آخر 10 مشاركات
سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          رواية : بريق الماس من تأليفى "مكتملة" (الكاتـب : medowill1982 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree269Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-19, 10:01 PM   #151

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير على اجمل متابعات ...شدوا الأحزمة واستعدوا لفصل طويل مليان احداث ومفاجآت

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 10:05 PM   #152

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس

بعد مرور أسبوع
محطة المترو

يقف بتوتر لا تكشفه ملامحه الجامدة وهو يراقب بنظراته القادمين لركوب المترو .. وينظر في ساعته كل عدة دقائق مراقبا الوقت .. وهو يعلم بأن هذا موعد حضورها .. يحفظ مواعيد ركوبها اليومي ويتمنى أن يجد اليوم فرصة لتنفيذ ما انتواه على مدى الأيام السابقة ..

كل يوم على مدار الأسبوع يتحين الفرصة لمحاولة التحدث معها .. لكنه لم يستطع حتى اللحظة .. لا يريد إحراجها أو إخافتها .. وفي الوقت نفسه لم يعد يحتمل أكثر ...انه يحتاج لاتخاذ خطوة جادة .. والدته تحثه على الزواج .. وأسرته بحاجة ماسة لمن يدخل الفرح إلى قلوبهم لكن ياسمين ليست مجرد عروس بالنسبة له .. لقد أسرته بعينيها منذ اللحظة الأولى ..

ابتسم هادر بداخله ساخرا من نفسه ومما أصبح عليه.. فلو اخبره احدهم سابقا أن الرائد هادر البحيري سيقع في حب فتاة من أول نظرة لأتهمه بالجنون .. فدوما ما نظر للحب على انه كلام شعراء.. ولم يعترف بوجوده أبدا رغم ارتباطه السابق .. لكنه كان ارتباط عقل .. لا دخل للعواطف فيه …العواطف مسألة لم تدخل في حساباته ولم يعترف بها من قبل … فكرته عن الزواج كانت دوما تتلخص في الصورة التقليدية..
فتاة يقتنع بها عقله ، وترضى عنها أسرته ، فتاة سيحترمها ويقدرها ، وتكون له زوجة لها كافة الحقوق وطبعا سيكن لها محبة كافية ، لكن دون جنون العشق الذي يتغنى به الشعراء ..
فكيف حدث أن أسرته عينان بلون السماء من أول نظرة ليقع فيما أنكره دوما ولم يصدق بوجوده ؟!!..

فجأة انتبه هادر إلى آسرته وتحفزت كل حواسه وهو يراها تقترب من أول الممر مع صديقتها القصيرة ، تلك التي تأكد أنها بغية سيد .. فتحركت عيناه لينظر له خلف منصة بيع الهواتف القريبة من مكان وقوفه فوجد عينا سيد متعلقتان بها .. فزينت فمه ابتسامة جانبية سرعان ما اختفت وهو يتأهب للاقتراب من ياسمينته يهم بحسم الأمر ليجدها قد توقف فجأة تقول :
" لحظات فقط يا رؤى ، سأشترى من سيد كارت لشحن الهاتف فقد نفذ رصيدي"

وقف هادر يراقبهما من مسافة ليست بالبعيدة بينما تأففت صديقتها وقالت بنزق:
"ولمَ لم تشتري من أي محل مما مررنا عليهم بالخارج؟!! .. ألا يوجد سوى هذا السخيف !.. كما أننا ليس لدينا وقت .. ألم تثيري جنوني طوال الوقت حتى أسرع والآن أنت من تعطليننا .. مرة لتشترى كل تلك الحلوى والشكولاتة التي لا تكفي عن التهامها طوال اليوم أيتها النهمة.. والآن لشحن الهاتف"

قهقهت ياسمين برقة فغردت ضحكتها على أوتار قلبه وهو يسمعها تقول ساخرة :
" لن أتأخر أيتها الطالبة المجدة ، منذ متى أصبحت ملتزمة بالدراسة والتحصيل! "
قالتها ثم استدارت متجهة إلى سيد في نفس الوقت الذى رن هاتفها فتوقفت لتجيب عليه لتأفف رؤى مغمغمة:
"ألن ننتهي في يومنا هذا !.. أجيبي انت على الهاتف وسأشترى أنا لك الكارت .. بكم تريدينه ؟"
اشارت لها بكفها ثم تحركت وهي تقول في الهاتف مقتربة من هادر حتى وقفت بجواره دون أن تنتبه لوجوده :
"نعم ماما ... لا تقلقى ....نعم اخذتها قبل النزول ...ماما أنا في محطة المترو والشبكة سيئة هنا .....حسنا ....سنتحدث عند عودتي "

لاحظ تجهم وجهها بعد إنهائها المحادثة وتطلع فيها وهي تفتح حقيبتها لتضع الهاتف وتخرج مغلفا كبير من الشكولاتة لتفتحه وتبدأ بقضمه فأقترب متنحنحا حتى انتبهت والتفتت إليه متفاجئة ليبتسم لها وهو يقول :
" مساء الخير آنسة ياسمين"
اتسعت عيناها في دهشة وهي تناظره بتعجب تنطقه عيناها رغم صمتها .. فشعر هادر بقلقها وتساؤلاتها الصامتة عن سبب اقترابه منها .. لتتسع ابتسامته أكثر وهو يحاول كسر جمودها بقوله:
"هل عانيت من أي مشاكل جديدة مع آلات تمرير اشتراكك؟ … أو تعرض لك الموظف صاحب المشكلة السابقة بأي طريقة؟ ...لقد عاقبته وقتها وتأكدت من ألا يحاول مضايقتك مرة أخرى "
قضبت حاجبيها وأعادت تغليف قطعة الشكولاتة مرة أخرى ثم قالت بحيرة :
" تقصد الموظف الذى تجاوز معي منذ عدة اشهر؟! لا لم يتعرض لي ثانية .. بل لا أظن أني رأيته بعدها .. لقد انتهى الأمر من فترة طويلة حضرة الضابط ، وكدت أنساه ، فلمَ تسأل عن الموضوع بعد كل هذا الوقت ؟!!"

أخذه سؤالها على حين غرة فقد كانت اسئلته مجرد حجة لبدأ الحديث معها لذا لم يدري بم يجيب ..

تحير هادر للحظة وقبض كفيه بقوة بجوار جسده يحاول البحث عن رد ذكي وربما عاطفي.. أو حتى لطيفا .. لكنه فشل..
إن أسلوب المراوغة صعب عليه ... فهو لا يجيد التلاعب .. الأفضل أن يدخل مباشرة فيما يريد ويطلب منها عنوان منزلها .. هذا ما أخبر به نفسه وعزم عليه فازدرد لعابه وتردد للحظات كانت فيها ياسمين تحدق فيه باتساع عيناها الزرقاوان بحيرة فغرق فيهما لثوان قبل أن يقول بصوت خرج خشنا من وطأة عواطفه التي يكتمها :
"آنسة ياسمين أريد أن أطلب منك أن ...."
"هادر باشا ....هادر باشا "
انفجر صوت الأمين عارف الجهوري من خلفهما وهو يهرول نحوه فأجفل الاثنان معا .. ليلتفت هادر بحدة قائلا بصوت غاضب :
"ماذا حدث .. لمَ تصيح هكذا؟ هل قام حريق بالمحطة؟!"
أجفل عارف من حدته وتلجلج قائلا :
" عفوا سعادة الباشا .... فقط أردت إخبار سيادتك ...أن خطيبتك تسأل عنك ...وتنتظرك بالمكتب "

اتسعت عيناه هادر بذهول وصرخ فيه قائلا :
" ماذا تقول أيها الغبي؟… خطيبة من ؟!! "
احمر وجه عارف وتراجع خطوة قلقلة للخلف وهو يقول بتردد:
"لا اعلم ...إنها.. إنها في مكتب سعادتك الآن.. لقد أوصلتها بنفسي عندما وجدتها تسأل عنك وعندما سألتها من تكون أخبرتني بأنها خطيبتك ( وأغمض عيناه يدعك جبينه يحاول التذكر ) خطيبتك ..آش...اشكا ...اشكو ....( ثم فتح عينيه ينظر لهادر قائلا بملامح معتذرة ) عفوا لا اذكر الاسم .. انه شيء مثل (الشكوى)"
ردد هادر بذهول :
"اشكينام؟!!"

هتف عارف بتأكيد :
" نعم ...نعم هذا هو الاسم الذي أخبرتني به ...لكني لم استطع حفظه "
قطب هادر جبينه بغضب واشار بيده لعارف وهو يضغط على نواجذه لينصرف .. ثم سحب نفسا عميقا واستدير محاولا توضيح الأمر لتلك التي لم تتاح له الفرصة بأن يخبرها بما يريد .. ليتفاجأ باختفائها .. فاستدار حوله يبحث عنها لتلمحها عيناه وهي تدخل عربة القطار مع صديقتها ..فاغمض عينيه بإحباط شديد وهو يمرر كفه على وجهه مستغفرا.. ثم استدار متجها لمكتبه كاتما غيظه لاعنا تلك الصدفة التي أضاعت عليه الفرصة التي كان يتحينها ..

قبل ذلك بعدة دقائق
كان سيد ينهي شحن هاتف احد الزبائن بنصف تركيز بينما تغالبه عيناه وتسترق النظر إليها منذ لحظة دخولها صالة المحطة .. ليراها تتوقف قبل الدخول للرصيف وتتحدث مع ياسمين .. وبعدها بلحظات لمحها بجانب عينيه تتجه ناحيته ..
انفجر قلبه بدوي عال في صدره وحاول ادعاء عدم الانتباه والانشغال مع زبونه .. فابتسم له وهو يعطيه باقي قيمة الشحن.. ليشكره الأخر ويستدار دون أن يدري بمن تقف خلفه فاصدم بها في نفس اللحظة التي حاول سيد تنبيهه لكنه كان متأخرا .

تراجعت رؤى بحدة وتتماسك بصعوبة حتى لا تسقط .. لكن حقيبتها وما في يدها من مال كانت قد أخرجته لحظتها سقط على الأرض ..
اعتذر الشاب شاعرا بالارتباك وانحنى معها محاولا جمع ما سقط منها على الأرض فاشتعل الجنون في عيني سيد وهو يرى انكشاف جزء من ظهرها حينما ارتفعت حافة بلوزتها عن البنطال فاسرع بفتح باب الكشك وخرج هاتفا بحدة :
"رؤى اعتدلي فورا "
انتفضت رؤى من صوته وحدته المفاجئة لكنها اعتدلت واقفة بحركة لا إرادية تتطلع فيه بنظرات مستهجنة في الوقت الذي ناولها الشاب ما لملمه من حاجياتها وهو يكرر اعتذاره بحرج ثم نقل نظراته المتعجبة لثوان بين الاثنين اللذان يحدجان بعضهما شذرا واسرع بالابتعاد وكأنه يهرب قبل أن يصيبه شظايا انفجار وشيك .

وقفت رؤى أمامه ترفع عينيها إليه بغيظ وهي تصرخ فيه :
"ما بك ؟.. لمَ تصرخ على هكذا ؟؟؟؟"
تطلع سيد للحظات في وجهها القريب منه جدا ..
لا يعتقد بأنه كان بهذا القرب يوما ..
لكنه لسوء حظه كالعادة لم يكن في مزاج يسمح له بأن يقتنص بضع ثوان مسروقة من الزمن ولا تتكرر كثيرا بإتاحة الفرصة له لأن يتأمل وجه تلك القصيرة المستفزة .. جميلة الملامح حتى في غضبها ..
فقد كان غضبه وغيرته عليها يشتعلان كالمراجل في صدره فوقف يتنفس بحدة محاولا السيطرة على رغبة قوية في سحبها من شعرها القصير كقامتها وسترها بملابسه ان لزم الامر لكنه بدلا من هذا رفع سبابته محذرا وهو يقول بأسنان مطبقة وصوت هامس :
"لا تنحني مرة أخرى بهذا الشكل في مكان عام ...خاصة عندما ترتدين بنطالا ضيق وبلوزة قصيرة تكشف جسمك بمنتهى الكرم عند الانحناء للرائح والغادي ..."
لاح الاستهجان على ملامحها الجميلة أمامه ليخلط بالغضب فيزداد وجهها المرفوع إليه احتقانا .. ليزداد احتقان وجهه هو الأخر مضيفا بتوبيخ غاضب "كيف ترتدين تلك الملابس الضيقة الكاشفة ؟.. ألا تملكين بعض حياء يا فتاة !! ...ألا تنظرين لشكلك في المرآة قبل مغادرة البيت !"

بارتباك أجادت في اخفائه وبحركة تلقائية مدت يدها خلف ظهرها تشد بلوزتها فوق حافة البنطال وهي تهتف باستنكار غاضب :
"وما دخلك أنت إن كنت أرتدى ضيق أو قصير أو لا ارتدى أصلا؟!! ...ألأنك تعرف أبي يعطيك هذا الحق في محاسبتي أو حتى توجيه الملاحظات لي !! .."

وازداد جنونها فهتفت بعينين متسعتين تغطي على شعورها بالحرج أمامه :
"بل .. من أنت أصلا لتتجرأ وتتحدث معي بهذه الطريقة.. من أنت ؟"

( من أنت ؟!!)
سؤال ضربه في مقتل .. طعنه في ذلك القلب اللعين الذي خرج طوعه وتعلق بها ..
من أنت يا سيد ؟
من تكون في وسط هؤلاء الملايين من الشباب لتكون أهلا بأن تقف أمامها تتحدث معها في أمر شديدة الحساسية كهذا !! ..
لأنك تحبها !!..
لأنك تغار عليها !!..

ماذا تملك أنت ليؤهلك بأن ترد عليها بشجاعة الرد المنطقي الوحيد على اسئلتها
( لأنك تخصينني )

اطرق سيد برأسه للحظات قبل أن يرفع عينيه لها ويرد بهدوء يخفي أوجاع روحه:
"عفوا آنسة رؤى ...أنا .. آسف ...لديك كل الحق ...إن الأمر لا يعنيني ...أعدك بألا أتدخل في أي أمر يخصك منذ هذه اللحظة "
قالها واستدار بشموخ يداري قلبا ممزقا وكرامة مجروحة وشعورا قاتلا بالقهر والمرارة واتجه لمكانه خلف منصة البيع.

هل اعتذر لها للتو !!!!
تسمرت رؤى في مكانها تتطلع فيه بذهول ...لم تصدق بأنها تسمع منه اعتذارا...ولا تدرى لمَ أربكتها ردة فعله!!...

إنه يثير غيظها دائما بتدخلاته الغير مرغوب بها ...فلمَ لم تشعر بالسعادة لاعتذاره ولمَ لم تتنفس الصعداء من الوعد الذي قطعه على نفسه أمامها منذ ثوان؟...

حاولت السيطرة على ارتباكها الغير مفهوم لها فغمغمت لنفسها تردد كلماته بسخرية " أعدك بألا أتدخل في أي أمر يخصك منذ هذه اللحظة !!"

استمرت في التحديق فيه تحاول تفسير سبب شعورها بالضيق بدلا من الشعور بالراحة ..ليخرجها سيد من شرودها وهو يسألها ببرود وبأسلوب مهني متحفظ زاد من ذهولها ومن ارتباكها أيضا :
"هل تحتاجين لشيء يا آنسة ...كارت شحن ... اسكرينات ... ( وأضاف بلهجة استعراضية رتيبة كبائع محترف ) كما أن لدينا مجموعة جديدة من حافظات الهواتف بأشكال جديدة لو اردتِ رؤيتها "

طريقته الجديدة في التعامل معها زادت من ارتباكها أكثر فاقتربت من واجهة الكشك ومدت يدها بالنقود قائلة بصوت خافت :
"أريد كارت شحن بقيمة ( …) من فضلك "

أخذ المال من يدها وناولها الكارت وهو يقول بأدب جم :
" تفضلي يا آنسة ..أى طلبات أخرى ؟!"

هزت رأسها نفيا وهي تتراجع ببطء ثم استدارت مبتعدة نحو صديقتها بعنين يغشاهما الحيرة والارتباك جعلها لا تنتبه لوقفة ياسمين خلف الضابط .. فمست كتفها تناولها الكارت في الوقت الذي تعالى صوت صافرة تنبيه اقتراب القطار من المحطة ..فأسرعت نحو أبواب الدخول غارقة في حيرتها ..فنظرت ياسمين بتردد ناحية هادر المنشغل بالحديث مع أمين الشرطة ولم تدري أتقاطعه أم تستأذن أم ماذا.. لتقرر بارتباك الاسراع باللحاق بصديقتها لتركبا القطار .. وكل منهما غارقة في أفكار حائرة...

ففي الوقت الذي كانت رؤى تحاول فهم سبب شعورها بالضيق لاستجابة سيد لطلبها الدائم بالابتعاد عنها ...
كانت ياسمين تفكر في سبب محاولة هذا الضابط التحدث معها ...لكنها اسرعت لفتح حقيبتها تخرج منها باقي قطعة الشكولاتة ووقفت تلتهمها بنهم وتلذذ نافضة من رأسها التفكير في الأمر.
************

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 10:06 PM   #153

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

أغلق الباب خلفه بعصبية وهو ينظر لتلك الجالسة على الكرسي أمام مكتبه واضعة ساق فوق الأخرى والتي التفتت ناحيته لحظة دخوله ووقفت تبتسم وهي تقترب منه مادة يدها لتصافحه وتقول بصوت ناعم:
" مرحبا هادر ...كيف حالك ...اشتقت لك"

تردد للحظة قبل أن يغلب عليه تهذيبه ويمد يده مسلما ...شاعرا بالضيق وهي تضغط كفه بأصابعها بحركة اعتادت فعلها معه سابقا... فسحب يده بسرعة واشار لها لتعاود الجلوس بينما يسألها وهو يقف أمامها:
"أهلا اشكي ؟! ترى أي ريح أحضرتك لمحطة المترو ...لا أظنها مصادفة؟!!"

جلست معيدة وضع ساقها فوق الأخرى لافتة نظره لثيابها الأنيقة... بدلة رغم تصميمها الذكوري بلونها الاسود المقلم بالأبيض و تحتها قميص أبيض بياقة منشاة ..إلا أنها أظهرت جمالها وتفاصيل جسدها المتفجر بالأنوثة ..تجمع شعرها البني المحمر بشنيون أنيق خلف رأسها ...بدت كما يراها دوما منذ أول لحظة تعارف بينهما من أكثر من ثلاثة أعوام ...جميلة ..أنيقة ...واثقة ...لكنه وقتها لم يرى برودتها ...أما الآن وهو ينظر إليها بتمعن ...يشعر بأن كل ما فيها ...جمالها... أناقتها ...طريقتها ...بارد لا حياة فيه ...حتى طريقتها في الحديث ..
خرج من تأملاته على صوتها وهي تقول :
"بالطبع ليست مصادفة ...لقد أتيت مخصوص لرؤيتك ...أرجو أن تجلس حتى نستطيع الحديث ....لا يصح أن أظل رافعة رأسي لفوق وأنت تهيمن علي بطولك "

تحرك ليجلس أمامها يفصل بينهما طاولة صغيرة وهو يسألها بتهذيب :
" كيف حالك وحال سيادة اللواء ؟"
رفعت أشكينام يدها تمررها بأناقة على شعرها المرتب وهي تجيب :
"بخير ...رغم أنك لا تسأل علينا ..لكن أنا وأبي نتابع اخبارك دوما "
رفع هادر حاجبه الايمن وهو ينظر لها مجيبا بسخرية لم يخفها :
"لا أظن أن سيادته ..أو حتى أنت مهتمان بي إلى هذه الدرجة ...أو متوقعين سؤالي عليكما ...ليس بعد ما حدث سابقا !! "
قالها وهو يشير بيده للمكان حوله .. لتقول بسرعة محاولة التبرير:
"أبي كان يساعدك وقتها هادر ...تعرف أنك كنت على جدول الترقي و أي ترقية يصحبها دوما نقل وعادة لمناطق ومحافظات بعيدة ...وانت وقتها كنت راغبا بالبقاء بالعاصمة بجوار والديك بعد ما حدث...لذا هو.."

قاطعها بحدة:
"لذا قام مشكورا بنقلي من المباحث لمحطة المترو ..لأحرم من فرصتي في التقدم واثبات نفسي بدفني في مكان لا يوجد فيه فرصة لي لأظهر مهارتي "

قالت اشكي بمراوغة :
"الأمر كما فهمت كان فقط لفترة ، وطبعا كان ينوي اعادتك لمكانك المستحق بعد أن .."
عاد لمقاطعتها بغضب وهو ينتفض واقفا ويقول :
"بعد أن انفذ طلباته ...وضعني بين اختيارين ..إما القضاء على احلامي وطموحي الوظيفي ، أو تنفيذ شروط ابنته المدللة"
وقفت بسرعة محاولة لنفي كلامه بقولها:
" لا هادر أنت تسيئ فهم موقف أبي لقد اراد خدمتك بضمان بقائك بالعاصمة بجوار والديك بدلا من نقلك لمنطقة بعيدة"
حدق هادر في عينيها قائلا بلهجة ساخرة:

"هل تظنين بأني غبي! ..حقا هل تتوقعين مني أن اصدق هذا الهراء! ...حركة النقل وقتها كانت على وشك الصدور وعلمت قبل صدورها من بعض مصادري هناك أني سأنقل لمباحث مدينة بنها ......وكنت راضيا لأنها قريبة من العاصمة... فقط ساعة أو اقل ، أي لا فارق بينها وبين وجودي بأي مركز شرطة بداخل العاصمة إلا زيادة بضع دقائق لا تفرق ... ولم يكن هناك احتمالية لنقلي لأي منطقة بعيدة أو حدودية كما تدعين ...ليس مع سجلي الوظيفي المتميز وإشادة كل رؤسائي بي ...كما أنني قد خدمت بالفعل بأحد المناطق الحدودية لثلاث أعوام بعد التخرج قبل نقلي للعاصمة ..( وأضاف بمرارة ) لهذا احتمالية نقلي لمكان بعيد لم تكن واردة مالم يكن طبعا في الموضوع نوع من العقاب ...من رتبة كبيرة ترغب في أن تمنحني قرصة أذن ...كما اخبرني أحد رؤسائي وقتها والذي لولا تدخله هو واللواء شاهين ابن عم والدي لمنع نقلي للحدود لكنت الآن هناك ، وفي المقابل ولإرضاء والدك تم الوصول لحل وسط ،أن أظل بالعاصمة ، لكن أنقل لمكان ميت لأي ضابط نشيط ،( واكمل بانفعال شديد ) لأي ضابط يعشق العمل بالمباحث ، ويجد في البحث والتحري ومجابهة الخطر ومواجهة عتاة المجرمين لتطهير البلد منهم هدفا يسعى إليه وفرصة لإثبات ذاته ...حلمي الذي قضي عليه ابيكِ ولأجل ماذا ؟! لأنني رفضت أن اخضع لأنانيتك !!"

شمخت بأنفها وردت بغرور:
" لم يكن رفضا لطلباتي ، أو أنانيتي كما تدعيها أنت ، لقد اهنتني، جعلتني مضغة في افواه الناس ، فسخت خطبتنا قبل الزفاف بأسابيع ، بعد خطبة استمرت لأكثر من عام ، لتأتي بكل بساطة وتخلع دبلتك وتنهي ما بيننا ، ولم ؟!! ، لمجرد تمسكي باتفاق أبرمته أنت معنا باختيارك"
تطلع فيها بنفور مجيبا بمرارة :
" لا انكر بأني قد تراجعت عن اتفاقي معكم ، لكن لم يكن هذا باختياري ، عندما تقدمت إليك كان وضعي وظروفي تسمح لي بالزواج في شقة منفصلة بعيدا عن اسرتي ، كانت احوال اسرتي تسمح لي بالانفصال ...لذا وافقت على شروطكم ، اشتريت شقة فاخرة قريبة من منزل اسرتك بعدما بعت الشقة التي كنت احجزها بمساكن الضباط ،، وساعدني والدي بمبلغ كبير من مكافأة معاشه ومدخراته حتى اكمل ثمن الشقة واستجيب لكل طلباتك المبالغ بها ، في الشبكة والتأسيس والقاعة الفاخرة التي ترغبين بعمل زفافك بها ...لكن الظروف تغيرت ...وضعي تغير ...كنت اتوقع منك الوقوف بجواري ومساندتي ...لا أن تصري على تنفيذ الاتفاق "

ردت اشكي بتعنت :
"وضعك تغير لكن وضعي أنا لا؟!! ...ثم من قال بأني لم أقف بجوارك !.. لقد تحملت تأجيل موعد الزفاف لأشهر عن الموعد المتفق عليه ببداية الخطبة بسبب تلك الظروف ، تحملت ابتعادك ، وحالتك النزقة ورفضك التعاطي بأي أمر يخص حياتنا على مدى أكثر من ستة اشهر ، ما المفترض مني أكثر كمساندة !"
تمتم بابتسامة مرة :
"حقا ما المتوقع أكثر من حضرة المحامية اشكينام الزيني ..ابنة اللواء اول رفعت الزيني ...كيف يتوقع خطيبها أن تقبل أن يبيع شقته الفاخرة ليستطيع معالجة والديه اللذان سقطا حزنا على وفاة اخيه الصغير المفاجئة ليصاب ابيه بجلطة أدت لشلل جزئي وتنقل والدته للعناية بعد ازمة قلبية ...وبدلا من وجودك إلى جواري لتعنيني على مصابي ...أو تلازمين امي بالمشفى خاصة وأنا لا أملك شقيقات ولا خالات ، اكتفيت بمجرد زيارات متباعدة كأي غريب ...ورغم ذلك لم ألومك ، فقط طلبت تأجيل الزفاف لستة أشهر "

اجابته بحدة:
" لم يكن التأجيل ما اغضبني ...لقد كان امرا مفهوما ومتوقعا ...وقد تقبلته واسرتي ...أما ما هو غير مقبول ، ولم يكن من حقك ، أن تبيع شقتنا التي ساعدك والدي في ايجادها وساعدك في شرائها بمبلغ أقل من سعرها نتيجة علاقته بصاحب العمارة ...الشقة التي قضيت أشهر اختار ديكوراتها حسب واجعلها لائقة بي ...لأتفاجأ ببيعك لها دون حتى أن ترجع لنا ، وليس هذا فحسب ...بل بقرارك بأننا سنتزوج في شقة والديك ...(لتضيف بغضب وكبر) ...أنا اشكينام رفعت ..اتزوج في شقة لا تزيد عن مائة وخمسون مترا بمنطقة وسطى ...وايضا ليست خاصة بل اعيش في حجرتين مع حمواي ...هل جننت ؟!! "
وقف يتطلع فيها بصمت دام للحظات قبل أن يعاود الجلوس ويقول ببرود:
"اشكي ...أنا حقا لا أفهم ...لمَ نعيد الحديث عن هذا الأمر ...لقد انتهى ما بيننا منذ ما يزيد على عام ونصف ...أنت رفضت أن تعيشي مع اسرتي بشقتنا ..وأنا اخبرتك أنني لن اتركهم ...ووصلنا لنهاية الطريق وفسخنا الخطبة ...ما الداعي لإعادة فتح الموضوع ...ولمَ عرفت نفسك للأمين الذي قابلتيه على أنك خطيبتي؟!"

نظرت إليه بعمق قبل أن تعاود الجلوس وهي تقول بهدوء تحاول ادعائه :
"عفوا هادر ..أنت محق ...ما فات مات ...لم يكن يجب أن نعيد فتح الماضي ...بل يجب أن نفكر بالمستقبل "

ضيق عينيه ناظرا لها دون أن يقاطعها رغم شعوره بأن القادم لن يعجبه ليتأكد حدسه وهو يسمعها تكمل:
"اسمع هادر ...أنا ما زلت متمسكة بك رغم ما حدث ...الموضوع وقتها وصل بيننا لحائط سد نتيجة تعنت كلانا ، وتصميمه على رأيه ...عندما هدئت بعد فترة وفكرت وجدت أنك كنت معذورا بطلبك نتيجة حالة والديك الصحية وقتها ...لكن الآن الوضع استقر ...لقد علمت أن صحة والديك تحسنت ، و لابد أن الأمر الآن أصبح مقبولا أن تتزوج وتنتقل للحياة مع زوجتك كما كان مقررا ...(واضافت بابتسامة مثيرة تحمل الكثير من الغرور والثقة).. فكر هادر ...لقد كنا متناسبين ومتفقين معا ...نفهم بعض جيدا ...ولدينا طموح ...(ومالت ناحيته ترمش بعينيها مضيفة بلهجة ذات مغزى ) أنا ما زلت باقية عليك هادر ولم انسك لحظة "

تحرك فمه بابتسامة هازئة وغمغم ساخرا :
"ما زلت باقية علي ولم تنسني حقا ؟!! غريب !!....رغم أنني علمت أنك خطبت بعد انفصالنا بشهر واحد "

رمشت بارتباك حاولت مداراته وهي تعتدل قائلة ببعض الحدة:
"لقد كان الأمر ناتج عن رد فعل غاضب مني بعدما حدث منك ...وافقت على الارتباط بسرعة لأجد انني كنت مخطئة ومتسرعة ..وانني غير قادرة على تخطيك ونسيانك لذا فسخت الخطبة ...(لتنظر له وهي تضيف ببعض الغنج) ...لم استطع نسيانك هادر ..لذا دست على كرامتي واتيت اليك بنفسي "

ظل صامتا للحظات يحدق بها ، يعرف بداخله انها كاذبة ...فهي ظلت مخطوبة لما يقرب من عام من احد ابناء رجال الأعمال الكبار ...ذاك الذي سمع من فترة قريبة أنه تم اتهامه في قضية نصب كبرى ، ولابد أن هذا هو سبب فسخ الخطبة ...لكن الأمر لا يهمه ..ولن يحاول مجادلتها بكلام بلا طائل فقال يحسم الأمر بينهما :
"مجيئك هنا يشرفني اشكي ...لكني اعتذر ...فما زال وضعي كما هو ...وظروفي لم تتغير ...عندما اتزوج سأعيش مع والداي ..ومن سأتزوجها لابد أن توافق على ذلك ...وأن تقبل أن يكون الاهتمام بهما ورعايتهما جزءا من واجبات حياتنا الزوجية ...ولا أظنك على استعداد لقبول ذلك "
تقطبت حاجبيها وهي تقول بنزق:
"ولماذا هذا التعنت ...لقد تحسنت حالتهما ...كما أنه بالإمكان استئجار ممرض أو خادمة مقيمة لمراعاتهما ان كان الأمر يستدعي ذلك وتمر انت عليهما من وقت لآخر ...يجب أن يتركاك لتعيش باستقلال مع شريكة حياتك ...لا يوجد فتاة من أسرة ستقبل بهذا الوضع "

رد عليها ببساطة ووضوح :
"من ترفض وضعي هي حرة ...لكني لن أتزوج إلا من تقبل بما قلته ...لن اترك والداي للإغراب لرعايتهما ... كما أن حالتي المادية الحالية لم تعد تسمح بتحقيق طلباتك بشقة الأحلام خاصة بعد ما أنفقته على مرض والداي ، والارتفاع الجنوني في أسعار الشقق ، ( وأضاف ساخرا) وأنا لا يرضيني طبعا أن تتنازلي عن أحلامك وطموحك ...لذا شكرا لتفكيرك بي عزيزتي ...لكني آسف جدا لن استطيع قبول هذا العرض السخي "

امتقع وجهها واستقامت واقفة تناظره بكبرياء فاستقام هو الأخر واقفا أمامها بثبات حازم ... لتتحرك باتجاه الباب وهي تقول له ببرود:
"فكر جيدا هادر ...موضوع الشقة سنجد له حل معا ...بإمكاني أن اساعدك بنصف قيمتها ونكتبها باسمنا معا ...ولا تنسي ...(لتصمت هنية قبل ان تضيف من مكانها أمام الباب وهي تنظر له من خلف كتفها مضيفة) حركة الترقيات والتنقلات الجديدة اقتربت ...عدة اشهر اخرى وستصدر النشرة الجديدة ...وربما ...ربما يحدث احد أمران ...إما ان تجد نفسك عدت لمكانك الذي ترغبه بالمباحث ..أو ...وجدت نفسك منقولا لمنطقة بعيدة تجبرك على ترك والديك لفترات طويلة جدا"

ألقت كلماتها في وجهه ببرود وفتحت الباب متجهة للخارج واغلقه خلفها بهدوء دون أن تلتفت لمن اشتعلت مراجل غضبه خلفها ..
أما هادر فقذف بالكرسي الذي كانت تجلس عليه للجدار محطما إياه وتاركا خدشا بالجدار لن يزول أبدا .
*****

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 10:08 PM   #154

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


انهت لف حجابها الرمادي بلون مزاجها المتجهم والذي يشبه لون بنطالها الذي ترتدي فوقه بلوزة تصل إلى ركبتها تجمع بين اللون الرمادي والوردي بتدرجات طولية...
ملابس عادية لا تختلف عن معظم ملابسها ...عملية ومريحة ...ورخيصة الثمن هكذا فكرت في سرها وهي تطالع نفسها في المرآة بابتسامة ساخرة ..

اتجهت ناحية باب الشقة لترتدي حذائها وعلت صوتها لتخبر أمها التي تتحرك في المطبخ بأنها ستغادر لعملها فخرجت أمها تسألها بتعجب :
"لماذا ستذهبين وحدك ؟.. ألن تنتظري سيد ليوصلك كالعادة؟ "
ردت سما بعد أن انتهت من ارتداء الحذاء واعتدلت لتواجهها :
"لا أمي ...هذا الاسبوع دوامي صباحي ...لذا اتفقت مع سيد بأنني سأذهب وحدي ...وسيحضر ليأخذني عند موعد الانصراف "
قالتها وهي تمد يدها ناحية الباب قبل أن يوقفها صوت والدها الحاد قائلا:
"انتظري أيتها البنت ...هل أصبح البيت وكالة دون بواب تخرجي وتدخلي على كيفك بدون إذن !"

التفتت سما ناحيته تكتم حنقها وتحاول امتصاص غضبه الغير مبرر ...فهو يعلم تماما بخروجها للعمل ...ولم يعترض ....بل كان سعيدا بحصولها على عمل بدخل مرتفع ...فما معنى كلامه الآن !...لكنها كتمت أفكارها وهي تقول مهادنة:
"عفوا بابا ...أنا ذاهبة للعمل ...ولم أكن أعرف بأنك مستيقظ وإلا كنت دخلت لأستأذن منك ...لقد اخبرت أمي قبل أن ..."
قاطعها صارخا بحدة:
"وهل اصبحت أمك هي رجل البيت !!...أنا هنا من يستأذن منه الرائح والغادي ...لا أحد في هذا البيت يتصرف أو يتحرك بدون إذني "
أطرقت برأسها للحظات تحاول السيطرة على أعصابها لكنها أسرعت تقول حين سمعت اعراض امها لتقطع عليهما وصلة جدل تعرف بأنها ستنتهي بشجار وسباب يناله الجميع من أبيها :
"آسفة بابا ...لن اكررها ...هل تسمح لي بالنزول حتى لا أتأخر على العمل ويتم خصم اليوم؟ "

أشار لها والدها بيده قائلا بعنجهية :
"اذهبي واعملي حسابك أن تعودي باكرا ...هناك عريس سيحضر لقراءة فاتحتك اليوم في الثامنة مساءً"

تسمرت سما مكانها بجمود وانفجرت ضربات قلبها في هلع وهي تسمع صوت أمها المتسائل بلهفة عن هوية العريس ...
تحرك أبيها ناحية الأريكة المهترئة بجانب الصالة وجلس عليها قائلا بخيلاء :
"الأسطى حامد الميكانيكي ...صاحب الورشة التي على ناصية الشارع ...كلمني عنها أمس بالقهوة ...رجل كسيب ...ويمتلك العمارة التي فيها الورشة كاملة ..وسيكون لها شقة بها بالطبع ..شقة جاهزة مكملة لا تحتاج قشة كما اخبرني ...ويريدها بحقيبة ملابسها ...وسيدفع لها مهرا خمسون ألف جنيه ... هذا بخلاف شبكة بنفس القيمة ...إنه فرصة لا تعوض ...وقد وافقت"

كان الهلع الداخلي مترافقا مع الجمود الخارجي هو رد فعلها على كلام أبيها بينما يصلها صوت أمها الصارخ برفض وهي تضرب صدرها بيدها :
" ماذا تقول يا رجل ...حامد! ...حامد الميكانيكي الذي لم يكمل تعليمه ...ويكبر ابنتك بأكثر من خمسة عشرة عاما!! ...كما أنه متزوج من اثنتين ولديه قطيع من الأبناء ...هل جننت يا شحاته !!"
انتفض شحاتة واقفا واسرع إلى زوجته يقبض على ذراعها بعنف وهو يهزها :
" لمي لسانك يا امرأة حتى لا اقطعه لكِ ...الرجل لا يعيبه سوى جيبه ...ماذا نفعتنا الشهادات التي أخذها ابنائك وانفقنا عليها دم قلوبنا...ها؟! ... حامد رجل كسيب ...وسيضمن لها معيشة رغدة ...والرجل يحق له الزواج بأربع ...طالما مقتدر ويستطيع الإنفاق عليهم ...ثم أين ستجد عريسا مثله لا يكلفنا شيئا؟ ...كل من يتقدم لها شباب شحاذون يحتاجون من يساعدهم في تكاليف الزواج ...وفى النهاية لن يستطيع من ستتزوجه منهم أن يطعمها حتى ...وكلهم لا يملكون مكانا للسكن .. فإما سيعيش في حجرة بشقة أهله ...أو سيؤجر شقة صغيرة وربما بعد فترة لا يستطيع دفع إيجارها لتعود لنا بعدها "

أفاقت سما من حالة التيه التي سمرتها وقالت تقاطع أبيها:
"عفوا أبي ...أنا غير موافقة ...لن أتزوج برجل مزواج جاهل لو كان يملك مال قارون ...حتى لو كان المقابل أن لا أتزوج أبدا "
ليقترب منها أبيها بغضب وسرعة جعلتها لا تتوقع تلك الصفعة المؤلمة لروحها قبل وجهها وهو يصرخ بها:
"هل تكسرين كلمتي يا بنت....... هل تظنين أنني آخذ رأيك ....أنا من أقرر ...واذا قلت ستتزوجيه ...اذا ستتزوجيه وقدمك فوق رأسك "

اسرعت أمها تقف بينهما مانعة ابيها من التطاول عليها أكثر وهي تحاول تهدئة الأمور بقولها:
"حسنا اهدأ يا شحاته ...اذهبي الآن يا سما لعملك حتى لا تتأخري ...( وغمزت بعينها لسما حتى لا تجادل وأضافت ) خاصة أن اليوم آخر الشهر موعد قبض مرتبك ."
ليأتيها صوت أبيها قائلا بهدوء مفاجئ :
" بما أن اليوم موعد القبض ...فاذهبي واقبضي مرتبك وقدمي استقالتك ...حامد يرغب أن يتزوجك بسرعة ...ولا يريدك أن تعملي "

اسرعت أمها قاطعة عليها الرد الذي كانت تنوي به مجادلة أبيها وهي تدفعها ناحية الباب وتفتحه لها حتى كادت تنقلب على وجهها وأمها تقذف بها حرفيا خارجه وتغلقه خلفها بينما تهمس في أذنها " اتصلي بأخيك وهو سيتصرف "

نزلت سما على السلم ساهمة تكاد تتعثر بكل خطوة ...وهي لا تكاد ترى الطريق ...
لا تصدق ما حدث ...
أهانت على أبيها لهذه الدرجة !...هل أصبحت حملا ثقيلا حتى يلقي بها لرجل كحامد! ...
إنها لا تكاد تكلفه شيئا ...بل حتى أثناء دراستها لم تطلب منه شيء ...كانت تكتفي بالضروري ...وكثيرا ما قضت ليال ساهرة تنقل المحاضرات وتستعير الكتب من زملائها وتكتب أهم ما فيها حتى توفر ثمن شرائها ...وما تضطر لشرائه كانت تأخذ ثمنه من سيد.

أغمضت عينيها لتمنع دمعة تغالبها لتنزل على وجنتها التي تؤلمها مكان الصفعة وهي تتذكر أخيها سيد المبتلى بهم جميعا .. حتى شقيقها الأكبر محمود لم يكن يوما عونا لأحد منهم بل دوما ما كان منعزلا ولا شأن له بهم ..ورغم أنه الأكبر و كان يعمل كسيد منذ صغره لينفق على نفسه وعلى تعليمه ...لكنه أبدا لم يساعد بقرش في نفقات المنزل أو إعطاء شيء لإخوته الأصغر...وبمجرد تخرجه وجد عملا بمدينة نائية واستقر بها وتزوج هناك ...ولا يكاد يتواصل معهم إلا في المناسبات ...آخر مرة رأوه منذ عدة أشهر عندما احضر زوجته لتلد لديهم لأنها كانت تعاني من مشاكل بالحمل والمنطقة التي يعمل بها لا يوجد بها خدمة طبية جيدة ...وتذكرت كيف أن سيد قد ساعده وقتها عندما لم يستطع إكمال مبلغ العملية القيصرية وأعطاه مبلغا كان يدخره ...

آه كم يوجعها قلبها حزنا على حالها وحال شقيقها! ...
لا تريد أن تضعه بمواجهة مع أبيها ...خاصة مع توتر العلاقة بينهما مؤخرا ...لكن ...ماذا تستطيع أن تفعل ...لا يمكن أن ترضى بما يريده أبيها ...الموت أهون من هذا المصير المظلم ....
ألا يكفيها ألم قلبها الذي تحطم وهي ترى انهيار حلمها الغبي !...
نعم كان مجرد حلما غبيا .. أن تتخيل أن يكون رجل كآسر من نصيبها يوما ...رجل بكل تلك الوسامة وهذا المركز ...رجل من عالم مختلف عن عالمها ...رجل لن تستطيع يوما تقبل أسلوب حياته بعد أن رأته بعينيها يحتسي الخمر .. رجل لا مشكلة لديه في أن يلمس امرأة لا تحل له ...بل كما سمعت من ثرثرة العاملات بالفندق قضى الليل معها ليلة حضورها...لقد وجدت عاملات النظافة رابطة عنقه في الحجرة صباحا لدى تلك المرأة ...
هزت رأسها تعد نفسها بألا تعود للتفكير في هذا الموضوع فهو يجب أن لا يعنيها ...
لابد أن تظل تذكر نفسها بذلك ..
لابد أن تنكر أنها شعرت بالراحة لسفر تلك المرأة ومن معها منذ يومين ......

آسر قصة منتهية ...
بل هي لم تبدأ من الأصل ...ولحسن الحظ أنها لم تعد تراه ...فهو منشغل هذه الأيام داخل مكتبه ..لكنها سمعت بأنه في حالة غضب وثورة دائمة جعلت الجميع يتجنبه حتى المدراء بالفندق فقد نالهم من غضبه وتقريعه بل وعقابه المالي الكثير كما سمعت ...
يجب أن تنسى وتركز على مصيبتها الحالية ...

رفعت سما هاتفها وهي تتحرك خارجة من زاوية الحارة دون أن تنتبه لتلك العينان اللاتي تراقبنها بإعجاب .

"أستاذ سمير...تفضل طلباتك ....أستاذ سمير ...استاذ؟!!"
التفت سمير لعامل محل البقالة وسأله وهو يشير لتلك الفتاة الساهمة التي تسير بسرعة دون أن تلتفت يمينا أو يسارا ...لقد رآها أمس أيضا ...ولفتت نظره عينيها بلونهما الغريب ...وطريقتها الجادة في السير دون نظر لمن حولها ...وكم أعجبه هذا ...فتاة تبدو جادة ...تسير باستقامة ولا تلتفت :
"حودة ...من هذه الفتاة ؟! أتعرفها ؟!! "
التفت حودة ناحيتها وادركتها أنظاره قبل أن تخرج من الحارة ليعود لسمير مجيبا:
"طبعا اعرفها ...إنها الآنسة سماء العسال أخت سيد العسال .. أبوها عم شحاته الذي كان يعمل بالسكة الحديد"
اقترب سمير من حودة واخرج من جيبه بضع ورقات نقدية وقال وهو يميل عليه سائلا بخفوت:
" خذ هذا يا حودة لك ...واريدك أن تخبرني بكل ما تعرفه عنها "
خطف الفتى المراهق الاوراق بلهفة وقال بصوت منخفض:
"انها فتاة كالألماظ يا أستاذ ...لو كان غرضك شريف ...( واضاف مستدركا وهو يبلع ريقه بعد أن حدجه سمير بحدة ) ...طبعا أنا اعرف اخلاقك ...اكيد غرضك شريف ..أقصد أنها فتاة محترمة ...لم نسمع أو نرى عليها أى شيء ...كما أن اخوها الاستاذ سيد شاب جدع ومحترم ...واي احد ينظر لها بعين واحدة رضية ..يفقأ له عينيه الاثنتين ..."
قالها الفتى بنبرة تحذير فهمها سمير فاتسعت ابتسامته وهو يغمغم :
"نعم ...انا أعرف سيد جيدا ...كان زميلي بالمدرسة ونحن صغار ...لكني كنت اسبقه بعامين ...فتى جيد رغم عصبيته "
ليميل حودة ناحية سمير وهو يخفض صوته أكثر قائلا:
"هناك عيب واحد بها حتى اخلص زمتي يا استاذ"
تجهم وجه سمير وهو ينظر له بتساؤل فقال الفتى بأسف:

"ابيها ..عم شحاته ...رجل صعب ..اعوذ بالله منه ...لا يعاشر ...طويل اللسان ... بخيل ...حقا اجارك الله منه ...لا يعاشر فعلا "
قطب سمير مفكرا وعادت عيناه لتنظر لنفس الطريق الذي اختفت فيه منذ لحظات تلك التي لفتت نظره بقوة ..ليلتفت بعدها ناحية حودة اخذا منه اكياس الطلبات التي كلفته والدته بشرائها وهو يهمس لنفسه :
"يفعل الله ما يشاء "
.*******

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 10:10 PM   #155

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

شركة الشمس الذهبية للدعاية والإعلان

دخل مكتب أبيه وهو ينظر لساعته بترقب وينظر لأبيه المنشغل بما أمامه من أوراق لم تجعله ينتبه لحضوره
حتى تنحنح منبها له .. فرفع عز الدين نظره إليه وهو يهتف بتحية مشيرا له بالجلوس أمامه قائلا بمرح:
"مرحبا بالمدير الكسول ....كيف تكون مدير المشروعات والتسويق وتحضر قرابة الظهر ؟!، ماذا يفعل باقي الموظفين اذا !..."
ابتسم مدحت يخفي قلقه مما سيحدث خلف مزاحه وهو يقول لأبيه :
" أنا ابن المدير العام ..ولابد أن استفيد من قرابتي لك ...كيف لا تعلم ان ابناء المديرين يكونون شبابا مدللين فاسدين ويعملون بشركات ابائهم بالواسطة! "

تعالت ضحكات عز وهو ينظر لأبنه بحب وفخر قائلا:
" بما انك انت مؤسس هذه الشركة الحقيقي بني ...وما انا سوى مساهم بالمال ...ولولا عقليتك المبدعة بالتسويق والدعاية لما استطعنا ان ننجح ونبني اسما بالسوق في هذه الفترة البسيطة ...لذا يؤسفني أن اخبرك أن الأمر لا يمكن أن ينطبق عليك ...وعليك أن تحضر مبكرا ...سأتسامح معك هذه المرة فقط لسعادتي بنجاح الحملة التسويقية الرائعة لشركة المنظفات المتحدة ....لقد ابلغوني بإعجابهم بما قدمته لهم من خطة اعلان وتسويق لمسحوق تنظيف الملابس ، ويرغبون بأن تتولى تسويق كافة منتجات الشركة ، لديهم اثنا عشر منتجا ، لقد تفاوضت معهم على التكاليف وقيمة العقد ...انها حملة ضخمة بني وارباحها كبيرة بإذن الله ( ونظر للأوراق امامه مضيفا بحماس).. كما لدي طلبات من عدة شركات ...سنكون مشغولين بقوة الفترة القادمة واريدك أن …"

قاطعه مدحت قائلا بصوت متشنج :
"أبي.. هناك شيء ارغب في ابلاغك به "
رفع عز عينيه لأبنه مدققا في وجهه للحظات قبل أن يقول بقلق :
"ماذا هناك بني؟ ...تبدو متوترا ...وجهك مرهق ، هل تشاجرت مع زوجتك؟! "
أجلى مدحت صوته وقال بخفوت:
" هناك رجل سيأتي بعد قليل ...وأريد منك أن تعينه سائقا خاصا لك "
اتسعت عيني عز وتمتم بذهول:
"ماذا؟!...سائق خاص لي أنا ؟! .. لماذا ؟! ..أنا لا احتاج لسائق! ...وأحب أن اقود سيارتي بنفسي"

هز مدحت رأسه برضوخ وهو يقول :
"حسنا لا بأس ...بعد المقابلة إن لم ترغب بأن يكون سائقا لك ..سأجعله سائقا لي أنا ....فقدمي ما زالت تؤلمني بعض الشيء وخاصة اثناء القيادة في فترات الازدحام المروري ....في جميع الأحوال سنقوم بتعيين هذا الرجل" ...
تمعن عز بملامح ابنه الذي يتهرب من نظراته ثم سأله بحزم :
"مدحت اخبرني ما الأمر مباشرة دون مراوغة ...من يكون هذا الرجل؟ ..ولمَ ترغب بتعينه بشدة إن كنت ترغب بمساعدته يمكننا …."
قاطع كلماته صوت طرق على باب المكتب سبق دخول أحمد السكرتير وهو يقول :
" سيد مدحت ...يوسف الذي أخبرتني أن ادخله فور حضوره يقف بالخارج"

اشار له مدحت بأن يدخله .. فدخل رجل متوسط الطول بملامح سمراء صلبة وشعر أسود قصير وخفيف متراجع للخلف قليلا ليترك مقدمة رأسه شبه صلعاء ...يبدوا بأوائل الأربعين ...يرتدي ملابس بسيطة لكنها نظيفة ومتناسقة ...بنطال اسود من القماش يعلوه قميص مقلم باللونين الأبيض والأسود ويرتدي حذاء شديد اللمعان رغم قدمه ..
تقدم الرجل بتردد وألقى السلام ناقلا نظره بينهما و معرفا بنفسه:
" السلام عليكم ..أنا يوسف منصور ...وقد حضرت بناءا على الموعد الذي ابلغني به المهندس سامح محفوظ"

اشار له مدحت بالجلوس على المقعد امامه وهو يعرفه بنفسه:
"أهلا بك يوسف ..أنا مدحت عز الدين مدير التسويق بشركة الذهبية ، وهذا والدي السيد عز الدين المدير العام ...لقد كنت اسأل سامح عن شخص جيد وأمين ليكون سائقا لنا ...وقد اخبرني عنك واشاد بك وبأخلاقك "

تنحنح يوسف وأطرق برأسه في حرج وهو يرفع يده مربتا على صدره قائلا بامتنان:
"اعزه الله ..الباشمهندس سامح جار عزيز وأخ أصغر فاضل ...في الحقيقة لقد فوجئت بطلبه ...فأنا لم يسبق لي العمل كسائق خاص ...كنت دوما اعمل كسائق تاكسي ...ولا ارغب بتركه ...لكنه اخبرني انكم ستحتاجونني فقط من فترة العصر وحتى العشاء ...وهذا يناسبني لأنني اعمل على التاكسي بفترة الصباح "

تطلع مدحت بجانب عينه لأبيه ولاحظ صدمته وجموده وهو يدقق بالجالس أمامه .. ليعاود الحديث بسرعة شاغلا الرجل حتى لا ينتبه لجمود وصدمة ابيه المحدق فيه بذهول:
" في الحقيقة سيد يوسف ، نحن لم يسبق لنا أن عينا سائقا خاصا ، لكن أنا أصبت بحادث في العام الماضي يؤثر قليلا على حركتي ، ورغم كوني أقود سيارتي بفضل الله لكن أحيانا اشعر ببعض الإرهاق والتعب واحتاج من يقود عني ، وأيضا والدي قضى بالخارج سنوات طويلة ، وهناك العديد من المناطق الجديدة والتي يجهلها وهو يكره انتظار سيارات الأجرة ، لذا فعملك سيكون بين كلانا ...ستحضر هنا كل يوم في تمام الثالثة ، وستبقى معنا بالشركة حتى نهاية اوقات العمل لتعيدني أو أبي إلى المنزل أو تقود بنا للاماكن التي نرغب بالذهاب اليها ، سيكون عملك حسب الاحتياج بيننا فأحيانا ستقود سيارتي ، واحيانا سيارة أبي ، وقت انتهاء عملك لن يكون ثابتا ، نحن غالبا ننهي عملنا هنا في السادسة مساءا ، لكن احيانا يكون لدينا ضغط عمل حتى وقت اطول ، واحيانا قد يحتاج احدنا الذهاب لأماكن اخرى ليلا ، في المتوسط سينتهي عملك معنا في حدود الثامنة ، قد تتأخر قليلا في بعض الاحيان لكن بكل الأحوال لن يكون لأكثر من العاشرة مساءا ، وراتبك سيكون( ....) شهريا ...فهل يناسبك الأمر؟ "

كان يعرف بأنه قد ذكر له مبلغا جيدا ، ليس مبالغا فيه لدرجة تشككه ، لكنه كافي ليغريه بالموافقة ...ليرى التفكير يعلو ملامحه وهو يسبل عينيه قليلا قبل أن يرفعها قائلا :
"حسنا ، على بركة الله ، متى ترغبون في أن ابدأ؟ "
ابتسم مدحت واجابه قائلا:
" تستطيع البدء من أول الأسبوع القادم بدءا من يوم الأحد ، والجمعة والسبت إجازة لك ، إلا طبعا لو احتجنا لك في حالة طارئة فسنبلغك قبلها"

اتسعت ابتسامة يوسف وهو يستقيم واقفا ويمد يده لمدحت الذي وقف هو الآخر مادا يده بينما يسمعه يقول بسعادة:
"شكرا سيد مدحت بإذن الله سأكون عند حسن ظنكما "
رد مدحت بتواضع:
"سيماهم على وجوهم يا رجل ، وبإذن الله ستكون معرفة خير "
ليستدير يوسف ناحية عز المقطب ويمد يده إليه قائلا "تشرفت بمعرفتك يا بك السلام عليكم "

وقف عز لحظتها ومد يده له دون أن يبادله الابتسام مكتفيا بهز رأسه مما جعل ابتسامة من أمامه تبهت قليلا قبل أن يستدير متجها للخروج ...

ما أن أغلق الباب خلفه حتى سقط عز جالسا على كرسيه وهو ينظر لأبنه بصدمة ويقول بصوت متحشرج :
"انه هو ...الرجل الذي كان مع سامية بالفيديو ...لقد عرفته لحظة دخوله علينا ...كيف؟ ...لماذا؟ ...هل؟ ..(ليصمت لحظات يستجمع نفسه قبل أن يعتدل سائلا بوضوح ) هل كنت تعرف من هو قبل قدومه؟ ، هل تعمدت احضاره إلى هنا؟"

تطلع فيه ابنه وهو يعاود الجلوس مجيبا:
"نعم لكلا السؤالين ، كنت أعرف من هو ، وتعمدت احضاره للعمل لدينا "

صمت عز للحظات محدقا بعيني ابنه بسؤال غير منطوق ، سؤال لا يرغب في قوله خوفا من الاجابة ، سؤال قرأه مدحت بوضوح فوق ملامح ابيه وفي عينيه التي غشيها الحزن والقلق .. ليرد عليه دون انتظار أن ينطق به :
" ليس زوجها أبي ...بل زوج اختها الصغرى "

اتسعت عيني عز بمزيج من الراحة والدهشة ثم سأل بتلهف:
"حقا ...هذا زوج رباب أخت... سامية .. كيف عرفت؟! .. انه يبدوا كبيرا عليها ، وأيضا يعمل سائق تاكسي وهي جامعية ، هل أنت متأكد... كيف وصلت إليه ؟! "

حاول مدحت تهدئة ابيه الذي بدأ وجهه بالاحتقان قائلا:
"اهدأ أبي ..و سأخبرك بكل شيء "

ليغمض عز عينيه مطلقا زفيرا طويلا ثم قال بشجن :
"أجل أخبرني .. اخبرني بكل ما عرفته بني "

**************

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 10:12 PM   #156

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفندق عصرا
"ماذا تقول ؟ ! "
قالها آسر صارخا بحدة في الهاتف وهو يدور في مكتبه كأسد حبيس:

" كيف يحدث هذا دون أن تبلغني؟!! ….. لا أريد مبررات … لقد نبهتك وأكدت عليك أن تبلغني بكل التطورات .. وأن تراقب الوضع بكافة الفنادق ..كيف يحدث هذا بفندق واشنطن وفندق ميلانو دون علمي ….ماذا تعني باجتماع مجلس الإدارة غدا ؟… كيف يعقدون اجتماعا بدون إبلاغي به مسبقا ! ( وهتف بحدة مستنكرا ) أنا صاحب النسبة الأكبر من الأسهم .. لا يحق لهم عقد اجتماع دون دعوتي!!"
توقف فجأة مسمرا مكانه وقد ازداد احتقان وجهه وهو يقول بغضب محتدم:
"ماذا تعني بأن مارجريت أصبحت حاملة لأكبر نسبة !! ( وصمت متسع العينين يستمع بذهول قبل أن يسأل ) ...متى اشترت أسهم فيليب ورمانيو ؟..وكيف لم يخبراني برغبتهم بالبيع!! ...( ليضيف بصراخ ) أي جحيم يتلاعبون به ...أنا قادم فورا على أول طائرة ...حاول تأجيل الاجتماع بأي طريقة حتى احضر"

أغلق آسر الهاتف وهو يسب مارجريت وفرانكو وكل من في أمريكا ثم رفعه إلى أذنه مجددا يقول لمديرة أعماله :
"جدي لي تذكرة على أول رحلة مغادرة لأمريكا ..لا يهمني أى درجة حتى لو كانت تجارية جدي لي مقعدا فورا "
ليغلق الهاتف ويتصل بعدها بصديقه فهد الفيصل هاتفا بحدة فور سماع صوته :
" مرحبا فهد ...أخباري سيئة ...أتذكر ما تحدثنا به من أسبوع...يبدو أنهم سبقونا بالتحرك ...مارجريت اشترت أسهم فيليب ورمانيو ، وأصبحت صاحبة النسبة الأكبر بعدد الأسهم ، بالتأكيد لم يخبروني متعمدين ..الأمر مرتب حتى يمكنهم تمرير أفعالهم الحقيرة والسماح للمافيا بغسيل أموالها من خلالنا ، لقد علمت أنهم بدؤا بإنشاء صالتي قمار بفندقي واشنطن وميلانو وكليهما من أهم واكبر فنادق السلسلة ...بالتأكيد هذا هدفهم "
حين دق هاتفه بمكالمة قيد الانتظار قال لفهد :
"لحظة فهد سأعود لك (ليرد على المكالمة الأخرى سائلا بحدة) ماذا فعلتِ ؟! حسنا متى موعد الطائرة ، لا بأس سأتجه فورا للمطار( ثم عاد للمكالمة الأخرى قائلا) فهد وجدت مكانا على الطائرة التي ستقلع بعد ثلاث ساعات ونصف ، سأتجه فورا للمطار ، أريد أن أراك بواشنطن فور وصولي ..لا يمكنني مجابهتهم إلا في وجودك فمجموع أسهمي وأسهمك ستمنحنا أفضلية التصويت ...حسنا إلى اللقاء "

قالها آسر وهو يغادر مكتبه متجها إلى صالة الفندق .

قبل قليل في صالة استقبال الفندق

ألقت سماء بقلمها من يدها على الكاونتر أمامها وهي تقول بحدة :
"الأمر زاد عن الحد ...لا يمكن أن نسكت أكثر من هذا ، ماذا سننتظر؟.. أن يحولوا صالة استقبال الفندق لغرفة نوم!"
همت بالتحرك فأمسكت زميلتها بذراعها محاولة لتهدئتها بينما ترنو عيناها للمشهد المخل أمامهما حيث يجلس أحد النزلاء على أريكة دائرية بمنتصف اللوبي ويجلس على ساقه فتاة تبدو عليها الملامح الأوربية محتضنا إياها وملامسا لها بطريقة وقحة بينما تتعالي ضحكاتهم الصاخبة .
استدارت سماء لزميلتها محاولة نزع ذراعها وهي تقول بغضب:
" دعيني مها ، فما يحدث غير مقبول ولا يسمح به في أي فندق محترم ، هذا تجاوز وقح "

حاولت مها منعها وهي ترفع سماعة الهاتف قائلة :
" الأمر لا يخصنا سما .. وليس من شأننا أن نخبر النزلاء وخاصة من سكان أجنحة ال vip بما يجوز أو لا يجوز ، تلك مسؤولية مدير الصالة ومدير الفندق ، سأبلغ فورا مستر منير مدير الصالة ليتصرف "

زفرت سماء بضيق وعاودت النظر لهذا الثنائي لتتسع عينيها ذهولا وذعرا وهي ترى الشاب يقبلها بينما يميل بها فوق الأريكة حتى كاد ينام فوقها فانتفضت بحمية وتحركت ناحيتهم حتى وقفت أمامهما بوجه محمر غضبا وحرجا وهي تقول بحدة :
"عفوا أيها السيد ، فما تفعله ممنوع ، ولا تسمح به إدارة الفندق ، أرجو أن تلتزم بقواعد السلوك اللائق "

اعتدل الشاب اللاهي ناظرا إليها بغضب دون أن يسمح للفتاة بين يديه بالابتعاد و رد عليها بتعالي واستهانة:
"هل جننت؟!! ، كيف تسمحين لنفسك بأن تتحدثي معي بهذا الشكل ؟ هل ستعلمني نكرة مثلك ما يجوز أو لا يجوز لي أن افعله؟!! .. ألم يبلغوك من أنا يا هذه؟!"

ردت بغضب زاده إشارة إصبعه السبابة لها باستهانة :
"بل أعرف من سيادتك ، وهذا لا شأن له بكون حضرتك ككل النزلاء يجب أن تلتزم بقواعد السلوك اللائق ، خاصة وأن هناك اسر وأطفال بالمكان "
قالتها مشيرة بيدها لأسرة تجلس قريبا تتابع ما يحدث باستهجان .. لينتفض الشاب واقفا متجاهلا سؤال من سقطت من فوق ساقه على لأريكة عما يحدث وهتف بحدة وصوت مرتفع:
"هل نسيت نفسك أيتها الفتاة ، أين المسئول عن هذا الفندق ، كيف يسمحون لأمثالك بالعمل هنا "

ليأتي مدير الصالة مهرولا وهو يقول مهادنا :
"ماذا حدث ماجد بيه ، أرجوك أن تهدأ وتخبرني بما حدث "
التفت له قائلا بغضب صارخ :
" لن اهدأ فهذه الفتاة تجاوزت حدها معي .. ولن اتنازل عن عقابها...مجرد فتاة نكرة تخبر أسيادها بما يجوز وما لا يجوز..لقد هزلت "

ردت سماء بحدة وغضب :
"احترم نفسك يا هذا لست سيدا لي ، وأنا لا اسمح لك بسبي "
اقترب ماجد منها رافعا يده ليصفعها قبل أن يأتي صوت آسر الحاد وهو يقف أمامه مانعا إياه من رفع يده يسأل بحدة:
"ما الذي يحدث هنا ؟؟.. ماجد بك اهدأ … هل ستمد يدك على فتاة تعمل بفندقي !!"
تراجع ماجد خطوة وقال غاضبا :
"آسر بك ...تلك الفتاة تجاوزت حدودها معي ، وأنا لن اقبل بأي ترضية أقل من فصلها ورميها خارج المكان"

أظلمت ملامح آسر أكثر مما كانت ورد بحزم :
" ماجد بك ، في فندقي لا أسمح لأحد كائنا من كان أن يقيل أو يطرد من يعملون لدي ، إن اخطأ أحد العاملين عندي فسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية معه ويتم عقابه طبقا للوائح وقوانين الفندق حسب طبيعة وحجم الخطأ ، (ليضيف منهيا المناقشة ) ستقوم الآنسة سماء بالاعتذار لك، ونحن أيضا سنمنحك اعتذار عمليا عن أي مضايقة أو تجاوز بحقك ، إقامتك لدينا مجانية لمدة يومين هدية اعتذار من الفندق ..استمتع بإقامتك سيد ماجد ( وأضاف وهو يستدير ناحية مكتبه ) آنسة سما قدمي اعتذارك للسيد ماجد والحقي بي في مكتبي بسرعة ..فلا وقت عندي "
قالها وهم بالتحرك مغادرا قبل أن يتسمر مكانه حينما سمع صوتها المحتقن وهي تقول:
"آسفة سيد آسر ، لن أقدم أي اعتذارات فأنا لم اخطأ و..."
استدار صارخا بغضب :
"هل نسيت نفسك يا آنسة ...عندما أخبرك أن تعتذري عليك بتنفيذ ما أقول دون مناقشة "
تعالى هدير أنفاسها وغامت عيناها بدموع تحارب حتى تمنع نزولها ثم رفعت رأسها بشموخ قائلة برفض :
" أخبرتك سيد آسر أني لم اخطئ في حق أحد ، ولن أعتذر"
ألجمت تلك الدمعة التي غافلتها و سالت على وجنتها رده العنيف فضغط على أسنانه ونظر لمدير الصالة قائلا بحدة :
" سيد منير ..الآنسة سماء يخصم لها أسبوع وتحول للتحقيق "
قالها وأجبر نفسه على الاستدارة رافضا معاودة النظر نحوها ثم أسرع متناولا حقيبته من يد احد العمال و اتجه مسرعا نحو خارج الفندق وهو يرفع سماعة الهاتف قائلا:
" أريد أن ترسل لي تسجيل لما حدث بصالة الفندق في الساعة الماضية على هاتفي ، لا أنا في طريقي للمطار ، أريد أن يصلني قبل أن اركب الطائرة جهزه وأرسله فورا"

قالها بمزاج عكر ثم أغلق الهاتف .. ليفتح له السائق باب السيارة وهو يتناول منه الحقيبة فقال آسر بلهجة متعجلة:
"إلى المطار بسرعة"

نهاية الفصل الخامس

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 10:14 PM   #157

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

انتهى الفصل يا رائعات فصل طويل اجهدني جدا واستنفذ كتير من حالتي العصبية بكتابته واتمنى اعرف رأيكم وتحليلكم وتوقعاتكم ..دمتم بكل خير


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 10:54 PM   #158

frau zahra

? العضوٌ??? » 417089
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 190
?  نُقآطِيْ » frau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond reputefrau zahra has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك بجد وصحيح الحره لا تخاف ولا تهان سماء بجد ابهرتني

frau zahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 11:06 PM   #159

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور ياقمر



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 72 ( الأعضاء 20 والزوار 52)

ام زياد محمود, ‏sira sira, ‏نور علي عبد, ‏amana 98, ‏frau zahra, ‏hind el, ‏وسام عبد السميع, ‏wiamrima, ‏Dalia.7rb, ‏رغيدا+, ‏snan, ‏حلا المشاعر, ‏ميمو٧٧, ‏حلا سلمي, ‏فديت الشامة, ‏Maramahmed, ‏Nada $, ‏faria, ‏روجا جيجي, ‏Samaa Helmi


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 19-10-19, 12:17 AM   #160

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك العافية حبيبتي الفصل وضح كثير من الامور
سيد ورؤى بتكون بين شد وجذب بعد ان يتصرف معها بتكلف ولا يتدخل في امورها باي شذل كما اخبرها لو صح كلامه سيجعلها تشتاق لمناوشاتها معه وستكون هي من تسعى اليه وليس هو

ياسمين لديها مشكله تخفيها ووالديها يحاولان اخفائها باي طريقه هل هو مرض او عيب او مشكله ادت الى انتقالهم من بيتهم

هادر مظلوم من فعل اللواء وابنته وهل سيستمر ظلمهم له او سينصف

بالتوفيق يا جميله وتسلمي على الفصل 🌺🌺


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.