24-07-20, 08:52 PM | #1171 | |||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
ايضا سمير مشكلة مكررة وصعب علادها لأنه لا يشعر اصلا بان لديه مشكلة سانتظر رايك بفصل اليوم سلمتي لى | |||||
24-07-20, 09:00 PM | #1174 | |||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||
24-07-20, 09:06 PM | #1175 | |||||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 57 ( الأعضاء 25 والزوار 32) رانيا صلاح, زهرةالقرنفل, blue fox, اسراءالرسول, سوووما العسولة, nevoo, ارض اللبان, الطاف ام ملك, رغيدا, ذسمسم, Diego Sando, mayna123, أسيرة أسيري, Freespirit77, Rima08, hayeksousou, Ektimal yasine, توتى على, مريم المقدسيه, نوال ياسين, tamy, hapyhanan, Maryam Tamim, موضى و راكان | |||||||
24-07-20, 09:08 PM | #1176 | ||||||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
دودو كلامك حقيقي مسعد غضبه انطفأ لم وقعت بنته مرض الابناء يجعل اى مشكلة تهون ..حتشوفي النهاردة هادر وياسمين ملوك الفصل ...وفعلا باسم استحق ما ناله معلش يا نفين هانت وحتترحمي من القفلات الشريرة حتعرفي يا احسان مين اصحاب الصورة حالا ...اسر وعوض الاتنين تاثيرهم جيد على بعض تسلمي يا اهات فعلا سيد حمله كبير بس عصبيته برده بتوقعه بمشاكل اكتر | ||||||||||
24-07-20, 09:10 PM | #1177 | ||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| حبيباتي شكرا لكل اللى سجل حضور ...النت تقيل جدا وكل شوية يقطع ربنا يستر ....شدو ا|لأحزمة فقد آن موعد تنزيل الفصل ...وفصلنا اليوم برعاية سائل غسل الصحون والدوناتس | ||||
24-07-20, 09:12 PM | #1178 | ||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الثاني والثلاثون وقف هادر أمام الباب للحظات ..لحظات كأنها عمرا بأكمله تمر عليه مع مرور الثواني ..لم يشعر بحياته بهذا التردد ...يده المنقبضة تعانده ...تحوم حول الجرس دون أن يضغطه ...خوفه من مجهول سيلي تلك الضغطة يربكه ...يجعله يتراجع خوفا وهو من لم يعرف الخوف يوما ... قلقه حول ما سيحدث بعد فتح الباب ... من سيراه خلفه .. أسيكون فرحة وتحقق حُلم ...أم صدمة ونهاية قصة ..... أغمض عينيه بقوة وشد جسده مقررا أن يقوى نفسه.. أيا كان ما سيحدث تاليا عليه أن يواجهه ويتحمله .. أخذ نفسا عميقا وحاول مسح أي تعبيرات ضعف قد يشي بها وجهه وضغط الجرس ... لم تمر لحظة وكان الباب يفتح ليسقط قلبه وهو يرى حماه من يفتح له ..أم يجب أن يقول حماه السابق الآن ..كان الرجل يرحب به ببشاشة ويدعوه للدخول ...لم يدر ما يجب أن يفعل ...رغم كل ادعائه بالقوة والقدرة على المواجهة ...لكن تلك اللحظة اقوي على نفسه من كل ما تخيله ...ألم يشق صدره ويدميه دون أن يكون له الحق بنطق الآه ... لم يعرف التصرف الأمثل ..هل يرفض الدخول وينهي الأمر فورا.. أم يدخل ويخاطر برؤيتها ...ويا ويل قلبه لو رآها ....لكنه تذكر أنه يجب أن يدخل بجميع الأحوال ...بل ويتحدث معها ...لكن هذه المرة كضابط وليس كخطيب ... قبل أن يتحرك لسانه ليرد فوجئ بصوتها المرتبك يأتي من خلف السيد عبد العزيز وهي تقول بارتباك وتقطع: "أبي ...لما فتحت أنا ...أنا كنت سأفتح ... مرحبا هــادر ...أنا ..أنت أدخل أرجوك" كان وجهها أو الجانب الذي يراه من خلف كتف أبيها شاحبا ...رآها تحرك كف يدها بعشوائية لأعلى كل لحظة مظهرة دبلته التي تزين بنصرها كإعلان صارخ بكونها له ...بأنها اتخذت قرارها وحددت موقفها ...كتم صرخة فرح وهو يراها تدعي مسح وجهها أو إرجاع خصلة وهمية ليبتسم بداخله وتسرى راحة تعيد دقات قلبه المختنق للنبض بسرعة وسعادة ...لكنه ظل محافظا على صلابة وجهه منتظرا المزيد من إثباتاتها ...راغبا بالحصول على أقصى قدر من محاولاتها السعى لإرضائه ...وإخباره دون كلمات أنها ملك له ...ظل ينظر لها بصمت مدعيا الجمود متجاهلا وجه والدها الذي ينقل نظراته بينهما بحيرة ..ليجدها تتحرك قليلا لتقف أمام أبيها قطب بقلق وهو يلاحظ شحوب وجهها الشديد ورعشة شفتيها وهي تقول : "أدخل أرجوك ...أنا كنت سأفتح ..لكن أبي سبــــ..." انقبض قلبه هلعا وهو يرى صوتها ينقطع وجسدها يبدأ بالتهاوي فتحرك هو و أبيها بسرعة يسندانها ليميل هادر بجذعه ويحملها ساحبا إياها من ذراع أبيها المرتبك...ليتحرك بسرعة داخلا ويمددها على الأريكة ويسمع أبيها يقول بقلق: "لابد أنها غيبوبة نقص سكر ...الحمقاء لم تتناول شيئا على الإفطار وظلت تتلاعب بطعامها ..رغم أنها أخذت جرعة الأنسولين قبلها .. لقد حذرتها وعنفتها حتى تأكل لكنها لم تتناول إلا بضع لقيمات لا تصلح وظلت تخبرني أنها ليست جائعة وستأكل بعد قليل" قال هادر بغيظ وهو ما زال ينظر لها مربتا على وجهها برقة لتفيق: "كيف تتركها تتهاون بصحتها هكذا عماه ...هذا خطر عليها ... كان لابد أن تجبرها على الطعام...لو سمحت احضر لها عصيرا أو ماء بسكر بسرعة وجهاز قياس السكر أيضا" تحرك عبد العزيز بتعثر وهو يغمغم بنزق شيئا حول زوجته النائمة كانت ياسمين قد بدأت تفتح عينيها ببطء لتجد نفسها ممدة على الأريكة وهادر راكعا بجوارها ينظر لها بقلق فامتلأت عينيها دمعا وهي تنظر له وتقول بهمس: "كنت سأفتح الباب لكن أبي سبقني .. هادر ...لا تتركني ..أنا ...أنا احــــبـــ " "ششششش ...لا تقولي شيئا الآن لا ترهقي نفسك ...سنتحدث كثيرا بعد أن أطمئن عليك" قالها وهو يمس فمها بأطراف أصابعه ..لمسه لمد تكد تمس شفتيها إلا لكنها أحرقت أصابعه وأنفاسها تضرب سلمياته فشعرها كحريق جعلته يسحب يده بسرعة ...وعيناه تعلقت بشفتيها شوقا جعله يزدرد لعابه وهو يتخيل مذاقها ...استغفر ربه بداخله وسب نفسه ونهرها... فما الذي يفكر فيه وهي بهذه الحالة ...كما أنها لم تصبح حلاله بعد..ليحاول الابتعاد ويجبر جسده على الاعتدال والوقوف مع سماعه صوت أبيها القلق الذي عاد يحمل كوب عصير وجهاز قياس السكر فأخذهم هادر ونظر لها وهي تعتدل جالسة بإرهاق بينما جاورها أبيها محتضنا ولائما عدم سماعها تحذيره والاهتمام بطعامها ..فردت بإرهاق وهي تحاول تعديل ثوبها وشعرها: "آسفة أبي لقد كان يوما مرهقا ...لن افعلها ثانية " ناولها هادر العصير قائلا بحزم: "اشربي هذا وناوليني يدك " حاول أبيها اخذ جهاز القياس منه قائلا: "هاته بني لأقيسه لها وأعلمك الطريقة" لكن هادر ظل معلقا عينيه بها وهو يقول: "اعرفها عماه ... كل ما يخص ياسمين تعلمته لأجلها" تعلقت عيناهما ببعضها بحديث دون كلمات عيناها تطالبه الصفح وعيناه تفيض بحنان وحب دون قيود ..دون شروط ..حب نقى خالص ...يربت على الروح ويداوى جروحها ويزيل الأقنعة التي تخفى نبض القلب ...فيشدوا بسعادة دون قيد ...هادرا بكل حرية غامت عيناها بعاطفة قرأها بوضوح للمرة الأولى فابتسم وهو يضيف "...فقط عليها أن تهتم بنفسها" وركع أمامها ثانية وسحب كف يدها لينغز سبابتها بالجهاز واضعا شريط القياس ليستقبل نقطة الدماء ووضعه بمكانه فظهرت نسبة السكر بدمها التي ما أن قرأها حتى انغلقت ملامحه غضبا وزفر بحنق وهو يقول: "يا الهي ياسمين ...سكرك منخفض للغاية " اخذت ترتشف العصير ببطء وهي تحاول التحكم برعشة يدها التي انتبه لها هادر فجلس جوارها من الناحية الأخرى وهي تقول بارتباك : "تعرف ..اليوم كان طويلا منهكا ..وحدث به الكثير ...ووقت الإفطار لم أكن اشعر برغبة بالطعام" وقف أبيها قائلا: "سأجهز لها بعض الطعام ..واصنع لك القهوة بني" أعتدل هادر عندما انتبه انه يميل بجذعه بشكل مبالغ ناحية ياسمين وقال بحرج ... "لا داعي عماه ...شربت الكثير وأنا بالعمل ...وحقا لم اعد ارغب بالمزيد ...فقط لو سمحت .. أحضر بعض الطعام لتلك الآنسة المهملة حتى اجبرها على أكله قبل ذهابي " ما أن اختفى عبد العزيز باتجاه المطبخ حتى عاد هادر يميل بجذعه قليلا ناحيتها ليحاول النظر لعينيها الهاربة منه بحرج ومال برأسه لأسفل ناحية وجهها المطرق فأجبرها على رفع رأسها والنظر له فابتسم لها وسألها بابتسامة شقيه: "والآن اخبريني ماذا كنت تقولين عندما أفقت من الإغماء" عضت شفتيها بحرج وقالت بدلال لم تتعمده: "هااادر" رد بعبث: "عيون وقلب وروح هادر " عضت شفتها أكثر وأخذت تدير الكوب الفارغ بين يديها بارتباك فمد هادر كفه وأخذه منها ووضعه على منضده صغيره بجواره وعاد ليرسمها بنظراته وهو يقول: "لا تحاولي الهرب ...لن اسمح لك ...لن أتركك قبل أن اسمعها ...فأسرعي قبل عودة ابيك ..والا اجبرتك على قولها أمامه ولن يهمني شيء ...لن أتحرك الليلة من هنا قبل سماعها" انطلقت ضحكة خافتة صافية من شفتيها وقالت بخجل: "كف عن إحراجي هادر ...أنت ضيعت فرصتك بسماعها عندما منعتني ان اكملها ...وانتهت لحظة الشجاعة تلك وصعب أن تعود" مال بجذعه ناحيتها أكثر يحاوطها دون ان يمسها مما دفعها للتراجع حتى ضغطت بظهرها على الأريكة خلفها وهي تنظر له بعتاب هاتفة : "هادر توقف ...أبي بالداخل" رد بعبث: "إذا هل كنت ستسمحين لي لو لم يكن بالداخل" قطبت متسائلة: " اسمح لك بماذا " نظر لشفتيها التي عاد اللون لهما بعد شحوبها السابق وهو يزدرد لعابه قائلا بصوت مثقل بالمشاعر: "بتذوق شهد الرضاب ..." أخذ يحدق بهما بشوق بات يضنيه مكملا بصوت خافت : "أحذرك عزيزتي ...قوليها بسرعة قبل أن أتهور ...أريد أن اسمع الكلمة لأمنح نفسي بعض الصبر ..وإلا ستتحملين ذنب ما لا يحمد عقباه" نظرت له بحب وقالت بثقة : "أعرف أنك لن تفعلها ...لن تقوم بما يؤذيني يوما" ابتسم وعاد للاعتدال مبتعدا وهو يقول: "أصبحت تفهمينني يا شقية ...لم أكن لأفعلها قبل أن تكوني حلالي ...أريدها مباركة بحلاوة الحلال ...لا أريد قلق الشعور بارتكاب حرمة تجعلني أخاف أن يضيع فرحة الحلال باستعجال الحرام ...(ليغمز لها مضيفا ) لكن هذا لن يمنع أني لن أتنازل عن سماع كلمة الحب منك ...ولي طرقا عدة أجبرك بها لو تمنعت...فهيا قوليها ...قبل أن ابدأ باستخدام أساليبي " ضحكت بخفوت وحرج ونظرت لعينيه للحظة قبل أن تقول بتنهيدة سعيدة : "احبك هادر ..أحبك جدا ...لا تبتعد عني أبدا ... أعرف أني أكون احيانا حمقاء وعصبية وقد افعل أشياء تغضبك ...بالإضافة لمر..." قاطعها برفع يده أمام شفتيها قائلا لا تكمليها ...لا تغضبيني وتضيعي فرحتي بها ...لا تتحدثي عن أمر هو قضاء الله ولا ينقص منك ذرة ...فقط اهتمي بنفسك ياسمين ..لأجلي قبل أن يكون لأجلك ...فروحي أصبحت معلقة بك ...فهل يرضيك ان تهملي بروحي " هزت رأسها نفيا وقالت بدلال: "حفظك الله وحفظ روحك يا روحي أنا " قال هادر بتأثر : "آآآآآآآه ...يا الله هادرك لن يتحمل كل هذا ...هذا كثير ...أبيك لابد أن يعقد لنا بسرعة فوالله لو لم يسرع بالأمر سيضيعني ويضيع تماسك السنوات ...عندما يعود سأطلب منه ان نعقد غدا أو بعد غد...لن اصبر أكثر" شهقت مستنكرة : "ماذا ..كيف لا يمكن هادر الاختبارات و.." قاطعها ممسكا كفها قائلا: "سنعقد فقط دون احتفال لن يكون هناك أي تعطيل ... وبعد انتهاء اختباراتك سنتزوج وسيكون لكِ أجمل حفل زفاف ..أرجوك وافقي لأخبر أباك واتفق معه" جاءه صوت أبيها من الخلف متسائلا : "تخبرني بماذا بني؟!" ترك هادر كفها محرجا والتفت لأبيها الذي يحمل صينية كبيرة عليها أطعمة مختلفة فقام مسرعا وأخذها من يده ليضعها على الطاولة ويشدها لتصبح أمام ياسمين وهو يوضح: "أريد أن أعقد قراني غدا أو بعد غد عماه ...لا داعي للتأجيل " قطب عبد العزيز وقال وهو يجلس : "ما الذي تقوله هادر ..كيف غدا أو بعد غد هناك ترتيبات وأوراق ولابد ان ندعوا " قاطعه هادر بلهفة : "المأذون ( كاتب العقود) وكافة الأوراق الرسمية سأجهزها غدا صباحا حتى التحاليل يمكن أن ننجزها غدا لي طبيب صديق سيساعدني بإنهائها بسرعة ونعقد مساء ...لا يهم دعوة احد إلا الأسرتين والمقربين ...فحفل الزفاف سيكون قريبا بعد اختبارات ياسمين بإذن الله ...أرجوك عماه وافق" نظر عبد العزيز له بحيرة ونقل نظره لياسمين ليلفت نظره اللهفة والسعادة بملامحها فتملى بوجهها قليلا وشعر براحة تكتنفه فسألها رغم يقينه من الإجابة: "ما رأيك ياسمين؟" احمر وجهها ونظرت أرضا وهي تقول بخجل: "الرأي رأيك أبي " ضحك أبيها مازحا: "حقا ...اذا لو رأيت أن نؤجل العقد لسنة أو اثنين فلا مشكلة" شهقت ونظرت لأبيها باستنكار فضحك قائلا : "يبدو أنكما متفقان ..حسنا بني لنجعلها بعد غد مساءا ..أسعدكما الله واتم لكما على خير " جاء صوت رنين هاتف من الداخل فوقف عبد العزيز قائلا: "سارد على الهاتف ..وأنت هادر البيت بيتك اجعلها تأكل وشاركها الطعام لتفتح شهيتها ..اعرف انه ليس وقت السحور بعد لكن كُل ولو لقمة بسيطة لتشجعها " هز رأسه مطمئنا واستدار لها مقربا الطعام أكثر وهو يحثها قائلا : "...هيا ياسمين كلي حبيبتي ...سأشاركك فأنا لم افطر جيدا أيضا ...خذي هذه من يدي " كان يجبرها تارة ويحايلها تارة اخرى حتى تنهي وجبتها وهي تأكل من يديه بسعادة وتدلل مرات برفض لتستمتع بمحايلته حتى قالت له بدلال بعد بضع دقائق وهي تمتنع عن تناول المزيد : "كفى هادر اقسم لقد شبعت ولم يعد بإمكاني تناول لقمة أخرى " ابتسم لها قائلا : "بالهناء حبيبتي ..ولن أنبه عليك مرة أخرى لا تهملى طعامك وعلاجك حتى لا أعاقبك بنفسي " ابتسمت وأومأت له بحب فبادلها النظرات العاشقة للحظات قبل أن يتنحنح ويبعد الطاولة التي عليها الطعام قليلا وهو يقول بجدية: "ياسمين سوف اريك صورة وأريد إن اعرف أن كنت تتذكرين شيئا عنها" نظرت له بعدم فهم وهو يخرج هاتفه ويفتحه مقلبا فيه قبل أن يرفعه أمامها فأخذته لتحدق بصورة لها ولرؤى واضح أنها تم تقريبها أو اقتصاصها بحيث تظهرهما فقط والمحيط حولهما غير واضح لتنظر له بتعجب وتسأله: "متى التقطت تلك الصورة هادر ...أنا لم أرك داخل الجامعة ...هل أتيت والتقطها لي دون أن أراك" نظر لها مستفسرا: "هل هذه الصورة ملتقطة داخل الجامعة" نظرت له بتعجب قائلة : "بالطبع صحيح المحيط غير واضح لكن أترى هذا السور الصغير بجانبي ..هذا موجود أمام مبني كليتي .. وهذا الجزء الصغير الظاهر من الحائط جوار رؤى هذا حائط الكلية الجانبي تلك العلامة بالحائط نتجت عن اصطدام طالب دخل بدراجته البخارية بها ووقتها منعوا دخول الدرجات للكلية..(قطبت وأخذت تنقل نظرها بينه وبين الصورة بالهاتف بقلق وهي تسأله) إن لم تكن أنت من التقطها كما يبدو فمن؟ ...فنحن لم نلتقط تلك الصورة ..اصلا ولا أذكر أن هناك من التقط صورا لنا...كما أن هذه الصورة التقطت منذ أسبوعين تقريبا ...فأنا لم ارتدي هذا الطقم إلا مرة واحدة بهذه الفترة " ضيق هادر بين حاجبيه مفكرا قبل أن يأخذ منها الهاتف ويقلب به وبعيده إليها متجاهلا نظراتها الحائرة وهو يسألها: "انظري لتلك الصورة ياسمين واخبريني هل تعرفين هذا الشاب أو سبق ورأيته" نظرت للهاتف بارتباك قبل أن تسحبه مقربة إياه منها وهي تهتف بنفور: " يع ..انه هذا السمج قريب سهر ...أظن اسمه هيثم أو باسم ..آه نعم تذكرت باسم ...شخص لزج ورغم انه ليس طالب معنا لا يكف عن الحضور للكلية بحجة قريبته التي لا تقل عنه سخافة ولزوجة ...( لتلوى ملامحها بنفور وهي تضيف) ومؤخرا بدء يحوم حول رؤى ...لقد كان يحاول بصفاقة دعوتها لتحضر معهم حفلا ما ..وأخذ يحاول إقناعها بحجة انه احضر التذاكر لأجلها" سألها مستجوبا: "وما علاقة رؤى به ...هل حضرت معه الحفل" نظرت له بعدم فهم: "أي حفل؟" رد بجدية : "الذي كان يقنعها بحضوره" نظرت له باستنكار متعجب وهتفت بتساؤل : "هادر ..ماذا يحدث ...لماذا هذا التحقيق؟ ..وكيف وصلت لك تلك الصور افهمني" زفر باختناق ومال برأسه قائلا: "ياسمين ما سأخبرك به هو احد أسرار عملي ...لا تخبري به احد مهما حدث وبالأخص صديقتك رؤى" شهقت بهلع وهي تسأله: "ماذا تعني بالأخص رؤى ماذا يحدث هادر ماذا تعني؟ " رد بخفوت: "باسم هذا وجد مقتولا ليلة الأمس ( أكمل رغم انتفاضتها وصيحتها المصدومة ) وهذه الصورة وجدت ضمن صور أخرى يملكها ...اخشي ان تكون صديقتك متورطة معه بشكل ما...خاصة مع حالة الانهيار التي أصابتها واختفائها الأيام الماضية " شهقت ياسمين وانتفضت من مكانها واقفة وهي تهتف بغضب: "ماذا تقول هادر ...ماذا تعني بالضبط ... بماذا تتهم رؤى تحديدا" نظر لها هادر بصرامة وقال : "اهدئي ياسمين واجلسي ولا ترفعي صوتك أخبرتك بأن الأمر سري ...على الأقل حتى الآن ..أنا أسألك بصفة ودية حتى افهم وأحاول التصرف ...وجود صورتكما معه معناه أن كلاكما سيتم استدعائها للتحقيق ما أن يتم التعرف على هويتكما وهو ما سأحاول منعه قدر استطاعتي ..إن تأكدت من براءة صديقتك " تجاهل شحوبها وشهقتها مكملا: " لذا أحاول أن أعرف و افهم كل ما حدث بينهما حتى اتصرف بسرعة ...لابد لي أن اعرف التفاصيل ...اجعليها تخبرني اياها بشكل ودي ياسمين حتى لا اضطر لاستدعائها رسميا ...ومن ناحيتي سأحاول قدر استطاعتي إبعادكما عن التحقيق الرسمي ان ثبت لي عدم تورطها " شحبت ياسمين أكثر وقالت بارتباك وهي تعود للجلوس بجواره : "صدقني هادر رؤى فتاة رائعة ولا يمكن أن يكون لها علاقة بهذا الأمر من قريب أو بعيد ...أنا لا أعرف سبب حالتها الحالية ...فهي لم تخبرني ...لكن واثقة أنها لا شان لها بهذا الشاب " أمسك هادر كفها وقال: "ياسمين هل يمكن أن أثق بك لتعرفي منها كل ماله علاقة بهذا الشاب وما فعله أو حاول فعله معها دون ان تخبريها بمقتله" قطبت وهزت رأسها برفض قائلة: "أتريدني ان أتجسس على أسرارها وانقلها لك هادر ...بالتأكيد لا لن افعلها بصديقتي" حاول إقناعها قائلا: بل أريدك ان تنقذيها من مشكلة وفضيحة قد تطالها لو استدعيت للتحقيق بمقتله مع باقي الفتيات اللاتي كن على علاقة به" هتفت برفض : "رؤى لم تكن على علاقة به ولا بغيره" رد بأمر إذا "اثبتي لي واجعليها تخبرني ما حدث بكل صراحة ...وأنا سأحاول حمايتها وإبعاد اسمها عن التحقيق..لأجل خاطرك أنت و مصلحتها.. اجعليها عندما تقابليها غدا تخرج معك ونتقابل وان لم تستطع وحالتها لم تسمح فاجعليها تتحدث معي بمكالمة مرئية ...يهمني أن أراها وانا أتحدث معها ياسمين ..غدا سأوصلك لها وأريدك أن تخبريها بأني ارغب بالحديث معها بمسألة هامة دون أن تخبريها ما هي ....ياسمين أنا أثق بك ...فلا تخذليني" نظرت له بضيق وحيرة وهي تشعر بانقباض بقلبها يخبرها أن انهيار رؤى ربما يكون ورائه مصيبة اكبر مما كانت تتخيل ... ************ | ||||
24-07-20, 09:15 PM | #1179 | ||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| عصر اليوم التالي منزل مسعد أغلقت رؤى المكالمة المرئية وهى تنظر بارتجاف وشحوب لياسمين التي لا تقل عنها شحوبا وصدمة بعد أن سمعتها تحكي لهادر كل ما حدث لها ...حينما أجبرها الأخير على ذلك عندما هددها بأنها لو لم تخبره بكل شيء سيتم استدعائها رسميا واراها صورتها التي وجدوها مع باسم ...صورة حذف منها صورة ياسمين بتعمد ليشعرها بأنها المقصودة وحدها وان الأمر سيطالها فقط لو لم تخبره بتفاصيل ما حدث ظلت كلتاهما تنظر للأخرى للحظات قبل أن تنفجرا بالبكاء وتحتضنان بعضهما بقلب مرتجف ورؤى تقول برعب: "يا للمصيبة ...سيتهمونني بقتله ...والله لم افعل له شيئا ...ولم أره من يومها ..ورغم أني تمنيت موته لكني لم افعل ..انا لم اخرج من البيت من هذا اليوم المشئوم الا للمشفى ...لقد حبسني أبي " لتشهق برعب وهي تبتعد عن حضن ياسمين قائلة: أبي يا للمصيبة ...أبي سيموت لو انتشر هذا الأمر وحققوا معي ستكون فضيحة ...يا ويلي ...يا ويلي ...ليتني لم اذهب مهم ...ليتني لم افعلها ...لعنة الله عليه وعلى سهر ..." أخذت تصرخ وتلطم وجهها لتجذبها ياسمين وتكتم صوتها بكتفها قائلة : "اهدئي اهدئي حبيبتي ...اخفضي صوتك حتى لا يسمعوك بالخارج بإذن الله لن يحدث شيء ..هادر سيتصرف ..أنا واثقة أنهم سيجدون القاتل ولن يحتاجوا لاستدعائك أصلا " ظلت رؤى تشهق وتنتفض وهي تولول قائلة: "يا ويلي ...يا ويلي ...يا فضيحتي وفضيحة أهلي..." لتشهق أكثر وهي تهتف مبتعدة عن ياسمين مرة ثانية وهي تقول برعب: "وسيد ...يا الهي ...ماذا سيحدث له ...هل سيتهمونه ويحققون معه ...لقد كان يحميني ويدافع عني ...يا الهي ماذا لو البسوه التهمة " نهرتها ياسمين قائلة: "ماذا تقولين رؤى ...هادر هو الضابط المسئول عن التحقيق وهو ضابط شريف بعيدا عن كونه صديق لسيد ...هل تظنين انه سيلفق له التهمة مثلا؟! " وقفت رؤى وأخذت تدور بالحجرة بهلع وهي تقول : " ليس هادر لكن أكيد هناك ضباط آخرين معه ..وهذا اللعين ابن عائلة غنية ومعروفة وسيحتاجون لكبش فداء بسرعة ليسكتوهم ...ولو لم يجدوا القاتل بسرعة ربما يلبسوها للمسكين سيد ...فمن انسب من شاب بسيط بلا ظهر مثله ليتحمل الجريمة ...يا الهي ...لابد أن أفعل شيئا ..لابد أن أتصرف.." أخذت تزيد سرعة دورانها كممسوسة وهي تتحدث بهستريا وتشد شعرها حتى أوقفتها ياسمين هاتفة بتحذير: "اسمعي رؤى ..أنت ستصمتين تماما كأنك لم تعرفي شيئا...ولن تنطقي بحرف واحد ...ستغلقين فمك وتفتحين كتبك تغرقين بها فالاختبارات بعد أيام .....واطمئني ..هادر سيتصرف وبإذن الله لن تتأذي أنت ولا سيد ..وسيمسكون بالقاتل الحقيقي بسرعة " نظرت لها رؤى بقلق وأنفاس لاهثة تبحث في عينيها عن تأكيد يطمئن قلبها على نفسها وعلى سيد فهزت ياسمين رأسها بتأكيد وضمتها وهي تخفي عنها قلقها الداخلي وتبثها طمأنينة لا تشعر بها وهي تؤكد: "لا تقلقي أنا واثقة من قدرة هادر على التصرف" وبداخلها تدعوا الله على ألا يخيب ظنها ******** بعد صلاة التراويح الحارة منزل سيد أنهت مسح أرضية المطبخ كآخر شيء وزفرت برضا وهي تنظر حولها لقد أتمت غسيل الأطباق التي شعرت أنها لا تنتهي ..وتنظيف البوتاجاز الذي أتعبها من كثرة الدهون التي كانت ملتصقة به لكنها أعادته نظيفا لامعا لكنها أصبحت أكثر اتساخا من المطبخ قبل انهائه وقد تعرقت وسقطت أغلب خصلات شعرها من ربطته ليلتصق بتشعث حول وجهها المجهد أما ملابسها ..نظرت بامتعاض لثوبها المنزلي الذي يصل بالكاد لركبتها بأكمامه القصيرة بامتعاض لتجده أصبح اقرب لخرقة بالية مبتلة .. لتقطب بضيق حين سمعت رنين جرس الباب لمرتين وقبل أن تتحرك سمعت صليل المفتاح فعلمت أن احد إخوتها عاد ومعه ضيف لذا ينبهها ...فسبتهم بداخلها وهو تقول بنزق ... "هل هذا وقت حضور ضيوف" شحب وجهها وتشهق بصدمة و صوت سيد يأتيها مرحبا: "تفضل آسر ادخل ...البيت بيتك يا رجل" أخذت سما تلف حول نفسها وهي تكاد تجن وتنظر لملابسها بهلع...وتسب أخيها ولا تعرف ما تفعل ...فلو حاولت الذهاب لحجرتها لتبديل ملابسها لابد أن تمر بالصالة حيث يجلسون ..فكيف تفعلها؟ لحظات ووجدت سيد يدخل المطبخ ناظرا لها من أعلى لأسفل بسخرية قائلا: "مرحبا سما ..ما هذه الأناقة أختاه ...بصراحة مظهر لائق بفتاة معروض عليها منصب نائب مدير بأحد أكبر فنادق العاصمة ..." وكتم ضحكته وهو يتفادى المعلقة الخشبية التي قذفته بها وهي تسبه قائلة بغضب: "أيها الغبي الأحمق الم نتفق إن كان مع أحدكم ضيف أن تنبهوني مسبقا وتتركوا لي وقتا لأدخل الغرفة أو أرتدي الإسدال" رفع حاجبه ونظر لها قائلا: " عفوا سمو الاميرة سما ...لم أتصور ان أجد جلالتك بالمطبخ...فحسب ما اذكر .. انك أصدرت فرمانا أنت وأمي أنكما ستصليان العشاء والتراويح وتنامان...مؤكدتان بمنتهى الديكتاتورية أن علينا أنا والبغلان الصغيران تنظيف المطبخ و تجهيز السحور الليلة ونوقظكما علي الطعام وهو جاهز وليس قبلها بدقيقة واحدة...لذا لم اقم بتنيه جلالتك ظنا أني سأجدك تأكلين وأمي أرزا مع الملائكة الآن" ردت عليه بنزق وهي تهتف: "أتعرف الحق على أنا لأني أشفقت عليكم من ترك تنظيف المطبخ لكم وقررت أن أساعدكم ..صحيح خيرا تعمل شرا تلقى " نظر لها ساخرا وهو يقول: "بل لأنك واثقة أننا كنا سنفسده أكثر من حالته وبالنهاية ستضطران أنت وأمي لإصلاح ما أفسدناه بشكل مضاعف فأخذتها من باب( إجعل الغَصْب بِجِميلة) " نظرت له شذرا فأخيها لا يسهل التلاعب به وقالت بنزق: "إذا اخبرني يا جهبذ زمانك ...ماذا سأفعل وكيف سأذهب لحجرتي و..و ..آسـ ..أقصد صديقك يجلس بالصالة خارجا وأنا بهذا الشكل" نظر لها من أعلى لأسفل ساخرا وقال : "منظر صادم بصراحة لو رآك به سيسحب العرضين بالتأكيد" قطبت قائلة : "أي عرضين؟ " رد بسرعة متداركا ذلة لسانه: " ..اقصد عرض العمل ...وجعلك نائبة لمدير الصالة ...ربما اكتفى بمنحك منصب رئيسة فريق تنظيف القمامة ..ولو ان حتى هذا سيكون كثيرا على هيئتك هذه التي تشبه (سيدة) في فيلم (نحن لا نزرع الشوك)...ينقصك فقط غناء شادية بالخلفية وهي تقول( والله يا زمن لا بأيدنا زرعنا الشوك) " قالها بغناء نشاز فزمجرت بغضب والتفتت ثانية تبحث عما تقذفه به ليسارع بإنقاذ نفسه قائلا: "حسنا اهدئي لا داعي للتهور والفضائح الرجل بالخارج وقد تركته كثيرا ...اسمعي سأحضر لكِ إسدال الصلاة لتلبسيه فوق ملابسك" نظرت بقرف لحالة ملابسها وهي تقول : "كيف البسه هكذا سيتسخ ...أنا احتاج لحمام قبل أن ارتدي شيئا " رد بهزة كتف قائلا: "هذا المتاح الآن... اغتسلي لاحقا واغسيله معك " وتحرك مسرعا للخارج لتسمعه يعتذر لآسر عن التأخير فارتبكت دقات قلبها وهي تسمع صوته الرخيم بتلك النبرة الخاصة عندما يتحدث الانجليزية بلكنته الأمريكية السريعة بينما يقول لسيد أن لا يهتم. لحظات وعاد لها سيد بالإسدال ألقاه عليها من عند الباب ليسقط مغطيا وجهها ومزيدا من تشعث شعرها ويقول بسماجة: "هاك أرتديه واصنعي لنا مشروبا ساخنا ...واحضري بعض تلك الحلوى الفاشلة التي صنعتها على الإفطار" أنهت ارتداء الإسدال بسرعة وتخصرت بغضب وهي تحاول لجم صوتها من الصراخ ثم هتفت في أخيها قائلة: " حلواي فاشلة يا أبله ...وما دامت فاشلة لماذا كدت أن تجهز عليها أنت والثورين حتى لم يتبقى إلا بضع قطع؟ ...لقد التهمت وحدك خمس قطع ..ثم اسمها دونتس ...دونتس يا جاهل " التوى فمه وحاول تقليدها قائلا بسماجة: " دونتس يا جاهل ... مالك تشعريني انك أصبحت فجأة من سكان القصور ...رحم الله أباك يا بنت شحاته ...كان يوم يرضى عنا يحضر لنا أعواد القصب أو أصابع العسلية بالمناسبات والأعياد الرسمية ويخبرنا أنها حلوى العيد" تركها ترغي وتزبد وخرج لتقف للحظات تنظر لنفسها وتفكر كيف ستواجهه؟ ... التفتت بسرعة تحاول غسل وجهها من صنبور المطبخ ولم تجد أمامها إلا سائل تنظيف الأطباق ...فسبت سيد وهي تصب بعض من السائل على كف يدها وتدعك وجهها ويدها به قبل ان تشطفهما جيدا وتحاول لملمة خصلاتها المشعثة تحت طرحة الإسدال وهي تحكمها حول وجهها. بعد عدة دقائق خرجت حاملة صينية عليها كوبين من الشاي وكوبا من الماء المثلج وطبقا به أخر أربع قطع متبقية من حلوى الدوناتس الذي صنعته متبعة إحدى وصفات الانترنت .. كانت تمشي مثبتة عينيها على الصينية بيدها ولم ترفع عينيها ناحية آسر خوفا أن ترتبك خطواتها مع دقات قلبها فتسقط ما تحمله بيدها ..وبمجرد أن وضعت ما معها على المنضدة أمامهم حتى سمعت صوته بلكنته المحببة وهو يقول لها "شكرا لك .. لم يكن هناك داعي لترهقي نفسك" رفعت رأسها ناحيته تنوي أن تجامله بتحية سريعة وتهرب لحجرتها لكنها انتفضت شاهقة ما أن رأت قدمه المجبرة وقالت بقلق ودون وعي: "يا الهي ..ماذا جرى لك..كيف أصبت ؟!" اتسعت ابتسامة آسر بسعادة للهفتها الواضحة بينما ارتبكت سما وهي تسمع نحنحة سيد الخشنة فاحمرت حرجا وكادت تنسحب بسرعة فاوقفها آسر بقوله : "سلمك الله ...شيء بسيط ...مجرد التواء وتمزق بالأربطة ...فقط أسبوعين وسأفك الجبيرة لا تقلقي " رفعت رأسها بحرج وردت بادعاء: "ولماذا اقلق ...لست قلقة ...اقصد بالتأكيد أي شخص اعرفه واراه مصابا سأسأل عليه ..اعني سألت لأجل حق الجيرة ...اقصد ...سلامتك " اخرجها سيد من خجلها وهو يقول بخشونة: "لكنك لم تخبرني كيف أصبت آسر" أخذ آسر يناظرها بطرف عينه وهي تتحرك بارتباك وتنفس الصعداء وهو يراها تسحب أحد كراسي منضدة السفرة وتجلس معهم رغم بعدها عنهم بالطرف المقابل لينتبه لصوت زمجرة خشنة من حلق سيد الذي مال عليه هامسا بخفوت: "اجلس معتدلا وأحفظ عينيك وإلا فقئتهما لك " تنحنح معتدلا وهو يقول بغموض : تعثرت ببعض الأكياس التي كان يجمعها عوض قبل سفره حينما كنت أسرع حتى امنع احد الحمقى من التجاوز" قطب سيد بعدم فهم بينما اتسعت عينا سما وهي تلتقى بعينيه لتقرأ فيهما ما جعلها تشك بأنه يقصد حضور سمير فانتفضت دواخلها هلعا من أن يكون قد رآه أو يخبر سيد ...فنظرت له بارتباك لتتأكد من نظرته أنه يعنيه بالفعل ... ناظرته بترجي وهي تهز رأسها نفيا بخفة فقال بغمزة بسيطة لم يلمحها سيد وهو يميل ليأخذ أحد قطع الدوناتس ويقضم منها قضمة قبل أن يرتفع حاجبه بامتعاض ويعيدها للطبق قائلا : "لا تهتم سيد مسألة بسيطة وقد ناب عني بها عوض ...ولا يهم إن اصبت أنا بسببها ..المهم اني اطمأننت على حسن سير الأمور ...بمناسبة سير الأمور " قال مغيرا الموضوع حتى يلهي سيد الذي ينظر له بشك وحيرة قائلا: "العمال الذين حضروا اليوم للعمل بتجهيز حجرتي عوض ليسوا جيدين يا سيد ..انهم سيئون ومتلاعبون ...وكلما أبعدت عيني عنهم بعض الوقت تركوا العمل ولا يكفون عن الطلبات ...مرة يرغبون بشاى أو عصائر أو سجائر كما لو لم نكن برمضان ويتحججون بالعمل ..أنا انهيت الأمر معهم وسوف أطلب من خالد ان يرسل لي عمال من عنده " أعتدل سيد هاتفا برفض: "كيف تفعل ذلك يا آسر ..أن عوض متفق معهم وقد اعطاهم عربونا بالفعل ..انهم رخيصو الثمن ولهذا اختارهم عوض" هز آسر يده قائلا: "بل هم رخيصو الثمن لأنهم لا يجدون من يقبل بتشغيلهم ...صدقني أمثالهم خسارتهم مكسب بتلك الطريقة التي يعملون بها سيمر العيد ويحضر عوض ولا يجد طوبة قد بنيت من الحجرة الثانية ولا انتهى دهان الأولى صدقني هؤلاء لصوص متلاعبون ...والخسارة القريبة معهم مكسب بعيد ...ولا تقلق ...أنا سأتفق مع العمال الجدد وأحاسبهم فقط لا أريدك أن تخبر عوض ..هو سيحضر فيجد العمل منتهي وستخبره وقتها انك حاسبت العمال ودفعت لهم المبلغ الذي كان متفقا معهم عليه ..هذا ما أريده منك " زفر سيد وهو يقول بقلق: "لو علم عوض سيغضب من كلينا ..ولن ألومه بصراحة ..فلو كنت مكانه لن اقبل" هز آسر رأسه قائلا : "لأن كلاكما أحمقان بكرامة متورمة ..المسألة عملية ..لو أنه قَبِل أن اقرضه حتى يجهز كل شيء بشكل لائق وبعدها يرد المبلغ لكن أراح نفسه وأراحني معه ...ثم أنا اصلا مدين لعوض بل لكليكما بالكثير ...يكفى ما فعلتموه معي الفترة السابقة" هز سيد يده بلا تهتم وهو يرتشف كوب الشاي بتلذذ ويقول: "كف عن هذا الحديث المكرر وكل هذا الدانس ( قالها ساخرا من الاسم بتعمد) الذي صنعته شقيقتي" نقل آسر عينه بين سما والطبق أمامه وهو يسأله مستغربا : "آكل ماذا ؟! " ردت سما بنزق " اسمها دونتس هو فقط جاهل" كانت جالسة بصمت تراقب آسر بتمعن ..تنظر لملابسه البسيطة رغم أناقتها بنطال من الجينز وتشيرت ازرق بنصف كم ...متعجبة من تغيره وكلامه مع أخيها بأريحية ...وكانت تشعر بأنها أمام شخص آخر غير رجل الأعمال الجاد ..الحاد .. الأنيق ..الذي يرتدى دوما بذلات مفصلة خصيصا له من اكبر دور الأزياء ...ويتحدث من برجه العالي بعنجهية وغرور ...لكنها رغم ذلك كانت تشعر وقتها بروح أخرى داخله ...روح تشعر أنها برزت الآن ...فالأول مرة عيناه رائقة صافية كما لم ترها قبلا تشعر به اقرب للبشر مما شعرته يوما ...قبلا كانت تراه بعيدا كنجم يصعب الوصول إليه ...لكنها الآن تشعره قريبا كما لو كان واحدا منهم ..إنه ما زال نفس الشخص فما الذي اختلف ..وهل ما اختلف بها أم به هو .. قطبت بينما يصلها صوت أخيها المتهكم قائلا: "كل واظهر إعجابك ...فقد صنعتها لنا متفاخرة أنها خبيرة بصنعها ...ولولا أن طعام إفطار اليوم كان بواقى وجبة أمس مما دفعنا لالتهامها لنكمل وجبتنا لم نكن لنقربها لكن إياك أن تخبرها انها سيئة...لقد حذرتك" كتم آسر ضحكته ومد يده ممسكا باقى القطعة ليقضم منها قطعة أخرى متجاهلا أنها تشبه العجين نصف المطهي وطعمها بالفعل سيئ ونظر لها قائلا : "شكرا سما سلمت يداك" رفعت حاجبها بشر ونظرت له متحفزة وهي تقول : "هل تعلمت الكذب بعد الفترة التي قضيتها معنا؟!" نظر لها سعيدا وهو يرى تحفزها الذي ذكره بروحها القديمة التي كانت غائبة ليرد مجادلا ومثيرا غيظها أكثر: "ولمَ تعتبرينه كذبا ..لمَ لا تعتبريه مجاملة مطلوبة لمن أتعبت نفسها وحاولت صنع شيء ما فاستحقت الشكر على مجهودها أيا كانت النتيجة " قطبت غيظا وهتفت بغضب: "أتعني ان الدونتس سيئة !!" رد مراوغا" "أنا لم أقل ذلك" هتفت بغيظ: "كف عن اللف والدوران واجبني بصراحة ...ما رأيك بالدونتس " نظر لسيد بارتباك فوجده ينظر له بابتسامة شريرة وشعر بأنه سقط بمصيدة فقال باستسلام : "الحقيقة وبصراحة ...تلك أسوء دونتس أكلتها بحياتي " انتفضت سما واقفة واقتربت بسرعة كادت تجعلها تتعثر بإسدالها الطويل ومالت ناحيته بملامح ذكرته بأشرار الكارتون لتسحب من يده بقية قطعة الدونتس وتسحب من أخيها القطعة التي بيده وتأخذ الطبق من أمامهم هاتفة بغضب : "هاتوها فكلاكما لا يستحق أن يأكل منها ...فأنتما لا تفهمان في الطعام الجيد " لتختفي بالمطبخ وصوتها يصلهم بدمدمات غاضبة فاستدار آسر لسيد سائلا: "لما غضبت الم تطلب مني بإصرار أن اخبرها الحقيقة؟؟ " رد سيد وهو يرتشف شايه بصوت مزعج: "هذا لأنك أحمق ...الحقيقة التي تعنيها أن تشكر بما صنعت مهما كان سيئا..تلك هي الحقيقة الوحيدة المقبولة للنساء " ...ليضحك ساخر وهو يقول بتهكم: "والمفروض أنك أجنبي وخبير بالنساء ..وأكلت السمكة وذيلها كما يقولون" قاطع سخريته رنين هاتفه باسم هادر فاستأذن من أسر وتحرك ناحية الشرفة وهو يرد قائلا: "مرحبا هادر هل... " لم يدع له هادر الفرصة ليكمل وهو يقول بصوت أثار قلق ورجفة سيد متوقعا الأسوأ: "أين أنت يا سيد؟" رد سيد بتوجس: "أنا بمنزلي ..هل حدث شيء هل رؤى بخير " رد هادر قائلا بصرامة: "نصف ساعة وسأكون عندك ...هل لديك مكان نستطيع الحديث به على انفراد؟" رد سيد بقلق: " يمكننا الجلوس على المقهى " هتف هادر بعصبية: "أقول على انفراد ..لا أريد لأذن أن تسمع ما سنقوله أفهمت يا سيد" رد سيد بارتباك وقلقه يزداد : "يمكن أن نجلس على السطح و...." لم يكمل فقد انهى هادر المكالمة دون مقدمات ...فارتكن سيد على سور الشرفة بوجه واجم وقلب منقبض خوفا وقلقا . أما في الصالة فقد خرجت سما قبل لحظات من المطبخ تتحرك بنزق ناحية حجرتها ليوقفها نداء آسر الخافت قائلا: "لحظة سما لو سمحت ...اريد الحديث معك" نظرت له بضيق وتردد قبل أن تتحرك عائدة إليه وتجلس على نفس كرسيها البعيد وهي تقول بتصلب: "نعم ..ماذا تريد" ابتسم بمهادنة قائلا : "أولا اعتذر إن كنت قد ضايقتك" أشاحت بيدها وهي تهرب من عينيه وتتمسك بغضبها حتى تهرب من مشاعرها بافتعال شجار .. أي شجار فقالت بنزق: "لم يحدث شيء هل هذا ما ندايتني من اجله إذا سأ..." قاطعها قائلا بخفوت وهو يرنوا بعينيه لظهر سيد المنشغل بهاتفه: "لو حاول زوجـــ...( لم يستطع اكمالها ...لم يطاوعه لسانه ...لم يتخيل ان بداخله كل تلك الغيرة فقال مصححا) لو حاول سمير القدوم مرة اخرى أو مضايقتك أريدك أن تهاتفيني و.." قاطعته وهي تنتفض واقفة بغضب مشتعل: " ولماذا اهاتفك؟ ..ما شأنك أنت بحياتي وبزوجي السابق؟....أنت لا يخصك الأمر" رد ببرود حازم: "بل يخصني ...كل ما يتعلق بك يخصني سما ...فلا تتغابي ..ولا تعيدي أخطاء الماضي كفانا وجعا وضياعا لحياتنا في البكاء على الماضي " نظرت له بارتباك وغيظ وكادت تهتف به معنفة لكن لجمها صوت سيد وهو يسأل بضيق: "ماذا هناك ...لماذا صوتك مرتفع؟!" سارع آسر للرد وهو يرى ارتباكها فقال: "كنت اسألها عن رأيها النهائي حول الوظيفة وأخبرتني انها بحاجة لمزيد من الوقت فمنحتها يومين آخرين لكنها ترى أنهما غير كافيين وتريد أسبوعا كاملا ...لكني احتاج ردا سريعا فكل العاملين استلموا مهامهم بالفعل تمهيدا للافتتاح من أجل تنظيم العمل" نقل سيد نظراته بينهما بشك لكنه كان أكثر انشغالا بزيارة هادر من أن يتمكن من التركيز لذا قال منهيا الأمر : "ثلاثة أيام ...تفكري وتمنحيني قرارا نهائيا ابلغه لآسر حتى ينظم أمور عمله " ليومئ كلاهما وهما يستشعران حالة جمود وطاقة سلبية تشع من سيد جعلت سما تهمهم بكلمات غير واضحة وهي تنسحب لحجرتها بينما آسر يستأذن للخروج..فيكفى أنه رآها وحدثها . بينما بقي سيد واقفا بمنتصف الصالة متخصرا وهو يفكر بما يمكن ان يكون قد حدث ليجعل هادر يحدثه بتلك الطريقة ويحضر له هنا" ********* | ||||
24-07-20, 09:18 PM | #1180 | ||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| بعد ساعتين الحارة السطح انفعل هادر غاضبا بقوة فدفع سيد الشاحب والمصدوم بكفه بعنف جعله يرتطم بالجدار خلفه غير عابئ بالدهان الحديث الذي لطخ قميصه وهو يقول له بعصبية: "أيها الغبي الأحمق المتهور ... لن تتوقف عن استخدام قبضتك قبل عقلك حتى تورد نفسك مورد التهلكة...أنت يمكن أن تكون المتهم الأول بتلك القضية ... فأنت حسب كلامك وكلامها المتسبب بكل الكدمات التي أثبتها الطب الشرعي بجسده وابنة عمه بالتأكيد ستخبرهم عنك ما أن يتم التحقيق معها " رد سيد بارتباك وهو ما زال تحت تأثير صدمة مما علمه : "هي لم تعرف من أنا " قال هادر بغضب: "وهل تلك معضلة ...لابد أن وجهك ظاهر بوضوح بكاميرا المراقبة بمدخل القرية السياحية" رد سيد بنفي: "لقد قفزت من فوق السور" أجابه هادر متهكما: "يا ما شاء الله عليك مالك تقولها بفخر هكذا! ..وكأنك قفزت بالاولمبياد أو من فوق سور الصين العظيم...فعلتك تلك يا متهور ستزيد من ثقل المصيبة وتقوى الاتهام ضدك...فعند التحقيق سيرون خروجك تسند رؤى ولن يرى احد دخولك ..وسيكون تسللك حجة عليك ...اللعنة سيد ..." رد سيد بعصبية وهو يجادله: "ماذا كنت تريدني أن أفعل هادر ..اخبرني بالله عليك ..عندما اسمع صرخات فتاتي وادخل لأجد حيوانا يحاول الاعتداء عليها ...هل اصفق له ...أم أترجاه أن يتركها ...أم اكتفي بتحية واستأذن منه لأخذها من بين براثنه ..هل لو كنت مكاني لم تكن لتضربه! ...بل ربما قتلته أيضا ...والله انه يستحق القتل ..وأيا كان من فعلها فهو لابد معذور ...ربما يكون ابا أو أخا أو حبيبا مغدورا مطعونا بشرفه بسبب هذا الحقير ...ألم تخبرني انه يستدرج الفتيات بطرق ملتوية وأن من لا تأتيه باللين تأتيه بالحيلة ...لابد أن من قتله احد هؤلاء ...لكني اقسم لك لست أنا ولعلمك لو فعلتها لكنت اعترفت وسلمت نفسي لأن قتل حقير مثله شرف لن اختبئ منه " شد هادر شعره بغضب وقال بانفعال مكبوت: "القتل ليس حلا ...هناك قانون لأخذ الحقوق سيد" صرخ به سيد منفعلا: "أي حقوق تلك التي نلجأ للقانون لأجلها ...هل خبطنا بسيارته أو نصب علينا بمبلغ مالي لنقاضيه ...الشرف لا قانون ولا مهادنة فيه ...رد حق الشرف لا يكون بالتقاضي بل بالدم يا هادر ..وقسما بربي لو كان مسها لكنت قاتله دون ندم ...وما تركته يومها إلا لكونه لم يمسها ..ولو كنت اعرف لحظتها أنه وضع لها مخدرا لقتلته بل أنني اشعر بالنيران الآن تشتعل بصدري وأتمنى لو يعود حيا لأقتله لنيته الحقيرة ...لقد ظننته مجرد عابث ظن تهاونها بموافقتها على الذهاب معه بطاقة خضراء ليتجاوز معها ...لم اعرف أنها خطة مدبرة حقيرة " قال هادر بعصبية: "كفى غباءً يا سيد...لا تجعلني اندم لأخباري لك ما علمته من رؤى...الحمد لله أنها فتاة ذكية ما أن شعرت بوجود أمر غير صحيح حتى تخلصت من العصير دون أن تتناول منه الكثير ...لذا استطاعت البقاء واعية واستطاعت أن تقاومه حتى حضرت أنت ... وكان بإمكانك عندها أخذها والإبلاغ عنه فورا" نظر له سيد بسخرية وألقى بجسده المنهك أرضا ليجلس رافعا ركبتيه يضمهما بين ذراعيه غير عابئ باتساخ الأرض وهو يقول : "الإبلاغ عنه؟!! ...حقا ...هل تصدق نفسك ...ألا تعرف ما نتيجة هذا البلاغ لو كنا فعلنا كما تقول" قاطعه رد هادر بعصبية وهو يهتف: "سأخبرك أنا فلا تتعب نفسك (وبدأ بالعد على أصابعه) كانت رؤى ستفضح هي وأسرتها ...وربما يتم الزج بها بقضية اخلاقية أو أي تهمة ما ...وكان أبيه سيستخدم نفوذه لإخراجه من الأمر كالشعرة من العجين ..وأنا كانوا سيفصلون لى تهمة مناسبة ...ربما سرقة أو تعدي أو أي مصيبة ..أمثال هؤلاء حلهم البتر لا البلاغات...فهم يتوغلون كمرض خبيث لا علاج له" رد هادر مجادلا: " حتى المرض الخبيث يعالج يا سيد ...قد يتفشى وينتشر بسرعة ...وقد يفقد البعض حياتهم بسببه ...لكن هناك الكثير ممن يقاومون ويتمسكون بالأمل فيشفون منه...فقدان الثقة بالنظام والقانون يحيل الحياة لفوضى ...لا يمكن أن نأخذ الحق بأيدينا وإلا تحول المجتمع لغابة ووقتها صدقني سيكون الظلم اكبر وأبشع وسيسود قانون البقاء للأقوى ...قد يكون لدينا بعض الثغرات بالقانون ...وبعض التجاوزات من مراكز القوى ...لكن هناك الكثير من الشرفاء ممن لا يقبلون الظلم ...والحقوق طالما ورائها صامد ومطالب لن تضيع" سخر سيد قائلا : "الحقوق لا تضيع عند رب السماء لكنها تضيع بالأرض ...ولو لم تجدوا قاتله الحقيقي سأكون أنا المتهم لديكم ...أليس كذلك ؟" نظر هادر لسيد الجالس أرضا بقلق ...وقال بمراوغة: "لديك حجة غياب الم تخبرني بأنك كنت ساهرا مع صديقيك عوض وآسر الراوي ...شخص كآسر بالذات بما أخبرتني عنه سيكون لشهادته بحقك ثقل كبير لو وصل الأمر للتحقيق معك" رد سيد بمرارة : "لكنك أخبرتني أنه يجب أن اثبت مكان تواجدي ما بين الحادية عشرة والثانية بعد منتصف الليل وقد تركتهم قرابة الواحدة " زفر هادر بضيق وهو ينظر للسماء قائلا : "تلك المشكلة ...المسافة من هنا لمكان تواجد الجثة تأخذ ما يقرب من الساعة فلو تركتهم الساعة الواحدة واستقللت دراجتك البخارية يظل بإمكانك الوصول له وقتله خلال الفترة التي حددها الطبيب الشرعي لوقت الوفاة المحتمل " نظر له سيد ساخرا: "وطبعا لن يهتم احد بشهادة أسرتي بأني لم اخرج من البيت فشهادتهم لن ينظر لها ...ولا كيف يمكن أن استدرجه وأنا لا اعرف اسمه من الأساس ولن يصدق احد اني لم اعرف بخبر قتله إلا منك الآن" زفر هادر بضيق وهو يتطلع للسماء ساهما...حدسه المهني الذي لم يخطأ قبلا يؤكد له براءة سيد ...وخبرته بالتحقيقات تؤكد أن صدمته ومفاجأته بخبر موت باسم حقيقية ...هو واثق بأن سيد بريء ...لكن الملابسات حوله ستضعه على رأس قائمة الاتهام ...مشاجرته معه وضربه له وقصة رؤى ستجعله أول المشتبه بهم ...وزج اسمه بالقضية قد يضيع مستقبله ويلوث سمعة رؤى حتى لو ظهرت براءته لاحقا ...حتى الآن لم يعرف أحد بأمره هو ورؤى ...ورغم أن ضميره المهني سيحتم عليه وضع كل ما يملك من أدلة قيد التحقيق ...لكن ما يستطيع فعله حاليا ..أن يؤخر الأمر قدر المستطاع ...لعل وعسى يتمكنوا من إيجاد طرف خيط يوصلهم للقاتل الحقيقي قبل أن يتم جر اسم سيد ورؤى بالتحقيقات ..لأن وقتها ستفتح أبواب جحيم لن تغلق أبدا على كلاهما . ** بعد مرور شهرين حاولت إبعاد وجهها عن شفتيه النهمتين بصعوبة وهي تقول: " توقف ..أرجوك كفى سيدخل أحدهم ويرانا " لكنه تجاهل محاولتها قائلا بشوق ويداه تتجولان على مفاتنها بلهفة وهو يحاول إعادة اقتناص شفتيها: "فليرى من يرى...لقد اشتقت لك ...بعدي عنك جحيما لم اعد أطيقه ......أسبوع كامل لم أرك فيه ...لم لا أهدئ شوقي لكِ بقبلة تبل جفاف حلقي وترطب حر جوفي" ليثبت وجهها بكفيه بحزم ولهفة ويهبط على وجهها مستلما شفتيها بقبلة ضارية مشتاقة بينما يده تتجولان على حناياها باشتهاء والأخرى تضمها إليه بعنف جعلها تئن بمزيج من الوجع والعاطفة.. أنينها زاد من اشتعاله أكثر فكاد يفقد زمام نفسه وهو يحاول رفع حافة ثوبها وقد جن لينالها كاملة ليتسمر كلاهما مع صوت هتاف باسمها سبق فتح الباب بلحظة .... **** انتهى الفصل ...قراءة سعيدة | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|