آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          💕💕 حكايا القلوب..بين الزحام والناس💕💕فعالية جديدة*قصص قصيرة*(الموسم الأول كامل) (الكاتـب : اسفة - )           »          أول شتاء من دونك -سلسلة قصص قصيرة- بأقلام نخبةكاتبات قلوب [حصرياً ]كاملة &الروابط* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          أنفاس أحمد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رواية البوليس السري - سيلينا دولارو (الكاتـب : ahmad2006771 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree264Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-20, 09:04 PM   #1061

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل 30 ج2
الثامنة صباحا سيارة هادر

اغلق الهاتف بعد أن رن عليها لتنزل إليه ليوصلها للجامعة كما اتفق معها ..نظر لمرآة السيارة يتأكد من مظهره وبدأ يمرر أصابعه بشعره وهو يبتسم بسعادة ...وكيف لا يسعد وحبيبته اصبحت موعودة له وخاتمه يزين اصبعها ..اصبح من حقه النظر لها ..لم يعد يشعر بالألم او حتى بالذنب عندما يتخيل صورتها او يحلم بها...اخيرا حلمه الضائع عاد اليه واضحى حقه...
القى نظرة على مدخل العمارة ليلمحها تخرج من المصعد ببنطالها الجينز بلونه الأزرق الفاتح الذى يظهر رشاقتها وطولها وبلوزتها الخضراء التي تصل لفوق الركبة بقليل بتفصيلة بسيطة اقرب للقميص الرجالي ..ترتدي في قدمها حذاء رياضي ابيض وحقيبة بيضاء صغيرة بذراع طويلة تعلقها على جذعها بشكل عكسي وتحتضن لصدرها بعض الكتب ..
كانت تبدو بسيطة رقيقة مبهرة أمام عينيه بطريقة آسرة ...فانتفض قلبه ككل مرة يراها وازدادت دقاته فرحا وعشقا ..لكن اختفت ابتسامته تدريجيا مع كل خطوة تخطوها نحوه وهو ينتبه لملامحها الواجمة ولغة جسدها التي تشي بانفعال تأكد منه وهي تفتح باب السيارة وتجلس جواره بهدوء مقلق ملقية سلاما خافتا دون ان تنظر إليه ...
رد سلامها بقلق دون ان يدير السيارة بل اكتفى بلف بجسده ناحيتها ليتطلع بها بتمعن وهو يسند ذراعه على المقود منتظرا توضيحا لحالتها ليأتيه صوتها متحشرجا وهي تقول بارتباك :
"هادر أنا لن اذهب للجامعة سأذهب لمستشفى (***) التخصصي بمنطقة (***) اعرف انها بعيدة وليست في طريقك لذا إن كنت متعجلا فاذهب انت لعملك وانا سأستقل سيارة اجرة "
كانت تتحدث بسرعة وهي تهرب من التطلع لوجهه مما دفعه للمس ذقنها بسبابة يده وجذب وجهها ناحيته ليجبرها على النظر اليه فرأى عينيها غائمة بالدموع فسألها بقلق :
"ماذا هناك حبيبتي. ...لا تشغلي بالك بعملي فأنا اليوم متفرغ لك ...فقط طمئنيني لما ترغبين بالذهب للمشفى ...هل انت متعبة؟ "
هزت رأسها نفيا وردت بحزن :
"لا ..لست أنا يا هادر ...بل رؤى ..ألم اخبرك اني اشعر ان هناك شيء حدث لها ...لقد صدق ظني.. قبل ان انزل اتصلت على منزلها لأخبر والدتها انني سأمر عليها فرد شقيقها مالك واخبرني انها سقطت بإغمائه بعد الفجر ولم يستطيعوا افاقتها فنقلوها للمستشفى... الفتى كان منهارا ولم افهم منه سوى اسم وعنوان المستشفى ...اريد ان اراها يا هادر خذني لها بسرعة انا قلقة عليها"
ربت هادر على كفها المتشنج فوق كتبها الموضوعة على ساقها بحنان وهو يطمئنها:
"لا تقلقى حبيبتي ...بإذن الله ستكون بخير وتطمئنين عليها" ...
واعتدل محركا السيارة وهو يتحدث معها بلطف محاولا الهائها قليلا عن قلقها .
بعد ساعة
كانت تهرول في ممر الدور الثالث ناحية الغرفة التي ابلغوها بالاستعلامات انها محجوزة بها يلحق بها هادر قلقا عليها من الانفعال...ليراها تهتف بلهفة منادية سيدة بمنتصف العمر تخرج من احدى الغرف :
" خالتى مها ..خالتي... كيف حال رؤى ..ماذا حدث لها ...ما بها ؟؟"
قرر هادر عدم التقدم والبقاء مبتعدا بضع خطوات حتى لا يحرج السيدة خاصة عندما شعر بضيقها وهي تنظر لياسمين وتسألها :
"ياسمين ..ماذا اتى بك ..أقصد كيف علمت ؟"
لترد بلهفة:
اتصلت بالمنزل فاخبرني مالك ..ارجوك خالتي ..طمئنيني عليها"
تنهدت السيدة بتعب وربتت على كتفها قائلة بصوت منهك:
"الحمد لله يا ابنتي أصبحت بخير "
لتسألها ياسمين باستفسار قلق:
"لكن ماذا حدث ..ماذا أصابها؟"
ضيق هادر عينيه وتمعن بوجه ام رؤى وهو يستشعر من صوتها ولغة جسدها ارتباكا وتهربا وهي تقول:
"لا شيء خطير يا ياسمين ...فقط انخفض ضغطها نتيجة الارهاق وعدم الاكل.. تعرفين اقتربت امتحاناتكم وهي تهمل طعامها خاصة مع الصيام"
قطبت ياسمين بحيرة وهي تسألها:
"رؤى تزداد شهيتها وتصاب بحالة فجع اثناء الامتحانات ..القلق دائما ينقلب معها بنهم للطعام ..ثم لما كانت لا تجيب عن اتصالاتي الفترة السابقة ؟!"
شعر هادر ان السيدة تهربت بتعمد من الاجابة وهي تفتح باب الحجرة خلفها وتقول بسرعة:
"عزيزتي ادخلى لها واطمئني عليها ...الطبيب اخبرنا انها أصبحت بخير وسنأخذها للمنزل بعد قليل .."
ويبدو أن خطيبته تذكرت لحظتها وجوده معها فالتفتت ناحيته لتنتبه السيدة لوجوده فيقترب مسلما وياسمين تعرفها به:
" خالتى اعرفك الرائد هادر ...( لينخفض صوتها وهي تضيف بارتباك وخجل اسعداه وهو يسمعها تنطقها للمرة الأولى) خطيبي .. "
لاحظ تفاجئ السيدة للحظة قبل أن ترسم ابتسامة باهتة على وجهها وهي تقول مهنئة :
"هل خطبت يا حبيبتي ...مبارك لك ...لم اكن اعلم ...مبارك حضرة الضابط ياسمين نعم الفتاة.. هنيئا لك بها"
أومأ برأسه شاكرا متجاهلا ارتباك السيدة التي ظلت ممسكة بمقبض الباب المفتوح جزئيا كما لو كانت حائرة بما يجب ان تفعله معه ليخرجها من حيرتها قائلا:
"تشرفت بمعرفتك سيدتي ..والف سلامة على الآنسة رؤى"
...ليستدير ناظرا لياسمين وهو يكمل:
" ياسمين سأنتظرك بالسيارة عندما تنتهي هاتفيني وسأحضر السيارة أمام الباب"
نظرت له بحرج وهي تقول:
"لا داعي لانتظارك هادر ...سأجلس مع رؤى حتى موعد خروجها وبعدها أرى إن كان الوقت مبكرا سأذهب للجامعة وإلا سأعود للمنزل لا داعي لتعطل نفسك"
هز رأسه نافيا وهو يقول بتصميم :
"لا يوجد تعطيل ..اتفقت مع والدك على توصيلك اليوم ..اجلسي مع صديقتك براحتك كما تشائين وسأنتظرك ...انا في إجازة اليوم .. كما ان لدي عدة مكالمات سأنهيها وانا بانتظارك"
لتسارع مها قائلة:
"لا داعي لتعطيل خطيبك بنيتي القى فقط نظرة على رؤى وانصرفي معه فهي نائمة الآن ....والطبيب قال انه سيمر بعد اقل من ساعة عندما ينتهى المحلول الملحي ...وسيطمئن على ضغطها وان وجدها بخير ستخرج معنا.. وبإمكانك ان تطمئني عليها بالهاتف فيما بعد أو تزوريها بالمنزل بيوم آخر "
هزت ياسمين رأسها رافضة بإصرار :
"سأبقى معها حتى اطمئن عليها من الطبيب لو كان هادر متعجلا بإمكانه الذهاب"
أكد هادر :
"اخبرتك اني متفرغ اليوم ولا يوجد تعطيل سأنتظرك قدر ما تشائين ...بالإذن منكما"
تركهما متحركا ناحية السلم متجاهلا المصعد وهو يشعر بوجود امر مقلق يخص رؤى ...ليقطب مفكرا بحيرة ان كان يجب عليه أن يخبر سيد أم لا داعي ..خاصة وهو لا يعرف ما خطبها بالضبط ..لكنه يخشى رد فعل متهور من سيد .
لم يكد يصل للسيارة حتى رن هاتفه.. فدخلها واخرج الهاتف وابتسم ساخرا وهو يقول لنفسه :
"هل تأتي على الرائحة يا ابن العسال "
*********


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 09:06 PM   #1062

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحارة منزل سيد
نظر بضيق للساعة ليسب نفسه وهو يهمهم:
"الساعة ما زالت التاسعة والربع يا غبي ..لابد انه ما زال نائما ...نحن في رمضان والناس لا تستيقظ مبكرا.."
تنفس الصعداء ما ان رد هادر وسمع أصوات ابواق قريبة تدل على كونه بالخارج ليقول براحة :
"صباح الخير هادر كنت قلقا ان تكون نائما وكنت سأغلق لو لم ترد بسرعة لكن يبدو انك في الخارج ...هل انت بطريقك لعملك الآن؟"
رد عليه هادر بغموض:
"صباح النور سيد ..لا لست ذاهبا للعمل ...لدي إجازة اليوم ..أنا بمكان آخر "
اجلى سيد صوته وتحرك من فوق الاريكة التي يجلس عليها بصالة المنزل واخذ يجوب المكان حوله ذهابا وإيابا وهو يقول بارتباك:
"جيد هل انت متفرغ اليوم قليلا ...اريد ان اقابلك ...لو كنت غير مشغول الآن اخبرني اين انت وانا احضر لك"
سأله هادر :
" هل هناك شيء مستعجل تريدني فيه هل هناك شيء يخص المشروع؟!"
رد بارتباك وتردد:
"نعم ..أقصد لا ..أقصد ..هناك فعلا أمور تخص المشروع فقد جاءنا عرض جيد جدا من احد المقاولين الكبار يرغب بان نورد له كميات ضخمة من الأصباغ وكنت اريد اعلامك واخذ رأيك و.."
ليقاطعه هادر :
"سيد اخبرتك من اللحظة الأولى أن لا شان لي مطلقا بالمشروع ولا بإدارته ...انا فقط شريك بجزء من رأس المالي وعندما يدر المشروع ربحا سأحوله الى دعم بعض المشاريع الخيرية ليكون صدقة جارية لمروان رحمة الله ..وبالتالي أي قرارات تخص الصفقات هي اختصاصك انت وياسر"
زفر سيد وقال بحنق:
"حتى لو ..لابد أن نضعك بالصورة خاصة ان الرجل يرغب بوضع شرط جزائي كبير والموضوع مقلق لنا ...وفي نفس الوقت الصفقة كبيرة وربحها ضخم ..وأنا وياسر حائران ..أنت رجل قانون على الأقل اطلع معنا على العقد فخبرتك القانونية افضل منا "
رد عليه هادر قائلا:
"هذا النوع من العقود يحتاج لمحامي متخصص ..اسمع ارسل لي صورة من العقد المعروض عليكم و لي صديق محامي يعمل مستشارا للشركات.. سأطلب منه أن يلقى عليه نظرة "
صمت سيد للحظة وهو يزدرد لعابه مفكرا ان هذا لم يكن السبب الرئيسي الذي يرغب بمقابلة هادر لأجله ...فالموضوع رغم أهميته لكنه ليس مستعجلا خاصة والمقاول منحهم حتى بعد العيد ليروا ان كان بإمكانهم تجهيز الكمية وابرام العقد ...لقد كان حديثه عنه مجرد حجة ..فهو يريد ان يطلب منه السماح له بمحادثة ياسمين ليطمئن منها على رؤى...فمنذ كان مع اسر بالأمس وهو يفكر ...قلبه منقبض ..ويشعر باختناق لا يدري سببه ..حتى أنه لم يستطع النوم وهو يحاول التفكير بالطريقة التي يمكن بها ان يقنع مسعد بنسيان ما حدث والموافقة عليه ...وايضا يفكر إن كان من اللائق ان يترك لها خبر بالموضوع ولو عبر صديقتها ..ويحاول توسيطها لتقنعها...فهو قلق من ان ترفضه بعد الموقف الذى حدث ..أم الأفضل ان يفاجئها عبر ابيها ...هذا إن استطاع إقناعه أصلا ... "
جائه صوت هادر ساخرا:
"سيد ..الو ...سيد ..هل اتصلت بي لتسمعني صمتك ..ماذا بك يا رجل...هل هناك شيء آخر غير موضوع العقد ..أم اغلق الهاتف "
قال سيد بتردد:
" نعم ...في الواقع هناك أمر آخر ...فقط أنا محرج منك ..ولا أدري كيف اطلبه...وايضا لا ادرى إن كنت ستقبل أم لا...وصدقني لو رفضت لن الومك فهذا حقك بالنهاية "
رد هادر بمكر :
"محرج مني؟!! ...ومنذ متى أصبحت خجولا وتعرف الحرج يا ابن العسال !...أدخل بالموضوع يا سيد وقل ما تريد دون مقدمات ولنرى مدى قبولي لطلبك من عدمه"
ازدرد سيد لعابه ومرر كفه على وجهه وشعره وهو ويقول بخفوت:
"كنت أتساءل إن كان بإمكانك ان تسمح لي بأن احادث خطيبتك لبضع دقائق على هاتفك انت ...فقط اريد ان أسألها عن رؤى واطمئن منها عليها"
ليأتيه صوت هادر جافا وهو يسأله :
"تطمئن على رؤى ..لماذا تحديدا"
ارتبك سيد وعاد للدوران حول نفسه بمحيط الصالة الضيق وهو يقول بارتباك:
" ليس لسبب محدد ..فقط أنا لم اعد اراها ولا اعرف شيئا عنها ...وارغب فقط بالاطمئنان عليها ولا يوجد امامي طريق الا خطيبتك فا... "
ليقاطعه هادر بحدة :
" سيد أنا لا احب اللف والدوران ...وسأسلك مباشرة ..هل لك علاقة بما حدث لرؤى؟!"
تسمر سيد واقفا فجأة و شعر بقلبه يرتج ويسقط بداخله فازدرد لعابه بصعوبة وقال بصوت مرتعب:
"ما حدث لرؤى!!..ماذا تقصد ...ما بها رؤى ؟!"
لم يسمع ردا للحظات مرت عليه كدهر حتى شعر ان اعصابه تنهار ليهتف بغضب:
"هادر ..رد على ...لماذا صمتت ..ماذا هناك ...ما بها رؤى؟!"
سمع زفرة حارة من هادر قبل ان يقول بضيق:
"لا ادري ان كان يجب ان اخبرك ام لا ..فالأمر بالنهاية خاص بصديقة خطيبتي ولا يصح ان"
ليصرخ به سيد بجنون:
"هاااادر لا تخرج شياطيني ...اخبرني ما بها رؤى والا قسما سأنزل فورا متجها لمنزلها وليحدث ما يحدث"
جاءته سُبة خافتة من هادر تجاهلها وهو يسمعه يخبره بحنق:
"أنا لا اعرف التفاصيل ..كل ما اعرفه أنها تعبت بالأمس بعد الفجر ونقلوها للمشفى ...وانا حاليا هناك انتظر ياسمين بالسيارة حتى تنتهي من زيارتها "
لم تعد ساقاه قادرة على حمله فتعالت أنفاسه مع دقات قلبه وجر كرسيا جلس عليه بوهن وهو يسأل بقلب يخفق رعبا:
" رؤى بالمستشفى ...يا إلهي ...ماذا جرى لها.. اين انت أخبرني العنوان سأحضر لك حالا"
صرخ هادر بإذنه:
"هل جننت تحضر إلى أين ؟...وبأي صفة؟ ... بالتأكيد لن اخبرك بالعنوان فلا ينقصني تهورك "
وقف سيد وهتف بانفعال:
"هادر ..ارجوك لن استطيع الصبر اخبرني اين هي لابد ان اطمئن عليها"
جاءه صوت هادر محاولا تهدئته بقوله:
"اسمع سيد ..اخبرتك ان ياسمين لديها بالأعلى عندما تأتي سأطمئن منها على اخبارها واطمئنك ..هذا اقصى ما استطيع فعله لك ...لا تجعلني أندم لأنني اخبرتك.. ثم...ربما كان الامر مجرد ارهاق وهبوط بالضغط كما قالت والدتها لياسمين ."
وضع سيد يده بخصره وهو يقطب للحظة مفكرا قبل ان يسأله بتوجس:
"لمَ سألتني بتلك اللهجة عن ان كان لي يد فيما حدث لرؤى؟ ..إن كان الأمر كما تقول ارهاق وانخفاض بالضغط فلمَ ربطته بي؟"
ظل هادر صامتا مما جعل سيد يزداد انفعالا ويقول:
"هادر اجبني ...هناك اكثر مما اخبرتني به ...فما هو؟! "
جاءه رد هادر موضحا بضيق:
"سيد تلك اسرار خطيبتي وصديقتها ولا يصح أن ..."
هتف به سيد صارخا:
"اللعنة على كل شيء إنها الفتاة التي احب هادر ...لا تخبرني بأي هراء يمنعك من إخباري ما بها ..أنت لا تدرك جنوني وقلقي الآن وما يمكن ان يجعلني افعل"
زفرة هادر الحارة وصلته بوضوح قبل أن يقول :
"انا لا اعرف شيئا سوى ان ياسمين تكاد تجن قلقا من عدة أيام لأنها لم تكن قادرة من التواصل مع صديقتها ...فرؤى اختفت فجأة بلا مقدمات ...لا تذهب للكلية ..لا ترد على هاتفها او حتى هاتف المنزل ..لتتفاجأ ياسمين وهي تتصل صباح اليوم بأخيها يخبرها بأنهم نقلوها فجرا للمشفى هذا كل ما اعرفه ..والان هل لديك انت فكرة عن سبب ما يحدث لأنه بالتأكيد هناك شيء يحدث وحدسي يخبرني أن الأمر مرتبط بك بطريقة ما "
لم يجبه سيد وظل ينهت للحظات قبل ان يقول له بخفوت حازم:
" شكرا هادر ارجوك بمجرد مجيء ياسمين ومعرفتك حالة رؤى منها ان تهاتفني فورا "
اغلق الخط دون ان يترك له مجالا للرد .....والقى هاتفه على المنضدة ووقف متخصرا ينظر للحائط أمامه ساهما...تتعالى أنفاسه وهو يفكر بها ...وبما يمكن ان يكون قد حدث لها وتسبب بأن تنقل للمستشفى ..هل هي صدمة متأخرة؟.. أم أن اباها اذاها بصورة ما؟ ...يكاد القلق يفتك به فلم يستطع التحمل أكثر واستدار ملتقطا هاتفه ليجري اتصالا آن أوانه .

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 09:09 PM   #1063

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

المشفى قبل دقائق
كان يجلس على اريكة جانبية صغيرة يتطلع لصغيرته التي ما زالت شهقات نحيبها تشق صدره بين لحظة وأخرى ...يتمزق قلبه الما وحزنا عليها ...
يا الله كيف يمكنه ان يستمر في القسوة عليها ...لن يقدر ...لقد كاد قلبه يتوقف وهو يسمع صرخة مها باسمها ليخرج مهرولا لحجرتها فيجدها ممددة ارضا ولا تتحرك وجهها شاحب تماما...
للحظة ظنها قد فارقت الحياة خاصة وأن امها كانت تهزها بعنف وتضع العطر على انفها بلا فائدة ...وشقيقاها يمسك كلا منهما بكفها يناديها ببكاء دون استجابة ..كانت كخرقة بالية لا تستجيب لشيء ..
لحظتها شعر بالعجز ...تسمر مكانه ارضا لا يعرف ما يفعل ..غير قادر على الحركة او التصرف ...كل ما فيه تجمد من شدة رعبه ...حتى اخرجته صرخات مها الهاتفة به بأن يتصل بالإسعاف ...
حملها كما لو كانت طفلة وجرى بها للخارج وهو يصرخ بمها أن تلحقه بمفاتيح السيارة ..
ان تلك الدقائق التي مرت عليه وهو ينقلها للمشفى القريب من حيهم ويدخل صارخا يتوسلهم أن يسعفوا ابنته وهو لا يعرف ان كانت حية أم فارقت دنياه كانت اقسى ما مر عليه بعمره كله ..أقسى حتى من خبر فقدانه عائلته بأكملها ...لحظتها أيقن أنه على استعداد لمسامحتها عن كل ما حدث ..المهم ان تكون بخير ...فقط لتكون على قيد الحياة وبعدها كل ما في الدنيا يهون ...فكله قابل للإصلاح الا الموت...لحظة خروج الطبيب قائلا انها ستكون بخير كانت اللحظة التي سمح لأنفاسه بالخروج.. ولجسده بالانهيار ارضا يبكي بهستيريا جعلت الطبيب يطلب حقنه بمهدئ خوفا أن يصاب بجلطة او انهيار عصبي.. لكنه رفض بشدة ...لحظات فقط فرج فيها عن خوفه ورعبه على ابنته الحقها بسجوده شكرا لله على نجاتها ليعتدل بعدها واقفا بصعوبة بمعاونة مها المنهارة بجواره .. وشكر الطبيب رافضا نصيحته بالراحة او قياس ضغطه ...فلم يكن على استعداد ان تغمض عيناه قبل ان يطمئن علي صغيرته وتفتح عيناها ...فهي لم تفتحها رغم أن الطبيب اكد انه أصبحت بخير وافاقت ...ولم يتأكد من كونها افاقت فعلا إلا عندما حضرت صديقتها التي ما أن نادتها بلهفة فور ولوجها الغرفة و أمسكت يدها هاتفة باسمها.. ففتحت رؤى عيناها لأول مرة منذ حضورهم ....وما أن رأت ياسمين حتى انفجرت ببكاء جنائزي شاركتها فيه صديقتها التي جلست جوارها ورفعتها محتضنة إياها وهي لا تكف عن سؤالها عن سبب ما بها وما حدث ورؤى لا تجيب بل تبكي بانهيار كاد يدفعه لنداء الطبيب لكنه تماسك بقلق وهو يراها تلقي برأسها على صدر ياسمين للحظات طالت ونالت من قلبه حتى تحول بكائها لنشيج خافت وانتفاضات ضعيفة تهز جسدها من حين لآخر ....
رؤى لم تنظر ناحيته ابدا رغم يقينه انها تعرف بوجوده لكنه شعر بانها تهرب من مواجهته..وكم أوجعه أن تخافه وتهرب من رؤيته ... يتمنى أن تلتقى عيناها بعينيه ليخبرها من خلالهما انه سامحها ...رغم حزنه ووجعه سامحها ...فخوفه من فقدها اكبر من المه مما كاد أن يحدث ...لذا ظلت عيناه تراقب عيناها لعله يستطيع ان يقتنص تلك النظرة التي يهفو اليها..
آه يا صغيرتي لو تعلمين مدى غلاك بقلب اباك ...و مقدارك عنده ...لفهمتِ أن بقدر الغلاء يكون الوجع ...
أخذ يطالعها بعاطفة تكاد تخنقه وهو يتمنى بأن يزيح ياسمين ويجلس مكانها ليضمها لصدره و يخفيها بين اضلعه حاميا لها من الدنيا وما فيها..
تعالى رنين هاتف مها الجالسة بصمت بجواره وسمعها تقول وهي تنظر للهاتف وتتحرك ناحية فراش رؤى:
"رؤى عزيزتي شقيقاك قلقان عليك جدا ..و لا يكفان عن الاتصال هلا رددت عليهما حتى يطمئنا"
لكن رؤى رفضت ان تفتح عينيها او ترد على أمها وانكمشت اكثر بداخل أحضان ياسمين
فزفرت مها بحنق وتحركت خارجة وهي تقول بإرهاق:
"حسنا لا بأس سأرد انا واطمئنهما"
لم تكد مها تغلق الباب خلفها حتى رن هاتفه هو الآخر ليجد رقم ابنته تُقى فقطب بضيق واغلق المكالمة دون رد ...فهو ليس بقادر على الحديث معها الآن واخبارها بما حدث واحتمال هسترتها المتوقعة ..
لم تمر لحظات حتى عاود هاتفه الرنين فزفر بحنق وقرر اغلاقه تماما وما كاد يفعلها حتى أنتبه لإسم سيد العسال على الشاشة ..فوجم ساهما ينظر للاسم المضيء امامه لثواني قبل ان يتحرك خارجا وهو يدمدم قائلا :
" لحظات سأرد على الهاتف واعود."
ما ان اغلق الباب خلفه حتى أسرعت ياسمين بإبعاد رأس رؤى التي حاولت الرفض والتشبث بها فرفعت ياسمين كفيها مثبته وجهها امامها وهي تسالها بلهفة قلقة:
"رؤى ماذا حدث ...ارجوك يا صديقتي اخبريني؟! ..ماذا جرى ...كيف وصلت لتلك الحالة ....طمئنيني بالله عليك انا اكاد اموت قلقا"
تلوت رؤى دون ان تفتح عيناها متخلصة من كفي ياسمين وتحركت قليلا لأسفل ملقية برأسها على الوسادة وهي تقول بصوت مختنق :
"لم يحدث شيء أنا بخير ...ارجوك ياسمين لا تسألي أكثر... "
لترد ياسمين بانفعال قلق:
"كيف لا اسأل ..انا أكاد اجن قلقا عليك منذ أيام ...هاتفك مغلق ولا يسمحون لى بمحادثتك على الهاتف الأرضي وفى النهاية اجدك منهارة بالمشفى ...وتخبريني أن لا شيء بك ...رؤى انا صديقتك وصاحبتك الوحيدة كما انت لي .. لن اسمح لك بتنحيتي واخفاء ما بك عني ..الم نتعاهد منذ بداية صداقتنا أننا لن نخفى شيئا عن بعضنا وأننا سنكون كالتوائم الملتصق ...لمَ تبعديني عنك وتخفين اسرارك عني الآن ؟!"
قالت رؤى بإنهاك وتجهم:
" أنا لا ابعدك ولا انوي ان اخفي عنك شيئا يا ياسمين ...فقط لا استطيع الحديث الآن ..احتاج بعضا من الوقت حتى استطيع التوازن ...كوني بجواري فقط دون أسئلة لفترة ..هل يمكن ان تفعليها صديقتي دون ان تحاولي دفعي لإخبارك بشيء حتى استطيع انا الحديث وأعدك سأخبرك بكل شيء"
صمتت ياسمين وأخذت تتطلع لوجه رؤى الذى اقلقها بشحوبه ونحوله وتلك الاثار الزرقاء الباهتة على وجنتها وفكها ..والتي ارعبها التفكير بسببها لتقول بعد لحظة بينما تعود لرفع رأس رؤى لحضنها ثانية:
."حسنا يا صديقتي ...سألزم الصمت وابقى بجوارك دون اسئلة...لكن فقط لفترة و بعدها ستخبريني بكل شيء "
لم تجب رؤى مكتفية بالتمسك بحضن صديقتها .

في الخارج كان مسعد يهتف بالهاتف بضيق:
"أنا لا افهم سببا لتصميمك على رؤيتي يا سيد ...أخبرتك أني مشغول ...وبصراحة ودون مواربة ...لا ارغب برؤيتك ...على الأقل في الوقت الحالي "
ليستمع للحظة قبل ان يقول بفقدان صبر:
" حسنا فلتخبرني على الأقل بسبب اصرارك على اللقاء اليوم دون تأجيل..............ماذا تعني بلا يمكنك شرح الأمر على الهاتف ..أي أمر تحديدا ... ....لا حول ولا قوة الا بالله ...حسنا ...حسنا ..كف عن الالحاح ...ساراك الليلة بعد صلاة التراويح ...لا ..لا تحضر للمنزل ...هناك مقهي قريب منه اسمه (***) سأقابلك هناك "
ليغلق الهاتف بحدة فيأتيه صوت مها من ورائه تقول بارتباك:
"مسعد ...أختي تُقى وزوجها وياسر وابنتك تُقى بالطريق لهنا "
التفت وهو يهتف بانفعال غاضب:
"ماذا؟! ...لما اخبرتهم ؟!"
لتسارع بالنفي قائلة:
"لست انا ...لقد اتصلت ابنتك على هاتفينا وعندما لم نجب قلقت ويبدو انها اتصلت على هاتف أحد شقيقيها ...نحن لم ننبه عليهما ان لا يخبروا أحد لذا اخبراها كما اخبرا صديقة رؤى قبلها ...وابنتك الحمقاء يبدو انها انهارت واخبرت زوجها الذى اخبر والديه بدوره ...لقد كانت تقى تهتف بي غاضبة وهي تلومني لأننا لم نتصل بهم فور ما حدث "
أطلق مسعد سُبة حانقة قبل ان يطلب منها الصمت وهو يرى الطبيب قادما ليخبره انه سيرى حالت ابنته وإن كانت بخير يمكنهم اخذها والعودة للمنزل ...فأومأ وهو يتبعه للحجرة بينما يميل على زوجته يخبرها بخفوت بينما الطبيب يقيس لرؤى الضغط والنبض:
"هاتفي شقيقتك واخبريها ان رؤى أصبحت بخير وأننا قادمين للمنزل بعد قليل.. ولو كانت مصرة فليذهبوا لهناك...وعندما نعود سنخبرهم أن الامر مجرد اجهاد بسبب ضغط المذاكرة وقلة الطعام"
هزت رأسها بوجوم وهي تدعوا الله ان ينتهي اليوم بخير وان لا تقول اختها شيئا فهي خائفة من رد فعل مسعد بحالته الحالية ..
******

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 09:11 PM   #1064

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجامعة بعد ساعة
أوقف هادر سيارته أمام الباب قائلا بتصميم:
"ياسمين كفي عن الجدال اخبرتك أني اليوم متفرغ لك ( ليغمزها بعبث) انا سائقك الخاص لهذا اليوم ايتها الأميرة فتدللي ...ثم أتظنين بعد كل هذا التوسل لأبيك حتى يسمح لي بإيصالك ...وايضا توسلي الذي لم افعله قبلا لزميلي ليحل محلي وبعدها اتركك واغادر...أنت تحلمين ...هيا انزلي بسرعة واحضري ما تريدين وسأنتظرك هنا مهما تأخرت ...هيا تحركي الم تقولي انك خائفة أن لا تلحقي بزملائك وتأخذي منهم المحاضرة التي فاتتك "
نظرت له ياسمين بامتنان قائلة:
"شكرا هادر اتعبتك معي اليوم كثيرا"
لترتبك وهي ترى ملامحه تتغير وتغشاها عاطفة فجة وهو يقول لها بخشونة:
" ياسمين ..كلامك هذا بلا معنى ..ويضايقني ...أنا لا اتفضل عليك حبيبتي ..انت خطيبتي وأصبحت ملزومة مني ..وكل احتياجاتك وشئونك انا مسئول عنها ...ومنذ اليوم لن تخرجي لأي مكان دون علمي المسبق ..حتى أتمكن من تنظيم وقتي لأكون معك وسأكون مسئولا عن توصيلك واعادتك .. سواء للجامعة أو لأي مكان ترغبين بالذهاب اليه ...ولو اضطرتني ظروف العمل لعدم التواجد معك فسيكون هناك سيارة اجرة بسائق اثق به ستوصلك للمكان الذي ترغبين الذهاب اليه"
نظرت له ياسمين بارتباك وحيرة ..لا تعرف هل تفرح بهذا الاهتمام الذي لم تجربه قبلا.. ام تحنق من تلك السيطرة وهذا التملك الذي يبديه نحوها...لتقرر بعناد أحمق اعتناق الفكرة الأخيرة وترد عليه بحدة قائلة :
"ما معنى كلامك هذا ؟...هل ستراقبني أم ستحد من تحركاتي ...هل كونك خطيبي معناه انني سجينة لديك حضرت الضابط لا اتحرك لمكان الا بوجودك او وجود احد من طرفك ..أنا ارفض هذا ...ولن اقبله ..انا لا احب الشعور بالحصار ..فلا تجعلني اغضب واندم على موافقتي على الارتباط بك. لأنني لحظتها لن أتوانى عن فسخ الخطبة"
ولم تمهله فرصة الرد وهي تفتح الباب بسرعة وتغلقه خلفها بعنف جعل عيناه تتسعان ذهولا وغضبا وهو ينظر لها فاغرا فاه بعدم تصديق من تفسيرها المجحف لاهتمامه بها فأخذ يضرب المقود أمامه بغضب وهو يتوعدها عندما تعود

أخذت تتحرك بخطوات حادة وسريعة بالبداية حتى تجاوزت بوابة الجامعة لتبطئ من خطواتها وتحدث نفسها لائمة وهي تسترجع ما فعلته:
"ما هذا الذى قلته له ...لما اندفعت هكذا كطلقة مدفع رشاش ...الم يكن الأفضل أن اتفاهم معه بهدوء ...لابد أنه غاضب مني بشدة ..."
لتتوقف للحظة متسائلة ..أتراه سيغضب لدرجة تركها والذهاب؟ ..او حتى تركها تماما واراحة رأسه من انفعالاتها وجنونها الذى لا تتحكم بهم أحيانا...لتغيم عيناها قلقا وهي تفكر بأنها لا تريده ان يذهب ...فهادر رغم قصر مدة ارتباطها بها لكنها لا يمكن أن تنكر ولو لنفسها أنها تعلقت به ...لم تعد قادرة على تجاهل تغلغله بداخلها .....لا تدري إن كان هذا هو الحب الذي تسمع عنه أم أنه مجرد إحساس بالراحة لشخص تقبلها بكل ما فيها دون ان يجرحها او ينتقص منها ...شخص وافق عليها رغم مرضها مخبرا إياها انه يحبها ولا يهمه كلام الناس عنها ...
إنها لا تستطيع الجزم بأنها تحبه ..كل ما تعرفه أنها معه تشعر بالسعادة والراحة والأمان ...تتلهف للقائه ...تسعد باهتمامه ...وتخاف ...تخاف بشدة حد الرعب ان يكون اهتمامه هذا نزوة مؤقتة يتركها بعدها ...لأنها واثقة أن هذا لو حدث لن تتحمله هذه المرة... وربما هذا ما يدفعها لتلك التصرفات الغاضبة والحادة معه كما فعلت قبل قليل..
هزت رأسها في محاولة للهرب من افكارها ولو مؤقتا ...وأسرعت ناحية مبنى كليتها تدعو الله ان تلحق بأحد زملائها وتصور منه المحاضرة التي فاتتها...فاليوم كانت المحاضرة الأخيرة بل واليوم الأخير للحضور ومن الغد ستتوقف الدراسة وتبدأ اختبارات التخلفات يليها اختباراتهم...لتدمدم بنزق وهي تصعد السلم:
"لا أدري معني جعل الامتحان بالأسبوع الأخير من رمضان ...لمَ هذا العذاب ...لمَ لا يؤجلوا الاختبار لما بعد العيد فبجميع الأحوال سنكمل أسبوعين بعده فما فائدة ان نمتحن أسبوعا كاملا ونحن صائمون لا أفهم"

لمحها من بعيد تتجه ناحية مدرجهم فابتسم وزفر براحة ...لقد كاد يفقد الأمل عندما انتهت المحاضرة قبل لحظات دون ان تحضر ..إنه ينتظرها منذ الصباح الباكر...و تعمد دخول المدرج بمنتصف المحاضرة ...بحجة السلام على زميله ظنا منه انه فوتها ودخلت دون ان يراها ... لكنه شعر بالخيبة والإحباط عندما لم يجدها بالداخل ... لا هي ولا حتى زميلتها المقربة ...والمشكلة انه فقد رقم هاتفها مع ضياع شريحة هاتفه المحلية بعد ان استبدلها بشريحة دولية... فلم يجد أي وسيلة للتواصل معها...لقد كاد يجن طوال الأشهر السابقة وهو يحاول نسيانها بلا فائدة مهما أغرق نفسه بالعمل والأبحاث ظل طيفها يسكنه كهاجس ...لذا ما أن جاءته فرصة النزول لمصر لحضور مؤتمر دولي حتى سارع باقتناص الفرصة آملا أن يستطيع خلال تلك الفترة القصيرة أن يقنعها بالزواج به بسرعة ..او على الأقل يعقد عليها ويتركها تنهي اوراقها لتلحق به بعد سفره ...لابد أنها ستوافق ولن تمانع خاصة انه سيقبل بها رغم مرضها ...صحيح اقناع امه لم يكن سهلا ...بل لا زالت رافضة ومعترضة ...لكن الوقت كفيل بتلين رأسها ...وحتى لو لم تلين ...فلا مشكلة ..فهو يرغب بالبقاء بالخارج ليس فقط لمدة البعثة ...فلو استطاع تسوية اموره وضمان مكان دائم بالجامعة هناك فسيجعلها هجرة دائمة ..وهكذا لن يكون هناك احتكاك بينها وبين امه...بل ستبقى معه هناك حيث مرضها لا يشكل أهمية لأحد بتلك البلاد...
ظل واقفا بالقرب من مدخل المدرج ينتظرها فلا يظنها ستتأخر بالداخل فلا يوجد سوى عدد قليل من الطلبة والطالبات يتحدثون معا بعد انتهاء المحاضرة... زفر بحنق وهو يراها تخرج محاطة بهم... فتدارى بسرعة قبل ان تلمحه ...فلم يرغب بأن يتحدث معها في حضورهم وتتبعها من بعيد على امل ان تفترق عنهم بسرعة ويجد فرصة لمحادثتها على انفراد .
بعد قليل وقفت ياسمين أمام مكتبة التصوير الموجودة بالحرم الجامعي قبالة مبني كليتها لتستلم الأوراق من العامل بها ثم التفتت لزميلتها تناولها كراستها التي صورت منها المحاضرة الاخيرة شاكرة ...وتحدثتا قليلا وهما تتمشيان ثم تفرقتا قرب الباب الرئيسي من الداخل.. فأكملت ياسمين سيرها ببطء وهي تنظم اوراقها في نسختين واحدة لها والأخرى لرؤى ...وما ان انتهت حتى أسرعت للخروج وهي تفكر في صديقتها التي فاتتها عدة محاضرات وكيف أن عليها أن تجهزهم لها قبل ذهابها لها بالغد حتى تلحق بما فاتها فلم يعد هناك وقت كافي ..
كادت أن تتجاوز البوابة وهي تحاول حشر الأوراق بصعوبة بحقيبتها الصغيرة بلا فائدة فزفرت بضيق وهي تعيد اخراجهم دون ان تنتبه لمن ينادي عليها منذ مدة ويحاول ايقافها بلا فائدة وما أن تخطت الأبواب الحديدية.. حتى شعرت بمن يمسك ذراعها مناديا باسمها فاستدارت بعنف واستنكارا لهذا الوقح .قبل أن تتراجع بجذعها وتشهق من المفاجأة وهي تفتح فمها بعدم تصديق..
تطلعت بصدمة للمبتسم أمامها بسعادة وهو يمسك بكفها الذى لن تنتبه من شدة الذهول لكونه يتشبث به وهتفت بجزع:
"عمرو !!!"
**********


noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 09:16 PM   #1065

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

]الحارة ...السطح [/color]
جلس على المقعد في وسط السطح يضع حقيبة ملابسه بجواره ارضا.. و يستند بكوعه على حافة المنضدة التي ملئها عوض بالحقائب البلاستيكية وامتلأ اسفلها بالكراتين وعيناه تتبعان حركاته مبتسما وهو يراه يتحرك دخولا وخروجا من الحجرة لجمع كل ما يوجد بها واخراجه للسطح وهز رأسه قائلا بلوم:
"يا عوض ما فائدة تصميمك على الاحتفاظ بكل الاثاث القديم ..انه مهترئ ولا يصلح واخبرتك أني سأحضر لك غيره جديد بمجرد أن يتم تجديد الحجرة وبناء الحجرة الثانية وملحقاتها"
رد عوض ينهت من المجهود الذي يبذله وهو يجر كنبة خشبية قديمة الطراز ويوقفها على جانبها لتستند افقيا للحائط بجانب الحجرة:
" لا ...الاثاث الموجود كافي مؤقتا ...لن انفق نقود لا أملكها في شراء اثاث حجرتين يكفي حجرة النوم ..لن ابدأ حياتي بديون أكثر مما اطيق ....يكفي انى سأكون مدينا لك بنفقات بناء الحجرة الجديدة ومرافقها وصباغة وتأثيث حجرتي هذه للزواج"
هز آسر رأسه مستنكرا وهو يقول باعتراض:
"يا عوض للمرة المائة اخبرك أنك لست مدينا لي بشيء أنت رفضت ان أمنحك أي مبلغ لا كهدية ولا تعويض عن اقامتي واصررت أن يكون ما ادفعه دينا لذا اتفقنا انني سأخصم جزء من راتبك كل شهر حتى ينتهي سداد أي مبلغ سأدفعه وبهذا فانت لن تكون مدينا لي بل تنفق من مالك "
هز عوض رأسه وهو يعتدل من انحناءته بعد أن سحب الكنبة الثانية ووضعها بجانب الأولى ورد قائلا بنفس متقطع :
" بما أني لم استلم العمل بعد اذا فهي ديون برقبتي ولولا الظروف ما قبلت بها ..لذا سأحاول تخفيضها قدر استطاعتي ..وما أن يمن الله على واسددها واملك مالا بيدي سأغير لهم الأثاث واحضر لهم كل ما يحتاجونه "
واستند بظهره على الحائط خلفه ينهت مضيفا:
"آه يا أستاذ آسر أتمنى من الله أن يقدرني على أن احفظ الأمانة وارعى أمي وشقيقتي وبناتها الايتام.. اتمنى أن يقدرني الله وانفذ وعدي لأبيهم رحمه الله ..كان رجل ونعم الرجال ...لم يشبه اهله وطباعهم الخسيسة ...أتصدق انهم كانوا يرغبون في استغلال الصغيرات ورفضوا ان يذهبوا للمدرسة بحجة انهم لا يؤمنوا بتعليم الفتيات ...وطبعا هذا كذب وافتراء ..هم يريدون استغلالهم بالعمل سواء بالمنزل او الحقل بلا اجر ...لكني انوي بإذن الله أن اعلمهم واربيهم وارعاهم حتى اوصلهم لبيوت ازواج يلقن بهم (وتنهد بعمق واطرق مضيفا وهو يشبك كفيه ببعضهما ) والله بعد موت عثمان زوج اختي نويت ان لا اتزوج وأتفرغ لرعايتهم وحمايتهم من اهل المرحوم ..حتى لو دفنت قلبي ...لكن الله ساقك لي ليجعلك سببا لأن افي بوعدي سواء للمرحوم أو لفتاة هي منية القلب ..جزاك الله عنا خيرا وحقق أملك بحق ما اسعدتنا وارحت قلوبنا "
ارتبك آسر وشعر بمزيج من السعادة والأمل ودعوة عوض تمس قلبه فيوئمن عليها بقلبه ويرد مؤكدا:
"بل أنت السباق بالخير يا عوض.. جزاك الله عني خيرا لقد تعلمت منك الكثير ...ولك فضل على لن انساه ...ليس فقط لسماحك لي بالإقامة معك ...بل أيضا لأنني عرفت معني أن أكون مسلما على يديك"
اشاح عوض بيده وقال محرجا:
"لا تقل هذا يا أستاذ آسر ..ما أنا الا رجل بسيط على باب الله ( ليحاول تغيير الموضوع قائلا بحرج )...ثم أنا والله خجل منك لأنني أدفعك لأن تترك الحجرة...اخبرتك أن تبقى بها حتى العيد واي تعديلات نقوم بها لاحقا "
رد آسر مؤكدا
"وانا اخبرتك يا عوض أن لا داعي للتأخير.. الحمد لله مشكلاتي حلت ولم يعد هناك خطر يتهددني ...ولابد أن أعود للإقامة بالفندق حتى أتابع كل التجهيزات به قبل الافتتاح ...ثم انني سأحضر هنا كل يوم ..الم نتفق أنني من سأتابع عملية البناء وتجهيز الحجرتين ...أنت ستعود من السفر بعد العيد ستجد المكان جاهزا لأسرتك ...لا تشغل بالك بشيء "
ابتسم عوض ولم يعلق ...هو يعلم ان آسر أصر على ان يتابع بنفسه بناء وصباغ وتجهيز الحجرات حتى يكون قريبا من منية قلبه ...فمن هو ليحرمه ذلك ...ومن يدرى بلوعة المحب وشوق العاشق مثله ..لينظر له بامتنان للحظة قبل أن يتحرك عائدا للحجرة ليكمل جمع كل ما له فيها بينما يسمع صوت رنين هاتف آسر.
نظر آسر للهاتف فوجد مكالمة خارجية ففتح المكالمة مجيبا بلغته الأولى لتتسع ابتسامته ما أن علم المتحدث قائلا:
"مرحبا مادلين ...كيف حالك عزيزتي ..ما هذه المفاجأة الرائعة ..كيف علمت رقمي الجديد "
تعالت ضحكاتها وهي تقول بغنجها المعتاد :
" آسر حبي...وهل اذا اردت رقمك سيستعصي على الحصول عليه ..عيب عليك ....اين اختفيت يا رجل ..منذ القضية اللعينة التي تورطت بها فنادقك ولم يعد أحد يسمع عنك شيئا"
رد عليها بابتسامة وهو يوضح:
"لم تعد فنادقي من قبل القضية مادي ..لقد بعت حصصي واستقليت بفندق ببلدي الأم وأقيم بها ..تعرفين طبعا انى مصري الأصل "
ردت بتنهيدة اعجاب:
"نعم ..الم اقل لك دوما انك فرعون مصري ..ما اجمل بلادك عزيزي حيث سحر الشرق والتاريخ والمعابد الرائعة.....محظوظ أنت بانتمائك لها ...منذ زرتها قبل عشر سنوات وانا فتنت بها وأتمنى ان اعاود زيارتها "
اراح ظهره على المقعد قائلا:
"وما يمنعك ...حددي الموعد الذي يلائمك واخبريني ...سأحجز لك افضل جناح بفندقي هنا ..واجعل فريق العلاقات العامة يجهز لك برنامجا رائعا "
تعالت ضحكتها وقالت ساخرة :
"فندقك الرائع الذي تمتلأ مجلات الموضة هنا بصوره مع الدعاية عن أسبوع الموضة الذي سيقام به الشهر القادم ( لتضيف بحدتها المعهودة) اليس كذلك آسر ..عيب عليك ...انا غاضبة منك ...غاضبة بشدة آسر "
سألها بجدية:
"ولما مادي "
ردت بعصبية:
"هل تنكر أنني واحدة من أفضل مصممات الأزياء في السنوات الأخيرة ...وتصاميمي تتهافت عليها كبار نجمات العالم ..إن اسهم إن دار ازيائي وعلامتي التجارية أصبحت تقدر بالمليارات رغم حداثتي النسبية بعالم الموضة "
رد آسر وقد فهم سبب غضبها:
"أكيد مادي وانا كنت من أوائل الداعمين لك ...أم نسيتِ اني اول من سمح لك باستخدام فندقي بلوس انجلوس لعرض ازيائك رغم انك لم تمتلكي وقتها قيمة الايجار وبعد رفض كل الفنادق الكبرى هناك"
ردت بحدة :
"وحصلت على مقابل مربح آسر ..انت ثعلب ماكر تجيد اقتناص الفرص واستغلالها وعلمت اني سأنجح لذا وافقت مقابل نصف صافي الربح "
ضحك آسر قائلا بإقرار:
" لكن لا تنكري اني كنت سببا هاما بهذا النجاح ...الدعاية التي عاونتك بها ...دفعي لصديقاتي من كبار العارضات بقبول عرض تصاميمك ..دعوتي لكبار الشخصيات والصحفيين ونجوم هوليود لحضور العرض لقد أدخلتك عالم النخبة من أوسع ابوابه.. والنصف هذا لم يكن شيئا مقابل ما حصلت عليه فيما بعد"
ردت مقرة :
"حسنا اعترف ...لك فضل كبير على آسر ..ولذا انا غاضبة وعاتبة ....ما دمت تعرف وضعي ومركزي الحالي كيف لم تدعوني لأشارك بأسبوع الموضة الذي ينظمه فندقك ... لقد ذهلت وانا اسمع بالأمر بالصدفة دون أن أكون أول من تدعوهم ليقدموا عروضهم"
أطرق آسر للحظات قبل أن يقول بصراحة:
"كنت انوي بالفعل أن أدعوك...لكن اول دارين أتصلت بهما فوجئت برفضهما المشاركة رغم صداقتي لمالكيهما...بحجة ان الفندق جديد وليس له اسم معروف حتى الان ...والثالث طلب مبلغا خرافيا ...لذا قررت أن ابتعد عن الدور ذات الأسماء الكبرى ..واكتفي بدور أزياء مغمورة ما زالت ببداياتها ...بحيث يكون الأمر منفعة مزدوجة ...هم يعرفون من خلالنا واسم فندقي ينتشر ويُعرف من خلالهم ..حتى اني سأستعين بدور أزياء عربية متوسطة الشهرة ..وبعد أن يحصل الفندق على التقييم والنجوم التي يستحقها ..وسيحدث قريبا مادلين أؤكد لك ...كل من رفض المشاركة سيندمون .. ويوما ما سيتوسلون هم لتقديم عروضهم بفندقي .. ووقتها لن اقدم لهم أي امتيازات"
ردت مادلين بحزم:
"وهل ظننت اني سأفعل مثلهم ..انا لا انسى المعروف آسر ..وانت كنت اول من ساندني ومد يده لي حتى صرت من النخبة ..أنا سأكون ضمن اسبوعك للموضة عزيزي ...سأرسل لك خطة العمل والمواعيد.."
اعتدل اسر على كرسيه ولمعت عينيه وهو يقول باهتمام:
"حقا مادي ..لا أدري ما أقول عزيزتي ..انا عاجز عن إيجاد كلمات تعبر عن امتناني ..انت فعلا نعم الصديقة "
لتتعالى ضحكاتها وترد عليه بغنج:
"لا تظن الأمر محض رد جميل وامتنان حُبي ...لقد تعلمت منك ان معاونة الأصدقاء لا تعني أن لا نستفيد أيضا ...انا سأستفيد منك بقدر استفادتك من وجود اسمي بدعايتك "
رد عليها اسر بموافقة
أطلبي ما تشائين مادي ...سأنفذه لك ...يكفيني موقفك هذا "
ردت قائلة
"..اولا اقامتي وكامل فريقي ستكون مجانية لديك لشهر كامل فبعد انتهاء العرض جميعنا نحتاج لراحة.. وليس افضل من بلدك نقضي بها اجازتنا وخاصة لو كانت مجانية "
تعالت ضحكة آسر قائلا :
"أصبحت مفاوضة صعبة مادي ..اين تلك الشابة المرتبكة التي قابلتها قبل ثمانية أعوام عندما اقتحمت مكتبي تتوسلني المساعدة"
ضحكت ساخرة وهي ترد :
"تعلمت من الخبراء مثلك آسر ...وايضا والتجارب أنبتت لي مخالب عزيزي "
ليضحك كلاهما قبل أن تتنهد مادي قائلة :
"كنت أتمنى أن تبلغني قبل فترة كافية آسر ... لو كنت أعلم كنت حضرت لمصر مبكرا وجهزت تصاميم مستوحاة من روح بلادك وطبيعتها ..آه يا آسر ما أروع تلك البلاد ..أتعرف عندما زرتها بعد تخرجي أبهرتني التصاميم التقليدية للملابس وخاصة بمدينة الأقصر واسوان والنوبة ...لقد رأيت بعض النساء المحليات يرتدين اثوابا سوداء متسعة بعضها منقوشة بتطريزات مبهرة على صدرها ظلت عالقة برأسي ولم اجد لها شبيها بأي مكان ...أتمنى لو انني صورتها واحتفظت بتلك الصور"
أخذت تثرثر عن ذكرياتها بتلك الإجازة وهو يستمع بدون اهتمام وهو يشاهد عوض يخرج من الحجرة متجها ناحيته حاملا كيسا آخر حاول وضعه بجوار الباقي على المنضدة الممتلئة فتسبب بوقوع عدد من الاكياس وسقوط ما بها ارضا فانحنى لرفع احدها وقع بجواره وإعادة ما سقط منه فلفت نظره عباءة سوداء وقعت خارج الكيس وعندما رفعها ليعيدها داخله انفردت أمامه فلاحظ التطريزات المنمنمة الانيقة بألوانها الزاهية على صدرها وبهره تتداخل الوان التطريز بروعة وحرفية على حوافها...فقاطع مادلين قائلا :
"مادي هناك شيء أمامي ربما يحقق حلمك"
ردت بعدم فهم :
"أي حلم ...ما تعني ؟"
فقال بسرعة وهو يرى عوض يعتدل بعد أن جمع ما وقع واقترب منه ليأخذ ما معه:
"سأحدثك بعد دقائق "
اغلق الخط وتمسك بالعباءة التي حاول عوض اخذها سائلا:
"عوض من اين احضرت هذه العباءة"
نظر له عوض بحيرة وقال وهو يحاول جذب العباءة قائلا بحرج:
"اعطينها سيد آسر ...لقد احضرتها لتكون هدية لصباح عندما اذهب لخطبتها"
ابتسم اسر وظل مصرا على التمسك بها مما جعل عوض يقطب ويسأله بغضب:
"دع العباءة ما بك"
رد آسر قائلا "
ما رأيك أن اشتريها منك ..فعندي صديقة أمريكية تحب هذه العباءات وانت اشترى غيرها "
جذبها عوض بحدة وهو يقول:
"لا ..هذه ليست للبيع ...كما اني لم اشتريها "
رفع آسر حاجبه متعجبا منتظرا تفسير عوض الذي زفر بضيق موضحا:
"قبل عام اخبرت شقيقتي عن صباح واني ارغب بالتقدم لها وقتها سعدت جدا واخبرتني انها ستجهز لها هدية اخذها معي قبل نهاية اجازاتي ...وبالفعل صنعت لها تلك العباءة ...شقيقتي بارعة بالخياطة والتطريز (وتنهد بحرارة وهو يكمل بحزن) كان هذا قبل أيام من اكتشافنا مرض زوجها والذى اجل كل خططي مع صباح ...وظلت تلك العباءة معي لم تصل لصاحبتها قط "
لمعت عينا آسر بتفكير قبل أن يقول بغموض:
"حسنا عوض هل تسمح لي ان اصور العباءة وارسل الصورة لصديقتي ...هي كما اخبرتك تحب هذا النوع من الملابس "
نظر له عوض متعجبا ..وترك له العباءة ببعض الضيق والتوجس ..وبدأ آسر يلتقط الصور لها وخاصة للتطريزات على الصدر والحواف ..وبعدها اعادها له شاكرا ..فاختطفها عوض ووضعها بسرعة بالكيس قائلا:
تلك الاكياس بها اشيائي الهامة اتفقت مع الأستاذ سيد ان يحفظها لي عندهم حتى ينتهي العمل بالحجرتين "
فلمعت عيني آسر وهو يقول :
"سأساعدك بتنزيلهم لشقة سيد"
نظر له عوض ساخرا وقال باستهزاء:
" حقا تريد مساعدتي بتنزيل بضع أكياس لأسفل ...أكثر الله من خيرك والله "
وتركه عائدا للداخل ..
ارسل آسر الصور لهاتف مادلين وتحرك ليقف مستندا على سور السطح ينظر للحارة الهادئة بهذا الوقت من الصباح ...حيث الاغلب اما بعمله او نائم ... لمح التوأم ساجد وسيف يخرجان من بوابة البيت وظل يتبعهم بعينيه حتى خرجوا من الحارة .. لحظات ورن هاتفه باسم مادلين كما توقع ففتحه مبتسما ليتلقى صرختها الهاتفة بإثارة:
"ما أروع هذا التصميم آسر ...أين عثرت عليه .....هل هو خاص بأحد دور الأزياء لديكم ( لم تكن تعطيه فرصة للرد وهي تتحدث بلهفة )...اريد ان اتعرف بالمصمم آسر اريد ان اتعاون معه ....هذا أروع حتى من الذى رأيته بالماضي"
ضحك آسر ورد موضحا وهو يستند بذراعه على السور:
"بالواقع عزيزتي ...هذا التصميم لا ينتمي لأي دار بل لسيدة لا تعمل أصلا بالأزياء ...لكنها تصممهم كهواية وتخص بها اقاربها كهدايا كما فهمت "
قالت بلهفة :
"اذا اريدها يا آسر ..ارغب ان تعمل لدي ..لابد ان اختطفها قبل ان يكتشفها غيرى ...هل يمكن ان تتفق معها على موعد لأقابلها ما ان احضر لمصر"
ضحك اسر وهو يسخر بالعربية ( يا الهي ...عوض قد يقتلني هذه المرة إن اساء فهم ما اريد ..لابد من مترجم بيننا يوضح له الأمر فلست مستغنيا عن حياتي)"
صرخت مادلين معترضة:
"آسر ماذا تقول تكلم بالإنجليزية "
رد عليها قائلا بمرح:
"أقول عزيزتي انها لن تكون مسألة سهلة فتلك السيدة لديها مسؤول عنها اقرب للتنين الغاضب الذي يمكن ان يعصف بي اذا طلبت منه ان يجعلها تعمل لديك "
ردت بتشوش وارتباك :
"لا افهم ..أي تنين؟ ..هل تقصد أن لديها مدير اعمال صعب المراس ..لا بأس يمكننا التفاهم ...المهم دبر اللقاء ولا تجعل غيري يرى اعمالها"
أعتدل آسر واحتدت ملامحه وعيناه تلتقط الرجل الذي يتحرك مقتربا من جهة المنزل ..فأنهى المحادثة بسرعة قائلا:
"حسنا عزيزتي سأرى ما بإمكاني عمله ...يجب أن اغلق الآن "
لم ينتظر ردها وانفاسه تتعالى باختناق وهو يرى سمير يقف بجوار محل البقالة القريب ينظر لأعلى ..ولم يحتاج للكثير من الذكاء ليعلم انه ينظر ناحية شرفة شقة سيد ...فمال بجسده ناظرا لأسفل يحاول التأكد ان كانت سما تطل من الشرفة ..ورغم انه لم يرها لكنه ليس واثقا فربما تكون واقفة للداخل قليلا ولا تظهر له ...لتتسع عيناه بتوجس وهو يرى سمير يستدير بسرعة بحيث اصبح وجهه ناحية محل البقالة ويتظاهر بانه يشتري شيئا بينما يميل برأسه ناحية البيت فنظر لأسفل ووجد سيد يشغل دراجته البخارية وتقف والدته بجواره تتحدث معه ...لحظات وكان سيد ينطلق وأمه تركب وراءه دون أن ينتبه كلاهما لسمير الذي تحرك ما أن اختفى سيد من مدخل الحارة ليمشي بسرعة متجها ناحية البيت ليستدير آسر لحظة اختفاء سمير بالمدخل هاتفا من بين اسنانه :
"اللعنة عليك ...لو كان ظني صحيحا وانت قادم لأجلها ستكون كتبت نهايتك اليوم "
************
انتهى الفصل قراءة سعيدة




رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 09:32 PM   #1066

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻵﻥ : 124 ‏( ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ 36 ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ 88 ‏)
mayna123 , shammaf , ﻣﻨﻰ١٩٩٠ , Romance 18 , ﺭﻏﻴﺪﺍ , ﺍﻡ ﻣﺎﻟﻚ٢ , princess sara , ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻴﻪ , ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ , ﻛﻒ ﺍﻟﻘﻤﺮ , Diego Sando , ﺍﻡ ﺗﻮﺗﺎ , ﺟﻨﻐﻮﻣﺎ , amana 98 , ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ,
Immortal love , tamy , ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ , ﻣﻮﺿﻰ ﻭ ﺭﺍﻛﺎﻥ , .. ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻞ .. , maryam ghaith ,
Nana96 , ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﻟﺨﺠﻮﻝ , shf2000 , ﻣﻴﻤﻲ 777 , fatma ahmad , ﻣﻬﻴﻒ ... , ﺫﺳﻤﺴﻢ , ﺍﻣﺎﻝ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻮﺧﻠﻴﻞ , rowdym , MSoliman6 , ﺭﺍﻧﻴﺎ ﺻﻼﺡ , ﻋﻤﺮﺍﺍﻫﻞ , ﺍﺷﺮﺍﻗﻪ ﺣﺴﻴﻦ , ﺩﻻﻝ ﺍﻟﺪﻻﻝ


mayna123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 09:35 PM   #1067

Nana96

? العضوٌ??? » 446337
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 203
?  نُقآطِيْ » Nana96 is on a distinguished road
افتراضي

قفلة خطيرة متحمسة للبارت الجاي كيف بصبر اسبوع 😭😭

Nana96 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 09:41 PM   #1068

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 157 ( الأعضاء 42 والزوار 115) ‏ام زياد محمود, ‏إيناس, ‏الضوءالناعم, ‏رانيا صلاح, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏ام مالك٢, ‏خلود السيد, ‏الذيذ ميمو, ‏Somalove, ‏لبنى أحمد, ‏Mony Daib55, ‏اسماء155, ‏عمرااهل, ‏Eman Mohamed1977, ‏الفجر الخجول, ‏غموض الليل, ‏دلال الدلال, ‏اسراءالرسول, ‏احسان مروان, ‏fatma ahmad, ‏shammaf, ‏منى١٩٩٠, ‏Romance 18, ‏رغيدا+, ‏princess sara, ‏كف القمر, ‏Diego Sando, ‏ام توتا, ‏التوحيد, ‏Immortal love, ‏tamy, ‏موضى و راكان, ‏maryam ghaith, ‏shf2000, ‏ميمي777, ‏مهيف ..., ‏ذسمسم, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏rowdym, ‏MSoliman6, ‏اشراقه حسين

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 09:54 PM   #1069

اسراءالرسول

? العضوٌ??? » 444117
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 269
?  نُقآطِيْ » اسراءالرسول is on a distinguished road
افتراضي

يسلم ايدك يا رغيدا فصل جميييييل جدا
وقفلاته اليمه والله حرام 😢😢😢شو بيصبرنا لاسبوع الجاي
سيد ورؤى يا رب تستقر امورهن بهدوووء شوي
عوض التنين 🤣🤣🤣لو يسمع او يفهم اسر لتقوم الحرب عاصوله
هادر وياسمين هادر قمه النقاء بافكاره وعشقه لياسمين عكس عمرو اللي عبيقول يكفي انو راح يتزوجها بمرضها للان لسه معتبر مرضها امر معيب او شيء هي عملته بايدها
بانتظار الاسبوع الجاي من الان
دمتي بوود


اسراءالرسول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 10:07 PM   #1070

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

ربنا يصبرنا الاسبوع الجاي يا ريدا... سمير جاي يهبب ايه واسر نازله ربنا يستر وميفضحوش البنت مش ناقصة..
فصل جميل يا حبيلتي زي العادة وفي انتظار القادم ان شاء الله 😘😘😘😘


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.