ليجري بعض الاتصالات ويعبث قليلا بحاسوبه، بقيت انا أقف امام النافذة انظر عبره للاُفق رأسي فارغ تماما لا يوجد به أي شيء وجسدي خفيف لا اشعر بأي شيء، اتى هو ليقف بجانبي يثني ذراعيه لصدره مد يده وحركها امام وجهي لألتفت اليه ابتسم: انا سعيد.
سألته: لم؟
- لأن القدر جعلني اقابل فتاة من بلدي، وربما بإستطاعتي تغير حياتها.
- حياتي!
علق ضاحكاً: قدرها، نهايتها، أيا ما كان المهم انني قد أخلق تغيير.
بقيت اُحدق في ملامح وجهه رجاني ليكمل: عليكِ مساعدتي ارجوكِ.
حركت رأسي بهدوء كدليل على موافقتي، فاتسعت ابتسامته ليطلب من اكمال سرد قصتي.











جوى

٣ يناير ٢٠١٦


بين فترة وأخرى يظهر أحدهم ليطلب يدي للزواج وهذه الفترات أنشغل فيها بتأليف حجج تليق بالخاطب نفسه واكاذيب اقنع بها والدي، استمر في فعل هذا تقريبا كل شهر او أحيانا في الشهر مرتان، أتساءل لمتى سأبقى هكذا؟ انا لست انتظره لأنني اعلم انه لن يفعلها انا عالقة معه دون وجهة، اطفو في محيطه وانا على يقين انني لن أصل للبر. في كل مرة اجهز نفسي وارتدي أفضل الثياب بطلب من امي لمقابلة أحدهم وعائلته اتخيله هو، اتخيل دخوله منزلنا جلوسه على احدى الارائك، شربه لعصير تعده امي، نظراته السرية التي قد يرسلها الي بين الحين والأخر، رن هاتفي اثناء وقوفي امام المرآة لتمشيط شعري فرأيت اسمه، اجبته وانا اضع الهاتف بين كتفي واذني لأن يداي مشغولتان بالعبث هنا وهناك، جاءني صوته: هل رحلوا؟
اجبته ببرود: لم اقابلهم بعد.
سمعت صوت أنفاسه وكأنه يطرد دخان سجائره من فمه: ماذا ارتديتِ.
مطيت شفتي قائلة: ثياب عادية.
- مممم.
سمعت صوت امي تناديني فقلت بعجلة: علي الذهاب امي تناديني، لم يلفظ أي حرف انهيت المكالمة وانا اسمع صوت الحاحها اتجهت لغرفة الضيوف وانا اشد العزيمة لرفضه، دخلت حيث كانت تجلس امي وجدتي امل كالعادة، امرأتان ربما والدته وأخرى لا اعرفها وهو بينهما رسمت ابتسامة على وجهي لأجلس بجانب امي التي ضربت كتفي بكتفها لأنني لم القي التحية، قالت احداهما: ما شاء الله كم هي جميلة.
قلت بجراءة: لا انه الماكياج فقط.
فضربت امي ساقي بساقها نظرت لها وانا اكاد ان انفجر ضاحكة، قالت ذات المرأة: ما رأيكما ان تتعرفا على بعضكما.
ونهض الجميع فابتسمت لأن اللعبة قد بدأت للتو بسهولة أستطيع جعله يرحل، بقي هو يجلس امامي بهدوء كان مظهره لا بأس به، لا اعلم فأنا فقد رغبتي بالرجال بعد ان أحببت عبد الله، بل أصبحت عيناي لا تريا أي رجل او رجل غيره، قال وقد شعرت انه استمد ثقة لا اعلم من اين اتى بها: ارغب ان تتركي الجامعة عند زواجنا.
وضعت ساق فوق الأخرى لأبتسم قائلة: عفوا! اتركها!
أكد على كلامه: اجل، اُحب ان تبقى زوجتي في المنزل.
اشعر ان اللعبة بدأت تبدو امتع من قبل ابتسمت لأقل بصبر: وماذا أيضا؟
عاد ظهره للوراء بثقة ليكمل: تمسحين أي شيء يخص مواقع التواصل الاجتماعي هاتفكِ لن يحوي أي منها.
صمت قليلا وكأنه يفكر ثم أكمل، صديقاتكِ حتى تتركيهن.
انطلقت ضحكة مني بصوت عال دون إرادة لأصفق بيدي، انفجرت ضاحكة وانا أفقد سيطرتي على نفسي حتى أتى الجميع مجددا ليقفوا مذهولين وهم يرونني في حالة هستيرية من الضحك، بالكاد توقفت وانا اضع يدي على بطني: عفواً، اسفة ههههه.
اقتربت امي مني وعيناها تقتد تكاد خنقي بيداها، نهضت من مكاني لأنهي هذه اللعبة الممتعة لأوجه كلامي له: عفوا نسيت ان اسأل كم عمرك؟ في أي زمن كنت تعيش؟ اووه انتظر مهلاً.
سرت تجاه جدتي امل لأحيط بذراعي كتفيها قائلة: هذه جدتي كانت موظفة في البنك عندما اُعجب بها جدتي وتزوجها، لا اعتقد انكِ في زمنهم حتى!
اقتربت امي مني لتجرني من معصمي وتصرخ بي امامهم: ما هذا الهراء الذي تقولينه.
جررت يدي منها بصعوبة وانطلقت خارجا لأذهب لغرفتي فور دخولي لها انفجرت ضاحكة لما حدث، هرعت لأتصل بعبد الله لكنه لم يجبني، غيرت ثيابي وجلست على سريري وانا اسمع صوت امي من الخارج وهي تشتمني، كانت اختي نجمة منزوية في سريرها كعادتها حتى دخل ابي وامي الغرفة ليقتحماها بعنف ففزعت هي بينما دارت عيناي بملل وانا أرى ذات المشهد المكرر، كان ابي يقبض يده بقوة يجز على اسنانه ليقل: ما الذي فعلته امام الناس!
رفعت كتفاي ببرود لأعلق: لم افعل شيء.
اقترب مني ليجرني من معصمي ويجعلني انهض قسرا من السرير شعرت ان ذراعي تكاد ان تخلع من مكانها، قال بعصبية: كيف تتحدثين هكذا مع الضيوف؟ من سمح لكِ حتى بالتحدث؟
اجبته: ماذا! هذا رجل مختلف لا يرغب ان اُكمل دراستي ويريدني ان أبقى خادمة لديه.
صرخ ابي بصوته المزعج ليرتد صداه على جدران الغرفة: هذا هو مكانكِ، تتزوجي لتكوني كذلك، ما الذي تريدينه، ما تظنين نفسكِ حتى؟
صرخت انا أيضا به: لن أكون، لا اريد الزواج مطلقا.
صفعني بقوة ليلثم شعري وجهي بالكامل، وضعت يدي بألم على وجنتي لأسمعه يتوعد لي: تحتاجين رجلا يضربك صباح مساء، هكذا أنتن النساء بالضرب تفهمن وتعرفن الطاعة.
ازلت شعري من على وجهي وقد تملكتني كمية كبيرة من البشاعة لأقل وانا كل يقين ان ما سأقوله سيحرقني: ليست كل النساء كأمي يا ابي، ليست كل النساء ترضا على أنفسهن المذلة والمهانة من شبه رجل.
اعلم انني اهنت امي كثيرا لكنها هي من شكلتني، هي من رمت هذه البذور بداخلي، جرني من شعري بقوة بيده ويده الأخرى تتناوب على وجنتاي يمينا ويسارا، ضربني حتى تعب هو من الضرب فألقاني على السرير وهو يشتم امي، خرج من الغرفة وبقيت هي تنظر الي بنظرة عتاب وغضب، قلت وانا اسعل بتعب والحرارة قد وصلت اعلى درجاتها داخل وجهي: انتِ من فعلتِ هذا، رضيت بالذل ورسمتي صورتكِ المذلولة دائما في دماغنا.
قالت بغضب: هكذا أصبح مصير الام التي لا تريد جلب الخراب لمنزلها!
احتدت نبرة صوتي: الخراب! نحن نعيش في خراب! جعلتي منا بؤساء، احدانا لا نعلم ما الذي أصابها والثانية متمردة تلعن الرجال كل ثانية!
اقتربت وهي تجز على اسنانها قائلة: لن تفهمي لأنكِ لست مثلي، ان تطلقت منه كيف سأعيش وانا حتى لا املك شهادة، كيف اربيكم وانا مطلقة؟ بعد هذه السنوات!
نهضت من على السرير لأقف امامها واقل بحقد: انتِ من تركتِ دراستكِ من اجل رجل وخاتم، انتِ من فعلتِ هذا بنفسكِ. والان!
صمت لأبلل شفتاي بلساني اللتان جفتا من شدة ارتفاع حرارتي: الان تريدينني ان اُصبح مثلكِ، الرجل ليس كل شيء.
رفعت نبرة صوتها وهي تخالف رأيي: بل هو كل شيء، من سيبقى لكِ بعد وفاتنا؟ ماذا سيقوله الناس عنكِ وانتِ عانس!
سرت تجاه مكتبي حيث استقرت المناديل الورقية عليه اخذت منديل لأمس انفي قائلة لها: اُفضل ان أكون عانس، رغم انني لا اراها عيباً، على ان اُصبح مثلكِ.
تصنمت هي مكانها بينما انا فورا اندفعت لأدخل للحمام هربا منها، أقفلت باب الحمام لأنفجر باكية واجلس على الأرض وظهري على الباب، مسحت بيديي على شعري لأعيد للخلف، الى أين وصلتِ يا جوى؟ تُكسرين فتَكسرين من هم أضعف منكِ؟ لم اشعر فجأة انني بت أكره الجميع! لم اشعر باشمئزاز منها وانني أكره النظر حتى لعيناها الضعيفتان، أي عذر هذا الذي يمكنه ان يعيد صورة ام لعقل ابنتها، لم أصبحت بشعة لهذه الدرجة، أحاول التمرد وجرح غيري بكل الطرق؟ لماذا لم اخلق عادية ارضى بما هو كتب لي وجل امنياتي هو زوج وفستان ابيض؟ لم اخالف اطارد أوهام واحلام لن تحقق، لن انعطف لجهة أخرى، نهضت من مكاني وجسدي يشكو لي من وجعه، توقفت امام المغسلة ولأتوضأ، خرجت من الحمام ارتديت ثياب الصلاة ووليت وجهي للقبلة لأصلي، دعوت الله رغم ذنوبي رغم عصياني له الدائم، رغم صعفي وعجزي وقلة حيلتي، دعوت الله ان يهديني ان ينير قلبي ويزيل همي. دعوته وانا أقف بين يديه اخجل من كل ما اقترفته وامل يأكل النور بداخلي يخبرني ان مغفرته واسعة فقط قفي امامه وتجردي من كل شيء. اخبرته عن مخاوفي عني وعن مشاكلي، اخبرته ان لا حجة لي لتمردي، وانني هنا أقف اطلب مغفرته وقد اعود لأقتراف اثام أخرى جديدة لكنني أيضا مؤمنة بعدله، بكيف كثيرا في السجود بكيت ذنوبي بكيت همي وضعفي، بكيت الى ان افرغت كل ما بقلبي، لأستلقي على سريري وانا ما زلت مرتدية ثياب الصلاة واغط بنوم عميق ككل مرة اُصلي فيها وانام، هذه أحد الأشياء التي علمني إياها جدي ان بكيتِ صلي، ان حزنتِ صلي، ان فرحتِ صلي، ان مرضتِ صلي. أخبرني ان الصلاة دواء سريع المفعول قادرة على إزالة عسر هضم الذنوب والهموم.
في اليوم التالي ذهبت صباحا لزيارته بعد ان استيقظت وكل طاقة بعد ان نثرت كل هم مسني في الليلة الماضية. مررت على احدى المخابز القريبة من منزله لنتناول الفطور معا، فتحت الباب بمفتاحي لأوقظه بنفسي. دخلت لكنني رأيته قد استيقظ للأسف، كان عاريا لا يرتدي سوى ثيابه الداخلية، قلت وانا مازحة: ارتدي شيئاً.
فزع عندما رآني كان يقف ليحضر القهوة لنفسه، شعرت بشيء غريب في المكان، وضعت الاكياس جانبا وانا اقترب من سريره المبعثر بطريقة ملفتة لأتفحص سريعا الأرض التي رمي عليها ثياب نسائية، لتسرع اذناي في استراق السمع لصوت الماء المنبعث من الحمام! أشياء حدثت في ثوان أدركت خلالها ما يجري في محيطي. اقترب هو ليقف امامي وقد شل لسانه، ابتسمت بسخرية وانا أعجز عن التصديق! بعد ما افعله واتلقاه يستمر هو بخيانتي! هو حتى لم يفكر كيف امسيت الليلة الماضية، فتح ذراعيه ليقل: ماذا افعل؟ وانتِ كل فترة تخبرينني انهم يريدون تزوجيكِ؟
ضحكت بسخرية وانا انظر الى سخافة اعذاره، اقتربت منه لأرفع نفسي وقد شممت رائحة مقرفة لإمرأة على جسده: انتهينا.
هممت بالمغادرة لكن يده امسكت بذراعي بقوة ليقل بعدم تصديق: انتِ لستِ جادة.
قلت بثقة: جربني.
مد يده الأخرى ليمسك بذراعي الثانية ويقل بتوسل: لا، انتظري، لا يمكنكِ فعلها.
حاولت التملص من بين يداه وانا ادعي البرودة وانا احترق، ثم شيء غريب هو ان وسط جهنم يوجد زمهرير صقيع برودته لا ترحم أسوأ من النار، اجتماع الجحيم والصقيع معا شيء ملفت يكاد لا يصدق حتى، لكنه كان بداخلي حينها غضب يتملكني ونار تحرق اوصالي وبرود في تصرفاتي وكلامي/
خرجت تلك العاهرة من الحمام وهي تلف جسدها بمنشفة لتتسمر في مكانها، وزعت نظراتي بينها وبينه لأبتسم له وانا اسحب جسدي: اختيار موفق.
وسرت خارجة من منزله لأنتهي منه، حاولت طوال الطريق تنظيم انفاسي اُفكر بأنني لن أكون ضعيفة كأمي، انني مختلفة عنها ان كان ابي يذلها باسم الزواج والطاعة فلن يذلني هو باسم الحب. عدت للمنزل لأدخل غرفتي واقف امام المرآة ناظرة لانعكاس صورتي عليها، كان وجهي جافا يخلو من أي بوادر للحزن، لم ابك! التقطت هاتفي وقمت بمنع مكالماته ومنع ارساله لأي رسائل، بقيت لثوان انظر للهاتف ثم قمت بإلغاء ما فعلت. لا علي بمنعه من العبث في قلبي، علي منع نفسي منه قبل ان امنعه من هاتفي، اعدت النظر لوجهي في المرأة، جوى لماذا لم تبكِ؟ لم انتِ مريبة على غير العادة هذه المرة! ام اننا حقا انتهينا بلا عودة لذلك يصعب عليكِ التصديق!
في الواقع أكبر الالام هي تلك التي لا نبكي فيها، يصعب على تلك الدموع حمل هذا المقدار الكبير من الوجع، عندما يصل نزيفنا عند هذا القدر يصبح حتى الكلام عنه صعباً بل محالاً.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 05:02 AM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثاني عشر


لا اعتقد انني مت على متن ذاك القارب، بل انا فارقت الحياة في هذا التاريخ وفقدت بعدها قدرتي على عد الايام والسنين. صباحا سمعنا استيقظنا على صوت صراخ امي وبكائها الذي أغرق منزلنا، انتفضنا من اسرتنا الدافئة على عجل لنرى أي مصيبة حلت علينا، خرجنا لنجدها تصرخ بكل ما اوتي اليها من قوة وابي امامها صامت شعرت بوخزة تصيب قلبي، هو ذاك الشعور الغريب الذي يخبرنا اننا على وشك سماء خبر سيفتت ارواحنا. جف فمي وانا اسمع شفتاها تحاولان نطق الخبر. لوهلة شعرت انني على علم بما ستخبرنا به، إحساس لامسني وهمس لي ان هناك مكروه قد أصاب جدي، بل لم اُفكر بأحد غيره حتى، اقتربت منها وانا أحاول تكذيب ما ستقوله وانفاسي تثقل أكثر وأكثر: لا. لا تقولي.
لكنها قالت: مات ابي، ابي.
صرخت بها: لاااا، لا يمكن، هذا كذب.
التفت لأختي التي باتت تشبه امي في بكائها لأصرخ عليها: لا، لا تصدقيها جدي بخير.
اقتربت لتحتضنني فدفعتها بعيدا عني وانا اعود للوراء، لا الجميع يكذب جدي لن يرحل ويتركني هكذا فجأة، هو يعلم انني لن استطيع العيش بدونه، هو يعلم بمقدار الألم الذي سيسببه لي بعده، الله أيضا يعلم فكل ليلة اذكر اسمه داعية ان يطيل في عمره اليس كذلك، هبطت على الأرض لأجلس كالقرفصاء وانا اتنفس بسرعة كأنني في سباق، احتضني نفسي وانا ادعو ان يكون كابوس سأستيقظ منه، جدي لن يختفي عن عالمي للابد انا لا استطيع حتى تحمل فكرة العيش بدونه، لا يمكنني ان اكمل ايامي دون سماع صوته، نهضت لأجري بإتجاه غرفتي فالتقطت هاتفي الذي كان يجلس على الطاولة التي تجاور سريري لأتصل به، سيجيبني وسأخبر الجميع انهم كاذبون، سأضحك واخبرهم انني على حق، لكن هاتفه كان مغلقا اعدت المحاولة مرارا حتى أتت اختي تحاول احتوائي فدفعتها وانا اجلس بهدوء على السريري اتصل به بشكل هستيري وتخبرني تلك اللعينة انه خارج عن التغطية .تجمدت الدموع على وجنتي لأقل لأختي: ربما نسي ان يشحن هاتفه، هو ينسى كثيراً.
اقتربت مني تمسك يداي وانا اقاوم وانهار باكية أكثر، ادفعها وانهض ابحث عن شيء عن حل عن مصدر يوقظني من هذا الكابوس، لأعود لهستيريا البكاء، اشعر ان هناك خنجر يغرس في قلبي كل ثانية تمر وهذه الكذبة سارية، تشبثت بفراشي وجررته لصدره وانا اعتصره بقوة واعتصر روحي. بكيت حتى جفت دموعي وهمد جسدي بلا حراك، لا اعلم ان كنت قد نمت او فقدت وعي حينها.
فتحت عيني بألم ورموشي ملتصقة ببعضها يمسك جفناي ببعضهما بقوة لا يقويان على ترك بعضهما، بدأت انفاسي تزداد سرعة وانا افكر انه لربما كان كابوسا لكن جسدي والم عيناي يخبراني انه لم يكن كابوسا على الاطلاق، حاولت رفع رأسي من على الوسادة كان ثقيلا لدرجة لا تصدق، عيناي تحرقانني بشدة يعتصران الألم من الداخل ليخرجاه وكأنه قيح لا دموع، جاهدت لأجلس قليلا وارى اختي تلبس ذاك اللون الأسود اللعين، اقتربت وهي تحاول مساعدتي لأنهض بضعف دفعتها بعيدا عني لأسألها: اين، امي؟
اجابني وقد تفجرت ينابيع دموعها: في العزاء، انه اليوم الثاني له.
اليوم الثاني! لم اره! لم اودعه واتأكد من صحة اكاذيبهم! لم اشم عطره للمرة الأخيرة ولم ار وجهه واقبل عيناه، لم افرك يدياه المتجعدة، لم اُخبره بأنني كنت وما زلت أتنفسه، لا بل كنت اتنفس في وجوده والان أعجز. مسحت انفها بمنديل لتلتقط أنفاسها قائلة: كان يجب ان يدفن فوراً، وضع أحدهم أسفل سيارته قنبلة فأنفجرت اثناء ذهابه لعمله كل صباح.
أي وحشية تلك التي تجعلهم يقتلون رجل كانت الملائكة تغار من طيبته؟ فجروا وطني بأكمله ولم يكتفوا فأخذوا مني اعز ما املك، لم تكفهم المئات التي تموت كل يوم ليزيدوا رقم واحد عليهم، لم هو لست انا؟ لم موته المني أكثر من موتي حتى، نحن لا نموت عندما نفارق الحياة بل نموت عندما يفارقها من كانوا بالنسبة لنا حياة.
جسدي بأكمله كان متخشبا لا يمكنني تحريكه حتى، عيناي منتفختان لحد الانفجار، جسدي يتلوى ورأسي يطرق بمطرقة، ورغم ذلك ذهبت برفقة اختي لبيت جدي.
طوال الطريق وبداخلي امل يخبرني انني عندما اصل لهناك سيفتح هو الباب لي او اجده يسقي الحديقة او انه ذهب ليصلي ويعود بعد قليل، تمنيت لو ان الطريق يصبح أطول لكنه لم يكن كذلك ووصلنا للأسف لمنزله وانا أرى الكثير من السيارات امامه وناس غريبة تدخل للتو وصوت القران صادر من الداخل، بقيت متوقفة عند الباب وعيناي قد جفتا من الدموع تحرقني بشدة وعظامي تصدر أصوات تهشم، دخلت ورأسي يدور وعيني تسبقني باحثة عن وجه واحد، وجه يروي ظمئي يبلل هذا الجفاف الذي اصابني من الداخل، كان السواد يغطي تلك الأجساد المنتشرة في المنزل، وصوت النواح ينتشر في كل زاوية، رائحة بخور ووجوه غريبة، سرت وانا حاملة ثقل رأسي على جسدي الضئيل اتحامل عليه لحين وصولي لمكتبه، دخلته وأقفلت الباب خلفي لأنفجر باكية، ابكي بصوت لا دموع، ابكي وانظر للجدران الحزينة والكتب التي تصرخ تطلب يداه لتصفح اوراقها، وكرسيه يرجوني ويكرر السؤال عنه، وضعت يداي على اذني أحاول اخراسهم جميعا، لا يمكنني التنفس حتى، ماذا افعل لا طبيب يمكنه مساعدتي ولا ساحر يحضر روحه مجددا، لا شيء قادر على تخليصي مما اصابني، احتاجه لدقيقة واحدة احتاج ان يخبرني كيف سأمضي بدونه ؟.. احتاج لمساعدته، رأيت معطفه يحتضن كرسيه نهضت بلهفة كمجنونة اقتربت منه لألتقطه واشم ما تبقى منه، لم يبقى لي منه سوى عطره! رحل وترك الزوايا تبكي.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 05:03 AM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثالث عشر

عبدالله
١٣ يناير ٢٠١٦


فتحت عيني لأشاهد السقف، مع كل اسف استيقظت لأقضي يوماً جديداً في هذا العالم، نهضت قليلا بكسل وانا اشم رائحة عرقي التي تمتزج برائحة الخمور التي انستني في الليلة الماضية. رغم برودة الجو في هذا الشهر الا انني لم أكن اشعر به سرت حافي القدمين لألامس السجادة ذات الفرو المرتفع بعض الشيء، حيث قامت بفرشها في المنزل خوفاً علي من البرد، تخاف ان أصاب بالبرد ولا تخاف ان تتركني أصاب بمرض في قلبي بسببها! سرت للمطبخ لأحضر قهوة تطرد هذا الصداع وقفت انتظر الة صنع القهوة لأراقب الزجاجات الفارغة التي تقف امامي على المنضدة، أسندت مرفقي على المنضدة واخذت عيناي تدوران في المنزل الذي اُصبح مقرفا وكل شيء ترك مكانه وتمرد، اخذت كوب القهوة الذي أيضا اشترته هي لي، تترك أشياء منها وترحل هي! أي فلسفة تتبعها في هذه التصرفات؟ جلست على الاريكة ووضعت كوب قهوتي على الطاولة الحزينة امامي حيث بقي عليها بقايا علب فارغة وعلبة للبيتزا منذ الليلة الماضية، التقطت سيجارة لأحرقها بين اصبعي حتى اخذني التفكير اليها، مرت عشر أيام وجوى مازالت تدعي اننا انتهينا، اعلم انها فترة وستعود تثور ثم تشتاق وتتأكد اننا غير قابلان على الانفصال، لهذا تركتها هذه المرة لم اقترب منها حتى تهدآ، لا استطيع مجرد التفكير ان تخلو حياتي منها، هي السبب الوحيد الذي يجعلني اتمسك في هذه الحياة وهذا البلد. أتذكر في بداية معرفتي بها، قبل عام ونصف تقريبا رأيتها للمرة الاولى عندما كنت في الخارج مع صديقي علي أخبرني انه سيلتقي بحيبته ياسمين. كان مقهى عاديا ذهبنا وجلسنا لننتظرها فدخلت ياسمين ومعها فتاة أخرى، لأنني رجل فبالطبع ركزت ناظري على مظهرها وشكلها اللذان اعجباني كان طولها رائع اعتقد انها تصل متر وستين او أطول بقليل، قوامها ممشوق شعرها طويل مموج بني ترتدي اقراط كبيرة دلالة على انه الفتاة ذات شخصية قوية، توقفت ياسمين ومعها جوى امامنا لتقل ياسمين بابتسامة: اسفة لتأخرنا، اعرفكما بجوى صديقتي في الجامعة.
نهض علي ليصافحها بينما انا بقيت جالسا ارمقها بنظرات باردة، قالت ياسمين مشيرة لي: وهذا عبد الله مصور رائع.
لم تبدي هي أي رد فعل بل كانت مثلي باردة تجاهي فحاولت إخفاء ابتسامتي لأن برودتي استفزتها وهذا ما يعجبني. بقيت طوال فترة جلوسنا انظر اليها دون ان تشعر وحينما تلتفت الي ازيح بصري عنها لأتركها تحترق، كانت واثقة من نفسها اثناء الحديث تحرك يداها وتشير لتمثل الفكرة التي تطرحها، تضحك بعفوية وصخب، اعلم انها لن تكون نوعي المفضل لتقيم علاقة، برغم قوتها تلك الا انها ما زالت نقية، وهي نظرة قلة من يمكنهم امتلاكها. رن هاتفها اثناء جلوسنا فنظرت له قائلة: علي الانصراف لقد تأخرت.
عرض علي عليها: أترغبين ان نوصلكِ؟
أشارت بيدها: لا شكراً، سأخد سيارة اجرة.
نهضت انا من مكاني أحاول ادعاء البرود قائلا: يمكنني ان اقلكِ في طريقي ان كان منزلكِ قريب.
رفعت أحد حاجبيها تنظر لي باستنكار لتقل: لا انه بعيد شكرا للطفك.
سرت امامها وانا اضع يداي في معطي الجلدي قائلا: اذن هو في طريقي.
التفت اليها كانت تنظر لياسمين بحيرة بينما هي اشارت لها انها تستطيع الوثوق بي، سارت خلفي لحين وصولنا للسيارة. كانت مقاعد سيارتي ممتلئة بالأغراض ازحتها من على كرسي الجانب لتجلس، جلست لترتدي حزام الأمان قائلة: بالمناسبة انت قليل الذوق.
التفت اليها لأعلق: اووه حقا!
- اها.
قدت سيارتي وانا ابتسم لوقع اثرها وكلامها، كانت تراقب الطريق بصمت لكن أنفاسها عالية وكأنها متوترة. قلت وانا انظر امامي اتجاهل النظر اليها: لا بأس، يمكنكِ ان تخبريني انها المرة الاولى التي تركبين فيها السيارة مع رجل.
لم تعلق بل اكتفت بالنظر الي ببرود، صمت انا أيضا ولكن بعد قليل قالت لتكسر جدار الصمت بيننا: انا لست خائفة منك.
- اذن؟
- انت مستفز فحسب.
استطاعت من جعلي اضحك، اوصلتها لمكان قريب طلبت هي مني ان اتوقف عنده. قلت لها قبل ان تترجل: ناوليني هاتفكِ قليلا.
أخرجت هاتفها من الحقيبة ببطء لتناولني أيضا فكتبت رقمي له وناولته إياها قائلا: يمكنكِ الاتصال بي لكن ليس مساءً لا اُحب ان يتصل الغرباء في هذا الوقت.
ابتسمت وهي تقول: حسنا.
ترجلت وبقيت انا أحاول إزالة غبارها الذي علق بي منذ رحيلها، هييي عبد الله ما الذي تريده منها هي حتى لن تفلح بأن تكون مجرد متعة، وبالطبع انت لا تفكر ان تحب حتى، لم فعلت هذا من الأساس؟
صوت عقلي تولى زمام الامور عندما بعثت لي رسالة تخبرني انه رقم هاتفها، لم اجبها بل ببرود دخلت للمحادثة لأريها انني عمدا لم اجبها، وكأنني ارغب في معاقبتها. بعدها بأسبوعين اعتقد ذهبت عمدا مع علي للجامعة الكتنلوجية كنت استطيع الاعتذار عن مرافقته اثناء ذهابه ولكن شيء بداخلي ادعى انني اشعر بالملل، أتت ياسمين هذه المرة بمفردها لتجلس معنا في مقهى الجامعة لم اسألها عنها ولم ابدي أي اهتمام، انسحبت من الجلسة بحجة رغبتي بتركهما بمفردهما لأدور في المكان واتجول به قليلا. خرجت للحديقة لأدخن سيجارة وانا اراقب الناس من حولي، حتى رأيتها تسير من بينهم متقربة كانت ترفع شعرها للاعلي وجهها ظهر اكثر جمالا. رأتني فاقتربت مني حتى أصبحت تقف امامي بالضبط لتسأل: ما الذي تفعله هنا؟
لم اجبها فورا بل جعلتها تنتظرني وانا امص رحيق سيجارتي ببطء وانفث دخانها في الارجاء لأجبها: مع علي.
ادعت البرود لتقل: اها.
همت بالمرور بجانبي وتركي لن يدي اللعينة امسكت بذراعها لأوقفها، كانت قريبة مني لا تنظر الي بل تنقب داخل عيني، تنظر لشيء في روحي، اعتدلت قليلا لأترك ذراعها واقل: لا اُحب ان اتحدث هنا.
سألتني: نتحدث عن ماذا؟
قمت بحك جبهتي بسبابتي وانا افكر في حجة او كذبة لكنني لم اجد، قلت بعد ان تركتها تتأمل إجابة مني: انسي، وداعا.
وتركتها تغرق في حيرتها لأبدأ بتأنيب نفسي لم ما زلت اريد الاقتراب منها؟ ما غايتي حتى!
أيام مرت وانا صارع نفسي كي لا اتصل بها، اجادل عقلي لأقنعه ان لا غاية لي مجرد عبث، وانها كغيرها ليست الفتاة الاولى وهي ليست حتى نوعي المفضل من النساء ما كل هذا الخوف!
في ليلة كانت الحمى تسكن جسدي لا اقوى على ترك الفراش، حمتي جعلتني اهلوس واقوم بتصرف غبي حينها فأتصلت بها، اجابتني ساخرة: اووه كيف تتصل بالغرباء مساءً!.
علقت ببرود: انها الحمى اللعينة.
سألتني بقلق: هل هناك احد يرعاك؟
ابتسمت بسخرية لأنهي المكالمة والقي الهاتف بعيدا عني على طرف السرير، عدت لأستلقي. جسدي كله كان يؤلمني ارغب بالنهوض لإحضار الدواء لكنني عاجز، نظرت للسقف بحسرة اين وصل بي المطاف. في يوم سأموت وحيدا وتتعفن جثتي ولن يكتشف احد موتي هذا ان لم امت في احدى الانفجارات. سمعت صوت طرق باب فاستغربت من اتى في هذه الساعة، نهضت والدوار يعانق رأسي، اتكأت على كل قطعة اثاث وقفت في طريقي لحين وصولي للباب، اتكأت بيدي على الجدار الذي بجانب الباب وبيدي الأخرى فتحته لأراها! صدمت وانا اراها بل شككت بنفسي لربما تكون مجرد هلوسات بفعل المرض بجنون رأيتها ترتمي في احضاني حاوطت يداها خصري لتتسع حدقتا عيني ورأسها استقر على صدري! بقيت مذهول حيث بدأت ضربات قلبي تسرع لتخترق صدري وتشي بما اشعر به، كأنني مراهق للتو احتضنته فتاة لا رجل جسده قد ثمل من ملامسة النساء، ابتعدت لتمد يدها على جبيني وتقل: اووه حرارتك مرتفعة.
كنت لا أزال تحت وقع صدمتي فجرتني للفراش، جلست عليه وهمت بتغطية جسدي مقتربة مني وانا ادوخ اكثر بهذه المسافة الصغيرة التي بيننا، قالت وهي تتلفت لترى المنزل: سأعد لك الطعام بعدها تتناول الدواء.
سألتها بضعف: كيف اتيتِ؟
ابتسمت لترفع حاجباها: اخذت عنوانك من علي.
حضرت لي الطعام كنت بوهن اراقبها وهي تحضره وتطير كفراشة في منزلي، لم يفعل لي احد هكذا منذ سنوات، لم يقترب احد مني لهذه الدرجة، احضرته لتطعمني لم اكن قويا لدرجة تجعلني ارفض شيئا بين حين واخر كنت اغمض عيني، نمت دون ادراك حتى افقت فتحت عيني وانا اشعر ان هناك شيئا على جبيني مددت يدي لأزيل قطعة قماش رطبة التفت لأرى نورا لشمس يحتضن المنزل. نهضت قليلا فرأيتها تنام على الاريكة نهضت من مكاني وانا اشعر ان جسدي قد استعاد عافيته لكنني تعرقت كثيرا. اقتربت من الاريكة التي كانت تغفو عليها، تنام بعفوية تثني ساقيها لصدرها انحنيت لأصل لمستواها فمدد يدي تجاهها لكنها فتحت عيناها فاعتدلت وتصنعت البرود، نهضت وهي تبتسم لتسألني: كيف أصبحت.
سألتها: كيف تنامين هنا؟ ماذا اخبرتِ عائلتكِ؟
مطت شفتاها لتجبني: انني سأبيت عند ياسمين.
ابتسمت بسخرية: الكاذبة الصغيرة.
سرت تجاه لمطبخي لأحضر لنفسي شاي بالأعشاب اقتربت هي لتقف بجانبي امام منضدة التحضير، قلت وانا احرك السكر بالملعقة داخل كوبي: انا خطر عليكِ.
التفت اليها لأكمل: ابتعدي عني.
وضعت يدها على خصرها لتقترب خطوة مني شعرت ان يدي ترتجف قالت: قد أكون انا خطر عليك انت.
انفاسي بدأت تزداد ثقلا لأجبها: ربما انتِ كذلك.
فتحت ذراعيها قائلة: اذن سأرحل ان كنت تفضل رحيلي.
همت بالرحيل فأمسكت بمعصمها اوقفها، انحنيت لأمسك بوجهها بيدي الثانية واقبلها للمرة الاولى لأكون خطيئتها الاولى، لكنها كانت وكأنها قبلتي الاولى انا، قبلة طعمها ووقعها مختلف، تحرك بما بداخلي من مشاعر تحركني انا ورجولتي، تخلق نشوة رائعة لا يمكن لأحد الوصول اليها، كانت رائعة في كل شيء، ابتعدت قليلا وبصعوبة عنها وكأن جاذبية القطبين تجمعتا عند شفتيها، كنت اتنفس أنفاسها، قلت: انا سيء.
حركت رأسها برفض: لا يهمني.
دخلت لداخلي لتجد عتمة مخيفة لكنها زينتها بنجوم لتخلق فضاء ملئ بالمجرات، بالمناسبة هي في اليوم التالي اخذت العدوى مني فأصيبت بالحمى.
عدت من ذكرياتي وانا اجز على اسناني العن نفسي على ما فعلته بحقها، اشتاق اليها اشتاق لأن المسها، لأن اتنفس أنفاسها، اشتاق لتخئبتها داخلي، لزرع يدي بين خصلات شعرها، للثمالة بها دون اكتفاء. لكنني مزلت مصر اننا لن نفترق لن ننتهي كما ادعت.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 05:05 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الرابع عشر


روح

الحاضر

لا اعلم متى حل المساء ومتى اتيت لهذه الحديقة؟ هذا اول سؤال طرق باب فضولي، تلفت حول نفسي لأري حديقة واسعة جدا أشجار لكنها بعيدة، ومكان مفتوح يمتد نحو الأفق حتى لامس السماء، سمعت صوت جعل جسدي يلتفت لجهته فوراً، رأيته مرة أخرى، جدي نعيم يجلس على العشب يبتسم لي، بدأت ملامح وجهي تلين أكثر وانا اقترب منه ليشير الى العشب بجانبه، جلست بجانبه وانا اتفحصه، اسقي ما بي برؤيته، سألني قائلاً: عديني.
سألته بفضول: بماذا؟
اجابني وهو ينظر للسماء مبتسماً: ستتمسكين بالنجوم.
سألته بقلق: هل سأبقى معك؟
التفت الي ليجيبني: انا دوماً معكِ.
اتسعت ابتسامتي لسماع ما قاله، رفعت رأسي ونظرت للنجوم، كانت واضحة براقة جدا، لكن سواد هبط على المكان ليأكل كل شيء، طال لفترة لا اعلم مقدارها مجدداً هذا الشيء يتكرر معي وكأنني اطفو بين عالمين، وكأن هذه العتمة هي الطريق بينهما، نور ابيض كان في نهاية المطاف صادفني، اغمضت عيني لأن هذا النور قد المني بشكل مفاجئ، فتحتها مرة أخرى حتى اعتدت عليه، انا في غرفة! نهضت قليلا لأجد انني في غرفة محمد مجددا، نهضت لأجده جالساً امام النافذة يشرب شيئاً، قلت له: لقد رأيت جدي مجددا.
التفت الي بدهشة فابتسم فعلق بثقة: انتظرتكِ كثيراً.
راقبته يضع الكوب على الطاولة ويتناول من على الأرض حقيبة حجمها متوسط ليقل لي وحماس يشع من عيناه: لنذهب.
خرجت برفقته من الغرفة ليجيبني وهو يقفل بابها: سنذهب للمشفى الذي اخبرتكِ عنه.
نزلنا عبر السلم ليكمل: سبق وان قلت انه في مدينة أخرى لذا سنذهب في السيارة يقودها صديق لي.
خرجنا للخارج كانت هناك سيارة حمراء وشخص يقف بجانبها حيا محمد من بعيد، بعد ان بادله محمد التحية قال لي: لن نتحدث امامه لأنه سيظنني مجنون.
جلست انا في الخلف بينما هو بجانب صديقه في الامام، انطلقت السيارة الى المكان الذي سأجد فيه إجابات على اسئلتي.


























جوى


٢٣ يناير ٢٠١٦


طوال تلك الفترة وانا ادعي القوة ادعي انني قادرة على تحمل هذا القرار، لحظات كثيرة انهار التقط هاتفي فوراً أحاول الاتصال لكنني اتراجع، أتذكر ما فعله، وهو ايضاً لم يفعل شيئاً ينتظرني انا كالعادة اعود له، أحاول كبت تلك الرغبات التي بداخلي عند حدوث أي تفاصيل في يومي، أفكر انني سأسرد له تلك التفاصيل في نهاية اليوم، اشتقت لأن أغفو على صوته وانفاسه، اشتقت لتقبيل شفتيه ومعانقته، عطره وملمس ذقنه، استيقظت صباحاً، من الأساس لم أتمكن من النوم طوال الليلة الماضية. تقريباً عند الساعة الخامسة والنصف استيقظت، بهدوء نزلت للطابق السفلي كي لا اوقظ احد، الجوي كان بارداً دخلت لغرفة المعيشة كنت انوي ان اوقد المدفئة، لكنها كانت بالفعل موقدة، لونها القرمزي يضيف لمسة ساحرة، رأيت ابريق الشاي اعلاها يطير البخار منه فوهته، اقتربت من المدفئة لأضع كفاي امامها، ابتسمت لأستمتع بالدفء. اتجهت الى المطبخ بالطبع جدتي من حرضت على اعداد هذه الأجواء بعد صلاة الفجر. كانت تحاول ترتيب بعد الاواني، قلت: صباح الخير.
التفت الي لتحييني، لاحظت انها لا ترتدي جوارب في هذا البرد القاسي، سألتها بقلق: لم لم ترتدي الجوارب.
اجابتني: اووه نسيت، سأفعل لاحقاً.
لكنني لم استمع اليها صعدت فوراً لغرفتها لأحضرها لها، انبتني لأنني بذلت جهد! جلست على الكرسي تنوي ارتدائها، لكنني جثوت على ركبتي لأرفع قدمها والبسها إياها، مسحت على شعري قائلة: حبيبتي لا تفعلي هذا.
- ماذا! انا فقط الامس الجنة التي تحت قدميكِ.
- ستكون الجنة من نصيبكِ بأذن الله، انتِ تستحقين ذلك.
ابتسمت بحزن لأعلق: ربما انا آثمة، مليئة بالذنوب ولا استحق الدخول للجنة.
اكدت هي: وان كنتِ كذلك، فرحمة الله واسعة، تسعكِ وتسع الجميع.
انتهيت لأنهض واقبل رأسها، قبلت وجنتها الرقيقة لأقل: احبكِ كثيراً.
لحسن الحظ ان جدتي ما زالت على قيد الحياة، والا كان النور سيختفي من حياتنا ان مات جدتي وجدتي معاً. بعد ان انتهينا من تحضير الفطور خرجت قاصدة المخبز لأحضر الخبز الساخن وال(قيمر عراقي) سيكون رائعا ان تناولته مع دبس التمر. خرجت من المنزل لأراقب الطقس كان ا بارداً والسماء تكاد تبكي لكنني كنت احتاج ان اتنفس، ان يخترق هذا الهواء صدري بقوة يثلجه، عند خروجي لمحت على بعد مئتي متر من البيت سيارته، سرت بخطوات سريعة تجاهه حتى أصبحت اقف امام السيارة كان نائما داخلها هذا المجنون، طرقت الزجاج عدة مرات حتى استيقظ ليفرك عيناه بنعاس، استوعب ما يدور من حوله ففتح الباب وترجل وقد بدى التعب واضحا على ملامحه، سألته وانا اتلفت حولي وبيدي الف المعطف بقوة على صدري لشدة ارتباكي: ما الذي تفعله هنا.
اجابني: علينا ان نتحدث.
قلت بحزم: لن نتحدث ارحل.
هممت بالمغادرة فأمسك بذراعي وهو يجز على اسنانه: سنتحدث هيا اركبي والا لن ارحل.
تأففت وانا اسير للجهة الثانية لأجلس بجانبه، قاد السيارة لنبتعد عن الشارع بأكمله، بقيت اُحدق في الشوارع الرمادية بتعب، شعرت بيده الدافئة تمسك يدي كنت احتاج دفء يده لكن علي ان اصمد اكثر، سحبت يدي منه لأضم ذراعي لصدري، علق ساخراً: ههه لهذه الدرجة!
قام بتشغيل أغاني لفيروز هو يعلم انها المفضلة لدي، ابتسمت بوهن حتى أوقف السيارة جانبا في احدى الطرق، قال بتركيز: أتعلمين كم مر على فراقنا؟
التفت اليه: اووه اتعلم كم مرة قمت بخيانتي؟
رفع نبرة صوته: حسناً اعلم بأنني قذر جداً، لا استحقكِ.
فتحت ذراعي لأعلق: اذن! هذه حقيقة لكن هل تنوي ان تستمر بها.
- أترغبين ان اكذب عليكِ واعدكِ بشيء لن افعله؟
تأففت بنفاذ صبر: الى متى سأبقى اعاني؟ اعاني منك ومن عائلتي؟
جر يدي ليضعها على انفه وكأنه يمنع بيدي تنفسه، ابعدها ليقل: هكذا انا في غيابكِ، لا يمكنني التنفس حتى، لا استطيع اخباركِ انني سأصبح شخص افضل، لأنني سيئ جداً.
بقيت انظر اليه وقد تجمعت دموعي بلهفة تنتظر اذني لأطلق سراحها لكنني ما زلت اقاوم، أكمل وعيناه بدأت تلمع، تُظهر شيئاً لم اعهده من قبل، شيء يشبه الدموع المقيدة.
- ان كان هناك شيئا يربطني بهذه الحياة، فهو انتِ، ان كانت قدمي ما تزال عالقة على هذه الأرض وفي هذا البلد فأنت هو السبب.
قبل راحة يدي بنعومة ليغمض عيناه، اخذ نفساً عميقاً ليسترسل: انتِ امي، صديقتي، عائلتي وحبيبتي، انتِ الوطن الذي أنتمي اليه.
تحررت دموعي بهدوء لأقترب منه واخذه بين احضاني التي ذبلت بدونه، تنفست عطره، احتركت بشرتي ببشرته ليتعانقا بشوق.
ابتعدت قليلاً لأنبهه: هذه هي المرة الأخيرة اتفهم؟
حرك رأسه بطاعة يرجوني بنظراته فعدت كأن شيئاً لم يكن، وتأكدت مرة أخرى نظرية اننا من المستحيل ان نفترق او يجف نهر حبنا.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 05:07 AM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الخامس عشر

عبدالله

٤ فبراير ٢٠١٦


على سطح منزلي الذي يعلو طابقاً واحداً فقط، جلسنا على الأرض علي مفرش تتناثر الوسائد عليه، كنت قد وضعت الفحم في المنقلة واشعلته حتى اصبح جمراً، وضعت ابريق الشاي أعلاه، نسيم الهواء الذي كان يهب ولا سيما في هذا الوقت في بغداد يكون مثلج، كتفي كان يلتصق بكتفها يغطي كلانا غطاء صوفي، انفاسنا كانت ساخنة برغم برودة الجو، رؤية الجمر بلونه القرمزي والأسود كان رائعاً، رفعت رأسها هي للسماء لتبتسم قائلة: هل هناك شيء اجمل مما نحن فيه.
علقت ساخراً: بالطبع يوجد، ثم عاشقين الان يتناولان العشاء امام برج ايفل.
اقتربت مني لتداعب انفي بأنفها: سطح منزلك أجمل من برج ايفل.
امسك يدي وبدأت تداعب اصابعي لتسألني بجدية: هل هناك امل؟ ان..
صمتت لبرهة لتغمض عيناها وتفتحها مرة أخرى قائلة بنبرة ترتجف: ان تترك ما انت عليه؟
ابتسمت وانا اشبك اصابعي بأصابعها: كيف اتغير ولم؟
وضعت رأسها على كتفي قالت وهي تنظر امامها: اترك المشروب كخطوة أولى.
علقت ساخراِ وانا اضحك: واعود الى الله اصلي واعود لصف الخرفان ههه ..
رفعت رأسها قليلا لتنظر الي فأكملت: و انجب أطفال ليجدوا انفسهم في وطن يأكل ابناءه، اجعلهم يفخرون بماض لم يروه، يسمعون عنه فقط حتى يصبح لهم كأنه خرافة..
اخفضت صوتي قليلا لأردف: ثم اموت واتركهم يعانون من بعدي.
مسحت وجهها بكفيها بهدوء التفت الي لتبتسم قائلة: لا، لا تفعل، سنبقى هكذا.
تجمعت الدموع في عيناها بينما اصبح انفها احمر تلقائياً لتستطرد: سأبقى اعاني انا بمفردي في ذاك الجحيم، وسأبقى اكذب وتبقى لقاءتنا سرية.
ابتعدت لتنهض قالت وهي تشير بيدها: سأصبح عجوز وانا هكذا، ورحمي لن يضم طفلاً على الاطلاق.
تأففت وانا انهض من مكاني لأقف امامها قائلا: هل ترين الى اين قدتنا من خلال هذا الحديث؟ اكان افضل.
ابتسمت هي ببرود تحاول كبت غيضها لتعود وتجلس مكانها، تتربع في الجلسة وتفتح ذراعيها.
- لا تزعج نفسك انا اهلوس.
انحنيت لألتقط علبة السجائر من على الأرض، اخذت واحدة بين شفتي لأشعل طرفها وابدأ بالتدخين، نفث الدخان وشكلي غيمة منه اعلى رأسي لأنظر اليها وهي صامتة تحدق في الجمر امامها، حاولت ان اطمئنها قائلاً: ربما ان هاجرنا يمكننا ان نكون عائلة في مكان اخر.
ركزت عيناها علي لتعلق: الموت موجود في كل مكان، قد تموت هناك بسبب حادث وقد تموت وانا نائم على وسادتك.
ابتسمت وانا اشفط كم من الدخان لأضحك قائلا: حسناً سأتصنع انني اقتنعت بفلسفتكِ هذه اتفقنا، لكن ماذا عن الحياة هل توجد هنا حياة من الأساس؟
نهض من مكانها لتقف وتشر بيداها على المحيط: هنا الحياة، في مكان تنتمي اليه، مكان يشبهك.
اقتربت منها وانا اقهقه: جوى تعيشين هنا؟ بين هؤلاء الناس وهذا المجتمع، انتِ اكثر شخص في هذا العالم تعلمين كم كان المجتمع ظالم معنا، يحكم علينا دون ان يعرفنا، يقذفنا ويلعننا.
انحنيت اليها لأقرب وجهي من وجهها: اباكِ نفسه لم يكن ليفرض سيطرته عليكِ بهذه الطريقة ان كنا في مكان اخر.
حاولت ان تقنعني بقولها: في كل مكان هناك الجيد والسيء، لأنك تعيش هنا فأنت على اطلاع بالسيء اكثر تنسى ما هو موجود.
مددت يدي لأقرص وجنتها: محاولة جيدة للإقناع لكنها لم تنجح معي، شعاراتكِ تشبه تلك التي يقولها الذين يهاجرون للخارج بعدها يبكون بسبب اشتياقهم للوطن أي هراء هذا؟
ردت علي بنفس الأسلوب: حبيبي هذا ليس هراءً، هناك معاناة يعيشها كل من يترك وطنه؟
ثنيت ذراعي لصدري لأسأل بإستهزاء: أي نوع من المعاناة؟ هل يعانون مثلنا؟ هل لديهم انقطاع في الكهرباء، انفجارات؟ انعدام النظام والرعاية في جميع المجالات.
قالت بنبرة بدى عليها الجزع: الحياة ليست مثالية، لديهم الامهم، امراض ربما، حتى ربما يصابون بأمراض نفسية، اووه مهلا بالمناسبة.
وضعت يدها على خصرها كأنها تستعد لتسديد هدف الانتصار علي: اغلب الدول التي تتحدث عنها لديهم نسب انتحار مرتفعة جدا، لديهم مستوى عالِ من الكآبة.
- ههههه ونحن في العراق لا نصاب بإكتئاب بل نحن شعب سعيد!
- لا بل نحن شعب مؤمن، شعب قوي مر علينا الكثير والاسوأ نتمسك بخيط اسمه امل.
أي حب هذا الذي تكنه لهذا الوطن الذي لم يمنحها أي شيء في المقابل، لم يسقها سوى الألم ورغم هذا تتمسك به، اخبرتها ان الوطن هو المكان الذي نجد فيه راحتنا ليس بالضرورة تلك الأرض التي ننتمي اليها، لكنها على قناعة ان الوطن كالام وان لم تمنحنا شيء فأن حبها يبقى موجود خالد في القلب، لا يمكن لأحدهم استبدال امه ولا يمكنه ان يتخذ اماً جديدة وان احسنت تلك معاملته، الام هي الأصل، والأرض هي الام منها ينبت الصالحين والفاسدين، وكلا الاثنين جذورهما مزروعة داخلها مع مرور الوقت تتشعب اكثر. من يملك ارضاً لا يملك لأي هبة ريح اقتلاعه وهزه.
في النهاية هي لا تعلم انني وحتى بعد استماعي لهذا المبدأ وان كانت الام تربة، فهناك تربة فاسدة تقتل كل ما يزرع بها.


















روح


الحاضر

كنا في الطريق اجلس في المقعد الخلفي في السيارة، امامي يجلس محمد والى جانبه صديقه، كنت احدث في الأشجار المنتصبة على جانبي الطريق بشكل ملفت ومرتب، لونها الأخضر يبعث شيئاً غريباً في النفس، السماء الزرقاء كانت تعانق الشارع الطويل، ترسمان لوحة رائعة، لوحات زرقاء عليها كتابة لا يمكنني فهمها تقف على جانب الطرق، لا اعلم منذ متى أصبحت عيناي تتمتعان بهذا الحس الفني للنظر للاشياء ولم اجد نفسي منجذبة للمحيط هذا؟ لم الألوان باتت واضحة اكثر وكأنها تحرك شيئاً بداخلي.
التفت محمد الي وهو يبتسم ابتسامة عذبة ليشيل لي تجاه النافذة، أخرج رأسه من النافذة فأخرجت رأسي من نافذتي أيضا لأراه قائلا: الا يمكنكِ الشعور بهذا الهواء؟
سمعه صديقه ليسأله بالتركية فأدخل رأسه للداخل ليجبه وهو يضحك بينما انا ابقيت رأسي في الخارج، اشعر بإندفاع الهواء تجاه وجهي! نعم انا اشعر بالهواء؟ اتسعت عيناي وانا أرى شعري يتحرك واستشعر برودة نسبية في هذا النسيم، أدخلت فوراً رأسي للداخل لأقل له: لقد شعرت بالهواء، لقد حرك شعري!
التفت لينظر الي بصدمة ويطلب من صديقه بسرعة إيقاف السيارة، توقفنا جانباً فترجل بسرعة وترجلت انا ليبقى هو يحدق بي مذهول، سألني ومازالت عيناه ترمقانني بالكثير من الأسئلة: كيف حدث هذا؟
رفعت كتفي بحيرة: لا اعلم.
سار قليلي وهو يقل لي: تعالي هنا لنجرب شيئاً.
سرت خلفه للجانب كانت ارض يستلقي العشب الأخضر عليها على مد البصر، توقفت في المنتصف امامه ليرفع يداه بحيث اصبح كأنه يرغب بالتحليق، قال لي: قلديني.
فعلت كما طلب مني ومددت ذراعي في الهواء، شعر بالرياح وكأنها تحرك جسدي قليلاً، تخترق فستاني من الأسفل، تلامس فخذاي، فتحت عيني بدهشة ناظرة اليه فاتسعت ابتسامته ليسألني وهو يحاول تأكيد شكه: شعرتي به؟
اجبته والدهشة مرسومة على وجهي: اجل.
صفق بيديه ليقل بمرح: رائع.
سألته وانا انزل يداي لوضعهما: ما الرائع؟
اجابني: هذا يفي انكِ ميتة، الأموات لا يشعرون.
- ماذا عن الأرواح؟
حك ذقنه وهو يفكر لوهلة ثم رفع رأسه وهو يجيب: سنكتشف هذا ان وصلنا للمشفى وتأكدنا.
انحنى للعشب ليقل لي: ما رأيك ان تجربي لمسه؟
انحنيت وانا امد يدي بحذر، شعرت بملمسه، حاولت فركه بأصابعي لأتآكد مما اشعر به، اغمضت عيني لأتذكر ملمس عشب حديقة جدي، فتحتها لأرفع رأسي له قائلة: أتذكر هذا الملمس.
اتسعت ابتسامته ليشير الي بحماس اكثر: هيا انهضي، سنفعل شيئاً اخر.
لم يقدني فضولي خلفه بل انقدت فوراً لإكتشاف ما يود فعله. سرنا حتى وصلنا لأول شجرة قابلناها، استند عليها بظهره ليشير بإبهامه وهي خلفه: جربي لمسها.
قربت راحة يدي لجذعها العريض، شعرت بنبضها، اغمضت عيني وكأنني اشعر بها تخاطبني، لامست شقوقها، خشونتها، امتدت يدي تسلك طريقاً على معالمها، فتحت عيني وانا انظر بهدوء للشجرة الواقفة بقوة ترى يدي تقبل جذعها.
مددت يدي تجاهها لأكمل رحلتي في اكتشافها، مد هو يده يلامسها وعلى شفتيه ابتسامة لم أرى مثلها من قبل.
انزلت يدي فراقبته وهو يقطف غصنا صغيرا منها ناولني إياه قائلا: احتفظي به، ولامسيه كلما شعرتِ انكِ لستِ موجودة.
اخذته منه الغصن وراحت اصابعي تلامسه بشكل طولي وكأنه مزمار بين يداي. فكرت قليلا وانا انظر للغصن هذا، رفعت رأسي له لأخبره قائلة: ادفن هذا الغصن معي ان لم يكن لي وجود.
بقي ينظر الي وقد تلاشت ابتسامته، تنهد ليقل محاولا تغيير الموضوع: وقد تزرعينه في حديقتكِ.
بقينا لثواني ننظر لبعضنا، حتى قال مشيراً للسيارة: لنعد، اعتقد ان صديقي قد تأكد من انني مجنون.
سرنا عائدين للسيارة ليقل لي قبل ركوبه خشية ان ينتبه صديقه انه يتحدث مع نفسه: اكملي لي حكايتكِ ونحن في الطريق سأصغي فقط واسجل الملاحظات اتفقنا؟
اومأت رأسي بإيجاب لنركب السيارة ونكمل الرحلة وانا اعود لإكمال سرد قصتي له.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 05:09 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السادس عشر


جوى



١٦ مايو ٢٠١٦

التقينا نحن الأربعة في مول المنصور، ككل فترة نذهب للغداء انا وعبدالله، ياسمين وعلي، كان روتيناً نفعله كل شهر ربما، بعدها ندخل للسينما لنشاهد احد الأفلام، جلسنا في مطعمنا المعتاد لنتغدى، نحن الرباعي نشكل مجموعة رائعة، مليئين بالصخب والجنون، تارة نتفق انا وياسمين على رجلينا، وتارة يتفق كل ثنائي ضد بعض، ترتفع ضحكاتنا، ونصرخ احياناً ان كنا نتناقش في موضوع مهم، انتهينا من تناول الغداء، طلبت كعادتي طبقي المفضل وهو الدجاج بالكاري، لا امل من اكله مهما اكلت منه، في كل مرة اتي لهذا المطعم اعقد النية بأنني سأطلب شيئاً مختلفاً هذه المرة، لكن سرعان ما اعود لطعامي المعتاد، انتهينا من وجباتنا، ليقترح علي ان نطلب الحلويات فوراً، كانت معدتنا ممتلئة لكنه اصر اصراراً غريبا، اتى ما طلبناه ولكن ما لم يكن كالمعتاد هو ما كتب على صحن ياسمين بالشوكولا ( تتزوجيني )، بقيت تحدث بصدمة لصحنها تنقل نظراتها المصدومة بين الصحن وبين علي، اتسعت ابتسامته فأقتربنا لنرى ما كتب عليه، صرخت انا بفرح: اوووه، ما هذه الرومانسية.
قهقه علي وهو ينظر لها بحب: هييي يا ( بنية )، هل توافقين على الزواج بي.
افاقت والدموع تجري من عيناها بنعومة، دموع رقيقة، وضعت يدها على ثغرها وهي تؤكد: بالطبع انا موافقة.
نهض من على كرسيه ليقترب منها، انحنى ليقبل رأسها، بينما انطلق عبد الله يضحك ويضرب ظهره قائلا: ستدخل السجن برجليك.
التفت علي اليه ليحتضنه والفرح يتراقص داخل عينيه: هذا امر حتمي.
بادرت انا بتقبيلها واحتضانها لأبارك لها، طلبا من عبد الله ان يصورهما معا لا سينما ان الكاميرا كانت في حوزته ذاك اليوم، لم تكن مصادفة بل طلب منه علي احضارها بحجة أخرى لكنه قد تبين لما طلبها منه الان.
بدأ بتصوريهما بينما انا استأذنت ذاهبة للحمام، سرت وانا ابلع غصتي، كأن الطريق المؤدي للحمام كان أطول مما يجب، دخلته كان مزدحماً تتجمع النساء امام المرايا، قمت بحبس نفسي داخل احد غرف المرحاض، أغلقت غطائه وجلست عليه لانفجر باكية، ما بينهما رائع، ما بينهما سيثمر، كأنني عقيم اشتهي طفلا لن الده مطلقاً، هكذا بدى احساسي، بكيت لأنني لن أعيش لحظة كهذه، لن ارزق بفرحة كتلك التي دخلت قلبها، سأبقى معلقة، لن ترسو سفينتنا يوماً، لن نصل للميناء الذي من المفترض ان يحاول كل عاشقين الوصول اليه، لن يزين يدي خاتم حفر عليه اسمه، ولن ارتدي فستان ابيض مطلقا، بكيت بصمت، أحاول إخفاء شهقاتي، حاولت تنظيم انفاسي وانا امسح بيدي وجهي رأيت يدي قد تلطخت بالمكياج الذي كنت اضعه، كل شيء قد اُفسد الان، شعرت لوهلة انني حقيرة، وكأنني احسدها، كأنني انانية بدلاً من ان احتفل الان وان اشاركها هذه اللحظات التاريخية ابي في الحمام بمفردي، كم انتِ سيئة يا جوى، كم انتِ انانية، عار عليكِ ذلك.
نهضت من لأخرج واغسل وجهي بالماء وانا اشعر نظرات تلك الفتيات اللاتي يقفن بجانبي امام المغسلة، ذاك الفضول الي رُسم على وجههن، رفعت رأسي لأنظر للمرآة، كنت بشعة للغاية، وقد تلون وجهي بلوني الأسود والزهري، تباً لي كان علي مسحه بمناديل إزالة المكياج، رأيت يد تمد لي كيس لهذه المناديل، رفعت رأسي لأجد الفتاة التي كانت تقف بجانبي تمده وتبتسم بحزن لي، اخذته منها وانا ابتسم، لأمسح وجهي وانظفه جيداً، اختفى منه أي اثر للتبرج، لكن بقي انفي احمر وعيناي اللتان انتفختا يحاولان ان يشيا بما فعلت.
خرجت من الحمام لأعود لهم، عقدت ياسمين حاجبيها بقلق وهي تنظر الي من بعيد، بينما انا سارع برسم ابتسامة مزيفة كعادتي لأقترب منهم قائلة: اسفة على تأخري.
جلست وانا اكمل بتذمر واكمل كذبتي: هذه ( الماسكرا ) سيئة للغاية، التهبت عيني بسببها، اضطررت لإزالة المكياج بالكامل.
ابتسمت لأتركهم يواصلون حديثهم، بينما شعرت بعبد الله وهو يراقبني، وكأنه يعلم انني كاذبة ماهرة، حاولت تجنب النظر اليه لأنني اقسم ان فعلت فسأنفجر باكية مرة أخرى. خرجنا معاً واتجهنا لكراج السيارات حيث قام عبد الله بركن سيارته هناك، سرت امامه بخطوات سريعة أحاول قدر الإمكان الإفلات من أي سؤال قد يطرحه، ركبت بجانبه وانا صامتة، قام بتشغيل السيارة ليقودها وهو يفعل المثل، شعرت بيده تلامس يدي، ادخل أصابعه بين اصابعي بينما كلانا يتجنب النظر للآخر، هو يراقب طريقه، وانا اتيه بين الزحام، مد يده ليمسح بظهرها على وجنتي، ابتسمت بحزن، اعلم ان ليس بيده شيء، وانا لست قادرة على إقناعه بشيء، بأن الحياة تستحق، بأن يعيش هنا، بأن يخلق اسرة، انا عاجزة مثله.
بكل ما اوتيت من قوة رافقت ياسمين خلال فترة تحضيرها للخطوبة، كنت اساعدها في اختيار فستان مناسب، تزيين الحفل، الصالون الذي ستذهب اليه، ساعدتها ورافقتها في كل شيء، سأكون كاذبة ان قلت انني لم أتمنى ان أعيش تلك التفاصيل، بل راحت الأفكار والاحلام تأخذني لمنطقة محرم علي الخوض بها، تخيلت كيف سيبدو هو في حفل خطبتنا، ما لون وشكل الفستان الذي سأختاره، ما الاغنية التي سنرقص عليها رقصتنا الاولى، كيف ستهاجر الأكاذيب وتترك حياتي ولساني، بنيت أوهام على الرمال.
أقيمت حفل الخطبة في منزل جدتها لأنه كبير جدا ويتسع للكثير. ذهبت برفقة اختي نجمة وجدتي فقط، كنت أشارك ياسمين لحظاتها الأخيرة قبل ظهورها امام علي، كانت رائعة، تتوهج من الفرح، العشق كان يجمل وجهها، والحسرة اقامت عزاءً على وجهي، لكنني تجاهلتها وتجاهلت ذاك النواح بداخلي، لأساعد رفيقة عمري، خرجت برفقتها ورفقة أمها، فهي لم يكن لديها اخوة او اخوات، لذلك وجودي كان مهم لي ولها، ركلت أي طاقة سلبية حاولت الوقوف في طريق فرحتي بخطبة صديقتي، وبدأت بالاحتفال كأنني لم احتفل من قبل. بدأت ازغرد مع أمها واصفق بحفاوة، اقترب هو منها ليقبل رأسها ويديها، هربت انظاري منهما لتجري وتلتقي بين أحضان نظراته، كان يقف مع أصدقاء علي، يرتدي بدلة سوداء بدت رائعة عليه، كنت اصفق واتمايل قليلا مع وقع انغام الأغاني وعيناي تراقصاه هو، حاولت ام ياسمين ان تجر يدي وتدعوني للرقص لكنني فورا رأيت علامات الرفض على وجهه فأعتذرت منها بخجل، بدئا بالرقص على اغنية ( ع بالي حبيبي )، تبا لا اريد سماع هذه الاغنية اللعينة الان، كل كلمة بها كانت تنسج حسرة بداخلي، على الرغم من حبي لإليسا ولصوتها الرائع، تملصت من بين الحضور لأختفي بينهم وادخل لغرفة ياسمين، أغلقت الباب خلفي لأسير تجاه زجاجة المياه البلاستيكية الصغيرة التي كانت تستقر على الطاولة البيضاء وسط علب المكياج المنتشرة هنا وهناك، شربت منه دفعة واحدة أحاول ان اهدئ نفسي، فتحت الباب فالتفت لأراه قد تبعني! صدمت لأقل وانا اضع يدي على فمي: ما الذي تفعله هنا.
اغلق الباب بقدمه ثم التفت اليها ليقفلها بالمفتاح، عاد ليواجهني وكل خطوة تقل المسافة بيننا اشعر بالتوتر اكثر، كأنه على وشك اكتشاف امري، ابتسم قائلا: من الجيد ان صغيرتي لم ترقص.
ابتسمت لاُعلق: اعلم ان رقصت سأواجه متاعب كثيرة.
توقف امامي مباشرتاً مد يده تجاه وجهي بسبابته لامس استدارة فكي ليترفع به للأعلى ليرسم شفتاي، انفي واسفل عيني، قال وهو مستغرق برسم ملامحي: حلاوتكِ تقتلني.
ابتسمت بهدوء واطرافي ترتعش وقلبي يضطرب بسببه وقع كلماته، اقترب مني اكثر فبدأت اتوتر اكثر، حتى قهقه بهدوء عندما لامس انفه انفي ليقل: لم انتِ مضطربة لهذه الدرجة.
حاولت تدارك نفسي لأتأتئ: أأ.. لا ..
اقترب اكثر حتى اصبح انفه على وجنتي، فتحت شفتاي واغمضت عيناي أحاول ان اغرق معه في قبلة لكنه سار بأنفه وانفاسه تمشط وجنتي لوصوله لأذني ،، تباً اعتقدت انه سيقبلني، اشتهيت تقبيل شفتيه، عتابه من خلال قبلة، كانت انفاسه الساخنة تستقر عند صيوان اذني لتقف خلايا جسدي، واكتم انفاسي قليلاٍ، أنفاسه قادرة على بعثرتي فكيف بشفتيه ولسانه!
همس باذني: لنرقص.
عقدت حاجبي باستنكار ابتعد قليلا، اخرج من جيب سترته هاتفه ليعبث به وانا مصدومة، صدر من هاتفه ذات الاغنية، وضع الهاتف جانباً على الطاولة ليمد لي يده، بينما انا انظر له بدهشة، لم يتركني اجلس برفقة دهشتي ولو لثواني بل اقترب ليفرض نفسه واضعاً يديه على خصري، رفعت يداي لتحيطان بعنقه، التصقت بطني ببطنه، جسدي كان يتمايل بنعومة مع جسده، عينانا كانتا تراقص بعضهما، نسيت كل شيء، نسيت اين انا، ونسيت الناس، والمجرة بأكملها، لأبقي معه.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 05:11 AM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السابع عشر


روح

١٢ يوليو ٢٠١٥


لم يكن هناك احداً يستطيع تفسير ما يحدث لي، لم يتمكنوا من فهم انني بعد رحيل جدي فارقت روحي هذه الحياة، بقيت بلا أصدقاء ولا حبيب، لا احد! كنت اقضي ايامي وانا مستلقية في فراشي لا اريد مواجهة العالم الخارجي، كأنني مجرد رجل الي اتحرك لأنني يجب ان افعل ذلك، الا انني لا استطيع الضحك، قلت شهيتي بشكل كبير وبدأ الصداع منذ ذلك الحين يبني منزله داخل رأسي. جدتي امل أغلقت المنزل وقرروا بيعه، لا يمكنني استيعاب انني لن استطيع الذهاب له، لن أتمكن من سقي الحديقة، تم بيع كل قطعه لمسها وعاش معها جدي. كرهت حتى امي في هذه الآونة الأخيرة لم تأبه لتوسلاتي بأني تبقي ذاك المنزل، الاماكن ليست مجرد مساحة من الفراغ نسكنها، بل هي حكايات نعيش داخلها، نبني اوطانً عليها، نلتقي بأشخاص ونودع اخرين فيها، وتبقى ذكرياتنا معهم معلقة على جدرانها.
بدأت انازع الالام اخفيها واحاول ان اتجاهلها، كألم عظامي لي و تلك الأصوات التي تصدرها عند تحركي، لم اكن عادية ولم يكن احد يستطيع فهمي او ربما هم لم يحاولوا حتي، من كان متفرغاً لي من الأساس؟ هل فكر احدهم بي؟ سأل عن حالي ولم تغيرت؟ كم تمنيت ان احلم بجدي طوال تلك الفترة، كم دعوت ان يزورني في الحلم، ولو للحظات، لكن احلامي كانت تخلو من طيفه، وكأنه يعاقبني، وكأن روحه استكثرت علي حلم اروي به شوقي لصديقي الوحيد وعالمي.
عندما لاحظت امي بعد فترة نوبات الهلع التي كانت تصيبني، عندما تحدث مشكلة في المنزل ليبدآ ابي بالصراخ كنت قد بدأت اتعب مع كل مشكلة تحدث امامي، تلك القوى التي كانت تجعلني ادافع عني اختي او اقف واكون وسط تلك النزاعات قد خارت، وتبدلت مكانها ازمة جديدة وهي انني بت اضع يدي على اذناي واصرخ، افرض صوتي على ما يدور من حولي لعلي اجعلهم يتوقفون.
اخذتني امي وجدتي في احدى المرات لشيخ، قيل عنه انه رجل صالح لا توجد عقدة الا وقد قام بحلها، كنت كماشية تقدني امي خلفها دون مقاومة مني، ذهبنا لأحد المنازل في احد المناطق، توقفنا امام احد المنازل الفخمة، علق على المنزل من الخارج الكثير من الرايات الملونة، دخلنا للداخل حيث سلكنا طريق جانبي يقابل الحديقة الامامية لندخل للمدخل الرئيسي، دخلنا للداخل حيث كانت غرفة للضيوف، سجاد احمر مفروش في الممرات والغرفة بأكملها، قلدت امي وجدت وهما يخلعان احذيتهما قبل الدخول لتضعاها جانباً. لم يكن هناك ارائك بل جلسة أرضية وسائد تقف امام الحائط الذي طلي باللون الأخضر الباهت، لم يكن هناك شيئاً يتطابق مع أي شيء، نساء كثيرات يتردين العباءات السوداء، ينظرن في وجوه الدخيلات، ليعدن ويراقبن من يجلسن امامهن، تخمن كل واحدة منهن القصة التي اجبرتها لتأتي لهذا المكان، رائحة بخور تدور في المكان، كنت تائهة، في دوامة، لا اعرف احداً وصدري يضيق مع مرور كل ثانية.
ايقظتني امي من شرودي وهي تهزني من كتفي لتنهض برفقة جدتي فنهضت وسرت معهما داخلين احدى الغرف، دخلنا وقت اشرعت الباب لنا سيدة في سن امي ترتدي حجاب اسود وعباءة سوداء، أغلقت الباب من خلفنا، نظرت للمكان كان شبه مظلم، نور الشمس يطل بخجل من طرف الستارة التي أغلقت بشكل سريع فبقيت تلك المساحة، بخور اكثر تصنع غيوم تملأ سماء الغرفة، ورجل يتوسط اريكة تقع في المنتصف، كان رجل ربما عقده الخامس، يرتدي جلباب فقط، امامه طاولة وضع وسطها بخور، وبجانبه كان هناك حرمل يضيفه وهو يحينا.
جلست انا بين جدتي وامي لأسمع امي تشكو له وتحدثه عن حالي: لا اعلم ما الذي أصاب ابنتي، كانت جيدة جدا، فجأة تغير حالها ولم تعد تتحدث كثيرا، وقلت شهيتها، حتى انها تدخل بين فترة وأخرى في حالات من البكاء الهستيري.
ابتسم الي ليسأل امي عن اسمها واسمي، اخبرته امي فصب في كوب ماءً ليبدأ بالهمس له وهو يقرب تجاه فمه، كانت جدتي تردد بعض الآيات وتسبح، انتهى فمده الي قائلا: اشربي منه قليلا ثم ناوليني إياه.
نظرت بحذر لكوب الماء ثم نقلت نظراتي بين جدتي وامي التي تدعوني لفعلها، شربت قليلا واعدته اليه، ليضيف مجددا بعض الحرمل، ويغمض عيناه، فتحها وكأن هناك روحاً تملكته من خلال اخذه لنفساً عميقاً فقال لأمي بأسف: ابنتكِ مسحورة.
شهقت امي بينما لطمت جدتي خدها، نظرت له بدهشة! انا مسحورة! اكمل بأسف: هناك الكثير من يحسدونها ولا يريدون لها الخير.
ضربت امي بحسرة كفها براحة كفها الأخرى: كنت اشعر بذلك، جميعنا محط انظار للحاقدين، حسبي الله ونعم الوكيل بمن فعل هذا لأبنتي.
أشار لمساعدته بأن تجلب قنينة ماء ناولها لأمي ليقل لها: لتشرب منه عند الغروب يومياً، وهذا ..
اخرج من كيس قماش من الحرير الاخضر يجلس بجانبه على الاريكة كيس قماش صغير جدا به عقدة من الأعلى لونه ابيض، مده لأمي ليكمل: وهذا حرمل ضعيه المغرب كل يوم وعندما يصبح رماداً ارميه في الحمام.
اخذته منه امي الكيس وفي الخارج دفعت له مبلغاً وقدره وقد ساعدتها جدتي في تسديده خوفاً من ابي، وهكذا داومت امي على اشرابي الماء العادي جدا وحرق الحرمل كل يوم.















عبدالله

٢٢ مايو ٢٠١٦

شيء ناعم لامس شفتي، رائحة اعتاد جسدي ان يشتهيها، ايقنت انها هي، فرفعت يدي لشعرها من الخلف دافعاً رأسها تجاهي، لأتعمق بتقبيلها، لأمص رحيق تلك الزهرة، فتحت عيني بينما هي ابتعدت قليلا، ابتسمت وانا أرى عيناها امامي تتوهجان، ابتعدت اكثر قائلة: صباح الخير.
رفعت جسدي قليلاً: نظرت جانباً للستائر التي فتحت، واشعة الشمس التي انطلقت تنتشر في المنزل، صوت فيروز الذي ينبعث من مشغل الأغاني، المنزل كان مرتب جدا، لم يعد هناك اثر لزجاجتي الفارغة ولا أي صحون سكنتها بقايا الطعام، التفت لجوى التي رفعت شعره كله للاعلى وكورته لتتساقط بعض شعراتها البنية المموجة على وجهها.
نهضت من على السرير بحماس لتقل: هي استحم سأحضر لك الفطور.
انتصبت واقفاً بجانب سريري المبعثر لأبدأ بالسير تجاه خزانة ثيابي، سمعتها تقول لي وهي في المطبخ: لقد جهزت لك ثيابك.
التفت لأرى ثيابي قد حضرت ووضعت لي جانباً، ابتسمت لأعلق الخزانة اهم بالدخول للحمام، توقفت عند الباب اراقبها تعمل كنحلة، تحاول بذل قصار جهدها لإسعادي، هي تفعل أشياء حتى لا تقوم بها في منزلها، دخلت للحمام لأخلع عني ثيابي الربطة، دخلت اسفل الدوش لأتلقى المياه منه، انتهيت لأرتدي ثيابي، لوهلة شعرت انني اسرع في كل شيء أقوم به فقط لأخرج اليها، في كل صباح ابقى لفترة طويلة غارقا اسفل هذه المياه.
خرجت من الحمام لتنطلق عيني بالبحث عنها، لم تكن في المطبخ، بل شاهدت باب المنزل التي تؤدي للحديقة الخارجية مفتوحة، من خلال النافذة المشرعة رأيتها في الخارج تحضر طاولة، سرت للخارج وانا ابتسم حتى وصلت للباب لأقف واحدق بالطاولة التي اعتلاها أنواع كثيرة من الطعام، بيض، (قيمر عراقي)، (كاهي)، مجموعة من الاجبان وشاي خمرته هي حيث جرت رائحة الهيل لتمسك بياقتي وتسحبني تجاهها.
سألتها وانا أرى منهمكة: كم الساعة الان؟
اجابتني دون ان تلتفت: اعتقد انها التاسعة.
استغربت من حضورها في هذا الوقت فبحت فوراً بدهشتي: وما سر هذا النشاط؟
التفت لتسير مقتربة مني، رفعت ذراعيها لتحيط برقبتي: لم نتناول الفطور يوماً معا، رغبت بذلك.
جلست امامها حول الطاولة الدائرية التي سترت خشبها وساقيها بمفرش ابيض، اغمضت هي عيناها بانسجام بسمة تزين شفتاها قالت براحة: هل توجد سعادة اكبر من هذه؟
ابتسمت لبساطتها، لمحدودية تفكيرها بالسعادة. أكملت هي مضيفة: الجو رائع، صوت فيروز، فطور رائع، والاهم انت معي.
قلت وانا ابتسم بعد ان شربت من الشاي قليلاً: بلى هناك شيء اكثر من هذا السعادة.
أسندت
مرفقيها على الطاولة لتقل: لا تحدثني عن سعادة الاخرين في دول ثانية، انا راضية بحالي في بلدي.
انهت جملتها ورفعت (استكان) الشاي لتشرب منه وعيناها تغادران بعيداً عنه لتتجول في الحديقة.
- تتزوجيني؟




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 05:13 AM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثامن عشر


روح

الحاضر

هناك صوت في المكان لغة تدور وحديث يساق وانا لا يمكنني فهمه، أصوات سيارات ربما، رنين لهاتف استمر طويلاً او ربما رنين جهاز، أعجز عن تمييز هذه النغمة، رائحة تشبه رائحة الكحول المعقة، خدر رهيب يسكن اطرافي، كل ما اشعر به هو انني لا اقوى على فتح عيناي، نبرة صوت عقلي استطاع تمييزها، مألوفة لكن عاجزة عن التفكير انها تخص من؟ اشعر بأنني مستلقية، لا اعلم على ماذا، اين انا وما الذي حدث لمحمد، قامت ثقل جفناي، قوتي لم تكن كافية لأفتح عيني، بل كانت رؤيتي غير واضحة، رموش عيناي بسوادها كانت تظلل على المكان، رأيت امامي يد تحمل شيئا، انطبقت اجفاني على بعضهما بقوة، حاولت ان انطق بأي حرف، ان اُحرك ساكناً لكن لساني بدى أثقل مما يجب، رفعت حاجباي أحاول فتح عيناي مجددا، رؤية تهتز مشوشة، لشيء يشبه كيس المغذي، انفلتت جفناي لتعانقا بعضهما، ليختفي احساسي بأي شيء بعدها.


جوى

٢٢ مايو ٢٠١٦

كنت اشرب الشاي بهدوء احدق في الأشجار، سمعته يقول فجأة: تتزوجيني.
توقف الشاي في مكانه لم يسلكه طريقه للمعدة، بدأت اسعل بقوة، اشعر انني بدأت اختنق به لكنني لم اكن أبه اليه، لينتهي هذا السعال المزعج لأستوعب ما قيل لي، نهض هو فوراً من مكانه ليناولني كوب ماء، اخذته منه والسعال مستمر، عيناي جحضتا، سكبت كل ما بداخل الماء بداخلي لأتخلص من هذا السعال، هدأ صدري وعادت عيني لمحجرهما، وضعت الكأس على الطاولة لأرفع رأسي بصدمة له، يدي كانت ترتعش، كان يبتسم ابتسامة جديدة، غريبة، انحنى ليحيط وجهي بكفيه ويسألني: انتِ بخير؟
رمشت مرات عدة لأنظر اليه واسأله: ما الذي قلته؟
جلس امامي كالقرفصاء واضعا يده بيدي يدي على جحري، قال بعد ثوان من التفكير: لا اعلم لم قلت هذا فجأة لم افكر، لم اكن افكر بهذا القرار على البتة، الزواج مخيف، فكرة بناء شيء هنا مخيفة اكثر، ما دمنا عالقين هنا، فلا ارغب بأن ..
صمت لوهلة ليأخذ نفساً عميقا ويكمل: لا ارغب ان انام بعيداً عنكِ، لا ارغب بأن افتح عيني صباحاً وانتِ لستِ بجانبي.
بدأت الدموع تتجمع في عيني، رؤيتي له كانت تبدو غير واضحة بسبب كثرة دموعي، تساقطت واحدة تلو الأخرى، مسحتها فوراً وانا انظر اليه، كانت يداه ترتعش باردة بين يدي، فركنا أيدينا ببعضهما. بعد صمت وارتباك من كلينا قال محركاً رأسه: اخبرتني اننا نملك نجوماً في حياتنا، تمثل الأشياء الجميلة، انا لا املك مصدر للسعادة سواكِ، سمائي معتمة، انتِ من تملئين فضائي، لذا انتِ لستِ مجرد نجمة في سمائي، انتِ مجرتي.
احتضنته وانا اغمره، ضيقت ذراعي حوله، سقطت بثقل جسدي عليه، لأصبحه فوقه، انطلق يضحك بينما انا ابكي فوقه، لا يمكنني ان اصدق ما قاله، لم أكن اتخيل حتى ان يفعل هذاَ! رفع يده وهو جاثم على الأرض اسفلي ليمسح دموعي بإبهامه ويسألني: هل ستتزوجينني؟
انحيت لأقبله كإجابة مني، لم تكن مرادفات النعم تكفي لهذا السؤال.
لأول مرة بعد سنوات طويلة تهطل الامطار على ارضي، لأول مرة ارغب في شيء بشدة ويحقق لي! لأول مرة تتلقى السماء احدى رغباتي، شعرت ان القدر بات يراقبني من بعيد يبتسم الي،
رفعت نفسي قليلاً لأخبره بما اشعر به: سنعيش حياة سعيدة، سيتحول هذا البيت لجنة، سنحاول معاً ان نبني الفردوس الخاصة بنا.
ابتسم وهو يعبث بخصلات شعري: سنفعل.
تذكرت شيئاً مهما نسيته بسبب فرحتي سألته: على أي دين ستتزوجني؟
ضحك ليجيبني: أي دين تعتنقينه لا يهمني، حتى ان كنتِ تعبدين البوذا ههههه.
- هههههه ، حقاً هل سنتحسن؟ ستكفر ان..
فهم هو ما رغبت بقوله، فهم انني حقاً اريده ان يتغير، ان تصافح يده يد والدي ليقرآ كلمات الله معه، سأحاول ان اجعله يغير نظرته لله، لأنه هو من نصرنا على كل شيء كيف يعقل ان ننسه!
حرك رأسه وهو يبتسم: سأحاول.
المحاولة حينها كانت تكفيني، فهي جزء من العلاج.




روح

الحاضر

هذه المرة لم تكن عيني ثقيلة، بل خفيفة، اتضحت رؤيتي للشيء الأخضر الذي امامي، أدركت انه عشب ممتد على الطريق، لاحظت انني في السيارة التي كانت تهم بقلنا الى المشفى، رأيت محمد في الخارج يتحدث عبر هاتفه بينما يغفو صديقه في مقعده، فتحت باب السيارة لأترجل منها فاندفع الهواء يضرب جسدي، أغلقت باب السيارة فالتفت محمد لينهي المكالمة وهو ينظر الي بدهشة، اقترب قائلاً بعتاب: ظننت انكِ لن تختفي مجدداً.
قلت بينما حاجبي معقودان بحيرة: لا اعلم، رأيت في الامس شيئاً غريبا.
أشار برأسه تجاه امامه: لنجلس على العشب هناك لحين استيقاظ جورج.
لم امانع بل سرت بجانبه وعقلي مشغول بما رأيته في الامس، جلسنا لنراقب الشمس وهي تشرق بهدوء لتطلي السماء لنورها، قلت وانا انظر تجاه الشمس: كأنني أستطيع الإحساس بأشعتها وهي تداعب عيني.
سألني بدهشة: حقاً، ركزي أكثر عليها، هل ضوئها يؤلمكِ؟
ركزت أكثر لكنه لم يكن مؤلما، بل اشعة لطفة، حركت الإحساس قليلا بداخلي، مد يده امام عيني ليحجبها ثم يحركها قليلا لتظهر امامي الشمس مجدداً، التفت اليه كان يبتسم بهدوء فسألني وهو يتربع: هيا أخبريني ما الذي رأيته؟
حركت يدي مشيرة: سمعت أصوات، كلام غير مفهوم، فركت يدي ببعضهما لأكمل: كان هناك شيء يشبه المشفى.
رفع حاجباه في الأعلى واتسعت حدقتا عينه، انفرج ثغره في صدمه، ثم تحولت صدمته لابتسامة: هذا يعني؟
قلت بشك: انني لم أمت!
هتف بفرح: بالطبع، قد تكونِين حقاً في غيبوبة.
صمتنا لبرهة من الوقت، اراقب انا الطبيعة، الهواء، نور الشمس وملمس العشب. وكأن هناك فكرة ضربت رأسه نطق بها فوراً: لنجرب شيئاً.
نظرت له بفضول لكنه رفع كفه في الهواء امامي، قال لي: مد يدكِ تجاه يدي.
استغربت لا يمكنني لمسه، لم يريد ان يجرب! لكن ملامحه كانت تشجعني تدفعني لأن أجرب، رفعت يدي بحذر تجاه يده، قربتها أكثر وأكثر، حتى التصق كفي بكفه، شعرت بشيء، فتحت عيني بصدمة وانا اشعر ملمس يده، بينما هو اتسعت ابتسامته، انزلت يدي وما زلت انظر له بدهشة، بينما راحت يده تلامس يدي، اصابعي، شعرت بملمسه، بحرارة يده، راحت يده تمسك بكل اصبع على حدا، تمسح عليه اكثر، فتحت راحة يدي ليبدأ بالسير بسبابته على راحتي، سلكت سبابته خطوط يدي لتجعلها طريق، كنت اشعر بكل لمسة، اغمضت عيني وانا اجرب هذا الشيء، مددت يدي بالمقابل لألامس يده، سارت اصابعي تجاه ذراعه، تلك العروق البارزة، وصولاً ليده، لراحة يده المنبسطة امامي، شعرت بتلك الخطوط والشقوق، ابتسمت قليلا بغرابة، لم ابتسم منذ اشهر او اكثر، قال لي مدي يديكِ امامي، ابتسمت لأمدهما الاثنتين، بدأت بأصابعه يعزف عليها، قال بصوت هادئ: اغمضِ عينيكِ، تخيلي انكِ تسمعين صوت الموسيقى.
اغمضت عيني، وانا اشعر بأصابعه تعزف مقطوعة على مفاتيح يدي، سألني بصوت منخفض وانا ما زلت احلق في عالم اخر: ماذا تتمنين في هذه اللحظة؟
اجبته قائلة: ان أبقى.
شعرت بشيء على راحة يدي، وصوت هادى مألوف، فتحت عيني بهدوء لأجده قد طبع قبلة عليها، ذهلت لأسحب يدي فوراً واضمها لصدري، قال بأسف وندم: اعتذر، انا فقط.
لم يكمل وانا بقيت قابضة يدي اخبئها، لم يفعل احد لي هكذا من قبل، نظرت لعينيه التائهتين، لا اعتقد انني افضل منه، لأنني بت الان وبلمسي له حائرة اكثر، بين الحياة والموت.
نهض لينفض ثيابه قائلا ويده ممتدة الي: لننهض ونكمل، سنكتشف حتماً ذاك السر.


جوى

١٣ يونيو ٢٠١٦

لم أتمكن من النوم طوال الليل، كان علي ان انام جيداً لأبدو بأفضل حال، لكن صوت ضربات قلبي كان عالياً لدرجة انني لم يتمكن جفناي من ان يغفيا، في اسوء حالاتي كان النوم سهلاً لكنني عندما أكون سعيدة، وهذه ليست أي سعادة، حينها فقط يهرب النوم بعيداً عني، يتركني للهفتي تلتهمني، تنهش عقلي، اتخيل جميع مجريات ما سيحدث، عندما انطفأ اخر امل لي في النوم، نهضت من فراشي بهدوء خوفا من ان تستيقظ نجمة، كان عليها ان تستيقظ، نومها كان ثقيلاً ومفرطاً، دخلت للحمام خلسة لأتوضأ، توضأت وانا ابتسم، خرجت من الحمام بحثت بمساعدة الضوء المتسلسل من الخارج لداخل غرفتنا المظلمة عن ثوب الصلاة، لم أتمكن ايجاده، خرجت من الحجرة متجهة لغرفة جدتي، اسير على اطراف اصابعي، كان باب غرفتها موارباً والضوء مضاء، فتحتها بهدوء لأجدها تجلس على سريرها تقرأ القران، مرتدية حجابها الأبيض الذي تشترك كل جدات العراق في ارتدائه. رفعت رأسها لتنظر الي، ابتسمت لها قائلة: اسفة ازعجتكِ، ابحث عن رداء للصلاة.
ابتسمت لي لتظهر أكثر تجاعيد وجهها، اشارت الي ان الثوب في الخزانة، سرت تجاه الخزانة الخشبية المتينة، فتحتها لتهب رائحة الشب من داخل الخزانة، هذه هي الرائحة التي اعتدت عليها في ثياب جدتي، التقطت الثوب ثم أغلقتها، اشارت لي جدتي قائلة: صلي هنا.
ابتسمت لأبدأ بالصلاة في غرفتها المباركة، بدأت اتلو الآيات لتتجمع الدموع في عيني، هذه الدموع كانت نقية، مميزة، مختلفة عن كل دموع ذرفتها اثناء صلاتي، دموع الفرح والامتنان.
شكرت الله كثيرا، لقد حقق رغبتي بالرغم من عصياني الدائم له، سقى قلبي سعادة وانا مليئة بالخطايا تجاهه وتجاه نفسي. انتهيت لأسير تجاه سريرها وانحني قلبت رأسها شعرت برغبة بالاستلقاء بجانبها، فأشارت بيدها المجعدة على الفراش، ارتميت بجانبها لأضع رأسي على فخذيها، بينما راحت يداها تمسح على جبهتي صعوداً لشعري، قرأت بعض الاذكار ونفخت علي، ابتسمت لأقبل يدها القريبة مني، همت بصورة جدتي التي علقت في طرف المرايا اعلى طاولة التزيين، حيث تجردت من أدوات التزيين والمكياج بل ملئت بالأدوية، قلت لها: كدت أفقد الامل في كل شيء.
قالت لي ويدها مستمرة بالطوفان بين خصلات شعري: لو فقدنا الامل، ما كنا على قيد الحياة لهذا اليوم.
ابتسمت قائلة: بالرغم مما نعيشه.
- هذه هي الحياة يا ابنتي، نكمل لأن لدينا ثقة بالله.
- ونعم بالله.
جدتي مثال للمرأة العراقية الصابرة، التي رغم كل العواصف التي هبت على ارضنا لم تهتز، جدتي نخلة مغروسة على هذه الأرض، النخلة العراقية مختلفة، تقف في وجه الظروف رغم كل شيء، فقدت ولديها في الحرب في منتصف الثمانينات، كانا شابين حينها، رائعين، ورغم ذلك لم تمت، لم تفقد الامل، أكملت حياتها هي وجدي، ليست هي فقط، بل الجميع لا اعتقد ان هناك بيت في العراق يخلو من شهيد، سر أجهله انا، ولا أحد يمكنه كشفه، قوة غريبة تدفع الجميع بالاستمرار بل هي تدفعني انا ايضاً، تمد يدها لي للسير للأمام.
رفعت نفسي قليلاً لأقبل وجنتها الناعمة، اُحب ملمس ورائحة الجدات، داخل احضانهن توجد الجنة، جلست امامها مباشرةً مسحت وجهي كفها لتدعو لي: ليفتح الله لكِ طريق الخير دائماً في وجهكِ، ليحفظكِ الله من أي شر.
ابتسمت وانا أقول: امين.
نمت تلك الليلة بجانبها استيقظت من الصباح الباكر، وضعت قناع لبشرتي والزيوت في شعري، نظفت المنزل بأكمله، قمت ببعض التغييرات في الديكور، كويت ثيابي استعداداً لحضوره واتت ياسمين لتضع لي المكياج فهي فنانة به، فرحتي لم تكن توصف، وقد بدأت امي تلاحظ لهفتي وفرحتي، اول مرة أكون سعيدة لحضور شخص يريد الزواج بي على غير العادة، بالطبع لم اخبرهم انني اعرفه بل اخبرتهم انه رآني في حفل خطبة علي وياسمين واعجب بي، اخبرتهم انه وحيد وان جميع افراد اسرته قد توفوا، لكن عبد الله ولأجل البروتوكول الذي يسير في معظم هذه المناسبات فقط اتفق مع علي ووالده ان يرافقاه، بينما ستأتي ام ياسمين وام علي من بين النساء.
اثناء تصفيف ياسمين لشعري وجلوسي انا امام طاولة التزيين، رن هاتفي معلناً عن وصول رسالة نصية، حاولت ياسمين منعي من التحرك لكنني لم اصغي لها لأراه قد بعث الي رسالة كتب لي بها (ها انا سأدخل منزلكِ) انتفضت من مكاني لأصرخ بحماس: لقد وصل، وصل.
حاولت ياسمين تهدئتي: هييي مجنونة، اهدئي.
- ماذا الن نخرج لنستقبله.
ضربت بخفة كتفي قائلة: بالطبع لا، سننتظر حتى تأتي والدتكِ وتناديكِ.
جلست مرة أخرى أحاول تنظيم انفاسي واُغمض عيني، يدي كانت ترتعش فاقتربت مني نجمة لتفرك يدي بيديها، ابتسمت لها بتوتر، قالت هي بهدوء لي: انا سعيدة لأجلكِ.
احتضنتها بقوة، كنت حقاً على وشك الطيران، سمعت صوت الباب يفتح فابتعدت عن نجمة لألتفت ناظرة لأمي التي بادرت بالابتسامة قائلة: هيا بنا.
انتصبت فوراً لأهم بالسير بسرعة لكن يد ياسمين امتدت لتوقفني قائلة: ببطء، اضافت وهي مازحة: (اثقلي).
حاولت السير بهدوء، حتى ساقاي كانا يرتعشان، اطرافي بدت باردة كالثلج، أحاول كبح ابتسامتي العريضة، وحبس الصراخ دخلي. دخلت لغرفة الضيوف التي كانت عطرة بالبخور التي طافت بها جدتي ارجاء المنزل، لكن عطر حبيبي كان مميزاً حاضراً في المكان. اكاد ان أسقط مغشية وانا اراه امامي حقاً، في منزلنا، يجلس على اريكتنا! سرت خلف امي لأجلس بجانبها على احدى الارائك، كان هو يقابلني وعلى يمنيه علي، وعلى يساره والد علي، رأيت نظراته الغربية، اللامعة، شفتاه السعيدة، قرصتني ياسمين فأيقظتني من غرقي به وبنظراته فهمست في اذني: كفي عن النظر اليه هكذا، والدكِ سيقتلكِ.
نظرت فوراً للأرض، سمعت والد علي يقول: كما تعلم ان ابني عبد الله، وهو حقاً بمثابة ابنٍ لي، يريد ان يتقدم ويطلب يد ابنتك جوى، ونحن نتشرف بأن يكون لنا نسب منكم.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.