آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree269Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-20, 08:32 PM   #1211

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Freespirit77 مشاهدة المشاركة
يعني ارمش بس ارمش الاقي شهرين عدوا .. و كمان واحد لا مؤاخذه مش مستحمل ابدا مستعجل اوي مستعجل خالص مش قادرة احدد مين هو و يمكن نقعد على كده اسبوعين بما ان الجمعة الجاية العيد ... كل سنه و انت طيبة يا رغيداااا ❤🌸🌸❤❤ بس ما ينفعش كده مش عيديه دي 😂😂
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور علي عبد مشاهدة المشاركة
حضور متأخر 💐
فصل يحمل بين طياته العديد من الاحداث المهمه
هادر وياسمين توافق وتجانس بين روحين نقيتين فكلاهما يفدؤ صديقه بنفسه وصادق في حبه لم تكن ياسمين تتقبل ان يتركهة هادر بعد ان وجدته يكفي تعامله الراقي واحتوائه وحبه الغير مشروط وتقبله لمرضها

آسر صارت له لغة خاصه تربطه بسما فوقت السكوت ولى بعيدا

ياترى مين الي قتل بسام او باسم نسيت الاسم واويحاه 🤗
ليش احس ان سهير لها دخل في قتله او قد يكون احد اباء البنات المغدورات

يعطيك العافيه يا جميله وبالتوفيق ان شاء الله 💕
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatma r مشاهدة المشاركة
مين السافل ده عيب كده 😂

كل سنة وأنت طيبة يا فري ...شفتي بقى الرمش عننا يختلف عن الآخرون هههه ..بس مهنتوش عليا اقعدكم اسبوعين رغم ربما يعلم عملت ايه عشان اكتب مع ضغط العيد

نور واحلى حضور مهما تأخرت المهم انك بجد بتنوري الرواية ...عندما يكون الحب حقيقي وصادق بيعمل بالفعل نوع من اللغة المشتركة بين الاتنين
حتعرفى النهاردة مين قتل بسام وحستنى رأيك فى الفصل اللى حرفيا اتكتب تحت الحصرا من اعمال وزيارات

حتعرفي مين السافل كمان شوية يا فاطمة


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 08:39 PM   #1212

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
تعليق سريع من الموبايل
ايه النهاااايه اللوز اللي ستنقلب الى عنب اسود
خلوني احسبها معكم
هادر قال سيتزوج بعد الامتحانات يعني الاخ خلص شهر العسل ودخل بشهر البصل 😂😂
من ياترى طيور الحب اللي انكبسوا
عندنا اكثر من احتمال
سيد ورؤى
واسر وسما
عوض وصباح

بصراحه الشبهات كلها تحوم على اسر
هو اكثرهم يده طويله ومندفع ومشتاق وعندي لوعة وصار اسبوع بعيد فهو الوحيد اللي ممكن بسافر
سيد قاعد على قلب رؤى وعوض يتكلم صعيدي
اذا اسر وسما اذا سيد هو اللي كبسهم
يانهار اسود ومطين بطين
ويبقى احتمال صغير انه سيد والكابس مسعد

بس انا راح اثبت موقفي واقول
انه الن الراوي
ولا يمكن ان يكون غير ابن الراوي
واسفر ابن الراوي لمدة اسبوع عادي جداااا
واكيد عندما يعود سيكون مشتاق لحلاله
خلص انا ثبتت هذا


هو



ابن


الراوي

بطل
المشهد


الاخير




انه


خالد الراوي وزوجته همس
والكبسه تمت من ولده الذي بدأيمشي ويتنقل بالقصر

ههههههههه
حركة تمويه مني لان من كبسهم فتح باب ودخل
المشكله كل الاحتمالات وارده
خالد وهمس في المكتب وخوفها من دخول احدهم
اسر وسما ولو احتمال بعيد لاتزال سما تحتاج فتره اطول بعد الطلاق بس احتمال وارد
سيد ورؤى لان ربما حادثة القتل سيكون لها فائده وتسرع الارتباط

تعرفين شكي اين ذهب
لشركة الذهبيه
وعندنا هناك عز الدين وساميه
والزهايمر اشتغل ونسيت اسم ابو مازن اخو ساميه
يوووووووه انا دخت
خلص انا قررت انه البك بوس اشرف كلوني
😂😂😂🌹🌹👍👍👍👍👍
😂😂🌹😷😷🌹😷😷
حبيبة قلبي الغالية أم سوسو كل سنة وأنت طيبة وبخير وصحة وسعادة أنت واسرتك ..وحشتيني جدا جدا
بصي بقى أنت اثبت موقفك وقلت اسر صح ...عايزة اعرف موقفك بعد ما تقرئي فصل النهاردة وتعرفي مين هم :heeheeh::heeheeh:
أما شركة الذهبية فتبهرك بكل اللى فيها النهاردة وحستنى رأيك فى عمايلهم
عيدك مبارك باذن الله يا قمر


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 08:46 PM   #1213

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
وترجعى تقولى انك مش شريرة

ياعنى تنطى شهرين وتقفلى القفلة اللى توقع القلب وتفتح المخيلة الوحشه دى

هو واحد فاقد لأعصابه من البعد اكيد وماصدق يعمل كدا ههههههههههههه
هادر قلبه بعد ما وقع فى رجله بفتح ابو ياسمين للباب رجعتله روحه تانى وهى بتثبت انها لسه متمسكة بيه ولابسه دبلته وكانت هتفتح الباب وكمان هو ماصدق يستغل الفرصة وطلب يكتب الكتاب كمان

الاستهتار عواقبه وحشه جدا ورؤى اتعلمت الدرس بأقصى الطرق من تجربة سيئة واقتراب من اغتصاب وغضب ونبذ من اسرتها واخيرا بجريمة قتل ممكن تضيع سمعة عيلتها وانسان برئ زى سيد

كلام سيد وهادر الاتنين صح بصراحة هادر معاه حق فى ان القانون هو اللى لازم يكون ليه السيادة الأولى والكل لازم يلجأله لعدم ضياع الحقوق .. وسيد معاه حق ان اصحاب النفوذ هما اللى بقهروا الضعيف ومحدش بيقدر يقف قدامهم

مسحوق الاطباق على وشك ياسما هههههههههه
واسر عسل والله بيقولها رأيه بكل صراحة فى الدونتس هههههههههه
سما مستغربة اسر البسيط المتفاهم جدا مع اخوها اللى فعلا كان محتاج التجربة دى عشان يظهر اسر الحقيقى اللى كان مستخبى ورا وحدته وغربته

الفصل روعه ياريدا تسلم ايدك
حبيتي الغالية مرمر أحلى أم زياد بالدنيا كل سنة وانت طيبة وعيدك سعيد ...بصي انا عوضت الشر ورغم ضغط العيد اللى انت عرفاه نزلت الفصل وحدلعكم فيه اخر دلع وحتشوفي
سما اتصرفت بطبيعتها بتاعت البنات لما تتزنق تتصرف زي الجيش مسحوق مواعين هدوم اي حاجة تنضف وتجعل الوش اكثر بياضا هههه
آسر جواه انسان وحيد محتاج لصحبة وهو معدنه طيب فقدر يندمح وعنده مرونة ...
رؤى اتعلمت درس عمرها ويا رب يبقى درس لكل بنت عشان تنتبه لنفسها وتراعي كل تصرف مهما بان لها بسيط ..كل سنة وانت طيبة وحستنى رايك النهاردة


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 08:49 PM   #1214

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Neven shanan مشاهدة المشاركة
عليكي قفلات يا رغيدا🙄🙄
كل اسبوع تحطي الواحد في حيرة للأسبوع اللي بعده
بس فصل جميل جدا بس قصير جداً
عايزين فصول طوييييييلة🥰😍
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
فصل رائع ...
سيد فى ورطة....هادر سوف يحاول مساعدتة...
المشهد الأخير اعتقد انة للقاتل
تسلم ايدك 💜💜💜
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اهات منسية مشاهدة المشاركة
فصل ضرب نار ايه ده ه سيد ناقص حمل كمان اتهام فى قضية قتل وسما وآسر هاااه وبعدين معاهم ومين دول اللى اتقفل عليهم الفصلوهيفضوا كده مخضوضين كتير للفصل الجاى باذن الله
مشكورين على المجهود
بس يا نفين القفلة مش شريرة دي كلها عواطف ..فصل النهاردة اطول واتكتب بصعوبة عشان لخمة العيد بس عشان عيونكم

زهرة حستنى رأيك لما تعرفي مين صاحب المشهد الاخير

آهات فصل النهاردة حنعوض فيه كل ضرب النار فصل عيدية لعيونكم الحلوة

كل سنة وكلكم طيبيبن وبخير


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 08:52 PM   #1215

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.عفوا لان مشاركتي جاءت متأخرة فلتوى انتهيت من الجزأين السابقين وعلقت عليهما إجمالا وبما انك لم تنتهي من الجزء فقد سارعت لالحق صديقاتي المتابعات في التعليق .بدءا أستهلالك للرواية بأشخاص الجزء الأول والثاني لهو بداية موفقة جدا خاصة في هذا اللقاء الدافئ للجميع لدى الرجل المميز محمد فكأنك بهذا تقدمين لنا مقبلات لذيذة قبل أن نلتهم تفاصيل الرواية ونستعد للتعرف علي الضيوف الجدد بها مع متابعة أحداث من لم تنتهي تفاصيل حكايتهم بعدمثل سيد وسما ورؤى وغيرهم ومازال سامح أيقونة الرواية بطبعه الحار وتعليقاته الساخرة الطريفة.اعجبني دمجك بين العالمين المختلفين في المستوى الاجتماعي فبدا غير متكلف حتي ماهي والتي لم تتخلي بعد عما اعتادت عليه إلا أنها لم تخرج عن تلك المنظومة السلسة.هذا بخلاف الكثير من التفاصيل التي تجعل العمل الأدبي ناجح جدا خاصة إذا ما كان واقعيا إلي هذا الحد.لن اطيل عليكي فاليوم أول أيام العيد واعرف أن متابعة المشاركات صعبة اساسا فلك كل الشكر علي الجهد الرائع وكل الامنيات الطيبة بقضاء عيد سعيد لك وللاسرة.

حبيبتي اولا كل سنة وأنت طيبة بجد ابهجت عيدي بمشاركتك وسعيدة بأنك لحقتنا قبل الانتهاء ..وسعيدة اكتر برأيك بالرواية واتمنى تكون مرضية حتى النهاية وكل عام وانت بألف خير :c hirolp_krackr:


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 09:06 PM   #1216

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 33
بعد مرور شهرين شقة هادر


حاولت إبعاد وجهها عن شفتيه النهمتين بصعوبة وهي تقول:
" توقف ..أرجوك كفى سيدخل أحدهم ويرانا "
لكنه تجاهل محاولتها قائلا بشوق ويداه تتجولان على مفاتنها بلهفة وهو يحاول إعادة اقتناص شفتيها:
"فليرى من يرى...لقد اشتقت لك ...بُعدي عنك جحيما لم اعد أطيقه ......أسبوع كامل لم أرك فيه ...لم لا أهدئ شوقي لكِ بقبلة تبل جفاف حلقي وترطب حر جوفي"
ليثبت وجهها بكفيه بحزم ولهفة ويهبط على وجهها مستلما شفتيها بقبلة ضارية مشتاقة بينما يده تتجولان على حناياها باشتهاء والأخرى تضمها إليه بعنف جعلها تئن بمزيج من الوجع والعاطفة..
أنينها زاد من اشتعاله أكثر فكاد يفقد زمام نفسه وهو يحاول رفع حافة ثوبها وقد جن لينالها كاملة .. ليتسمر كلاهما مع صوت هتاف باسمها سبق فتح الباب بلحظة لتدفعه ياسمين بارتباك بينما تنظر للمقبض بقلق قبل أن تتنفس الصعداء وهي تسمع صوت حماتها ينادي أمها طالبة منها أن تتركها تنهى تنظيم الحجرة وتأتي لمعاونتها بوضع باقي الحاجيات بالمطبخ ..
ما أن رأت المقبض يعود لوضعه وصوت أمها يتباعد حتى زفرت براحة وحاولت تعديل هيئتها المشعثة ثم رمقت هادر بجانب عينها لتتسمر يدها التي كانت تحاول تسوية شعرها وهي ترى وجهه مطرقا بانغلاق وكفه منقبضا بتشدد يطرق بها جبينه بعنف أجفلها فهمست باسمه قلقة .
رفع عينيه لها وأخذ يحدق بعينيها وهو يحاول تنظيم أنفاسه قبل أن يقترب ليضمها بنعومة وهو يقول بآسف:
"سامحيني حبيبتي ...شوقي لكِ بعد غياب أسبوع بتلك المهمة كاد يجعلني أجن وأتخطى المسموح ..لأول مرة اشعر بالسعادة لمقاطعة والدتك لنا...لو كانت تأخرت بضع دقائق ربما حدث ما لا يحمد عقباه"
احتقن وجه ياسمين أكثر وسألت وأنفاسها تلامس فكه حيث تستكين برأسها فوق كتفه:
"لم شعرت بالذنب هذه المرة ..ليست أول مرة تقبلني ...لقد فعلتها كثيرا منذ عقدنا قراننا؟!"
مد كفيه وأبعد وجهها عن كتفه محتويا إياه وهو يقول :
"نعم لكنها المرة الأولى التي أصل لهذا المدى من التجاوز و فقدان السيطرة ...رغم كل عشقي وشوقي ولهفتي لوصالك ..لكني أبدا لم أكن لأتجاوز الحد المسموح قبل الزفاف ...ستزفين لي بثوب ابيض طاهر مثلك ...لن أتسبب لك بلحظة قلق أو خوف من مجهول "
نظرت له بعينيها البحريتين البريئتين وقالت بخجل:
"أنا أثق بك هادر ...ثم.. زفافنا بعد ثلاثة أيام"
ابتسم بعشق لعينيها ومال مقبلا جبينها وهو يقول:
"وأنا لا أضمن عمري ساعة واحدة فما بالك بثلاثة أيام...فكيف أنسى نفسي وأجعل شوقي يتغلب على خوفي عليك ..ماذا لو أصابني شيء قبل زفافنا (منع محاولتها مقاطعته متجاهلا نظرتها الجزعة مكملا)
"حبيبتي ..لا أحد يضمن عمره لحظة ...ما كاد يحدث بيننا خطأ كبير مني ...كان يجب أن أكون أكثر حرصا ومراعاة للحدود بيننا حتى يجمعنا بيتا واحدا أمام الناس"
ردت مرتبكة بصوت يحمل انقباضا من حديثه عن الموت:
"لا تذكر الموت أرجوك ..حفظك الله وأدامك لي ثم ..آ (عضت شفتها السفلى وأسبلت عينها وقالت) أنا أيضا أخطأت وسمحت لك بالتمادي.. كنت مشتاقة لك كثيرا فلم أكن حازمة كالعادة بمنعك"
رد بابتسامة متسامحة وهو يعيدها لحضنه:
" لكنى الأكبر والأكثر وعيا وخبرة ..أنا من يجب أن أحميك ...أنا احبك ياسمين ..هذا معناه..أن أرعاك وأحميك و أخاف عليك حتى من نفسي ..أن احافظ عليك من أي فعل أو تصرف متهور قد يؤذيك يوما ولو باحتمال ضئيل ..وإتمام الزفاف قبل موعده المقرر اذى حبيبتي ..أمر لا يجب ولا يجوز حتى يشهر زفافنا أمام الناس ولو كان الباقي ساعة واحدة لا يجب تخطي الوقت "
سألته بحيرة :
"لكنك أخبرتني أني حلالك ما أن عقدنا القران ..وكنت دوما تضمني وتقبلني مخبرا إياي أن ما نفعله ليس خطأ أو حرام"
ابتسم موضحا:
"نعم حبيبتي ..العقد بيننا يتيح لي بعض الحرية فأنت بحكم الشرع والقانون أصبحت زوجتي ...لكن هناك خط أحمر لا يجوز تخطيه حتى بوجود العقد ...فالعرف والعادات لا تعترف إلا بزفاف معلن ...ولو حدث لى شيء( شهقت وابتعدت رافعة كفها محاولة إغلاق فمه بأصابعها فقبلهم مبتسما وأبعدهم وهو يكمل) لو حدث فالجميع سيتوقع انك ما زلت فتاة عذراء ...وهذا ما يجب أن يكون "
قاطع حوارهما رنين جرس الباب فابتعدت عنه بارتباك وتحركت ناحية المرآة ترتب نفسها وهي تقول:
"لابد أنها رؤى ..أخبرتني أنها ستلحق بي هنا لننهي فرش وترتيب المكان"
مرر هادر أصابعه بشعره وأعاد تنظيم قميصه والبنطال وهو يقول :
"كيف حالها الآن؟"
ردت ياسمين بحزن:
"لم تعد كما كانت هادر ..أنا قلقة عليها ...كأنها ليست صديقتي المجنونة الشقية ...بها شيء انطفأ "
اقترب منها هادر بينما يسمع أصوات ترحيب أمه وحماته برؤى وحديثهم معها ليربت على كتفها قائلا :
"فترة وستمر ...وتعود لسالف عهدها ...لا تقلقي ..ما مرت به لم يكن سهلا ..امنحيها بعض الوقت ولا تحاولي الضغط عليها "
أومأت برأسها بينما تفتح أمه الباب هاتفة بسعادة :
"ياسمين ..لقد حضرت رؤى لتساعدك "
أخذت تنقل نظرها بينهما ثم حركتها لتمر على الحجرة التي ما زالت مكدسة بالحقائب المغلقة والملقاة أرضا والدولاب المفتوح ما زال فارغا لترفع حاجبها وتقول بسخرية مازحة:
"ما شاء الله يبدو أنك عاونتها كثيرا بالتنظيم والترتيب هادر أعتقد نكتفي بهذا القدر من المعاونة ونتركها مع صديقتها حتى تنتهيا وإلا سيأتي موعد الزفاف وما زلنا لم نخرج مفرش السرير من حقيبته حتى ..وأنت تعال معي لتضع الأواني التي احضروها للمطبخ بالرفوف العلوية فلا أنا ولا أمها استطعنا الوصول لها "
تنحنح هادر وقال وهو يمر من جوار أمه :
"ما بالك يا حنون ..هل ستتحولين لحماه ..انظري كيف أحرجت عروسي وجعلتها تذوب خجلا "
ضربته حنان على كتفه وهو يمر من جوارها بينما تغمز لياسمين المحتقنة الوجه وهي تقول بسعادة:
"لا تتدخل ببيني وبين ابنتي يا فتى وهيا معي ..نريد الاستفادة من طولك هذا "
لتلتفت للخلف وهي تنادي:
"يا رؤى ...ما بالك يا فتاة تقفين عندك هكذا تعالي لتعاوني صديقتك نريد أن ننتهي "
دخلت رؤى بعد أن حيت هادر بإيماء فاترة النظرات لا تشبه رؤى القديمة ثم مرت من جوار حنان التي ربتت على خدها بمحبة وخرجت مغلقة الباب تاركة الصديقتين..فاقتربت رؤى مقبلة ياسمين وهي تقول لها :
"أعتذر عن التأخير ..أبي كان لديه بعض العمل وتعرفين أنه يصر أن يوصلني لكل مكان...الآن من أين نبدأ"
قالتها وهي تلتفت حولها لكن يد ياسمين شدتها من ذراعها قائلة:
"حتى متى رؤى ...حتى متى ستبقين هكذا"
تجمدت رؤى للحظة قبل أن تستدير لصديقتها تسألها بفتور بات ملازما لها مؤخرا:
"ماذا تعنين؟ ...أنا بخير أمامك ...ألن تكفي عن تكرار نفس الحديث كلما رأيتني "
سحبت ذراعها ببعض الحدة وتحركت ناحية احد الحقائب وانحنت لرفعها فوق السرير وبدأت بفتحها وإخراج ما فيها وهي تقول متجاهلة نظرات ياسمين الممتعضة :
"هذه حقيبة الملاءات والمفارش سأخرجها واضع الملون بجانب والسادة بجانب ...و"
قاطعتها ياسمين وهي تتخصر بغضب"
"رؤى دعي المفارش اللعينة الآن لن تذهب لمكان وتحدثي معي ...الى متى ستظلين على هذه الحالة من الفتور ...والانعزال ...منذ انهينا الاختبارات قبل شهر وأنت منعزلة صامتة ..تكادين لا تخرجين إلا إن جررتك جرا معي ...دوما صامتة ...أنظري لنفسك بالمرآة ...وجهك شاحب ...جسدك ازداد نحولا كما لو كنت لا تأكلين ...حتى ملابسك ...هل هذه رؤى التي كانت تثير جنوني بهوسها بالملابس والموضة ...وتصك رأسي بحديثها عن تنسيق الحقائب مع الحذاء ولون الحزام الذي لابد أن يتناسب مع لا ادري ماذا ؟ أنت تقريبا لا تغيرين هذا البنطال الجينز البالي وتلك البلوزة المتهدلة ..."
نظرت لها رؤى بانهزام وألقت ما في يدها فوق السرير العاري من الفرش وسقطت جالسة على حافته قائلة بوجع خافت:
"وكيف يفترض أن أبدو؟..كيف ستكون حالة فتاة كادت تنتهك .. لينقذها شاب تحــ ( عضت على شفتها دون أن تكمل الكلمة لتضيف بعدها) من حقير خدعها مع زميلة لها وركبت معهما سيارته وذهبت لمكان بعيد لتحضر حفلا دون اذن من أهلها أو علم من أحد ..ليكتمل حظها التعس فيُقتل الحقير الذي استدرجها و كاد يقضي على مستقبلها وكادت تتورط بالجريمة.. لولا ستر الله "
اقتربت منها ياسمين لتحتضن رأسها قائلة:
"والحمد لله نجاك ..والأمر مر على خير ...حتى علاقتك بأبيك تحسنت جدا كما أخبرتني منذ صارحته بما أخبرك به هادر خوفا عليه أن يتم استدعائك ويفاجئ بالأمر ووعدته أنك لن تخفي عنه هو وأمك أي أمر بعد ذلك "
أطرقت وهي تبعد رأسها عن حضن صديقتها قائلة:
"ربما كان الخير الوحيد من تلك المصيبة هو تحسن علاقتي بأبي ...رغم وجع وصعوبة ما حدث إلا أن تلك المصيبة قربتنا من بعضنا..أصبحنا نجلس معا جميعا ونتحدث سويا بتفاصيل يومنا ( التوى فمها بابتسامة مريرة وهي تقول) مالك وعبد الوهاب يشعران بالغيظ من تجمع ساعة الأسرة الإجباري الذي أصبح أبي وأمي يفرضاه علينا كل مساء مغلقا الانترنت ومانعا الهواتف أو أى أجهزة الكترونية ..لكني اعترف أن الأمر رغم غرابته بالبداية وضيق التوأم لكننا بدأنا نعتاده و قربنا من بعضنا ...لكن"
رفعت وجهها لصديقتها مضيفة بوجع:
"المشكلة في أنا ياسمين ..أنا ما زلت غاضبة من غبائي ..ناقمة على الحقير رغم ما جرى له ...غير قادرة على النسيان أو تخطي الأمر... أشعر أن بداخلي شيء أختلف لم يعد يشبهني ...لم اعد غير مبالية أو مهتمة كما كنت عندما ارتكب خطأ بالماضي ...أصبحت لا أكف عن لوم نفسي ..كيف كنت بهذا الغباء ..كيف كدت أضيع لمجرد ترددي وحرجي أن أقول لا لأمر استشعرت خطأه منذ البداية ...كيف ولما ويا ليت لم يكفوا بعد عن الدوران برأسي (وعادت للإطراق وهي تضيف) أعرف أن الأمر خطأ ويستهلكني كما اخبرتني قبلا ...لكني غير قادرة على منع عقلي من الدوران بتلك الدوامة من اللوم ...وهناك سيد ...دوما يتواجد بأفكاري رغما عني ...كيف يمكنني تخطي ما حدث والقبول بطلبه المتكرر بخطبتي..كيف يمكن أن أنظر بعينيه دون أن أرى انعكاس اسئلتي اللائمة و مع حدث فيهما"
زفرت ياسمين وهي تدفعها بكفها لتزيحها قليلا وتجلس جوارها قائلة بنزق:
"رؤى حبيبتي ..أرجوك ...لن تظلي تعيشي أجواء الدراما الكئيبة هذه باقي حياتك ...هذا لا ينفع ..لابد أن تنسي وتتجاوزي ما حدث ..موقف مر بك ..صعب لا أنكر ...لكن الله سلم ...تجاوزيه وعيشي ...أخطأت وعوقبت بما يكفي ...و تعلمت درس عمرك ..نقطة وانتهى السطر ..ثم ...هذا المسكين المتيم ..حرام عليك ..أشفقي عليه ..أكلت الشمس رأسه وهو يأتي كل يوم امتحان لنا يقف على باب الجامعة لينظر لك من بعيد عند دخولك وخروجك كما لو كان روميو ينظر لحبيبته من وراء الشجرة "
نظرت لها بعيون غشيها الدمع قائلة:
"كيف انظر بعينيه ياسمين كيف أواجهه ؟..سأتذكر ما رآه وأموت قهرا لو رأيت بعينيه نظرة لوم أو احتقار"
صرخت ياسمين حنقا وهي تقول:
"أى احتقار هذا يا غبية وهو يقف على باب الجامعة كالمتسولين تاركا ما وراءه لأجل نظرة من عينيك وأنت لا تحني بها عليه ... ورغم ذلك لا يكف عن الحضور متقبلا تعنيف وزجر أبيك له كل مرة يراه عندما يوصلك ويلمحه واقفا.. "
التوى فم رؤى بابتسامة حزينة وهي تقول:
"أبي يكاد يجن منه ...يقول انه لا يكف عن الاتصال به و مطاردته كل يوم وفى كل مكان مجددا طلبه بالزواج ولا يعترف بأي رفض من قبلنا"
تنهدت ياسمين قائلة:
"آه من الحب ..والله يا رؤى انك لمحظوظة الرجل يكاد يقبل الإقدام لتقبلوا به ...ماذا تريدين أكثر لتتأكدي من صدق مشاعره وبأن ما حدث لا يفرق معه "
طرقات على الباب أراحتها من عناء الرد على هذا الموضوع الذي أنهكها التفكير فيه طوال الفترة الماضية منذ صارحها أبيها برغبة سيد وإصراره على طلبها ومخاوفه من أن يؤثر ما حدث على علاقتهما لو ارتبطا..
دخل هادر مبتسما بعد سماعه إذن ياسمين :
"ليرفع حاجبه وهو يدير وجهه على المكان الذي ما زال على حاله ليقول ضاحكا :
"يبدو أن تلك الحجرة ليس مقدرا لها أن تنتهي ..( ليضيف متهكما ) عزيزتي هلا أرحت نفسك من مجهود الحديث مع صديقتك قليلا وأتيت للمطبخ لفك الاشتباك بين والدتينا حول أماكن ترتيب الأكواب وأطقم الأطباق المتعددة التي لا ارى فائدتها ولا أعرف لم اشتريتها أصلا رغم إخباري إياك أننا لا نحتاج شيئا طالما سنعيش مع والداي "
ضحكت وهي تقف قائلة:
"شراء أدوات المطبخ هو أحد تفاصيل تجهيزات الزواج التي تسعد الفتيات"
لتتحرك ناحيته وهي تقول بينما تتعالى الأصوات من ناحية المطبخ :
" يا الهي لم يكفا عن الشجار طوال اليوم ...سأذهب قبل أن يدمرا أطباقي الثمينة وهما يتجاذبانها ..سأعود سريعا رؤى أكملي أنت"
خرجت سريعا بينما ظل هادر واقفا مستندا بظهره على الباب المفتوح ومربعا يديه وهو يقول مازحا:
"تكمل ماذا بالضبط ..أنتما تثرثران عزيزتي لا ترتبان شيئا"
تنحنحت رؤى بحرج ووقفت تعيد الإمساك بعلب أطقم المفروشات وفتحت أولها مخرجة إياه ..والتفتت تبحث عن مكان تضع به العلبة الفارغة لتلمح وقفت هادر ونظراته المتمعنة لها فاحمرت ونظرت له بتساؤل فبادرها قائلا:
"هل أنت بخير؟"
هزت رأسها دون رد...فابتسم قائلا بخفوت دون أن يتحرك:
"رؤى ...سيد رجل جيد ... ويحبك ..ألن تعيدي التفكير وتعطيه فرصة ...اخشي أن يجن قريبا ويصبح ذنبه برقبتك ويطلقون عليه مجنون رؤى ...إنه لا يكف عن الاتصال بي وسؤالي عنك وطلب وساطتي أنا وياسمين عندك لعلنا نلين رأسك "
ازدردت لعابها وشتت نظراتها بعيدا بينما تقترب منه وهي تحتضن طقم الملاءات الذي أخرجته متجاهلة حديثه عن سيد لتسأله بقلق:
"هادر ...هل انتهى التحقيق تماما ...تأكدتم أن صديقه الذي قبضتم عليه هو من قتله؟..ألن يكون هناك أي احتمالية للخطأ لوجود خطأ وإعادة التحقيق والبحث ؟"
نظر لها للحظات قبل أن يجيبها مطمئنا:
"الأمر انتهى تماما رؤى لا تقلقي ...القاتل اعترف لحسن الحظ ..كما أخبرتك سابقا ونُشر بكل مكان ..عندما قبضنا عليه أنهار بعدما واجهناه بالأدلة ...وخاصة الفيديو الذي تم التقاطه من أحد الاستراحات على الطريق يظهر مروره قبل باسم بدقائق رغم أنه قبلا أنكر أنه رآه وادعى انه لم يكن بالعاصمة يومها "
كانت الأصوات تتعالى من المطبخ ويبدو أن الجدال ازداد بوجود ياسمين لكن كلاهما تجاهلها ...دعكت رؤى القماش دون شعور بين يديها وهي تقول باختناق :
"الحمد لله ...لقد عشت أسبوعا من الجحيم كنت ارتعب كلما طُرق الباب خوفا أن تكونوا قادمين للقبض علي"
رد عليها متعاطفا:
"الحمد لله أن استطعنا الوصول للجاني بسرعة دون أن نحتاج لاستدعاء كل من ورد اسمه بالأوراق "
نظرت له رؤى بعيون دامعة وقالت باختناق :
"الفتيات اللاتي تم استدعائهم خلال الأسبوع قبل القبض على القاتل فُضحن يا هادر ...الجرائد ومواقع التواصل نهشتهن نهشا ..سمعت أن إحداهن حاولت الانتحار بسبب ما تعرضت له هجوم واتهامات ..لمَ يتركون الجاني وينهشون الضحايا"
زفر هادر بضيق وحاول مواساتها قائلا:
"الفتيات اللاتي تم استدعائهم كن محل شك لوجود فيديوهات مصورة لهن معه ...بغض النظر عن كونها بالتراضي أو بالضغط لكنهن كن الأقرب لدائرة الاشتباه ولم نستطع تلافي استدعائهن"
كنا نؤجل التحقيق مع صاحبات الأسماء الصور العابرة للنهاية وهذا ما أفادك ...إحدى هؤلاء الفتيات ممن لها فيديو فاضح معه هي شقيقة الجاني ..(ليلتوي فمه بقرف وهو يضيف)داين تدان ...كان رفيقه وصديقه المقرب أدخله بيته فكانت النتيجة أنه اغوى أخته وغرر بها...... كانا رفيقي سوء .. يتلاعبان بالفتيات دون خوف من الله ...لذا عاقبهما الله بيديهما ..كلاهما نال جزاء أفعالهما"
قالت رؤى بحرقة:
"وما ذنب الفتيات هادر ..وما ذنبي وذنب غيري لو كانت أسمائنا ظهرت بتلك القضية الحقيرة كنا سنفضح نحن وأسرنا بلا ذنب ...الناس حتى اليوم لا يكفون عن الحديث عنه وجلد كل فتاة ساقها سوء حظها ليتم استدعائها بالتحقيقات ... حتى سهر ابنة عمه نفسها رغم حقارتها وما فعلته معي لم استطع إلا أن أشفق عليها عندما حضرت أول يوم بالامتحانات فتعرضت لهجوم مهين من بعض زملائنا ...والسخرية أن أكثرهم كانوا قبلا يتقربون منها وهي تترفع عليهم ...لقد أهانوها وسبوها والقوا عليها بالتهم حتى خرجت منهارة دون أن تدخل الاختبار ...لم تنقذها حتى مكانة أسرتها ..وقد ابتعد عنها الجميع حتى من كانوا يتزلفون لها"
نظر لها هادر قائلا بحزم:
" لن نتحدث عن قريبته تلك ...فليست موضوعنا ..وأظن مما سمعته من ياسمين ان أبيها سحب أوراقها وستكمل تعليمها بالخارج...لكن الفتيات الأخريات وأنت منهم ذنبكم أنكم وضعتم أنفسكم محل شبهة ...ربما لم تتجاوز أغلبكن الحدود لكن بالتأكيد اقتربتن منها بتهاونكن وثقتكن الزائدة بأنفسكم "
نظرت له بخزي هامسة:
"أنت تراني مخطئة وربما تشعر بالرغبة أن تبتعد ياسمين عني ...فما بال سيد! "
عقد هادر حاجبيه ونظر لها بدهشة قبل أن يهتف بحدة:
"ما هذا الغباء رؤى ..أنت اعز صديقات ياسمين ..ويعلم الله أني اعتبرك كأختي ..وأنا أنصحك لا ألومك ...كلنا نخطئ وكلنا نحتاج للتنبيه من وقت لآخر لنصحح مساراتنا ...سيد يحبك ..لا تخلطي الأوراق ...هو نفسه ليس ملاكا ..أنا لا أقول لك وافقي عليه وأنت منكسرة أو تشعرين بالنقص ..بل وافقي لأنه يحبك وأنت أيضا تحملين له مشاعر ..وافقي وانت ترفعين رأسك عاليا وتضعين عينيك بعينيه بثقة فما مر بك مهما كان..حدث وهو لا يملك عليك حق ولا يحق له حسابك عليه وإن حدث وفعل ما يجرحك أو يهينك أو يقلل منك فاتركيه دون أن ترفي بجفنك ...لكن لا ترفضيه من أجل الخوف والظنون ..فكرى بعيدا عن ما حدث لك حتى لا تندمين يوما على ضياع حب قد لا يتكرر ثانية"
كانت الأصوات التي كانت قد هدأت للحظات عادت للتعالي أكثر فزفر بحنق وقال مازحا :
" سأذهب لأفك الاشتباك ..وأنت ابدئي بالعمل على هذه الغرفة المنحوسة فأنا سأتزوج بها حتى لو ظلت بحالتها تلك "
ابتسمت رؤى بود وهي تنظر لظهره بامتنان وهو يبتعد ناحية المطبخ.. ثم شردت فيما قال
هل تملك الجرأة لمواجهة سيد وفتح صفحة جديدة معه؟ ..
هل تستطيع أن تفعلها خاصة وأنها لا تزال تحبه .. واشتاقت إليه بشدة وتتملكها حاجة ماسة لوجوده في المحيط؟
هل تستطيع أن تخاطر ؟!
***********


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 09:09 PM   #1217

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

شركة الذهبية
"شهاوي ...شهاوي ..أنت يا رجل ...هل أصبت بالعمى أيضا مع ضعف السمع لي ربع ساعة أشير لك "
قالها محمود بنزق وصوت خفيض وهو يقف على باب المطبخ الصغير بالشركة ويتلفت خلفه بوجل بينما يأتيه رد شهاوي مستهزئا:
"لن اصنع لك القهوة يا أستاذ محمود ...لست على استعداد لتحمل لسان السيدة زوجتك ...وهي أكدت على ألا اصنعها لك وإلا ستتشاجر معي وتسمعني سموم لسانها..تصرف معها واجعلها تطلبها مني وأنا اصنعها لك"
اخرج محمود من جيبه عشرة جنيهات ومدها له وهو يعود للتلفت خلفه قائلا بخفوت:
"خذ هذه واصنعها لى بسرعة وسأشربها هنا دون أن تنتبه ..هيا يا رجل ولا تدعي أنك لا تسمعني"
قام شهاوي من كرسيه واتجه ناحيته ليخطف النقود يدسها بجيبه وهو يدمدم بهمس ساخر بينما يذهب للسخان الصغير:
"رجال آخر زمن ...يخاف من زوجته"
رد عليه محمود نزقا وقال :
"سمعتك على فكرة ...وللعلم أنا لا أخاف من زوجتي ...فقط لا أريد أن أضايقها ... إنها قلقة لأجلى أساسا فهي تخاف على صحتي لأن الطبيب منعني من القهوة بسبب قرحة معدتي "
رفع شهاوي حاجبه ورد معاندا:
"وما دمت مريضا لماذا تشربها ...وإذا أردت أن تشربها فما شأنها هي أنت الرجل فافعل ما تريد ...هيييه عجبت لك يا زمن! ...أين أيام ما كان الرجل يتنحنح فقط فتجرى زوجته لتقبع تحت قدميه ...جيل أخر زمن يتركون زوجاتهم يتحكموا بهم ...يجب أن تخشوشن وتشد عليها أكثر حتى لا يفلت لجامها منك"
"من هذه التي تحتاج للجام أيها العجوز الخرف..وأنت محمود هل عدت لشرب القهوة ؟"
أنتفض كلاهما هلعا مع صرخة نسرين التي جعلت دالة القهوة تسقط من كف شهاوي ليتناثر ما بها أرضا ومحمود يستدير فزعا وهو يقول مدافعا:
"مرحبا نسرين ...أي قهوة ...انني اطلب منه كوب ينسون ...ينسووون ..هل الينسون ممنوع ايضا"
رفعت حاجبها تناظره بعدم تصديق وهي تنقل عينيها بينه وبين القهوة المسكوبة التي يجففها شهاوى وهو يدمدم غيظا بهمهمات غير مفهومة بينما محمود يتهرب قائلا:
"تلك القهوة لم تكن لي ...لقد كان يصنعها لـ..لـ"
لم يكمل وصمت بضيق وهو ينظر لها بينما تضع إحدى كفيها بوسطها وتنظر له كناظرة مدرسة صارمة من فوق نظارتها الساقطة على أرنبة انفها فهتف بغيظ وشخرة شهاوي الهازئة تصل له مهيجة لأعصابه:
"اللعنة نسرين أنا لست طفلا أمامك تحددي له طعامه وشرابه ...أنا أحتاج لقدح القهوة...وبدونه أصاب بالصداع "
ليتركها بحدة وهو يتجه ناحية مكتبة قائلا بغضب:
"هذه ليست طريقة حياة ..ألا تراني رجلا أمامها ...تقوم كل ساعة بحملة تفتيش علي"
طالعت ظهره المبتعد بقلق وهي تتساءل إن كانت زادتها عليه ..تعترف أنها أصبحت تتحكم كثيرا فيما يأكل ويشرب خاصة منذ أسبوعين عندما إصابته نوبة ألم شديد بمنتصف الليل استدعت جلبهم للطبيب الذي طلب بعض الفحوص واتضح أن لديه قرحة ملتهبة هي سبب آلامه الشديدة ووضع له قائمة بالأطعمة والمشروبات الممنوعة وهي تطبقها بقوة...لمَا لا يفهم أن تصرفاتها ناتجة عن خوفها عليه...لقد كادت تموت رعبا ليلتها وهو يتلوى ألما دون أن يعرفوا السبب .. محمود لم يعد مجرد زوج قبلت به حتى لا تكمل حياتها وحيدة ..ليس مجرد ظل رجل يبقى بجوارها.... بل إنه عوض الدنيا لها بعد طول عذاب ..إنه فارس أحلام مراهقتها التي رزقت به بعد تجربة مريرة ..حنون ...طيب ...مراعي ..إنه من صالحتها به دنياها ...فكيف لا تخاف عليه بشدة.. لكن أتراها تجاوزت الحد وصارت تضيق عليه الخناق دون أن تنتبه ..أفاقت من شرودها على صوت شهاوي خلف ظهرها يقول بلوم منتقد :
"الرجل سيهرب منك هكذا والله ...لا يوجد رجل يتحمل أن تملى زوجته عليه الأوامر ...والله لو أنك زوجتي لطلقتك أو تزوجت عليك "
التفتت له بحدة وقالت بغيظ :
"والله ان زوجتك رحمها الله لها الجنة لأنها عاشت معك ...لابد أنها ماتت لتهرب من عشرتك ..اسمع كف عن حشر انفك بيني وبين زوجي ...وهيا اذهب لمحل **** كتبت لك العنوان سيرسلون معك أحبارا للطابعة نحتاجها عاجلا ومندوبهم غير موجود ....لقد هاتفتهم وسينتظرونك ليسلمونك علبة بها المطلوب... ولا تتأخر فنحن نحتاج تلك الأحبار بسرعة "
مدت يدها له بورقة العنوان فأشاح بوجهه قائلا :
"تريدين أن احضر لك عناب ...لا اعرف محلات قريبة تبيع العناب"
نظرت له بحدة وصرخت بوجهه قائلة:
"شهااااوي ...كف عن الخبث ...ولا تدعي الصمم الآن ..انت تسمع دبة النملة عندما تريد ..ويصيبك الصمم عند العمل ...قسما بالله لو لم تذهب وتعود سريعا لأرفعن اسمك من كشف المكافآت التي قررها السيد عز بمناسبة العقد الدعائي الجديد"
نظر لها بحقد وشد الورقة من يدها وخرج مهمها بكلمات عن النساء المتجبرات وحكم (قراقوش) لكنها لم تهتم بل ظلت واقفة للحظات تتطلع لدالة القهوة ...ثم تحركت باستسلام ناحيتها مقررة صنعها لمحمود فهي لن تتحمل غضبه منها ..أو رغبته بشيء لا تحققه له ..لكنها ستحاول مساومته بما يضمن صحته ...محمود يستحق أن تسترضيه ..فكم راضاها وجبر كسر روحها ...
غامت عينيها وهي تتذكر زفافهم قبل أكثر من شهر بعد العيد بيومين ..لقد فوجئت بزيارته مع شقيقتيه قبلها.. تحديدا يوم العيد رافعا قدرها أمام أخوها وزوجته التي كانت تتميز حقدا وهي ترى الهدايا التي حملوها إليها ...حلوى وفواكه .. وخاتم ذهبي رائع رغم بساطته .. ومبلغ نقدي أخبرها أنه عيديتها وانه سيمنحها كل عام عيديه كما يفعل مع شقيقاته...أما المفاجأة الأجمل فكانت الحقيبة القماشية التي أحضرتها سامية وأخرجت منها ثوبا لم ترى بجماله ورقته مخبرة إياها أنه هدية زفافها أحضرته لها من رحلتها ...
لقد بهرها بروعته فلم تتخيل أن ترتدي ثوبا بمثل أناقته يومها ...بل كانت ستكتفي بطقم عملي أنيق وبسيط تنورة وجاكت بلون ازرق قاتم اشترته قبلها بعدة أيام ...طقما يصلح للعمل بعد ذلك فلا تهدر فيه المال ...ولا يكسر قتامة لونه إلا بلوزة ستان بيضاء بربطة فراشية ضخمة تظهر من فتحة الجاكت ...لكن هذا ..هذا كان فوق أحلامها .
كان عبارة عن فستان طويل بأكمام طويلة ضيقة يحدد تفاصيل جذعها ثم ينسدل باتساع حتى الأرض من طبقتين طبقة ناعمة من الشيفون الطري الناعم باللون البيج ذي لمعة بسيطة وفوقها طبقا أخرى مفتوحة حتى الأرض من قماش التل الأبيض الشفاف مطرز من نهايات الطرفين طوليا من الرقبة حتى الأرض بشغل بارز من اللون الأبيض .. كان مميزا وناعما وشديد الأنوثة .
تنهدت نسرين وتحركت لتغسل الفنجان والدالة جيدا وهي تفكر أن محمود لم يكتفي بذلك بل حجز لها يوم الزفاف بمركز تجميل أصر عليها أن تذهب إليه ورافقتها شقيقتاه ...عاملها كما لو كانت عروسا بكرا يحق لها الدلال ...وعندما انتهت كان هناك عدة سيارات مزينة جابت بهم شوارع العاصمة وتوقفت عند كورنيش النيل لتفاجئ به يطلب منها النزول ...حيث توقف الجميع لتجد فرقة زفة بسيطة بانتظارهم ...قضوا هناك ساعة كانت من أجمل الساعات في عمرها وهي ترى أصدقائهم وأحبائهم يغنون ويرقصون ...
اتسعت ابتسامتها وهي تتذكر أن السيد عز بنفسه رقص أمامها هو و مدحت الذي كان حاضرا مع زوجته ......وجذبوا معهم محمود الذي شاركهم الرقص باستحياء وحرج على دقات الدفوف والمزمار البلدي حتى ...يوسف زوج شقيقته وشاكر أخيها رقصوا معهم ..
آه كم كانت ساعة رائعة .....
أغمضت عينيها خفرا وهي تتذكر ما حدث بعدها ..فوضعت الدالة على النار وهي تبتسم خجلا بينما تتذكر تلك اللحظة التي أغلق محمود بها باب الشقة بعد أن انسحب الجميع...كانا وحدهما بعدما أخذت رباب الطفلين ليبتا معها عدة أيام كما أخبرتها بغمزه شقية حتى يخلو لهما الجو ...ورغم أنها كانت مشتاقة لهما وخاصة أنها لم ترهما من قبل العيد بيومين لانشغالها بتجهيز أشيائها مكتفية بمهاتفتهما عدة مرات يوميا ...لقد تعلقت بهما وتعلقا بها ..خاصة الصغيرة روان التي لا تكف الحديث معها كل ساعة هاتفيا تحكي لها كل شيء وتشتكي لها إن ضايقها احد .. تأخذ مجامع قلبها بندائها لها بماما ....وينعصر قلبها شوقا وسعادة وهي تسألها متى ستأتي لتقيم معها لأنها تريد المبيت بحضنها ...وكم يشتاق هذا الحضن لضمها ...لكنها لم تستطع رفض مبيتها مع رباب ليلتها حرجا من تلميحات شقيقة زوجها الصغرى الوقحة عن أخيها الذي طال صومه ولابد أنه ينتظر ليلة زفافه ليعوض حرمان السنوات الماضية ..
تعترف أن كلام رباب أقلقها ... صحيح هي ليست عذراء خجولة وقد سبق لها الزواج لسنوات عدة ...لكنها ستكون مع رجل جديد ...لم تآلفه ..ولا تعرف طباعه جيدا..تشعر بالقلق حول كيفية تعاملها معه بالأمور الحميمة والخوف أن لا تعجبه وترضيه كأنثى...خوف بدده محمود كل ليلة منذ تزوجا ...انتبهت لحظتها لأن القهوة تكاد تفور فرفعتها بسرعة وصبتها بالفنجان واتجهت لحجرة مكتبه لتسترضيه..وتساومه على قدح واحد كل يوم تصنعه له بنفسها ...

مكتب عز
حاولت التملص من يديه بصعوبة وهي تقول له بعتاب لاهث
عز توقف ... ستفضحنا نحن بالمكتب أحد الموظفين...أو حتى ابنك سيدخل علينا بأي لحظة ماذا سيقول علينا عنده !! "
تجاهل محاولتها الإفلات وهو يستمر بملاحقة فمها يمينا ويسارا بينما تهرب بوجهها منه ليهبط رافعا طرف حجابها كاشفا عن عنقها ليقبله بشدة جعلتها تئن بمزيج من الألم والمتعة فوبخته بدلال:
"عز حرام عليك ..جسدى تحول لنقوش زرقاء بسببك ......أصبحت مثار سخرية رباب ونسرين كلما جلستا معي بسبب تلك العلامات الفاضحة التي تتركها على عنقي ونحري"
صعد برأسه بسرعة مقتنصا شفتيها بقبلة ملتهبة قطعت أنفاسها ...ليبتعد سنتيمرات وهو يقول لها لاهثا
"..ماذا افعل وأنا لا أشبع منك يا تفاحتي ..آه ما أشهاك ...أريد أن أعوض معك سنوات العمر الماضية ...كل ليلة حلمت بك واستيقظت فلم أجدك بجواري ...أنا احبك سامية احبك جدا"
...عاد لتقبيلها من جديد بشوق أكبر ...كما لو كان بالإمكان أن يكون هناك ما هو اكبر ...
عز يثبت لها يوما بعد يوم أن السعادة ليست مرتبطة بعمر ...فقد رزقها الله إياها وهي تقترب من الخمسين ...منحها نهرا فياضا من العشق والعطاء يسمى عز ...نهرا يفيض عليها كل يوم بخيراته وعطاياه ..ماء زلالا يروى جفاف وقحط أيامها العجاف ...
آه مكتومة أفلتت من فمها مع عضته الخفيفة لخدها وهو يقول لها بصوت أثقلته المشاعر:
"ما أجمل خدك الخمري ...ما أحلاك تفاحتي الشهية ..أنا لا اشبع من قضمك..أنت فاكهة الجنة التي وهبها الله لي بعدما ظننت أن الحرمان مكتوب علي "
تنهدت باستسلام لفيض شوقه وهي تضمه لصدرها ...عز حبيبها وعوض زمانها ...غيثها بعدما ظنت أنها ستعيش وتموت وحيدة كأرض بور لن ترتوي يوما حتى تتحجر تربتها ليكون هو مطرها بعد عطش السنين ..من سقى أرضها حتى ارتوت وأينعت...نعم ..أينعت وأضحت أكثر روعة كما لو استعادت شبابها وصارت أكثر صبا وجمال ...لم تشعر جواره بالنقص أو الخزي كما كانت تخشى...علمها أن لا تهتم بتلك النظرات المستهينة أو المنتقصة وهو يأخذها معه لكل حفل أو تجمع يضطر لحضوره ...ولأجله صارت تتجاهل تلك النظرات والهمسات المحتقرة عن وضاعة أصلها وبساطة شكلها .. تعلمت أن ترفع رأسها متجاهلة كل شيء يضايقها فيكفيها تيها وفخرا يد هذا الرجل الذي يتمسك بها رافضا أن يدعها لحظة ...يقدمها للجميع متباهيا فخورا ...عيناه لا تكاد تحيد عنها وهو يقدمها قائلا زوجتي بكل سعادة....فلما تهتم بما يقولون عنها..... يكفيها همساته التي تبثها عشقا وحبا ...فليموتوا هم غيظا وحقدا على العجوز الفقيرة التي تزوجت من رجل الأعمال الغني لن تهتم ...فيكفيها عيني عز وقلب عز ..وعشق عز
شهقت وهي تذوب بين يدي عز العابثتين والذي يبدو أنه جُن وفقد السيطرة على نفسه فبدأ يفك حزام بنطاله وهو يقول بخفوت لاهث
"..سأغلق الباب بالمفتاح وأخبرك سرا مهما بشكل سريع"
...سر لم يلحق أن يخبرها بأول حرف منه بسبب الباب الذي فتح فجأة دالفا منه مدحت الذي يحدق ببعض الأوراق بيده وهو يقول:
" أبي تلك العقود تحتاج المراجعة فالبند الخـ."
لتتسع عينيه بصدمة وهو يرفعها ليسارع بإغلاق الباب و ينظر لهما بحدة وهما يقفزان بعيدا عن بعضهما ويحاولان ترتيب هيئتهما لتهرول سامية بخجل لحمام المكتب مغلقة الباب خلفها بينما عز يصرخ فيه مؤنبا:
"أيها الأبله عديم الذوق والعقل ..كيف تدخل على كالثور هكذا دون احم أو دستور "
فغر مدحت فاه وقال ببلاهة:
"دستور ...دستور ماذا؟!!..وادخل عليك أين؟!!.. إنها حجرة مكتبك بالشركة لا حجرة نومك بالمنزل!! "
صرخ به عز غاضبا وهو يعيد إغلاق حزامه:
"حجرتي بأي مصيبة كانت لا يحق لك اقتحامها هكذا ...كيف تهجم علينا بتلك الطريقة ...هل هي وكالة من غير بواب! "
نظر مدحت لأبيه ساخرا بينما يضع يديه بوسطه قائلا بسماجة:
"بل وكالة إعلانات ..هذا على حسب علمي ..ما لم نكن غيرناها لنادي غراميات ..او كافتريا لعشاق السبعينات ...يا حاج عز ارحم نفسك وصحتك ...وضعك لا يسمح بكل هذا...راعي سنك ..وراعي أننا بالمكتب ..ألم يكفك أكثر من شهر كامل تغوص بالعسل وأنا هنا غارق بالعمل ...الرحمة يا أبي "
صرخ به عز ناهرا:
"كف عن حسدي يا فتى ..عيناك ستقضى علي( ليغمغم هامسا ..) وأنا من كنت أتساءل لماذا نمت كالجردل أمس بعد تناول العشاء دون أن أحصل على جرعتي من التفاح ...أكيد بسبب عيني هذا الأحمق"
هتف مدحت ساخطا:
"أبي بالله عليك دعنا نركز قليلا بعملنا العقد الأخير يحتاج مراجعة والبنود فيها..."
قاطعة عز هاتفا بنزق بينما يطرف بعينيه ناحية الحمام المغلق موقنا أن سامية لن تخرج طالما هذا البغل موجودا بعد أن رآهم بتلك الحالة :
"أذهب من هنا وتصرف أنت بالعقد ..ما فائدتك لا أفهم ...راجعه مع محمود واخرج من مكتبي فورا ..وإياك أن تعيدها وتدخل علي دون أن تطرق الباب "
نظر له مدحت ذاهلا ورفع صوته متعمدا إسماع زوجة أبيه بينما يقول بحنق:
"هذه ليست طريقة عمل ...هنا شركة محترمة ..لكما بيت افعلا به ما تريدان ...أتعرفا سأفضحكما لدى أخيها حتى لا تكرارها ثانية"
استدار فاتحا الباب وخرج مسرعا بينما يسمع صوت فتح باب الحمام وهتاف سامية المرتبك بهلع:
"مدحت توقف ..مدحت إياك ..أمنعه يا عز"
لكن مدحت ابتسم بشماته مستمرا بطريقه ...لم يكن ينوى فضحهم فعلا ...لكن لا بأس ببعض المشاكسة حتى لا يكرراها ..
وصل لباب حجرة محمود واقتحمه بنفس لحظة إمساك سامية لكفه محاولة منعه ليتسمر الجميع على المشهد أمامهم وتتعالى شهقتي نسرين وسامية المحرجة..مع ضحكات عز الجذلة وصرخة مدحت المغتاظة.

قبل ربع ساعة
جلس بمكتبه غاضبا يمسك رأسه بين كفيه متألما من الصداع ومشتاقا لكوب قهوة ...يفكر بضيق بمدى تسلطها الذي يتسبب ببعض الخلافات بينهما ...ليلعن بخفوت وهو يقول بتجني :
"هل أنا موعود بالمتسلطات"
ليستغفر ويلوم نفسه مفكرا أن شتان بين تسلط طليقته الناتج عن انانية وحب ذات وتسلط نسرين الناتج عن ايثار وحب له ولطفليه ...نسرين تتشاجر لأجلهم ...بينما الأخرى كانت تتشاجر لأجل نفسها ...ليميل فمه بابتسامة وهو يتذكر شجارها الأول مع رباب ليلة زفافهم ...شجار ذكره بليلة زفافه الأولى فكلا الشجارين كانا مع رباب..لكن شتان بين السببين ...فالشجار الأول كان اتهاما لرباب بأنها تتعمد التغطية عليها بيوم زفافها.. وأنها كان يجب أن تتوارى ولا تظهر بجوارها متهمة إياها بأنها عانس تحاول لفت النظر للفوز بعريس على حساب فرحتها وظلت تندب حظها طوال الليل مفسدة ليلة زفافهم وخاصة مع اتهامها إياه بالبخل لأنه لم يستأجر لها قاعة زفاف مكتفيا بحفل وضيع في الشارع حسب زعمها...تنهد وهو يفكر كم كانت نقيضا لنسرين ..فكيف يمكن أن يظلمها ويقارن بينهما بهذا الإجحاف لتعود ذاكرته لليلة زفافهما .
ليلة الزفاف
وقفت نسرين بمنتصف الصالة تنظر للأرض بخجل لا تعرف ماذا يجب أن تفعل بينما هو يقترب منها متمليا بكل تفاصيلها بتقييم ذكوري سمح به لنفسه للمرة الأولى ...لقد أبهرته طلتها الليلة ...فأبلة الناظرة كما يلقبها الموظفين بالشركة بسبب عصبيتها وجديتها ونظارتها وملابسها العملية الباهتة تحولت لأنثى جميلة ...ليست مبهرة ...لكنها بالتأكيد أحلى مما توقع...أخذ يتملى بتفاصيلها وهو يقترب منها معجبا بطلتها التي أبرزت حسنها ..رفع رأسها بأصابعه لتلتقى نظراتهما فقالت بارتباك:
"لقد كلفت نفسك الكثير لم يكن هناك داعي لكل هذا"
مال مقبلا خدها الأيمن وهو يقول :
"اي تكلفة ...كلها أشياء بسيطة ..وأنت تستحقين ما هو أكثر بكثير ..ولو كان معي لفعلت أكثر"
اقشعر جسدها وانكمشت وهي تقول بينما يميل برأسه مقبلا الخد الثاني :
"بل هذا كثير وتكاليف كان أبنائنا أولى بها"
ثبت للحظة يتذوق بسعادة كلمة أبنائنا التي نطقتها ببساطة وصدق جعلتها تعلو بعينيه أكثر فمال عليها محتضنا وهو يضمها بقوة قائلا:
"الحمد لله الذي رزقنا إياك ...أتمنى أن يقدرني الله وأسعدك وتكون حياتنا معا مرضية لكلانا"
رفعت ذراعيها بخجل تلفهما حول جذعه فشدد ضمته لها أكثر وهو يستشعر تجاوبها ورفع رأسه لينظر لوجهها الحلو ..آه ما أحلاها زوجته ..حلاله ..أم ابنائه ولو لم ينجبهم رحمها ...
حدق بشفتيها الرقيقتين الملونتين بطلاء وردي جعله يزدرد لعابه باشتهاء وهو يميل عليها ملامسا اياهما برقة بالبداية مختبرا رد فعلها ...وعندما شعر بقبولها الخجول مال أكثر مقتنصا إياهما مرتشفا على مهل طعمهما الحلو كحبات السكر ظل يرتشف دون اكتفاء كما لو كان يروى ظمأ السنوات ..غير قادر على الابتعاد رغم شعوره باختضاض جسدها لكن ثورة جسده الذي انطلق من عقاله بعد طول كبت جعله مندفعا غير قادر على التروى فبدأ يتحسسها باشتياق وهو يسحبها دون ترك شفتيها ناحية حجرة النوم ..لكنها حاولت التملص بصعوبة وهي تقول له بارتعاش :
"محمود انتظر قليلا "
فرد بلهفة وهو يمد كفا مرتعشا من شدة المشاعر لشعرها يسحب المشابك التي ترفعه ملقيا بها كيفما اتفق وهو يقول :
"أي انتظار ..أنا لا قدرة لي على الانتظار صدقيني ...أنا.."
لم يكمل جملته وتسمر كفه بشعرها وهما يسمعان طرقات صغيرة على الباب وصوت روان تنادي ببكاء:
"ماما نسرين ...بابا .افتحو لي الباب ..أريد النوم معكم "
لحظة فقط وقبل أن يتحرك أيا منهما ...سمعا صوت صرخة رباب الناهرة وهي تناديها ..وعلى ما يبدو كانت تحاول جذبها بالقوة من أمام الباب بينما تعالت صرخات روان ونشيجها وهي تصرخ منادية :
"ماما نسرين ..ماما ..تعالى خذيني"
..حاول محمود تجاهل ما يحدث خارجا وهو يقول لها بهمس :
"رباب ستهدئها بعد قليل ..تعالى لندخل نحن للحجرة "
لكنها دفعت يده بحدة وهي تتوجه للباب بعزم مع سماعها صرخات روان التي ترتفع أكثر وندائها الباكي باسمها
فتحت نسرين الباب بينما يحاول هو منعها ووجدت رباب تنحني محاولة رفع روان وادخالها شقتها رغما بينما الصغيرة تتلوى وتصرخ حتى اضطرت رباب لضربها على يدها لتتوقف فاندفعت نسرين هاتفة بغضب:
"رباااب ..كيف تضربينها ..أتركيها سآخذها لتبيت معي "
فغرت رباب فاها وهي تنزل الصغيرة أرضا دون أن تترك يدها رغم محاولاتها الافلات وهي تقول باستهجان:
تبيت معك اين وكيف هل جننت ..دعيها انها تتدلل ستهدأ بعد قليل وتنام"
لتجذبها نسرين من يدها الاخرى وهي تقول:
"لا لن أتركها لتبكي دعيها سآخذها"
فتجذب رباب يدها برفض هاتفة :
"هل فقدت عقلك كيف تبيت معكما الليلة ليلة زفافكما لو كنت نسيت يا بلهاء"
لترد نسرين ..:
وما المشكلة الليلة تليها الف ليلة غيرها المهم الا تبيت ابنتي باكية "
صرخت رباب بنزق:
"وما المشكلة لو بكت قليلا ... كل الاطفال تبكي وتهدأ بعدها ..هيا اذهبي ...لا تقهرى اخي بليلة زفافه اذهبي وكفى فضائح ووقوف أمام الباب "
لكن نسرين أصرت وجذبت روان بعنف هاتفة:
"لن أقهر ابنتي في أول يوم لي بالبيت دعيها سآخذها "
ليحسم محمود الخلاف الذي يبدو أنه لن ينتهي طالبا من رباب ترك روان لتنظر له رباب بتعجب لكنها استجابت لنظرة اخيها المحذرة لتمصمص شفتيها وتتجه لشقتها وهي تقول باستهجان:
"لا حول ولا قوة الا بالله ..استبيت ليلة زفافها بحضن تلك الطفلة ..تاركة حضن عريسها..عالم عجيبة"
قالتها واغلقت الباب بوجهيهما بينما نسرين ما زالت منحنية تهدئ روان وتسترضيها واعدة اياها بأنها ستبيت معها .
عاد بذاكرته وهو يفكر أن ليلته كادت تفسد بسبب ابنته المدللة لكنه لم يسمح لهما بذلك ..فما أن سقطت ابنته بالنوم بعد ساعة تقريبا من التدلل ..حتى كان يجذب نسرين لحجرتهم متجاهلا محاولاتها التمنع فيصليا معا بعدما ذكرته بالأمر ويبدآ حياتهما الزوجية التي يعترف أنها كانت مرضية ومشبعة له بكل الطرق ...
طرقة على الباب سبقت دخولها فعبس بوجهها وكاد يشيح عنها لولا رائحة القهوة التي جعلته يقفز مختطفا الفنجان من يدها مرتشفا اياه بلهفة دون اهتمام بسخونته بينما يغمض عيناه براحة والسائل الغني يسرى بداخله ..ثم ابتسم برضى فتلك القهوة من صنع يديها وليست قهوة شهاوي الماسخة ...
نظر لها بجانب عينه فوجدها تنظر له بحب ثم اقتربت منه ما أن انهى ارتشاف فنجانه لأخر قطرة فأخذته من يده ووضعته على المكتب ورفعت يدها تلمس خده الخشن قائلة:
"محمود ..حبيبي ..لا تغضب ..اعرف اني اضايقك بحدتى واسلوبي احيانا ...لكنك تعلم اني اخاف عليك ..انا احبك محمود ..احبك واخاف عليك فاحتملني وقدر خوفي "
تنهد ونظر لها بعاطفة تتنامي بينهما كل يوم أكثر وقال:
"أنا مدمن قهوة نسرين ..لا استطيع بدأ يومي ولا التركيز بالعمل دون كوب منها"
تنهدت بضيق وهي تقول بمساومة ..
"حسنا ...فليكن فنجانا واحد باليوم صباحا ..بشرط ان تفطر قبل تناوله "
نظر بتعنت وقال:
"بل ثلاثة لا استطيع ان اشرب اقل من ذلك ..لقد كنت اشرب أكثر من خمسة أكواب يوميا "
هزت رأسها برفض وهتفت بعصبية وصوت مرتفع:
"والنتيجة قرحة تكاد تقتلك لا مستحيل لن اسمح لك "
هتف بتحذير وصرامة:
"نسرين"
انتبهت لحدتها وازدرت لعابها وأخفضت صوتها وقالت بتحايل:
"حسنا لنجعلها اثنين ..ارجوك محمود لأجل خاطري "
زفر بضيق قبل أن تهزمه عيناها المترجيتان ..فهز رأسه مستجيبا ..فابتسمت بسعادة وألقت بنفسها بين ذراعيه.
ضمها محمود بقوة ومال ليلثم خدها و بنفس اللحظة انفتح باب المكتب بدفعة حادة وصوت مدحت يناديه
ابتعد محمود عن زوجته محرجا ودفعها خلفه وكأنه يخفيها وشهقت هي حرجا من الوجوه المحدقة فيهما خاصة مع ضحكات عز الجزلة وصرخة مدحت الحانقة وهو يضرب كفيه معا صائحا بسخرية غاضبة :
"هذه ليست شركة دعاية وإعلان إنه مقهى العشاق والعرسان"
حاول محمود مقاطعته هاتفا باعتراض :
"أستاذ مدحت لا داعي فالأمر.."
لكن مدحت تجاهله وهو ينقل نظره بين محمود ونسرين المحرجين بخجل وبين أبيه الضاحك بشماته وزوجته المرتبكة ثم قال بغيظ:
أتعلمون ..الأنسب لنا أن نغير النشاط ..سأضع لكم إعلانا وأكتب فيه (زورونا تجدوا ما يسركم لدينا مشاهد عاطفية علنية ) ... واحضر شجر وطاولات وعصائر الليمون وأقف أقطع التذاكر لمن يرغب بمشاهدة العروض الحية للمشاهد الساخنة"

لم يكد ينتهى من جملته حتى قاطعه صوت زوجته سارة الناعم ينادي من خلفه برقة:
"مابك حبيبي ..لما أنت غاضب هكذا وصوتك يصل لخارج باب الشركة "
استدار بسرعة وهو يقول بغضب:
"لأنها لم تعد شركة إنهــــ ( لتختنق باقي الجملة بحلقه وهو يحملق بزوجته مبهورا) ويهتف بعدها دون شعور:
"يا الهى ...ما هذا الجمال! ...هل دخلت آلة زمن بعدما تركتك صباحا فأعادتك سبع سنوات للخلف لأول يوم رأيتك فيه في الجامعة! "
حدق فيها بذهول وهو يقترب منها كالمسحور ...فقد كانت سارة تضيء كخيوط الشمس ...ترتدي طقم ملابس ذهبي يشبه ما كانت ترتديه بأول مرة رآها وقد قصت شعرها قليلا ليبدو كما كان وقتها بالضبط... ليذوب قلبه وهو يرى ابتسامتها تتسع فتجعلها تبدو كما لو كانت تضيئ كشعاع الشمس فترتفع دقات قلبه وهي تجيبه بدلال:
"بل ركبت سيارتي لمركز التجميل ..وقمت بحجز جلسة عناية عاجلة لبشرتي وشعري ..وبعدها ذهبت للتسوق ووجدت هذا الطقم الذي ذكرني بلقائنا الأول ...فقررت شرائه وارتدائه بالمحل والمرور عليك لأدعوك على الغداء خارجا ...فهل أنت متفرغ ؟!"
مرت عيناه عليها بإعجاب وهو يلتهمها بنظراته متجاهلا الواقفين خلفه والذين حاولت تجاوزه لتحييهم فمنعهم وهو يجذبها ناحية مكتبه هاتفا ...لا أريد مقاطعة ولا يدخل احد مكتبي الساعة القادمة فأنا لدي اجتماع عاجل وخاص ليدخل صافعا الباب بوجوههم .
************

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 09:15 PM   #1218

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحارة شقة سيد
شهقت فوزية بصدمة مما تقصه عليها أم صباح التي تجلس معها بالمطبخ منذ بعض الوقت تتشاركان أكواب الشاي الساخن وهما تفرطان حبات البازلاء بوعاء كبير وتتبادلان أخبار الحارة وأهلها فأكدت أم صباح حكايتها بقولها:
"أقسم لك هذا ما سمعته من لسان جارتهم أم سامي تعرفين أنها هي قريبة زوج ابنتهم ...أخبرتني أمس أن أخت سمير الصغرى مصرة على الطلاق بعد زواجه عليها"
مصمصت فوزية شفتيها وقالت بشفقة زائفة:
" اللهم لا شماته ..هذا ذنب ابنتي التي ظلموها (لتقطب مفكرة وتميل ناحيتها سائلة بخفوت) لكن اخبريني ...كيف يكون متزوجا من عام كامل دون أن يعرف أحد؟ "
مالت أم صباح ناحيتها وهي تقول بنميمة :
"أم سامي أخبرتني أن زوجها الناقص كان متزوجا سرا من فتاة فقيرة تعمل بأحد محلاتهم .. وأضطر لإعلان زواجه عندما حملت منه فأخذها من يدها ودخل بها على عائلته بوجود زوجته صادما الجميع بالأمر ..ومخبرا إياهم انه لن يطلقها وعليهم قبولها ...ومن وقتها وأخت سمير تقيم لديهم ومصرة على الطلاق وأمها ستموت كمدا ...وسمعت أن سمير حاول معه أن يطلق الأخرى لكنه رفض وتشاجر معه وخيره بين قبول اخته بضرة أو أن يطلقها هي ولا شيء لها عنده ...وسمير غارق بينهم جميعا فأمه ترفض طلاق ابنتها وأخته مصرة على الطلاق ...والمشكلة أن وجودها عنده يتسبب بمشاكل وشجارات دائمة بينها وبين زوجته ...والله يا أم محمود الشارع كله يقول أن مصائبهم كلها ذنب الست سما ...لقد ابتلاهم الله بذنبها (لتعوج شفتيها مضيفة بتعجب ) هل هناك عاقل يطلق الست سما ست البنات ابنة الأصول ويستبدلها بدنيا أخت شيكا البلطجي رد السجون!"
عوجت أم محمود فمها وقالت بحقد:
"لم يجدوا غيرها تقبل به وبأمه ...لقد دارت أمه على بنات الحارة كلهم ...الكل ردها فلا أحد يرضى بها حماة لابنته "
لتجاريها أم صباح قائلة :
"صدقت الجميع خاف منها ومن طبعها الصعب ..حتى من وافقت اشترطت أن يحضر شقة بعيدة عنها وطبعا لم ترض هي ..وسمعت أن أم ماجدة قالت لها عندما ذهبت إليها أنها ستوافق إن كتبوا لأبنتها الشقة باسمها بالإضافة لشبكة ومؤخر كبير وطبعا أم سمير رفضت.. وعندما يئست من ايجاد عروس بشروطها... زوجته لدنيا ...وها هم من وقتها غارقين بالمشاكل ...فدنيا التي كانت تدعي المسكنة وتتزلف لأمه ليل نهار ظهرت على حقيقتها ...وبعد الزواج بيوم واحد كانت تطردهم من شقتها وتحرم عليهم دخولها ...وسمعت أنها تعاملهم بمنتهى الوقاحة..وصوت شجاراتهم يوقظ الحارة كل ليلة "
صوت فتح باب أحد الحجرات جعل أم محمود تنغز أم صباح بإصبعها منبهة وهي تهمس :
"أقفلي على هذه السيرة العكرة ...فسما لا تحب أن نتحدث عنهم ..ولا ترغب بسماع سيرتهم لا بالخير ولا بالشر"
دخلت سما عليهم وهي تقول بينما تغلق حقيبتها :
أمي لدي دوام مسائي وسأنهي العمل منتصف الليل ...وسيد سيمر بي ليعيدني فلا تقلقي "
رفعت رأسها بعد ان أطمأنت أنها لم تنس شيئا ..ورأت أم صباح تجلس مع أمها فحيتها ببشاشة لتقف المرأة تجذبها مقبلة خدها قبلات عدة بصوت مرتفع وقالت وهي تتطلع فيها بإعجاب:
" اللهم صل على النبي ...ما شاء الله قمر ليلة أربعة عشر وجهك استرد عافيته وأصبحت كالبدر المنير (لتستدير لأم محمود قائلة ) لابد أن ترقيها يا حاجة حتى لا تصيبها العين"
ضحكت سما ساخرة وقالت:
"وعلام سيحسدونني يا خالة على حظي المائل!.. "
شهقت أم صباح مستنكرة وأصدرت صوتا من فمها كالصفير وهي تزم شفتيها للداخل وتدور بأصابع مضمومة لأسفل فوق رأس سما كما لو كانت تحصنها على الطريقة الشعبية وهي تقول بحمية:
"حظ مائل ؟! بل حظك مثل الفل بإذن الله ..ونعم يحسدونك على الكثير ما شاء الله عليك ..جمال وأدب ..ووظيفة كبيرة ..الناس بالحارة لا يكفون عن تخمين أجرها وكل واحد يدعى رقما أكبر من الآخر ..خاصة بعد أن ظهرت على التلفاز في إعلانات الدعاية للفندق وأنتي تقفين مع طاقم المديرين "
ضحكت سما ببشاشة وهي تقول :
"أسعدك الله يا خالة ...صدق المثل الصيت ولا الغني ...أنا مضطرة للذهاب بسرعة حتى لا أتأخر ..آه قبل أن أنسى اخبري صباح أنني حجزت لها عند محل تجميل جيد قريب من هنا وأسعاره مناسبة وقد أبلغت عوض وأعطاني النقود وسأكون معها يومها منذ الصباح فقد أخذت إجازة لأجلها هذا اليوم"
شكرتها أم صباح بمحبة ودعت لها قائلة :
"اللهم أسعدك وأرزقك وعوض عليك بزوج صالح يا سما يا بنت فوزية قادر يا كريم"
ابتسمت لها سما بشرود واستأذنت لتوقفها أم صباح بتردد بينما تسألها:
"ست سما ...لا تؤاخذيني سأؤخرك دقيقة فقط.. أريد أن أسألك على الست أم عوض .. أنت عاشرتها الفترة الماضية بما أنها تعمل معك بالفندق فما رأيك بها؟"
نظرت لها سما متعجبة من السؤال خاصة وعقد القران تم من يومين والزفاف بعد خمسة أيام فسألتها بحيرة:
"هل تسألين عن طبع المرأة الآن يا أم صباح ...لقد زارتك وزرتها عدة مرات حتى قبل موافقتك على الزواج؟!"
زفرت أم صباح بقلق وعادت للجلوس قائلة :
"أنا خائفة يا ابنتي ...صحيح المرأة لم يصدر منها شيء ...لكني شعرتها قوية وشديدة المراس ..وابنتي هبلاء كما تعرفينها ..وأخشى أن تتعب معها ...أنت تعاملت معها عن قرب فما رأيك بها؟"
كتمت سما ابتسامتها وهي تتذكر أم عوض التي فاجأتها بشخصيتها القوية الحازمة والتي ترهب حتى الطهاة الأجانب بصوتها الجهوري رغم أنهم لا يفهمون ما تقوله ...لكنها رغم ذلك اكتسبت محبة واحترام الجميع..لتقول مطمئنة أم صباح:
"الست أم عوض صحيح شخصيتها قوية ...لكنها والحق يقال سيدة محترمة ولا تتخير عن ابنها عوض ولا يمكن أن تظلم صباح أو تتجبر عليها ...لقد تعاملت معها عن قرب ..إنها امرأة أصيلة من العهد القديم لا ترضى بالظلم ولا بالحال المائل...ثم لا تخشي شيئا هي مشغولة أغلب اليوم ولن تضايق صباح ...فقد وافقت على أن تصبح المشرفة الدائمة على مطعم الأكلات الصعيدية الذي أنشأه آسر بك ...وهو يلقى نجاحا كبيرا بين رواد الفندق مما سيجعلها أكثر انشغالا بمرور الوقت "
تنهدت أم صباح وقالت دون أن تتخلص تماما من قلقها :
"نعم سمعت بالأمر ..أخبرتني صباح أن عوض كان غاضبا ورافضا لكن أمه أصرت على الاستمرار وقد أعجبها العمل هناك ..حتى شقيقته أصبحت تعمل مع خياطة أجنبية تطرز لها العباءات لكن عوض أصر أن أخته ستعمل من المنزل إن كانت مصرة على العمل أصلا ..وهي وافقت "
هزت سما رأسها مؤكدة على حديث أم صباح ...وتحركت معتذرة بأنها لابد ان تذهب بسرعة حتى لا تتأخر لتخرج بابتسامة متهكمة وهي تحدث نفسها :
"آه لو علمت تلك المغرورة التي تظن نفسها ملكة المصممات أن هناك من تدعوها (خياطة) ...(لتنغلق ملامحها بضيق وهي تهبط السلم مفكرة بتلك الــ مادلين التي ما زالت تقيم بالفندق رغم مرور أكثر من شهر على انتهاء عرض الأزياء الذي شاركت فيه ...وتدمدم بغيظ وهي تخرج من باب البيت) طبعا لا تريد العودة ما دام البيك يمنحها إقامة مجانية ولا يكف عن الاهتمام بها وتلبية طلباتها السخيفة "
كانت تسير بسرعة دون انتباه لما حولها بينما يتعاظم بداخلها شعور الغيرة ...فرغم أنها تشعر ان علاقته بها ليست عاطفية ..بل مجرد صداقة كما نوه أمامها عدة مرات ...لكن هذا لم يمنع شعورها بالغيظ والرغبة بخنق مادلين خاصة كلما رأتها تتحدث معه بأريحية وتدلل عليه ..صحيح آسر لا يتجاوب معها بل ويحاول التحفظ معها بل ومع كل النساء ..على غير عادته السابقة عندما كانت تعمل معه بالماضي لكن ما زال الأمر يزعجها وبشدة ..
وصلت سما لنهاية الحارة واتخذت طريقا فرعيا يصلها للشارع الرئيسي وهي تعود للتفكير بآسر ...فهذا الرجل يثير جنونها وحيرتها ...فعيناه المتابعتان لها بكل مكان بوضوح فج تخبرها باهتمامه ...كلماته الملتوية التي تحمل معاني لن تغيب عن فراستها وإن لم تحمل معنى مباشر تخبرها باهتمامه ..
والأهم غيرته النارية التي لم تتخيل يوما أن تراها فيه إن وجد رجل بقربها واستشعر محاولته التقرب منها أو مغازلتها ..حيث ينقلب بروده المعتاد لاشتعال وهياج يكاد يطيح بمن سولت له نفسه الاقتراب من نطاقها كأسد غاضب يدافع عن عرينه ...كل هذا يخبرها باهتمامه
لكن ما لا تفهمه ...لمَ لم يصرح لها بما يريده منها حتى الآن؟ ..ما معني كل ما يقوم به ؟...هي حائرة وقلقة ...الانجذاب بينهما أمر لا يمكن أن تنكره ..لكن ما نهايته ؟..ولو حدث وصارحها برغبته بالارتباط ...فهل ستوافق؟ ...هل ستتخطى تجربتها وتقبل بأن تخوض تجربة جديدة؟ ..تجربة ستكون محاطة بالصعوبات والمخاطر ..فالفوارق بينهما كبيرة؟!.
تنهدت بقلق وحيرة وهي تخرج لأول الشارع العمومي وتقف مراقبة السيارات آملة بمرور سيارة أجرة خالية بسرعة فقد تأخرت كثيرا ...
"سما"
تصلب جسدها وهي تسمع من خلفها صوت سمير هامسا باسمها ...استدارت بحدة لتنهره على مجيئه خلفها لكن الكلام وقف بحلقها وهي تتطلع بتعجب لوجهه المنهك الشاحب وجسده الذي ازداد نحولا وملابسه المجعدة الغير متناسقة.
كان يبدو بحالة تثير الشفقة وهو يقول لها بشوق:
"كيف حالك يا سما ..اشتقت لك"
قطبت وقست ملامحها منحية شفقتها عليه فهو من أوصل نفسه لتلك الحال بضعفه وخنوعه وقالت بتقريع:
"سمير ..ما تفعله لا يصح ...ليس من حقك ايقافي هكذا بالشارع ..ماذا لو رآنا أحد ..لو سمحت لا تعدها ثانية"
رد باستجداء :
"أرجوك خمس دقائق فقط هناك أمر هام أريد أن أحدثك به"
هتفت بحدة :
"لا يوجد أى أمر يجمع بيننا لنتحدث فيه فلو سمحت اذهب لزوجتك ودعني لحالي ..أنا متأخرة على عملى ولا وقت لدي لهذا العبث"
استدارات تخطو بعيدا عنه فتبعها قائلا باستجداء متلهف:
" ارجوك اسمعيني لدقيقة فقط ..تلك الزيجة التعسة تورطت فيها رغما عني ..انا ما زلت اريدك ...سما أنا سأفعل ما يريحك ...سنعيش بعيدا عنهم تماما ..سأ...
قاطعته بحدة قائلة :
"هل جننت يا هذا ...هل سما العسال من تخطف رجلا من بيته وزوجته ...اسمع سمير قلتها لك قبلا واقولها لك الآن ..حتى لو لم تكن متزوجا ...انا يستحيل أن اعود لك "
قالتها بحدة واستدارت لتلمح سيارة اجرة تقترب فأوقفتها واستقلتها بسرعة وهي تملى السائق العنوان تاركة سمير يودع طيفها الراحل بعد ان تأكد من فشله باستعادتها ...ورغم توقعه لردها مسبقا لكنه لم يستطع منع نفسه من محاولة أخيرة قبل رفع راية الاستسلام .
****
بعد ساعة أنهت ارتداء الزي الخاص بالفندق وخرجت متجهة لحجرة آسر لتأخذ منه التعليمات اليومية بناء على قرار منه ..وما أن اقتربت من باب مكتبه حتى سمعت صوت ضحكات أنثوية مائعة تتعالى من الداخل ...فاشتعلت مراجل غضبها وفتحت الباب دون أن تطرقه لتتجمد مكانها وهي ترى مادلين بين ذراعي آسر .
********
ا
نتهى الفصل غالياتي ..أصعب فصل كتبته ليس من حيث الاحداث ولكن من حيث ظروف كتابته ...فما بين ضغوط قدومنا للبلدة لأجل قضاء العيد مع العائلة ..وتنظيف بيتنا المغلق من شهور ..وزيارات من الاهل لا تنتهي ...والم شديد بعيني والتهاب يجعلني لا اتوقف عن ذرف الدموع المصاحبة لحرقة شديدة ...ورغم ذلك اصررت ان اقدم لكم فصلا يليق بيوم العيد ..أتمنى أن اكون وفقت وأن تسعدوا به
قراءة سعيدة
وكل عيد وانتم بخير


noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 09:55 PM   #1219

Freespirit77

? العضوٌ??? » 438407
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » Freespirit77 is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك ديدا و اسعدك سعادة الدنيا و في الآخرة و عيدك سعيد و رسمتي على شفاهنا فرحة بفصل مشبع و لطيف

Freespirit77 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 09:56 PM   #1220

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,188
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل جميل بس صغيروتسجيل الدخول

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.