آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree264Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-20, 09:50 PM   #1261

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.الفصلين الثالث والرابع مازلت اتعرف علي الابطال وعلي صفاتهم وعلي تباين طباع ومستوى الابطال سواء المادى أو الأخلاقي .أرى.نبتة الاعجاب والتي يعقبها الهوىاذا صدقت النوايافهل اسر الراوى بكل أفكاره المريضة واعتناقه فكرة الحياة للحياة دون ارتباط أو التزام هل من الممكن ان يتحول انجذابه لسما إلي شئ جدى .من يدرى ربما؟.فمن اسوأافات الغربةالتعود علي حياة عدم الالتزام والاغتراف من ملزات الحياة دون رادع من دين أو اخلاق وان كان لا ينفي الالتزام بمبادئ معينة فرفض اسر الراوى للتعامل مع المافيا وزيادة أرباحه لهو سلوك حميد يحسب له مقارنة ببعض رجال الأعمال الذين لا يتورعون عن الاستفادة المادية ايا كانت الوسيلة دون النظر إلي مصلحةالمجتمع أو مخافة الله.لا اعترف بالمعيار المادى لتقييم البشر فليس كل من هو ذا مال يستحق وليس كل متواضع ماديا قليل الشأن فالعبرة بالقيمة التي يضيفها وأن يكون وجوده إضافة ما وليس كنبتة طفيلية تضر أكثر ما تفيد واعتب علي الفتيات التي تستهويها تلك الأحلام التافهةبالشاب الغني الوسيم والحياة المرفهةوالتي تنتهي في أغلب الأحوال بورقة عرفية حقيرة مألها سلة القمامة وضياع مستقبل وانتهاك كرامة أسرة. لا أدرى ما هو سر ياسمين الذى يوصلها إلي هذه الدرجة من اليأس مع أنها جذبت اثنين إليها أحدهما هادر والاخرىاستاذها الذى اهانها بدون قصد فترى إلي إين تسير الاقدار.الي لقاء آخر لك كل الحب والتقدير.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
صباح الخير.الفصلين الخامس والسادس وما احتواهما من أحداث وتفاعلات بين الابطال كان شيقا للغايةوما يعجبني في هذا الجزء أنه يتناول بالأخص الطبقة الكادحة وما تعانيه عكس معظم الروايات والتي تتناول تلك الفئة ذات المستوى الاقتصادى العالي أو الأكثر نفوذاوانك تتناوليه بشكل طبيعي غير مبالغ فيه فبالنظر للدراما التليفزيونية مثلا نجدها أما تتناول موضوعات لاشخاص يسكنون القصور كما لو الآن الشعب كله تخول لاحفاد اوناسيس أو تتناول الفئات الشعبية بذلك الشكل المذرى الذى لا يحتوى سوي علي الأخلاق الوضيعة والتصرفات المبتذلة والالفاظ والتعبيرات التي ليس لها أصل في عرف الحارة المصرية بشهامة أهلها وكما اعتدنا عليها متمثلة في شهامة أهل البلدولذا أجدني منجذبة لاسلوبك الراقي وان كنت اخذت عليك في الاجزاء السابقة رقتك وطباعك لن أقول الحالمة ولكن أقول المتفائلة والتي تميل إلي النهايات السعيدة" وعاشوا جميعا سعداء "وارجو إلا يغضبك هذا النقد فأنا اعتبرك كابنتي والتي اعتقد انك تماثلينها سنا فهي في العشرون من عمرها وهو بالفعل سن الأمل وحسن الظن بالحياة والتي للاسف لا تنفك تكشر عن انيابها وترينا وجهها القبيح القاسي.عودة إلي الرواية مرة أخرى بإبراز بعضا من انماط البشر مثل والد سماء ذلك الذى تخلي عن دوره المنوط به في مسؤوليته تجاه اسرته وتعداه الي ذلك الشكل اللانساني لاب بتجرد من صفاته الانسانية ويستحل مجهود أبنائه ويريد أن يبيع ابنته مقابل المال ايا كان صاحبه دون اعتبار لمصلحة ابنته ويقابل ذلك نموذج الاخ المشرف المتمثل في سيدفهو نعم السندوالمعين علي الرغم من معاناته الشخصية في مشاعر لا يستطيع كبحهاومتي كان لنا سلطان علي القلوب ولا يستطيع تمني الوصال لتلك الظروف التي يعاني منها الكثير من الشباب فتسرق احلامهم ليس لشئ إلا لضيق ذات اليد وليس افتقارا لعلم اواخلاقاو قلبا يسع الكرة الارضية.في حين هناك من يتوفر له هذا وأكثر ولكنه يكفر بكل ما يمت للالتزام بصلة مثل اسر والذى تتجاذبه مشاعر لا يعترف بكنهها بعد وبين معتقد عاش عليه بأن لا للارتباط الجدى حقا غريبة هي الحياة في المنح والمنع وها هي سماء علي الرغم من ظروفها الاانها تترك عملها في سبيل احترامها لذاتها واتخاذها مو قف كان لابد منه مع من لا يعرف للحياء سبيلا فصارت الدنيامرتعا لغرائزذوى الجاه والمال دون حتي اعتبار بإخفاء هذه الرزائل كما الحيوانات وحسنا فعلت بعدم اعتذارها لمن لا يستحق.موقف اسر من محاولة المافيا استغلال فنادقه لتغطية أعمالها المشبوهة مو قف مشرف فان كان للانسان جوانب سلبية فلا ينفي هذا وجود جوانب إيجابية تستحق الإشادة.ويظل مو قف يوسف من زوجته غريبا جدابافتقاره الثقة بها بهذا الشكل وما يعترى ياسمين من غموض فيما يخص حالتها الصحية ربماوهذا سيتجلي طبعا في باقي الفصول.والي لقاء آخر دمتي بخير
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.وصولا إلي الفصل التاسع والذى لم يخلو والفصلين السابقين من الاثارةوتناول موضوعات لا تنفك تطرح نفسها في حياتناشئنا أم أبينا منها مثلا الثقة بين الزوجين والتي لا وجود لها بين رباب وزوجها علي الرغم من عشقه لهاولذا لا يجب إخفاء بعض من جوانب موضوع ماخاصة عندما يتعلق الأمر بالزواج وبناء أسرة حتي لا يفسرها أحد الطرفين تفسير سيئ وتظل تنغص عليه حياته ومما استلفت نظرى هو لوم رباب لنفسها لانها سمحت لشخص ما بخداعهاوهذا ما أحييك عليه فلطالما كان لي رؤية في هذه الناحية أننا لو التزمنا بأوامر الله وتعاليمه فيما يخص تعاملاتنا خاصة الشباب مع بعضهم البعض ما حدثت تلك المشاكل والتي نسمع عنها والتي من أبرزها الزواج العرفي والذى تقضي فيه البنت علي مستقبلها وكرامة أسرتها في حين انه لو طبقنا مبادئ ديننا بانه لا زواج الابولي لعلمت الفتاة مدى الجرم الذى ترتكبه في حق نفسها وبعيدا عن ما يجب ولا يجب فالقاعدة المعروفة هي أن كل مبذول مزهود ويمل منه الشخص الماجن سريعا وحين يتزوج في العلن لا يختار إلا من يثق بها وبأنها ستشرفه امام أسرته والمجتمع.وايضا تعرضك لقضية الاختيار تلك التي تعاني منها سمافهل توافق علي زواجها من سميرذلك الذى تبغض وجوده ووجود امه تلك التي تعتقد أن ابنها هبة السماء.فعلي الرغم من جمالها الأخاذ إلا أن فرصتها تظل محدودة نظرا لظروفهم الاقتصادية وطباع ابيها التي لا تخفي علي أهل الحي وبصفة عامة المشكلة تكمن في من سيرضخ للآخر العقل أم القلب وماذا تفعل الفتاة إذا ماكان القلب يريد والعقل يقف مناهضا له؟.غالبا تختار الفتاة اختيار قلبها والذى يكون خاطئا في كثير من الاحيان فعلي مدى سنوات رأيت فيها الكثير وشاهدت الكثير من الزيجات التي ترفضها الفتيات انسياقا وراء اختيار القلب كانت خاطئة ولم تعد عليها بالسعادة كما توقعت وبالنهاية ماذا أقول فمن له سلطان علي القلوب! وتسير الحياة وكلا يحصد نتاج اختياره.علي الرغم مما يواجهه أسر الراوى في صراعه ضد المافيا إلا أنه لم يعطي مساحة في قلبه أو عقله للتفكير في شعوره تجاه سما أو تحديد كنه مشاعره وربما يكون هذا التجاهل محاولة لا إرادية لانكار مشاعره التي تتناقض مع معتقداته وتلك التي لن تلبيها من هي في مثل أخلاق والتزام سما حقا بئست حياة الغرب التي تضيع هوية من له جذور شرقيةفيظل حائرا بينهما.اخيرا اتضحت المعضلة الخاصة بياسمين والتي خمنتها سابقا وهي إصابتها بمرض السكرىوالذى للاسف ينتقص من قدر الفتاة عندما يرغب شاب في الزواج منها وهذا ما تحترز منه امها واختها بخصوص خاطب اختها مع أنه مرض عادى كغيره يحيا معه الانسان بشكل عادى والشعب المصرى حائز علي شهادة الأيزو في عدد مصابي مرضي السكر ليتنا نتعامل مع بعض الأمور بشكل عملي وانساني فهل سيظل عمرو متمسكا بهااذا علم بذلك وهادر أيضا ماذا سيكون موقفه؟.بالطبع بمتابعة الفصول القادمة ستظهر الاجابةوالتي ستظهر معدن الشخص فلك كل الحب والتقدير علي إثارة أمور حياتيةيعاني منها المجتمع وقد يتعامل معها بشكل خاطئ.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.كما للذكريات أقنعة فلها أيضا أنين ينشب أنيابه ومخالبه في قلب صاحبه مهما ارتدى من اقنعةفالسياط تظل تلهب ظهره وتؤلمه وليس أدل علي ذلك من وصفك لمشاعر محمود المتألمةبعد مشاجرته مع زوج اخته وظهور من كان سببا غير مباشرفي هذه المعاناة وهو د.عز الدين
فهو لم يفقد فرصته فقط في تحقيق اماله كشاب طموح بذل كل الجهدبل ويتعرض للاتهام والحبس والمهانة وما تلاها من ظلم البشر وتضائل فرصته في أى عمل يناسب مؤهلاته ولعل الفائدة الوحيدة من هذا اللقاء هو اقتناع يوسف بصدق رواية زوجته والتي علي الرغم من رفضها اعتذاره واصرارها علي الطلاق إلا أنها استعادت ثقتها بنفسها واحساسها بحقها في حياة كريمة لا يشوبهاعدم الثقةفكم من امرأة لم تلوك سمعتها الالسنة في حين أنها لا تستحق ثقة زوجها لسوء طباعها اولعدم قناعتها بحياتها اولافراطها في مطالبها وتطلعها الدائم لما في يد غيرها وغيره من الأمثلة في حين لم يشفع لرباب عند زوجها حسن معشرها معه ولامه ولاولادهماوظلت وساوس الشيطان تجعله يمعن في تقييد حريتها وسوء معاملتها.وتناولك لموضوع المغالاة في تجهيزات العروس جاء جميلاجداومحطة يجب أن يتوقف عندها البعض فلا يرهق أهل العروس بهذا الشكل بطلبات مغالي فيها ولا طائل منها فلم لا نكتفي بالأشياء التي تستخدمها العروس بالفعل دونا عن الأشياء التي يتم رصها فوق بعضها حتي يعلوها التراب أفلا نركز أكثر علي الألفة والمحبة والمودة التي ينبغي أن تتوفر في الزواج بدلا من التركيز علي رياش الحياة فكثيرا من الزيجات والتي توفرت بها كل هذه الأشياء لم تنعم بالسعادة فالمهم هو توائم الأرواح والمودة والرحمةونفس الشئ بالنسبة للعريس لا يجب اثقال كاهله بطلبات مغالي فيها ما دام يتسم بحسن الخلق وبذل ما بوسعه فلا يكلف الله نفسا الا وسعهاولكن للاسف للمجتمع عادات بالية لا يريد التخلي عنهاوثقافة عفا عليها الزمن وليت كل منا يبدأ بنفسه فمعظمنا ابا أو أما لبنات وشباب فلنرأف بالغير حتي لا ترد إلينا بضاعتنا فنجد من يتغالي معنا.اخر نقطة أود الحديث بها هي الانتقاص من قدر بعض الأشخاص لإصابته بمرض ما ايا كان فمن منا يملك من أمره شيئا حتي تتعامل ياسمين وكأنها تعاني من نقص ما لدرجة أنها نفسها مقتنعة بهذا وأن لا حق لها في السعادة مثل غيرها أوليس من الوارد أن يتزوج المرء بشخص لا يعاني من علة ما ثم يمرض بعدها فهل يكون نصيبه التخلي عنه.انها اقدار الله لا يضمن فيها المرء أن لا يتعرض لمرض مااو لحادث يؤثر علي قدراته عافانا الله جميعافهل يعني هذا أن يتخلي شريك العمر عنه .هذا لا يحدث إلا ممن لم يعرف للوفاء سبيلا.هذه كانت مشاركتي علي ثلاثة فصول حتي الثاني عشر.دمتي بخير.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.تستمر الأحداث ولا تزال الأقدار ترسم خطوطها قد يسعد بها البعض ويشقي الآخر بدءا بذلك الطفل ابن محمود والذى يعاني من مرض لا شفاء له إلا بلطف الله فكم تحمل الصغير من الام انتظارا لامل الحصول علي كلية تناسبه
وللاسف تأتي كل النتائج سلبية أذكر اني قرأت تعليقا لكاتبة صحفية مشهورة تتناول باب المشاكل وهي تصف حالة مشابهة لمازن وتنصح أصحاب المشاكل بزيارة لأى من مراكز غسيل الكلي للأطفال وسيرون ساعتها أن مشاكلهم مهما بلغت لن تساوى مثقال ذرة لما يعانيه طفل صغير من الم ومعاناة فيخروا لله ساجدين علي ما بهم من نعمة .ولرحمة من الله يظهر هذا المتبرع والذى غالي في مطالبه غافلا عن أن جسده ليس ملكا له بل هو منحة من الله وليست للمتاجرة فإن كان هناك سببا ما للتبرع فيجب أن يكون لوجه الله فقط فهو من يمتلك أجسادنا وارواحنا ومصائرنا وقادر علي ابتلائنا بما يعاني منه الآخرون.ولكنها الحياة والطمع وقصر النظر ولا أجد سبيل أمام محمود سوى الموافقة علي عرض مدحت انقاذا لحياة ابنه ويظل التبرع بالأعضاء مقابل المال هو السائد في دنيا البشروقانا الله جميعا.القضية الثانية وهي قلب يريد وعقل يرفض وظروف مجتمع تحول بين المرء وما يهوى فها هو سيد رغم شهامته وحسن خلقه وحبه لرؤى إلا أنه يظل محاطا بسياج الممكن واللاممكن فلو كل الأمور تمشي وفق هوى الإنسان فقط لحلت المشكلة ولكنها دنيا تلزمنا وتجبرنا وتقيدنا فتؤاد احلام الكثيركمن ينظر إلي ثمرة محرمة يشتهيها ولا تطالها يداه وبالمقابل تقف احلام رؤى في فارس المستقبل أمام انجذابها لسيد فتقف حائلا يمنع إمكانية الحلم حتي ،وهكذا حال الكثيرين ويحضرني هنا مشهد لفيلم لممدوح عبد العليم لا أذكر اسمه الآن ولكنه من كتابات عبد الوهاب مطاوع والذى خلع فيه ثوب العلم والشهادة العالية وارتدى ثوب المقاول الجاهل وصار يسرق حلم غيره مبررالنفسه بأنه من يملك يسرق حلم غيره كما حدث معه فللأسف هي ملهاة لاحول لنا بهاوهكذا الدنيا تدور وتطحن بين رحاها كثيرا من الاحلام واحيانا أخرى تمنح الفرصةلعيش الحلم.تظل معاناة ياسمين كما هي بلا حل لاستسلامها بعدم حقها في السعادة متأثرة بمعاملة امها واختها ومن حولها بهذا الشكل القاسي وما أصعب من أن يحيا المرء بهذا الخذلان من اقرب الناس اليه فتمضي حياته خاويه كمن يتنفس بلا حياة مجرد جسد خاوى بلا روح ولكني علي يقين أن الحال لن يظل علي ما هو عليها فقد سبب الله لها رؤى تشد من ازرها وستجد يوما من يحبها ويؤمن بانهابانهالا ينقصها شئ لتنال حقها من السعادة فمن نحن لنعترض علي قضاء الله.اسر الراوى شغلته مشاكله فأتي متأخرا في الاعتراف لنفسه بكنه مشاعره فهل يصمد في صراعه من أجل استعادة سما تلك التي تكالبت عليها كل الظروف لتوافق علي زيجة تبدو من أول يوم بوادر فشلها بأم متسلطة وابن مهادن لا يتخذ موقف حاسم وبقلب سما المعلق بهوى تراه مستحيلا.فهل ستتحقق المعادلة الصعبةوتتخلص من كل هذه القيود وتجد لها املأ مع شخص وأن كانت منجذبة له إلا أنه أيضا لا يتفق مع أخلاقها ومبادئها إضافة لانها مكبلة بقيد ارتباطها مع سمير وقيد تهديد ابيها بتزويجها لمن يدفع ثمنا اعلي .ايضا ننتظر إجابتك في الفصول القادمة بعد الفصل الخامس عشر وهذا ما توقفت عنده.دمتي في امان الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.ما زلت في ماراثون القراءة حتي أصل إلي الفصل الحالي وقد وصل قطارى إلي المحطة الثامنة عشروفي تأملي أثناء رحلتي اري ابطال روايتنا منهم من يتقدم ومنهم من لازالت اقدامه في مكانها ومنهم من يرتد للخلف.فبطلنا اسر الراوى والذى هرع فور علمه باصابة فهد إلي أمريكا وتعرضه هو شخصيا لمحاولة قتل وبدلا من أن يتعظ ينغمس في مجونه مرة اخرىوكأنه بهذا يعفي نفسه من اعترافه المتأخر جدا بحبه لسما والذى لم يفكر حتي في تبعاته هل كان سينتهي بطلبه للزواج أم يظل متأرجحا بين مشاعره وما لم يتربي عليه ولعل أسوأ افات الغربة وما ينتج عنها من اغتراب عن اخلاقنا ومبادئنا هوالانغماس في الكبائر فهل كان سيغير من عقيدة التحرر تلك لو ارتبط بسمافالتغير لا يجب أن يكون من أجل شخص ما بل لقناعتنا بأنه الصواب .هذا سؤال يصعب الاجابة عليه حتي منه هو شخصيا ولكن ما لفت نظرى بحق هو واقعيتك وابتعادك عن الرومانسية التي كنت اخذها عليكي بزواج سما من سمير مع توقعي لفشله الذريع ولكن هكذا هي الحياةعلي رأى أغنيةعبد الحليم حافظ" لم تعطي من يهوى مناه."محاولة رقية للعودة لعز الدين طمعا في الاستفادة من وضعهم المادى لهو السوء بعينه وان دل علي شئ فهو عمي القلوب التي لا يجتذبها الامظاهر الحياة الزائفة فعسي أن تكف شرها هذه المرة ولا تضر باحدفي مسعاها الخبيث.بوادر فشل زيجة سما وسمير بدأت قبل أن يبدأ زواجهم بتلك الحسابات المادية الرخيصة والتي تدل علي خسة ودناءة الطباع ولكن يبدو أنها خطوات يمشيها المرء ولا يعلم نهايتها إلا الله.فشل ارتباط ياسمين وعمرو نعمة وليس نقمة فكيف لاستاذ مثقف بالجامعة يكون هذا مستوى تفكيره لقد رفض إكمال الخطبة بدون أن يعطي نفسه فرصة للتفكيروان كنت الوم علي ياسمين فقط في أنها كانت يجب أن تخبره قبل أن يحدد ميعاد للزيارة فالمصارحة هي خير الأمور في كل شئ خاصة الزواج كما يجب عليها الاتيأس وتقرر عدم تكرار التجربة فكما هناك أناس محدودة الافق هناك من يفهم ويتحلي بالادراك السليم لاقدار الله مثل هارد والذى أعيدت له فرصة عليه اغتنامها.وطبعا سيد ورؤى حكاية لم تنتهي بعدخصوصا مع ظهور من يشوه الحكاية متمثلا في باسم بسوء خلقه و غروره.الي لقاء آخر دمتي في امان الله واشكرك علي ردك الرقيق.

حبيبتي أولا أنا سعيدة جدا ومبهورة وفخورة بمتابعتك الراقية ..وبالتأكيد لا يضايقني اي نقد بالعكس اسعد بع ..وفقط للتوضيح أنا بالفعل اميل جدا للنهايات السعيدة وقبس الأمل بالحياة ليس لأني صغيرة العمر فقد اقتربت من الخمسين تحديدا ثمانية واربعون عاما ..وليس ايضا لأننا عشت معزولة بعالم وردي فطبيعة عملى كاستاذة جامعية وتخصصي كباحثة اجتماعية فقد رأيت الجانب الاسوء من الحياة ...زرت وتدربت ودربت طالباتي بمراكز الرعاية ودور المسنين والمستشفيان النفسية ...الخ ) ورغم كل هذا ما زلت اؤمن بأن الكتابة لابد أن تمنح مع الواقع قبسا من الأمل والضياء مع الالم حلم بالتغيير ...قصة ياسمين واقعية تماما بنصفها الأول وتمثل فتيات قمت بدراسة عليهن ...لكن نصفها الثاني هو حلم اتمناه وارجوه لهم
وايضا أنا اتفق معك تماما فى أن التغير لشخص هو تغيير ظاهري هش ..زواج سما بآسر وهو بطبيعته كان سيفشل وادعائه التغير لأجلها لم يكن ليدوم ..التغيير الحقيقي يجب ان يكون من داخل الانسان ولنفسه اولا ...أنا لا يعجبني الروايات التى تجعل شخصا شريرا او منحلا يتغير لأجل قصة حب لا اراها منطقية ...قد تشكل حافزا نعم لكن يجب ان لا يكون حافزا وحيدا ...بانتظار رايك بالباقي وسعيدة جدا بمتابعتك وارائك الراقية والمثقفة


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 09:55 PM   #1262

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اهات منسية مشاهدة المشاركة
فصل روعة وبعدين لا مايطلعش منه هادر الكلام ده العاقل الهادى الراسى
وبعدين مدحت عنده حق هى دى شركة ولا منتجع لا لاالا ماينفعش الكلام ده وسبد اخبرا هيبدأ يفوق لنفسه وكويس انه طلع من القضية وبعدين فى آسر الحزين مش ناوى يجيبها لبر ابداااا
مشكورين على المجهود
أنت الاروع يا آهات ودلوقت حتشوفي آسر حيعمل ايه
بعتذر عن التأخر بالتنزيل بس كان لازم ارد أولا على كل تعليقاتكم الغالية والتى لم استطع الرد عليها سابقا فما زلت اعاني وبشدة من الم عيني
والآن اربطو الاحزمة فقد حان موعد الاقلاع لرحلتنا وفصل طويل هو الفصل قبل الاخير فى محطات رحلتنا


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 09:56 PM   #1263

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 116 ( الأعضاء 49 والزوار 67)
‏موضى و راكان, ‏سالى احمد66, ‏سلوى١٩٨٤, ‏لبنى أحمد, ‏إدارية, ‏رغيدا, ‏Nana96, ‏منالب, ‏Abcabc, ‏fatma ahmad, ‏Somalove, ‏ارض اللبان, ‏رانيا محمد19, ‏Diego Sando, ‏hapyhanan, ‏princess sara, ‏مريم المقدسيه, ‏ponopono, ‏Halllahyassin, ‏طارق صلى, ‏عمرااهل, ‏سوووما العسولة, ‏safsf, ‏انجيليك, ‏رتال بسيوني, ‏ريما الشريف, ‏اسماء سلوم, ‏فديت الشامة, ‏طوطه, ‏Marwahr, ‏اسراءالرسول, ‏ام ابنتها, ‏mayna123, ‏hayeksousou, ‏Rasha kazem, ‏Maryam Tamim+, ‏Freespirit77, ‏ام مالك٢, ‏Yasmin yousef, ‏Roha15, ‏s2020, ‏دلال الدلال, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏خلود السيد, ‏Nadoooosh, ‏اشراقه حسين, ‏هاري فلسطين, ‏lilyan Libyan

تسجيل حضور🌹


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 09:56 PM   #1264

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,954
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الخير لأخلى ريدا هلا اجا النت انشالله ما يكون فاتتي نزول الفصل on line ناطرة الحلا كلو والحمد للله انو ابتدا يرسى الكل على بر الامان متل ما حضرتك قلت متشوقة للفصل

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 10:00 PM   #1265

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والثلاثون
قبل دقائق

تعالت ضحكات مادلين على دعابة آسر حول الموقف المخزي الذي تعرضت له عندما كادت أن تسقط على وجهها عند نهاية عرضها الناجح حينما صعدت للمنصة لتتلقى التهاني وسط عارضاتها وقد أصرت على ارتداء إحدى العباءات العربية الواسعة ذات التطريز المبهر على حوافها.. فعلق كعب حذائها المرتفع بطرف العباءة ... كانت لحظة صعبة لكنها بتمرسها وخبرتها استطاعت تحويلها لصالحها وجعلت الحضور يضحك ويتفاعل معها وهي تتحدث عن ضرورة جعل عارضاتها يعلمنها تقنيات المشي على المنصة ... ثم نظرت له بمودة تتأمل وقفته المائلة أمامها مستندا على مكتبه واقتربت منه ممسكة بيده وهي تقول:
"لقد أسعدني المشاركة بالعرض آسر وفخورة اني كنت جزءا من نجاحه الكبير ...لقد أشاد الجميع بالمشاركين وما قدموه رغم أن اغلبهم ..عداي طبعا .. مصممين مغمورين لكنك بحق أجدت اختيارهم ..لقد حققت نجاحا مدويا لفندقك .... وجعلت اسمه يسطع بكافة مجلات الموضة العالمية ..(وغمزت له بمشاكسة مكملة) وخبير تسويق ماكر مثلك يعلم أن تلك المجلات هي مصدر القراءة الوحيد لسيدات النخبة من الطبقات الراقية ..وطبعا ما أن يقرأن اسم الفندق سيسارعن بحجز رحلات إليه جارين أزواجهن أو أصدقائهن لهنا ......خاصة مع الصور الرائعة والكلمات المادحة للصحفيين الذين حضروا العرض والذين أكرمتهم أنت بضيافة واستقبال مميز"
غمزها ضاحكا:
" انها منافع متبادلة عزيزتي ..وأنت أول من استفاد منها"
بادلته الضحك قائلة بإقرار :
"اعترف ...لقد استمتعت أنا وفريقي بالإجازة المجانية الفاخرة ...ولولا ارتباطي بعقود عمل عاجلة وبعض العروض الخاصة لأطلتها أكثر ..ويكفى أن وجودي هنا ألهمني بموضوع عرضي القادم الذي سيتمحور حول موديلات مستوحاة من تلك العباءات العربية الرائعة ..
آه آسر إنها رائعة تلك العباءات والتطريزات التي تزينها ...لقد أبهرتني المرأة التي عرفتني عليها إنها فنانة حقا بالتطريز.....كم كنت أتمنى ان تقبل مرافقتي والعمل لدي بأمريكا"
أنفجر آسر ضاحكا وهو يقول لها :
"يا الهي مادلين ...أنت ترغبين بالقضاء على كلينا ...عزيزتي كوني شاكرة أن أخيها وافق على احضارها للقائك وسمح لها بالعمل معك ولو عبر وسيط "
قطبت بضيق قائلة بحنق:
"لكن فكرة أن تعمل من منزلها وتتولى أنت إرسال النماذج المطرزة عبر الطرود السريعة ستستهلك وقتا وأحيانا نحتاج لتعديلات عاجلة ..أنا حقا لا أفهم سببا لهذه الأفكار الغريبة والغير عملية ...لمَ لا يمكن أن تعمل وتسافر ببساطة لا أفهم!! "
رد آسر بجدية:
"مادلين سبق وأن شرحت لك أن للناس هنا وخاصة من لهم ظروف تلك السيدة لهم وضع خاص ...لابد أن تتفهمي أن لكل مكان عاداته التي قد لا تتفق مع ما نشأنا عليه وعلينا احترامها "
هزت كتفيها بضيق دون اقتناع وهي تشيح بيدها قائلة :
"حسنا حسنا ...ما زلت غير مقتنعة لكن لا بأس ..سأظل الرابحة بتلك الصفقة ..ويكفى انك أصبحت مدينا لى بمعروف عزيزي"
اعتدل قائلا باعتراض :
"ماذا اى معروف هذا؟!"
ردت بمكر:
"ألم احضر لمساندتك وكنت سببا بنجاح عرضك وحضور كل مندوبي الصحف العالمية لمتابعة العرض والافتتاح"
رد حانقا :
"وربحت أموالا طائلة وحصلت على عطلة مجانية كلفتني الكثير "
غمزته بمكر:
" وربحت أنت أكثر...لذا أراك مدينا لي ...وسأطالبك برد الدين يوما"
أجاب بغيظ مازح:
"مادلين لقد تحولت لمحتالة "
تعالت ضحكاتها وهي تقترب منه تضمه مقبلة خده وهي تقول بمحبة :
"لكني رغم هذا صديقتك المفضلة عزيزي لا تنكر "
مد كفيه لكتفيها يحاول إبعادها برفق دون أن يحرجها ... لينتفض كلاهما على صوت فتح الباب بعنف جعل ضرفته ترتطم بالجدار بينما تقف سما أمامه كمخبر أمن مركزي يداهم مجرمين خطيرين...خاصة بنظراتها وهي تحدج كليهما شذرا لدرجة جعلته يرتبك للحظة ويديه تتسمر على كتفي مادلين التي جعلتها المفاجأة تستند بكتفها لحضن اسر بتلقائية وهي تستدير برأسها لترى من الذي دخل بتلك الطريقة قبل أن تلتمع عينيها بمكر وهي ترى تلك الفتاة التي لاحظت قربها من آسر واهتمام الأخير بها طوال الشهر الماضي فقررت أن تقوم ببعض المشاغبة وتثير غيرتها التي استشعرتها مجساتها الأنثوية .
تعمدت مادلين تجاهل سما وعادت برأسها لآسر المأسور النظرات بتلك الفتاة فمدت كفها لوجهه تعيد انتباهه لها وهي تقول بميوعة متعمدة:
"سأشتاق لك كثيرا حبيبي وسأهاتفك دوما ...لا تنسى اتفاقنا "
ومالت تحاول تقبيل فكه ليتراجع برأسه مسقطا كفيه وناظرا لها بلوم فينتبه لنظرتها الشقية الماكرة ويضغط على أسنانه قائلا :
"مادلين أخبرتك اني بت اتمسك بطبيعتي العربية ولم أعد أرحب بأساليبنا القديمة بالتحية"
ردت ببراءة مفتعلة:
"عزيزي إنها تحية وداع قبل السفر ..( ومالت برأسها مضيفة بهمس قرب أذنه) ومساعدة بتحريك المياه الراكدة وإشعال نيران الغيرة بقلب صديقتك الصغيرة "
لتغمزه قبل أن تستدير خارجة تنظر بتعالي مفتعل لتلك التي تشبه تنينا مجنحا يزفر لهبا أمام الباب فاحتكت بكتفها وهي تمر بجوارها قائلة:
"إن كنت تريديه فاحكمي وثاقه بسرعة فهناك العشرات يتحين الفرصة لاختطافه "
وأكملت سيرها بتعالي وصوت دقات حذائها يستفز سما أكثر بينما تتابع مشيتها المتمايلة بحنق :
"هل يمكن أن أعرف سببا دخولك مكتبي بتلك الطريقة غير اللائقة "
أفاقها صوت آسر من شرودها وهي تحاول فهم معنى ما قالته تلك المائعة ...فعادت بنظراتها له وهي تدخل مغلقة الباب خلفها بينما تحدجه بتجهم وصورته تعود لذهنها وهو يحتضن تلك المرأة فتشعر بنيران تحرقها من الداخل وتدفعها للجري ورائها لاقتلاع شعرها والعودة له لتغرز أظافرها في عينيه وبعدها تضربه بإحدى المجسمات الأثرية على مكتبه ...لكنها حاولت تجاهل مشاعرها العنيفة وادعاء البرود وهي تجيبه قائلة:
"عفوا لم أكن اعلم أنك مشغول باحتضان النزيلات ...لقد جئت لمعرفة إن كان هناك تعليمات خاصة لهذا اليوم أم اتبع جدولى المعتاد...وحقا لا أدرى سببا لإصرارك على أن أمر لأخذ التعليمات منك كل يوم بدلا من رئيسي المباشر "
رفع حاجبه وهو ينظر لوجهها المشتعل ونظراتها الغاضبة وقد أرضاه رد فعلها الغاضب فقال بمكر:
"وهل الأمر يستدعي تلك الطريقة في الدخول ...ثم لا يصح ما تقولينه عزيزتي ..هل ترغبين بتشويه سمعتي وسمعة الفندق واتهامي بالتحرش بالنزيلات ..ثم إنك تعرفين أن مادلين ليست مجرد نزيلة بل هي أكثر من ذلك ..إنها صديقة مقربة لي "
اشتعل أتون جنونها فردت بغضب وهي تحاول لجم نفسها:
"ومالى أنا ... أكثر أو أقل أنت حر ...فقط أحب أن أنبهك ..ان التدين الذي أصبحت تدعيه ...وتحاول ادعاء رغبتك بأن تلتزم به ..لا يتفق مع هذه التصرفات المنحلة"
رد ببرود وهو يربع يديه:
"اى انحلال.. لقد كانت مجرد تحية وداع:
"صرخت بغيظ لم تستطع لجمه:
"تحية ماذا يا عيني! ...لقد كنت تضمها بين ذراعيك وهي تقبلك ..اى تحية هذه ..ثم ما بال لسانكم ...هل فقد القدرة على قول مع السلامة ..أو حتى المصافحة باليد هل كانت ستقلل من حرارة الوداع ...أم أن التحية لا تكون إلا بالأحضان والقبل؟! ... ( تنهدت باختناق وهي تشعر انها كشفت نفسها فحاوت مداراة رد فعلها بقولها )على أية حال أنت حر ..هذا شأنك ..انا لا دخل لي ...تقبلها ...تحتضنها ...تقضى حتى ليلتك بحجرتها ...أفعل ما تريد"
نظر لها بابتسامة جانبية مستفزة وهو يطقطق بلسانه قائلا :
"ما هذا سما ...معقول ..هل تحرضيني على الفسق والكبائر .. وإقامة علاقات غير شرعية ...لا عزيزتي ...لا أصدق ...أنت هكذا ترتكبين ذنبا كبيرا ..هذا بدلا من نصحي ومساعدتي على الالتزام والتعفف"
صرخت بسخرية غاضبة:
"الالتزام والتعفف وأنت لا تتفقان معا ... ( لتغمغم بضيق مسموع ) وكأنك تعرفهم أو تستطيع أن تلتزم بهما ..مثلك سيعيش ويموت دون أن يعتدل ذيله الاعوج"
انزل ذراعيه واقترب منها حتى لم يعد يفصل بينهما سوى نصف خطوة فأسعده رؤية اضطرابها وغضبها الممتزج بارتباكها من قربه ...وتجاهل محاولتها الميل بجذعها للخلف دون أن تتراجع مدعية الثبات .. فابتسم مميلا رأسه للجانب وهو يحدق بها قائلا:
"ربما لو ساعدتني أنت ..يعتدل هذا الذيل "
نظرت له بحنق وهي تربع ذراعيها تحت صدرها لافتة نظره له دون أن تدرك ورفعت ذقنها قائلة:
" وكيف أفعل تلك المعجزة سيد آسر "
ازدرد لعابه وحاول المحافظة على صموده وهو يبعد عينه بصعوبة عن التحديق بها وقال ببوح:
"بأن تتزوجيني طبعا "
أسقطت ذارعيها وتراجعت خطوة للخلف وقد فغرت فاها ...لم تصدق أنها سمعته ينطقها...هل نطقها حقا أم اذنيها تخدعانها ..
آسر طلبها للزواج!!..
تسمرت مكانها بصدمة ...لا تدري سببها رغم أنها كانت تتوقع شيئا كهذا منه منذ أيام ...بل هي منذ عادت للعمل معه وهي تراه يحوم حولها ...يلاعبها بالكلمات والتلميحات التي كانت تربكها وتقلقها....ورغم توقعها المسبق شعرت بالمفاجأة والصدمة وجنت نبضاتها لحظة نطقه بها صريحة ...
تعالت أنفاسها وشعرت أنها فقدت قدرتها على النطق ..وظلت متسمرة مكانها تحدق به بارتباك تفتح فمها وتغلقه دون وعي ...بينما عيناه تناظرها بعاطفة لم يعد يخفيها ...
أقترب بوجهه أكثر يحدق في عينيها هامسا :
"أنا أحبك سما ..وارغب بالزواج منك ...أريدك لى زوجتي في السراء والضراء وحتى نهاية العمر ...وللعلم فقد طلبتك من أخيك رسميا منذ فترة ووافق بشرط موافقتك أنت...لكني كنت أمنحك مزيدا من الوقت حتى تستعدي ...لكن الآن ..أنا لم أعد قادرا على المزيد من الصبر ...( ليميل ناحية أذنها المختفية خلف طيات حجابها قائلا بهمس) أنا احتاجك قربي لتعفيني حبيبتي فالإغراءات كبيرة ..كبيرة جدا ومغرية "
انخفضت عيناه بوقاحة على تفاصيلها الأنثوية مستغلا ارتباكها وتشوشها ثم ازدرد لعابه بصعوبة واشتعل جسده فسارع برفع عينيه ملتقيا بعينيها الجميلة الذاهلة ...ثم انتقلت نظراته على ملامحها التى يعشق تفاصيلها ...
لم تكن أجمل من رأى ...بل إنها على مقياس الجميلات لن تصل حتى لمنتصفه ...لكنها رغم ذلك تأسره ...بها شيء لا يشبه غيرها ...شيء لا يستطيع تحديده يجعلها تسكن روحه وتثير شهوات جسده كما لم يحدث معه قبلا ولا حتى في سنوات مراهقته الفائرة.
لم يعد بمقدوره الصبر أكثر ...لقد منحها أقصى ما يستطيعه من وقت ...وحقا لقد اكتفى ..أكتفى من بقائها بمحيطه دون أن يكون له الحق بها ...بالاقتراب منها ...بالتغزل فيها ...بلمسها ...بتقبيل تلك الشفتين ...لم يعي بأنه يحدق بهما أو أنه فقد تركيزه ومنطقه وتولت عواطفه السيطرة على حواسه فمال ناحيتها وكادت شفتاه تمسها حتى أفاق على شهقتها وهي تتراجع للخلف و ترتفع يدها لتلطم خده ...لم تكن لطمة قوية...لكنها افاقته من الغيبوبة العاطفية التي كاد أن يغرق بها فتنحنح بحرج وتراجع قائلا باعتذار:
"انا آسف سما ...لا أدرى كيف فقدت السيطرة على نفسي ...لكني معذور حبيبتي ...أنا مشتاق لك من دهور "
ردت بانفعال غاضب وأنفاسها تتعالي "
"لا تقل حبيبتي ..أنت كاذب ...أنت أصلا فاقد للسيطرة أمام النساء ..كيف تجرؤ على طلب الزواج مني وتحدث أخي أيضا ...الآن فهمت سبب تلميحاته وكلمات سيد المبطنة ...ما لا أفهمه كيف قبل بك ....وكيف ظننتما أني قد أوافق على خوض تجربة الزواج مرة أخرى وهو يعلم رفضي للأمر بشكل عام وأنت بشكل خاص يستحيل أن اقبل بك وأنت مختلف عنا تماما بأفكارك وطباعك ...كيف آمن على نفسي معك وأنت تشرب الخمر وتنتقل بين أحضان النساء ..أنا لا استطيع الثقة بك آسر ...لن اشعر بالأمان معك ..آسفة ..أنا غير موافقة"
قالتها واستدارت ترغب بالمغادرة بسرعة قبل أن توقفها كفه وهو يجذب ذراعها ويعيد غلق الباب الذي فتحته قائلا:
"سما ...انتظري هنا ..انت تلقين على بالتهم جزافا ...تعرفين أني لم أعد اشرب ...هذا أمر انتهى منذ علمت بمدى حرمته ..قد أكون ما زلت متساهلا قليلا بالتعامل مع النساء ...ولاحظي قولي التعامل ...فانا بعد أن تعلمت اصول ديني لن أمس امرأة لا تحل لي وهذا للعلم فقط لا علاقة له بك وبحبي لك ...بل هو عهد بيني وبين ربي أن لا أقرب الكبائر ...ربما ما زلت أقع ببعض الزلل بحكم العادة ...لكني أحاول وأجاهد نفسي قدر استطاعتي ...وللعلم أنا حتى بالماضي لم أكن زير نساء أو رجلا شهوانيا هوائيا ينتقل من فراش امرأة لأخرى "
اعترضت قائلة:
"لقد كنت بين أحضان واحدة قبل دقائق"
رد بتوضيح:
"لا تتغابي سما ...تعرفين أنها صديقة ..وقد كانت تودعني بطريقتها ..اعترف أني أخطأت بعدم صدها بسرعة ...لكن ( هز كتفيه مستسلما) لن أكذب عليك...بعض العادات القديمة التي نشأت عليها تغلبني أحيانا و لن تختفي بين عشية وضحاها ...احتاج لمزيد من الوقت...لكن الأمر لن يتعدى يوما صغائر أجاهد نفسي قدر المستطاع للتغلب عليها"
نظرت له برفض وقالت :
"الاحضان والتقبيل ليس أمرا عابرا أو مقبولا ...هل ستراه كذلك لو فعلتها أنا مع الرجال "
اشتعلت عيناه رفضا وهتف قائلا:
"لا ...أتعرفين سما ..آسر القديم لم يكن ليرى في تقبيل امرأته لرجال آخرين كتحية مشكلة ...فهو تربي على تلك الطريقة .. لكن آسر اليوم قد يقتل أي رجل يلمسك أو يقترب من نطاقك ...ليس فقط لأنه أصبح يعي مدى خطأ وحرمة الأمر ...ولا حتى لأن دمائه الشرقية عادت تشتعل بعروقه تحت شمس بلاده ...وتخلص من البرودة القديمة ...لكن لأن عشقك الذي سكنني جعلني رجلا غيورا متملكا ...رجلا تشتعل مراجل غضبه إن رأى نظرة بعيني رجل تطالعك بوقاحة ...سما أنت أدفئت قلب آسر وأشعلت مراجل شرقيته مع غيرته عليك ..فأضحى رجلا آخر ...رجلا لا يرى ولا يريد سواك ...لا يرغب بلمس امرأة سواك ....يريدك ملكه ...حلاله ...سما ..أنا أعرف أنك تحملين بقلبك مشاعر قوية لي ...فلما تحاربينها "
نظرت له قائلة ببوح موجع:
"لا استطيع آسر ...لا استطيع تحمل تجربة أخرى ...لن أتحمل فشل آخر ...خاصة معك ...سيقتلني الأمر ...هذه المرة لن استطيع أن أقوم من عثرتي سأموت"
رد مستنكرا:
"ولما تتوقعين الفشل ...لماذا ترفضين إعطائي الفرصة؟ ...صدقيني ..سننجح معا "
هزت رأسها برفض قائلة:
"لأني لن أشعر معك بالأمان آسر ...والآمان أهم من الحب والعاطفة ...وبدونه تفشل العلاقة...أتظن أني فشلت مع سمير لأني فقط لم أكن أحبه ...لا ...لم يكن هذا هو السبب الوحيد كثيرات تزوجن دون حب وسعدن مع أزواجهن ...لقد فشلت معه لأنه لم يمنحني الأمان ...لم يحترمني بما يكفي ...لم يقدرني بما يكفي ...لم يحمني بما يكفي لم يساندني أمام جبروت أهله بما يكفي.. وهذه الأشياء هي ما تعطي الفتاة إحساسا بالأمان ..إحساسا يجعلها تركن لرجلها ..تشعر بالراحة بقربه تتحمل الحياة معه مهما كانت صعوبتها حتى لو لم يجمعهما الحب سيجمعهما العشرة الطيبة وسينمو معها الحب لاحقا"
كان يتابعها وهي تتحدث بألم ..تغيم عينيها بالدموع ويتحشرج صوتها بوجيعة ما مرت بها ...لا يعرف أيسعد لبوحها الذي لم تتعمده عن عدم حبها لطليقها ..أم يحزن على وجع الكسرة بصوتها والذي يوضح صعوبة ما مرت به ... ليقسم بداخله أن يمنحها كل الأمان الذي تتمناه ...سيشعرها دوما بالاهتمام والرعاية والمساندة والحماية وفوقهم وأكثر منهم الحب.
أنتظر للحظات حتى تهدأ أنفاسها الثائرة وحاول إقناعها بقوله :
"سما...أنت بهذا الشكل تحاكميني على أخطاء غيري ..وهذا ظلم لي عزيزتي"
نظرت له بألم وقالت بسخرية :
"وهل أنتظر أخطائك أنت أيضا آسر .. آسفة ...لم يعد عندي مكان لجرح جديد ...أرجوك آسر ...لا تعيد فتح هذا الموضوع ..أنا لن أتزوجك ..ولن أتزوج غيرك ...دعنا نكتفي بعلاقة عمل فقط ...أنا لست على استعداد لخوض تجربة أخرى ...لقد اكتفيت "
وتركته متجهة للباب تعيد فتحه وتقول بإنهاك من خلف كتفها :
"أرجوك سيد آسر ...أي تعليمات عمل تخصني ابلغها لمديري...لا داعي لمروري عليك كل يوم ..الأمر بدء يثير لغطا حولي وهمزات لا اقبلها "
وخرجت تاركة إياه يحدق بأثرها مقطبا وهو يقسم بداخله أنه ابدا لن يقبل بما تقوله ...ليدعها ليوم أو يومين تهدا وتستوعب طلبه ...ليلاعبها قليلا وهي تظنه استجاب لطلبها ...وليعيد هو شحذ أسلحته ... واعدا اياها بداخله أن يخرج كليهما منتصرا من حربه مع عقلها .. وأن يكون هجومه القادم هو الأخير الذي سيسقط دروعها التي تتحصن خلفها هادما حصون خوفها ومحتلا قلعة قلبها الذي شعر بارتجافه عندما كاد أن يلمسها هامسا له برسالة أنه ينتمي إليه وآن أوان عودته لحصن صدره .
**********

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 10:04 PM   #1266

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ثلاثة أيام صباحا
الحارة منزل محمود

صوت جرس الباب جعلها تسرع ناحيته وهي تغمغم بضيق خائفة أن تستيقظ الصغيرة ..ما أن فتحت الباب حتى اتسعت عينيها وهي تنظر لشقيقها شاكر بتعجب وسألته بقلق:
"شاكر ..ماذا حدث ..هل أنت وأبنائك بخير"
تنحنح شاكر وقال بحرج:
"كيف حالك نسرين ..اطمئني نحن جميعا بخير... لقد جئت لزيارتك والاطمئنان عليك ..ماذا أختي هل ستتركينِ واقفا على باب بيتك "
قطبت وتراجعت قائلة بتوجس:
"بالطبع لا تفضل ادخل شاكر ..أنا فقط فوجئت ...خاصة وقد اتصلت بي قبل ساعة ..بحجة الاطمئنان علي"
جلس على الكرسي يتهرب من نظراتها الثاقبة ورد بلوم:
"حجة! ...سامحك الله يا نسرين... وهل أنا أحتاج لحجة للسؤال عنك "
نظرت له بتمعن تراقب وجهه جيدا قبل أن يلتوي فمها ببسمة وقالت ساخرة :
"شاكر يا ابن أمي وأبي ...أنا ادري الناس بك ...لقد تزوجت منذ ما يزيد على الشهرين ...ولم تتصل بي أو تفكر بزيارتي ..لم تعززني أمام زوجي وتحضر لي هدية أو زيارة وكنت اطلب بعض الأشياء بنفسي وادعي أنها منك لمدارة حرجي ..وفجأة تتصل بي مبكرا وما أن تعرف أني لم اذهب للعمل اليوم تسارع للحضور لزيارتي ..هل المفروض أن اصدق أن الأمر شوق ومحبة أخ حقا ...أخي ادخل بالموضوع مباشرة ماذا تريد ؟!"
نظر لها شاكر بارتباك وتنحنح قائلا:
"في الواقع أنا..عزيزتي ..تعرفين الفترة الماضية ..رمضان وعيد صغير وكبير والآن اقترب موعد دخول المدارس ..وأيضا زوجتي مصرة ..اقصد أنها"
شخرت ساخرة وقالت:
"شاكر سأوفر عليك اللف والدوران ...زوجتك تريد الذهاب للمصيف وأيضا ستحتاج مصروفات للمدارس الخاصة التي ألحقت أطفالك بها رغم أن ظروفك لا تتحمل هذه المصروفات ...لكن بالطبع الهانم لا تريد أن تفهم أو تراعي ظروفك ...وأنت كالعادة عندما تضيق بك السبل تبحث عن مصدر تمويل لا يحتاج رد أليس كذلك"
نفى شاكر بسرعة:
"لا تفهميني خطأ نسرين ..هو مجرد دين وسأرده لك بمجرد.."
وقفت تقاطعه بحدة :
"كما رددت ما سبق واستدنته مني عشرات المرات ..أليس كذلك؟! اسمع يا شاكر ...ما مضى قد مضى ...وما سبق وأخذته أنا مسامحة فيه و لن أطالبك به...لكن انسي تماما أني قد أعود لمنحك نقودي كالماضي..ما أتحصل عليه من عملي أبنائي أولى به"
أنتفض واقفا أمامها وهو يهتف بعصبية:
"أي أبناء هؤلاء ...هل كذبت الكذبة وصدقتها ..أنهم أبناء زوجك ولن يكونوا أبنائك يوما ..لا ينتمون لك وليس بينكم صلة دم ...أنا كنت واثقا ان هذا الرجل طامع بك ...يريد مالك لتنفقيه عليه هو وطفلاه"
نظرة له بخذلان وقالت:
"وأنت! .. لست طامع؟"
فرد بوقاحة :
"على الأقل أنا أخيك ..و أبنائي أولى.. فهم لحمك و دمك "
ردت ساخرة بمرارة:
"حقا ..ويا له من لحم ودم ...لذا كانت زوجتك تبعدهم عني وأنا أعيش بينكم ...تحفزهم وتحرضهم ضدي حتى لا يسمعون كلامي أو يقتربون مني "
اقتربت من وجه شقيقها تنظر لعينيه وقالت بصلابة وحدة رغم دموعها:
"اسمع شاكر واسمع جيدا لأني لن اكرر كلامي ..الشقة وتركتها لك ...وما استدنته سابقا لن أطالبك به ...لكني أبدا ..أتفهم ..أبدا لن أمنحك قرشا آخر ..مالي حقي ..أنفقه كما أشاء ..آه وللعلم فقط ...محمود الذي تتهمه بالطمع .. يرفض أن يأخذ مني قرشا واحدا ولا يجعلني حتى أشاركه بمصروف المنزل ...هو رجل بحق .. تأبي نفسه أن تنفق امرأته عليه وعلى أبنائه ...ويصر أن أودع كل مرتبي باسمي بالبنك"
التمعت عيني شاكر طمعا وقال:
"لو كان هذا صحيحا فلما لا.."
قاطعته صارخة بحدة وصرامة:
"إياك شاكر... أنسى أوهامك وأطماعك ..قد يرفض محمود أن انفق مالي الآن ..وقد تقول أنت أن مازن وروان ليسا طفلاي ..لكني رغم ذلك سأستثمر فيهم ...سأدخره لأجلهم ..ويوما ما سيحتاجون النقود ..ربما لتجهيز روان وهي عروس ...أو لمشروع يقيمه مازن عندما يتخرج ...ووقتها سأكون حاضرة لدعمهم "
ظلت تنظر له بتحد وتصميم يعرفه قبل أن تضيف هازئة:
"....عفوا اخي لم اسألك ماذا تشرب ..أم تريد أن أضع لك الغداء ...لكن سامحني سيكون مسلوقا فابنتي مريضة وكلنا سنأكل مسلوقا لأجل خاطرها اليوم "
نظر لها شاكر بتجهم وعلم من ملامحها الصلبة أنها لن تتزحزح عن موقفها ...يعرف جيدا تلك النظرة بعينيها فغضب ورد بحدة وهو يتجه للباب:
"لا اريد شيئا ...شكرا على لا شيء "
وخرج صافقا الباب وراءه وهي تتابعه بحزن وعينان دامعتان مسحتهم بسرعة وهي تسمع صوت روان الضعيف من خلفها يقول بحشرجة:
" ماما ..هل حضر بابا .. لما كنت تصرخين ..ماما أنا عطشة"
بعدما تأكدت من مسح أثار الدموع استدارت وذهبت إليها تحتضنها وتضع كفها على رأسها تتأكد أن حرارتها قد انخفضت وهي تقول:
"لا حبيبتي ..هذا خالك شاكر ..عندما علم بمرضك أصر أن يحضر للاطمئنان عليك"
أعادتها لفراشها وناولتها كوب الماء وروان تسألها ببراءة
"خالي شاكر ...أتقصدين أنه أخيك ماما مثل مازن أخي....لكني لا اذكره ...لما لا يأتي لزيارتنا"
قضمت نسرين فمها وقالت بوجع:
"لأنه مشغول كثيرا عزيزتي ...وما أن استطاع حضر لكنك كنت نائمة..ولم يرد أن يوقظك"
ضمتها لصدرها وهي تفكر
" بإذن الله لن يكون مازن كشاكر..أنا وأبيك سنحسن تربيته وسأدعو الله أن يجعله لك سندا يا حبيبتي"
صوت رنين هاتفها جعلها تربت على شعر روان وتأخذه من جوارها لترى اسم محمود فترد بهدوء:
"مرحبا محمود"
سألها بلهفة قلقة:
"كيف حال روان الآن هل انخفضت الحرارة "
ردت مطمئنة إياه:
"نعم ..لا تقلق أصبحت بخير وها هي جواري تجذب الهاتف من يدي راغبة بالحديث معك"
ناولت الهاتف لروان التي أخذته بسرعة تحدث والدها وتخبره أنها بخير وتشكو له أن ماما نسرين أعطتها الدواء المر رغما عنها"
ابتسمت نسرين وتركت الصغيرة تثرثر مع أبيها وذهبت لتحضر لها عصير الليمون وما أن عادت حتى ناولتها روان الهاتف قائلة:
"بابا يريدك ماما"
أخذت الهاتف قائلة نعم محمود:
جاءها صوته متسائلا:
"هل حضر شاكر حقا؟!"
ارتبكت للحظة وهي تستوعب أن روان لابد أخبرته فقالت بمراوغة:
"آه نعم اتصل بي صباحا ليطمئن على ...أخبرتك أنه دوما يطمئن على خاصة بالصباح وهو بطريقه للعمل وعندما علم أني أخذت إجازة اليوم قلق وظن أني مريضة فحضر للاطمئنان على "
استمعت له للحظات شاردة وهي تفكر بأن الشيء الوحيد الذي تخفيه عن محمود وستظل تخفيه دوما ..هو سوء علاقتها بأخيها ...فهي لن تكرر خطأها السابق وتكشف وضاعة أخيها أمام زوجها ليعايرها به يوما ويشعرها أنها بلا سند ...يكفيها ما يعلمه محمود عن شاكر بالفعل ...فلتترك شيء مخفي ترفع به رأسها أمامه دون خزي..أنهت الحديث معه بشرود وعادت لضم روان وهي تحدثها بخفوت قائلة لنفسها أكثر من الطفلة :
"لا تفضحي اهلك يوما أمام زوجك يا ابنتي ..مهما كانت مساوئهم أخفيها بداخلك وأظهريهم بأحسن صورة ..فلا احد يضمن الزمن والأيام ..فدعي لك أمامه ظهرا وسندا حتى لو كان ظهرا من ورق ...وسندا كاذبا"

*****

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 10:07 PM   #1267

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساءا
حفل زفاف هادر وياسمين

تحت الأضواء الخافتة والومضات الضوئية الملونة يقف هادر متمايلا يضم ياسمين بين ذراعيه ..يراقصها على نغمات أغنية قديمة لمطرب من الجيل السابق أغنية اختارها بنفسه لتعبر عن مشاعره ناحيتها ...يهدر قلبه تحت كفها فيرتجف قلبها تجاوبا ...تضمها يداه بتملك فتلف يدها حول عنقه بعشق تتشابك عيناهما معا تتبادلان الرسائل مع الكلمات الصادحة بصوت حنون من مكبرات الصوت حولهما
ضميني وانسي الدنيا
ضميني وانسي الناس
انا وانت هنبقى في ثانية
ملناش غير الاحساس

أما حنان فأخذت تتحرك بين المدعوين بسعادة ...ترحب وتتلقى المباركات ...وبين الحين والأخر تنظر نحوهما بعيون دامعة فرحا ...ولسانها يهمس بالدعوات وآيات الذكر تحصنهما من الحسد...تراهما أجمل عروسين في الدنيا ...ولا تعرف اهي عيني الأم أم أنهما هكذا بالفعل ...تطلعت فيهما بفخر تنظر لهادر ببذلته السوداء الكلاسيكية وقميصه الأبيض بياقته المنشاة وربطة عنقه الفراشية السوداء بخيوط فضية وشعره اللامع المصفف بقصة عصرية فيرتجف قلبها سعادة وزهوا بنصف قلبها الباقي بعد أن غاب عنها النصف الثاني ....كان يبدو في قمة أناقته تزيده الفرحة ولمعة عينيه وسامة مما جعل قلب الأم فيها يخشى عليه من عيون الحاسدين ...لتنتقل نظراتها لعروسه التي تسكن أحضانه بثقة ...تلك الفتاة الجميلة الرقيقة التي أودع الله حبها بقلبها منذ حدثها عنها هادر ...حبا زاد مع توطد معرفتها بها ...ووصل لمداه مع قبولها أن تعيش معهما ......إن فرحتها بها اليوم مساوية لفرحتها بهادر ...تنظر لها بفخر مساو لفخرها بابنها ولسانها يلهج بآيات التحصين خاصة وهي تراها تضيئي كنجمة متألقة بثوبها الملكي الأبيض بقصته الاميرية.
كان من قماش الشيفون المطرز تطريزا بارزا بخرزات فضية .. بربع كُم وياقة مرتفعة .. يحيط بجذعها يحدده ويبرز مناطق الفتنة والأنوثة فيه بقصة على شكل قلب بينما قطعة من الدانتيل الشفاف تتوسط المنطقة ما بين أعلى الصدر والياقة المطرزة .. أما تنورة الفستان فكانت من نفس قماش الشيفون ومشغولة بخيوط فضية لامعة على شكل خطوط مائلة تزداد كثرتها كلما وصلنا لذيل الفستان المنفوش .. شعرها ملموم للخلف بكعكة أسفل رأسها وتاج لامع يزين فوق رأسها مشبكا في طرفه الخلفي طرحة من الدانتيل الشفاف .. بينما قرط لامع من نفس فصوص التاج يتدلى من أذنيها .. فبدت كالأميرات في القصور .
احساس بالحب وبس
احساس بربيع العمر
ولا نعرف هم الدنيا
ولا نسمع لكلام الناس
ضميني
ضميني
ضميني وانسي الدنيا
ضميني وانسي الناس

تبتسم وهي ترى كيف يشدد هادر من ضم عروسه أكثر بينما هي تحاول الابتعاد قليلا بخجل فلا يسمح لها ...لتدور عيناها بالصالة تلاحظ النظرات الموجهة صوبهما بقلب يرجف خوفا عليهما حتى
التقت عيناها بعيني زوجها ...لتراه يشاركها ذات الإحساس وهو ينقل نظراته بين هادر وعروسه وهي كما لو كان يقول لها انظري لوليدنا الغالي..فأسرعت اليه تقف بجوار كرسيه المدولب تمسك بيده تشاركه الفرحة وتخفى عن الناس عينيه الدامعتين لعدم قدرته على الوقوف في زفاف ابنه ...
على بعد خطوات من مكان العروسين وقفت رؤى مع مجموعة من صديقاتها وزميلاتها تتطلع لصديقتها بسعادة تغبطها بمحبة على حب هادر ...وتبتسم بداخلها وهي تتذكر وجهه عندما خرجت ياسمين من حجرة التزيين بمركز التجميل حينما كان ينتظرها بالصالة الخارجية .. وكيف اتسعت عيناه بافتتان ذاهل عندما رآها بطلتها الأميرية الأثيرة ...لقد التقطت العديد من الصور لوجهه ستريهم لاحقا لياسمين ...فصديقتها المرتبكة لم تقدر على مواجهة نظراته لحظة رؤيته لها ...خاصة مع الصفير الذي اطلقه هادر فزاد من خجلها فهربت بوجهها بعيدا عنه لكن حضرة الضابط فقد ثباته الانفعالي وترك لعواطفه العنان حين شدها لصدره محتضنا إياها لفترة طويلة رافضا إفلاتها مما جعلها هي وأمه تضحكان على حالته وتحاولان إجباره على تركها حتى لا يفسد زينتها فأخذ يعاندهما هو يخبرهما مازحا بانه لا يرغب في الذهاب للقاعة بل سيخطفها فورا لمكان بعيد ...مما جعل ياسمين تشهق وتزداد احتقانا وخجلا وتتملص منه لاجئة لأحضان أمه التي أخفتها خلفها وهي تهدد هادر مازحة بأنها ستأخذها معها الليلة لتبيت في حضنها ما لم يتأدب ...
بعدها أخذت رؤى تعيد ترتيب طرحة العروس ومساواة تاجها فوق رأسها قبل أن ينطلقا إلى مركز التصوير وبعدها لقاعة الحفل ...
كم هي سعيدة لياسمين ...فهى تستحق رجلا كهادر ...يحبها بكل قوته ويحاول دوما اسعادها ..لا يكف عن مفاجئتها بكل ما يبهجها ...وكم احسن صنعا أمس عندما كانوا يجتمعون ببيت ياسمين لأجل حفل الحناء الذي كان من المفترض أن يكون بسيطا يضم فقط صديقاتهم المقربات وبعض الاقارب القريبين لياسمين والذين قدموا مبكرا وسيبقون بمنزلهم ...اقارب شعرتهم رؤى أشبه بالxxxxب بلسانهم المسموم ونظراتهم الحاسدة خاصة عندما فوجئوا بفرقة حناء نسائية ارسلها العريس كمفاجئة لعروسة ...فأحيت الليلة واشعلتها بأجواء فلكلورية رائعة جعلتها ليلة لا تنسى خاصة الحنانة التي قامت برسم الحناء لياسمين بل ولها ولكل من رغبت من صديقاتهم .
تطلعت رؤى بسعادة لظاهر كفها حيث تلك الرسمة الرقيقة التي تمثل فرع شجرة بأوراق متشعبة تمتد من نهاية الابهام حتى بداية السبابة كفرع طويل مثمر ...لتكتم ابتسامة ماكرة وهي تفكر برد فاعل هادر عندما يشاهد ما اصرت الحنانة على نقشه فوق بداية صدر ياسمين ...ظلت تتابعهم بعينها حتى شعرت بعينين تراقبانها فأدارت وجهها لتلتقي عيناها بعيني سيد.
ضميني خديني خديني
هاتي قلبك يحضن قلبي
والحب حلاوته فأيه
غير قلب بيحضن قلب
وحبيبي بيقول لحبيب
دانا اول مرة احب

ظل كلاهما يتطلع للآخر وقد شعرا أن المكان خلا من الجميع فلم يعد بالقاعة سواهما وصوت هذا المطرب المنساب عبر السماعات معبرا عما يجيش بقلبيهما...ظلت عيناها مأسورتان به وهو يقترب منها بخطوات ثابتة وهو يرتدي تلك البذلة التي زادت من وسامته وجاذبيته أمام عينيها .. لتجده يمد كفه لها ...لم تدرى إن كان سلاما أم طلبا لأن تمنحه ما هو أكثر من يدها ...فقبضت على كفها تغلقه دون استجابة متجاهلة نظرات صديقاتها المتعجبة .
ضميني
ضميني
ضميني وانسي الدنيا
ضميني وانسي الناس

تفاجأت رؤى به يمد يده ليمسك بكفها المنقبض ويتحرك بسرعة جارا إياها خلفه متجاهلا ممانعتها ..وهو يجبرها على مجاراته بينما يتحرك ناحية الأبواب الخلفية للقاعة فوجدت نفسها بعد لحظات تقف في شرفة خارجية تطل على حدائق الفندق المقام به الحفل ...
زفرت بحنق وسحبت كفها من يدها بحدة وهي تهتف بانفعال :
"سيد ...هل جننت ..كيف تجرني هكذا أمام الجميع ..ماذا سيقول الناس ...كيف سأبرر الأمر لصديقاتي ...وأبي وأمي اللذان على وشك الوصول ..ماذا لو رأوك تجرني بهذا الشكل ..ما..."
قاطع هزرها باقترابه منها مما جعلها تتراجع بوجل فتصبح محاصرة بينه وبين سور الشرفة..
كان مشتاقا لها بشدة .. وقد مرت عليه الفترة الماضية بين لوعة الحب وعذاب الشوق واللهفة وهي ووالدها لا يعطيانه أي أمل ورغم ذلك لم يقدر على الابتعاد.. لم يستطع .. بل استمر في تنفيذ ما قرره .. عليه ألا يتركها تضيع من يده .. فلو فعل .. سيضيع هو وستصبح حياته بلا معنى فقال وهو يميل عليها :
"إلى متى ستظلين تهربين منى؟ ...إلى متى سترفضين تصديق بأني لن أجرحك يوما ...لن أذكرك بما حدث...لقد انتهى بخيره وشره ولم يبقى بقلبي ولا عقلي منه سوى أن الله قد حفظك وحماك ...لي "
غامت عيناها بالدموع ونظرت لعينه بملامح حزينة شاحبة رغم الزينة المتقنة وقالت بطفولية :
"أنا خائفة"
رد بحمية:
"ما عاش من يخفيك وبسيد قلب ينبض"
نظرت له باستجداء لم تتعمده:
"أخاف ألا تنسى ..أخاف أن تقسو علي ...أن تتهمني أو تشك بي أو تعايرني يوما فتكسر قلبي"
لهث وتعالت أنفاسه مع ضربات قلبه وهو يمسك يدها دون شعور مشددا على كفها قائلا بوعد:
"أنا لن استطيع أن أفعلها ...فلو كسرته أنا من سينزف ويتوجع ....أنا من سأتوجع ...فهل هناك مجنون يوجع نفسه!"
هزت رأسها بإيجاب قائلة :
"نعم ..أنت ...أنت توجعني ... تشك بي دوما ...ألم تتهمني ظلما بأني على علاقة بهادر"
زفر بحنق وتراجع قليلا يمنحها مساحة لتعتدل بجذعها عن سور الشرفة وهو يقول بأسف:
"واعتذرت وندمت ...ودفعت ثمنا باهظا لظنوني ...صدقيني رؤى لقد تعلمت درسي ..وأبدا لن أتهور باستنتاجاتي وظنوني ...فقط امنحيني موافقتك واعدك لن ترى أو تسمعي مني إلا ما يسعدك "
سحبت يدها بارتباك وقالت بتردد :
"لا أدري سيد ...ما زلت قلقة ...أنت عصبي...تخيفني احيانا"
رد مدافعا :
"بل أنا غيور ...وأحبك بجنون من وقت طويل ... وكنت أظن قلبي سيظل يعذبني بهواك بلا أمل خاصة مع ظروفي الصعبة وقتها ..فكنت أتعمد دفعك بعيدا بفظاظتي لعلى أنساك...لكن كلما دفعتك أكثر كنت أتعلق بك أكثر وأكثر "
تراجع نصف خطوة ودفع كفه بجيبه مخرجا دلايتها ليريها اياها قائلا:
"كنت ألملم أي ذكرى منك واحتفظ بها تذكارا لقلبي .. أنظري "
شهقت ما أن رأت دلايتها التي تحمل حرف اسمها وقد ظنت أنها فقدتها فمدت يدها لتمسكها فأبعد كفه لأعلى قائلا:
"لا إنها رفيقتي منذ ما يقرب من عام ...أنام ممسكا بها ...وأصحو أنظر لها ..هي بعض من بقايا ذكرى جمعتني بك ...وشيء من أثرك أحاكيه وأعاتبه واشكوه ...هي من بُحت لها لليال طوال بوجعي وأنا اخبرها عن حب مستحيل ..وأملى عندما تغيرت ظروفي أن يكون لى فيك نصيب..ولن أعيدها لك إلا عندما تصبحين لي ...واستبدلها بك لتسمعي حكاياتي وأحلامي وأمنياتي بدلا منها "
نظرت له بانبهار ...لا تكاد أن تصدق أن هذا الكلام الحلو يصدر من سيد ..انه من يغازلها ويحايلها بكل هذا الحنان والإصرار طلبا لرضاها ..
نظرت له بانبهار تطلب المزيد بعينيها اللامعتين بسعادة لسماع بوح الحبيب ..وازدادت طربا وهي تسمعه يقول:
" أتعرفين منذ وجدتها بعد سقوطها منك ...أصبحت أنيسي .. اخبرها بمكنون قلبي ...بأحلامي عن مستقبل يجمعني بك ...وخوفي من أن يتحول الحلم لكابوس فأراك يوما ملكا لغيري ...وعندما بدأت أقترب حينما أجبرني قلبي رغما عن انف عقلي أن أظل في محيطك ... بدأت تخبطاتي تتزايد مع تزايد عشقي وغيرتي ..لذا كنت أنفعل كثور هائج وأؤذيك...لكن صدقيني ...هي ثورة محب ...وغضب عاشق ...وحمية رجل لا يرى بالدنيا سواك"
نظرت له وقالت ببعض التدلل:
"وماذا لو عدت للغضب والثورة ..انا لن أتحمل"
فابتسم محايلا وهو يميل برأسه على قامتها القصيرة :
"وماذا لو وعدتك أني لن أؤذيك ثانية وسأتعلم لجم لساني المنفلت هذا فقط لأجل عينيك الجميلتين هاتين ...لن أقول أني لن أغار عليك فأنا اعرف نفسي أني رجل غيور ودوما ستثيرين حميتي وغيرتي وخاصة وانت بكل هذا الجمال والدلال"
أنتشت سعادة وفردت جسدها الضئيل بفخر وهي تنظر له بغنج وتشمخ برأسها مستديرة ناحية سور الشرفة تخفى ابتسامتها السعيدة
لتنتفض هلعا على صرخته الغاضبة وهو يهتف بها:
" اللعنة يا رؤى ...ما هذا الثوب الفاضح الذي تلبسيه "
التفتت بسرعة وارتباك تنظر له بعدم فهم لتصطدم بنظراته الغاضبة وهو يقول من بين أسنانه :
"كيف ترتدي ثوبا ظهره مكشوف هكذا "
قطبت ومدت كفها تلقائيا لظهرها تستشعر العري الذي يتحدث عنها لتقطب وتعيد يدها وهي تطالعه بغضب وتربع ذراعيها تحت صدرها باعتراض صامت فثوبها الفيروزي محتشم لحد كبير ولا يكشف إلا جزء ضئيل من أول ظهرها وحتى هذا ليس مكشوفا تماما بل مغطي بقماش شفاف ...بينما ينسدل الثوب بانسيابية بدءا من رقبتها يغطي صدرها بل وكل جسدها بقصته شبيهة بقصة عروس البحر حيث يضيق من الأعلى مرورا بالجذع و حتى الركبة ليبدأ بالاتساع تدريجيا حتى الكاحل ..
نظر لها بعنف لتبادله النظر بتحدي للحظات جعلته ينتبه لنفسه ويسب غبائه بداخله ثم حاول مهادنتها بابتسامة سخيفة وهو يقول:
"أحم ...ألا ترين أن الظهر مكشوف قليلا آنسة رؤى؟ "
نظرت له بغضب وردت بعناد قائلة:
"لا ليس مكشوفا ...وثوبي ليس فاضحا يا سيد ...( لتصمت للحظة تناظره بغضب قبل ان تضيف باستسلام ) واضح أنه لا فائدة بك ...لو سمحت...ابتعد عني ...الأمر بيننا لن يصلُح ابدا ..أنت لن تتغير مهما ادعيت غير ذلك ...سيظل غضبك يغلبك وأنا لن أقضي حياتي أتشاجر معك "
تركته بانفعال واتجهت للداخل دون أن تنظر خلفها رغم يقينها أنه يتبعها فصعدت منصة العروسين المزدحمة بالشاب والفتيات الذين يرقصون معهما على أنغام أغنية شعبية صادحة واقتربت من ياسمين تمسك كفها وتشاركها الرقص متجاهلة نظراته الغاضبة وإشاراته الناهرة لها.
على بعد بضعة أمتار التقطت كاميرا الفيديو التي تدور بالقاعة لقطات للجالسات من قريبات العروس على إحدى الطاولات اللاتي حاولن ادعاء الفرح وتغيرت ملامحهن الممتعضة ونظراتهن الحاسدة بسرعة عندما انتبهن لظهور وجوههن على الشاشة .. ولو كانت الكاميرا تنقل ما يقلن لبعضهن أيضا لنقلت حديث إحداهن تقول من تحت ابتسامة مفتعلة "انظرن كيف ترقص وتتمايل أمامه وأمام الشباب على المسرح بلا حياء ... صحيح فتيات بوجوه مكشوفة ورغم ذلك يوقعن بخيرة الشباب مركزا ووسامة بحبائلهن ...بينما بناتنا المهذبات المحترمات لا يتقدم لهن الا من لا يجدن القوت ...صحيح حظوظ "
لترد عليها أخرى بوجه ممتعض :
"أنا لا أصدق ان تلك المريضة أوقعت ضابطا كهذا ...أتظنينه وأهله يعلمون بمرضها أم تراهم خدعوهم واخفوا الأمر عنهم .. اقطع ذراعي أنهم لم يخبروهم ...لا يمكن أن يوافق هو وأسرته لو كان يعلم "
لترد أخرى بفم ملتوي:
"من يدري ربما وقع بغرامها...لا تنكري أنها جميلة ..كما أن فتيات هذه الأيام متميعات ...لابد أنها أوقعته بشباكها وأدارت عقله ..فلم يهتم بعلتها ...عدة أشهر وسيمل منها ويلقيها لأهلها ...من سيصبر على عليلة لن تستطيع القيام بخدمته وإنجاب أطفال أصحاء له "
لترد أم شهد بغيظ :
" أكيد خدعته ...أكاد أجن كيف يجدن هؤلاء العرسان ويوقعن بهم ...اختها الكبرى قبل عدة أشهر تزوجت مهندسا شابا يعمل بدولة عربية ..والآن هذه العليلة توقع بضابط ...لا يمكن أن يكون الأمر حظا...لابد أن أمهما سحرت لهما "
لكزتها الجالسة بجوارها بكوعها وهي تهمس :
"أمها قادمة أغلقي فمك :
اقتربت أم ياسمين من طاولتهم بابتسامة متسعة وهي ترحب بهم قائلة بكبرياء فخور:
"أنرتونا يا جماعة والله ...العاقبة لشهد يا أم شهد ...ولحسناء يا أم حسناء ...عندما يرزقهم الله بعريس جيد"
لترد أم شهد بابتسامة صفراء:
"سلمتي يا أم داليا ...والله يا حبيبتي شهد ابنتي لا يكف الخطاب عن طرق بابها ...كل يوم يأتيها رجال أشكال وألوان ضباط ومهندسين وأطباء كلهم يطلبون القرب ويكادون يقبلون الأعتاب لنرضي بهم وهم يقولون لن نجد أبدا كابنتكم أدبا وأخلاقا وتربية وصحة"
لتضغط على الكلمة الأخيرة بتعمد أثار غضب أم داليا فردت ساخرة:
"ولم لم تقبلوا بواحد من أولئك العشراااات يا أم شهد ..وترحموا الاعتاب من التقبيل !"
تنهدت بحسرة وهي تقول بادعاء :
"ماذا أقول يا حبيبتي ..ابيها رغم كل مراكزهم يخرج بكل واحد علة ...فهذا سيبعدها عنا ...وهذا طبعه صعب ...وهذا أهله رغم غناهم ليسو من قيمتنا ...يبدو أنه لا يرغب بفراقها ويقول لما نستعجل عليها وهي بالتعليم هل سنكل بها ...تنتظر حتى يأتيها الأفضل والأفضل من لا يكون له مثيل ويفوق كل هؤلاء ..شهد ليست اى فتاة وهي ما زالت صغيرة"
رفعت أم ياسمين حاجبها وردت عليها بسخرية وعدم تصديق قائلة:
"اى صغيرة يا أم شهد وأي تعليم...الم تتخرج ابنتك من عدة أعوام ....لو تقدم لها شاب جيد بالفعل فزوجوها قبل ان يفتها القطار"
شهقت أم شهد وردت بحدة:
"ابنتي تكمل دبلومة دراسات عليا اى لا زالت بالتعليم ...ثم أي قطار هذا ...وهل مثل ابنتي يفتها القطار ...لماذا يا حبيبتي ...هل هي معيوبة أو مريضة؟ ...اذا كانت المعيوبات تزوجن ...فهل ستبور من لا عيب فيها"
انفعلت أم داليا واحتدت ملامحها وهي تقول:
"ماذا تعنين بكلامك يا أم شهد"
تدخلت احدى الجالسات قائلة بمهادنة :
"لا نقصد شيئا يا أم داليا ...تعرفين أم شهد ..طيبة وتطلق كلاما بحسن نية ...تعالى حبيبتي اجلسي ..والله إننا اشتقنا لك فلكم سنوات أخباركم مقطوعة ولا تزورن البلدة ...أم أعجبتكم العاصمة ولم تعد البلدة من مقامكم"
ردت سيدة كبيرة بالسن بلهجة ساخرة:
"يبدو أنهم نسو البلد ومن فيها يا أم شوقي...بدليل أنهم حتى لم يدعونا بزفاف داليا ...أو ربما استعروا منا"
ردت أم داليا بدفاع:
"ما الذي تقولينه يا خالة نجاة ... ابدا والله هي فقط الظروف من حكمت وقتها ..فزوج داليا كان متعجلا لأجل ظروف سفره وقمنا بعمل بحفل صغير ولم نقدر على دعوة الجميع ...وها نحن عوضناها ودعوناكم جميعا بزفاف ياسمين (لتكمل بداخلها بغيظ) منه لله عبد العزيز الذي أصر ودعاكم ...لا أدرى لم لم يستمع لكلامي ويتجاهلكم كما فعل مع داليا"
ردت أم شوقي قائلة:
"لكننا سمعنا عكس هذا يا أم العروسة ...لقد أخبرتنا زوجة عمك أن حفل زفافها كان كبيرا ولا يقل فخامة عن هذا ...عموما ما فات مات ...مبروك يا حبيبتي ...بناتك وقعن واقفات حقا"
لتسألها أم شهد بخبث:
"وهل العريس يعلم بوضع ابنتك؟ "
ردت أم داليا بحدة:
"ماذا تقصدين؟"
أجابت الأخرى بسماجة :
"لا أقصد شيئا حبيبتي أتم الله لها بخير ورزقها ذرية سليمة بلا أمراض "
انفعلت أم داليا وقالت بحدة وهي تتحرك مبتعدة :
"بالإذن سأذهب لأحي باقي الضيوف"
غمغمت أم شهد بحنق ما أن ابتعدت:
"أقطع ذراعي أنهم اخفوا مرضها عن العريس أو على الأقل عن أمه ..ولن أكون أم شهد ما لم افتح عيني المرأة على فعلتهم"
جذبت أم حسناء يدها محذرة:
"ماذا ستفعلين يا امرأة ...أجلسي ...لا شأن لنا "
فأجابتها بخفوت حاد وعيناها تتابعان حماة ياسمين التي عادت للتحرك بالقاعة ترحب بالضيوف:
"أنا سيدة لا أقبل الخداع والضحك على الذقون ...ويجب أن أنبه المسكينة أم العريس لخدعة هؤلاء المدلسين ...لابد أن اكشفهم لها حرام أن اتركها على عمى عينها"
لتجذب يدها وتقف متحركة ناحية حنان ثم وقفت أمامها مسلمة وهي تقول بابتسامة زائفة:
" مبروك يا حبيبتي ..أتم الله لابنك على خير"
نظرة لها حنان بابتسامة سمحة وهي ترد تهنئتها قائلة بمودة :
"بارك الله فيك ...شكرا"
لتسارع بتقديم نفسها قائلة:
"أنا أم شهد ابنة عم والدة عروسكم وزوجي من نفس عائلة والدها ...اى أننا أقاربها من الناحيتين ...لكن الحمد لله من فرع بعيد "
قطبت حنان بلا فهم وهي تتعجب من تأكيدها على بعد الصلة لكنها ردت بتهذيب:
"مرحبا بكم انرتمونا "
لترد أم شهد بسرعة :
"النور نوركم ... لقد دخلت قلبي منذ رأيتك ...ست كاملة والله ...قلبي معك حبيبتي كان الله بعونك على حظ ابنك"
اختفت ابتسامة حنان وهي تشعر بمعان سيئة خلف حديث المرأة لتسألها بحدة:
"ماذا تقصدين لا افهم ؟"
ادعت أم شهد الارتباك وهي تقول بمراوغة :
" لا اقصد شيئا سيئا معاذ الله ..ياسمين ست البنات ...لولا فقط ظروف مرضها ..لم يكن ليعبها شيء ..أنا فقط مشفقة عليكم لما ستتحملونه نتيجة كثرة مرضها واحتمال عدم قدرتها على الإنجاب أو الأسوأ أن تنجب أطفالا مرضى مثلها"
نظرت حنان لتلك السيدة الخبيثة بنظراتها الحاقدة واستعاذت بالله من امثالها قبل أن ترفع رأسها عاليا وتقول :
"احتفظي بقلبك وشفقتك لنفسك يا اختي ...فابنتي ياسمين لا يعيبها شيء وليست مصابة بعلة ..والسكر مرض بسيط ولا يقلق منه سوى الجهلة فالمصابين به يعيشون ويمارسون حياتها بشكل طبيعي ...المهم فقط أن يبتعدوا عن من يقلق راحتهم وأن يهتموا بصحتهم وطعامهم ...ثم السكر مرض العصر ( لتضيف متعمدة استفزازها ) أتعرفين أظن أن ياسمين من كثرة حلاوتها التي فاضت منها زاد سكرها وأنا وابني محظوظان ان كل هذه الحلاوة وهذا السكر سيكون من نصيبه ...بالإذن منك سأذهب لأبارك لابني وعروسه الحلوة "
وتحركت تاركة أم شهد متسعة العينين محتقنة الوجه مصدومة
في ناحية أخرى من القاعة كاد سيد أن يجن وهو يرى تلك الفراشة الشقية التي لا تكف عن التنقل والقفز هنا وهناك مثيرة غيرته وحنقه ...مرة تراقص ياسمين فيجن وهو يراقب العيون التي تنظر لها ...رغم اعترافه لنفسه بأنها لا ترقص بالمعني الحرفي بل هي فقط تمسك بكف ياسمين ويتمايلن بنعومة معها على الاغاني ...لكن وآه من لكن ...تلك التمايلات تتلاعب بنبضاته ..تغضبه وتشقيه وهو يراها كجنية بألوان زاهية تجذب العيون اينما حلت ومهما فعلت ...نادي المصور لمن يرغب بالتقاط الصور مع العروسين فرأى ياسمين تجذبها جوارها هي وهادر ليسارع هو ليقف جوارها بدلا من الوقوف جوار هادر كما يفترض وتجاهل النظرة الساخرة من هادر والغاضبة منها ...ليطلب من المصور ان يلتقط المزيد وهو يتعمد الاقتراب منها رغم محاولتها الابتعاد والميل ناحية ياسمين حتى تأففت وتحركت للناحية الاخرى لتقف جوار هادر ناظرة له بسخرية تجاهلها وهو يلحق ويدفعها بكتفه ليقف بينها وبين هادر ويغمز للمصور ليلتقط الصورة بسرعة قبل أن تتحرك هي بنزق تاركة المنصة ...فمال هو على اذن هادر قائلا بأمر:
"هذه الصور أريدها ما أن تتسلمها "
رد عليه هادر بسماجة:
"إنها صور زفافي وانا من دفعت ثمنها فلمَ اعطيها لك"
اجابه سيد بسماجة أكبر:
"اعتبرها زكاة "
قالها وتركه معاودا مطاردة فراشته.. فأخذت عيناه تمسحان المكان بحثا عنها وهو يحدث نفسه بضرورة التزام الهدوء .. وما أن لمحها حتى اشتعلت
نيرانه وهو يراها تقف مع شاب يبدو من عمره يبتسم لها بسخافة ويكاد يلتهمها بعينيه فانتفض مسرعا ناحيتها ليسمعه يقول لها:
"أنا لا أحاول معاكستك اسمحي لي بتقديم نفسي... الرائد فهمي علوان زميل هادر ...لقد علمت أنك صديقة زوجته المقربة فهل تسمحين لي بالتحدث معك قليلا"
وقبل ان تتاح الفرصة لرؤى للنطق كان إعصارا يهب عليها
ليقف أمامها مجبرا إياها على التقهقر خلفه وهو يقول يهدر بخشونة :
"تتحدث معها بماذا بالضبط"
فنظر له الشاب بتساؤل قائلا:
" عفوا لكن من تكون أنت؟! "
رد سيد بتأكيد :
"خطيبها "
تنحنح الشاب بإحراج قائلا:
"عفوا ...لم أعرف بأن الآنسة مخطوبة ...فلم أرى دبلة بيدها ..اعتذر منكما "
لينسحب بسرعة تاركا كلاهما يشتعل غيظا.. فهتفت رؤى بغضب وهو يستدير إليها بابتسامة مغيظة:
"انت ايها الوقح السخيف الكاذب...كيف تسمح لنفسك بالادعاء أنك خطيبي "
رد عليها بسماجة:
"" باعتبار ما سيكون ..حتى لا يضيع وقته دون داعي"
ردت بغضب:
"وما ادراك أنه دون داعي ...ما لك أنت بي ...( لترفع حاجبها قائلة بتحدي) ألم يخطر ببالك أنني ربما اراه جيدا ولو كان جادا قد اوافق عليه"
لتتسع فتحتا انفه ويقرب رأسه منها بعيون غاضبة جعلتها تتراجع برأسها وجلة وهو يهتف من بين اسنانه:
"رؤى يا بنت عم مسعد ...احترمي نفسك ولا تلعبي تلك اللعبة معي ..انا احاول الهدوء قدر استطاعتي ...لكنك تعرفين باني مجنون ..فلا تخرجي شياطيني افضل لك"
هزت كتفيها وقالت باستهزاء:
"مجنون لنفسك ...ولو لم تبتعد عن طريقي سأخبر أبي ...أني لن أتزوجك ...هل هو بالغصب أنت لا تملك أى حق على "
وحاولت تجاوزه لتتسمر مكانها وهو يقول لها:
"ليس بالغصب بل بالحب رؤى ..ولى عليك حق القلب ..قلبي الذي سَبَيته ولا تريدين ان تعتقيه "
استدارات تنظر لعينيه اللتين تناظرانها بعاطفة مكشوفة فلم ينتبه كلاهما لمن اقترب منهما والتقطت أذناه حديث سيد وهو يقول لها:
"قسما برب العرش يا رؤى ...لو لففت الأرض طولا وعرضا لن تجدي من يحبك ويرعاك ويحفظك مثلي ... من يقدرك مثلي... من يخاف عليك ويرعى الله فيك مثلي .....من ينحت بالصخر ليل نهار ليكون لائقا وجديرا بك مثلي ..من يقف على باب أبيك بلا كلل أو ملل حتى ينال رضاه ويوافق على زواجك مني حتى لو توسلته لسنوات "
انتفض كلاهما على صوت مسعد وهو يقول بخشونة مفتعلة:
"وهل وقوفك معها بهذا الشكل حفظ ورعاية ؟...هل هذا يصح يا سيد يا ابن الأصول ...هل سيجعلني اثق بك وأوافق عليك؟!"
أحتقن وجه رؤى وارتجفت أوصالها فأسرعت لتقف خلف أبيها بارتباك ووجل ...بينما استدار سيد لينظر في عيني مسعد الحادتين وهو يقول بحرج:
"العفو منك عماه ...سامحني لقد أردت فقط أن.."
قاطعه مسعد مشيحا بيده قائلا :
"لا اريد أن اسمع ...نحن بحفل ولا يصح أن نجذب الأنظار ...سأنتظرك غدا ببيتي في تمام الساعة الثامنة مساءا"
أطرق سيد برأسه قلقا بينما يلمح مسعد يجذب يد رؤى مبتعدا ولم يكد يكمل خطوة حتى استدار مناديا:
"سيد"
رفع سيد رأسه ينظر له بخواء لتتسع عيناه ويتشنج جسده انفعالا مصاحبا لشهقة رؤى وهو يسمعه يقول مبتسما:
"لا تحضر وحدك ...أحضر أهلك معك "
وتحرك مبتعدا ليسرع سيد خلفه هاتفا بانفعال :
"عماه ...هل تقصد ما فهمته ..عمااااه ...."

Layla Khalid and noor elhuda like this.


التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 08-08-20 الساعة 07:58 PM
رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 10:10 PM   #1268

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ساعتين
جناح العرائس

أغلق هادر الباب بكعبه وأنزل ياسمين التي حملها من المصعد حتى باب الجناح الذي فتحته هي بالبطاقة التي كانت تمسكها..
وما أن لمست قدماها الأرض حتى نظرت له بخجل وارتباك لتجده يحدق بها بعاطفة أسعدتها وأخافتها فأشاحت بوجهها وتحركت للأمام تدعى النظر للجناح ليحمر وجهها أكثر وهي ترى الفراش المزين بأوراق الورود الحمراء على شكل قلب فازدردت لعابها بصعوبة .. والتفتت تنظر له بجانب عينيها برهبة وخوف لم تستطع منعه ...رهبة عذراء من مجهول لا تعرفه ..وما سمعته عنه أخافها ...ليس خوفا من هادر ...فهي تثق فيه بحياتها ...لكن خوفا مما سيحدث بينهما ليتمم الزواج ... بعض صديقاتها وقريباتها اخبروها قصصا أرعبتها عن فتيات تعاني وتنزف وتتألم .
بدأت البرودة تتسرب إليها وهي تفكر بالأمر .. وشعرت بارتعاش أطرافها لتنتفض فزعا ما أن ضمها من الخلف لكنه تجاهل ردة فعلها الوجلة ومال عليها قائلا بهدوء:
"اهدئي حبيبتي ...هيا لأساعدك في نزع الطرحة وفك تاجك لابد ان رأسك آلمك من ارتدائه طوال الساعات الماضية "
نظرت له بارتجاف وابتعدت عن ذراعيه لتتراجع قائلة بارتباك:
" لا داعي شكرا ..أنا ..انا سأخلعهم"
ابتسم بتفهم وعاود الاقتراب حتى حصرها بينه وبين طاولة الزينة ومد يده يفك المشابك الممسكة بطرحتها وهو يقول لها بهدوء متجاهلا حالتها :
"لا تخافي من شيء وأنت معي ياسمين ..انا لن افعل ما يؤلمك ...وأيا كان ما يخيفك ويربكك فصارحيني به ولا تقلقي "
طالعته بخجل غير قادرة على البوح بمخاوفها لكنه قرأها في عينيها فقال لها بهدوء وهو مستمر بنزع المشابك :
"لن يحدث شيء إلا بإرادتك ورغبتك ...رغم أني أموت شوقا لوصالك ...لكن الأمر لن يكون إلا برضاك وقبولك التام ..لو لم يحدث الليلة فليكن غدا أو بعد غد ..أمامنا العمر كله بإذن الله ..المهم أنه لن يكون إلا وأنت راضية "
أنهي سحب المشبك الأخير ورفع الطرحة ثم مال بعدها مقبلا خدها وهو يعود ليبحث عن المشابك التي تجمع خصلاتها بتلك الكعكة الدائرية وهو يكمل بينما يحاول ألا يؤلمها ويشد شعرها :
" سأخبرك بخطة ليلتنا هذه ...أولا وبعد أن ننهي فك تلك الأحجية برأسك ونزيل كل تلك المشابك التي لا أدري كيف تتحملينها سأساعدك على فك سحاب ثوبك ..( تجاهل شهقتها الخجلة وهو يكمل بهدوء ويديه ما زلت تبحث ع بقية المشابك بشعرها ) وبعدها سأتركك بالحجرة تخلعينه بنفسك وترتدين هذا القميص الأبيض الرائع الموضوع على طرف الفراش بجوار منامتي الرمادية القبيحة ...وادخل الحمام لأستبدل ثيابي وأتوضأ ولن اخرج حتى تناديني بعد أن تنتهي ...وبعدها تتوضئين لنبدأ حياتنا معا على طاعة ...وعندما ننتهي من الصلاة أتعرفين ما سنفعله "
القي المشبك الأخير على طاولة الزينة ومرر أصابعه بين خصلاتها يفردها و يمشطها برفق وهو يردف ببعض المكر بينما ينظر لعينيها المنتظرتين :
"بعد الصلاة سنقوم بإشباع شهوة ملحة وضرورية يحتاجها جسد كلانا بشكل عاجل "
شحبت ونظرت له بارتباك وخوف دون قدرة على الرد وتحشرجت أنفاسها بشكل جعله يشفق عليها فتنهد ومال مقبلا فكها ورفع عينيه ناظرا لبؤبؤيها المتسعين و ضم وجهها بين كفيه موضحا:
"سنشبع شهوة معدتنا للطعام حبيبتي ...فلا ترتبكي وتخافي هكذا ...فلقد أخبرتني العصفورة أن صغيرتي الشقية لم تكد تتناول شيئا من الطعام طوال اليوم سوى كوب عصير تحت الضغط بمركز التجميل ولم يدخل معدتك طعام سوى قطعة الجاتوه التي أطعمتك إياها ونحن نقطع تورتة الزفاف ...ما يعني أنك لم تأخذي حقنة الأنسولين اليوم ..آه وهذا يذكرني بأمر هام يجب أن افعله فورا "
تركها متجها لحقيبة صغيرة موضوعة فوق الطاولة الجانبية للفراش ففتحها قائلا:
"لقد أوصيت أمي ان تحضرها وتتركها هنا ...حتى اطمئن عليك ...فانا اعرف انك لا تهتمين بي وبسلامتي بما يكفي"
شهقت وقالت باعتراض:
"ماذا ..كيف تقول هذا هادر ...أنا أخاف واهتم بسلامتك بالطبع كيف تشك بذلك "
عاد لها يحمل بين يديه جهاز قياس السكر مما فاجأها وهو يقول:
" عندما تهملين طعامك وعلاجك وصحتك إذا فأنت تهمليني ياسمين ..أنت نفسي حبيبتي ..أنت أصبحت أنا ...عندما لا تراعين نفسك فأنت لا تراعيني وتجعليني قلق ومشتت عليك ...وفي عملي لا يجب أن أكون قلقا أو مشتتا فهذا خطر حبيبتي ...لذا عديني أن تراعي نفسك أكثر مراعاة لي"
نظرت له بعينين غائمتين حبا وهو يأخذ لها القياس ولم تهتم بتقطيبته الغاضبة وهو يرى انخفاض نسبته ولا بعتابه لتلقي نفسها بين ذراعيه هاتفة:
"انا احبك هادر أحبك جدا جدا جدا "
لم يستطع هادر المقاومة فألقى بالجهاز على طاولة الزينة وضمها بين ذراعيه بقوة ومال مقبلا إياها بشوق ولهفة ...يديه تشدها وتلصقها بجسده بينما ينتقل بقبلات خفيفة متلاحقة على جوانب فكها قبل ان يقتنص شفتيها بقبلة طويلة عميقة تركت كلاهما مرتجفا وجعلت جسده يشتعل لدرجة أشعرته بأنه سيفقد القدرة على الصبر والانتظار فأبعدها برفق مفلتا شفتيها بعد أن أشبعها لثما وقال بحشرجة:
"لا تحاولي الهائي يا آنسة ...سنحن سنلتزم بخطتي التي أخبرتك بها هيا لقد فككت لك السحاب"
شهقت ومدت يدها لظهرها بدهشة فهي لم تشعر بالأمر فغمزها وأسرع ناحية طرف السرير ليرفع المنامة المتروكة هناك ويتجه للحمام بسرعة ...شاعرا بحاجته لدش بارد بشكل عاجل حتى يساعده على الصبر ...

ما أن أغلق باب الحمام خلفه حتى سارعت ياسمين بخلع فستانها وحملته بين يديها بتؤده وعلقته باهتمام بالخزانة وهي تمرر كفها علي طياته وتتأكد انه مفرودا بشكل جيد لتنظر له بحب وهي تعد نفسها أنها ستعيد ارتدائه بذكرى زواجهما كل عام .. ثم اسرعت بعدها ناحية قميص نومها الحريري الأبيض الموضوع بأناقة على طرف الفراش فترتديه بسرعة وهي تلقى نظرات قلقة على باب الحمام ..لتشعر بالاطمئنان وصوت الماء المنهمر يصلها بوضوح فترتدي القميص الذي انساب على جسدها بنعومة ...فقماشه الحريري الثمين جعله ينزلق بروعة ..وما ان انتهت حتى اتجهت للمرأة لتسرح شعرها وتنظر لنفسها بتمعن...عضت شفتها وهي ترى فتحة الصدر الواسعة التي تظهر أكثر مما تخفي ...فالثوب رغم طوله وقماشه الغير شفاف إلا أنه بحمالات رفيعة تظهر من نحرها الكثير ...عضت شفتيها وطالعت نفسها بالمرآة فشعرت أنها أنيقة بهذا القميص الذي احتضن منحنياتها بإغواء مستتر جعلها تبدو جميلة ومغرية ...فأخذت تفكر إن كانت تتركه هكذا ام ترتدي فوقه روبه الخاص ليخرجها طرقة هادر لباب الحمام من الداخل وصوته وهو يناديها سائلا إن كانت انتهت لتسرع للخزانة ساحبة الروب مرتدية إياه بسرعة وتعود للمرآة فتعض شفتها حنقا وهي ترى أنه لم يخفي الكثير فما زال صدرها مكشوفا فأخذت تفكر هل تبقى به أم تبحث عن غيره يكون أكثر احتشاما ...ليخرجها صوت هادر من حيرتها وهو يعاود الطرق والنداء قائلا :
"ياسمين حبيبتي ...لقد كدت أذوب هنا ماذا تفعلين كل هذا الوقت ولمَ لا تجيبني هل اخرج "
لترد بتأتأة "...نعم ..لا ..أقصد"
لكنه لم يمنحها المزيد وفتح الباب بسرعة ليقف بعد خطوة واحدة وهو ينظر لها مبهورا ...ثم ضغط على فكه قائلا بخفوت:
"ضاع الحمام البارد ..أنت لا تساعديني على المقاومة حبيبتي "
سمعا صوت طرقات خافتة على الباب فقال هادر :
"لا بد انه العشاء لقد طلبت إيصاله لنا بعد نصف ساعة ...حبيبتي لو سمحت اذهبي للوضوء وارتدي ثوب الصلاة حتى نصلى معا قبل تناول الطعام"
أومأت برأسها واتجهت بسرعة مخرجة ثوب الصلاة واسرعت للحمام بينما مرر هو يديه بشعره بعنف وهو يقول من بين اسنانه بينما يتجه ناحية الباب :
"الصبر ..الصبر من عندك يا رب "
بعد بضع دقائق كان هادر يسلم من الصلاة وياسمين خلفه ليستدير ناحيتها واضعا كفه على جبينها ومرددا الدعاء وما أن انتهى حتى سحبها موقفا إياها وهو يميل ليلثم جبينها قائلا:
"هيا حبيبتي"
تراجعت بقلق وقالت :
"هيا ماذا؟!"
ابتسم بتفهم وقال :
"هيا اخلعي الإسدال وتعالى لنأكل بسرعة بعد تلك الجرعة الخفيفة من الأنسولين التي حقنتك بها قبل الصلاة "
تحرك ناحية الطاولة التي تحوي الطعام وجلس على الكرسي لتتجه هي للكرسي المقابل فيوقفها قائلا:
"اخلعي الإسدال ياسمين ...لن تأكلي به حبيبتي "
نظرت له بتردد فقال بحزم:
"لا داعي لتنظري لي بخوف ...لقد أخبرتك لن أفعل ما لا تريدين...( ليلطف حديثه قائلا) ثم أنني قد رأيت ما ترتدين أسفله بالفعل...فلمَ الخجل؟ "
رفعت كفها وفكت طرحة الإسدال وخلعته ثم اتجهت لتجلس فوجدت يده تسحبها برفق ويجذبها لتجلس على ساقه قائلا:
"بل هنا حبيبتي ...منذ الآن سنتشارك كل شيء "
قالت بارتباك وهي تتململ بجلستها محاولة التحرك"
لكنك لن تستطيع تناول طعامك هكذا هادر ..ارجوك دعني لـ"
قاطعها وهو يضع قطعة لحم بفمها بطرف الشوكة بينما يهمس بخشونة:
"توقفي عن الحركة حبيبتي ...فهذا يرفع درجة الخطورة مع درجة حرارة جسدي"
نظر لاحمرارها الشهي وهو يدفع الشوكة مرة أخرى بفمها ليميل قاضما نصفها الخارجي ...ويبدأ تناول الطعام معها طوال الوجبة بنفس الطريقة ...فيتشاركان ليس فقط الطعام الشهي.. بل عشرات القبلات الأشهى منه قبلات تركتهما لاهثين جائعين لما هو أكثر أهمية من الوجبة ...لكن هادر رغم اشتعال جسده وشوقه أصر على أن تنهي ياسمين طعامها وتشرب كوب عصير طبيعي خالى من السكر كان قد طلبه لها ...وما أن تناولت نصفه حتى قالت بخفوت:
" يكفي هادر ..أقسم أنني وصلت حد الامتلاء هادر ولم أعد استطيع تناول المزيد "
فوقف رافعا إياها بين يديه وتحرك ليضعها بمنتصف الفراش قبل أن يقفز جوارها ويميل عليها ممسكا وجهها بين كفيه ومقبلا كل انش فيه حتى تعالى لهاثهما فسألها بتوق:
"حبيبتي ...هل تقبلين أن ابدأ معك حياتنا .. "
نظرت له بوجه محتقن خجلا وعشقا وأومأت برأسها وهي تلف ذراعيها حول رقبته تجذبه إليها فمال جانبا مخفضا الإضاءة قبل أن يعود لها بسرعة ليجتاح حصونها ويحتل كيانها بأكمله بعشق هادر كاسمه .
****

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 10:16 PM   #1269

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

شقة مسعد
طرق أباها باب حجرتها ودخل ناظرا لها فاعتدلت جالسة من إضجاعها فوق الفراش ونظرت له بقلق وهو يقترب منها حتى جلس جوارها محتضنا كتفها ...فبادرته بدفاع قائلة :
"بابا ..أنت لم ترضى أن تسمعني ونحن عائدين وأصريت على أن نبقى صامتان ...صدقني سيد وأنا ..اقصد أنا لم أشجعه ...هو من أصر على الحديث معي ..و "
ضمها مسعد لصدره بحنان وربت على شعرها قائلا:
"أنا لم احضر لمعاتبتك أو لومك رؤى ...ولست بحاجة لأن لتبرري لي ..أنا كنت واثق أن سيد سيستغل أي فرصة سانحة ويحاول لقاءك وإقناعك بالموافقة ..(ليميل مقبلا رأسها وهو يقول بابتسامة) الفتى اثبت إصرار وصمود بشكل يثير الإعجاب ..ما رأيك هل تري أنه يستحق أن نمنحه الفرصة التي يطلبها باستماتة ؟! "
ضمت نفسها لصدر أبيها أكثر وقالت بتردد:
"لا أدري أبي ..ما رأيك أنت ؟!"
مد كفيه وأبعد وجهها ناظرا لها وسألها:
"هل تشعرين بعاطفة ناحيته "
ارتبكت وأدارت وجهها وهربت بعينيها دون أن ترد فأعاد أبيها وجهها ناحيته مصرا:
"هذه الأمور لا يصلح فيها التردد رؤى ..إنها عشرة عمر يا ابنتي ..لو لم يتوافر فيها القبول والميل كحد أدني لن تنجح ..لذا أريد ردا واضحا ..وإلا سألغى موعد الغد ...فلن نحضر الشاب وأهله لنحرجهم"
نظرت له باستغاثة تطلب عونه وهي تسأله :
"ألم تحذرني أبي بأن ما حدث قد يؤثر عليه ويجعله ينظر لي بانتقاص"
تنهد أباها بعمق قبل أن يقول :
"وما زلت قلقا من هذا الأمر ...لن اضحك عليك وعلى نفسي...لكن من ناحية أخرى ...سيد شاب جيد بأخلاق قلت بهذا الزمان ..وهو أثبت أنه يحبك فعلا ..كل تصرفاته تؤكد ذلك ...وتلك نقطة بصالحه "
لتعتدل هاتفة بحدة:
"لكنه أيضا عصبي وغيور ولا يكف عن إصدار الأوامر "
ضحك مسعد وأعادها لصدره قائلا:
"يا ابنتي ...تلك الصفات سمة لأغلب الرجال ... كما أن غيرته عليك طالما لم تتعدى الحد وتصل للشك أو التجريح فهي أمر محمود ...فمن لا يغار على أهله ومحارمه لا يكون رجلا ...ثم أنا لن أزوجك له فورا ...بل لن اقبل حتى بعقد القران إلا بعد إنهائك دراستك أي سيكون لدينا عامين ندرسه فيهما جيدا ونتأكد منه...ورغم أني لا أحبذ عادة الخطبة الطويلة فهي جالبة للمشاكل...لكن بحالتك ....ولأني واثق أن هذا المتهور لن يكف عن الحوم حولك وقد يعسكر لنا على باب البيت .. فالأفضل أن يكون وجوده حولك بصفة رسمية ..وسنتأكد وقتها إن كان سيفي بوعده ولن يذكر الماضي وسينساه ..أم لا ....سأتركك لتفكري حتى الصباح أو بما أننا نقترب على الفجر فلنجعلها حتى الظهر وبعدها أريد ردا قاطعا ..إما الموافقة ووقتها سأتفق معه هو وأهله على خطبة طويلة حتى تنهي دراستك ..وإما الرفض وعندها سأحسم معه الأمر وأتأكد أنه لن يقترب من محيطك مطلقا (ونظر في ساعته وقال) لديك ثماني ساعات من الآن حتى تفكري وتقرري وتمنحيني ردك النهائي رؤى"
ثم استقام واقفا وتركها وخرج لزوجته الواقفة على الباب تنظر لوجه ابنتها الحائر ...تشاركها قلقها ليأتيها صوت مسعد ناصحا:
"رؤى ...توضئي وصلى استخارة يا ابنتي.. عسى أن يكتب الله لك الخير حيث كان ويرضك به "
هزت رؤى رأسها استجابة لتقرر مها أن تصليها هي أيضا لعل الله يلهمهم جميعا طريق الصواب
***
نهاية الفصل



غالياتي متابعات الرواية ..أوشكت رحلتنا على النهاية ...والفصل القادم باذن الله سيكون الفصل الأخير ..سيكون هاما طويلا مليئا بالاحداث والتفاصيل ويحتاج وقت وتركيز كبير لكتابته لتنهتي الرواية بصورة لائقة ترضيكم وترضيني ...وسامحوني لكني اعاني من فترة من الم شديد بعيني تزايدت حدته الايام السابقة واصبح هناك مشكلات عدة اعاني منها وسأحتاج لمراجعة الطبيب خلال الايام القادمة ولذا لست واثقة من قدرتي على كتابة وتنزيل الفصل الاسبوع القادم فأنا حرفيا ارى الحروف أمامي مشوشة بصورة كبيرة ..وسيكون هناك احتمالية كبيرة لتأجيل الفصل للاسبوع الذي يليه ..لذا ارجو منكم الدعاء لي وعدم حرماني من ارائكم وتعليقاتكم الجميلة ...اراكم على خير

Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 10:36 PM   #1270

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور لأحلى ريدا



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 249 ( الأعضاء 92 والزوار 157)

ام زياد محمود, ‏ليلة القمر, ‏alyaa elsaid, ‏هدى هدهد, ‏Sundoselroukh, ‏نور علي عبد, ‏سلوى١٩٨٤, ‏Rasha.r.h, ‏لبنى أحمد, ‏اشراقه حسين, ‏shf2000, ‏ميمو٧٧, ‏هوس الماضي, ‏samam1, ‏gegesw, ‏mayna123, ‏Maryam Tamim+, ‏منالب, ‏شيماء انور, ‏meryem j, ‏رغيدا+, ‏ام مالك٢, ‏maryam ghaith, ‏Wafaa elmasry, ‏..هناك أمل .., ‏فاطمة زعرور, ‏الذيذ ميمو, ‏asmaaasma, ‏Abcabc, ‏hayeksousou, ‏Um-ali, ‏Immortal love, ‏رتال بسيوني, ‏fathimabrouk, ‏نوارة علي, ‏احسان مروان, ‏دودي الخليفي, ‏همس البدر, ‏وردة الفرح, ‏اسماء سلوم, ‏faria, ‏إدارية, ‏Jourialem, ‏redrose2014, ‏احلام العمر, ‏المياس, ‏tamy, ‏laila2019, ‏Diego Sando, ‏Nana96, ‏زقردة, ‏همهمات صاخبة, ‏رانيا خالد, ‏مايا محمد علي, ‏lilyan lilyan, ‏eman hamid, ‏Freespirit77, ‏yasser20, ‏ponopono, ‏amana 98, ‏Zozo.70, ‏ارض اللبان, ‏ريما الشريف, ‏الطاف ام ملك, ‏ذسمسم, ‏Somalove, ‏Ektimal yasine, ‏فديت الشامة, ‏سوزان محمد احمد, ‏rihab91, ‏مون شدو, ‏Halllahyassin, ‏Time Out, ‏رياح البنفسج, ‏riri.com, ‏shaherozozo, ‏سالى احمد66, ‏hapyhanan, ‏Dodowael, ‏fatma ahmad, ‏رانيا محمد19, ‏princess sara, ‏مريم المقدسيه, ‏عمرااهل, ‏safsf, ‏انجيليك, ‏طوطه, ‏Marwahr, ‏اسراءالرسول, ‏ام ابنتها, ‏Rasha kazem, ‏Yasmin yousef


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.